ننشر نص خطاب الرئيس بحفل تنصيبه..السيسى:لن أسمح بقيادة موازية تنازع الدولة..ولا تصالح مع من استخدم العنف..ولن أرحم "الفاسدين"..وسنبنى الوطن على أساس العدالة..والسد لن يسبب أزمة مع إثيوبيا
الرئيس عبد الفتاح السيسى
• النظام السابق خلق استقطابا بين المواطنين.. والجيش انتصر لإرادة الشعب بثورتى يناير ويونيو
• مصر نقطة التوازن والاستقرار فى الشرق الأوسط.. والحرية قرينة الالتزام وستظل مكفولة للجميع
• سنعمل على تحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية
• أصواتكم أمانة واختياركم لنواب الشعب يترتب عليه الكثير
• المرأة المصرية مدعوة للمشاركة فى بناء مستقبل مصر ولها التحية
• لن تكون هناك رحمة مع المتورطين فى أى قضايا فساد
• سنعمل تدريجيا على وقف تصدير المواد الخام وإعادة تصنيعها
• محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن على رأس أولوياتى
• الجيش انتصر لإرادة الشعب فى "يناير ويونيو".. ولم أسع لمنصب
• سأطلع الشعب على حقيقة الأوضاع..وسنجنى ثمار العدالة الاجتماعية
• النظام السابق ساهم فى الاستقطاب الدينى بين أبناء الوطن
قال الرئيس المنتخب كلمة شاملة للأمة والعالم خلال حفل تنصيبه رئيسا لجمهورية مصر العربية بقصر القبة مساء اليوم بحضور عدد كبير من رجال الدولة والفنانين والإعلاميين ولفيف من النخبة المصرية وقدم الرئيس خطابا شاملا موجها للداخل والخارج تطرق فيه لكل القضايا الرئيسية الداخلية والخارجية ليؤسس الخطاب لمرحلة تاريخية جديدة لهذه البلاد تبدأ هذه المرة من المربع الصحيح لتنطلق الأمة المصرية كى تعود لمكانتها الطبيعية بين شعوب العالم.
واليكم النص الكامل لكلمة الرئيس :
"بسم الله الرحمن الرحيم.. الحقيقة قبل ما أتكلم اسمحولى أن أطلب منكم الوقوف كى نوجه تحية لكل شهداء مصر، أنا مش هقول شهداء مصر مين الجيش ولا الشرطة ولا الشعب لكن هقول كل شهداء مصر بنقف عشان نقول لأهاليهم الأم اللى فقدت والزوجة اللى فقدت الابن والابنة اللى فقدت أباها، إحنا والله ما ناسينكم إحنا فاكرينكم كويس ومش هننساكم أبدا إحنا موجودين هنا بدم أبنائكم إحنا مش ناسيين ده (دى أول إشارة)، الإشارة التانية أنا عايز أوجه تحية لشعب مصر كله اسمحولى أوجهها لكل المصريين".
بسم الله الرحمن الرحيم..
السيد المستشار الجليل عدلى منصور رئيس جمهورية مصر العربية السابق الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصرى العظيم اسمحوا لى فى البداية أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للسيد المستشار الجليل عدلى منصور على ما قدمه من عمل وطنى عظيم فلقد أنجزتم يا سيادة المستشار الاستحقاقين الأول والثانى من خارطة المستقبل، مستقبل شعب مصر على الوجه الأكمل وإننى بدورى أعاهدكم والشعب المصرى بأننى سأسهر على احترام السلطة التنفيذية بكل نصوص دستورنا هذا، كما أعاهدكم على إنجاز استحقاقنا الثالث بمشيئة الله وفقا للجدول الزمنى لخارطة المستقبل.
الإخوة المواطنون أخاطبكم اليوم بعد أن أديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية مصر العربية أقسمت أن أحافظ على النظام الجمهورى الذى أسست له ثورة يوليو المجيدة، إحقاقا للحق وإرساء للعدالة والمساواة وصيانة لكرامة المواطن المصرى وأن أحترم الدستور والقانون دستورنا الجديد دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدنى دستور العمل والإرادة الذى يضم كل أطياف مجتمعنا المصرى وينظم العلاقة بين السلطات ويصون الحقوق والحريات للجميع.
أقسمت أيضا أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة كل الشعب فإننى رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد فلكل مصرى دوره الوطنى وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، الوطن الذى تعرض لتهديد حقيقى كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ولكن ثورتنا الشعبية فى 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير وصوبت المسار لتذود عن الوطن وتصون وحدته محافظة عليه بفضل من الله.
الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصرى العظيم، لا أجد من الكلمات ما يعبر عن سعادتى بكم وصدق ظنى فيكم، إن فرحتى الحقيقية اليوم هى بمدى وحدة وتماسك الشعب المصرى بقدر وعيكم السياسى ونضجكم الديمقراطى، لقد ضربتم للعالم أجمع مثالا فى التحضر وتحمل المسئولية، برهنتم أن قدرتكم لن تتوقف عن إسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة و ترجمتها عقولكم وأيديكم إلى إرادة ديمقراطية حقيقة تم التعبير عنها فى صناديق الاقتراع للمرة الثانية فى أقل من 5 أشهر.
فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر أمتنا ومصيرها أجد مشاعرى مختلطة ما بين السعادة بثقتكم والتطلع لمواجهة التحديات وإثبات أن تلك الثقة كانت فى محلها.. الخوف من الله عز وجل والرجاء فى رحمته ومعونته أدعوه فى كل صلاة متوكلا غير متواكل أن يوفقنى ويعيننى على أداء مهمتى على الوجه الذى يرضيه عنى ويساهم فى رفع وطنى وتحقيق آمال شعبه، وأقول يا رب أكون عند حسن ظكنم.
إن العقد الاجتماعى بين الدولة ممثلة فى رئيسها وممثلاتها وبين الشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد وإنما يتعين أن يكون التزاما على الطرفين، فأنا إن لم أستجب لرغبتكم التى طالبتمونى بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية لكى أقدم وعودا براقة ثم تفاجأون بعدها بواقع مخالف.. لا سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجا لتطبيق عقدنا الاجتماعى.
إحنا اتفقنا نبقى واضحين وعلى تواصل مستمر وكما سنتقاسم الاطلاع على حقيقة الأوضاع ونتشارك فى الجهد والعرق سوف نجنى معا ثمار جهدنا وتعاوننا استقرارا سياسيا واستردادا أمنيا ونموا اقتصاديا ثريا ومتنوعا وعدالة اجتماعية وحقوقا وحريات مكفولة للجميع.
أبناء مصر الكرام، إن الثورتين المجيدتين الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو قد مهدتا الطريق لبداية عصر جديد فى تاريخ الدولة المصرية عصر يكرس للقوة وليس للعدوان، للسلام وليس للقمع، ولكن دفاعا عن دولة القانون والحق والعدل ويؤسس للقضاء على الإرهاب وبث الأمن فى ربوع والبلاد، ولكن مع صيانة الحقوق والحريات، يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة ولكن مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودى الدخل.
طبعا هيبقى فيه محافظة على حقوق الفقراء والغلابة والمساكين ومحدودى الدخل وتنمية المناطق المهشمة يصون منظومتنا القيمية والأخلاقية يعززززززززززززها ويحميها ولكن يكفل للفنون والآداب حرية الفكر والإبداع، يؤمن ويرحب بالانفتاح ولكن يحافظ على الهوية المصرية وطبائعنا الثقافية.
إن مصر ستعمل من اجل المستقبل متفاعلة مع متطلبات الحاضر ومستفيدة من تجارب الماضى، الإخوة المواطنون اننى لست من دعاة تكرار الماضى بهدف التوقف عند لحظات صعبة مضت ولن تعود ان شاء الله ولكننى من المؤمنين بضرورة الاعتبار من تجاربه دون تكرار السيئ منها وكما تعلمون فقد عاش وطننا فترة عصيبة قبل 30 يونيو شملت استقطاب حاد كان ينذر بحرب أهلية وتم استغلال الدين والتستر خلفه لارتكاب افعال تجافى صحيحه وتكون الشعوب والأوطان هى الخاسر الأكبر كما رأيتم، ويضاف إلى ذلك ظروف اقتصادية متردية ديون داخلية وخارجية متراكمة عجز ضخم فى موازنة الدولة وبطالة مستشرية بين أوساط الشباب سياحة متوقفة ونقص حاد فى موارد الدولة من العملات الصعبة ونزيف من الاحتياط النقدى أزمة نقص حادة فى موارد الطاقة وتهديد لأمننا القومى يطال موارد أساسية من موارد الدولة المصرية وواقع اجتماعى لا يقل كارثية عن نظيره السياسى والاقتصادى استقطاب دينى حاد ليس فقط بين المسلمين والمسيحيين ولكن بين أبناء الدين الواحد دعاوى تكفير تطلق هنا وهناك.
وبدلا من أن يلتفت نظام الحكم القائم آنذاك إلى ما يحيط بالوطن من أخطار كان يساهم فيما يحاك من مخططات تنال من وحدة شعبه وسلامته الإقليمية لتحقيق رؤى مشوهة ومفاهيم مغلوطة تتنافى مع مفهوم الوطن ومصالحه فضلا عن تناقضها مع تعاليم ديننا الحديث.
شعب مصر العظيم لقد تعرفتم إلى رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرت منه من تقدير وثقة فيه بتكليفكم لى فى هذا المنصب لما يعود بالأساس لموقف تلك المؤسسة الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم ففى اللحظة التى شرفت فيها بتولى رئاستها واسمحوا لى أن أشيد دون أن أتحيز بالدور لقواتنا المسلحة مصنع الرجال ورمز الالتزام والانضباط على مر العصور نؤمن جميعا أن الفضل لله ولكن الله سبحانه وتعالى خلق الأسباب ولقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة دور أساسى فى انتصار إرادة الشعب المصرى.
ونجحت بإخلاص ووطنية ووطنية رجالها فى مواجهة ما دبر وما خطط لضرب استقرار وأمن الوطن فإذا تأملنا واقعنا الإقليمى سندرك تماما معنى ان يكون جيش الدولة وطنيا موحدا لا يؤمن بعقيدة سوى الوطن بعيداً عن أى انحيازات او توجهات وسيظل الجيش المصرى من الشعب وللشعب يؤمن بأن عطاءه ممتد حرباً وسلاماً وسيسجل التاريخ لقواتنا المسلحة دورها الوطنى العظيم فى الحفاظ على الوطن مصانا وعلى الشعب موحداً.
إننى لم أسع يوماً وراء منصب سياسى فلقد بدأت حياتى المهنية فى مؤسسة القوات المسلحة تعلمت فيها معنى الوطن وقيمته وتحمل المسئولية كما تعلمت ايضا ان حياتنا وارواحنا هى فداءاً للوطن كما تعلمت فى تلك المؤسسه انه لا هروب من ميدان القتال فلقد استخرت الله متوكلاً عليه وحزمت أمرى منحازاً إلى إرادة الشعب فأقدمت على اعلان بيان الثالث من يوليو الذى صاغته القوى الوطنية بمباركة الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من عمر امتنا مرحلة يتعين ان نخوضها بشرف وكرامة فنحن لسنا مدينين لأحد ولا ننتظر فضلاً من أحد فالدين لله والفضل من الله وسبنبى بإذا الله وطننا على أسس من العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية تكفل لنا الحرية والعيش الكريم واعلموا انه اذا كانت مصر اثبتت مرة أخرى انها عصية عن الانكسار فإن ذلك بفضل الله يعود إلى وحدة الدولة شعبا ومؤسسات ولا اخفيكم سرا انك انتم الذين منحتم الدولة المصرية وحكومتها بوحدتكم خلف ثورتين واهدافهما ما يلزم من ثقة تأييد وتمكين لتكون بلادنا مستقلة القرار رافضة لتدخل كائن من كان فى شئننا الداخلى.
الإخوة والأخوات إننى أعى واقدر تماما الإرث الثقيل من التجريف السياسى والتردى الاقتصادى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة وتكافؤ الفرص التى عان منها جميعا المواطن المصرى لسنوات ممتدة ولكنه ليس من الآمانة او الواقعية ان اعد المواطن المصرى البسيط التخلص من هذه التركة المثقلة بمجرد تقليدى مهام منصبى الرئاسى.
لكنى اشهد الله تعالى اننى لن ادخر جهدا لتخفيف معاناته ما استطعت فلن أعارض مقترحا فى صالحه وسأواجه ما يمكن من إجراءات للبدء فى تحسين أوضاعه ولن اتوانى يوما عن أضمة جراح أى مصرى أو ان أساهم فى تخفيف ألامه او تبديد خوفه على أحد من أبناءه وفى سبيل تحقيق ذلك سنعمل معا جميعها من اجل أن ينعم كل مواطن مصرى بالسعادة والرفاهية فى ظل مصر الجديدة تنعم بالاستقرار والرخاء.
ابناء مصر اتطلع إلى مصر جديدة تقوم على التصالح والتسامح من اجل الوطن تصالح مع الماضى وتسامح مع من اختلفو من اجل الوطن وليسوا عليه تصالح ما بين ابناء وطننا باستثناء من اجرموا فى حقه او اتخذوا من العنف منهجه اتطلع إلى انضمام كافة ابناء الوطن كل من يرون فى مصر وطنا لنبنى سويا مستقبل لا اقصاء لمصر فى مسيرتنا لتحقيق العيش والعدالة الاجتماعية والكرامة واما من اراق دماء الابرياء وقتلوا المخلصين من ابناء مصر فلا مكان لهم فى تلك المسيرة واقولها واضحة جلية واما من اراق دماء الابرياء وقتلوا المخلصين من ابناء مصر فلا مكان لهم فى تلك المسيرة لاتهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف، لا تهاون ولا مهادنة لمن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذى نريده لابناءنا لا تهاون مع من يريدون دولة بلا هيبة.
اعدكم بان المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها على التوازى مع جهودنا جميعا انتم وانا لتحقيق الآمال والتطلعات، ان تحقيق التنمية الشاملة فى مختلف صورها وشتى مناحيها يتطلب بيئة امنية مواتية تطمأن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار ومن ثم فان ضحر الارهاب وتحقيق الامن يعد على راس اولويات مرحلتنا المقبلة ولذا فاننا سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن واقرار النظام واعادة الامن والاطمئنان النفسى للمواطن المصرى.
يُتبع
اليوم السابع