


لا أخفيك أن أخطر ما في السؤال هو ذكرك محاولة خطيبك للانتحار, ولا شك أن ذلك من أعظم الآثام والجرائم والكبائر العظام, كما وهو موجب لعظيم عقوبة الله في الآخرة, قال تعالى:
فالنفوس ملك الله تعالى وهي وديعة أودعها الرحمن لعباده, يجب المحافظة عليها من الآفات والأمراض فضلاً عن المهالك, ولا شك أن العاقل المسلم يصبر على بلاء الدنيا وهو قليل في مقابل بلاء الآخرة وهو عظيم جليل, نسأل الله العافية والسلامة.
- العزلة – داء نفسي لا يعالج المشكلات بل يعمقها ويزيدها, مما يستلزم ضرورة دعم خطيبك من لزوم الصحبة الطيبة, التي تذكّره إذا نسي وتنبهه إذا غفل وتعلمه إذا جهل, والصحبة الصالحة خير عدّة لظروف الرخاء والشدّة, وفي الحديث:
لذا فإني أوصيك بالاستمرار على الوقوف مع خطيبك ومساندته وفق الحدود والضوابط الشرعية بما تشمله من الحذر من الخلوة والملامسة والمغازلة كونه أجنبياً عنك حتى يتم العقد والزواج بإذن الله.
أشك أن ما تعرّض له خطيبك في ماضيه المؤلم من تفرّق الوالدين وإهانة وضرب شديد ونحوه قد أدّى إلى ما يعانيه من تراكمات نفسية كما ذكرتِ في سؤالك, إلا أن هذه التحديات والمشكلات يمكن تخطيها وتجاوزها بالتزام ما أمر الله به من الأمور التالية:
أما بخصوص سؤالك, هل الأولى استكشاف حاله بسؤاله عن صدق توبته من إدمان الحشيش والسجائر أو لا؟ فإن هذا يعتمد على مدى معرفتك بمدى استعداده النفسي للمصارحة والوضوح معك, والأهم من ذلك عدم اليأس والقنوط من رحمة الله ومن الإصرار على العلاج لدى الطبيب النفسي, ولن يعدم – بإذن الله – من أطباء أكفاء أمناء صالحين أفاضل، (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون), وفي الحديث: (إن الله ما أنزل داءً إلا جعل له دواء).
أوصيكما باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ملتمسين ومتحينين أوقات الإجابة, كالدعاء في جوف الليل وأدبار الصلوات المكتوبات وفي المناسبات الفاضلة, قال تعالى:
هذا وأسأل الله تعالى أن يبارك فيك ويشفي خطيبك عاجلاً غير آجل, وأن يجمع شملكما على سكن ومودة ورحمة ويرزقنا وإياكم التوفيق والسداد والهدى والخير والرشاد وسعادة الدنيا والآخرة.
كما أفادك الشيخ عمَّار ناشر فإن هذا الأخ محتاج لمساندة من جانبك، لكن في ذات الوقت يجب أن يعلم أنه هو الذي يستطيع أن يُغيِّر نفسه، نعم هنالك تراكمات تربوية منذ الصغر ربما تكون قد أخلَّتْ بالبناء النفسي لشخصيته ممَّا جعله يُواجه بعض الصعوبات النفسية والسلوكية، ولا شك أن تعاطي المخدر هو الطامَّة الكبرى الآن.
ومساندة هذا الأخ أعتقد تكون من خلال الإقدام على الزواج، أنا أرى أن هذا مهمٌّ وضروري وقد أتى وقته، لأن بعد أن يكون الزواج قد اكتمل هو يبدأ في تحمّل شيء من المسؤولية، لأن الزواج فيه مسؤولية كبيرة، وبجانب مساندتك ومؤازرتك له يمكن أن يتغيَّر، خاصة أن عوامل الخير فيه كثيرة كما ذكرتِ، فإكمال الزواج من وجهة نظري يُعتبر علاجًا جيدًا ومهمًّا لما هو فيه.
إذا استمرت معه الحالة الاكتئابية والانعزالية هذه فتناول أحد مضادات الاكتئاب ومُحسِّنات المزاج سيساعده ولا شك في ذلك، وهنالك أدوية كثيرة معروفة في هذا السياق.
بجانب ذلك مساعدته على أن تكون له رفقة طيبة، هذا مهمٌّ جدًّا، تشجيعه أن يؤدي الصلاة في وقتها، وبالنسبة لعمله أيضًا: يجب أن يُطوّر نفسه في هذا السياق، لأن التطور المهاراتي من خلال الوظيفة الإنسان كثيرًا على أن يثق في مقدراته أكثر، وهذا يُعزِّز السلوك الإيجابي بصفة عامَّة، ويُقلِّص كثيرًا السلوك والمشاعر السلبية.
هذا هو الذي أنصح به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| البعد عن الله يؤدي إلى الانتحار | وغارت الحوراء | الاعجاز العلمي | 6 | 17-07-2016 11:37 PM |
| الانتحار,تعريفه,علاجه النفسي,الانتحار حول العالم,مقتطفات هامة عن الانتحار | مايا علي | العيادة النفسية والتنمية البشرية | 9 | 05-11-2014 09:30 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع