المعارضة السورية تحاصر «داعش» في الرقة...وإيران تُستثنى من دعوات «جنيف - 2»

مدنيون يعاينون الأضرار التي خلفتها الاشتباكات في حلب - AFP

دمشق - أ ف ب

خضع المقر الرئيسي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في معقله بمدينة الرقة في شمال سورية، لحصار أمس الإثنين (6 يناير/ كانون الثاني 2024) من مقاتلي المعارضة السورية، المتحالفين في هجوم واسع ضد هذا التنظيم المرتبط بـ «القاعدة».

وعلى صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن امينها العام بان كي مون بدأ توجيه الدعوات إلى المشاركين في مؤتمر «جينف - 2»، إلا أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين.

دمشق - أ ف ب

حاصر مقاتلو عدد من تنظيمات المعارضة السورية أمس الإثنين (6 يناير/ كانون الثاني 2024) المقر الرئيسي لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في معقلها بمدينة الرقة في شمال سورية، في إطار هجوم واسع ضد هذا التنظيم المرتبط بـ «القاعدة».

وتأتي هذه الجبهة الجديدة التي تتواجه فيها «الدولة الإسلامية» ضد تحالف لمقاتلين من كتائب إسلامية وغير إسلامية، بعدما كان الطرفان يقاتلان ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قبل أسبوعين من مؤتمر دولي لحل الأزمة السورية مقرر عقده في سويسرا.

وفيما يواصل الائتلاف السوري المعارض اجتماعاته في إسطنبول غداة تجديد انتخاب أحمد الجربا رئيساً له، للبحث في المشاركة في هذا المؤتمر، أعلنت الأمم المتحدة الإثنين أن أمينها العام بان كي مون بدأ توجيه الدعوات إلى المشاركين في المؤتمر لافتة إلى أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين.

وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 الجاري لاتخاذ قرار في شأن مشاركة إيران أو عدمها في المؤتمر، مضيفاً «نأمل بشدة أن يتوصلا إلى اتفاق حول مشاركة إيران».

وتضغط روسيا لإشراك إيران في المحادثات التي تهدف إلى إنهاء النزاع في سورية المستمر منذ 34 شهراً.

وتقول الولايات المتحدة إن إيران يجب أن لا تشارك بسبب رفضها تأييد إعلان جنيف في 2024.

وفي هذا السياق، قال مسئول أميركي بارز يرافق وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته لبروكسل إن «هناك خطوات يمكن أن تقوم بها إيران لتظهر للمجتمع الدولي أنها جادة في أن تكون لاعباً إيجابياً».

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ أمس الأول (الأحد) المقر الرئيسي للدولة الإسلامية في العراق والشام» في مبنى محافظة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام السوري.

وأشار إلى أن مقاتلي هذه الكتائب حرروا «خمسين معتقلاً في سجن الدولة الإسلامية في (مبنى) إدارة المركبات في المدينة بعد السيطرة عليه».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن السجناء هم مقاتلون معارضون وناشطون احتجزتهم الدولة الإسلامية، ولا يشملون الأب اليسوعي باولو دالوليو أو صحافيين أجانب.

ومنذ سيطرة مقاتلي المعارضة على الرقة في مارس/ آذار 2024، يتهم ناشطون «الدولة الإسلامية» بفرض سطوتها ومعاييرها المتشددة على المدينة، وارتكاب عمليات خطف وقتل. وبحسب المرصد، يحتجز هذا التنظيم «الجهادي» مئات الناشطين المعارضين للنظام ومقاتلين ومدنيين.

ودفعت هذه الممارسات وبينها راهناً اغتيال طبيب معروف يتعاون مع مقاتلي المعارضة، كتائب مقاتلة إلى شن هجمات على مقرات للدولة لا سيما في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، ولاحقاً في الرقة.

من جهة أخرى، أفاد المرصد بعد ظهر أمس (الإثنين) أن «الدولة الإسلامية» انسحبت من مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا.

وفي وقت لاحق، فجر عناصر من هذا التنظيم سيارة مفخخة في حاجز تابع للواء مقاتل في بلدة دركوش في محافظة إدلب، بحسب المرصد الذي تحدث عن «خسائر بشرية» غير محددة في صفوف المقاتلين.

واعتبر مصدر أمني سوري أن المواجهات بين «جهاديي» الدولة الإسلامية والمقاتلين المعارضين «متوقعة». وقال لـ «فرانس برس»: «المعارك التي تدور بين المسلحين وداعش (الاسم الذي تعرف به الدولة الاسلامية) هي خلافات متوقعة، ومن المنتظر أن تكون أكثر عنفاً وحدة».

أضاف «إنهم مرتبطون بأطراف مختلفة وبالتالي فإن أهدافهم ورؤاهم وتوجهاتهم مختلفة، ولا يجمع بينهم سوى الإرهاب».








صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4140 - الثلثاء 07 يناير 2024م