
قصة نبى الله نوح( الجزء الثاني)
ما يستفاد من القصة
كما ألمحنا بداية، فإن قصة نوح من أكثر القصص التي تكرر ذكرها في القرآن الكريم،
وما ذلك -فيما نحسب- إلا لأنها تحمل العديد من العبر والدروس التي يستفيد منها المسلم عموماً،
ومن تلك العبر والدروس المستفادة: 
أولاً: الصبر على أداء التكاليف التي كلفنا الله بها، والصبر على أذى السفهاء والجهلاء، والصبر في مواجهة الأعداء، والصبر على صعاب الحياة كافة.
وقد قال بعض العلماء في هذا الصدد: بعث الله نوحاً وهو في سن الأربعين، ومكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعاش بعد غرق قومه ستين سنة، والمقصود بذكر هذه المدة الطويلة التي قضاها نوح مع قومه تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما يلاقيه من مشاق الدعوة، وتثبيته على الحق المبين.
ثانياً: أن الإنسان العاقل الحكيم هو الذي يتلقى شبهات خصمه وأكاذيبه بقلب سليم، وعقل رحب، ثم يرد عليها بما يدحضها من قواعدها.
ثالثاً: الشجاعة في إبداء الرأي، والغيرة على الحق، وإفهام المعترضين على دعوته أنه سيمضي قدماً في طريقه، لا يلوي على شيء، ولا يثنيه عن ذلك وعد أو وعيد.
رابعاً: أن الإنسان العاقل، والداعي الحكيم هو الذي يسوق لغيره النصائح والإرشادات بأساليب متنوعة، تارة عن طريق الترغيب والترهيب، وتارة عن طريق الدعوة إلى التأمل والتدبر في خلق الله، وأحياناً أخرى عن طريق بيان مظاهر نعم الله على عباده.
خامساً: العفاف عما في أيدي الناس، وعدم التطلع إلى ما في أيديهم من أموال..والاستخفاف بكل ما يملكون من حطام الدنيا، وإيثار ما عند الله على ما عندهم، أرشد إلى كل ذلك مصارحة نوح قومه بأنه لا يريد أجراً منهم على ما يدعوهم إليه، وأن ما يدعوهم إليه فيه صلاحهم في الدنيا و سعادتهم في الأخرى.
سادساً: أن العاقبة للمتقين المؤمنين، قال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } ﴿١١٩ الشعراء﴾، وأن العدوان على الظالمين: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ} (الشعراء:120).
سابعاً: أن القرابة والنسب، وكذلك الجاه والمال والسلطان، لا اعتبار لها في ميزان الشرع، بل العبرة بداية ونهاية للعمل الصالح، وتصحيح العلاقة مع الخالق، وغير ذلك لا يجدي عند الله شيئاً. 
غرائب مما ذكرته التفاسير
ذكر الإمام الطبري أثراً غريباً يتعلق بسفينة نوح من جهة حجمها وطولها والمدة التي صُنعت فيها، والمادة التي تكونت منها، والمخلوقات التي كانت عليها...وذكر تلك التفصيلات السيوطي أيضاً،
وهي من الإسرائيليات التي اختلقها اليهود، وأضرابهم على مر العصور، وكانت شائعة مشهورة في الجاهلية، فلما جاء الإسلام نشرها أهل الكتاب الذين أسلموا بين المسلمين، وهؤلاء رووها بحسن نية، ولم يزيفوا، اعتماداً على أن ظاهرها البطلان.
وقد أشار ابن كثير رحمه الله إلى غرابة ما رواه الطبري. 


التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| قصة الجمل الأعرج قصة الجمل والسباق قصه للأطفال | جويريه | حواديت وقصص الاطفال | 10 | 12-10-2023 10:29 AM |
| قصة العصافير ، قصة العصفور للأطفال ، قصص حلوة للصغار ، قصة عصفور للطفل | وغارت الحوراء | حواديت وقصص الاطفال | 6 | 24-05-2015 09:36 PM |
| قصة الطاؤوس قصة قصيره للاطفال من تاليفي | جويريه | حواديت وقصص الاطفال | 10 | 04-09-2013 10:47 AM |
| قصة قصيره للاطفال عن الامانة | يوكا مريم | حواديت وقصص الاطفال | 9 | 15-08-2013 11:17 PM |
| قصة النبي إلياس في القرآن | ضــي القمــر | قصص الانبياء والرسل والصحابه | 3 | 14-08-2013 09:27 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع