عدلات - [قصص قصيرة] Cd قصة قصيرة لدينا عماد

عادت لبيتها حزينة بعد زيارة قبر زوجها الراحل فاليوم مر عام كامل على وفاته ...لم يمر بسهولة فقد كانت تبكيه ليل نهار
كانت تبكى وحدتها وفقده فى آن واحد... تمنت لو عاد بها الزمن لرفضت تأجيل الانجاب كما طلب منها ... من المؤكد ان ابن له كان سيصبرها على فراقه
لم تعلم انها ستفقده بهذه السرعة وبعد اقل من عامين زواج
كثيرا ما أخبرها انه يحبها هى فقط ويريد الا يحب أحد أكثر منها حتى وان كان ابن لهما ولا يريد منها ان تنشغل بآخر
كانت تحبه بشدة كما كان يحبها ويغار عليها...كانت تحب غيرته أيضا فقد كان يمنعها من الخروج الا معه ...ومن الزيارات العائلية الا بصحبته... كانت كلما استاءت من غيرته اخبرها انها من شدة الحب
كل ركن فى المنزل يذكرها به... لم تعد تطيق الذكريات التى تحاصرها وتقتلها كل لحظة...لذا قررت الانتقال لمنزل آخر عسى ان تستطيع تقبل رحيله فى بيت بلا ذكريات معه

اخذت احد المقاعد المقلوبة ... وجلست تنتظر قدوم السيارة التى ستنقل الاثاث
جالت بنظرها للمرة الاخيرة فى ارجاء المنزل... ولفت نظرها صندوق صغير لم تره من قبل...يبدو ان والدتها هى التى اغلقته اثناء حزم الحقائب وفك الاثاث
تناولت الصندوق الصغير .... وجدت به مجموعة من "السيديهات" تناولتها...ابتسمت وهى تتذكر زوجها المولع بتصوير الاحداث الهامة فى حياتهما وعمل cd لكل مناسبة
اخذت تتذكر مع كل cd اليوم الذى قرأت عنوانه عليه
فأحدهم ليوم زفافهما وآخرين لرحلاتهما واخرين لاعياد ميلادهما وعيد زواجهما الوحيد الذى جمعهما... حتى وجدت cd لا يوجد عليه اى كتابة تعبر عن محتواه... تعجبت فليس من طبعه ابدا الا يكتب المناسبة على cd
تملكها الفضول لترى ما يحتويه... اضطرت لفتح حقيبة كبيرة لتخرج اللاب توب وترى مايحتويه ال cd

ضغطت زر التشغيل... وانتظرت قليلا حتى بدأ العرض
قاعة كبيرة ممتلئة ومنصة يجلس عليها رجال خلفهم لافتة كبيرة بأسم الشركة التى كان يعمل بها زوجها
وسمعت اسم زوجها يُنادى... وصعوده للتكريم
ابتسمت عندما وجدت cd يسجل حفل التكريم الذى لم تستطع حضوره مع زوجها لان الحفل كان يقتصر على وجود الرجال فقط

عبست... واعادت التشغيل مرة اخرى فوجدت القاعة تعج بالرجال والنساء معا...اذن لماذا لم يصطحبها معه؟!
اكملت الفيديو ووجدت زوجها بعد تسلم الجائزة يعود لمقعده ...بجانب امرأة تهنئه بحرارة
اوقفت الصورة.... لم تصدق ما تراه
نعم...هى...لم تخطئ ابدا... انها هى صديقتها الوحيدة
صديقتها الوحيدة التى اتصلت بها تُعزيها وتبكى بحرارة حتى انها من فرط سذاجتها ظنت انها حزينة من أجلها فظلت تؤكد لها كاذبة انها بخير حتى تهدأ

اكملت تشغيل الفيديو وسمعت صوت زوجها يشكر الشخص الذى صور الفيديو وتناول منه الكاميرا
قبل ان تُغلق الكاميرا...رأت صديقتها حامل وأغلقت الكاميرا وانتهى الفيديو

تذكرت ان حفل تكريم زوجها كان بعد سفر صديقتها ببضعة اشهر ...نعم هى متأكدة تماما من ذلك
ربطت احداث كثيرة لم تفهمها من قبل...سفر صديقتها المفاجئ للعمل بالخارج ... تباعد الاتصالات بينهما وبعد فترة اخبرتها انها تزوجت وان والدتها سافرت اليها
شعرت برأسها يكاد ينفجر... اخذت حقيبتها وخرجت مسرعة لبيت والدة صديقتها رغم علمها انها مازالت فى الخارج ربما تجد تفسيرا

وقفت تطرق الباب...لم تجد جوابا...فتحت الجارة باب شقتها
"عايزة مين...محدش هنا"
"هى طنط مرجعتش من السفر"
"لا هى مسافرتش بس قاعدة عند بنتها ... لو عايزاها ضرورى روحى لها"
"انتى تعرفى العنوان"
"اه... ميتوهش"

ذهبت للعنوان المقصود... طرقت باب الشقة بيد مرتعشة
فتحت لها صديقتها والتى كانت ترتدى الاسود وبجانب قدمها طفل يحبو يشبه والده الراحل كثيرا.

#قصة_قصيرة
#دينا_عماد