أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

تكملة الرواية (الفصل الحادي عشر والثاني عشر)

الفصل الحادي عشر

على الساعة الثامنة مساء، غادرت إيمان و أحلام بيت منى و قررتا الذهاب مشيا على الأقدام، كانتا تسكنان ذات الحي، مشتا بوتيرة بطيئة و كل منهما تريد فتح نفس الموضوع، قررت أحلام أن تتكلم
أحلام: سأقطع علاقتي بمنى، لم تعد صداقتها تهمني
صمتت إيمان و هي تسمع ما كانت تفكر فيه يخرج من فاه أحلام، لكنها ظلت صامتة و لم تعلق فاستطردت أحلام باندفاع
أحلام: منى تتمادى في كل شيء و لا حدود لتصرفاتها، صحيح أننا معا في كل شيء لكنني لا أحتمل أن تتأذى هبة، أنت تعرفين كيف هي هبة، رقيقة و هشة و لا تحتمل، نحن نضحك و نتمادى لكننا لا نؤذي بعضنا البعض
ظلت إيمان صامتة تنظر إلى الأرض أثناء مشيها الشيء الذي أثار بشدة أعصاب أحلام التي ما لبثت أن أمسكت بذراع إيمان لتوقفها و تنظر إلى عينيها مباشرة
أحلام: حددي موقفك إيمان، إما أن تكوني معي أو معها
عبست إيمان و عدلت من وضع نضاراتها و قالت بصوت ثابث و متأن
إيمان: نحن لم نحاول إصلاحها أحلام، لقد كنا دائما في مركب واحد، لا يجوز أن نحملها المسؤولية وحدها، هبة كانت دائما مادة لسخريتنا نحن الثلاثة
أحلام: لكنني أحب هبة و لا أريد لها الأذى
إيمان: و هل تظنين أن مقاطعة منى ستدفع عنها الأذى؟؟؟
تركت أحلام ذراع إيمان و هي تتنهد بيأس ثم واصلت طريقها و قد وضعت يديها في جيب زيها الرياضي، جرت إيمان لتجاري خطوات أحلام و أكملت كلامها
إيمان: دعينا نعطي أنفسنا فرصة أخرى، نحن لم نتخاصم أبدا، لكننا يجب أن نغير مواقفنا و تصرفاتنا و لا يجب أن نصادق على كل ما تقوم به منى، سنظهر لها أننا لسنا معها عندما تتمادى و لا تنسي أننا أيضا نفعل مثلها في الكثير من الأحيان، التغيير لا يجب أن يطالها وحدها
كانت إيمان تتكلم في استرسال عندما لاحظت أن أحلام تنظر بتركيز إلى مشهد بعيد، كان هناك شاب يخوض عراكا مع شابين آخرين يبدو عليهما السكر من ترنحهما، أمسكت إيمان ذراع أحلام و قالت في خوف
إيمان: بماذا تفكرين أحلام، لا تتدخلي، ربما يكون الشابان مسلحان
خلصت أحلام نفسها من قبضة إيمان و عدلت من ياقة زيها الرياضي و تنفست بعمق قبل أن تتجه نحو الشباب المتعارك
وقفت أحلام أمام الشباب و مازالت يديها في جيبها و قالت بصوت هادئ
أحلام: هل من مشكلة يا شباب
نظر إليها الشابين الثملين نظرة معناها أن الفريسة أضحت فريستين، ابتسم أحدهما ابتسامة لزجة و قال بصوت متثاقل من فعل الخمر
الشاب1: كنا نحتاج هنا إلى رائحة الأنوثة
أكمل الشاب عبارته و التفت إلى صديقه قائلا
الشاب1: اهتم أنت به و أنا سأدردش قليلا مع هذه الحلوة
كان يتكلم و هو يقترب منها فلفحتها رائحة كريهة تنم عن مغالاة في جرعة ما من الجرعات المسكرة أو المخدرة، مد الشاب يده يبغي إزالة كاسكيتها عن رأسها لكنها تفادته برشاقة دون أن تخرج يديها من جيب زيها، اختل توازن الشاب فسقط أرضا سقطة مضحكة لفتت انتباه زميله الذي قطب حاجبيه في غضب و اتجه إليها لينتقم لصاحبه الذي يبدو أنه يجد صعوبة كبيرة في الوقوف على قدميه من جديد
الشاب2: تعالي إلي يا حلوة، لا تتعبيني كي لا أؤذيك
نظرت إليه أحلام نظرة ساخرة و هو يتجه نحوها فاتحا ذراعيه، تفادته إلى اليسار، فاندفع إلى الأمام قبل أن تستدير إليه و تضربه ببطن حذائها في ظهره ليتكوم فوق زميله، كل هذا دون أن تخرج يديها من جيبها
نظر إليها الشاب الذي كان سيكون ضحيتهما بامتنان فهرعت إليه تسأله
أحلام: هل أنت بخير؟ هل سرق منك شيء ما سليم؟؟؟
أغمض سليم عينيه في تعب و هو يتكئ بقبضته على أقرب جدار
هرعت إليه أحلام تسنده و قد لاحظت أنه لا يقوى على الوقوف، حينها أتت إيمان إليهما جريا تساعدها على سند الشاب الذي تبينت ملامحه و عرفته، هذا سليم، ابن حيهم الذي لوع قلب أحلام من سنوات الإعدادية
كان الخوف باديا على أحلام و قد أرتج عليها و لم تعرف كيف تتصرف فنظرت إلى إيمان متسائلة
أحلام: ماذا سنفعل، إنه يختنق، ماذا به؟
إيمان: أظن أنها نوبة ربو
نظرت إيمان إلى سليم و خاطبته برفق
إيمان: سليم، هل لديك دواء ما؟
جاهد سليم ليأخذ نفسه و هو يشير إلى الشابين المتكومين أرضا، فهمت أحلام أنهما سلباه محفظة أو حقيبة تحتوي على الدواء، أشارت أحلام برأسها لإيمان كي تفتش الشابين الذين يعجزان عن الوقوف، اتسعت عيني إيمان رعبا و قالت لأحلام في صوت خافت
إيمان: افعلي أنت، سأسنده أنا
تبادلتا الأدوار، فتشت أحلام قرب الشابين فوجدت حقيبة ظهر بحثت فيها بارتباك، أحست بأن وجهها مبتل، ماهذه التي تتساقط من عينيها و تشق خديها في إصرار؟ دموع؟؟ صدمت أحلام عندما اكتشفت بأنها تبكي بل و تتهانف و هي تبحث بثورة داخل حقيبته، طفحت ترمي أشياءه أرضا و يديها ترتعشان
وبينما هي تبحث بارتباك طالعتها صورتها ضمن أشياء الفتى، صورة قديمة عندما كان شعرها طويها و كانت ترتدي فستانا ككل البنات، لم تعرف بم تفكر، شلت حركتها و شل عقلها، ماذا تفعل هذه الصورة عنده و من أين له بها؟؟
أيقظها صوت إيمان التي تستعجلها و ثقل الشاب يكاد يطيح بها، فواصلت بحثها المحموم إلى أن وجدت علبة الدواء فلوحت بها أمام وجه الفتى
أحلام: أهذا هو ما تحتاج إليه سليم؟
اختطف سليم العلبة و حركها جيدا قبل أن يضع فوهتها على فمه و يأخذ منها نفسا عميقا
تعاونت إيمان و أحلام في سند الشاب و أجلستاه على الرصيف و جلستا بقربه، كان اللون قد بدأ يعود إلى وجهه و أصبح نفسه شبه طبيعي
فنظر إلى أحلام ممتنا و قال مفسرا
سليم: كنت أمشي عندما أحسست بأن نوبة الربو تقترب، فتحت حقيبتي لآخذ الدواء عندما اختطفها مني هذين السكيرين، عجزت عن الدفاع عن نفسي إذ أن النوبة كانت تزداد حدة شيئا فشيئا و كانت تمنعني من التنفس و التركيز و حتى الرؤية
صمت الشاب لحظة نظر فيها إلى أحلام مليا قبل أن يقول لها بصوت خافت
سليم: أنقذت حياتي أحلام
نظرت هي إلى الأرض و آثار الدموع ترسم جمالا خرافيا على ملامحها و تخضب و جهها بحمرة مثيرة، نظرت إليها إيمان في دهشة و لسان حالها يقول "أنت أيضا تحمرين يا أحلام"
قامت إيمان من مكانها و قالت بلهجة معناها الظاهر أنها تأخرت و معناها الباطن أنها تحس بنفسها عذولا بينهما
إيمان: سأذهب الآن، أمي ستقتلني لهذا التأخير، أراك غدا في الثانوية أحلام، حمدا لله على سلامتك سليم
انصرفت إيمان بخطوات سريعة
ساد الصمت بينهما للحظة ظنت فيها أحلام أنها تمسك النجوم بين أصابعها، سليم يحبها، هذا هو التفسير الوحيد لتواجد صورتها في حقيبته، تذكرت الحقيبة التي ما تزال على الأرض و أشيائه المبعثرة فهبت إليها تجمع ما تبعثر منها و أصابعها ترتعش، أمسكت صورتها تريد وضعها بسرعة في الحقيبة دون أن يلاحظ سليم، لكنها أحست بيده تحتضن يدها بشوق و هما يمسكان الصورة معا، توقف الزمن، لم تدر أحلام كم مر من الوقت و هما صامتين، و أعينهما تتعانق و أرواحهما تتوحد، مال سليم برأسه ناحيتها و همس في أذنها
سليم: لماذا كنت تبكين أحلام؟؟
اندهشت أحلام من سؤاله و خطفت يدها من يده التي ظلت معلقة في الهواء يتيمة تحتضن الصورة، و لمست خدها لتمحو آثار الدموع و ظلت صامتة تنظر إلى الأرض و هي حائرة لا تدري ماذا عليها أن تفعل؟ هل تذهب؟ أم تبقى؟ و إن بقيت ماذا يجب عليها أن تقول؟
اختصر عليها سليم هذه الحيرة و وقف و هو يحمل حقيبته و يدعوها للمشي في اتجاه الحي الذي يقطنان فيه
وقفت أحلام و مشيا معا، كانا صامتان يمشيان ببطء و هما يتمنيان أن يطول المشوار، كل واحد يضع يديه في جيبه، قاطع سليم الصمت قائلا
سليم: ربما يجب أن نفترق هنا، لا أريد أن أخلق لك المشاكل، قد يرانا أحدهم معا فيوصل الخبر إلى حبيبك
فغرت أحلام فاها و قد بلغت منها الدهشة مبلغا عظيما و رددت وراءه في غباء
أحلام: حبيبي؟
هز سليم كتفيه في بؤس و قال
سليم: نعم حبيبك، أعرف أن لديك حبيب
بدأ الغضب يذيب السحر الذي كانت تحس به أحلام، عن أي حبيب يتحدث سليم؟ ثم إنها ليست من نوع الفتيات اللواتي قد يتخذن حبيبا أو صاحبا، أهانتها العبارة و لدهشتها العارمة لم تفكر بعنف كعادتها عندما تتلقى أية إهانة بل كانت ردة فعلها غريبة عنها و عن طباعها، أحست بغباء شديد و دموعها تنزل في صمت على خديها، وقف سليم و أمسك كتفيها بقبضتيه لينظر إليها مباشرة و هو حائر لا يفهم سبب بكائها، أحس برغبة عارمة في ملامسة خدها و مسح دموعها لكنه لم يجرؤ، لم يدر ما يقول أو ما يفعل لكنه سمع نفسه يقول بصوت متحشرج
سليم: لم البكاء ثانية أحلام؟؟؟
ظلت أحلام صامتة تنظر إلى الأرض و قلبها يلعب معها لعبة قاسية جدا، يخفق بجنون، تحسه يصطدم بقفصها الصدري بعنف كأنه يحاول الخروج ليعترف لسليم بما تشعر به ما دام لسانها عاجزا عن الإعتراف
وضع سليم أصابعه برقة على ذقنها ليرفع رأسها المطأطأ و يرغمها على النظر إليه و قال بصوت هامس أذاب عظامها
سليم: لا يبدو أنك تعاملت مع شاب من قبل أحلام، هل لك حبيب فعلا؟
سارعت أحلام لتجيب بصوت قاطع
أحلام: لا
خجلت من سرعتها في الرد بينما عقد سليم حاجبيه في غضب و قال
سليم: لماذا إذا أخبرتني صيقتك بأن أبتعد عنك لأنك تحبين شخصا آخر و بأن ابن صاحب محلات البقالة ليس أبدا ضمن جدول أعمالك؟




صعقت أحلام عندما سمعت كلامه و ظلت صامتة تنظر إليه في غباء منقطع النظير ثم قالت بصوت ضعيف مقهور
أحلام: صديقتي؟؟ من؟؟
أجابها سليم في حزم
سليم: منى


الفصل الثاني عشر



كانت أحلام ترتعش غضبا و قدمها تضرب الأرض في حركة عصبية سريعة عندما قالت لها إيمان
إيمان: هوني عليك يا أحلام، لقد انصلح كل شيء و أنت الآن على وفاق مع سليم
نظرت أحلام إلى صديقتها و الغضب يقطر من ملامحها و قالت بصوت يظاهي الفحيح حدة
أحلام: ألست تفهمين؟؟ منى أذتني أنا، أنا صديقتها التي وقفت بجانبها في مواقف كثيرة، ماذا فعلت لها؟ لقد كانت تعرف كم أحب سليم و أبعدته عني و فعلت مثل ذلك مع هبة و ليس بالمستبعد أن تحاول معك، إنها لا تعرف للصداقة معنى، تتسلى بنا هذا ما تفعله منى، نحن بالنسبة لها بيادق قي رقعة شطرنج تحركنا مثلما تشاء، انا ساقطع علاقتي بها اليوم و أنت حرة إيمان ابقي معها إن شئت.
كانت إيمان تنظر للأرض و هي حائرة في اتخاذ قرار ثم قالت بصوت خافت
إيمان: لكن لماذا؟؟ ما الذي يدفعها لمثل هذه التصرفات؟ أريد أن أفهم ما الذي...
قاطعت أحلام جملة إيمان الحائرة و هي تقول بصوت يكاد يصل إلى درجة الصراخ
أحلام: ماذا تريدين أن تفهمي؟؟؟ هذا حقد صارخ، لا يمكن ان نفسر تصرفاتها على ضوء آخر غير هذا
عادت إيمان للصمت بينما أخذت أحلام تذرع ممر قاعات الدرس جيئة و ذهابا، توقفت أحلام عن المشي عندما رأت هبة تجري نحوهن بخطوات متعثرة
وقفت هبة أمامهن و هي تحاول التقاط أنفاسها ثم قالت بصوت متهدج
هبة: مصيبة يا بنات
نظرت إليها أحلام و إيمان و أنفاسهما مقطوعة
أحلام: ما الأمر؟؟
أخذت هبة نفسا عميقا قبل أن تلقي قنبلتها التي جعلت إيمان و أحلام تنسيان كل حقد داعب قلبيهما اتجاه منى.
كانت منى تمشي في ساحة المدرسة باتجاه الفصل عندما لاحظت بأن الطلاب ينظرون إليها نظرة غريبة، هل منظرها ملفت للإنتباه؟؟؟ كانت ترتدي حجابا ورديا فاتحا و قميصا ورديا و تنورة جينز طويلة، لم تجد في تفسها ما قد يثير الإنتباه إلى هذه الدرجة هذا إذا ما تغاضينا عن جمالها الأخاذ طبعا، هزت كتفيها في لامبالاة و أكملت طريقها و هي تدندن لحنا راقصا في سرها، بحثت بعينيها عن صديقاتها فلم يبد لهن أي أثر، أكملت طريقها إلى الفصل فلا بد أنهن هناك، دخلت منى فالتفت إليها الجميع، أحست بأن هناك شيء غير طبيعي، ما هذه النظرة المرتسمة على وجوه الكل و التي تتأرجح بين الشماتة و الإشفاق؟ رفعت منى رأسها عاليا و أخذت مكانها إلى جانب هبة و استدارت لتلقي التحية على الفتيات
منى: كيف حالكن يا بنات؟؟؟
أجابتها إيمان بكلمات خافتة مبهمة مفادها أنهن بخير بينما دفنت هبة أنفها في مقررها التعليمي و انشغلت أحلام بالنظر إلى حذائها، استغربت منى من ردة فعلهن الغريبة فتحت فمها لتستفسر لكن دخول الأستاذ لطفي منعها، نظر إلى الطلاب بنظرته الصارمة و قال
لطفي: هذه الحصة ستكون حصة توجيهية لكم، سنتناول فيها العلاقة ما بين النظري و التطبيقي في علوم الإقتصاد، أرجو منكم التفاعل و استغلال هذه الفرصة لطرح كافة الأسئلة، فالذي سيلقي هذا الدرس هو اصغر دكتور في علوم الإقتصاد على الصعيد الوطني
ما إن أتم جملته حتى سمع الجميع طرقة على الباب دخل بعدها رجل أنيق إلى الفصل، كان براقا لامعا كعارض أزياء خرج للتو من إحدى المجلات الفاخرة، صافح الأستاذ لطفي و وضع أوراقه على المكتب و تخلص من جاكتته ليظهر قميصه المكوي الذي يصف بنيته الرياضية و يكشف عن عضلات متناسقة، رفع رأسه لينظر إلى الطلاب، فشهقت هبة شهقة جعلت كل الحاضرين يلتفتون إليها، هبت إليها أحلام و هي تعرف بالضبط ما أصابها فهذا الذي جاء ليلقي الدرس هو السيد كمال وسيم المجمع الإقتصادي و لا أحد سواه.
كانت أحلام تحرك كتابا ضخما عند وجه هبة لتخلق لها تيارا باردا يعيد لها وعيها بما حولها، إيمان كانت في جهة بعيدة تمنعها من التدخل و منى كانت تعقد حاجبيها في ملل و لسان حالها يقول بأن كل هذا مسرحية للفت الإنتباه لا غير.
هبة كانت في عالم آخر، رؤيته أعلمتها كم كان تعلقها به كبيرا و كم كان شوقها له عاتيا، كيف يمكن لشخص أن يسيطر على الحواس و الجوارح من نظرة واحدة؟؟ اختفى الفصل و اختفى الأستاذ لطفي، و اختفى كل الزملاء و ظلت وحدها برفقته، كان يمد لها يده، يريد أن ينتشلها من بحر الحيرة و من تخبطها العشوائي في خضم العذاب و الخوف، سمعت صوته الخافت يوقظها من بعيد
كمال: هل أنت على ما يرام؟؟؟
فتحت عينيها العسليتين و نظرت إليه في صمت و هي تهز رأسها، بدا لها غاية في الوسامة، كانت تتراقص حوله النجوم، النجوم؟!؟ لا بد أنها تهذي، نظر إليها نظرة اخترقتها و قال لها بصوت عذب
كمال: هل أنت قادرة على إتمام الحصة؟؟
هزت هبة رأسها في صمت و قد بدأت الأشياء تعود إلى أمكنتها، عاد الفصل بجدرانه و الأستاذ لطفي بصرامته و التلاميذ بصخبهم،
وقف كمال ينظر إلى التلاميذ قائلا
كمال: زميلتكم الآن على ما يرام، يمكنني أن ألقي محاضرتي
صمت الجميع و تنهدت بعض الفتيات في هيام و هن يرمقن هبة بحسد لاهتمام هذا الصاروخ البشري بها. دس كمال يده في جيبه ليخرج علبة من سكاكر النعناع ليضعها أمام هبة و هو يقول بصوت خافت
كمال: هذه ستنعشك، لا بأس عليك يا صغيرة
اتخذ كمال مكانه و بدأ يتكلم، لم تكن هبة تسمع شيئا مما يقول، كانت تمسك علبة السكاكر بقبضتها الصغيرة و قلبها يخفق بعنف، تحول العالم بأسره إلى شخص واحد، إنها تحبه حقاً لكن هل يبادلها الشعور أم أنه شخص معتاد على نثر بطاقاته ذات اليمين و ذات الشمال؟
مالت منى برأسها نحو هبة و قالت لها بصوت هامس
منى: إنه لا يذكرك يا غبية
نظرت إليها هبة في رعب و قالت بصوت مرتعش
هبة: لماذا تقولين ذلك يا منى؟؟؟ ألم تري كيف اهتم بي؟؟
و مدت يدها المفتوحة لتريها العلبة الخضراء فضحكت منى باستهتار و قالت
منى: ما هذه يا هبة؟؟؟ حلوى النعناع؟؟؟ كم ثمنها؟؟؟ ربما هي منتهية الصلاحية، إنه يراك طفلة
شدت هبة قبضتها على العلبة الصغيرة و تنهدت بعمق و هي تحاول إبعاد كلمات منى التي تقطر سما عن خيالها الهش لكن منى واصلت كلامها في إصرار
منى: هل تعلمين أنه يوم كنا في المقهى معا قد أرسل إلي قبلة في الهواء؟؟ و عندما عرف بأنه لن ينالني لم يشأ الخروج صفر اليدين، إنه من النوع الذي يحاول مع كل فستان و كل تنورة تمر من أمامه، بالله عليك هبة انظري إلى نفسك ثم انظري إليه أنتما من عالمين مختلفين تماما، انسي الأمر…
قطعت كلامها ضربة عنيفة هزت الطاولة و المقعد الذي تجلس عليه منى، نظر إليها الأستاذ لطفي وهو يلوي شفته السفلى في امتعاض ثم قال بصوت ساخر
لطفي: ربما تودين أن نسكِت الدكتور كمال لننصت إلى تفاهاتك؟؟؟
أرتج على منى فلم تجد جوابا لكن الأستاذ لطفي كان قد حمل كتابها الوحيد و رمى به خارج قاعة الدرس و هو يقول بصوت جليدي
لطفي: إلحقي بكتابك يا آنسة






إظهار التوقيع
توقيع : ايفين
#2

افتراضي رد: تكملة الرواية (الفصل الحادي عشر والثاني عشر)

تسلميييييين
إظهار التوقيع
توقيع : بائعه الورد
#3

افتراضي رد: تكملة الرواية (الفصل الحادي عشر والثاني عشر)

شكرا ايقن
#4

افتراضي رد: تكملة الرواية (الفصل الحادي عشر والثاني عشر)

ههههههههه
حلوة اوي..
اكملي...
اضحكتني العبارة الاخيرة!

إظهار التوقيع
توقيع : الـمـتـألـقـة
#5

افتراضي رد: تكملة الرواية (الفصل الحادي عشر والثاني عشر)

شكراااااااا للردود العطرة
إظهار التوقيع
توقيع : ايفين


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
جميع مذكرات منهج الفصل الدراسي الأول لجميع الفصول التعليمية قمحاوية مصرية منتدى عدلات التعليمي
ننشر الموضوعات المحذوفة من المناهج الدراسية فى الفصل الدراسى الحالى سارة سرسور منتدى عدلات التعليمي
توزيع مادة الدراسات الأجتماعيه والوطنيةللصف الأول والثاني والثالث متوسط الفصل ال ريموووو المرحلة الاعدادية
تكملة الرواية (الفصل 13 و14)من ايفين ايفين قصص - حكايات - روايات
كل ما يلزم الطالب لمادة الفيزياء للصف الحادي عشر علمي الفصل الثالث ريموووو المرحلة الثانوية


الساعة الآن 11:06 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل