الطفل و الفراشة
...
الطفل و الفراشة
في زمن بعيد، وفي إحدى الأيام
جلس طفل صغير بجوار أمه
كان الوقت صيفا والمكان حديقة جميلة
وقفت فراشة صغيرة ملونة على كم قميصه
فزع الطفل ونظر إلى أمه وعيناه تستنجد بها
ابتسمت أمه وكأنها تزرع الطمأنينة في قلبه الصغير الوجل
قالت له: هذه بشارة جميلة لك ياصغيري
هذه الفراشة الصغيرة لو نظرت إليها لوجدت أنها من روائع خلق الله
لو نظرت إلى رحلتها في التكوين والخروج إلى الحياة لوجدت درس
وهو التوكل على الله والسعي في أمور حياتك والاعتماد على نفسك
هذه الفراشة كانت في الشرنقة لمدة من الوقت قبيحة
ثم تخرج في أجمل صورة أبدعها الخالق إلى الحياة
وتشاركنا جميعا قصة الكفاح والخروج للحياة والنجاح
سبحان الله ، سبحان الله
انظر إلى ألوانها، كل لون يحكي قصة جميلة
اللون الأصفر في الجناحين يذكرنا بقاعدة ذهبية
لا تبتعد عن الصراط المستقيم وكن قريبا من الله
اللون الأزرق بالوسط يخبرك أن تجعل قلبك مثل السماء
اجعله صفحة نقية صافية لا سواد فيها ولا غيوم
اللون الأخضر يعني جمال قلبك ، اجعله محبا لله مؤمنا به
و سوف ينمو هذا الحب ما دمت مع الله، سيظل مخضرا جميلا
الفراشة الصغيرة حين تطير ياصغيري فإنها تعيش مع الرياح
تنساب معها بكل لطافة و لين، ولا تعترضها حتى لا تكسرها
كن مثلها في العزيمة والاصرار على وصولك للهدف الذي تريد
و لا تقف حتى لا تكسرك الحياة بمشاكلها و همومها بل واصل التكيف معها
جميلة هي تلك الفراشة الواقفة على كم قميصك ياصغيري
تعلمنا الكثير من الدروس وهي أضعف المخلوقات على وجه الأرض
أنهت الأم جملتها الأخيرة
ومازالت عينا طفلها تحدق بالفراشة بفزع
ولم يطمئن قلبه ويتنفس الصعداء
إلا عندما طارت من جديد .. فالتفت لوالدته وكلماتها السابقة
تتردد في أذنيه .. وكأنه يقول :
وعيت الدرس تماماً يا أمي
وابتسم ابتسامة عريضة ؛ زرعت السعادة والرضا في قلب والدته
ثم انطلق يركض بالحديقة بفرح
وكأنه يبحث عن فراشته الجميلة من جديد :")