أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
بسم الله الرحمن الرحيم.
بصراحة أنا أبحث من زمن عن حل لمشكلتي.
وها أنا أجد من يساعدني بإذن الله ..أريد الحل .. أريد النصيحة ... أشعر أحياناً أن الحل سهل ..لكن أحياناً أخرى أشعر أن الحل معقد أكثر مما أتصور ..
لن أطيل عليكم ..
أنا فتاة عمري 25 سنة، جامعية، خريجة دراسات إسلامية -الحمد لله- ملتزمة ..حافظة لكتاب الله عز وجل، وأعمل في مراكز لتحفيظ القرآن الكريم ..
مشكلتي:
تقدم لي الكثير من الشباب لكن المشكلة أنه لم تتم أي خطبة ؟ أشعر أنني سأتعقد من هذا الأمر ..لا أدري أين الحل .. (أدرك تماماً أن الحل بيد الله) التجأت إلى الله بالدعاء ..والاستغفار ...
خطر على بالي الصدقة : فالتزمت بالصدقة ..بعدها بفترة بسيطة تقدم لخطبتي شاب لكن ..كالعادة لم تتم الخطبة ..أعلم أن هذا خير لي ..حتى أنه قال أني لا أستحقه ..وبعد أن تزوج أطلق على ابنته اسمي..
بقيت على هذه الحال فترة ..ضقت من حالي ..قررت الحج وشعرت أن الحج باب للفرج ..حججت بحمد الله السنة الماضية ..والله لا أحد يعلم كيف يسر الله لنا هذه الحجة ..
دعوت الله كثيراً .. وفي طريق العودة تقدم لي شخص ..عندها أحسست كم أن فرج الله قريب..
لكن كالعادة لم تتم هذه الخطبة ..
وفي صيف هذه السنة قررت أن أواصل البحث عن الخلل في حياتي .. بدأت بقراءة سورة البقرة يومياً في القيام .. لما لهذه السورة من فضل.. وقلت: إذا كان الأمر أمر عين فلابد أن يزول بقراءة سورة البقرة، استمريت على هذا الوضع 8 أشهر .. ولم أكمل الشهر الأول إلا وتقدم لي شاب ..سبحان الله ..لكن الأمر لم يتم ،انصرف وهو يقول أنه لا يستحقني ..هذه الخطبة أثرت فيني كثيراً ..لأنه أكثر شخص أحسست أنه يناسبني، السابقون لم أتأثر بنهاية الموضوع كتأثيري بهذا ..أعلم أن ما أصابني لم يكن ليخطئني ..وأعلم أن رزقي لن يأخذه غيري ...
وأثق أن ربي قريب مجيب ..جبار للخواطر ..
وأنا أعرض مشكلتي هنا ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره أو أن أشتكي على الله حاشا لله ..أعلم أن هذا ابتلاء من الله عز وجل أسأل الله الصبر والثبات ..
إنما أعرضها لأعرف أين الخلل في حياتي وعبادتي ..
ماذا أفعل .. لا أؤمن بالزواج عن طريق النت .. ومستحيل أن أكلم شاباً عبر أي طريق غير ما يرضي الله عز وجل
أرجو النصيحة .. أو على الأقل الدعاء بظهر الغيب .. أشعر أن العمر يمضي بي .. لكن أثق أن الله لن يتركني لن يضيع الله من توكل عليه ..
الإجابــةبسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأول ما نبدأ به هو ما قد أثلجت به صدورنا من إشارتك إلى أنك بحمدِ الله ومنِّه وكرمه حافظة كتابه العزيز، فالحمد لله الذي منَّ عليك بهذا الشرف العظيم، بهذا الفضل الذي من حصَّله فقد حصَّل الرتبة العالية، كما خرج مسلم في صحيحه عن النبي: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) أخرجه مسلم في صحيحه. وأيضاً يا أختي فأنت لم تقتصري على حفظ كتاب الله بل بذلت جهدك في طاعة الله وبذلت جهدك في تعليم كتابه، ونسأل اللهَ أن يجعلك ممن قال فيهم -صلوات الله وسلامه عليه-: (خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه). فأنت بمنِّ الله وكرمه قد حرصت على أن تكوني من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته والذين يحرصون على العمل به -وهذا هو الظن بك- ونسأل اللهَ لك الثبات والفضل وأن يجعلك إمامة في الدين داعية إلى رضوانه.
وأنت تعلمين يا أختي أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا))[الإسراء:9]. ومن ها هنا يكون الكلام معك في هذه المسألة التي أشرت إليها، فإن من هدي القرآن للتي هي أقوم أن يعلم العبد أنه لابد أن يبتلى وأن يعلم أنه لابد أن يمحص، فقد قال جل وعلا: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))[العنكبوت:2-3].
إنه الابتلاء الذي يشمل جميع الناس صالحهم وطالحهم، بل الذي يشمل الأنبياء الكرام -عليهم جميعاً صلواتُ الله وسلامه- إنه الابتلاء الذي لما سئل عنه: أي الناس أشد بلاء؟ قال:(الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقةً ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة).
وهو عين الابتلاء الذي جعله جل وعلا شاملاً جميع أصناف ما يقع للإنسان مما يحب ومما يكره، قال تعالى: ((وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))[الأنبياء:35]،
_ فحكم جل وعلا على كل ما يقع للإنسان من أمور وتصاريف بأنها من الابتلاء، سواء كانت بالنسبة إليه شرّاً أو كانت خيراً.
فبهذه النظرة يحصل لك قرار العين ويحصل لك هدوء النفس.. نعم إنك تمرين بمحنة ليست بالسهلة، إنك أنت الفتاة المؤمنة التي تحرص على أن يكون لها الزوج الصالح الذي يعينها على طاعة الله والتي تتعاون معه على بره وتقواه. إن لك المشاعر الإنسانية التي جبلت عليها وفطرت على تحصيلها من أن يكون لك البيت الذي تجدين فيه نفسك، تلك المملكة الصغيرة التي تبثين فيها المشاعر الكريمة إلى زوجك ويكون لك الذرية التي تشبع العاطفة التي قد جبلت على تحصيلها – عاطفة الأم الحنون الشفوق – هذا عدا تربية هؤلاء الأولاد على مكارم الأخلاق ليكونوا صالحين يحملون هم هذا الدين، كل ذلك يجول في نفسك وتجدين الرغبة الملحة فيه، وهذا - بحمد الله عز وجل – ليس فيه ما يعيب، فأنت معذورة في ذلك فإنها فطرتك وفطرة كل إنسان سوي، ولكن يا أختي لابد أن تنظري لهذا الأمر على أنه ابتلاء من الله جل وعلا ولابد من الصبر عليه. وأنت أيضاً قد رأيت بأم عينيك أنك يرغب فيك ويتقدم إليك الخاطبون الصالحون الأخيار ولله الحمد، ولكن يا أختي قد تخطب الفتاة مراراً وتكراراً ولا يرسى لها أمر على خاطب إلا بعد زمن وبعد تعدد الخاطبين، فهذا يقع كثيراً للفتيات، وليس بالأمر المستغرب ولا العجيب،وليس هذا دالاً على ذنب وقعت فيه
ولا على خطيئة ارتكبتها
ولا على تقصير في دينك،
بل إن هذا من الأمور التي تعرض للصالحات وتعرض لمن هنَّ دونهنَّ،
بل إن المرأة المؤمنة الصالحة التقية النقية قد تبتلى بعدم الزوج ويصيبها التعنيس؛شأنها في ذلك شأن النساء،
والله جل وعلا يبتلي عباده بميزان الرحمة والحكمة والعدل،وهذا هو الذي تدركينه -بحمد الله عز وجل- الإدراك الكامل.
ومرادنا أن تنتبهي إلى أنه ليس من شرط ما يصيبك من تأخر الزواج شيئاً ما أن ذلك راجعٌ إلى ذنوب وإلى تقصير ونحو ذلك،
ولكن هذا قد يكون رفعة للدرجات بمنِّ الله وفضله، فعليك يا أختي بأن تلزمي حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأن تجعليه نوراً تستضيئين به وطريقاً تسيرين عليه، إنه قوله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم في صحيحه.
فهذا هو الذي ينبغي أن تسيري عليه.
مضافاً إلى ذلك: الأخذ بالأسباب المعينة على تحصيل هذا الأمر، فإن الفتاة المؤمنة العاقلة من أمثالك تحرص على تحصيل الخيرات في دينها ودنياها،
كما أخرجه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خيرٍ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) أخرجه مسلم في صحيحه.
فأعظم خطوة تقومين بها هي: اللجوء والاضطرار إلى رحمة الله عز وجل، فاضطرّي إليه اضطرار المؤمنة التي تعلم ألا نجاة لها إلا بربها، اضطرِّ إليه اضطرار المؤمنة التي تعلم أن ربها جل وعلا يجيب دعاء المضطر إذا دعاه، قال تعالى:((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ))[النمل:62]،
إنك بحاجة أن تستغيثي بربك استغاثة الغريق الملهوف الذي يعلم ألا نجاة له إلا بمولاه؛ فعليك بالاضطرار إلى رحمة الله الذي هو أرحم الراحمين.
وإنه مما يشرع لك في مثل هذه الحالة أن تصلي صلاة الحاجةوهي صلاة ركعتين نافلتين وبعد السلام تحمدين الله وتثنين عليه وتمجدينه جل وعلا وتصلين على نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – ثم تدعين ربك بما تيسر من الأدعية التي تسألين بها حاجتك كأن تقولي: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير، اللهم يسر لي زوجاً صالحاً، اللهم فرج كربتي، اللهم أزل همي، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ، وربُّ الأَرْض، رَبُّ العرشِ الكريمِ، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وفرج كربي وأغثني، يا أرحم الراحمين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأن تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، اللهم افتح لي فتحاً مبيناً واهدني صراطاً مستقيماً، رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّارةً لك رهَّابةً لك مطواعةً إليك مخبتةً أواهةً منيبةً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبي، رب هب لي زوجاً صالحاً يقر عيني، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، وارزقنا وأنت خير الرازقين، اللهم اغنني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمَّن سواك. اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي.
فعليك بهذه الأدعية التي هي من كتاب الله ومن مشكاة النبوة - على صاحبها الصلاة والسلام – وباللجوء إلى الله جل وعلا. وقد أحسنت بالصدقة والتقرب إلى الله جل وعلا، فإن ذلك من أسباب إجابة الدعاء، فتقديم العمل الصالح من أسباب إجابة الدعاء، وإن كان قصدك أصلاً هو التقرب إلى الله جل وعلا وطلب رضوانه. والخطوة الثالثة هي: التماس الأسباب التي تعين على ترغيب الخاطب الصالح فيك، فمثلاً عند الرؤية بين المخطوبين يحصل بك أن تكوني قد تهيأت بصورة ترغب الخاطب فيك وأقل ذلك الدخول بوجه مشرق. والمقصود هو أن تنظري في الأسباب التي تدعو إلى ترغيب الخاطب فيك، ومن ذلك أيضاً – وإن كان هذا ليس من شرطه أن يقع لك – العناية بالوزن والقوام الحسن الذي يرغب الخاطب فيك، خاصة إن كان هنالك نوع من الازدياد في الوزن – وهذا نشير به إليك كاحتمال لتبني عليه وليس المراد وقوعه وحصوله – فتهيئة نفسك من هذه الناحية هو خير ما تقومين به، بل إن المنصوص عند كثير من الفقهاء أن المرأة يجوز لها أن تبدي لخاطبها ما يدعوه إلى نكاحها
_وإن كان الاختصار على الوجه والكفين أمر معمول به ومتعارف عليه بين الناس، ولكن لو اقتضى الأمر فلا مانع من أن تظهري شيئاً من ساعديك أو قدميك إذا كان الخاطب كيساً عاقلاً يعرف جواز ذلك بين المخطوبين - كما هو أظهر الأقوال في هذه المسألة - .
والخطوة الرابعة: أن يكون لأخواتك المؤمنات سعي وتعاون في هذا الأمر،فلابد أن تعيني على الإرشاد إلى أخواتك الصالحات، كما أنهنّ لابد أن يعنَّ على الإرشاد إليك من الخاطبين الصالحين، فهذا أمر حسن القيام به ويعين على تحصيل الأمر لك ولغيرك، فهذا من التعاون على البر والتقوى.
مضافٌ إلى ذلك
الخطوة الخامسة وهي: الحضور الاجتماعي الذي يجعلك حاضرة لدى الأخوات الفاضلات، فإن العلاقة الاجتماعية تدعم فرصة الظفر بالزوج الصالح، فهذه ترغب بك لأخيها وهذه ترغب بك لابنها، فهذه الخطوة من آكد الخطوات، فلابد أن يكون لك حضور اجتماعي مع قريباتك وحضور كذلك مع جيرانك، وحضور كذلك مع الأسر الفاضلة على أن تكون هذه الأسر من الأسر الفاضلة صاحبة الأخلاق وصاحبة الدين والتي أيضاً لديها شباب صالحون لأن يتقدموا للخطبة، فإن مثل هذا الحضور الاجتماعي يعين على أن تكوني حاضرة في أنفسهم، وكم من أمٍّ أو أخت جلست مع فتاة فرأت من أدبها ورأت من أخلاقها واستلطفتها ثم بعد أشارت بها على ولدها أو على أخيها فتقدم لخطبتها وتمت المصاهرة بإذن الله، فليكن هذا من شأنك وليكن هذا من عادتك فإن هذا أمر يسبب لك أمر الزوج بكرم نفس ودون أن يتفطن أحدٌ إلى هذا المقصد لأنه أمر يتم عفواً ولا يظهر منه القصد في ذلك - كما لا يخفى على نظرك الكريم - .
وأيضاً المشاركة في الدعوة إلى الله جل وعلا – وأنت كذلك إن شاء الله فأنت من الحافظات لكتاب الله - والمشاركة في حلقات تجويد كتاب الله وتعلمه، والمشاركة في دروس العلم، _فهذا المجتمع المؤمن الصالح من الأخوات المؤمنات الداعيات إلى الله جل وعلا يعينك أيضاً على أن تكوني حاضرة أيضاً في أنفسهم، بل إن هذا المجتمع من أكثر المجتمعات التي تعين على تحصيل الزوج، بل إنك حينئذ قد تجدين الأخت الصديقة الناصحة التي تسعى في شأنك وبدون أن تطلبي منها،
_مع أنه لا مانع أن تلمّحي أو تطلبي من بعض الأخوات الفاضلات الصالحات أن يرشدن إليك وأن يعنك على هذا الأمر، ولكن بشرط أن تكون الفتاة عاقلة صالحة أمينة تقدر مثل هذا الطلب، فهذا أمر لابد من السعي فيه، فلابد من الحضور في هذه الأوساط الدعوية والأوساط الاجتماعية حتى تجدي سبباً معيناً على أن تظفري بالزواج الصالح.
فالمشاركة الصالحة مع أخواتك في الله هو مجتمع إسلامي طيب يعينك على الحق ويعينك على طاعة الله ويعنيك أيضاً على إرشاد الصالحين إليك، فلابد من حضورك في هذا الباب وبذل الجهد فيه عدا ما تحصلينه من الفضل والخير والأجر - بإذن الله عز وجل ومنِّه وكرمه -. ومن الخطوات العظيمة: التعاون من جهة أقاربك ومن جهة أرحامك ومن جهة جارتك ومن جهة والديك – إن وجدوا – بحيث يرشدون إليك الرجل الصالح، فما المانع أن يلمح لهذا الشاب المؤمن من قبل إخوتك – إن وجدوا – مثلاً، أو من جهة أمك فتلمح لبعض صاحباتها أو جاراتها أو قريباتها بأن تذكرك بخير، وتذكرك وتثني عليك ثم تثني على بعض الشباب الصالحين ممن يصلح التقدم إليك، فهذا أسلوب فيه الإشارة وفيه التلميح ويغني عن التصريح أيضاً، فلابد من التعاون والتضافر في هذا الأمر، فإن هذا داخل في قوله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))[المائدة:2].
فلتقري عيناً ولتطمئني يا أختي وليكن دوماً شعارك:
((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ))[الذاريات:22-23].
والمؤمنة من أمثالك تتصبر حتى تنال رزقها وتعلم أن ما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطئها لم يكن ليصيبها، وهوني على نفسك واعلمي أن العبد يبتلى فينبغي له أن يجمع بين الصبر والشكر كما أشرنا، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه، ونود دوام مراسلتك إلى الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك، ونحن نخصك بدعوة فنسأل الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يفرج كربك وأن يزيل همك وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك والذرية الطيبة.
وبالله التوفيق.
والله أعلم
المرجع
موقع إسلام ويب
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
رد: أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: أسباب تأخر الزواج رغم كثرة الخاطبين
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ||
| الرموز التي تُرى في المنام و تدل على الزواج | لولو حبيب روحي | منتدى تفسير الاحلام | ||
| اسباب تأخر الحمل وعلاجه والوقاية منه | الرزان | مرحلة الحمل والولاده | ||
| العلاقة الجنسية قبل الزواج وآثارها السلبية بعد الزواج | عـدلات | الثقافة والتوجيهات الزوجية | ||
| تعالو بسرعه شوفوا صفات النساء والرجال قبل وبعد الزواج | حياتي كلها لله | فرفشة عدلات | ||
| تقاليد الزواج في الهند | دوما لك الحمد | منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة | ||
الساعة الآن 08:47 PM
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع