تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...2e937f6961.jpg تولَّى المسلمون اليوم عن تطبيق منهج الله كما فعل بنو إسرائيل من قبل: ﴿ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)سورة البقرة ﴾ هذا التفضيل لا يعني أنهم متفوِّقون، أحياناً يفضِّل الأب ابنه المقصِّر بعشرة مدرِّسين خاصين، هو فضَّله على بقية أولاده المتفوِّقين، فهذا التفضيل تفضيل تقصير، هم قتلوا الأنبياء، ماذا فعلوا ؟ قال : ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ (83) ﴾( سورة البقرة: من آية " 83 ") لَمْ تفعلوا كل ذلك: ﴿ إِلا قَلِيلا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ(83) ﴾( سورة البقرة: من آية " 83 ") تولوا عن تطبيق منهج الله كما تولَّى المسلمون عن تطبيق منهج الله الآن، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث من دلائل نبوَّة النبي: (( يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) [ سنن أبي داود عن ثوبان ] كأن النبي عليه الصلاة والسلام بيننا، هذا الذي حدث، جاءت ثلاثون دولة لتحارب بلاد المسلمين، وتنهب ثرواتهم وأموالهم، وتدمِّر أسلحتهم، وتضعفهم، وتكسر شوكتهم، وتحتلَّ أرضهم، وتستبيح المُحَرَّمات. معنى كلمة (فضلتكم): ﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) ﴾ أي خصصتكم بأنبياء كثيرين ليعلِّموكم، شيءٌ آخر : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) ﴾(سورة البقرة) هذه آية ثانية، تولَّوا لم يقاتلوا: ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) ﴾(سورة المائدة) قتلوا أنبياءهم، إذاً هم مفضَّلون لتقصيرهم، مفضَّلون لانحرافهم، مفضلون لمعاصيهم، فقد يقول الأب لابنه: يا بني أخوتك درسوا بلا أساتذة خاصين، إنني فضَّلتك على كل أخوتك بعشرة مدرِّسين ولم تنجح !! بالضبط هذا هو المعنى. موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية |
رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِ
بارك الله فيك |
رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِ
جزاكي الله خيرا
|
رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِ
|
رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِ
بارك الله فيكِ
|
رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِ
|
رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 47)(﴿ فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِ
|
الساعة الآن 09:39 AM |