
عندما شاع خبر قدوم الجيش الفارسي الى بغداد، ساد الهرج والمرج بين الاهالي واضطربوا، وهرب الأتراك الى الشمال، وهكذا دخل معز الدولة بغداد عام (11 من جمادى الأولى 334 هـ = 19 يناير 946م).. بجيوشه الجرارة بصورة سلمية دون اراقة الدماء، ومهما كانت الظروف الا ان الحياة عادت الى طبيعتها في بغداد وهدات بعد حين.
يقول المؤرخ ابن الاثير حينما استولى معز الدولة على مقاليد الحكم في العراق نادى في الناس الامان ونشر العدل وبدا في اصلاحات كثيرة، فقد انشا اول مستشفى في بغداد وارصد لها اوقافا جزيلة وتصدق بمعظم امواله الخاصة واعتق عبيده ورد كثيرا من الاموال التي صودرت من اصحابها في العهد السابق، انه كان كريما وعادلا.
يصرح المؤرخ ابن كثير في كتاب البداية والنهاية قوله: كان الامراء البويهيون معروفون بالسلوك المهذب والادب الرفيع يظهرونه في المحافل الرسمية وكانوا اكثر الناس اتباعا للاصول والمجاملات المتمثلة بالاحترام المفرط حتى اصبحوا مضربا للامثال.
يقول المستشرق متز – في كتاب الحضارة الاسلامية – كان عضد الدولة يمثل الحاكم تمثيلا حقيقيا فقد حرص على جمع الاخبار وايصالها بسرعة غير معهودة، فكانت تنتقل بين بغداد وشيراز ببلاد فارس في سبعة ايام اي بمعدل 150 كيلومتر في اليوم الواحد بعدما طهرت الطرقات من السراق واللصوص ومحي اثر قطاع الطرق
البيمارستان العضدي
رسالة من مريض إلى أبيه
اما في مجال الثقافة فكان عضد الدولة يشجع العلماء امثال الشيخ المفيد، (صاحب المؤلفات العديدة) ويجزي العطاءعلى الفحول من الشعراء ضمن سياسته العامة في تشجيع الاداب حتى وصل الامر بابي الطيب المتنبي ان ينشد قائل:
وفي منتصف القرن الرابع الهجري تمرد اغلب امراء المقاطعات على الحكومة المركزية في بغداد بعدما تبين لهم ضعف الخلفاء وتضعضع الاوضاع السياسية فيها واصبحوا هم حكامها الفعليين رغم كونهم بقوا محتفظين باعترافهم لسلطة الخليفة العباسي السياسية والدينية، وقد حاول الفقهاء تبريرا شرعيا للنظام القائم، وتوصلوا الى ايجاد صيغة توافق بينهما ووضعوا اسسها مما جعل السلطة الدينية من اختصاص
اما بالنسبة لموضوع ضرب الالقاب على العملة فلها تقليدها ودلالتها الخطيرة لهيبة سلطة الخليفة لان العملة هي الهوية والرمز الاكبر لها... بينما يعتبر ذكر اسم الخليفة اثناء خطبة الجمعة رمزا اساسيا لسلطة الدولة الدينية، لكن البويهيون تمكنوا من السيطرة على صناعة سك العملة واستغلوا سطوتهم وقاموا بمنح انفسهم القابا حسب هواهم ينقشونها على العملة المتداولة كما يحلوا لهم دون اخذ موافقة الخليفة، وفي احد الايام فوجئ العراقيون العرب بكتابات غريبة مسكوكة على عملة الدينار كعبارة - شاهنشاه - لم يعرفوا معناها، انها كانت تعني ملك الملوك.
فلواستثمر الفرس في سياستهم العامل الديني ووطدوا الاواصر الاجتماعية مع قطاعات واسعة من الشعب، لكسبوا رضاها وبالتالي كان في الامكان ان يكونوا لهم خير حام ونصير في الحفاظ على كيانهم المهزوز.
أسباب سقوط ونهاية الدولة البويهية
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| حدث في مثل هذا اليوم في رمضان من تجميعي يارب ينول اعجابكم | جنا حبيبة ماما | عدلات في رمضان | 9 | 19-02-2017 06:29 PM |
| بحث جاهز عن العصر الحجري - بحث حول العصر الحجري | ريموووو | منتدى عدلات التعليمي | 4 | 15-11-2016 10:42 PM |
| ننفرد بنص التحقيقات مع 13 قاضيًا بهيئة قضايا الدولة فى اتهامهم بالانضمام | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | 0 | 19-06-2014 05:36 AM |
| العصر العباسى الشعر فى العصر العباسى | هبه شلبي | المنتدي الادبي | 2 | 12-08-2013 02:30 AM |
| تلخيص تاريخ العرب الحديث والمعاصر | ريموووو | شخصيات وأحداث تاريخية | 15 | 09-10-2012 03:11 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع