أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي قاعدة الأولويات في الحياة الزوجية عندما يزدحم الوقت فابدأ بمن لا يعوض



في زحام الحياة الحديثة، أصبح من الشائع أن يعيش الزوجان تحت وطأة ضغط مستمر من المسؤوليات المتلاحقة: عمل، رسائل، تنقلات، التزامات اجتماعية، طلبات مادية، طموحات شخصية... حتى غدا اليوم مزدحمًا من أوله إلى آخره، والليل امتدادًا مرهقًا للنهار.


وفي هذا الزحام، يقع كثير من الناس – رجالًا ونساء – في خطأ منهجي خطير: ترتيب الأولويات بطريقة مقلوبة.

فبدل أن يبدأ يومه بما لا يُعوّض – الزوجة، الأبناء، الوالدان – يؤجلهم إلى نهاية اليوم، إلى لحظة "الفراغ" التي غالبًا لا تأتي، أو تأتي وقد نُهكت النفس واستُنزفت المشاعر، فيُعطَون الفتات لا الأصل.


هنا نذكّر بقاعدة ذهبية لا تبلى مع مرور الزمن:

إذا تزاحمت المهام، فابدأ بمن لا يُعوَّض.






ابدأ ببر الوالدين، بركته تفتح لك في كل طريق.

ابدأ بالزوجة، فهي سكنك وأمانك، وإذا شعرت بك مبكرًا، أعطتك من نفسها أضعاف ما أعطيت.

ابدأ بالأبناء، لحظة تربيتهم لا تعود، وغيابك عنهم اليوم لا يعوضه ندم الغد.


ليس القصد أن تُهمل العمل أو تتخلى عن الطموح، بل أن تُعيد ترتيب المقادير. فكل مهمة يمكن تأجيلها إلا الإنسان. وكل مشروع يمكن استبداله إلا من سكن قلبك.

ولنتأمل حال كثير من الأسر حين يتأخر أحد الزوجين عن التواصل، والحضور، والاهتمام:
تجد الزوجة وقد انشغلت بنفسها، والأبناء قد استقلوا بمشاعرهم عن والدهم أو والدتهم، وتبدأ الفجوة العاطفية في الاتساع بصمت.



وفي لحظة ما، يستيقظ الإنسان ليجد نفسه غريبًا في بيته، ضيفًا في منزله، بعدما ظن أن الحب يمكن أن يُؤجل.

وقد يقول قائل: "لكني مشغول! لدي ما لا يُعد من المهام!"

فنقول له: كلنا مشغولون، لكن الفرق بين الحكيم وغيره أن الأول يرتب وقته على حسب من لا يُعوَّض، لا على حسب من يلحُّ بالصوت أو الرسائل.



الزوجة لا تطلب، لكنها تنتظر.

الأبناء لا يعرفون التعبير، لكنهم يسجّلون الغياب.

الوالدان لا يعاتبان، لكنهما يذوبان شوقًا.

إذا أردت بركة في وقتك، وسعادة في بيتك، واستقرارًا في قلبك، فابدأ بهم. ثم انطلق لما تبقى من مسؤولياتك وستجدها – بإذن الله – أيسر وأسرع وأبرك.

تذكَّر:
• الوالد إن مات لن يُعوَّض.

• الزوجة إن انكسرت لن تُجبرها الإنجازات.


• الابن إن نشأ بعيدًا عنك لن يعود طفلًا من جديد.


ابدأ بهم، وامنحهم أول الوقت، لا آخره.

اجعلهم في صدر جدولك، لا في ذيله.

فهذا هو المعنى الحقيقي للإحسان، وهذا هو جوهر التوازن.




د. محمد موسى الأمين

شبكة الالوكة








قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
كتاب الفقه على المذاهب الأربعة امانى يسرى فتاوي وفقه المرأة المسلمة
أسهل الطرق إلى السعادة الزوجية أم أمة الله الثقافة والتوجيهات الزوجية
الحب في الحياة الزوجية انسة صفاء الثقافة والتوجيهات الزوجية
هل تفضلين الحياة الزوجية أم المهنية؟ ام نونا فضفضة وحل المشاكل


الساعة الآن 09:49 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل