أمامي : أسلم عليهِ فقطْ وأمشي
حتى إنني كلمت أحد مشايخنا في الْحرم عن أفعال هذا الشابّ ،
وأنني تركته فَصِرْتُ لا أنصَحُهُ ؛ فقالَ لِيَ الشَّيخ كلماتٍ
نزلت علي كالصاعقة ... قال لي : أما تسمع قولَ النَّبِيِّ ﷺ :
« وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه : لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَر ،
أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ،
ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ » !!!
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم : 2169]
ثُمَّ قالَ لِيَ الشَّيْخ :
على الأقلّ ادعو الله له بالهداية لعلَّ الله يُجيبُ دعوتك ؛
فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا : خير لك من حمر النعم .
وَفِي يوم من الأيام كان عندنا جلسة شبابية في إحْدَى الاستراحات ،
فرَأيْتُهُ وأنا خارجٌ من البيتِ ينتظر الشبابَ كَعَادَتِه !!!
فسلمت عليهِ وقلتُ لهُ : على وين .. ؟
قالَ لِي : منتظر الشباب !!!
قلتُ لهُ : « الله يهديك »
قال لِي آمين وَإيّاك
المهمّ : وانا وَاقِف مَعَهُ دَارَ بيني وبينهُ الْحِوَارُ التّالِي :
هو : على وين إنت مشخص حالك رايح عرس ؟!
أنا : لا عندنا جلسة شبابية في الاِستراحة !!!
هو : أها ... الْمُطاوعة .. ؟ [مُعَسْكَر شَبَابِي كَالنَّادِي]
أنا : إيه
هو : طيب ممكن طلب .. ؟
أنا : أتفضل .. ؟
هو : ممكن آجي معَك .. ؟
أنا : حيَّاك
هو : بسّ بشرط : إذا مليت أرجع وشرط إنك تروح بسيارتي .
أنا : موافق طَبْعَاً .
وصلنا الاستراحة ، تعرّفَ على الشباب .
طبعا عندنا برامج رياضية مثل الكرة والطائرة والسباحة
وبعد ذلك جلسات إيمانية بحضور أحد المشايخ .
خلصنا الرياضة وحضر الشيخ ليُلقِيَ لنا كلمة ،
وبعد الكلمة العشا .
طبعا الشيخ لمَّا شاف الشباب كلهم ملتزمين قال :
وَاللهِ ما أدري وِيش أقولكم .. ؟
ولكنْ سوف أتكلم معكم عنْ وصفِ الْحور فِي الْجنة .
وبدأ الشيخ كلمته والشابّ جنبي
الشاب اندمج مع الشيخ وظلّ يسمع !!!
وفجأه قطَعَ الشيخُ الحديث لِيَرُدَّ عَلى الْمُكالمة الْهاتفية وخرج
إلَى خارجِ الاستراحة ؛ الشابّ زعل وقام وقال للشباب يا هوووووو ؟
أحد يعرف عن الحور شي يكمل نيابة عن الشيخ تكفووووووووون
ولكن مَا حدّ تكلم !!!
جا عندي وقال لِي : يا خوي : أنا ماشي ؛
طفِشت خلاص [يَعْنِي زِهِقْت] !!!
قلت له : شويَّة عالعشا .. ؟ تعشَّ وامشِ .. ؟
قال لا لا : أنا لازم أمشي ، انت إذا خلصْت دُقّ عليَّ آجي آخذك ؟
قلت له : براحتك ، امشي انت وأنا هامشي مع الشباب
المهمّ : راح ، وقبل أذان الفجر أخوه اتصل عليَّ ويقول لِي :
ــ يا شيخ ألحقنا بسرعة
ــ وايشفيك .. ؟!
قال : أخوي اتوفَّي !!!
سمعت الْخبرَ كَالصّاعِقَة ، وسقط الجَوَّالُ مِنْ يَدِي
حسيت بدوخة في الراس !!!
أسمعُ كلامَاً لا يُصَدَّق !!!
والشباب فِي المَسْجِد يسألوني واشفيك .. ؟!
قلت لهم : الشاب اللى كان معي فِي المطاوعَة توفى !!!
كان معنا قبل ساعات !!!
صلينا الفجر وأسرعنا كُلُّنَا نحو منزل الشابّ ،
وأولَ مَا وَصَلْنَا سَأَلْنَا وَالِدَهُ :
كَيْفَ مَات .. ؟!
قال لَنَا : اصْعَدْ إلَى غرفتِهِ سَوْفَ ترَى كَيفَ مَات !!!
فصَعِدْنَا !!!
أحبتي الكرام :
تخيلوا كيف مَات .. ؟!
مات ساجدا لربِّهِ وَالْكُمْبيُوتر مفتوح على صفحة فيها « وصف الحور »
اشتاقت نفسُهُ لِلحور !!!
أول كرامة لهُ : أنه مات ساجداً
والكرامة الثانية : أنه توُفِّيَ وَهُوَ يَقْرَأُ كَلاَمَ اللهِ ﷻ
وَرَسُولِهِ ﷺ فِي وَصْفِ الْحُور !!!
الْكرامَة الثَّالِثَة
وَاللهَ اللهَ عَلَى الْكَرَامَةِ الثَّالِثَة ... الله يِوْعِدْنَا ويسْعِدْنَا !!!
تَوَجَّهْنَا بِهِ إِلَى الْمِغْسَلَة ...
يا إخوة : لو أَنَّ أحدَاً منكم رآه لما صدق أنه مات !!!
نور وابتسامة !!!
فسبحان الله !!!
وكان في الحرم جمعٌ كبيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ اليوم ؛
فَصَلَّواْ عَلَيْهِ وَشَيَّعُوهُ لِلْمَقْبَرَة !!!
الْكَرَامَة الرَّابِعَة :
طبعا تعرفون حرارة شمس مكة وقتَ الظهيرةِ عِنْدَمَا صَلَّينَا عَليه :
سبحان الله : أنا ممن دخلت الْمقبرة :
يا إخوة : حرارة الشمس فوق المقبرة تحرق رؤوسنا
وداخلَ القبر « فريزر » ... لا إله إلا الله !!!
اصدقوا الله ساعة ؛ تَسْعَدُواْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَة !!!
اتْرُكُواْ مَلَذَّاتِ الدُّنيَا ؛ فَهِيَ مُجَرَّدُ مَتَاعٍ زَائِل ، وَاللهِ زَائِل
۞ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُون ۞ [الْقَصَص/60]
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي غَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي ، وَحُطَّ عَنِّي سَيِّئَاتِي
وَأَعِنِّي علَى الاِسْتِقَامَةِ فِيمَا بَقِيَ مِن حَيَاتِي ♥