الحلقة الثالثة
" 3 "
يستيقظ خالد من نومه بعد ليلة قاسية قضاها هو ، وسامح .. يستيقظ بعده سامح ، ويجري ناحية خالد ، ويقول له فارحًا :-
• لقد فكرت لك في فكرةٍ ما
• ما هي ؟
• أنا وأنت مُمكن نذهب إلي صاحب البيت الذي إستأجرت منه شقتك .. أكيد يعرف معلومات عن البيت المهجور .
يصمت خالد للحظات ، ويقول بإندهاش :-
• فكرة جيدة يا سامح .. بدأت تُفكر بالفعل .
***
يذهب خالد ، وسامح لصاحب البيت الذي إستأجر منه سامح شقة خالد ، ويجلسان معه ، ويحكيان كُل شيء حدث معهم ، ويتهمهم الرجل بالجنون :-
• أنتما الإثنان مجانين حقا !! .. ما هذا البيت الذي يختفي نهارًا ويظهر ليلاً
يرد عليه خالد :-
• والله حدث لنا كُل هذا .. أنت لم تُصدق لأنك لم ترى هذا إلا في السينما والأفلام فقط .. هل إستأجرت مِنك فتاة شقة كي تسكن فيها في العمارة عندي في الطابق الثاني ؟
• نعم .. إنها فتاة إستأجرت مني شقة مُنذ شهرين تقريبًا .
• ما إسمها ؟
• نادين
• هل عندك معلومات عنها ؟
• لا .. كُل ما أعرفه عنها أنها فتاة مُحترمة تعيش وحدها .. إستأجرت مني هذه الشقة .
• هل تعرف أين كانت تسكُن قبل ذلك !
• لا أعرف .. بل أعرف إنها جاءت من قرية .. وإسمها نادين مؤمن عبد العزيز .
***
يخرجا خالد ، وسامح من بيت الرجل ، والحزن عليهما .. حيث ينادي عليهم رجل يعمل خادم عند صاحب البيت ، ويقول لهما :-
• لقد سمعتُ كُل شيء .. وأعرف حكاية البيت المهجور .
يقول خالد بلهفة :-
• ماذا تعرف ؟!
• ليس أنا .. لقد كُنتُ أعمل عند هذا الرجل .. كُنا نسكُن مكانكم في العمارة ورأيت إثنان مثلكم يدخلون هذا البيت .. كانوا إثنان رجال وهذا عنوان واحدًا منهم .. إسمه " رضوان " .
يعطي لهما الخادم عنوان رضوان ..
• ولكن إحذر .. لقد سمعت أن هذا البيت ملئ بالجان والعفاريت وأن هُناك اناس دخلت هذا البيت ولم تخرج منه ثانية .. والذي خرج منه أصبح كفيف وأصابه العمى .. اللهم إحفظنا ، ولقد سمعت أيضًا أنه يوجد به كنز .
لم يعطي خالد إهتمام لتخاريف هذا الخادم ، ويذهبان لهذا العنوان ...
***
بعد أن وصلا لهذا العنوان بصعوبة ..يجلس خالد ، وسامح مع رجلٍ ما يعرف سر هذا البيت .. يحكي خالد له كُل الذي حدث معهم بالتفصيل ، وكيف وصلا له ، ويحكي لهما كُل الذي يعرفه عن هذا البيت ..
• أنا إسمي رضوان ... سكنت في العمارة التي تسكنان بها اللآن أمام البيت المهجور مثلكم .. إكتشفت أن البيت المهجور يختفي نهارًا من الساعة السادسة صباحًا ، ويظهر ليلاً بداية من الساعة السادسة مساءًا .. كان دائمًا عندي فضول بأن أدخل هذا البيت أنا وصديقي عزت .. دخلنا هذا البيت ودخلنا غرفة الهياكل العظمية وسمعت صوت رجلٍ ما يتحدث معنا في هذه الغرفة .. أخذت صورة لهذا الرجل بالتليفون ولللآسف كان التليفون إمكانياته ضعيفة جدًا .. وللآسف الصورة ظهرت مشوشة ووجدنا أن البيت يقع علينا .. أنا خرجت وصديقي عزت صديق عُمري لم يخرج .
يتأثر خالد ، وسامح بشدة ، وكاد أن يبكي سامح ، ويُكمل رضوان حديثه :-
• مات ( قالها رضوان ، وهو متأثر بشدة ، وينظر في الأرض ، وملامح الحزن تُسيطر على وجهه ) .
يقول خالد :-
• ولم تدخل البيت مرةٍ أخرى ؟
• لا .. تركت المنطقة بأكملها وقررت أن أكون وحدي .. وهذه الصورة التي صورتها للرجل الذي تحدث إلينا .. كان يجب عليِّ أن أبقيها معيِّ كي تكون ذكرى لصديقي عزت البطل وأنني السبب بأن بعد عن الدنيا بأكملها ويتركني .
يُرسل رضوان الصورة لخالد عن طريق البلوتوث .. وسامح مُتأثر جدًا بحديث رضوان عن صديقه عزت ، وتذكر أنه سيكون مكانه أو أنه سيذهب إلى صديقه هذا قريبًا ...
يقول خالد :-
• أنت تحدثت مع هذا الرجل ورأيت .. لم تتذكر ملامحه ؟
• لا أتذكره .. لقد فات على هذه الحادثة أكثر من خمس سنوات .
• حاول أرجوك .
يصمت رضوان للحظات ، ويفكر ، ثم يقول :-
• لم يكن طويلاً .. كان يرتدي سروال أسود .
• أكان رجلاً كبيراً في السن ؟
• لا .. من الممكن أن يكون في الثلاثين من عُمره .
يخرج خالد ، وسامح من عند رضوان ، وهما في طريقهما إلى الباب .. ينادي عليهم رضوان ، ويقول :-
• إحذروا جيدًا أنتما الإثنان .. هذا البيت مثل المصيدة .. لو دخله احدكم مرةٍ ثانية .. لن يخرج منه أبدًا .
يرد عليه خالد بثقة :-
• لا تقلق علينا يا رضوان .. سأدخل هذا البيت وسوف أأخذ ما به من كنز .
• لم نُخلق في هذه الدنيا كي نبحث عن الكنوز فقط .. فلدينا عقل نُميز به .. بوسعنا أن نعمل .. وبوسعك أن تكون إنسان .
• أنا خُلقت كي أبحث عن الحقائق والكنوز والأموال .. لماذا تقول لي هذا الحديث المُمل .. لقد جئت إليك كي أعلم سر البيت لا أكثر .
• يا بُني .. يبدو أنك ولد شُجاع .. يجب عليك أن تُفكر أولاً .. تتخطى حاجز الخوف بداخلك ثانيًا .. تأخذ ما يقابلك من أضرار لعلها تُفيدك ثالثًا .. لقد دخلت هذا البيت أنا وصديقي عزت كُنا خائفين بشدة .. كُنا وحدنا في هذه الدنيا .. لم نجد عمل .. لم نجد حياة .. قبل أن تدخل هذا البيت فعليك أن تُحدد حياتك .. قبل أن يذهب واحد منكم إلى الجحيم .
• لقد إخترت حياة تافهة من قبل .. حياة ليس لها معنى .. سنتخرج من كُليتنا ولن نجد عمل .. ستكون لنا أسوأ حياة .. أمامي اللآن اختياران فقط .. إما أن أدخل هذا البيت وحياتي تتغير سواء للأفضل أو للأسوأ .. إما أن أبقى مكاني .. لحياتي التي ليس لها معنى .. حياتي التافهة .
• إحذر يا خالد .
يومئ خالد رأسه بمعنى " نعم " .. ورضوان مُتأُثر جدًا بحديثه عن نفسه .. يخرج خالد ، وسامح من بيت رضوان .. ورضوان ينظر إليهما ، يبتسم لهما ، وكأنه يشعر أنه سينتصر ...
***
يذهبا خالد ، وسامح لشيخ يستيطع أن يُبعد الشياطين والجان عنهما .. بعدما جاءت هذه الفكرة لسامح ، وأنه يًفكر بشكل جيد حتى الآن ..
يجلسان هما الإثنان في غرفةٍ ما غريبة الشكل .. مَرسوم عليها رسومات لحيوانات مُفترسة ، وأشكال مُرعبة شريرة جدًا .. كاد سامح أن يبول على نفسه من شدة خوفه من هذه الصور ، والغرفة التي بها الكثير من المطبات .. ظن خالد أن هذه حماية لهذا الشيخ من الشياطين والجان حتي لا يمسكوا به ... وفجأة ! .. يدخل عليهما رجلٍ ما يقف وراءهم ، ويصدر صوتًا مُخيفًا من حنجرته .. كاد أن يبتلع حنجرته في هذا الصوت .. يقفز خالد ، وسامح من شدة خوفهم .. يجلس الرجل بجانبهم كان يرتدي جلباباً أبيض وفي يده سِبحة بيضاء اللون ، وفي يده الأخرى عصا صغيرة بيضاء ، والتي ظنها خالد أنها العصا السحرية التي يصرف بها الشياطين ، والجان .. ويقول لهما فجأة! :-
• لماذا دخلتم هذا البيت ؟!!
يرد عليه سامح بخوف ، وهو يشاور على خالد :-
• لالا .. ليس أنا بل إنه خالد الذي دخل هذا البيت المهجور .. لقد نصحتهُ كثيرًا ولم يستجيب لنصيحتي .
يقول خالد :-
• أنا الذي دخلت البيت المهجور .. كُنت أتمنى أن يكون ليِّ حياة أخرى أو عالم آخر أعيش به .
• هذا البيت تسكنه العفاريت والجان منذ آلاف السنين .. آخر بشري دخل هذا البيت لم يخرج منه أبدًا .. لم يمت بل أغلق عليه بابًا به الكثير من الثعابين .. هل تتمنون ذلك ؟!!
• بالتأكيد لا
• إذن يجب عليكما أن تبتعدوا عن هذا البيت وإلا لن يترككم هذا البيت
• سنتركه بالتأكيد
• ولكن قبل أن تبتعدوا عن هذا البيت يجب عليكما أن تدخلا هذا البيت مرةٍ أخرى .
• لماذا ؟!!
• يجب عليكما أن تعملا مع هذا البيت .. بجب عمل مُصالحة بينكما وإلا لن يترككم وسيتخلص منكما واحدًا تلو الآخر وسيتخلص من كُل المقربين لكما .
يقول سامح بسخرية :-
• سأودع أقاربي من الآن .
• هل ستقومان بالمُصالحة بينكما أم لا؟
يقول خالد بجدية :-
• نعم .. بكُل تأكيد .
• سيرسل لكُما البيت أموالٍ كثيرة .. ترحيبًا بِكُما ... وبعد أن تدخلا البيت ، ويتم عمل المُصالحة بينكُما .. تعالا ليِّ مرةٍ أخرى .
يقول خالد لسامح :-
• قُلت لك أنه ستكون لي حياة ذات قيمة كبيرة بعد ذلك .
***
يجلس خالد على الأريكة في شقته في الصالة ، وينظر في الصورة التي أخذها من رضوان ، وسامح يجلس على المنضدة يأكل ، ولا يفكر في شيء.
يرن جرس الباب عليهما .. ينهض خالد ، ويفتح الباب ، ولم يجد أحدًا ، وينظر على الأرض ، ويجد حقيبة سوداء .. يأخذ خالد الحقيبة ، ويدخل شقته ...
يجلس خالد على المنضدة بجانب سامح .. يفتح خالد الحقيبة ، ويجد فيها أموالٍ كثيرة جدًا ، وعلى الأموال ظرف أبيض كبير .. يندهش خالد ، وينظر سامح للأموال غير مُصدق ، وفي فمه الملعقة ، وثابت على حركته يلقي سامح الملعقة على الأرض ، وينظران هما الإثنان للأموال بدهشة كبيرة .. يأخذ خالد الظرف الأبيض .. ويفتحه .. كان بالظرف أوراق بيضاء مَرسوم عليها رسومات لحيونات ، وطيور مُفترسة :- " أسد .. نمر .. خفاش .. ديناصور .. ثلاثة قرود ، وآخر ورقة موجودة في هذه اللأوراق أخذها خالد ، وينظر إليها بخوفٍ شديد ، وقلق ، وكان مَرسوم عليها صورة رجلٍ ما مقتول .
***
يخاف سامح بشدة من هذه الرسمة ، ويقول :-
• ما هذه الصورة .. هذا قتيل حقًا أم أن البيت يُريد أن يُخيفك ؟!!
لم يعقب خالد على حديثه ، وظل ينظر لرسمة لقتيل ، وفجأة ! .. يرن تليفون خالد .. يأخذ خالد تليفونه ، ويضعه على أذنه ، ويسمع صوت صراخ .. يخاف خالد ، ويلقي التليفون أمامه على المنضدة .. يقول سامح :-
• مَن الذي يتحدث ؟!
• هذا صوت فتاة تصرخ .. مثل الصوت الذي سمعته قبل ذلك .
• ما معنى هذا !! .. لم يبلغنا الشيخ أن هذا قد يحدث .. فقط أبلغنا بالأموال .
• يجب علينا دخول البيت مرةٍ أخرى .
• لا .. لماذا ندخل مرةٍ ثانية .. يجب علينا الهروب يا خالد .
• الذي يحدث الآن يدل على أننا سنموت قريبًا .. يجب علينا دخول البيت .. لنرى النهاية .
• نهاية الموت !!
• لا .. لا أظن أننا سنموت .
• لماذا ؟!
• لكُنا حينها أموات .
• لن أدخل هذا البيت مرةٍ أخرى .
وفجأة ! .. إرتطمت النجفة المٌعلقة في سقف البيت بالأرض بعد أن سقطت يخافان هما الإثنان ، ويحتضنان بعضهما ، ويقول سامح :_
• سأدخل .. سأدخل .
• قُلت لك ستكون لنا حياة أخرى .
***
يدخل خالد ، وسامح البيت المهجور .. كان الباب مفتوحًا .. البيت مهجور للغاية كما هو .. ولكن صور الشخصيات التاريخية الشريرة مُعلقة على حوائط البيت في كُل مكان ، ونظيفة .. صور بعض أشرار التاريخ :- " دراكولا .. شرشبيل .. عصابة القناع الأسود .. ريا وسكينة "
كانت كُل شخصية مكتوب إسمها أسفل الصورة .. وكانت صورة ريا وسكينة كانت لإمرآة واحده فقط .. يندهش خالد من هذه الصور التي كانت مُلقاة على الأرض ، ويغطيها الكثير من التُراب .
كان خالد يحمل معه كاميرا أحضرها معه ; ليصور بها كُل شيء ، وكُل مكان في البيت ، ويحمل سامح معه الرسومات التي وجدها خالد أمام باب شقته ...
يأمر خالد سامح بأن يبحث عن أي شيء في هذا البيت ، ويبحث في المكاتب الموجودة ..
خالد يُصور كُل شيء في البيت ، وسامح يبحث في كُل مكان في البيت عن أي شيء يجده ... تقع الأوراق المرسوم عليها رسومات الحيوانات ، والطيور من يد سامح على الأرض .. يجمع سامح هذه الأوراق ، وفجأة ! تقع صورة دراكولا على الأرض ... ينظرا خالد ، وسامح للصورة ، وفجأة ! .. تتحول صورة دراكولا إلى إنسان حقيقي في الواقع .. يظهر وكأنه كان محبوس لسنين في هذه الصورة .. دراكولا بملامحه الشريرة وأسنانه المُستفزة .. سيتغذي عليهما اليوم ..
***
يندهش خالد ، ويخاف سامح ، ويترك الأوراق ثم يجري ناحية خالد .. وفجأة! .. تقع جميع الصور على الأرض ، وتظهر جميع الشخصيات الموجودة في الصور على هيئة أناس حقيقية تعيش في الواقع ..
يخاف سامح ، وخالد يشده ، ويجري خالد ، ووراءه سامح ناحية باب البيت ، وجميع هذه الشخصيات تتجه نحوهما يحاول خالد فتح الباب ، ولكن الباب مُغلق ... وفجأة! .. تتطاير الأوراق التي وقعت من سامح في الهواء ، وكُل ورقة تقع منها الرسمة المرسوم عليها على الأرض ، وتظهر على هيئة طيور ، وحيوانات حقيقة " أسد .. نمر ..خفاش .. ثلاثة قرود تتسلق على جدران البيت .. " .. ثم يظهر من آخر ورقة ديناصور عملاق جدًا يظهر تدريجيًا .. لقد إكتمل خروجه من الورقة .. ليتحرك خطوتين في صالة البيت ، وهو يُحرك ذيله الكبير يمينًا ، ويسارًا .. يلمس ذيله هذا صورة الچوكر التي ما زالت مُعلقة على الحائط .. لتنكسر الصورة وترتطم بالأرض بعد أن تسقُط .. ثم يظهر الچوكر بشخصيته في الواقع ، والصورة فارغة ..
******
ينادي خالد على سامح ، ويسأله عما سيفعلان اللآن! .. ، ولكن سامح لم يستطع الرد ; لأنه حينها شعر بمياه تغزو ملابسه من الأسفل ...
يجري خالد ، ووراءه سامح سريعًا ، وتجري وراءهما الحيونات ، والشخصيات التاريخية الشريرة ، والخُفاش يُحلق في سماء البيت ..
يجري خالد ، وسامح ، وتقف أمامهم عصابة القناع الأسود المكونة من ثلاثة أفراد ، ويقول واحدًا منهم :-
• أين عم دهب ؟!
يقول سامح بإندهاش :-
• مَن ؟
• من منكم عم دهب ؟!
• يبدو أن لديه محل دهب .. تقريبًا قد تمت سرقته .
• من مِنكُم عم دهب وإلا سأقتلكم اللآن .
يجري خالد ، وسامح ، وتجري وراءهم عصابة القناع الأسود :-
• أمسكوا بِهم .
يتجه خالد ، وسامح نحو السلم .. يصعدان عليه ، والحيونات وراءهم ، وصوت زئير الأسد وراءهم الذي بسببه وقع سامح على السلم ، وتعلقت إحدى أرجله في إحدى السلالم المكسورة .. يُساعده خالد في عجلة ، وكاد أن يُمسك به الأسد ..
يصعد خالد ، وسامح إلى الطابق الأول ، ويتجهان نحو اليمين .. ويدا رجلٍ ما أمامهم يقول :-
• هل أنتم السنافر الزرقاء .. التي أخبروني عنها !
يقول خالد بإندهاش :-
• لا لا
• أنتم كاذبون .. سأقتلكم وأحولكم إلى دهب وأشتري ما أريد وأكون غنيًا .. لقد وضعت لكما خطةٍ شريرة .
يقول سامح :-
• مَن أنت ؟!
• إسمي شرشبيل
يقول خالد :-
• هيا الآن .. ستتعرف عليها
تخرج من داخل غرفة أخرى إمرآه ، ويقف خالد ، وسامح ينظران إليها ، وتقول :-
• من الذي سيدخل اولاً ؟
يقول سامح فارحًا :-
• أنا ... مَن أنتِ ؟
• أنا ريا وسكينة .
• أنتِ ريا أم سكينة .
• أنا الإثنان .. لقد صنعوني هكذا .
يقول خالد :-
• هيا يا سامح الآن .. لا داعي لهذا الهراء .
يتجهان سريعًا نحو السلم .. يجدان أمامهما باب غرفة الهياكل العظمية ينفتح .. ليخرج منه هياكل عظمية تبدو مُخيفة لهما .. يدق قلب سامح بشدة حين يشعر مرةٍ أخرى بمياه تغزو ملابسه من الأسفل .. سوف يذهب إلى بيته ، ولن يستطيع التحرك لمدة شهرين كاملين ..
يجري خالد ، وسامح ، ويصعدان على السلم إلى الطابق الثاني المؤدي إلى سطح البيت .. وراءهم دراكولا ، وشرشبيل ، وعصابة القناع الأسود ، وريا وسكينة ، ويطير حولهما الخُفاش ، وصوت زئير الأسد وراءهم ، والنمر ، وثلاثة قرود تتسلق على السلم ...
كُل شيء حولهم يبدو لهما مُخفيًا .. كُل شيء يلاحقهم .. ظنوا أنه الموت .. الرعب في قلوبهم .. ربما سيموت واحد منهم .. ربما لن يخرجا من البيت مرةٍ ثانية .. يصعدان على السلم سريعًا .. يضرب خالد الباب بأرجله .. ينفتح الباب ، ويدخلان.. ويغلق خالد الباب جيدًا .. سطح البيت واسع جدًا .. صوت ضربات عالية على الباب .. ينكسر الباب ، ويدخل منه دراكولا ، وبقية الشخصيات يبحثون عن خالد ، وسامح .. يجري خالد ، وسامح .. والحيوانات ، والشخصيات تجري وراءهم يحاولون اللحاق بِهم . يجري خالد ، ويسبق سامح .. يُمسك دراكولا بسامح ، ويقف الخفاش على إحدى ذراعيه ، وسامح يُنادي على خالد بأعلى صوت عنده ، ويصرخ من شدة خوفه من الذي يحدث له ..
***
يخاف خالد بشدة ، ويقف مُندهش .. لا يستطع فعل أي شيء .. يتقدم الأسد نحو سامح مُسرعًا ، والنمر وراءه .. يرى خالد عصا مُلقاة على الأرض .. يُمسك بها خالد .. يجري شرشبيل ، ويُمسك بخالد .. لا يستطيع التحرك والأسد ، والنمر يتقدمان نحو سامح .. يضرب خالد شرشبيل بالعصا حتى وقع على الأرض .. يجري خالد نحو سامح ، ويحاول إنقاذه ببعض الكدمات التي تلقاها دراكولا في وجهه بالعصا التي لم تأتي بنتيجة حتى تلقى دراكولا ضربةٍ من خالد في منطقة ممنوعة لدى دراكولا تحت الحزام ، والتي بسببها بعد دراكولا عن سامح ، ووضع يديه على وجهه .. ما زال الخفاش مُمسكًا بذراع سامح .. يضرب سامح الخُفاش ، ويحاول التخلص منه حتى طار الخُفاش بعيدًا عنه
يجري خالد ، وسامح ، ووراءهم الأسد ..النمر .. وأصواتهم العالية . وفجأة! .. يقعان هما الإثنان في فتحة في أرض السطح .. يقعان ، وهم يصرخان ..خائفين .. يقعان مُرورًا بالسلم ، والصالة حتى وقعا في حجرةٍ مُظلمة أسفل البيت ..
***
يقف خالد ، ويتألم من أوجاعه ، وكذلك سامح .. يُنير سامح تليفونه حتى يرى أين هما ؟! ..
كانوا في غرفة مُظلمة تمامًا .. يرى خالد أمامه غرفة يوجد بها منضدة وأمامها كُرسي ، وهُناك مكتبة بها الكثير من الكٌتب .. يأخذ خالد كتابًا واحدًا ورآها تتكلم عن العفاريت ، والجان .. وكذلك جميع الكُتب كانت لمؤلفين كبار وجميعها تتحدث عن الشياطين .. وإتحاد الشياطين والإنس.. وكيف كانت أول مقابلة بين الإنسان ، والشيطان !! ...
والتي كانت بين شيطان لوسيفر ، وملك يُدعى " زاهاك " * ..
( هذه المعلومة مأخذوة عن رواية الدكتور أحمد خالد مصطفي " أنتيخريستوس " ) ...
يرى خالد بجانبه مَمر في نهايته سلم ، ويرى سامح بجانبه صندوق أسود كبير على الأرض .. يُنادي على خالد ، واخبره بأمر الصندوق .. يفتح خالد هذا الصندوق ، وكان موجود بداخله صورة يُحيطها برواز .. يأخذها خالد ، ويُنظفها من التُراب ، وكان مَكتوب عليها بضع كلمات .. ويقرأ خالد يصوتٍ عال :-
• " لك ما تُريد .. إنها ليِّ "
• ما معنى هذه الجملة !!
لم يرد عليه خالد ، وظل ينظر لهذه الكلمات .. يُمسك خالد الكاميرا خاصته التي كانت مُعلقة في رقبته طوال الوقت ، ويُصور هذه الصورة ..
يذهبان ، ويأخذان طريق المَمر حتى وصلا إلى نهايته ، ويصعدان السلم حتى وصلا إلى آخره ، وكانت غرفة مُظلمة أيضًا .. يتجهه خالد إلى باب هذه الغرفة ، ويفتحه ، ويخرجان منها ...
كانت هذه الغرفة تؤدي إلى الصالة الخاصة بالبيت .. كُل شيء مكانه .. الفتحة التي كانت موجودة في الصالة التي وقعا منها لم يعد لها آثر ، ولكن فتحة السقف كما هي .. والحيوانات ، والشخصيات التاريخية الشريرة ينظران منها عليهما .. يجريان نحو باب البيت ، ويحاول خالد فتحه بصعوبة ، ويخرجان من البيت المهجور ...
***
يقول سامح :-
• الكاميرا ما زالت معك بعد كُل هذا ؟
• الحمد لله .. عليها صور لكُل شيء حدث
يصمت خالد قليلاً ، ثم يقول فجأة :-
• سامح .. هُناك شيء ما ناقص .. الرسومات التي قامت علينا .. الحيوانات .. جميعهم إستيقظوا ما عدا رسمة القتيل .. الرسمة كانت مَعك ؟!
• نعم كانت معيِّ .. وقعت مني داخل البيت مع باقي الأورق ، ولم أستطع جمعهم بسبب الذي حدث .
يصمت خالد ، ويفكر .. ويدور في قلبه سؤال واحد فقط " أين ذهبت رسمة القتيل ؟! " ...
لحلقة الرابعة ..
" 4 "
بعد مُنتصف الليل ...
المكان مُزدحم جدًا في شارعٍ ما .. المكان ملئ بالضباط ، والاطباء ، وسيارة الإسعاف ، وسيارات الشرطة ..
هُناك ضابط يقف بجانب جُثة مقتولة ، ويتحدث مع زميله الضابط :-
• ما الذي حدث يا علي ؟
• شخصٍ ما .. إتصل وبَلغ أن هُنا جُثة مقتولة في هذا الشارع
• هل هُناك أحد يَسكن في هذا الشارع ؟
• للآسف لا يا فندم .. جميع العمارات خالية من السكان .
• من الذي بَلغ ؟
• لم يقُل إسمه .. والرقم مُغلق الآن .. أكيد تم تقطيع الشريحة .
• راقبوا هذا الشارع أربعة وعشرون ساعة .. أي جديد يجب عليك أن تبلغني فورَا .
• أمرك يا فندم .
***
في مكتب الضابط .. غرفة المكتب واسعة جدًا .. بها أريكة ، وكراسي .. والمكتب توجد عليه لافته صفراء اللون مكتوب عليها "الرائد شوقي غُنيم" ... حوائط المكتب مُعلق عليها شهادات تقدير ، وجوائز للرائد شوقي .. صوت طرق على الباب .. يَسمح الرائد شوقي بالدخول .. يدخل الضابط علي ، ويُغلق الباب ، ويقول :-
• تمام يا فندم .
• هل جئت بجديد ؟
• نعم يا فندم .. إتخذنا عملنا بتحريات ، وإسم الجُثة " إبراهيم مؤمن عبد العزيز " .. الجُثة مَقتولة في مكانٍ ما غير الشارع الذي وجدت فيه .. ربما أحد قتله وألقى به في هذا الشارع .. الشارع يا فندم لا أحد يسكن به .. العمارات خالية من السكان .. ولكن في الشارع الذي بجانبه يوجد عمارات كثيرة على جانب الشارع وعلى الجانب الآخر بيت مهجور .. العمارات خالية من السكان ماعدا عمارة واحدة التي أمام البيت المهجور يسكن في الطابق الثاني فتاة تُدعى " نادين مؤمن عبد العزيز " .. أخت القتيل ومُختفية من فترة ولا يوجد أي جديد عنها .. الطابق الثالث يسكن به شابان الأول "خالد صابر عبد الفتاح" .. والثاني " سامح عبد الواحد " .. صديقان يدرسان في كُلية التجارة .. لم يذهبا للكُلية مُنذ أسبوع .. والدة خالد توفيت منذ عشر سنوات مضت .. يعيش مع أبوه وحيدًا .. إستأجر هذه الشقة كي يلهو مع الفتيات .. صديقه سامح يذهب له ، ويجلس معه مُنذ يومان ...
• أحسنت يا علي .. يجب علينا الذهاب لخالد ... نحن لا نضمن أي شيء حتى الآن ... تظل كما أنت مُتابع للقضية .. أي جديد إتصل بي فورًا .
• حسنًا .
***
كان خالد يجلس وحيدًا على الأريكة ، وينظر للأموال ، والصور التي صورها أمس ، وأدخلها على اللاب توب الخاص به ..
سامح قد ذهب لوالد خالد كي يطمئنه عليه ..
يرن جرس الباب .. ينهض خالد سريعًا .. ويضع الأموال في الغرفة ، ويغلق اللاب توب ... يفتح خالد الباب .. كان الرائد شوقي ، ويُعرف نفسه ، ويقول :-
• الرائد شوقي غنيم .
يبلع خالد ريقه بخوف ، ويقول :-
• أهلاً
• ايمكنني الدخول؟
• تفضل
يدخل الرائد شوقي الشقة ، وينظر في كُل إتجاه ، ويغلق خالد الباب .. يجلس الرائد شوقي على الأريكة ، ويجلس خالد بجانبه ، ويقول :-
• ماذا تشرب ؟
• شُكرًا .. لقد أتيتُ إلى هُنا لأسألك بعض الأسئلة .
• ما المُناسبة ؟
• حدث أمس جريمة قتل في الشارع الذي بجوارك .
• ما علاقتي بهذا ؟
• لا يوجد أحد يسكن في المنطقة غيرك .
• أنا فعلاً إٍستأجرت هذه الشقة .
• لماذا ؟
• لأني أحب أن أجلس وحدي .. أريد أن تكون ليِّ حياتي الخاصة .
• تجلس وحدك في منطقة لا يوجد بها احد من الأساس .
• أريد أن أبقى بعيدًا عن الناس .
• أين كُنت أمس ؟
• هُنا في الشقة .
• لم تنزل من البيت أبدًا ؟
• نزلت صباحًا كي أشتري حاجة البيت .
• أين صديقك؟
• أنتم تراقبونني ... ذهب لأبي كي يطمنئنة عليِّ .
• ايمكنني دخول غرفتك الخاصة ؟
• هل يوجد معك إذن من النيابة .
• لا أريد أن تسير الامور قانونية .. لكن إذا أردت ذلك .. أنا موافق.
يخاف خالد قليلاً ، ثم يقول :-
• تفضل .
يدخل شوقي الغرفة ، ويقف وراءه خالد ..
يرى شوقي حقيبة على السرير .. يُمسك شوقي الحقيبة ، ويفتحها ، ويجد أموالٍ كثيرة .
• ما كُل هذا ؟ .. هل تعمل بعد الكُلية ؟
• لا
• إذا .. أين حصلت على كُل هذه الأموال ؟
• هل أنا مُتهم بشيئًا ما .
• واضح أنك أخذت كثير مقابل عملك .
يدخل شوقي الشُرفة ، وكانت الجهة الأخرى من الشارع فارغة .. لا بيوت .. لا عمارات موجودة .
يدخل الغرفة ، ويفتح دُرج من أرداج المكتب جميعها فارغة .. ماعدا آخر دُرج كانت به ورقة بيضاء .. يأخذ شوقي الورقة ، ويجد بها رسمة قتيل تُشبه قتيل أمس ..
• ما هذه الرسمة ؟
يخاف خالد ، ويقول :-
• أحب الرسم .
• تحب رسمة شخصيات مقتولة .
• نوع من أنواع فن الموت .
• أستاذ خالد مُمكن أعرف السيدة / نادين مؤمن عبد العزيز .. أين ذهبت ؟
• لا أعرف .
• أستاذ خالد .. سيادتك مُتهم بقتل السيد / إبراهيم مؤمن عبد العزيز .. وخطف السيدة / نادين مؤمن عبد العزيز .
لا يُصدق خالد ما سمعه ، وعقله رافض الإستجابة تمامًا ، ويقول شوقي :-
• تفضل معيِّ الآن بدون كلام .. لو قمت بشيء ما سأستخدم معك أسلوبي الخاص .