أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر



الجزء التاسع عشر
سورة الفرقان آية 21 إلى سورة النمل آية 55

1. ﴿لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾[الفرقان: 21]:
الكِبر من أعظم أسباب رد الحق، ولذا عرَّف النبي ﷺ الكِبْر بأنه دفع الحق وإنكاره وعدم قبوله ترفعاً وتجبرا، فقال: «الكِبر بَطَر الحق».
2. سئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: «يخضع للحق وينقاد له، ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبيّ قَبِله، ولو سمعه من أجهل الناس قَبِله».
3. ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا﴾[الفرقان: 25]:
تذكَّرْ أهوال يوم القيامة إذا أحسستَ بالتقصير، وأن الشيطان يجرُّك إلى سكك الغواية.
4. ﴿يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾[الفرقان: 28]:
تأمَّل كيف كان الصاحب سببا في إهلاك صاحبه؟! ألا يدفعك هذا إلى مراجعة معاييرك لاختيار الصديق وتصحيح الطريق!
5. ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا﴾[الفرقان: 29]:
قال ابن تيمية: «فكل من اتخذ خليلًا غير الرسول، يترك لأقواله وآرائه ما جاء به الرسول؛ فإنه قائلٌ هذه المقالة لا محالة: ﴿ يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾».
6. لكل من فقد الصحبة الصالحة! قال ابن الجوزي: «وليكن جلساؤك الكتب، وانظر فى سير السلف، وتلمَّح سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون».
7. ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾[الفرقان: 32]:
القرآن أشد تأثيرا على القلب إذا قرأته مُرتَّلا بأناة ومن غير استعجال.


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر





8. ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾[الفرقان: 39]:
كل من انتقم الله منه، قد أعذر إليه أولا.
9. ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا﴾[الفرقان: 39]:
القرية هي قرية قوم لوط، ومطر السوء هي الحجارة التي أُمطِروا بها. قال ابن عباس: كانت قريش في تجارتها إلى الشام تمر بمدائن قوم لوط، كما قال الله تعالى: ﴿وإنكم لتمرون عليهم مصبحين﴾
10. ﴿بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا﴾[الفرقان: 40]:
لو آمنتَ بالبعث والنشور لتطَّهرتَ من كثير من الآفات والشرور.
11. ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾[الفرقان: 41]:
لا تتعجب من تغير الناس نحوك إذا سرتَ في موكب الحق، فقد شنَّع المشركون على خير الخلق واتخذوه هزوا، بعد أن كانوا يلقِّبونه بالصادق الأمين! .
ليس الجهاد جهاد السيف فحسب! بل الجهاد أنواع، ومنه: الجهاد بالقرآن، والحجة والبيان، والدعوة باللسان.
12. ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾[الفرقان: 53]:
بين كل بحرين حاجز وكأنه جدار، ومياه كل بحر لا تختلط بالبحر المجاور له، والدراسات الحديثة تؤكِّد اكتشاف بحار عذبة تحت البحار المالحة، وأن بينهما حاجزا، وهذا من إعجاز القرآن وإبلاغه بما لم يُعرَف إلا حديثا.
13. ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا﴾[الفرقان: 54]:
الصِّهر يطلق على أقارب المرأة، كالأبوين والإخوة والأعمام والأخوال. قال صاحب الكشاف: «قسَم سبحانه البشر قسمين:
ذوى نسب، أي: ذكورا ينسب إليهم، فيُقال: فلان بن فلان وفلانة بنت فلان.
وذوات صهر: أى: إناثا يُصاهَر بهن».




جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

14. ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ﴾[الفرقان: 55]:
بعد تعداد النعم، سرد الله أحوال أهل الكفر، لنشمئز من هذا العقوق، فبدلا من أن يشكروا الله على ما أنعم به عليهم، كان الكفر به وإشراك غيره معه.
15. ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ﴾[الفرقان: 55]:
ومن الذي يعبد من يضره؟ من يحب من ينزِل به الضُّر؟ إن الناس تحب الذي ينفعها، وتكره من يضرها، إلا الضرر الذي يصيب العبد بقدَر الله، لا يخلو من فوائد، كألم البدن الذي ينبِّه للمرض، والمرض الذي يحطُّ الوِزر، والهمِّ الذي يمحو الخطايا.
16. ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ [الفرقان: 57]:
سؤال الداعية للمقابل المادي من المدعوين أو حتى أخذه بغير سؤال، يُضعِف أثر دعوته.
17. ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58]:
إنما قال: على الحي الذي لا يموت؛ لأن من توكل على الحي الذي يموت، فإذا مات المتوكَّل عليه ضاع المتوكِّل، أما الله سبحانه، فإنه حي لا يموت، فلا يضيع من توكل عليه أبدا.
18. ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾ [الفرقان: 58]:
أي اقرن بين حمده وتسبيحه، ولهذا كان رسول الله ﷺ يقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك».
19. ﴿وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: 58]:
كفي بهذه الآية وعيدا وتهديدا! كأنه قال: إن أقدمتم على مخالفة أمره، فكفاكم علمه الذي يعني مجازاتكم بما تستحقون من العقوبة.
20. ﴿الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: 58]:
من تسأل عن الله؟! قال ابن كثير: «استعلِم عنه من هو خبير به عالم به، فاتبعه واقتد به، وقد عُلِم أنه لا أحد أعلم بالله، ولا أخبر به من عبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه».
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر



#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشربارك الله فيكِ وأفادكِرد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

بارك الله فيك وجزاك كل خير اختي
#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

بارك الله فيك
إظهار التوقيع
توقيع : زهرة الجزاىْر
#5

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر
#6

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر


21. ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: 60]:
كان كفار قريش ينكرون اسم الرحمن، ويقولون: ما نعرف الرحمن إلاَّ رحمن اليمامة، وهو مسيلمة الكَذَّاب، وكان مُسيلمة تسَمَّى بالرحمن، والأقرب أن المراد إنكارهم لله لا للاسم.
22. في صلح الحديبية أمر ﷺ علي بن أبي طالب-وكان كاتب هذا الصلح-: «اكتب باسم الله الرحمن الرحيم»، فقال سفير قريش: ما الرحمن؟! لا نعرف الرحمن ولا الرحيم.. اكتب ما كنت تكتب قبل: باسمك اللهم.
23. ﴿أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: 60]:
قال الضحاك: «فسجد رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعثمان بن مظعون وعمرو بن عنبسة، ولما رآهم المشركون يسجدون تباعدوا في ناحية المسجد مستهزئين»، فهذا هو المراد من قوله: ﴿وزادهم نفورا﴾ أي فزادهم سجودهم نفورا.
24. ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ [الفرقان: 61]:
الضياء للشمس لأن فيها نورا وحرارة، على خلاف نور القمر الذي ما هو غير انعكاسٍ لضياء الشمس، مما يدل على دقة التعبير القرآني وإعجازه.
25. ﴿ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾[الفرقان: 66]:
قال الإمام الرازي: «أما الفرق بين المستقر والمقام، فيُحتَمل أن يكون المستقر للعصاة من أهل الإيمان، فإنهم يستقرون في النار ولا يقيمون فيها، وأما الإقامة فللكفار».
26. لم يبتهلوا إلى الله هذه الابتهال، ولم يتعوذوا من النار وسوء المآل، إلا لعلمهم بما فيها من الأهوال، فلم يكن دعاؤهم مجرد قلقلة لسان، بل انتفاضة جَنان.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر
27. ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾[الفرقان: 67]:
حسن التدبير والاقتصاد في النفقة من الإيمان.
28. ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾[الفرقان: 75]:
الغُرفة هي الدرجة العالية من منازل الجنة، وسُمِّيت بذلك لارتفاعها، فسبحان من يقبل من العبد القليل، ويكافئه عليه بالكثير، صبروا قليلا وأُجِروا نعيما مقيما عظيما.
29. ﴿وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴾[الفرقان: 75]:
يسمعون التحية من الله مباشرة بلا واسطة، بعد أن تجلى لهم ليروه لأول مرة من غير حجاب، فأي نعيم ينتظرنا غدا؟!
30. ﴿خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾[الفرقان: 76]:
قال جمال الدين القاسمي: «لسلامة أهلها عن الآفات، وخلودهم أبد الآباد».
31. ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾[الفرقان: 77]:
اعرف قيمة الدعاء! لا قيمة لك عند ربك، لولا دعاؤك في سرِّك وجهرك.
32. ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾[الفرقان: 77]:
العذاب ملازم لأهل التكذيب، ولا ينجو منه إلا أهل التصديق، فاللهم اجعلنا من الموقنين المصدِّقين.
33. ﴿طسم﴾[الشعراء: 1]: الحروف المقطَّعة تحدٍّ للإتيان بمثل هذا القرآن من نفس هذه الحروف.
34. ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾[الشعراء: 2]:
الإشارة بالبعد ﴿تلك﴾، لعلو بيان آيات القرآن، وارتفاع مكانتها، وعظيم شأنها مع عجز الخلق عن الإتيان بمثلها.
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر
35. ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء: 3]:
يا محمد .. لعلك من شدة حرصك على إيمانهم تُزهِق روحك.. ارفق بنفسك!
36. ﴿وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ﴾[الشعراء:65]:
كن مع الصالحين الناجين، ولا تكن مع المفسدين الهالكين.
37. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء:67]:
سنتي فيمن سلك سبيلهم أن يناله مثل عذابهم، فاعتبروا بمن سبقكم، بدلا من أن يعتبر بكم غيركم.
38. ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾[الشعراء:68]:
قال القرطبي: «العزيز معناه: المنيع الذي لا يُنال ولا يُغالَب».
فلا أحد يستطيع أن يُغالِب الله عز وجل، فعزَّ بمعنى: غلب، وفي المثل العربي: (من عزَّ بزَّ) أي: مَن غلب أخذ المتاع، فالعزة بمعنى: الغلبة.
39. ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾[الشعراء:69]:
اتل قصص الأنبياء والصالحين، وخذ منها العبرة والعظات، وعلِّمها أولادك البنين والبنات، ولتتعلق قلوبهم بهذه القدوات بدلا من أن يكونوا إمعات.
40. ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾[الشعراء:72-74]:
التهرب من الجواب والتحول إلى شيء آخر لم يسألهم عنه من علامات انقطاع الحجة وإقرارٌ بالعجز



يتبع

#7

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر
41. لو قالوا: يسمعوننا وينفعوننا ويضروننا، لفضحوا أنفسهم بالكذب الصراح، ولو قالوا: يسمعوننا ولا ينفوننا ولا يضروننا، لأقروا على أنفسهم بالخطأ المحض، فعدلوا إلى التصريح بتقليد آبائهم في عبادتها من غير برهان ولا حجة.
42. ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾[الشعراء:83]:
أي على نفسى، فإنّ من لا حكم له على نفسه، لا حكم له على غيره. ذكره القشيري
43. ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾[الشعراء:90]:
قمة النعيم وغاية التنعيم أن تُقرَّب الجنة نحوهم حتى لا يتكبدوا ولو مشقة المشي!
44. ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء:102]:
عقارب الزمان لا تعود إلى الوراء، وكل من دخل النار سيتمنى الرجوع إلى الدنيا، والفرصة لا تزال في الإمكان، فأدرِك نفسك قبل فوات الأوان.
45. ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء: 114]:
كأنهم طلبوا من نوح طرد الضعفاء كما طلبت قريش، واستنتج من هذا تشابه قلوب الكفار: ﴿تشابهت قلوبهم﴾.
46. ﴿وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء: 118]:
قلوب المصلحين تُشبِه قلوب النبيين، تمتلئ شفقة على الغير، وتتمنى لهم دائما الخير.
47. ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾[الشعراء: 119-120]:
اعرف قيمة ما أنعم الله به عليك من نعمة التوحيد، فقد أغرق الله من في الأرض جميعا من أجل فئة مستضعفة حملت بذرة الإيمان وقيدة التوحيد.
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

48. ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الشعراء:127]:
نزِّه قلبك أخي الداعية في دعوتك عن المطامع الدنية والأغراض الدُّنيويةِ بالكُلِّية.. كن مقتفيا آثار الخطى النبوية .
49. ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾[الشعراء:130]:
البطش نوعان: الأول: ما كان حق، بأن يكون انتصافا وقصاصا؛ لإقامة للعدل بين الناس.
والثاني: بطش الجبارين وهو بطش الظالمين.
فلم ينقم منهم البطش لأنه بطش، بل لأنه قام على الظلم.
50. ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾[الشعراء:151-152]:
فمن أوجب طاعة المفسد، فقد عارض الله في أمره وحكمه وشرعه! فشرط طاعة الحاكم المسلم أن تكون في المعروف، فلا يفسد ولا يسرف، بل يعدل ويُصلِح.
51. ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾[الشعراء:153]:
ما أسهل إلقاء التهم على الشرفاء، ولو سلم منه أحد لسلم منه السادة الأنبياء.
52. ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾[الشعراء:172]:
أي أهلكناهم بكل من الخسف والحصب، قال مقاتل: «خسف الله بقوم لوط، وأرسل الحجارة على من كان خارجا من القرية».
53. ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾[الشعراء: 196]:
دليل على أن ذكر القرآن جاء في كل الكتب السماوية السابقة، لذا وجب على جميع من يعتنقون الكتب السابقة أن يؤمنوا بالقرآن.
54. ﴿َوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾[الشعراء: 197]:
علمه بعض أهل الكتاب مثل عبدالله بن سلام فأخبر به، وعلمه كثيرون غيه من أهل الكتاب، لكن لم يُخبِروا به.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

55. ﴿َوَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء: 198-199]:
قال محمد بن أبي موسى: كنت واقفا إلى جنب عبد الله بن مطيع بعرفة، فتلا هذه الآية: ﴿وَلَوْ نزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ قال: «لو نزل على بعيري هذا، فتكلم به ما آمنوا به».
56. ليست مشكلة البعض في ضعف البيان وغياب البرهان، بل هو العناد والإصرار على البهتان.
57. ﴿َ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾[الشعراء: 200-201]:
أراد به تمكن التكذيب من قلوبهم أشد التمكين، فجعله بمنزلة أمر جُبِلوا عليه. قال ابن عطية: «أراد بهم مجرمي كل أمة، أي إن هذه عادة الله فيهم، أنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب».
58. ﴿فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾[الشعراء: 202]:
نصر الله لأوليائه ومحقه لأعدائه لا يأتي إلا بغتة.
59. ﴿فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [الشعراء: 216]: لم يقل: إني بريء منكم، فتبرأ من الفعل ولم يتبرأ من الفاعل، وكرِه المعصية لا العاصي، فتعلَّم يا كل داعية.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

#8

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

60. ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[الشعراء:218-219]:
من علم أنه بمشهد من الحقَّ زهد في شهود الخلق، ومن راقب الحق أصلح جميع أعماله، وراعى خفايا أحواله.
61. ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[الشعراء: 220]:
إحساسك بأن الذي ابتلاك يسمع شكواك، ويرى مصابك وما أعياك، هو من أعظم ما يهوِّن عليك بلواك.
62. ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾[النمل: 5]:
غير المؤمن بالآخرة يخسر الدنيا والآخرة، والمؤمن يربحهما جميعا.
63. ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾[النمل: 6]:
هذا القرآن نزل من عند حكيم بتدبير خلقه، فحكمه هو العدل، وعليمٍ بأحوالهم وما فيه الخير لهم، فخبره هو الصدق.
64. ﴿إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾[النمل: 7]:
قوله: ﴿بقبس﴾ دليل على شدة الظلام، وقوله: ﴿تصطلون﴾ دليل على شدة البرد، وذلك قبل لحظات من تكليم الله له، فلا تخنقك ساعة الشدة، فربما لا يفصلك عن بهجة الفرج سوى لحظات.
65. ﴿لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾[النمل: 7]:
نسي موسى نفسه فلم يقل: نصطلي، بل طلب الدفء من أجل غيره، فأكثر خطواتنا بركة ما كانت من أجل الآخرين .
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

66. ﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[النمل: 8]:
المراد بمن في النار: من هو قريب منها، وهو موسى عليه السلام، ومن حولها هم الملائكة الذين شهدوا هذا المشهد العظيم، أو الأرض التي شهدت هذا المشهد.
67. ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوء﴾[النمل: 12]:
احرص على انتقاء كلماتك! انظر جمال اختيار القرآن للألفاظ: قال من غير سوء بدلا من البرَص.
68. ﴿فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾[النمل: 12]:
وتحديد الآيات بالتسع، لا ينفي أن هناك معجزات أخرى أعطاها الله لموسى عليه السلام. قال ابن كثير:
«ولقد أوتى موسى عليه السلام آيات أخرى كثيرة، منها ضربه الحجر بالعصا، وخروج الماء منه.. وغير ذلك، ولكن ذكر هنا هذه الآيات التسع التي شاهدها فرعون وقومه، وكانت حجة عليهم فخالفوها وعاندوها كفرا وجحودا».
69. ﴿قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾[النمل: 27]:
فتثبَّتوا! تثبَّت قبل أن تصدر أحكامك، واستمع قبل أن تتخذ قراراتك، فكم قطعت العجلة من حبال الود، وكم فرَّق عدم التأني بين المتحابين.
70. ﴿اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾[النمل: 28]:
قال صاحب الكشاف:
«فإن قلت: لم قال: فألقه إليهم. على لفظ الجمع؟ قلت: لأنه قال: ﴿وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ﴾، فقال: فألقه إلى الذين هذا دينهم، اهتماما منه بأمر الدين، واشتغالا به عن غيره، وبنى الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك».
71. ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً﴾[النمل: 34]: لذا كان أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل.
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

72. و﴿َكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾[النمل: 34]: ما أعظم تكريم الله للمرأة! قال القرطبي: فقال الله عز وجل تحقيقا لقولها: ﴿وكذلك يفعلون﴾.
قال أبو حيان: «لم تجزم بأنه هو، ولا نفته النفي البالغ، بل أبرزت ذلك في صورة تشبيهية فقالت: كأنه هو، وذلك من جودة ذهنها».
73. ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾[النمل: 48]:
قال مالك بن دينار وقد تلا هذه الآية: ﴿وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾ [النمل: 48]:
«فكم اليوم في كل قبيلة من الذين يفسدون في الأرض ولا يُصلِحون».
74. ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾[النمل: 52]:
سمع ابن عباس كعب الأحبار يقول: من ظَلمَ خرب بيته، فقال تصديقه في القرآن: ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُم خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ﴾.
75. ﴿وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾[النمل: 53]:
على قدر تقاتك تكون كفاءة طوق نجاتك.
76. ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾[النمل: 54]:
قال الرازي:
«﴿وأنتم تبصرون﴾ فيه وجوه:
أحدها: أنهم كانوا لا يتحاشون من إظهار ذلك على وجه الخلاعة، ولا يتكاتمون.
وثانيها: أن المراد بصر القلب، أي تعلمون أنها فاحشة لم تُسبَقوا إليها، وأن الله تعالى لم يخلق الذَّكَر للذَّكَر، فهي مضادة لله في حكمته.
وثالثها: تبصرون آثار العصاة قبلكم وما نزل بهم».
77. ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾[النمل: 55]:
فُسِّرت (تبصرون) في الآية السابقة بالعلم، وفي هذه الآية: ﴿بل أنتم قوم تجهلون﴾، فكيف يجتمع العلم مع الجهل؟ قيل: أراد تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة، مع علمكم بذلك، أو تجهلون العاقبة، أو أراد بالجهل السفاهة والمجانة التي كانوا عليها
78. ﴿حجرا محجورا﴾: أي حرام محرَّما، والقائلون الملائكة، فيكون المعنى: تقول الملائكة للكفار حجرا محجورا. أى: حراما محرما أن تكون لكم اليوم بشرى، أو أن يغفر الله لكم، أو يدخلكم جنته.
أو القائل الكفار: «حجرا محجورا» أى: حراما محرما عليكم أن تنزلوا بنا العذاب، فنحن لم نرتكب ما نستحق بسببه العذاب.
79. ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾: قال ابن المبارك: «كل عمل صالح لا يراد به وجه الله».
80. ﴿أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا﴾: استنبط بعض العلماء من هذه الآية أن حساب أهل الجنة يسير، وأنه ينتهي في نصف نهار ، ووجه ذلك أن قوله : مقيلا : أي مكان قيلولة وهي الاستراحة في نصف النهار.

#9

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

81. ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾: قال عمر بن الخطاب والحسن وابن عباس: معناه لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ ما فاته من الخير والصلاة ونحوه في أحدهما، فيستدركه في الذي يليه.
82. ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾: قال الرازي: «الأصح أن اللغو كل ما يجب أن يلغى ويترك، ومنهم من فسر اللغو بكل ما ليس بطاعة، وهو ضعيف لأن المباحات لا تعد لغوا فقوله: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ ﴾ أي بأهل اللغو».
83. ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾: قدَّم السجود على القيام مع أن القيام يقع قبله إشارة إلى الاهتمام بالسجود، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، وقال ﴿سُجَّدًا﴾ ولم يقل ساجدين للمبالغة في كثرة سجودهم.
84. (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) وقع الإخبار بـ (إِمَامًا) وهو مفرد مع أن حقه من حيث الظاهر أن يكون واجعلنا للمتقين أئمة؛ للإشارة بأن يكون كلُّ واحد منهم إماماً يُقتدى به.
85. ﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾: قال ابن كثير:«وهذه مكابرة يعلم كل أحد بطلانها، فإنهم لم يجتمعوا بموسى قبل ذلك اليوم، فكيف يكون كبيرهم الذي أفادهم صناعة السحر؟ هذا لا يقوله عاقل». لكنه نهج الطغاة في كل عصر.
86. ﴿وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾: القسم تعظيم، والتعظيم فيه تسوية بين المقسَم به والله رب العالمين. قال البقاعي: «فكل من حلف بغير الله، كأن يقول: وحياة فلان، وحق رأسه، ونحو ذلك، فهو تابع لهذه الجاهلية ».
87. ﴿وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ﴾: من الشرك الحلِف بغير الله سبحانه كما رواه أحمد وأبو داود عنه ﷺ أنه قال: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك».
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

88. ومن ذلك قول القائل للمخلوق: ما شاء الله وشئت. كما ثبت عن النبيّ ﷺ «أنه قال له رجلٌ: ما شاء الله وشئت. قال: أجعلتني لله ندًّا؟ قل: ما شاء الله وحده».
89. ﴿لا ضير إِنَّا إلى رَبّنَا مُنقَلِبُونَ﴾: لا يضرنا إيذاؤكم لأن مرجعنا إلى الله، وهو يجزينا على إيماننا أتم الجزاء وأوسع العطاء.. لاحظوا: ثمرة إيمان ساعة!
90. ﴿وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾: قال البغوي: «أضاف المرض إلى نفسه وإن كان المرض والشفاء كله من الله، استعمالا لحسن الأدب كما قال الخضر: ﴿فأردت أن أعيبها﴾ [الكهف: 79] ، وقال: ﴿فأراد ربك أن يبلغا أشدهما﴾ [الكهف: 82]».
91. ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾: قال ابن عطية: «ولسان الصدق في الآخرين هو الثناء وخلد المكانة بإجماع من المفسرين».
92. ﴿إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾: لم خصَّ الله القلب بالذكر؟ لأنه الملك الذي إذا سلم سلمت الجوارح، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح.
93. ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: دخلوا النار حين سوَّوا بالله غيره، فالمطلوب منك حتى تدخل الجنة أن يكون الله أكبر وأعظم في صدرك من كل شيء.
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر
94. ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾: وظيفة المجرمين في الدنيا أن يوهِنوا تعظيم أمر الله في قلبك؛ حتى يكون لتعظيم الخلق الغلبة عليه!
95. كان علي يقول: «عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة، ألا تسمع إلى قول أهل النار: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾».
96. قال الزمخشري: «وجمع الشافع لكثرة الشافعين، ووحَّد الصديق لقلته».
97. ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾: قال قتادة: «يعلمون -والله -أن الصديق إذا كان صالحا نفع، وأن الحميم إذا كان صالحا شفع». من أعظم الآيات في الحث على الصحبة الصالحة!
98. ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾: قال ابن القيم: «وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم.
والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلِم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله».
99. ﴿إِنِّي لعملكم من القالين﴾: قال ابن تيمية: «والقلي بغضه وهجره، والأنبياء أَوْلِيَاء الله يحبونَ مَا يحب الله، ويبغضون مَا يبغض».
100. ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مبين﴾: قال السعدي: «وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم، فإنه أفضل الكتب، نزل به أفضل الملائكة، على أفضل الخلق، على أفضل بضعة فيه وهي قلبه، على أفضل أمة أخرجت للناس، بأفضل الألسنة وأفصحها، وأوسعها، وهو: اللسان العربي المبين».

#10

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر


101﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾: قال القشيري: «انقطع إلينا، واعتصم بنا، وتوسَّل إلينا بنا، وكن على الدوام بنا، فإذا قلتَ فقل بنا، وإذا صُلْتَ فَصُلْ بنا، واشهد بقلبك- وهو في قبضتنا- تتحقق بأنك بنا ولنا».
.102​ ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: 30]: كل من هجر القرآن بأي نوع من الهجر: سواء بتلاوته، أم بتدبره، أم بالعمل به، أم بتحكيمه والتحاكم إليه.
103​﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾: هذا قول نبيكم يشتكيكم إلى ربكم، فما ردُّكم على هذه الشكوى؟
.104​ ﴿وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾: قال ابن القيم: هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه، فالمؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا المعنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور.
. 105​﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ، أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها، بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً﴾: المراد بالقرية هنا قرية سدوم وهي أكبر قرى قوم لوط، والتي جعل الله عاليها سافلها، والمراد بما أمطرت به الحجارة التي أنزلها الله عليها.
. 106​﴿إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها﴾: عجيبٌ تواصي الكفار بالصبر على الباطل وجلدهم في الذود عنه، مع ما نرى من جزع بعض أهل الحق وتخاذلهم عن نصرة الحق.
. 107​﴿فلا تُطِعْ الكافِرين﴾: قال الألوسي: السورة مكية ولم يشرع في مكة الجهاد بالسيف، ومع هذا لا يخفى ما فيه، ويستدل بالآية على الوجه المأثور على عظم جهاد العلماء لأعداء الدين بما يوردون عليهم من الأدلة وأوفرهم حظا المجاهدون بالقرآن منهم.
. 108​﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾: كيف خوطب النبي ﷺ بهذا وهذا مستحيل في حقه؟! قال الألوسي: «تهييجا وحثا لازدياد الإخلاص، فهو كناية عن أخلِص في التوحيد حتى لا ترى معه عز وجل سواه. وفيه لطف لسائر المكلفين ببيان أن الإشراك من القبح والسوء بحيث يُنهى عنه من لم يمكن صدوره، عنه فكيف بِمن عداه؟!».
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

. 109​﴿إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾: ما معنى الخوف بعد التوبة والمغفرة؟ قال القرطبي: «هذه سبيل العلماء بالله عز وجل أن يكونوا خائفين من معاصيهم وجلين، وهم أيضا لا يأمنون أن يكون قد بقي من أشراط التوبة شي لم يأتوا به، فهم يخافون من المطالبة به».
. 110​﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ﴾: كم من نفوس تعرف الحق، لكن عنادها وكبرها يمنعها من الانقياد له.
. 111​﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾: ورِثه في النبوة لا في المال، فإن الأنبياء لا تورَث أموالهم، فاحرص على توريث دينك لأولادك، فهو وحده ما ينفعهم في الآخرة.
. 112​﴿ولقد آتينا داود وسليمان (علما) وقالا (الحمد لله)﴾: إذا زادك الله علما، فازدد له شكرًا، فلا تتضاعف النعم ولا يُبارك فيها إلا بالشكر.
. 113​﴿ولقد آتينا داوود وسليمان علما﴾: أوسع عطاء هو عطاء العلم، يؤتيك الله إياه، فتنفق منه على غيرك، فتكون متعلِّما ومعلِّما.
. 114​﴿وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾: قال السعدي: «عنوان سعادة العبد أن يكون شاكرا لله على نعمه الدنيوية والأخروية، وأن يرى جميع النعم من ربه، فلا يفخر بها ولا يعجب بها بل يرى أنها تستحق عليه شكرا كثيرا».
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

. 115​﴿لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرو﴾: اعتذرت هذه النملة عن الخطأ قبل وقوعه، فليتنا نتعلم منها حسن الظن والتماس الأعذار.
. 116​ يقول أهل البلاغة أن هذه النملة جمعت ثلاثة عشر أمرا: أَحَسَّتْ : أحست بِوجودِ الخطر. وبادرت: بادرت بإبلاغ النمل بما سيأتي. ونادت: يا. ونبهت: أيها. وأمرت: ادخلوا. ونهت: لا يحطمنكم. وأكَّدت: نون التوكيد في يحطمنكم. ونصحت: نصحت بنوع الفعل الواجب عمله. وبالغت: يحطمنكم كلكم. وبيَّنت: من الذي أتى بالخطر. وأنذَرت: أنذرت النمل. وأعذرت: وهم لا يشعرون. ونفَت: لا يشعرون.
. 117​﴿فتبسم ضاحكا من قولها﴾: قال الزجَّاج: «أكثر ضحك الأنبياء التبسم». اقتدِ بالأنبياء فأكثر من التبسم.
. 118​﴿فتبسم ضاحكا من قولها﴾: التبسُّم ضحك أهل الوقار.
. 119​﴿وتفقد الطير﴾: قال القرطبي: «في هذه الآية دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته، والمحافظة عليهم، ويرحم الله عمر فإنه كان على سيرته، قال: لو أن سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسأل عنها عمر، فما ظنك بوالٍ تذهب على يديه البلدان، وتضيع الرَّعِية ويضيع الرعيان»

#11

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر




120. ﴿لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾: لم يقسم على عذابه أو قتله إلا إذا لم يقدِّم عذرا واضحا لتخلفه، فهذا مقتضى العدل.
121​. ﴿أحطت بما لم تحط به﴾: في حضرة الأنبياء وهم أعظم العظماء تمتلك الطيور الجرأة على إبداء الرأي وقول الحق.. حرية!
122​. ﴿ أحطتُ بما لم تُحِطْ به ﴾: تفيد أنه قد يوجد من العلم عند الأصاغر ما لا يوجد عند الأكابر!
123​ ﴿ أحطتُ بما لم تُحِطْ به ﴾: تعلموا الشجاعة في قول الحق من هدهد.
124​. ﴿ألا يسجدوا لله﴾: طائر غير مكلف ينكر المنكر، ويتعجب بفطرته السليمة من عدم القيام بأمر الله، فبعض الحيوانات أعقل من بعض البشر.. اللهم اجعل أفئدتنا كأفئدة الطير.
125​. ﴿وجدتُها وقومها يسجدونُ للشمس من دون الله﴾: غار الهدهد على محارم الله، فمتى نغار إذا انتهكت محارم الله!
126​. كيف كافأ الله الهدهد.! قال القرطبي: نهى عن قتل الهدهد، لأنه كان دليل سليمان على الماء ورسوله إلى بلقيس. عن ابن عباس أن النبي ﷺ «نهى عن قتل أربع من الدواب النملة، والنحلة، والهدهد، والصَّرَد».
127​ ﴿أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾: قيل إنها أول من وضع المشورة.
128​. ﴿أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾: قال القشيري: «أخذت في المشاورة كما تقتضيه الحال في الأمور العظام، فإن الملك لا ينبغى أن يكون مستبدا برأيه، ويجب أن يكون له قوم من أهل الرأى والبصيرة».
129​. ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾: تعلموا السياسة ولباقة الحديث حيث جمعت القادة واستشارتهم، وأعلمتهم أن هذه عادتها الدائمة، فطابت نفوسهم، وازدادت ثقتهم فيها.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

130​. ﴿مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾: هذا هو فن الحوار واستمالة القلوب لئلاَّ يخالفوها في الرَّأي والتدبير.
131​​​. ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾: القوة مغرية والسلاح باطش! فقد أحست بلقيس من قادة الجيش الطيش والميل إلى الحرب والاستقواء بالسلاح، والميل عن الصواب، فشرعت في رد مقالتهم.
132​​. ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾: أرادوا نحن من أبناء الحرب لا من أبناء الرأي والمشورة، فميداننا ساحات القتال لا قاعات السياسة.
133​​ ﴿وكذلك يَفْعَلُونَ﴾: تصديقٌ لرأي بلقيس من جهة الله تبارك وتعالى، وهو إبراز لقيمة هذه المرأة ونضج رأيها.
134​​. ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾: قال قتادة: «رحمها الله ورضي عنها، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها!! علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس». تهادوا تحابوا!
135​​. ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ﴾: قد تمنع الهدية حربا! قال ابن عباس: «قالت لقومها: إن قبِل الهدية فهو ملكٌ فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه».
136​​. ﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا﴾: لم خصَّ العرش؟!قال أبو جعفر الطبري: «وأوْلى الأقوال بالصواب في السبب الذي من أجله خصّ سليمان بسؤاله الملأ من جنده بإحضاره عرش هذه المرأة دون سائر ملكها عندنا، ليجعل ذلك حجة عليها في نبوته، ويُعرِّفها بذلك قدرة الله وعظيم شأنه، أنها خلَّفته في بيت في جوف أبيات، بعضها في جوف بعض، مغلق مقفل عليها، فأخرجه الله من ذلك كله، بغير فتح أغلاق وأقفال، حتى أوصله إلى وليِّه من خلقه، وسلَّمه إليه، فكان لها في ذلك أعظم حجة، على حقيقة ما دعاها إليه سليمان، وعلى صدق سليمان فيما أعلمها من نبوُّته».
137​​. ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾: دليل على أنه يتأتى بالعلم ما لا يتأتى بالقوة، وأن الحكمة مكتسبة لقوله: ﴿عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ﴾، وهو طريق امتلاك القوة.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

138​​. ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾: الفارق بين الملوك الجهلة والملوك الشاكرين! قال السَّعْدِي: «أي ليختبرني بذلك، فلم يغتر عليه السلام بملكه وسلطانه وقدرته كما هو دأب الملوك الجاهلين، بل علِم أن ذلك اختبار من ربه فخاف أن لا يقوم بشكر هذه النعمة».
139​​. ﴿وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾: لأن نفع شكره يعود إليه دنيويا بدوام العافية، وأخرويا بالأجر العظيم، وقد قيل: الشكر قيد النعم الموجودة، وصيد النعم المفقودة.
140. ﴿ لولا (تستغفرون) الله لعلكم (ترحمون) ﴾ استنزلوا رحمات الله بالاستغفار، وإذا كانت رحمة الله تُرتجى للكافر لو استغفر، فكيف بالمؤمن؟!
141​. ﴿قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ﴾: أي تشاءمنا، والشؤم النحس. قال القرطبي: «ولا شيء أضرَّ بالرأي ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطِّيَرة، ومن ظن أن خوار بقرة أو نعيق غراب يرد قضاء، أو يدفع مقدورا فقد جهل». وفي الحديث: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»
142​. (قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ): استعير اسم الطائر لما حل بهم من مصائب للمشاكلة في قولهم (اطيرنا)، ومخاطبة لهم بما يفهمون لإصلاح ما يعتقدون.
143​ ﴿قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ الله بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾: لما جاءهم صالح عارضوه، فأصابهم قحْط شديد، وضنَّتْ السماء بالمطر، فقالوا أن صالح سبب القَحْط لا الذنب، فكانت هذه فتنتهم.
144. ﴿ومكروا مكرا﴾: قال ابن عاشور: «سمَّى الله تآمرهم مكرا لأنه كان تدبير ضر في خفاء. وأكد مكرهم بالمفعول المطلق للدلالة على قوته في جنس المكر، وتنوينه للتعظيم».
145. ﴿وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾: قال سيد قطب: «وأين مكرٌ من مكر؟ وأين تدبير من تدبير؟ وأين قوة من قوة؟ وكم ذا يخطىء الجبارون وينخدعون بما يملكون من قوة ومن حيلة، ويغفلون عن العين التي ترى ولا تغفل، والقوة التي تملك الأمر كله وتباغتهم من حيث لا يشعرون».
146 ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾: قال الألوسي: «وفي هذه الآية دلالة على أن الظلم يكون سببا لخراب الدور، وروي عن ابن عباس أنه قال أجد في كتاب الله تعالى أن الظلم يخرب البيوت وتلا هذه الآية، وفي التوراة: ابن آدم .. لا تظلم يُخرَب بيتك، قيل: وهو إشارة إلى هلاك الظالم إذ خراب بيته عقب هلاكه».​


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء التاسع عشر

أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جوانب من الحياة الشخصية والاجتماعية لسيف الله (خالد بن الوليد)رضي الله عنه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات
الحموالموت sho_sho قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 01:22 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل