أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون


تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون

تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون

تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون
تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون
(مفهوم التاريخ)
أولًا: مفهوم التاريخ لغةً:
_تعدَّدتْ آراء العلماء في تفسير كلمة التاريخ لغةً واشتقاقها، غير أنَّ كل الآراء تعني أنَّ:
"التاريخ هو الإعلام بالوقتِ"؛ يُقال: أرَّختُ الكتابَ وورَّخته؛ أي: بينتُ وقت كتابته،
وقيل: إنَّه معرَّب من الكلمة الفارسيَّة:
(ماه روز)، و(ماه) القمر، و(روز) اليوم، وكأنَّ الليل والنهار طرفه، وقيل: إنَّ (تاريخ) مشتق من (ياريخ) -العبريَّة - ومعناها القمر، و(يرخ)، ومعناها الشهر،
_وقيل: إنَّ (تاريخ) مشتق من اللفظ الآكدي (أرخو)[1]
_وقيل: مأخوذٌ عن عرب اليمن؛ لأنَّهم اهتمُّوا بالتوقيت؛ لعدَّة عوامل، منها الزراعة، التي تخضع لتقلُّباتِ الجو ولتبدُّل المواسم، ومنها الأعياد والشعائر الدينيَّة، التي لها ارتباط وثيق بضبط الأوقات، ومنها التجارة في البرِّ والبحر[2]، ويُستدل على صدق هذا الاحتمال بما قاله الحافظ السخاوي: "إنَّ أوَّل من أرَّخ يعلى بن أميَّة، وذلك أنَّه كتب إلى عمر بن الخطاب كتابًا من اليمن مؤرَّخًا، فاستحسَنَه عمر"[3].
وكون لفظ (التاريخ) أصيلًا في اللغة العربيَّة، وليس منقولًا إليها من لغاتٍ أخرى - هو الأقربُ إلى الصواب؛ لأنَّه لو كان هذا اللفظ معرَّبًا ما اختُلف حول أصل اشتقاقه: أهو مِن (أرَّخ) أو مِن (ورَّخ)؟! ولما كان الاختلاف قائمًا حول أصله بين القبائل العربيَّة، ولما فرَّق الأصمعيُّ بين لغة تميم وقيس، بقوله: "بنو تميم يقولون: (ورَّخت الكتاب توريخًا)، وقيسٌ تقول: (أرَّخته تأريخًا)"، وهذا الاختلاف يؤكِّد كون لفظ (التاريخ) عربيًّا[4].
_ويتضح من هذا كلِّه أنَّ الكلمة قد أثارت جدلًا بين القدامى حول أصلها، وربما كان السبب في ذلك كونَ كلمة (تاريخ) لم ترد فيما وصل إلينا من الشعر الجاهليِّ، كما أنَّها لم ترد في كتاب الله عز وجل،
ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم[5].
تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون

ثانيًا: مفهوم التاريخ اصطلاحًا:
إنَّ التاريخ عبارة عن فهم الماضي؛ لإفادة الحاضر، والتخطيط للمستقبل، وقد عبَّر السخاوي عن هذا المعنى بقوله: "إنَّه فنٌّ يُبحث فيه عن وقائع الزمان من حيث التعيين والتوقيف؛ بل عمَّا كانَ في العالم"[6]، وعرَّفه ابن خلدون بقوله: "التاريخ خبرٌ عن الاجتماع الإنسانيِّ الذي هو عُمْران العالم، وما يَعرِض لذلك العمرانِ من الأحوال؛ مثل التوحُّش والتآنس، والعصبيَّات، وأصناف التقلُّبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من المُلك والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعايش، والعلوم والصنائع، وسائر ما يحدث من ذلك العمران من الأحوال"[7]، "وهو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيَّام والدول، والسوابق من القرون الأُوَل، تنمو فيها الأقوال، وتُضرب فيها الأمثال، وتؤدِّي إلينا شأن الخليقة كيف تقلَّبت بها الأحوال، واتَّسع للدول فيها النطاق والمجال، وعمَّروا في الأرض حتَّى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيَّات الوقائع وأسبابها عميق"[8].
هكذا يُعرِّف ابن خلدون التاريخ بأنَّه في حقيقة أمره نظرٌ وتحقيقٌ؛ أي: تأمُّل ودراسة وفحص مختلف أوجه النشاط البشريِّ فيما مضى من العصور؛ بقصد رصد أسباب الظواهر التاريخيَّة المختلفة، ومحاولة كشف جوانب العلاقة السببيَّة في طيَّات الأحداث التاريخيَّة، ورصد بدايات الأحداث ومعرفة أصولها.
_ويخلص ابن خلدون من هذا إلى أنَّ التاريخ أصيلٌ في الحكمة وعريقٌ، ولما كانتْ الحكمة أسمى مراتب المعرفة، فإنَّ ابن خلدون قد فهم التاريخ باعتباره ضرورةً حضاريَّةً لفهم الإنسان من خلال تاريخه، فما الحكمة سوى المرتبة العليا في مجال المعرفة، والمعرفة الحقة هي معرفة الإنسان بذاته[9].
_كذلك يمكن أنْ يكون التاريخ - في رأي ابن خلدون - أداةً للكشف عن صراعات المجتمعات البشريَّة، وما يترتَّب على ذلك من قيام الدول المختلفة، وما ينشأ عن ذلك من الدول ومراتبها.
كما أدْرَك ابن خلدون أهميَّة البيئة في صياغة التاريخ باعتبارها مسرحًا للتاريخ، والتاريخ بهذا المفهوم - الذي أبرزه ابن خلدون - يُعتبر استكشافًا كُليًّا لتطوُّر أحوال البشريَّة منذ بداية الخليقة، ومحاولةً لحلِّ اللغز المتعلِّق بالوجود البشري في الكون، فضلًا عن مصير الإنسان في الحاضر والمستقبل.
هذه حدود المعنى الاصطلاحيِّ الذي تدلُّ عليه كلمة (تاريخ)، وهي تكشف عن مدى فهم المسلمين للتاريخ كعلم، وعن مدى إدراكهم لوظيفته الحضاريَّة في خدمة المجتمع البشري[10].
وهكذا، من خلال التعريف يتضح لنا أنَّ (التاريخ) علمٌ يتعلَّق بالمكان والزمان بما فيه من وقائعَ وأحداث،
وما يكون لها من أثرٍ في حياة الناس.





تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون
[11] أسباب أخطاء المؤرخين في نظر ابن خلدون
كما قلنا مفهوم التاريخ عندابن خلدون له وجهان ظاهر وباطن، وظاهرالتاريخ يخبر عن الأيّام والدول والسوابق من القرون الأولى، وتنمو فيها الأقوال والأمثال المضروبة، أمّا باطنه فالنظر، والتدقيق، وتعليل الكائنات، والعلم بكيفيّة الوقائع، وأسباب حدوثها، وبذلك يكون التاريخ عريقاً، وعميقاً، وجديراً بأن يكون علماً يوقفنا على أخبار الأمم الماضية وأخلاقها، وسير الأنبياء، والملوك في سياساتهم ودولهم، وذكر أخبار تعود لعصر وزمن معيّنين، كما يخبر التاريخ عن الاجتماع الإنساني، فموضوع التاريخ في نظر ابن خلدون يدور حول الإنسان وأعماله، وما تحمله من أسباب ومبرّرات ونتائج.
عناصر التاريخ وأغراضه
عناصر التاريخ الأساسيّة في مفهوم ابن خلدون هي: الإنسان، والماضي، والتقلّب في الزمن، وهي العناصر المشابهة لمفهوم الباحثين السابقين، وزاد ابن خلدون على ذلك: التعليل، والتفلسف، واكتشاف الأسباب. والغرض من التاريخ في مفهوم ابن خلدون هو ضرب الأمثال، والوقوف على تقلّب أحوال الناس، وتعليل سبب وقوع الأحداث السابقة، وتناول المجتمعات الإنسانيّة جميعها على اختلاف العصور، والبلدان، ولقد اعتمد ابن خلدون على التاريخ باعتباره معرفة وفنّاً، وظهرت المعرفة في التعرّف على أحوال الأمم السابقة، والإخبار عنهم، حيث إنّ العلم بالكيفيّات والأسباب هو من أنواع المعرفة، وأّما اعتماد التاريخ فنّاً فيقصد به حرفة التاريخ، وصنعته، وقد اشتملت مقدّمة ابن خلدون على قوانين تاريخيّة مشابهة للقوانين الطبيعيّة، مثل قانون السبب والمسبّب، وقانون الاستحالة والإمكان، وقانون التشابه والتباين.
أسباب أخطاء المؤرخين في نظر ابن خلدون
  • الاعتماد على النقل فقط، ولم يأخذ المؤرّخون طبيعة العمران، والأحوال في المجتمعات، وقواعد السياسة، وأصول العادات بعين الاعتبار.
  • عدم قياس الحاضر بالماضي، والغائب من التاريخ بالشاهد عليه.
  • عدم تنقية الأحداث التاريخيّة من الأخبار الكاذبة، وتحرّي الصدق فيها.
  • البعد عن أخذ التبدّل في الأمم والأحوال، واختلاف الأجيال عند النظر إلى التاريخ.
  • الابتعاد عن الموضوعيّة، والتحيّز لمذاهب وآراء معيّنة، فعند الحديث عن تاريخ الأمم والمذاهب التي يتحيّز لها المؤرّخ، يشرح الوقائع بالتفصيل والإمعان، وعند ذكر أمور لا يهتم لها المؤرّخ يكون الحديث مختصراً، ولا يتحرّى الدقّة.
  • ميول بعض المؤرّخين للتقرّب من أصحاب السيادة والمراتب الرفيعة، فتظهر أخبار لا تمتّ للحقيقة بصلة، تكثر من المديح والثناء على أصحاب المراكز العليا.
[1] راجع: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ؛ الحافظ السخاوي (ص17).

[2] راجع: المفصل في تاريخ العرب؛ د/ جواد علي، (ج8، ص2).
[3]الإعلان بالتوبيخ؛ للسخاوي (ص134)، وراجع فتح الباري بشرح صحيح البخاري؛ الحافظ ابن حجر (ج16 ص168).
[4]الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ؛ السخاوي (ص100).
[5] أدب التاريخ عند العرب؛ عفت محمد الشرقاوي؛ (ج1 ص249)؛ ط القاهرة 1976م.
[6] الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ؛ للسخاوي (ص100).[7] مقدمة ابن خلدون ص33.
[8]مقدمة ابن خلدون (ص9).[9] الرؤية الحضارية للتاريخ (ص19).
[10] المصدر السابق (ص20).[11]تكملة للموضوع من مصدر .
تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون
تعريف التــــــــــــاريخ ورأى ابن خلدون



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بن رشد الأندلسي ،معلومات عن أبو الوليد ،بحث كامل عن ابن رشد وغارت الحوراء شخصيات وأحداث تاريخية
ماذا تعرف عن ابن سينا مانوlove شخصيات وأحداث تاريخية
أحاديث مشهورة لا تصح أسانيدها لخير البرية lolo_lola احاديث ضعيفة او خاطئة
تفسير سورة الفلق تفسير عطور الجنه القرآن الكريم
عبد الحميد ابن باديس ......... رمز الاصلاح و التنوير في الجزائر yosra issa شخصيات وأحداث تاريخية


الساعة الآن 02:36 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل