رد: كوريا الجنوبية تُؤكد تعليق تصدير «مسيل الدموع» للبحرين... و«الداخلية»: لم نُ
«الداخلية»: لم نُبلَّغ بالقرار... ونستخدم الغاز في الحالات الضرورية
كوريا الجنوبية تُعلق رسميّاً تصدير «مسيل الدموع» إلى البحرين
الوسط - محرر الشئون المحلية
قالت وكالة «يو بي آي» في تقرير لها من العاصمة الكورية (سيئول) إن كوريا الجنوبية أعلنت الأربعاء (8 يناير/ كانون الثاني 2024) تعليق تصدير الغاز المسيل للدموع إلى البحرين.
ونقلت عن وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مسئول في إدارة برامج المشتريات الدفاعية في سيئول أن «الإدارة أقرت تعليق تصدير الغاز المسيل للدموع إلى البحرين بعد إجراء التشاور مع وزارتي الدفاع والخارجية».
من جانبها، قالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس الأربعاء رداً على صحيفة «الفايننشال تايمز»، إن الجهات المعنية بالوزارة «لم تبلغ بأي حظر على تصدير الغاز المسيل للدموع للبحرين من كوريا الجنوبية».
وأضافت وزارة الداخلية «وفيما يتعلق باستخدام الغاز المسيل للدموع فإن شرطة البحرين لا تتجاوز الحالات الضرورية وفق الإجراءات المناسبة للمحافظة على النظام العام والتعامل مع أعمال الشغب، بما يتفق مع القانون الدولي».
وأشارت إلى أن قوات الشرطة «تتعامل وفق المبادئ المتعارف عليها دوليّاً والواردة في مدوَّنة سلوك الشرطة، حيث يتمُّ اتخاذ إجراءات قانونية وتأديبيَّة ضد رجال الشرطة عند إثبات مخالفتهم لهذه المعايير».
وعقبت وزارة الداخلية على استهداف رجال الشرطة بالزجاجات الحارقة والقنابل محلية الصنع، وقالت: «يجب عدم الخلط ما بين حفظ النظام العام والتعامل مع أعمال الشغب الذي تتطلب استخدام الغاز المسيل للدموع وما بين التجمعات والمسيرات، فالأخيرة مسموح بتنظيمها وهي حق يحميه الدستور البحريني، ويتم تنظيم مثل هذه الفعاليات بشكل مستمر وبحماية من الشرطة».
وكان تقرير صحافي نشرته «الفايننشال تايمز» بتاريخ (7 يناير 2024) ذكر «أن الحكومة الكورية أوقفت تصدير الغاز المسيل للدموع إلى البحرين بعد أن أثارت عملية قمع المتظاهرين في البحرين جدلاً من قبل منظمات مهتمة بحقوق الإنسان».
وذكرت وكالة «يو بي آي» أن حوالي 23 منظمة مدنية مهتمة بحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية على رأسها فرع كوريا لمنظمة العفو الدولية نظمت مؤتمراً صحافيّاً أمام مقر وزارة الخارجية في (4 يناير 2024) طالبت فيه حكومة سيئول بوقف تصدير الأسلحة التي تستخدم لانتهاك حقوق الإنسان.
وقال المسئول الكوري للوكالة «إن الإدارة أقرت تعليق تصدير الغاز المسيل للدموع من نوع غاز cs، حيث يعتبر مادة استراتيجية تتطلب موافقة إدارة المشتريات الدفاعية».
وبينت «الفايننشال تايمز» في تقريرها أن كوريا الجنوية علقت صادرات الغاز المسيل للدموع إلى البحرين، مرجعة ذلك «إلى الوضع السياسي غير المستقر».
وقال المتحدث باسم وكالة الدفاع الكورية لي جونج جيون لـ «الفايننشال تايمز»: «لقد اتخذ هذا القرار بسبب موت أشخاص من استخدام الغاز المسيل للدموع وبسبب شكاوى من جماعات حقوق الإنسان».
وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة تأتي «بعد أشهر من حملات شنتها جماعات حقوق الإنسان الذين يقولون إن سوء استخدام السلطات البحرينية للغاز المسيل للدموع أدى إلى سقوط عشرات القتلى، فيما قالت السلطات البحرينية إن الغاز المسيل للدموع ضروري للحفاظ على النظام».
وبحسب «الفايننشال تايمز» فإن كوريا الجنوبية كانت ستصدر 3 ملايين عبوة غاز مسيل للدموع للبحرين بقيمة 28 مليون دولار (نحو 11 مليون دينار بحريني).
وقال المسئول الكوري لـ «الفايننشال تايمز» «كان لدينا عرض من البحرين و كنا قريبين من التوقيع على صفقة، لكنها انهارت بسبب احتجاجات من جماعات الدفاع عن البيئة وحقوق الإنسان».
وأضاف المسئول الكوري «إن الغاز المسيل للدموع طريقة سلمية لتفريق المتظاهرين، ويستخدم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وإذا لم تستورده البحرين من عندنا فإنها ستستورده من دول أخرى».
الى ذلك، رحبت منظمة العفو الدولية، أمس (الأربعاء)، بقرار كوريا الجنوبية وقف شحنات الغاز المسيل للدموع إلى البحرين، واعتبرت أن الخطوة جاءت رداً على الضغوط التي مارستها مع جماعات أخرى مدافعة عن حقوق الإنسان. وقالت المنظمة إن إعلان وكالة الدفاع الكورية الجنوبية جاء في أعقاب تكرار السلطات البحرينية إساءة استخدام العوامل الكيميائية السامة ضد المتظاهرين السلميين.
وأضافت أنها حدّدت 10 دول على الأقل أذنت حكوماتها بتصدير أسلحة وذخائر ومعدّات أخرى إلى البحرين، من بينها بلجيكا والبرازيل وفرنسا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة، على رغم أن بعضها تعهد لها بتعليق إمدادات المهيجات الكيميائية إلى المملكة الخليجية. وقال رئيس قسم مراقبة التسلح وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية براين وود: «ينبغي الثناء على قرار السلطات الكورية الجنوبية المساعدة في منع ارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، والذي يأتي بعد حملة متواصلة من نشطاء المنظمة والجماعات الأخرى المدافعة عن حقوق الإنسان في البحرين وحول العالم».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4142 - الخميس 09 يناير 2024م
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً