

شرح الحديث :
*الأول: "الإمام العادل": أول هؤلاء السبعة؛ الإمام الأعظم القائم بشرع الله، يضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط. وفي الحديث: "إن المقسطين (أي العادلين) عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا" (صحيح مسلم).
*والثاني من السبعة: "شابٌّ نشأ في عبادة ربه"؛ لأن عبادته أشق؛ لغلبة شهوته؛ وكثرة الدواعي لطاعة الهوى، فملازمته العبادة حينئذ أشد وأدل على غلبة التقوى. وفي حديث سلمان: "أفنى شبابه ونشاطه في عبادة الله"، وفي الحديث أيضاً: "إن الله ليعجب من الشابٍّ ليست له صبوة". (مسند أحمد).
* والثالث: "رجل قلبه مُعلّق (كالقنديل) في المساجد" من شدة حبه لها وإن كان جسده خارجاً عنها. وكُنّي به عن انتظار أوقات الصلوات فلا يصلي صلاة في المسجد ويخرج منه إلا وهو ينتظر أخرى ليصليها فيه، فهو ملازم للمسجد بقلبه وإن عرض لجسده عارض.
× "وتفرّقا عليه": أي استمرّا على محبتهما ونصرتهما للدعوة وولائهما للجماعة لأجله تعالى حتى فرّق بينهما الموت ولم يَقطعاها لعارض دنيوي.
* الخامس: "ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال"، أي: امرأة ذات أصل أو شرف أو مال وحُسن، وأغرته بالزنا، فقال بلسانه زجراً لها عن الفاحشة وبقلبه زجراً لنفسه: "إني أخاف الله رب العالمين".
وهذه التربية الإيمانية نجد آثارها الكريمة في هؤلاء الرجال المؤمنين الذين يتعرضون لإغراء المنصب والسلطة والمرأة فيستعلون بإيمانهم وصبرهم ويقول كلٌّ منهم: إني أخاف الله، فإذا تسلّم وظيفة أو رئاسة أو مسؤولية كان خوفه من الله أعظم من كل الإغراءات والضغوط والشهوات، وهنا نذكر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ الله بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ الله مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة:94]، والآية وردت في امتحان الله لعباده في صيد الحرم، وأنه ييسر لهم الصيد قريباً من أيديهم ومن رماحهم ليتناولوه بيسر ودون عناء ليعلم الله خشية عباده له، وهذا الصيد اليوم في مفهومه الواسع يشمل ما يقع في يدك وأنت مسئول، أو ما تتعرض له من فتنة النساء في المؤسسات أو في الطريق العام أو في أي مكان فهو امتحان الله لعباده يسَّر لهم وهيّأ لهم هذا الامتحان ليعلم من يخافه بالغيب. 
* والسابع: "رجل ذكر الله بلسانه أو بقلبه - حال كونه (خالياً) من الخلق؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد من الرياء، أو خالياً من الالتفات إلى غير الله تعالى وإن كان في ملأ – "ففاضت عيناه"، من الدمع لرقّة قلبه وشدة خوفه من جلال الله أو مزيد شوقه إلى جماله، وهذه الخشية التي جعلته في دموعه ومناجاته لربه وتذكّره لجلاله واستحضاره لعظمته هي الأساس الذي يجعل قلب هذا المسلم مع الله ممتثلاً لأمره، منتهياً عمّا نهى عنه، حريصاً على معرفة الصفات الكريمة التي تقرّبه إلى الله. وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري: "ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها.."، (والمعنى كنائي)، أن الله يكون في رعايته وفي حفظه وفي عونه، وهؤلاء الشباب وهؤلاء المؤمنون يكونون في رعاية الله تبارك وتعالى.
وهنا لا بد أن نذكر أمراً: أن الحديث ذكر الرجال؛ رجلان تحابّا في الله، رجل تعلق قلبه.. والمقصود: الرجال والنساء؛ فالله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97]، وذكر الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له، بل يشترك النساء معهم فيما ذكر إلا الإمامة العظمى فهي مستثناة وإلا ما تعلق بخصوصيات الرجل من ملازمة المسجد، وبقية الأعمال يشتركون بها. والأمر الآخر أن هؤلاء السبعة معهم أصناف أخرى ذكرتها أحاديث عديدة؛ ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنظر معسراً أو وضع له (سامحه ببعض الدين) أظلّه الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله".. (ومنها تحسين الخُلق مع الناس). (رواه المنذري بسند حسن).
وتعوُّد حضور الجماعات لقوله صلى الله عليه وسلم : "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له منزلة من الجنة كلما غدا أو راح". (صحيح البخاري) والمراد بالغدوّ: الذهاب، وبالرواح: الرجوع.
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| لنتعرف على ألقاب الصحابة (( رضى الله عنهم )) | الرزان | قصص الانبياء والرسل والصحابه | 19 | 21-01-2019 07:33 PM |
| سورة يوسف مكتوبة كاملة , تفسير سورة يوسف | العدولة هدير | القرآن الكريم | 6 | 01-12-2017 02:16 PM |
| اسباب مغفرة الذنوب من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم | ام نونا | السنة النبوية الشريفة | 4 | 06-06-2016 08:02 PM |
| أسماء الله الحسنى ومعانيها | أم زهير | السنة النبوية الشريفة | 13 | 21-01-2013 12:54 PM |
| معانى أسماء الله الحسنى | امينة | المنتدي الاسلامي العام | 2 | 24-07-2011 07:47 AM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع