أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=320719
944 9
#1

افتراضي التفسير الميسر لسورة هود

التفسير الميسر لسورة هود
التفسير الميسر لسورة هود
صفحة رقم 230
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)
قالت سارة لما بُشِّرت بإسحاق متعجبة: يا ويلتا كيف يكون لي ولد وأنا عجوز, وهذا زوجي في حال الشيخوخة والكبر؟ إن إنجاب الولد مِن مثلي ومثل زوجي مع كبر السن لَشيء عجيب.
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
قالت الرسل لها: أتعجبين من أمر الله وقضائه؟ رحمة الله وبركاته عليكم معشر أهل بيت النبوة. إنه سبحانه وتعالى حميد الصفات والأفعال, ذو مَجْد وعظمة فيها.
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)
فلما ذهب عن إبراهيم الخوف الذي انتابه لعدم أكل الضيوف الطعام, وجاءته البشرى بإسحاق ويعقوب, ظلَّ يجادل رسلنا فيما أرسلناهم به من عقاب قوم لوط وإهلاكهم.
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)
إن إبراهيم كثير الحلم لا يحب المعاجلة بالعقاب, كثير التضرع إلى الله والدعاء له, تائب يرجع إلى الله في أموره كلها.
يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)
قالت رسل الله: يا إبراهيم أعرض عن هذا الجدال في أمر قوم لوط والتماس الرحمة لهم; فإنه قد حق عليهم العذاب, وجاء أمر ربك الذي قدَّره عليهم بهلاكهم, وإنهم نازل بهم عذاب من الله غير مصروف عنهم ولا مدفوع.
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)
ولما جاءت ملائكتنا لوطًا ساءه مجيئهم واغتمَّ لذلك; وذلك لأنه لم يكن يعلم أنهم رسل الله, فخاف عليهم من قومه, وقال: هذا يوم بلاء وشدة.
وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)
وجاء قومُ لوط يسرعون المشي إليه لطلب الفاحشة, وكانوا مِن قبل مجيئهم يأتون الرجال شهوة دون النساء, فقال لوط لقومه: هؤلاء بناتي تَزَوَّجوهن فهنَّ أطهر لكم مما تريدون, وسماهن بناته; لأن نبي الأمة بمنزلة الأب لهم, فاخشوا الله واحذروا عقابه, ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي, أليس منكم رجل ذو رشد, ينهى من أراد ركوب الفاحشة, فيحول بينهم وبين ذلك؟
قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)
قال قوم لوط له: لقد علمتَ من قبلُ أنه ليس لنا في النساء من حاجة أو رغبة, وإنك لتعلم ما نريد, أي لا نريد إلا الرجال ولا رغبة لنا في نكاح النساء.
قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)
قال لهم حين أبوا إلا فعل الفاحشة: لو أن لي بكم قوة وأنصارًا معي, أو أركَن إلى عشيرة تمنعني منكم, لَحُلْتُ بينكم وبين ما تريدون.




قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)
قالت الملائكة: يا لوط إنَّا رسل ربك أَرْسَلَنا لإهلاك قومك, وإنهم لن يصلوا إليك, فاخرج من هذه القرية أنت وأهلك ببقية من الليل, ولا يلتفت منكم أحد وراءه; لئلا يرى العذاب فيصيبه, لكنَّ امرأتك التي خانتك بالكفر والنفاق سيصيبها ما أصاب قومك من الهلاك, إن موعد هلاكهم الصبح, وهو موعد قريب الحلول.
التفسير الميسر لسورة هود



إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#2

130003 رد: التفسير الميسر لسورة هود ( صفحة رقم 230

مشكورة . بارك الله فيك وزادك ايمانا فوق ايمانك و جعله في ميزان حسناتك
#3

افتراضي رد: التفسير الميسر لسورة هود ( صفحة رقم 230

تسلمي ياشوشو جزاكي الله خيرا حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#4

افتراضي رد: التفسير الميسر لسورة هود ( صفحة رقم 230

بارك الله فيكى
إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
#5

افتراضي رد: التفسير الميسر لسورة هود ( صفحة رقم 230

بارك الله فيكى حبيبتى

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#6

افتراضي التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 233)

التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 233)

التفسير الميسر لسورة هود
(صفحة رقم 233)

يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)

يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار, وقبُح المدخل الذي يدخلونه.

وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)

وأتبعهم الله في هذه الدنيا مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً, ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار, وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله, ولعنة الدنيا والآخرة.

ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)

ذلك الذي ذكرناه لك -أيها الرسول- من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به, ومن تلك القرى ما له آثار باقية, ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره, فلم يَبْق منه شيء.

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)

وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه, ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض, فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم, وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران.

وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)

وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي, آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله. إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)

إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة, ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء, ويشهده الخلائق كلهم.

وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)

وما نؤخر يوم القيامة عنكم إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا, لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا.

يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)

يوم يأتي يوم القيامة, لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها, فمنهم شقي مستحق للعذاب, وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم.

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)

فأما الذين شَقُوا في الدنيا لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم, فالنار مستقرهم, لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق, وهما أشنع الأصوات وأقبحها, ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض, فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي, بل هو دائم مؤكَّد, إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار. إن ربك -أيها الرسول- فعَّال لما يريد.

وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)

وأما الذين رزقهم الله السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض, إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره, وهم عصاة الموحدين, فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن, ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته, ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم.

التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 233)


إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#7

افتراضي التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 234 )

التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 234 )

لتفسير الميسر لسورة هود
(صفحة رقم 234 )

فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)

فلا تكن -أيها الرسول- في شك من بطلان ما يعبد هؤلاء المشركون من قومك, ما يعبدون من الأوثان إلا مثل ما يعبد آباؤهم من قبل, وإنا لموفوهم ما وعدناهم تاما غير منقوص. وهذا توجيه لجميع الأمة، وإن كان لفظه موجهًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلَّم.

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)

ولقد آتينا موسى الكتاب وهو التوراة, فاختلف فيه قومه, فآمن به جماعة وكفر به آخرون كما فعل قومك بالقرآن. ولولا كلمة سبقت من ربك بأنه لا يعجل لخلقه العذاب, لحلَّ بهم في دنياهم قضاء الله بإهلاك المكذِّبين ونجاة المؤمنين. وإن الكفار من اليهود والمشركين -أيها الرسول- لفي شك -من هذا القرآن- مريب.

وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)

وإن كل أولئك الأقوام المختلفين الذين ذكرنا لك -أيها الرسول- أخبارهم ليوفينهم ربك جزاء أعمالهم يوم القيامة, إن خيرًا فخير, وإن شرًا فشر, إن ربك بما يعمل هؤلاء المشركون خبير, لا يخفى عليه شيء من عملهم. وفي هذا تهديد ووعيد لهم.

فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)

فاستقم -أيها النبي- كما أمرك ربك أنت ومن تاب معك, ولا تتجاوزوا ما حدَّه الله لكم, إن ربَّكم بما تعملون من الأعمال كلها بصير, لا يخفى عليه شيء منها, وسيجازيكم عليها.

وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)

ولا تميلوا إلى هؤلاء الكفار الظلمة, فتصيبكم النار, وما لكم من دون الله من ناصر ينصركم, ويتولى أموركم.

وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)

وأدِّ الصلاة -أيها النبي- على أتمِّ وجه طَرَفَي النهار في الصباح والمساء, وفي ساعات من الليل. إنَّ فِعْلَ الخيرات يكفِّر الذنوب السالفة ويمحو آثارها, والأمر بإقامة الصلاة وبيان أن الحسنات يذهبن السيئات, موعظة لمن اتعظ بها وتذكر.

وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)

واصبر -أيها النبي- على الصلاة, وعلى ما تَلْقى من الأذى من مشركي قومك; فإن الله لا يضيع ثواب المحسنين في أعمالهم.

فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)

فهلاَّ وُجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير والصلاح, ينهون أهل الكفر عن كفرهم, وعن الفساد في الأرض, لم يوجد من أولئك الأقوام إلا قليل ممن آمن, فنجَّاهم الله بسبب ذلك مِن عذابه حين أخذ الظالمين. واتَّبع عامتهم من الذين ظلموا أنفسهم ما مُتِّعوا فيه من لذات الدنيا ونعيمها, وكانوا مجرمين ظالمين باتباعهم ما تنعموا فيه, فحقَّ عليهم العذاب.

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)

وما كان ربك -أيها الرسول- ليهلك قرية من القرى وأهلها مصلحون في الأرض, مجتنبون للفساد والظلم, وإنما يهلكهم بسبب ظلمهم وفسادهم.



التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 234 )

إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#8

افتراضي التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم235 )

التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم235 )

التفسير الميسر لسورة هود
(صفحة رقم235 )

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)

ولو شاء ربك لجعل الناس كلهم جماعة واحدة على دين واحد وهو دين الإسلام, ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك, فلا يزال الناس مختلفين في أديانهم; وذلك مقتضى حكمته.

إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)

إلا مَن رحم ربك فآمنوا به واتبعوا رسله, فإنهم لا يختلفون في توحيد الله وما جاءت به الرسل من عند الله, وقد اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أنه خَلَقهم مختلفين: فريق شقيٌّ وفريق سعيد, وكل ميسر لما خُلِق له. وبهذا يتحقق وعد ربك في قضائه وقدره: أنه سبحانه سيملأ جهنم من الجن والإنس الذين اتبعوا إبليس وجنده ولم يهتدوا للإيمان.

وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)

ونقصُّ عليك -أيها النبي- من أخبار الرسل الذين كانوا قبلك, كل ما تحتاج إليه مما يقوِّي قلبك للقيام بأعباء الرسالة, وقد جاءك في هذه السورة وما اشتملت عليه من أخبار, بيان الحق الذي أنت عليه, وجاءك فيها موعظة يرتدع بها الكافرون, وذكرى يتذكر بها المؤمنون بالله ورسله.

وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122)

وقل -أيها الرسول- للكافرين الذين لا يقرُّون بوحدانية الله: اعملوا ما أنتم عاملون على حالتكم وطريقتكم في مقاومة الدعوة وإيذاء الرسول والمستجيبين له, فإنَّا عاملون على مكانتنا وطريقتنا من الثبات على ديننا وتنفيذ أمر الله. وانتظروا عاقبة أمرنا, فإنَّا منتظرون عاقبة أمركم. وفي هذا تهديد ووعيد لهم.

وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)

ولله سبحانه وتعالى علم كل ما غاب في السموات والأرض, وإليه يُرْجَع الأمر كله يوم القيامة, فاعبده -أيها النبي- وفوِّض أمرك إليه, وما ربك بغافل عما تعملون من الخير والشر, وسيجازي كلاًّ بعمله.

التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم235 )


إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#9

افتراضي التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم 332)

التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم 332)

التفسير الميسر لسورة هود
(صفحة رقم 332)

وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)

ويا قوم لا تحملنَّكم عداوتي وبغضي وفراق الدين الذي أنا عليه على العناد والإصرار على ما أنتم عليه من الكفر بالله, فيصيبكم مثلُ ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح من الهلاك, وما قوم لوط وما حلَّ بهم من العذاب ببعيدين عنكم لا في الدار ولا في الزمان.

وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)

واطلبوا من ربِّكم المغفرة لذنوبكم, ثم ارجعوا إلى طاعته واستمروا عليها. إن ربِّي رحيم كثير المودة والمحبة لمن تاب إليه وأناب, يرحمه ويقبل توبته. وفي الآية إثبات صفة الرحمة والمودة لله تعالى, كما يليق به سبحانه.

قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)

قالوا: يا شعيب ما نفقه كثيرًا مما تقول, وإننا لَنراك فينا ضعيفًا لست من الكبراء ولا من الرؤساء, ولولا مراعاة عشيرتك لقتلناك رَجْما بالحجارة -وكان رهطه من أهل ملتهم-، وليس لك قَدْر واحترام في نفوسنا.

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)

قال: يا قوم أعشيرتي أعزُّ وأكرم عليكم من الله؟ ونبذتم أمر ربكم فجعلتموه خلف ظهوركم, لا تأتمرون به ولا تنتهون بنهيه, إن ربي بما تعملون محيط, لا يخفى عليه من أعمالكم مثقال ذرة, وسيجازيكم عليها عاجلا وآجلا.

وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)

ويا قوم اعملوا كل ما تستطيعون على طريقتكم وحالتكم, إني عامل مثابر على طريقتي وما وهبني ربي مِن دعوتكم إلى التوحيد, سوف تعلمون مَن منا يأتيه عذاب يذلُّه, ومَن منا كاذب في قوله, أنا أم أنتم؟ وانتظروا ما سيحل بكم إني معكم من المنتظرين. وهذا تهديد شديد لهم.
وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)

ولما جاء أمرنا بإهلاك قوم شعيب نجَّينا رسولنا شعيبًا والذين آمنوا معه برحمة منا, وأخذت الذين ظلموا الصيحة من السماء, فأهلكتهم, فأصبحوا في ديارهم باركين على رُكَبهم ميتين لا حِرَاك بهم.

كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)

كأن لم يقيموا في ديارهم وقتًا من الأوقات. ألا بُعدًا لـ "مدين" -إذ أهلكها الله وأخزاها- كما بَعِدت ثمود, فقد اشتركت هاتان القبيلتان في البعد والهلاك.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)

ولقد أرسلنا موسى بأدلتنا على توحيدنا وحجة تبين لمن عاينها وتأملها -بقلب صحيح- أنها تدل على وحدانية الله, وكَذِبِ كلِّ من ادَّعى الربوبية دونه سبحانه وتعالى.

إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)

أرسلنا موسى إلى فرعون وأكابر أتباعه وأشراف قومه, فكفر فرعون وأمر قومه أن يتبعوه, فأطاعوه, وخالفوا أمر موسى, وليس في أمر فرعون رشد ولا هدى, وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد.

التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم 332)


إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#10

افتراضي رد: التفسير الميسر لسورة هود(صفحة رقم235 )

بارك الله فيكي ياشوشوو

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
موسوعه قصص الانبياء رحيل الحال قصص الانبياء والرسل والصحابه
التفسير الميسر لسورة هود (صفحة رقم 231) دوما لك الحمد القرآن الكريم
تأملات قرآنية| التفسير الميسر لسورة العاديات حڸآۉة آڸرۉح القرآن الكريم
قصة سيدنا هود عليه السلام ... mahee قصص الانبياء والرسل والصحابه
برنامج تفسير القرآن للشيخ محمد حسان بدون تحميل emanway08 صوتيات ومرئيات اسلامية


الساعة الآن 07:54 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل