عدلات

عدلات (https://adlat.net/index.php)
-   السنة النبوية الشريفة (https://adlat.net/forumdisplay.php?f=119)
-   -   المعونة على قدر المؤونة (https://adlat.net/showthread.php?t=379443)

امانى يسرى 21-03-2019 04:39 AM

المعونة على قدر المؤونة
 



https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.n...9d&oe=5CE0D255


- إنَّ المعونةَ تأتي العبدَ من اللهِ على قدرِ المَؤونةِ وإنَّ الصبرَ يأتي العبدَ على قدرِ المصيبةِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السفاريني الحنبلي | المصدر : شرح كتاب الشهاب
الصفحة أو الرقم: 211 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن


من رحمة الله تعالى بعباده، وحكمته سبحانه في تدبيرهم أنه لا يكلفهم بما لا يطيقون، ولا ينزل بهم من البلاء ما لا يحتملون. فإذا أمرهم بشيء أعانهم على القيام به، وإذا نهاهم عن شيء أعانهم على تركه، وإذا ابتلاهم بمصيبة أعانهم على اجتيازها والتعايش معها. ولكن إعانة الله تعالى لعباده في كل ذلك مرتهنة بإيمانهم به سبحانه، الذي يقودهم إلى العزم على امتثال الأمر، واجتناب النهي، وتحمل جلل المصاب.

إن خمس صلوات في اليوم والليلة ثقيلة على النفوس البشرية، وإن صوم شهر في شدة الحر لا يكاد يطاق، وإن الحج إلى مكان ضيق حار مزدحم مع ما يصاحبه من رهق الأجساد، وأمراض الشمس والزحام لمما لا يطاق.. ولكن الله تعالى برحمته للمؤمنين، يعين الممتثلين، فيكون جزاؤه سبحانه لهم أسرع إليهم من امتثالهم؛ إذ لما عزموا على الامتثال جازاهم بالمعونة على ما أرادوا من الطاعات، فيسرها لهم، وقواهم عليها، مع ما ادخره لهم من عظيم ثوابها.

ويصاب المؤمن بكارثة عظيمة تنهد لها الجبال، وتطيش فيها العقول والأحلام، إما بهلاك أهله وولده، أو ذهاب ماله كله، أو تشريده من بلده؛ فيعالج صدمته بالحمد والاسترجاع، ويقهر نفسه على الصبر والرضا، فينزل الله تعالى معونته له، ويجد في قلبه من حلاوة الرضا ما يُسَكِّنُه، ويقضي على مُرِّ القضاء بتذكر حلاوة الجزاء؛ كما قال القائل لما تبسم وقد أصيب بما يؤلم: إن حلاوة الأجر أنستني مرارة الألم.

يمر أحدنا بمؤمن مريض بأخطر الأمراض، قد أزال المرض نضرته، وأكل جسده، وأضعف قوته، وهو ينتظر حلول رمسه، ومع ذلك يتألم جليسه أكثر من ألمه لما يرى من مصابه، وهو راضٍ بقدر الله تعالى، مطمئن القلب، لا يفتر لسانه عن الحمد، وكلنا قد شاهد ذلك مراراً. إنها معونة الله تعالى للطائعين في طاعاتهم، وللمصابين في مصابهم.

مرَّ بنا رمضان الماضي في قيظ شديد، وشمس حارقة، وسموم لافحة، مع طول في النهار، وصام الصائمون، ومنهم من يخرجون لأعمالهم في شدة الحر، ومنهم من يعملون تحت أشعة الشمس، فأعانهم الله تعالى على صيامهم، حتى إنهم كانوا يقولون بعد عيدهم: ما شعرنا بالصيام هذا العام، وما أحسسنا به، والحمد لله الذي أعاننا على شدة الحر وطول النهار.
إنها معونة الله تعالى لعباده، ينزلها على قدر ما أصيبوا به من شدة، لتزول شدتهم أو تخفف عنهم.. وإنه الصبر ينزله الله تعالى على أهل البلاء بقدر بلائهم؛ لئلا يقتلهم بلاؤهم كمدا وضيقا ويأسا.

وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى ينزل المعونة على قدر المؤنة، وينزل الصبر على قدر البلاء» وفي رواية «إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة وإن الصبر يأتي من الله على قدر المصيبة» رواه البزار والبيهقي.

والعبد محتاج إلى عون الله تعالى في أموره كلها: في زيادة إيمانه، وفي ثباته عليه، وفي الاستجابة لأوامر الله تعالى، والانتهاء عن مناهيه، وفي الصبر على ما يكدر عيشه، وينغص حياته من مصائب الدنيا وابتلاءاتها؛ فإنه لا حول للعبد ولا قوة إلا بالله تعالى؛ ولذا فهو يستعين بالله تعالى بعد استجابته لأمره في كل ركعة يصليها ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه بذلك فقال: «يا مُعَاذُ والله إني لَأُحِبُّكَ، والله إني لَأُحِبُّكَ، فقال: أُوصِيكَ يا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ تَقُولُ: اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» رواه أبو داود. وتتابع رواة الحديث من معاذ رضي الله عنه فمن دونه كل واحد يوصي من بعده بأن يقول هذا الدعاء.

وهذا الدعاء من أسباب الإعانة على الطاعات، والانتهاء عن المحرمات، والصبر على الابتلاءات؛ لأن من أُعين على ذكر الله تعالى ذكره في تلك المواطن؛ فبادر إلى طاعته، وانتهى عن معصيته، وصبر في مصيبته. ومن أعين على شكر الله تعالى لحظ نعمه عز وجل فقادته للطاعة، وحجزته عن المعصية؛ شكرا لله تعالى، وجعلته يزن مصابه بما أفيض عليه من نعم كثيرة، فلا يجزع ولا يسخط، بل يرضى ويسلم، ولا يزال كذلك حتى يحقق حسن العبادة بتحقيق الإخلاص والمتابعة.

﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

الالوكه الشرعيه




https://scontent.fcai2-1.fna.fbcdn.n...f4&oe=5D19CAC2

أم أمة الله 21-03-2019 06:55 AM

رد: المعونة على قدر المؤونة
 
بارك الله فيكِ


الساعة الآن 10:11 AM