حصري قراءة كتاب : التبيان في آداب حملة القرآن
تأليف الامام أبي زكريا بن شرف النووى
مقدمة
التبيان في آداب حملة القرآن هو كتاب قيم لا غنى لحافظ القرآن وقارئه من الرجوع
اليه حيث يحوي ما يجب على حامل القرآن الكريم من آداب،
وأوصاف حفظته، وطلبته، وآداب معلم القرآن، وفضل تلاوته، وما أعد الله
لأهل القرآن من إكرام. مؤلف الكتاب هو الإمام النووي
ويتكون الكتاب من عشرة أبواب.
فهرس الكتاب
الباب الأول: في فضيلة تلاوة القُرآن وحملته.
الباب الثاني: في ترجيح القراءة والقاري.
الباب الثالث: في إكرام أهل القُرآن.
الباب الرابع: في أداب مُعلِّمه ومُتَعَلمه.
الباب الخامس: في آدابِ حامله.
الباب السادس: في آداب القِراءة وهو معظم الكتاب، ومقصوده.
الباب السابع: في آداب جميع النَّاس مع القُرآن.
الباب الثامن: في الآيات والسور المستحبة في أوقات مخصوصة.
الباب التاسع: في كتابة القُرآن، وإكرام المصحف.
الباب العاشر: في ضبط الأسماء واللغات المذكور في الكتاب على ترتيب وقوعها.
_وقد رأيت أن انقله لكم لصعوبه النقل منه بصيغ تنزيله على النت
وهدفي سهولة النقل منه لأهميته الكبيره لكل مسلم للدعوة الى قراءة وحفظ كتاب الله
والإهتمام به ..راجية من الله الكريم الثواب لى ولكم ..أم أمة الله
بســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الله
الباب الأول في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته
قال الله عز وجل إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (30) وروينا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله ص: خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران رواه البخاري وأبو الحسين مسلم بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
* مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر
رواه البخاري ومسلم
_وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين رواه مسلم وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم : يقول
اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :
قال لا حسد إلا في إثنتين :
1- رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار
2 - ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار
رواه البخاري ومسلم
_وروينا أيضا من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ لا حسد إلا في اثنتين
1 - رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
2 - ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
قال يقول سبحانه وتعالى (من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال
يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها
رواه أبو داود والترمذي والنسائي
_وقال الترمذي حديث حسن صحيح وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا رواه أبو داود وروى الدارمي بإسناده أن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه
فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر
_وعن الحميدي الجمالي قال سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن فقال يقرأ القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم : قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه
الباب الثاني في ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما
ثبت عن ابن مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال:
يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى
رواه مسلم
_وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا وشبابا رواه البخاري في صحيحه وسيأتي في الباب بعد هذا أحاديث تدخل في هذا الباب واعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار وقد تظاهرت الأدلة على ذلك والله أعلم
الباب الثالث في إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم
قال الله عز وجل (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
_وقال الله تعالى (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
_وقال تعالى (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين
_وقال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنا ت بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا وفي الباب حديث أبي مسعود الأنصاري وحديث ابن عباس المتقدمان في الباب الثاني وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
_إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط رواه أبو داود وهو حديث حسن
_وعن عائشة رضي الله عنها قالت
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن ننزل الناس منازلهم
رواه أبو داود في سننه والبزار في مسنده قال الحاكم أبو عبد الله
في علوم الحديث
_هو :حديث صحيح وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبيصلى الله عليه وسلم :
كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد
رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل قال من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب
رواه البخاري
وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم :
أنه قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا يطلبنكم الله بشئ من ذمته
_وعن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا :
إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي
_قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله :
اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة
وعادة الله في هتك أستارمنتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه
الله تعالى قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
الباب الرابع في آداب معلم القرآن ومتعلمه
قال هذا الباب مع البابين بعده مقصود الكتاب وهو طويل منتشر جدا فإني أشير إلى مقاصده مختصرة في فصول ليسهل حفظه وضبطه إن شاء الله تعالى
_[ فصل ] أول ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى قال الله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة أي الملة المستقيمة
وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى
_وهذا الحديث من أصول الإسلام
_وروينا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إنما يعطى الرجل على قدر نيته وعن غيره إنما يعطى
الناس على قدر نياتهم
_وروينا عن الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى قال:
الإخلاص إفراد الحق في الطاعة بالقصد وهو أن يريد بطاعته التقرب الى الله تعالى دون شئ آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة أو مدح من الخلق أو معنى من المعاني
سوى التقرب إلى الله تعالى قال ويصح أن يقال:
_الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين
وعن حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى :
الإخلاص استواء أفعال العبد في الظاهر والباطن
_وعن ذي النون رحمه الله تعالى قال:
ثلاث من علامات الإخلاص
1 - استواء المدح والذم من العامة
2 - ونسيان رؤية العمل في الأعمال
3 - واقتضاء ثواب الأعمال في الآخرة
_وعن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال: ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك
والإخلاص أن يعافيك الله منهما
_وعن سهل التستري رحمه الله تعالى قال :نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا أن تكون
حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شئ لا نفس ولا هوى ولا دنيا
_وعن السري رضي الله عنه قال :لا تعمل للناس شيئا ولا تترك لهم شيئا ولا تغط لهم شيئا ولا تكشف لهم شيئا
_وعن القشيري قال: أفضل الصدق استواء الصدق والعلانية وعن الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى قال الصادق هو الذي لا يبالي ولو خرج عن كل قدر له في قلوب الخلائق من أجل صلاح قلبه ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره إطلاع الناس على السئ من عمله فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من أخلاق الصديقين وعن غيره إذا طلبت الله تعالى بالصدق أعطاك الله مرآة تبصر فيها كل شئ من عجائب الدنيا والآخرة .
_وأقاويل السلف في هذا كثيرة أشرنا إلى هذه الأحرف منها تنبيها على المطلوب وقد ذكرت جملا من ذلك مع شرحها في أول شرح المهذب
وضممت إليها من آداب العالم والمتعلم والفقيه والمتفقه ما لا يستغني عنه طالب العلم والله أعلم
يتبـــــــــــــــــــع