أنجح الطرق لتنشئة الأولاد على القيم الإسلامية
(1)
عندي ابنة عندها سنة واحدة وأريد بارك الله فيكم أن تدلوني كيف أربيها تربية إسلامية.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى حمل الأبوين مسؤولية تربية الأبناء على الدين ووقايتهم من النار.
فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم: 6}.
قال علي في تفسيرها: علموهم وأدبوهم.
وقال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ {طـه: 132}.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين.
رواه مسلم والترمذي واللفظ للترمذي.
قال النووي في شرح عال: قام بالمؤنة والتربية.
وبناء عليه؛ فاحرصي على أن تلفتي نظرها للآيات الكونية والنعم المرئية، ولقنيها الأذكار عندما تتلكم، وعلميها التهجي والنطق الصحيح للقرآن عندما تعقل الخطاب، وبادري بتحفيظها القرآن وما تيسر من أحاديث الرقائق والأخلاق والأحكام والآداب قبل أن تنشغل، وامنعيها من الجلوس في أماكن الفساد وسماع الموسيقى ونظر المحرمات، وعلميها الصلاة وتطبيقها عمليا عندما تصل السابعة، وعوديها على سؤال الله حاجتها في الصلاة وأوقات الإجابة.
ومن أنفع ما يساعد على التربية الإسلامية أن تتعاوني مع صديقات طيبات على جمع بناتكن في مجالس ترفيهية يجدن فيها ما يسلي، ويجعل فيها مسابقات في الحفظ وتشجع الفائزات في الحفظ والأخلاق. وإذا قاربت البلوغ فابحثي لها عن زوج صالح يساعدك على استقامتها في تلك الفترة الحرجة. فقد كان من هدي السلف عرض البنات على الصالحين ليتزوجوهن، ثم علميها حقوق الزوج، وحمليها مسؤولية تربية الأبناء على الدين. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 9990 ، 13767 ، 18336 ، 19635 ، 20767. وراجعي الاستشارة رقم :16497 والاستشارة رقم: 22735، من استشارات الشبكة.
والله أعلم.

(2)
أولويات التربية اصطحاب الأولاد إلى المساجد
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أحد المقيمين بأوروبا ولنا أبناء نحاول إبعادهم عن مواطن السوء باستقدامهم إلى المساجد ولكننا نجد أصواتا قوية تمنع أبناءنا من دخول المساجد بحجة تطبيق السنة لقوله صلى الله عليه وسلم جنبوا صبيانكم ومجانينكم المساجد. ونحن لا نملك مدارس إسلامية ولا دور أطفال أو غير ذلك مما يمكن أن نجمع فيه أبناءنا , كما أننا لو تركناهم لنهلوا من الشوارع ما لا نقدر على محوه بعد ذلك . لهذا نسأل عن موقف الشرع من الأطفال في المساجد والحدود المفروضة في لباسهم وبما أن الجواب سوف يعلن للجالية نرجو التوضيح الوافي .والسلام
الإجابـــــــــــــــــــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تربية الأولاد وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة والسلوك المستقيم من مسؤولية الآباء وواجباتهم تجاه أولادهم .
ولا شك أن تعويدهم على ارتياد المساجد وإحضارهم لجماعات المسلمين وحلقات القرآن يأتي في مقدمة التربية الصحيحة، بالإضافة إلى ما في ذلك من شغلهم عن الملهيات المعاصرة والمغريات المنتشرة وصدهم عن سبيل قرناء السوء ورفقاء الشر.
لذا فإنا نرى أن استصحابكم لأولادكم إلى المساجد والدورات العلمية والدينية من أولويات تربيتهم التي أنتم مسؤولون عنها ومسترعون عليها.
وما استدل به من يعارضكم في هذا الموضوع حديث ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
2750، مع التفصيل الذي ذكره العلماء في شأن الأولاد .
وأما بالنسبة للبس والزي الذي ينبغي أن يأتوا به إلى المسجد، فإنه غير محدد ولكن يجب أن يكون خاليًا من التشبه بأولاد الكفار ومن صور ذوات الأروح، وينبغي أن يكون ساترا مع أن العلماء اختلفوا في تحديد عورة الصبي، وإليك مذهب
الحنابلة في ذلك، حيث قالوا :
لا عورة للصبي الذي لم يبلغ سبع سنين، ومن سبع سنين إلى عشر عورته الفرجان فقط، ومن عشر فما فوق مثل عورة الكبير،
وإنما اقتصرنا لك على مذهب الحنابلة هنَّا؛ لأنه أقرب المذاهب إلى الصواب في هذه المسألة، ونسأل الله عز وجل للجميع التوفيق.
والله أعلم.

اسلام ويب