القرآن مليء بما يبعث على التفاؤل:
﴿ لا تقنطوا ﴾ ﴿ ولا تيأسوا ﴾ ﴿ ولا تهِنوا ﴾ ﴿ ولا تحزنوا ﴾
فتفاءلوا يا أهل القرآن.
(ولا تهنوا ولا تحزنوا)
لو قالها لك أحد أحبابك لخفَّف أحزانك!
فاسمعها من الله يواسيك ويخفِّف مآسيك..
(وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين):
للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان.
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين):
قال الألوسي: فلا تهنوا ولا تحزنوا، فالإيمان يوجب قوة القلب، ومزيد الثقة بالله، وعدم المبالاة بأعدائه.
(وتلك الأيام نداولها بين الناس)
لا تشمت يوما بغيرك ؛ فالأيام دوّارة.
(ويتخذ منكم شهداء..)
الشهادة ليست صدفة أو خبط عشواء، إنما اتخاذ من الله واصطفاء.
(ويتخذ منكم شهداء!)
يمشي الشهداء بيننا اليوم ولا نشعر بهم، لكن عين الله ترعاهم وتحرسهم،
فإذا اقترب موعد اللقاء، شرَّفهم الله بالموت في سبيله.
( وتلك الأيام نداولها بين الناس)
يا صاحب الكرب: سُنَّة الله قضت أن يومك الجميل قادم حتما.
"وتلك الأيام نداولها بين الناس"
الشدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة، هما كتعاقب الليل والنهار والحر والبرد، سُنة من سنن الكون.

﴿وليمحِّص الله الذين آمَنُوا﴾:
أي يختبرهم حتى يُخلِّصهم بالبلاء من العيوب والأمراض والعلل،
كالذهب الخالص يتخلص من الشوائب بالنار، فيصير نقيا لا خبث فيه.
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين):
كلما عظم المطلوب صعبت وسيلته، وأعظم مطلوب هو الجنة.
﴿والله يُحب الصابرين﴾:
افترِض أنك لم ترَ عاقبة الصبر في الدنيا، ألا تكفيك محبة الله؟!
الذنوب تؤخِّر النصر، لذا شُرِع الاستغفار قبل الدعاء بالنصر
(ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
كان أتباع الرسل إذا لقوا عدوهم خافوا عاقبة تقصيرهم وتأثير ذنوبهم، فقالوا:
(ربنا اغفر لنا ذنوبنا،وإسرافنا في أمرنا)
(فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة):
ثواب الدنيا تعتريه الأكدار، لذا لم يصفه بالحسَن، بعكس نعيم الجنة الذي لا كدر معه، فهو الحُسْن كله.
(بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ):
الفرَج عنده، والنصر عنده، والأمن عنده، والسعادة عنده، والخير كله عنده، فهنيئا لك إن تولاك!
(سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب):
قال ابن تيمية: تخويف الكفار والمنافقين وإرعابهم هو سلاح رباني وفضل إلهي لا دخل للمؤمنين فيه.
إذا خشيت سطوة جبار أو ظلم ظالم أو أمرا تخشى عاقبته، فاقرأ:
(قل إن الأمر كله لله)،
ثم نم قرير العين!