وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...e433ca0501.gif وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ ) --------------------------------------------------------- ان الحمد لله نحمدة ونستعينة ونستغفرة اما بعد فانة لايخفى على احد اهمية العلم والعلماء في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – ولكن حينما نسمع بعض الناس يقولوا ان فلانا عالم من العلماء وان فلان اعلم اهل الارض . الحقيقة التي أشعر بـها من قرارة نفسي أنني حينما أسمع مثل هذا الكلام أتذكر الـمثل القـديم المعروف عند الأدباء ، ألا وهو ( إن الـبُغاث بأرضنا يَسْتَنْسِرُ ) ( إن الـبُغاث بأرضنا يَسْـتَنْسِرُ ) قد يخفى على بعض الناس المقصود من هذا الكلام أو من هذا المثل ، البُغاث : هو طائر صغير لا قيمة لـه ، فيصبـح هذا الطـير الصغـير ، نسـراً عند الناس ، لجهلهـم بقـوة النسر وضخامتـه ، فصدق هذا المـثل على كثيرٍ ممن يـدْعُونَ بحق وبصواب ، أو بخطأٍ وباطلٍ إلى الإسلام . لكن الله يعلم أنه خَلَتِ الأرض – الأرض الإسلامية كلها – إلا من أفرادٍ قليلين جـداً جداً ممن يصح أن يقال فيهم : فلان عالم ، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله لا ينـتزع العلم انْتِزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حـتى إذا لم يـبقي عالماً – هذا هو الشاهد - حتى إذا لم يـبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فَسُئِلوا فأفـتوا بغير علمٍ فضلوا وأضـلوا ) . إذا أراد الله أن يقبض العلـم ، لا ينـتزعه انـتزاعاً من صدور العلماء ، بحيث أنه يصبح العالم كما لو كان لم يتعلم بالمرة ، لا ، ليسـت هذه من سنة الله عز وجل، في عباده ، وبخاصة عباده الصالحين – أن يَذْهَبَ من صدورهم بالعلم الذي اكتسبوه ، إرضاءً لوجه الله عز وجل – فالله عز وجل حكمٌ عدلٌ لا ينـتزع العلم من صدور العلماء حقاً ، ولكنه جرت سنة الله عز وجل في خلقه ، أن يقبض العلم بقبض العلماء إليه ، كما فعل بسيد العلماء والأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى إذا لم يُـبْقِِ عالماً ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ، فَسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا، ليس معنى هذا : أن الله عز وجل يُخْلي الأرض ، من عالمٍ تقوم به حجة الله على عباده، ولكن معنى هذا : أنه كلما تأخر الزمن كلما قَلَّ العلم ، وكلما تأخر ازداد قلةً ونقصاناً حتى لا يَـبْقى على وجه الأرض من يقول : الله ، الله . هذا الحديث وهو حديث صحيح – : ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله ، الله ) ( من يقول : الله الله ) وكثيراً من أمثال هؤلاء المشار إليهم في آخر الحديث المذكور ، قَبْض الله العلـم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يـبقي عـالماً اتخـذ الناس رؤوسا جُهّالاً ، من هـؤلاء الـرّؤوس ، مــن يفـسر القـرآن والـسنـة بِـتَـفـاسـيـر مُخالفــة لما كان عليه العلماء – لا أقول : سلفاً فقط بل وخلفاً أيضاً – . فإنـهم يـحـتجون بـهـذا الحديث : ( الله ، الله ) على جواز بل على استحباب ذكر الله عز وجل باللفظ المفرد ( الله ، الله ) ... إلى آخره ، لكي لا يغتر مُغْتَر ما أو يـجهل جاهلٌ ما حينما يسمع هذا الحديث بمثل ذلك الـتأويل وهذا التـفسير بـاطلٌ :- أولاً : من حيث أنه جاء بيانه في رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وثانياً : لأن هذا التفسير لو كان صحيحاً لجرى عليه عمل سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، فإذْ لم يفعلوا دل إعراضهم عن الفعل بهذا التفسير على بطلان هذا التفسير . فكيف بكم إذا انضم إلى هذا الرواية الأخرى - وهذا بيت القصيد كما يقال - أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذا الحديث في مسنده بالسند الصحيح بلفظ : ( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول : لا إله إلا الله ) إذن هذا هو المقصود بلفظة الجلالة المكرر ، المكررة في الرواية الأولى ، الشاهد : أن الأرض اليوم مع الأسف الشديد خَلَتْ من العلماء الذيـن كانوا يملئون الأرض الرحبة الواسعة بعلمهم وينشرونه بين صفوف أمتــهم فأصبحوا اليوم كما قيل : وقد كانوا إذا عدوا قليلاً فصاروا اليوم أقل من القليلِ فنحن نرجو من الله عز وجل أن يـجعلنا من طلاب العلم الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم وهذا يفتح باب الكلام على هذا العلم الذي يُذْكَرُ في القرآن كـثيراً وكـثيراً جـداً ، كَمِثْلِ قوله تعالى : ) هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ( وقوله عز وجل : ) يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ( ما هو هذا العلم الذي أثنى الله عز وجل على أهله والمتلبـسين به وعلى من سلك سبيلهم ؟ الجواب كما قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله – : العلم قـال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالـتَّمْويه ما العلم نَصْبَكَ للخلاف سفاهة بين الـرسول وبين رأي فقيه كـلاّ ولا جَحْـد الصفات ونفيها . حذراً من التشبيه والتمثيل فالعلم إذن نأخذ من هذه الكلمة ومن هذا الشعر الذي نادراً ما نسمعه في كلام الشعراء لأن شعر العلماء هو غير شعر الشعراء ، فهذا رجل عالم ، ويُحْسِنُ الشعر أيضاً ، فهو يقول : العلم : ( قال الله ) ، في المرتبة الأولى ، ( قال رسول الله ) في المرتبة الثانية ، ( قـال الصحابة ) في المرتبة الثالثة والحمد لله رب العالمين منقول للفائدة https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...72d9f73c22.gif |
رد: وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )
بارك الله فيكِ
تم التعديل نرجو التنسيق جزاكم الله خيرا فى انتظار مشاركاتهكم الطيبة |
رد: وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )
|
الساعة الآن 10:50 PM |