أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾


هذه الآية الكريم تضمنت عدة حقائق، هي:



• كل نفس ستموت، فلا خلود لأحد.




• كل إنسان سيجد جزاء ما عمل في هذه الحياة.

فالموت ليس النهاية بل بداية النعيم أو بداية الجحيم ؛ فحدّد مصيرك الآن !


• الحياة الدنيا متاع الغرور، وليست بدار بقاء.

‏﴿فَمَن زُحزِحَ عنِ النّارِ وأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فاز﴾ النار.. محفوفةٌ بالشهوات والشهوات تميلُ إليها النفوس، فلا يكاد الإنسان ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة؛ لأنه يُقبل عليها بقوَّة، لهذا قال: {زُحْزِحَ عن النَّار} أي دُفع عنها بمشقَّةٍ وشدَّة./ ابن عثيمين


• ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ليست معلومة تُقْرأ ؛وإنما حقيقة تستحق العمل

{ فمن زحزح عن النار } زحزح : تستخدم للشيء الثقيل لدفعه وتحريكه، وفي ذلك إشارة إلى أن النار حفت بالشهوات والشبهات، فكان ذلك ثقيلاً على النفس

هذا هو النجاح الحقيقي.. هل رأيت نجاحاً مثل هذا ؟


” وإِنما تُوَفونَ أُجُورَكمْ يوْمَ الْقيَامَةِ” اصبر على فعل الخير جاهد نفسك اصبر على​​ الآذى ارض بالقضاء فالوفاء الأعظم يكون يوم القيامة.



كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ



﴿ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾»[1].


ومن فوائد الآية الكريمة:


* أن الإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة، فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، قال تعالى ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].



قال الشاعر:
كُلُّ ابنِ أُنْثَى وإنْ طَالَت سلامَتُهُ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
يَوْمًا على آلةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ


وقال آخر:
الموتُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
فَلَيْتَ شِعْرِي بعد المَوْتِ مَا الدَّارُ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ

روى الطبراني في معجمه الأوسط من حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «جَاءَ جِبرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحبِبْ مَنْ شِئْتَ، فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَاعْلَم أَنَّ شَرَفَ المُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزَّهُ استِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ»[2].


* إن اللهَ لا يظلم الناس شيئًا، بل يُوَفِّيهم أجورَهم ويزيدُهم من فضله، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا [طه: 112].



* أن الفوز الذي يحصل بالنجاة من النار، ودخول الجنة له من الأعمال سببٌ يُوصل إليه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدُخَلَ الْجَنَّةَ، فَلتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَليَأتِ إِلَى النَّاسِ، الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»[3].



*دلت الآية الكريمة على حقارة الدنيا وأنها متاعٌ زائلٌ فانٍ، وما يؤثرها على الآخرة الباقية إلا مبخوس الحظ، ضعيف العقل، قال الله تعالى عن هؤلاء: ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى: 16، 17]. وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [القصص: 60].



روى مسلم في صحيحه من حديث مستورد أخي بني فهر - رضي الله عنهما - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ (وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ) فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ»[4]. وقال قتادة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185] قال: هي متاعُ متروكةٍ أوشكت، والله الذي لا إله إلا هو، أن تَضْمَحِلَّ عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله.


*أن الفوز الحقيقي هو دخول الجنة، والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ [الحشر: 20]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام: 16]. وقال تعالى: ﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 5].



*في الآية الكريمة إخباره تعالى - وهو حقٌّ وصدقٌ - أن الموت حقٌّ على كل نفس، فاليقين بذلك والإكثار من ذكره دأب الأكياس من المؤمنين؛ لأن ذلك يحملهم على الاستعداد له، وعدم الاغترار بالدنيا، والتخلص من الذنوب والسيئات، فروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ»[5].



وروى ابن ماجه في سننه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»، قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ»[6].



* في قوله تعالى: ﴿ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. تسلية للمؤمنين فيما يصيبهم في الدنيا، وما يصبرون عليه من فعل الخير، ومجاهدة النفس، والصبر على الأذى، والرضا بالقضاء، فإن الوفاء الأعظم إنما يكون يوم القيامة، وفيها أيضًا تحذير الكفار والظالمين والعاصين من عاقبة الإمهال، فإن الوفاء الأعظم إنما يكون يوم القيامة، قال تعالى:﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر: 3]. وقال تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم: 42].



والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] تفسير ابن كثير (3/284-285).


[2] معجم الطبراني في الأوسط (4/306) برقم 4278 وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب (1/485) برقم 918 إسناده حسن، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 831.

[3] جزء من حديث برقم 1844.

[4] برقم 2858.

[5] برقم 2307 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/266) برقم 1877.

[6] برقم4259 وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1384.









المصدر


حصاد التدبر وشبكة الالوكة








قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ امانى يسرى المنتدي الاسلامي العام
(وَجَاءَتْ *سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) امانى يسرى القرآن الكريم
(ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ امانى يسرى القرآن الكريم
ايات القران التي تتكلم عن: الحساب و اليوم الاخر أم أمة الله القرآن الكريم
الإيمان باليوم الآخر والحساب بشرى على العقيدة الإسلامية


الساعة الآن 08:09 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل