
انهارت الأسهم، وغلت الأسعار، وأعدمت ملايين الطيور، ونفقت آلاف الإبل، وأجدبت الأرض ،كل هذا من البلاء، ولو تحققنا بهذه الآية لجاء الفرج ممن لا يخلف الوعد:
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين *ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * مالكم لا ترجون لله وقارا).
من تدبر القرآن تبين له أن أعظم نعم الرب على العبد تعليمه القرآن والتوحيد
تأمل :
( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ )
فبدأ بها قبل نعمة الخلق،
وفي " النحل " – التي هي سورة النعم - :
( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ )
فهذه الآية أول نعمة عددها الله على عباده ،
لذا قال ابن عيينة : ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله .
[ د . محمد القحطاني ]
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/31 ،
علق الحافظ الذهبي على الإبتلاء الذي تعرض له الإمام مالك - وربطه بهذه الآية - فقال :
" فالمؤمن إذا امتحن صبر ، واتعظ ، واستغفر ،ولم يتشاغل بذم من انتقم منه فالله حكم مقسط ،
ثم يحمد الله على سلامة دينه ، ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له " .
[ سير أعلام النبلاء ]
(فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) الأعراف/99
" في هذه الآية تخويف بليغ ،فإن العبد لا ينبغي أن يكون آمناً على ما معه من الإيمان
‘ بل لا يزال خائفا أن يبتلى ببلية تسلب إيمانه ‘ولا يزال داعيا بالثبات ‘وأن يسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند وقوع الفتن ؛فإن العبد - ولو بلغت به الحال ما بلغت - فليس على يقين من السلامة .
[ ابن السعدي ]
استنبط بعض العلماء من قوله تعالى :
( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) الفرقان/24،
أن حساب أهل الجنة يسير ، وأنه ينتهي في نصف نهار ،
ووجه ذلك : أن قوله : " مَقِيلاً " : أي مكان قيلولة ، وهي الإستراحة في نصف النهار .
[ الشنقيطي ]
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً ، ولا نافعاً ، ولم تجد بركة في الوقت ، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف/28 ،
أي : انفرط عليه وصار مشتتاً ، لا بركة فيه
وليُعلم أن البعض قد يذكر الله ؛ لكن يذكره بقلب غافل ، لذا قد لا ينتفع .
[ ابن عثيمين ]
سئل الضحاك عن قوله تعالى: ( عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) و ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) و (عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ )
فقال :" العجوز العقيم التي لا ولد لها ،والريح العقيم التي لا بركة فيها و لامنفعة ولا تلقيح وأما عذاب يوم عقيم فيوم لا ليلة فيه " .
[ الدر المنثور ]
" في سورة الفلق تعوذ بصفة واحدة من أربعة أشياء عظيمة ،
بينما في سورة الناس تعوذ بثلاث صفات من شيء واحد ؛
فتدبر لتعلم أي عدو يلازمك ؟ " .
[ أ . د . ناصر العمر ]
( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا * الذين كانت أعينهم في غطاء من ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا )
[الكهف/100-101]
" وهذا يتضمن معنيين:
أحدهما :
أن أعينهم في غطاء عما تضمنه الذكر من آيات الله، وأدلة توحيده، وعجائب قدرته ،
والثاني :
أن أعين قلوبهم في غطاء عن فهم القرآن وتدبره، والاهتداء به ،
و هذا الغطاء للقلب أولا ، ثم يسري منه إلى العين".
(ابن القيم)
