
أريد أن يحبني الله ويرضى عني.. فماذا أفعل؟ 
أنا طالبة في المدرسة, والحمد لله هداني الله إلى طريق الحق, وتقربت من الله, وشعرت بالراحة, على الرغم من أن الوساوس والشكوك بقيت معي, كنت أحافظ على قيام الليل في رمضان, وصلاة الفجر أيضاً, كان كل همي رضى الله عني, وكنت أحاول قدر الإمكان أن لا أرفع صوتي أو أدخل في أي شجار, ولكني بدأت أشعر ببعدي عن الله شيئاً فشيئاً, وذلك منذ أن بدأت المدرسة.
الحمد لله أحافظ على الصلوات, ولكني لم أعُد أشعر بحلاوة ولذة الصلاة والإيمان، أشعر أني لا أصلي بخشوع, وهذا يضايقني كثيراً, حتى عندما أقرأ القرآن لم أعد أشعر بأي لذة, حتى أنني سريعة الغضب, فأغضب بسرعة.
أنا حقاً لست راضية عن نفسي, حتى أنني أريد أن أقوم الليل, ولكني لا أعرف كيف, وأنا أعلم أن الله لا يوقظ عباده الذين يقومون بالمعاصي؛ لأن قيام الليل شرف المؤمن.
أنا لا أدري، كيف أحب طاعة الله, وأطيع الله على أكمل وجه, وأترك كل المعاصي والمنكرات, وكيف أشعر بالراحة والطمأنينة, وأقوم الليل.
قبل أسابيع كان هناك امتحان, وأنا دعوت الله كثيراً, ولكني لم أحصل على العلامة التي أريدها، فحزنت كثيراً, ولكني في النهاية حمدت الله, فهل هذه عقوبة؟
منذ أن تُبت لم أنقطع عن الاستغفار وذكر الله, ولكني ضائعة, لا أدري ما هو الصح من الخطأ؟ ولا أدري كيف أكون من عباد الله الصالحين؟ وأوقن أنه يحبني؟ وأنه راضٍ عني, أريد أن أحافظ وأؤدي النوافل والصلوات, وأن أشعر بلذتها.
أريد أن أتقرب من الله وأرتاح وأبقى على هذا الطريق, فكيف أكون متفائلة؟ كيف أتفاءل بمستقبل مشرق؟ كيف أُرضي ربي وأكسب مغفرته وحبه لي؟
مرتاحة البال؟ وكيف أشعر بالسكينة والطمأنينة؟ كيف أمشي على الطريق الصحيح؟ ماذا أفعل؟!

الإجابــة
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وهنيئًا لمن رغبت في محبة الوّهاب، نسأل الله أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل،
ونذكرك بأن ما عند الله من الخير لا يُنال إلا بطاعته، وقد عرفت طريق الخير وذقت حلاوة القيام والصيام لله تبارك وتعالى،
ومفتاح الحلول بالنسبة لكل ما ذكرتِ هو
الاستمرار في الطاعة والاستقامة على شرع الله،
والمواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى.
إن هذه مفاتيح الطمأنينة والسعادة،
والسعادة التي بحث عنها الناس في المناصب وفي الأموال وفي الزواج وفي الذهب والفضة
وفي الخيل المسومة والأنعام والحرث؛
لم يجدها إلا ذلك المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره،
المواظب على ذكره وشكره وحسن عبادته،
خاصة ذكر الله تبارك وتعالى هو ميدان وبعث الطمأنينة،
وهو الخلاصة من العبادات،
فإن ربنا أراد أن يُطاع فلا يُعصى، وأراد أن يُذكر فلا يُنسى، وأراد أن يُشكر فلا يُكفر،
فشرع هذه الطاعات سبحانه وتعالى، قال تعالى:
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
فواظبي على الطاعات،
واعلمي أن اللذة في العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار؛
_لذلك ورد عن السلف ممن قال:
(جاهدتُ العبادة عشرين سنة، ثم تلذذتُ بالعبادة عشرين سنة)
فهو يجاهد نفسه في الخشوع والعبادة حتى يجد لذتها، فلذة العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار في طاعة الله تبارك وتعالى،
فحاولي أن تعاندي الشيطان، وتستمري على التلاوة، وتستمري على الصلاة، وتجتهدي في استحضار الخشوع حتى يأتيك الخشوع، حتى تأتيك اللذة، لذة العبادة، وثمرة العبادة لا تنال إلا بالمجاهدات، وإلا بالإصرار على طاعة الكبير المتعال، والمضي في هذا الطريق وهذا الدرب. وبالله التوفيق

المراجع
استشارات اسلام ويب

