“التألم من الحرمان ليس ضعة، ولكن تحول الحرمان إلى هوان هو الذي يستنكره الإسلام، فقد مضت سنة الرجولة من قديم أن يتحامل الجريح على نفسه حتى يشفى، ويستأنف المسير بعزم، لا أن يخور ثم يتحول إلى كسيح، ثم ينتظر الحاملين.”
“ورب مخاصم اليوم من أجل باطل انخدع به أمسى نصيرا لمن خاصمهم مستريحا إلى ما علم منهم مؤيدا لهم بعد شقاق”
“وبيت متوسط الدخل تعمره امرأة صالحة أسعد وأرشد من بيت واسع الثراء تسكنه امرأة هابطة ، وفي ذلك يقول الرسول الكريم "الدنيا متاع و خير متاعها الزوجة الصالحة" وفصل ذلك في حديث آخر " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"
أترى هذه الزوجة تنبت في المجتمع من غير إعداد وعناية؟ أيمكن أن تكون نبتا يطلع من تلقاء نفسه في بيئة يسودها الجهل والتخلف؟ وتحرم عليها الثقافة الواسعة؟”
محمد الغزالي, قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة

ما أحسب المتفرقين على حقهم أصحاب حق، فطبيعة الحق أن يجمع أهله! إن أعدادا كبيرة من السائرين تحت لواء الحق تكمن في بواطنهم أباطيل كثيرة، فهم يحتشدون بأجسامهم فقط تحت رايته، ويبدو أن المآرب الكثيرة، والأغراض المختلفة، تجعل لكل منهم وجهة هو موليها، وذاك في نظري ما جعل ثورات عديدة تسرق من أصحابها، ويسير بها الشطار إلى غاية أخرى!
حتى قيل: الثورات يرسمها المثاليون وينفذها الفدائيون ويرثها المرتزقة!!
ترى لو كان المثاليون والفدائيون على قلب رجل واحد في الإيثار والتجدد
أكان يبقى للمرتزقة موضع قدم؟.
إن أخطاء خفية، نستخف بها عادة، هي التي تنتهي بذلك المصير!”
الحق المر”
محمد الغزالى
“اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما طلب منك،
دليل على انطماس البصيرة".
لك حقوق وعليك واجبات، وكثير من الناس يطلب بإلحاح ماله من حقوق،
بل يطلب بإلحاح ما يرى أنه حق له.
أما الواجبات التى عليه يقينا فهو يمارى فيها حينا،
ويؤديها بكسل واسترخاء وبخس حينا آخر، وربما جحدها...
وهذا الطراز من الناس ـ وما أكثره بيننا ـ أدنى إلى الدواب التى لا تحس إلا ما تحتاج إليه،
فأما ما تكلف به فهى لا تعرفه إلا من لذع السياط...”
محمد الغزالي, الجانب العاطفي من الإسلام