حدائق الموت د.محمد بن عبدالرحمن العريفي *** ... *** الحمد لله رب العالمين .. الرحمن الرحيم .. مالك يوم الدين .. الحمد لله الكريم الوهاب .. الحمد لله الرحيم التواب .. الحمد لله الهادي إلى الصواب .. مزيل الشدائد وكاشف المصاب .. الحمد لله فارج الهم .. وكاشف الغم .. مجيب دعوة المضطر .. فما سأله سائل فخاب .. يسمع جهر القول وخفي الخطاب .. أخذ بنواصي جميع الدواب .. فسبحانه من إله عظيم .. لا يماثل .. ولا يضاهى .. ولا يرام له جناب .. هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا .. وإليه المرجع والمتاب .. وسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء .. واستأثر باستحقاق البقاء .. وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء .. وأشهد أن لا إله إلا الله .. أما بعد .. حدائق الموت ؟ تلك القبور التي غيبت فيها أجساد تحت التراب .. تنتظر البعث والنشور وأن ينفخ في الصور .. اجتمع أهلها تحت الثرى .. ولا يعلم بحالهم إلا الذي يعلم السر وأخفى .. نعم .. إنّـه الموت .. أعظم تحدٍّ تحدى الله به الناس أجمعين .. الملوك والأمراء .. والحُجّاب والوزراء .. والشرفاء والوضعاء .. والأغنياء والفقراء .. كلهم عجزوا أن يثبتوا أمام هذا التحدي الإلهي { قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } أين الجنود ؟ أين الملك ؟ أين الجاه ؟ أين الأكاسرة ؟ أين القياصرة ؟ أين الزعماء ؟ أتى على الكـل أمر لا مرد له حتى قضوا فكأن القـوم ما كانوا وصار ما كان من مُلكٍ ومن مَلِكٍ كما حكى عن خيال الطيف وسنان مرض أبو بكرة رضي الله عنه واشتد مرضه .. فعرض عليه أبناؤه أن يأتوه بطبيب .. فأبى .. فلما نزل به الموت صرخ بأبنائه وقال : أين طبيبكم ؟ .. ليرّدها إن كان صادقاً ..