رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم في (المستدرك) رواه أبو داود (4259)، وابن ماجه (3215)، وأحمد (4/408) (19677)، والحاكم (4/440).
والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصحح إسناده عبدالحق الإشبيلي في ((الأحكام الصغرى)) (909) كما أشار إلى ذلك في المقدمة،
وصححه ابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (101). .
_وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً, أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً, يبيع
دينه بعرض من الدنيا)) رواه مسلم (118). .
وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت:
((استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعاً، يقول: سبحان الله، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه لكي يصلين - رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة))
رواه البخاري (7069). .
_وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة, فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
((إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها. وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضاً. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر))
رواه مسلم رواه مسلم (1844). .
_وأحاديث الفتن كثيرة جداً فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الفتن, وأمر بالتعوذ منها, وأخبر أن آخر هذه الأمة سيصيبها بلاء وفتن عظيمة, وليس هنالك عاصم منها إلا الإيمان بالله, واليوم الآخر, ولزوم جماعة المسلمين, وهم أهل السنة وإن قلُّوا, والابتعاد عن الفتن والتعوذ منها, فقد قال عليه الصلاة والسلام:
((تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن))
رواه مسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه رواه مسلم (2867). .

ظهور الفتن من المشرق:
_أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان. وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم, فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول:
((ألا أن الفتنة هاهنا, ألا أن الفتنة هاهنا, من حيث يطلع قرن الشيطان))
رواه الشيخان رواه البخاري (3279)، ومسلم (2905). وفي رواية لمسلم أنه قال:
((رأس الكفر من هاهنا, من حيث يطلع قرن الشيطان)) رواه مسلم (2905).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم:
((اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا, وبارك لنا في شامنا ويمننا, فقال رجل من القوم: يا نبي الله, وفي عراقنا، قال: أن بها قرن الشيطان, وتهيج الفتن, وأن الجفاء بالمشرق))
رواه الطبراني (12/84) (12583)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2/214). وقال: رواته ثقات، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/308):
رواه الطبراني في ((الكبير)) ورجاله ثقات، وصححه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1204). .
قال ابن حجر:
(وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة) ((فتح الباري)) (13/47). .
_فمن العراق ظهر الخوارج, والشيعة الروافض, والباطنية, والقدرية, والجهمية, والمعتزلة، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق من جهة الفرس المجوس كالزردشتية, والمانوية, والمزدكية, والهندوسية, والبوذية، وأخيراً وليس آخراً القاديانية, والبهائية إلى غير ذلك من المذاهب الهدامة.
_وأيضاً فإن ظهور التتار في القرن السابع الهجري كان من المشرق, وقد حدث على أيديهم من الدمار والقتل والشر العظيم ما هو مدون في كتب التاريخ، وإلى اليوم لا يزال المشرق منبعاً للفتن, والشرور, والبدع, والخرافات, والإلحاد, فالشيوعية الملحدة مركزها روسيا والصين الشيوعية وهما في المشرق، وسيكون ظهور الدجال, ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أشراط الساعة ليوسف الوابل