أسباب العناد ودوافعه
هناك أسبابٌ كثيرةٌ ودوافعٌ متعددةٌ تجعل الطفل يتصف بالعنادِ، من أهمها ما يأتي:[٦][٧]
الإهمال: حيث يُؤدّي الإهمال من قِبل الآباء لأطفالهم إلى ظهور صفة العناد بصورةٍ تدريجيةٍ، فيزداد العناد والإلحاح لدى الطفل، وتظهر آثاره السيئة، ولهذا الإهمال أسبابه، مثل كثرة مشاكلهما أو مشاغلهما عن الطفل، أو عَدم وجود الوقت الكافي للطفل والاهتمام به، بشكلٍ فردي، وذلك في حالة وجود عدد كبير من الأولاد في الأسرة الواحدة، أو الانشغال بوسائلِ اللهو عن الاهتمام بالطفل والعناية به وغيرها من الأسباب.
الحرمان: الحرمان بكلّ أشكاله وأنواعه يؤدي إلى ظهورِ العناد عند الطفل، وأخطر أنواع الحرمان؛ حرمان الطفل من حنانِ الأمومة، فهو يخلق لدى الطفل ميولاً للعدوانية، وتزداد حالة العناد لدى الطفل عندما يُدرك أنّه بعنادهِ استطاع تحقيق مطالبهِ التي يسعى إليها، ومن الحرمان كذلك تقييد حركة الطفل، وحِرمانه من التحرّك وكبت حريتهِ.
الاحتياجات الملحة: احتياجات الطفل الشديدة والملحّة تدفع بالطفل إلى العناد، كحاجته إلى الاستراحة عند التعب الشديد، أو حاجته للطعام عند الجوع الشديد.
استبداد الوالدين: بعض الآباء يتصفون بالاستبداد ويجبرون الطفل على فعل أمورٍ لا يرغب بالقيام بها، فينتهج الطفل سلوك العناد للتخلّص من هذا الاستبداد؛ فالطفل في طبيعته مجبولٌ على عدم الخضوع، ويرى في طاعته للأوامر والنواهي ما يَتعارض مع حريتهِ واستقلالهِ؛ ولذلك على الآباء البُعد عن صيغة الأمر عند طلب فعل شيء من الطفل، وأن يكون هذا الطلب بتلطفٍ، ورجاءٍ، فالطفل بطبيعته يرفض اللهجة الجافة.
التربية السيئة: يتعلّم الطفل من والديهِ الكثيرَ من الأمورِ في مَواقف عديدة تمر به، كتعامل الوالدين مع المشكلات وفي المواقف الصعبة، واستخدام القوة لحل الأزمة، والتصميم على الرأي، فيسلك الطفلُ سلوك والديهِ للتغلّب على المصاعب؛ ذلك لأنَّ الطبيعة الاكتسابية لدى الطفل تُملي عليه ما يُقلد من سلوك هذا أو ذاك.
الاختبار: في حالاتٍ كثيرةٍ يَعمد الطفل إلى اختبار والديه، ليرى مدى قدرته على مجابهتهما وتحديهما، فيتّبع أسلوب البكاء المستمر وأسلوب العناد لتحقيق ما يريد، فإن نجح استمر في عناده واعتبره وسيلةً لتحقيق ما يريد، وإن لم ينجح لجأ إلى وسيلةٍ أخرى، وهذا ما يُسمّيه البعض بطريقة الدعم والاستجابة لسلوك العناد.
الاضطرابات العصبية: تُعدّ الاختلالات والأمراض العصبية أحد أسباب ظهور صفة العناد لدى الطفل، وحالة العناد لديهم تتّخذ طابعاً عصبياً فيه شيء من التعقيد؛ فهم يتّصفون بشدّة الغضب، ويميلون إلى تحقيق مطالبهم بالبكاءِ والعناد.
الأمراض المتوالية: الطفل الذي يتعرّض لأمراضٍ متواليةٍ يكون بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الاهتمامِ والرعايةِ والملاطفةِ، فكثرة الأمراض التي مرّت به تجعله يألف الأوجاع والآلام، فتتحول هذه إلى عادةٍ مُتجذّرةٍ لدى الطفل، ويستخدم الصّياح والنحيب في كل حالاته، في الصحة والمرض؛ ليُحقّق والداه مطالبه، وبالتالي يُصبح هذا السلوك جُزءاً طبيعيّاً من حياته.
الولادة الجديدة: يبدأ سلوك العناد عند الطفل في بعضِ الأحيانِ بقدومِ مولودٍ جديدٍ لأسرته؛ ذلك لأنّ المولود الجديد يَستحوذ على الاهتمام الأكبر من الوالدين، ولأنَّ طَبيعة الطفل تمنعهُ من الاعتراضِ على التمييزِ الصادرِ من والديهِ، فتدفعهُ العقدة الداخلية والصراع النفسي إلى سلوكِ العناد، للتعبير عن رفضهِ للواقعِ الذي وُضع فيه.