عدلات

عدلات (https://adlat.net/index.php)
-   المنتدي الاسلامي العام (https://adlat.net/forumdisplay.php?f=4)
-   -   فضائل شعبان وبعض أحكامه (https://adlat.net/showthread.php?t=339052)

نسيم آڸدکَريآت 11-05-2017 09:05 PM

فضائل شعبان وبعض أحكامه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أما بعد:
إن المؤمن ليتقلب في هذا الزمان، ويمد الله له في الأجل، وكل يوم يبقاه في هذه https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الدنيا هو غنيمة له ليتزود منه لأخرته، ويحرث فيه ما استطاع ويبذر فيه من الأعمال ما استطاعته نفسه وتحملته.
وها قد مضى أيها الأحبة شهر رجب، ودخل شعبان، وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، ودخل شعبان والناس عنه غافلة. ولنا مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحال سلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.
عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))[رواه النسائي]. وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان، [رواه الإمام أحمد].
ومن شدة محافظته -صلى الله عليه وسلم- على الصوم في شعبان أن أزواجه رضي الله عنهن، كن يقلن أنه يصوم شعبان كله، مع أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يستكمل صيام شهر غير https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، فهذه https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png عائشة - رضي الله عنها- وعن أبيها تقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان. [رواه https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png البخاري ومسلم]. وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت: ما رأيت https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله، وفي رواية لأبى داود قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصومه شعبان، ثم يصله بhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان.
وهذه أم سلمة -رضي الله عنها- تقول: ((ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان)). ولشدة معاهدته -صلى الله عليه وسلم- للصيام في شعبان، قال بعض أهل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png العلم: إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام بعد https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أفضل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام بعد https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [رواه مسلم].
وعند النسائي بسند صحيح عن جندب بن سفيان -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام بعد https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم)). وذكر أهل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png العلم حكما في تفضيل التطوع بhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل التطوع ما كان قريبا من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ولذلك فإنك تجد https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان يسبق بhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام من شعبان والاستكثار منه ثم بعد انقضاء https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.
ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكره وفيه قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فبين له -صلى الله عليه وسلم- سبب ذلك فقال له: ((ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان)) وماذا أيضا؟ قال: ((وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)).
إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين:
أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان.
وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيامhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة.
وفي قوله: ((يغفل الناس عنه، بين رجب وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو الخصوصية فيه، لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعمره بالطاعة وبhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام، ويقول لأسامه لما رآه مستفهما عن سبب الإكثار من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام في شعبان، ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، ولذلك قال أهل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png العلم: وهذه لفتة فتنبه لها يا عبد الله قالوا: هذا فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله -عز وجل-، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل القيام في وسط الليل لشمول https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الغفلة لأكثر الناس فيه عن https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الذكر كما قال: ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل)) ولهذا المعنى كان https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهل، أو غير ذلك؟ فقال حين خرج: ((إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة))[رواه مسلم]. وفي رواية: ((ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)) وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الذكر في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر ولاستيلاء https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الغفلة على الناس، ولهذا لو نظرت إلى الفضائل والدرجات التي منحت للذاكرين في وقت غفلة الناس تجد شيئا عجبا، فهذا الرجل الذي يدخل السوق فيhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png ذكر الله، له أجر عظيم لأنه https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png ذكر الله في مكان غفلة الناس، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من دخل السوق فقال: لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبني له بيتا في https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الجنة)) ومما يؤكد هذا المعنى ما دار بين طارق بن شهاب وسلمان الفارسي -رضي الله عنه- عندما بات طارق عند سلمان لينظر اجتهاده، قال: فقام يصلي من آخر الليل، فكأنه لم ير الذي كان يظن، فذكر ذلك له، فقال سلمان: حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة، فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث منازل، منهم من عليه ولا له، ومنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس، فركب فرسه في المعاصي فذلك عليه ولا له [هؤلاء الذي يغتنمون غفلات الناس عنهم فيعبون من الفواحش عبا] ومن له ولا عليه: فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي، فذلك له ولا عليه، ومن لا له ولا عليه: فرجل صلى ثم نام فذلك لا له ولا عليه، إياك والحقحقة، وعليك بالقصد وداوم" والحقحقة: هو أن يجتهد في السير ويلح فيه حتى تعطب راحلته أو تقف.
والأجور المترتبة على الاشتغال بالطاعات وقت غفلة الناس كثيرة ومتنوعة، فتعرضوا لنفحات الله، أيها الأحبة، وتلمسوا مرضاته.
ثم اعلم يا عبد الله أن إحياء https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الوقت المغفول عنه بالطاعة فيه فوائد:
<!--[if !supportLists]-->1-<!--[endif]-->إن فعلك لهذه الطاعة يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لاسيما https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام، فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء، وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان، فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما في سوقه، ويظن أهل سوقه أنه أكلها في بيته
<!--[if !supportLists]-->2-<!--[endif]-->الفائدة الثانية في إحياء وقت غفلة الناس بالطاعات أنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس إن كان على السنة، وhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((الأجر على قدر النصب)).
والسبب في أن الطاعات في وقت غفلة الناس شاقة وشديدة على النفوس، هو أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم، كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين لهم، فسهلت الطاعات، وتأمل كيف أن كثيراً من الناس يشق عليهم https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام في غير https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان: فإذا جاء https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان سهل عليهم https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام ولم يجدوا مشقة في صيامه، وذلك لأن الناس من حولهم يؤدون هذه العبارة الجليلة، والناس كأسراب القطا يتبع بعضهم بعضا، وقد قال https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: الناس أشبه بأهل زمانهم منهم بآبائهم.
وأما إذا أكثرت غفلة الناس تأسى بهم عموم الناس فيشق على نفوس المتيقظين والطالبين لمهر https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الجنة تشق عليهم طاعاتهم، لقلة من يقتدون بهم في هذه الأوقات المغفول عنها، ولهذا المعنى قال -صلى الله عليه وسلم- في حال الغرباء في آخر الزمان: ((للعامل منهم أجر خمسين منكم أي من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصحابة إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون))[وفي مسلم] ((فطوبى للغرباء)) ولهذا جاء في https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png صحيح مسلم أيضا من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((العبادة في الهرج كالهجرة إلي)) وعند الإمام أحمد بلفظ: ((العبادة في https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الفتنة كالهجرة إلي)) وسبب ذلك أن الناس في وقت https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الفتن تستولي عليهم https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الغفلة، ويتبعون أهوائهم ولا يرجعون إلى دين، وينشغلون عن عبادة ربهم بهذه المحدثات والمضلات من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الفتن، ويكون حhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الهم شبيها بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمناً به، متبعاً لأوامره مجتنبا لنواهيه، محافظا على سنته وهديه وطريقته -صلى الله عليه وسلم-، في كل زمان ومكان، والفوائد في هذا الباب والمعنى كثيرة لمن تأملها ووقف معها واستزاد منها.
ولما كان شعبان كالمقدمة لhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان شرع فيه ما يشرع في https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟ هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران، قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات:
مضى رجب وما أحسنت فيـه *** وهذا شهر شـعبان المبـارك
فيـا من ضيع الأوقـات جهلا *** بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرا *** ويخلى https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الموت قهرا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا *** بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيم *** فخير ذوي الجرائم من تدارك
أقول قولي هذا واستغفر الله..
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد:
وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن))[رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح[.
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:
الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس.
قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الرياء)) ومن عظيم فقه الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png التوحيد أن جعل بابا بعنوان: باب الخوف من الشرك ثم ساق الآيات والأحاديث في هذا المعنى، والله -عز وجل- قد حذر نبيه بل وكل الأنبياء من الشرك، وأوصي إليهم بأن أعمhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الهم تحبط إن أشركوا، وهم الصفوة من الخلق فقال -تعالى-: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ثم يقول له: بل الله فاعبد وكن من الشاكرين.
الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png صحيح مسلم عن أبى هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: ((تفتح أبواب https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال.
الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.
الوقف الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان وحتى يحتاط لشهر https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان)) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان بhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png الصيام بنية الاحتياط لhttps://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر.
وما له تعلق بهذا أيضا، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان أو من شعبان وهو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال: -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقدموا https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه)) فهذا في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنه من https://midad.com/assets/frontend/im...earch_term.png رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا، ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

جنا حبيبة ماما 11-05-2017 09:15 PM

رد: فضائل شعبان وبعض أحكامه
 
جزاكِ الله خيرا ياقمر

العدولة هدير 11-05-2017 09:29 PM

رد: فضائل شعبان وبعض أحكامه
 
بارك الله فيكى غاليتى

ام سيف 22 11-05-2017 10:08 PM

رد: فضائل شعبان وبعض أحكامه
 
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...cdeb545643.gif

إشرآقـــة أمل 23-05-2017 03:23 AM

رد: فضائل شعبان وبعض أحكامه
 
جزاك الله كل خير

فريحه1234 23-04-2018 05:39 PM

رد: فضائل شعبان وبعض أحكامه
 
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 09:15 AM