الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 7546 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن ماجه (4327)، وأحمد (7546) واللفظ له
يُؤْتَى بالمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أمْلَحَ، فيُنادِي مُنادٍ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنادِي: يا أهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: وهلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، فيُذْبَحُ ثُمَّ يقولُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَومَ الحَسْرَةِ إذْ قُضِيَ الأمْرُ وهُمْ في غَفْلَةٍ}، وهَؤُلاءِ في غَفْلَةٍ أهْلُ الدُّنْيا {وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4730 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه ((يؤتَى بالموت))؛ وهو مخلوقٌ من مخلوقاتِ ربِّ العِزَّة، ((كهيئةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ))، أي: فيه بَياضٌ وسَوادٌ، لكنَّ سَوَادَه أقلُّ، ((فيُنادِي مُنادٍ)) لم يُسَمَّ: ((يا أَهلَ الجنَّة، فيَشْرَئبُّون))، أي: يَمُدُّون أعناقَهم ويَرفَعون رُؤوسَهم ويَنظُرون، ((فيَقول: هل تَعرفونَ هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت؛ وكلُّهم قد رآه))، أي: عَرَفَه بما يُلْقِيه اللهُ في قُلوبهم أنَّه الموت، ((ثمَّ يُنادِي المنادِي: يا أهلَ النَّار، فيَشْرَئِبُّون ويَنظُرون، فيقول: هل تَعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت؛ وكلُّهم قد رآه، فيُذبَح))، وذلك زيادةٌ في نَعِيم المؤمنين فلا يُفكِّروا أنَّ النَّعيم سيَنتَهي، ونِكايةٌ في عذابِ الكافرين فلا يُفكِّروا أنَّ العذابَ سينتهي. ((ثمَّ يَقول الْمُنادي: يا أهلَ الجنَّة خلودٌ)) أبَدَ الآبدِين، ((فلا مَوت، ويا أهلَ النَّار خلودٌ)) أبدَ الآبدين، ((فلا موتَ))، والخلودُ ضدُّ الموت، ثمَّ قرَأ صلَّى الله عليه وسلَّم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ}، أي: أنذِر يا محمَّد، جَميعَ النَّاس؛ {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}، أي: فُصِل بين أهلِ الجنَّة والنَّار، ودخَل كلٌّ إلى ما صار إليه مُخلَّدًا فيه، {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} في الدُّنيا؛ إذِ الآخِرةُ ليسَتْ دارَ غَفْلة، {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]؛ نفَى عنهم الإيمانَ على سبيلِ الدَّوامِ مع الاستمرارِ في الأزمنةِ الماضِية والآتِية على سبيلِ التَّأكيد والمبالَغَة.
وفي الحديثِ: خلودُ أهلِ النَّارِ مِن الكافِرِينَ فيها لا إلى أَمدٍ ولا غايةٍ، بلا موتٍ ولا حياةٍ نافعةٍ ولا راحةٍ، وأنَّهم لا يَخرُجون مِنها، وأنَّ النارَ لا تَفْنَى ولا تزولُ ولا تَبقَى خاليةً، وأنَّها إنَّما تُخلَى فقط مِن عُصاةِ أهلِ التَّوحيدِ .
الدرر السنية