أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة اون

قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة اون

روايه (شهد الحياة)

البارت الاول .
في احد الاحياء الشعبيه لقاهرة المعز ، منزل مكون من عدة طوابق، وفي احد الطوابق توجد شقه، نجد بطلتنا تقف امام المرآه تتحدث مع نفسها، دلفت لها والدتها السيدة "سميحه"واردفت بعتاب :
_ليه كدا يا شهد، تردي على ابوكي بالطريقة دي، انا ربيتك على كدا.

نظرت "شهد"الى صورة والدتها المنعكسه في المرآه وتحدثت بعصبيه :دا مش ابويا، دا جوز امي في فرق الله يكرمك يا ماما .

زفرت والدتها بقلة صبر واردفت : ارحميني يابنتي مش موال كل يوم، هو مش رباكي من صغرك وعلمك وكمان...

قاطعتها "شهد " بحدة : ماما مين دا اللي رباني، مين دا اللى علمني، الشقه دي شقه ابويا مش كتر خيره هو علشان نيمني في بيته مثلا بالعكس دا كتر خيري انا اللي سماحله انه يقعد فى بيتي .

نظرت لها والدتها بغضب واردفت بصوت جهورى : تصدقى انك قليله الادب انا مربتكيش فعلا زي ما هو قال .

هبطت الدموع من عينيها وكأنها كانت تحاربها لعدم سقوطها والأن لم تعد تحتمل اكتر من ذلك، انفجرت مقلتيها بسيل من الدموع وذهبت لفراشها الصغير الذى لم يعد يتحملها لتآكله ودفنت وجهها فى وسادتها وبكت واطلقت العنان لدموعها ولنفسها، رأتها والدتها على ذلك الحال رق قلبها وذهبت بجوارها وجلست واخذت تمسد على شعرها الحريرى برقه وببط لعلها تشعر بحنانها، اخذت سميحه نفس طويل ثم اخرجته وتحدثت بصوت ناعم وهادئ :
شهد انا عارفه انك مكنتيش عاوزنى اتجوز بعد والدك بس اعمل ايه يابنتى المعلم حسني اقنعنى وقتها انه هاياخد باله منك ومنى، انا كنت ضعيفه ووحيدة وحزينه ومش ليا حد قولت وماله اهو ضل راجل ولا ضل حيطه، بس والله يابنتى مع مرور الوقت وشفت معاملته ليكى وانا بحزن وبزعل اوى من نفسي ان اخدت القرار دة فى يوم من الايام، بس خلاص مبقاش ينفع ارجع ولا اطلق بعد ما خلفت منه سلمى، هاروح بيكوا فين يابنتي وهاصرف ازاى عليكوا، حقك عليا متزعليش، انا بس كل اللي بطلبه منك انك تتجنبيه ومالكيش دعوة بيه وتبطلي كل يوم والتانى مشكله مع حد ويجوا يشتكوا منك .

رفعت شهد راسها واردفت بصوت مبحوح : كلكوا جايين عليا ياماما، انا اكيد مبعملش مشاكل من هوا، الناس هما اللي بيستفزوني، عم احمد راجل غلبان ومكتبته كل يوم بتتسرق من الحارة المعفنة دي، يعني علشان بقف وبشوف شغل الراجل مظبوط، ابقى كدا وحشة كخة مثلا، انا براعي ربنا في أكل عيشي وفي مال الراجل الغلبان دا .

تنهدت "سميحه" بصوت عالي فابنتها على حق، استطردت قائلة : بصي يا شهد انا كل اللي بطلبه منك حاجة واحدة بس، ابعدي عن عمك حسني، بلاش كل يوم والتاني مشاكل يابنتي اصل انا تعبت .

أومأت "شهد" برأسها دليلا على موافقتها، والدتها تعاني من ضعف الشخصية، تتجنب المشاكل، تريدها ان تتعامل مع المدعو"حسنى "وكأنه والدها، كيف تعامله هكذا وهو يكرها اشد الكره ودائما ما يناديها ببنت "مصطفى " ، دائما تشعر من اتجاهه بالكره لوالدها فالبتالي يكرها لانها من صلبه.
******************************
في مكان اخر .

نجد في احد الاحياء المتوسطة الحال، برجا مكون من عدة طوابق، وفي احد هذه الطوابق شقة المحاسب "رامي المالكي"، شاب في اواخر العشرينات يعمل محاسب في احد الشركات، ارمل ولديه طفل اسمه "حمزة" عمره ٧ سنوات، يعيش مع والدته السيدة "صفاء" ، "رامي" شخصيته حازمة مجتهد يسعى لتوفير مستوى افضل لطفله ،كان متزوج من زميلته في العمل ولكن وافتها المنية وهي تضع طفلها حمزة ، منذ ذلك الوقت ورامي يكرس حياته لطفله ووالدته فقط .

_رامي، مكنش له لزوم العقاب دا، انت كلمته وخلاص .
كان هذا صوت "صفاء" عندما دلفت على ابنها تعاتبه على عقابه لحمزة .

التفت اليها رامي الذي كان منشغلا بدراسة جدوى لمشروعه ترك قلمه والاوراق التي في يديه وخلع نظارته الطبية وضعها على مكتبه هاتفا بقوة : غلط يتعاقب يا امي ،انا عاوزه يطلع راجل، بذمتك اللي عمله في المدرسة دا ينفع؟؟، انا المدرسة تتصل بيا علشان ضرب زميله، لأ ولما اكلمه وافهمه، يبجح ويقولي مغلطتش، لا ياخد على دماغه ويتعلم الادب .

نظرت له "صفاء" بتعجب، احيانا تشعر بان ابنها متناقض في شخصيته، لاحظ "رامي " نظراتها المتعجبه قطب ما بين حاجييه هاتفا بتساؤل : مالك يا امي بتبصيلي كدا ليه، انا قولت حاجة غلط .

ابتسمت "صفاء" بسخرية واردفت : انت غريب يا ابني، مش انت قايله بلسانك دا قدامي، لما تعمل حاجة اقف ودافع عن نفسك، متهربش ووضح وجهة نظرك، جاي دلوقتي وتقولي بجاحة .

ما ان انهت "صفاء " جملتها حتى ضحك "رامي " بشدة على حديثها ثم هتف : يا امي على طول بتفهمي كلامي غلط، انا اقصد يقف ويشرحلي وجهة نظره لكن لما اللي اكبر منه يسمعه وبعد كدا يحكم بانه غلط يبقا يعتذر مش يبجح اكتر ويقول لأ انا مقتنع باللي عملته .

عقدت صفاء حاجبيها دليلا على تعقيد ابنها في اتخاذ طرق صعبة لتربية ابنه ، من وجهه نظرها البسيطة ان التربية اسهل من ذلك بكثير، والدليل على ذلك انها قامت على تربية رامي وجعلته انسان سوي يحترم الجميع، والجميع يكن له الاحترام، تساءلت مرارا وتكرارا بداخلها لماذا كل هذه التعقيدات والمصطلحات الغريبه لتربية ابنه، قاطع تفكيرها صوت "رامي " مردفا: ايه يا ماما ساكتة يعني وبتبصيلي ومش فاهم حاجة .

استقامت "صفاء" في جلستها وتحدثت : بص يا ابني هو ابنك وانت حر تربيه بطريقتك، بس الحياة مش جد أوي، وبعدين دا طفل مهما كان راح ولا جه طفل، طبيعي يصدر منه افعال مش محسوبة، بلاش تقسى عليه، من وقت ما قولتله مش يكلمك ولا يأكل معاك وهو هاري نفسه عياط في اوضته يا حبيبي .

تنهد "رامي " واردف بصوت رخيم : حاضر يا أمي بس سيبني اكمل عقابي النهاردة بس علشان بعد كدا ميفكرش يعملها تاني .

تحركت "صفاء " اتجاهه ومالت نحو ثم طبعت قبلة اعلى جبينه واردفت : ربنا يهديك يا ابني ، ويخليلك ابنك، انا حاسة بيك من يوم موت اميرة وانت بتحاول تكون الاب والام وكل حاجة ، بس معلش راعي انه طفل ونفسيته بتتأثر بسرعة .

ابتسم لها "رامي " وجذب يديها التي كانت تمسد بها على رأسه وطبع قبلة حنونة في كف يديها : حاضر يا أمي ربنا يخليكي لينا يارب .
****************************
في أحدى المستشفيات .

تقف " ليلى" في أحد ممرات المشفى وتتحدث بصوت خافض للغاية مع خطيبها "زكريا" على هاتفها الجوال: اعمل ايه يا زكريا قالولي انتي النهاردة نبطشية علشان مدام سها ابنها تعبان،وبعدين دا شغلي وانت خاطبني وانا كدا .

هتف "زكريا" بعصبية : انا خطبتك وقولتلك بطلي شغلك دا وانتي بتعاندي معايا .

زفرت "ليلى " بعصبية : هو موال كل يوم يا زكريا، انا لازم اصرف على نفسي، انت عارف كويس ان مكتبة بابا مبتغطيش كل المصاريف، وانا لازم اجهز شقتي علشان الست والدتك متتريقيش عليا .

لاحظت "ليلى " سكوت زكريا نظرت في هاتفها وجدته انهى المكالمة، رفعت احدى حاجبيها باعتراض وقامت بسبه في سرها، وتحدثت بعصبية بالغة : بتقفل في وشي الخط يا زكريا ماشي والله لاقفل التليفون كله ومتعرفش توصللي.

_بتعملي ايه عندك يا ليلى؟.

تفاجئت ليلى وشهقت بصدمة من وجود الدكتور "كريم "
ابتسم لها " كريم " قائلا : في ايه شوفتي عفريت .

تلعثمت " ليلى" قائله : لا يا دكتور، في حاجة حضرتك .

اومئ كريم لها برأسه : اه ، كنت عاوزك تجهزي العمليات، عندنا ولادة قيصري .

تحركت "ليلى" بخطوات متعثرة نحو الممر المؤدي لغرفة العمليات دون كلام، بينما تنهد "كريم " بصعوبة، منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه، لقد اعترف بحبه لها وهو يعرف جيدا انها مرتبطة وتحب شخصا يدعى "زكريا "، نعم تسرع كثيرا عندما اباح لها بحبه لقد عاقبته بقلة كلامها معه، وتحاول ان تتجنبه على قدر الامكان .

تحرك صوب غرفة المريضة ليقوم بواجبه وبداخله حرب كبيرة ما بين، كان يجب ان يعترف بحبه حتى تشعر به، وما بين ان ما فعله خطأ كبير في حقه .
*******************************
كانت "شهد " تجلس تقرأ في احد الكتب، تحاول ان تحسن من قرأتها، ف زوج امها اصر علي خروجها من المدرسة منذ المرحلة الاعدادية ولم تكمل تعليمها، كان حلم حياتها ان تصبح طبيبة ولكن وقف امام حلمها زوج امها ،وفي النهاية تدمر حلمها وضاع مثل اي امنية كانت تحلم بتحقيقها، كانت شاردة في احلامها البسيطة وانتبهت على صوت "عم احمد"، تحدثت قائلة : معلش ياعم احمد مسمعتش .

ابتسم "احمد" لها بحنان واردف: سرحانة في ايه يا ست البنات .

اغلقت "شهد" الكتاب ووضعته امامها : مش سرحانة ولا حاجة، بقرأ في الكتاب .

جذب "عم احمد " الكرسي وجلس عليه وامسك ب يديه فنجان الشاي ثم ارتشف رشفه صغيرة قائلا : مش احنا اتعودنا نقول لبعض ونحكي كل اللي في قلبنا، مالك يا بنتي .

تسابقت الدموع في عينيها وحاولت على قدر الامكان ان تتجنب سقوطها : مفيش، اتخانقت مع جوز امي معرفش الراجل دا عاوز مني ايه، انا بحاول ابعد عنه على قد ما بقدر وهو بيحاول بردوا يجر شكلي .

قال " احمد " مستفهما : دا كله بسببي، صح؟.

جذبت "شهد"احد المناديل الموضوعة امامها ومسحت عيانها واردفت : هو واخدك حجة مش اكتر، بس هو بيدور على اي سبب علشان يطردني من البيت، انا خايفة اوي تكون امي كتبت الشقة باسمه، كل ما اسالها تتهرب مني، انا هاضيع ياعم احمد بجد لو كانت كتبته باسمه، هايطردني انا عارفة دا راجل شراني .

هز "عم احمد " رأسه بنفي قائلا : مظنش يابنتي، امك عارفة حسني كويس، مظنش تبقا بالغباء دا .

ابتسمت " شهد" بسخرية : والله امي انا عارفاها كويس تلاقيها خافت منه، وسمعت كلامه دا بيبهدلها وبيضربها وكل يوم شتيمة وفضايح ودي مبتنطقش والحجة هاروح بيكي انتي وسلمى فين واجيب علاج سلمى منين، وهنصرف ازاي، كلها حجج، زي مانا بشتغل دلوقتي وبجيب مصروفي، هاشتغل كام شغلانة مع بعض، واصرف عليها وعلى سلمى .

وضع "عم احمد" فنجان الشاي على المنضدة واستطرد قائلا : بصي يابنتي نصيحة مني بلاش تكوني انتي السبب في خراب بيت امك، علشان بعد كدا متجبش اللوم عليكي، سلمى اختك تعبانة واديكي شايفاها عندها السكر بيخليها تدخل في غيبوبة ودا محتاح مصاريف وحاجات، بلاش يابنتي وزي ما امك قالت اتجنبي حسني .

ذرفت " شهد" الدموع من عينيها وقالت : هو انا مصبرني غير سلمى، لولا هي مكنتش اتحملته لحظة، بس كله علشان خاطر عيونها بس .

ابتسم " عم احمد" وقال : والله انتي قلبك ابيض بس ميبنش للكل كدا .

جذبت " شهد" منديل اخر ومسحت دموعها بقوة وضحكت : انا لازم امسح دموعي دي، لحد يجي يشوفني كدا، و يفضحوني في الحارة .

استقام " عم احمد" واردف : انا هاروح اصلي العشا، ظبطي المكتبة واقفلي، ليلى قالتلي هاتبات في المستشفى .

تحركت " بهمة وقامت بترتيب الاقلام والكراسات واردفت : حاضر، هارتب كل حاجة واقفل واروح .
******************************
في منزل رامي المالكي .

كان "رامي "يقف يتابع ابنه خلسة من خلف الباب وجده يبكي ويلون في كراسة الرسم، رق قلبه ثم قام بطرق الباب عدة طرقات حتى يأذن له ابنه ويعطي له فرصة يزيل دموعه، وبالفعل ثواني وكان حمزة يأذن للطارق بالدخول، دلف رامي بهدوء وجلس على طرف الفراش وفي يده صحن ملئ بالسندوتشات، لرفض ابنه للأكل طوال اليوم، وضع "رامي " الصحن امام حمزة وابتسم له واردف : الزعل حاجة والأكل حاجة .

ابعد "حمزة " الصحن وتحرك باتجاه "رامي" وجذب يديه واردف: آكل ازاي وحضرتك زعلان مني .

ابتسم "رامي " بحنان لابنه :حبيبي انا عاوزك احسن واحد في الدنيا دي، ينفع المدرسة تتصل بيا وتقولي حمزة ضرب زميله علشان بيشد في شعر زميلته والولد اتعور في دماغه، ينفع يا حمزة انا ربيتك على كدا .

اندفع "حمزة " في الكلام : يا بابا والله الواد محمد دا وحش وبيحب يضايق في ملك كل شوية علشان هي تخينة، بيقعد يقولها يا تخينة مش قادرة تجري وبتقعد تعيط لوحدها وهي مامتها ميته زي وملهاش ماما، وكمان مرات بابها بتقعد تضربها، انهاردة قاعدة بتاكل لوحدها هو جه واخد منها سندوتش وراماه في الارض وشد شعرها وكلهم ضحكوا عليها، انا اتعصبت اوي وزعلت عليها، روحت رايح قولتله سيبها يا محم، قالي لأ، وهي قعدت تعيط صعبت عليا مسكت ايده شدتها، راح زقني على الارض، قومت وضربته وزقيته بس مكنتش اقصد اعوره .

ابتسم " رامي " لشهامة ابنه : بص انا مقولتش انك تدافع عن زميلتك دا غلط بس في فالمدرسة مدرسين وكبار في السن نقدر نروح بسهولة ونشتكي للمستر او المس وهما هاياخدوا حقك وحق ملك زميلتك، بس انك تقف قدام المديرة وتقول بصوت عالي انا مغلطتش دا غلط، افرض وانت بتزقه وقع مات كنت هاعمل ايه ؟.

_ وطب افرض لما زقني هو كنت وقعت مت، كنت هاتعمل ايه حضرتك ؟.

كان هذا السؤال البسيط من حمزة بمثابه عقبة امام رامي، حقا ماذا كان سيفعل لو حدث مكروه لابنه فلذة كبده و روحه، قام بجذبه لاحضانه، اكتفى الصغير بقبلة صغيرة على جبين والده، وظل يمسد بيده الصغيرة على ظهر والده، ثم اردف بصوت حاني : اسف يا بابا ، اوعدك ماتكررش تاني .

ابعده "رامي " قليلا عن احضانه واردف : انا نفسي اشوفك احسن واحد في الدنيا ومستحملش حاجة تحصلك، يارب تيجي فيا انا ولا تيجي فيك انت .

وتابع حديثه : المهم تعال يالا في حضني خلينا ننام، اصل انا تعبت اوي النهاردة .

ابتسم "حمزة " بفرحة : بجد يا بابا، هتنام جنبي النهاردة .

اوماء له "رامي " وهو يعتدل في جلسته حتى ينام في فراش الصغير : اه، ويالا طفي النور دا، وتعال احكيلك حدوتة امنا الغولة .
******************************
في منزل شهد .

كانت " سميحة " جالسه امام ابنتها في الصالة الصغيرة ، وتتحدث بصوت خافض : بس يا سلمى، راحت الابلة شهد مسكت في خناق الولية ام حسين، وقالتلها انتي حرامية، انتي عاوزة تضحكي عليا وتاخدي كشكول فوق البيعة، الولية ام حسين معجبهاش الكلام زعقت وشتمت شهد، راحت شهد مش ساكتة شتمتها،الحارة التمت وكانت خناقة كبيرة، طبعا حسين راح اشتكى لابوكي، وابوكي جه هنا بهدلها واتخانقت معاه .

ابتسمت "سلمى "بضعف : شهد قلبها ابيض بس مشكلتها اندافعية ومبتحسبش لقدام، بس حقيقي هي في طبعها مبترضاش بالظلم .

زمت " سميحة " فمها بضيق واردفت : هي كدا متعرفش تمشي من غير مشاكل .

تناولت "سلمى " قرص الدواء وسمت الله : ياماما، متجيش عليها، متزعليش مني هو بابا مالوش حق انه يدخل ويزعقلها ، وخصوصا هو عمره ماكان سند ليها .

رفعت "سميحة" يديها الى السماء وتحدثت : يارب يهديها ، ويهدي ابوكي ، اصل انا خلاص مبقتش قادرة استحمل خناق تاني .
*******************************
حل الليل سريعا واصبح الوقت الساعة االثانية فجرا

جلست " ليلى " بانهاك واضح بعد هذا اليوم الطويل والمليء بالعمل وكادت تغلق عينيها حتى تريح جسدها قليلا، تفاجئت بدخول "مدام سها"، عقدت حاجبيها دليلا على استغرابها مجيئها في هذا الوقت المتأخر ....
_ ايه دا يا مدام سها ايه اللي جابك دلوقتي .

جلست "سها" بالقرب من ليلى واردفت : ياستي الواد بقا كويس وابوه رجع من شغله وقولتله خليك معاه اروح اكمل نبطشية علشان اقدر اخد اجازة يوم الجمعة عندي فرح بنت صاحبتي ولازم افضل معاها اليوم كله .

زمت " ليلى" شفتيها في ضيق واضح : يعني انتي جاية الساعة ٢ تبلغيني كدا اروح انا بقا ازاي .

ابتسمت " سها " بسماجة : معلش بقا يا ليلى حقك عليا، وبعدين عادي الدنيا امان، طب والله وماليكي عليا حلفان، انا جاية لوحدي ومحدش وصلني ولا حاجة والدنيا فل .

قامت "ليلى" من مجلسها وخلعت الزي المخصص لعملها وارتدت حجابها باحكام واستطردت قائلة : انا ماشية وربنا يستر بقا ربنا هو وكيلي .

خرجت "ليلى" من المشفى وتمشت قليلا لعلها تجد وسيلة مواصلات تقلها في أمان لمنزلها، كانت الشوارع هادئة، رأت ضوء سيارة يأتي من بعيد وقفت مكانها واقتربت السيارة حتى اكتشفت انها سيارة اجرى حمدت ربها في سرها وقامت بتلويح يديها حتى يراها، اقتربت منها السيارة ووقفت ذهبت ليلى ونظرت من خلف الزجاج على سائق السيارة راته رجلا في عمر الاربعنيات اطمن قلبها، ركبت واخبرته بعنوان بيتها ونظرت من خلف الزجاج تتابع الطريق مرت دقائق ولاحظت ليلى بشوارع غريبة يسير بها السائق، ارتعدت في جلستها واردفت بتوتر : هو انت حضرتك ماشي ازاي، دا مش طريق العنوان اللي قولتهولك .

نظر لها في المرآه وكانت نظرته جامدة قاسية واردف بمكر : عارف .

بلغ التوتر والخوف ادناه في نفس ليلى وحاولت اخراج صوتها طبيعي حتى لا توحي له انها خائفة : هو ايه اللي عارف، بص لو سمحت اقف هنا .





ضحك بسخرية واردف : اقف هنا، بسهولة كدا، لا الاول لازم استمتع بمزة زيك كدا.

كانت على وشك الرد حتى شعرت بتوقف السيارة نظرت حوالها رأت شارع مظلم لا ترى فيه نور وخالي من السكن، توجد فيه عمارات تبنى حديثا، حاولت فتح الباب، ولكنه كان مغلق، بلغ الخوف اعلى مراحله ، رأته ياتى للخلف ويقوم بخلع قميصه، فتحت عينيها على وسعهما، وحاولت اخراج هاتفها، لكي تستنجد بأحد، ولكنه كان اسرع منها، امسك يديها بعنف وجذبها نحو، حاولت الصراخ ولكنه كمم فمها بيديه اللعينة، قامت بعض يديه حتى تأوه وابعتد عنها، تحدثت " ليلى " بعصبية : انت يا اخي اتقوا الله، افتح الباب دا .

هجم عليها مرة اخرى ومال بجسده كله عليها وحاول الاعتداء عليها وكانت تفوح منه رائحة كريهة..رائحة خمر، ظلت " ليلى " تقاوم وتضربه بيديها الصغرتين في جسده وتحاول ركله بارجلها الضعيفة ولكن لا فائدة فجسدها ضئيل جدا بالمقارنة بجسده الضخم، قام بخلع حجابها وتمزيق بلوزتها حتى ظهر جزء من جسدها، حاولت عضه حتى يبتعد عنها ولكنه فاجئها بقوله : ومالو احب انا العنف دا، كل ما تقاومي، هابسطك اكتر .

سالت الدموع من عينيها واردفت بصوت مبحوح من كثرة صراخها : ابوس ايدك اعتبرني بنتك، ابوس ايدك .

ابعتد عنها السائق وظنت ليلى ان كلامتها اثرت فيه ولكنها تفاجئت بضربه لها في مقدمة رأسها حتى فقدت الوعي وارتخى جسدها، ابتسم السائق بمكر : ايوا كدا اتهدي علشان اعرف استمتع بيكي يا حلوة .
***************************
في منزل " شهد " .
كانت غارقة في نومها، حتى سمعت صوت رنين هاتفها ، قامت متكاسلة وجذبته ونظرت فيه رأت اسم " عم احمد " ، قامت بالرد عليه : الو ، ايوا ياعم احمد خير .

_ ايوا يابنتي، معلش صحيتك من النوم .

اردفت بصوت ناعس : لا خير في حاجة .

حمحم " عم احمد " واردف بقلق: ليلى بتصل بيها تليفونها مغلق، انا عارف انها في المستشفى ووراها نبطشية، بس انا منبه عليها متقفلش تليفونها، وهي اول مرة يحصل كدا ومش تطمني عليها .

عقدت " شهد " حاجبيها : ماهو ممكن يكون فصل شحن، على العموم هاجرب اتصل بيها لو مردتش او تليفونها مغلق، هاتصل على واحدة اسمها سها كانت مدياني رقمها وانا فاكرة ان سجلته قبل كدا .

تنفس " عم احمد " قليلا ولكنه مازال يشعر بعدم الراحة : طيب يابنتي بسرعة بس وطمنيني .

اردفت "شهد" : حاضر .

انهت شهد المكالمه مع عم احمد وقامت بالضغط على زر الاتصال وقالت لنفسها : مانشوف مغلق ولا مش مغلق، ايه دا عم احمد دا نايم ولا ايه ماهو جرس اهو .

استمرت " شهد " بالاتصال مرات عديدة حتى اتاها صوت رجولي غريب : الو يا افندم ، حضرتك مين .

عقدت " شهد " حاجبيها واردفت بعبوس : انت اللي مين، دا تلفون صاحبتي .

اتاها صوت الرجل : حضرتك صاحبة انسة ليلي.

نفخت " شهد " بضيق : اه انا، في ايه، حضرتك مين .

_ انا زميل انسة ليلى في المستشفى، بس يعني ممكن تيجي ضروري .

تحدثت " شهد " بقلق : ليه في ايه، ليلى فيها حاجة .
_ بصي ياريت تيجي ضروري، وياريت متقوليش لوالدها لان هو اتصل كتير على تليفونها وانا اضطريت اقفله منه، انسة ليلى اتعرضت لاغتصاب .

شهقت " شهد " بصدمة : يالهوي، اغتصاب، ايه ، انا جاية حالا .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الاول .
قراءة ممتعه



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#2

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

روايه ( شهد الحياة).

البارت الثانى .

في المشفى .
كانت " شهد " تدور ذهابا وايابا بقلق واضح على صديقتها ، حتى خرج الطبيب من غرفة "ليلى"، تحدثت شهد بلهفة يتخللها القلق : ها يا دكتور ، ليلى مالها .

حمحم الطبيب في حرج : حضرتك تعرفي ليلى ؟.

هتفت "شهد " باندفاع: اه اعرفها ، انا اختها .

ضيق الطبيب عينيه واردف: بس ليلى ملهاش اخوات .

شهد بضيق: هو حضرتك هاتقعد تستفسر مني ، انا قريبة ليلى ولا اختها ولا صاحبتها ، ماتقولي حالتها .

زم " الطبيب" شفتيه في ضيق ومد يديه نحو شهد: انا الدكتور كريم ، دكتور نساء وتوليد ،ليلى بتشتغل ممرضة هنا .

مدت " شهد" يديها بفتور : اه اهلا، خير حضرتك مالها ليلى.

اردف كريم بحزن : ليلى خرجت من هنا باين متأخر وبعدها بساعتين لقيانها جاية مع واحد شاب وامه وكانت فاقدة للوعي وهدومها متغرقة دم وواضح من الحالة انها كانت حالة اعتداء ، لما سالنا الشاب دا قال انه كان معدي مع امه مروح بيته ولقاها مرمية في شارع قريب من المستشفى فجابوها على هنا على طول ، انا كشفت عليها وللاسف هي اتعرضت لحالة اغتصاب .

ضربت "شهد" بكفيها على صدرها واردفت بصدمة : يالهوي ، يعني ، يعني هي مش بن... .

ابتلع"كريم " ريقه بصعوبة واردف بتوتر : بصي ادخليلها هي محتاجك دلوقتي ،وكمان ياريت تساعديها تتكلم لان هنبلغ الشرطة .

أومأت برأسها ثم تحركت بصعوبة نحو الغرفة القابعة بها ليلى ،وفتحت الباب ودلفت رأتها نائمة وعيونها متركزة على نقطة ما في السقف،دموعها تسيل بغزارة ، اقتربت ببطء ، وجلست على طرف الفراش ثم مدت يديها نحو دموع ليلى وازالتها ، قائله بصوت حزين : ليلى .

نظرت ليلى نحوها ، وظلت صامتة ، بينما استطردت شهد : بصي انا عارفة انه موقف صعب، بس انتي يا حبيبتي لازم تحكيلي علشان لما الشرطة تيجي نقولهم ويمسكوا الحيوان اللي عمل كدا .

هزت " ليلى " رأسها بعنف وهتفت بغضب :لا، لا، لا، اوعي حد يعرف ، هاتفضح يا شهد سيرتي هاتبقى على كل لسان ،لا يا شهد اوعي .

نظرت لها " شهد" بصدمة : فضيحة ايه يا ليلى، دا حقك يا حبيبتي، لازم الحيوان دا يتمسك ، انتي كدا بتسكتي على حقك .

حاولت " ليلى " النهوض من رقدتها، رأتها شهد وساعدتها في النهوض : انتي رايحة فين انتي تعبانة.

هتفت "ليلى" بتعب : لازم امشي من هنا يا شهد ساعديني، لازم اختفي من عيون الكل، انا مش هاستحمل اشوف نظراتهم ليا .

ساعدتها " شهد" في ارتداء ملابسها واخذتها وخرجت من الغرفة، دلتها " ليلى " على طريق سري للخروج من المشفى ، خرجوا من المشفى وساندتها "شهد" في السير، رغم تعب ليلى الواضح والالام التي تغزو جسدها بأكمله، لكنها اصرت على الهروب من المشفى باكمله .
******************************
_ بس ياض هو دا اللي حصل .

نظر له عبده بصدمة : يالهوي يعني ابلة ليلى، ماشية مشي لامؤاخذة.

حسين بتعجب : انا قولتلك كدا؟؟، بقولك اتعرضت للاغتصاب .

هتف عبده بحنق : يابني ماهي السبب في كل دا، يعني ايه اللي يخليها لامؤاخذة تمشي في وقت زي دا، هي بتدعو الشباب انه يعملو فيها كدا .

حسين بخبث : بس انا ايه، لولا البت شهد لو مش شفتها وهي نازلة من بيتهم تتسحب ومشيت وراها مكنتش هاعرف حاجة .

ضحك عبده بسخرية : اه يا اخويا وانت ايه حدق، دفعت للممرضة وقالتك كل حاجة .

زم حسين شفتيه بضيق : بالله عليك ما تفكرني بالخمسين جنيه حار ونار في جتتها بنت ال*** دي .
وتابع حديثه :
طب ايه المفروض نروح نقول لاستاذ زكريا بدام هو نايم على ودانه كدا ومش عارف اللي خطيبته بتعمله .

ابتسم عبده بغل : اه يالا، دا حتى الواجب الحارة كلها تعرف، انا بعزها والله ليلى دي، هي و ابوها اللي عامل نفسه راجل صالح، يروح يربي بنته الاول .

ضرب "حسين" عبدة بقدمه بخفة وابتسم بمكر : لا وكمان نفضح البت شهد، اصل انا مش طايق امها من وقت ما اتخانقت مع امي وانا هاموت وافرح فيها .
*************************
وقفت ليلى على باب منزلها واخذت نفس طويل، ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل لتجد والدها يجلس نائما على احد الكراسي بالصالون، تجمعت الدموع سريعا في عينيها ، حاولت التحكم بعدم نزولها ولكنها فشلت، ازالتها بطرف حاجبها ،تقدمت نحو ابيها وجلست برفق على الارض وحركت يديها ببطء على يديه : بابا ، اصحى انا جيت .

فتح " عم احمد " عينيه بتكاسل : ليلى، انتى جيتي، كنتي فين ، هي شهد كلمتك ولا ايه ؟.

بلعت غصه بحلقها واردفت كاذبة : اه يابابا كلمتني وانا لما عرفت انك قلقان عليا جيت على طول .

ضيق " عم احمد " عينيه متسائلا : في ايه يا ليلى ، ايه الحزن اللي في عينيكي دا .

استقامت " ليلى " في جلستها : ولا حاجة، دا من التعب، انا هادخل انام عن اذنك .

هتف " عم احمد " بحدة : ليلى دا مش لبسك اللي انتي خارجة بيه الصبح .

استدرات ليلي بتوتر : ما انت عارف يا بابا ان بسيب كام طقم غيار ليا في المستشفى، وانا هدومي اللي خارجة بيها اتبهدلت، قولت اغير وانا جاية .

ابتسم عم احمد وقال : طيب يابنتي، قومي انتي نامي، وانا هاقوم اصلي الضحى وانام شوية.
***************************
صباحا في شقة رامي المالكي .

_ ها يا حمزة جهزت علشان نروح النادي .

اشار له " حمزة " على رباط حذائه فانحنى " رامي " بابتسامة وقام بربط حذائه وعقب انتهائه طبع قبلة على احدي وجنتي حمزة : يالا يا بطل ندخل نصبح على تيتة وبعدها نروح النادي .

دلف رامي ممسكا بيد حمزة الى غرفة والدته وابتسم : صباح الخير يا ست الكل .

رفعت " صفاء " عينيها ونظرت لابنها وحفيدها، اغلقت المصحف الشريف وصدقت بصوت عالي : صدق الله العظيم، رايحين النادي؟ .

اقبل عليها رامي، وطبع قبلة على جبينها وقبلة على يديها : اه يا امي، هاروح الجيم وحمزة ياخد تمرين السباحة .

اقترب الصغير من جدته وصعد على الفراش وفعل مثل ما فعله والده : صباح الخير يا تيتة يا جميلة انتي .

قهقهت " صفاء" على مداعبة صغيرها : انت اللي جميل، صباح النور يا روح تيتة ....
وتابعت باهتمام : رامي قبل ما تنزل افتحلي التليفون على النت علشان اطمن على اختك هي قالتلي هاتكلمني يوم الجمعة .

_ حاضر يا ست الكل، هافتحهولك واول ما تتصل اضغطي على الزرار الاخضر زي ما علمتك .
**********************************
في منزل ليلى .

كانت ليلى جالسة على سجادة الصلاة، وتناجي ربها، انهت صلاتها وقامت بخطوات متعثرة نحو فراشها، الالام تزداد في جسدها، فعينيها لم تذق طعم النوم، ظلت خائفة طوال الليل، خائفة من ما يخبئه لها المستقبل، العديد من الاسئلة جاءت في عقلها ماذا تفعل مع زكريا، كيف تختلق كذبة لكي تقوم بفسخ خطوبتها، هل يقتنع والدها باسبابها، انتفضت على صوت طرق باب الشقة وصوت زكريا : افتحي يا ليلى، افتحي .

تشبثت بفراشها وارتعدت خوفا من صوته، اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفاسها المرتفعة، سمعت حديث والدها له.

_ جرى ايه يا زكريا يا ابني، في حد يخبط كدا .

هتف زكريا بغضب : اخبط!، دا انا هاكسر البيت دا عليكوا .

هتف عم احمد معاتبا : عيب يا ابني، احترمني، في حد يتكلم كدا مع اللي اكبر منه، يا تتكلم وتقول اللي عندك يا تطلع برا بيتي .

ضحك زكريا بسخرية : والله انت غريب يا جدع يعني انت هادي كدا ولا على بالك اللي بنتك عملته .

قطب عم احمد ما بين حاجبيه مستغربا : وبنتي عملت ايه ان شاء الله .

تحدث زكريا بصوت جهوري : بنتك المحترمة ماشية على حل شعرها، امبارح واحد اغتصبها والله اعلم عمل برضاها ولا ايه، وجاية بليل عادي، اه ما تلاقيها مش اول مرا يحصل فيها كدا، تلاقيها متعودة .

ارتد عم احمد للخلف وتحدث بتلعثم : انت بتقول ايه، انت كداب، بنتي سليمة، بنتي راجعة عادي من شغلها .

تحدث زكريا بعصبية شديدة : لو مكنتش مصدقني، اسال شهد صاحبتها اللي راحت خدتها من المستشفى امبارح، ولا اقولك متسالهاش يمكن شهد كمان ماشية معاها في الخط .

في الداخل ...

اغلقت ليلى عينيها بعصبية وتحدثت بصوت مكتوم : ليه كدا يا شهد ليه، اناحلفتك متقوليش لحد كدا تفضحيني .

اندفع والدها الى داخل الغرفة وتفاجئ بانها يقظة وتسمع تلك الاهانات، وقف مصدوما وحاول التكلم : انتي سامعة بيقول ايه يا ليلى .

اندفع زكريا الاخر الى داخل الغرفة واتجه نحوها وجذب شعرها في يديه، قام بصفعها حتى اختل توازنها، وظلت تحاول ان تدفعه بعيدا عنها، ولكن ما المها نظرة والدها لها، توقف زكريا عن ضربها عندما هتفت بصراخ باسم ابيها : بابا .

استدار زكريا وجد عم احمد ملقى على الارض فاقد للوعي، ابتسم بغل واردف : اهو ابوكي احتمال يموت فيها من اللي انتي عملتيه، انا هافضحك في الحارة كلها يا كلبة، انا عرفت انتي بتحبي تقضي نبطشية ليه علشان تعملي اللي انتي عاوزاه ومحدش يعرف بس شهد فضحتك وسيرتك بقت على كل لسان، دبلتك اهي يا و***.

دفعها زكريا نحو الارض بعنف وخرج من البيت باكمله، قامت هي ببطء، حاولت الوصول لوالدها : بابا رد عليا
يالهوي مفيش نبض .

بحثت عن هاتفها حتى وجدته وضغطت على زر الاتصال وانتظرت قليلا حتى اتاها صوتا يشوبه القلق : ليلى انتي ازاي تمشي وانتي تعبانة .

هتفت ليلى باندفاع : مش وقته يا دكتور كريم ارجوك والدي وقع اغمى عليه وانا مش عارفة اتصرف ولوحدي .

تحدث كريم بلهفة : اديني عنوان بيتكو بسرعة .
******************************
كانت تقف امام المرآه تهندم ثيابها حتى تفاجئت باندفاع زوج امها للغرفة : اه ياختي واقفة تتظبطي قدام المراية .

رفعت " شهد " احد حاجييها ببرود قائله : جرى ايه يا جوز امي، في ايه، ازاي تدخل كدا من غير ما تخبط .

_ اهدى يا ابو سلمى، اكيد في سوء تفاهم مش معقول شهد بنتي تعمل كدا .

ضيقت شهد عينيها بتركيز : عملت ايه يا ماما، ما تتكلمو وتفهموني .

نفض حسني يد زوجته الممسكة بيه واندفع ناحية شهد وجذبها من شعرها: بقا يابت تستغفلينا وتنزلي في نصاص الليالي وتروحي لليلى اللي ماشية على حل شعرها .

فتحت شهد عينيها على وسعها : نعم، وانتو ايه اللي عرفكو .

ضربت " سميحة " بكفيها على صدرها :يالهوي يعني انتي فعلا نزلتي من البيت في نص الليل .

هتفت شهد بعصبية : اه، علشان اروح لليلى المستشفى .

هجم حسني عليها مرة اخرى وضربها بعنف، حاولت شهد التخلص منه ونجحت ثم اندفعت نحو المطبخ، فتحت احد ادراجه وجذبت منه سكينا واشارته في اتجاه حسني ثم اردفت بعنف : لو ضربتني، او جيت جنبي والله لاموتك .

هتفت سلمى الواقفة برعب : لأ يا شهد بلاش شيطانك يضحك عليكي .

ضحك حسني بتهكم : انتي فاكرة حتة السكينة دي هاتخوفني يا بت .

اندفع حسني باتجاه شهد وحاول جذب السكين منها، بينما صرخت سميحة برعب، ازداد الامر سوء بين شهد المتشبثة بالسكين وحسني محاولا اخذه منها، وقفت سلمى برعب حقيقي لا تقوى على التدخل بينهم حتى شعرت بانفاسها تقل تدريجيا واصبح كل شئ اسود اللون ووقعت على الارض مغشيا عليها .

_ يالهوى الحقنى يا حسني ، سلمى اغمى عليها.

تركت شهد السكين فور سماع جملة والدتها وذهبت مسرعة نحو سلمى، حاولت افاقتها وفشلت، هتفت برعب : باين عليها دخلت في غيبوبة السكر لازم ننقلها المستشفى .
**************************
في منزل ليلى .

هتف كريم بحزن : البقاء لله يا ليلى والدك اتوفى .

_ ايه؟!.

تحرك كريم نحوها ببطء وامسك كتفيها واردف : انا مش عارف اقولك ايه ، البقاء لله .

نفضت ليلى يديه وتحركت نحو والدها وهزته بعنف : قوم يابابا، قوم والله انا مغلطتش، بابا اوعى تسيبني، انا ماليش غيرك، والله كان غصب عني، انا حاولت اقاوم بس مقدرتش، لا انت مش هاتسيبني، قوم مين هايجبلي حقي من زكريا والكلب اللي عمل فيا كدا .

جذبها كريم بعيدا عن والدها واردف بصوت حاني : استهدي بالله يا ليلى، حرام اللي بتعمليه دا .

نظرت له ليلى واردفت بعصبية وبكاء مرير : حرام!، ومش حرام اللي حصلي، انا مبقتش بنت، انا اغتصبت، ابويا مات وفاكرني ماشية مشي بطال، ابويا مات ومش هايسمعني ويعرف ان بنته بريئة .

هتف كريم بحزن : ليلى ابوس ايدك اهدي،وواستغفري ربك، يالا علشان امشي في اجراءات الدفن، اكرام الميت دفنه .
********************************
في المشفى .

_ الانسة سلمى دخلت في غيبوبة سكر .

هجم حسني على شهد ضربا : شفتي عملتي ايه يا بت، والله مهاسيبك عايشة .

تجمع الممرضين والدكاترة وحاولو ابعاد حسني عن شهد حتى نجحو .

هتفت سميحة ببكاء: روحي دلوقتي على البيت مش عاوزة اشوف وشك .

نظرت لها شهد بصدمة واردفت : هو انتي يا ماما مصدقة اللي هو بيقوله دا كذب، انا بنتك اعمل كدا .

هدر حسني بغضب : مسمعش صوتك يا بنت ال**.

صاحت شهد بصوت عالي : متشتمش ابويا فاهم ولا لأ .

صرخت سميحة : بس بقا يا شهد بقولك روحي وحسابنا بعدين .

_ ماشى يا ماما انا هاخرج اقعد برا بس وهامشي لما اطمن على سلمى .

تحركت شهد بصعوبة نحو باب المشفى وجلست على احد ارصفة الطريق، حاولت الاتصال بليلى حتى تفهم ما حدث ومن اخبر الحارة بتلك القصة، ولكن لا رد .
*******************************
في احد النوادي .

_ اهو يابابا حمزة اللي ضربني .

نظر والد الطفل بغضب لحمزة وتحرك نحوه وجذبه بعنف من وسط زملائه في التمرين وقام بضربه على وجهه حتى سقط حمزة ارضا .

_ انت يا اخينا، انت ازاي تتهجم على طفل كدا .

كان ذلك صوت " الكابتن " ، التفت اليه والد الطفل وهتف بعصبية : بقولك انت لو خايف على اكل عيشك، يبقى تخرس .

_ دا انا اللي هاخرسك العمر كله .
التفت والد الطفل وتفاجئ بحضور رامي، قد تأكد من وجوده في صالة الجيم، قلق قليلا من منظر رامي، فكانت ملامح الغضب تملكت من وجهه وعضلات جسده، وانسحب الجميع من الساحة حتى الاطفال، فمن الواضح ان اليوم لن يمر مرور الكرام .
**********************************
في المساء .

خرجت " سميحة " من المشفى و رأت ابنتها امامها تهرول اتجاهها، تصنعت الجمود والقسوة : انا مش قولتلك روحي ، ايه مقعدك هنا .

هتفت شهد بعتاب : هو انتي يا ماما مصدقة الراجل الخرفان دا، احلفلك على القرآن ان ما حاجة حصلت من دي، بس هي كل الحكا... .

نظرت لها امها عن كثب واردفت : ايه وقفتي ليه ما تكملي .

اردفت شهد ببراءة : علشان ليلى محلفاني يا ماما مقولش لحد .

جذبتها سميحة من يديها وذهبت باتجاه ممر ضيق ومظلم : لا ماهو انتي هاتحكيلي يعني تحكيلي، انا مش هافضل كدا، انتي عارفة حسني بيقول عليكي ايه جوا، براءي نفسك حتى قدامي .

امسكت شهد كتفي سميحة محاولة منها تهدئتها واردفت : يا ماما ليلى وهي مروحة من نبطشية ركبت تاكسي وراجل منه لله ضربها واعتدى عليها ورماها في نفس شارع اللي اخدها منه وفي واحد ابن حلال هو وامه معدين لقوها و جابوها المستشفى .

جحظت عيني سمحية من هول مصيبة ليلى: لا حول ولا قوة الا بالله ياحبيبتي يابنتي ، طيب مين اللي قال ان...

قاطعتها شهد : ماهو دا اللي انا عاوزة افهمه ليلى مأكدة عليا مجبش سيرة لحد مين اتكلم كدا وقال الكلام دا .

فتحت سميحة حقيبتها واخرجت بعض من النقود واعطتهم ل( شهد) : خدي روحي استفهمي من ليلى وبعد كدا على البيت على طول .

تحدثت شهد قائلة : طيب بس ابقي طمنيني على سلمى .
********************************
جلست " ليلى " تبكي وحيدة في بيتها بعد دفن والدها لم يأتي احد من الحارة في جنازته، قاطع بكائها صوت شهد الباكي : والله يا ليلى لسه عارفة دلوقتي .

قامت ليلى باندفاع باتجاه الباب واشارت عليه : اطلعي برا مش عاوزة اشوف وشك .

تسمرت قدمها من هجوم ليلى : ليه يا ليلى، انتي بتكلميني كدا ليه ؟.

ضحكت " ليلى " بتهكم : بكلمك كدا ليه!، ليه يا شهد كدا، ليه تفضحيني في الحارة .

اشارت شهد على نفسها بذهول : انا افضحك!!، فين دا، والله ما عملت حاجة .

صاحت " ليلى " بعصبية : امال مين اللي قال للحارة كلها اللي حصل امبارح، زكريا جه ضربني وقالي كلام زي السم وفضحني قدام ابويا، ابويا مات يا شهد وهو فاكرني واحدة مش مظبوطة ابويا مات يا شهد .

ذرفت شهد الدموع من عينيها : والله العظيم ما قولت حاجة لحد ولا اتكلمت .

صرخت " ليلى " في غضب : لأ انتي كدابة، الحارة كلها بتقول انك انتي اللي فضحتيني .

اندفعت نحو شهد وجذبتها من مرفقها واخرجتها خارج البيت واغلقت الباب في وجهها وصاحت بصوت عالي : مش عاوزة اعرفك تاني، انتي عار على اسم الصحاب .
******************************
في احد اقسام الشرطة ..

_ انا من رأى انكو تتصالحو، اصل انتو الاتنين غلطانين .

نظر "رامي " بغضب للضابط المسؤول عن المحضر واردف : دا ضرب ابني قدام زمايله والكابتن شاهد والنادي كله شاهد وحضرتك تقولي غلطان.

تحدث "الظابط " برسمية شديدة : وانت كمان يا استاذ رامي ضربته وبهدلته والنادي بردو كله شاهد .

عقد رامي حاجبيه في ضيق : دا رد فعلي على ضرب ابني .

_ حضرتك مفيش رد فعل ، في قسم وشرطة تيجي تعمل ضده محضر ، في قانون في البلد .

تحدث والد الطفل بتعب : خلاص انا متنازل عن حقي ، بس يدفعلي حق اللي صرفته على علاجي .

حول رامي بصرة للضابط الذي تحدث بجدية : اظن من حقه حضرتك تقريبا مخلتش مكان سليم فيه .

_ وياترى حق التكاليف كام ؟.
كان ذلك صوت " سامي" صديق رامي المقرب .

همس له رامي : انت بتساله على تكاليف ما تسكت يا سامي .

امال سامي علي رامي وتحدث بهمس : انت ناسي جهاز تنمية المشروعات لو سمعو انك مشبوه ولا دخلت اقسام المشروع طار من ايدك .

زفر "رامي " في ضيق : قولت تكاليفك كام؟.

ابتسم والد الطفل بخبث: ٥٠٠٠ جنيه .

جحظت عيني رامي : كام!؟.
******************************
في منزل ليلى .

_ردك ايه يا ليلى ؟.

تمتمت ليلي بالاستغفار، ثم اردفت : حضرتك واعي يا دكتور للي بتقوله، حضرتك عاوز تتجوزني يوم وفاة والدي، وياترى بقا هاتتجوزني شفقة ولا ايه؟.

حمحم " كريم " في حرج لقد اخطأ في اختيار الوقت المناسب : لا طبعا مش شفقة يا ليلى، انتي عارفة كويس اني بحبك من سنين، من اول مرة شفتك فيها وانا بحبك، انا بس شايفك يعني وحيدة، انا خايف عليكي، انا..

قاطعته ليلى بحدة : خلاص يا دكتور، لو سمحت متفتحش معايا الكلام دا تاني لان انا مش هاتجوز نهائي .

عقد كريم حاجبيه : ازاي يعني مش هاتتجوزي تاني .

اردفت ليلى بتهكم : عادي يا دكتور، مش هاتجوز، مين هايرضى بيا وانا بالحالة دي .

اردف كريم باندفاع في كلامه : انا .

نظرت له ليلى والدموع تتجمع في عيونها : كتر خيرك، بس انا مش عاوزة .

نهض كريم من جلسته بغضب : انتي لسه بتحبي اللي اسمه زكريا دا حتى بعد اللي عمله فيكي .

ازالت ليلى دموعها بقسوة : لأ، وعن اذنك بقى اتفضل علشان كلام الناس، كفاية اوي اللي بيتقال عليا .

هتف كريم بحزن : على فكرة يا ليلى انا عاوز اقولك حاجة مهمة، اوعي تفتكري حبي ليكي ضعف، بالعكس من كتر حبي ليكي بيخليني اعافر علشان اوصلك، دا الفرق بيني وبينك انا بحبك بجد لكن انتي عمرك ما دوقتي طعم الحب، لسى عرضي موجود، عن اذنك .
*******************************
في منزل شهد .

تحدثت " سميحة " ببكاء : ابوس ايدك يا حسني وطي صوتك هاتسمعك .

نظر لها حسني بغضب : ما تسمع ولا تولع، انا خلاص بقولك بكرة بالكتير تمشي من هنا، مبقتش عاوز اشوفها .

اردفت "سميحة " بعتاب : اخص عليك يا حسني تمشي تروح فين دا بيت ابوها .

جذبها حسني من مرفقها بغضب : لاااا، دا بيتي انا، دا بيت حسني مش مصطفى، انتي ناسية انك بعتهولي.

نظرت له سميحة بذهول : يعني ايه، بقى بيتك من حقك تطرد البت منه، لا يا حسني انا لسى عايشة مموتش، وبعدين البت مظلومة، دي بنتي وانا مربيها كويس .

تحدث حسني بغضب : يعني ايه يا ولية انتي لسى عايشة مموتيش، هاخاف مثلا لا ابدا، دا انا ممكن اطردك معاها ولا يهمني، وبعدين ياختي انا ماليش فيه انا ليا اللي الناس بتقوله بنتك مشيت مشي بطال نزلت من البيت تتسحب ورجعت مع الابلة ليلى في نص الليل الله اعلم كانو بيعملو ايه .

حركت سميحة رأسها بعنف : لا والله، دي نزلت علش...

قاطعها حسني بغضب : اسمعي يا ولية اخر كلام هاقوله، بنتك بكرا تمشي، ماليش فيه، ولو عاوزة تمشي معاها امشي مش فارقة بس الله في سماه مانتي شايفة سلمى تاني وهاخفيها من على وش الارض، وهاقولها امك اختارت شهد ومختارتكيش، وشوفي بقا هاتتعب ازاي .
****************************
في منزل رامي .

رامي بغضب : يعني ايه يا أمي مالوش ذنب، لأ بقى له ذنب في كل حاجة، ادبست في زفت ٥٠٠٠ الاف جنيه من الهوا .

سارت رجفة في جسد الصغير واختبئ في حضن جدته، بينما اردفت صفاء : يابني اهدى، خلاص اللي حصل حصل وبعدين انت ادبست فيهم لمين، مش لصاحب عمرك سامي .

جلس رامي بتعب :يا ماما، انا داخل على مشروع وتوفير فلوس، انا بعمل دا كله لمين، مش بعمله له، علشان يكبر يلاقي اللي يتسند عليه، انا بتعب وبنحت في الصخر علشان مين، وبعدين ماشي سامي على عيني وراسي، بس انا كدا طبعي كدا، مبحبش يكون عليا فلوس لحد .

استغفرت صفاء ثم ابعدت الصغير عنها وقامت نحو ابنها وجلست بجانبه واردفت : يابني والله انا حاسة بيك، وحاسة قد ايه انت مضغوط وتعبان، وبتحاول على قد ما تقدر توفر لينا حياة كريمة وحلوة بس معلش هدي نفسك، الواد خايف من وقت ما جيت، من صوت زعيقك ونرفزتك، دا بدل ما تاخده في حضنك وتحتويه، حمزة اضرب يا رامي ووسط زمايله .

نظر رامي لحمزة، وجده ينظر له بخوف، رق قلبه واشار له يأتي، سار حمزة في خوف، حتى اقترب وجذبه رامي له : متزعلش مني، انا ربيته على اللي عمله فيك، متخافش ابوك في ضهرك .

ضم الصغير جسد والده له بقوة واردف : أنا بحبك اوي يا بابا .

ابتسم " رامي" واردف بصوت حاني : وانا مبحبش حد الا انت .
*****************************
في منزل ليلى .

جلست تقرأ في القرأن الكريم وتبكي، لعلها تهدأ، توقفت عندما سمعت صوت طرق على الباب، قامت بتعب وفتحت، تفاجئت بام زكريا، لم تتوقع مجيئها فهي اخر شخص تتوقع مجيئه، طوال الوقت تظهر لها كرهها وعدم قبولها فكرة زواجها من زكريا، ف(زكريا ) موظف في الصحة لا تناسبه ليلى بوظفيتها كممرضة في مشفى .

تحدثت ليلى بتعب : اتفضلي يا طنط .

دلفت ام زكريا ووقفت في منتصف الصالة واردفت بصوت مرتفع : بصي ياحبيبتي، انا مش جايلك علشان اعزيكي والكلام دا انتي متستاهليش اصلا ، بصي بقى ياختى هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه، انتي مبقاش ليكي قعاد هنا، انا زكريا ابني زعلان ومقهور انه خطب واحدة زيك، وكل ما يعدي من تحت باب البيت يجي مقهور ودا ابني ويعز علي ابني كدا، فانا كلمت ام حسين وقولتها انا هاشتري الشقة دي منها بس شرط تكرشك برا البيت، وهي وافقت، مشوفكيش بقى من بكرا الصبح، امشي من دلوقتي مانتي متعودة على كدا، وانا مش قلقانة عليكي، انا عارفة سهل تلاقي بيت من البيوت اللي كنتي بتروحيها، عن اذنك يا حبيبتي .

تسمرت قدمها مصدومة من هول الحديث، لم تقوى على الرد، جلست مكانها ودموعها تسيل بغزارة، لماذا كل هذا، هل هو عقاب ام بلاء .
*****************************
في منزل شهد .
نهضت شهد بعصبية : انا كنت عارفة انك هاتعملي كدا، تبيعله الشقة ومع اول فرصة يطردني وارتمي في الشارع وبيت ابويا موجود .

بكت سميحة : والله يابنتي غصب، قالي اكتبيها باسمي علشان وصلات الكهرباء والميه وكدا، اعمل ايه ؟.

هدرت شهد بغضب : اعمل ايه انا، ودتيني في ستين داهية هاروح لمين يا ماما، ليلى طردتني امبارح علشان شاكة ان انا السبب في فضحيتها، اروح اقعد في الشارع .

صرخت سميحة : وانا اعمل ايه اطلق واروح بيكي فين، طب وسلمى اللي محتاجة حد يراعيها .

كتمت شهد غيظها : خلاص يا ماما، انا هالم هدومي وامشي وزي ماتيجي تيجي .

هدأت سميحة نوعا ما واردفت : بصي يا بنتي خالتك صفاء هي اختي من امي، ساكنة في .....، روحيلها وعرفيها بنفسك واقعدي معاها هي طيبة وحنينة اوي وهتاخد بالها منك .

تحدثت " شهد " بضعف : هي هاترضى تستقبلني يا ماما، دا انا عمري ما شوفتها .

اومات سميحة : هاترضى والله دي اطيب خلق الله بس منه لله حسني خلاني استلف منها ١٠٠٠٠ جنيه زمان ومعرفتش اردهم وحلف عليا طلاق منا مكلماها تاني، فقطعت معاها تليفونات وغيرت رقم تليفوني .

ضحكت شهد بتهكم : مستلفه منها ١٠٠٠٠ جنيه وبتتهربي منها وعاوزني اروحلها ، دي احتمال تطردني او تتف في وشي .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الثاني .
قراءه ممتعه

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة



البارت الثالث .
في الصباح الباكر .

وقفت ليلى خارج سور المشفى ، تأملت المشفى قليلا من الخارج ، ثم اخرجت هاتفها الجوال وارسلت رساله نصية
( لو حضرتك فاضي ، انا مستنية في الكافيه اللي جنب المستشفى ) ،وضعته مرة اخرى في حقيبتها وتنهدت ذهبت في طريقها للمقهى، عازمة في قرارة نفسها على تنفيذ ما تريده .
****************************
عزمت حقيبة ملابسها ، واحكمت حجابها، منعت نفسها من البكاء، لا احد يساوي دمعة واحدة من دموعها، امها تركتها من اجل زوجها وابنتها، تركتها تمشي وحيدة، لا مأوى لها، ماذا ان رفضت خالتها استقبالها، حتى الامل الوحيد التي قضت الليل كله عليه تبخر بعلمها ترك ليلى للشقة وذهابها الى مكان لا يعلمه احد، اذن خالتها صفاء هي الحل، حتى تؤمن لنفسها مكان للمبيت وعملا تنفق منه على حاجتها، فتحت باب غرفتها، نظرت باعينها الواسعة وجدت امها جالسة منكبة على نفسها وتبكي، واختها تنظر لها بحزن شديد، اما ( سبع البورمبة ) حسني ينظر لها بتشفي وابتسامات ساخرة، تجاهلت نظراته وتجاهلت بكاء امها وحزن اختها وذهبت مباشرة في اتجاه باب الشقة، وقفت عندما سمعت امها تردف ببكاء : يا شهد ابوس ايدك سامحيني .

استدرات ونظرت لها بقوة : اللي بيسامح ربنا، ابقي اطلبي منه السماح علي موافقتك طردك لبنتك ورميها في الشارع عن اذنك .

خرجت من الشقة قبل سماع رد امها خرجت من البنايه متجاهله نظرات الناس لها واتجهت نحو الشارع الرئيسي، حتى تستقل سيارة الاجرة لتقلها لبيت خالتها، دعت ربها في سرها كي يصلح لها حالها .
***************************
في الكافيه .

كانت " ليلى " تجلس بتوتر شديد وامامها كريم الذي كان بدوره يبتسم لها بحب، اخذت ليلى نفس طويل ثم اخرجته ببطء، وهتفت بتوتر : حضرتك ياريت تسمعني للاخر، انا جيت وطلبت مساعدة منك لانك حد محترم ووقفت جنبي كتير، انا خلاص مبقاش ليا مكان، ومستحيل ارجع المستشفى، مش هاستحمل اشوف نظرات زمايلى ليا، فا انا يعني، احم، انا كنت سمعت من زمايلي ان والدك مريض واحم متقاعد، انا ممكن اجاي اساعده وابات معاه واعطيله دوا بانتظام، وكدا .

هتف كريم بصوت حنون للغاية : ليلى انا طلبت اتجوزك علشان اعيشك ملكة لانك تستاهلي تعيشي كدا، مش عاوزك ممرضة لوالدي، والدي عنده اتنين مش واحدة، بس انا يا ليلى عاوزك مراتي، نفسي تحسي بيا .

رفعت ليلى عينيها الممتلئين بالدموع : دكتور كريم، انت ليه مش مدرك اني مش هاقدر مش علشان زكريا، لأ، علشان اللي مريت بيه مش سهل، اللي مريت بيه حاجة صعبة اوي فوق ما حد يتخيله، انا اتخاد مني اعز ما املك، انا اتبصلي من المجتمع كأني متهمة مش المجني عليها، انا ابويا مات وهو فاكرني مش كويسة، ابويا مات بسببي، ازاي ممكن تتخيل اني هاقدر اعيش واكمل حياتي واتجوز واحب عادي وبسهولة، انا ادمرت حرفيا من جوا، انا كل حاجة اتكسرت فيا، مبقاش ينفع حاجة فيا تعيش وتفرح ولا قلب ولا روح، انا بقيت جسم ماشي بيتحرك بس من غير روح .

تاهت الكلمات من كريم، رمقها بحزن : ليلى انا حاسس بيكي، بس انا موافق انك تكوني ممرضة لوالدي وتباتي معاه بس تكوني علي ذمتي، ليلى هاتقعدي ازاي في البيت براحتك مثلا، يبقى نتجوز وتقعدي براحتك وناخد هدنة نتعامل فيها كااننا اخوات، وانا اوعدك مش هاضغط عليكي وهاسيبك تقرري في الاخر انتي عاوزاة ايه .

فاجئته ليلى بسؤالها : هو انت بتحبني على ايه ؟ يعني انا ليلى حتة ممرضة لا راحت ولا جت، شكلي عادي، مش غنية، انت ما شاء الله عليك عكسي في كل حاجة دكتور وشكلك يعني احم جذاب، و غني اي بنت تتمناك .

ابتسم كريم واردف بحب : انا بحب ليلى الطيبة، ليلى الحنونة، ليلى الجميلة بروحها قبل شكلها، ليلى اللي صوت ضحكاتها جذبني اول مرا جيت المسشفى، بحب ليلى الجميلة ام عيون عسلية ووشها ابيض كانه بدر منور، عشقت خصلات شعرك اللي بتتمرد من طرحتك، ليلى انا بحبك اوي، ومش مكسوف وانا بقولها، ارجوكي وافقي بجوازنا انا عمري ما اذيكي، ولا عمري افكر اهينك، بس كل اللي نفسي فيه ان لما ادخل البيت ابقى مرتاح انك موجودة فيه وعلى ذمتي .

نظرت ليلى له بقوة لعلها تستشف من حديثه عن كذب، ولكن كالعادة استطاع بهدوءه ورزانته ان يضغط عليها ويغير قرارها وتوافق على عرض الزواج حتى وان كان مؤقت او مع ايقاف التنفيذ .
**************************
في منزل رامي .

كان رامي يدور في الغرفة بغضب شديد حتى سمع صوت هاتفهه، التقطه بسرعة ، وضغط على زر الاجابة ، اتاهه صوت يتحدث برسمية : استاذ رامي، انا رأفت اللي مسؤل عن مشرو....

قاطعه رامي بسرعة : اه، اه، استاذ رأفت، انا اتصلت على خدمة العملا استفهم ليه حضرتك الشيك مش اتصرف لغاية دلوقتي، المكان جاهز والمعدات جاهزة واتركبت، ليه الشيك التاني اتأخر كدا .

هتف " رأفت " بجدية : حضرتك في مصر يا استاذ رامي، اكيد في تأخير في صرف الشيك التاني، الصبر بس بكرة بالكتير اوي هايتصرف .

تعجب رامي من رده : حضرتك، انا اتأخرت في افتتاح المشروع هألحق الموسم ازاي، طيب هألحق اجيب الخامات كل تأخير ميبقاش في صالحي، حضرتك انا حاجز ناس علشان شغل ومقعدهم في بيوتهم وعمال اقولهم خلاص هانبتدي، الناس دي بدور على اكل عيشها ولو لاقوني اتأخرت يالا السلامة، وشوف بقى لغاية ما الاقي ناس زيهم .

هتف رأفت ببرود : بالراحة يا استاذ رامي، العجلة من الشيطان، كل حاجة في وقتها، المهم علشان عندي شغل، بكرا هاصرف الشيك، سلام .غلق رامي المكالمة والقى الهاتف بعصبية وهتف بصوت عالي : اقوله عطلة وزفت مصالح بتتأخر يقولي انت عايش في مصر عادي، منا عارف اني عايش في مصر .
************************"*
هتفت شهد بصدمة : يعني ايه الاسانسير بايظ، يعني انا المفروض هاطلع ٨ ادوار، يالهوي .

قال بواب البرج بضيق : اعملك ايه، اطلعي دا حتى طلوع السلالم رياضة .

رفعت احد حاجبيها باعتراض : رياضة !!!، قول قطع نفس، دول ٨ ادوار ياعم الحج، لا وكمان ايه بالشنطة، وسعلي كدا من طريقي، ما ابدا رحلة الصعود .

وقفت شهد في منتصف الادوار وحاولت تنظيم انفاسها العالية والهائجة وهتفت لنفسها : اجمدي كدا يا شوشو، اجمدي وفكري في اي حاجة اهو تنسي تعب السلم .

وصلت اخيرا وبعد معاناة لباب شقة خالتها وقفت وهندمت ثيابها وحجابها وطرقت الباب عدة طرقات، حتى فتح الباب، ظهر رامي بجسده الطويل، وملامحه الغضبة، حمحمت شهد واردفت بابتسامة عريضة : انا شهد، بنت اخت خالتو صفاء.

رمقها رامي بنظرة سريعه ثم اغلق الباب في وجهها بقوة، عقدت شهد حاجبيها واردفت : هو قفل الباب في وشي ولا انا بيتهايلي .
************************
في بيت حسني .

كانت سميحة تقوم بغسل الاطباق ودموعها تتساقط حزنا على ابنتها، ثم شعرت بيد لطيفة تتحرك بلطف علي كتفيها وصوت حاني يهتف : انا عارفة انك كان نفسك تسيبني يا ماما وتروحي معاها بس اللي منعك مرضي .

استدارت سميحة لابنتها واندفعت نحو احضانها وبكت بصوت عالي : انا مقسومة يابنتي، بنتي ارتمت في الشارع والله اعلم صفاء هاتستقبلها ولا لأ، انا في نظرها ام قاسية وجاحدة، بس اعمل ايه ما باليد حيلة .

بكت سلمى هي الاخرى : انا كمان مقدرتش ادافع عن اختي قدام ظلم بابا، انا كمان في نظرها وحشة .

ابتعدت سميحة عنها : لا متقوليش كدا، دا هي اصلا رضيت تمشي من غير مشاكل علشان انتي متتعبيش، هي بتعمل دا كله علشان خاطرك .

دلف حسني الى المطبخ واردف بصوت غليظ : مش هنأكل احنا في سنتنا دي، العياط دا مش هايخلص .

استدرات سميحة بسرعة واوهمته انها تقوم بالطبخ وهتفت بصوت حاولت ان يكون طبيعي : اهو بعمله، اول ما اخلصه هنادي عليك .

هتف حسني بضيق : طب اخلصي ياختي، نسوان تجيب الهم والقرف .
********************************
كانت ليلى تجلس في سيارة كريم وتنظر للمارة في الطريق وشردت فيما يخبئه لها المستقبل ، هل فعلا كريم يحبها ، هل هو شخص طيب القلب كما يظهر لها ، هي لم تعرف عنه سوا الدكتور كريم الخلوق المحترم ، وبعض من الكلام المسرب عن حياته من الممرضات الاخريات ، تسرب شعور الخوف والقلق الى نفسها ،حتي انتبهت على صوت كريم مناديا اليها نظرت له وهتفت بوجه خالي من التعابير : خير يا دكتور .

ابتسم كريم وهتف : ايه بقولك احنا وقفنا ، ووصلنا قدام المأذون ، وبعدين ايه دكتور دي ،اسمي كريم وبس .

هزت ليلى رأسها بنفي واردفت : لأ حضرتك بالنسبالي دكتور كريم وبس ، معلش لازم يكون في تحفظ في العلاقة .

رمقها بضيق قائلا : طيب يالا ، علشان ندخل للمأذون .
**************************
_ اه وانتي جاية ليه بقى ان شاء الله .

كان ذلك صوت رامي الغليظ ،نظرت له والدته معاتبة ، ثم انتقلت ببصرها لشهد وابتسمت قائلة : نورتيني يا شهد والله كان نفسي اشوفك من زمان .

ردت شهد لها الابتسامة ولكنها لم تكن اكثر من ابتساكه مجامله : الله يخليكي ياخالتي ، وانا كمان نفسي اشوفك .

نهض رامي واردف بغضب : انتي يا بتاعة ردي عليا ، انتي جاية ليه ؟.

انتفضت شهد من جلستها واقتربت منه واشارت له بيديها : بص بقولك ايه اهدى على نفسك كدا ، انت بتكلمني كدا ليه ،هو انا بشتغل عندك ولا ايه .

ذهل رامي من جرائتها في الرد عليه : ايه قلة الادب دي ،انتي ازاي تردي عليا كدا .

رفعت شهد حاجبيها باعتراض : مش انت اللي لسى مكلمني بقلة ادب ، طبيعي هارد عليك بقلة ادب .

جذبها رامي بغضب من مرفقها : انا قليل الادب ، طب واقسم بالله لولا اني عامل احترام لامي كان زمانك دلوقتي مع الاموات .

وقفت صفاء معاتبة كلا منهما : كدا ، دي عمايل ناس كبيرة ، عيب والله .

ترك رامي مرفقها وجلس مكانه : استغفر الله العظيم .

همست شهد لنفسها : مؤمن اوي يا خويا .

رفع عينيه الخضراء نحوها : اهو بصي يا امي بتبرطم وبتقول حاجة عليا .

هتفت صفاء في هدوء : اهدى يا بني ، قوليلي يا شهد ،سميحة مجتش معاكي ليه ؟.

بلعت شهد ريقها بتوتر واردفت : احم ، علشان جوزها طردني من البيت .

عقدت صفاء حاجبيها : ازاي يعني طردك دا بيت ابوكي ، انا فاكرة كويس والدك الله يرحمه لما اشتراه كتبه باسم سميحة علشان تفرح ، بس قالها ان دي شقتك لما تكبري .

هتفت شهد في ضيق : لا ماهو حسني الله يجحمه ، ضحك عليها وخلاها تبيعه له ، وكرشني برا البيت .

ضيقت صفاء عينيها بتركيز : طيب معلش يابنتي ، طردك ليه ، هو لو عاوز كان طردك من زمان ، اشمعنى دلوقتي .

شعرت شهد بالانكسار تمالكت نفسها واردفت : هو اصلا كان بيتلككلي كل يوم والتاني اهانة وضرب وفضايح ، واي عريس بيجلي بيطرده من برا من غير ما اعرف ، بس المرادي بقى جتله على الطبطاب .

هتف رامي بحدة : ليه ايه اللي حصل .

تقلصت ملامح شهد بغضب : علشان صاحبتي ، يعتبر اعز اصحابي ، ابوها اتصل عليها في نص الليل وكان قلقان عليها اكمنها يعني بتشتغل ممرضة في مستشفى ، انا اتصلت عليها واحد زميلها رد وقالي انها تعبانة في المستشفى ولازم اجاي ويستحسن مبلغش والدها ، وليلى دي صاحبة عمري ، نزلت من غير ما حد يحس وروحت وهناك عرفت انها يعني ، احم اتعرضت للاغتصاب وكدا ، فضلت معاها لغاية ما خرجت ، وروحنا البيت ، وحلفتني ما اقول لحد ، روحت نمت صحيت على جوز امي بيضربني ويزعقلي والحارة كلها عارفة الحكاية بس حد محرف فيها وقالو علينا اننا ماشين مشي بطال ، بعدها روحت لليلى استفهم منها مين قال ، طردتني برا البيت فاكراني السبب واني نطقت بكلمة ، مع اني والله لو على رقبتي ما كنت انطق بحرف .

هتف رامي بتهكم : طب مانتي فضحتيها اهو ونطقتي بكل حاجة .

تجمعت الدموع في عينيها : انا مكنتش هانطق لولا ان طردت من بيتي وبقيت في الشارع ملياش مكان ،ولما جيت هنا احتمي فيكو علشان انتو من دمي ، وواجب عليا احكي الحقيقة ،علشان في الاخر ميبقاش اسمي كذابة ، وانتو متعرفوش ليلى ، يبقى مفضحتهاش معاكو ، انا بحكي السبب اللي خلى جوز امي يطردني من البيت ،على العموم عن اذنكو .

هتف رامي سريعا : انتي رايحة فين ، اقعدي هنا ، انتي مش لسى قايلة انك من دمنا يبقى اقعدي هنا معانا ، ليكي مكان تروحيه؟؟ .

هتف شهد بكبرياء : لا ماليش بس ارض الله واسعة .

نهضت صفاء من جلستها : اقعدي يا حبيبتي دا بيتك قبل ما يكون بيتنا ، وبعدين معلش اتعودي علي رامي كدا هو بيغضب بسرعة وبيزعق على طول .

هتف رامي بحدة : هو انا كدا زعقت يعني .

ابتسمت " شهد " سريعا واردفت : خلاص انا مش زعلانة منك انت في مقام اخويا الكبير بردو .

نهض رامي سريعا والتقط هاتفهه ومفاتيحه واردف : انا ماشي يا امي ،اتاخرت على الشغل ،صحي حمزة وفطريه وخليه يذاكر شوية ، ميقعدش على التلفزيون الا لما يذاكر الاول يا ماما .

هتفت صفاء : حاضر يابني .

خرج رامي وانتظرت شهد سماع صوت اغلاق الباب ، ثم نظرت لصفاء : هو كدا وافق اقعد معاكو .

ابتسمت لها صفاء : اه طبعا وافق ، رامي ابني جدع وطيب .

ردت لها شهد الابتسامة : ربنا يخلهولك ، متقلقيش يا خالتي ، انا بس هنام هنا ومتحسوش بيا ،ومن بكرة هانزل ادور على شغل ، مش هاكلفكو حاجة .

هتفت صفاء بعتاب : كدا بردو يا شهد احنا اتكلمنا في كدا ، انتي قولتي بلسانك رامي زي اخوكي الكبير وكمان تشتغلي ايه ، انتي تقعدي هنا تساعديني على حمل البيت .

حمحمت شهد ثم اردفت بفضول : معلش يعني هو رامي ابنك مخلف .

هتفت صفاء بحزن : اه مخلف حمزة عنده ٧سنين ، بس مراته ميتة... بعد ولادة حمزة بيومين جالها نزيف بعد الولادة خطأ دكتور الله يسامحه بقى .

تمتمت شهد بصوت منخفض للغاية : علشان كدا عصبي ، لازم اعذره بردو .
ثم تابعت حديثها بصوت عالي : ربنا يرحمها يا خالتي والله زعلتيني ، المهم انا كنت عاوزة يعني اقولك علي حاجة .

انتبهت لها صفاء قائلة : حاجة ايه يا حبيبتي .

تحدثت شهد باحراج : انا عارفة يعني يا خالتي ان امي استلفت منك ١٠٠٠٠ جنيه ودا مبلغ كبير ، واتهربت من سداده بس يمين الله ما كنت اعرف الا امبارح ، بس انا اوعدك هادور علي شغل وهاسددهم ليكي على طول .

هتفت صفاء بعتاب : اخص عليكي هو انا كنت جبت سيرة فلوس يا شهد وبعدين الفلوس دي دول ورثي من المرحوم جوزي ومكنتش هاعوزهم في حاجة ، انتي شايفا رامي اهو راجل قد الدنيا بيشتغل محاسب في شركة ، وكمان بيفتح مشروع جديد وميمي بنتي مسافرة السعودية مع جوزها ومش محتاجة ، انا لو كنت عاوزاهم كنت طلبتهم ، وبعدين اختي وفي ضيقة عادي ، والله انا نسيتهم.

هتفت شهد بحزن : انتي طيبة اوي يا خالتي ، الا قوليلي انتي لو مكان امي هاتسيبي بنتك ترتمي في الشارع .

صمتت صفاء عقب جملة شهد ، فهى في نفسها عتبت على اختها وضعفها من ناحية حسني ، صمتت لان اجابتها سوف تزيد البعد بين شهد وسميحة .
*********************************
عند زكريا .

اندفع زكريا الى غرفة والدته بغضب واردف : انتي يا ما طردتي ليلى من شقتها صحيح؟؟ .

لوت مديحة شفتيها بتهكم : اه ياخويا طردتها ، علشان يا حنين مترجعش في كلامك وتقولي اتجوزها واستر عليها .

صاح زكريا بصوت جهوري : بس انا لسه منتقمتش منها ، لسى مش شفيت غليلي منها ، بنت ال***** مشيت قبل ما اذلها تاني وتالت ورابع ، مشيت قبل ما اتجوز قصاد عينيها .

ابتسمت مديحة في خبث : ولا يهمك يا حبيبي ، دا انا هاجوزك ست ستها ، وهاجبلك اللي احلى منها وتنسيك ليلى وابو ليلى .

نظر لها زكريا واردف بغل : بنت ال*** كانت مقضياها ياما ، وانا تتمنع عليا ، وتقولي متمسكش ايدي الا بعد كتب الكتاب ، وانا طول الوقت كنت بتقرطس .

رفعت مديحة حاجبيها باعتراض : ولا عاش ولا كان اللي يقرطسك يا حبيبي ، دا انت زكريا باشا موظف في الصحة قد الدنيا ، هي كانت تطولك ، وبعدين هي مكنتش على ذمتك يا زكريا ، دي كانت لسى في بيت ابوها ، كانت بتقرطس ابوها هي ، واهو ربنا عطالها ما في نيتها وابوها مات وانا طردتها شر طردة ، متزعلش يا حبيب امك .

هدأ زكريا نوعا ما ، ف كلام والدته له كان عبارة عن مخدر : بصي ياما ، انتي من بكرة تدوريلي على عروسا وتجوزهالي فاهمة ولا لأ وعاوزها احلى من ليلى مية مرة .

قهقهت مديحة بشر : وحياتك عندي لاخلي الحارة كلها تتكلم عن جمال عروستك وادبها واخلاقها .
**************************
( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ).

رفعت ليلى ابصارها نحو كريم وجدته ينظر لها بسعادة وتتسع ابتسامته ، حاولت جاهدة اخراج ابتسامتها ولكنها فشلت وهبطت مكانها الدموع ، خرجت سريعا من مكتب المأذون وتوجهت نحو السيارة ، حزن كريم كثيرا وانهى اجراءات المأذون ، ثم خرج واستقل سيارته و ادارها دون كلام ، كانت طول الطريق ليلى تبكي بصوت ، وكريم يضغط بيده على محرك السيارة بعصبية ويحاول التحكم في اعصابه ، حتى وصل عند منزله ، اوقف السيارة على جنب الطريق وفتح درج السيارة وجذب منديلا واعطاها اياه في صمت ، اخذته ليلى وازالت دموعها ، ثم تنهدت بصوت عالي ، استدار ناحيتها كريم واردف :
_ ليلى ، والدي كان عارف اني بحبك ، انا طبعا اتصلت بيه وفهمته ان والدك مات وخطيبك سابك ومبقتيش قادرة تدفعي ايجار شقتك وانا عرضت عليك الزواج وانتي وافقتي ، ياريت متجبيش سيرة ال....

قاطعته ليلى بعصبية : خلاص يا دكتور ، متشكرة وفهمت الحكاية .

نظر لها كريم مستغربا : ليلي على فكرة انا مقولتش لوالدي الحكاية دي علشان متحسيش بشفقة من حد ، ولا تحسي انك قليلة ولا تبقي حساسة ، الموضوع دا سر بيني وبينك .

هدأت ليلى قليلا فهي قد توقعت انه يخفي امر اغتصابها خوفا من مواجهة والدة : طيب يا دكتور ، يالا بينا .

هتف كريم بضيق : ليلى ماهو مش معقول قدام والدي تقوليلي دكتور ، علي فكرة احنا هانعيش قدامه زي اي زوجين عاديين ،والدي تعبان ومش عاوز احسسه بحاجة .

توسعت اعين ليلى وهتفت بتلعثم : يعني ايه يا دكتور نعيش زي اي زوجين عادين لا احنا كل واحد فينا ينام في اوضة .

ولاول مرا يغضب كريم على ليلى : انتي بتفكري ازاي يا ليلى ، انا عمال اقولك تعبان ومش عاوز احسسه بحاجة ، وبعدين متخافيش اوي كدا مش هنام جنبك ، هنام على الارض ، في اي زفت ، بس والدي ميحسش بحاجة ، والدي محتاج الهدوء والراحة .

صعدت الدماء لوجه ليلى وهتفت باحراج : احم ، اسفة يا دكتور .

نظر لها كريم بتعجب : تاني!!، دكتور ، ياليلى بقولك قوليلي كريم ، بصي ما بينا قولي دكتور وقدام بابا قولي كريم ، اوك .

هتفت بنبرة مهزوزة للغاية ، خائفة مما تقدم عليه: طيب .
***********************************
عاد رامي من عمله مرهق ، اخرج مفاتيح البيت وبعدها رجع في قراره تذكر وجود شهد بالداخل ابتسم ابتسامة لطيفة وهادئة ولكنها سرعان ما اختفت عندما تذكر امر ما ،قام بالضغط على جرس الشقة ، وما هي الا ثواني معدودة حتى فتحت له والدته .

_ رامي، انت اللي بترن ، مفتحتش ليه ؟.

هتف رامي بتعب : علشان اللي اسمها ايه دي لتكون قالعة الطرحة .

_ اسمي شهد يا عم رامي .
كان ذلك صوتها المفاجئ من خلف والدته .

نظر لها باندهاش : عم رامي!!!.

استدارت بخفة قائلة : اه فكك كدا مالك متنشن ليه ؟.

اختفت من تحت بصره ، امال على والدته وهمس : هي مالها يا امي واخدة البيت لحسابها ، انا شايف ما شاء الله رايحة جاية والدنيا حلوة .

ضحكت صفاء وهمست : اسكت دي عسل ، انا شوفتها الصبح وقولت نكدية ، لقيتها فرفوشة وبتحب الضحك ، دي طابخة بايديها النهاردة ، وحمزة كمان اتعلق بيها بسرعة .

هتف رامي بضيق : طابخة ، يا امي قولتلك مبحبش آكل من ايد حد غيرك ، بقرف .

نظرت له صفاء واردفت بعتاب : عيب يا ابني ، دي مهما كان بنت خالتك .

رفع رامي حاجبيه ببرود : هو انا شتمت فيها ، انا بقولك بقرف يعني دا طبع فيا .

_ متخافش بغسل ايدي كويس ، واكلي نضيف ، بكرة تتحايل عليا اعملك اكل كل شوية .
قالت كلامها وذهبت مرة ثانية الى المطبخ ، بينما ابتسمت صفاء ، نظر لها رامي بحدة : ماهو مش اسلوب دا يا امي ، اقول كلمتين الاقيها نطالي وبترد .

تجاهلت صفاء كلامه واردفت : بقولك ايه روح يالا خد الشاور بتاعك و يالا علشان نتغدى .
*********************************
وقفت في تلك الغرفة الواسعة ، التي تقريبا حجم منزلها مرتين ، مصممة بشكل عصري ، كل شئ مهندم وفي مكانه ، وهذه اول عادة عرفتها عن كريم ، او الدكتور كريم وهي النظام ، وضعت حقيبتها على جنب وجلست علي الاريكة بجانب النافذة ، حتى دلف كريم ، ونظر لها مستفهما : انتي قاعدة ليه كدا ؟.

نهضت مرة اخرى وهتفت بتوتر : يعني ، مش عارفة اعمل ايه ؟.

ابتسم لها كريم واردف بلطف : تعملي ايه في ايه ، خدي يالا شاور ، وغيري هدومك ، ولما تخلصي نروح لبابا في اوضته تتعرفي عليه وتقعدي معاه .

تلعثمت في كلامها : اه ، ماشي ، حاضر .

ذهبت بخطوات متعثرة نحو الحقيبة وجدته سابقها ورفعها علي السرير وقام بفتحها ، ثم اردف : انا هادخل اغير في الاوضة دي ، وبليل ابقي رصي هدومك فيها .

ضيقت عينيها بتركيز : ارص هدومي فيها ازاي مش فاهمة .

هتف كريم بجدية : بصي ياستي بقت موضة اليومين دول بدل الدولاب يعملو غرفة متقسمة كدا وفيها مرايات وتبقى اوضة اللبس .

لوت شفتيها بسخرية : ليه يعني وماله الدولاب اشتكى .

ضحك كريم بخفة : والله ما عارف موضة بقى .

تحركت نحو حقيبتها ، واخرجت ملابسها البسيطة على استيحاء ، ثم دلفت الى المرحاض ، مغلقه على نفسها جيدا ، لا تعرف لماذا تفعل هكذا ، ولكنها شعرت في يوم وليلة بعدم الامان ، افتقدت احساسه بوفاة والدها ، مهما كان لطف كريم معها ، يجب عليها الحذر ، خلعت ملابسها بتوتر ، وفتحت المياه الدافئة ، واخذت حمامها ، ثم لبست هدومها والتي كانت عبارة عن جيب سوداء اللون وبلوزة سوداء ، قامت باحكام حجابها جيدا ، ثم خرجت من المرحاض بإحراج وجدت كريم يجلس على الاريكة ، يلعب في هاتفهه ، رفع بصره نحوها وابتسم ، حتى تلاشت ابتسامته وحل محلها العبوس : انتي ليه لابسة الطرحة يا ليلى .

وضعت ليلى يديها تلقائيا على حجابها : امال ؟ملبسهاش ليه؟ .

نهض كريم واتجه نحوها : وتلبسيها ليه اصلا ، انتي في بيتي ومفيش راجل غريب .

ردت ليلى سريعا : انت غريب .

رمقها كريم باندهاش عقب جملتها : انا غريب ، انا جوزك يا ليلى .

نظرت له ليلى بتحدي : على الورق .

نظر لها كريم بغضب : مفيش حاجة اسمها علي الورق ، دا كله كلام فارغ ، انتي قدام ربنا مراتي شرعا وقانونا ، اما بقى حكاية حقوقي الزوجية انا راجل يا ليلى عمري ما اخدها منك غصب عنك ، او مش برضاكي ،علشان احنا مش حيوانات ، ياريت كلامك دا ميتكررش تاني ، انا حافظ حدودي كويس ومش هاتعدها ، بس ياريت انتي كمان تحافظي علي منظري قدام نفسي وقدام والدي ، انا مش كل شوية هاطلب منك تتصرفي ازاي ، انتي كبيرة وفاهمة ، عن اذنك ، اوضة بابا اخر الطرقة يمين .

تحركت ليلى نحو المرآة ، ثم نظرت لنفسها ، ترقرقت الدموع في عينيها : هو ليه مفيش حد فاهمني ، محدش حاسس بيا ، محدش حاسس باللي مريته ، محدش حاسس انا عيشت ايه مع الحيوان دا ، انا كنت بتمنى الموت في اللحظة دي بس مموتش ، انا فقدت اعز حاجة البنت بتملكها ، يارب ،انت وحدك حاسس بيا ، انا مش عارفة اتكلم ، ولا اطلع اللي جوايا ، يارب انا مش قد صدمة تانية في كريم ، كفاية عليا صدمة موت ابويا ، وصدمة زكريا ،و ، وشهد ، شهد اللي خانتني وفضحتني ، انا مش مسامحها ، مش مسامحها ابدا .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي الفصل الثالث

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رووووووووووووووعة

مااجمل طرحك الراقي
ننتظرجديدك بشوق
زهور اللوتس والنرجس لك
ولك مني اجمل واعذب

التحايا

إظهار التوقيع
توقيع : حنين الروح123
#5

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة


البارت الرابع .

كانت تقف بهمة ونشاط في المطبخ وتقطع الخضروات للاعداد السلطة، لقد علمت من خالتها مسبقا ان رامي يعشق السلطة بجانب الطعام، شردت بذهنها الى ليلى، اين ذهبت وما حل بها، لم تنتبه للسكين الحاد الذي بيديها، جرحت نفسها واصدرت آه خفيفة اثر جرحها، اسرعت نحو الماء، وفتحت الصنبور، وحاولت تنظيف يديها، تنهدت بتعب واردفت بهمس : جيب العواقب سليمة يارب، يارب احميها دي غلبانة وحزينة، وملهاش حد، يارب كون معاها وابعد عنها الشر .

انتبهت على صوت حمزة : بابا الحق شهد عورت نفسها بالسكينة وفي دم بينزل منها .

هتفت سريعا : لا يا حمزة انا كويسة .

اندفع رامي لداخل المطبخ بقلق : سكينة ايه اللي عورتي نفسك بيها، اوعي كدا ايدك .

سحبت شهد يديها بسرعة : مفيش حاجة في ايدي، دي تعويرة بسيطة .

جذب رامي يديها بغضب وادارها حيث الجرح وطلب من والدته علبة الاسعافات، قام بتنظيف اصبعها، تسربت الدماء الى وجه شهد من فرط الاحراج، انهى رامي عمله وقام بغسل يديه واردف بحدة : مبتعرفيش تدخلي مطبخ قولي، محدش غصبك تدخلي .

سرعان ما غضبت شهد من هجومه : لا بعرف ادخل المطبخ، وشاطرة كمان.

نظر لها بتهكم وقال : امال حضرتك عورتي نفسك ازاي يا شاطرة .

تقلصت ملامح شهد بغضب واردفت : انت بتكلمني كدا ليه، ماتهدى على نفسك شوية .

كان على وشك الرد ولكن فاجأه امتنع عن الرد وامر حمزة بالخروج من المطبخ والذهاب الى غرفته، وقفت صفاء على اتم الاستعداد لتدخل في الوقت الحاسم، انتظر رامي ثواني حتي خرج حمزة، ثم اندفع بغضب نحو شهد واردف بغيظ: بقولك ايه انا هنا ليا احترامي، اياكي ثم اياكي تفكري تقلي مني، هاديلك فوق دماغك، مش على اخر الزمن، هاتيجي انتي وتهزقيني قدام ابني واسكتلك مثلا .

اقتربت شهد وقالت بتحدي : طيب كويس انك عارف اني هزقتك .

اصطبغ وجه رامي باللون الاحمر واتسعت عينيه من وقاحتها : انتي واحدة..... .

قاطع حديثه صوت صفاء الحازم : كفاية يا رامي، كفاية انتو الاتنين، ايه داخلين حرب، اعتذري يا شهد لرامي، مش رامي دا في مقام اخوكي الكبير بردو

قالت حديثها الاخير بغمزة خفيفه من عينيها، انتبهت لها شهد على الفور حاولت كتم ضحكتها...
نظرت له مردفه بحزن مصطنع : صح انا اسفة يا رامي يا اخويا .
*****************************
_ ما شاء الله جميلة زي ما وصفك ليا كريم بالظبط .

تسربت الدماء الى وجه ليلى واخفضت بصرها على استيحاء، لا تعرف شعورها بالاحراج من حديث والد كريم السيد " جمال"، ام محرجة من نظرات كريم لها، ساد الصمت في الغرفة، نظر جمال لكريم نظرة ماذا بها، حرك كريم شفتيه دون اصدار صوت ( مكسوفة ) .

هتف جمال وقال : بقولكو قومو نامو، انا اخدت دوا واتعيشت وخلاص هنام .

هتفت ليلى بتعجب : بس لسى بدري.

ابتسم جمال بلطف : لا انا راجل كبير ودقة قديمة وبنام بدري .

نهض كريم من جلسته وذهب باتجاه ليلى وقام بمحاوطتها بيديه : طيب يا بابا تصبح على خير .

اخذها كريم وخرج من الغرفة، وفور خروجهما ابتعدت ليلى بسرعة، نظر لها بضيق واردف : لدرجادي مش طايقة لمستي يا ليلى .

تحدثت ليلى بصوت منخفض للغاية : وانت لدرجادي مش حاسس انا حاسة بايه، انت دكتور، ومش دكتور عادي، دكتور نسا وتوليد، يعني انت عارف احساسي كويس، ولو مكنتش عارفه، احب اعرفهولك يا دكتور كريم، انا بقيت كارهة اي راجل، واي نظرة من راجل واي لمسة، او حتى اي همسة، سواء بقى الراجل دا انت او غيرك، كلكو واحد .

نظر لها بغضب ، ثم تجاهلها ودلف غرفته، حدقت هي في اثره وغمغمت : يوووه شكلي عكيتها ولا ايه، بس انا صح لازم يعرف حدوده كويس .
*******************************
في منزل رامي المالكي .

قهقهت صفاء بصوت عالي : يالهوي عليكي يا شهد، والله دمك خفيف .

اتسعت ابتسامة شهد واردفت : ماهي تستاهل ياخالتي، جاية تتنصح عليا، قمت مديها ام حسين الهبلة دي، فاكرة هاتضحك عليا، دا ولاهي ولا عشرة زيها .

ربتت صفاء علي يد شهد : بتفكريني بابوكي، كان يحب الحق زيك .

تلاشت ابتسامتها، ثم ترقرقت الدموع في عينيها وقالت : حتى عم احمد كان طيب وغلبان اوي يا خالتي، موته كسر حاجة جوايا، كان بيسمعني لما جوز امي يجي عليا، كان بيقويني، يعز عليا انه مات وفاكر اني فضحت بنته، انا مش كدا يا خالتي، انا لا يمكن اخون حد اكلت معاه في نفس الطبق .

صمتت صفاء عقب حديث شهد، ازالت شهد دموعها بطرف كم ثيابها ورفعت صينية الشاي واردفت بهدوء : ننسى بقى الزعل، من وقت ما جيت وانا منكدة عليكو، هاروح اطلع الشاي لرامي .

قالت صفاء : طيب روحي اوضته، وانا هاكلم ميمي بنتي على النت .

وقفت شهد على عتبة باب غرفة رامي، وتنفست بهدوء وقالت لنفسها : عامليه حلو يا شوشو، دا مهما كان اكبر منك وعيب، اي نعم هو رخم، ودمه تقيل بس هاعمل ايه، وعلى رأي المثل، ايه اللي رمك علي المر اللي امر منه .

طرقت الباب بهدوء، سمعت صوت رامي يأمرها بالدخول، دلفت بهدوء رأته يتحدث في الهاتف، اشار هو الى المنضدة، لكي تضع الشاي عليها، ذهبت ثم وضعتها ولكنها لم ترى تلك الاقلام الموضوعة بعشوائية على المنضدة، تحركت الصينية ثم وقع الشاي على الاوراق، انتبه رامي الى صوت كسر كوب الشاي، استدار بسرعة، جحظت عيناه، القى الهاتف من يده، ابتلعت شهد ريقها بخوف، وارتدت الى الخلف .
*****************************
في منزل كريم

بدل كريم ثيابه... بثياب مريحة، ثم وضع الغطاء على الاريكة، وخرج من الغرفة، في نفس وقت خروجه، خرجت ليلى من المرحاض، لاحظت الغطاء الموضوع على الاريكة، ذهبت باتجهاها وجلست عليها حتى دلف كريم مرة اخرى بصحن من السندوتشات ووضعه امامها وقال :

_ كلي، انتي تقريبا طول اليوم مأكلتيش حاجة .

نظرت للاكل، ثم رفعت بصرها لكريم واردفت بصوت هادئ : هو انت زعلان مني يا دكتور، انا حقيقي مقصدتش الكلام دا، بس، بس انا..... .

اقترب كريم اكثر من ليلى وابتسم : انا حاسس بيكي وبأحساسك، ليلى انا معاكي لغاية اخر نفس فيا، هاخليكي تحبيني، زي ما انا بحبك.

دق قلبها بعنف وتوترت وقالت : طب ممكن انام.

همس كريم وقال : طيب كلي الاول، وبعدين روحي نامي على السرير، انا هنام على الكنبة .

هرب الكلام من على شفتيها وابتعدت ببصرها عنه، انفاسه الساخنة لفحت وجهها، ادت الى توترها، سحقا للايام، سحقا للظروف، من هي ليلى، مجرد فتاة، تعمل كممرضة في المشفى، فتاه فقدت اعز ما تملك في ثواني، ومن امامها اوسم رجل، واحن رجل، ولكن تلك الحادثة تركت اثر في نفسها، تركت الضعف، وعدم الامان، والخوف، خسرت نفسها، خسرت ابيها، خسرت بيتها، خسرت كل شئ ذاك هو شعورها، شعور صعب التغلب عليه .
******************************
_ ما خلاص بقى، مكنش شوية ورق وقع عليه شاي .

تقلصت ملامحه بغضب عقب جملتها : تعرفي انا نفسي اعمل فيكي ايه، نفسي اموتك، انتي ضيعتيني .

رفعت حاجبيها ببرود وقالت : تموتيني علشان شوية ورق .

فتح رامي باب الغرفة، ثم صاح بصوت عالي : ماماااا.

دلفت صفاء على اثر صوته : في ايه يا رامي .

اشار لها رامي بغضب على الورق وقال : شوفتي ست الحسن والجمال هببت ايه، كبت الشاي على الورق بتاع المشروع .

زمت صفاء شفتيها بضيق : معلش يا رامي، اكيد غصب عنها .

زفر رامي بضيق واردف : بصي خليها ملهاش دعوة بيا ولا تكلمني ولا كاننا شايفين بعض من الاساس .

رمقته باندهاش عقب جملته : يالهوي دا العقل زينة والله، مكلمكش علشان شوية ورق ممكن يتكتب تاني .

ضحك رامي بسخرية : ماهو انا اقولك ايه وانتي واحدة جاهلة مش فاهمة، دا ورق مشروعي اللي عندي اهم من واحدة زيك .

رمقته بغضب، ثم تركت الغرفة دون كلمة واحدة .

رفع رامي حاجبيه ببرود و قال : مالها دي، اتقمصت مرة واحدة ليه ؟.

هتفت صفاء بعتاب : ينفع يا رامي تقولها جاهلة، دي كلمة تقولها .

اتسعت عيني رامي باندهاش : هو انتي ايه يا ماما، يعني كبت الشاي على الورق اللي بقالي شهور بعمل فيه وانتي تقوليلي، بتقولها كدا ليه .

جلست صفاء بهدوء : اقعد يا رامي، عاوزة اتكلم معاك .

جلس رامي امامها وقال : خير .

قالت صفاء بحذر من ردة فعله : ميمي اختك كلمتني، والدكتورة حددت معاد ولادتها كمان شهر، ويعني قالتلي طه جوزها هايحجزلي علشان اسافرلها.

عقد رامي حاجبيه واردف : تسافريلها ليه ؟.

تنهدت صفاء وقالت : علشان يابني اكون معاها وقت الولادة وكمان بعد الولادة وارعى بناتها، انت عارف كويس ظروف طه الايام دي والشركة بتنزلهم على غلطة، وهو محتاج يركز علشان يثبت نفسه كويس، ولو نزلها محتاج فلوس كتير اوي ليها ولبناتها .

قال رامي بضيق : طيب وانا يا ماما ومشروعي وحمزة محتاج اللي يراعيه، هاتسيبنا ازاي .

ردت صفاء سريعا : ماهي شهد اهي ما شاء الله عليها هاتاخد بالها منكو .

هتف رامي بذهول : انتي عاوزة تسيبنا مع شهد دي لوحدنا، لا يا امي مينفعش وبعدين تاخد ايه، دي بقالها يوم واحد، وعمالة تعمل في كوارث في البيت .

اردفت صفاء بعتاب : اخص عليك يا رامي امال نرميها في الشارع ، وهي ملهاش مكان، وبعدين يابني دي ظروف غصب عني، اول بس ما ميمي تشم نفسها وتشد حيلها هاتلاقيني جاية، بص يا رامي انا هاسافر السعودية لاختك، بس هاحملك امانة في رقبتك ليوم الدين وهي شهد، امها سمعت كلام جوزها حسني الكلب وطردوها من بيت ابوها، هي اه هبلة وتبان شعنونة بس من جواها غلبانة وضعيفة، وبعدين يا رامي احنا واجبنا نحافظ على لحمنا ودمنا، عاملها زي ميمي اختك .

كان على وشك الرد لولا طرق الباب ودخول شهد وفي يديها حقيبتها نظرت له بضيق، ثم حولت بصرها لخالتها واردفت : خالتي انا هامشي بقى، شكرا على حسن ضيافتكو ليا .

هتف رامي سريعا : تمشي تروحي فين ؟.

تجاهلته شهد ووجهت حديثها لصفاء وقالت : بلاد الله واسعة يا خالتي، هادور على مكان اقعد فيه ومتهنش فيه .

انتفض رامي من جلسته وهتف بحدة : بقولك يا شهد بصيلي وانا بكلمك، انا موتي وسمي اللي يتجاهلني .

نظرت له بتحدي واردفت : كان في حد عزيز على قلبي علمني حكمة، قالي اللي يهينك يا شهد مترديش عليه الاهانة، اتجاهليه ودا اقوى رد له .

اقترب رامي واردف بتحدي مماثل : طب كويس انك عارفة اني هنتك .

هتفت شهد سريعا بذهول : انت بتردهالي !.

غمز لها رامي بخفة وابتسم : روحي ارجعي على اوضتك وبطلي جنان، تروحي فين ياعسل، بصي من اليوم اللي دبت رجلك فيه في البيت دا، مش هاتطلعي الا على بيت جوزك .

ابتسمت صفاء بلطف : خلاص بقى يا شوشو، وبعدين مين هاياخد باله من رامي و حمزة وانا مسافرة .

هتف شهد سريعا بفضول : ليه هو انتي هاتروحي فين يا خالتي ؟.

دفعهم رامي خارج الغرفة وقال : لا اتكلمو برا براحتكو، انا ورايا شغل كتير ولازم اخلصه.
******************************
تقلبت ليلى في الفراش يمينا ويسارا، عينيها لم تذق طعم النوم لمدة يومين، حتى النوم يجافيها، تنهدت بصعوبة، نظرت لكريم وجدته مستغرقا في نومه، قامت بهدوء من الفراش وخرجت بهدوء من الغرفة، نظرت في ارجاء المنزل الضخم، ابتسمت بسخريه، سألت نفسها هل هذا تعويض عن ما حدث لها، ام انها سوف تعيش خسارة ثانية، سمعت صوت يتحدث بهدوء، تحركت نحو مصدر الصوت، اكتشفت انه خارج من غرفة والد كريم السيد " جمال "، طرقت الباب بهدوء ودلفت، وجدته ينظر لصورة في يديه والدموع تسيل من عينيه، شعرت ليلى بالاحراج لدخولها فهتفت : اسفة يا عمو، بس سمعت صوتك، كنت بحسب محتاج حاجة .

اشار لها ان تاتي دون ان يزيل دموعه، تقدمت نحوه ووقفت على مقربة منه، اشار لها مرة ثانيه ان تجلس بجانبه، شعرت بالتوتر ثم جلست، رفعت بصرها نحو تلك الصورة التي في يديه، وجدت امراءة غاية الجمال، ممكسة بطفل صغير يضحك بسعادة، انتبهت على صوته قائلا : دي ام كريم، ناني، ودا كريم وهو صغير .

نظرت له ليلى باستغراب واردفت : اسمها ناني كدا علي طول .

ابتسم جمال بحب : اه كان اسمها الحقيقي، كانت تحب اسمها اوي، لدرجة هنا في سلاسل باسمها باشكال دهب وفضة، وصتني اشيلهم لبنت كريم، ووصتني كريم لما يتجوز ويخلف بنت، اخليه يسميها ناني، ويديها السلاسل دي ليها .

حركت ليلى اصابعها على وجه ناني والدة كريم واردفت : شكلها كانت طيبة .

هز جمال رأسه مؤكدا : طيبة اوي، طب اقولك كانت اختي كريمة تدايقها بالكلام وكانت تضحك في وشها ولا تزعل ولا تشتكيلي، تعرفي ماتت وكريم عمرة ١٠ سنين، عاش عمره من غير ام، دايما يشوفها في الصور، تعرفي وهو صغير كان بيجي ياخد صورها ويقعد في اوضته يتكلم معاها، بس لما كبر، بطل يعمل كدا، معرفش نسيها ولا زهق .

ترقرقت الدموع في عينيها : مفيش حد بينسى ابوه وامه، بس تلاقيه مشغول بالحياة، بس هاتلاقيها جواه، محفورة جوا قلبه .

هتف جمال بأسف : انا أسف يا بنتي، نسيت اعزيكي، البقاء لله .

اندفعت ليلى نحو حضن جمال وبكت واردفت بصوت متقتطع : انا، تعبانة اوي، ابويا ، مات، سندي، مات .

ربت جمال على رأسها وحدثها : اهدي يا بنتي، دا قضاء ربنا، احنا مش في ايدينا حاجة، مسيرنا هنموت ونشوف كل اللي بنحبهم، وبعدين ربنا بيقطع من هنا وبيوصل من هنا، ربنا اخد منك ابوكي، وعوضك بكريم، كريم ابني حنين اوي وبيحبك اوي يا ليلى، كان بيجي يحكلي عنك وعن جمالك و ادبك، بس دايما كان حزين علشان خطوبتك الاولى، بعدها جه وقالي ان خطيبك فسخ خطوبته معاكي.

تلعثمت ليلى وقالت : اه، ماهو بعد موت بابا، محدش من اهله جه عزاني ودايما امه بتعاملني وحش اوي، وهو مكنش مهتم لموت والدي وكدا، وبعدين كريم لقيته بيقولي يتجوزني الصراحة استغربته اوي، لانه والدي كان لسه متوفي .

هتف جمال موضحا: ماهو حكالي عنك، وانا قولتله لو بتحبها اتجوزها متسبهاش لوحدها يا كريم، هاتها هنا وهي هاتحبك واحدة واحدة .

اردفت ليلى كاذبة : اه ماهو طردوني من الشقة وانا وافقت لان كنت عارفة ان كريم بيحبني .

وضع جمال كفيه على وجنيتها : مالك يابنتي وشك بقى كله احمر ليه .

اردفت ليلى بتوتر : مش عارفة، انا هاقوم اغسل وشي وانام.

ابتسم لها جمال : طيب تصبحي على خير .

هتفت ليلى وهي تغلق باب الغرفة : وانت من اهله .
وقفت خارج الغرفة تنظم انفاسها المضطربة اثر كذبها المتواصل على والد كريم، هتفت لنفسها : بدأتي تكذبي يا ليلى وكل دا خوف من فضحيتك .
*******************************
حاول رامي النوم ولكنه لم يستطيع، فتح نور الاباجورة الموضوعة بجانبه، وجلس نصف جلسة، وتنهد بضيق ثم هتف : اطلعي من دماغي بقى يا شهد، ياريتك ما جيتي ولا شوفتك تاني .
( فلاش باااااااك )..
اوقف رامي سيارته جنبا وترجل منها وتحدث في الهاتف : خلاص يا ماما فهمت، لو جوزها شوفته مكلموش، يالا اقفلي بقى علشان انا داخل على العمارة.
اغلق رامي مع والدته، ثم دخل العمارة وصعد اول الدرج، ونظر في هاتفه، وجد كثير من الاتصالات، وكانت من زوجته اميرة، ثم شعر رامي باصطدام جسد صغير به، رفع بصره وجدها فتاة، سبحان من صورها، ملامحها رقيقة، انفها صغير، فمها مكتنز، وخصلاتها السوداء المتمردة من حجابها، خمرية البشرة، انتبه اخيرا على صوتها .

_ انت يا اخينا هاتقعد كتير تتأمل فيا .

حمحم بحرج وقال : احم، معلش، اعذريني كنت باصص في التليفون .

_ لأ عادي، بس ابقى ركز بعد كدا .
ولمرة اخرى شرد رامي في ملامحها حتي انتبه لصوت ضحكتها مع فتاة اخرى .
_ دايما كدا يا شهد متأخرة .
ضحكت شهد : اه التأخير مرض فيا .
‏حدق في اثرها وغمغم : شهد .
‏رفع ‏ ابصاره للطابق العلوي، ثم صعد الدرج المتبقي و طرق الباب، مرت ثواني، وكانت سميحة تفتح الباب، دلف رامي وبعد السلامات والمحادثات البسيطة والسؤال عن حالها، والاطمئنان عليها، تفاجئ بنفسه يسألها : هي مين شهد يا طنط .

ضحكت سميحة : يووه، انت شوفتها .

ضيق رامي عينيه بتركيز وقال : اه تحت، كانت بتضحك ونازلة من هنا .

هتفت سميحة موضحة : اه اصلها رايحة المكتبه لعم احمد ، بتشتغل شغلانة خفيفة كدا علشان متحتكش بحسني جوزي، اصلها ولا بطيقه وهو ولا بيطقها .
ثم تابعت : هي كلمتك على السلم .

هز رامي رأسه بنفي واردف بحرج : اصل خبطت فيا على السلم وبعدها جت صاحبتها وضحكت معاها ومشيت .

ابتسمت سميحة : اه ملحقتش يعني تتعرف عليها، شهد دي شعلة نشاط وحركة، متعرفش تقعد هادية كدا ومطيعة، علي طول بتناغشك، هي من صغرها كدا،
ثم استطردت بحزن : انت عارف ابوها كان دايما يقولي شهد دي المفروض كنت اسميها في شهادة الميلاد
شهد الحياة .

باااااااااااك

عاد رامي من ذكرياته، ثم ابعد الغطاء وقام، ذهب نحو مكتبه وفتح درجه، ثم اخرج مجموعة اوراق، مكتوب بها بالخط العربي بحث كثيرا حتي رأها، اخيرا، الورقة التي كان قد كتب فيها اسمها، نظر لها وابتسم واردف بحب : شهد الحياة، واي حياة، الورقة دي كتبتها يوم ما روحت وشوفتك وكان وقتها من ٨ سنين، عمرك ما روحتي من بالي ولا ملامحك فارقتني ولا اسمك فارقني .
&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي البارت الرابع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#6

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

روايه ( شهد الحياة ).
البارت الخامس .

نظرت له وبكت بكاء مرير: يعني يابابا انت مش زعلان مني .

اقترب منها والدها وازال دموعها : لا يابنتي مش زعلان منك، دا انتي ليلى، بنتي حبيبتي، انا لا يمكن ازعل منك.

اتسعت ابتسامتها واردفت : خلاص خدني معاك يا بابا، انا عاوزة افضل معاك، مش عاوزه اسيبك ابدا.

نظر لها بحنان وقال : لأ، يا ليلى، دا مكانك، كريم مكانك يابنتي، انا خلاص مبقتش موجود .

عبست قليلا وقالت : لا يا بابا مكانك مكاني، حتى شوف انا مبسوطة وفرحانة ازاي .

اقترب منها والدها وجعلها تستدير للجهة الاخرى، وقف خلفها واردف : بصي هناك كدا يا ليلى، دا بقى بيتك انتي وكريم، ايوا دا اللي منور وشكله حلو دا .

عبست ليلى قليلا ثم نظرت بدقة الى هذا البيت، وجدت حديقته مظلمة للغاية : بابا بس جنينته مضلمة اوي انا اخاف ادخله .

قال والدها بهدوء ولطف : ليلى دا بيتك، العش الحلو اللي هاتبنيه مع كريم، هاتقابلكو عقابات كتيرة اوي، لازم بحبكو تتغلبو عليها، هاتقعو وتقفوا تاني، وواحدة واحدة الجنينة هاتنور وهاتبقى احلى من البيت .

صمتت ليلى قليلا تتامل جمال المنزل ثم استدرات بسرعة لم تجد والدها، التفت حوالها بقلق وصاحت : بابا، انت فين، بابا، بااااااا .

فتحت ليلى اعينها ودموعها تسيل على وجنيتها، صدرها يعلو ويهبط بسرعه، وجدت كريم امامها، يمسد على شعرها برقة ويهمس لها : اهدي يا ليلى دا كابوس، اهدي .

انتفضت ليلى من نومتها وجذبت الغطاء بعنف عليها، وقالت : انت عاوز مني ايه، ابعد عني.

رمقها بتعجب ثم ادرك انها كانت تحلم بكابوس فاردف بهدوء : انا هاعوز منك ايه، انا شوفتك بتنهجي وبتستندجي بوالدك، قولت يمكن دا كابوس، حاولت اصحيكي بس .

ترقرقت الدموع في عينيها، وماهي الا ثواني قليلة وبكت بشدة، حاول كريم الاقتراب، ولكنه تراجع واخذ مسافة حتي لا تخاف منه : ليلى اهدي، انا لايمكن اذيكي والله .

ازالت ليلى دموعها واردفت بتلعثم : انا اسفة، اسفة، مكنتش اقصد .

ابتسم كريم وقال : متتأسفيش، يالا قومي جهزي نفسك علشان نطلع نفطر مع بابا .

أومأت ليلى بالموافقه واردفت بخفوت : ماشي .
*********************************
في منزل رامي المالكي .

وضعت شهد بقية الصحون على المائدة، وصاحت بصوتها : يالا يا خالتو، انا حضرت الفطار .

اقبل عليها رامي عابسا : هشش، وطي صوتك، في حد يعلي صوته كدة على الصبح .

رفعت حاجبها ببرود واردفت : يافتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، هو ايه بنام بمشكلة ونصبح بمشكلة .

ابتسم رامي باستفزاز وقال : تعرفي انا مش هتخانق معاكي، عارفة ليه، علشان معكرش مزاجي على الصبح .

ضحكت شهد بسخرية : اصمالله على مزاجك .

عبس رامي قليلا واردف : امال حمزة فين ؟.

قالت شهد بفخر : انا صحيت الصبح بدري ولبسته وعملتله سندوتشات ونزلت سلمته لباص بتاع المدرسة .

قال رامي بضيق : وازاي ميجيش يصبح عليا وياخد مصروفه مني .

اشارت لنفسها بفخر واردفت : انا سدادة، انا مكانك .

انتفض من مكانه واردف بغضب : يعني ايه انتي مكاني، انا ابوه ياخد مصروفه مني، يدخل يشوفني قبل نزوله المدرسة .

صاحت بضجر : والنبي بلاش دوشة على الصبح، انا مش بقولك العدوان الثلاثي قام تاني على مصر علشان تتعصب كدا، دا انا بقولك الواد لبسته ونزلته واخد مصروف، عادي يعني مش فارقة، وبعدين اسكت، خلينا مكتومين بلاش فضايح .

نظر لها رامي بتعجب وقال : مكتومين ليه ان شاء الله، وفضايح ايه دي، ما تتكلمي عدل .

ابتسمت بخبث ثم اردفت ببراءة مصطنعة : يالهوي انت مش فاكر، دا احنا قعدنا نخبط، نخبط ونقولك اصحي يا رامي، وانت ولا هنا، دا غير طبعا صوت شخيرك معرفناش ننام منه .

اشار رامي بصدمة على نفسه وقال : انا!!! .

هزت رأسها مؤكدة وقالت : اه انت، لا حرام بجد صعبت عليا ، المهم انا رايحة اعمل القهوة لخالتي .

ثم توقفت في منتصف الطريق وضرب بكفها على جبهتها قائله : اه من حق حمزة بيبعتلك البوسة اللي على الهوا دي .

ارسلت له قبلة له على الهواء ، تجمدت انفاسه اثر حركتها البسيطة، والتي كانت بالنسبه له مثيرة، تنهد بصعوبة وقال لنفسه : ربنا يصبرني عليكي يا شهد، اصل انتي بالطريقة دي هتلبسيني في الحيط .
***************************
كانت صفاء جالسة في غرفتها وممسكة في يديها الهاتف ترى ميمي ابنتها صوت وصورة على احد برامج الانترنت، ضحكت صفاء بخفوت واردفت : اسكتي دول هايولعو في بعض، مبيعرفوش يقعدو الا لما يتخانقو.

قالت ميمي بخبث : ايوا بقى يا ماما وما محبة الا بعد عدواة .

ابتسمت صفاء بسخرية : لا انسي يا ميمي، اخوكي خلاص هايعيش عمره كدا، يالا بقى الله يجازي اللي كان السبب .

قالت ميمي بضيق : لا يا ماما استغفري ربنا اللي كان السبب روحه طلعت لربنا، وبعدين ما اتزعليش مني، رامي اخويا مأفورها اوي .

قالت صفاء موضحة : لا والله يا ميمي، انا كنت حاضرة وسامعة كل حاجه، واي حد مكانه هايعمل كدا يابنتي.

هزت ميمي رأسها برفض : لا يا ماما، اصل خلاص اللي مات مات، والحي ابقى من الميت، ورامي لو فكر يعملها ويتجوز، هو كدا مش هايعمل حاجة تغضب ربنا بالعكس، وبعدين لازم يفكر في مصلحته ومصلحة ابنه شوية .

تنهدت صفاء بقلة حيلة : ادعيله يا ميمي ربنا يهديله حاله .
******************************
في منزل زكريا .

دلفت مديحة الي غرفه زكريا، وجلست على طرف الفراش وقالت : اصحي يا زكريا، يالا علشان تروح شغلك .

تململ زكريا في فراشه واردف بضيق : مش عاوز اروح كلمتهم وقولتلهم هاخاد اجازة .

لوت مديحه شفتيها بتهكم وقالت : يوووه و دا كله علشان ايه، اوعى تكون يا واد يا زكريا محروق على المخفية اللي اسمها ليلى .

نهض زكريا وجلس نصف جلسة وقال : اه يا ما، انا محروق، بس عارفة ليه، علشان ملحقتش اخاد بتاري منها، انتي اتسرعتي وطردتيها .

لكزته مديحة في كتفه وقالت بغل : دا احسن حل ولا اتسرعت ولا حاجة، خليها تمشي من هنا وتقعد في الشوارع، وكلاب السكك تنهش في لحمها، وبعدين انا طردتها علشان اقعدك في بيتها، انا اخدت شقتهم من ام حسين ، وقبضت الجمعية وهابيع تلات فرد غوايش بتوعي، وهاوضبها احسن توضيب، هاجوزك فيها ومعاك احلى عروسة .

ابتسم زكريا بسخرية : وفين العروسة بقى .

غمزت له مديحة واردفت : عندي .

زكريا بفضول : مين يا ما .

اقتربت منه مديحة وقالت بصوت منخفض : ايه رايك في البت سلمى، بنت حسني .

ابتعد زكريا قليلا ونظر لها بصدمة : سلمي اخت شهد!!!.

هزت رأسها مؤكدة وقالت : اه هي ، ايه رايك فيها، البت جميلة وحلوة .

قال زكريا بجدية : يا ما انتي مركزة، انتي عارفة سلمى دي عندها ايه، دي عندها السكر .

ضربته مديحة بخفة على كتفه : ومالو يا عبيط، اهي دي تاخدها تكسر عينيها، ومتقدرش ترد معاك، وتعمل اللي انت عاوزه فيهاء واهو اسمك قدام الناس بتعمل ثواب فيها .

قال زكريا بحيرة : مش عارف يا ما، بس متهايئلي لا .

قال مديحة بصوت كفيحيح الافعى : لا ينفع، وينفع اوي يا زكريا، دايما يا واد خد اللي اقل منك، اللي تقدر تكسر عينيها .

نظر لها زكريا بتركيز، ثم ابعد ببصره عنها وشرد يفكر في امر زواجه من سلمى .
***************************
ارتشف جمال رشفة صغيرة من الشاي ثم قال : هو انت مش رايح المستشفى يا كريم .

رفع كريم بصره، ثم اغلق الكتاب الذي بيده واردف : لا يابابا واخد اجازة .

غمز له جمال وابتسم : اه علشان عريس جديد بقى وكدا .

ضحك كريم بسخرية : اه ومش اي عريس .
ثم استطرد قائلا : الا قولي يا بابا هي عمتو كريمة جاية فعلا .

قال جمال بهدوء : انا عارف يابني انك مش بطقيها، بس اعمل ايه دي اختي الوحيدة .

اغلق كريم عينيه بعصبية وقال : يابابا انا عارف هي جاية ليه، اكيد حضرتك اتصلت بيها وقولتلها كريم اتجوز، فهي تسكت لا طبعا تيجي وتخنقني وتخنق ليلى .

زفر جمال بقلة صبر : طب اعمل ايه يا كريم، لو معرفتش انك متجوز، وجت بعد كدا عرفت، هاتزعل مني.

نهض كريم من جلسته وجلس بجانب ابيه واخفض صوته : يعني هي لما تيجي وتقعد تضايق في ليلى، وليلى تزعل وتعيط، هاعمل ايه انا وقتها .

قهقه جمال على ابنه : انت خايف على زعلها من عمتك، لدرجادي بتحبها يا دكتور .

وضع كريم يديه وكمم فم جمال : اسكت يا بابا هاتفضحنا .
*******************************
كانت تجلس بجانب خالتها تتساير معاها في امور مختلفة، حتى قاطع حديثهم، صوت جرس الباب، قامت شهد و فتحت الباب، لتجد امامها شاب طويل ورياضي، وسيم، حمحم الشاب بحرج، لتنتبه هي وتفوق من تأملها .

_ احم، حضرتك عاوز مين .

ابتسم الشاب بتهذيب : انا عاوز رامي، انتي مين !.

هتفت شهد بإحراج : انا شهد بنت خالته.

رفع سامي حاجبيه باندهاش : بنت خالته!!، اخص عليه مقاليش انه عنده بنت خالة حلوة كدا .

اصطبغ وجهها باللون الاحمر لشدة خجلها : شكرا .
ثم تابعت قائلة : رامي مش هنا، في شغله .

ابتسم سامي بلطف وقال : طيب هاروحله شغله، ابقي سلميلي على طنط صفاء، سلام.

اغلقت شهد الباب وسندت راسها عليه وقالت لنفسها : اهدي يا شهد، اهدي هو اول واحد يعاكسك ولا ايه .
******************************
في منزل كريم .

وضعت ليلى صينية التقديم على المنضدة امام كريمة عمة كريم وجلست بجانب كريم بتوتر، رمقتها كريمة لها بنظرات كلها حدة وقسوة، بلعت ريقها بصعوبة، ثم شعرت بيد كريم تمسك بيديها، نظرت ليديه ثم رفعت بصرها لكريمة بإحراج، وجدتها تنظر لها بغضب، حاولت سحب يديها من يد كريم ولكن كريم أصر وثبت يديها جيدا، انتبهت على صوت كريمة الحاد .

_ ازاي يعني متعملش فرح يا كريم .

هتف كريم بهدوء : اصل والد ليلى لسه متوفي .

هتفت كريمة بقسوة : ما يموت، احنا عاوزين نفرح بيك .

ترقرقت الدموع في عينيها حاولت منعها، حين اردف جمال قائلا لتطليف الاجواء : بقولك يا كريمة هما حرين، يعملو فرح، ميعملوش براحتهم .

انتفضت كريمة بغضب وصاحت : انت بقيت نسخة منها يا جمال، الله يرحمها ماتت وسابت اثر كبير فيك، بقيت مهمل زيها يا جمال، وسمحت لابنك يتجوز واحدة معرفناش ليها اصل، انت مش شايفها عاملة ازاي، ولا حتى شايف لبسها، باين عليها بيئة اوي .

صاح كريم بغضب : عمتي، لاحظي انك بتهيني مراتي وبتهينها في بيتي .

اقتربت كريمة من كريم بغضب : انت بتكلمني انا كدا يا ولد .

صاح كريم بجنون هز صوته ارجاء المكان : انا الدكتور كريم، اوعي تكوني فاكرة للحظة ان ممكن اعديلك انك تهيني مراتي، لغاية هنا ولا لأ يا عمتي .

حولت بصرها لجمال وقالت : انا ماشية، وبيتك دا انا مش داخله تاني الا لما ابنك يجيلي ويعتذرلي .

خرجت كريمة من المنزل، ثم تحرك كريم بعصبية نحو غرفة مكتبه، بينما تحرك جمال نحو غرفته بكرسي، وبقيت هي وحدها، نظرت حولها لا احد، سالت الدموع من عينها وكتمت صوت شهاقتها .

********************************
كان رامي يجلس منهمك في عمله، قاطعه دخول سامي، رفع بصره وظهرت ابتسامة خفيفة على فمه وقال : يا اهلا يا عم سامي منور والله .

جلس سامي امامه وقال : انا روحتلك البيت على فكرة ومش لقيتك .

عقد رامي حاجبيه باستغراب : وانت تروحلي البيت ليه وانت عارف اني في الوقت دا بكون هنا في الشركة .

هتف سامي بجدية : اه بس كنت بحسب انك مش هاتروح بعد ما الشاي اتكب على الورق بتاع المشروع .

هتف رامي سريعا : وانت ايه اللي عرفك بان الشاي وقع على الورق .

ضحك سامي بخفة وقال : يابني انت نسيت انك كنت بتكلمني وقتها، وبعدها سمعت غلوشة جامدة وبعدها سمعتك انت وبنت بتتخانقو، وحقيقي يارامي مبطلتش ضحك، دمها خفيف اوي، وبعدها سمعتك وانت بتنادي على مامتك، فقولت اقفل كدا عيب .

هتف رامي بتهكم : وعيب ليه، ما كنت تكمل وتسمع بالمرة مانت ماشاء الله سامع الخناقة كلها .
ثم تابع حديثه : على العموم دي مش حد غريب، دي تبقى بنت خالتي .

هز سامي راسه مؤكدا : اممم منا شوفتها .

ساله رامي بحدة : شوفتها فين؟!.

ضحك سامي بصوت عالي : لا يا رامي ركز بجد، انت مالك شارب حاجة، منا لسى قايلك اني شوفتها لما روحت بيتكو .

هتف رامي بضيق : اه، وقولتو ايه ؟.

امسك سامي ببعض الاقلام الموضوعة امامه وحركهم بطريقة عشوائية واردف : مش حاجة اتعرفنا بس، بس حقيقي مزة، ما تجوزهالي يا رامي .

انتفض رامي من مكانه وقال بضيق : انت اتجننت يا سامي تتجوز ايه، انت ناسي انت ايه وهي ايه ؟.

مسامي مستغربا : انا ايه وهي ايه مش فاهم فهمني .

هتف رامي بضيق : شهد لسى صغيرة يا سامي، ومش هاتتجوز حد كان متجوز قبل كدا .

لوي سامي شفتيه بتهكم : مالي يعني ان كنت متجوز قبل كدا ومتفنقاش واطلقنا، اول مرة اشوف حد يعيب علي الراجل المتجوز قبل كدا .

زفر رامي بضيق : في ايه يا سامي، انت هاتحاسبني علي كل كلمة اقولها ولا ايه، انا قصدي انها لسى صغيرة ومش هاتتجوز دلوقتي .

هتف سامي بهدوء : والله دي حاجة تقررها هي مش انت، وبعدين مش باين عليها ولا صغيرة ولا حاجة .

صاح رامي بتحذير : سامي، الزم حدودك، على فكرة اللي واخد راحتك عليها في الكلام دي تبقى من لحمي ودمي، حاسب وانت بتتكلم عليها .

ابتسم سامي باستفزاز : اه قول كدا، اوع تكون بتحبها وغيران والجو دا، ايه نسيت وعدك لاميرة .

انتفض رامي من مكانه، وامسك سامي من ياقة قميصه بعصبية واردف بصوت مكتوم : واقسم بالله، لو مش حافظت على حدودك كويس، لاعرفك قيمتك، انا لغاية اخر لحظى عامل حساب الصحوبية اللي بينا، وبعدين يا محترم يا مؤدب انا عمري ما انسى وعدي لاميرة ولا عمري انسى اميرة نفسها، وانا بحب شهد فعلا بس زي اختي، وانا مسمحش ان حد مهما يكون مين هو يتكلم على اختي كدا.

ابعد سامي يد رامي بعنف واردف : وانت عيب تتكلم كدا مع المفروض انه يكون اخوك وصاحب عمرك، انا مش عيل لدرجادي، وبعدين عادي شوفتها وعاجبتني وطلبت اتجوزها، ومعرفش هي صغيرة ولا لأ، كان ممكن تتكلم معايا باسلوب احسن من كدا، انا ماشي يا صاحبي .

ترك سامي رامي وخرج، جلس رامي علي احد الكراسى، وضغط علي اسنانه بغيظ وقال : يعني يقول عليها حلوة وعاوزني اسكتله، والهانم اكيد حكت معاه، ماهي رغاية .
******************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى امام مكتب كريم، واخذت نفس طويل، ثم طرقت الباب، سمعت صوت كريم يأمر الطارق بالدخول، فتحت الباب ودلفت بهدوء ووقفت على اعتاب الغرفة، وجدته يجلس على الاريكة مغلق عينيه .

هتفت ليلى بتلعثم : احم، هو انت زعلان مني في حاجة .

اجابها كريم وهو لازال مغمض عينيه : وانا ازعل منك ليه ؟.

هتفت ليلى بصوت مهزوز : اصل انت من وقت ما مشيت عمتك وانت متعصب ومضايق، وقافل على نفسك الباب، وكمان انت اتخنقت معاها بسببي .

فتح كريم عينيه ثم اشار لها ان تاتي، اعتدل في نومته، اتت عليه وجلست حيث اشار لها، ثم وجدت يديه تجذب يديها ويمسكها بتملك : ليلى، انا عمري ما اسمح ان حد يهينك، انا مش متجوزك علشان تتهاني، انا لو مكنتش وقفت عمتي عند حدها كانت كملت واتطاولت عليكي بزيادة و دا شئ غير مسموح بيه ابدا .

هتفت ليلى سريعا : بس عمي زعلان منك، ودي بردو عمتك ومهما كان ليها احترامها .

هز كريم رأسه برفض وقال : لا يا ليلى عمتي صعبة اوي، ودايما بتبص بنظرة تعالي للناس وانا مبحبش كدا، ولا بحب اعمل اتعامل معاها، وبابا عارف كدا كويس .

نهضت ليلى قائله : طيب تعال يالا نقوم نعتذرله.

ابتسم كريم، حاول جاهدا منع ابتسامته ولكنه فشل، وذلك بسبب يديها التي مازالت تمسك بيده دون ان تجذبها منه، نهض معها واخذها لغرفة والده طرق الباب بهدوء ودلفوا معا، نظر له جمال بغضب ثم تجاهله ووجه حديثه لليلى

_ خير يا ليلى كنتي عاوزة حاجة .

ابتسم كريم على والده، ثم ترك يد ليلى وذهب لابيه وجلس على ركبتيه امامه وهتف بهدوء : حضرتك زعلان مني .

هتف جمال بعتاب : دا ينفع يا كريم انا ربيتك على كدا، تهين عمتك كدا .

هتف كريم بعصبية مكتومة : يعني يا بابا عاوزني اسكت وهي بتهين مراتي، دا ميرضيش ربنا.

قال جمال بعصبية : تقوم ترد بالطريقة دي، دي عمتك ليها احترامها .
ثم رفع بصره نحو ليلى واستطرد قائلا : ليلى، الكلام دا مش ليكي طبعا، انا زعلان جدا من كريمة اختي وعلى كلامها، بس صدقيني يابنتي، هي كدا طول عمرها، حتى مع ناني ام كريم، بس انا عتبي على كريم ابني، اللي المفروض يرد بس بذكاء، وميحرجش نفسه، ولا يخليها تشرط على حضرته انه يروح يعتذرلها في بيتها .

طبع كريم قبلة على يد جمال وهتف : طب قولي ايه اللي يراضيك يا بابا واعمله، انا عمري ما زعلتك، ومقدرش على زعلك .

تنهد جمال بضيق : اللي يراضيني انك تروح لعمتك البيت وتراضيها وتاخد ليلى معاك كمان، هي لازم تعرف ان ليلى بقت جزء من حياتنا، ولازم تتقبلها، وانت بتحبها وهاتكمل حياتك معاها سواء برضاها ولا لا، وبعد كدا اتعود تتحكم في انفعالاتك يا كريم، وتكون اهدى من كدا .

قالت ليلى بتلعثم : لا، يا عمي انا مش هاروح في مكان، ولا هافرض نفسي على حد .

هتف كريم بحزم : لا يا ليلى كلام بابا صح، لازم الكل يعرف انك مراتي، واولهم عمتي وتعاملك حلو .

***************************
وقف رامي بمنتصف المنزل بغضب وصاح بصوت جهوري : اللي بقوله تسمعيه يا شهد احسنلك .

همست شهد لصفاء واردفت : ردي انتي يا خالتي، اصل باين عليه الجنونة طلعت ولا ايه .

هتف رامي بغيظ : ما تردي عليا يا هانم .

رفعت شهد حاجبيها باعتراض : لا حول ولا قوة الا بالله، مالك يا بن خالتي، ارد عليك واقولك ايه لامؤاخذة، هو انت قولت كلام يترد عليه .

اتسعت عيني رامي وقال بغيظ : بقى كل اللي قولته دا، وفي الاخر تقوليلي هو في كلام يترد عليه .

جلست شهد واردفت بلامبالاة : ايوة انا عندي حق، هو دا كلام واحد عاقل، ينفع تقولي متفتحيش باب الشقة تاني، يعني ايه مفتحش باب الشقة تاني، مش فاهمة، اديني سبب مقنع مفتحش بسببه باب الشقة تاني .

كان على وشك الرد ولكن منعه رنين هاتفه، نظر فيه وجده الموظف المسؤول عن مشروعه، ضغط على زر الاجابة سريعا وهتف : اهلا يا استاذ رأفت، خير .

رأفت : ...........

عقد رامي حاجبيه وقال : ايه، بتقول ايه!!!!.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
البارت الخامس انتهي
قراءة ممتعه. .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#7

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).
البارت السادس .

_ شهد انتي باصة ناحية بابا ليه؟

التفت شهد لحمزة وهتفت بحيرة : هو مكنش من شوية بيزعقلي، دلوقتي بيضحك وبيتكلم في التليفون، حقيقي سبحان مغير الاحوال.

رمقها حمزة بعدم فهم ثم وضع امامها كتاب باللغة الانجليزية و قال : طب بصي في الانجلش مش عارف انطق الكلمة دي، قوليها كدا .

نظرت شهد في الكتاب و شعرت بالاحراج لعدم معرفتها، تظاهرت بإنشغالها وتركت حمزة دون اي رد، ودلفت المطبخ، بمجرد دخولها، اطلقت العنان لعينيها وبكت بصمت .
**************************
عند زكريا

كان يجلس بتوتر وعصبية يفكر في أمر زواجه من سلمى، فدلفت عليه مديحة مبتسمة بمكر، نظر لها وقال :

_ ايه يا ما، بتضحكي ليه ؟.

جلست بجانبه وقالت : اصل انا نزلت لعم حسني المحل بتاعه وكلمته وفرح اوي ومستنينا بليل عنده .

اتسعت عينيه، وصاح بضجر : ايه يا ما دا، ازاي تعملي كدا، هو انا كنت لسى قولتلك رأي .

هتفت مديحة بضيق : وانا هاستني رأيك في ايه يا عنيا، انت عارف سنك كام، عندك ٣٠ سنه، هاتفضل عايش على زكراها، لا انا عاوزك تتجوز وتملى عليا البيت دا .

هز رأسه برفض وقال : لا، انا فاهمك انتي عاوزني اتجوز، علشان اللي ام ابويا عملته فيكي زمان، تعمليه انتي في مراتي، عندك عقدة لامؤاخذة .

نظرت له بصدمة ثم بكت بكاء مصطنع : اخص عليك يا زكريا، بقا انا عندي عقد، دا انا نفسي اجوزك واتملى عليا البيت عيال .

اقترب زكريا منها وقبل جبينها : مش تزعلي ياما مني، بس يعني ملقتيش غير سلمى دي، طب يعني هي هاتخلف وهي عندها السكر .

ازالت دموعها المزيفة وقالت : اه عادي بتحمل وبتخلف، ها هنروح بقى لحسني بليل نخطبها .

زم شفتيه بضيق وقال : طيب ياما، هاخد الطقم وانزل اكويه تحت .

ذهب زكريا باتجاه الدولاب واخرج ثيابه ثم خرج من المنزل، جلست هي باريحية وضحكت بشر وقالت لنفسها

_وانا انسالك يا سلمى كلامك لليلى عليا، دا انا هاوريكي اللي عمرك ما شوفتيه .

( فلاش باك ).

عم الفرح في بيت عم احمد، واعتلت الزغاريط والاغاني البيت، فاليوم خطوبة زكريا وليلى، وقفت هي تصطنع الابتسامات اقتربت من عم احمد قائلة : الا قولي امال ليلى فين عاوزة اسلم عليها، قبل ما تطلع للناس .

اشار لها والد ليلى قائلا : ادخلي يام زكريا، ليلى جوا في اوضتها معاها شهد وسلمى بيساعدوها في اللبس .

ذهبت هي باتجاه غرفة ليلى ووضعت يديها علي مقبض الباب الا انها توقفت وسمعت :

سلمى : والله يا ليلى الله يكون في عونك طنط مامت زكريا صعبة اوي، الصراحة انا مبحبهاش ابدا ولا عمري ارتحتلها، بحس ابتسامتها كدا مش صافية حتى سلامها بردو مش صافي كدا .

هتفت ليلى ضاحكة : البلد كلها بتحس بكدا، بس انا ياستي ماليش دعوة بيها انا ليا دعوة بزكريا وبس، وبعدين انا هاقعد بعيد عنها دا كان شرطي على زكريا، انا مش ناقصة وجع دماغ .

هتفت شهد مؤكدة : صح الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح، المهم اتكتمتو بقى خلينا نخلص، اصل الولية القرشانة دي تطب علينا زي القضى المستعجل .

تعالت ضحكات ليلى وسلمى عقب جملى شهد ، بينما اتسعت عيني مديحة ، واردفت لنفسها بغيظ
: وحيات امي لانتقم من كل واحدة فيكو ، واولهم انتي يا خطيبة ابني هانتقم منك اشر الانتقام .

بااااك .

تملكها الغيظ بعدما افتكرت حديث الفتيات، ابتسمت بغل وقالت :

_ عمري ما نسيت كلامكو، ومع اول فرصة انتقمت من ليلى وشهد، اما انتي بقى هاذلك واربيكي واعلمك الادب وهاجبلك الضغط كمان .
******************************
في منزل رامي المالكي .

وضعت شهد القهوة على المنضدة امام المعلمة الخاصة بحمزة، نظرت لها المعلمة بتعالي، حين اردف حمزة قائلا :

_ مس هايدي، دي شهد تبقى بنت خالة بابا و صاحبتي .

تجاهلتها هايدي ونظرت في الكتاب الممسكة بيه وقالت بفتور : امممم اهلا .

رفعت شهد حاجبيها وقالت : اهلا بيكي ياختي .

تركتها شهد ودلفت الى المطبخ، اخذت نفس طويل ثم اخرجته ببطء، ثم جذبت احد الكراسي وجلست عليه وقالت لنفسها : اهدي يا شوشو متعيطيش، اهدي، تعيطي ليه كان ذنبك ايه انك متعلمتيش، لا انا هاعيط، هاعيط وربنا .

لم تحتمل اكثر من ذلك وبكت، فعدم تعليمها ترك اثر في نفسها، اصبح نقطة ضعفها، اصبحت تشعر بالخزي من عدم اكمال تعليميها، دلف رامي الى المطبخ، وجدها تعطيه ظهرها والواضح من حركات جسدها انها تبكي، اقترب ببطئ ووقف امامها وهتف في قلق :

_ مالك يا شهد بتعيطي ليه ؟.

رفعت بصرها اليه ودموعها تملئ وجها واردفت بضيق طفولي : مفيش .

اشار الى دموعها وقال : ازاي مفيش، ودموعك دي، اوعي تكوني زعلانة ان بقولك متفتحيش الباب .

وقفت وهتفت بعصبية : بص انت لو مضايق مني، وكارهني قولي، وخليني امشي، بس مش كل شوية مشكلة .

اقترب منها وازال دموعها بيديه، سرت قشعريرة في جسدها اثر لمساته، رجعت بضع خطوات للخلف، حمحم هو بحرج وقال :

_ مين مزعلك يا شهد الحياة .

رفعت بصرها اليه بصدمة وقالت : انت ايه اللي عرفك بالاسم دا .

ابتسم واردف بهدوء : مش هاقولك الا لما تقوليلي زعلانة ليه ؟.

_ احم، انتو هنا وانا بدور عليكو .

التفت كلا من رامي وشهد لمصدر الصوت، وجدوا هايدي واقفة وتنظر لهم بحدة، عقدت شهد حاجبيها وقالت :

_ وانتي بدوري علينا ليه، انتي مش المفروض بتعطي لحمزة الدرس .

تجاهلتها هايدي عن قصد ونظرت لرامي وقالت : استاذ رامي، حضرتك انا كنت بدور عليك علشان اشتكيلك من حمزة، ينفع كدا مش مذاكر، اجي اسأله يقولي معرفتش اذاكر، وتقريبا سأل اسمها ايه دي معرفتش .

اغلقت شهد عينيها بعصبية، شعرت بالحرج الشديد، ترقرقت الدموع في عينيها، انتبهت لحديث رامي الحاد :

_ وانتي نظامك ايه هنا يا مس هايدي، حضرتك المفروض بتقولي الكلمة مرة واتنين وتلاتة، وانا قبل كدا قولتلك ان معاه تليفون وتقدري تسجلي الدرس كله بصوتك علشان لما يعوز مراجعة، يرجع للفويس اللي بصوتك، انا ممكن اقرى الكلمة غلط وهي نطقها حاجة تانية خالص .

هتفت هايدي بضيق : قصدك ايه، ان انا مقصرة في حق حمزة .

هتف رامي مؤكدا : دا الواضح قدامي يا مس هايدي، بدام حمزة مش عارف ينطق، يبقا انتي مقصرة في الشرح .

ابتسمت نصف ابتسامة وقالت : طيب يا استاذ رامي، هاخد بالي من الشرح اوي، ومانشوف التقصير من مين، عن اذنكو .

خرجت هايدي، اردات شهد ان تهرب من اسئلة رامي، تحركت صوب الباب، ولكن يد رامي منعتها، استدرات ببطئ ونظرت له بتساؤل، حين اردف مبتسما : مش هاتقولي بقى زعلانة من ايه .

نظرت له باستغراب ثم قالت : انت غريب اوي يا رامي، بتزعق وبعدين تهدى ودا كله في ثواني، انت ازاي قادر تتحكم كدا في نفسك .

غمز لها بشقاوة وقال : شوفتي، انا مش اي اي ولا زي زي .

نظرت له شهد بعبوس وما هي الا ثواني قليلة حتى تعالت ضحكتها على حديثه، نظر لها رامي بحب، وقال في سره :
يخربيت ضحكتك يا شيخة .

بالخارج .

ما ان سمعت هايدي ضحكات شهد ورامي، شعرت بالغضب، شردت قليلا وقالت لنفسها : بقى انا اقعد اظبط في نفسي واحبك سنين، وتيجي دي في الاخر تاخدك مني.

انتبهت هايدي على صوت حمزة : مس دي حلها كدا صح .

هتفت سريعا وهي تحاول التركيز مع ضحكات شهد ورامي : اه، اه صح يا حمزة كمل يالا .

*******************************
وقفت ليلى بتوتر في غرفتها تنظر الى ملابسها بحيرة، ماذا ترتدي، كريمة انتقدت ثيابها قبل ذلك، جلست بحزن واردفت : البس ايه .

_ عاوزة نصحيتي البسي البلوزة دي، بتبقى حلوة اوي عليكي، لما كنتي بتيجي بيها المستشفى كنت بتبسط اوي .

نهضت سريعا بتوتر من الواضح انه كان يقوم بمراقبتها، اصطبغ وجهها باللون الاحمر واردفت بتلعثم :

_ مينفعش البس الوان، انا وال....

قاطعها كريم بهدوء : ليلى عمر الحزن على والدك ما كان باللبس، انا شايف دي كلها مظاهر كدابة، الحزن بيبقى في القلب .

هتفت ليلى موضحة : لا هي مش مظاهر كدابة، بس الواحد مبيبقاش له نفس يلبس الوان ويفرح، بيبقى كاره الحياة والدنيا .

صمتت هي قليلا، ثم اخرجت ما في نفسها : طب تعرف انا مش عارفة عايشة ازاي، انا مش قادرة اوصف مدى الوجع والالم اللي جوايا، انا نفسي اخرج اللي جوايا مش عارفة، صحيح انا مببكيش كتير، بس انا قلبي بيبكي على موت ابويا، المفروض ان وجعي بيقل، بس الحقيقة انه بيزيد، انا ساعات بحس انه مماتش، ساعات بحس انه مسافر، بس راجع بعد شوية، انا مش قادرة اصدق انه مات، انا جوايا حاجات كتير اتكسرت وعمرها ما تتصلح .

قال كريم بجدية : طب انتي عارفة انتي طلعتي اهو اللي جواكي ودي خطوة حلوة .

ابتسمت ليلى بتهكم وقالت : دا ميجيش نقطة في اللي جوايا .

اقترب كريم منها وربت علي كتفيها وقال بهدوء : بس انا فرحان اوي يا ليلي بالنقطة دي، واتمنى انك تزودي كل يوم نقطة هايبقى عندي رصيد كبير انا متأكد .

شعرت بالخوف اثر لمسته وبلعت ريقها بصعوبة، ادرك هو حالتها ابعد يديه وقال بحماس :

_ طب ايه رأيك تلبسي الفستان الاسود دا، اهو اسود، ومتركيزش على الفراشات البيضة ياستي اعتبري كانها مش موجودة .

أومأت هي برأسها واخذته ودلفت الى المرحاض، بينما هتف كريم بضيق : شكلي هاتعب معاكي اوي يا ليلى .
****************************
في منزل حسني .

ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصدمة : يالهوي يا حسني عاوز تجوز سلمى لزكريا .

رفع حاجبيه ببرود وقال : وفيها ايه يا ولية، ماله زكريا!.

هتفت سميحة بضيق : ماله زكريا، ماله، انت ايه يا حسني مش واخد بالك هو وامه عملو ايه في ليلى .

زمجر حسني بحدة وقال : عملو فيها ايه، يكونش اتبلو عليها، وبعدين دا حقه يفضحها في الحارة كلها .

اتسعت عينيها بذهول وقالت : حرام عليك يا راجل، دا احنا عندنا ولايا .

هتف حسني بعصبية : بقولك ايه متوجعيش دماغي، اصل انا مش ناقص، اللي اقول عليه يتنفذ، سلمى هاتتجوز زكريا، وهايجو بليل يخطبوها .

انتفضت سميحة بغضب وقالت : دا على جثتي، مش هايحصل ابدا، وبعدين انت ناسي بنتك عيانة وعندها السكر.

وقف هو مقابلها وقال بتحدي : عيدي كدا يا ولية اللي قولتيه، على ايه ياختي، جثتك، اه ماهو فعلا هايبقى علي جثتك، اوعي تكوني فاكرة انك هاتلوي دراعي، لا ابدا، انتي ناسية وصلات الامانة اللي كتباهم على نفسك لحج متولي، اكلمه ومن بكرة اخليه يرفعهم عليكي .

صاحت سميحة بغضب : يالهوي، عاوز تحبسني يا حسني، تحبس مراتك، وبعدين انا يا خويا كنت كتبتهم ليه، مش علشان تفتح محل الجزارة وتقف على رجليك دي اخرة المعروف يا ابو بنتي .

لوى حسني يد سميحة خلفها واردف بشر : انا معنديش عزيز ولا غالي، اسمعي كلامي وانتي ساكتة علشان محطكيش في دماغي، بنتك هاتطلع بليل والضحكة من الودن دي للودن دي، فاهمة والا لأ .

اردفت هي ببكاء : فاهمة، بس سيب ايدي .

كانت تقف سلمى في الخارج تستمع الى حديثهم، سالت الدموع من عينيها، ذهبت الى غرفتها واغلقت الباب، ثم جلست على فراشها تبكي، والدها يريد ان يزوجها زكريا اكثر شخص كرهته في العالم هو السبب في فراق اختها وصديقتها، اخذت هاتفها وحاولت الاتصال بشهد حتى تنجدها بحل، ولكن لا رد، جلست تفكر ماذا تفعل، تهرب، ام تتزوج زكريا خوفا من تنفيذ والدها لكلامه ويسجن امها، رفعت بصرها الى السماء وقالت بصوت مبحوح :

يارب ساعدني انا ضعيفة، ساعدني يارب، زكريا لا، زكريا لا يارب، يارب الموت عندي اهون من اني اتجوزه .
*****************************
في منزل رامي .

القت شهد هاتفها بعنف وهتفت : لسى فاكرين تتصلو عليا، دا انتو زي مايكون ما صدقتو امشي، حتى مفكروش يطمنو ان كنت عند خالتي والا لأ، وزي ما قسيتو قلبكو عليا، هاقسي قلبي عليكو .

انتبهت لجرس الباب ، فتحت باب غرفتها وذهبت باتجاه حتى ترى من الطارق ولكن اوقفها صوت رامي الحاد :

_ هو انتي ليه يا شهد مبتسمعيش كلامي، انا مش قولتلك متقربيش ناحيته .

ضحكت هي باستهزاء وهتفت : انت طبيعي يا رامي ولا نظامك ايه، يعني ايه مفتحش الباب .

تجاهلت اوامره وذهبت صوب الباب ووضعت يديها علي المقبض وجدت يديه فوق يديها ويهتف بغضب :

_ انا هنا راجل البيت واللي اقوله يتسمع، فاهمه والا لأ.

هتفت شهد بتحدي : طب والله لافتح بقى، اوعى كدا .

جذبها بعنف والصقها بالحائط واقترب منها واردف بهمس :

_ بلاش انا يا شهد، اصل انا مجنون وهاتزعلي مني، يالا على اوضتك .

استدار هو وفتح الباب، وجد والدته تنظر لهم بغضب، ابتسم هو ببرود وقال :

_ ايه يا ست الكل دا كله تأخير .

هتفت صفاء بضيق : والله قول لنفسك، سايبني ساعة على الباب، وقاعدين تتخانقو، مش عيب على سنكو، وانتو عاملين زي العيال الصغيرة .

استدار هو بخفة واردف بخبث : دي شهد السبب، بتحب تعاندني وتضايقني وانا والله في حالي .

اشارت هي لنفسها بصدمة : انا!!، طب اشهدك يا خالتي في حد عاقل يقول متفتحيش الباب .

امسكت صفاء برأسها بتعب وقالت : اه ياني من وجع الدماغ، وسعو كدا من طريقي والله حمزة اعقل منكو .

ذهبت صفاء بينما وقفت شهد امام رامي ونظرت له بغضب : بص بقى انت ولا تكلمني ولا ليك دعوة بيا واقولك الكبيرة انا مخاصمك .

قال رامي بتهكم : لا يابت انا اللي هاموت واكلمك، ابعدي كدا، بلا قرف .

تسمرت مكانها مصدومة عقب جملته، اردفت بغيظ وقالت :انا قرف، ماشي يا رامي اما وريتك مبقاش انا .

***********************************
وقف كريم وليلى على اعتاب المصعد ينتظرون قدومه، التوتر بداخلها يزداد، نظر هو لها نظره خاطفة، ثم جذب يديها برقة وهتف بصوت حاني :

_ خلاص متتوتريش، لازم نعمل كدا علشان عمتي تبطل تضايقك، وهي طبعا اكيد مش هضايقك في بيتها، انا معاكي ياقلبي وعمري ما اسمح حد يضايقك ابدا .

شعرت بالخجل عقب نطقه لكلمة قلبي، كلماته بسيطة ولكن لمست شئ ما في قلبها، اخفضت بصرها ارضا وصمتت، بينما وصل المصعد، دلفو ثم ضغط كريم زر الطابق الثاني عشر وماهي الا دقائق ووصل المصعد الطابق المنشود .
*******************************
جلس رامي امام صفاء بينما هتفت صفاء قائلة : شهد فين ؟.

قال رامي : في المطبخ، بتعمل الغدا .

أومأت صفاء ثم اردفت قائلة : بص انا نزلت النهاردة روحت فعلا زورت قبر ابوك بس عملت مشوار تاني .

عقد رامي حاجبيه وقال : مشوار ايه ؟.

قالت صفاء بهدوء : روحت بعت سلسة دهب من بتوعي، وجبتلك ٥٠٠٠ جنيه، اديهم لسامي .

وضعت صفاء المال امام رامي، بينما قال لها رامي بضيق :
ليه كدا يا ماما، انا كنت هاسد سامي لما المشروع يمشي، انا مش هاخد الفلوس دي .

قالت صفاء بحزن : والله ازعل منك يا رامي، انت ليه يابني كدا، مبتحبنيش اساعدك، انا مش حد غريب، انا امك، ودهبي ليك انت واختك، يعني لما تتزنق واجب عليا اقف جنبك، وبعدين مشروعك لسه لما يكمل ويقف هاتتأخر في سداد الفلوس، انا حاسة بيك يابني، الله يكون في عونك، انت مقطع نفسك يا حبيبي، الرحمة شوية بنفسك .

ابتسم رامي ثم قام باحتضان والدته وقال : ربنا يخليكي ليا يا أمي، متحرمش من وجودك في حياتي يارب .
******************************
وقفت هي في المطبخ تنظر للشئ الذي في يديها، ثم ابتسمت بمكر وقالت : مش انا قرف، يبقى تتعلم الادب يا رامي .

فتحت الغطاء وسكبت قليلا من تلك الزجاجة في صحن رامي ، و قلبتهم جيدا، ثم اخذت الاطباق للخارج، ورفعت صوتها : يالا يا خالتو الاكل جاهز .
****************************
كانت هي تنظر لمنزل كريمة بانبهار، مصمم على احدث طراز، وضعت الخادمة امامهم القهوة، تمسكت اكثر بيد كريم، عندما لمحت كريمة تأتي في تكبر واضح، ثم جلست بتعالي وقالت :

_ خير يا كريم ؟.

حاول كريم التحكم في نفسه وقال بهدوء : كل خير يا عمتي، انتي مشيتي زعلانة من عندنا، انا جتلك علشان اراضيكي .

ابتسمت هي بتهكم وقالت : لا كتر خيرك يا كريم والله
ثم نظرت لليلى واستطردت قائلة : انتي، قومي ادخلي المطبخ اقعدي مع الخدامات، لغاية ما اقول لابن اخويا كلمتين .

بلعت ليلى اهانتها ثم أومأت نهضت بخزي، وجدت كريم يسبقها، واحاط يديه حولها وقال بابتسامة مصطنعة :

_ معلش بقا يا عمتو، انا هامشي اصل مش فاضي، وعدت ليلى اخرجها النهاردة، عن اذنك نبقى نكمل كلامنا بعدين .

لم يستطيع الصبر لسماع رد كريمة، اخذ ليلى واتجه صوب الباب، ثم خرجو، وقف بعصبية امام المصعد، وضغط بعصبية على زر المصعد، نظرت هي له وجدته في حالة لا يرثي لها، فضلت الصمت .

***************************
في منزل رامي المالكي .

خرج رامي من المرحاض بتعب، وجد والدته و شهد وابنه يقفون بتوتر، مدت شهد يديها واخذت يديه وذهبت باتجاه الاريكة، ساعدته على الجلوس، اغمض هو عينيه من شدة الالم، وأن بصوت ضعيف، انبت نفسها على ما فعلته في حقه، فهي لا تعلم بجان نقطتين من الملين في الطعام فسوف تفعل كل هذا، بينما جلست صفاء واخذت تراقب الموقف في صمت، بداية من يد شهد الممسكة بيد رامي، ونظرات القلق والخوف في عينيها، ورامي الممسك بيديها بقوة، تحرك الصغير ناحية والدة وقال ببكاء :

_ بابا انت كويس، تعال نروح لدكتور، متخافش هاقوله مش يعطيك حقنة .

فتح رامي عينيه بتعب، ونظر لصغيره مبتسما وقال : انا كويس يا حبيبي هما شوية مغص وهايروحو .

هتفت شهد بحزن واسف : الف سلامة عليك يا رامي .

ابتسم لها رامي، ثم اغمض عينيه وقال في سره : يادي النيله لما بتقولي اسمي بيحصلي حاجات غريبة، يارب صبرني، انا حاسس انها بقت خطر عليا ومبقتش قادر استحمل .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي البارت السادس

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#8

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة )..

البارت السابع
_ اتفقنا، نقرى الفاتحة، والجواز بعد اسبوعين، لغاية ما شقة زكريا تجهز .

أطلقت مديحة الزغاريد، بينما نظر حسني بتحذير لسميحة، انتبهت لنفسها واطلقت هي ايضا الزغاريد مصاحبة لدموع الحزن، نهضت مديحة من جلستها واقتربت نحو سلمى، ثم عانقتها وقالت بفرح مصطنع :

_ مبروك يا حبيبتي، يازين ما اخترت والله جمال وادب .

نظرت لها سلمى نظرة خاوية، ثم نقلت بصرها لزكريا المبتسم لها، القت نظرة غاضبة عليه، وزادها نفور اتجاه، بينما شعر زكريا بالسعادة والفرح واردف في سره :

_ عندك حق يا ما، جميلة اوي وحلوة، ازاي عدت من تحت ايدي، وكمان صغيرة في السن، مخسرتش كتير يا واد يا زكريا .
*********************************
في منزل رامي المالكي .

كانت صفاء تدور في غرفتها بعصبية تفكر في أمر ما، شعرت هي بمشاعر ابنها اتجاه شهد، هي اكثر شخص تعرفه، وتعرف ماذا يفكر، رامي لم يذق طعم الحب قبل ذلك، تزوج اميرة بناءا على رغبتها من كثرة اصرارها على زواجه، اختار اميرة لادبها و كانت يتيمة الابوين وزميلته في العمل، تزوجها ولم يحبها، ولكن مع ظهور شهد اصبح الوضع خطر، وقفت هي وشردت بتفكيرها قليلا ثم قررت ان تتحدث مع ابنها اولا، خرجت الى الخارج، بحثت بعينيها على شهد لم تجدها، ذهبت بإتجاه غرفة رامي وجدتها تجلس على طرف الفراش وهو نائما يتحدثون بهدوء اقتربت بخفة حتى سمعت :

شهد بحزن : الف سلامة عليك يا رامي، معلش، مكنتش اعرف والله ان معدتك حساسة .

ضحك رامي بخفة : وانتي مالك يابنتي محسساني انك السبب .

ارتبكت شهد قليلا ثم حاولت الثبات وقالت : اقصد اكيد انا اتغابيت وحطيت سمنة كتير في الاكل، علشان كدا بطنك وجعتك .

قال رامي بهدوء : عادي يا شهد، متخديش في بالك المهم انها عدت .

صمتت شهد قليلا ثم رفعت بصرها، وسألته بفضول : الا قولي يا رامي، انت حق هاتعمل مشروع وكدا، اصل خالتي حكتلي وانا الصراحة مفهمتش حاجة .

أومأ رامي براسه وقال : اه مشروع على قدي كدا، مصنع ملابس بس يعني اطفال وحريمي ورجالي كله مش مقتصر على حاجة اللي هايبقى ماشي في السوق هاعمله.

جلست شهد باريحية اكثر واردفت : ما شاء الله ومعاك بقى شركا ولا لوحدك .

هتف رامي موضحا : لا بصي في فالدولة جهاز اسمه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، يعني لو حد عنده فكرة مشروع وعاوز يعمله بس امكنياته مش قد كدا، بيعمل دراسة جدوى للمشروع وبيقدمها وهما بيدروسها ولو لاقوها بتعود بنفعة بينفذوها، انا عملت كدا والحمد لله وافقو، جابولي بقية المكن اللي انا عاوزها، لان انا كنت اشتريت شوية مكن ووقفت لقلة الفلوس، فا كنت قاعد قدام التلفزيون في مرة لقيتهم موجودين على برنامج وبيحكو عنه قولت ليه لا ماقدم واشوف يا صابت يا خابت، والحمد لله ربنا وقف جنبي، وزي ما قولتلك جابو بقيه المكن وصرفو الشيك تاني وهاجيب الخامات وخلاص هابدا اشتغل، ادعيلي بس اعرف اسوق المنتج بتاعي واقف كدا على رجلي وانجح .

نظرت له شهد بانبهار وقالت : ما شاء الله عليك يا رامي، بجد انت مثال للشباب الكويسة اللي بتحاول تسعى وتشتغل، انا بجد فخورة بيك، بس معلش انت يا رامي مش شغال محاسب في الشركة، ليه يعني تتعب نفسك في مشروع .

ابتسم رامي لكلماتها البسيطة المشجعة وقال : تسلمي ياشهد، بس ياستي اما بالنسبة ليه فكرت في مشروع تاني هاقولك، متطلبات الحياة بقت صعبة اوي يا شهد وانا كمان مدخل حمزة مدرسة خاصة، وكمان فلوس دروسه وحاجات كتير اوي، غير بقا ظروف البيت، انا ايه اللي يخليني اكتفي بمرتبي، ما ممكن اكبر نفسي، وابقى حر نفسي .

شعرت شهد بالاحراج فهي بمثابة عبئ جديد على حياته : طيب بقولك بما ان انت بتفتح مصنع وفيه ملابس، فانا كنت متعلمة الخياطة وشاطرة موت، انا هانزل اشتغل معاك، ومش عاوزة مرتب انا عاوزة اشتغل وبس .

رفع رامي حاجبيه باعتراض وقال : هو انا كنت قصرت في حاجة، شغل ايه اللي انتي عاوزة تشتغليه، لا طبعا كلامك مرفوض يا شهد .

لوت شهد شفتيها بحنق وقالت : يا رامي انا كدا ولا كدا كنت هانزل واشتغل، انا مبحبش قعدة البيت، يا تشغلني عندك، يا تسيبني انزل ادور على شغل، وعلى فكرة عمر ماشغل الواحدة ما كان اهانة ليا، بالعكس انا كنت قريت في كتاب اللي قدرت افهمه يعني انه بيعمل مكانة كدا وحاجة كبيرة ليها .

اعتدل هو في نومته وجلس واردف بعصبية : هششششش بلاش كلام اهبل، مكانة ايه وبتاع ايه، انتي تقعدي هنا مفيش حركة ولا نزول ودا اخر كلام، ودلوقتي يالا اعمليلي ينسون بطني وجعتني تاني .

شهد بنفاذ صبر : بص يا رام....

قطع كلامها دخول صفاء، نظرت لها شهد وابتسمت : اهي خالتي حبيبتي اللي نصفاني هاتحكم ما بينا .

قالت صفاء بهدوء : لو سمحتي يا شوشو، اعملي لرامي ينسون وانا شاي وبعدين تعالي حكميني زي ما انتي عاوزة .

أومأت لها شهد وتحركت خارج الغرفة، بينما جلست صفاء بالقرب من رامي وتحدثت بصوت خافت :

_ انا عاوزك في موضوع مهم، واسمع الكلمتين الاول، وبعدها قول رأيك وبلاش صوت عالي علشان مش عاوزة شهد تسمع .

نظر لها رامي باهتمام واردف : قولي يا ماما .

تحدثت صفاء بجدية : بص يا بني، انا مش عارفة اللي هاقوله صح ولا غلط، بس انا حاسة من جوايا ان هو دا الصح، انا مش هاعرف اسيبك انت وشهد واسافر لاختك السعودية الا وانتو متجوزين، لان يابني مينفعش تقعدو لوحدكو الشيطان شاطر، وكمان الناس تقول ايه، ودي سمعة بنت، وكمان انت عصبي وبتتخانق معاها على اي حاجة وهي كرامتها ناقحة عليها وكل ما تزعقلها تقول اسيب البيت وامشي، وانا اليوم اللي امها طردتها فيه، اعتبرتها بنتي، ولايمكن اسيبها ابدا مهما حصل .

حاول رامي التحكم في اعصابه وقال : تقصدي بايه الشيطان شاطر لان دي النقطة اللي لازم ارد عليكي فيها لان كل اللي قولتيه بالنسبالي تفاهات، علشان يا ماما انا لا يهمني ناس ولا حد يقدر يتكلم عليها بنص كلمة، ولا هي تقدر تسيب البيت وتمشي وانا وعدتك بكدا حتى لو اتخانقت معاها صبح وليل .

زمت صفاء شفتيها بضيق وقالت : الشيطان شاطر يا رامي، بصتك لشهد مش مريحاني، واوعى تكدب عليا، انا امك و فاهمك كويس اوي .

قالي رامي بضيق : بصي يا ماما، شهد بالنسبالي اختي وبس، انا لايمكن اتجوز بعد اميرة، لا يمكن احب بعد اميرة، انا قفلت قلبي وخلاص، لكن شهد استحالة يا امي تكون مراتي .

رفعت صفاء حاجبيها باعتراض : دا اخر كلام عندك .

ابتسم رامي ابتسامة مزيفة وقال : اه طبعا اخر كلام، انا وشهد استحالة، في فروق كتير ما بينا اصلا، هي عاوزة حد شبهها علشان يقدر يعيش معاها، وانا عمري ما اتجوز حد غير اميرة .

وقفت شهد على باب الغرفة واستمعت لحديث رامي، سالت الدموع من عينيها، ذهبت لغرفتها واغلقت باب الغرفة وبكت على حالها .

****************************
في منزل حسني .

جلست سلمى تنظر بعداء شديد لزكريا، بينما ابتسم زكريا كالابله، زفرت هي بضيق شديد، فحمحم قائلا :

_ ايه يا ست البنات، شكلك مضايقة من خطوبتنا .

نظرت له باندهاش عقب جملته واردفت : طب كويس انك فاهم اني مضايقة، مكمل انت ليه بقى، انت ترضى على نفسك تتجوز واحدة مش عاوزك .

ابتسم زكريا ابتسامة مصطنعة عكس البركان الذي بداخله وقال : مش عاوزني ليه يا سلمى .

قالت سلمى ببرود : علشان انت مالكش امان بتغدر، غدرت بصاحبتي وهي اكيد ملهاش ذنب في اللي حصلها، انت عارف وانا عارفة كويس مين هي ليلى وشهد، فضحتها في الحارة ومهنش عليك انها كانت في يوم خطبتك، اقولك بقى انا بكرهك يا زكريا لانك السبب في بعد اختي عني .

انتفض هو من جلسته واردف بلغظة وقال : انا اللي ماليش امان، ولا هي السافلة اللي غدرت بيا وسمحت لواحد يلمسها، انتي بتكرهيني، انا بقى هاقولك الكبيرة، انا اللي هاكون السبب في موتك يا سلمى هاكسر قلبها بيكي، لما تعرف ان اتجوزتك، وهانتقم منك علشان انتي بتحبيها، صدقيني يا سلمى انتي هاتموتي علي ايدي وايد امي، استعدي بقى لجحيم زكريا اللي بتكرهيه .

ذهب صوب باب الغرفة وفتحه بعنف وصاح بأعلي صوته :
يا ماا تعالي هنا .

خرجت مديحة مهرولة : في ايه يا زكريا .

قال زكريت في اقتضاب : مفيش يالا .

لوت مديحة شفتيها في تهكم وامالت على حسني الواقف بجانبها : خلي بنتك تفك بوزها يا حسني، انا ابني مش اي حد، هي بنتك كانت تطوله، دا اخر تحذير ليها .

القت مديحة نظرة غاضبة على سلمى، ثم خرجت من البيت، فور خروجها اندفع حسني بإتجاه سلمى وجذب شعرها في يديه وصاح بصوته الجهور وقال :

_ ايه يابنت ال****، عملتي ايه في الراجل، دا انا هاموتك الليله دي .

صرخت سميحة واردفت بعصبية :. سيبها يا حسني هاتموت في ايدك .

دفعها حسني على الارض وتحدث بغلظة : بصي يابت انا بقولك اهو انتي تتظبطي مع زكريا، هو انتي كنتي طايلة تتجوزي واحد زيه، دا انتي معيوبة وعندك السكر، والعرسان بتطفش لما بتعرف انك عيانة، انا عاوز اخلص من همك وقرفك، ولو فكرتي بس انك تهربي والله لاجيبك ووقتها هاقتلك، فهميها يا ولية انا معنديش عزيز ولا غالي .

ترقرقت الدموع في عيني سلمى عقب حديث والدها، بينما ربتت والدتها على كتفها واردفت :

_ قومي معايا يا سلمى، قومي يا ضنايا اوديكي اوضتك .
************************************
في منزل رامي المالكي .

طرقت صفاء باب غرفة شهد بهدوء، ثم دلفت وجدتها تجلس وتنظر لهاتفها بحزن، اقتربت منها وشاهدت اسم اختها سميحة علي شاشة الهاتف، تملكها الغضب، جذبت الهاتف من يد شهد بعصبية وضغطت علي الزر وقالت :

_ الو .

هتفت سميحة بتساؤل : صفاء .

قالت صفاء باندفاع : اه صفاء اختك اللي نسيتها وبقيتي سنين مبتكلميهاش علشان جوزك المحترم، عاوزة ايه يا سميحة بتتصلي على شهد ليه، سيبها في حالها، انتي مش رمتيها، جاية دلوقتي تسألي فيها، ودا كله علشان خاطر مين المحروس حسني، رميتي بنتك ومسألتيش وصلت هنا ولا لأ، زي ما عملتي زمان وقطعتيني سنين علشان حسني الزفت حالف عليكي بالطلاق، تقاطعي اختك يا سميحة، بقولك ايه اللي ما تعزش عليها بنتها واختها تبقى واحدة مش همها الا مصلحتها وبس، من النهاردة انسي ان ليكي بنت، انسي ان ليكي اخت، بنتك بقت بنتي وانا المسؤولة عنها، ويالا من غير سلام .

اغلقت صفاء المكالمة دون سماع رد سميحة، القت الهاتف ثم جلست بجانب شهد واخذتها في احضانها ظلت تمسد على راسها بهدوء، بينما الاخرى بكت بكاء مرير .

*********************************
في منزل حسني.

نظرت سميحة للهاتف بصمت، ثم رفعت بصرها لابنتها واجهشت بالبكاء، هتفت سلمى قائلة :

_ في ايه ياماما، هو مين كان بيكلمك، خالتو صفاء.

هزت سميحة راسها دون كلام، بينما هتفت سلمى بهدوء : طب قولي هي قالتلك ايه .

قالت سميحة بصوت مبحوح : اقول ايه يا سلمى، اقول ان اختي سمعتني كلام يدبحني، طب اعمل ايه محدش حاسس بيا، ابوكي وماسك عليا شيكات لو خالفت كلامه هايكلم حج متولي يحبسني بيهم و ..

قاطعتها سلمى : ماما هو بابا مكنش سدهم .

اردفت سميحة بغيظ : سدهم الظالم بس ماسكني بيهم، علشان الحج متولي صاحب عمره خلاه يحتفظ بالشيكات وكل ما اجاي اخالفه يجي ويهددني بيهم، انا خلاص تعبت .

زمت سلمى شفتيها في ضيق وقالت :معلش يا ماما اهدي، طيب هو انتي مبتكلميش ليه خالتو صفاء .

ضحكت بسخرية وقالت : ابوكي بردو السبب، بعد موت مصطفى ابو شهد، ابوكي ضحك عليا واتجوزني، صفاء وجوزها مش عاجبهم حسني وكانو شايفينه طماع، وهو حس بكدا، علاقتنا انا وصفاء مكنتش مستقرة اوي، بس جه طلب مني استلف من صفاء ١٠٠٠٠ جنيه علشان محل الجزارة وقتها عليه ديون، رفضت راح ضربني علقة، اضطريت و كلمتها واتوقعت ترفض بس هي كدا صفاء طيبة وافقت، بعد ما اخدتهم بشهر حلف عليا بالطلاق منا مكلماها واقطع علاقتي بيها، انا يابنتي كنت هاعمل ايه بشهد وبيكي، كنت هاروح فين، قطعت معاها وانتو كبرتو و عيالها كبرو ومحدش يعرف عن التاني حاجة، بس هي الصراحة، بعتتلي رامي ابنها مرة سأل عليا، ولما ابوكي منه لله عرف، ضربني وهددني بيكي انه هاياخدك مني، فبعتلها رسالة مع واحدة جارتي متكلمنيش تاني ولا تبعتلي ابنها تاني .

نظرت سلمى لسميحة بغضب : ايه دا يا ماما، ايه ضعف الشخصية دا، انتي ازاي كدا، مضيتي شيكات على نفسك لواحد المفروض انه صاحب بابا، وكمان بابا سدهم وسايبة بابا عادي يزل ويهين فيكي، كمان اختك اللي مدياكي فلوس وانتي بتتهربي منها، انتي ازاي كدا .

انتفضت سميحة بغضب وقالت : دا جزاتي يا سلمى، يعني انا في الاخر استاهل كدا، انا كنت بخبي عنكو ليه، علشان متشلوش همي، بقى انا دلوقتي غلطانة .

هتفت سلمى بضيق : ايوة غلطانة، انتي ضعفك دا ودانا في ستين داهية شهد اهي مشيت وبعدت عننا، وانا هايجوزني لزكريا هو وامه يموتوني .

هتفت سميحة بنبرة مهزوزة : خلاص يابنتي انا هاروحله واقوله انك مش هاتتجوزي زكريا، وانا السجن مصيري .

اغلقت سلمى عينيها بتعب وقالت : خلاص يا ماما انتي عارفة كويس اوي اني مش هارضى تتسجني بسببي و كمان ايه يعني هي جوازة ولا اكتر، متتكلميش مع بابا تاني في حاجة وخليني اخلص.

أومأت سميحة ثم خرجت و ذهبت لغرفتها، دلفت واغلقت الباب جيدا ثم اخرجت من دولابها صندوق صغير فتحته واخرجت منه بعض الصور القديمة، امسكت صورة ثم قالت بصوت مبحوح :

_ غلطت اكبر غلطة في حياتي يا ابو شهد، غلطت بعد ما اتجوزت بعدك، اتهنت، بقيت ابيع بناتي علشان خوفي من ان ادخل السجن، انا خايفة اوي يا مصطفى من اللحظة دي، عشت طول عمري معززة مكرمة، وفي لحظة حياتي اتقلبت جحيم بقيت انام احلم بكابوس دخولي السجن، انا عارفة ان انا انانية لما فكرت ابيع شهد وارميها واهو ببيع سلمى كمان، انا تعبانة اوي يا مصطفى، ومبقتش لاقية حل، حسني بينتقم منك فيا، مش ناسي اللي زمان عملته فيه، بينتقم وانا كنت غبية وصدقته، كلام صفاء اختي طلع صح، انا بتعذب يا مصطفى، حاسة ان نهايتي على يد حسني .

سمعت سميحة صوت حسني الغليظ خارجا، وضعت الصور في الصندوق واغلقته جيدا ثم وضعته في الدولاب، ازالت دموعها تنهدت بقوة وقالت : يارب كون معايا، انا ضعيفة اوي .

*******************************
في منزل كريم .

ضحكت ليلى بصوت خافت ثم قالت : ياااه ياعمي دا اخت حضرتك صعبة اوي .

تنهد جمال ثم قال : يوووه صعبة بس، طب انتي مش ملاحظة اسم كريم وكريمة .

عقدت ليلى حاجبيها وقالت : فعلا لاحظت بس قولت عادي يعني .

هز راسه بنفي ثم قال : لا عادي ايه، انا هاحكيلك ياستي، ناني مراتي عرفت انها حامل فرحنا اوي، جت كريمة قالت لو بنت هاتتسمى علي اسمي، انا رفضت لان كنت ناوي اسميها على اسم ناني، وطبعا كريمة كانت حاسة بكدا فكانت بتغير فأصرت بقى وعلشان ناني طيبة قالت خلاص لو جت بنت نسميها كريمة، جه بقى ولد أصرت تسميه كريم، هي كانت بتعاند طبعا علشان متديش فرصة لناني تسمي ابنها .

ابتسمت هي بتهكم وقالت : مرات حضرتك كانت غلبانة اوي .

هتف جمال موضحا : كانت طيبة يا ليلى، كانت بتحب في تعيش جو فيه سلام نفسي ،مبتحبش تعيش في ضغوطات نفسية ، كانت بتحب تريح كريمة علشان تشتري دماغها .

نظرت ليلى لغرفة كريم المغلقة ثم قالت : هو كريم من وقت ما جينا قافل على نفسه مبيتكلمش ليه .

قال جمال : المفروض انك تكوني انتي الي عارفة، وبدام حسيتي انه مضايق، يبقى المفروض عليكي تروحيله وتسأليه وتحاولي تخففي عنه .

نظرت هي بتوتر لباب الغرفة، ظلت حائرة ما بين ان تذهب وتسأله عن سبب ضيقه، او تتجاهله حتى لا تعطيه أمل في علاقتهم .

*****************************
في منزل شهد .

هتفت شهد بعتاب : حتى يا خالتي لو كان هو وافق انا مكنتش هاوافق، انا مستغرباكي الصراحة ازاي تفكري كدا .

قالت صفاء بتساؤل : وايه بقى اللي انتي مستغرباه يا شهد .

قالت شهد بضيق : انك تفكري كدا، يا خالتي انا اول ما دخلت البيت دا وانا اعتبرت رامي اخويا الكبير، وعمري ما حسيت منه انه بيعاملني معاملة غير اخ لاخته .
ثم تابعت بانكسار : وبعدين ياخالتي في فرق بيني وبين رامي، انا شهد اللي مكملتش تعليميها ودا رامي ما شاء الله محاسب قد الدنيا، في فرق يا خالتي .

قالت صفاء بقلة صبر : بلاش تفكيرك العقيم دا ياشهد، هو اه يانعم التعليم حلو، بس انتي ما شاء الله عليكي بتعرفي تقري وتكتبي، وكمان عندك دراية بحاجات كتيرة اوي في الحياة مش جاهلة يعني، وبعدين يا ستي خلاص انا غلطت لما فكرت كدا انا اسفه ليكو، ممكن بقى تفكي بوزك دا، خلاص انتي و رامي اخوات.

ابتسمت شهد ثم جذبت يد صفاء وقبلتها : بجد انتي احن قلب يا خالتي، ربنا يخليكي ليا، انا عارفة انتي فكرتي كدا ليه، فاكرني يعني لما رامي يزعقلي هاسبله البيت، لا طبعا انا مش هاعمل كدا انا على قلبكو .

قهقهت صفاء عقب جملة شهد وقالت : يالهوي عليكي بتعيطي وتضحكيني في نفس الوقت، يارب تقعدي على قلبي على طول .

قالت شهد بفخر : اي خدمة .

وضعت صفاء كلتا يديها على وجه شهد واردفت : اوعي يا شهد تسيبي البيت دا وانا مسافرة، دا بيتك مش بيت رامي، اوعي يابت، يعلم ربنا اليوم اللي انتي جتيلي فيه وانا اعتبرتك بنتي اللي خلفتها، عاوزة اجاي الاقيكي وبعدين يا شوشو انا عاوزكي تخلي بالك من رامي وحمزة حطيهم في عنيكي .

قبلت يد خالتها وقالت : متخافيش انتي سايبة وراكي اسد، بس وحياتي يا خالتي قولي لرامي انزل معاه المصنع انا بكره القعدة في البيت وكمان اشغل وقتي اللي هو في فالشغل وحمزة في مدرسته .

قالت صفاء بنبرة هادئة : حاضر يا شهد، هاخليه يشغلك معاه، بس خليكي هادية وبلاش مشاكل، رامي خلقه ضيق .

هتفت شهد بحماس : انا مفيش اهدى مني، هاشتغل وماليش دعوة بحد .
********************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى امام غرفة كريم حائرة، واخيرا حسمت قرارها وقررت الدخول، طرقت الباب ثم دخلت وجدته يجلس على الاريكة ينظر في هاتفه، اقتربت وجلست على طرف الاريكة واردفت بصوت هادئ :

_ مالك يا كريم، من وقت ما جينا وانت قاعد في الاوضة .

رفع بصره وقال متصنعا اللامبالاة : مفيش .

صمتت ليلى، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم قالت بصوت حزين : هو انا عملت حاجة غلط عند عمتك، قولي لو في حاجة غلط عملتها .

رفع كريم بصره واندهش من دموعها ، ترك الهاتف من يديه، ثم اقترب منها وقال بصوت حنون : بتعيطي ليه يا ليلى، قولت ايه يخليكي تعيطي، انا مش زعلان منك ولا عملتي حاجة غلط عند عمتي .

هتفت ليلى بعصىبيه : امال افسر بايه اللي انت عامله من وقت ما جينا، مبوز في وشي، وقاعد لوحدك، انت بتحسسني انك مغصوب عليا، انا مبقتش فاهمة حاجة .

هتف كريم موضحا : لا يا ليلى، انت اللي محسساني انك مغصوبة عليا، علشان كدا بحاول ابعد علشان مضايقكش .

قالت ليلى بحنق : لا يا كريم قول الحقيقة، انت قبل ما تنزل كنت كويس، روحنا عند عمتك قلبت، في ايه .

ابتسم على مجادلتها معه ثم قال : انا زعلت علشان عمتي وكلامها، عمرها مهتتغير، مش عارف بابا عنده اصرار كبير يقحمها في حياتنا .

ابتسمت ليلى من بين دموعها وقالت : يقحمها!!!!، ايه الكلام دا.

شعر هو بالسعادة لابتسامتها، اقترب بخفة، ثم جذب يديها برقة وقال : تعرفي ايه اكتر تلات حاجات حلوة النهاردة حصلت .

بلعت ريقها بتوتر ثم قالت بتلعثم : ايه هما .

اقترب اكثر ونظر مباشرة لعينيها ذو اللون العسلي الصافي وقال بهمس : اول حاجة انك قولتي كريم مش دكتور كريم .
ثم تابع بهمس مع اقترابه اكثر : تاني حاجه انك حسيتي بيا وانا مخنوق، وابتسامتك طلعت تاني ونورت الدنيا .
ثم اقترب اكثر فلم يعد يفصل بينهم انش واحد، قال وهو ينظر لفمها المكتنز : تالت حاجة اني هاعمل كدا ويومي هايتقفل باحلى حاجة حصلتلي .
جذب كريم راسها نحوه وامال على شفتيها ينهل منهما ما يريد .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل السابع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#9

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).

البارت الثامن .

بعد مرور اسبوع .

في منزل كريم .
وضعت الطعام على المائدة ، نظرت بطرف عينيها لكريم ، ثم همست بضيق :

_ بقولك ايه يا دكتور، دا اخر تحذير ليك .

رفع كريم حاجبيه ببرود وقال : تحذير على ايه مش فاهم.

هتفت ليلى بغيظ : لا انت فاهم كويس وعارف، اللي حصل من اسبوع عمره ما يتتكرر يا دكتور، وبلاش نظراتك وابتسامتك بتاعت كل يوم دي .

وضع كريم اللقمة في فمه وقال بهدوء : نظرات وابتسامات ايه شكلك بتتوهمي يا ليلى .

كانت تسكب الماء في الكوب، عقب انهاء جملته وضعت الكوب امامه بعنف فجاءت بعض قطرات الماء على يده وملابسه، رفع بصره لها باندهاش اثر حركتها، بينما هي نظرت له بتحدي ثم قالت وكانها لم تفعل شئ :

_ انا رايحة ادي لعمي الدوا .
*******************************
في منزل رامي .

كانت تدور وراءه مثل النحلة وهي تهتف بضيق : انت وعدتني يا رامي اني اشتغل .

توقف هو عن جمع اوراقه والتفت لها قائلا ببرود : فين دا محصلش، بطلي كدب .

لكزته في كتفه بخفة وقالت : رامي متعصبنيش مش خالتو كلمتك وانت قولت ماشي وفتحت مشروعك المفروض انزل بقى اشتغل .

رفع يده امام وجهها وقام بالعد على اصابعه قائلا : اولا ماما كلمتني وانا وافقت في حالة لما تسافر السعودية هاتنزلي تشتغلي،
ثانيا انا اه فتحت المشروع بس بعمل كام موديل يعني الشغل لسه مبدأش،
ثالثا ودا الاهم بطلي زن علشان انا خلقي ضيق،
رابعا لو الحركة اللي عملتيها في كتفي اتكررت هاكسرلك ايدك .

ثم التفت لجمع باقي اوراقه، بينما هي استطردت قائلة :
معلش يا رامي نسيت خامسا .

حاول جاهدا منع ظهور ابتسامته وقال بجدية : مفيش هما اربع حاجات بس .

قالت شهد ببرود : لا بس خامسا دي عندي بقى .

استدار لها ببطئ ورفع حاجبيه وقال : قوليلي بقى خامسا اللي عندك .

ابتعدت هي بضع خطوات وقالت باندفاع : انك ارخم واحد شفته في حياتي .

فور انتهاء جملتها، فرت هاربة منه، بينما هو ابتسم على طفولتها هاتفا لنفسه:
مش كفاية عليا البيت يا شهد يبقى بيت و مصنع، انا بتعذب في قربك، ربنا يصبرني .
*********************************
في منزل حسني .

جلست سلمى تقرأ القرأن الكريم، لعلها تهدأ، قاطع قرأتها صوت رنين هاتفها، صدقت على قرأتها و نظرت فيه وجدت اسم شهد يضيئ الشاشة، ابتسمت بسعادة ثم أمسكت الهاتف ووضعته على اذنها وهتفت بفرحة :

_ شهد حبيبتي، وحشتيني اوي .

قالت شهد بصوت حنون : وانتي كمان وحشتيني يا سلمى، معلش لو مكنتش برضى ارد، كنت زعلانة منكو ومش قادرة ارد عليكو .

ترقرت الدموع في عينيها وقالت : حبيبتي يا شهد حقك والله، حقك كمان تقاطعينا العمر كله
ثم تابعت قائلة : قوليلي اخبارك ايه واخبار خالتي معاكي .

قالت شهد بحزن : خالتي دي مفيش اطيب منها، دا انا متهيائلي انها اطيب من امي نفسها، ربنا عوضني بجد، عارفة يا سلمى مشيت من عندكو وانا كنت تايهة، كنت رايحلهم وانا ميتة من الخوف يقفلو بابهم في وشي، بس الحمد لله ربنا جبرني اوي، وكرمني بخالتي ورامي .

هتفت سلمى بصوت مبحوح : معلش يا شهد، والله ماما غصب عنها معلش، يالا ربنا يسامح اللي كان السبب .

قالت شهد بقلق: مالك يا سلمى صوتك ماله، اوعي يكون ابوكي بيعمل فيكي حاجة، قوليلي وانا والله اجاي انط في كرشه وميهمنيش حد .

ابتسمت سلمي بحزن وقالت : حبيبتي يا شهد ربنا يخليكي ليا، انا كويسة وبابا مبيعمليش حاجة، بس المهم انتي خلي بالك من نفسك .

تنهدت شهد وقالت : طيب وانتي بردو خلي بالك من نفسك ومتقوليش لماما ان اتصلت علشان متزعلش ان مكلمتهاش .

قالت سلمى بحزن : هو انتي لسى زعلانة منها يا شهد .

قالت شهد بتهكم : هي اللي عملته فيا قليل، اللي عملته دا هايفضل مأثر فيا العمر كله .
ثم استطردت قائلة : يالا انا هاقفل في حد بيرن الجرس، سلام .

ودعتها سلمى بدموع وكانها لاخر مرة تسمع صوتها وقالت : سلام .

ثم اغلقت الهاتف ونظرت له، فسقطت بعض قطرات من دموعها على شاشة الهاتف :

_ هاتوحشيني اوي يا شهد، مش عارفة كنت عاوزة اسمع صوتك اكتر واشبع منه، قلبي مقبوض، استر يارب .
*************************************
في منزل كريم .

جلست ليلى في غرفتها بتوتر شديد، قالت لنفسها: يارب ما تنادي عليا، مش ناقصة اسمع كلام يسم بدني، يارب ...

لم تكمل جملتها ووجدت كريمة تفتح الباب وتدخل للغرفة، رأتها ليلى انتفضت واقفه تنظر لها بتوتر، بينما اردفت كريمة بتهكم :

_ ايه شوفتي عفريت ولا ايه .

ابتلعت ليلى ريقها بتوتر وقالت : لا انا اسفة بس ...

قاطعتها كريمة بحدة : هشش، اقعدي عاوزة اتكلم معاكي

جلست كريمة بتكبر وتعالي، بينما جلست ليلى بتوتر شديد، ثم قالت كريمة بحدة :

_ مش المفروض عرفتي اني برة تطلعي تستقبليني وتخدمي عليا ولا اهلك معلموكيش كدا .

نظرت لها ليلى بصدمة من اهانتها لها وقالت بأدب : البنت المسؤولة برا تخدم على حضرتك، مع ان انا شايفة مالوش لزمة، لان حضرتك صاحبة بيت وتقدري تتحكمي في البيت زي مانتي عاوزة، واهلي علموني واجب الضيافة، بس انا شايفة انك مش طايقني، يبقى مالوش لزمة اخرج واضايق حضرتك بوجودي .

نظرت لها كريمة بحدة وقالت : لا بتعرفي تردي ولسانك طويل، كريم جابك من انهي داهية، انتي ولا من مستوانا، ولا من بيئتنا، معرفش اتهبل في دماغه ولا ايه .

حاولت ليلى التحكم في اعصابها، التزمت الصمت وعدم الرد عليها، نهضت كريمة بضيق وقالت بهمس مسموع : قليلة الادب.

ثم خرجت من الغرفة، فور خروجها انفجرت ليلى بالبكاء .
*****************************
في المصنع .

دلف رامي مكتبه بعد يوم طويل وشاق وجد سامي ينتظره، نظر له رامي نظرة سريعة ثم جلس على مكتبه دون القاء تحيته على صديقه، ابتسم سامي بسخرية وقال :

_ على فكرة انا المفروض ازعل مش انت .

هتف رامي بحدة : خلاص انا وانت زعلانين من بعض عادي حكاية بسيطة .

قال سامي بضيق : انا نفسي اعرف انت زعلان مني على ايه، انت اللي غلطت فيا يا رامي ومش عملت حساب العشرة اللي بينا وفي الاخر رايح تعطي لهايدي بنت عمي الفلوس اللي انت سالفها مني وكانك بتقولي مبقتش عاوز اعرفك تاني .

قال رامي ببرود : عادي يا سامي هي مش بنت عمك والا حد غريب، وبعدين زي مانت عارف انا كنت مشغول بالمصنع وهي بتعطي درس لحمزة، شوفتها وقولتلها وصليهم لسامي بس .

نهض سامي واخذ مفاتيحه وهاتفه واتجه صوب الباب سارع رامي بجذب يديه وقال : انت رايح فين احنا مش بنتكلم .

زم سامي شفتيه بضيق وقال : رايح في داهية، بس قعدة معاك لا، خلاص انا فهمت انت عاوز تقولي ايه .

هتف رامي بتهكم : وانا عاوز اقولك ايه بقى يا فكيك .

ابعد سامي بصره وقال بضيق : عاوز تقولي خلاص الصحوبية ما بينا انتهت .

قهقه رامي عقب انهاء جملة سامي وقال من بين ضحكاته : انت فظيع يا سامي انت ليه محسسني ان انا وانت بنفركش، اهدى يابني كدا .

جذب سامي يده بعنف وقال : طب بطل استفزاز، ولو جدع قولي انا غلطت في ايه .

اخذ رامي نفس طويل ثم اخرجه وقال بهدوء : بص يا سامي انت غلطان، اولا انت عارف كويس اني في الوقت دا ببقى في الشركة، متستعبطش وتقولي اصل انا قولت ان الشاي اتكب فقولت مش هاتروح، لا انت جيت البيت علشان تشوف شهد فضولك اخدك لكدا، والغلط الاكبر بقى يا سامي انك تتكلم عليها وقدامي وكاني ماليش اي لزمة ولا حتى في احترام، ليا ازعل بقى ولا لأ، وعلى فكرة انا في جملة على طول بقولهالك انا بكره اللي يستغباني، وانت مبتاخدش بالك منها، او بتعمل نفسك اهبل وبتتصرف على الاساس دا .

اصاب سامي التوتر عقب كلمات رامي له وقال : وانا بستغباك في ايه، لا حقيقي دا كان وقتها تفكيري .
ثم تابع باندفاع وقال : بس على العموم حصل خير .

ابتسم رامي نصف ابتسامة وقال : حصل خير فعلا .
*****************************
في منزل رامي المالكي .

_ خلاص يا شوشو، كدا فهمتي البيت بيمشي ازاي والمصاريف وكل حاجه .

كان صوت صفاء جاد حازم، أومأت شهد وقالت :
اه ياخالتي فهمت كل حاجة متقلقيش، انا شاطرة والله .

ابتسمت صفاء وقالت : شاطرة بس ايدك سايبة شوية، انتي عارفة يابت يا شهد انتي ماشية بمبدأ ايه .

عقدت شهد حاجبيها وقالت : ايه ؟!.

ضربتها صفاء بخفة على وجينتها وقالت : اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب .

ضحكت شهد بصوت عالي وغمزت لخالتها : طب دا حتى احلى مبدأ الواحد يمشي بيه، انا طول عمري مابشلش هم لبكرة، الواحد بيعيش مره واحدة، هانتعب ونفكر ليه .

وضعت صفاء يديها على فم شهد وقالت : يابت وطي صوتك لهايدي تتضايق .

اخفضت شهد صوتها وقالت بعبوس : مش عارفة البت دي قارشة ملحتي ليه يا خالتي رخمة اوي، ومش عارفة اصلا حمزة بيستحملها ازاي .

ضحكت صفاء بخفة وقالت : انا عارفة هي مخنوقة منك ليه ؟.

هتفت شهد بفضول : ليه يا خالتي؟.

ابتسمت صفاء بمكر وقالت : فاكراكي هتاخدي منها رامي.

عقدت شهد حاجبيها وقالت : اخده منها ازاي لامؤاخذة .

زمت صفاء شفتيها بضيق وقالت : انتي هبلة ياشهد ولا ايه، هي فاكرة ان رامي بيحبك، وهي بتحب رامي وبترسم عليه وعاوزة تتجوزه ورامي بينفضلها فهمتي .

اتسعت عينيها باندهاش وقالت : وربنا انا قولت، البت دي مش مظبوطة وجاية هنا تشقط .

رمقتها صفاء بعتاب وقالت : يابت وطي صوتك، هاتتبسطي انتي لما هي تسمع كلامنا .
ثم تابعت بخبث : بس ايه هي مش هاتبقى هنا وبس هاتروح مع رامي المصنع هاتنزل تشتغل، رامي حكالي امبارح .

تقلصت ملامحها بغضب وقالت : حكالك ايه يا خالتي ايه هايودي البت دي المصنع هي مش مدرسة، ايه فهمها هي في التصنيع والا الخياطة .

هتفت صفاء موضحة : ماهو هايدي ما شاء الله عليها بتفهم بكل حاجة وشاطرة اوي، ورامي هايحتاجها في العلاقات العامة، وبعدين ياستي هي اصلا تبقى بنت عم سامي صاحب رامي .

قالت شهد بحنق : اه ابنك ياخدها معاه المصنع وانا يقولي لما ماما تسافر السعودية .
ثم تابعت في سرها : ماشي يا رامي .
**********************************
في منزل كريم .( ليلا).

تحرك ببطئ حتي لايوقظ من في البيت ، اقترب من باب غرفته ،ثم سمع صوت بكائها اندفع للداخل بسرعة، رائها جالسة على السرير تبكي، ازداد القلق بداخله :

_ مالك يا ليلى .

رفعت بصرها اليه ثم هتفت بحزن : مفيش .

اقترب منها وجلس على طرف الفراش، ثم مد يديه وازال دموعها وقال بصوت حنون :

_ لا فيه يا قلبي، بتعيطي ليه يا حبيبتي .

ابعدت يديه بعنف وهتفت بعصبية : انا مش قلب حد ولا حبيبة حد .

تمالك هو اعصابه وقال بهودء : طيب يا ليلى، في ايه ؟.

ابعدت بصرها عنه، ولكن ما لبثت ثواني ونظرت اليه وقالت بغضب : كريم انا عاوزة امشي من هنا، خدلي شقة بعيد عن هنا، او حتى اوضة فوق سطوح، بس قعدة هنا لأ .

رفع احد حاجبيه وقال : تمشي من هنا ازاي، في ايه يا ليلى ؟

اتتفضت ليلى واقفة وقالت بصوت عالي : بقولك عاوزة امشي من هنا، ايه مبتفهمش ولا ايه، قرفت منك ومن البيت دا وقرفت من الاهانة، عاوزة امشي، طلقني .

الى هذا الحد وكفى، بدأ الغضب يتصاعد بداخله، وعند نطقها لكلمة ( قرفت منك ) رفع يده وصفعها بكل قسوة على وجهها حتى اختل توازنها وسقطت على الفراش، رفعت بصرها ونظرت له بصدمة، بينما احتدت نظراته لها وقال بصوته الجهور :

_ لغاية هنا وبس يا ليلى، اياكي تتخيلي للحظه اني ممكن اعديلك اهانتك، فاهمة والا لأ .

ازالت دموعها بعنف ونهضت مرة اخرى وقالت بتحدي : لا دي مش اهانة يا دكتور، بالعكس دي الحقيقة، انا قرفانة منك ومن نفسي ومن الدنيا كلها، انا قرفانة من اهانة عمتك ليا، انا تعبت مكنش المفروض نتجوز، انت غيري وانا غيرك، انت فوق اوي وانا تحت اوي، طلقني وسيبني.

اردف كريم بتهكم : اطلقك!!، بعد دا كله اطلقك، جايه دلوقتي عاوزة تبعدي عني علشان سمعتي كلام من عمتي ضايقك، طب وانا، انا اللي عشت في حبك سنين، حبك اللي بيكبر جوايا كل ثانية، انا اللي كنت كل يوم بتمنى تبصيلي والا حتى تحسي بيا جاية دلوقتي تقوليلي اطلقك، عارفة ! حاجة واحدة في حياتي ندمت عليها وللاسف مش قادر اتخلى عنها هي بس اني حبيتك في يوم من الايام، اخترت واحدة قلبها جاحد مبتحسش .

امسكت قميصه بعنف وهتفت بغضب : وانت ليه مش حاسس بيا، انا البنت اللي ضاعت احلامها وحياتها، انا البنت اللي اغتصبت بكل وحشية، انا اللي هافضل في نظر الكل حتى نظرك ضعيفة وفيا حاجة ناقصة، اوعى تضحك على نفسك يا دكتور وتقولي ان الحاجة دي مش فارقة معاك، انت ممكن تذليني عليها بعد كدا .

وضع يديه فوق يديها الممسكة بمقدمة قميصه وهتف بهمس حزين : لا يا ليلى عمري ما اعمل كدا، عارفة ليه ؟، لاني بحبك مش بس بحبك انا بموت فيكي، انا بعشقك وبعشق كل تفصيلة فيكي، انا بخليكي تنامي وبقعد اتأمل في ملامحك، انتي عارفة ليه مش حاسة بحبي، لانك للاسف مدقتيش طعم الحب، متعرفيش الحبيب ممكن يعمل ايه علشان يوصل لحبيبته، ممكن يبيع نفسه ومبادئه وكل حاجة بس علشان بيتمنى نظرة رضا وحب من عنيها، علشان يتمنى بس وجودها جنبه .

سالت الدموع مجددا من عينيها وهتفت بانكسار : وانت بعت مبادئك في ايه يا دكتور، بعتها لما اتجوزتني صح، لما تنازلت عن مستواك واتجوزت ليلى الممرضة صح .

ضحك هو بصوت عالي واردف بعصبية تشبه الجنون : هو انا هافضل كام مرة اقولك بحبك، ارحميني بقى، حسيها مني ولو مرة واحدة .

ابعدها عنه بعنف ثم خرج من الغرفة بل من المنزل باكمله، بينما هي جلست مكانها وبكت بكاء مرير، ثم هتفت لنفسها :

_ حاسة بيك، وزمان كنت بحس بيك، بس زمان كان بينا سد، دلوقتي بقى فيه ما بينا الف سد، الحياة مابينا مستحيلة، يارب انت حسبي ووكيلي.
***********************************
في منزل حسني .

كان حسني يقف في المطبخ ويمسك بهاتفه ويهمس :
مش عارف ولية منحوسة صحيح، كل ما احاول اخلص منها مبعرفش .

هتف صوت انثوي بخبث : علشان انت حنين معاها، اجمد كدا يا راجل واديها على دماغها .

اتسعت عيناه بصدمة : اكتر من كدا، دا انا بقالي اسبوع بصبحها بعلقة وبمسيها بعلقة وهي زي الجاموسة تاخد الضرب من هنا وتقول حاضر.

ذفرت هي بضيق وقالت : انت طولت ياحسني، اخرك معايا بعد فرح بنتك، تسجنها بقى تموتها تطلقها تعمل اللي تعمله، المهم انا مدخلش على ضرة ابدا ..

ابتسم حسني بمكر وقال : طبعا يا جميل انت مينفعش يبقى معاك ضرة .

وقفت هي مصدومة، تسمع لكلمات ابيها مع امرأة، اندفعت نحو غرفتها، جلست على فراشها وهتفت بصدمة :

_ بابا، بيكلم واحدة، وهايتجوزها، وبيعمل دا كله علشان يخلص من ماما، طيب مين دي، انا لازم اعرف .
*******************************
في منزل رامي المالكي .

شعرت شهد بالعطش، ارتدت حجابها باهمال، ثم خرجت الى المطبخ، وقفت تسكب المياه، شعرت بانفاس شخص ورائها استدرات بسرعة، وجدت رامي يقف متأملا فيها، هتفت بوجه شاحب :
_ خضتني يا رامي .

حمحم رامي بحرج وقال : احم، معلش كنت جعان بس .

هتفت شهد بضيق : ابقى كح طيب او اعمل اي صوت .

قال رامي بحنق : براحة يا شهد، بقولك كنت جعان.

استدرات تضع الكوب مكانه ثم هتفت بضيق : انا بكلمك ليه اصلا، انا مخصامك .

شعرت بيه يقف خلفها مباشرة، ثم مد يديه وقام بعدل حجابها، توترت هي اثر لمسته، شعر بها وبتوترها، اراد تخفيف حدة التوتر قال بصوت حنون : مالك يا شوشو زعلانة ليه، انا مقدرش على زعلك .

اغلقت عينيها بقوة، تجمدت انفاسها، صوته يديدغ مشاعرها البسيطة، سمعته ينادي عليها مرة ثانية :
شوشو .

فتحت عينيها وهتفت بارتباك : نعم .

هتف هو بهمس : مالك، زعلانة مني ليه.

اغلقت عينيها مرة اخرى وقالت في نفسها : يالهوي عليا، اجمدي كدا يا شهد، هايغمى عليا .

هتف رامي بهمس شديد : شهد .

استدرات مرة واحدة وقالت باندفاع غير مدركة انعدام المسافة بينهم : ايه شهد، شهد سمعت والله، عاوز ايه يا رامي .

نظر لعينيها تحت ضوء المطبخ الخافت، حقا جميلة ملامحها البسيطة، خصلاتها المتمردة من حجابها، جزء من عنقها يظهر له، ابتلع ريقه بصعوبة، حاول ان يكبح رغباته، ثم اردف بهيام متناسيا كل شئ :

_ متنرفزة ليه يا شهد، مخاصمني ليه .

ضاعت هي في نبرة صوته، نظراته لها، ثارت انفاسها، اردات ان ترجع لخلف اصطدمت بالمنضدة خلفها، وضعت يديها تلقائيا على صدره وهتفت بهمس : رامي مينفعش .

اقترب برأسه اكثر واصبح وجهه مقابلا لوجهها ونظر لشفتيها التي تنطق باسمه فيضيع هو في بحور عشقها : هو ايه اللي مينفعش .

ابتلعت ريقها بصعوبة ثم عزمت على فعل شئ، رفعت يدها ببطئ ثم صفعته على احد وجنتيه، اتسعت عيناه اثر صفعتها، اردات الهروب خوفا منه، جذب يديها بعنف وقال :
_ ايه اللي انتي هببتيه دا.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثامن

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#10

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).

البارت التاسع.
اقترب برأسه اكثر واصبح وجهه مقابلا لوجهها ثم نظر لشفتيها التي تنطق باسمه فيضيع هو في بحور عشقها : هو ايه اللي مينفعش .

بلعت ريقها بصعوبة ثم عزمت على فعل شئ، رفعت يدها ببطئ ثم صفعته على احدى وجنتيه، اتسعت عيناه اثر صفعتها، ارادت هي الهروب خوفا منه، جذب يديها بعنف وقال :

_ ايه اللي انتي هببتيه دا .

هتفت بتلعثم : اعمل ايه يعني منا لازم افوقك.

هزها بعنف وقال بعصبية مفرطة : تفوقيني من ايه يا هبلة انتي ؟

اخفضت بصرها وقالت بهمس : مش انت كنت بتتحرش بيا .

اتسعت عيناه عقب جملتها وقال : بتحرش بيكي، انتي واعية للكلمة دي .

ضربت بكفيها على صدرها وقالت بصدمة : يالهوي يا رامي انت بتتحرش بشهد .

كانت هذة "صفاء"، فنظر لها كلا من شهد ورامي بصدمة لوجودها، فقالت بصراخ : رد عليا انت كنت بتعمل ايه .

هتف رامي موضحا : مبعملش حاجة يا أمي والله .

اقتربت صفاء وقالت بغضب : دي اخرة تربيتي، تتحرش ببنت خالتك يا رامي، دي امانة يا رامي، انت تعمل كدا يطلع منك كدا.

هتفت شهد بارتباك : استني بس يا خالتي، رامي معمل...

قاطعتها صفاء بحدة : بس والله لاجبلك حقك منه، اوعي تخافي .

تقلصت ملامحه بغضب ثم قال : حق ايه يا ماما، انتي هاتصدقيها دي هبلة، انا اتحرش بدي .

شهقت شهد بصوت عالي ثم اردفت بتهكم : ايه ايه يا خويا، هو سكتناله دخل بحماره، غلطان وبتبجح.

جذب يديها بعنف، ثم قال بعصبية : لمي نفسك يا شهد، اصل والله اقطلعك لسانك دا .

هتفت صفاء بحدة وقالت : بقولك ايه يا رامي والله العظيم اللي هاقوله دلوقتي لو متنفذش انت ولا ابني ولا اعرفك، انا بقولك اهو .

نظرت له شهد بتشفي وابتسمت ابتسامة انتصار، بينما استطردت صفاء بنفس حدتها وقالت :

_ بكرا تكتب كتابك على شهد، بكرا تكون مراتك رسمي فاهم والا لأ.

سرعان ما تلاشت ابتسامتها ونظرت لصفاء بصدمة فهتفت باندفاع :

_ بس يا خالتي الله يكرمك، انتي بتقولي ايه، قال اتجوزه قال .

رفع رامي احد حاجبيه باعتراض ثم هتف بحنق : بقولك ايه اهدي بس شوية كدا، اصل انا اللي مرضاش اتجوزك والله .

اقتربت صفاء منهم واشارت باصبعها السبابة في وجههم واردفت بعصبية : الي قولته هايتنفذ، وانت يا رامي لو بكرة الصبح مكنتش كاتب كتابك عليها انت والا ابني والا اعرفك وهاسيبلك البيت دا ومش هاتعرفلي مكان .

تحركت شهد بعصبية مفرطة صوب غرفتها، بينما نظر رامي لوالدته بغضب وقال : في ايه يا ماما ايه الكلام العجيب اللي انتي بتقوليه دا، جواز ايه، انتي ناسية ولا ايه .

هتفت صفاء معاتبة : لا مش ناسية يا رامي، بس انت الي حطيت نفسك في الحتة دي وزنقت نفسك فيها، انا مكنتش هاتكلم ولا هاطلب منك كدا لو انا مكنتش حسيت منك بمشاعر اتجاهها، انت مش شايف نفسك بقيت زي المراهق .

رفع حاجبيه ببرود وقال : مراهق!، على العموم متزعليش نفسك انا هاسيبلها البيت واقعد في المصنع الفترة اللي انتي مسافرة فيها .

هتفت صفاء بحدة : لا يا رامي انا قولت كتب كتاب، وبعدين متزعلش نفسك هاتفضل على وعدك، دا مجرد كتب كتاب وهاتتعاملو عادي ولا كانها مراتك، بس علشان الحرمانية .

زفر رامي بعصبية ثم جز على اسنانه قائلا : يا أمي انا مش هاكتب عليها دي اخر واحدة ممكن اتجوزها .

دخلت شهد فاجأة ثم وضعت يديها في خصرها قائلة بتهكم : ما تهدى ياعم الشبح قال انا اللي بموت فيك وهاموت واتجوزك .

نظر لها رامي وجدها ممسكة بحقيبتها في يديها وابدلت ثيابها، اقترب منها ببطئ وقال مستفهما : انتي رايحه فين؟

هتفت شهد بحنق : رايحة في داهية، مالكش دعوة .

جذب يديها بعنف واردف بعصبية شديدة : شهد انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي، ادخلي اوضتك .

تجاهلته شهد وتجاهلت يديه الممسكة بها ثم وجهت بصرها لصفاء مردفة : بصي يا خالتي انا هامشي لان مبقاش ينفع اقعد هنا اكتر من كدا، قوليله بقى يسيب ايدي .

شعرت صفاء بارتفاع ضغط دمهها، والالام حادة في رأسها، ترنحت في وقفتها، رأها رامي كذلك اندفع صوبها ثم اخذ بيديها، هتف بقلق : مالك يا امي .

قطبت شهد حاجبيها وهتفت بتوتر : ايه يا خالتي، انتي تعبانة والا ايه .

اغمضت صفاء عينيها بتعب وهتفت بصوت مجهد : وديني اوضتي يا رامي .
******************************
في منزل كريم ..

جلست تنتظر عودته، منذ خروجه بتلك الحالة، لم يعد الى الان، هاتفته كثيرا لم يجيب، سمعت صوت باب المنزل، خرجت من غرفتها، وجدته يدلف الى المنزل مترنحا، نظرت له باستغراب :

_كريم انت بتتطوح كدا ليه .

رفع بصره اليها قائلا بصوت ثقيل للغاية : ليلى، انتي مستنياني ؟؟.

اتجهت صوبه قائلة : اوعى تكون شارب حاجة .

ضحك هو بصوت عالي : اه انا شارب حاجات .

زمت شفتيها بضيق ثم همست لنفسها : يالهوي عليا، خليت دكتور كريم يشرب .

تعالت ضحكاته مرة ثانية ثم بدأ بالغناء : يتعلمو، يتعلمو من الرقة، لا لا من القسوة دي يتعلمو ..

حزنت كثيرا ثم اقتربت منه وجذبت ذراعه تسنده، وقف هو عن ترنحه وهتف بنبرة شبه ضائعة : انتي ليلى بجد؟؟ .

ابتسمت هي ابتسامة صغيرة وقالت بصوت هادئ : اه انا .

ترقرقت الدموع في عينيه ثم هتف بحزن : امال ليه بتعملي فيا كدا، ليه قلبك قاسي كدا .

نظرت لعينيه ولتلك الدموع التي يحاول جاهدا منعها، مدت يديها وحاوطت وجهه بيديها وقالت بصوت حنون :
الدنيا السبب هي اللي خلتني اعمل كدا، سامحني .

دفن وجهه في عنقها وقال بنبرة شبه باكية : حبك بيعذبني يا ليلى، ياريتني ما شوفتك ولا حبيتك .

وقفت هي مصدومة من عناقه لها، ابتلعت ريقها بصعوبة، مشاعر كثيرة متضاربة بداخلها، تريد البعد، وفي نفس الوقت تتمنى قربه لها، تشعر بالخوف لعانقه لها، وتشعر ايضا بالاطمئنان في داخل احضانه، ابتعد هو عنها بعدما شعر بعدم استجابتها، ثم استقام في وقفته جاهد للتحرك نحو غرفته دون مساعدتها، استفاقت هي من الشرود في مشاعرها، انتبهت له فسارعت نحوه تجذب يديه وتسانده، نظر لها بطرف عينيه قائلا بصوت هادئ :

_ خلاص يا ليلى هاقدر ادخل اوضتي، مش لدرجادي يعني .

هزت راسها برفض قائلة : لا طبعا هاساعدك يالا.

ادخلته الغرفة ثم ساعدته على الجلوس على طرف الفراش، انخفضت هي بعفوية وجذبت قدمه حتى تقوم بخلع حذائه، جذبها هو بسرعة واجلسها على ساقيه قائلا بحب :

_مكانك مش تحت عند رجلي يا ليلى، مكانك هنا جنب قلبي، عمرك ما تعمليها تاني .

خجلت ليلى كثيرا لوضعها ذلك، ثم هتفت بتلعثم : عادي يعني، انت جوزي ...

قاطعها مبتسما : انا جوزك، اول مرة تنطقيها .

تسرب اللون الاحمر القاني لوجنيتها ثم هتفت : انت عاوز ايه يا كريم .

هتف هو سريعا : عاوزك .
ثم تابع مصححا : قصدي عاوز فرصة، تفتحي قلبك دا ليا، عاوزك تحسي بقلبي، عاوزك تحسي انا بعشقك قد ايه .

تسارعت دقات قلبها ثم هتفت بهمس : مش هاقدر .

جذبها نحوه اكثر ثم دفن وجه في عنقها قائلا بنفس همسها : ليه يا قلبي .

سالت الدموع من عنينها ثم صمتت، رفع بصره نحوها، فهتف بتساؤل : انتي لسه بتحبيه .

هزت رأسها بنفي ثم قالت بحزن : مش قصدي عليه، انا قصدي على اللى حصلي .

مد يديه وازال دموعها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها قائلا بحب : مش مستعجل يا حياتي، خلينا نمشيها واحدة واحدة، ادي فرصة لنفسك تتعرفي عليا، افتحي قلبك دا ليا وللحياة، صدقيني مش هاتندمي .

صمتت هي كثيرا ثم هتفت بنبرة طفولية : خايفة اوي يا كريم، انا مش بعرف اتكلم، مبعرفش اقول اللي جوايا، نفسي اطلع اللي جوايا، نفسي اعرف اتنفس تاني، انا اتكسرت .

زاد من احتضانها ثم قال بحنو : ايه رايك احجزلك عند دكتورة شاطرة اوي، ودي هاتبقى بعيدة عني وعن اي حد وتحكيلها مشاعرك وتتعالجي .

هتفت بتلعثم : قصدك دكتورة نفسيه، هو انا مجنونة .

حرك رأسه بنفي ثم هتف موضحا : انتي المفروض ممرضة ومتعلمة وفاهمة، مش معنى ابقى مخنوق ومش لاقي حد يفهمني او في حاجة اتكسرت جوايا ابقى كدا انا مريض نفسي بالعكس، اوقات في ناس وانتي منهم مبيعرفوش يحكو اللي جواهم، بس لو لاقو حد غريب عنهم ممكن يسمعهم، صدقيني انتي حالك هيتصلح كتير لو روحتي وحكيتي معاها هاترتاحي وترجعي ليلى تاني .

أومأت رأسها بضعف ثم هتفت بهمس : ماشي، موافقة .
****************************
صباحا
في بيت حسني ..

ارتدت سلمى ثيابها، وقفت في منتصف الغرفة، تحاول كبح مخاوفها، استدرات للخلف ثم نظرت للمرآة، هتفت لنفسها : متخافيش يا سلمى انتي هاتكلميه في وسط الناس مش هايضربك، متخافيش .

دخلت سميحة بوجه متورم ثم هتفت بتعب : انتي رايحة فين يا سلمى .

نظرت لها سلمى بحزن، ثم اقتربت منها ووضعت يديها على وجه سميحة قائلة بحزن : بيوجعك .

ابتسمت سميحة بضعف : عادي يا بنتي، اتعودت يومين كدا ويروق .
ثم تابعت : قوليلي انتي رايحة فين على الصبح كدا .

طبعت سلمى قبلة رقيقة على وجه سميحة ثم قالت بهدوء عكس ما بداخلها : رايحة مع زكريا، اتصل عليا امبارح علشان ننقي اوضة النوم، هاروح معاه علشان لو قولت لأ، هايتصل على بابا وهيبهدلني .

ربتت سميحة على كتفيها قائلة : ربنا يباركلك يابنتي .
ثم استطردت بنبرة حزينة : الا قوليلي شهد مش كلمتك .

تلعثمت سلمى قائلة : ها، لا، بعتت رسالة بطمنا على نفسها .

ابتسمت سميحة بتهكم : بتكدبي يا سلمى، نهايته ابقي سلميلي عليها .

أومأت سلمى برأسها ثم تحركت صوب باب الشقة وهي تدعو بداخلها ان يمر اليوم بسلام، هبطت الدرج ببطئ وهي تفكر في كلامها مع والدها تحاول ترتيبه في ذهنها، تحركت صوب محل الجزارة ملك لابيها، بلعت ريقها بصعوبة، ثم وقفت امام ابيها، نظر هو لها بحدة ثم هتف بصوت غليظ :

_ نازلة عن معادك عشر دقايق ليه يابت .

نظرت له بخوف، حاولت جاهدا اخراج صوتها بنبرة طبيعية : جاية اتكلم معاك في موضوع .

نظر لها بغضب ثم اشار الى المكان : تتكلمي هنا، ماكنتي تستني نتكلم في البيت .

هتفت بتلعثم : مش هاينفع ماما مينفعش تسمع حاجة .

قطب بين حاجبيه وهتف بغلظة : هو ايه اللي امك مينفعش تسمعه .

نظرت للطريق من حولها ثم قالت : هنتكلم هنا في الشارع يابابا.

صمت ثواني ثم اشار اليها لدخول الى المخزن القابع في نهاية المحل، دخلت هي بخطوات مبعثرة قليلا، ينتبها شعور بالخوف من ردة فعله، ولكنها عزمت علي ما بداخلها .
***************************
في منزل رامي المالكي .

جذب يديها بغضب ثم هتف بحنق : بقولك اقفي كلميني، في ايه يا شهد ما تتظبطي .

استدرات شهد ثم هتفت بضيق : عاوز ايه يا رامي، خليني ادخل لخالتي واديها الدوا ربنا يهديك .

زفر هو بعصبية قائلا : اقفي وكلميني عدل .

وقفت على مضدد ثم قالت : اهو نعم .

اخذ نفس طويل ثم اخرجه ببطئ قائلا بهدوء : انا مش عاوزك تزعلي ماما، لو قالتلك جواز قوليلها ماشي، انا خايف عليها ، طول الليل نايمة بتعيط وضغطها عالي، بحاول اراضيها ومش راضية، انا عمري مازعلتها ولا اقدر اعمل كدا، انتي مش عارفة هي بالنسبالي ايه، دي كل حياتي .

سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها وهتفت بنبرة شبه باكية : طب مانا كمان بحبها اوي، انا اعتبرتها مكان امي اللي رمتني، بس يعني اللي خالتي بتطلبه مني صعب، في حد بيتجوز اخوه .

صدمته هي بجملتها الاخيرة، ابتسم بسخرية : معلش يا حجة شهد، اتنازلي واتجوزيني، معلش يا سنيورة يا كونتيسة يا برنسيسة، مش انتي السبب في كل دا، بقا انا امبارح بتحرش بيكي .

ازالت دموعها بقوة وهتفت بتحدي : اه انت امبارح كنت بتتحرش بيا .

رفع حاجبيه باعتراض ثم جذبها نحو غرفته المجاورة لغرفة صفاء، مغلقا الباب خلفه والصق ظهرها للباب وحاوطها هو بجسده، لم تدرك هي هجومه المفاجئ عليها في ثواني ولكنها شعرت بيه يقف امام وجهها ويديه ارتفعت وتمركزت على احدى وجنيتنها يداعبها بلطف قائلا بمكر :
_ انا قررت اوريكي يعني ايه اتحرش بيكي، اصل انتي عندك حول تقريبا في مفهوم التحرش .

حاولت هي دفعه عنها ، قائلة بتحذير : ابعد عني يا رامي، اصل اصوت والم الناس عليك، انت ايه اللي حصلك، مانت كنت عاقل .

هتف بهمس : مش عارف مالي بشوفك ....

اتسعت عيناها بصدمة قائلة : اوعى انت بتحبني يا رامي .

ضربها على رأسها بخفة ثم هتف بمكر : هو انا مش لقيت الا انتي واحبك، هو انا مجنون .

دفعته بغيظ، ثم هتفت بانفعال واضح على ملامحها : اصمالله على جمالك، دا انت حتى اسمك رامي .

خرجت من الغرفة بغيظ، بينما وقف هو مكانه يستوعب جملتها له، تحرك نحو المرآة نظر علي صورته المنعكسة ثم هتف : طب والله حلو، هي البت دي متخلفة ولا ايه، ومالو اسمي .
***************************
عند سلمى .

لوى حسني يديها خلف ظهرها بعنف : بتصنتي عليا يابت .

هتفت هي ببكاء : والله يابابا غصب عني، سمعتك غصب، سيب ايدي هاتتكسر .

زمجر حسني بحدة قائلا : دا انا هاكسرلك راسك، اوعي يابت تتخيلي انك ممكن تهدديني انتي مش عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه ..

شعرت هي بالام حادة في ذراعها، حاولت جاهدة ان تفلت نفسها من يد ابيها ولكنها فشلت عاودت هي التوسل له بان يتركها : بابا بالله عليك سيبني، خلاص مش قادرة ..

دفعها حسني بغضب نحو الارض، اصدرت آه إثر اصدامها بالارض الصلبة، ثم هتف حسني بصوته الجهور : اسمعي يابت مش المعلم حسني هاتيجي حتة بت زيك وتقولي اعمل ايه ومعملش ايه، دا انا اقتلك واخلص منك وامك قبلك، انا رد سجون يابت .

تراجعت هي بخوف ثم هتفت بتلعثم : انا يابابا كل اللي بطلبه منك انك ترجع عن قرارك بالجواز من واحدة تانية، علشان خاطري، انا هاتجوز زكريا علشان خاطر امي .

ابتسم حسني بمكر ثم قال : خلاص طول مانتي حلوة كدا وبتسمعي كلامي مش هاتجوز على امك، ولا هاعمل فيها حاجة، يالا قومي ظبطي نفسك علشان خطيبك زمانه على وصول .

*****************************
في منزل رامي .

هتفت شهد بعتاب : كدا يا خالتي تتعبي علشان تعرفي معزتك في قلبنا يعني.

نظرت صفاء للجهة الاخرى ولم تعطيها رد، بينما تنهدت شهد وقالت بهدوء يشوبه المشاغبة : انتي مقموصة يا صفصف .

نظرت لها صفاء بصدمة : صفصف!!، انا بلعب معاكي يابت ياشهد .

ضحكت شهد بخفة ثم اردفت بسعادة : ضحكت عليكي خليتك تتكلمي .

هتفت صفاء بضيق : والله انتي عيلة، انا مش هارد عليكي .

زفرت شهد بحنق : مالك يا خالتي انا مش عارفة افرفشك، طب قوليلي انتي عاوزة ايه علشان ترضي عليا .

هتفت صفاء بهدوء : انتي عارفة كويس انا عاوزه ايه ؟.

استغفرت شهد في سرها ثم قالت بنفاذ صبر : ياخالتي والله ما ينفع، رام ..

قاطعتها صفاء بحدة : اسمعي يا شهد انتي جيتي البيت دا واعتبرتيني امك، طيب يابنتي انا امك وبقولك لازم اجوزك انتي ورامي، متخافيش كتب كتاب بس علشان اضمن ان مفيش حرمانية عليا ولا عليكو، وبعدين انا كدا هاطمن عليكي اكتر، انا الله اعلم هارجع امتى، لغاية ما ميمي تقوم بالسلامة وتشد عفيتها وتبقى كويسة، من دلوقتي لغاية ما ارجع لازم اطمن عليكي .

طوقت شهد وجه صفاء بيديها ثم قالت بنبرة حنونة : يا حبيبتي والله لو امي ما هاتعمل كدا، حاضر يا خالتي مش هازعلك، اللي انتي عاوزاه هايحصل كله، بس احنا اخوات وبس، وكمان محدش يعرف نهائي بجوازنا، ماشي .

أومأت صفاء بسعادة ثم قالت : حبيبتي يا شهد، بس احنا لازم نتصل بامك وتعرف .

هتفت شهد بتهكم : قال يعني هايفرق معاها، براحتك كلميها وقوليلها .
*****************************
في احد المستشفيات .

جلست كريمة بتعالي في احدى غرف المشفى ثم جاءت اليها كبيرة الممرضات بملف، و وضعته امامها باستيحاء وهتفت بنبرة مهذبة :

اهو ياهانم ملف ليلى من وقت دخولها المستشفى لغاية دلوقتي.

اخذته كريمة بطرف اصابعها، ثم نظرت فيه نظرة سريعة، رفعت بصرها وتحدثت بعنجهية : البت دي نظامها ايه في المستشفى، سلوكها ايه مع الدكاترة .

لوت كبيرة الممرضات شفتيها : حسرة عليها هي كانت محترمة وطيبة ومخطوبة لموظف في الصحة، بس يعني حصلها مصيبة ضيعتها على الاخر .

ابتسمت كريمة بمكر : اه قوليلي بقى اللي حصل بالظبط واياكي تسيبلي معلومة واحدة .

ثم اخرجت من حقيبتها رزمة من المال ووضعتها امامها، فرحت الاخرى بسعادة قائلة : من عنيا يا هانم، هاقولك من طقطق لسلام عليكو .
ثم تابعت قائلة : بصي ياهانم في يوم .......
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت التاسع .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#11

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).

البات العاشر.

في احد معارض الاثاث .

وقفت سلمى تنظر لاثاث الغرفة بحزن، لا احد يشعر بها وبما تعاني، سوف تضحي بنفسها من اجل انقاذ امها من السجن، وتضع نفسها تحت رحمة " مديحة " وزكريا، ذلك الشاب الغير ملتزم، الخائن من وجهة نظرها، حولت بصرها نحوه، وجدته يجادل مع صاحب المعرض على السعر، بعد دقائق قليلة وجدته يأتي اليها وهو يشعر بالانتصار لشراء الغرفة بالثمن الذي ارداه، وقف امامها ثم ابتسم قائلا:

_ جبتها بالسعر اللي انا عاوزه، شوفتي فاكرني اهبل وهوافق، بس على مين دا انا زكريا .

هتفت بضيق : طيب ممكن نمشي انا تعبت .

قطب هو ما بين حاجبيه ثم هتف بقلق : ليه، يعني لامؤاخذة بسبب السكر.

نظرت له بحزن مردفة : لا متخافش مش هو، تعبت بس من اللف على المعارض.

اردف هو بتهكم : اه تلفي على المعارض وتنقي اوضة اسود في اسود
ثم تابع بهمس لنفسه : وامي تشلوحني لما تشوف الاوضة .
*******************************
في المقابر .

وقف رامي بحزن امام القبر، قرأ بعض الايات القرأنية، ثم قال بحزن : ربنا يرحمك يا اميرة، كنتي اميرة فعلا .
ثم تابع بأسف : انا عارف اني هاخلف وعدي معاكي، بس غصب عني، امي مقدرش على فراقها، متزعليش مني، انتي متعرفيش انا عانيت قد ايه وانا بفتكر كلامك ليا وانا مضطر انفذ عكسه .

هبطت دمعة ساخنة على وجنيته، ازالها بسرعة، ثم شرد في الماضي ....

( فلاش بااااك )...
في احدى المستشفيات .

يجلس بجانب والدته يشعر بالقلق فحالة زوجته تسوء يوما بعد يوم، لكن صوت تلاوة والدته للقرأن الكريم بعث في نفسه الطمئانينه، انتبه هو لخروج الممرضة من الغرفة القابعة بها زوجته ، هتف بقلق : ايه حالتها دلوقتي .

هتفت الممرضة بأسف : والله حالتها بتسوء، بس هي طالبكو، حاولو مش تجهدوها بالكلام بس .

أومئ لها رامي ثم دلف للغرفة ووراءه صفاء، نظر لها بحزن، شاحبة، فقدت نصف وزنها، اقترب ببطئ، ثم طبع قبلة رقيقة على جبينها، شعرت أميرة بقبلته الحنونة، فتحت عينيها بتثاقل ، ثم هتفت بتعب : رامي ..

هتف بهمس : نعم يا اميرتي .

ابتسمت بضعف ثم هتفت بتساؤل : ماما فين .

اقتربت صفاء قائلة بنبرة يشوبها الحزن : انا اهو يا بنتي .

حاولت اميرة تنظيم انفاسها ثم هتفت بصوت متقطع : رامي انا عاوزة اطلب منك طلب .

ربت رامي علي شعرها بحنان : قولي اللي نفسك فيه وانا هانفذه .

سالت دموعها بكثرة : رامي انا حاسة اني هاموت، لو موت اوعى تتجوز وتجيب مرات اب لابني، اوعى يا رامي، وانتي يا ماما ربيه زي ما ربيتي رامي كدا، بس بلاش تجبله مرات اب ....

قاطعها رامي بحدة : هشش متقوليش كدا، انتي بس بتدلعي عليا علشان تشوفي معزتك عندي، انتي ان شاء الله هاتقومي بالسلامة وهاتبقي زي الفل، وانتي إلي هاتربي ابننا ونجبله اخوات كمان .

هتفت صفاء مؤكدة على حديث ابنها : ايوا ان شاء الله تقومي بالسلامة يا أميرة، قوليلي بقا هاتسميه الواد دا ايه .

ابتسمت اميرة ابتسامة بسيطة : حمزة، حمزة رامي المالكي .

(باااااااك)

عاد من شروده على صوت حارس المقابر :

_ استاذ رامي حضرتك الليل بدأ يهل، ومينفعش تفضل كتير هنا.

ابتسم هو على سذاجة الرجل ثم قال : طيب ياعم امين، اهتم بس بالذرع اللي حوالين القبر .

اومئ له حارس المقابر قائلا : من عنيا يا استاذ رامي، بس امانة توصل سلامي للست والدتك .

نظر رامي للقبر مرة اخرى ثم قال بشرود : حاضر .
*******************************
في منزل كريمة .

جلست كريمه في منزلها تنظر لتلك الاوراق تقرأها بتمعن شديد، وما ان انهت قرأتها حتى وضعتها امامها، ثم ابتسمت بشر :

_ والله ووقعتي تحت ايدي يا ليلى، وعاملة فيه متربية، ماشي والله لافضحك واربيكي واربي ابن اخويا قبلك بس كله بآوانه، الصبر يا كريم يالا علشان تتعلم تعصاني ازاي وتيجي بيتي وتبهدلني حلو .

( فلاش باااك )..

تجلس في غرفتها تقرأ احد الكتب، بينما طرقت الخادمة الباب بهدوء، نظرت كريمة للساعة وجدتها الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من يجرأ على طرق باب غرفتها في ذلك الوقت، اذنت بصوت صارم للطارق بالدخول، دخلت الخادمة على استيحاء ناظرة للاسفل قائلة بأدب شديد :

_ كريمة هانم، استاذ كريم ابن اخو حضرتك برا، وعاوزك ضروري.

اندفعت هى صوب الخارج بسرعة، قائلة بقلق : كريم، ابوك حصله حاجة .

رفع بصره اليها ثم احتدت نظراته : لا ابويا تمام، بس انا مش تمام .

قطبت ما بين حاجبيها قائلة بعدم فهم : مش فاهمة، يعني ايه إلي انت قولته .

وقف كريم وهتف بصوت عالي نسبيا : انتي مش هاتبطلي بقا طريقتك دي، انا جتلك لغاية عندك انا ومراتي وقولتلك حقك عليا، المفروض انك تهدي، لا بقا ازاي، تقومي تيجي البيت انهاردا وتضايقي في ليلى، ليه؟، كانت عملتلك ايه .

ابتسمت بتهكم : هى لحقت اشتكتلك، اما تربية حواري بصحيح .

اتسعت عيناه من كلامها الفظ : انتي بجد مش طبيعية .

هتفت هي بصرامة شديدة : ولد احترم نفسك، انا عمتك .

هتف كريم بعصبية : طيب يا عمتي لو سمحتي ملكيش دعوة بيا تاني واخر مرة تكلميها كدا، على فكرة هي كرامتها من كرامتي، خلص الكلام .

( بااااااك ).

عادت هي من شرودها قائلة بغيظ : والله لاعلمك الادب واخليك تطلقها علشان تبقى تقف قصادي حلو يا كريم ياابن ناني .
*******************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى تنظر للمرآة باستيحاء، فأول مرة تظهر هكذا امام كريم، صحيح منامتها لم تظهر جسدها ولكن لونها الاحمر يتناسب جدا مع لون بشرتها، منذ وفاة والدها وهي ترتدي ثياب غامقة اللون كئيبة، ولكن بعدما وعدته بانها تعطيه فرصة قررت خلع الاسود، والعودة للحياة تدريجيا، ابتسمت ابتسامة صافية ثم مشطت شعرها للخلف تاركة بعض خصلاتها لتتمرد، خرجت من الغرفة تبحث بعينيها عن زوجها، وجدته يطلق صفيرا خلفها، استدرات بسرعة ثم هتفت بصوت مضطرب :

_ كريم، ايه خضتيني .

اقترب كريم ممسكا بخصلة من شعرها قائلا بحنان : سلامتك من الخضة يا روح كريم ..

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر ثم وضعت يديها تلقائيا عليهما تتحس سخونتهما : احم، انت كدا بتوترني .

ابعد يديها برفق قائلا بمكر يصحبه غمزة بسيطة من عنيه : لا اوعي، خليهم كدا يظهرو، دول احلى حاجة في الدنيا والله .

تسربت ابتسامة صغيرة على ثغرها : احم انا هاروح اعشي عمو .

داعب وجينتها بلطف ثم جذب يديها : عمو اتعشى، تعالي نتفرج على فيلم .
********************************
في منزل رامي .

تحدثت شهد بعصبية مشيرة الهاتف في وجه صفاء : شفتي مبتردش عليا .

هتفت صفاء بهدوء: ياينتي اهدي انتي على طول مهيبرة كدا، تلاقيها مشغولة .

كانت على وشك الرد ولكن قاطعها دخول رامي الى المنزل، نظر لها ورأي ملامح الغضب على قسمات وجهها، ابتسم بسخرية قائلا : مالها الحلوة، مضايقة ليه .

انتفضت هي من جلستها قائلة بعصبية : خالتي قوليله مالوش دعوة بيا، ولا يكلمني ابدا، اصل والله افركش الموضوع، مش كفاية هو السبب .

ما ان انهت حديثها اتجهت صوب غرفتها بضيق، وتلك الدموع اللعينة تمنعها من التساقط .

نظر رامي لصفاء بذهول ثم هتف بتساؤل : انا قولت ايه لكل دا، هى ما صدقت ولا ايه .

زمت شفتيها بضيق : معلش يابني، امها مبتردش عليها، هى بتكلمها علشان تقولها عن كتب الكتاب بكرة .

شعر بسعادة بسيطة بداخله لموافقتها على امر زواجها منه، ثم تجاهل هذا الشعور سريعا قائلا : وهى تكلمها ليه وتحرق دمها، هي مش رمتها من الاول يبقى خلاص تنسى ان ليها ام عايشة .

اتسعت عيناها بصدمة قائلة بعتاب : انت ينفع انك تنسى امك مهما عملت، ينفع تنساني يارامي، يابني دي غريزة في الانسان، حتى لو امها قست في لحظة رغم انها كانت مجبورة، هاتنسى امها بالسهولة دي، وبعدين شهد معدنها طيب واصلها نضيف، بس هي زعلانة على نفسها، مينفعش يا رامي نيجي ونقولها انسي امك، عيب يابني احنا كبار مش صغيرين، وبعدين دا جواز هو لعب عيال امها لازم تعرف .

هتف رامي بضيق : لا انا مقتنع باللي بقولو هي موقفتش جنبها ورميتها والله اعلم حياتها كانت هاتبقى ازاي لو مكناش موجودين، بس براحتكو تقولو متقولوش في الاول وفي الاخر دي امها .

اطلقت صفاء تنهيدة قوية بعدها اردفت : هو انت روحت زورت اميرة .

اكتفي بتحريك رأسه بمعنى ( نعم) والتزم الصمت، ادركت صفاء انه لايريد التحدث في الامر، التزمت الصمت هى الاخرى، بينما في الغرفة المجاورة هناك النقيض تمام، تقف امام المرآة تتحدث مع نفسها بضيق :
يعني وافقت ان اطرد من بيت ابويا وقولنا ماشي معلش مغصوبة على أمرها، مش تعبرني بعد ما امشي قولت بردوا ماشي، انما اتصل عليها فوق الستين مرا متردش، لا هي كدا بتقولي انها مش عاوزاني في حيا...

قاطع حديثها رنين هاتفها، نظرت فيه وجدت اسم والدتها، احتل الغضب ملامح وجهها ثم ضغطت على الزر المجيب قائلة :

_ لسه فاكرة ان ليكي بنت، افرض كنت في مصيبة وبستنجد بيكي، هو انتي لدرجادي بيعاني، ليه بتعملي معايا كدا .

هتفت سميحة بعتاب : انا يا شهد هانسى انك بنتي وكمان هابيعك، انتي ليه مش قادرة تسامحيني يابنتي والله غصب عني، انا المخروب دا مش عارفة مكنش بيرن ويعمل صوت عالي ليه، جبته علشان اشوف سلمى اتاخرت ليه، لقيتك رانة كتير اوي .

شعرت شهد ولاول مرة بالغيرة اتجاه سلمى حاولت كبح هذا الشعور قائلة بغضب : طيب نهايته انا متصلة عليكي علشان اعرفك ان رامي اتقدملي وانا وافقت وهايكتب كتابه بكرا عليا ماشي، عاوزة تيجي تعالي مش عاوزة براحتك .

قطب سميحة حاجبيها باستغراب : هو رامي مش متجوز، انا فاكرة كويس انه جه مرة عندي وكان متجوز جديد .

قالت شهد بتهكم : وانتي ايه يعرفك اللي حصله مانتي مقاطعة اختك بقالك سنين، على العموم هو مراته ماتت وهي بتولد ابنه حمزة، وطلب ايدي وانا وافقت، كتب الكتاب الساعه ٧ في ...، عاوزة تيجي براحتك مش عاوزة بردو براحتك مبقتش فارقة كتير .
******************************
في منزل زكريا .

وقفت مديحة على اعتاب غرفة زكريا قائلة بغضب : يعني ايه لون الاوضة اسود، انت اتهبلت يا واد، ازاي اصلا تسمح وتوافق على كدا .

هتف زكريا بالامبالاة : عادي ياما انتي مكبرة الموضوع ليه، عروسة وبتختار لون الاوضة .

نظرت له بغضب وقالت بصوتها الجهور : مش اسود يا روح امك، دي كانها بتقولك حياتك معايا سودة، بس على مين والله لاعلمها الادب بنت سميحة، اديني يا واد اسم المعرض ومكانه .

هتف زكريا بخشونة : ليه ياما .

اردفت بازدارء : علشان اتصور جنبه يا حبيب امك .
ثم تابعت بغضب : هايكون ليه، علشان اغير الاوضة دي واجيب اوضة على مزاجي، انت عاوز الناس تيجي تبارك تلاقي اوضة سودا، يالهوي دي حتى فضحتي تبقى بجلاجل في الحارة .

حرك رأسه برفض قائلا : لأ ياما انا كدا ابقى عيل في نظرها .

اندفعت صوبه تحركه بعنف قائلة بعصبية : واد يا زكريا هو من دلوقتي خلاص بقيت بتسمع كلامها، بتريل عليها يلاااا.

ابتعد زكريا بغضب عن مديحة : امااا ابعدي عن دماغي السعادي، عاوزة المعرض هاقولك عليه مش فارق اصلا معايا ..

هدئت قليلا ثم هتفت : طيب هات الكارت بتاعه ويانا ياهي .
*********************************
في منزل حسني .

ربتت سميحة علي يد سلمى قائلة بحنو : معلش يا ضنايا اتعاملي معاه حلو علشان تشتري دماغك من ابوكي .

ازالت سلمى دموعها ثم اردفت بصوت مبحوح : تعبت ياماما وانا واقفة وبكلمه عادي، مش قادرة اتخيله جوزي، انا هاشوف جهنم على ايده هو وامه، ربنا يسامحك يا بابا انت السبب في كل دا .

حزنت سميحة على ابنتها : معلش يابنتي ، مش في ايدي اقولك غير معلش ...
التزمت الصمت ثواني ثم تابعت قائلة بإصرار : انا هاخليه يروح يقدم وصلات الامانة للشرطة وعندي اتسجن ولانك تكوني خايفة كدا .

ابتسمت سلمى بسخرية : قال يعني بابا هايقف ومش يجوزني زكريا، خلاص يا ماما دا قدر ومكتوب .
ثم تابعت متجاهلة ذلك الموضوع حتى لاتحزن والدتها اكثر قائلة :

_ امال ااول ما دخلت كنتي فرحانة ليه ؟.

هتفت بفرحة عارمة : شهد هاتتجوز رامي ابن خالتك اتصلت وقالتلي، انا فرحانة اوي يا سلمى اخيرا ربنا رزقها وهاتبقى في عصمت راجل .

اتسعت ابتسامة سلمى قائلة : الحمد لله، يارب بس يطلع كويس ويعاملها بما يرضي الله .

هتفت سميحة مؤكدة : اكيد دا رامي تربية صفاء اختي، انا فرحانة اوي ليها هي تعبت في حياتها اخيرا هترتاح من الظلم .

عانقتها سلمى بفرحة : الحمد لله يا ماما ربنا كرمها، هاتروحيلها صح .

ابتعدت سميحة وعلى وجهها ابتسامة : طبعا هانروح بكرا انا وانتي، لازم نكون جنبها .

_ لا يا ولية مفيش روحة في حتة، ولا انتي ولا بنتك.

نظرت كلا من سميحة وسلمى بصدمة لحسني الواقف على اعتاب الغرفة ونظراته كلها تنم على الشر والغل، هتفت سميحة بتلعثم : يعني ايه مش اروح يا حسني .

احتدت نظراته اكثر وهتف بصوت غليظ : اللي سمعتيه يا ولية مفيش روحة في مكان، البت دي مشيت ملناش علاقة بيها .

نظرت له سميحة بنظرات غير مصدقة ، يريد منعها عن حضور زواج ابنتها هتفت بانفعال : لأ يا حسني هاروح وهاحضر دي بنتي، انت عاوزاها تكرهني العمر كله ولا ايه .

تدخلت سلمى بهدوء لتهدئة الوضع : يابابا لو سمحت اهدى، انت مشتها من هنا، وهي هاتتجوز لازم نقف جنبها .

هتف حسني بصرامة شديدة : إلي اقوله يتنفذ مفيش مرواح في مكان والبت دي تنسيها يا ولية فاهمة والا لأ .

ثم اقترب منهم بخطوة سريعة وجذب الهاتف من يد سميحة وضعه في جيبه، حول نظراته لسلمى قائلا بغلظة : هاتي يابت تليفونك يالا .

تراجعت بعض الخطوات وهتفت بتلعثم : ليه يابابا، عاوز تليفوني ليه.

اختصر تلك الخطوات بخطوة واحدة ثم جذبها من شعرها قائلا بغضب : هاتي يابت بدل ما اخلعلك شعرك في ايدي .

هتفت سميحة بانكسار وبصوت باكي: اديله يا سلمى .

وضعت سلمى يديها في جيب سروالها واخرجت هاتفها مشيرة اياه في وجه حسني ثم هتفت بألم : حاضر يابابا اهو، اتفضل بس سيب شعري .

تركها حسني بعنف ثم نظر لسميحة قائلا بغل وضيق : بصي يا حلوة ان كنتي فاكرة انك بتقوليلها اديله التليفون فانا اهبل وهاسكت لا ياما، دا انا حسني يعني انا فاهم دماغك دي فيها ايه، انا قاعدلكو بكرة في البيت وابقي وريني هاتخرجي ازاي انتي والمجبورة بنتك .
***********************************
في منزل كريم .

لم تتابع الفيلم، ولم يتابع هو ايضا، احيانا تنظر بطرف عينيها له تجده ينظر لها متأملا وعلى ثغره ابتسامة بسيطة، يصيبها التوتر إثر نظراته تلك، تنتظر نهاية الفيلم بفارغ الصبر تريد الهروب ولكن تلك النهايه لم تأتي حتى الان.....

_ ليلى .

كان نبرة صوته حنونة لطيفة تزيل التوتر بداخلها، حولت نظرها نحوه مردفة بهدوء : نعم .

اتسعت ابتسامته اكثر مردفا بحنان اكثر : ماتبصيلي وبلاش الفيلم إلي انتي مش مركزة معاه دا .

ضحكت هي برقة ثم امتثلت الجدية : بقولك يا دكتور انت عندك اصرار رهيب تسرع في علاقتنا وانا قولتلك نهدي شوية .

اقترب اكثر مردفا بعبوس : قلبك قاسي اوي يا ليلى .

ابعتدت هي قليلا مردفة بنفس ذات العبوس وكأنها تريد تقليده : انت إلي عاطفي اوي يا دكتور كريم .

اتسعت عيناه بصدمة مردفا : انتي بتتريقي عليا يا ليلى ، يا فضحتي .

نظرت له بذهول عقب جملته : فضحتك!!!.
ثم تابعت بضحكات متقطعة : انت فظيع اوي، مبحسكش دكتور كريم إلي كان بيشخط فينا يكهربنا كلنا .

ابتسم هو بسعادة لضحكاتها تلك قائلا : طب انتي عارفة ان انا كنت بشخط فيكو، وكنت نفسي اقولك ماعدا انتي يا ليلى .

هتفت هي بتسرع : كنت بحس بكدا .
ثم استوعبت مانطقته، وضعت يديها على فهمها بإحراج : احم انا هاقوم انام تصبح على خير .

قامت سريعا من جلستها تهرب من نظراته نحو غرفتها، بينما هو جلس باريحية اكثر مردفا بفرح : كانت بتحس، يعني انا كنت صح، ليلى بتحس بيا، الله اكبر يعني المجهود اللي كنت ببذله مرحش هدر .

***********************************
مر الليل سريعا على ابطالنا، منهم من نام وهو يشعر بالراحة والسعادة، ومنهم لم يذق طعم النوم خوفا مما يخبئه له المستقبل، ومنهم لم ينام لشعوره بالحزن والقهر ، اتى الصباح بنسماته الطيب ، بدأت الشوارع بالحركة، خرج رامي من غرفته وجدها تقف تنظر لحركة الناس
من النافذة وتتنهد ببطئ وكأن يوجد عبأ ثقيل على صدرها، اقترب منها هاتفا بهدوء :

_ صباح الخير يا شهد .

استدرات شهد نصف استدارة قائلة بصوت مبحوح : صباح النور .

قطب رامي حاجبيه بتساؤل : مالك واخدة برد ولا ايه .

حركت رأسها بنفي قائلة بالامبالاة : عادي تلاقيني علشان منمتش .

استند بظهره على زجاج النافذة واصبح وجه مقابل وجهها، رأى عيونها المنتفخة ولونهم الاحمر، هتف بضيق واضح : مالك يا شهد، معيطة ليه .

وكأن تلك الجملة هي الاشارة لتنفجر بالبكاء : ماما لقيتها باعتلي رسالة الصبح بتقولي انها مش هاتقدر تيجي علشان جوزها مش موافق، شفت حتى يوم جوازي باعتني علشان مش موافق، طول عمري بقول انتي مش يتيمة ياشهد، انتي امك لسى عايشة، انتي ليكي اهل، بس اول مرة احس اني يتيمة الاب والام ويتيمة الاهل، عايشة بطولي ولوحدي، قلبي واجعني اوي يا رامي .

اقترب اكثر ثم عانقها بقوة، المته تلك الكلمات احيانا كان يشعر بالسخط على نفسه لانه يحبها، ولكن تلك الصغيرة تعاني وتتألم ولم تخبر أحدا بما يدور بداخلها ...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت العاشر ..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#12

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).

البارت الحادي عشر.
وقفت تنتظر قدومها تبحث بعينيها بين المارة، مرت ساعة، ثم اثنتين، ولكنها لم تأتي، شعرت بيد رامي على كتفها، التفت بعيون دامعة وهتفت بصوت حزين :

_ شفت مجتش بردو، قلبي واجعني يا رامي، رغم كل الرسايل إلي بعتهالها هى وسلمى

ازال دموعها بطرف إبهامه : خلاص يا شهد كفاية، انتي استنيتها كتير اوي خلينا ندخل، الشهود والمأذون زهقوا .

أومأت له دون التحدث، سارت معه وبداخلها حزن يكفي العالم بأكمله، تمت مراسم الزواج، واصبحت هي زوجته شرعا وقانونا، تمناها هو في ليلة وكانت أقصى امانيه ان يراها مرة اخرى يشبع نظراته ونفسه بها وبملامحها التي تشعل بداخله شعور لم يعهده من قبل مع أميرة او غيرها، وها هي الان زوجته ولكن لوقت محدد، هل سيخلف وعده مع اميرة، هل سيسيطر على مشاعره اتجاهها، من الان وهو يريد ان يعانقها يقبل شفتاها يردها ملكه، متى ستصبح شهد الحياة حياته، ولكن يجب عليه ان يكبح ذلك الشعور ويسيطر على مشاعره التي تزيد الضعف اتجاهها يوما بعد يوم .

هي من هي؟!، هي التي تركتها امها وحيدة وسط هذة الغابة، هي التي ضحت بنفسها وآمالها من اجل اسعاد امها واختها ومع اول عقبة باعوها، تتعامل مع الناس بصخب بقوة ومن داخلها ضعيفة هشة تريد البكاء في كل لحظة، غريبة هذه الدنيا لم ترى منها سوى الالام القهر و الظلم، يتردد على ذهنها دائما جملة ( الدنيا زي مابتدي زي ما بتاخد )!، ولكن معها هي ( الدنيا بتاخد بس )، رفعت بصرها للسماء تناجي ربها وحده يعلم ما بها وما مخاوفها وبما تشعر بيه، اعطها القوة والصبر يا الله .

***********************************
بمنزل حسني .

فتحت سميحة الغرفة باندفاع قائلة بغضب : خلاص يا حسني البت زمانها اتجوزت اديني التليفون اكلمها واقولها اي حجة .

رمي هو لفافة التبغ من يديه ودهس بقدمه عليها قائلا بسخرية : مالوش لزمة ياختي انا قومت بالواجب.

قطبت بين حاجبيها وهتفت بعدم فهم : قصدك ايه انك قومت بالواجب .

ابتسم بمكر مردفا : هاقولك عملت ايه، نزلت للواد عادل بتاع سايبر خليته يكتب رسالة للحلوة بنتك ويقولها معلش يابنتي اصل انا مش هاقدر اجاي اصل حسني محرج عليا ومش موافق، وبس اكيد شافتها وفهمت .

ضربت بكفيها على صدرها مردفة بصراخ : ليه ياحسني، عملت كدا ليه، ليه يا راجل عاوزها تكرهني مش كفاية طردتها مش كفاية مشافتش يوم حلو منك، دا علامات الحرق لسه في جسمها لغاية دلوقتي، لييه؟؟، حرام عليك ياخي ارحمها بقى، البت بعيدة وبعدت عنك وعن شرك وغلك وبردو مش عاوز تسيبها في حالها .

اندفع هو صوبها ثم غرس اظافره في جلدها قائلا بغل : عارفة ليه، علشان هي بنته من صلبه، بنت مصطفى اللي حبسني زمان، مصطفى إلي راح وشهد ضدي في القسم واتحبست سنة واتبهدلت في السجن .

نفضت يديها بعيدا عنه بعنف مردفة بعصبية : مش انت إلي سرقت انت ومتولي الحج مسعد وبعدين احمد ربنا انك خدت سنة وخففوا الحكم .

ضحك هو بسخرية : ولما انا سرقت اتجوزتيني ليه ؟.

انهارت في هذة اللحظه وجلست مكانها على الارض وبكت بكاء مرير : كنت غبية مغفلة، بنت الحج مسعد قالتلي ان انت ومتولي مش سرقتو وان مصطفى ظلمكو وهو مكنش بيحب يحكي عنك ولا يجيب سيرتك، بعد ما مات انت ومتولي خرجتو، هي اتجوزت متولي قولت مفيش واحدة تتجوز سارق ابوها، وقولت بس اكيد مصطفى ظلمكو، جتلي وقعدت تلف وتدور عليا علشان جوازي منك صدقتها وصدقتك ووافقت .

ثم رفعت بصرها ونظرت له نظرات توحي بالغل والكره : بس بعد كدا وبعد مامرت السنين وجبت سلمى، جت منال مرات متولي قبل موتها تعيطلي من قسوة متولي وانه متجوز عليها اتنين غيرها وانها كانت عارفة انكو السارقين بس من كتر حبها في متولي وافقت على كلامه ونشرت انك برئ ومصطفى ظلمك انت ومتولي .

انحنى هو بجذعه الاعلى نحوها وهتف بحقد دفين : وانا انسى لما اتحايلت عليه يشهد ان مسرقتش وهو قالي الساكت عن الحق شيطان اخرس وانت سرقت يا حسني ولازم تتعاقب، اهو مات وانا بكمل انتقامي في بنته .

ازالت دموعها بقوة مردفة بغضب : انا بكرهك يا حسني، بكرهك وبكره اليوم إلي شوفتك فيه واتجوزتك، بضرب نفسي بالجذمة اني وافقت عليك .

اثارت تلك الكلمات الغضب في نفسه، استقام في وقفته واتجه صوب الخزانة اخرج الحزام الجلدي منها وقام بلفه حول يديه عدة مرات واندفع اتجاها يذيقها العذاب، نزل بذلك الحزام الجلدي على جسدها الضئيل ارتفع صوت صراخها، وكلماتها وهي تطلب منه الرحمة، ولكن الرحمه قد تجردت من قلب ذلك الرجل، سمعت سلمى صراخ امها، انتفضت من جلستها، وباتت تطرق الباب بعنف هاتفة بقوة :

_ بابا، حرام سيبها، ابوس ايدك، سيبها .

ارتفع صوته من الداخل وهتف بغلظة : لمي نفسك يابت وروحي اتنيلي على اوضتك، اصل والله اجاي وانزله على جسمك انتي .

ارتعدت هي بعض خطوات للخلف، انكمشت على نفسها، شعرت بالضعف والخوف، صمتت ولكن بداخلها قلبا يصرخ وينزف، صمتت ولكن عينيها رفضت الصمت وتمردت وسالت دموعها بغزارة .
**********************************
وقفت تنظر للمبنى الشاهق بخوف ورهبة، حتى شعرت بيد كريم الممسكة بيديها يجرها خلفه بهدوء، سارت معه بخطوات بطيئة، استقلوا المصعد وبداخلها شعور بالخوف اتجاه ما تقدم عليه، وقف المصعد في الطابق المنشود، تحركت هي خلفه وبداخلها مشاعر متضاربة، تحدث
ببعض الكلمات لسكرتيرة، ثم اخذها وجلس، نظرت حولها في اوجه الموجدين زدات وتيرة القلق في نفسها، شعر بها حاوطها بيده هامسا في اذنيها :

_ متخافيش هي مش هتاكلك، انا مسمحش لحد ياكلك اصلا انا إلي هاكلك بعد كدا .

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر القاني عقب كلماته تلك، اخفضت بصرها ارضا ثم قالت بهمس : عيب يا كريم كدا .

ضغط بيديه اكتر على جسدها وهو يبتسم بمكر وماهي الا دقائق معدودة حتى اتت السكرتيرة وابلغتهم ان الطبيبة في انتظارهم، جذبها من يديها باتجاه غرفة الطبيبة في هذه اللحظة تريد الهرب مما تقدم عليه .
*********************************
في منزل حسني .

جلست بجانب والدتها تضع لها ( المرهم المخصص للكدمات) بدأت سميحة تأن تحت لمسات يديها هتفت سلمى بحزن :

_ معلش يا ماما، استحملي ان شاء الله المرهم هيريحك .

هتفت سميحة ببكاء : اه ياني، بنتي زمانها بتكرهني، اتصرفي يا سلمى لازم تعرف، مش كفاية كرهها ليا .

اغلقت سلمى عينيها بضيق ثم هتفت بنفاذ صبر : اعمل ايه يا ماما، مانتي شوفتي قدامك كسر تليفوناتنا، وكمان حلف علينا ما احنا طالعين من باب البيت الا على معاد فرحي .

ازداد بكاء سميحة ثم هتفت بحقد دفين : ربنا يخدك يا حسني الكلب، ربنا يزلك، زمانها يا حبة عين امها مقطعة نفسها من العياط .
******************************
ظلت تنظر الى غرفة الطبيبة وتتفصحها جيدا، لم تنصت لحرف واحد ينطقه كريم مع الطبيبة حتى انتبهت لصوت الطبيبة الجاد :

_ طيب يا دكتور كريم، ممكن تسيبنا شوية نتكلم .
أومئ كريم دون التحدث، امال على ليلى وطبع قبلة رقيقة على مقدمة رأسها ثم خرج من الغرفة، كانت هي تتبعه بنظراتها حتى خرج ثم حولت بصرها للطبيبة، كانت امرآة في الاربعنيات هادئة ملامحها بسيطة صوتها دافئ من ينظر اليها يشعر بالراحة، ابتسمت الطبيبة قائلة بلطف :

_ بصي يا ليلى مبدئيا انا اسمي الدكتورة هدى، ثانيا انا عاوزكي تتأكدي ان اي كلمة هاتقوليها عمرها ما تطلع برا الاوضة دي، انا عاوزكي تحكي عن كل حاجة جواكي، انشالله باللخبطة مش عاوزة ترتيب، قولي اللي انتي حاساه دلوقتي او قبل كدا، قولي شقعورك سواء كان خوف او قلق او اي حاجة، انا معاكي وهسمعك، كل جلسة هانقعد ساعتين مع بعض، هانحكي فيهم كل حاجة .

عم الصمت بالغرفة عقب حديث الطبيبة، اخفضت ليلى بصرها ارضا ثم تساقطت بعض الدموع من عينيها مردفة بنبرة يتخللها البكاء : بابا مات بسببي ......
*****************************
في منزل رامي المالكي .

جالسة على السرير تبكي وتشهق بصوت عالي، وحولها اكوام من المناديل، يجلس بجانبها حمزة ممسكا بعلبة المناديل كلما رأها تنتهي من منديلا يخرج الاخر بسرعة معطيا اياه، وامامها رامي يزم شفتيه بضيق ، وبجانبه صفاء تنظر لها بحزن، نظر حمزة لوالده وهتف باسمه بهمس شديد، حول رامي بصره نحو حمزة مضيقا عينيه بتركيز، حتى هتف حمزة بتحريك شفتيه دون اصدار صوت :

_ شهد خلصت المناديل .

ابتسم رامي بشدة على براءة ابنه، رأته شهد على تلك الحالة، اندفعت واقفة على الفراش مردفة بانفعال :

_ جرى ايه يا رامي مفيش احساس، انت بتضحك وانا بعيط .

وضعت صفاء يديها على رأسها ثم قالت لنفسها : يالهوي هانبدأ المشاكل .

رفع رامي بصره نحوها مردفا بهدوء : انزلي ياشهد كملي عياط، الفقرة لسه مخلصتش .

اتسعت عيناها بصدمة ثم هتفت بغيظ : انت بتتريق عليا يارامي، بتتريق على مشاعري .

حمحمت صفاء بصوت عالي : احم، انا رايحة اخد دوا الضغط والسكر يالا بينا يا حمزة ساعديني .

هتف حمزة بنبرة طفولية : اقعدي يا تيتة خلينا نتفرج .

قطب رامي بين حاجبيه مردفا بصرامة شديدة : تتفرج علي ايه يا ولد، انت اتتجننت .

هتفت شهد بصوت عالي : انت بتزعقله ليه انت هاتجيب غيظك مني فيه .

اشارت صفاء بيديها لحمزة بخفة ثم تسلل حمزة هو وصفاء خارج الغرفة، بينما وقف رامي بطوله الفارع واردف باستفزاز : عاوزة ايه يا شهد، هي امك كبستك ومجتش هاتجيبي ضيقك عليا انا ولا ايه .

انسابت الدموع مرة ثانية من عينيها عقب جملته الحادة المستفزة وتعالت شهقاتها لم يعلم انه بهذا الحديث انه قام بالضغط على جرح عميق بقلبها، رأها هو على تلك الحالة استغفر ربه بصوت عالي، ثم اقترب منها وجذبها من يديها واجلسها على السرير مرة اخرى وجلس بجانبها، اعطاها بعض المناديل، ثم هتف بضيق :

_ انتي اللي بتخليني اتعصب واقول كلام يزعلك ويضايقني من نفسي .

هتفت هي بكلمات متقطعة إثر بكائها الحاد : محدش حاسس بيا، مش عارفين انا حاسة بوجع قد ايه، والله كلمة قلبي مكسور دي قليلة اوي على إلي حاساه .

ألمته تلك الجملة كثيرا ( قلبي مكسور دي قليلة )، جذبها لاحضانها معانقا اياها بقوة، دفن وجه في عنقها مستنشقا رائحة الورد التي دائما تفوح منها كلما اقترب منها او جلس بجوارها، ثم هتف بنبرة حنونة :

_ سلامه قلبك من الكسرة يا شهد ، اوعي تنطقيها تاني ابدا فاهمة .

ابتعدت قليلا عنه واصبح وجهها مقابل لوجه ثم هتفت بنبرة حزينة : ازاي قلبي مش يوجعني يا رامي، ازاي قلبي مش يتكسر واقرب الناس ليا خذلوني، امي يا رامي عارف يعني ايه امي، يعني المفروض كل حاجة في حياتي، انا مش عارفة هي بتعمل معايا كدا ليه، ليه تبيع بنتها علشان خاطر جوزها، دا بيهنها وبيضربها، انا كنت بطلع من اوضتي اخد مكانها الضرب، كانت بتشوفه بيحرقني وتبقى ساكتة مش قادرة تتكلم، انا طلبت منها ايه، طلبت حاجة بسيطة عاوزها تيجي تحضر معايا جوازي .

وضع يده على احدى وجنيتها قائلا بغضب : كان بيضربك وبيحرقك .

هتفت هي بنبرة طفولية : اممممممم .

عانقها مرة اخرى بقوة، شعرت هي بقوة عناقه، طبع قبلة رقيقة على عنقها من فوق وشاحها مردفا بصرامة : اياكي اسمعك تجيبي سيرتهم تاني، انسيهم خالص يا شهد دول مش موجودين في حياتك، انا بس انا وامي وحمزة احنا من انهاردة حياتك الجديدة، فاهمة ولا لأ .

بادلته هي عناقه فهي في اشد الحاجة لذلك الحنان والدفئ، ثم هتفت بهمس : حاضر، هانساهم وانتو من انهاردة حياتي الجديدة .
**************************************
في العيادة النفسية

مرت الساعتين وكأنهم دهر على ليلى كانت تجيب بكلمات بسيطة، ابتسمت الطبيبة ثم هتفت :

_ خلاص يا ليلى كدا كفاية باذن الله هاستناكي الاسبوع إلي جاي في نفس المعاد .

أومأت ليلى لها دون التحدث، فحديثها مع الطبيبة ارجعها لاحداث تحاول جاهدة نسيانها او عدم التفكير فيها ، دقت الطبيبة الجرس ثم دلف كريم مع السكرتيرة، هتفت الطبيبة بجدية : خدي مدام ليلى خليها تملى شوية بيانات بس وعرفيها المواعيد كويس وشوفي الاول مناسبها ولا لأ .

خرجت ليلى مع السكرتيرة تائهة شاردة، فور خروجها، اندفع كريم بالحديث :

_ هي مالها وشها باهت ليه كدا ومببتكلمش .

ابتسمت الطبيبة واردفت بحكمة : عادي يا دكتور دا طبيعيى انه يحصل في اول جلسة، على فكرة هي اتجاوبت معايا بس يعني بنسبه ٤٠٪ .

هتف كريم بتعجب : ٤٠٪ نسبه حلوة .

أومأت الطبيبة مؤكدة ثم هتفت بتوضيح : طبعا يا دكتور، متنساش هي اتعرضت لازمة نفسية صعبة ومش سهل تعدي منها، صحيح هي اتكلمت معايا علي موت والدها ومجبتش سيرة اغتصاب خالص، بس دي خطوة كويسة، بس في حاجة في وسط الكلام قالت جملة انت مصر على انك تسرع في علاقتكم، ودا شئ غلط لازم ليلى تاخد وقتها ومتتسرعش ابدا ليلى لازم تتخطى مرحلة اغتصابها، هي عمرها ماتنسى ابدا بس الاثر النفسي بيقل مع الوقت لو قدرت تثق في حد وتفتح قلبها له، بس دا مبيحصلش بين يوم وليلة، أهم حاجة يا دكتور انك تتحلى بالصبر .

قام كريم من جلسته ثم مد يديه لكي يصافح الطبيبة قائلا برسمية : شكرا اوي يا دكتور هدى وان شاء الله هاجبهالك الاسبوع الجاي في نفس المعاد .
************************************
مر الاسبوع سريعا على ابطالنا، وجاء اليوم المحدد لزفاف سلمى وزكريا، جلست امام المرآة في صالون التجميل المسمى ب_ ( الكوافير ) تضع لها الفتاة اللمسات الاخيرة، كانت في غاية الجمال والبساطة بفستانها الرقيق، تعالت الزغاريط وابواق السيارات معلنة عن وصول زكريا، زدات دقات قلبها ، تسرب الخوف رويدا لقلبها، انتهت الفتاة من وضع الطرحة ثم اطلقت زغروطة عالية مردفة بعدها بحماس :

_ يالا يابنات افتحو الباب للعريس خليه يدخل يشوف عروسته القمر .

وبالفعل دلف زكريا يبحث في وجوه الفتيات عن سلمى حتى وجدها بفستانها البسيط وملامحها الرقيقة ولاول مرا يدق قلبه بشعور غريب لم يشعر بيه من قبل مع ليلى، اتسعت ابتسامته تدريجيا ثم اقترب منها قائلا بصوت منخفض للغاية :
_ بسم الله ما شاء الله، قمر بدر منور يا سلمى .

نظرت له نظرات خاليه من التعبير، حتى احتدت نظراتها مع ظهور مديحة من الخلف، اقتربت منها مديحة بابتسامة مصطنعة مردفة : الله اكبر ايه الحلاوة دي يا مرات ابني .
ثم تابعت قائلة : يالا علشان الفرح هايبدا والناس بتستعجلنا .

ذهبت معهم وكانها دمية يحركوها كما يشاؤون، تفاجئت هي بكم الاضواء والناس الحاضرين، تعالت الاغاني وبدأ الرقص، نظرت لامها الجالسة وحدها حزينة، وجهها متورم ونظرات الشفقة من نساء الحي وهمسات مديحة للنسوة، طأطأت رأسها لاسفل، تمنت ان الارض تنشق وتبعتلها تمنت ان تختفي من الوجود، مرت الساعتين ببطء حتى امرت مديحة بانهاء حفل الزواج، صعدت هي الدرج مع زكريا تبكي حتى وصلت اعتاب شقة زكريا، وقفت ثم استدرات لعناق والدتها تحت انظار السخط من مديحة و حسني، جذبتها مديحة عنوة من احضان سميحة مردفة بسخرية :

_ ما خلاص ياختي، هو حوار ولا ايه نكدتو على الواد في ليلة دخلته .
ثم تابعت بصرامة : خد عروستك يا زكريا، يالا وانا وامها وابوها قاعدين هنا نستنى الخبر الحلو .

اتسعت عيني سميحة بصدمة : قصدك ايه بالخبر الحلو يا مديحة، انتي بتتكلمي جد لا يمكن يحصل ابدا، انتي مش شايفة البت خايفة ازاي .

رفعت مديحة حاجبيها باعتراض : قصدي عاوزين نعرف هي بنت ولا لأ، اه لتطلع مغشوشة ياختي، يبقى ابوها ياخدها يقتلها هو حر .

ترنحت هي عقب حديث مديحة، رأها زكريا مد يديه يحاوطها بخوف حقيقي، ثم هتف : انتي بتقولي ايه ياما، مينفعش اللي انتي بتقوليه دا .

جلست مديحة ثم هتفت بمكر : اتكلم انت يابو سلمى، انا مش هاتكلم.

جلس هو الاخر على الكرسي مردفا بخشونة : بقولك ايه يا جوز بنتي، انت تنفذ إلي امك قالتلك عليه، احنا هانستنا هنا وناخد البشارة.

صرخت سميحة : حرام عليك يا راجل دي حتى بنتك، اتقي الله بقى ..

قاطعها حسني بصفعة على وجهها مردفا بغلظة : لو مش سكتي هاموتك انتي فاهمة .

خرج صوت سلمى بضعف : خلاص يابابا حاضر هانفذ كل حاجة .

ابتسمت مديحة بسخرية : شاطرة يا مرات ابني بتسمعي الكلام ...
ثم استطردت : وبقولك ايه يا زكريا، انا عاوزك تدخل عليها يا حبيبي علشان اخدها بكرة عند دكتورة اطمن عليها، بلاش ضحك على الدقون، انا مستنية اهو .......

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الحادي عشر
قراءة ممتعة

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#13

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).

البارت الثاني عشر .
بمنزل زكريا .

وقفت في منتصف الغرفة تنظر لزكريا بخوف، تحاول تنظيم انفاسها المضطربة، حاول تهدئتها ولكن كلما اقترب خطوة ترجع هي للوراء خطوتين، تمسكت بطرف فستانها بخوف ثم هتفت : بص اوعى تكون فاكر انك هاتعمل حاجة وانا صاحية وحاسة .

هتف بعدم فهم : قصدك ايه وانتي صاحية وحاسة، امال هتنامي .

أومأت هي ثم هتفت موضحة : انا كنت عارفة ان امك هاتعمل كدا بس متوقعتش بالسرعة دي، علشان كدا فكرت وجهزت نفسي .

_جهزتي نفسك لايه ؟!!!.

تحركت نحو الدولاب ثم فتحته واخرجت شريط من الدواء، نظرت لهذا الدواء قائلة : دا منوم هاخاد حبيتين منه واعمل إلي انت عاوزه .

اتسعت عيناه بصدمة ثم هتف بغضب : لدرجادي مش طايقة لمستي، مش عاوزة تحسي بيا .

انسابت دموعها بكثرة قائلة بحنق : امال انت فاكر ايه، فاكر ان هادوب في هواك، لأ طبعا بس....

قاطعها بحدة : بس ايه، انا كان ممكن معملش معاكي حاجة واضحك على امي بس بتفكيرك وكلامك دا خلتيني هاعملها وانتي صاحية ..

اندفعت نحوه ثم جلست على ركبتيها ممسكة بيده تقبلها وتتوسل له: لا يا زكريا ابوس ايدك لأ، مش هاستحمل والله، لو عندك رحمة في قلبك متعملش كدا فيا، بص انا مش منعتك اعمل اللي انت عاوزو بس بالله عليك وانا نايمة ..

جذبها من مرفقها ثم نظر في عينيها قائلا بضيق : انا هاضطر اعمل كدا وانتي نايمة بس مش هاحطه تحت بند انك قرفانة مني، هاحطه تحت بند انك خايفة زي اي بنت في ليلة دخلتها، وكمان علشان امي مش هاتسيبك الا لما تتأكد عند الدكتورة، ولو كنتي لسه بنت انا عارف تفكير امي كويس يا سلمى وهاتقول ايه ..
ثم استطرد : روحي يالا غيري هدومك، وانا هاغير وخدي الحبيتين خلينا نخلص الحوار دا .

عم الصمت عقب حديثه ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ثم تحركت نحو الدولاب تخرج ملابسها شعرت بانفاسها تقل تدريجيا مما تقدم عليه .

في الخارج .......

وضعت صينية الشاي على المنضدة هاتفة بسخرية : اشربوا الشاي لغاية ما المحروسة بنتك تنجز في ليلتها دي .

رفعت سميحة احد حاجبيه قائلة بضيق : والله كنت عارفة انك مش هاتجيبها لبر يا مديحة .

شهقت مديحة باعتراض : ليه ياختي بر ايه إلي بتتكلمي عنه، انتي مش واثقة في بنتك، انتي لامؤاخذة لو واثقة هاتقولي اه ومش تخافي، اما انتي لامؤاخذة مش واثقة .

هبت واقفة تهتف بعصبية : اما انتي ولية .....

قاطعها حسني بحدة : اسكتي يا ولية لاقطع لسانك، الست مديحة مغلطتش اقعدي زي الجزمة اما نشوف راسنا من رجلينا .

_ وان مش سكت يا حس....

قاطعها للمرة الثانية بصرامة : ويمين الله لو نطقتي بحرف لمفرج الحارة كلها عليكي النهاردة .

جلست بانكسار تحت نظرات السخرية من مديحة، مر ساعة و اثنين حتى خرج زكريا من الغرفة بقطعة قماشة بيضاء بها ثلاث نقط من الدم، اطلقت مديحة الزغاريط، بينما نظرت له سميحة بكره شديد، اخذها حسني من يديه بفرحة عارمة ثم هتف : بنتي امال، دي تربيتي .

نظرت له سميحة بحقد قامت بسبه في سرها، ثم حولت بصرها نحو زكريا هاتفة بضيق :

_ عاوزة ادخلها اطمن عليها .

هتف سريعا بارتباك : لا هي نامت من التعب وبتقولك هي كويسة بس محتاجة تنام .

لوت مديحة شفتيها بتهكم : بنات اخر زمن .

تجاهلتها سميحة ثم وجههت حديثها لزكريا : زكريا انا هامشي وبكرا هاجليها اطمن عليها .

اومئ زكريا دون رد ثم دلف الى غرفته مغلقا الباب جيدا، ذهب الى السرير وجلس بجوارها ثم ربت على شعرها بحنان قائلا :

_ مكنتش عاوز دا كله يحصل، سامحيني كان نفسي نعيش حياتنا واحنا مبسوطين بس اظاهر ان هاعاني معاكي يا سلمى .
******************************
بمنزل رامي .

عاد متأخرا من عمله، منهكا، جسده يصرخ بالراحة، تسرب الى انفه رائحة شهية، تقدم بخطوات بطيئة نحو المطبخ، رأها تقف بهمة وتصنع (كيكة الشوكلاته)، حمحم بصوت منخفض التفت بخضة واضعة حجابها على رأسها باحكام ثم هتفت بضيق :

_ ايه دا يا رامي ينفع كدا .

اقترب بعض خطوات ثم اتكأ بنصف جسده على الثلاجة هاتفا : ينفع ايه مش فاهم؟!.

قالت شهد بعبوس : تدخل فاجأة، مش المفروض تعمل صوت .

تجاهل حديثها قائلا : انتي بتعملي ايه، في حد بيعمل كيكة بليل .

نظرت للخليط التي تقوم ياعدادة مردفة بسعادة : حمزة جه وراني مكتوب في الكراسة انهم يعملوا نشاط طبخ او رسم، وبما اني مبعرفش ارسم حلو قررت اعمله كيكة .

اتسعت ابتسامته على نبرتها الطفولية : شهد البنات مامتهم يعملوا حاجة للطبخ والولاد رسم، يعني حمزة المفروض يرسم .

نظرت له بصدمة ثم هتفت بحزن : يعني الكيكة دي مش هتنفع، دا النشاط هايتسلم بكرا ..

اقترب منها ثم حاوط وجهها هاتفا بنبرة حنونة للغاية : متزعليش حتى لو ماخدوش هاكلها انا كلها، انا بحب الكيكة بالشوكلاته .

نظرت له ودموعها تلمع في عينيها : بس انا كان نفسي اوي اديهاله، كان نفسي اعمله حاجة بايدي .

صمت قليلا ثم هتف : ايه رايك تعملي الكيكة وتزينيها وانا ارسمها وارسمه حواليها وارسمهم كانهم في الفصل طب والله نشاط تحفه .

عادت ابتسامتها على ثغرها مرة اخرى هاتفة : بجد يا رامي يعني هاياخد اللي انا عاملها .

داعب وجنيتها بلطف قائلا بهمس : طبعا، هو انا اقدر ازعل شهد الحياة مني .

تأثرت هي بلمساته، تجمدت انفاسها ولكن عند نطقه لشهد الحياة هتفت بتلعثم : انت مش هااتقولي عرفت الاسم دا منين بقا .

داعب وجنيتها اكثر مردفا بابتسامة صغيرة : لا مش هاقولك، وبعدين انتي بتلبسي الطرحة في وجودي ليه ؟.

امسكت يديه لتوقفه عن تلك المداعبة : بس يا رامي، انت بتعامل بنت اختك، وبعدين انا بلبس الطرحة علشان مينفعش اظهر قدامك بشعري .

رفع حاجبيه باعتراض ثم هتف : انتي هبلة يا شهد هو انتي فاهمة ان لما بلعب في خدودك ابقا كدا بلعب مع بنت اختي انتي فاهمة الدنيا غلط يا ماما، ثم تعالي هنا دا اللي هو ازاي مينفعش تقعدي بشعرك قدامي .

حاول ازاحة حجابها حتى قامت بتثبيت يديه، نظر لها مستفهما، هربت هي ببصرها : رامي مينفعش احنا هانعيش مع بعض اخوات زي الاول هو اصلا مفيش حاجة اتغيرت في حياتنا وبعدين خالتي كانت واضحة من الاول قالت هاتتجوزو علشان الحرمانية، مالوش لزوم اكشف شعري وكدا .

شعر بالغيظ عقب حديثها حاوط خصرها ثم جذبها اليه ، وكانت لمسته متملكة لها ثم هتف بعبوس : انتي مضايقة ان بقولك اكشفي شعرك، مش احسن ما اقولك تقلعي الاسدال دا كمان وتيجي تنامي في اوضتي وحضني .

تاهت هي في اخر حديثه مردفة : ها !!!.

ابتسم بمكر ثم اقترب بوجهه وهمس امام شفتيها : تيجي تنامي في حضني .

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر القاني مردفة بتتلعثم : اوعا تتهور يا رامي .

لم يتحكم في نفسه عقب جملتها تلك وصدرت ضحكاته عالية مصاحبة ببعض الدموع، وضعت يديها بتلقائية على صدره قائله : هو انا قولت ايه خلاك تضحك بالشكل دا..

هدأ قليلا من ضحكاته المستمرة ثم هتف بمرح : اصلك استاذة في انك تبوظي اي مشهد رومانسي في الدنيا تاخدي اوسكار احسن واحدة تضحك في الرومانسية .

قطبت ما بين حاجبيها بضيق ثم هتفت بنبرة يتخللها الضيق : لا طبعا ازاي، طب دا ليلى صاحبتي طول عمرها بتقولي انتي رومانسيه اوي يا شهد .
ثم تابعت بحزن : تعرف وحشتني اوي يا رامي، بتصل بيها بيديني مشغول شكلها حاطني في لائحة الرفض، مش عارفة اكلمها كرهتني وانا ماليش ذنب والله .

حاوط هو وجهها سريعا مردفا بحنان : اوعي تعيطي، اوعي عيونك تعيط انا بتخنق لما بشوفك بتعيطي ...

قاطعته هي ببكاء : طب اعمل ايه منا مخنوقة وطول اليوم بفكر في اللي حصلي، انا ما صدقت حمزة طلب مني حاجه قولت اهو اغير من نفسي واشغل وقتي، بس بعملها وافتكرتها هي كانت بتحبها اوي يا رامي وبتحب تاكلها من ايدي هي وعم احمد .

ازال دموعها مردفا بهمس : خلاص بقا يا شهد، بلاش تعيطي، طب يا ستي مش هاتهور بس انا لسه عند كلمتي انتي فاشلة في الرومانسية وليلى دي بتخدعك .

نظرت له بضيق طفولي: لا والله انا رومانسية اوي .

ابتسم هو بمكر قائلا : طب ايه رايك نبص في عين بعض واللي يرمش يبقى خسران و التاني يطلب منه طلب .

هتفت بتحدي : ماشي يالا .

كانت خطته خبيثة يريد قربها الى اكبر قدر ممكن، اختلق الخطط والحجج التافهة والطفولية حتى يصل هو لمراده، بينما هي سرحت في جمال عينيه بلون العشب الاخضر الغريب شعرت بتجمد انفاسها ثم رمشت عدة مرات، حتى هتف بحماس : رمشتي اهو، انا اطلب بقا.

حمحمت بحرج : طب يالا اطلب وبعدين وطي صوتك، البيت كله هايصحى .

اتسعت ابتسامته مردفا بخبث مصاحبة غمزة من عينيه : بوسيني .

اتسعت عيناها بصدمة من وقاحته : انت اتجننت يا رامي، انت ازاي تطلب طلب زي دا .

رفع هو حاجبيه باعتراض مردفا : لأ انا اروح فيكي في داهية احنا قولنا ايه، قولنا تحدي والي يخسر يطلب من التاني طلب، يالا بقى بوسيني .

حاولت هي ابعاد يديه عنها ولكنها فشلت ثم هتفت بتذمر : اوعا يا رامي، والله اصوت واقول بيتحرش بيا، قال ابوسك قال، انت اخويا يابني .

زاد من تحكمه بها قائلا بعبث : لا انا مش اخوكي دلوقتي، بكرا ابقى اخوكي بوسيني يا شهدي، وبعدين بصي عرفيني انتي ازاي رومانسية ولا هو كدب وخلاص .

ضربت صدره بخفة قائله بحنق : هو الرومانسية بالبوس، الرومانسية بالكلام .

تنهد هو بنفاذ صبر : لا ماهو بصي انتي ياتقولي كلام رومانسي يا تبوسيني اختاري .

صمتت قليلا لتفكر ثم رفعت بصرها اليه مبتسمة واضعة يديها حول عنقه قائلة بهمس : اول مرة شوفتك فيها كرهتك اوي قفلت في وشي الباب، بعد كدا لما عرفتك بدأت احبك سنة سنة، بعدها لفت نظري باهتمامك للبسك وشياكتك واهتمامك بنفسك رغم انك مخلف والمفروض تبقى بكرش وكدا ....
صمتت ثم ضحكت بخفة، بينما هو ابتسم على طفولتها في التعبير عن مشاعرها، قربها منه اكثر هاتفا بهيام : كملي يا شهد .
اخذت هي نفس قصير ثم هتفت بنفس همسها بخجل واضح : ملامحك حلوة، وانت حلو، شبه بتوع الروايات، انا بقرا روايات على قدي، عمري ما اتخيلت ان البطل الحلو اللي في الرواية هايبقى موجود في الطبيعة، واهو لاقيتك قدامي .

وضع يديه على وجينتها قائلا بحب : انا كمان اتمنيتك بس روايتي من تأليفي، روايتي اللي رسمتها بيكي، روايتي اللي كتبت فيها اول سطر لما شوفتك من سنين كانت بتزيد كل يوم سطر عنك وعن جمالك، كنت فاكرها قصة حلوة هاتنتهي بعد يوم او عشرة او سنه بس اكتشفت انها بقت رواية دامت في قلبي سنين وهاتفضل العمر كله، انتي كنتي حلم بعيد اووي، ودلوقتي بقى بين ايديا .

ساد الصمت عقب حديثه، بقي الاثنين ينظرون لاعين بعض، يتأملون ويفكرون ويحللون حديث الاخر، حتى ابتسمت شهد مردفة بعبث : شوفت اهو عملنا مشهد رومانسي خطير، انا اتخيلتك الانسان الي هاحبه واقوله الكلام دا، وانت اتخيلتني حبيبتك وقولتيلى كلام حلو بس حقيقي كلامك لمسني يا رامي، انت رومانسي اوي .

شعر هو بخيبة امل بعد انهاء حديثها ثم هتف : شكرا .

ابتعدت بعض الخطوات، ثم مسكت ذلك الخليط مرا اخرى مردفة بفضول : رامي لو اعتبرنا كلامك حقيقي والبنت اللي بتحبها رواية هاتسميها ايه ؟!.

اغمض عيناه بضيق ثم هتف : بعدين بقى هاقولك بعدين، تصبحي على خير.

هتفت سريعا : انت مش هاترسم الكيكة بعد ما ازينها.

لم يرد عليها وانما تحرك نحو غرفته بصمت، ما يشعر بيه الان خيبة امل، كانت تتخيله حبيبها وتهتف بكلمات الحب له وهو صدقها للحظات وتخيل انها له، حتى بعد ما استطاع البوح ما بداخله جاءت هي وبعفويتها دمرت كل شئ، آه منك انتِ يا شهد الحياة، اي حياة انتِ، حياة الحب والمرح والسعادة والطفولة، ام حياة البؤس و العذاب، اي حياة انتِ يا شهدي انا .
*****************************
صباح اليوم التالي .

استقيظت مبكرا تقطع قالب الحلوى ثم تضعه في ( الحافظة ) حتى تفاجئت بدخول رامي عليها وهو عابسا، يضع تلك الرسمة علي المنضدة وما ان رأتها ابتسمت من حرفيته في الرسم رسمها كأنها حقيقة وحولها حمزة وزملائه وامرأة دققت في ملامحها وجدتها جميله بشعر اشقر رفعت بصرها ثم هتفت بتساؤل : مين دي .

اردف هو بخشونة : مس كلير مس بتاعت حمزة في المدرسة .

همست باسمها عدة مرات : كلير، كلير!!
ثم استطردت : بس هي حلوة اوي، وانت راسمها وكانها هي بالظبط .

هتف وهو مازال عابسا : هي حلوة اصلا لو مش حلوة مكنتش هاقدر ارسمها كدا .

شعرت بالضيق بسبب اثنائه على امرأه اخرى فهتفت : طيب ومرسمتنيش وانا بعملها ليه ولا انا مش حلوة .

_ مش عارف، هابقى اشوف بعدين ...
كان رده السريع وهو يخرج من المطبخ، نظرت هي مرة اخرى للرسمة هاتفه : طب والله انا احلى منك، انتي جمالك جمال بارد انما انا جمالي جمال شرقي.

في غرفه صفاء .....

كانت ممسكة بذلك الهاتف تهتف بهمس : لا ما هو انا كان لازم اعمل كدا، انا عارفة ان رامي عمره ما يغلط ولا يخون تربيتي .

ضحكت ميمي ثم قالت : اه منك انتي ياماما يا خطيرة، مثلتي انك شاكة فيه واقنعتيه بالجواز .

تنهدت صفاء : يارب بس يحصل اللي في بالي واخوكي يتحرك شوية اصل هاتشل.

هتفت ميمي مؤكدة : هايتحرك صدقيني ياماما، شهد هاتحركه، طب والله نفسي اشوفها ، الله يخربيت الغربة وسنينها .

قالت صفاء : معلش يابنتي ان شاء الله ترجعي وتشوفيها .

***********************************
بمنزل زكريا ....

استقيظت على صوت طرق الباب، نظرت بجانبها رأته ينام واضعا الوسادة فوق رأسه، نظرت لنفسها رأت تلك المنامة الشفافة ملتصقه بجسدها، سالت دمعة ساخنة منها، لم تتمنى يوما ان يحدث ذلك ولكن ما باليد حيلة، صوت طرق الباب لم يهدأ، تنهدت بنفاذ صبر ثم قامت تبحث بعينها عن ذلك ( الروب) حتى تغطي بيه جسدها، رأته اخيرا ارتدته ثم تحركت صوب الباب، اخذت نفس طويل ثم زفرته ببطئ، قامت بفتح الباب نصف فتحة حتى دفعتها مديحة بعنف مردفة :

_ ايه ياختي ساعة علشان تفتحي ...

هتف زكريا بصوت ناعس : فيه ايه يا ما على الصبح .

هتفت مديحة بسخرية : قوم يا سبع، قوم يا زينة الرجالة، انت سايب مراتك ونايم .

اعتدل زكريا في نومته مردفا : دا اللي هو ازاي ياما، انا نايم وهي نايمة وهى عروسة وانا عريس لامؤاخذة .

اطلقت ضحكة ساخرة : يا فالح هو انا المفروض اقولك تعمل ايه، على العموم كمل نوم، انا عاوزة السنيورة تصحى .

رفعت سلمى بصرها لها مردفة بتساؤل : وانتي حضرتك عاوزني في ايه ...

رفعت مديحة احد حاجبيها مردفة : هاقولك يا حبيبتي، بس الاول في كام حاجه تحطيهم زي الحلقة في ودنك، انا مش اسمي حضرتي، اسمي اماااا، تاني حاجة تصحي الساعه ٧ تكوني تحت ايدي، تاالت حاجة انا اقول اي حاجة تقولي حاضر ونعم ويا ويلك يا سواد ليليك لو فكرتي تقولي لأ، اخر حاجة في المطبخ في مواعين الفرح والحنة قومي يالا اغسليهم وشطبي المطبخ وروقي الشقة علشان الناس اللي جاية ...

قاطعها زكريا بحدة : اماااا سلمى لسه عروسة .

ابتسمت سلمى بتهكم : هو دا اللي فارق معاك اني لسه عروسة، يعني كمان كام يوم عادي ..

هتفت مديحة بغضب : انتي يابت متتكلميش مع سيدك وتاج راسك كدا اتظبطي وربنا مايهمني انك عروسة، يالا يابت انجري على المطبخ ...

نظرت لزكريا رأته وضع الوسادة مرة اخرى على رأسه متجاهلها، توجهت نحو المطبخ بانكسار وبداخلها يقين انها سوف تذوق العذاب المر امرين على يد مديحة ...
**********************************
بمنزل كريم ..

وقفت في المطبخ تجلي تلك الصحون وهي شاردة في اختلاق حجة حتى تخرج من البيت عندما علمت بمجئ
" كريمه "، شعرت بقبلة رقيقة اعلى كتفيها، التفت ثم هتفت بخفوت :

_ صباح الخير

حاوطها هو من خصرها عنوة مردفا بمزاح : صباح النور على البنور .

اغلقت الصنبور ثم مسكت تلك المنشفة، نشفت يديها وهي تهتف : كريم لو سمحت ابعد احنا اتفقنا على ايه ؟.

ابتعد هو امتثالا لرغبتها مردفا بهدوء : حاضر ياستي، الا قوليلي انتي كنتي سرحانة في ايه ؟!.

صمتت قليلا ثم استدرات تهتف بكذب : كريم كان في شوية حاجات عاوزة اشتريها ممكن ابقى اخرج ..

ابتسم مردفا : ليلى لما تعوزي تكدبي اكدبي على حد غيري ...

عقدت حاجبيها بتساؤل :انت ليه بتقول كدا؟!..

اتسعت ابتسامته مردفا : علشان عينك بتتحرك كتير وانا بكلمك، معنى كدا انتي بتكدبي عليا، وبعدين دا سبب تافهه انك تسرحي فيه، قوليلي بجد في ايه ؟!.

تنهددت هي بحزن مردفة : كريم انا عرفت ان عمتك جاية فانا يعني كنت بفكر ان اروح اقعد في اي جنينة لغاية ما تمشي، انا مش عاوزة احضر وهي موجودة انا مش هاستحمل اهانة منها ولا عاوزة اقعد اشتكيلك كل شوية وانت تتخنق مني، فارجوك افهمني ووافق ..

حاوط وجهها مردفا : انا عمري ما اتخنق منك ابدا، وانا زعلان انك عاوزة تهربي من بيتك علشان عمتي وكلامها الرخم، بس انا يعز عليا تطلبي طلب وموافقش ..

هتفت بفرحة : بجد موافق، ربنا يخليك ليا ياكريم يارب .

لمعت عيناه لحديثها الفطري : بس مش هاتقعدي في جنينة هاتيجي معايا عيادتي تقعدي في اوضة لوحدك تتسلي براحتك ولو حبيتي تساعديني انا موافق ..

أومأت هي بابتسامة : ماشي، هاروح البس
******************************
بمنزل زكريا ..

استمعت سلمى لاذان الظهر تنهدت بتعب، لم تنهي جلي تلك الصحون والآواني حتى الان سمعت صوت رنين جرس المنزل وماهي الا ثواني حتي سمعت صوت والدتها تسأل عنها، تركت الاواني وتوجهت نحو الخارج هاتفة بسرعة : مامااااا ....

نظرت لها سميحة بصدمة، من ملابسها المبتلة ووجهها الشاحب ويديها المليئة بالصابون : يالهوي ايه دا انتي بتعملي ايه في بنتي يا مديحة ..

لوت مديحة شفتيها بسخرية : بعمل ايه ياختي، بتغسل المواعين انتي شايفها بتشتغل في الفاعل ....

اندفعت سميحة نحوها جاذبة مرفقها بعنف : انتي فاكرة انك هاتسخريها وهاسكتلك ...

دفعتها مديحة بغضب : اوعي يا ولية انتي اتهبلتي ولا ايه، يمين الله اطردك برا وامنعك عنها العمر كله ...

خلعت سميحه حجابها وحدفته ارضا ثم اندفعت نحوها مردفة بصوتها الجهور : دا انا هافرج عليكي امه لا اله الا الله يا ولية ياقرشانة ....

اشتبكت مديحة وسميحة بالايدي، وصوت صراخهما يصل لاخر منزل في الحارة، بينما اندفعت سلمى تحاول الفصل بينهم، خرج زكريا على صراخهما، اتسعت عيناه من الصدمة، حاول جذب امه بعيدا ولكن كانت هائجة لم يقوى عليها احد قامت بدفعه اختل توازنه ولم يكن في حسبانه ان سلمى وراءه وقعت على الارض واصدم رأسها بتلك الطاولة الصغيرة نزفت على الفور، رأها زكريا ورأي الدم الخارج من رأسها حتي صاح بأعلى صوته :

_ سلمممممممممى
&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثاني عشر

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#14

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).
البارت الثالث عشر ..

بمنزل رامي ..

كانت شهد تشاهد التلفاز بملل حتى قاطع مشاهدتها صوت رنين الهاتف المنزلي، توجهت نحوه ممسكة بسماعة الهاتف مردفة بهدوء :

_ الو .

اتاها صوت امرأة تتحدث بجدية : السلام عليكم .

ردت شهد تحيتها : وعليكم السلام، مين حضرتك؟!.

تحدثت المرأة بضيق : حضرتك انا الاخصائية الاجتماعية في مدرسة حمزة، احنا عاوزين ولي امره ضروري، اتصلنا على استاذ رامي تليفونه مقفول ...

هتفت شهد في قلق : في ايه حمزة بخير ..

تحدثت المرأة : مينفعش كلام في التليفون، ياريت حاولي توصلي لوالده ويجي المدرسة ضروري .

اغلقت المرأة الهاتف دون سماع رد شهد، بلغ القلق اقصى مراحله، ذهبت سريعا ل( صفاء)، طرقت الباب عدة مرات ثم دلفت بسرعة مردفة : خالتي معلش قطعت تلاوتك ..

نظرت لها صفاء ثم هتفت بتساؤل : في ايه يا شهد .

تحدثت شهد بنبرة يتخللها القلق والخوف : حمزة المدرسة بتاعته اتصلت وعاوزين رامي ضروري وتقريبا تليفونه مقفول ..

وقفت صفاء مردفة بقلق : يالهوي في ايه ..

هتفت شهد بسرعة : مش وقته يا خالتي، اديني عنوان المدرسة اروح اشوف في ايه .

قالت صفاء : طيب هاتروحي لوحدك ..

أومأت شهد مردفة : اه هاروح طبعا، لازم الحق اشوف في ايه؟!.

التفت صفاء حولها بتوتر حتى رأت تلك الاجندة، ذهبت نحوها ثم مسكت القلم وكتبت عنوان المدرسة، اخذت شهد تلك الورقة بسرعة متوجهة لغرفتها حتى ترتدي ملابسها على عجالة وبذهنها مئة سنياريو ....
*******************************
بمنزل زكريا ...

هتفت الممرضة وهي تمضع تلك العلكة بفمها : اهو يام زكريا نضفت الجرح وظبطته ...

هتفت مديحة بسخرية : امال الهانم اغمى عليها ليه يامروة ؟!..

اغمضت عينيها بضيق والتزمت الصمت بينما هتفت الممرضة : تلاقيها من الخضة بس يا خالتي .

نظرت مديحة ل( سلمى ) النائمة بكره ثم قالت : تعالي معايا يا مروة برا عاوزكي بكلمتين و اهو نسيب السنيورة ترتاح ...

خرجت مديحة ومروة ما ان راهم زكريا حتى هتف بقلق : سلمى اخبارها ايه يا ما ...

_ لوت شفتيها بتهكم مردفة : زي القردة يا اخويا، طب اطمن على امك الاول .

هتف سريعا وهو متجها نحو الغرفة، قلبه يأكله من شدة قلقه عليها : انتي زي الفل ياما، عن اذنكوا.

ثم اغلق الباب في وجوههم، اتسعت عيني مديحة مردفة : شوفتي الواد يابت يا مروة، قفل الباب في وشي ازاي .

هتفت مروة بجدية :. سيبك يام زكريا، انا عاوزة اقولك ان الاغماءة دي اغماءة سكر ...

زمت مديحة شفتيها بضيق : اه عارفين سيبك منها انشالله تموت، المهم انا عاوزكي في حوار كدا .

قالت مروة : أمري ياخالتي تحت امرك ..

هتفت مديحة بخفوت : انا عاوزة دكتور نسا يكشف على البت اللي جوا دي ويكون سعره حنين، اصل الدكتورة اللي علي اول الشارع مفترية ياختي سعرها ٧٧ جنيه تقولشي بتخترع الذرة ..

مروة بفضول: ليه ياخالتي، عاوزة دكتور نسا ليه؟! .

هتفت مديحة بمكر : اصل عاوزة اطمن هي بنت بنوت ولا لأ .

اتسعت عيني مروة بصدمة : هو زكريا معملش حاجة امبارح .

لوت شفتيها بتهكم : رفضت ياختي وقعدت تعيط وتقول لا

مروة بخبث : اه انتوا لامؤاخذة شاكين فيها .....

ابتسمت بمكر ثم اردفت باختلاق كذبة : اه سمعت طراطيش كلام انها كانت على علاقة بواحد، بس ايه عندك دكتور ولا لأ .

هتفت مروة مؤكدة : اه عندي، في دكتور نسا كبير اوي ومشهور فاتح عيادة في ...........، ومخلي تلات ايام للغلابة يكشف فيهم ببلاش وحظك انهاردة هايكشف ببلاش، هاتصل ببت صاحبتي ليها علاقة بالممرضة اللي هناك وتحجزلكوا .

اتسعت ابتسامتها : ببلاش اه حلوة دي ماشي معاكي رقمي اهو لو حجزتي بلغيني اخد المحروسة ونروح ...

مروة وهي تخرج الهاتف من صدرها مردفة : ماشي ياخالتي، هاتصل بيها اهو.
*****************************
في عيادة النسا...

وقفت ليلى على اعتاب غرفة كريم حتى خرجت المرأة من الغرفة مبتسمة ويديها تتشابك مع زوجها يشكلون لوحة جميلة تعبر عن السعادة ابتسمت لسعادتهم ثم دلفت بعدهم مغلقة الباب خلفها، رفع كريم بصره ما ان رأها ابتسم بشدة، كان على وشك التحدث حتى هي قاطعته بفضول :

_ هما فرحانين اوي ليه كدا .

هتف كريم بهودء: بقالهم سبع سنين مخلفوش والحمد لله ربنا كرمهمغ، حامل في تؤام ولد وبنت ..

هتفت بحزن : يااااه سبع سنين ..
ثم استطردت : بس الحمد لله ربنا كرمهم ربنا يتمملها على خير ...

ابتسم كريم ثم قال بتسرع : عقبالك انشاء الله يا روحي .

اغمضت عيناها بقوة ظهر الحزن على ملامحها رويدا، شعر هو بها اقترب منها مردفا باسف: انا اسف يا ليلى مقصدش ..

فتحت عيناها ثم اردفت بتلعثم : كريم هو انت يعني....

حثها هو على التحدث : كملي يا ليلى انا ايه .

زدات وتيرة التوتر بداخلها ولكنها تريد الاطمئنان مردفة : انت عملت تنضيف كويس ليا، انا مش هاستحمل ابقا ح..

قاطعها بحدة : انسي بقا يا ليلى، اطمني مفيش حاجة هاتحصل ...

حزنت هي لنبرته تلك خرجت من الغرفة دون رد، وقف كريم يتابعها بعينه ثم ضغط على الجرس، وماهي الا ثواني قليلة حتى اتت السكرتيرة تهتف برسمية :

_نعم يا دكتور ..

هتف بصرامة : اهتمي بمدام ليلى كويس وابعتيلها عصير فرش ودخلي الكشف اللي بعده، هو فاضل كام كشف..

_ فاضل ٨ كشوفات، بس في حالة عاوزين يدخلوا ضروري بيقولوا مسألة حياة او موت .

تنهد كريم بنفاذ صبر مردفا : طيب ابقي دخليهم اخر ناس، وزي ما قولتلك مدام ليلى وديلها عصير ومتزعجوهاش فاهمة ولا لأ .

_ فاهمة يا فندم متقلقش..
********************************
في المدرسة ..

هتفت شهد بغضب : انا مش فاهمة بردو انتي على اي اساس بتعاقبيه، الواد دا غلط فيه ووقعله كيكته في الارض واللي هي المفروض نشاطه وقطع رسمته ...

عقدت الاخصائية حاجبيها بضيق : اه والمفروض ان حضرتك انه يقوم يضربه ويزقه تاني على الارض يعني متعلمش الادب من اول مرة، اول مرة ضربه علشان شد شعر زميلته والولد اتعور ومستر رامي جه وحذرنا حمزة من انفعاله الهجومي دا، وبردوا كاننا مبنتكلمش.

هنا حضرت الروح الصاخبة بداخلها، انتفضت شهد بعصبية : جرى ايه يا ابلة ما تهدي كدا، اصل انا بدأت اتخنق منك، الواد مغلطش زي ما تعاقبي دا تعاقبي دا ولا هو كوسه بقى ...

رفعت الاخصائية حاجبيها مردفة : انا مش هارد عليكي، بس والله لابلغ ادارة المدرسة ولازم يتعاقب وياخد فصل اسبوع من المدرسة ولو اتكررت هاطلب تحويله من المدرسة لسوء سلوكه .

ارتفع صوتها قليلا : ياختي بلا قرف، والمفروض انك بتحلي مشاكل، انتي بتحلي على مزاجك لامؤاخذة ..

جذبت شهد حمزة في يديها ثم خرجت من الغرفة بل من المدرسة باكملها، وقفت في الطريق عندما سمعت صوت بكائه، انحنت لمستواه : مالك يا حمزة مضايق وبتعيط ليه ؟!.

اردف حمزة بتلعثم طفولي : بابا هايزعقلي يا شهد علشان قالي قبل كدا ان ابعد عن محمد زميلي ولو عمل حاجة اروح اشتكي للمس ...
ثم تابع بلهفة : بس والله يا شهد روحت للمس وقالتلي مايوقعها عادي غصب عنه وهو كان قاصد علشان كدا اضايقت وضربته ...

ربتت على شعره بحنان : متخافش يا حبيبي بابا مش هايعملك حاجة .

رفع بصره للسماء واردف ببكاء طفولي : يارب بابا مش يزعل مني ..

عانقته هي بقوة ثم ابعتدت عنه هاتفة بحماس : ايه رايك نروح الجنينة اللي هناك دي نلعب فيها شوية وناكل ايس كريم .

مسح دموعه بسرعة : ماشي، يالا ...
********************************
بمنزل حسني ..

القى الحزام الجلدي بعنف على الارضية ثم هتف بغلظة : اتعلمتي الادب ولا لأ يا ولية، اياكي تفكري تكلمي الست مديحة كدا، دي ستك وتاج راسك .

تعالت صوت شهاقتها بالبكاء، بينما هتف بغيظ : ماتردي يا ولية .

رفعت بصرها بتعب ثم هتفت بصوت متقطع : حسبي الله ونعم الوكيل، انا بكرهك ياحسني .

اتجه نحو الحزام مرة اخرى ثم رفعه عاليا مردفا : لا انتي متربتيش بقى يبقى تتربي من جديد .

انزله على جسدها بقوة ظلت تكتم آهاتها مع كل ضربة ولكن انفجرت وظلت تصرخ بألم
****************************
بمنزل رامي المالكي ..

جلست التوتر يآكلها كلما نظرت لابنها، بينما هو بداخله غضب العالم بأكمله، نظر في ساعته بضيق مردفا :

_ الساعة ٥ والهانم لسه مجتش وتليفونها مقفول .

بلعت ريقها بصعوبة مردفة بتوتر : ان شاء الله خير، جيب العواقب سليمة يارب .

مر ساعة اخرى ولم تأتي شهد، انتفض رامي واقفا هاتفا بغضب : لا انا هاروح ابلغ انا مش هاقعد كتير حاطط ايدي على خدي ..

اتجه صوب الباب وما ان فتحه حتى ظهرت امامه شهد المبتسمة وحمزة وجهه الملطخ بالالوان، ارتد حمزة لبضع خطوات للوراء بخوف بينما هتفت شهد بمرح عكس ما بداخلها من توتر:

_ انت فتحت سبحان الله كنت لسه برن الجرس ..

تنحى جانبا ثم اشار لحمزة الى الداخل مردفا بصرامة مخيفة : على اوضتك في ثانية تغير وتستناني لغاية ما اجيلك، بسرررعة .

قال كلمته الاخيرة بصوته الجهور انتفض الصغير ركضا نحو الغرفة، ابتلعت شهد ريقها بخوف وايقنت انها سوف تدخل حرب مع رامي بالتاكيد هي سوف تكون الخاسرة ، حولت بصرها نحو صفاء رأتها تنظر لها بعتاب ممزوج بضيق، شعرت بيده الصلبة تجذبها خلفه بقوة مردفا بصرامة :

_ مش عاوز حد يدخل علينا يا ماما ، لو سمحتي .

ادخلها للغرفة عنوة بينما وقفت صفاء في الخارج والتزمت الصمت فله الحق بما يفعله، رأته يغلق الباب بقوة اطلقت تنهيدة حارة ثم ذهبت لغرفتها ...
بينما الوضع بالداخل مشحون، رجعت للوراء بخطوات هادئة مردفة بتوتر :

_بص يا رامي، انا عارفة اننا اتاخرنا بس انت مش عارف حصل ايه ..

قاطعها بحدة : عارف وصلي كل حاجة، دا حتى عرفت ان ابني اخد فصل اسبوع من المدرسة، ووصلي اني اب فاشل معرفتش اربي ابني، ولا حتى اختار زوجة محترمة تعرف تحل الموضوع كويس، لا ازاي اخلاقها الو**** طلعت وسيطرت وردحت وشرشحت في المدرسة والواد بسببها اتكتب في ملفه انه بعد الفصل هايقعد مع الاخصائيات يعيدو تكوينه، لا انا عرفت كل حاجة يا شهد، بس اللي مش عرفته بقى كنتي فين انتي وهو من الساعة ٣ لغاية ٦.

المها كثيرا حديثه عنها وعن سلوكها ، تجاهلت سؤاله وذهبت صوب الباب بكبرياء، وقف امامها بغضب وهتف بصوته الجهور :

_ انطقي، كنتي فين دا كله يا محترمة ؟!...

في هذه اللحظة انفجرت غاضبة يكفي كلامه الحاد والمسئ : في ايه انت بتكلمني كدا ليه، انا عملت ايه لدا كله، على فكرة بقى الاخصائية دي قليلة الادب ومضطهدة ابنك وانا اخدتله حقه منها علشان كدا هي اتحرقت مني واضايقت ورزعته فصل من المدرسة .

هتف بصوت اعلى من قبل : وطي صوتك طول مانتي بتكلميني، انتي مش بتكلمي عيل في الشارع، انتي بتكلمي راجل وراجل البيت دا اللي بتاكلي وتشربي من خيره يبقى لما تتكلمي توطي صوتك وعينك في الارض، مش تبجحي وتعلي صوتك، لا دا انا اكسرك واكسر دماغك دي واعيد تربيتك من جديد انتي فاهمة ولا لأ .

اقتربت بوجها احمر للغاية مردفة بتحدي : لا مش فاهمة، واطردني من جنتك دي ومش عاوزة خيرك يا رامي الله الغني عنه ومحدش في الدنيا دي كلها يقدر يكسرني ..

جذب مرفقها بعنف قائلا بغضب : انتي ايه متخلفة مبتفهميش، انتي المفروض تعتذري علي اللي هببتيه انهاردة .

حاولت جذب يديها بقوة مردفة : ابعد عني، الي بيعتذر يبقى عارف من جواه انه غلطان وانا بقى مش شايفة اني غلطانة ..

لوى رامي يديها بعنف ثم هتف بغضب مكتوم : عارفة ليه علشان انتي واحدة جاهلة مش فارق معاكي التعليم اصلا، هاستنى ايه بقى من واحدة جاهلة زيك .

نفضت يدها بغضب عارم ثم استدارت وهتفت في وجهه بصراخ : اسكت بقى مش كل شوية تزليني بكدا حرام عليك بتعاقبني على حاجة ماليش ذنب فيها ليه يا رامي بتعاقبني على حاجة انا بتمناها لغاية دلوقتي، بتعاقبني على حاجة انا حاسة اني ناقصة بسببها وقليلة في عين الكل بسببها، ارحمني بقااااا .

زمجر رامي بحدة : وانا ذنبي ايه لما ابني يتحول للفصل ويبقى مشاغب، ويقعدوني زي العيل الصغير اتهزق من الادراة وان اخترت زوجة اب مش مناسبة خالص، انتي ازاي تقوليلهم انك مراتي .

في تلك اللحظة رفضت دموعها للخضوع وابت وسالت بكثرة فهتفت بهدوء : انا مكنتش اعرف انك بتستعر مني، بس انا قولتلهم كدا علشان يرضوا يدخلوني، بس علي العموم انا غلطانة يا رامي انا فعلا ماليش حق ان ادخل في حياتك ولا حياة ابنك ولا اعملك مشاكل زي دي، عن اذنك .

خرجت من الغرفة مطأطأة الرأس، تشهق بخفة من اهانته لها، دخلت غرفتها تبكي ثم هتفت بخفوت : تستاهلي يا شهد انتي كدا دايما بتسامحي في اهانتك واللي قدامك بيزيد، يولع هو وابنه، لا حمزة لا، يولع هو بس .

وما ان عم الصمت في الغرفة حتى سمعت بالخارج صوته الحاد : اللي قولته يتنقذ شهد ملهاش دعوة بابني ولا ليها دعوة بيا هي ضيفة معززة مكرمة لغاية ما تيجي من السفر ليها اكلها لوحدها وتفضل في اوضتها .

اتسعت عيناها بصدمة من حديثه، هذا جزاؤها بعد كل ذلك، التزمت الصمت وبداخلها قررت الرحيل والليلة، لن تسمح باهانة مرة ثانية هاتفة لنفسها :
كل الا الكرامة يا شهد، انا هامشي احسن والليلة .
*************************
بالعيادة النسائية ..

نظر كريم للملف اكثر من مرة مردفا بجدية : خير يا افندم، انا من البيانات اللي قدامي ان المدام سلمى حسني متجوزة امبارح في مشكلة ...

هتف مديحة باسلوب مهذب : كل خير يا دكتور ..
ثم اشارت لسلمى قائلة بحدة خفيفة : روحي على اوضة الكشف لغاية ما اقول للدكتور كلمتين ..

عقد رامي حاجبيه بتعجب، تابع الفتاة بنظراته المتعجبة وما ان راها اختفت تحدث بهدوء : في ايه حضرتك انا هنا الدكتور وانا لازم اسمع حالة المريضة الاول وبعدها اقرر تروح على سرير الكشف ولا لأ...

لوت شفتيها بتهكم مردفة : اهدى بس يا دكتور، دا سرير كشف هو احنا اخدنا دوا ببلاش ...

قاطعها بحدة: انا مش عاوز كلام كتير انتي قولتي للبنت اللي برا ان المسألة حياه او موت ايه هي بقى المسألة .

هتفت موضحة : هاقولك يا دكتور انا عاوزك تشوفلي البت دي ينفع تحمل ولا لأ، وكمان عاوزك لامؤاخذة تقولي اذا كانت بقت مدام امبارح ولا من زمان، اقصد غشائها اتفض امبارح ولا من زمان، انتوا اكيد بتعرفوا .

اتسعت عيناه من وقاحتها هب واقفا مردفا بحزم : قومي اطلعي برا .

هتفت بتعجب: في ايه يا دكتور انا قولت ايه غلط!! .

قال بغضب مكتوم : انتي واحدة تافهة وانا معنديش استعداد افضل اتكلم معاكي، حمل ايه يا ست انتي والبنت لسه متجوزة امبارح، الحمل دا يوم ما تفكرو فيه مش قبل سنة العلم بيقول كدا ابدأ اعمل فصوحات بعد سنة علشان اشوف سبب تأخير الحمل ايه مش من يوم، اما الموضوع التاني انا مش هارد عليكي فيه لان هانزل من مستوايا لو رديت وجوزها لو راجل كان جه معاها مش بعتك انتي، خدي البنت اللي جوا واطلعي برا، الوقت اللي انتي هدرتيه دا كان غيرك اولى منك بيه، براااا .

لم يعطيها فرصة للرد، ضغط على ذلك الجرس بغضب وبسرعة حتى اتت السكرتيرة مهرولة هاتفة :

_ نعم يا دكتور ....

هتف بصوت عالي نسيبا : خلي الست دي تطلع برا ..

شهقت هي بسخرية : ما براحة على نفسك يا خويا، في ايه وصفوك مش لاقوك والله تلاقيك دكتور نص كم وما عارف ولا فاهم حاجة ...

بغرفة مجاورة ..

كانت ليلى ممسكة بالهاتف تبكي هاتفة بصوت مبحوح : انا عاوزة اجاي لحضرتك يا دكتورة هدي محتاجة اتكلم .

هتفت الدكتورة مرحبة : تيجي براحتك، لو حسيتي في اي وقت انك محتاجة تتكلمي متستنيش معاد الجلسة تعالي على طول ..

سمعت ليلى اصوات ضوضاء بالخارج واصوات متداخلة وصوت كريم العالي الغاضب عقدت حاجبيها ثم هتفت بسرعة : طيب يا دكتورة هاكلم كريم واجيلك بكرة ...

هتفت الدكتورة بلطف : اوك مستنياكي، في رعاية الله .

اغلقت ليلى الهاتف ثم اسرعت للخروج من الغرفة، وجدت العيادة في حالة هرج ومرج اقتربت من السكرتيرة مردفة بقلق : في ايه ..

استدرات السكرتيرة هاتفة بضيق : مفيش دي حالة ضايقت دكتور كريم فزعق وهي طولت لسانها .

نظرت ليلى لغرفته ثم هتفت بتساؤل : هو جوا..

أومأت السكرتيرة، تركتها ليلى وتوجهت لغرفته طرقت الباب بخفوت ثم دخلت رأته يقف ينظر من النافذة وصدره يعلو ويهبط بسرعة وكأنه كان يركض لمسافات طويلة، تقدمت منه وتركت مسافة قليلة بينهم ثم هتفت بتوتر : مالك يا كريم، ايه عصبك كدا ..

نظر اليها ثم قطع تلك المسافة بخطوة واحدة وعانقها بشدة هو في هذه الحالة في امس الحاجة اليها، تعجبت هي من فعلته ولكنها تركته ولم تقاومه او تمنعه، ساد الصمت دقائق حتى هتفت هي بلطف : في ايه يا كريم مالك ..

ابتعد عنها مردفا بضيق : ست متخلفة جايبة الظاهر مرات ابنها اللي متجوزة امبارح علشان الحمل وكمان عاوزة تشوف هي بقت مدام امبارح ولا من زمان ، اصل انا دكتور على الناصية ..

ربتت على كتفيها ثم هتفت بحنان : طيب اهدى معلش، في ناس كدا كتير ..

زفر بضيق : اكتر حاجة مضايقني ان البنت غلبانة ووشها حزين وزي ما يكون مغصوب على امرها والولية القذرة دي متحكمة فيها، انا لو كنت وافقت وكشفت عليها كنت كسرتها، ست متخلفة حرقت دمي والله .

ابتسمت مردفة بهدوء : احلى حاجة فيك انك لايمكن تخالف ضميرك .

تجمدت انفاسه بعد حديثها ابتلع ريقه بصعوبة بالغة، هرب بعيناه بعيدا عنها، ثم شرد في ذكرى يجاهد في نسيانها...

******************************
بمنزل زكريا ...

كان يدور في المنزل بعصبية حتى سمع صوت المفاتيح في الباب، استدار بغضب، رأى مديحة تدخل وملامح الغضب على وجهها وسلمى ورائها تدخل بتعب، لم تنطق سلمى بكلمة واحدة ثم ذهبت لغرفتها مغلقة الباب خلفها،
هتفت مديحة بتعجب :

_ مالك يا واد واقف في نص البيت كدا ليه ؟!

زكريا بضيق : انتي كنتي فين ياما، انا نزلت ادي للواد سالم الجمعية وقعدت معاه شوية رجعت مش لاقيتكو .

القت حجابها على المنضدة بغضب : كنا عند الدكتور يكشف على السنيورة ..

عقد حاجبيه مردفا بتساؤل : ليه ماهي الممرضة قالت انه ..
قطع كلامه ثم تذكر امر ما فهتف بعصبية : انتي بردو وديتها لدكتور علشان يكشف عليها نفذتي اللي في دماغك ولا همك القماشة اللي ورتهالك امبارح، انتي ايه ياما مش ملاحظة انك بتشككي في رجولتي .

زفرت بضيق ثم اقتربت منه مردفة بخفوت : الحق عليا اني عاوزة اطمن يمكن تكون ضحكت عليك يا واد وعملت عملية، يا واد بنات اليومين دول الله اكبر تفكيرهم بقى شيطاني وانت بتسمع وانا بسمع، وبعدين انت المفروض تكون اتعلمت من خطوبتك السابقة مش لازم تثق كدا عارف صوابع ايديك دي شكك فيهم، وبعدين انا سمعت ان البت سلمى دي وهي في الصنايع كانت ماشية مع واحد وبتخرج معاه برا كتير احنا ايه عرفنا يا واد انها كانت صاغ سليم ..

جاءت امام عينيه ذكرى ليلى اشتعل الغضب بداخله ثم زمجر بحدة : سلممممى ، انتي يابنت ال*******
*******************************
بمنزل رامي المالكي ..
وضعت اذنها على الباب، تنصت لاي حركة لم تسمع شيئا تاكدت انه لا يوجد احد بالخارج، فتحت باب الغرفة بهدوء، ثم خرجت على اطراف اصابعها تسير بهدوء شديد حتى وصلت لباب المنزل التفت تنظر نظرة اخيرة بحزن سالت دمعة ساخنة من عينيها مسحتها على الفور استدرات وفتحت الباب ثم خرجت مغلقة الباب خلفها تاركة ورائها كل شئ وقلوب تشتعل بعد معرفة غيابها ...

&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثالث عشر

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#15

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

روايه (شهد الحياة )

البارت الرابع عشر...

وقف الصغير على اعتاب باب غرفه والدة يطرق بهدوء، وانتظر ثواني حتى فتح رامي الباب رفع بصرة ببراءه لوالدة مردفا :

_بابا انا سمعت باب الشقه بيتقفل، كنت بحسبك انت روحت لشهد لقتها مش موجودة في اوضتها ...

اتسعت عيناه بصدمه قائلا : ياعني ايه مش موجودا في اوضتها اوعا كدا .

توجه بسرعه نحو غرفتها فتحها لم يجدها، نادي بصوته العالي : شهد انتِ فين ...

خرجت صفاء من غرفتها مردفه : في ايه يا رامي شهد مالها ...

هتف حمزة : شكلها مشيت يا تيته مش موجودا ..

وقف هو في منتصف البيت يستوعب فكرة ذهابها، لا لن يسمح لها بذلك، زدات انفاسه المضطربه، لم يستمع لحديث والدته المؤنب، ذهب باقصى سرعته ليبحث عنها، استقل المصعد وبداخله يقسم ان يكسر رأسها الى نصفين،
خرج من البنايه ولكن صوت حارسها اوقفه التفت فهتف الاخر بجديه :

_ازيك يا استاذ رامي، خير نازل بسرعه كدا ليه ؟!.

اقترب رامي منه بلهفه مردفا بقلق : مش وقته، عارف قريبتي شهد، انت شوفتها ركبت تاكسي ولا مشيت ازاي .

هتف الاخر بسرعه : اه شوفتها نازله ومشيت في الشارع دا؛؛؛؛؛، بس مركبتش تاكسي، انت ممكن تلحقها دا مفيش عشر دقايق نازله من البيت ..

استدار رامي بسرعه ذاهبا بذلك الطريق ركضا لم يأخذ نفسه لم يهدأ حتى رأي طيفها في اخر الطريق، هتف بصوته الجهور : شهدددد ...

سمعت هي اسمها التفت بسرعه رأت رامي ياتي ركضا من اخر الطريق، تملكها الغضب لرؤيته، التفت بسرعه كبيرة ثم ركضت هى الاخرى، وقف هو بصدمه عندما رأها تركض بعيدا عنه هاتفا بذهول : يابنت المجنونه، ماشي يانا يانتي ..

تابع ركضه ورائها وهي تركض باقصى سرعتها حتى رأت مجموعه من الكلاب الضاله تقف في منتصف الشارع وقفت بصدمه تهتف لنفسها : يالهوي عليا كلاب ..

رجعت للوراء بخطوات مبعثرة ثم التفت وركضت باتجاه رامي وهي تصرخ : يالهووي الكلاب هتاكلني، الحقني يا رامي.

ركضت والكلاب خلفها، وقف رامي يشاهد ذلك المشهد ثم سيطرت عليه نوبه ضحك، ما ان اقتربت منه هبط بجذعه الاعلي والتقط حجارة صغيره ثم حدفها باتجاهم، خافت الكلاب ركضت بعيدا عنهم، وقفت تلهث بقوة ثم استدرات خلفها رأتهم يركضون بعيدا هتفت بتعجب : طوبه تخوفهم، ما كنت ارميها من زمان، دا انا نفسي اتقطع .

خبطها بخفه على رأسها هاتفا بحدة مصطتنعه : انتي ازاي يا هانم تنزلي في الوقت دا وتسيبي البيت وتمشي .

استدرات ترمقه بغيظ قائله : متكلمنيش لو سمحت انا مبكلمكش وبعدين انا لايمكن ارجع معاك تاني ابداً.

زفر بقوة ثم اردف بنفاذ صبر : ليه يا هانم مش هاترجعي معايا تاني .

هتفت غاضبه : ايه الي ليه، ايه السؤال دا انت هنتني يا رامي وانت قاصد كل كلمه بتقولها في حقي، انت بتلومني علشان حاولت اقف جنب ابنك اللي انا شايفه انه مش غلطان انا ليه اعاقبه واكسر نفسه وهو مش غلطان، انت عايرتني على عدم تعليمي مع انه مش بايدي وبتسالني ليه ماشيه، انت بتعايرني انه كتر خيرك باكل وبشرب في خيرك والمفروض ان اسكت على اهانتك ليا، لأ كله الا كرامتي انا حقيقي استحملتك كتير بس اكتشفت ان اللي بيسكت وبيعمل بأصله اللي قدامه مش بيقدره لا بالعكس بيزيد فيها، ودي حاجه مقبلهاش على نفسي ولا على كرامتي لغايه هنا وبس كفايه ...

تقلصت ملامحه بغضب قائلا : كان كلام في وقت ضيق وانتي عارف كويس ان مخنوق ومضايق وبعدين لو كل واحدة جوزها قالها كلمتين في وقت ضيق سابت بيتها ومشيت الدنيا هاتخرب، اعقلي وارجعي البيت ..

ابتسمت بتهكم مردفا : الكلام دا ليا انا ولا لمين بالظبط، مش انا بردوا من شويه كنت بتلومني ان اتكلمت وقولت ان مراتك وازاي اعمل كدا، ابقا قول كلام بس وابقا قدة ..

هتف سريعا بارتباك : انا اقصد في البيت مش فالمدرسه ...

عقدت حاجبيها بضيق : والبيت ايه والمدرسه ايه، انت على فكرة...... ، اسمها ايه .....، قول معايا اسمها ايه انا فاكرة كويس ....

ضحك بخفه : اسمها متناقض .

هتفت بسرعه مؤكدا : ايوا اسمها متناقض اصمالله عليك، انت يا رامي متناقض .

زم شفتيه بضيق ثم قال : طيب ممكن نروح بيتنا ونتكلم مينفعش نقف كدا في الشارع.

هزت رأسها برفض : لا استحاله انا لايمكن اروح معاك، لا يمكن ..
******************************
بمنزل زكريا..

ترنحت سلمي بسبب صفعاته المتتاليه، اختل توزانها ثم وقعت ارضا تنزف الدماء من فهمها، نظر لها بغضب عارم بينما هتفت مديحه بمكر : خلاص يا حبيب امك انت ربيتها وعلمتها الادب ...

زمجر بحدة مردفا : لا لسه متعلمتش، انا يابنت ال**** تعملي عليا شريفه وكنتي مصاحبه واحد قبل الجواز، وانا اللي كنت فاكرك محترمه لكن اقول ايه كلكوا صنف واحد ...

رفعت بصرها له ترمقه بكره ثم هتفت بتعب : حرام عليك انا طول عمري محترمه، انا عمري مهاسامحك ..

رفعت مديحه حاجبيها باعتراض : ما مش تسامحيه يا حبيبتي، ما تولعي بجاز يابت، مش كفايه سكتنا علي بلاويكي ورضينا بيكي ...

صرخت سلمي باعلى صوتها مردفه : بلاوي ايه كفايه بقا تطلعي عليا كلام انا عمري ما حبيت ولاد ولا كلمت حد ارحميني .

التفت زكريا لمديحه هاتفا بغضب : جيبلها ياما البت اللي قالتلك عليها كلام دا علشان تشوف بعينها كدبها ..

أومأت مديحه ثم هتفت بصوت كالفحيح الافاعي : حاضر ياعين امك، اسمع بس الاول جيب الحبل من تحت سريري ويالا علشان نربطها في رجل السرير ونعلمها الادب ...
ثم تابعت بهمس : لازم تدبحلها القطه وتخاف منك وتعلمك الف حساب علشان متبقاش ليلى التانيه ...

بلع ريقه مردفا بنظرات زائغه ضائعه، ذكرى ليلى تأتي امامه بتفاصيلها : صح ياما لازم تعرف ان راجل وتتعلم الادب، سلمى لا يمكن تكون ليلى التانيه ..
************************************
بمنزل كريم ...

انهي صلاته ثم رفع بصره لاعلى مناجيا ربه : يارب انا عارف ان غلطت وخالفت مهنتي واخلاقي وديني، بس غصب عني سامحني، انا تعبت من تعذيب الضمير ومن الكوابيس اللي بشوفها ..

اطلق تنهيدة حاره ثم نهض من صلاته متوجهاا حيث ليلى ووالدة، وقف على اعتاب غرفه والدة وسمع حديث جمال المؤنب :

_ دا بيتك يا ليلى لو كل مرة كريمه اختي هاتيجي تهربي منها يبقا تنتقلي احسن من البيت انتي وكريم وانا هنا معايا الممرضات ..

هتفت ليلى بحزن : ليه كدا بس ياعمي، انا مقدرش اسيبك والله، بس غصب عني معلش انا مش عارفه هافضل لغايه امتى اضغط على نفسي ومردش، خايفه في مرا لساني يفلت ومقدرش اتحكم في نفسي .

دلف كريم مردفا بهودء : نروح فين يابابا، قول بقا انك زعلان ان ليلى سابتك وجات معايا انهاردا ..

ابتسم جمال : اه زعلان اوي بس علشان دا بيتها تقعد فيه براحتها ولو كريمه زعلتها ترد بادب واحترام وتحرجها بالذوق، وبعدين يابنتي دا انا قولت ان ربنا عوضني غياب كريم بيكي وهاتفضلي معايا، تقومي تهربي كدا .

جذبت ليلى يد جمال ثم طبعت قبله رقيقه على يدة ثم رفعت بصرها مردفه بابتسام : حاضر، المهم متزعلش مني بس .

ربت جمال بحنان على يديها قائلا : مقدرش والله ازعل منك، يعلم ربنا ان اليوم الي دخلتي البيت دا وانتي بنتي ومعزتك من معزة كريم بالظبط...

زفر كريم بضيق مصطتنع : وبعدين بقا في المشهد الرومانسي دا، احم لاحظوا وجودي .

ضحك جمال بصوت عالي مردفا : قوم يادكتور اعملنا سحلب من ايدك الحلوة دي ..

حولت بصرها لكريم مردفه بتساؤل : انت بتعمل سحلب !!!.

اومئ كريم ثم هتف بمزاح : انا عليا سحلب ولا احسن قهوجي فيكي يا مصر ، دلوقتي هادوقي طعمه ..

***********************************
بمنزل رامي المالكي ..

وقفت بغضب تهتف بعتاب : مش عيب على طولك تكدب ..

اشار الى نفسه مردفا بتمثيل : انا كدبت فين دا .

هتفت بحنق قائله : ما خالتي كويسه اهو، امال قولتلي انها تعبانه واغمى عليها وحرام عليكي هايحصلها حاجه والحقيها، وقلبك فين ياشهد، ضميرك فين يا شهد، وشهد الهبله صدقت وجت معاك ..

نظر لوالدته قائلا بمكر مصاحبا بغمزه خفيفه من عينيه : مش انتي كنتي تعبانه ياماما، وبتقولي هاتلي شهد هايجرالي حاجه ..

انكمشت ملامح صفاء محاوله فهمه ثم حاولت مجارته في الحديث : اه اه يا شهد، انتي ازاي جالك قلب تسيبني يابت، اخص عليكي ..

اتسعت عيناها بصدمه : عيب ياخالتي انتي كمان تكدبي .

زمت صفاء شفتيها بضيق موجه حديثها لرامي : رامي لو سمحت قوم ادخل لابنك كلمه علشان منمش لغايه دلوقتي..

نهض رامي من جلسته ثم نظر لها بطرف عينيه نظره سريعه لاحظته هي ثم التفت برأسها لاتجاه الاخر متجاهله نظراته لها، بينما هتفت صفاء بهودء : كدا يا شهد قلبك طاوعك تمشي وتسيبني .

ترقرقت الدموع في عينيها مردفه : بالله عليكي يا خالتي ما تكلميني كدا اصل انا هاموت واعيط وعلى تكه اصلا.

اقتربت منها صفاء مردفه بحزن :انا عارفه انك زعلانه وشايله في قلبك من كلامه بس انتي بردوا غلطتي يا شهد ومش هانتكلم غلطتي في ايه ولا هانزيد في الكلام، بس شوفتي انا طلع عندي حق .

عقدت حاجبيها بضيق قائله وهي تمسح عينيها : مش فاهمه قصدك يا خالتي، طلع عندك حق في ايه ؟!.

هتفت صفاء بعتاب : كان عندي احق لما أصر اجوزك لرامي، انا كنت عارفه ان لو سبتكوا كدا مش متجوزين هاتسيبني وتمشي مع اول خناقه مع رامي ....

قاطعتها شهد ببكاء: ياخالتي اعمل ايه عاوزني اقعد بعد ما عايرني باكلي وشربي ونومتي، لا لامؤاخذة كدا ميبقاش ليا كرامه .

جذبتها صفاء وعانقتها مردفه بحنان : لو ليا غلاوة عندك اوعي تعمليها تاني، انا قلبي اتخلع بجد لما مشيتي، يابنتي مش هاستحمل بعدك عني، يعلم ربنا لما شوفتك في اول لحظه دخلتي قلبي واتربعتي كدا، لو بتحبي خالتك اقعدي اوعي تمشي وانا رامي هاعرفه غلطه هو مينفعش يتكلم معاكي كدا انتي صاحبه بيت يابت .

شددت شهد على عانقها مردفه : ربنا يخليكي ليا ياخالتي يا حبيبتي، انا من غيرك ماسواش حاجه والله ..

ابتعدت صفاء قليلا ثم هتفت بجديه :. اوعديني ان عمرك ما تسيبني ..

اطلقت شهد تنيهدة قويه ثم هتفت بخفوت : حاضر يا خالتي انا عمري ما هاسيبك ابدا، بس ابعدي رامي عني ..

ابتسمت صفاء بمكر ثم قالت : لا رامي بقا تعالي اقولك في ودنك تضايقه ازاي على اللي عمله معاكِ وتاخدي حقك تالت ومتلت .
**************************
ثاني يوم بمنزل حسني ...

وقفت في منتصف الغرفه تنظر في ارجائها بحيرة ثم هتفت لنفسها : هايكون عاينهم فين، انا مسبتش مكان الا ودورت فيه كويس، يارب يكون عاينهم هنا .

هبطت بجسدها تنظر تحت السرير حركت تلك الاشياء جنبا لم تجد شيئا، اعتدلت بجلستها ولكن سرعان ما هبطت مرة اخرى عندما وجدت تلك البلاطه الموضوعه باهمال، عقدت حاجبيها بتركيز ثم وقفت وحاولت تحريك السرير حتى نجحت اخيرا في تحريكه جلست على الارض وقامت بازاله تلك البلاطه وبدات بمحاوله بازاله البلاط الموضوع بجانبها بسرعه حتى ازالت خمس بلاطات، هتفت باستغراب :

ايه البلاط دا اول مرة اعرف ان تحت السرير في بلاط مكسور ...

اكملت عملها ثم ازالت الرمال الصفراء حتي وصلت لغطاء سرير ملفوف بشكل غريب، قامت بفكه حتي هتفت بصدمه :

_ يالهوي كل دي فلوس ياحسني، ومخبيهم هنا اما انت راجل حويط، وانا اللي كنت بدور على وصلات الامانه، وقعت على اللي أمر منها ...
*********************************
بالعيادة النفسيه ..

هتفت الطبيبه بهدوء : خير بقا يا ليلى اتصلتي امبارح وقولتي عاوزة اجاي واتكلم، وبقالك خمس دقايق قاعدة ساكته ..

رفعت ليلي بصرها ثم هتفت بصوت مهزوز : انا عمري ما اذيت حد كنت بخاف ازعل حد مني كنت باخد في نفسي واسكت، معرفش ليه كدا حصلي طيب بتعاقب على ايه ؟!.

هتفت الطبيه بحذر : وايه اللي حصلك يا ليلى ؟!.

بلعت ريقها بصعوبه بالغه ثم هتفت بتوتر : في يوم كنت المفروض اكون نبطشيه في المستشفي مكان واحدة زميلتي، لما خلصت شغلي وارتحت لقتها دخلت عليا كانت الساعه ٢ بليل انا فاكرة الساعه كويس لان في الوقت دا انا اخدت اكتر قرار غلط في حياتي، قررت اروح بعد ما زميلتي بلغتني ان اروح وهي هاتكمل، خرجت من باب المستشفي وانا جوايا حرب حاجه بتقولي روحي يا ليلي، وحاجه بتقولي افضلي لغايه الصبح، مشيت وانا قلبي بيتقبض مش عارفه ليه، شوفت تاكسي جاي عليا قولت بس هو دا اللي هاينقذني ويروحني وخصوصا بعد ما ما شوو..

بكت ليلي، بكت بصوت عالي، عندما تذكرت ملامح وجهه، ظلت تشهق وتبكي سارت في جسدها رجفه وزدات وتيرة الخوف لديها، نهضت الطبيبه ممسكه بعلبه المناديل متوجهه نحو ليلى ثم هتفت بهودء : كملي يا ليلي، خصوصا ايه ..

هتفت ليلى بخوف : بعد ما شوفته، لقيته راجل في الاربعين او الخمسين ياعني في مقام والدي، ركبت ومشي بيا شويه ولقيته بيدخل من شوارع غريبه، حسيت بالخوف قولتله اقف هنا انا عاوزة انزل موقفش رفض، صرخت بعدها وقف وقفل العربيه وبعدها ....

ربتت الطبيبه علي كتفيها مردفه بتشجيع : كملي يا ليلى ...

هزت رأسها برفض مردفه بصوت متقطع من كثرة البكاء: لا مش قادرة، مش قادرة انا عاوزة امشي .

اعطتها الطبيبه كوبا من الماء البارد، اخذته ليلى بيد مرتعشه ارتشفت رشفه صغيرة ثم وضعته امامها شهقاتها لم تهدأ ابدا، ابتلعت ريقها بصعوبه ثم اردفت بنبرة شبه ضائعه:

_ اترجيته كتير اوي، لو كنت طولت ابوس رجله كنت بوستها بس ميعملش كدا، قاومت كتير اوي بس خبطني في دماغي بعدها قومت لقيتني في المستشفي بيقولولي ان ان اني ياعني...

قاطعتها الطبيبه بلطف : خلاص يا ليلى كفايه كدا انهاردا .
ثم تابعت بابتسامه بسيطه : في هنا تواليت ادخلي اغسلي وشك وخدي نفسك كدا، مينفعش تطلعي بوشك الاحمر لدكتور كريم هايتخض وهايقولي عملتي فيها ايه، واحتمال كمان يقفلي العيادة .

كان حديث الطبيبه على سبيل المزاح حتى تخرجها من تلك الحاله التي انتباتها، أومات ليلى ثم نهضت وسارت بخطوات ثقيله وذلك المشهد يتجسد امامها...

*********************************
بمنزل حسني ..

وقفت تعد الطعام شردت بذهنها لهذا المبلغ الضخم الذي يخبئه حسني تركت تلك الملعقه ثم هتفت بغيظ :

_ يالهوي ياحسني شايل المبلغ دا وعينه تحت البلاط وانا زي الهبله معرفش، انا احسن حاجه اسيب كل حاجه واشوف بعد كدا هاعمل ايه ..

*****************************
بمنزل زكريا ..

فتحت باب الغرفه بعنف ثم اقتربت من تلك الراكضه ارضا ووجها شاحب، هزتها بقدمها بعنف حتي استقيظت سلمى بتعب، لوت مديحه فهما بتهكم : قومي يا برنسيسه ..

رفعت سلمى بصرها ثم اردفت بخفوت : هاقوم ازاي وانا مربوطه زي الكلاب كدا .

ضحكت مديحه بصوت عالي مردفه بسخريه : كويس انكِ عارفه مقامك، زي الكلاب طب والله يامرات ابني انتِ بتقولي كلام حكم .

ترقرقت الدموع بعينها ثم هتفت بنبرة شبه باكيه : انتِ بتعملي معايا كدا ليه، ارحميني بقا انا عمري ما عملت فيكِ حاجه وحشه .

هبطت بجذعها الاعلي ممسكه بشعرها في يديها بعنف مردفه بغل : لأ عملتي، اتكلمتي في حقي كلام وحش وانا عمري ما انسي كلامك ابدا يا سلمي، انا انتقمت من اختك وليلي الكلبه واطردوا من الحاره وانتِ اهو مرميه في بيتي اعمل فيكي ما بدالي .

اتسعت عيناها بصدمه ثم اردفت : انا كدا عارفه انك السبب في اللي حصلهم، حرام عليكي يا شيخه والله ربنا مبيرضاش بالظلم ابدا وحقهم وحقي هايتاخد منك .

شهقت بتمثيل ثم اردفت بسخريه : لما نشوف هايتاخد مني ازاي .
ثم تابعت بقسوة : يالا يا بت قومي علشان تمسحي الارضيه وتروقي المطبخ .

**************************
بعد مرور اسبوعين في المطار ..

جذبت شهد يد صفاء مره اخري مردفه ببكاء : لا ياخالتي مش هاتسيبني .

هتفت صفاء بحزن : ما خلاص بقا ياشهد اصلي والله قلبي بيتقطع .

هتف حمزة ببراءه : خلاص ياشهد هاخلي بابا يجبلك شوكلاته بس اسكتي .

زفر رامي بضيق ثم اردف بحنق : سيبها بقا يا شهد علشان تلحق تخلص الاجراءات كدة هاتفوتيها معاد الطيارة ..

رمقته بغضب ثم حولت بصرها لخالتها مردفه برجاء : ادعيلي ياخالتي وانتي في الارض الطاهرة وجبيلي ميه زمزم وسلميلي علي ميمي كتير لغايه ما ابقا اشوفها .

ربتت صفاء علي كتفيها بحنان مردفه : حاضر ياعيون خالتك، المهم اللي قولته يتنفذ وانت يا رامي بالله عليك خلي بالك منها ومن حمزة يابني .

اقترب رامي عانقها بقوة مردفه بهمس بالقرب من اذنيها : بتوصيني علي مين على اغلي اتنين متخافيش الاتنين هايبقوا في عنيا .

ودعدتهم صفاء اخيرا ثم ذهبت بداخل المطار و وبداخلها تتمني من ربها ان يصلح حالهم، بينما وقفت شهد بتذمر مردفه بتحدي : لا مش هاركب الا وراة، انا مزاجي كدا .

تمتم بالاستغفار ثم قال بهدوء مصطتنع : يالا يا شهد اركبي قدام، انا مش السواق الخصوصي بتاعك .

رفعت اصبع السبابه في وجهه ثم قالت بغضب مكتوم : انا كام مرة انبه عليك متكلمنيش البعيد معندوش دم ولا ايه .

جز علي اسنانه هاتفا بصرامه شديدة : واقسم بالله لو ما ركبتي العربيه دلوقتي....

قاطعته هي بقوة مصطتنعه : خلاص خلاص هاركب .

نظر لها بذهول من تصرفاتها فهي ممتنعه عن الحديث معه وعن الطعام ايضاً لم يراها خلال الاسبوعين الا مرتين فقط بالصدفه وفي خلالهم ترمقه بغضب وتمتنع عن الرد...

جلس خلف عجله القيادة يتنهد بضيق وينظر لها بطرف عينيه حتى هتف بهدوء : شهد ماما مشيت واحنا هانقعد مع بعض خلاص بقا قلبك ابيض، خلينا كويسين .

رفعت رأسها بكبرياء مردفه بالامبالاه مصتنعه : ما احنا كويسين .

زفر بحنق من ذلك الاسلوب التي تتبعه في عقابه : شهد بطلي تستعبطي خلاص بقا انسي الكلام اللي قولته وانا كمان هانس...

التفت له بسرعه متناسيه هدوئها المصتنع ثم هتفت بعصبيه : مش بالسهوله دي انسى يا رامي .

ابتسم بمكر وهو يتابع الطريق جعلها تفقد هدوئها المستفز في ثواني بينما هتف حمزة ببراءه : جبلها يابابا شوكلاته وهي هاتسكت وتبقا حلوة .

قطبت ما بين حاجبيها ثم هتفت : لا انا مش ماديه، انا صاحبه مبادئ.

كتم ضحكته بصعوبه مردفا بخشونه : طب انتي عاوزة ايه ؟!.. علشان ترضي عليا.

صمتت ثواني ثم هتفت بمكر : عاوزني اسامحك على كلامك في حقي من بكرة انزل الشغل في المصنع معاك ومفيش اعتراض وحجتك خالتي اهي مشيت، موافق ولا لأ .

صمت دقائق انتابه شعور بالضيق والغيرة، مؤخرا أصر سامي ان يساعدة في عمله من كثرة ضغط العمل بالمصنع ومع نزول شهد العمل سوف يجتمع بها سامي وبالرغم من صداقتهم القويه هو ورامي الا ان رامي يكره فيه بعض الصفات فاسامي اكبر شخص لعوب يتغزل بالنساء دون حرج ومن السهل ان يقع بشباكه امرآه، (شهد وسامي)
ماهذا لا يمكن ان يحدث ابدا فهذة شهدة هو حياته هو وُلدت حتى تكون له عاش سنين على ذكرى ملامحها فقط ولما صارت زوجته أصبح خائفاً من فكرة وجودها مع سامي، نعم لقد اعترف لنفسه انه يعشقها يحبها يشعر بالغيرة كلما حاول سامي التحدث عنها، الغيره تأكل صدرة طوال حياته يستمع لمقوله ( نار الغيرة ) لم يشعر بها ابداً حتى طوال فتره زواجه بأميرة ولكن ظهرت شهدة بين يوم وليله شعر بمشاعر كثيرة وعرف اخيرا نار الغيرة، نار الغيرة التي تأكل صدرة انتبه هو من شروده على صوتها و هتفت هي بحماس : خلاص علامه السكوت رضا، من بكرة هانزل معاك الشغل.

&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي الفصل الرابع عشر .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#16

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ) .

البارت الخامس عشر .
انتهى من تمشيط شعره ثم ارتدى ساعته، سمع طرق الباب اردف بصوت عالي نسبيا : ادخل .

دخلت تلك الجميلة المبتسمة مرتدية بلوزة من اللون الكاشمير وجيب طويلة من اللون الاسود وحجاب اسود، رأى هو انعاكسها في المرآة التفت اليها ثم تفصحها بتركيز حتى قطب حاجبيه مردفا بصرامة : ايه دي الي انتي لابساها ياشهد .

نظرت لنفسها بتعجب ثم رفعت بصرها بتساؤل : مالي في ايه مش فاهمة ؟!.

زفر بضيق ثم هتف : الجيبة ضيقة اوي ومجسمة جسمك، مش عاجباني غيريها .

شعرت بالاحراج قليلا لعدم امتلكها جيب اخر غيرها ولكنها هتفت بالامبالاة : هي نظامها كدا ضيقة عادي .

رفع احد حاجبيه باعتراض قائلا : لا مش عادي طبعا انتي محجبة تلبسي واسع بصي اقعدي مفيش شغل مدام مش عاوزة تغيريها.

هتفت سريعا بارتباك : لا، احم ماشي هابقا انزل بعد الشغل اجيب واحدة واسعة، لان كل الموجودين ضيقين .

نظر لها وادرك انها لا تملك غيرها، ابتسم بلطف مردفا : طيب يالا ننزل، الباص جه اخد حمزة .

أومأت براسها ثم هتفت بحماس : اه جه اخده وهايجيبه على عنوان المصنع ادتهم العنوان ويالا بقا علشان انا متحمسة جدا .

ابتسم بخفة على حماسها : يالا .
****************************
بمنزل كريم .

استقيظت وبداخلها راحة نفسية لم تعهدها منذ فترة اعدت الفطور ثم جلست مع كريم ووالده يتناولوا فطورهم ويسود الجو الألفة والحب، حتى اعلن هاتفها عن وصول رسالة نظرت فيها وجدت رسالة من رقم غير مسجل ومحتواها :

( فاكرة انك هاتفضلي تخبي كتير مصيبتك، انا لايمكن اسيبك تضحكِ على الناس وتكدبي وتمثلي دور
الشريفة في اقرب وقت هابعت لحماكِ واقوله على اللي انتِ عملتيه وانك شمال ).

قرأت محتواها بأعين متسعة تسارعت انفاسها، سعلت بخفة ثم قامت بتوتر واضح مردفة بتلعثم : انا هاقوم اغير هدومي.

رمقها كريم بتعجب ثم هتف مغيرا مجرى الحديث : طيب خديني معاكي علشان اجيب شنطتي وانزل الشغل .
ثم تابع حديثه موجهها كلامه لوالده : بابا كمل فطارك يا حبيبي .

أومئ جمال برأسه دون رد وتابع اكمال فطوره .....

في الداخل ..

دلف كريم بعدها مغلقا الباب بهدوء ثم اقترب منها مردفا بقلق : في ايه يا ليلى، ارتبكتي قدامنا ليه كدا لما بصيتي في التليفون .

زدات وتيرة التوتر لديها مردفة بوجه يشوبه الاحمرار : ايه! كان باين عليا، ياعني عمي زمانه اخد باله .

شعر هو بمدى توترها وخوفها اقترب منها ممسكا بكتفيها محاولا منه لتهدئتها ثم قال : اهدي يا ليلى بابا ماخدش باله اصلا، لو اخد باله كان زمانه سأل .

ابتلعت ريقها بصعوبة مع ظهور دموع بسيطة في عينيها : بص في التليفون بتاعي جتلي رسالة عليه، انا هاموت من الخوف .

اخذ الهاتف متفصحا تلك الرسالة سرعان ما رفع بصره بتساؤل : ايه الكلام الاهبل دا، مصيبة ايه وفضيحة ايه .

مسحت تلك الدموع المتساقطة رغما عنها مردفة بخفوت : والله ما عارفة بس اكيد قصده يعني عن الاغتصاب وكدا.

قطب بين حاجبيه ثم هتف : وهو ايه اللي عرفه ان انا وانتِ خبينا عن بابا الموضوع دا .

أومأت بسرعة كبيرة مردفة باندفاع :صح صح ايه اللي عرفه ، انا خايفة ومتوترة انا عاوزة اروح لدكتورة هدي .

ربت على كتفيها بحنان مردفا بهدوء : اهدي يا ليلى ليه الخوف والتوتر دا، ما يعرف بابا ايه الي هايحصل وبعدين انتي ياماما المجني عليها مش الجاني خوفك وتوترك غير مبرر خالص اهدي كدا واتحكمي في انفعالاتك ثم ان المفروض مش كل مشكلة تقعي فيها تجري على دكتور هدى لأ ، انتي عقلك فين ومدى تصرفك بالأمور .

هتفت بصوت مرتجف : لا الناس كلها شايفني جاني مش مجني عليها، واكيد والدك هايشوفني كدا بردوا ويقول طلقها وسيبها.

ابتسم هو بتهكم ثم قال : دا لو افترضنا ان كلامك صح فهل دا معناه ان اوافق واطلقك
ثم تابع بنبرة كلها حب وحنين : يا ليلى انا عافرت بس علشان تكوني في حكمي ومراتي ولسه بعافر علشان تحبيني، انا لو الدنيا اتهددت مش هاطلقك مش هابعدك عن قلبي ابدا.

رفعت بصرها رمقته بنظرات غريبة خوف ارتباك حب!!، تريد حضنه الان تريد ان تنعم به لتزيل همومها و مخاوفها، كريم اصبح الامان لها وما الحب الا الامان، بادلها بنظرات حب عشق، اقتربت بسرعة وفي لحظة كانت تحشر نفسها داخل احضانه عانقته بقوة، تسمر هو للحظات إثر حركتها المفااجئة ولكن سرعان ما استوعب ان حبه وعشقه بين يديه وبإرداتها هي، بادلها العناق يدفن رأسه في خصلات شعرها مستنشقا رائحتها بقوة حتى فاجئته للمرة الثانية بحديثها الغير متوقع :

_ خبيني جوا حضنك ياكريم، متبعدش عني اوعدني تخليك جنبي، انت بقيت بالنسبالي الامان والحنان، وجودك صوتك ريحتك كل حاجة بتحسسني بالامان اوعى تبعد للحظة بعيد عني لو بعدت هاقع هاموت، انا بتعالج علشانك انا عايشة علشانك وبكمل علشانك انت .

تسارعت دقات قلبه عقب حديثها ابعد وجهها يتأكد من اعينها صدق حديثها هتفت هي بتذمر واضح على ملامحها : ليه بعدتني عن حضنك، سيبني ش..

قاطعها بقبلته، قبلته التي بث فيها مشاعر الحب السعادة العشق كانت قبلته بسيطة حنونة ابتعد عنها بسرعة حتى لا يؤذيها اكثر من ذلك فهي في اهم فترات علاجها ولكنه لم يستطيع التحكم بنفسه عقب حديثها، معشوقته تعترف وتعلن وهي بكامل قواها العقلية انها تفعل ما تفعل لاجله فقط وتطلب احضانه لتنعم بدفئه، عانقها مرة ثانية ويعلو على ثغره ابتسامة تنم عن السعادة ظل يمسد بيديه على ظهرها، اما هي فكانت بعالم اخر لا تريد الاستيقاظ منه.
**********************************
بمنزل زكريا .

امسكت سلمى الهاتف بيد مرتعشة وهتفت بنبرة يتخللها الخوف : مبهدلني ياماما ضرب واهانة انا خلاص بفكر اموت نفسي واخلص من القرف اللي انا فيه .

هتفت الاخرى بغيظ : ربنا ياخدك يا مديحة انتي وابنك الكلب .

مسحت دموعها بسرعة مردفة بحزن : تتصوري يا ماما طلعت عليا كلام ان كنت بحب واحد وهو طبعا صدقها وكل يوم يربطوني في السرير انام في الارض يصحوني الصبح اروق وامسح انا تعبت والله .

زفرت سميحة بحنق مردفة بغل : طب والله اجيلها واموتها الولية دي، هي مش ناوية تتلم ولا ايه .

هتفت سريعا : لا لا ياماما اوعي بلاش لبابا يضربك وانتي خلاص مبقتيش تستحملي .
ثم تابعت : المهم انتِ خلي بالك من نفسك وادعيلي، انا هاقفل قبل ما تيجي بقى .

تنهدت بصعوبة ثم هتفت بحزن : حاضر يابنتي هادعيلك وبدعي لشهد ربنا يوفقها في حياتها وتسامحني زمانها ياحبة عين امها كرهاني اوي، يالا يابنتي سل...
ولكن قطعت كلامها بسرعة مردفة : بت ياسلمى انا سبحان الله جالي فكرة كدا .

عقدت هي حاجبيها ثم هتفت بهدوء : فكرة ايه؟!.

اردفت بمكر : بصي لو عاوزة تخلصي من القرف اللي انتِ فيه، خدي زكريا على حجرك الواد دا كان مايلك في اول الفرح اسمعي كلامي اعصري على نفسك لمونتين وعامليه حلو وكلمتين حلوين ومش هايسمع كلام امه .

ابتسمت بسخرية : ياماما انتِ مش عارفة زكريا ابن امه اوي لو قالتله روح موت نفسك يا زكريا هايقولها حاضر ياما .

هتفت سميحة بإصرار : لا والله اسمعي كلامي انا بردوا بعرف اقرا الناس والواد دا انا قريته انتي مليتي عينه وحبك لو شاطرة استحملي قرفه واضحكي عليه بكلمتين وهو هايقف لامه علشانك .

شعرت هي بالضياع اطلقت تنهيدة حارة ثم هتفت : مش عارفة ياماما، مش عارفة اذا كنت هاقدر اعمل كدا ولا لأ، انا مبطقيهوش ولا بطيق اشوفه قدامي .

فهتفت سميحة بتأكيد : والله العظيم اسمعي كلامي وبكرة تقولي كلامك صح ياماما .
*********************
بمحل جزارة حسني .

وقفت مديحة على اعتاب المحل تبتسم بمكر مردفة بغنج : اديني ٢كيلو لحمة ياسيد الناس .

عبث الاخر بشاربه مردفا بخشونة : دا انتِ اللي ست الناس كلهم، ادخلي جوا المحل لغاية ما الواد يقطعلك اللحمة .

شهقت بخفة مردفة بمكر : ادخل محل ايه انت عاوز الناس تقول علينا ايه؟!، لا طبعا مينفعش .

زفر بضيق مردفا : امتى الحلو بقى يحن علينا ونتجوز اصلي انا بقيت على اخري .

اطلقت ضحكة رنانة : اهدى يامعلم، الصبر تاخد حاجة حلوة انا عاوزة اظبط كل حاجة قبل جوازنا وانت كمان تكون خلصت من المحروقة سميحة .

امال هو بجسده ناحيتها مردفا بخفوت : اول ما تديني الاشارة هاتلاقيني خلصت منها وللابد .
ثم تابع بنبرة خبيثة : وحياتك عندي لامحي اسمها من الحارة كلها .

اتسعت ابتسامتها مردفة : طب عجل الواد باللحمة عاوزة الحق اطبخ.

غمز لها بطرف عينيه ثم صاح بصوته الجهور : يالا ياض اوزن اللحمة .
****************************
بالمصنع ...

ظل يتفصح الاقمشة بإمعان وتركيز ثم هتف : اظن انها هاتبقى حلوة اوي يا مدام سهير مع الموديل دا.

هتفت الاخرى بعملية : جدا انا لما شوفتها اعجبت بيها اوي وانت حقيقي يا مستر رامي زوقك حلو اوي في اختيار القماش .

رفع بصره ثم هتف بابتسامة بسيطة : شكرا يامدام سهير، انا عاوزك تشدي البنات شوية في التطريز وكمان مشرفين الجودة انا عاوز كل حاجة بالسنتي، السوق سمعة وانا عاوز كله يعرف عن مصنع المالكي ان سمعته كويسة وشغله تمام.

أومات هي بتفهم ثم اردفت بجدية : خلاص ادي الاوردر لكله انه يبدأ شغل .

خلع نظارته الطبية قائلا : اه .

تحركت خارج الغرفة ولكن صوت رامي اوقفها قائلا : انتي شغلتي شهد مشرفة جودة صح .

استدرات هي ثم هتفت بتأكيد : ايوة زي ما انت امرت.

حمحم هو ثم قال بارتباك : طب متعطيهاش شغل كتير ومتخليش حد يزعلها ولا يضايقها وياريت لو تبعتهالي .

ضيقت عينيها بتركيز محاولة فهم ما علاقة رامي وشهد وسر اهتمامه بها، ولكنها سرعان ما ردت : اوك يا مستر رامي.
*********************************
بمنزل كريم .

كانت تضع رأسها فوق صدره، ويديها حول عنقه اما هو كان يحرك يده بخفة على ظهرها وبين كل ثانية واخرى يطبع قبلة رقيقة فوق جبينها حتى فتحت عينها بهدوء :

_ كريم هو انت مش هاتروح المستشفى .

ارجع بعض خصلاتها للخلف مردفا بابتسامة حب : لاهاخد اجازة واقعد معاكي انا مش عاوز اسيبك .

رفعت نصف جسدها للاعلى ثم هتفت : لا انت لازم تروح وتشوف شغلك متقلقش انا بقيت كويسة .

قطب بين حاجبيه مردفا بضيق : ليه عاوزة تحرميني من حضنك، انا اخاف اروح ارجع الاقيكي اتحولتي .

ابتسمت رغما عنها ثم هتفت : لا مش هاتحول متخافش، بس احنا بقالنا كتير هنا ياكريم وعمي سبناه لوحده وانا اتعودت اقعد معاه واتكلم ونرغي في اي حاجة، مش عاوزة يقول اني نسيته .

هز رأسه متفهماً وجهة نظرها ثم نهض مردفا بضيق مصطنع : ماشي ياست ليلى بعيني علشان خاطر بابا، يالا اطلعيله وانا هاغير هدومي وهاروح العيادة بلاها مستشفى انهاردا .
******************************
بالمصنع ...

دلفت شهد تتصفح مكتب رامي بهدوء ثم هتفت : ايه يارامي الحلاوة دي، انا كنت متخيلة مصنع دور او دورين بس مش كذا دور ماشاء الله وكمية ناس بتشتغل ماشاء الله.

ابتسم هو لحديثها العفوي: طب كويس انه عجبك ياست شهد.
تحرك نحو اريكة صغيرة ثم اشار اليها ان تأتي، تحركت نحوه ثم جلست عليها مردفة بتساؤل : خير بقى عاوز ايه ، نادتني ليه؟!

وضع حقيبة بلاستيكية على الطاولة الصغيرة التي تتناسب مع حجم الاريكة : ناديتك علشان تفطري انتي مفطرتيش الصبح، وممكن يحصلك حاجة ويغمى عليكي وامي تقولي قصرت في شهد يارامي .

مد لها ساندوتش اخذته بابتسامة مردفة : انشالله يخليك للغلابة، بس بعد كدا مش هاينفع اجاي وافطر هنا هابقى اخاد فطاري تحت مع البنات.

قطب ما بين حاجبيه ثم هتف بتساؤل : ليه؟!

قطمت قطعة خبز ثم مضغتها بهدوء مردفة : علشان البنات ميقولوش حاجة عليا انا بنت وليا سمعة .

اتسعت عيناه بصدمة مردفا بذهول : نعم!!، انتي ايه؟!!، انتي بنت دا على اساس ايه بقى ان شاء الله، انتي مراتي ياهانم واي حد يتكلم هاقطعله لسانه .

ضحكت بخفة مردفة بفم مكتنز من الطعام : يالهوي عليك يا رامي قفوش اوي، مبتعرفش تبقى هادي كدا .

ارجع ظهره للخلف مردفا بحنق : مانتي بتقولي كلام يفورني ويعصبني .

قهقهت بشدة مردفة بمزاح : يفورك!، انت سفن اب ولا فيروز علشان تفور .

التزم الصمت ووجهه خالي من التعبير، بينما هي سعلت من الاحراج مردفة بخفوت : وحشة صح!..

هتف سريعا بضيق : وحشة جدا اوعي تألشي تاني .

رمقته بضيق ثم هتفت : بص بقى ياسيدي هالله على الجد والجدهالله عليه، مينفعش تقول ان انا مراتك والكلام دا، الموضوع دا سر ما بيني وبينك، ليه بقى قولي ليه؟!.

حاول التحكم باعصابه وعدم انفالتها، فرد في هدوء مصطنع : ليه ياشهد؟!

هتفت هي بجدية : اولا علشان انا مش هنسالك لما بهدلتني علشان قولت مراتك في المدرسه، وكمان علشان انا وانت عارفين اننا اخوات واحنا كتبنا كتابنا في ظروف معينة وان شاء لله لما خالتي تيجي هانطلق، افرض بقا قولت وفضحت الدنيا اني مراتك وفي واحد مثلا معجب بيا وبيحبني وعاوز يتجوزتي، يريضك توقف حالي ...

لم يعطيها جواب، بل اقترب منها بنفس وجهه الخالي من التعبيرات، اخذ ذلك الساندوتش ثم وضعه على الطاولة بهدوء بينما هي رمقته بتعجب من ردة فعله، التفت اليها ثم هتف بحدة مخيفه : عاوزة تطلقي علشان تتجوزي حد تاني صح؟!.

هتفت هي بتلعثم من نبرته الحادة المخيفة : كان مجرد رأي.

وبحركة واحدة كانت شفتيه تعتصر شفتيها يقبلها يعني عقاباً على كلماتها، تأوهت بخفوت نتيجة لغرس أسنانه بشفتها السفلى، حاولت أبعاده نجحت ولكنه عاد مرة اخرى يقبلها بقسوة لا يدري بنفسه ماذا يفعل بها؟!، كأنه جسد يتحرك وعقلًا غائب وهذه المسكينة مصدومة مقهورة مشاعرها مبعثرة تشعر بالخوف نتيجة لهذا الهجوم الشرس نجحت أخيرا في الابتعاد عنه تنهض مسرعة للهروب من أمامه لتسقط أرضا اثر نهوضها بسرعة وخطواتها المبعثرة وجيبتها الضيقة

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&_
انتهى الفصل الخامس عشر .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#17

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة ).

البارت السادس عشر.

نهض سريعا مد يديه ليساعدها في النهوض ولكن رفضت بقوة وازاحت يده بعنف قائلة بغضب : ابعد عني .

هتف سريعا بارتباك : شهد انا والله....

قاطعته بعصبية : انت ايه يا رامي، ايه الي انت هببته دا، ازاي قدرت تعمل كدا .

احتدت عيناه بغضب : وايه اللي انا عملته انتِ مش مراتي ولا ايه .

هتفت بصراخ : على الورق وبس .

زمجر رامي بحدة : لا انتي مراتي ومش ورق وبس، ويكون في علمك لو مبطلتيش سيرة الطلاق وان حد تاني يتجوزك واقسم بالله هاحبسك في اوضتك مش اخرجك منها انا راجل يا شهد مينفعش تكلميني بالاسلوب دا ابدا .

رمقته بضيق ثم هتفت بسخرية : راجل على نفسك مش عليا، فاهم ولا لأ.

انهت حديثها ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بقوة، حدق هو في اثرها ثم غمغم : متخلفة ولسانها اطول منها وعاوز قصه .....
ثم وضع يده على شفتيه وقبلها واكمل : بس طعمة طعامة،، اه منك ياشهد لخبطتيني .

دلفت الى مرحاض النساء، فتحت الصنبور وغسلت وجهها عدة مرات لعلها تهدأ نفسها وتطفئ سخونة وجهها ،نظرت لنفسها في المرآه وجدت شفتيها متورمتين نتيجة لاعصاره بهم وقوة قبلته، وضعت يديها على شفتيها تلقائيا سرت رجفة قوية في جسدها عندما تذكرت قبلته، اتسعت عيناها بصدمة : رامي باسني، يالهوي عليا، باسني بوسة زي الافلام بالظبط، يادي الكسوف هابص في وشه ازاي بعد كدا.
عقدت حاجبيها مردفة بتساؤل : بس ياتري ليه باسني، علشان قولتله هاطلق واتجوز حد تاني، اه تلاقي رجولته نقحت عليه.
ثم هتفت لنفسها مؤنبة : انتي غلطانة بردو يا شهد يعني هو جابلك سندوتشات علشان تفطري وانتي تدبي كلامك الاهبل دا، مهما كان دا جوزك لازم اراعي حتة زي دي ومتكلمش على رجالة تانية
ثم عادت تهتف لنفسها مرة اخرى: اه هو جوزي بس زي اخويا....
زفرت بضيق ثم هتفت لنفسها مرة اخرى : يوووه عليا بكلم نفسي تاني، بس انا لازم اخد منه موقف علشان ميكررهاش تاني، اه انا مش فاتحاها سبيل.

هندمت نفسها مرة اخرى ثم اخذت نفس طويل واخرجته ببطئ خرجت من المرحاض وسارت في طرقة طويلة حتى سمعت صوت يناديها التفت بسرعة رأت شاب طويل وسيم مبتسم لها وكأنه يعرفها من قبل دققت النظر حتى استعادت ذاكرتها انه صديق رامي ولكنها نست اسمه هتفت لنفسها بسرعة : يالهوي اسمه ايه، نسيت .

رأته يتقدم منها ولم تختفي ابتسامته وما ان اقترب حتى مد يده لكي يصافحها، تنحنحت هي بإحراج ثم صافحته بابتسامة بسيطة، هتف هو برزانة : ازيك ياشهد عاملة ايه؟!.

حمحمت هي بإحراج لعدم تذكرها اسمه مردفة بابتسامتها ذاتها : الله يسلمك يا استاذ...، انا اسفة نسيت الاسم عندي مشكلة في الاسماء بنساها بسرعة .

رمقها بحزن مصطنع مردفا : اخص عليكِ ياشهد نسيتي اسمي وانا اللي كنت فاكر انك عمري ما تنسيني زي مانا منستكيش ابداً، من اللحظة اللي شوفتك فيها وانتِ على طول على بالي عمرك ماغبتي ابداً واسمك اتحفر جوايا.

اصطبغ وجهها باللون الاحمر ثم هتفت بارتباك : اه، احم شكراً ...

ضحك بخفة على ارتباكها ثم هتف : يا ستي انا سامي صاحب رامي .
ثم استطرد بتساؤل : الا قوليلي انتِ بتعملي ايه هنا؟!.

_ اشتغلت هنا، قصدي يعني اشتغلت في الدور اللي تحت مشرفة جودة .

اجابها مزاحاً : وياترى بقى عارفة يعني مشرفة جودة .

هزت رأسها بتأكيد : اه مدام سهير فهمتني شوية في الشغل ولسه هافهم ان شاء الله .

وقفت هايدي في اخر الطرقة تتابعهم من بعيد وبرأسها مئة خطة شيطانية للايقاع بتلك الدخيلة "شهد" من وجهة نظرها، عزمت على تنفيذ اول خطة، رفعت هاتفها بهدوء ثم التقطت لهم بعض الصور، ابتسمت بمكر ثم هتفت لنفسها : وقعتي تحت ايدي وكويس أوي انك جيتي تشتغلي هنا، كدا اللعب هايبقى حلو أوي .
************************************
بمنزل زكريا....

وضعت له الطعام على الطاولة وظلت منتظرة حتى يأمرها بشئ اخر، وضع ملعقة طعام في فمه مردفا بخشونة : امي فين؟!..

ردت هي بوجه شاحب وصوت مجهد : نزلت قالت وراها مشاوير.

رفع بصره اليها يرمقها بتصفح من بداية وجهها الشاحب حتى ثيابها المبتلة رق قلبه وتأثر لمنظرها ثم هتف بضيق : مغيرتيش هدومك ليه؟!.

هتفت بتهكم: مقدرش الا لما امك تأمر ان اغيرها.

ترك الملعقة بعنف ثم هتف بصرامة شديدة : لمي نفسك يا سلمى انا عمال اضغط على نفسي علشان مش اقوم واضربك قلمين يظبطوكي.

صمتت وخفضت بصرها ارضاً، عاد هو لاكمال طعامه بينما هي شردت في حديث والدتها، ماذا لو نفذته وعاملته معاملة حسنة وزودت جرعة حنانها، هل حقا سوف تكسبه في صفها؟؟ ام تأثير والدته اقوى ومهما فعلت سوف تظل في ذلك الجحيم ؟؟ ماذا لو كان بالفعل تأثيرها هى اقوى من مديحة واخذته في صفها؟؟ هى في وضع يستحق التجربة، رفعت بصرها ترمقه وجدته يأكل بوجه عابس، بلعت ريقها بصعوبة ثم جلست على مقربة منه، حول بصره عن الطعام ناظراً لها بقوة حتى هتفت هي بصوت دافئ حنون :

_ زكريا ممكن اسالك سؤال؟!.

ضيق عينيه بتركيز مردفا : اسالي؟!.

ارتبكت قليلا ولكنها شجعت نفسها على الحديث : هو انت عمرك سمعت عني كلمة وحشة قبل كدا، يعني بتاعت ولاد والكلام دا .

ابعد بصره عنها ولم يعطيها رد وتظاهر باكمال طعامه، ولكنها تجرأت ومدت يديها تلمس يديه بخفة، سرت رعشة بجسده ثم التفت اليها بسرعة متحفزاً يهتف بخشونة : في ايه ياسلمى، عاوزة ايه مني؟!.

هتفت هي بأعين مليئة بالدموع وبصوت مبحوح : والله ما عاوزة حاجه كل اللي انا عاوزاه انك تحكم عقلك انا يا زكريا عمري ما كان ليا في الشمال وطول عمري براعي ربنا في كل حاجة، انا كان ممكن اهرب ومش اتجوزك بس كملت واتجوزتك هل انا هاعمل كدا لو انا بحب واحد، انت اخدت حقوقك كاملة وشوفت انا محافظة على نفسي وشرفي ازاي، مامتك بتكرهني ومبتحبنيش وانت عارف كدا ومتأكد بلاش تقسي قلبك زيها علشان خاطري، احنا خلاص اتكتب علينا نكمل مع بعض، انا تعبت من الشتيمة والتهزيق والضرب وقلة القيمة دي، انا عمري ما حد عاملني كدا، انا مش قد كدا يا زكريا، انا تعبت والله ونفسي ربنا يرحمني بقى من العذاب اللي انا فيه واموت واخلص.

كان حديثها صادقاً عفوياً نابع من اعماق قلبها، لم تستطيع التحكم في دموعها وهبطت كالشلالات بكت بكاء مرير على حالها، حاولت التحكم في شهاقتها فشلت، رق قلبه لها جذبها لاحضانه مربتا على ظهرها بحنان ثم هتف:

_ اهدي ياسلمى متعيطيش.

رفعت نفسها ثم هتفت بأعين باكية : ارجوك ارحموني بقىط من العذاب دا، انا اضعف من اني اكمل حياتي كدا.

مسح دموعها مردفا بهدوء : خلاص ياسلمى مش هاعملك حاجة ولا هاخلي امك تعملك حاجة، انا يمكن اتعصبت وصدقتها في كلامها، اصل يعني هي امي هاتكدب ليه وتسوء سمعتك وانتي مراتي.

دفنت وجهها في راحتيها مردفة بصوت مبحوح من كثرة البكاء : والله ماعملت حاجة كل كلامها كدب والله انزل اسال عليا في الحارة.

وقع في حيرة ما بين صدق حديثها الذي لمس قلبه بقوة، وحديث امه تنهد بقلة حيلة قلبه يريدها وعقله يرفضها حسم امره مردفا بخشونة : طب قومي يالا تعالي غيري هدومك المبلولة دي وبعدين نبقا نتكلم كدا هتاخدي برد.

نظرت له تتمعن في معنى حديثه اهو صدقها فعلا، سوف يرحمها من ذلك الجحيم، بدأت بودار حديث والدتها تظهر، الحياه احياناً تحتاج الى مكر ايتها الصغيرة يجب ان تواكبي حياتك و تجعليها تسير كما تردين لا تجعلي نفسك للدنيا تحرككي كما تشاء، يجب من الان ان تعلني الحرب على مديحة مستخدمة كل اسلحتك حتى تفتكي بها...

نهضت معه تسير بخطوات هادئة نحو غرفتها، دلفت وبداخلها خوف كبير ولكنها يجب ان تهزمه الان، خرج صوتها مهزوزا قليلا:

_ زكريا لو سمحت ممكن تقفل الباب بالمفتاح علشان انا بتكسف لما امك تدخل فاجأة علينا.

ابتسم بسعادة ثم هتف سريعا وهو يتلفت حوله باحثا عن مفتاح الغرفة : اه ...اه هاقفل الاوضة هو فين انا عاينه فين.
********************************
بالمصنع...

مر هو بين العمال والعاملات يتابع عملهم رأها تقف بعيداً تتابع عملها بتركيز، لاحظت هايدي نظراته المسلطة على شهد عزمت بداخلها على تنفيذ اول خطة، انتظرت حتى انتهى من مروره اليومي والقاء الملاحظات وسارت معه باتجاه مكتبه جلس على كرسيه براحة بعدما رأها تعمل واطمئن قلبه عليها يعلم في قرارة نفسه انها تتجاهله وبالرغم من ذلك لمحها وهي تنظر له بطرف عينيها ابتسم عفويا على فعلتها الطفولية ثم انتبه من شروده على صوت هايدي الحاد :
_ رامي لو سمحت ركز معايا شوية .

حمحم هو في حرج مردفا بتساؤل : خير يا هايدي معلش شردت في الشغل شوية .

_ كنت بقولك عاوزة اقولك على حاجتين مهمين..

_ قولي مستنية ايه؟!.

جلست امامه ثم تكلمت بجدية : أول حاجة انا شوفت بنات هايلين لتصوير الموديلات، واتفقت معاهم على اسعار كويسة مٌرضية ليهم ولينا في نفس الوقت .

_ كويس اوي يا هايدي ..
ثم تابع حديثه بتحذير : بس خلي بالك الصور تكون محترمة مش عاوز حركات ملهاش لزمة، تتصور وتعرض الموديل كويس وكمان قبل ما يروحوا الطباعة اشوفهم الاول، دي الحاجة الاولى ايه بقى الحاجة التانية ...

عبست قليلا مردفة بضيق مصطنع : انا يهمني الشغل وانه يطلع كويس ومبحبش العاملات يتكلموا مع بعضهم ولا الاختلاط كمان، انا عتبي على شهد انهاردة شوفتها واقفه بتتكلم مع سامي وهزار وضحك والعمال بيبصوا عليهم افرض لجنة جت فاجأة من جهاز ادارة المشروعات يقولوا ايه، ولما جيت اكلمها وافهمها انه غلط كدا زعقت وقالتلي مالكيش دعوة .

صمت والصمت كان علامة استفهام لدى هايدي، قطبت بين حاجبيها مردفة بتساؤل : ساكت ليه يا رامي؟!.

كان وجه خالي من التعبيرات لم تفهم ماذا يدور بداخله حاولت ان تستشف فشلت، ثم هتف ببرود : لو خلصتي كلامك روحي خلصي شغلك مبقاش كتير على معاد الانصراف.

تملكها الغيظ من بروده : في ايه يا رامي دا رد ترده عليا، انا بكلمك في ايه وانت بتكلمني في ايه.

امسك القلم الموضوع امامه ثم طرق بيه عدة طرقات هادئة على سطح مكتبه : اولا انا اسمي مستر رامي، ثانيا انتي قولتي اللي عندك وانا خلاص سمعت، ثالثا بقى والاهم ياريت ياهايدي تركزي في مجال شغلك وبس .

تقلصت ملامحها بغضب وسيطرت عليها نيران الغيرة مردفة بفظاظة : هو انا ليه كل ما احاول اقرب منك تبعدني وخصوصا من وقت ما ظهرت الست شهد .

اجابها ببرود متناهي : كلمة تانية هانسى انك قريبة سامي، وانا هانسى العشرة لو سمحتي تحافظي على الحدود اللي ما بينا وتقومي تشوفي شغلك حالا.

رمقته بغضب ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بقوة....بينما هو زفر بضيق محاولا تهدئة نفسه حتى لايزيد الطين بلة.
********************************
بمنزل زكريا...

دخلت مديحة الشقه نظرت بارجائها الاجواء هادئة، الطعام موضوع على الطاولة، رفعت احد حاجبيها مردفة لنفسها : ماشي ياهانم سايبلي الاكل على الترابيزة من غير ما تشليه ...

اتجهت صوب باب غرفة زكريا، ثم طرقت بعنف حتى اتاها صوته الغاضب: ايه ياما بتخبطي على ميتين مابراحة ...

حاولت فتح الباب ولكنه كان مغلق هتفت بعصبية : انت قافل الباب ليه يا زكريا.....

*** في الداخل همست له سلمى : قولها واحد ومراته نايمين عاوزاة ليه الباب يتفتح.

هتف زكريا بصوت عالي : واحد ومراته نايمين لازم نقفل الباب .

شهقت بسخرية : مراتك!!!، امال مش مراتك يا حيلتها .
ثم تابعت بمكر: مش مراتك دي اللي كنت بتضربها امبارح علشان كانت ماشية مع واحد .

شعر بالغضب من حديثها واراد ان ينهض ليواجها ولكن يد سلمى منعته مردفة بنفس همسها : بلاش تبوظ اليوم يا زكريا ...

ابتسم لها ثم اخذها في احضانه مردفا ببرود : اسمها كنت شاكك ياما، والحمد لله اتاكدت من شرفها، مراتي اشرف واحدة واهو ادينا اتصالحنا والحمد لله.

مديحة وقد تملكها الغيظ : ماشي يا زكريا بكرة لما تاخد على دماغك مترجعش تعيط .

تركتهم ودخلت غرفتها، ظلت تدور حول نفسها بعصبية : ماشي يابنت سميحة اخدتي الواد مني، فاكرة اني هاسكتلك لاوالله ما يحصل، انا بقى هاعرفك اللعب على أصوله ازاي وهاظبطك.
******************************
جلست شهد بجانبه في السيارة وبدأت تتظاهر بالتجاهل، بينما هو صدره يحترق من نيران الغيرة، قبض بعصبية على عجلة القيادة حتى ابيضت يداه، فهتف الصغير ببراءة :
_ بابا انا عاوز آكل في ماك انهاردا.

التفت شهد له ثم هتفت : لا يا حمزة هانروح البيت ونعمل اكل جميل.

نظر رامي للصغير في المرآة الصغيرة التي امامه مردفا :
حاضر يا حبيبي هانروح المول ونتفسح شويه ونتغدا.

كانت على وشك الرد ولكنها امتعنت فاجأة عندما تذكرت عقابها له .....
********************************
بمنزل كريم ..

صدع صوت رنين هاتفها بقوة، خرجت من المطبخ تبحث عنه حتى رأته موضوعا على تلك المنضدة الصغيرة، رأت اسم كريم ينير الشاشة ابتسمت ابتسامة واسعة ثم هتفت :
_ ألو...

هتف الاخر بهيام : يأحلى ألو في الدنيا.

ضحكت ضحكة صغيرة ثم هتفت بجدية مصطنعة : عاوز ايه يا دكتور بتتصل ليه؟.

تنهد كريم بقوة ثم قال : الدكتور مخنوق من الشغل ففكر انه ياخد مراته حبيبته ويخرجها ويغديها او يعيشها مش فارقة، ويقضوا يوم لطيف مع بعض.

شعرت بالسعادة لذلك الاقتراح ولكنها هتفت بحيرة : طيب وعمي هانسيبه لوحده .

هتف بنفي : لا هابعت الممرضة تكوني انتي لبستي وغيرتي، اتفقنا.

قالت بحماس : اوك اتفقنا .

اغلقت المكالمة وتوجهت لغرفتها وقفت امام ملابسها بحيرة، شعرت بالعجز وقلة الحيلة ف كريم انيق ومهندم ووسيم وهي بجانبه صفر على الشماال ملابسها قديمة، لفت انتباها تلك البلوزة وتذكرت هو كم يحبها نظرت لها بحب ثم هتفت:
_ لازم اغير من نفسي ومش معقول جاي يفسحني البس اسود، انا هالبس البلوزة دي واهو اسمي افرحه بحاجة .
********************************
في المول...

وقفت بتذمر : الله احنا مش قولنا هناكل، جايبنا عند محلات اللبس ليه؟!

استغفر ربه في سره فهذه القصيرة الغبية تثير اعصابه في ثواني : المطعم زحمة وبعدين حمزة محتاج لبس وانا كمان محتاح كذا حاجة بالمرة انهاردا الخميس نشتري ونقضي اليوم .

نظرت حولها وجدت محلات اطفال في الاتجاه الثاني اشارت له ان يأتي خلفها مردفة بضيق : طيب يالا خلينا ننجز في يومنا دا.

رفع احد حاجبيه بذهول ثم هتف لنفسه : هي بتعاملني كدا ليه كأني شغال عندها...
رفع بصره لاعلى ثم قال: يارب اطول بالي عليها علشان مخنقهاش واخلص منها .

ذهب ورائها دلفوا لذلك المحل المخصص لملابس الاطفال كان مكتظ بالناس شعر رامي بالضيق، بدأت في اختيار الملابس وتنسيقهم واعجب رامي بذوقها وتركها تختار ما تشاء ولم يتدخل في اي قطعة، فرحت هي باختيارها ملابس لحمزة وفرحت اكثر ان رامي تركها تفعل ما تريد ولم يتدخل ولكنها تعجبت من وقوفه ورائها في كل مكان، التفت بنصف جسدها ثم هتفت بهمس : انت واقف ورايا كدا ليه يا رامي، روح اقف عند الكاشير هاخلص واجيلك .

قطب ما بين حاجبيه مردفا بخفوت : لا طبعا مش هاسيبك لوحدك، انتي مش شايفة المحل زحمة ازاي .

هتفت بتعجب : زحمة هايخطفوني يعني ولا ايه؟!.

نظر حوله بضيق ثم هتف بخشونة : لا في رجالة في المحل وممكن حد يقف جنبك ولا وراكي ويلمسك وانتي مش واخدة في بالك.

ابتسمت ابتسامة بلهاء : انت بتغير عليا يا رامي .

هز رأسه بتأكيد ثم هتف بخفوت شديد : طبعا انتي مش مرا......

قاطعه صوت امراءة تقف بجانبهم تنظر لهم بغيظ : مش وقته حضرتك جو الرومانسي دا، المكان زحمة وخنقة وانا بقالي ساعة عاوزة اوصل للبنطلون اللي وراك.

تنحنح رامي في حرج قائلا : اسف، اتفضلي يافندم .

حرك شهد قليلا لامام هاتفاا : اخلصي بقا خلينا نخلص من ام المحل دا .
**************
في مكان أخر بالمول...

وقفت بحزن امامه : هو انت واخدني تشتيرلي هدوم علشان هدومي مش عاجبك ..

داعب وجنيتها باصابعه مردفا بحنان : اخص عليكي ليه بتقولي كدا بالعكس والله انا في قمة سعادتي لما لبستي اكتر بلوزة بحبها وهافضل طول عمري اقولك البسيها دي ليها ذكريات حلوة اوي معايا، انا كنت بسهر في المستشفى احب فيكي وانتي لابساها وطبعا انتي مكنتيش في بالك.

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر القاني ثم ابعتدت قليلا قائلة : احم امال انت عاوز تشتريلي لبس ليه؟!.

ابتسم لخجلها قائلا : انا مش هاشتريلك هدوم وبس، هاشتريلك كل حاجة وكمان اهم حاجة هاشتريلك دبلتي الي هاتتحط في ايدك وتزينها، انا عاوز احس انك مراتي وانا مسؤول عنك .

لمعت عينيها بسعادة مردفة : بجد هاتشتريلي دبلة ؟؟

هز رأسه مؤكدا : اه يالا بقا علشان الحاجات اللي هانشتريها كتير واليوم يكيفينا اصل بكرة في مفاجأة حلوة ليكي .

عقدت حاجبيها بتساؤل : مفاجأة ايه؟!؟

اتسعت ابتسامته على فضولها ثم غمز لها قائلا : ودي تبقى مفاجأة يالا يا مدام ليلى نلحق نخلص.
*******
على الجانب الاخر ...

وقفت تنظر له بتحدي قائلة : لا يا رامي هادخل معاك، تسيبني واقفة هنا ليه؟!

زفر بحنق قائلا : يابنتي الله يهديكِ انا بقولك دا محل رجالي يعني مينفعش تدخلي معايا .

هتفت باندفاع : انا مراتك ادخل انقيلك.

اقترب منها هامساً : دلوقتي بقيتي مراتي، مش كنتي في مقام اختي.

هتفت بعصبية : يوووه انا مراتك بس اختك عادي فيها ايه؟!.

جذبها من يديها ثم اجلسها على مقاعد مخصصة للجلوس هاتفاً بصرامة : فيها انك تقعدي انتي وحمزة هنا ساكتة فاهمة ولا لأ لغاية ما اخلص واجيلك .

جلست بضيق بينما انتظر حمزة ذهاب والده ثم التفت لشهد قائلا : شهد انتي وبابا ليه بتتخانقوا على طول .

اطلقت تنهيدة قوية قائلة بعدها : مش عارفة ...
ولكنها استطردت : بحس براحة لما بناقروا واضايقه مش عارفة ليه..

هتف الصغير ببراءة : مش فاهم.

نظرت له قائلة بمزاح طفولي : احسن سيبك انت ابقى فكرني بعد ما نخلص نجيب ايس كريم وناكله..

هز الصغير رأسه بحماس مردفا بصياح : هييييييه ماشي هافكرك

دلف رامي للمتجر ثم وقف بحيرة حتى اقترب منه البائع قائلا بابتسامة صغيرة : خير يا افندم بتدور على حاجة معينة .

نظر رامي بحيرة للملابس : اه اه عاوز اي حاجة ..

عقد البائع ما بين حاجبيه مستغربا : عاوز اي حاجة ازاي يا افندم .

اتجه رامي صوب قميصا من اللون الابيض ثم اخذه وقال: هاتلي بنطلون جينز لايق عليه ...

_ اوك يا افندم ثواني ..

التفت رامي ثم نظر من خلف الزجاج عليها هي وحمزة هامسا لنفسه : انا عارف انها هبلة ومش هاترضا تخلني اشترلها اي حاجة علشان كدا اشتريت ليا ولحمزة...
********************
بمنزل زكريا ....

نظرت سلمى لزكريا وجدته يغط في نومٍ عميق وانتظمت انفاسه، سالت الدموع من عينيها كلما تذكرت لمساته لها وانها سلمت نفسها بارادتها بكت بصمت على نفسها في كل لمسة كانت تحترق من داخلها كانت تتظاهر معه بالتجاوب وبداخلها تريد الصراخ ونفضه بعيداً عنها، ولكن ما باليد حيلة ويجب ان تستمر في هذه التمثيلية حتى تنجو من ذلك الجحيم ...
*********************
بالمول..

وقفت شهد بتذمر قائلة بتحدي : لا ويمين الله ما انت شاريلي حاجة مش هادخل .

جز على اسنانه هاتفا بغضب مكتوم : يالا يا شهد ادخلي نشتريلك زي ما اشترينا لنفسنا.

هتفت بسخرية : شكرا علشان تعايرني بعد كدا ابدا الله الغني .

رفع حاجبيه باعتراض ثم هتف بصرامة شديدة : طب بصي يا شهد واقسم بالله لندخل ونشتري جيبات واسعة ولبس واسع علشان لبسك مش عاجبني ضيق ومجسم جسمك .

ابتسمت بمكر قائلة : انت غيران عليا اعترف ان انت غيران علشان ادخل معاك جوا .

هتف الصغير بسرعة : قولها يابابا انت غيران خلينا نخلص بقا انا جوعت والله .

نظر بصدمة لحمزة ثم هتف بضيق: اه غيران عليكي يا ست شهد مش مراتي لازم اغير اخلصي بقى .

رفعت رأسها بكبرياء مردفة بتحذير : ماشي انا مراتك بس اختك يالا بينا .

نظر لها بذهول على تفكيرها ثم هتف : مراتي بس اختي ازاي من انهي اتجاه.

اشارت له ان يأتي ورائها بالامبالاة : يالا بس تعاال وبعد كدا هابقى افهمك .

ذهب ورائها يحاول التحكم في اعصابه قدر المستطاع، ولكنه سمعها وهي تقول : لو سمحتي انا عاوزة بنطلون واس...

لم يتركها تكمل حديثها حيث قاطعها بصرامة شديدة : لا عاوز جيبات واسعة وكمان بلوزات واسعة لو سمحتي اهم حاجة واسعة .

ابتسمت بمكر مردفة بهمس : بتغير عليا اوي .

نظر لها بضيق مردفا بخفوت : يا شيخة اتنيلي ...
واكمل بسره: جاتك نيلة بحلاوتك دي اللي مالهاش حل، اه منك يا شهد.

انتهوا من شراء الملابس ولم يتخلى الشراء من المضايقاات والمشاجرات بينهم، اخذهم رامي الي احد المطاعم الشهيرة الموجودة بالمول، انتهوا من طعامهم حتى هتف رامي بتعب :
_ يالا بقا نروح علشان حمزة اتأخر في نومه .

هزت شهد رأسها بنفي قائلة : لا هناكل ايس كريم الاول .

_ طب يالا هناكله في الطريق .

_ لا هانبهدل الدنيا ناكله هنا احسن .

زفر بضيق لاعطائه اوامر ثم هتف : طيب يا شهد هاروح اجيب متتحركوش من مكانكوا.

نهض حمزة مسرعاً قائلا : لا انا عاوز اروح معاك وانقي براحتي وكمان تلعبني اللعبة اللي هناك دي .

هتف رامي بصرامة : لا يا حمزة علشان مينفعش نسيب شهد لوحدها.

ضحكت بخفة مردفة بمزاح : متخافش مش هاهرب ولا اروح في حتة، خليه يروح معاك .

خفق قلبه بشدة اثر ذكرها لهروبها قائلا بضيق : طيب متتحركيش ماشي .

أومأت دون الكلام ذهب رامي ومايين الثانية والاخرى يتلفت ورائه يتفقدها، بينما ظلت تنظر حولها بملل ولكن سرعان ما تغيرت ملامحها للصدمة فور رؤيتها ل........

بعد مرور بعض الوقت ..

ابتسم رامي لحمزة مردفا : خلاص بقى يا حمزة كفاية كدا خلينا نرجع لشهد ونجيب الايس كريم .

ابتعد الصغير عن اللعبة قائلا : ماشي حاضر ..

اخذه رامي واشترى المثلجات وذهب لشهد، اقترب من الترابيزة يتلفت حوله لم يجدها، الحقائب موجودة ولكنها ليست موجودة في المطعم، تجمدت انفاسه وسرعان ما خفق قلبه بشدة ثم تردد في ذهنه جملتها :
متخافش مش هاهرب ولا اروح في حتة، متخافش مش هاهرب، ماتخافش مش هاهرب........

انتبه على هزة حمزة له : بابا شهد فين ...

هتف بصوت مضطرب للغاية : مش عارف انا قولتلها متتحركيش .

نظر حوله وجد مجموعة من البنات يتحدثون اقترب منهم بلهفة قائلا : لو سمحتوا انا اللي كنت قاعد على الترابيزة اللي جنبكوا كان معايا واحدة لابسة جيبة لونها اسوو....

قاطعته فتاة مردفة بتذكر : اه انا شوفتها خارجة من المطعم رايحة ناحية الباب الرئيسي ...

بلع رامي ريقه بصعوبة بالغة مردفا بصوت مهزوز : شكرا، يالا يا حمزة...

اخذ رامي حمزة والحقائب خارجا بسرعة رهيبة من المول، التفت حوله عدة مرات لم يراها، هتف الصغير بصوت يغلبه النوم :
بابا فين شهد عاوز انام .

هز راسه بحيرة مردفا بقلق : مش عارف راحت فين وسابتني ......
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل السادس عشر

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#18

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية (شهد الحياة).

البارت السابع عشر .

_رامي ...

كان هذا صوتها الباكي الضعيف، التفت بسرعة رأها تقف ودموعها تنهمر بغزارة، بعد ان كانت ملامحه غاضبة تحولت بسرعه كبيرة الى القلق فور رؤيته لدموعها هتف بقلق: مالك يا شهد، بتعيطي ليه، كنتي فين اص

قاطعته هي عندما اندفعت نحوه تعانقه بقوة وتحاول تخبئة نفسها بداخله، نظر لها بتعجب ثم نظر حوله رأى الابتسامات والتهكمات في وجوه من حوله ولكنه انتبه الى شهاقتها الخافتة المستمرة حاوطها بيديه هاتفا بخفوت :

_ اهدي يا شهد في ايه حصل لدا كله .

فهتفت هي بين شهاقتها المستمرة : روحني عاوزة اروح ...

زادت وتيرة القلق لديه : حاضر ..يالا .
************************
كان يجلس خلف عجلة القيادة يزفر بخفوت هاتفا للمرة الثامنة تقريبا : معلش يا ليلى اهدي يا قلبي.

رمقته بغضب : اهدى ايه هي ليها عين البجحة تنادي عليا وتكلمني، ربنا يسامحها.

هتف بهدوء : اديكي اهو قولتي ربنا يسامحها، ايه بقا معصبك ....
ثم استطرد قائلا بحكمة : وبعدين انتِ المفروض تتحكمي في اعصابك شوية وتسمعيها مش يمكن انتِ ظالمها .

التفت له ثم هتفت بصراخ : ظالمها!!!، ولما هي فضحتني في الحارة كلها وحكت اللي حصل معايا دا كان ايه، ولما زكريا ضربني واتهمني في شرفي بسببها، ولما ابويا مات بسببها ولما مشيت من الحارة مزلولة مكسورة عيني في الارض بسببها ولما رضيت اتجوزك بسبب....

انفلت هدوء اعصابه هاتفا بقوة : خلاص بقا يا ليلى اسكتي لو سمحتي.

نظرت له بضيق ثم حولت بصرها للناحية الاخرى حابسة تلك الدموع في عينيها ...
******************************
بمنزل رامي ...

اطمئن على حمزة دثره جيدا محكما الغطاء عليه ثم خرج من الغرفة باحثا بعينيه عنها لم يراها اقترب من غرفتها سمع صوت بكائها الحاد رغم معرفته بها لعدة اشهر فادرك انها لا تبكي بسهولة ماذا حدث لكل هذا،، اسئلة كثيرة بداخله يريد معرفة اجوبتها قلبه ينبض بعنف لبكائها منذ ان وصلوا للمنزل وهي معتزلة بغرفتها، نظر حوله رأى حقائب الملابس خاصتها اخذهم ثم طرق الباب بهدوء ولم ينتظر اذنها للدخول بل فتح الباب ودلف بنصف بابتسامة، بحث بعينيه لم يجدها ولكنه سمع صوت بكائها اقترب من صوتها وجدها تجلس على الارضية بين السرير والنافذة تبكي انخلع قلبه لرؤيتها هكذا، اندفع نحوها هاتفا بقلق :
مالك يا شهد فيكي ايه بس ...

رفعت وجهها الحزين وعيونها الحمراء من كثرة البكاء مردفة بصوت متقطع من كثرة البكاء : انا قلبي واجعني اوي يا رامي كل الناس جاية عليا... كلهم حتى اقرب الناس ليا.

مسح دموعها برقة مردفا بحنان : سلامة قلبك من الوجع، ليه بتقولي كدا؟.

زدات شهاقتها مردفة بصوت مبحوح : بقول كدا من الظلم، الظلم وحش اوي يا رامي وميحسش بيه الا اللي اتظلم، وانا اتظلمت كتير اوي .

مسح على شعرها بحنان : شهد قوليلي في ايه حصلك، احكيلي يمكن ترتاحي وتريحي قلبك وعيونك اللي مش مبطلة عياط دي .

أومات برأسها مردفة ببكاء : هاحكيلك يمكن ارتاح..
بلعت ريقها ثم تابعت بشرود: كنت قاعدة مستنياك انت وحمزة لما كنت بتجيب الايس كريم وانا قاعدة كدا لمحت ضهر ليلى صاحبتي ماشية مع واحد انا عرفتها على طول فرحت اني لقيتها جريت وراها لغاية ما وصلت للباب الرئيسي خرجت وانا خرجت ونادتها بسرعة ..

( فلاش بااك )

شهد بانفاس لاهثة : ليلى..

التفت ليلى بسرعة ثم احتدت عيناها فور رؤيتها لشهد : انتي.

اندفعت شهد نحوها تجذبها لاحضانها وتعانقها بقوة : وحشتيني اوي يا ليلى كل يوم بدعي ربنا الاقيكي وترجعيلي تاني .

دفعتها ليلى بعيدا عنها ثم نهرتها بقوة : بطلي كدب بقى وتمثيل خلاص كذبك وتمثيلك اتكشف .

وقف كريم يتابع الموقف بصمت دون التدخل بينما هتفت شهد بحزن : انتِ لسى مصدقة ان انا السبب يا ليلى، والله ما ليا ذنب انا مظلومة .

جزت ليلى على اسنانها هاتفة بغضب مكتوم : قولتلك بطلي كدب بقى، انتِ الوحيدة اللي كنتي عارفة انا اتحايلت عليكِ متقوليش لحد ليه فضحتيني هان عليكِ العشرة طب هان عليكِ ابويا الي كان مشغلك عنده وبيأويكي من جوز امك، ابويا اللي ماات بسببك.

انهمرت دموعها بشهدة لسماعها حديث ليلى اللاذع، حمحم كريم بإحراج مردفا بهدوء : ليلى لو سمحتي اهدي واسمعيها انتي اتظلمتي بلاش تظلمي .

هزت شهد رأسها بسرعة مؤكدة على حديث كريم : اه والله يا ليلى انا مظلومة انا اطر...

قاطعتها ليلى بحدة : بس اخرسي لو عندك ذرة دم تمشي من قدامي حالا مش طاية اشوف وشك قدامي كل ما اشوفك افتكرة وهو بيقع قدامي ميت، امشي من قدامي انا بكرهك حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ.

نظرت لها شهد بذهول بينما هي جذبت كريم بقوة تاركة خلفها قلب ينزف من الظلم...

( باااااااك )

صمتت بعد انهاء حديثها واستمر بكائها، زم شفتيه بضيق : اهدى يا شهد هي متستهلش عياطك دا .

نظرت له بحزن : هي ليه مش مصدقاني يا رامي، طب انا هاجيب الفضيحة لنفسي، منا اطردت زيها منا اتبهدلت زيها اهو انا هافضحها ليه، طب ليه مستنتش تسمعني وتعرف ان انا مظلومة، ليه حكمت ونفذت حكمها من غير ما تسمع دا انا صاحبة عمرها، عمرها ما شافت مني غير كل خير، عمري ما زعلتها ولا هي ولا عم احمد، جاية دلوقتي بتعايرني ان ابوها مشغلني، طب والله جالي شغل في اماكن حلوة اوي وبمرتبات كبيرة موت بس رفضت عارف ليه؟.. علشان بحب عم احمد كان طيب وغلبان وبيحبني وبيحسسني بحضن ابويا اللي نفسي فيه، كانت القعدة معاه احسن من مية شغلانة واحسن من مية مرتب كبير، هي فاكرني مش زعلانة على موت ابوها لا انا زعلانة اوي ولسى متأثرة بموته وحاسة كأن حاجة ناقصاني، ياااه ليلى مفتكرتش ولا حاجة حلوة ليا، ولا موقف حلو، دا كله اتمسح باستيكة وصدقت اني فضحتها وعلقت كل حاجة على شماعتي.

جذب يديها ثم وضع قبلة رقيقة في راحتيها هاتفا : اهو اديكي قولتي علقت كل حاجة على شماعتك، بصي يا شهد في نوعين من الناس في ناس لما بتتظلم بتخاف تظلم أوي، وفي ناس لما بتتظلم بتظلم وبتحب تدوّق اللي قدامها من نفس الكاس ودي ليلى صاحبتك، محدش في الدنيا دي يستاهل دموعك الغالية دي وبعدين انتي خلاص حاولتي مرة واتنين تبيني انك مظلومة وهي رفضت ومُصرة على حكمها يبقى خلاص سيبها لوقتها واتاكدي ان ربنا هايردلك حقك في يوم من الايام وهي هاتعرف انك اتظلمتي.

هتفت بصوت مهزوز : امتى يا رامي هي مشيت وانا مشيت من الحارة هاتعرف ازاي اني اتظلمت .

هتف بحدة : مش مهم تعرف يا شهد انشالله عنها ما عرفت هي تفرق معاكي في ايه .

هتفت ببكاء : تفرق انها صاحبة عمري وانا مش سهل عليا اخون العشرة يارامي.

جذبها بقوة ثم عانقها هاتفا : اللي يشوفك من برا يقول عليكي مبيفرقش معاكي حد لكن انتي من جواكي هشة وضعيفة .

دفنت وجهها في عنقه قائلة بصوت مكتوم : الدنيا دي جاية عليا بزيادة اوي، كلهم سابوني واتخلوا عني مبقاش ليا الا انت وخالتي لو سبتوني هاضيع .

زاد من احتضانه لها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس : انتي لو سبتيني هاضيع، انا مش هاسمحلك تطلعي برا البيت دا ابدا، دا بيتك قبل ما يكون بيتي.

_ انا تعبانة يا رامي عاوزة انام، محتاجة النوم دلوقتي .....
كان صوتها مجهد متعب حزين يسيطر عليه بحة غريبة من كثرة البكاء .

نهض رامي بخفة ثم جذبها من مرفقها أوقفها واتجه بها صوب السرير اجلسها ثم جلس بجانبها ووضع الغطاء عليهم نظرت اليه بعيونها الحمراء بتعجب : انت هتنام هنا ولا ايه!!.

هز رأسه مؤكداً قائلا بخبث : اه هنام جنبك علشان خايف عليكِ.

قطبت ما بين حاجييها مردفة : خايف عليا من ايه؟!.

لاحت على ثغرة ابتسامة ماكرة : هو انتِ متعرفيش ان لما الواحد بيعيط كتير لو نام لوحده قرينه بيظهرله.

سرت رجفة خفيفة في جسدها ثم هتفت بخفوت : يالهوي بسم الله الرحمن الرحيم، احفظنا يارب بلاش السيرة دي جتتي بتتلبش .

ابعد الغطاء عنه وحاول النهوض بتمثيل : لا عندك حق نامي لوحدك انا هاروح انام.

جذبت يديه بسرعة هاتفة بخوف : نام يا رامي جنبي انا كدا هاخاف وانا نفسي انام انا تعبانة اوي .

كتم ضحكته بصعوبة ثم جذبها لصدره معانقا لها بقوة هاتفا بحنان : نامي يا شهدي متخافيش من اي حاجة في الدنيا دي طول مانا جنبك وفي ضهرك .

اراحت رأسها على صدره مغلقة عينيها شعرت بالراحة بالامان والاطمئنان تمنت بداخلها ان تبقى هكذا طوال العمر دعت ربها في سرها ان تنعم هكذا بذلك الحضن الدافئ الحنون ولا يفرقهما غدر الزمان، سرعان ما انتظمت انفاسها وغطت في نوم عميق، بينما الحال مختلف بداخل رامي شعر بمشاعر مختلفة متناقضة جعلت الحرب تدق داخل صدره شعوره بالسعادة لنومها بحضنه، شعوره بالحزن لكمية الالام التي تتحملها صغيرته، هذه الليلة من اجمل ليالي عمره هذه الليلة نامت باحضانه شهده شهد حياته التي تمنى رؤيتها فقط ها هي الان نائمة بسلام وبارداتها بالقرب من قلبه، وضع قبلة رقيقه اعلى جبينها ثم اغمض عينيه ليستسلم لنومه هنيئاً......
******************************
بمنزل كريم ...

دلف غرفته وجدها تقف تنظر من خلف زجاج النافذة بشرود تنهد بقوة ثم وقف ورائها مردفا بهدوء : وبعدين يا ليلى ايه اخرة اللي انتِ فيه .

هتفت بصوت حزين : مش عارفة .

عقد مابين حاجبيه مردفاً بعتاب : انتِ ليه مبتسمعيش الا نفسك.

التفت له ثم قالت : ولما اسمعك هاتقولي ايه غير انك يا ليلى غلطتي المفروض تسمعيها وكلام من الذي منه استفدت ايه بقى .

_ استفدتي انك تعيدي تفكيرك وبلاش تظلميها لو هانفترض انها بتمثل طيب هاتقدر تمثل بكمية الدموع دي، انتي علشان الغضب متحكم فيكي مشوفتيش رياكشانات وشها الي كانت بتتبدل من الحزن والدفاع عن نفسها لصدمة من كلامك القاسي، تقدري تقوليلي هي هتستفاد ايه لما تفضحك؟؟ بتكرهك ليه؟؟ حصل بينكوا حاجة قبل كدا ؟؟فانتي قولتي اه دي طول عمرها بتكرهني يبقا كلام زكريا صح، وزكريا دا اصلا مش راجل ولا فيه صنف الرجولة انتي عارفة الغريب فيكِ ايه؟.

حولت بصرها نحو النافذة قائله : ايه؟؟.

هتف باندفاع بنبرة حادة قوية : انك مش جايبة اللوم على زكريا ولا على امه ولا عليكي حتى، انتِ جايبة اللوم على شهد لما مجرد كلام اتقالك من خطيبك السابق زكريا اللي انتِ لغاية دلوقتي حزينة عليه.

استدرات مرة واحدة ترمقه بغضب : انا حزينة على زكريا بعد دا كله تقولي الكلمة دي، انت ازاي اصلا قادر تنطقها انا مبجبش سيرته علشان حاجه واحدة بس هو مش لازمني ولا يهمني وميستهلش دمعة واحدة من عيوني عليه يا كريم ميستهلش لساني يجيب سيرته لكن هي صاحبة عمري والضربة والوجع كان اقوى بكتير من زكريا ومليون واحد زيه.
ثم استطردت بضيق : انت على فكرة واقف معاها ضدي.

اشار على نفسه بتعجب : انا واقف معاها ضدك!!!
طب بصي يا ليلى ايه رأيك تروحي لدكتورة هدى بقالك كتير مش روحتيلها وتتكلمي معاها بخصوص موضوع شهد واهي حد بعيد عننا ويقدر يحكم كويس .

أومأت براسها : فعلا انا عاوزة اروحلها محتاجة اتكلم معاها .

استدار ثم اتجه الى السرير بصمت ذهبت خلفه تهتف بخفوت : كريم انا اسفة بوظت اليوم عليك انهاردا .

ابتسم بتهكم : لا عادي واخد على كدا.

جذبته من مرفقه تهتف بنعومة : متزعلش بجد ولا اتبسطت علشان تخلع من المفاجأة بتاعت بكرا.

نظر لها بذهول مصطنع : ايه دا انتي فاكرة المفاجأة وانا اللي قولت ان يومك انضرب ونسيتي .

تنهدت بتعب ثم هتفت : معلش بقى متزعلش مني متبقاش كدا بقمصة .

قهقه بصوت عالي : انا بقمصة اخدتي عليا اوي يا ليلى .

شعرت بالاحراج لزلة لسانها فهتفت بخفوت : اسفه مقصدتش والله.

جذبها من مرفقها اجلسها بجانبه ثم حاوطها بيده قائلا بحنان :قولي كل اللي انتِ عاوزاه يا ليلى انتِ مراتي ياقلبي وانا جوزك والست بتقول لجوزها كل اللي هي عاوزاه .

اخفضت بصرها قائلة بهمس : ربنا يخليك ليا يارب.

طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس شديد بجانب اذنها :
ويخليكي ليا يا قلبي، بكرة هاتتبسطي اوي .
**********************************
صباح يوم جديد ....

حاولت فتح عينيها ولكنها فشلت، حاولت مجددا حتى استطاعت فتحهما بصعوبة شعرت بصلب تحت رأسها تحركت بعينيها لاعلى وجدت رامي يغط في نوم عميق، اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر شعرت بالاحراج لوضعهما نهضت بهدوء ثم خرجت من الغرفة وجدت حمزة يتابع الكارتون باهتمام هتفت بابتسامة وصوت ناعس : صباح الخير يا زيزو .

التفت اليها الصغير : صباح الخير يا شهد.

ذهبت نحو ثم جلست بجانبه : انت صاحي من بدري .

أومئ حمزة وهو يتابع المشاهدة على التلفاز باهتمام : اه صحيت دورت على بابا لقيته نايم جنبك طلعت وفتحت التلفزيون وبتفرج على كونان .

ربتت على شعره بحنان : طب وماكلتش .

هز راسه بنفي : فتحت التلاجة وشربت عصير .

طبعت قبلة اعلى جبينه ثم هتف بحماس : هاقوم اعملك احلى ساندوتش في الدنيا .

التفت اليها بابتسامة : ماشي
ولكن سرعان ما هتف بتساؤل طفولي : انت بقيتي تقعدي بشعرك قدام بابا .

قطبت ما بين حاجبيها ثم وضعت يديها تلقائيا على رأسها تتحسسها بقوة اتسعت عيناها بصدمة مردفة : يالهوي انا قاعدة قدام رامي بشعري.

فاجأها هو عندما طبع قبلة في عنقها هاتفا بخفوت : طب وبالنسبة لحضني اللي نايمة فيه طول الليل اخباره ايه، والقميص التحفة القصير اللي انتي لابساه دا نظامه ايه .

اجابتها كانت اندفاعة منها للامام للابتعااد عنه ثم التفت له بتوتر : انت صحيت .

جلس على طرف الاريكة غامزاً لها بشقاوة : اه قلقت وانتِ بتقومي من جنبي .

اخفضت بصرها اصدمت بساقيها العاريتين حاولت جذب قميصها القطني للاسفل، بينما هتف رامي لحمزة: حمزة قوم جيبلي ازازة مية من التلاجة .

نهض الصغير بخفة وما ان اختفى حتى اقترب رامي منها بسرعى جاذبا يديها برفق قائلا بحنان : بتغطي ايه انتِ مراتي وربنا، وبعدين انا مبسوط اوي انك قعدتي بشعرك قدامي.

حاولت الابتعاد ولكنه كان اسرع عندما حاوط خصرها بيديه، رفعت بصرها ترمقه بضيق : رامي ابعد مينفعش .

زاد من قبضته عليها مردفا بحدة : هو ايه اللي مينفعش يا شهد.

وضعت يديها على صدره تدفعه بعيدا عنها : رامي، حمزة بين لحظة والتانية هايطلع يشوفنا كدا عيب والله .

بحركة سريعة منه جذب يديها ثم لواها خلف ظهرها مقربا ايها بقوة : لا ماهو هايقف يحتار يجيب انهي ازازاة اسقع.

هتفت بغضب مكتوم : طب والله مافي اسقع منك .

ارتفع حاجبه بدهشة، شعرت هي بزلة لسانها متحدثة بلهفة : مني، اقصد مني .

هز رأسه برفض : لا انتي قولتي منك، والله ياشهد ان ما صالحتيني لاعقابك ودلوقتي.

زمت شفتيها بضيق : اصالحك ازاي، اطبطب عليك معلش يا رامي .

ابتسم بسخرية ثم هتف : لا طبعا يا ظريفة، اديني بوسة .

توسعت عيناها بصدمة لجرأة حديثه مردفة : انت بتشرب ايه يارامي انت اوقات بتبقى دماغك لامؤاخذة ضاربة .

ضحك بخفة ثم هتف بمزاح : طب والله انتي اللي ضاربة قومي قفلتيني .

ابتعدت على الفور تسحب منامتها للاسفل متجهة نحو غرفتها ولكن صوته الحازم اوقفها : شهد متغيريش البتاعة دي خليكي لابساها ودا بقى ياستي عقابك على كلمتك ليا .

قال اخر حديثه بابتسامة سمجة، تجاهلت حديثه وكملت سيرها فهتف بصرامة : شهد مبهزرش على فكرة لو تحبي اثبتلك واقوم اكمل عقابي اقوم عادي .

توقفت مرة واحدة ثم استدرات بغضب قابلت وجه البارد زفرت بحنق متجهة نحو المطبخ.
**********************************
بسيارة كريم...

هتفت بفضول : لو تقولي بس احنا رايحين فين هرتاح .

هز رأسه بنفي قائلا بإصرار : لا طبعا اقولك ايه دي خليها مفاجأة نامي بس واسترخي كدا.

_ انام ايه يا كريم انا لسه صاحية من شوية، مانشوف اخرتها ايه.
************************
بمنزل زكريا

طرقت الباب بعنف انتفضت سلمى من نومتها بينما زكريا يغط في نوما عميق، سمعت صياح مديحة من الخارج :

_ قومي يا حيلتهاااا انتي هاتفضلي نايملي اليوم كله .

لكزته في كتفه تهتف بخفوت : زكريا قوم، امك بتخبط على الباب انت مش سامع.

هتف بصوت ناعس : لا سامع بس طنشيها .

زاد طرق الباب بعنف، نهض بغضب ثم فتح الباب هاتفا بقوة : في ايه ياما، نايمين بتخبطي كدا ليه.

دفعته للوراء دخلت الغرفة تضع يديها في منتصف خصرها
وتقول بسخرية : جرى ايه يا نن عين امك هو حد قالك ان فاتحها لكوندا تنامي براحتك وتصحي براحتك قومي يابت انجري شوفي وراكي ايه .

انصاعت لاوامر مديحة ولكن حديث زكريا الزاعق اوقفها : خليكي مكانك ايه ياما هو انا مش راجل مراتي تنام وتصحي وقت ما انا انام واصحى ويوم الجمعة تقعد معايا اليوم كله وهنا في الاوضة دي انا متجوز ليه ان شاء الله وكمان من اول ما رجلي دخلت وعتبت باب البيت تفضل جنبي خلصت طلباتك مخلصتش مش مشكلتي، دا اخر كلام عندي.

هتفت بتوعد : ماشي يا زكريا ماشي يابن بطني مانشوف انا ولا انت.

خرجت من الغرفة بغضب دلفت غرفتها حاولت التحكم في اعصابها لعلها تهدأ وتفكر في تدبير مكيدة لسلمى ويعود زكريا لاحضانها، رن هاتفها التقطته مجيبه : الو.

_ ايوا يا مديحة انتِ فين؟.

هتفت بضيق : عاوز ايه يا حسني على الصبح.

_ في ست حلوة اوي وشكلها غنية موت عاوزكي يا مديحة هي قاعدة في المحل مستنياكي..

هتفت بتعجب : عاوزاني انا!!!
ثم تابعت : لتكون عاوزة الولية مديحة الخياطة .

هتف حسني بنفي موضحا : لا عاوزكي انتي قالت مديحة ام زكريا وبتستعجلك بسرعة .

_ طيب طيب جاية مانشوف الست دي عاوزة ايه....

بداخل غرفة زكريا..

تجلس على السرير وزكريا يجلس مقابلها يهتف بابتسامة عريضة : شوفتي يا ست سلمى انا زعلت امي علشان خاطرك.

رفعت بصرها تهتف بصوت مجهد : لو عاوزني اطلع اروق وامسح ماشي موافقة ..

هتف سريعا : لا لا مش عاوزك طبعا تعملي كدا، انا عاوزك جنبي، دا انا مش مصدق نفسي انك راضية عني .

سلمى : انا هافضل راضية عنك بس تبعد امك عني يا زكريا علشان خاطري .

زكريا بابتسامة عريضة : من عنيا ياحبيبتي .
******************
جلست بتأفف في ذلك المكان المتسخ تنتظر قدوم مديحة مرت ما يقارب عشر دقائق وجاءت مديحة وعلى وجهها مئات الاسئلة تفحصتها مديحة جيدا بينما ابتسمت كريمة بسخرية قائلة ::

_ انتي مديحة ام زكريا...

نظرت مديحة لحسني بتوتر ثم هتفت : اه يا ست هانم .

نظرت كريمة لحسني قائلة بتعالي وتكبر : انت بقولك اطلع واقفل الباب دا علينا .

أومئ حسني قائلا : حاضر ياست هانم .

خرج حسني وبقي مديحة وكريمة معا تنظر كلا منهما للاخرى بنظرات مختلفة الى ان قطعت كريمة الصمت قائلة بمكر :
انتي خطيبة ابنك السابقة اسمها ليلى احمد .

أومأت مديحة براسها فهتفت كريمة مستطردة : اممم ومتهايلي اطردت من هنا صح .

أومأت مديحة بقلق، تأففت كريمة قائله : هو انتي هاتفضلي تهزي في راسك كتير ولا ايه .

هتفت مديحة بارتباك : اصل يا ست هانم لامؤاخذة دخلتك علينا تخض وعمالة تساليني عن المخفية ليلى وانا مش فاهمة حاجة .

ابتسمت كريمة بخبث مردفة : هاقولك ليلى دي انا بعزها اوي وعرفت انكِ كنتِ بتعزيها زي ويمكن اكتر، فكنت محتاجكِ معايا.

اعتدلت في جلستها وهي تقول باهتمام : لا يا هانم بالله عليكِ فهميني صح انتي عاوزني معاكي في ايه بالظبط.

اشارت لها بمكر وهي تقول : تعالي هنا قربي بالكرسي دا وفتحيلي مخك دا وافهمي كويس اللي هاقوله لو نفذتيه زي مانا عاوزاة هتاكلي الشهد .

_ معاكي يا ست هانم، دا انا بفهمها وهي طايرة ولما جبتي سيرة المخفية فهمت على طول انك بتعزيها اوي .

تعالت ضحكات الاثنتين بشر ......
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت السابع عشر

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#19

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

روايه (شهد الحياة)

البارت الثامن عشر .

بمنزل رامي.

قضت اليوم باكمله باعداد الطعام وترتيب المنزل، اخذت حماما باردا ارتدت ملابس مريحة ثم جلست اخيرا بارتياح تحتسي ذلك المشروب الساخن وتستمع ببعض الهدوء بعيدا عن صخب رامي وحمزة، طرق باب الغرفة بهدوء ثم دلف رامي وعلى وجهه ابتسامة عريضة :

_ بتعملي ايه؟.

جذبت الغطاء بسرعة على ساقيها مردفة بغضب : على فكرة انت اخدت عليا اوي داخل طالع اوضتي مش عارفة اقعد براحتي..

اغلق الباب بهدوء ثم جلس مقابلها على طرف الفراش مردفا بهدوء : استنيت لما حمزة نام وقولت اجاي اتكلم معاكي شوية .
ثم تابع بصرامة : على فكرة يا شهد مش هاستحمل كتير لسانك او نرفزتك عليا انا بحاول اراعيكي على قد ما اقدر وبحاول متعصبش ولا ازعلك مني فانت كمان حاولي تتحكمي في نفسك اكتر من كدا.

نظرت للاسفل لشعورها بالاحراج من حديثه بينما هتف هو بنبرة هادئة : انا بحاول اخد عليكي وانتِ على طول بتقفليها في وشي ليه ؟.

هتفت برقة وكان ذلك عكس طباعها : انا طبعي كدا يعني بص متزعلش مني.

اقترب منها ومد يديه ليمسك بكفيها طابعا قبلة رقيقة عليهم : مش زعلان، قسيتي الهدوم.

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر مردفة بارتباك : لا مقستش وبعدين هما مظبوطين والوانهم حلوة تسلم يارامي، مكنش له لزوم لكل دا.

ارتفعت يدايه يداعب بها وجنتيها : انتي مراتي ومسؤولة مني وانتي لبسك ضيق ومش عاجبني انا كنت امبارح قاعد في المصنع مخنوق اوي من الجيبة الضيقة بتاعتك.

شهد : هي مش ضيقة لدرجادي يا رامي .

هتف باصرار : لا ضيقة جدا انا اللي كنت شايف، وبعدين نهايته انا كنت عاوز اتكلم معاكي في حاجة .

هتفت باهتمام : حاجة ايه؟!.

تحدث رامي بجدية : في حد بلغني انك كنتي واقفة مع سامي بتضحكي وبتهزري امبارح صح؟

هتفت بتعجب : بضحك وبهزر!! ازاي مش فاهمة .
ثم تابعت : محصلش بالطريقة اللي انت بتقول بيها دي، كل الحكاية هو كان واقف ونادى عليا وجه سلم وانا كنت ناسية اسمه فكرني بيه وسألني على شغلي وفاهمة فيه حاجة والا لا وانا رديت عادي وبعدها مشيت وبس.

ابتسم مردفا : ماشي انا واثق فيكِ طبعا بس ممنوع الكلام بين الموظفين والموظفات في المصنع منعا للقيل والقال، الكلام بيبقى في اضيق الحدود لكن انتي يا شهد الكلام ممنوع مع اي راجل انا بقولك اهو اي راجل يكلمك مترديش عليه حتى سامي ذات نفسه لو سمحتي .

شهد بضيق : في ايه يا رامي مكلمش رجالة وملبسش ضيق تشتريلي لبس واسع امبارح واقف ورايا في المول علشان محدش يجي جمبي، انا ليه شامة ريحة مش لطيفة، احنا اخوات يا رامي وجوزانا مؤقت.

رمقها بغضب ثم خرج من الغرفة بسرعة البرق، تعجبت هي من ردة فعله ولكنها اظهرت الامبالاة هاتفة لنفسها:
_ انتي صح يا شهد لازم يعرف ان في حدود انت وهو متنفعوش لبعض وانا منساش لما قال ان انا منفعوش وعاوزة واحد شبهي وهو مش شبهي.
***************************
بالاسكندرية وتحديدا على البحر ...

وقفت بسعادة تلعب في المياة بمرح طفلة صغيرة بينما اكتفى كريم بالاستمتاع بمشاهدتها حتى هتفت له بسعادة:
مش قادرة اسيب المية انا فرحانة اوي.

ضحك بخفة على مرحها : انتي من وقت ماجيتي وانتي في البحر والليل جه وحضرتك واقفة في المية طب تعالي اقعدي جنبي دا حتى الجو شاعري..

اقتربت منه ثم جلست بجانبه مردفة بعيون تلمع من الفرح والسعادة : كان نفسي كتير اجي اسكندرية واتفسح فيها، انهاردا كان حلو اوي يا كريم شكرا ليك بجد غيرتلي مودي .

هز راسه بغمزة بسيطة : احنا في الخدمة الي نفسك فيه قوليه ويتنفذ على طول .

ليلى بمرح طفولي : عاوزة نخرج دلوقتي نتمشى في الشوارع من غير عربية ونلف ونتفرج على الناس وناكل ايس كريم ودرة مشوي....
ثم تابعت بتذكر : اه ونجيب هدية لعمو نعوضه عن اليوم اللي سيبناه فيه.

أومئ بابتسامة صافية تعبر عن مدى سعادته بهذا اليوم و سعادتها بتلك المفاجأة .
********************************
بمنزل زكريا....

هتفت بصوت منخفض للغاية في الهاتف : عملت الي انتي قولتيلي عليه يا ماما وفعلا زكريا اتغير اوي انهاردا مخلنيش اطلع من الاوضة وزعق لامه....

تحدثت سميحة بنبرة تنم عن فرحتها : شوفتي كلام امك طلع صح ازاي، دي ولية سوو انا عارفها وفاهمها على ايه، انتي بس اسمعي كلام امك وقوي شخصيتك دي ومتحسسيهاش انك خايفة من حاجة ابدا.

هتفت سلمى بحيرة : يعني اعمل ايه؟؛ فهميني كدا.

سميحة بمكر : بصي يا ستي يعني مثلا تبقي عارفة انها برا في الصالة وتضحكيلك ضحكة عالية وتقولي اسم زكريا بدلع منها تخلي زكريا زي الخاتم في صباعك ومنها تكيدي مديحة وكمان حطي مكياج غيري من نفسك ادلعي على الاخر يا سلمى زكريا هايجي بكدا صدقيني....

هتفت سلمى بضيق : ياماما انا مش هاعمل كدا انا بعلقه بيا وانا عاوزة اخلص منه ومن امه انا مش طايقهم، انا هارجع زي ما كنت ولما ميلاقوش مني نفعة هايرموني ويطلقني انا متاكدة من كدا.

هتفت سميحة سريعا : لا اوعي يابت انتي كدا تبقي خايبة وغبية، مديحة عاوزة تكسرك ومش هاتسيبك الا وانتي ميتة واحتمال تجوزه وتبقي انتي خدامتهم، اسمعي كلامي مديحة لما تشوفك اخدتي زكريا في صفك هتخاف وهاتخليه يطلقك هاتعمله اي حجة وتصر انه يطلقك .

هتفت سلمى : طب ولما يطلقني بابا هايستقبلني دا احتمال ياخدني ويرجعني ليهم تاني .

تنهدت سميحة : لا متخافيش في كام فكرة في دماغي لغاية ما تنفذي اللي قولتلك عليه وتتطلقي هاخدك ونروح ناخد شهد من خالتك ورامي وترجعوا لحضني من تاني .

هتفت سلمى بفضول : فكرة ايه ياماما في ايه؟!.

قالت سميحة باصرار : اسمعي كلامي يا سلمى مش وقته كلامك دا، متخافيش امك مخططة لكل حاجة .

هتفت سلمى سريعا : بصي يا ماما علشان زكريا قرب يطلع من الحمام، انا هانفذ كلامك وعلى امل اننا نطلع من القرف دا بس لو دا هايعرضك للخطر متعمليش حاجة، متتصليش على تليفون زكريا الا لو انا اتصلت، اقفلي عشان امسح رقمك بقى بسرعة .

سميحة : طيب يابنتي ربنا يعينك ويقويكي على اللي انتي فيه.

اغلقت المكالمة سريعا وقامت بمسح الرقم وضعت الهاتف مكانه ثم جلست بتوتر خرج زكريا من المرحاض يدندن بخفوت رفع بصره وجدها تجلس على الفراش مبتسمة، رد ابتسامتها بابتسامة صغيرة : انتي كنتي بتعملي ايه؟.

هتفت بتوتر : كنت قاعدة عادي مبعملش حاجة.

اقترب منها ثم جلس مقابلها ثم داعب وجنيتها بيديه قائلا بنبرة حب صادقة : والله يا سلمى انا اسعد واحد في الدنيا دي، انت ممكن تستغربيني يعني علشان حبيتك بسرعة بس اللي اكتشفته بقى اني طلعت مكنتش بحب ليلى بس لما شوفتك وبصتلك على انك مراتي حبيتك جدا، انتي صافية اوي من جواكي وطيبة انا لو طايل اجبلك نجمة من السما وتكوني راضية عني هاعملها.

رفعت بصرها ترمقه باعين دامعة : طب ليه كنت بتعاملني كدا ليه كنت بتضربني وتهيني وتسيبني نايمة على الارض، وانا اصلا مريضة سكر يعني ليا معاملة خاصة ليه يا زكريا اللي اعرفه ان اللي بيحب عمرة ما بيقدر يأذي وانت اذتيني كتير اوي .

هتف بحزن : غصب عني والله يا سلمى، امي لعبت في دماغي وبعدين متنسيش اني اتخدعت في ليلى.

هتفت سلمى بتعجب : اتخدعت فيها!!!، دا اللي هو ازاي، ليلى مظلومة يا زكريا بلاش تظلم علشان الظلم وحش اوي .

زم شفتيه بضيق: طب قفلي على ام السيرة دي علشان بتعصب لما بسمعها، المهم عندي انتي، انتي مبسوطة معايا.

هتفت بتردد مرتبك للغاية : ااا...اه مبسوطة ، ربنا يخليك ليا.
****
بغرفه مديحة ...

جلست تتذكر حديث كريمة وابتسامة عريضة تعتلي وجهها...

(فلاش باك)

هتفت مديحة بتوجس : وانا ايه يخليني اسمع كلامك لامؤاخذة مش يمكن مزقوقة عليا.

تأففت كريمة مردفة : انا مين هايزقني عليكي انتي مش شايفة فرق المستوي.

ابتلعت ريقها بصعوبة مردفة بتردد : طب معلش ياهانم جاوبيني علشان ارتاح انتي وصلتيلي ازاي.

زفرت كريمة بضيق : واحدة ممرضة زميلة زفتة ليلى في المستشفى تعرفها وساكنة قريب من الحارة دي، اللي حكتلي عن ليلى واللي حصلها هي اللي وصلتني بالبنت دي ولما سالتها على خطيب ليلى السابق قالتلي اسمه وبيشتغل ايه وساكن فين وانتي كمان اسمك ايه .
ثم تابعت بنفاذ صبر : بصي انا مش عاوزة اسئلة كتير، انتي تنفذي اللي هاقولك عليه بالحرف وانتي هتاكلي الشهد من ورايا وورا ليلى كمان، ركزي معايا كويس في اول حاجة هاتعمليها علشان لو عملتيها صح الباقي هايبقا سهل اوي، واهم حاجة مفيش بشر يعرف باتفاقنا حتى الراجل دا ابقي قوليله اني كنت عاوزة ابنك في مصلحة في شغله .

أومأت براسها وهي تستمع باهتمام لاول خطط كريمة لايقاع ب(ليلى)

(باااااك )
عادت من شرودها وهي تهتف بمكر : والله ووقعتي تحت ايدي تاني يا ليلى، الفرصة جتلي وانا لازم استغلها.
********************************
بمنزل رامي..

جلس بغرفته يمارس هوايته المفضلة وهي الرسم ويستمع لاغنية عمرو دياب ( انت مغرور)
وبقى يدندن معاها بصوت منخفض : ليك نفس تضحك وتسلم ليك نفس عادي بتتعامل والله عيب دا انا عشت جنبك بتألم وبقول مفيش انسان كامل بس انت غريب
انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور ايوا معدوم الشعور ايوا زي زينى ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور .

فتحت الباب بسرعة تفاجأ رامي من فعلتها، قام بخفض صوت الاغنية ورمقها بتساؤل : في ايه ياشهد.

اقتربت منه بسعادة وهي تهتف : عمرو دياب الله انت بتسمعه، علي الصوت خليني استمتع، انا بحب الاغنية دي اوي .

هتف بعند : لا مش هاتسمعيه واطلعي روحي اوضتك يالا انا عاوز اقعد لوحدي.

جلست بجانبه على السرير تهتف باصرار : لا ابدا شغله دا انا كنت بقعد في المكتبة على الكمبيوتر اجيب البوماته واسمعها، شغل يا رامي بقا متبقاش رخم.

اشار لها على باب الغرفة : طب اقفلي الباب وتعالي اقعدي ومسمعش صوتك علشان ارسم بهدوء.

أومأت بسعادة وذهبت مسرعة تغلق الباب، اعاد رامي تشغيل الاغنية وما ان استمعت للكلمات حتى وقفت في منتصف الغرفة تتمايل بجسدها على لحن الاغنية وتدندن بكلماتها بصوت عالي عذب، تابعها بنظراته الشغوفة، تابع كل حركة تقوم بها بجسدها الصغير ومنامتها القصيرة وشعرها المتطاير خلفها تدور هنا وهناك وكأنها لوحدها ولا يشاركها رامي بالغرفة، اقتربت منه بابتسامة مرحة وهي تغني بمقطعها المفضل من الاغنية :

_ مش زيك انا مش بتلون لا هاحن ولا هاعمل خاطر دا انا باب مقفول البعد اوقات بيهون وتعبت من القرب يا ساتر كدا مش معقول، انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور.

انتهت الاغنية مد يديه ليمسكها من ذراعها هاتفا بخشونة :
اقعدي بقى مش هاعرف اركز كدا.

أومأت بضحكة صغيرة وهي تتخذ بجانبه مكانا لها تستمع للاغاني وتركز باهتمام في رسمه، حاول رامي التركيز ولكن وجودها بجانبه يشتت تركيزه، شعر بان قلبه سيكسر قفصه الصدري من قوة نبضه، تمالك اعصابه وحاول عدم انفالتها، اراحت راسها على كتفه نظر لها وجدها تحاول جاهدة فتح عينيها ولكنها فشلت واغلقتهم وغطت في نوم عميق، عدل من وضعية ذراعه حتى يريحها اثناء نومتها وبداخله سعادة لا توصف.
*********************************
مرت الايام بسلام على ابطالنا...الوضع مستقر بين شهد ورامي اياما تمر بسلام وايام بها شد وجذب، رامي محتفظ بعشقه في قلبه، وشهد متمسكة بفكر (جوزي بس اخويا)، كريم وليلى يعيشون اجمل ايام حياتهم ،ليلى اصبحت متفهمة لوضع كريم وباتت تتلهف لسماع غزله بها وجمل الحب التي تنقلها لحياة اخرى حياة سعيدة حالمة حياة بها شهد الحب، اما كريم لا ينكر سعادته بمدى تطور علاقته ب ليلى ولكن توجد غصة في حلقه تجعله يدرك دائما ان هذه السعادة لن تدوم، اما زكريا وسلمى... مازال زكريا يغرقها بالحب وسلمى تمثل امامه انها متيمة فيه، اصبحت تنقذ خطط والدتها بحرفية وتشعل النار بداخل مديحة، شعرت مديحة بان الوضع اصبح خطر بوجود سلمى مستخدمة مثل شعبي اصيل ( اللي تحسبه موسى يطلع فرعون)...

جاء الصباح الباكر محمل الاحداث منها يسعد ابطالنا ومنها يحزنهم ....
بمنزل زكريا....

هتفت مديحة بسخرية وهي تعد كوبا من الشاي : صباح الخير يا سبع البورمبه.

التوي فمه بضيق مردفا : ايه ياما احنا الصبح.

التفت له تتحدث بعصبية : قلبي وربي غضابنين عليك ياواد .

هتف بسخرية : اصل انتي متوضية وضامنة الجنة، ايه ياما ربنا مبييرضاش بالظلم.

شهقت بتهكم :وانا ظلمتها في ايه يا عنيا....

قاطعها بحدة : في كلام الافترا اللي طلعتيه عليها وانا كنت زي الاهبل هاصدقك سلمى مفيش انضف منها ومفيش احسن منها وبتحاول ترضيني وانا عندي فرحتها بالدنيا كلها.

رفعت احد حاجبيها باعتراض مردفة : ماشي يا زكريا انا بقى هاثبتلك اني صح وهي غلط لو ثبت كدا هتطلقها.

هز رأسه بنفي قائلا : لا انتي لو ثبتي كدا انا هاموتها وقدامك...
ثم تابع بصرامة : بس من هنا لغاية ما تثبتي كدا ياريت تبعدي عننا وتسيبنا في حالنا اصل اخدها واروح اجر اي مكان برا، وكمان اعملي في حسابك مش هاتشتغل تاني ولا هاتعمل حاجة واياكى بقى اسمع انها عيطت او حصلها حاجة .

هتفت مديحة بتوعد : ماشي يا زكريا ماشي.

خرج زكريا متأففا من اصرار امه على خيانة سلمى له تنهد بقوة خارجا من الشقة باكملها، بينما وقفت هي تنظر بغضب لغرفة سلمى حتى رن هاتفها وكانت المتصلة كريمة .

_ الو ياهانم.

كريمة بهدوء: نفذي انهاردا البسي وروحي يالا واياكي تنسي حرف ولما تخلصي كلميني.

اجابت بطاعة : حاضر ياهانم.
********************************
بمنزل رامي...

وقفت تنهدم نفسها وتضع ذلك ملمع الشفاه دلف رامي فاجأة رمقها بغضب : ايه اللي انتي بتهببيه دا.

تجاهلته مكلمة وضع الملمع بهدوء : بعمل ايه؟!.

اقترب منها ومد يديه ينتزع ذلك الشئ من يديها بعصبية مفرطة : انتي اتجننتي يا شهد بتحطي زفت روج .

استغفرت ربها بخفوت ثم تابعت بهدوء مصطنع : دا ملمع شفايف يعني مش روج.

نظر حوله بسرعة لمح المناديل جذب منديلا معطيا ايها قائلا بصرامة : امسحي يالا واوعي تفكري انك ممكن تطلعي كدا.

ابعدت يديه بعنف مردفة : انت مالكش حكم عليا يا رامي...

هتف بنبرة اشبه بالصراخ : لا ليا انا جوزك، امسحي النيلة دي.

هتفت بتحدي : لا يا رامي ووريني بقى هاتعمل فيا ايه.

اقتصر المسافة بينهم بخطوة واحدة مد يديه ممسكا راسها بقوة ثم مال على شفتيها يقبلها بقوة عقابا لها على ما تفوهت به عازماً على محو اي اثر لملمع او روج على شفتيها فتلك الشفاه كانت تناديه في كل لحظة وهاهو يبلي النداء، الصدمة الجمتها في بادئ الامر ولكنها استعادت وعيها وحاولت دفعه بقوة بعيدا عنها.، ابتعد عنها يلهث بقوة من فرط المشاعر التي يحاول كبحها وانفلتت بلحظة وهاهو يهدأ ضربات قلبه المجنونة بها، نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وصدرها يعلو ويهبط ... وماهي الا ثواني و رفعت يداها تهبط بها على وجينته ولكنه امسكها بقوة، بقت يداها مرفوعه في الهواء ويدة تتمسك بها قوة، نظر لها بغضب مما كانت سوف تقدم عليه، بحركتها تلك افاقته من النشوى التي كان يشعر بها، رجعت بعض خطوات للوراء خوفا من ردة فعله.......
****************************
بمنزل كريم.....

فتح باب المنزل وجد امراءة في وجهه، قطب مابين حاجبيه مردفا: انتي كنتي هاترني الجرس ولا ايه؟؟.

بلعت ريقها بصعوبة وهتفت بتردد مرتبك : اه، مش دا بيت ليلى.

تفحصها جيدا هاتفا بتساؤل : اه، بس هو انا شفتك قبل كدا .

هتفت بتلعثم : مش مش عارفة يمكن شوفتني في الحارة اصل انا جارة ليلى وعاوزاها في موضوع.

أومئ براسه ثم صاح مناديا : كيتي.

جاءت الخادمة على استيحاء: اؤمر دكتور.

اشار عليها : دخليها لمدام ليلى ...
ثم وجهه كلامه لها : اتفضلي كيتي هاتدخلك ليها.

اومات بقلق ثم دخلت وسارت تبع ارشادات الخادمة، جلست على كرسي من كراسي الصالون تنظر للمنزل بانبهار واضح من تصميمه هامسة لنفسها : والله لعبت معاكي يابت يا ليلى، وقعتي واقفة.

ثم تابعت بمكر : ياعني دكتور اياه يبقا جوزها، طب كويس انه مفتكرنيش

طرقت الخادمة غرفة ليلى بهدوء اذنت لها ليلى بالدخول دخلت وهتفت بلهجة بها كسرة : مدام ليلى في واحدة بنت اوزاك (عاوزك )برة.

هتفت ليلى بتعجب : واحدة عاوزني انا!!، متأكدة؟.

أومأت الخادمة : مش اعرف حاجة، هي قالت كدا.

قامت ليلى من جلستها ثم خرجت وتفاجئت بوجود مديحة، ما ان رأتها مديحة حتى هتفت بمكر :

_ ليلى حبيبتي وحشتيني اوي يا غالية .

سرت رجفة صغيرة في جسدها، وعادت الذكريات السيئة تداهمها بقوة، جف حلقها واحتل الخوف قلبها....
&&&&&&&&&&&&&&&_
انتهى الفصل الثامن عشر.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#20

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية (شهد الحياة )

البارت التاسع عشر

بمنزل كريم ....

هتفت مديحة بخبث: مالك يا ليلى ما تهدي انتي ليه مش على بعضك كدا.

تلتفت ليلى ورائها ثم يمينا ويسارا مردفة بقلق : انتي ايه اللي جابك هنا عاوزة مني ايه، انتي اصلا عرفتي مكاني ازاي.

ابتسمت بمكر : عرفت مكانك ازاي دا ميخصكيش عاوزة منك ايه، دا هاقولك عليه دلوقتي.
***********************************
بمنزل رامي....

جلست بالمنزل تبكي وتتذكر كلماته .....

(فلاش باك )

رمقها بغضب، هاتفا بصوت مخيف : انتي كنتي هاتهببي ايه؟؟..

هتفت بصوت مهزوز : دا المفروض يبقا رد فعلي على اللي انت عملته واعمل في حسابك انه هايبقى كل مرة دا رد فعلي لو عملت كدا.

هدر بصوت جهوري وبغضب : تبقي اتجننتي دا انا اكسر عضمك اياكي تفكري تمدي ايدك عليا واسكتلك واقسم بالله هاتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه .

صاحت بغضب هي الاخرى : انت عاوز تعمل كدا واسكتلك دا مش من حقك علشان تعمل كدا.

امسكها من ذراعها يهزها بعنف : امال من حق مين، انتي كلك على بعضك من حقي، انتي مراتي غصب عنك وعن اي حد.

اشارت له على باب الغرفة مردفة بتحدي : امشي اطلع برا مالكش دعوة بيا لغاية ما خالتي تيجي .

بقا صامتا عقب جملتها ينظر لها باعين حمراء من الغضب حتى هتف بتوعد : ماشي يا شهد انتي اللي حكمتي على نفسك خروج من البيت مفيش روحة المصنع مفيش تعاملك مع حمزة بردوا مفيش تفضلي هنا في اوضتك تاكلي وتشربي لوحدك وانا هاعرف اخليكي ازاي تتحكمي في نفسك وتعرفي انك بتتعاملي مع راجل مش عيل ولسانك دا انا هاقصهولك .

خرج من الغرفة بسرعة بل من البيت باكمله مغلقا عليها بالمفاتيح، وقفت بجنون في منتصف الصالة تستمع لصوت المفاتيح في الباب وهو يقوم بغلقه حتى صاحت باعلى صوتها:
_ بكرهك يا رامي ومكرهتش حد في حياتي قدك.

استمع لجملتها زفر بقوة هامسا لنفسه : بحب متخلفة، انا ايه اللي عملته في نفسي دا.
*********************************
بمنزل كريم...

انتفضت وهي تنظر لها بصدمة هاتفة بتلعثم : انت اتجننتي انا هاجبلك المبلغ دا منين؟!.

اجابتها وهي تهز كتفها بالامبالاة : وانا مالي ياختي اللي ليا قولته...
ثم تابعت بحقد دفين : انا لايمكن اسيبك تتهني بالعز دا كله لوحدك، واقسم بالله يا ليلى لو مجبتيش الفلوس في ظرف يومين بالكتير لجاية وعملالك فضيحة وقايلة للراجل الكبرة اللي جوة دا على مصيبتك وعلى كلمتين حلوين من عندي يشعللوا الدنيا ويرموكي زي الكلبة في الشارع.

هتفت برجاء واعين تمتلئ بالدموع : حرام عليكي بجد يعني انتي اللي طلعتي كنتي بتبعتيلي رسايل وبتهدديني، طب انا هاجبلك عشر الاف منين المبلغ كبير اوي عليا مش هاقدر.

نظرت حولها بمكر وهي تتحدث: بقا العز دا كله ومش تقدري تاخدي عشر الاف جنيه ياختي اسرقي اي تحفه من دول وبعيها وهاتجيبي ضعف المبلغ وبعدين يا حلوة دا مبلغ قليل تمن سكوتي على مصيبتك هو انتي عاوزني اعرف انك متجوزة دكتور قد الدنيا وغني واسكت واسيبك لا طبعا انا عاوزة فلوس علشان اسكت ومقولش لحماكي على مصيبتك ... وبعدين الواد زكريا عاوز يتجوز وممعيش فلوس.

اقتربت منها ليلى بسرعة تجذبها من مرفقها بعصبية وهي تهتف: امشي اطلعي برا انا مش هاجبلك المبلغ دا، امشي .

ابتسمت بسخرية : اهدي على نفسك ياختي شوية، انا هامشي فعلا بس والله العظيم يا ليلى لو ما جبتي الفلوس لمسودة حياتك وانتي عارفني على ايه وبعدين ياحلوة لو فاكرة انك تجري تقولي لجوزك وهو هايفكر بس يعمل حاجة انا مفهمة كذا واحد الحوار وهايجي ويفضحك هنا وكمان عرفت ان ليكي عمة الدكتور صعبة اوي لو عرفت بمصيبتك شوفي بقا هاتعمل فيكي ايه...

قاطعتها ليلى بحدة : وانتي ايه عرفك دا كله؟!..

قهقهت مديحة بشر : وانتي فاكرة ان هاسيبك تطلعي من الحارة كدا لا بقا دا انا رقبتك وعرفت انتي اتجوزتي مين وبقالكوا قد ايه متجوزين وعرفت كل تفصيلة وصغيرة والصراحة انا لايمكن اسيبك تتمعتي بالعز دا لوحدك دا انا حتى ابقا غبية ومبفهمش....
ثم استطردت تحت نظرات ليلى المصدومة : انا هامشي الرقم اللي كنت بعتلك الرسالة منه هو دا اللي تكلميني منه، هتتاخري يوم عن اليومين اللي قولتلك عليهم هاتشوفي وش مديحة التاني سلام ياحبيبتي...

ذهبت مديحة وبقت ليلى تحت الصدمة ......
**************************************
بالمصنع...

_ بتعمل ايه هنا يا سامي...

التفت سامي بسرعة،، وجد هايدي تنظر له وعلى وجهها ابتسامة خبيثة، فهتف متصنعا الامبالاة :
_عادي بشوف بيشتغلوا ولا لأ.

هايدي بخبث: طب ودا تخصصك والا شغلك، قول بقا انك جاي علشان الست شهد.

سامي ببرود : وانتي مالك جايلها ولا لأ، مراقباني ليه خليكي في اللي يخصك.

اقتربت منه وقالت بهدوء : بص هاجبهالك صريحة انا وانت مصلحتنا واحدة انت عاوز شهد ودا فهمته من نظراتك وانا عاوزة رامي يبقا نساعد بعض وكل واحد ياخد اللي بيحبه.

سامي : طب رامي وعندك ما تخديه ايه اللي يمنعك عنه، اما شهد طلعيها من دماغك يا هايدي اعوزها معوزهاش ميخصكيش.

هتفت بتهكم : طب والله باين عليك متعرفش حاجة وعايش في الاحلام رامي صاحبك عينه من شهد وانا شوفتهم بعيني دول في المطبخ في بيت رامي مقربين من بعض وبيهمسوا ويتكلموا، انا عاوزة مصلحتك يا سامي انا بنت عمك ومصلحتك من مصلحتي.

هتف سامي ببرود : لو احتاجتك هاقولك اكيد يا يابنت عمي.

تركها سامي ثم ذهب لمكتب رامي دلف الغرفة، وجد رامي نائما على كرسي المكتب مغمضا عينيه :
_ عاوز ايه ياسامي.

هتف سامي بمزاح : ايه دا انت ملبوس ياعم، ايه عرفك ان انا.

فتح رامي عينيه ثم هتف بضيق : علشان انت الوحيد الي بتدخل من غير ما تستأذن.

قطب ما بين حاجبيه مردفا : مالك يا رامي مبوز ليه كدة وقاعد نايم مبتشغلش.

رد بوجهه مقتضب : مفيش.

ابتسم سامي بسخرية : انا بسال مين مالك مش هاتقول طبعا، انت عارف يا رامي بتفكرني بمين بالست النكدية اللي جوزها بيفضل يقولها مالك متردش عليه ومترضاش تقول.

زمجر رامي بحدة : وانا مش هاستحمل كتير طولة لسانك وانت عارف ان مبحبش حد يتعدا حدوده معايا في الكلام وبردوا عارف ان مبقولش مالي ولا فيا ايه، يبقا ايه تقوم تشوف شغلك دا لو انت بتشتغل اصلا ومتكونش جاي لهدف في دماغك .

نهض سامي بعصبية : انا مش عارف مستحملك على ايه.

بعد خروجه ارجع رامي راسه للوراء مرة اخرى مغلقا عيناه بقوة يحاول التحكم في اعصابه :
اطلعي بقا من دماغي، مش عارف اركز ولا اشتغل ولا اعمل حاجة، اوووف لا انا مش قادر استحمل انا هاقوم واروحلها، انا قسيت عليها جامد ممكن يحصلها حاجه.
**************************
بمنزل زكريا...

عادت للمنزل وجدت الهدوء يعم المنزل التوى فمها بسخرية : اه تلاقيها نايمة الهانم.

رن هاتفها اجابت بخفوت وهي تدلف لغرفتها: ايوا ياهانم.

كريمة : انتي مروحتيش ولا ايه؟.

مديحة : لا روحت وجيت.

كريمة بعصبية : انا مش منبه عليكي اول ما تخرجي من هناك تكلميني وتقوليلي عملتي ايه..

قالت مديحة بتبرير : اصل يعني هاحكي في الشارع قولت اروح البيت واحكيلك.

زفرت كريمة بنفاذ صبر : اخلصي انتي هاتصاحبيني احكي عملتي ايه .

هتفت مديحة بحنق : ما بالراحة عليا يا هانم اصل كلنا ولاد تسعة وبعدين انتي محتاجاني...
‏ثم تابعت حديثها : انا روحت وجوزها قابلني وانا قولتله اني جارة ليلى وهو مهتمش انه يعرف تفاصيل دخلني وقبلتها وقولتلها ان انا اللي كنت ببعتلها رسايل التهديد وهي خافت طبعا وهددتها بكل حاجة اتفقنا عليها وقولتلها مستنية اتصال خلال يومين ومشيت.

كريمة : برافو عليكي الفلوس بقا اللي تجيبها دي حلال عليكي كلها واول ما تجبها بلغيني علشان اقولك هاتعملي ايه بعد كدا.

مديحة بسعادة : ماشي ياهانم .

انهت المكالمة بسعادة ولكنها سرعان ما تذكرت شئ :
الحمد لله انه مفتكرنيش ولا افتكر اني الست الي بهدلها في عيادته، وكويس بردوا ان مقولتش لست كريمة لكانت تخاف وتسحب مني الحوار ويضيع عليا الفلوس انا كدا صح، بس افرض افتكرني ايه بقا اللي هايحصل.
***********************************
بمنزل رامي .

دارت في ارجاء المنزل بعصبية وهي تهتف : اه ياناري بقا تحبسني يا رامي على اخر الزمن انا تعمل معايا كدا، طب والله لاوريك اسود ايام حياتك اه انا ميتعملش معايا كدا.

جلست بزهق على الاريكة انتبهت لصوت البطلة المستغيث في التلفاز وهي تستغيث بالبطل عبر الهاتف ضيقت عينها بتركيز تتابع باهتمام حتى جاءت لها فكرة شيطانية لاح على ثغرها ابتسامة خبيثة، التقطت الهاتف ثم قامت بالاتصال حتى جاءها صوته القوي ....

_ ايوا يا شهد .

تصنعت البكاء وهي تهتف بخفوت : الحقني يارامي .

توقف رامي عن القيادة وهو يهتف بقلق : مالك في ايه..

هتفت بتلعثم : مش...مش عارفة فيه حد في الشقة معايا انا سامعة صوته معايا بيتحرك هاموت من الخوف.

هتف بتوتر: ازاي دخل الشقة وانا قافل بالمفتاح...

خبطت بيديها على جبينها وهي تسب نفسها ثم هتفت بارتباك :سمعت صوت تكسير شباك المطبخ، هايموتني يارامي.

جف حلقه من شدة قلقه وخوفه : اوعي تخافي انا هاجيلك اهو متخافيش، خليكي معايا.

هتفت بتسرع : لا طبعا اقفل علشان الرصيد.

هتف بتعجب : نعم!!!!.

قالت بارتباك خافت: اااا...اقصد اقفل علشان ميحسش بيا.

انهت المكالمة وهي تزفر بقوة اعتلت على وجهها ابتسامة عريضة وهي تهتف : احسن تستاهل.
***********"
قام بتشغيل السيارة مرات عديدة ولكن تلك المحاولات فشلت ضرب المقود بيديه وهتف بعصبية : هو في ايه مالها مبتشغلش ليه ، هو دا وقته...

خرج منها بحث عن تاكسي لم يجد فالسااعة الثانية ظهرا والشوارع مزدحمة، ركض باقصى سرعته ركض والعديد من التخيلات بذهنه، جف حلقه زدات وتيرة الخوف والقلق بداخله، لم يعرف حتى الان كيف وصل لمنزله اخرج مفاتيحه بتوتر وخوف فتح الباب ودخل بهدوء وحذر وعينيه تبحث عنها في ارجاء المنزل حتى توقف عندما سمع صوتها البارد :
_ لا طلعت بتخاف عليا يا رامي .

التفت بسرعة وجدها تتكأ بنصف جسدها على العمود الرخامي، تفحصها بسرعة بعينيه وفي لحظة كان يعانقها بقوة ويديه تتحرك بسرعة على جسدها بخوف، شعرت بدقات قلبه وقوة بنبضاته وبانفاسه اللاهثة، ابتعد عنها قليلا يهتف بقلق :
_ انتي كويسة صح، مفيش حد عملك حاجة.

صمتت شعرت بمدى قلقه وخوفه عليها، امتلئت عينيها بسرعة بالدموع واردفت بنبرة شبه باكية : انا اسفة مكنتش اقصد اخوفك عليا والله، انا بس كنت مخنوقة منك ومضايقة ومتعصبة قفلت عليا الباب وحبستني قومت اخترعت الكذبة دي علشان تيجيلي، متزعلش مني يا رامي انا غلطت.

نظر حوله بصدمة : يعني مفيش حرامي.

هزت رأسها بنفي، اخفضت بصرها ارضا بخزي، ثم هتفت بخفوت : معلش انا اسفة .

عانقها مرة اخرى وهو يدفن وجهه في عنقها بقوة ويهتف بخفوت: انتي عاوزة تعملي فيا ايه، عاوزة تتعبي قلبي معاكي ليه، اخدتي ايه غير ان جريت الطريق كله وقلبي كان هايقف من الخوف عليكي، طب تعرفي اني اصلا كنت سايب الشغل وجايلك.

هتفت بخجل : انت كنت سايب الشغل وجاي ليه؟!.

ابتعد قليلا عنها، رفع بصره وركزه على عينيها ويديه تداعب وجنتيها بلطف ثم هتف بنبرة حنونة : علشان زعلتك مني قبل ماانزل وقفلت عليك، رغم انك غلطانة في اللي عملتيه بس مهنتيش عليا.

اعتلت ابتسامة خبيثه على ثغرها : عكتها اوي انا انهاردة صح؟؟.

اقترب اكثر منها وهو يركز بصره على شفتيها بشغف : اه.

ارتشعت شفتيها من نظراته لها فهتفت بارتباك : اااان...انا..

قبل ارنبة انفها برقة وداعبها بانفه وهو يهتف بهمس : انتي ايه...

زادت دقات قلبها بجنون من قوة فرط مشاعرها، الان تختبر مشاعر جديدة لم تعهدها من قبل، اغلقت عينيها تستمتع بانفاسه الساخنه على وجهها، شعرت بشفتيه تجول على بشرتها الناعمة، شعرت بشفتيه تقترب من شفاهها خفق قلبها بقوة، تمسكت بقميصه، طبع قبلة رقيقة بالقرب من شفتيها، ثم ابتعد وهو يتفحصها ويرى تأثير ما فعله بها، فتحت عيناها بخجل تسربت الدماء لوجهها، ابتسم بخفة على براءتها ثم هتف بخشونة : هاتصل على الباص يجيب حمزة على هنا، جهزي حاجة خفيفة لغاية ماخاد شاور.

تركها ثم دلف الى غرفته مغلقا الباب خلفه، وضعت يديها على قلبها تحاول تهدئة دقاته السريعة والقوية :
اهدي هاموت الله يخربيتك يا رامي، انت عاوز تعمل فيا ايه.
*********************************
بمنزل كريم.

جلس بانهاك واضح على الاريكة يهتف بتعب : اليوم كان متعب اوي متتخيليش كم العمليات والولادة..

هتفت ليلى بشرود وعينها مثبتة على نقطة ما : الله يكون في عونك.

عقد حاجبيه يسال بإهتمام : مالك يا ليلى من وقت ما دخلت البيت وانتي تايهة كدا.

ابتسمت ابتسامة مصطنعة : مفيش .

اقترب منها وجلس مقابلها : لا فيه في ايه...من حق الست بتاعت الصبح جارتك كانت عاوزكي ليه؟.

هتفت بتوتر : مكنتش عاوزة هي...

قاطعها مستفهما : هي عرفت مكانك منين؟!.

زاد التوتر لديها من اسئلة كريم فهتفت : انا كنت كلمتها وقولتلها في حاجة ؟!.

هز رأسه بنفي : لا مفيش بس حاسس ان شوفتها قبل كدا اوكشفت عندي هاموت وافتكر ودماغي مش قادرة تجيبها.

ليلى : متهايلك انت مشوفتهاش قبل كدا انا متاكدة .

قطب مابين حاجبيه : وانتي ايه اللي يخلكي متاكدة ان مشفتهاش قبل كدا.

هتفت موضحة : اصلها جارتي انت هاتشوفها ازاي الا معايا وهي اول مرا تيجيلي هنا.

هز رأسه متفهما : امممم ممكن بردوا، المهم كانت عاوزكي في ايه؟!.

رفعت بصرها بتوتر وعزمت على قول ما فكرت فيه وما توصلت اليه بعد معاناه: هي عارفة انك غني، وهي على قد حالها وابنها عاوز يتجوز وكانت مزنوقة في مبلغ كدا.

كريم : فجت تطلبهم منك يعني.

هزت راسها وهي تخفض بصرها للاسفل وتحاول جاهدة كبح خوفها وتوترها حتى هتف بهدوء :
طب وماله ياقلبي ساعديها براحتك.

رفعت بصرها بسرعة تهتف بتردد مرتبك : مم..انا ممعيش فلو...

قاطعها بابتسامة بسيطة : فلوس ايه يا ليلى انا ليل نهار بسبلك فلوس في درج الكمدينو اظاهر انك مبتاخديش بالك منها اديلها اللي هي عاوزاه ولو عازت اكتر عادي قوليلي اكيد مش هتاخر على مساعدة حد.

ليلى : لا انا بشوفهم بس دول بردوا فلوسك قبل ما اخد منهم حاجة لازم تعرف وبعدين انت لازم تعرف هي طالبة قد ايه...

مد يديه ممسكا بوجهها ثم طبع قبلة فوق جبينها وهتف : قولتلك فلوسي فلوسك، وبعدين اديها اللي انتي عاوزاه ولو عوزتي فلوس في اي وقت خدي من الخزانة اللي جواها رقمها بنفس يوم جوازنا، ومش عاوز اعرف هما قد ايه، واه اعملي في حسابك ان بكرة حجزتلك عند الدكتور هدى معاد الجلسة .
**************************
بالحارة...

عبده : اؤمري يام زكريا عنيا...

مديحة بمكر : بقولك يا واد فاكر لما جيت وقولتلي على ليلى لما حصلها الحادثة اياها انت والواد علي .

هز عبده رأسه وقاال : اه فاكر طبعا وانتي حتى يومها قولتلنا نفضحها هي والبت شهد.

مديحة : اه وفاكر قولتيلي ايه كمان..

حك مؤخرة راسه وحاول التذكر ثم هتف : لا مش فاكر معلش فكريني.

هتفت مديحة بصوت كفيفح الافاعي : مش انت قولتيلي يا واد ان لو عاوزة اكد الكلام دا عليها اجبلك كام صورة ليها وانت تعملها ششوتو حاجة يعني تفبرك ليها صور.

قطب ما بين حاجبيه مستفهما : هو انتي لامؤاخذة لسه فاكرة تعمليلها ما هي غارت من الحارة مالوش لزمة ..

زفرت مديحة بنفاذ صبر : ياخويا انت رغاي ليه وبتسال كتير ليه،، الموضوع مش يخص ليلى الموضوع يخص واحدة تانيه واحدة صاحبتي عندها مشكلة وعاوزة تفبرك صور دلني بس على الواد دا وانا اقولها .

شعر بكذبها ولكنه قام بمجاراتها واخبارها بالعنوان المنشود، شكرته ثم انصرفت حدق هو في اثرها :
_ ناوية على ايه يا مديحة، مش عارف حاسس بحاجة غريبة انا هاعرف بطريقتي هي ناوية على ايه ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل التاسع عشر

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#21

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة )

البارت العشروون

في عيادة الطبيبة النفسية...

ابتسمت الطبيبة بود : ها بقا قوليلي انهاردا عاوزة تتكلمي
عن ايه...

ليلى بحزن : من يومين شوفت شهد واتخانقت معاها، انا مش عارفة صح ولا غلط ......

قاطعتها الطبيية بعملية : اولا بس عرفيني مين هي شهد؟!؟

ليلى : شهد دي صاحبة عمري متربين مع بعض انا اكبر منها بسنة، طول عمرها صاحبتي الجدعة عمرها ما قالت لأ على حاجة، عمرها ماعملت فيا حاجة وحشة ابدا، اسراري كلها معاها وهي بردوا، بس خانتني وفضحتني انا مش عارفة هي ليه عملت كدا .

الدكتورة هدى : وفضحتك ازاي؟!.

ليلى بدموع : يوم الحادثة بابا قلق عليا لان تليفوني كان مقفول كلمها بليل الساعة ٣ وهي جتلي المستشفى ويومها حلفتها ما تقول لحد هي كانت عاوزة تبلغ وانا اصريت اني اروح ولما روحنا قولتلها متقوليش لحد، وهي وعدتني بس خلفت وعدها، تاني يوم جه زكريا يضربني وموتني ضرب وقالي ان شهد هي اللي فضحتني بابا مات بسببها، انا مكرهتش في حياتي قدها هي السبب.

هتفت هدى بتعجب : ومكرهتيش اللي اغتصبك.

رفعت بصرها ترمقها بعدم فهم : قصدك ايه؟!.

تنهدت الطبيبة قائلة بحزم : بصي ياليلى انا طول الجلسات اللي فاتت انتي بتتكلمي وانا بسمع بس مهمة الطبيب النفسي انه يعالج ويدي حلول او يصلح اخطاء المريض عاملها او هايعملها، انتي ليه لغاية دلوقتي مبلغتيش عن الحيوان دا والمفروض انه يتقبض عليه ليه سكتي، ليه اصلا سميتها فضيحة.

ليلي : عشان ..عشا...

قاطعتها هدى بهدوء : خليني اكمل واسميحلي ان اكون حازمة بعض الشيء والومك على قرارات وحاجات اخدتيها في حياتك انا حقيقي متعجبة لكدا، اولا انتي السبب في كل دا انتي اللي فضحتي نفسك لما اختارتي انك تسمي حادثة الاغتصاب فضيحة، انتي لو كنتي فكرتي شوية بس كنتي بلغتي واخدتي حقك من الحيوان دا واتسجن وخلتيه عبرة لكل واحد فكر انه يعمل كدا في واحدة، كنتي بقيتي في نظر الكل المجني عليها ودا فعلا انتي مجني عليها بس بعملتك او بتفكيرك دا حطيتي نفسك في خانة مع الجاني زيك زيه، لانك سكتي وخبيتي الموضوع مين هايصدق انك على حق كلهم هايقولوا اه تلاقيها كانت مبسوطة وبرضاها، انا حقيقي مستغربة ازاي بنت زيك تبقا في سن النضج دا وتختار تسكت امال القانون دا عملوه ليه مش علشان يجبلك حقك، احنا ممكن نقول لو مع ان لو دي اكبر حاجة غلط الانسان ممكن يقولها، بس هاقولها علشان بعد كدا تفكري بعقل سليم، لو قولنا ان لو بلغتي ووالدك عرف باللي حصل كان هايقف زي الجبل يدافع عنك وياخد حقك بس باللي انتي عملتيه وسكوتك سببله حالة صدمة وعلشان كدا مات وطبعا الاعمار بيد الله ودا أجله ونصيبه وكمان يمكن خطيبك مش ضربك ولا عمل فيكي كل دا يمكن يختار انه يحترمك ويبعد بهدوء ومن غير مشاكل، لكن بسكوتك خلاه في حالة من التكهنات، انتي ببساطة بتعلقي اخطائك على شماعة الاخرين.

ليلى بضيق : انتي بتتهميني اني السبب في دا كله وهي اللي فضحتني شهد هي السبب .....

هدى بجدية : جينا لنقطة شهد ودي اهم نقطة، انتي شايفة انك اتظلمتي صح طب مانتي بتظلميها زي مانتي اتظلمتي يعني انتي بقيتي ظالمة، انا لما سألتك مين شهد في بداية كلامك قولتي جدعة متربين مع بعض عمرك ما شوفتي منها حاجة وحشة صعب جدا يا ليلى ان حد بالاخلاق دي وعشرتيه طول السنين دي ويجي يعمل كدا، طب هاسالك سؤال هي اعترفت بدا حسيتي انها كدابة مثلا وهي بتقولك لا مقولتش...

صمتت ليلى قليلا، وهزت راسها بنفي : لا كانت بدافع عن نفسها جدا وبتحلف انها مقالتش.

هدى بعتاب : طب انتي ليه موقفتيش وعاتبيتها وفهمتي منها، ليه اختارتي الحكم انهم قالوا هي قولتي اه يبقا هي اللي قالت وفضحتني.

هتفت ليلى باندفاع: لا ثواني ماهي الوحيدة اللي عارفة، امال مين قالهم ان حصلي كدا.

هدى : ممكن تكون مثلا واحدة في المستشفي كانت معاكي حبت تتطمن عليكي جت وسالت عليكي وحكت اللي حصلك وقالت كان معاها واحدة اسمها شهد، بصي يا ليلى انا لو قعدت اتخيل مين اللي قاال غير شهد على استعداد اطلعلك مية سيناريو واحكهولك، وفي كل سيناريو انتي هاتصدقي، ليه معطتيش نفسك فرصه تسمعيها ليه مُصرة تظلمي زي ما اتظلمتي؟!، ليه بتهربي من مشاكلك، ليه مبتحكميش عقلك، ليه بتمشي ورا عواطفك.

هتفت ليلي بانكسار: كلكوا جايين عليا، انتي كمان بتغلطيني زي كريم، محدش حاسس بيا.

هدى بهدوء: بصي يا ليلى محدش جاي عليكي بالعكس احنا بنحاول نطلعك من الجو اللي انتي معيشة نفسك فيه، انتي ممكن تبقي اقوى من كدا، انتي مش لوحدك دكتور كريم معاكي ودا المفروض انه يبقا مصدر قوتك وامانك انتي ربنا بيحبك علشان كدا في حد وقف جنبك واللي شايفة انه مستعد يحارب علشانك، ليه بقا دور المنكسرة والمغلوبة على امرها، لما ممكن تقفي وبعلو صوتك تقولي انا اتظلمت انا المجني عليها انا وانا وانا، ليه عايشة في الظلام، والمفروض ان كريم هو النور اللي هاتكملي بيه...

ابتسمت ليلى بسخرية وهي تهتف ببكاء : اهو كريم دا بالذات هو اللي مخليني عايشة في الظلام، اهو كريم انا الي بحارب علشان افضل جنبه، اهو اللي مفروض يكون مصدر قوتي هو مصدر ضعفي وقلة حيلتي.

قطبت مابيين حاجبيها تهتف باهتمام : ليه كدا؟!.

ليلى : ام زكريا خطيبي اللي كنت قولتلك انها طردتني من البيت وبتكرهني لقيتها جايلي على البيت وبتطلب مني ١٠٠٠٠ الاف جنيه تمن سكوتها على الحادثة بتاعتي ومتقولش لابو كريم على اللي حصلي وتسكت ومتفضحنيش.

تسألت الطبيبة بحذر: وانتي هاتعملي ايه هاتديها الفلوس.

أومأت ليلى : اه طبعا هاديها انا مش هاستحمل عمو جمال يبصلي بصة مش كويسة، كفاية دا الحاجة الوحيدة الحلوة اللي بتعوضني عن ابويا.

هدى : وكريم عارف؟!.

هزت راسها بنفي واردفت ببكاء: لا كدبت عليه هي هددتني لو قولتله وعمل فيها حاجة هاتبعت حد تاني يقول، انا كدبت عليه وخلاص، هي اخر فلوس ممكن تطلبها مني وتبعد عني .

هدى : هو انتي فاكرة ان دي اخر فلوس هتطلبها بالعكس دي مش هاتسيبك اوعي تسيبها تبتزك اوعي هاتبقي بتغلطي غلطة فوق غلطاتك اللي مبتنتهيش.

ليلي بإصرار : لا انا هاديها الفلوس وهاتفق معاها ان دي اخر فلوس وتبعد عني.

زمت الطبيبة شفتيها بضيق : كدا غلط يا ليلى صدقيني، شوفتي نتيجة تفكيرك وصلك لايه، وصلك ان واحدة تبتزك، قولي لكريم وواجههي مشاكلك ومتخافيش، ووالد دكتور كريم راجل بيفهم وهايفهم مدى اللي انتي اتعرضتيله.

هزت راسها برفض وهي تهتف : لا يا دكتورة انا قررت هاعطيها الفلوس وهاتفق معاها ولا كريم ولا ابوه هايعرف حاجة.
ثم استطردت وهي ترمقها برجاء: ارجوك دا سر ما بينا اوعي تقولي لكريم.

هدي بضيق : كل كلمة بتقوليها هنا في المكتب دا مبتطلعش برا، بس رجاء مني انا شخصيا ياريت تفكري وبلاش تعطيها الفلوس واجهي مشاكلك بقوة وبلاش ضعف، صدقيني هترتاحي اكتر.

ليلى بضعف وقلة حيلة : ان شاء الله، عن اذنك.

تركت ليلى غرفة الطبيبة والحزن يسيطر على قسمات وجهها، عبثت في هاتفها ثم اجرت اتصالا بكريم:
_ الو.

كريم : ايه يا ليلتي، خلصتي الجلسة.

ليلى بصوت حزين : اه، وهاروح اقابل جارتي اللي قولتلك عليها هاديها الفلوس واروح.

سألها كريم بقلق: في ايه صوتك ماله!.

ليلى : مفيش بس حاسة اني تعبانة علشان اتكلمت في حاجات مكنتش عاوزة اتكلم فيها.

هتف كريم بلطف : معلش يا قلبي هاتهدي كمان شوية وان شاء الله قريب هاتتحسني.

ليلى: ان شاء الله، سلام.
********************************
بالمصنع....

هتفت شهد بضيق : يا رامي مش قولتلك متبقااش تجبني هنا المكتب، يقولوا عليا ايه؟!.

هتف رامي بالامبالاة: يقولوا اللي يقولوه، وبعدين متنسنيش انا كنت عاوز اقولك ايه.

شهد : قول عاوز ايه؟!.

رامي بشرود: انتي حلوة اوي وانتي لابسة كدا.

اتسعت عيناها بصدمة وهتفت : ها؟!.

تنحنح رامي بإحراج ثم هتف : انا هاروح اجيب شوية حاجات للمصنع خليكي في المصنع حتى لو اتأخرت واياكي تخرجي وتروحي في حتة، ومالكيش دعوة بحد ماشي.

هتفت بتهكم : طب ماتقولي اقعدي وربعي ايدك بالمرة وحطي لزقه على بوقك..

زفر بحنق وهو يقول: استغفر الله، هو انتي متعرفيش تقولي حاضر، في ايه ياشهد عشرة بيتكلموا معاكي.

شهد : اصل انت بتقول كلام مش منطقي خالص والله.

رامي : والله انتي اللي مش منطقية اصلا، انا هاروح مش هتأخر.

شهد : حاضر .

اقترب منها ثم مد يديه يمسك بوجهها ويهتف بحنان: خلي بالك من نفسك لغاية ما ارجعالك، لو حسيتي ان الشغل كتير عليكي اقعدي ومتخافيش من حد.

رفعت بصرها وهي تبتسم : هو انت اصلا بيخلهم يدوني شغل، كل ما اقولهم عاوزة اشتغل بجد يقولولي مستر رامي أمر ان شغلك بسيط.

رامي بنبرة حنونة للغاية : اه طبعا انا مش جايبك تشتغلي وتتعبي في نفسك، انا جايبك تتسلى مش اكتر، المهم علشان متعطلنيش اهتمي بنفسك وخلي بالك منها .

هتفت بمزاح : هي مين دي؟!.

هتف وهو يطبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها : نفسك...

تركها وخرج من الحجرة، حدقت في اثره وهي تهتف بتنهيدة قوية وابتسامة عريضة تزين وجهها : انا شكلي حبيتك ولا ايه، ربنا يستر وقلبي مش يوجعني.
***************************************
باحد البنوك المصرية..

هتفت سميحة بارتباك : يعني يا انسة الفلوس دي بقت بتاعتي وفي حسابي والرقم معايا صح.

هتفت الموظفة بعملية : ايوة يا فندم زي مافهمت حضرتك الخطوات بالظبط.

أومأت سميحة مع ابتسامة بسيطة ثم خرجت من البنك، وقفت على اعتابه وهي تهتف بارتياح : الحمد لله كدا اول خطوة صح، عقبال الباقي سلمى تتطلق واخد شهد من عند صفاء ونروح في حتة محدش يعرفنا فيها ويرجعوا بناتي لحضني، وابقا كدا انتقمت من حسني.
*********************************
وصلت مديحة للعنوان المنشود..رأت ليلى تقدم عليها بثياب مرتبة وجميلة التوى فمها بسخرية : بنت عم احمد بقت بنت ذوات انتي وقعتي عليا من السما.

وقفت ليلى امامها وهي تنظر لها بازدراء ثم اخرجت المال من حقيبتها واعطتهم لمديحة التي تناولته منها بفرحة فهتفت ليلى بتحذير ولهجة حاسمة : بصي علشان اقولك بس دي اخر فلوس ممكن اديهالك علشان بس متفكريش كل شوية تتصلي عليا، وتقوليلي عاوزة فلوس انا مش هاديلك ولا مليم زيادة.

رفعت حاجبيها ببرود وهي تقول : طب اهدي على نفسك ياختي، جاية محموقة كدا ليه، ولا تكونشي البت شهد هي اللي قالتلك تقولي كدا مانتوا الاتنين مكروشين من الحارة ومفضحوين زي بعض وتلاقيها هاتموت مني.

قطبت مابين حاجبيها وهي تقول: شهد اطردت ليه ومين طردها؟!..

شهقت مديحة بصدمة : هو انتي متعرفيش انها مشيت في نفس اليوم اللي انتي مشيتي فيه، يعيني جوز امها طردها ومشيت.

ليلى : وهو طردها ليه؟..وهي مالها بالموضوع؟..

قهقهت مديحة بشر : اصل اتقال عليها نفس الكلام اللي قالوه عليكي واللي انا لامؤاخذة مطلعاه عليكوا انتوا الاتنين.

هتفت بتلعثم : انتي!!، قولتي ايه؟!...

اقتربت مديحة وهتفت بصوت كفيفح الافعى : قولت اللي انتوا تستحقوه لما الواد عبدو وحسين طلعوا يصحوا زكريا الفجر ويقولوله على اللي حصلك، ولاجل الحظ انا اللي فتحت الباب وقابلتهم.....
(فلاش باااك)

قطبت ما بين حاجبيها وهي تهتف بصوت ناعس : في ايه ياواد ياحسين انت وعبدو بتخبطوا كدا ليه؟!...في مصيبة ولا ايه؟! .

أومئ حسين وهو يقول بمكر : اه مصيبة ومش اي مصيبة لامؤاخذة، امال استاذ زكريا فين؟!..

هتفت بحدة : نايم، واخلص قول اللي عندك اصل والله اقفل الباب في وشك .

عبدو : هاقولك انا يام زكريا انا شفت البت شهد نازلة من بيتهم بتتسحب استغربت اوي مشيت وراها من غير ما تاخد بالها ولقيتها رايحة المستشفى لليلى خطيبة ابنك كنت هامشي بس رجعت ودخلت وراها ولقيتها بتكلم واحد وبتعيط، وقفت ممرضة زميلة ليلى وحكتلي على كل حاجة بس ايه بعد ما لهفت مني ٥٠ جنيه.

ضيقت عينيها بتركيز وهي تهتف بفضول : وايه اللي حصل يا واد؟!!.

استطرد عبدو حديثه باندفاع: عرفت ان فيه واحد اغتصبها ولقوها مرمية في الشارع.

شهقت مديحة بصدمة : يالهوي اغتصاب.

أومئ عبدو مؤكدا: اه والله يام زكريا، احنا كنا جايين نقول لزكريا.

خطرت على ذهنها فكرة شيطانية فهتف بخبث : بصوا بقا انا هاقولكوا تعملوا ايه ولو نفذتوه وعملتوا الي انا عاوزاه صدقوني هتاكلوا الشهد من ورايا....

هتف حسين باندفاع : قولي يام زكريا احنا تحت امرك....
( باااااااااااااك )
مديحة بازدراء : وبس ياختي قولتلهم يطلعوا عليكي لامؤاخذة سمعة بطالة انتي والمجبورة شهد وانتي اهو اطردتي وهي بردوا، وانتقمت منكوا، عن اذنك ياحبيبتي ضيعتلي وقتي.

تركتها مديحة تحت تأثير الصدمة، ظلمت شهد وظلمت نفسها قبل اي شخص، زاغ بصرها وقل نفسها تدريجيا، اين كريم؟!، هي الان تحتاج لحضن كريم، وهمسااته اللطيفة التي تهدئ من روعها، صدقت الطبيبة كريم يتلخص في كلمة وهي الامان، اين الامان هي تشتاق اليه...
******************************
بالمول...

هتف رامي بحنق : لا انت تخلص شوف تجبلها هدية ايه؟! انا مقرر من زمان.

حمزة : انت هاتجيب ايه يا بابا؟!..

رامي : هاجبلها سلسلة دهب عليها اسمها وانت عاوز ايه نجيبه؟!.

حمزة : انا سالت مريم صاحبتي وقالتلي ان اختها اسمها شهد وبتحب القطط اوي وكل اللي اسمهم شهد بيموتوا في القطط.

رامي : ايوا بقا ايه علاقة اخت صاحبتك بشهد، مش فاهم.

حمزة : يابابا انت مش فهمت منا كدا هاشتري لشهد قطة .

رامي : لعبة ولا حقيقة .

حمزة : حقيقة طبعا .

رامي : انت متاكد انها هاتعجبها.

أومئ حمزة بسعادة : اه طبعا...

تنهد قويا وهو يهتف : طيب يلا نلحق ونشتري، علشان متأخرش على شهد .
*********************************
بالعيادة......

دخلت بأعين حمراء ووجه حزين تسأل عن امانها(كريم)، لم تعطي للممرضة فرصة باعطاؤه خبر وجودها، اندفعت صوب الغرفة تبكي، رفع كريم بصره رأها على ذلك الحال خفق قلبه بشدة، انتفض من مكانه بسرعة يتفحصها جيدا وهو يهتف :

_ مالك فيكي ايه، حد عمل فيكي حاجة..

هتفت بصوت مبحوح ونبرة بكاء كالاطفال : احضني ياكريم، احضني اوي، انا حاسة قلبي هايقف..

عانقها بسرعة، مدت يديها الصغرتين تبادله عناقه وتضمه لها بقوة وتدفن وجهها في عنقه وبكائها لم يهدأ للحظة، التزم الصمت وظل يمسد بيده على انحاء جسدها رأسها ظهرها....حتى هدأت شهقاتها وبكائها واستكانت في حضنه ابتعد عنها ثم هتف:

_ ممكن افهم في ايه، مين زعلك لدرجاتي.

قالت ليلى بصوت مبحوح: عرفت ان شهد مظلومة، عرفت ان طلعت ظالمة، كلامكوا صح ، انا مرحمتهاش زي ما الناس مش رحموني.

كريم بحنو : وانتي ايه عرفك؟!، شوفتيها؟!!.

هزت رأسها بنفي وهي تهتف : لأ مشوفتهاش بس حد قالي وحكالي اني ظلمتها وان ام زكريا اللي كنت مخطبالو هي اللي خططت لدا كله، وفضحتنا وهي كمان اطردت زي.

كريم : اه يعني الست جارتك اللي اخدت الفلوس هي اللي حكتلك.

أومأت برأسها واستمرت عيناها تفيض بالدموع على قسوتها مع صديقتها...، بينما هتف كريم بصوت حنون وبلطف : طب اهدي ياحبيبتي، كل حاجة وليها حلها، وان شاءالله تسامحك وتعديها.

ابتسمت بتهكم وهي تهتف : انا متاكدة انها هتسامحني وبسرعة كمان، بس هل انا هاسامح نفسي، هل انا ياكريم هاقدر اتعامل معاها عادي من غير ما ابص في عينها واحس ان كنت ظالمة وبظلمها معايا....

كريم : الانسان بيغلط يا ليلى، ومفيش حد كامل الكامل لله وحده، ولازم لما نغلط نعترف ونعتذر وبدام اللي قدامنا هايسامحنا بسهولة يبقا نحمد ربنا ونشكره، عذاب ضميرك هايفضل موجود بس صدقيني هايقل مع مرور الزمن.

عانقته مرة اخرى وهي تقول: انا بقيت حاسة اني عايشة في دوامة وعمري ما هاطلع منها تاني.

ربت كريم على رأسها هاتفا بحنان : هاتطلعي والله يا قلبي، طول مانا معاكي هاتطلعي، انا سندك وضهرك وقوتك انا معاكي في اي حاجة .

زدات من احتضانها له وهي تهتف بنبرة صادقة نابعة من اعماق قلبها : ربنا يخليك ليا ياكريم، ومتحرمش من وجودك .
***********************************
بالمصنع...

هتفت مدام سهير بصرامة : شيماء انا بقولك اهو لو مبطلتيش كلام على شهد هابلغ مستر رامي ياخد موقف منك، احنا جايين هنا للشغل وبس مالكيش دعوة بحد.

هتفت شيماء ذات الشعر القصير المجعد والعيون السوداء والبشرة القمحية : الله هو انا قولت ايه غير انها مبتشوفش شغلها وقاعدة ليل نهار مرتاحة ومرة تتكلم مع مدير مصنع ومرة تتكلم مع مدير الحسابات، وكدا بصراحة ميرضيش ربنا.

سهير : مالكيش دعوة بردوا، وخلي في بالك مستر رامي لو وصله كلامك هايعاقبك جامد، اقعدي احسن وشوفي شغلك وبلاش قطع ارزاق.

رفعت حاجبيها ببرود وهي تهتف : ماشي يا ابلة ، اما نشوف اخرتها مع ست الحسن...
*************
اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر لشدة احراجها من كلامه المعسول : متشكرة جدا يا استاذ سامي، دا من زوقك والله.

ابتسم سامي بمكر : والله مش كلام انا مبحبش اجامل ابدا يا شهد، متعود لما اشوف حاجة جميلة اقول عليها جميلة على طول، وانتي بصراحة انهاردا جميلة جدا.
ثم تابع : هو رامي اللي منقيلك اللبس دا صح.

نظرت لنفسها بتعجب هامسة لنفسها: هو مكتوب عليه رامي اللي جبهولي ولا ايه.
حولت بصرها اليه تساله : هو رامي قالك انه اشترالي لبس .

سامي : لا مقاليش ولا حاجة بس انا فهمت اصل دا زوق رامي في اللبس لازم البنت تلبس واسع بيغير هو اصله حبتين.

هتفت بعدم فهم : بيغير!!!!.

هز رأسه وهو يهتف بنبرة خبيثة : اه مش انتوا بتحبوا بعض متهايلي!!!.

هتفت سريعا باندفاع : لا لا لا منبحبش بعض انا ورامي اخوات.

زفر براحة ثم اتسعت ابتساماته : طمنتي قلبي انا كنت خايف يكون مابينكوا حاجة .

قطبت مابين حاجبيها باستفهام : وانت خايف يكون مابينا حاجة ليه؟!.

سامي بمكر: اصل كنت خايف تحبيه مثلا وتفهمي معاملته معاكي انه بيحبك رامي طيب وطبعه شديد وبيغير حبتين على اهل بيته يعني كان كدا برضوا بيلبس ميمي اخته واسع وبيغير عليها بس هو لا حب ولا هايحب زي اميرة دي بينهم قصة حب قوية جدا.

ابتعلت ريقها وهي تهتف بارتباك : وانت حضرتك بتقولي الكلام دا ليه مش فاهمة يحبها ميحبهاش شئ ميخصنيش رامي اخويا وانا اخته، وعلى العموم عن اذنك وقفتي معاك ملهاش لزمة.

تركته بقلب مشتعل أيعقل كل هذه المعاملة لم تكن حب، ولما لا سامي اقرب شخص لرامي وبالتأكيد يعرف شعوره جيدا اتجاهها ولهذا تحدث سامي بناء على ذلك، بينما سامي ابتسم بمكر على دهائه وهتف هامسا لنفسه :
_ يا سلام عليك يا واد يا سامي، طب والله مفيش منك اتنين.
*******************************
وصلت مديحة بعد عناء للعنوان المنشود ثم سالت عن :
_ لو سمحت ياخويا تعرف واحد اسمه سامح سايبر .

_ اه بصي اخر الشارع على اليمين هاتلاقي السايبر بتاعه الباب لونه احمر كدا.

أومأت وشكرته وسارت وهي ترتب افكارها جيدا حتى تقدمت من السايبر وهي تطرق الباب، وماهي الا ثواني قليلة حتى فتح لها شاب هزيل البنية وفي يده سيجارة يشربها ببطء، هتفت مديحة : انت استاذ سامح؟!..

هز رأسه وهو يتفحصها وقال : اه انا خير؟! .

تصنعت الابتسامة وقالت : كل خير ياخويا، احنا هنتكلم في الشارع.

أومئ لها وهتف بوقاحة : اه لامؤاخذة مينفعش تدخلي جوا في حاجات مش مظبوطة وانتي وليه كبيرة ومينفعش.

لوت فمهما بضيق وهتفت : لا ياخويا ولا داخلة ولا عاملة انا جايلك في حوار وسمعت انك بتركب وشوش ناس على صور وتعملهم لامؤاخذة صور مش مظبوطة فانا كنت عاوزك تركبلي صور كدا.

القى سيجارته ودهس عليها بقدمه وهو يقول : راجل ولا ست.

مديحه : لأ ست .

سامح سايبر بطمع : لا كدا الاتعاب هتختلف، الست ب الف ونص والراجل ب ٨٠٠ جنيه..

شهقت بصدمة : الف ونص علشان تحط صورة على صورة لا كتير نزلهم شوية .

سامح سايبر : انتي عاوزة شغل نضيف ولا لأ، لو نضيف يبقا تدفعي اللي بقول عليه .

زمت شفتيها بضيق وهتفت : طيب قولي اجيب صور ايه.

سامح سايبر بالامبالاة : مش فارقة مطبوعة او صورة تليفون بس اهم حاجة يكون وش الست باينة وواضحة، وتعالي بكرا في نفس المعاد دا وبعدها بيومين تعالي استلمي الصور...
ثم استطرد : اه بكرة نص الفلوس ويوم استلام الصور النص التاني .

أومات برأسها وذهبت وشردت بذهنها كيف تحصل على صور لوجه سلمى دون اثارة الشكوك بها حتى خطرت على بالها فكرة لئيمة ابتسمت بمكر على دهائها وهمست لنفسها :
_ يا سلام عليكي يابت يا مديحة، عليكي دماغ انما ايه دهب .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت العشرون .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#22

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية (شهد الحياة )

البارت الواحد والعشرون.

انحنى رامي لمستوى ابنه وهتف حمزة بهمس شديد : انت جهزت كل حاجة .

ابتسم رامي على حماس حمزة مردفا : اه التورته اهي وهانطلع انا وانت مرة واحدة نغني مع بعض ونقدملها الهدايا.

اتسعت عيني حمزة بصدمة مردفا : بس انا حطيت القطة في الصندوق بتاعها في اوضة شهد.

هتف رامي بهدوء : عادي انا هاقدم هديتي وانت تروح تجيبها، هي دلوقتي قاعدة بتتفرج على التلفزيون صح .

اومئ حمزة برأسه، فهتف رامي بجدية : طيب يالا هاشيل التورته ونغني مرة واحدة، اوك..

حمزة : اوك

خرجوا من المطبخ وهم يهتفون بكلمات سنة حلوة يا جميل بصوت عالي، التفت شهد بسرعة وهي تقطب مابين حاجبيها باستفهام، ولكنها سرعان ما ابتسمت، نعم اليوم هو عيد ميلاد شهد الحياة، نهضت من جلستها وتقدمت نحوهم وهي تخبئ وجهها بين يديها لخجلها، هتفوا بكل اغاني اعياد الميلاد h.b.d ، سنه حلوة يا جميل ، ابو الفصاد، اندمجت بسرعة معهم وهي تهتف بحماس، حتى قاطعها رامي قائلا:
_ يالا يا شهد قبل ما تطفي الشمعة اتمني امنية .

نظرت له بأعين تلمع من السعادة والفرح: انت ازاي عرفت عيد ميلادي، وازاي جبتوا التورته، انا فرحانة اوي ومبسوطة ربنا يخليكوا ليا.

رامي : عرفته من قسيمه الجواز، والتورته جبناها وانتي ماخدتيش بالك، وفرحتك ياستي عندي بالدنيا، اتمني يالا امنية وخليها في سرك.

هزت رأسها بنفي وهي تهتف بابتسامة عريضة تزين وجهها المتورد : لأ، انا هاتمني وهاقول الامنية بصوت عالي..

اخذت نفس طويل ثم اخرجته ببطئ ثم هتفت بأعين مغلقة : بتمنى تفضلوا معايا العمر كله، وتفضلوا الحاجة الحلوة اللي في حياتي، انا بحبكوا اوي.

فتحت عيناها على قبلته الرقيقة على احدى وجينتها وهو يهتف بخفوت : واحنا كمان بنحبك اوي، لا احنا مش بنحبك بس احنا بنعشقك ياشهد الحياة .

توردت وجنيتها باللون الاحمر، وزدات انفاسها اضطرابا لكلماته الخافتة، ولاول مرة يدق قلبها بعنف، لم ترفع عينيها ولكن انزلتهم ارضا لخجلها منه، حتى هتف الصغير :
_ كل سنة وانتي طيبة يا شوشو، انا جبتلك هدية حلوة اوي.

انحنت لمستواه وهي تهتف بفرحة : بجد هي فين؟.

حمزة : في اوضتك استني اجيبها.

تركهم الصغير، فمد رامي يديه يمسكها من مرفقها يرفعها، نظرت له بارتباك بسبب قربه الشديد منها، اخرج من جيب بنطاله علبة زرقاء من القطيفة، تابعتها باعينها وهي تنظر لها بحماس، قام بفتحها فظهرت سلسال من الذهب يتدلى. منه اسمها بالخط العربي شهد الحياة، اتسعت عيناها بذهول وهي تهتف بفرحة : شهد الحياة، انت عملت سلسلة باسمي.

اؤمئ براسه وهو ملتزم الصمت فقط عيناه تتابعها وتتابع كل حركه تصدر عنها، عيناها وجنتيها شفتيها التي يود ان يلتهمهم بقوة ليعبر عن مدى عشقه لها، وضعت شهد يديها على كتفه وهي تهتف بامتنان : شكرا على كل حاجة عملتها ليا، شكرا على الهدية الحلوة دي كلفت نفسك.

اخرج السلسال من العلبة وقام بتلبيسها وهتف بحب : دي بسيطة اوي، اناا هاجبلك كل حاجة نفسك فيها وبتتمنيها، انا لسه معملتش حاجة ليكي، ربنا يخليكي لينا.

لمست طرف السلسال باصبعها وهي تنظر له : اول ماشفتك قولت في سري دا الضهر والسند، برغم خناقتنا الكتيرة..

احتضن وجهها سريعا وهو يطبع قبلة سريعة على شفتيها وهو يهتف : لا مش قادر .

اغلقت عيناها بقوة وهي تستمع بسحر هذة اللحظة، انتبهوا على صوت حمزة وهو يصيح من داخل الغرفة :
_ بابا تعال طلعها مش راضية تطلع .

ابتعد رامي وهو يلمس شفتيها باصبعه وهو يهتف : واقسم بالله اسعد يوم في حياتي كلها.

ابعدت بصرها عنه وهي تهتف بارتباك : هي ايه دي الي مش راضية تطلع من الاوضة .

رامي : دي تبقا..

قاطعته بسرعه : لا متقوليش خليني اشوف ايه دي بنفسي واتفاجئ.

اؤمئ لها دليلا على موافقته واتجه نحو التورته وهو يمسك السكينة : طيب روحي لغاية ماقطع التورته .

تركته وذهبت لغرفتها بقلب يرقص فرحا، فتحت الغرفة وهي تنظر لحمزة : ايه دي يا حمزة اللي مش راضية تطلع.

اشار حمزة لها وهو يقول بعبوس : اهي واقفة الناحية التانية من السرير، رخمة اوي.

قطبت مابين حاجبيها وهي تتحرك نحو الاتجاه الثاني وتهتف بمزاح : اوعي يكون قط....

سرعان ما اتسعت عيناها بخوف حقيقي، لا ليس خوف وانما رعب ، علت انفاسها وهي تهتف بتلعثم: قط،، ق...،ط..

وسرعان ما تحولت هذة النبرة المتلعثمة الي صراخ حاد : يالهوووووووووووي قطططططططة، الحقوني.

نبرتها صارخة حادة وبسببها انتفض الصغير يركض خوفا، وانتفضت القطة تهرول في ارجاء الغرفة مع هرولت شهد..........
**********************************
بمنزل حسني...

هتف بصوته الغليظ : انتي كنتي فين يا وليه انهاردا.

تصنعت الامبالاة : كنت بجيب الخضار من السوق الكبير اسعاره ارخص من اللي في الحارة .

حسني بخشونة : اه، مش المعلم متولي بيهددني وعاوزني ادفع الوصلات.

اعتدلت بجلستها وهي تتفحصه جيدا : بيهددك!!!، الله هو مش انت كنت دفعتهم قبل كدا ولا بتكدب عليا، دا انا كنت فاكرك واخدهم منه وبتهددني وبس.

حسني : لا منا كنت بكدب ومدفعتش حاجة وكنت بنيمه وبقوله بكرة و بعده، وكنت بستعطفه بحكم الصحوبية بس اظاهر هو قلب عليا وعاوز حقه ٣٠ الف جنيه ايه العمل بقا، لو مش دفعتهم هاتتسجني.

تصنعت الحزن : طب ما تدفعهم يا حسني.

اتسعت عيناه وهو يشير على نفسه: مين انا!!!، منين ياحسرة دا انا عليا ديون لمعلمين في السوق.

لوت فمهما بسخرية وهي تهتف بنفسها : يالهوي عليك ياحسني الكلب...
ثم استطردت قائلة برجاء مصطنع : لا بالله عليك ياحسني انا مش قد السجن، قوله يأجلها يومين كدا عالله اعرف اتصرف في اي مبلغ.

حك ذقنه وهو يقول بإماءة خفيفة دليلا على موافقته : طيب شوفي كدا كلمي اي حد، صفاء اختك ولا اي حد، اصل متولي يبيع ابوه ولو مدفعتيش هاتسجني يعني هاتسجني.

جزت على اسنانها وهي تهتف بعصبية : ربنا يبعد عني السجن ياحسني وان شاء الله مفيهاش سجن ولا حاجة.
********************************"
بمنزل كريم....

فتح الحجرة وهو يطل برأسه من الباب وعلى وجهه ابتسامة : ليليتي صحيتي ....

تنهدت بعمق وهي تهتف بهدوء : منمتش تعال.

دلف ثم جلس بمقابلها وقال : ليه ياقلبي منمتيش ليه؟!.

هتفت بحزن : انام ازاي بعد اللي عرفته، انا متهايلي مش هايجلي نوم خالص الا لما اشوفها واخليها تسامحني.

ربت على يديها بحنان : ان شاء الله هاتسامحك وهاتعذرك، اللي انتي مرتي بيه مكنش سهل بردوا.

ليلى باعين دامعة : هو انت ممكن يا كريم تسيبني تحت اي ظرف وتتخلي عني .

اشار على نفسه وهو يضحك : انا!!، انا اسيبك طب ازاي بعد كل حاجة عملتها، بعد المعاناة اللي كنت بعانيها ولسه بعانيها معاكي، اسيبك بعد دا كله، طب انتي عارفة انا بقالي كام سنة بحبك، انا بقالي ٤ سنين عايش على حبك بتنفسه، بنام على صورتك، واصحى عليها، ٤ سنين بايامهم وشهورهم، سنتين قبل ما تتخطبي لخطيبك وانا بحبك وانتي بتصديني، والسنتين التانين وانتي مخطوبة لخطيبك وشايفك مبسوطة اوي وفرحانة، كنت بتخيل فرحتك دي ليا وبسببي مش بسبب غيري، كنتي بتوجعي قلبي اوي يا ليلى، انا اوقات كنت بقف قدام المراية اللي هناك دي، واقعد اكلم نفسي واقول انت بتحبها ليه، انت مش شايفها عيونها بتلمع من الفرح واتخطبت لغيرك، ايه الضعف دا ياكريم، اقوا بقا وبطل تحبها واخد قرار، وتاني يوم بالظبط اول ما اشوفك تلاقيني بضحك وبرجع اتخيل ويرجع قلبي يدق من اول وجديد، وكل اللي انا قولته لنفسي اتبخر طار في الهوا، وتقوليلي اسيبك، طب بذمتك ازاي.

اقتربت منه وهي تضع يديها على وجهه تتحسسه بلطف وبنبرة حب صادقة نابعة من اعماق قلبها ولاول مرا تهتف مافي جوفها:
من اول يوم جيت المستشفى، قالوا في دكتور وسيم وحلو اوي، وشبه بتوع السينما جه المستشفى، وقتها ضحكت عليهم وعلى دماغهم، بس لما شوفتك عذرتهم، كنت باخد بالي من نظراتك ليا كنت بتوتر وعاوزة الارض تنشق وتبلعني واقول اكيد دي تهيؤات بقا الدكتور كريم يبص على ليلى الممرضة، طب على ايه!، كنت بجري اروح احكي لشهد عليك، وشهد تضحك عليا وتقولي انتي بتفكريني بالروايات يا ليلى اللي بقراهم الفقيرة والوسيم الغني، عارف رغم ان تعليمها على قدها بس ليها صوت وبحة غريبة وهي بتحكيلي الروايات دي كنت بحب انام وتفضل تحكيلي البطل دا عمل ايه والبطلة اتصرفت ازاي، كنت بتخيلك البطل وبتخيل نفسي البطلة، واعيش جوا الروايات على صوت شهد الهادي، بس تاني يوم كنت بصحى على الواقع وكمية الفروقات اللي بيني وبينك، وان مينفعش اعيش في اوهام، زكريا اتقدملي ولقيت ان دا انسب حل علشان انساك واتخطبت خصوصا بعد ما شوفتك كذا مرا وانت قاعد مع دكتورة نهلة والاشاعات اللي طلعت عليكوا في المستشفى وقتها، قررت انساك واتخطبت كنت طول الوقت بقنع نفسي ان انساك بزكريا، انا وهو مكناش متفاهمين اصلا بس في المستشفى كنت بيبن سعادتي، لما جيت وقولتيلي انك بتحبني اتفاجئت اتخضيت بس وقتها فهمت ان الدنيا بتقولي مينفعش هو لو كان نصيبك كان هايبقا من الاول، وكملت مع زكريا...

قاطعها وهو يطبع قبلة في كف يديها : واهو انتي بقيتي مراتي وبين ايديا، انا اسعد واحد في الدنيا دي، انا اللي بقولك اهو يا ليلى افضلي جنبي واوعي تسيبني لاي سبب مهما كان.

ابتعلت ريقها وهي تهتف بارتباك : كريم هو انا ممكن اطلب منك طلب!!.

كريم : اطلبي الي نفسك فيه، عيوني ليكي.

ليلى : هو انت ممكن تخليني ..م..مرات...مراتك..

رفع بصره يرمقها باندهاش عقب جملتها : انتي بتقولي ايه؟!.

ليلى بدموع: انا عاوزة اتخلص من كل حاجة في حياتي مرت، عاوزة اصالح شهد، وابقا مراتك انت اكيد هاتقدر تنسيني كل حاجة عدت وفاتت، عاوزة افتكر لمستك انت مش لمسته اللي بتحرقني، انا عاوزك تمحي اي اثر جوايا، عاوزة لما تلمسيني او تحضني مخافش متوترش، نفسي ارجع طبيعية تاني، انا تعبت من اللي جوايا تعبت اوي.

حدق فيها ورد قاطب الجبين مستغربا لما قالته: انا حقيقي مندهش، انت فاجئتيني.

ليلى : فاجئتك بحاجة حلوة ولا وحشة...

كريم: حلوة طبعا، بس انتي يا ليلى بتتسرعي، انتي شايفة ان ممكن لمستي ليكي تريحك بس هي ممكن تحرقك لانها ببساطة هاتبقا في نظرك زيها زي الحيوان دا، انا من رأي يا حبيبتي تهدي وتسيبي نفسك لدكتور هدى وهي هتساعدك تخفي صح.

سالت الدموع من مقلتيها بغزارة وهي تقول بكسرة : انا فهمت ليه، انت مش قادر تلمس واحدة حد قبلك اغتصب.......

قاطعها كريم بقلبة قوية على شفتيها، ابتعد عنها وهو يهتف: دا احساسي كل مرة بشوفك فيها، انت بتجنيني انا بحاول اسيطر على مشاعري علشان مش اذيكي، وتقوليلي الكلام الفارغ دا، ليلى انا عاوزك ميهئة ليا ولحياتنا مع بعض، مش عاوز اشوف نظرة ندم او خوف في عينكي.

عانقته وهي تقول : ربنا يخليك ليا، انت نعمة كبيرة اوي في حياتي، انت الحاجة الوحيدة اللي ربنا عوضني بيها عن موت ابويا واللي حصلي.

ابتعد عنها وهو ينظر لها بحب وابتسامة صافية : ويخليكي ليا يا كل حياتي، ايه رايك ننام بقا اصل انا حاسس انك تعتبي اوي انهاردا.

أؤمات براسها دليلا على موافقته وقالت : ماشي، بس الاول ايه رايك ابعت رسالة لشهد اعتذرلها.

هز رأسه بنفي وقال : لا طبعا شهد تستاهل نرتب فكرة حلوة علشان تحاولي تراضيها، مينفعش خالص نبعتلها رسالة .

ليلى : صح، انا عاوزاها تسامحني من قلبها، علشان انا كمان قلبي يرتاح شوية .

كريم بمزاح : لا قلبك دا ليا ولا حد يجي جنبه ولا يتعبه، انا ممكن اقلب بلطجي لو حد فكر يضايقه او يجرحه، دا حاجة كبيرة اوي عندي، دقاته دي اللي بتخليني عايش اصلا.

تجرأت واقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على شفتيه وهتفت بهمس : فعلا هو عايش علشانك انت وبس.
************************************
بمنزل رامي المالكي ....

جلست ترتعش وتنظر بخوف حقيقي حولها، بينما هو يكاد يكتم ضحكته بصعوبة، نظرت له رأته يحاول جاهداً ان يكتم ضحكته، تجمعت الدموع في عينيها سريعا وبدات بالصراخ مجددا : اعااااا، انت بتتريق عليا، انا بكرهكوا كلكو.

هتف رامي ببرود : معلش .

نهضت واقتربت منه وهي تقوم بتضيق عينيها وتشير بسبابتها في وجهه : اعترف، قول انت اللي اقترحت انك تجيبوا القطة دي، تلاقيك عاوز تنتقم مني، انت اصلا بتكرهني، لا وحاططها في اوضتي علشان ادخل اشوفها اطب اقع اموت، تقوم ترتاح مني صح.

ابتسم رامي بتهكم : طب ما كنت قتلتك احسن من الحورات دي كلها يا شهد.

اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول : انت عاوز تقلتني!!.

وضع كفه على جبهتها يتحسسها وهتف : لا انتي مش سخنة امال مالك.

وضعت يديها على وجهها تتحسسه بقلق : مالي فيا ايه؟!.

رامي : مالك هبلة ليه كدا؟.

نفضت يديه بعيدا عنها وقالت بعصبية : اوع تتريق عليا فاهم ولا لأ.
ثم استطردت بأمر : يالا روح نام في الاوضة بتاعتي وانا هنام في اوضتك.

هتف ببرود وهو يريح جسده على سريره : لا مبعرفش انام الا هنا، روحي انتي اوضتك، ربنا يسامحك بوظتي اليوم بجنانك.

نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وقالت : لا بقا انت اللي هاتروح تنام في اوضتي، مش انت اللي سيبتها في اوضتي تمرح فيها وتلمس في حاجاتي، آه ياني زمانها واخدة الاوضة لحسابها.

رامي : لا حول ولا قوة الا بالله، انت عاوزني ارميها في الشارع، حرام يابنتي انتي قلبك حجر، بكرة ابقا اروح ارجعها لصاحب المحل ...
ثم تابع بخبث : دا لو صاحب المحل رضي ورجعها.

زفرت بحنق وجلست تبكي من جديد : يارب اعمل ايه انا دلوقتي انا بخاف منهم، جسمي بيرتعش قلبي بحسه هايقف، مبقدرش اقعد معاهم، دا انا لما كنت بشوفها على السلم كنت بنزل ماما تطلعني من الخوف وبردوا بقعد اصوت.

همس لنفسه : طب والله لو كنت اعرف كدا من زمان، كنت اشتريت واحدة واهو كانت علمتك الادب شوية .

قطبت مابين حاجبيها وهي تهتف بضيق : انت بتقول ايه، انا مش سمعاك.

اطلق تنهيدة قوية وهتف : كنت بقول نامي معايا لغاية ما احل مشكلة شهد بكرا.

هزت رأسها ولكنها سرعان ما انتبهت لشئ وقالت : شهد مين؟!.

كتم رامي ضحكته وهتف بجدية مصطنعة : القطة، شهد القطة حمزة سماها كدا اصلها شبهك حلووة ومنورة زيك..

اندفعت نحوه تغرز اسنانها في يديه، انفجر رامي ضاحكا عليها وحاول الابتعاد ونجح في ابعادها بقوة، حتى هتفت بحنق : ايه دا، كل دي عضلات بتربيهم ازاي دول.

استعرض عضلاته امامها وهتف بتفاخر : دول تربية سنين يابنتي .

ابعدت خصلات شعرها بكبرياء وهتفت باستنكار : تربية سودا، المهم انا هاضطر غصب عني انام جنبك هنا، هاحط المخدة دي فاصل ما بينا.

رامي : وليه بقا ان شاء الله المخدة دي، اجرب انا مثلا فخايفة مني.

هتفت بازدراء : لا عضلاتك بتخنقني .

اقترب منها يمسكها بقوة : لا كله الا عضلاتي ياشهد دا انا اروح فيكي في داهية .
ثم استطرد هامسا بالقرب من اذنها :دا البنات في المصنع عينهم مني، هو انتي فاكرني اهبل ومش واخد بالي.

التفت له وهو مازال ممسكا بها بقوة: لا هما هايموتوا منك من عيونك الخضرا.

غمز لها بشقاوة : شفتي حتى عيوني عاملة شغل عالي اوي.

حاولت التملص منه وقالت : لو مسكتش هاروح اقولهم انا مراتك، واقولهم انك متجوز وبتموت في دباديبي.

احكم امسكها وهمس بخفوت شديد : طب وماله قولي كدا انا راضي والله.

شهد : راضي ايه؟!.

اكمل رامي بنفس همسه : اني ميت في دباديبك.

شهد : احم، ابعد طيب خلينا ننام.

ابتعد رامي وهو يأخذ تلك الوسادة الموضوعة في المنتصف باحضانه وهتف : تصبحي على خير يا شهد.

رمقته بضيق وهي تريح جسدها على الجانب الاخر من السرير وهتفت: وانت من اهله.....
***********************************
بالصباح .....

وقفت تعد الشاي وتعيد ترتيب افكارها جيدا حتى لا تثير شكوك احد.. دخل زكريا كعادته كل صباح وهو يلقي عليها تحيته المقتضبة وكالعادة سلمى نائمة في ذلك الوقت...قطع الصمت صوت زكريا بنبرته الذكورية : صباح الخير ياما.

ردت التحية وهي تعطيه ظهرها : صباح النور يا عين امك .

التوى شفتيه بتهكم : ايه الرضا دا كله ياما..خير .

وضعت امامه كوب الشاي وهتفت بضيق : لا يا خويا انا طول عمري راضية عنك، بس انت لما المحروسة رضيت عنك وانت نسيت امك والدنيا .

هز رأسه مستنكرا : انت ياما بتغيري من مراتي، انتي ليكي معزة في قلبي وهي ليها معزة تانية خالص.

هتفت مديحة بمكر : طب ومعزتي اللي في قلبك مش بتقولك كدا كتير .

ارتشف رشفة صغيرة ورد قاطب الجبين : كدا كتير ايه مش فاهم؟!.

مديحة : انا يا زكريا مستنياك تيجي تقولي ياما افرحي دي سلمى حامل بس دا مبيحصلش، وانا الصراحة بدات اقلق.

هتف زكريا متعجبا : تقلقي!!!، تقلقي ايه ياام زكريا دا احنا لسه متجوزين جداد، لسه بدري ياما .

شهقت مستنكرة : بدري، بدري من عمرك ياواد، البنت الي مش معيوبة هي اللي بتحمل على طول، ومراتك طولت وكدا غلط .

زفر بضيق هاتفا : مش فاهم انتي عاوزنا نروح لدكتور يعني نكشف، ماشي هانروح بكرا نطمن.

هزت راسها بنفي وهتفت : لا طبعا دكتور ايه، احنا لسه هانصرف على علاج وبتاع، احنا نروح للشيخ مدكور دا مكشوف عنه الحجاب ونص البنات بتروحله بيحملوا على طول.

ضرب كف على كف وهو يضحك باستهزاء : شيخ ايه ياما، ايه الكلام الفارغ دا، انا لايمكن اودي سلمى عنده ابدا.

هتفت سريعا وباندفاع : لا منا برضه مرضاش اوديها لتتخض، هو بس عاوز صورة وشها علشان يحضر عليها وبس كدا .

هتف بذعر : لا لا يحضر عليها، انتي عاوزاها تتلبس ياما، لا طبعا، وبعدين سلمى عندها السكر يعني هو اكيد السبب في تاخير الخلفة ، انا هاخدها ونروح لدكتور .

هتفت بصرامة شديدة : بص بقا يا واد اما اقولك انت هاتجبلي صورة ليها والا اخدها عند الشيخ بنفسها، اسمع كلامي يا زكريا وابقا روح ياخويا براحتك عند الدكتور .

زم شفتيه بضيق مردفا : طيب ياما هاديكي صورة ليها واياكي بقا سلمى تعرف هاتزعل مني اوي.

اخرج محفظته من جيب بنطاله الخلفي واخرج منها صورة صغيرة لسلمى، مدت يديها سريعا تلتقطها بفرح : هاات ياخويا، خايف على زعلها ياواد، شكلها ركبت ودلدلت .

زفر بعصبية مردفا : اهو جينا للكلام االي مالوش لزمة، انتي ماخدتيش اللي انتي عاوزاه يبقا خلاص اسكتي، سلام.

تركها زكريا وهو يزفر بضيق، بينما هي ابتسمت بمكر وهتفت بصوت كفيفح الافاعي : الخطة ماشية زي مانتي رسمتيها بالظبط يا مديحة، اما وريتك ياسلمى مبقاش انا يومك قرب اوي..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الواحد والعشرون.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#23

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

البارت الثاني والعشرون...

_ يعني ايه يا رامي القطة مش هاترجع، والله اسبلك البيت.

رمقها باندهاش عقب جملتها ثم هتف: عاوزة تسيبي البيت علشان قطة !!!.

هزت رأسها بعنف وهي تردف بغيظ : اه اسيب الييت واسيبك انت شخصيا لو فكرت تخليها هنا يانا ياهي.

زفر بضيق : يا شهد اهدي كدا انتي مالك مهيبرة ليه كدا، انتي عارفة بتتكلمي عن ايه دي قطة ياماما، انتي ليه محسساني انها عدوتك.

هتفت شهد بنبرة يصاحبها البكاء : انت ليه مش قادر تفهم اني بخاف منهم، قلبي بيقف لما بشوفهم.

اقترب منها ليحتضنها وهو يربت على ظهرها بحنان وهتف : اولا سلامة قلبك من كل شر، ثانيا متعيطيش انا الدنيا بتقف في وشي لما بتعيطي، ثالثا بقى انا قولت ان هاسيبها هنا على طول؟؟ انا قلت لغاية بس ما اشوف حل في موضوع صاحب المحل اللي مش راضي يرجعها، انا هاعرضها على النت وحد ياخدها وخلاص، رابعا بقى عمرك ما تهدديني بانك تسيبي البيت، البيت دا بيتك انتي، انا اللي اسيبه وانتي لا.

ابتسمت من بين دموعها وهتفت بمرح: نسيت خامسا يا رامي وانت دايما بتناسها .

ضيق عيناه بتركيز وهتف بتوعد : والله لو قولتي اني ارخ......

قاطعته بوضع يديها على فمه تمنعه من اكمال حديثه وهتفت بخجل : خامسا بقى ودا الاهم، انك احن واحد في الدنيا دي كلها.
ثم اكملت حديثها سريعا : ويالا بقى اتاخرنا على المصنع.

اتسعت ابتسامته عقب ما تفوهت بيه: يالا ياستي، بس استني احطلها اكل الاول .

شهد : انت متاكد انك نقلت كل حاجاتي في الاوضة عندك.

هتف رامي بتأكيد : اه والله نقلتها كلها، بسببك معرفتش انام مصحياني من النجمه انقلك حاجاتك .

شهد : امال عاوزني اسيبلها حاجاتي تشبع بيها، معلش بقى خنقت عليك في اوضتك .

هتف رامي بمكر: اوضتي اوضتك ياشوشو البيت كله ملكك اصلا.

اؤمات شهد بابتسامة ولكنها عادت وسالت بعبوس : هي خالتو ليه قفلت باب اوضتها بالمفتاح قبل ما تسافر، انا مش فاكرة انها كانت قافلة بالمفتاح وهي ماشية .

اعطها رامي ظهره وهتف بارتباك : مش عارف، هي ماما كدا بتحب تحافظ على حاجتها، سيبني بقا اروح احط للقطة اكلها..

اخذ رامي طعام الهرة ودخل عليها الغرفة، مغلقا الباب خلفه وموجه حديثه للهرة : انتي جيتلي من السما، انا لو اعرف انها هتخاف من القطط وتنام جنبي طول الليل، كنت مليت الاوضة دي قطط، المهم بقى يا حلوة خدي راحتك الاوضة اوضتك، انا عاوزها لما انتي تمشي تشوف الاوضة تكرهها نفسها وتفضل جنبي....
ثم ابتسم بمكر وهو يعود بذاكرته قليلا،،،،
(فلاش باك )
ظل طوال الليل يتأملها ويتأمل كل تفصيلة في وجهها المحبب له، ابتسم بسعادة لرؤيته لسلساله في رقبتها تلمسه بخفة، شكر في سره الهرة لانها السبب في ذلك الوضع، ثم جاءت في ذهنه فكرة خبيثة، نهض بخفوت وهو يسير على اطراف اصابعه حتى لا يوقظها وخرج من الغرفة متوجهها لغرفة والدته، دلف الى الحجرة وبحث عن مفاتيحها، حتى وجدها واغلق الغرفة جيدا، واخفى المفاتيح، وهتف لنفسه بسعادة :
_ كدا هي هاتنام معايا ومفيش مجال تنام في حتة تانية .
( باااك )

ابتسم بمكر وهو يداعب الهرة : ياخرابي دي لو عرفت اني بكدب بموضوع صاحب المحل دا واني مكلمتوش اصلا، وان انا اللي قافل اوضة ماما، هاتولع في البيت كله، هبلة وانا عارفها كويس.
**************************************
بمنزل زكريا...

هتفت سلمى بضيق وهي ممسكة بسماعة الهاتف : انا اتخنقت من العيشة دي، كل يوم امثل اني بحبه حاسة اني هاطق هاموت.

حاولت سميحة تهدئتها : اهدي يا ضنايا وكل حاجة هاتبقى تمام، قوليلي بس المخفية مديحة مبتاخدوش على جنب تكلمه او اي حاجة .

سلمى : لا يا ماما ابدا، دي مستسلمة للوضع بطريقة غريبة ، وكمان مبتكلمنيش لما زكريا بيمشي ولا بتخليني اعمل شغل البيت.

سميحة : لا كدا الوضع بدء يبقى خطر، الولية دي بتحضرلك حاجة .

سلمى بخوف : بتحضرلي ايه يعني.

سميحة : مش عارفة، بصي خليكي بعيد عنها، انا خلاص دبرت اموري وقدرت اجيب كام قرش كدا، وكلها يومين بالكتير هاخدك حتى لو زكريا مطلقكيش، وهاخد شهد ونسافر اي محافظة تانية نقعد فيها ونبعد عن هنا خالص .

سلمى : جبتي فلوس منين ياماما؟!.

سميحة : جبتهم من اي حتة بقى، مش انتي عاوزة تهربي من زكريا، انا هاساعدك .

سلمى: المهم عندي اني ابقى معاكي انتي وشهد، شهد وحشتيني اوي.

سميحة : ان شاء الله هانتجمع من جديد، وهاترجعوا لحضني.
***********
صاح حسني مناديا: ست مديحة، ام زكريااا.

التفت له مديحة وهتفت بضيق: خير يا حسني .

عبث حسني بشاربه وهتف : امال انتي مخاصمنا ولا ايه؟!.

مديحة : لا ومخاصمك ولا حاجة، انت حر، الي بياكل على درسه بينفع نفسه .

هتف حسني بخشونة : الله، الله ايه بس عملت ايه لدا كله.

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت : بقالك قد ايه بتتخلص من الولية مراتك علشان نتجوز، كل يوم تقول بكرا و بعده وانا ساكتة، بس لا دا انا مديحة الي كل الحارة بتتمني قربي يامعلم.

حسني: طب ويمين الله ياام زكريا، انا كنت بخلص في الموضوع، وكنت هاسجنها بالوصلات اللي معايا، بس بنت الرفدي قالتلي هاتتصرف في فلوس، فقولت استنى اقلب منها قرشين وبعدين اسجنها، اهو البحر يحب الزيادة .

مديحة : اه قول كدا بقى، هو الموضوع كدا، طيب ماشي بس بردوا سرع في الموضوع.

حسني : من عنيا يا ست الكل، مش تامريني باي حاجة.

مديحة : لا شكرا...
ولكنها سرعان ما تابعت بمكر: كنت عاوزة اطلب منك طلب بس ماليش غيرك اطلب منه.

حسني : اؤمريني.

مديحة : تلاجتي باظت ياخويا، وكنت عاوزة اشتري واحدة جديدة فانا كنت عاوزة على الفلوس عالى اللي معايا، عاوزة فوقهم ٣ الاف جنيه، لغاية ما الواد زكريا يقبض الجمعية و ادهوملك ..

اتسعت عيناه بصدمة ثم سعل بشدة : كح، كح ٣ الاف جنيه مرة واحدة.

لوت شفتيها بتهكم : ايه تقيلة عليك ولا ايه، دا انا قولت انت قدها وقدود ..

هتف بضيق : اه قدها طبعا، بصي انتي عدي عليا بليل في البيت ومتخافيش هاحبس الولية سميحة في الاوضة مش هاخليها تشوفك نقعد مع بعض واتصرفلك في الفلوس.

هتفت بغنج مصاحبة غمزة خفيفة.: يووووه يا راجل، الحارة تقول ايه...

اتسعت ابتسامته وهو يهتف بخشونة : هايقولو انك طالعة عند حمات ابنك متخافيش.

مديحة : خلاص على معادنا بليل .
********************************
بمنزل كريم ...

_ احلى شاي لاحلى عمو جمال في الدنيا.

هتف جمال بهدوء : تسلمي يابنتي، امال كريم نزل الشغل ولا ايه...

اؤمات براسها، بينما هتف جمال بتساؤل: امال مالك الايام دي يا ليلى حاسك مجهدة وتعبانة ووشك اصفر، اوعي تكوني حامل ومخبية .

كانت ترتشف من الشاي بتلذذ بعد سماع جملته سعلت بشدة، هتف جمال سريعا : يا ساتر يارب، اهدي يابنتي، ياساتر.

هدأت ليلى وهتفت : الحمد لله انا كويسة ياعمي متقلقش.
ثم استطردت : احنا مبنفكرش في خلفة دلوقتي، سايبن الامور تهدي الاول، انت عارف طبعا ان وانا كريم لسه بناخد على بعض، مش عاوزين نتسرع.

هتف بضيق : اه وانتوا هتاخدوا القرار امتي بقى، بصي ياليلي انا مش عاوز ادخل مابينكوا، بس انا بكبر يابنتي واللي مضى من عمري كتير عاوز اشوفلي حفيد من صلب كريم العب معاه ويقولي ياجدو .

ليلى : حاضر ياعمي، المهم متضايقيش انت بس.

جمال : وانا هاضايق ليه يابنتي، ربنا ما يجيب زعل او ضيق ما بينا .

هتفت ليلى بارتباك : عمي هو ايه اكتر حاجة ممكن تضايقك مني او تخليك تكرهني...
ثم تابعت بارتباك واضح : قصدي يعني تكره اي حد .

هتفت بكلمة واحدة صارمة حادة : الكدب.

رفعت بصرها ترمقه بخوف : قصدك ايه، يعني انا مثلا لو كدبت عليك في حاجة او خبيت حاجة تكرهني وكدا.

اؤمئ وهو يهتف بقوة : مش اكرهك وبس، لا انا اطردك من حياتي كلها، اصل يا ليلى اللي بيكدب يبقى في ايده يقول الحقيقة والكذب بس بيلجأ للكذب مع انه ممكن يقول الحقيقة ويخلص نفسه، انا عندي اللي بيواجه دا شخص يستاهل التقدير والحب والاهتمام وكل حاجة، علشان كدا انا بنيت قصة حبي مع ام كريم على المبدأ دا وهو الصراحة وممنوع الكدب، وربيت ابني على كدا
ثم تابع باعين لامعة ونبرة يصاحبها فخر: عندك كريم ابني انا مصاحبه ولا يمكن يخبي عني اي حاجة ابدا.

اغلقت عيناها بقوة تأنب نفسها على ما فعلته في حق كريم وكذبها عليه...فاقت على صوته : ليلى تليفونك بيرن يابنتي.

تنحنحت بحرج ثم اتجهت بصوب هاتفها تلتقطه بخفة نظرت فيه وجدت اسم مديحة يضئ بيه الشاشة، خفق قلبها بشدة، دلفت غرفتها ثم اجابت بعصبية : الو، عاوزة ايه.

هتفت مديحة بسخرية : ماتهدي على نفسك ياختي.

زفرت ليلى بغضب : بقولك ايه اخلصي مش فايقلك عاوزة ايه مني على الصبح.

هتفت مديحة بمكر : عاوزة ٢٠٠٠٠ الف جنيه ياحبيبتي.

جحظت عيناها بصدمة وهتفت باندفاع : كام؟!.

هتفت مديحة بتهكم : سلامة السمع، ايه باظ عندك، عاوزة عشرين الف جنيه وبكرة بالكتير يكونوا عندي.

هتفت ليلى بتوبيخ : انتي مجنونة ولا فيكي ايه، انا منبه عليكي ان العشر االاف دول اخر حاجة ممكن ادفعهالك، ولا المحروس ابنك مش عارف يكمل بقية جوازته، فجايلي انا لا بقى مش هاصرف عليكوا.

ضحكت مديحة بقوة وهتفت : انتي هبلة اوي يا ليلى، انا بقى حابة اصدمك، زكريا ياختي اتجوز من زمان واقولك الكبيرة اتجوز سلمى اخت شهد، شفتي ياختي الزمن.

هتفت ليلى بصدمة : سلمى اتجوزت زكريا ازاي !!!!.

هتفت مديحة بتأفف : اخلصي انا مش ناقصكي، هاتديني الفلوس امتى؟!..

هتفت ليلى بعصبية مفرطة : والله ما يحصل تاخدي مني فلوس تاني، واعلى ما في خيلك اركبيه، فاهمة والا لأ.

هتفت مديحة بغيظ : هي بقت كدا، بقى مش همك، خافي مني يا ليلى والله هاوريكي وش عمرك ماشوفتيه ، وهافضحك عند حماكي، وهايطردك برا بيته زي ما انا طردتك برة الحارة، وهافضحك تاني.

ارتعدت اوصالها لحديث تلك اللعينة، ولكنها سرعان ما تذكرت حديثه: بيلجأ للكذب مع انه ممكن يقول الحقيقة ويخلص نفسه، انا عندي اللي بيواجه دا شخص يستاهل التقدير والحب والاهتمام وكل حاجة، علشان كدا انا بنيت قصة حبي مع ام كريم على المبدأ دا وهو الصراحة وممنوع الكدب....
عادت للواقع وهي تهتف بقوة : انا قولتلك قبل كدا وبقولهالك تاني اعلى ما في خيلك اركبيه، قولي للدنيا كلها مبقاش عندي حاجة اخاف منها.

اغلقت المكالمة سريعا وهي تهتف بنبرة شبه باكية : مبقاش عندي حاجة اخسرها، خلاص اللي يحصل يحصل، مش هاضعف تاني ابدا.
******************************
بالمصنع...

_ فهمتي هاتقولي ايه بالظبط..اياكي وتغلطي في حرف.

كان هذا صوت هايدي الواعد بينما اؤمات شيماء بقوة وهي تهتف بحقد : متخافيش هادخل اعكها فوق دماغها شهد الزفتة دي واخلي مستر رامي يطردها..

زفرت هايدي بغضب وهتفت بقلة صبر : خليكي في اللي انتي فيه وركزي في اللي بقولهولك يالا ادخلي..

طرقت شيماء غرفة رامي، سمعته ياذن لها بالدخول، دلفت بقلق، رفع رامي بصره يرمقها بتفحص، قطب مابين حاجبيه باستفهام واضح : خير، في حاجة..

ابتسمت بقلق وهتفت : ازيك يا مستر رامي.

رفع احد حاجبيه ببرود : انتي جاية هنا علشان تساليني عامل ايه؟!، انتي اسمك ايه وبتشتغلي في انهي قسم.

تنحنحت شيماء ثم هتفت بتلعثم : انا شيماء بشتغل في قسم الجودة، والصراحة كنت جاية اشتكيلك.

رامي : تشتكيلي من ايه في حد بيضايقك.

هزت شيماء راسها بنفي وهتفت : لأ، بس يعني اللي بيحصل دا ظلم وكمان يعني قلة ادب، دا مكان اكل عيش وكلنا مضايقين من اللي بيحصل.

زفر رامي بضيق : اخلصي، هو انتي لسه هاتقعدي تحكي معايا، في ايه بالظبط ووضوح.

ارتبكت شيماء من نبرته الحادة : يعني، ااا اقصد، ان حضرتك شهد كل يوم واقفة تضحك مع واحد شكل ومش بتشتغل، وبالذات بقى مستر سامي واقفة بتضحك وتهزر معاه وحاولنا ننصحها بردوا مفيش فايدة، وكدا ميرضيش ربنا ممكن البنات الصغيرة اللي بيشتغلوا على المكن يقلدوها، معندهاش حيا خالص.

اتتفض رامي من جلسته بغضب وهتف بصوته الحاد : انتي اتجننتي، ازاي تقولي كدا....

قاطعه دخول شهد المفاجئ وعلى وجهها ابتسامة، وقفت تحدق بهم وخاصا بعدما رأت ملامح رامي الغاضبة وانكماش شيماء هتفت باندفاع : في ايه يا رامي...

حولت شيماء بصرها لشهد بتعجب من نطقها لاسمه دون القاب، تحدث رامي بلهجة آمرة : بصيلي هنا يابت انتي.

نظرت له شيماء بخوف : ن..نعم يامستر.

اشار رامي على شهد وهو يهتف بغضب : اللي انتي جاية تتكلمي في حقها دي تبقى مراتي، يعني ياحلوة تلمي لسانك، اصل والله اقطعهولك واقطعه لاي كلب يفكر ينطق اسمها على لسانه، وطبيعي انها متشتغلش لانها مرات صاحب المصنع، دي بتنزل مراقبة عليكوا، وسامي دا يبقى صاحبي وقريبي فطبيعي انها تقف تسلم عليه لما تشوفه.

صدمت شهد من كم الاعترافات التي اعترف بها رامي، حاولت ان تستشف الموضوع ولكنها فشلت ما علاقتها بسامي والعمل وشيماء، التزمت الصمت حينما اشار لها رامي ان تتقدم منه، وبالفعل تقدمت منه حاوطها بيده وهو يقول : يالا اطلعي برا، واستني بقى لما ابقى اشوف هارفدك ولا هتاخدي خصم...

خرجت تعتلي قسمات وجهها الدهشة، شهد زوجة مالك المصنع، وعند تذكرها لامر رفده لها، ذهبت مسرعة لهايدي، دلفت حجرة هايدي باندفاع :
_ الحقي، يا مس هايدي الحقي روحت في داهية .

قطبت ما بين حاجبيها وهي تسأل : في ايه؟!، اوعي يكون رامي عرف ان انا وراكي.

هزت راسها بنفي وقالت : لا، الموضوع اكبر من كدا، دي طلعت مراته....

جحظت عيناها بصدمة وهتفت : ايه، انتي اتجننتي.

شيماء : هاحكيلك يامس هايدي.
******************************
بمكتب رامي...

هتفت شهد بعدم فهم: في ايه يا رامي، مالها شيماء بتقول ايه في حقي..

تنفس ببطء وهو يهدأ نفسه حتى لا ينفعل عليها : هو انا كام مرة قولت بلاش زفت وقفة مع سامي يا شهد.

شهد : في ايه يا رامي هو بينادي عليا بيسلم عليا باحترام، فين الغلط.

اشتعلت عيناه بنيران الغيرة وهتف بغضب مكتوم : في اني مش عاوزك تقفي مع بشر، حتى هو بالذات اسمعي كلامي ولو مرة واحدة، انتي ليه بتحبي تتعبي قلبي.

وضعت يداها بعفوية وهي تهتف بتهكم : سلامة قلبك يا رامي، هو انا تاعبة قلبك في ايه..

وضع يده فوق يديها وهو يتمسك بها بقوة ويهتف بتحذير: لاخر مرا بقولك متقفيش مع راجل ياشهد، لاخر مرا بقولك بلاش سامي ياشهد، المرة الجاية هاتشوفي وش عمرك ماشوفتيه، اتمنى انك مش تشوفيه.

دلف سامي فاجأة وهو يهتف بعبوس : رامي ....

تسمر مكانه من رؤيته لشهد ويديها الموضوعة على صدر رامي بحرية، ويد رامي الممسكة بها وانعدام المسافات مابينهم، لوى فمه بتهكم وقال : اه يعني كلام البنات صح، انتي طلعتي مراته، طب مش تقولو كنا نبارك.

سحبت شهد يديها بسرعة بارتباك، بينما هتف رامي بضيق: وانت مالك مضايق ليه، فيها ايه لما تبقى مراتي.

هتفت شهد سريعا باندفاع:ااااا، لا رامي قال كدا علشان هي تبطل كلام عليا، احنا مش متجوزين ولا حاجة .

تحولت انظاره لها وهو يرفع حاجبيه باعتراض، ابتعلت ريقها بصعوبة وهتفت : خلاص ياجماعة حصل خير، صدقني يا سامي مفيش حاجة بيني وبين رامي.

هتف رامي بصوته الجهور : شهد في ايه، مالك اتظبطي كدا، انتي بتبرري ايه.

هتف سامي بابتسامة خبيثة : خلاص، خلاص مصدقك ياشهد، ملهاش لزمى تحلفي.

اؤمات شهد بارتباك، وتركت الغرفة هربا خوفا من غضب رامي، وعلمت انها سوف تخوض حرب قوية ليلا، والعقاب هو عدم مرواح المصنع.....

ساد الصمت في الغرفة الى ان قطعه رامي بحدة : انت مالك ومال شهد يا سامي حاططها في دماغك ليه...

اشار على نفسه وهو يتصنع الصدمة : مين انا!!!، فين دا وانا مالي بيها، هو انت مش شايفها كانت بتحاول ازاي تقنعني ان مفيش بينكوا حاجة .

هتف رامي بخشونة : قصدك ايه ياسامي وضح كلامك اكتر..

ابتسم سامي بخبث وهتف وهو يتصنع البراءة : قصدي متقفش قصاد حبنا يارامي ، انت شايف قد ايه هي خافت على زعلي ان لو عرفت انك متجوزها، ليه عاوز تعمل مشاكل مابينا، رامي انا وشهد اتولد مابينا حب ولسه بيكبر ارجوك متقفش في وشنا، عن اذنك.

ابتلع غصة في حلقه، وهتف بصدمة : حب...شهد وسامي ازاي، وانا بتقرطس نهارك اسود يا شهد.
**************************************
امام سايبر سامح..

فتحت حقيبتها وجذبت الصورة واعطتها لسامح بخفة وهتفت: الصورة اهي واضحة لوشها والا لأ...

نظر سامح في الصورة واطلق صفيرا : ايه البت الموزة دي، جبتها منين دي .

هتفت بضيق: مش حلوة اوي كدا يا اخويا..

نظر لها بذهول وهتف بغلظة : دي مش حلوة انتي عامية لامؤاخذة، دي فلقة قمر، المهم عاوزة صور ايه قاعدة مع واحد في كافيه، ولا صور في اوضة نوم، ولا صور وهي عريانة عاوزة ايه بالظبط.

اتسعت عيناها بذهول وهتفت بتساؤل: يالهوي انت ممكن تعمل دا كله.

اؤمئ وهو يبتسم بمكر : اه، واعمل اللي أمر من كدا.

مديحة : طب بص عاوزة صور وهي قاعدة في كافيه، او جنينة مع واحد، ولامؤاخذة يعني مميلة عليه عاوزة صور اللي يوشفها يتأكد انها ماشية مع الواد دا.

سامح : طيب تعالي بعد يومين خدي الصور ومعاكي بقية المبلغ.

مديحة : طيب ياخويا سلام ربنا يقدرك على فعل الخير.

تركته مديحة وهي تبتسم بفخر لنفسها، رن هاتفها نظرت فيه وجدت اسم كريمة زفرت بحنق ثم هتفت : الو يا هانم .

هتفت كريمة بتوبيخ : ايه يا متخلفة عمالة اتصل بيكي تليفونك مغلق، عملتي ايه هاتديلك فلوس بكرة .

كتمت مديحة غيظها وهتفت : لا ياهانم رفضت وقالتلي اعلى ما خيلك اركبيه، وكمان قالتلي مبقاش عندي حاجة اخسرها.

هتفت كريمة بتعجب : والله!!!، خلصت اللعبة بدري بدري، طب جهزي نفسك بقى هاتصل عليكي خلال يومين تيجلي وهاقولك نعمل ايه.

مديحة : طيب ياهانم تحت امرك .

اغلقت هاتفها ثم هتفت لنفسها : اعوذ بالله وليه معفنة، مالحق اروح لسبع البورمبة حسني الهف القرشين، اه هو انا هافضح بنته من جيبي ولا ايه.
**************************
بمنزل رامي...

هتف حمزة ببراءة : هو بابا ماله يا شهد مش عاوز ياكل ليه؟!.

زفرت شهد بضيق وقالت : زعلان مني.

حمزة : ليه ياشهد، عملتي ايه...

شهد : نيلت الدنيا كعادتي، هنام انا فين زفتة الطين مرزوعة في اوضتي، وسي رامي مقموص مني.

حمزة : نامي معايا.

شهد: فين بقى على الالعاب ولااحط راسي على السرير ورجللي على الارض، انت مبتشوفش سريرك عامل ازاي، في حد سريره على هيئة مركب.

حمزة : اه انا عاوز اطلع قبطان، وبابا لما عرف جابلي الاوضة دي.

زفرت شهد بضيق : مبدهاش بقى ، اقوم اصالحه وامري لله، واي حاجة يقولي انتي غلط اقوله صح.
ثم تابعت وهي توجه حديثها لحمزة : حمزة اشرب اللبن والعب بالمكعبات لغاية ما ادخل لبابا اصالحه واجاي.
*********************************
بمنزل حسني..

دلفت للغرفة وهي تتفحصها بخوف، كل شئ مقلوب، وحسني يقف في منتصف الغرفة يلهث بقوة، وعيناه تبث شرارات الغضب منها، هتفت بصوت مرتبك: في ايه ياحسني بدور على ايه...

التفت لها حسني وهتف بغلظة : فين يا وليه الفلوس اللي كانت تحت البلاطة دي.

نظرت لحيث اشار باعين مرتبكة، بدأت وتيرة الخوف تتصاعد لديها، خططها كلها فشلت، سمعته يهتف بصوته الجهور الغليظ : بقولك فين يا ولية الفلوس انطقي.

هتفت سميحة بخوف : مش..مش عارفة فلوس ايه انت عاين فلوس هنا؟؟.

اقترب منها بسرعة البرق وامسك مرفقها بقوة : بقولك فين فلوسي، طلعيهم لاحسن والله اقتلك.

حاولت الابتعاد وهي تهتف بتلعثم : مش عارفة ، الله وانا مالي، يمكن حرامي دخل وسرقهم، ولا شوف انت عاينهم فين.

رفع يداه وهبط بكفه على وجينتها يصفعها بقوة، من شدة الصفعة اندفعت وجسدها ارتطم بالارضية الصلبة ، تأوهت بضعف، بينما هتف بغل : هاقتلك ياسميحة لو مش قولتي فين، دول تاعبي وشقايا، ١٠٠٠٠٠ الف جنيه يا ولية راحو فين .

نهضت وعلى وجهها ملامح الالم وبدأت تستعيد بذاكرتها عدد المرات التي ارعبها بسجنها بسبب وصولات الامانة التي كتبتها على نفسها من اجله، أيأخذ هو النقود وهي تُهدد بالسجن؟؟ عندها هتفت بضعف بمحاولة اخيرة لتشتييت انتباهه : معاك مية الف جنيه ومستسخر فيا تدفعلي ٣٠ الف جنيه تسددلي الوصولات ؟؟ اخص عليك هانت عليك العشرة .

امسك ذراعها بقوة وهتف بحقد دفين : انطقي قولي فين فلوسي ياحرامية، والله هاسجنك بالوصلات، الوصلات دي معايا، هاسجنك بيهم، واتجوز ستك وتاج راسك مديحة .

رفعت بصرها ترمقه بصدمة : عاوز تسجني علشان تتجوز مديحة، اه يا واطي ياكلب، والله لاحرق قلبك، الفلوس معايا ومش هتطول منها ولا مليم، خلاص بح .

ابتعد عنها وهو ينظر لها بشر، و دلف للمطبخ بسرعة، بينما هي تلتفت حولها، علمت انه سوف ياتي بسكيناً ، اندفعت صوب باب الشقة ، وما ان وضعت يديها على المقبض، وفتحت الباب فتحة صغيرة، شهقت بألم، وشعرت بسكينا حاد ينغرس في ظهرها، ومع انغراس السكين بظهرها شعرت بقلبها ينزف ألماً على بناتها اللاتي فرطت بهن خوفاً من السجن وفرطت بحقوقهن وزجت بهن الى براثن المجهول والضياع ، بناتها اللاتي أثرت حياتها على حياتهن بجبنها وضعفها وقلة حيلتها، وبدت تلوح لها ملامح شهد الساخطة بعد ان كانت مفعمة بالحياة والحيوية والبهجة ، هي بيديها قتلت احلامها واخرجتها من بيت والدها؛ ذاك البيت الذي سلمته لمعدوم الضمير والنخوة بجهلها ، اما حسني اخرج السكينة مع انحائها للامام وهي تتمسك بالباب وتتسارع انفاسها، فغرس بكل قوته السكينة مرة اخرى في ظهرها، شهقت بقوة اكبر، واندفعت صوب الارض، تلتقط انفاسها الاخيرة، وهذه المرة رأت سلمى هزيلة محنية الظهر وفكرت بما يمكن لمديحة ان تفعله بها بعد ان انكسر ظهرها وخسرت اخر من ممكن ان تستند عليه فها هي تلفظ انفاسها الاخيرة وحسني اما يُسجن واما يهرب، هنا اصبحت سلمى بلا سند على الرغم انه كان سنداً هشاً الا انهم كانو بحياتها بأي حال من الاحوال، عندها اغلقت عينيها حتى تبقى صورة ابنتيها اخر ما يلوح في افق حياتها المظلمة التي رأتها بشريط سريع يمر امامها حياة عاشتها منكسرة خاضعة ومهزوزة.
اندفع نحوها وهو يهتف بغضب : انطقي قولي فين فلوسي .

هزها بعنف اكبر : فين فلوووسي، انطقي يا ولية .

وقفت تتابع المشهد من خلف باب الشقة خلسة ، وما ان راته يصرخ بها، حتى هتفت صارخة بكل قوتها :
_ الحقواااا ياناس حسني قتل سميحة ، يالهووووووووووووووووووى حسني قتل سميحة، الحقوووووا ياناس، الراجل قتل الوليييية بالسكينة .

&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى اللفصل الثاني والعشرون.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#24

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية (شهد الحياة )

البارت الثالث والعشرون....

بمنزل رامي المالكي....

زفرت بضيق وهتفت : ما خلاص بقى يا رامي مكنش بوز دا، ياسيدي قولتلك انا غلطانة، حقك عليا.

رمقها بغضب، ثم حول بصره للجهة الاخرى، سمعها تزفر للمرة الخمسين وتتمتم بكلام غير مفهوم، اقتربت منه، ثم وضعت قبلة رقيقة على احدى وجنيته وهي تهتف بخفوت
: قلبك ابيض بقى، انا مش فاهمة لدرجادي اللي عملته يزعلك مني، وتمتنع عن الاكل ؟؟.

تجمدت انفاسه بسبب قبلتها، ضربات قلبه ستكسر صدره من قوة نبضها، تمالك نفسه بصعوبة وهتف بخشونة : انتي شايفة يعني اللي انتي عملتيه مكنش يصح في حقي وحقك، تقفي وتبجحي وتقولي لا مش مراته، انتي مستعرة انك تبقي مراتي يا شهد؟؟
قالها بأستنكار شديد وهو يشير بيده على نفسه.

هتفت سريعا وباندفاع وهي توضح وجهة نظرها : لا والله انا خوفت بس سامي يكون فاهم غل.....

قاطعها وهو يمسك مرفقها بقوة، ويجز على اسنانه وقال: سامي، ماله سي زفت، قوليلي بقى في ايه بينك وبينه.

حاولت ابعاده وهي تهتف بعدم فهم : اه، اوع يارامي، هايكون في ايه.......

هتف رامي بغضب وهو يمني نفسه بأجابة تهدئ من بركان الغيظ داخله : امال ليه قعدتي تقولي انك مش مراتي؟؟ ليييه اتوترتي انه يعرف؟؟ ليييييييه انطقي.

هتفت شهد بألم : اه رامي ايدك بتوجعني، اوعى بقى .

نفضها بعيدا عنه بقوة وهتف بعدما أيقن انها لن تنطق بما يُبرد ناره : بعدنا اهو، اتفضلي اطلعي برا، مش طايق اشوف حد قدامي .

حركت يديها بسرعة على مكان الالم تدعكه بقوة، ثم تقدمت منه وهي تمسك يديه وتطبع قبلة رقيقة في كفه وهتفت بنعومة : على فكرة بقى انت زعلك عندي بالدنيا كلها، انا كنت بصالح ابويا كدا وانا صغيرة، وبدام صالحتك كدا، يبقى انت غلاوتك كبيرة اوي في قلبي دي حاجة، اما الحاجة التانية وهي سامي، انا بس لاقيت الخبر انتشر بسرعة خفت علشان كدا قولت لا مش مراته، واديك شوفت نظرات البنات ليا بعد ما عرفوا اني مراتك، خافوا مني وانا مكنتش عاوزة كدا.

تعجب من قدرتها على تطويعه وتحويله لحملٍ وديع بين يديها بثانية وبالثانية التي تليها تماماً تثير زوابع وعواصف غضبه و هتف بصوت عالي : ما الدنيا كلها تعرف انك مراتي وعلى ذمتي، عاوزاني اقف في الشباك دا واغنيها بصوت عالي، شهددددد مرررراتي، انا اللي بقولهالك قولي لكل الناس انك مراتي.

ابتسمت برقة وهتفت بمزاح : طب ولما تفضح الدنيا، اتجوز ازاي بعد ما تطلقني..

رمقها بصدمة وذهول ثم اقترب منها بسرعة شديدة واقتصر المسافات البسيطة بينهم، وهتف امام شفتيها ونظره معلق بهم : اياكي وكلمة الطلاق، هاقتلك قبل ما تكوني على ذمة حد غيري، خلاص انتي اتكبتي ليا، بقيتي على اسمي وهاتفضلي على اسمي، لاخر نفس فيا...

امسك راسهااا بيديه واطبق شفتيه على شفتيها وقبلها بقوة لم يعرف قبلته كانت بسبب اشتياقه لها، ام عقابا على ما تفوهت بيه، زدات ضربات قلبها في بادئ الامر من هجومه المفاجئ لها واعصاره بشفتيها ولكن مع تحول قبلاته القوية الى قبلات ناعمة هادئة ، هدئت هي بين يديه وذابت في بحور عشقه لها، مدت يديها بعفوية تتمسك بمقدمة تيشرته، في هذه اللحظة ومع هدوئها بين يديه، تجرأ اكثر وحرك يديه تحيط بها تجذبها اكثر نحوه، وباليد الاخرى تبعث بازرار منامتها، الان حبيبته بين يديه ولاول مرة لم تمتنع عنه، الان لم يعد يتذكر من هو وماذا يفعل ولا حتى وعوده التي قطعها مع نفسه، ولا وعوده مع اميرة، اميرة!!!، بدات اجراس الخطر تدق بعقله بقوة، ابتعد عنها ببطئ يتفحصها بهدوء، بداية من عيناها المغلقة بقوة، وشفتيها المتورمة، وشعرها المبعثر، وتورد وجنيتها، طبع قبلة اخرى خفيفة سريعة على ثغرها وهتف بهمس : شهد...
استمرت في اغلاق عينها بقوة لشدة خجلها، داعب وجنيتها بلطف وهو يهتف بهمس: شهد افتحي عيونك.

فتحت عينيها بخجل، لمح تلك اللمعة الغريبة في عيانها، ابتسم، ما ان رأت ابتسامته اخفضت بصرها تهرب من نظراته لها، فمد يده يغلق ازرار منامتها ببطئ شديد وهي تتابع يداه المتنقلة بحرية على جسدها، ثم رفعهم يعيد ترتيب شعرها المبعثر، ابتلع ريقه بصعوبة يحاول كبح رغباته، ثم اردف بنفس همسه : شهد ارفعي عينك بتنزليها ليه....

رفعت بصرها بسرعة وهي تهتف برقة : رامي انت ....، ليه بتعمل معايا كدا.

اطلق تنهيدة قوية، لعلها تريح صدره : مش عارف، كل اللي اعرفه اني بتجنن لما سامي بيجيب اسمك، شهد كلامه ليا انهاردا بيوحيلي انكوا ما بينكوا حاجة.

قطبت مابين حاجبيها وهتفت بعدم فهم : يعني ايه بينا حاجة .

زفر بضيق وهتف : يعني قالي انك بتحبيه، وقالي سيبنا ومتدخلش بينا وتفرق بينا .

اتسعت عيناها بصدمة : انا!!!، انا بحبه، لا طبعا استحالة سامي يقول كدا، استحاااالة..

لوى فمه بتهكم : اه يعني انا بكدب وبحور، معلش اسف ياستي.

زمت شفتيها بضيق : يووووه يا رامي، انا اقصد انك فهمته غلط، اكيد فهمته غلط، اصل هو هايقول كدا بناءا على ايه، انا بعامله كاخ وبس...
ثم تابعت بابتسامة : علشان خاطري عدي اللي حصل انهاردة انا مبحبش بوزك دا بيقفلني والله من الحياة .

اخذ نفس طويل ثم هتف : خلاص يا شهد، عاوزني افك قولي لاي حد يقابلك في المصنع انك مراتي اوك.

شهد : يعني يا رامي دا اللي هايريحك، حاضر بكرة هاقف في المصنع وامسك ميكرفون واقول انا مرررات رامي.

جذبها لاحضانه وربت على ظهرها بحنان هاتفا بخفوت : بطلي تريقة، قولي للكل كدا اصل واقسم بالله اقول انا ومنزلكيش المصنع تاني، انا عادي اعملها وياريت اعملها ياشهد هاارتاح، بلاش تثيري غيرتي يا شهد علشان واقسم بالله هاتشوفي وش عمرك ما شوفتيه.

اؤمات براسها دليلا على موافقتها : حاضر يا رامي هاعملك اللي انت عاوزو.
ثم رفعت بصرها وتابعت : ممكن تقوم تاكل بقى .
**********************************
بالحارة .

تجمع الناس بالحارة يراقبون نزول جثة سميحة وهي محملة على ناقلة الاسعاف مغطاة بملاءة بيضاء، وحسني مكبل يداه بكلابشات الشرطة ينظر لسيارة الشرطة بخوف، بينما وقفت سلمى تبكي بصوت عالي وتهتف بحرقة : اه ياماماااااااااا، اوعى سيبني عاوزة اروحلها، خديني معاكي يا ماماااا.

حاوطها زكريا جيدا وهو يمسكها بقوة وينقل بصره بين سلمى الصارخة وجثة سميحة، فهتف بهدوء : اهدي يا سلمى، لاحول ولا قوة الا بالله.

هتفت جارة لهم : اهدي ياحبييتي حرام تصرخي كدا، كدا هي بتتعذب.

مصمصت جارة اخرى لهم : ياعيني يابنتي، ان لله وان اليه راجعون.

جاءت عيناهاا باعين حسني، رمقته بكره شديد وصاحت : حسبي الله ونعم الوكيل فيك، انت قتلتها ، انت اللي خدتها مني، طول عمرك شيطان، منك لله، منك لله.
بينما اكتفى حسني بإرسال شرارات الغضب لها ولمن حوله، غادرت سيارة الاسعاف بجثة سميحة مع محاولة سلمى اللحاق بها وهي تبكي بشكل يدمي القلوب، ولكن كانت يدي زكريا اقوى منها تمنعها من ان تخطو خطوة باتجاهها.
وغادرت ايضا سيارة الشرطة، وانفض الناس من حولهم، فاقتربت مديحة متصنعة البكاء : يالا يابني خلينا نطلع.

نفضت سلمى يدي زكريا بغضب بعيدا عنها : اوعى سيبني عاوزة اروح ورا امي.

هتفت مديحة بتهكم : تروحي وراها فين دي ماتت.

رمقتها سلمى بحقد دفين : تلاقيكي مبسوطة فيا صح.

رفعت حاجبيها ببرود : انا هاتبسط ليه ياختي، شوف مراتك يا زكريا وعقلها.

زكريا : خلاص ياما سلمى تعبانه، عديهاااا.
ثم تابع كلامه لسلمى : يالا نطلع ياسلمى، امك زمانها في المشرحة، والدنيا ليل خلينا للصبح والصبح يبقا يحلها ربنا .

هتفت بغضب اكبر : بقولك اوعى سيبني، عاوزاة اروح معاها..

زفر بضيق : يابنت الحلال استهدي بالله، لو روحنا هانعمل ايه، بكرة الصبح نبقى نروح...

تخلصت من قبضته القوية وتحركت بخطوات متعثرة واعين زائغة وهي تهتف بنبرة شبه ضائعة : لا انا هاروحلها، حبيبتي سابتني ومشيت قالتلي انها هتاخدني معاها، سابتني لييييه....

جذبها من مرفقها وهو يهتف بعصبية : بس بقا كفاية فضايح احنا في الشارع، يالا بينا على فوق.

ومع محاولاتها للتخلص منه، وتمسكه الشديد بها، وقعت فاقدة للوعي، مد زكريا يديه بسرعة تلحقها من اصدامها بالارض، وهو ينظر لها بخوف ويهتف بقلق: سلمى، سلممى . ....
*************************************
بمنزل كريم....

هتف كريم بابتسامة عريضة على وجهه: ها بقى ياستي ايه اللي مزعلك انهاردا ومخليكي تايهة كدا.

قطبت ما بين حاجبيها مردفة : طب وليه الابتسامة العريضة اللي على وشك دي..

كريم : دي علشان انا فرحان وسعيد، ان كل يوم بكلمك وبحكي معاكي، وعرفنا بعض اكتر، وبقينا قريبين من بعض، وحبك اللي في قلبي زاد اكتر واكتر واكتر....

هتفت ليلى بحزن: بجد انت طيب اوي يا كريم، انا اوقات بحس اني مستهلكش، انت حاجة كبيرة اوي اوي بالنسبالي ....

داعب انفها بيديه وهتف بمزاح : متضحكيش عليا وتثبتيني، مالك بجد ماكلتيش حلو و عيونك فيها كلام كتير.

ليلى : انهاردا وانا قاعدة مع عمو جمال سالته ايه اكتر حاجة ممكن تكرهني بسببها، رد عليا وقالي الكدب، طب ولو هو عرف ان احنا كدبنا عليه في موضوعي هايكرهني؟؟ طب ممكن يكرهك بسببي؟

كريم : يكرهني او يكرهك ليه، احنا كدبنا في ايه، احنا مجرد خبينا حاجة بس عليه، ودا مش علشان خايف منه بالعكس دا علشان انتي تتعاملي معاه براحتك، وبعدين ياستي هو ايه اللي هايعرفه حاجة زي دي، الحاجة دي هاتفضل بيني وبينك وبس، وارجوكي بقا يا ليلى بطلي خوف بقى وارمي ورا ضهرك علشان خاطري.

هزت رأسها وهتفت بخفوت : حاضر يا كريم هاحاول انسى.
ثم نظرت امامها وهتفت في نفسها : الدنيا مش راضية تسيبنا في حالنا ياكريم وحاسة اننا هانفترق قريب، ام زكريا مش هاتسيبني في حالي، بس اوعدك اني هافضل اعافر علشان نفضل مع بعض..
***********************************
بمنزل رامي.

تنقلت على جانبيها يمينا ويسارا ثم نهضت وفتحت نور الاباجورة وزفرت بضيق وهتفت بصوت هادي: رامي انا قلبي واجعني مش عارفة ليه...

استدار نصف استدارة وهتف بقلق: قلبك وجعك ازاي مش فاهم.

وضعت يديها فوق قلبها وهي تهتف بحزن: مش عارفة والله، قلبي واجعني اوي، حاسة بحاجة حصلت لماما او سلمى.
ثم نظرت له وهي تهتف بقلق: او ممكن ليلى.

اعتدل في نومته ثم هتف مطمئنا اياها: متخافيش هما كلهم كويسين بس انتي تلايقكي مش عارفة تنامي كويس.

شهد : رامي ما تتكلم معايا في اي حاجة خليني اعرف انام.

رامي : امممم، نتكلم في ايه مثلا.

فكرت لوهلة ان تنطق باسم اميرة، زوجته التي لم يذكر اسمها ولو مرة واحدة امامها...هتفت بتلعثم : عن اميرة مراتك...

رامي: اميرة!!!، اشمعنا.

شهد : علشان انت مجبتش ولا مرة اسمها قدامي، ليه بقى ؟!.

تصنع الامبالاة : عادي على فكرة، مش لازم اجيب اسمها قدامك، هي في قلبي على طول.

لم تعرف لماذا انتابها شعور بالغضب عقب ذكره لها انها في قلبه على طول، تغاضت بسرعة عن شعورها وهتفت : ايوا بس اللي اعرفه ان اللي بيحب حد بيجيب سيرته على طول.

رامي : مش شرط على فكرة عادي، كل واحد وشخصيته.

ساد الصمت في الغرفة بعد جملته، ولكنها قاطعت الصمت كالعادة بثرثرتها المعتادة : طب قولي انتوا عرفتوا بعض ازاي.

زفر بحنق واردف : يخربيت فضولك هايموتك، ياستي اميرة كانت زميلتي في شغلي في الشركة وبس .

اقتربت منه بحماس وهي تهتف بفضول : يعني ايه وبس، احكي انتوا كنتوا بتحبوا بعض وانتوا بتشتغلوا مع بعض ؟

هز راسه بنفي : لأ، عادي هي كانت زميلتي وكانت مقربة مني، بس امي تقريبا كانت بتزن يوميا عليا اتجوز ففكرت فيها هي محترمة وفي حالها، اتقدمت ليها واتجوزنا وبس.

شهد: وبس!!!، وبس ايه يا رامي، بس كدا الحكاية خلصت امال فين الحب بقى وكدا والمغامرات.

ضربها بخفة على رأسها : ماهي الروايات لحست دماغك، عادي مش شرط اتنين متجوزين يبقو بيحبوا بعض وبيعشقوا بعض، عادي ممكن يكون حب عشرة....

نظر لها وجدها تنظر له بتركيز، فهتف بتلعثم: بس انا كنت بحبها، عادي يعني.

هتفت بمزاح : الحمد لله، مقولتش وبس.
ابتسم على مزاحها ولكنها سألته: طب انت مفيش مرة عشت قصة حب، وسهرت الليل تحب فيها وفي ملامحها، وتوحشك ونفسك تشوفها، جاوب بصراحة ...

تنهد بقوة وهتف بعبوس : اممممم حبيت وعشقت وسهرت الليل افكر فيها، وكنت بصحى الصبح على امل اشوفها واتامل ملامحها، واروي شوقي ليها، حبيتها لدرجة الجنون، حبيتها لدرجة ان رسمتها كتير، مع ان مشوفتهاش الا مرة واحدة وبس، خطفت قلبي بنظراتها البريئة ، خطفته ومبقتش قادر ارجعه تاني، حبيتها لدرجة ان كل يوم بكتب اسمها في نوتة صغيرة، واشوف حبي خلص ليها والا لأ، والاقيني بشتري نوتات كتير وبكتب اسمها كتير وبسرح فيها.

ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها وهي تتأمله بشرود واخذت تمني نفسها ان كل هذا الكلام من اجلها وانها حبيبته التي خطفت قلبه وهتفت تنشد ان يرد بما يطمئنها ويقولها انها هي مالكة قلبه : الله!، ايه الكلام الحلو دا، طب ايه مش اتجوزتها ليه، وتعوض اللي عشته في بعدها معاها.

هز راسه بنفي : مينفعش، في سد بيني وبينها.

زائغت شهد بخيبة امل وانفطر قلبها وهو يرد ماحياً امل ان تكون هي المعنية بهذا العشق الجارف وسألت بتوهان : هي السبب في السد دا، والا انت ؟؟

اشار على نفسه مردفا : انا السبب، انا اللي وعدت، انا اللي متزفت ومش قادر اخد خطوة في حياتي، علشان وعد وعدته زمان، خايف تروح من ايدي، مش هاستحمل بجد.

رمقته بغضب وهتفت : هي لسى موجودة !!!.

اؤمئ وهو يرجع رأسه للخلف ويغلق عيناه وهتف : قريبة مني اوي، قريبة مني لدرجة ان مش قادر اطلعها من قلبي، ولا اطلعها من حياتي.

جزت على اسنانها وهي تهتف لنفسها بخوف : يالهوي مين دي اللي قريبة منه اوي، يالهوي لتكون هايدي، لا قلبي هايقف، معقولة ، لا لا لا، يعني ايه، دا انا قلبي بدأ يحبك يا رامي، كدا رامي بح، كان عنده حق سامي لما قال انه بيعاملني كاخته.
نظرت له وجدته مازال مغلق عيناه بقوة، هتفت مرة اخرى لنفسها ولكن بصوت عالي : اخته وبيبوسني.

فتح عيناه بسرعة وهتف بتساؤل: نعم؟!!.

ارتبكت بشدة وهي تسب نفسها على ما تفوهت بيه، ثم هتفت باندفاع: مفيش، مفيش نام نام.

جذب مرفقها بسرعة وجعلها تستدير له : بوسة ايه مش فاهم، مين بيبوسك.

لوت شفتيها بسخرية مريرة على تحطم امالها الوليدة : هو في حد غيرك بيعمل كدا، تصبح على خير، وبكرة تشوف حل للزفتة اللي في اوضتي هي اخدت راحتها ولا ايه.
**********************************
بمنزل زكريا...

جلست بصدمة وهي تهتف: ايه حامل ازاي .

هتف بفرحة : ايه اللي ازاي ياما، سلمى حامل ياما والله دا كلام الدكتور.

مديحة : يمكن غلط وهو بيكشف يا واد، وتكون غيبوبة السكر.

هز راسه بنفي وهتف بسعادة : لا ما الدكتور اخد منها عينة دم ونزلت روحت المعمل اللي على اول الحارة والبت اللي هناك اكدتلي انها حامل.
ثم تابع بقلق : بس الدكتور قالي ابدأ اروحله علشان يتابع معاها علشان السكر وكدا، ربنا يستر بقى .

اقترب منها بسرعة وجلس بجانبها واحتضنها : انا فرحان اوي ياما الحمد لله ربنا كرمنا، شكل الشيخ مدكور دا شيخ بجد، الحمد لله يارب، انا فرحان ربنا عوضني بسلمى وبالنونو، هاتبقي جدة يا مديحة...

في ظل سعادته وثرثاته عن مدى فرحه بحمل سلمى، كانت هي شاردة في فشل مخططاتها، بدأ كل شئ ينهار بحمل سلمى، كان بداخلها نيران الحقد والكره تتصاعد، استفاقت على يد زكريا وهو ينبهها : ياماااا، سرحانة في ايه.

مديحة : مش حاجة، مراتك عرفت؟

زكريا : لا، هاقولها بكرا لما تصحى، اخدت مهدأ، اكيد هاتفرح ان ربنا عوضها عن موت امها، المهم هاقوم اشوفها كويسة والا لأ...

تابعته ببصرها وهو يدلف لغرفته مغلقا الباب خلفه، هتفت بغضب : اه يا نااااري، حسني اتسجن ومطلعتش منه بحاجة، وادي السنيورة حملت وانا كدا فشلت لا والله ابدا، مش هاتفلتي من ايدي يا سلمى وهاترتمي في الشارع زيك زي شهد وليلى وبفضيحة كمان .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثالث والعشرون

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#25

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية (شهد الحياة )

البارت الرابع والعشرون.

بمنزل زكريا.

جلس بجانب والدته بوجهه العابس :صباح الخير ياما.

_ صباح النور ياحبيبي، ليه مبوز كدا .

حك رأسه بقوة وهو يهتف بألم : منمتش ياما، سلمى طول الليل كوابيس، مش عارف ايه دا.

هتفت بحزن مصطنع : علشان ياعيني امها ماتت، وابوها القاتل، صعبة بردوا يا زكريا .

اؤمئ بحزن واردف : كلامك صح فعلا ياما، بقى عم حسني يقتل ام سلمى كدا بالساهل وعلشان ايه..

هتفت باندفاع : علشان الفلوس .

قطب مابين حاجبيه مردفا وهتف بتساؤل : الا من حق ايه اللي وادكي عندهم ياما في الوقت دا، وايه اللي عرفك انه علشان الفلوس.

نظرت له بارتباك وهتفت بتلعثم :. ها،، اصل اااا، اصل انا روحت اشتكيله كامن الواد اللي عنده خمني في ميزان اللحمة، فروحت اشتيكله واقعد معاهم شوية، لقيت الباب موارب وبيضربها بالسكينة انا جسمي انتفض ياخويا ومحستش بنفسي غير وانا بصرخ، وكان بيقولها يا حرامية فين فلوسي.

اندفعت نحوها سلمى بغضب وهتفت بصراخ : انا امي مش حرامية، فاهمة والا لأ، انا امي اشرف منك ومن عشرة زيك .

شهقت مديحة بصدمة واردفت : بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتى دول.

امسكها زكريا بقوة وهتف مهادئا اياها : اهدي يا سلمى امي مش قصدها حاجة، هي بتحكي اللي حصل وبس.

سرعان ما تدراكت الامر وهتفت ببكاء مصطنع استكمالا لمخطاطتها الشريرة : والله يابنتي انا امك صعبت عليا اوي مكنتش تستاهل كل دا، دي كانت طيبة وانا كنت فاهمها غلط، متزعليش مني اعتبريني امك يابنتي.

رمقتها بشك، بينما هتف زكريا : ربنا يخليكي لينا ياما، والله امي طيبة يا سلمى...
ثم امال على اذن سلمى يهتف بهمس شديد: هي طيبة اه، بس اوقات بيجلها هفوات كدا، متركزيش معاها.

داهمها ذلك الدوار مجددا تمسكت سريعا بزكريا، وهتفت بنبرة ثقيلة : اه الحقني .
************************************
جلس بخوف وهو يتابع وكيل النيابة بعينيه المرتبكة، حتى قطع الصمت .....

وكيل النيابة : اسمك وسنك وعنوانك.
جف حلقه من الارتباك، الان اصبح مدرك انه قتلها، الان بدأ مستقبله يتحدد امامه ويرى حبل المنشقة يلتف حول عنقه بقوة، ارتعد في جلسته ووزع نظره بين وكيل النيابة والشخص المسؤول عن المحضر بخوف، حتى هتف وكيل النيابة بحدة : ما تخلص قول اسمك وسنك وعنوانك...

هتف حسني بارتباك : انا اسمي حسني عبد الرحيم على حميدة وسني ٥٥ سنة وعنواني شارع..... .... .

س : المجني عليها سميحة كارم متولي تقربلك ايه؟!..

ابتلع ريقه بصعوبة واردف : مراتي يابيه..

س: قتلتها ليه؟!.

توتر في جلسته وتذكر زميله في الزنزانة وهو يملي عليه ما يقوله : اي حاجة يقولك عليها قول معرفش معملتش مقتلتش اوع تعترف....

هتف باندفاع : انا مقتلتهاش يابيه...

ابتسم وكيل النيابة واردف : اه انت حافظ مش فاهم، بص من الاخر كدا انت ممسوك متلبس، بصماتك على اداة الجريمة، الجيران كلها اعترفت عليك، ومهما تقول معرفش مقتلتش مسيرك هاتعترف بردوا، انطق بقى بالذوق، قتلتها ليه؟!..

هتف حسني وعينيه تطلق شرارت من الغضب الممزوج بالحقد : قتلتها لانها تستحق الموت، دي حرامية يابيه سرقت مني مية الف جنيه بتوعي خبتهم بعيد عني، مرضتيش تقولي فين وكانت عاوزة تهرب مني، الشيطان سيطر عليا يابيه، محستش الا وانا بضربها، هو مش من حقي اموتها يابيه، دي سرقت فلوسي يا ناس تعبي وشقايا، فين القانون اللي هايجبلي حقي يا بيه.

اردف المحقق بهدوء : اهدا كدا وقولي فلوس ايه وسرقتهم ازاي.......
******************************
بمصنع المالكي...

_شهد استني هو انا مش بكلمك.

استدرات تهتف بضيق واضح على ملامحها : يا استاذ سامي، بجد مش عاوزه احرجك بس انا مش عاوزة مشاكل مع رامي ولا يتقال عليا كلام وحش .

قطب ما بين حاجبيه مردفا : مين يقدر يتكلم عليكي، دي هي واحدة وانا عارف مين زقها عليكي.

هتفت بفضول : مين؟!.

هتف بنبرة خبيثة : هايدي.

هتفت شهد بعدم تصديق : نعم!!!، هايدي ليه تعمل كدا؟!.
ثم استطردت مستفهمة : هي مش هايدي دي بنت عمك متهايلي؟!.

اؤمئ براسه وهتف : اه بنت عمي، بس بردوا يا شهد انا مع الحق، وهي غلطت لما زقت شيماء عليكي، بس هي عندها مبرر.

شهد : مبرر انها تسوء سمعتي؟!، وياترى ايه هو ؟!!.

هتف بمكر : اصل بتحب رامي جدا، ورامي كان بيحبها فحست انك ممكن تخطفيه منها.

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت : هو رامي كان بيحب اميرة ولا بيحب هايدي، ما ترسى على بر .

تلعثم في رده وقال : لا اقصد هو كان بيحب اميرة، كان فعل ماضي، لكن هايدي هي المستقبل انتي مبتشوفيش نظراتهم لبعض، دا انا قولت انك قفشتي الموضوع.

هتفت ببرود عكس ما بداخلها وما تشعر به من نيران الغيرة التي تهنش في قلبها : لا مقفشتش، ربنا يهني سعيد بسعيدة عن اذنك.

تركته وهو يبتسم بمكر : كنت غلط من الاول لما قولت انه بيحب اميرة، انا كدا ماشي صح.
********************************
بمنزل زكريا...

هتف زكريا بنبرة حنونة وهو يمد كوب اللبن لسلمى : اشربي يا سلمى، لازم تتغذي كويس.

اردفت ببكاء حاد : لا مش عاوزة حاجة، انا عاوزة اروح لامي، ربنا ياخدني واروحلها.

هتف سريعا بغضب بسيط : بعد الشر عليكي يا سلمى، ليه بتقولي كدا وتسيبني لمين، طب مش عاوزة تشوفي النونو اللي جاي في السكة دا.

قطبت ما بين حاجبيها ونظرت له باستفهام، بينما هو اؤمى بقوة وهتف بسعادة: اه انتي حامل يا قلبي، في بطنك في نونو جميل.

هتفت بصوت مرتجف للغاية : ايه؟!، انا حامل، لا مش عاوزاه، مش عاوزاه.

ربت زكريا على يديها بحنان وهتف : ليه يا قلبي، دا حتى دي نعمة والله، انا مبسوط انك حامل.....

قاطع حديثه دخول مديحة وهي تحمل صينية الطعام وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة : اتفضلي الاكل يا سلمى .

ابتسم زكريا بسعادة : تسلم ايدك ياماا، شفتي ياسلمى امي حاسة بيكي ازاي.

وضعت مديحة الصينية امامهم وهتفت بهدوء: يابني العمر بيروح في ثانية، واديك شوفت موت ام شهد.....

لكزها زكريا بخفة هاتفا بتحذير : في ايه ياما، ما تراعي كلامك.

مديحة : يعني اقصد يابنتي انا كنت غلطانة في حقك، سامحيني كلي يالا واشربي اللبن، ومن هنا و رايح انا مش هازعلك ابدا وانتي هاتشوفي دا بعنيكي.

تركتهم مديحة وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة، بينما كانت سلمى تنظر في اثرها بخفوت وتهتف في سرها : ياترى مجهزالي ايه يا مديحة، شكلك ناوية على موتي.

استفاقت على هزات زكريا لها وهو يقول : سلمى هي اختك شهد فين؟.

هتفت باعين دامعة وصوت حزين : عند خالتي.

زكريا : طب ما تقوليلي عنوانهم اروح وابلغها لازم تعرف.

سلمى : مش عارفة عنوانها ولا حتى اعرف رقم تليفونهم، حتى رقم تليفون شهد كان مسجل على تليفوني وهو كسرهولي.

زم زكريا شفتيه بضيق : طيب انا هاحاول اتصرف واوصل لعنوانهم، اسال اي حد من الحارة على رقم شهد لعل وعسى يكون حد معاه.
ثم استطرد قائلا : سلمى انا مش عاوزك تخافي مني، انا والله ما ارضا ازعلك تاني او اضايقك، اللي حصل ما بينا فات ومات وندفنه كمان، انا مبسوط بابنا اللي جاي دا.
*************************************
بالمصنع...

دلفت الى مكتب هايدي وهتفت بضيق : عاوزكي.

رفعت بصرها ترمقها بسخرية : مين انا، خير يا ....، سوري نسيت اسمك.

امالت على المكتب وهي تستند براحتيها على سطحه الزجاجي وهتفت ببرود : اولا يا حلوة اسمي شهد، انا مش سهل حد ينساني، ثانيا ياحلوة طلعيني دماغك الحلوة دي، علشان انا لو حطيتك في دماغي هاتزعلي مني.

ارجعت ظهرها للخلف ووضعت ساق على اخرى وهتفت بتهكم : وانا هاحطك في دماغي ليه ان شاء الله تعنيني في ايه، انتي حيالله واحدة بتشتغلي عند رامي.

اغتاظت كثيرا لتعمد هايدي اهانتها، جزت على اسنانها تحاول كبح تلك الانفعالات التي تتصاعد بداخلها وهتفت ببرود بعكس ما بداخلها : لا انتي حطاني في دماغك وانا متاكدة من كدا، انا مش مجرد شغاله عند رامي، انا بنت خالته ومراته.

هتفت بتهكم : مراته!!!، لا اكدبي كدبة غيرها، ما خلاص عرفنا انه قال كدا علشان الفضيحة وانتي اعترفتي بلسانك دا لسامي وقولتي لا مش مراته.

جلست على طرف المكتب وهي تهتف بمكر : امممم قولت كدا فعلا بس لما روحت رامي بهدلني اني انكرت، وقالي امشي بكرة في المصنع وقولي بعلو صوتك انا مرات رامي، لو مش مصدقاني روحي واساليه، ولو مش مصدقاني بردوا ارقعي دماغك الحلوة دي في اتخن حيطة في المصنع، باي يا هايتشي.

خرجت من الغرفة برأس مرفوعة، ثم اكملت سيرها لغرفة رامي، بينما كانت هايدي تستشيط غضبا من شهد، فضغطت على زر الاستعلامات بغضب وهتفت : ابعتلي شيماء ضروري .

وضعت سماعة الهاتف بقوة وهتفت بنبرة كفيفح الافاعي: واقسم بالله لالبسك تهمة معتبرة يا زفتة .

بينما كانت هايدى تضع في رأسها خطط لايقاع بشهد، كانت شهد تقف على اعتاب غرفة رامي بتوتر وتهتف لنفسها بتشجيع : مش تخافي يا شهد ادخلي وقوليله الكلمتين لازم تنهي بقى المهزلة دي.

طرقت باب الغرفة عدة مرات ودخلت، رأته يجلس منكبا على الاوراق يتابعها بتركيز، دلفت واغلقت الباب خلفها، رفع بصره وما ان رأها حتى اتسعت ابتسامته وهتف : ايه دا شهد الحياة بنفسها عندي.

تحركت نحوه وهتفت بهدوء: هو انت مش هاتقولي بقا عرفت الاسم دا منين.

خلع نظارته الطبية وهتف بمكر : عرفته يجي من ٨ سنين يوم ما شوفتك .

رفعت احد حاجبيها وهتفت بتعجب : هو انت شفتني قبل ما اجيلكوا.

اؤمي لها وهتف بخفوت : شفتك واتكلمت معاكي كمان...

فتحت فمها حتى تهتف ولكن قاطعها بوضع اصابعه على فمها ويهتف بهمس : روحت لمامتك ازورها بناءا على رغبة ماما، خبطت فيكي على السلم، وكلمتيني قولتلي ابقى فتح بقى، وسبتيني ومشيتي، طلعت لمامتك وسالتها عليكي وحكتلي عنك وقالتلي ان بابكي الله يرحمه كان دايما بيقولك شهد الحياة، حقيقي الاسم عجبني اوي وعلق معايا.

شهد : امال لما شوفتني عملت نفسك كانك مش عارفني ليه؟.

هتف بمرح وبغمزة خفيفة من عينيه : لزوم الشغل، لا اقصد كنت عاوز اعرف انتي فاكرني ولا لأ، بس طلعت ذاكرتك في اللالا لاند.

ضحكت بخفوت وهتفت : اه انا عندي الذاكرة عندي بعافية شوية..

رامي : طب كنتي جاية ليه، كنتي جاية علشان كدا.

هزت راسها بنفي واردفت : لا مش علشان كدا، بس بص يا رامي انا عارفة اني غلطانة اني بفتح الكلام دا هنا في المصنع بس حقيقي مش قادرة اسكت و انا دلوقتي متشجعة.

قطب مابين حاجبيه وهتف : كلام ايه مش فاهم قولي....

اخذت نفس طويل وهتفت : بص يا رامي انا عرفت مين هي البنت اللي انت حكتلي عنها امبارح واللي بينك وبينها الف سد، وعرفت ايه هو السد كمان، وانا استحالة اسمح لنفسي ان اكون عائق بين اتنين بحبو بعض ، فالو سمحت طلقني وروح اتجوزها وكدا يبقى السد اتهد.

قالت جملتها الاخيرة بنبرة مهزوزة ضعيفة، فهتف رامي : هي مين دي اللي هاطلقك علشانها وسد ايه.

هتفت سريعا وباندفاع : هايدي، انا عرفت انك بتحبها وهي بتحبك، والحمد لله نور بصيرتي، وعرفت ان انا السد اللي بينكوا، فانا بقولك طلقني واتجوزها، اتجوز اللي عشت ليالي تتعذب في حبها، متحاولش تنكر علشان خاطري انا مش زعلانة .

ضحك بكل صوته وهتف : انا وهايدي، طب ازاي مين الحمار اللي قالك كدا، انا عمري ما حبيت هايدي ولا فكرت فيها اصلا.

هتفت بنبرة منفعلة : كداب سامي صاحبك قالي كدا.

احتدت عيناه بغضب : سامي تاني، هو انا مش قولت مية مرة بلاش سامي يا شهد.

هتفت بعصبية واعين دامعة : انت بتزعقلي ليه، هو اللي نادني وكلمني وقالي ان مقفش في طريقكوا وانك بتحبها.

مد يديه ومسح تلك الدموع المتساقطة من عينها وهتف : طب انتي عاوزة ايه اكتر من اني اقولك اني عمري ما حبتيها وسامي كداب، او يمكن يقصد ان هي بتحبني مش عارف هو نيته كانت ايه، بس مش هي دي يا شهد اللي قولتلك عليها، اللي قولتلك عليها قريبة مني اوي بس عندها تخلف مبتفهمش.

هتفت بنبرة يتخللها السعادة حاولت اخفائها : يعني هايدي مش حبيبتك، احسن اصل لسه عاملة مصيبة وخفت منك .

حاوط خصرها بيديه وهتف بهدوء : امممم عملتي ايه قولي؟!..

هزت كتفيها بالامبالاة وهتفت : معملتش والله، سامي قالي انها السبب في اللي حكته شيماء وانها عملت كدا بدافع الحب، فقومت اضايقت مش مبرر تسوء سمعتي علشان بتحبك، اتعصبت وروحتلها وضايقتها وقولتلها اني مراتك.

داعب وجينتها باصابعه : طب فين بقى الغلط في كدا، تخافي مني ليه...

شهد : علشان قولتلها اني مراتك يعني وضايقتها، انا اتخيلت انك تزعل مني علشان رخمت عليها.

هز راسه بنفي وهتف بحب : لا انا ازعل من اي حد يزعلك انتي.

ابتسمت بسعادة، ولكنها سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهتفت : قصدك ايه انك تزعل من اي حد يزعلني.

ابتعد عنها وهو يعود لعمله ويتصنع الامبالاة : مش قصدي حاجة، روحي يالا شوفي شغلك يا هانم.

صمتت قليلا وبقت تراقبه بتركيز حتى زفرت بخفوت من غموضه وتحركت صوب الباب ولكنها توقف واستدرات تهتف بتساؤل : رامي بما انك مش راضي تقولي مين حبيبتك، قولي اول حرف من اسمها ايه.

ساد الصمت بالغرفة بعد سؤالها المفاجئ، حتى قطعه رامي بقوله : اول حرف من اسمها ش .

شهد : ش؟!!.

اؤمئ وهو يمسك سماعة اله*اتف ويطلب رقما : اه ويالا بقى ورايا شغل.

خرجت من الغرفة ، وهي تقف بصدمة وتهتف لنفسها: ش ، قصده ايه ب شين دي، معقولة تكون ش شهد مش معقولة ليه، نهار اسود يعني اللي بحس بيه طلع صح رامي بيحني، اه قلبي مش قادرة... رامي بيحبني ش شهد، ش شهد...

وضعت يديها على قلبها تهتف بسعادة : اه اهدا اهدا، يالهوي قلبي هاينط من مكانه، قلبي وعقلي، هاتموتني يا رامي.

بينما كانت هي في سعادتها، كان هو يتنفس بسرعة داخل مكتبه لاعترافه البسيط بنطق اول حرف لاسمها، زدات ضربات قلبه وهتف لنفسه : مش هاتسكتي الا لما اصرخ بعلو صوتي واقولك بحبك علشان اخلص من غبائك..

تنهد بنفاذ صبر وامسك الهاتف مجددا وضغط على رقم هاتفا بقوة : ايوة يابني ابعتلي البنت اللي اسمها شيماء دي، اه اه هي، بتعمل ايه عند انسه هايدي، طب اقفل.

اغلق الهاتف واردف : اه دا كلام شهد صح بقى، ماشي لو صح انتو الاتنين هاتكونوا برا...
تحرك صوب الخارج وهو ينوي على معاقبة من يمس بها بسو، وصل امام غرفتها امسك المقبض اكتشف ان باب الغرفة مفتوح قليلا ابتسم بمكر لحسن حظه وفي نفس الوقت سوء حظهم، اقترب اكثر واستمع ......

شيماء : مش انا قولتلك يا مس هايدي هي مراته فعلا، حرقته وهو بيتكلم اكدت كدا.

هتفت هايدي بحقد : والله لاوديها في ستين داهية، بقولك ايه خدي السلسلة الصغيرة دي وقولي انك عملتي جمعية واشتريتها، ووريها للكل، وبعد بكرة حطيها في شنطتها وبعد كدا صوتي وقولي انها اتسرقت وسيبي الباقي عليا....

قاطعهم دخول رامي المفاجئ وهو يرمقهم بغضب وهو يهتف بحدة : لا الباقي عليا انا .....

تطلعت اليه هايدي بصدمة شديدة وهتفت بتلعثم : رامي.... .

وقف بثقة وهو يضع كفيه في جيوبه ويرمقها باستنكار : اه رامي اللي كنتي عاوزة تسجني مراته وتتهميها زور ..

توترت وتنقلت ببصرها بين رامي وشيماء حتى هتفت بارتباك : رامي انااا، انت فهمت غلط انا مكنتش ياعن ....

اشار اليها ان تصمت موجها حديثه لشيماء الواقفة توزع نظرها بين هايدي ورامي بخوف قائلا بحدة خفيفة : انا اول مرة اديتك فرصة علشان تاكلي عيش، لكن المرادي لا مفيش فرص، روحي الحسابات يالا خدي بقية فلوسك ومع السلامة ....

اؤمات دون التحدث وخرجت تحت انظار رامي الغاضبة ، وما ان خرجت حول بصره نحو هايدي فشعرت بان عينه ترسل لها اسهم محملة بشعلة من النار ويرسلها لجسدها بقوة تحرقها، المها نظراته تلك، فبكت مستعطفة اياه : رامي والله غصب عني، انا اسفة، انا عملت كدا علشان بحبك وهي هتاخدك مني، عملت كدا علشان ادافع عن حبي ليك.

هتف بعصبية مفرطة : انهي حب دا يا محترمة اللي بتتكلمي عنه، امتى حسيتي بالحب دا، انا مفيش مرة اتعديت حدودي معاكي، مفتكرش اصلا مرة هزرت معاكي، وبعدين انهي حب دا اللي يخليكي تأذي حد، دا مش حب دا تملك، وانا ابعد ما يكون حد يمتلكني، ولمعلوماتك بس شهد فعلا مراتي، وانا بحذرك يا هايدي لاخر مرة اياكي ثم اياكي تفكري تيجي جنبها بس، ولو سمحتي لمي متعلقاتك وكل حاجة ليكي وياريت متجيش المصنع ولا حتى تدي دروس لحمزة مستغني عن خدماتك، انا هاحترم انك قريبة صاحبي ومش هاخد ضدك اي اجراءات.

خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة، بينما هي جلست تبكي على تحطم امالها واحلامها، بقراراته تلك لقد قطع كل الطرق للوصول اليه.....
*********************************
تحرك في مكتبه ذهابا وايابا بغضب، اليوم سوف ينهي كل شئ ممكن ان يعوق علاقته بمحبوبته، دلف سامي للغرفة

_ في ايه يا رامي، هايدي بتعيط وبتقول انك طردتها من الشغل.

هتف ببرود : غلطت وجت على اقرب حد ليا ومفكراني اني هاعديها، اخدت جزائها ومشيت، في حاجة .

عقد حاجبيه وهتف : في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!.

اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة : انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب عن الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولو حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد......عاوز ايه من شهد يا سامي...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الرابع والعشرون .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#26

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة )

البارت الخامس والعشرون .

عقد حاجبيه وهتف : في ايه يا رامي مالك بتكلمني كدا ليه؟!.
اقترب منه رامي ووقف امامه بثقة مردفا بحدة خفيفة : انت عاوز ايه من شهد يا سامي، مالك في ايه بتلعب على الناحتين ليه، شوية تقولها اني بحب هايدي، وشوية تقولي انها بتحبك، في ايه مالك يا صاحبي، ليه بتعمل كدا، ليه اتغيرت وبقيت تتصرف تصرفات غريبة، انا سايبك بمزاجي يا سامي، سايبك تخبط هنا وهناك براحتك، بس انا حقيقي وصلت لمرحلة مبقتش عارف ولا اديلك عذر، ولا حتى عارف اني اقول معلش استحمل دا صاحبك الوحيد......عاوز ايه من شهد يا سامي...

سامي : بحبها يا رامي، بحبها، والحب مش بايدينا.

التوى فمه بسخرية : بتحبها!!، اقدر اعرف امتى وازاي، انت شوفتها مرة واحدة في بيتي لما فضولك اخدك تروح وتشوفها، وبعدها قعدت فترة طويلة لغاية ما بدأت تشوفها تاني، فين الحب دا .

عقد ذراعيه مردفا بضيق : طب تيجي نقلب الادوار انت شوفتها امتى الا من فترة قليلة لما جت تعيش معاكوا، لحقت تحبها؟!، يبقى انا وانت متساويين.

اقترب منه رامي وهتف بعصبية مفرطة : انت مجنون ولا دماغك دي لحست ولا فيك ايه، اه انت عينك زايغة بس مش على اهل صاحبك يا صاحبي انت عمرك ما كنت كدا، مالك يا سامي ما تفوق هي السكينة سرقاك ليه كدا، اللي انت بتتكلم عليها دي مراتي، اللي انت بتتكلم عليها انا شوفتها من ٨ سنين وحبيتها، اللي انت بتتكلم عليها دي انا كتمت حبها في قلبي، ٨ سنين حبيتها فيهم ويوم ما اتجوزها وتبقا بين ايديا صاحبي بيضربني في ضهري، وبيوقع ما بينا.

ساد الصمت في الحجرة عقب حديث رامي، ولكن انفاسه العالية رفضت الخضوع وبات يتنفس بقوة، وصدره يعلو ويهبط بسرعة، حتى قطع رامي هذا الصمت بقوله : ساكت يعني.

سامي : مش عارف اقول ايه، انا حقيقي مصدوم من كلامك، يعني انت كنت بتحبها طب، طب واميرة؟!.

رامي : انت اكتر واحد عارف اني اتجوزت اميرة بسبب رغبة امي، لكن محبتهاش يا سامي، انا عمري ما قولتلها كلمة بحبك كمان، علشان كدا هي طلبت مني متجوزش بعدها علشان خافت احب وانساها مثلا، انا كنت اكتر واحد فاهمها على ايه، كنت بحس بعنيها وهي زعلانة لما مبقولهاش كلمة بحبك، بس كان غصب عني والله قلبي كان متعلق بشهد مكنتش قادر انطقها، بس كل اللي قدرت اعمله اكراما ليها اعاملها معاملة حسنة واكتم حب شهد.

سامي : لو كانت اميرة لسه عايشة كنت فضلت معاها؟؟

اؤمئ بقوة وهتف : اه كنت فضلت معاها وخلفت مرة واتنين وتلاتة ولو كانت حتى شهد جت وكانت بين ايديا هارفضها وحبها يفضل في قلبي احسن من اني اجرح اميرة او اكسر قلبها في يوم من الايام.

سامي : طب ليه خلفت وعدك معاها واتجوزت شهد، ليه مفضلتش على وعدك ومتتجوزش .

رامي : ظروف انت متعرفهاش حطتني واجبرتني اني اتجوزها، بس دلوقتي مبقاش في اميرة وبقت هي بين ايديا، انا مش قديس علشان افضل اضغط على نفسي بالطريقة دي، انا حاسس اني هانفجر واصرخ باعلى صوتي واقولها بحبك.

ابتسم سامي : طب ما تصرخ ايه مانعك.

قطب ما بين حاجبيه مردفا : انت مالك بارد كدا ليه في كلامك معايا.

اقترب سامي اكثر و تزين وجهه بابتسامة عريضة مردفا : علشان انت اهبل يا رامي، فاكرني هاخونك مثلا وابص لشهد وانا عارف انك بتموت فيها، يا سيدي انا هاحكيلك بس اوعدني بلاش غشوميتك علشان ايدك تقيلة .

رامي : قول اخلص .

ابتعد سامي قليلا مردفا : بص بدايتا انا لما شوفتها لما روحتلك البيت فعلا اعجبت بيها جدا، لدرجة لما كلمتك وانت اتخانقت معاايا وحسيت بجو غيرة من عيونك كدا، بس قولت انت طبعك كدا حتى مع اميرة واختك ومحطتش في بالي، فقولت اخد خطوة جد واتكلم مع امك واتقدم ليها وامك هي تقنعك .

(فلاش بااااااك )....

هتفت صفاء بقلق : في ايه يا سامي منزلني من البيت ومتقوليش لرامي، ومقعدني في المكان دا قلقتني..

ربت سامي على يديها بابتسامة بسيطة على ثغره : اهدي كدا يا حبيبتي، كل خير، بس انتي قولتي لرامي...

هزت رأسها بنفي مردفة : لأ قولتله رايحة المقابر ورفضت يجي معايا، في ايه بقى ؟!.

هتف سامي بجدية : بصي بقا يا ستي انا راجل دوغري، انا طالب ايد شهد بنت اختك، شوفتها لما جيت لسامي اسال عليه واعجبت بيها والصراحة مفيش بنت شدتني زيها كدا، لمحت لابنك وطبعا كعادته لبخ معايا في كلام وتقريبا عايرني اني كنت متجوز ومطلق، فقولت اتكلم معاكي وانتي تقنعيه وكدا.

هتفت صفاء بنبرة حزينة : بص يا سامي انت ابني ورامي ابني وطول عمري انا بحبك والله، بس يابني اللي هاقوله دا حاول تخليه سر بيني وبينك.

‏سامي : قولي اي حاجة انتي بمثابة امي التانيه والله يا طنط صفاء، عوضتني عن حنان الام بعد موت امي .

‏صفاء : بص يابني اللي هاقوله دا يمكن تستغربه، انا يجي من تلات او اربع سنين كدا كنت بروق اوضه رامي وكدا شوفت درج المكتب مفتوح وهو على طول بيقفله بالمفتاح، فضول اخدني وفتحته واتصدمت من ورق مكتوب فيه اسم شهد الحياة وورق تاني في رسومات لوشها انا اتصدمت ودماغي وقفت بس بعدها افتكرت ان الاسم دا لشهد بنت اختي كان لقب يعني ابوها مطلعه عليها زمان، انا حقيقي مكنتش اعرف شكلها تقدر تقول علاقة مقطوعة من سنين بيني وبين اختي، بس حسيتها كدا من رسومات، وافتكرت لما هو جه في مرة سالني عليها كتير اوي وانا رديت انه مش اعرفها ولا اعرف حاجة عنهم، بس يابني ومن هنا عرفت ان ابني قلبه متعلق بيها خصوصا ان اميرة كانت بتشتكي انه عمره ما قالها بحبك، استغربته اوي ليه بيعمل في نفسه كدا، بس سكت احتراما له، وتمر الايام والسنين وشهد تيجي بتدابير ربك عندنا برجيلها، شفت الحب في عينه يا سامي بس بيدراي وبيسكت، انا حاسة بيه بس وعد اميرة حبل بيخنقه حوالين رقبته، يرضيك يا سامي تكسر قلبه، وهو قلبه متعلق سنين.

‏كانت ملامح الصدمة على وجه ولكن مع اخر حديثها هتف باندفاع : دا انا لو كنت عشقتها وحبيتها اوي كنت ادوس على قلبي علشانه، رامي دا اكتر من اخويا يا طنط، والله ما كنت اعرف اي حاجة من دي، انا مش عارف ابنك دا ليه بيعمل كدا ليه بيخبي عليا كدا، انا لو اعرف مكنتش فكرت ابصلها حتى .

‏ابتسمت بسعادة مردفة : انت اصيل اوي، وهو كمان بيعزك والله، بس يابني هو طبعه كدا كتوم اوي مبيقولش اللي جواه لحد.

هتف سامي بضيق : غبي بس هو كدا هايضيع حبه.

صفاء : مانت يابني بدام عرفت الحكاية واصلها، يبقى تقولي اعمل ايه اساعده ازاي يتجوزها، او ياخد خطوة......
( بااااااااك )

_ وبس ياسيدي دي كانت الحياة كلها..انا بقى كنت بمثل اني بحبها، علشان تتحرك تاخد خطوة، وكنت بوصلها كلام معين علشان عارف انها هبلة وهاتقع بلسانها فتقوم تتعصب وتعترف بحبها و دا كله كان بالاتفاق مع مامتك.

ذُهل رامي من حديث سامي، ولكنه سرعان ما تدراك الامر واقترب منه بوجه خالي من التعبير، فابتعد سامي لا اراديا ووضع يده فوق وجهه وهتف بخوف مصطنع : والله لو ضربتني لمقدم فيك بلاغ في المركز .

ابعد رامي يده عن وجهه ونظر له مطولا، ثم عانقه بقوة مردفا بأسف : انا اسف يا صاحبي، فكرت فيك بالسوء، غصب عني صدقني، يعني انا كنت بكرهك وانت بتحاول تقربني منها.....انا اسف بجد، انا حاسس الفترة دي اني بلخبط كتير اوي، زمانك كرهتني دلوقتي.

شدد سامي على عانقه مردفا : متتأسفش انت اخويا يا اهبل والاخوات مهما يحصل ما بينهم عمرهم مابيكرهوا بعض، وانا ماليش اخوات وانت اخويا الصغير، اي نعم الفرق سنتين بس، بس والله بحسهم كاني كتير واني مسؤول عنك.
*******************************
بمنزل زكريا...

ادخلها غرفتها بسرعة واغلق الباب، فهتفت : في ايه يا واد مدخلني الاوضة كدا ليه....

استدار اليها ورمقها بغضب : النيابة بعتتلك استدعاء ياما.

ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصياح : يالهوي ليه عملت ايه...

اقترب منها بسرعة وكمم فمهما بيده هاتفا بتحذير : اسكتي مش عاوز سلمى تعرف حاجة ..

ابعدت يديه بقوة وهتفت موبخة : انت يا معفن خايف ان مراتك تعرف، وامك رايحة النيابة عادي.

هتف بعصبية : لا خايف تعرف من اللي انا هاقوله، النيابة ياما عاوزكي في قضية حسني ابو سلمى باعتبار انك الشاهدة الاولى فهتروحي تقولي اللي حصل وبس ودا اللي فهمه ليا عبد الرحمن المحامي اللي على اول الشارع وقالي عادي دي اجراءات بتم وبتخلص .

تنهدت براحى وهتفت : الحمد لله يا واد قلبي اتخلع، طب ايه وشك دا محسسني ان اللي قاتلة .

هتف بخشونة : لا ياما مش قاتلة، بس في كلام حسني قاله في المحضر وهايسالوكي فيه بكرة وانا بقى عاوز اعرف الحقيقة.

نظرت له بتوتر وهتفت : في ايه يا واد قلقتني.

زكريا : انت ياما انت وحسني كنتوا متفقين تتجوزا وتخلصوا من سميحة بوصلات الامانة الي هو ماسكهم عليها وكان ناوي يحبسها علشان يتجوزك.

نظرت له بصدمة لم يكن ببالها انه سوف يسرد امر زواجهم، سبته في سرها، الان هي في مأزقين ولابد من التفكير بسرعه كبيرة حتى تخرج من مأزق زكريا، اما مأزق النيابة سوف تخطط له بحكمة وهدوء اكثر، فهتفت بشهقة مصطنعة : انا كنت هاتجوز حسني، يقطعه راجل شايب وعايب، تلاقيه محروق مني علشان انا اللي بلغت عنه لما شوفته بيقتلها، عاوز يورطني بس على مين انا هاروح بكرة وافضحه الكلب دا.

رمقها بشك : يعني ياما انتي متقفتيش معاه على الجواز.

اشارت على نفسها مردفة بكذب : انا!!، دا كداب يا واد زي ما قولتلك محروق، طب انا امك هاعمل كدا واتجوزه.

زكريا : ولا تعرفي حاجة عن وصلات الامانة دي .

هزت راسها بنفي وهتفت : لا يا بني هاعرف منين يعني ...
ثم استطردت حديثها بعتاب : بس انا ليا الحق ازعل منك انت يا زكريا تعرف عن امك كدا اخص عليك.

زم شفتيه بضيق هاتفا : معلش يا ما، اصل الحوار دا يخبل الدماغ، ليه بيقول كدا، وبعدين انتوا لو متفقين فعلا ليه هاتصوتي وتبلغي عنه، تحسي ان فيه إن في الموضوع.

ربتت على كتفيه وقالت : هو كداب يا ضنايا، انا هاروح بكرة واقول للباشا كل حاجة واقول كلامه كدب مش تقلق.
ثم تابعت مغيرة مجرى الحديث : انت عشيت سلمى يا ضنايا.

هز رأسه بنفي، فهتفت هي : طب روح خد الاكل من المطبخ وعشيها، علشان اللي في بطنها.

أؤمئ لها ثم خرج من الغرفة وهو يفكر في حديث امه وما سمعه من المحامي، بينما هي فور خروجه انفجرت كالبركان : اه يا كلب يا معفن بتجيب سيرتي طب والله لاعكها فوق دماغك بكرة.

قاطع تفكيرها رنين هاتفها نظرت فيه وجدت كريمة، تأففت بضيق وقالت في سرها : هو دا وقتك، ايه القرف دا.

وضعت الهاتف على اذنها واجابت : الو.

تحدثت كريمة بعنجيهة كعادتها : بقولك انا عاوزكي في مشوار بكرة بالليل، انا بكرة هانهي موضوع ليلى جهزي نفسك.

مديحة : معاكي ياهانم في اي حاجة .
************************************
بمنزل رامي.....

وقفت تصنع العشاء وبذهنها تتذكر مواقفهم وقبلاته لها، ابتسمت بسعادة لتأكدها انها هي الشخص المنشود، تراقص قلبها بسعادة، ولكنها لم تحصل الى الان باعتراف منه صريح، شعرت بشئ ما يلامس ساقيها لوهلة افتكرته حمزة، فضحكت بخفة وهتفت بمزاح : عاجبك رجلي يا حمزة ولا ايه.

لم يعيطها رد، فهتفت مرة اخرى : مبتردش براحتك، بس لو لفيت ليك والله يا حمزة هامسك وهاهريك بوس من هنا للصبح بقى انت حر.

للمرة الثانية لم يعيطها رد ولكن ذلك الشي مستمر في مداعبة لساقيها، صمتت وشعرت باحساسيس غريبة، اتسعت عيناها بصدمة او يمكن من الخوف، فتحركت بطرف عيناها للخلف رأت خيالها نعم انها الهرة!!!، انتباتها تلك الحالة من جديد صرخت بأعلى صوتها كأن احدهم يقبل على موتها، باتت تصرخ وتصرخ وتصرخ وهي متسمرة في مكانها، اتى رامي بسرعة هو وحمزة وجدوا الهرة تقف وتنظر لها ببلاهة، وتلك المجنونة تقف تصرخ وتهتف باشياء غير مفهومة، زفر رامي بضيق، وتحرك مسرعا بجذب الهرة بعيدا عنها وارجعها غرفتها واغلق عليها من جديد، اما تلك المجنونة مازالت تغلق عيناها بقوة وصراخها لم يهدأ قط، وقف حمزة يشاهدها وهو يضحك بتسلية ، دلف رامي المطبخ وهو يصم اذنيه من صراخها الحاد، فهتف وهو يهزها بقوة :
_ يا شهد ارحمي امي، صوتك يا ماما ارحميه.

توقفت وهي تتنفس بسرعة وفتحت عيناها نصف فتحة، بحثت بعيناها عنها لم تجدها، تنهدت براحة مردفة : يالهوي القطة كانت بتلحس في رجل...
بترت جملتها واتسعت عيناها مجددا وهتفت بصراخ للمرة العاشرة تقريبا : رجلي، يالهوووي الحقني، رجلي رجلي..

ركضت صوب غرفة رامي ودلفت للمرحاض تغسلها جيدا بالماء والصابون، وعيناها تذرف الدموع، وقف حمزة بجانب والده ينظر لها بدهشة مردفا بخفوت لرامي : بابا هي شهد كويسة ولا مالها، بتغسل رجليها ليه كدا.

رامي : عندها فوبيا من القطط.

قطب الصغير ما بين حاجبيه وهتف بعدم فهم : يعني ايه فوبيا دي.

انحنى رامي لمستوى ابنه واردف بتوضيح : يعني هي بتخاف جدا من القطط بتشوفهم كانها مثلا شايفة وحش كبير هايموتها هي بتشوفها كدا فبتخاف وبتصرخ كدا، ممكن تجري من الخوف وممكن تقف مكانها متعرفش تتحرك، وكمان بتقرف منهم زي مانت كدا بتقرف من الدبان هي بقى بتقرف منهم جدا.

حمزة : طب ما تمشيها يابابا بدام هي بتخاف منها.

حول بصره نحوها وهي تقوم بغسل قدميها جيدا واردف بتنهيدة : ما الظاهر كدا لازم امشيها وكفاية اوي عليها.
******************************
بمنزل كريم ...

جلست بجانبه وهو يغط في نوم عميق نتيجة لاجهاده في عمله اليوم، تأملت ملامحه جيدا وكانها تريد حفرها بذاكرتها، دققت منها جيدا فاعترفت لنفسها انها تعشقه، خفق قلبها بشدة، فاقتربت ببطء وانحنت بجذعها الاعلى ووضعت قبلة على صدره ناحية قلبه وهتفت بخفوت : قلبك دا انا بعشقه يا احلى حاجة في حياتي وحصلتلي.

عادت مرة اخرى لجلستها ونظرت لاعلى مناجية ربها : يارب ابعدني عن شر مديحة، يارب انا قلبي مقبوض وحاسة انه هايحصلي حااجة مش عارفة ايه هي، يارب قويني واقف جنبي.

اعتدلت في نومتها وتمسكت بالغطاء جيدا، حولت بصرها لكريم مرة اخرى فابتسمت تلقائيا، فهتفت اخيرا قبل ان تغلق عيناها وتستلم لسلطان النوم : يارب سلمت امري ليك.
**********************************
بمنزل رامي.

اغلق باب الشقة وذهب صوب غرفته وجدها تبكي فهتف بضيق : ما خلاص بقى يا شهد الدراما دي، اديني اديتها للبواب تفضل عنده انهاردا.

نظرت له شرزا وهتفت بعصبية : خليها تغور وتروح في داهية .

ضرب كف على كف هاتفا بنفاذ صبر : لا حول ولا قوة والا بالله، ايه الهبل دا، يابنتي اعقلي واكبري.

هتفت بضيق طفولي : انا مش بنتك، متكلمنيش كدا وكاني عيلة .

جلس بجانبها وامسك رأسها طابعا قبلة اعلى جبينها لمراضاتها ليتخلص من تلك الحالة المزعجة : طب حقك عليا ياحبيبتي يا قلبي يا عمري ابوس ايدك بطلي عياط دماغي هاتنفجر.

توقف عقلها عن العمل عند سماع كلماته تلك، وبدأ قلبها بالخفق مجددا وتناست امر الهرة في ثواني، واطلقت عيونها قلوب حمراء وفراشات بيضاء تدور حولها، ابتسم بخبث لحالتها تلك، اما هي فهتفت بدون وعي : حبيبتك.

كتم ضحكته بصعوبة، وتحرك نحوها اكثر ومد يديه يداعب عنقها، فتلوت تحت يده ببطء، هاتفا بهمس: اه حبيبتي ومفيش غيرك حبيبتي.

تناست امر يديه التي تتحرك بحرية على عنقها وهتفت ببلاهة : بجد يا رامي انت بتحبني .

اقترب اكثر امام شفتيها وهمس ونظره معلق بهم : اه طبعا حبييتي .

فاغلقت عيناها تستمتع بتلك اللحظة وبداخلها تتمنى ان تسمع المزيد، لو قبلها الان ما اعترضت، حتى سمعته يهتف مجددا بخفوت : حبيبتي بس زي اختي.

فتحت عيناها بسرعة ونظرت له بصدمة، فوجدت ابتسامته الخبيثة تعتلي ثغره، تداركت الامر سريعا وهتفت بقوة مصطنعة عكس ما بداخلها : اختك!!!، ماشي يا رامي، تصبح على خير بقى .

فهتف بابتسامة سمجة : وانتي من اهله يا اختي ياحبيبتي انتي.

تملكها الغيظ فهتفت : بقولك ايه اعمل في حسابك من بكرة انا هنام هنا وانت هتنام هناك، تصبح على خير.

لم يعيطها رد فالتفت له وجدته يغلق عيناه متظاهرا النوم، اغتاظت منه لتجاهلها مسكت الوسادة والقتها في وجهه، ففتح عيناه بسرعة يرمقها بغضب لفعلتها، استدرات بسرعة وهي تضع الغطاء فوق رأسها وتهتف بتحذير : والله لو ضربتها فيا هارجع اعيط تاني ومش هاتعرف تسكتني..

اقترب منها وجذبها عنوة وعانقها من الخلف وهتف بخشونة : اول واخر مرة تعمليها يا شهد، ودا عقابك هتنامي في حضني، نامي بقى ومسمعش صوتك الحلو دا.
*********************************
ثاني يوم

جلست بتوتر امام وكيل النيابة، فهتف هو بعملية : انتي يا ست مديحة كنتي اول واحدة شفتي حسني وهو بيقتل سميحة.

هزت رأسها وهتفت بتوتر : اه يا بيه.

المحقق :طب احكيلي كدا اللي حصل يومها.

ابتلعت ريقها وهتفت بارتباك : بص يا بيه انا كنت رايحة ازورهم يعني كامنه يبقى حما ابني وكدا، ولما طلعت على السلم لقيت الباب موارب سنة قربت كدا شوية وركزت لقيته بيدب السكينة في ضهرها بكل غل يا بيه مفيش في قلبه رحمة، ووقعت على الارض طبت وقعت ماتت انا جسمي اتلبش يابيه وخوفت محستش بنفسي الا وانا بصرخ.

وكيل النيابى : اممم طب ليه بلغتي عنه وصرختي ومش ساعدتيه يهرب مثلا وانتوا كنتو متفقين على الجواز.

شهقت بصدمة مصطنعة : انا وحسني نتجوز ازاي يا بيه وهو كان متجوز اصلا.

وكيل النيابة : عادي يا ست مديحة الشرع محلله اربعة، وبعدين هو قال انكوا متفقين تخلصوا من سميحة الاول بحبسها .

هزت رأسها بنفي وهتفت بقوة : يخيبه راجل كداب بيجر رجلي معاه في القضية حسني الكلب، دا راجل سمعته لامؤاخذة زفت يابيه وزمان كان محبوس في قضية سرقة، اناطول عمري مبرتحلوش، لامؤاخذة عينه زايغة بس انا كنت بديله على دماغه، يابيه انا مش عارفة اي حاجة عن كل اللي انت بتقوله دا، انا ست في حالي وانزل اسال عليا الحارة كلها، هايشهدوا بادبي، وبعدين يابيه اللي بيتكلم دا لازم يكون معاه دليل، هو فين دليله اني كنت هاتجوزه، راجل خرفان تلاقيه محروق مني علشان صرخت ولميت الحارة وفضحته على عملته دي.

هز المحقق رأسه عدة مرات وهو ينظر لها مطولا.... بعد فترة من الزمن، خرجت من الغرفة تنهدت بقوة وهتفت براحة : يالهوي الحمد لله خلصت يا زكريا.

هتف زكريا مطولا : الحمد لله ياما خير .

ربتت على كتفه : اه يا واد خير...

رأت حسني يأتي من اخر الطرقة، مكبل يداه، فهتفت بصراخ : حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حسني قتلتها يا مفتري دي كانت ست طيبة، حرام عليك يا ظالم.

تسمرت قدماه بصدمة من فعلتها، بينما هتف زكريا بخشونة : ربنا ياخدك، ان شاء الله ربنا هايرحمنا منك وتاخد اعدام.

جذبت زكريا خلفها مسرعة تهبط الدرج متجاهلة ذلك الواقف وعلامات الصدمة تعلو وجهه : يالا يابني ربنا يبعدنا عن الاشكال دي....

فهتف العسكري : يالا يا متهم ادخل للباشا.

نظر له حسني وهتف بدون وعي : مديحة خانتني وباعتني في اول الطريق، مديحة باعتني.
***********************
زكريا : يالا ياما خلينا نروح، انا سايب سلمى لوحدها.

مديحة : لا يا ضنايا روح انت ورايا مشوار كدا هاروح اعمله واجاي.

زكريا : مشوار ايه؟!.

مديحه : هاروح اتمن الغوايش بتاعتي علشان ابيعهم واوضب شقتك انت وسلمى ان الاوان تقعدوا براحتكوا يابني.

ابتسم بسعادة مردفا : ربنا يخليكي ليا ياما، انا هاروح وانتي متتاخريش.

تركها زكريا وهو يعبر الطريق حدقت في اثرة مغمغمة : كدا انا خلصت من حسني، والدور على ليلى، وبعد كدا افوقلك يا سلمى يا مرات ابني يا حبيبتي.
********************************
بمنزل كريم...

جلست بجانب كريم تتجاهل نظرات كريمة لها، شعر بها كريم فامسك يديها وطبع قبلة رقيقة عليهم، نظر له والده بسعادة، فغمز له كريم بخفة، بينما استشاطت كريمة بداخلها فهتفت بتهكم: قاعد يعني انهاردا يا كريم من الشغل، ايه المدام تعبانة ولا ايه.

كريم : لا يا عمتي كان ورايا عمليات كتير امبارح فقولت اخد اجازة واقعد مع مراتي واهو انتي منوراني انهاردا، وبعدين لو ليلى تعبانة انا هاخد اجازة مطولة واقعد جنبها..

ابتسمت بسخرية، فدق جرس الباب، نهضت واشارت لكريم بالجلوس مردفة : دي واحدة صاحبتي خليكوا قاعدين.

اختفت من امامهم، فامالت ليلى عليه وهي تهتف بحب : ربنا يخليك ليا ومتحرمش من وجودك في حياتي.

التمعت عيونه بسعادة حقيقة لما تهتف: ويخليكي ليا يا حبي الاول والاخير...

انتبهوا على صوت كريمة الحاد : شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة ...

نظروا جميعا لتلك المرأه الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها : ام زكريااااااا..
&&&&&&&&&&&&'&&&&&&&&
انتهى الفصل الخامس والعشرون

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#27

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

البارت السادس والعشرون.

انتبهوا على صوت كريمة الحاد : شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة ..

نظروا جميعا لتلك المرأة الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها : ام زكريااااااا..

رمقها كريم بعد فهم واردف بقوة : ام زكريا!!!، ام زكريا ايه يا ليلى انتي مش قولتلي انها جارتك .

نظرت له ليلى بأعين دامعة، وهتفت بارتباك : ما..ماهو هي...

التوى فم مديحة بسخرية وهتفت : براحة عليها يا دكتور اصلها هاطب ساكتة من الخوف.

اندفع كريم نحوها بغضب وقال : انتي مين سمحلك تدخلي بيتي وتتكلمي فيه يا بتاعة انتي، امشي اطلعي برا.

هتفت بمكر كعادتها واشارت له ان يهدأ : اهدا على نفسك شوية يا دكتور، طب هي حقها تخاف، انت بقى لامؤاخذة تخاف ليه...، وبعدين انا جاية للراجل الكبرة دا، جايله اعرفه هو عايش مع مين لامؤاخذة وفاكرها ملاك بجناحين.

هتف كريم بنبرة بتوعد : امشي اطلعي برا بقولك، اصل واقسم بالله اوديكي في ستين داهية .

اخيرا تحدث جمال بنبرة شبه هادئة : بس يا كريم سيبها تتكلم، قولي اللي انتي عاوزاة...

اتسعت أعين ليلى بخوف حقيقي وتسارعت ضربات قلبها، جلست مكانها لم تعد ساقيها تتحملها اكثر من ذلك، بينما هو وزع نظره بين مديحة ووالده وليلى، شعر بانه في ارض ضائعة وان ذلك السر سوف يُعرف لا محال حتى يستطيع النجاة هو وليلى، بينما جلست كريمة بجانب جمال تبتسم بمكر، ومديحة وقفت تنظر بسخرية لليلى، فحولت بصرها لجمال وقالت :
_ يابيه ليلى دي كانت مخطوبة لابني وكنت دايما بشك في سلوكها لامؤاخذة بس ابني طيب اوي، زي ابن حضرتك كدا هي بتقدر تسحرلهم بتغويهم لامؤاخذة، حضرتها ماشية من الحارة بفضيحة كبيرة اوي، راجعة في اخر الليل وواحد غلط معاها ولما ابني عرف وبهدلها ابوها ماات بقهرته على بنته الوحيدة اللي حطت راسه في الوحل ، فمات ياعيني، ضحكت على ابنك الدكتور واتجوزته، ولما جيت اقولها سيبي الدكتور في حاله وبلاش تدمريه زي ما دمرتي ابني، قالتلي هو عارف كل حاجة وكانت عاوزة تدفعلي فلوس علشان اسكت ومنبهكوش بس انا ضميري حي يا بيه.

تعالت شهقاتها وبكت بكاء مرير وهتفت بانكسار : حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، انتي عارفة كويس ان هو اغتصبني ومكنش برضايا، ليه بتعملي فيا كدا.

فهتفت كريمة بجانب اذن جمال بخبث : شفت طلعت مش بنت وابنك جايب واحدة مغتصبة وبيضحك عليك ...

صُدم جمال مما سمع ونظر لكريم وجده يطأطأ رأسه فهتف : الكلام دا صحيح يا كريم، رد عليا صحيح ولا لأ.

هز رأسه بضعف وهتف بخفوت : لا مش صحيح..

شهقت مديحة بصدمة وهتفت : جرا ايه يا دكتور انت هاتكدب ولا ايه، لا صح وحصلها كدا...

نهض كريم بغضب ونظر لها بشر وهتف بنبرة اشبه بالصراخ : لا مش كدا مش حصل، ليلى سليمة زي ماهي، ليلى زي ماهي محدش عمل فيها حاجة .

ضحكت مديحة بسخرية : شوفوا يا ناس الدكتور بيضحك على عقولنا فاكرنا ناس صغيرة.

نهضت ليلى ورمقتها بكره ، ثم حولت بصرها لجمال : اه انا حصلي كدا وكريم بيكدب علشان خايف على مشاعري، بس انا بواجهه ومش عندي حاجة اخاف منها، اه انا في واحد اغتصبني...

قالت جملتها الاخيرة بنبرة ضعيفة ومهزوزة للغاية، فبتر كريم حديثها بعصبية مفرطة :

_ لا يا ليلى انتي لسه بنت زي مانتي وتقدري تروحي تكشفي عند اي دكتور دلوقتي هايأكد كلامي، مش حصلك حاجة وانا اللي الفت دا كله من دماغي علشان افوز بيكي واتجوزك..

قال حديثه بنفس واحد وبعد ان انهى تنفس بصوت عالي، فنظرت له ليلى بشك فاخفض بصره للاسفل يتفادا النظر بعينها، فاقتربت منه بخطوات بطيئة وكانها لا تريد تصديق ما قاله لتو، امسكت يداه بيد وباليد الاخرى رفعت بها وجهه وهتفت بنبرة شبه باكية : مش ضروري تكذب علشاني، انا عرفت وفهمت غلطي واست....

بتر جملتها وهتف بنفي : لا يا ليلى اللي بقوله هو دا الصح، انتي كنتي جاية يومها فعلا لبسك متقطع وفي علامات في جسمك بدل على اغتصاب واغتصاب وحشي كمان، بداية الامر اتكهنا اللي حصل، فالما جيت اكشف عليكي كان عندك نزيف وكنتي لسه بنت وسليمة ففهمت ووقتها انه جالك نزيف من الخوف، انا مش عارف هو سابك ليه وقتها، يمكن حصل حاجة خوفته، او النزيف نفسه خوفه، او يمكن العناية الالهية حفظتك، بس انتي لسه بنت وسليمة، وقتها فرحت جدا بس في عز فرحتي حاجة قالتلي اقول انك اغتصبتي، بس والله كل الي في بالي وقتها هو خطيبك كنت عاوزك تسبيه باي طريقة واتجوزك، مكنتش عارف ان دا كله هايحصل....

شعرت بالدوار لكم الصدمات، ترنحت قليلا فامسكها بسرعه، ابتعدت عنه وهتفت ببكاء : انت!، انت يا كريم انت تعمل فيا كدا، انت تعيشني في الوهم دا، انت خليت ابويا يموت بسببي، خلتني افقد اعز ما ليا، انت دمرتني، انت ازاي قدرت تكدب وتعمل كدا، انت أمر من اللي حاول يغتصبني، انت زيك زيه بالظبط، انت حيييييييييييييييوان.

قالت جملتها الاخيرة بصراخ، بقلب مجروح، باعين تفيض من الدمع على صدمة حبيب خائن حبيب اعتبرته ملاك وهو في الاصل شيطان!، هتف سريعا وباندفاع وبنبرة كلها رجاء : ارجوكي يا ليلى، افهميني انا حبيتك، حبي كان دافع يخليني اعمل كدا، انا مكنتش هاستحمل ابقى اعيش من غيرك، كنت عاوزك ملكي مراتي على اسمي، انا مكنتش مدرك وقتها انه كان هاياذيكي صدقيني كنت هاعترفلك بس الامور مشيت عكسي في كل حاجة ......

اتسعت اعين مديحة من اعتراف كريم، فانسحبت للخلف بعدما رأت كريمة وهي تنحني بجذعها الاعلى نحو جمال وتقوم بتدليك قلبه بخوف، لم تعرف الى الان كيف وصلت الى الباب، فتحته وهربت في ثواني في ظل انشغالهم.....

كريمة بخوف : مالك يا جمال اهدى يا خويا، اهدى ابوس ايدك...

حاول جمال ابعادها عنه وهتف بتعب : اه، ابعدي عني، كسرتي قلبهم يا كريمة، انا مش مسامحك...

جثت على ركبتيها، مسكت يداه وطبعت قبلة فوقها وهتفت برجاء : لا يا جمال انا مقدرش على زعلك مني كله الا انت، بالله عليك ما تزعل مني....

لم يعيطها رد، رفعت بصرها وجدته يميل رأسه ناحية اليمين وفاقد الوعي، حركته بسرعة وهي تهتف بقلق : جمال مالك يا اخويا، رد عليا، يالهوي الحقني يا كريم...

اسرع كريم اليها وفحص والده وجده نبضه ضعيف للغاية هتف بنبرة قلقة يتخللها خوف : بابا لا خليك معايا، تليفوني فين، اسعاف ضروري ....

اندفع صوب غرفته، بينما دفنت كريمة وجهها بين راحتيها وتبكي بندم : فوق يا جمال حقك عليا انت الي باقيلى في الدنيا دي...

وقفت تتابع الموقف بصمت وعيناها تفيض بالدموع تمزق قلبها لرؤيته وذكرها بحالة والدها، ابتسمت بسخرية للقدر كريم وضعها في ذلك الموقف بارداته والان هو يعيش الخوف من فقدان والده، حركت بصرها بين كريمة الباكية وجمال الفاقد للوعي، سمعت صوت كريم يستعجل سيارة الاسعاف، التفت للوراء تتفقد مديحة ووجدت الباب مفتوح على مصرعيه، جذبت هاتفها وخرجت من المنزل بسرعة ولا تعرف الي اين تذهب...ولكن ذلك المجهول ارحم من معلوم قاسي.
**********************************
بمنزل زكريا ...

_ يوووة يا سلمى حتى الاكل مش عاوزة تاكلي.

نظرت له بأعين منتفخة من كثرة البكاء وهتفت بصوت مبحوح : مش عاوزاة آكل، شيلو من قدامي.

مد يده ولمس وجنتيها بحنان وهتف بصوت حاني : طب واخرتها يا سلمى ...

ابتعدت بوجهها قليلا عنه وهتفت بحزن : اخرتها هاموت انا واللي في بطني.

زكريا بعتاب : ليه كدا يا سلمى، ينفع تقولي الكلام دا، استغفري ربنا بقى ..

نظرت له بغضب واردفت : الموت عندي راحة منك ومن امك، استغفر ربنا ايه من امتى وانت مؤمن كدا يا زكريا انا متهايلي لو فتحوا قلبك انت وامك مش هايلاقوا فيه ذرة طيبة او حنان، ربنا مسحوا من قلبكوا.

رفع حاجبيه بصدمة من حديثها واردف : انتي مجنونة يا سلمى ايه الكلام دا، انا عاملتك وحش فين، وامي كمان من وقت موت امك وهي بتعاملك حلو وبتعملك اكل حلو وبتهتم بيكي.

ضحكت بتهكم : الطيبة بتبان في العيون، ان انسان يحبك او يكرهك بتبان من نظرته ليك من همسته من اقل حركة بيعملها، مفيش انسان غبي يا زكريا، وانا مش غبية وفاهمة كويس اوي اللي حواليا، انت بتوهمني بالحب، لكن في الحقيقة انت شايفني جسم وبس وشكل حلو بتباهى بيه قدام الناس علشان تقول ليلى خانتني فانا اخدت اللي احسن منها واللي عندها السكر فقوم اتفرعن عليها، انت بتوهم نفسك بالحب بس انت عمرك ما حبيت ولا قلبك دا دق للحب لان قلبك كله سواد وكره وقلبك دا نسخة مصغرة من قلب امك.

انتفض واقفا بغضب، ثم خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة ، فحدقت في اثره وغمغمت : مكرهتش في حياتي قدك انت وامك.
*****************************
بمنزل رامي.....

وضعت الشاي على المنضدة وجلست بجانبه وهو يتابع قراءة الملفات التي بيده بتركيز، ترددت كثيرا في قولها ولكنها جازفت وتحدثت بتلعثم : رامي ممكن اتكلم معاك.

رفع بصره لها، انتبهت لنظارته الطبية ابتسمت ببلاهة فتلك العوينات وعلى الرغم من انها طبية الا انها زداته وسامة، وكأن ذلك الزجاج هو نافذتها وتشاهد منه العشب الاخضر الصافي في عينه، استفاقت على تحريكه للقلم على وجنتيها وتلك الابتسامة الماكرة تلوح على ثغره ، تنحنحت بحرج، وهتفت بتوتر : ااا، كنت عاوزة اقولك يعني انا نفسي اكمل تعليمي اوي، هو ينفع ولا لأ.

وضع يديه على عويناته لخلعها ولكن يديها منعته من ذلك، وهتفت بتوتر : لا سيبها ليه بتخلعها.

وضعها جانبا وهتف بوقاحة غير معهودة منه : علشان تشوفي عيني احسن من غير النضارة .

انهى حديثه بغمزة من عنيه، سعلت بشدة، وارتبكت فامسكت كوب الشاي وارتشفت رشفة كبيرة منه ولكنها سرعان ما وضعته جانبا ووقفت تقفز كالمجنونة : اه، سخن، اه، يالهوي لساني اتحرق.

جلس بأريحية وهو يتابعها بتسلية ويقسم بداخله على معاقبتها على افعالها من قبل، نظرت له وجدته يبتسم بتسلية، شعرت بالضيق منه فعادت لطبيعتها فورا وانحنت بجذعها الاعلى وهي تشير بسبابتها في وجهه وتهتف بعبوس : انت بتضحك عليا يا رامي انتي شايفني مهزقة ولا ايه.

جذبها بسرعة واجلسها على ساقيه، فارتبكت لوضعها ذلك حاولت القيام، ولكنه مانعها وهتف بعبث : ايه يا شوشو مالك متوترة كدا ليه؟!، الدنيا حلوة يا قلبي.

نظرت له وهتفت بتساؤل : قلبك؟!.

فابتسم بحب وهو يدفن وجهه في عنقها ويهتف بحب : طبعا قلبي...بس اختي.

دفعته مرة واحدة وهتفت بعصبية مفرطة : على فكرة بقى انت رخم موت.

ادعى انه ينهض ورسم على وجهه علامات الغضب ببراعة، فركضت بسرعة الي غرفتها، تغلق الباب خلفها وهي تهتف بغضب طفولي : بردوا معرفتش تمسكني.
*********************************
اما عند ليلى .

ظلت تسير بين الطرقات بخطوات بطيئة، ووجهٍ باكي، وجسدٍ متعب منهك، لم تعلم اين وجهتها حتى الان، ولكنها تسير ويمر امام عيناها شريط حياتها ببط حادثة الاغتصاب ووفاة والدها، ضرب زكريا لها، حديث مديحة اللاذع، زواجها من كريم، طيبة جمال، كره كريمة لها، لحظاتها البسيطة مع كريم، وقفت فاجأة وهي تضرب قلبها بقوة عندما تذكرت تبا لك يا قلبي، لماذا عشقته!!!، استفاقت على يد سيدة عجوز وهي تهتف بقلق : مالك يابنتي، اقدر اساعدك بحاجة .

هتفت بنبرة باكية : لا متقدريش للاسف.

:_ طيب يا بنتي اهلك فين تعالي قوليلي عنوانك وروحيلهم.

هتفت ببكاء مرير على فقدان الاهل و كل شئ : معنديش ماتوا.

:_ طيب ولا زوج ولا صاحبة ولا جار...

ليلى : لا معنديش بردو...
بترت جملتها عندما تذكرت شهد، اخرجت هاتفها وضغطت على الهاتف باصابع مترددة، بينما نظرت لها السيدة بتمعن وظلت تراقب حركاتها الفوضوية تلك.
************************************
بمنزل زكريا...

أغلقت على نفسها الغرفة جيدا وظلت تدور حول نفسها وهي تهتف بحيرة : يالهوي يعني ليلى طلعت بنت، والدكتور دا طلع بيحبها وعمل كدا...

ولكنها ابتسمت بشر : بس بردوا بوظت حياتها، عقبالك بقى يامرات ابني.
*****************************
بالمشفى ..

:_ للاسف يا دكتور، والدك القلب اتوقف ومقدرناش نسعفه انا اسف البقاء لله.

استمع لتلك الكلمات، وتجاهل حديث الطبيب وهتف بلهفة : لا اوع كدا انا هادخله وهاقدر اسعفه.

اوقفه الطبيب هاتفا بنبرة حزينة : اهدى يا كريم الاعماار بيد الله وهو عمره كدا، دا امر الله ونفذ.

هتف كريم بصراخ : اوع بقولك ابويا مش هايموت كدا.

ترنحت كريمة بوقفتها وهتفت ببكاء : اخويا مات، الاخ اللي حيلتي مات، كلهم سابوني وماتوا.

التفت اليها كريم بأعين تبث من شرارت الغضب وهتف بصراخ : انتي السبب، انتي السبب موتيه وهو زعلان مني، انا طول عمري بكرهك، بس دلوقتي نفسي اقتلك، خسرتيني ابويا ومراتي وكل حياتي، اتبسطتي يا كريمة، اتبسطتي ولا لأ.

ابتعدت عدة خطوات للخلف، وهتفت ببكاء : والله ما قصدي يابني.

اختصر المسافات بينهم بخطوة واحدة وامسكها وهو يهزها بعنف : انا مش ابنك، ولا حتى تقربيلي، ابعدي عني انا بكرهك، انتي السبب في موته، مسكتيش الا لما بعدتيني عنهم، ليه عملت فيكي ايه.

ابعده الطبيب عن كريمة واردف : كريم اهدى بقى ، مينفعش كدا المستشفى كلها بتتفرج عليك، ادخل لوالدك محتاجك.

ظل صدره يعلو ويهبط بسرعة، وبصره معلق بكريمة وهو ينظر لها بكره عما فعلته، حركه الطبيب نحو غرفة والدة...
*******************************
منزل رامي..

طرق على الباب للمرة العاشرة وهو يهتف بضيق : يابنتي افتحي بقى، عاوز البس واخرج.

هتفت من خلف الباب بحنق : لا مش فاتحة انت عاوز تدخل تنتقم مني.

هتف في سره : واقسم بالله انا غلطت غلطة عمري ان حبيتها دي هبلة ولا ايه.

طرق مرة اخرى بعصبية : يا شهد انا خلقي ضيق والله، افتحي احسنلك .

شهد : طب هاتعملي حاجة؟؟

رامي : هو انا عيل علشان العب معاكي، افتحي بقى ..

فتحت الباب بحذر وانطلقت صوب السرير ووقفت عليه وهي تمسك الوسادة كحماية لها، دلف للغرفة وجدها على حالتها تلك، ابتسم وهتف بسخرية : والله هبلة

تجاهلها واتجه صوب الخزانى واخرج ثيابه بينما قطبت مابين حاجبيها بتعجب : ايه دا، ايه البرود دا.

رن هاتفها التقطته بسرعة وجدت رقم ليلى، دعكت عيناها بسرعة لعدم تصديقها، اغلقتهم وفتحتهم مرة اخرى، اجابت : الو ..

اتاها صوت ليلى الباكي : شهد .

شهد بقلق : ليلى مالك في ايه، بتعيطي ليه؟!..

ليلى بحزن : محتاجكي اوي يا شهد، اوي .

شهد باندفاع : قوليلي انتي فين وانا اجيلك.

ليلى : انا في .....

شهد : طيب انا هاجيلك اوعي تتحركي.

رفعت بصرها وتحركت نحو رامي وهتفت بسرعة : رامي، ليلى بتعيط جامد ومحتاجني.

رامي ببرود : طب واعمل ايه؟!.

شهد : وديني عندها اروح اشوفها مالها.

التفت اليها رامي وهتف بضيق : مش ليلى دي اللي قست عليكي وظلمتك بمجرد عياطها انتي عاوزاة تروحيلها.

شهد : رامي دي صاحبة عمري وحصل سوء تفاهم ما بينا، وبيحصل بين الاخوات اللي امر من كدا وبيقفوا جنب بعض، لو مش عاوز تروح معايا انا هاروح لوحدي.

رامي : خلاص يا شهد انا اصلا مش هاخلص منك يالا خلي حمزة يصحى ولبسيه خلينا نروح لصاحبتك .
*********************
اعطتها العجوز زجاجة مياه واجلستها بالكشك الصغير الذي تسترزق منه، هتفت السيدة بتساؤل : صاحبتك جاية يا بنتي.

اؤمات بضعف، فهتف العجوز بقلق : طب انتي كويسة يابنتي دلوقتي..

هزت راسها بنفي وهتفت بصوت ضعيف للغاية : لا مش كويسة والظاهر عمري ما هابقى كويسة انا مش عارفة الدنيا جاية عليا كدا ليه، انا مبقتش قادرة استحمل والله .

ربتت العجوز على يد ليلى بحنو واردفت: بصي يابنتي الدنيا بتيجي على الضعيف والقوي على الغني والفقير، ميغركيش وشوش الناس اللي ماشية بتضحك دي، ولا الناس اللي سايقة عربيتها وعايشين حياتهم، كل واحد فيهم عنده علة عنده حاجة منغصة عليه حياته، كل واحد شايف الي خناقه هو اصعب حاجة، اللي انتي فيه مش اصعب حاجة ولا نهاية الدنيا، والدنيا مليانة صعوبات كتيرة اوي هاتمري بيها اقوي كدا وخدي الصدمة واقعي واتعلمي ازاي تقومي من تاني علشان تعافري وتكملي .

ليلى : طب ولو عشتي صدمة كبيرة اوي، وجه حد اخد بايدك و قواكي جامد، وغير حياتك من الحزن والالم للسعادة، وتحبيه وتعشقيه وتشكري ربنا انه بعته ليكي وان دي احلى هدية وتعويض عن اللي حصلك، وفاجأة ومن غير مقدمات تكتشفي انه سبب الصدمة دي وهو السبب في تدمير حياتك، هاتعملي ايه هاتبقي قوية ولا هاتضعفي .

العجوز : مش قادرة احكم علشان معشتش، انا معرفش هو كان بيحبك ولا بيكرهك ولا انتي خيالك اقنعك انه بيحبك، ومعرفش الصدمة درجتها ايه يابنتي، بس كل اللي بقولهولك انك اضعفي و اقعي، اصل الواحد يابنتي مننا مش مخلوق انسان قوي ومكمل كدا، بالعكس احنا الصدمات بتجيلنا علشان نضعف ونقوم تاني على رجلينا ونكمل، اهدى كدا واحكمي الامور بعقلك صح، واوعي تاخدي قرارات في وقت انهيار علشان متندميش عليها، واوعي تهربي واجههي وربك هايعينك ويقويكي على اللي فيكي .

ليلى : يارب...

نظرت للطريق مرة اخرى وجدت سيارة تقف امامهم وتهبط منها شهد مهرولة بقلق، اندفعت ليلى نحو شهد وعانقتها بقوة وبكت، فهتفت شهد بقلق: في ايه مالك، طب قوليلي طمني قلبي.

ليلى : انا اسفة يا شهد ظلمتك، ولما احتاجتك جتيلي في ثواني، انا اسفة .

شهد: متقوليش كدا انتي اختي وان شاء الله اللي بينا يروح لحاله، مالك يا ليلى.

ابتعدت ليلي عنها وهتفت ببكاء : انا اتدمرت لتاني مرة يا شهد، طلع هو السبب في كل حاجة.

شهد : طب اهدي كدا وتعالي نركب وتحكيلي على كل حاجة .
******************************
بالمشفى.

جلس بجانب والده يقرأ القران الكريم بنبرة مهزوزة، سمع طرق الباب، دلف الطبيب واخبره بانه يريده لانهاء اجراءات الدفن، خرج الطبيب واغلق الباب خلفه، فحول كريم بصره لوالده، مد يديه المرتعشة ورفع الملاءة من على وجه جمال، فسرت رجفة في جسد كريم، امتلئت عيناه بالدموع، حاول حبسها بمقلتيه ولكنها رفضت وهبطت كالشلالات هتف ببكاء : بابا انا اسف، انت دلوقتي كرهتني صح، طب انت مت وانت مش راضي عني، انا قلبي واجعني عليك اوي انت كنت كل حياتي، عوضتني عن موت امي وعوضتني عن حاجات كتير، كنت بالنسبالي السند وكل حاجة، انا كنت بتخيل اليوم اللي هاتموت فيه، كنت بتخنق مكنتش قادر استحمل افكر ازاي ممكن اعيش من غيرك، دلوقتي انت مت وانت مش راضي عني، طب اراضيك ازاي، طب اعمل ايه، انت حاسس بيا حاسس بابنك، بابا انا والله عملت كدا غصب عني انا غلطت بس انا مش عارف ايه حصل ولا انا عقلي كان فين، انت سبتني في اكتر وقت محتاجكك فيه، انا مش هاقدر اعيش من غيرك، لساني مش هايقدر يبطل كلمة بابا، سامحني كان غصب عني والله، اهو انت سبتني وهي سابتني، هاعيش
ازاي من غيركو.، هاعيش ازاي بس .
‏*******************************
‏بمنزل رامي ..

جلست بغرفة شهد السابقة، ابدلت ملابسها، دلفت شهد وعلى وجهها ابتسامة عريضة وبيدها طبق ملئ بالسندوتشاات، جلست مقابلها وقالت : يالا بقى كلي الاكل دا كله علشان نعرف نتكلم.

هزت رأسها برفض وهتفت : لا مش عاوزة ارجوكي يا شهد تعبانة ..

تنهدت شهد واردف : مالك يا ليلى، احكيلي يا قلبي وريحي بالك شوية، حصل ايه..

عادت للبكاء من جديد واخفضت بصرها: انا مش قادرة ابص في وشك بعد ظلمي ليكي .

مدت يديها ورفعت وجهها وهتفت بحنو : لا اتكلمي وبصي وانسي اللي فات، ياما بيحصل بين الاخوات، وبعد كدا النفوس بتتراضا وانتي اكتر من اختي .

ليلى: كنتي انتي اخر امل ليا بعد ما بقيت في الشارع، ربنا يخليكي ليا، انا بس هاقضي الليل هنا وبكرة انزل وادورلي على مكان.

هتفت شهد بعتاب : اخص عليكي، ليل ايه اللي تقضيه انت هاتقعدي معايا هنا، دا بيت خالتي واللي شوفتيه معايا دا يبقى ابن خالتي والصغنن الي معانا دا بقى ابنه حمزة.

ليلى: ومراته فين زمانها مضايقة دلوقتي من وجودي.

هتفت شهد بمزاح : قدامك اهي ولا زعلانة ولا مضايقة بالعكس فرحانة جدا والدنيا مش سايعها.

قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم ولكنها سرعان ما ادركت، ابتسمت بسعادة : انتي اتجوزتي يا شهد، بجد ...

اؤمات شهد وهتفت : اه اتجوزت رامي، ايه رايك شبه بتوع الروايات صح.

ابتسمت ليلى بحزن عندما تذكرت كريم: وانا كمان اتجوزت يا شهد وقصتي تتعمل افلام ورواياات، بس يارب روايتك تبقى اسعد من روايتي.

شهد : طب احكيلي وريحي قلبي..

ليلى : هاحكيلك على كل حاجة...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت السادس والعشرون

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#28

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

البارت السابع والعشرون.

بمنزل رامي المالكي.

انتهت من سردها، ولكن لم تنتهي من بكائها، ربتت شهد على يديها، وهتفت بأعين دامعة : معلش يا حبيبتي، اهدي واحتسبي دا كله عند ربنا، والله يا ليلى ربنا هايعوضك خير.

ليلي ببكاء : انا بس زعلانة على قلبي اللي عشق واحد زيه، هاقدر اطلع حبه من قلبي يا شهد؟؟

شهد : مش عارفة والله يا ليلى، ادعي ربنا يوفقك ويبعد عنك الشر.

ليلى : هو بقى فيه شر اكتر من كدا، رسم كدبة وانا شربتها وكان السبب في موت ابويا وفضحتي في الحارة وكرهي ليكي، حياتي ادمرت بسببه، ودا كله تحت مسمى الحب، حب ايه دا اللي فيه الاذية دي كلها.؟؟

شهد : معلش يا حبيبتي حاولي تنسي، علشان تقدري تقاومي وبعدين الحمد لله انتي سليمة والحاجة اللي كانت ممكن تكسرك بين الناس خلصتي منها، الحمد لله يا ليلى .

ليلى بحزن : الحمد لله على كل حال، بس والله يا شهد هو كسرني امر من كسرتي يوم اغتصابي.

ربتت شهد على يديها وهتفت بصوت حزين : ياقلبي معلش انشاء الله هاتعدي..

انتبهت شهد على صوت طرق الباب، فقالت : ليلى هاقوم اشوف رامي يمكن عاوز حاجة ..

ليلى : اعتذريله على الازعاج اللي عملته.

شهد : لو قولتي كدا تاني هازعل منك، اتفقنا.

اؤمات ليلى بضعف، خرجت شهد من الغرفة وجدت رامي يقف يتاكأ على الحائط ووجهه عابس، فهتفت بتساؤل : في ايه يا رامي.

جذبها من مرفقها، وادخلها غرفته، اردف بضيق : في انك من وقت ما صاحبتك جت وانتي في الاوضة ولا طلعتي ولا عبرتيني ولا اي حاجة.

شهد بحزن : معلش الكلام اخدنا شوية، حقك عليا.

اقترب منها وهتف بصوت حاني: مالك يا شهد زعلانة ليه؟!، هي قالتلك حاجة زعلتك.

هزت رأسها بنفي واردفت : لا مزعلتنيش، بس حكتلي اللي حصلها وزعلت عليها هي متستاهلش كدا ابدا.

اجلسها على طرف السرير وجلس هو مقابلها واردف : هو ايه اللي حصلها؟!.

شهد بدموع : اتجوزت الدكتور اللي كان بيحبها وبيموت فيها عرض عليها الجواز في تاني يوم موت عم احمد وافقت وراحت معاه ، قواها جامد وودها دكتورة نفسيه تتعالج، وكان بيعاملها معاملة حلوة اوي، حبته وفتحت قلبها له،وشافته الضهر والسند، وفاجأة ومن غير مقدمات طلع هو كداب وقال حصلها اغتصاب وهي اصلا سليمة، دمرلها حياتها وابوها مات بسبب حسرته عليها، واتفضحت وانا اتفضحت وبعدت عن امي واختي ودا كله بسبب الحب.

رامي : مش فاهم هو بيعمل كدا انتقام منها ولا ايه.

شهد : لا بيحبها عاوزها وعاوز يتجوزها، فلما جت في حالة شبه اعتداء عليها كدب الكدبة دي علشان خطيبها يسيبها ويتجوزها هو، يعني هو اللي عمله بيحطه تحت مسمى دافع الحب.

قطب رامي ما بين حاجبيه وهو يهتف بتعجب : هو الايام دي الحب بقى له دوافع اذية، هو في ايه، الدكتور اذها بسبب الحب، وهايدي حاولت تاذيكي بدافع الحب.

شعرت بالغيرة فهتفت بضيق : اه ماهي بتحبك فليها حق تأذيني.

ابتسم على غيرتها واردف : لا يا شهد مهما كان بردوا موصلش ان اذي الي حواليا بسبب حبي لحد، لا دا كدا اسمه انانية او امتلاك.

فهتفت هي بشرود : او يمكن عشق، عشقها مستحملش تبقى ملك حد تاني غيره .

ان الاوان شهد الحياة ان تعرفي حبي لكي، ان الاوان ان تتذوقي عشقي، فاقترب اكثر وداعب وجنتيها وهو يهتف بخفوت : لا طبعا انا اهو قدامك اكبر دليل، شوفتك من ٨ سنين حبيتك من اول نظرة، من اول نظرة يا شهد وانتي خطفتي قلبي وطيرتي بيه، مبقاش ملكي، مش عارف فيكي ايه مختلف عن كل البنات اللي شوفتهم، نظرتك ليا لسة قدامي كانها امبارح، الوان هدومك، لون شعرك اخدت بالي منه من تحت الطرحة، كل حاجة فيكي لمحتها وحفظتها كأني ببصلك من سنين، كأن ربنا زرع حبك في قلبي وسابه يكبر يكبر يكبر لغاية ماامتلكتيه كله، كنت وقتها متجوز اميرة بس قلبي كان ليكي، كتمت حبي في قلبي سنين وسنين حتى بعد موتها كنت اقدر اجاي واتجوزك بس بسبب وعد وعدته وقطعته عليا مقدرتش، بس ربنا كان رحيم بيا لما جيتي واتجوزتك وبقيتي قدامي في اللحظة دي يا شهد انا مبقتش قادر اخبي مشاعري اكتر من كدا....

استمعت لكل كلمة، وقلبها يتراقص فرحا، توردت وجنتيها، حاولت ابعاد عيناها عنه ولكنها فشلت، تعابير وجهه، صوته الخافت الحاني، عيناه الصافية، اقترب اكثر وهتف بهمس اكثر :
_حقيقي انا مش قادر، شهد انا بحبك اوي، كلمة بحبك دي كلمة بسيطة على اللي بحسه من ناحيتك، لو في كلمة اكبر من العشق يبقى انا اكيد وصلتلها ومن زمان، انا مش عارف ولا اتكلم ولا اعبر عن اللي جوايا، بصي تعالي معايا...

امسكها من يديها واخذها نحو المكتب فتح الدرج المغلق، مشت معه كما المسحورة، المأخوذة بكم المشاعر التي اغدقها بها ، واخرج رسومات لها كثيرة، وايضا اوراق مدون بها اسمها شهد الحياة، امسكتهم بأعين دامعة وتنقلت بينهم، وهي تبتسم بسعادة، رفعت بصرها، فتلاقت اعينهم في نظرة طويلة، سألته بخفوت ونبرة مترددة : معقول كل المشاعر دي ليا بقلبك يا رامي؟ معقول بتحبني كدا؟

رد رامي وهو يسترق قبلة رقيقة على ثغرها وانفاسه تلفحها : واكتر والله يا شهدي، اكتر بكتير، انا فعلا مش قادر اوصفلك بتعملي بيا ايه، ووضع يدها على قلبه واكمل، بيبقى متلخبط وضرباته بتزيد بشكل مجنون وساعات بحسها اختفت تماما كأنه وقف .

لمعت عيناه بفرحة غامرة وسعادة لا حد لها ورغبة بلا جماح، اضطربت انفاسه اكثر واكثر وكالمغيب اقترب رويدا واخذها في قبلة طويلة يبث فيها مدى حبه وعشقه لها، بادلته قبلته على استحياء، تمسك بها اكثر وهو يرفعها بين يديه، فحاوطته بيديها وتساقطت الاوراق والرسومات ارضا، اتجه نحو السرير وهو ينوي بداخله ان يجعلها زوجته امام الله، فسكتت شهرزاد عن الكلام لشهرايار، واصبحت شهد الحياة، شهد حياته، واصبح الحلم حقيقة على ارض الواقع...
***********************************
وبمنزل كريم...

جلس في منتصف المنزل ينظر بحزن لارجائه، ينظر هنا وهناك، هنا كان يتحرك والده ويهتف باسمه، وهناك كانت ليلى مثل الفراشة، طبعت في كل مكان ذكرى لها وهو يراقبها في صمت، الان خسر كل شئ والده وحبيبته بسبب خطأ فادح اتخذه في غفلة من الشيطان، نزلت دموعه بصمت، رفع وجهه للسماء وهتف : يعني انا كدا بتعاقب على اللي عملته فيها، يعني زي ما ابوها مات وسابها وحيدة، اتعاقبت بنفس الطريقة وابويا مات وسابني وحيد، بس انا مكنتش اقصد، حتى هي سابتني وعدتني تفضل جنبي تحت اي ظرف، بس مستحملتش وسابتني، حقها تسيبني، طب هي راحت فين وعند مين، ملهاش حد غيري، يارب اقف جنبها ورجعهالي تاني....

تحرك نحو كرسي جمال وجثى على ركبتيه وتلمسه بطرف اصابعه، وهتف والدموع تتسابق مع الكلام: سامحني يا حبيبي، سامحني، يعز عليا انك تموت وانت مش راضي عني، انا اتكسرت من بعدك والله يا ابويا، موتك كسرني.
*********************************
بمنزل رامي...

غفت ليلى بتعب، ولكن هناك زوجين من العشاق لم يغفلوا، دفنت وجهها في الوسادة فاتكأ هو على ذراعه وهتف بعبث : شهد، ارفعي وشك .

رفعت وجهها المتورد خجلا منه، وشعرها المبعثر حولها، فداعب وجنتيها وابتسم : ايه بتخبي وشك الحلو دا بعيد عني، دا حتى مينفعش يتخبى بعد كدا.

ضحكت بخفوت وهتفت بجدية مصطنعة : احم انا هاقوم اشوف ليلى وانام معاها.

هتف سريعا وباندفاع : تنامي معاها فين، انتي كدا هاتخليني اكره ليلى صاحبتك ومقعدهاش في البيت.

شهد : هو انت ممكن تمشيها يا رامي بجد.

رامي : لا طبعا بهزر، دا بيتك يا حبيبتي اتصرفي فيه زي ما تحبي، بس متقوليش تنامي معاها دي، وقتها هايبقى بيتي انا وهاتصرف تصرف يضايقك .

شهد : ربنا يخليك ليا يا رامي، انا كل يوم بعرف ان ربنا كفائني وعوضني عن اهلي بيك.

اقترب اكثر وهو يهتف بمزاح : الحمد لله مقولتيش بيكوا، كان هايحصلي حاجة.

شهد : بيكوا دي قدام الناس، اما بيك دي مابينا وبس.
ضل يقترب حتى التصق بها تماماً ولامس شفتيها بشفتيه : طب تعالي اقولك سر بيني وبينك.
وغابا بدنياهم الخاصة التي يختبرناها لاول مرة معاً
************************************
بمنزل كريمة ...

دلفت غرفتها بخطوات ثقيلة، القت بجسدها على الفراش، شردت باحداث اليوم ونهايته بموت اخيها، وعند هذه النقطة بالتحديد سالت دموعها من جديد وهتفت لنفسها : كنت رايحة اطلقها من كريم، موت اخويا بايدي، قالي مش مسمحاك يا كريمة، قالي مش مسامحك ومات، اللي باقيلي من اهلي مات، اه يا ناري هاموت من حسرتي عليك يا اخويا....

دفنت وجهها في الوسادة وبكت ندمً على ما فعلته وخططت له.
*********************************
صباحا...

استيقظت ليلى باكرا وظلت جالسة في الغرفة، حتى دلفت شهد لكي توقظها وجدتها مستيقظة بالفعل، قابلتها شهد بابتسامتها المعهودة وهتفت : صباح الخير يا ليلى.

حاولت رسم ابتسامة على ثغرها ولكنها فشلت وهتفت بعبوس : صباح النور.

اقتربت شهد منها وطبعت قبلة على احدى وجنتيها وهتف بهدوء : قومي كدا خدي شاور وروقي واكون جهزت الفطار لينا ونفطر مع بعض زي زمان...
ثم استطردت : وياستي متقلقيش رامي خرج من بدري الشغل وتقريبا مبيجيش الا بليل، وحمزة في المدرسة، البيت فاضي هانقعد نحكي بقى واحكيلك عرفت رامي ازاي.

اؤمات ليلى بضعف ونهضت من جلستها وسارت مع شهد، وعقلها بمكان اخر....
***********************************
بمنزل زكريا...

_ صباح الخير يا سلمى، نمتي كويس.

سلمى : لا يا زكريا منمتش اصلا.

زكريا : وياترى ليه بقى ؟!، منا سبتلك الاوضة كلها ونمت برا.

سلمى : زكريا انا عاوزة اتكلم معاك بهدوء لو سمحت، وياريت تسمعني للاخر، انا فضلت طول الليل سهرانة ارتب ازاي اقولك وافهمك اللي جوايا، فسبني ارجوك احاول اوصلك اللي عايزاه ..

اعتدل في جلسته وهتف باهتمام : قولي انا سامعك.

ارتبكت قليلا ولكنها شجعت نفسها وهتفت : زكريا انا عاوزة اطلق، انا بجد مش عاوزة اكمل معاك انا مش قادرة امثل اكتر من كدا، ارجوك اتفهمني انا خسرت اهلي امي ماتت، وابويا في السجن، واختي معرفش ليها طريق،
يعني بقيت لوحدي، يعني اظن امك انتقمت مني كويس، سبوني لحالي بقى، سبوني اعيش اللي فاضلي من عمري في امان مش في خوف ان امك بتكون بتخططلي حاجة.

نهض بهدوء من جلسته و اتجه صوب المرحاض، فهتفت بضيق : انت رايح فين وسايبني، كلمني رد عليا.

وقف فاجأة واستدار وهتف بخشونة : انا لو رديت عليكي مش هايكون بلساني زي مانتي فاكرة، هايكون بايدي واظن ان مفيش فيكي نفس..

تركها ودلف الى المرحاض مغلقا الباب خلفه بقوة، فزعت هي في جلستها، فهتفت في سرها : ربنا ياخدك يا شيخ.
***********************************
ذهبت لسامح سايبر وبداخلها سعادة لا توصف، اليوم سوف تنتهي من سلمى نهائيا، طرقت باب السايبر، فتح لها شاب اخر غير سامح قطبت ما بين حاجبيها وهتفت : لامؤاخذة فين استاذ سامح.

فتح لها الباب واردف : ادخلي جوا يالا علشان تاخدي الصور.

رفعت حاجبيها وهتفت : ادخل ليه؟!، استاذ سامح كان بيتفق معايا هنا مش جوا..

زفر الاخر بحنق وهتف : بقولك ايه يا وليه متوجعيش دماغي، تسليم الصور جوا علشان اللبش في الحارة.

زمت شفتيها بضيق وهتفت : طيب ياخويا وسع من طريقي.

دلفت الي الداخل واغلق الباب جيدا، ثم اشار اليها ان تصعد سلم خشبي، صعدت وجدت الغرفة مليئة بالحاسبات الآلية وعليها صور مختلفة، جذبها المنظر فحدقت جيدا بالغرفة وهي تتمتم : يالهوي على المناظر ياجدعان.

تحرك سامح ووضع الصور امامها، التقطتهم بسرعة، وهي تقلبهم وتنظر فيهم بتمعن : ايه دا انت حريف والله، انا لو مكنتش مفبركاهم كنت صدقت انهم حقيقة.

التوى ثغره بتهكم : عيب انتي جاية لاكبر واحد بيعمل فوتوشوب في مصر، وعلشان ياستي البقين الحلوين دول خدي صورة ليها اهو وهي في وضع مخل.

اتسعت عيناها بذهول وهتفت : يالهوي لا احنا مش اتفقنا على كدا، انا قايلك صور عاد..

بتر جملتها بحدة : بقولك ياست اديك على المعلوم وانتي ساكتة انتي رضيتي تديني الصورة يبقى مالكيش فيه،
يالا هاتي الفلوس .

مديحة : طيب يا اخويا براحة شوية.
فتحت حقيبتها واخرجت المال وما ان اعطتهم لسامح، حتى كسر الباب بقوة ودخلت الشرطة بسرعة، تسمرت مديحة مكانها برعب والصور مازالت في يديها.

_ وقعت ياسامح فاكر اننا مش هانجيبك لما غيرت عنوانك، وقعتك سودة انت وكل اللي معاك، لموهم على البوكس.
***********************************
بمنزل رامي ..

شهد : وبس هو دا كل اللي حصل، وامبارح اعترفلي بحبه ليا.

ليلى بابتسامة : مبروك يا شهد انتي طيبة وقلبك صافي تستاهلي كل خير.

شهد بسعادة حقيقة : الحمد لله يا ليلى بعد ما اطردت وامي وسلمى باعوني كدا بالرخيص اتكسرت نفسي اوي، بالك كنت بتخانق معاه واطول لساني واضايقه بس كان غصب عني، كنت ببقى عاوزة اكرههم علشان لما يمشوني من عندهم مش اتعب واتقهر زي ما حصلي، بس خالتي دي اطيب من امي نفسها بتخاف عليا اوي.

ليلى : انا والله زعلت جدا من االي حصلك، بس مديحة السبب بقى الله ينتقم منها، بس كل اللي زعلني اكتر هي سلمى ازاي توافق تتجوز زكريا .

نهضت شهد من جلستها وهتفت بصدمة : نعم سلمى مين دي اللي اتجوزت زكريا، دي بتكرهه طول عمرها، ومكنتش عاوزكي تتخطبيله.

ليلى : لا مديحة قالتلي انهم اتجوزوا.

تذكرت شهد صوتها الحزين في الهاتف، فهتفت سريعا : هو الكلب حسني اللي غصبها اكيد، سلمى اختى لا يمكن توافق الا اذا هددها، وطبعا امي سمعت كلامه كالعادة، والله لاروح واطربقها فوق دماغهم الكلاب دول .

اندفعت صوب غرفتها وعزمت على تبديل ملابسها، ذهبت ورائها ليلى : يا شهد استني متروحيش لوحدك، هاجاي معاكي.

التفت لها شهد وهتفت باصرار : لا خليكي انتي زمان حمزة جاي من المدرسة، انا هاروح لوحدي واكلم رامي في الطريق يلحقني، خلي بالك بس من حمزة يا ليلى.
*****************************
بمنزل زكريا...

خرج من المرحاض يهندم ملابسه رائها تقف وتحكم حجابها، فقطب ما بين حاجبيه مردفا بخشونة : رايحة فين يا سلمى؟!.

وضعت يديها على باب المقبض وفتحته وهتفت وهي تهم بالخروج : رايحة لامي في المشرحة، ملهاش حد يعجل بدفنها..

خرجت خطوتين من الشقة، اندفع هو ورائها، يجذبها من مرفقها بعنف وهو يهتف : انت اتجننتي ولا ايه، مش في حكم راجل، ادخلي جوا، مفيش مرواح، امك ماتت خلاص، الحكومة تدفنها بمعرفتها.

اغتاظت من حديثه، ابعدت يديه بقوة بعيدا عنها، وهتفت بغضب : بان على اصلك يا زكريا اقلع وش التمثيل كمان وكمان، علشان كدا بقولك طلقني انا خلاص فاض بيا ولا يمكن افضل على ذمتك دقيقه واحدة..

زكريا بصوته الجهوري: يابت اتلمي اصل والله ارنك العلقه التمام، انا مراعي انك حامل.

سلمى بغضب : بلا قرف، حمل النيلة والندامة، اوعى من وشي

اندفعت صوب الدرج تهبط اول خطوة، فجذبها من مرفقها استدرات بسرعة تبعده عنها، رفع يده وهبط بكفيه على وجنتها صافعا اياها بقوة، اختل توازنها فسقطت من اعلى الدرج بسرعة كبيرة، وصلت عند انتهائه فاقدة للوعي، والدم يملىء جسدها بغزارة، اتسعت عيناه بصدمة، تسمرت قدماه وهو يتابعها وهي تسقط بسرعة كبيرة فهتف بخوف :
سلمي.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل السابع والعشرون

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#29

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة )

البارت الثامن والعشرون.

استقلت التاكسي وبداخلها مشاعر متضاربة، خوف على سلمى من مديحة وزكريا، وقلق على سميحة وما يفعله بها حسني، وغضب من حسني وما فعله بابنته، اخرجت هاتفها وقررت محادثة رامي، وضعته على اذنها واتاها صوته الرجولي : الو يا حبيبتي.

سرت رجفة في جسدها اثر ذكره كلمة حبيبتي، صمتت قليلا تستوعبها او بمعنى اصح تتذوق مذاقها، فهتف مرة اخرى بقلق : شهد.

تنحنحت بحرج وهتفت بخفوت: معاك يا رامي.

رامي : في حاجة يا حبيبتي.

اخفضت صوتها وهتفت : انا نزلت من البيت ورايحة البيت عند امي...

قاطعها رامي بسرعة : نازلة فين يا شهد ومن غير اذني، وازاي تروحي هناك لوحدك.

شهد : حسني الكلب جوز سلمى لخطيب ليلى زكريا هو وامه مش كويسين وزمانهم مبهدلينها وطبعا امي ساكتة، انا لازم اروحلها وانقذها يا رامي.

هتف رامي بتحذير : ماشي يا شهد اقفي على اول الحارة واياكي تدخلي وانا دقايق وهاكون عندك، شهد لو دخلتي لوحدك مش هاعديهالك بالساهل.

شهد : حاضر يا رامي، هاستناك ومش هادخل الا بيك.
**********************************
في قسم الشرطة ...

هتفت ببكاء : يابيه والله انا بريئة.

هتف الضابط المسؤول : اسكتي يا ولية، انتي ممسوكة متلبسة بتزوري صور لمين انطقي.

هتفت بتلعثم : مش، مش لحد يابيه، انا جيت ...

قاطعها بسخرية : ايه عاوزة تقولي جيتي غلط ولا ايه؟!، انتي هاتضحكي علينا ولا ايه .

حول بصره لسامح الواقف بخوف وهتف بصوته الجهوري : قولي يلا الست دي كانت عندك بتعمل ايه..

هتف سامح بارتباك: كانت يا بيه جاية تعمل فوتوشوب لواحدة.

الظابط : وقبضت كام؟!.

سامح : الف ونص يا بيه، نصهم لما اخدت الصورة ونصهم انهاردة قبل ما انتوا تدخلوا علينا..

التقط الظابط الصور من على المكتب وحدق بهم وهتف : مين دي يا ولية انطقي احسنلك، اصل كدا كدا هانعرف مين دي، بمعرفتنا هانعرف، انطقي.

قال كلمته الاخيرة بصوت هز ارجاء المكان، فزعت مديحة وعادت للخلف خطوتين وهي تهتف بتلعثم : دي مرات ابني يا بيه.

الظابط : مراته ولا طليقته.

مديحة بخوف : مراته يا بيه.

اتسعت عيناه بصدمة واقترب منها وهو يجز على اسنانه بغضب وقال : مرات ابنك يعني شرفه، تقومي تفبركيلها صور يا عديمة الاخلاق والدين، هي حرقاكي اوي كدا، انتي اوسخ حد شوفته لغاية دلوقتي...

هتفت ببكاء مزيف : يا بيه انا..
قاطعها بصفعة على وجهها وهتف بغضب : اخرسي مسمعش صوتك ابدا، لغاية ما اخلص مع الكلب التاني.

اؤمات بخوف وهي تضع يديها على مكان الصفعة تتحسها بألم.
************************************
بمنزل كريم.

فتح عينيه بتثاقل، شعر بألام تغزو رأسه وعنقه نتيجة لنومته على كرسي ابيه طول الليل، نهض بصعوبة حاول تحريك رأسه يمينا ويسارا لعل تلك التمرينات تقلل من الالم قليلا، نظر في ارجاء المنزل وجده فارغ بلا روح، هتف بضعف : بابا.
ثم تابع بضعف اكبر وبنبرة مهزوزة : طب ليلى، كلكوا سبتوني.

استفاق على طرق الباب، اتجه صوب الباب بخطوات بطيئة، فتح الباب فظهرت كريمة بثيابها السوداء واعينها المنتفخة، رمقها بغضب وهتف بخشونة : ايه اللي جابك هنا.

هتفت بهدوء : ايه يا كريم مش هاتخليني ادخل.

هتف بغضب : لا مش هاتدخلي ولا بقيت عاوز اشوف وشك دا، انا من انهاردا مبقاش ليا عمة اسمها كريمة، انت موتي بالنسبالي فاهمة يعني ايه موتي.

امسكت يداه تترجاه وتهتف بندم : والله يابني والله انا مكنش قصدي كدا، انا كنت كل اللي في بالي انك تطلقها بس، مش قصدي اموت اخويا اللي حلتي يا كريم، انا هاموت من امبارح لما مش سمحتلي اشوفه واسلم عليه لاخر مرا.

هتف كريم بقوة فبرزت عروقه في عنقه : علشان انتي السبب، تشوفيه ليه يا كريمة وانتي خربتي حياتي موتيلي ابويا وليلى مشيت عملت فيكي ايه علشان تطلقيها تقدري تقوليلي.

كريمة ببكاء : كنت شايفها مش من مستوانا وكنت عاوزلك بنت وزير ولا رجل اعمال ترفع اسم العيلة لفوق، فكر...

قاطعها كريم بقوة : اه شايفها مش من مستوانا زي امي، لما بهدلتيها في حياتها كدا طول عمرك تبصي لنفسك من فوق واللي اقل منك دا حقير ميستحقش يعيش، انتي قلبك مفيهوش مكان للحب للاسف متعرفيش يعني ايه الواحد يحب ويعشق انا بشفق عليكي جوزك مات وسابك وزهق من تفكيرك واخوكي مات بردوا بسبب تفكيرك بس الفرق انه مش مسامحك عارفة يعني ايه ميت مش مسامحك.

طأطأت راسها وهي تبكي بندم، اغلق كريم الباب ف وجهها وهتف بصوته الجهور : اخر مرة بقولك اطلعي برا حياتي وانا بالنسبالك ميت وانتي بالنسبالي موتي.

خرجت من البنايه وهي تبكي ندمً على فقدانها لاخيها وابنه ايضا اصبحت وحيدة، بلا اهل ايضا وكان هذا اكبر عقاب لها.
************************************
وقفت تنتظر قدومه بفارغ الصبر حتى ظهرت سيارته، تابعته بعيناها وهو يهبط منها، تقدمت منه بعض الخطوات وهتفت بسرعة : يالا بينا يارامي بسرعة.

جذبها من مرفقها وهتف بضيق : اهدي كدا بس انتي رايحة تعملي ايه علشان ابقى عارف بس..

شهد : رايحة اخد اختي من الحيوان اللي اسمه زكريا دا .

رامي : انتي مش بتقولي انه اتجوزها، ناخدها ازاي هي عيلة يا شهد، دي بنت كبيرة وكمان متجوزة .

هتفت بحنق : مش عارفة يا رامي هاعمل ايه بس المهم اروح اطمن عليها يالا بس..

اؤمئ بضيق التفت بسرعة حتى تذهب لجهتها وجدت سيارة الاسعاف تخرج من حارتهم وسكان الحي متجمهرين، توقفت تنظر بتركيز فوجدت عبدو امامها، نظر لها بصدمة وهتف : شهد معقولة لسه فاكرة تيجي.

قطبت ما بين حاجبيها وكانت على وشك الرد ولكن صوت رامي الغليظ مانعها : انت تبقى مين.

التفت له وهتفت : رامي ، دا يبقى عبدو جاري.
ثم تابعت موجهة حديثها لعبدو : في ايه يا عبدو وايه عربية الاسعاف دي واخدة مين...

رأها نسوة الحارة تجمعوا حولها وهم يرمقوها بحزن
فهتف جارة لها : يا حبيبتي يابنتي جاية بعد ايه، ملحقتش تشوف امها.

مصمصمت الاخرى شفتيها وهتفت بحزن : كنتي تعالي ياشهد الحقي امك واختك يا حبيبتي.

صرخت شهد وقالت : مالها امي واختي في ايه.

امسكها رامي من كتفيها وهتف بهدوء : اهدي يا حبيبي هانفهم دلوقتي...
ثم هتف بصوته الجهور : ممكن نفهم في ايه؟؟!، مالها خالتي وسلمى .

هتف عبدو بحزن حقيقي على حالها : امك يا شهد حسني قتلها وهي دلوقتي في المشرحة، وسلمى زكريا زقها من فوق السلم ووقعت والاسعاف اخدوها وهو اتقبض عليها.

اتسعت عيناها بصدمة، وزاد اضطراب قلبها، وعلت انفاسها، تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة، وهتفت بهمس شديد : امي ماتت.

داهمها دوار في رأسها، وزاغت انظارها، وقعت فاقدة للوعي اثر تلقيها صدمة موت والدتها، وما حدث لاختها.

التقطها رامي بسرعة كالريشة، وذهب صوب سيارته يتجه بها لاقرب مشفى والخوف ياكل صدره، قاد سيارته باقصى سرعة وصل للمشفى حملها وذهب بها للطوارئ...

بعد مرور ساعتين...

فتحت عيناها ببط وتأملت الغرفة وجدت رامي ينحني بجذعه الاعلى عليها، هتف رامي براحة : الحمد لله فوقتي يا حبيبتي، اخيرا طمنتي قلبي..

اعتدلت في جلستها فساعدها على الجلوس، تذكرت حديث النسوة، وتردد في اذنها حديث عبدو : امك حسني قتلها، وسلمى زكريا ووقعها من السلم.

نظرت لرامي بأعين دامعة وهتفت بصوت مبحوح : امي يا رامي، امي ماتت وانا معرفش، امي ماتت وانا بعيدة عنها، الكلب قتلها.

امسكها رامي من كتفيها وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بحزن : بالله عليكي اهدي، احتسبيها عند الله يا شهد، ربنا يرحمها ياحبيبتي، مش هاتقدري ترجعي اللي فاات، فوقي كدا علشان تبقي جنب سلمى .

تذكرت شهد امر سلمى فهتف بقلق : سلمى، ايوا هي كويسة؟.

اؤمى براسه وهتف بهدوء : ايوا كويسة الحمد لله، بس كانت حامل فقدت الجنين، هما دلوقتي بيحاولو يظبطوا السكر، فقدت دم كتير، بس الدكاترة بيطمنوني انها هاتبقى بخير.

نهضت وهي تهتف بقوة : ايوا لازم اقف جنبها علشان اخد حقها من الكلب زكريا دا مش هاسيبه يتهنى ولا هو ولا امه .

جذبها لاحضانه وهتف بحنان : طول مانا جنبك متخافيش من اي حاجة انا معاكي واللي انتي عاوزاة تعمليه انا هاقوم بيه .

دفنت وجهها في صدره وبكت : ربنا يخليك يارامي.

رامي : ويخليكي ليا يا شهدي.
******************************
بمنزل رامي..

سالها الصغير ببراءة : الساعه بقت ٨ وبابا اتاخر اوي يا طنط ليلى.

تعجبت وسالته : هو انت بتعرف في الساعة يا حمزة؟!..

اؤمى وهتف : اه بابا معلمني اعرف في الساعة..
ثم تابع بضيق طفولي : هو بابا وشهد هايتاخروا كتير.

ليلى بقلق : والله ما عارفة يا حمزة، انا باين غلطت لما قولتلها بس كنت بحسب انها عارفة .

حمزة : طب اتصلي عليهم تاني.

ليلى : تليفوناتهم مقفولة، هو انت مش عاوز تقعد معايا ولا ايه؟!.

حمزة : لا عاوز، بس انا عاوز بابا وشهد.

ليلى : انت بتحب شهد اوي كدا.

حمزة : اه اوي اوي، شهد دي صاحبتي انا بحبها اوي، انا بنام وبخاف اصحى مش الاقيها، بس بابا بيقولي عمرها ماتمشي ابدا هو وعدني بكدا، ولما بابا بيوعدني مش بيخلف وعده ابدا .

تذكرت وعدها لكريم بان لا تتركه مهما حدث، تجمعت الدموع في عيناها بسرعة حبستهم بقوة وهتفت في سرها : خلاص مش هاعيط على حد تاني ولا هاضعف تاني، واللي فات مات يا ليلى، متسمحيش لحد انه يضعفك ولا يهزك، سواء كريم او غيره .
********************************
فاقت سلمى بتعب ظاهر على وجهها، والام تغزو جسدها، فتحت عيناها على شهد وشاب يقف بجانبها، هتفت بضعف : شهد.

اقتربت منها شهد بسرعة وهتفت : حمد لله على سلامتك يا حبيبتي كويس انك قومتي بالسلامة ليا.

سلمى بصوت ضعيف للغاية : اخيرا جيتي يا شهد وحشتيني اوي.

طبعت شهد قبلة اعلى جبينها وهتفت بحزن : والله ما كنت اعرف يا سلمى، ولما عرفت جيت جري، انا اسفة يا حبيبتي انا هاخدلك حقك منه الحيوان دا، خلاص مش هايقدر يعملك حاجة .

سرت رجفة في جسدها اثر ذكر سيرته، وضعت يداها تلقائيا على بطنها، فهتفت شهد باسف : معلش يا حبيبتي البيبي نزل بسبب وقعتك كانت قوية جدا.

ابتسمت سلمى بتهكم : انتي فاكرة اني هازعل، انا هاحمد ربنا انه نزل يا شهد، انا لايمكن اعيش معاه، والبيبي دا كان هايتولد محكوم عليه بالضياع، الحمد لله على كل حال.

ابتسمت شهد براحة وهتفت : الحمد لله ياحبيتي، الحمد لله انك رجعتيلي بالسلامة، والله لانتقم من حسني الكلب وزكريا على اللي عملو فيكوا.
***********************************
مر يومان على وجود ليلى وسلمى في منزل رامي، ووجود زكريا في قسم الشرطة، وتتوالى التحقيقات مع مديحة وحسني، حبس كريم نفسه في المنزل، ووحدة كريمة واحساسها بالندم وخصوصا مع كوابيسها بجمال...

في منزل رامي..

وقفت شهد وهتفت بتذمر : يعني انتو الاتنين عاوزين تتطلقوا وعاوزني اروح لرامي علشان اقوله..

اؤمات سلمى بقوة : اه طبعا عاوزة اطلق، انا لايمكن افضل على ذمته دقيقة واحدة بعد اللي حصلي.

بينما التزمت ليلى الصمت، فهتفت شهد بمكر : طب سلمى وليها عذرها يا ليلى، انتي بقى ايه عذرك علشان تطلقي .

رفعت ليلى بصرها وهتفت متصنعة القوة : وانا كمان لازم اطلق يا شهد وانا ليا اسبابي، واظن انتي عارفها كويس.

زمت شهد شفتيها بضيق : طب فكري يا ليلى، الطلاق مش حاجة سهلة، وخصوصا بين اتنين بيحبوا بعض.

ليلى بتهكم : مين دا اللي بيحبني، كريم!!، مفيش حد بيحبني يا شهد، كريم حبه كان خدعة.

شهد : لا يا ليلى مكنش خدعة، هو كدب وغلط ووارد كلنا نغلط وانتي نفسك غلطتي في حق نفسك وحقي وسامحتك، يا ليلى فكري كويس قبل ما تندمي.

ليلى باصرار : فكرت كويس يا شهد وخلاص انا مش هاسمح لحد يهدني بعد كدا، انا لازم اتغير وابقى حد تاني وانسى ليلى بتاعت زمان، قولي لرامي يروحله يكلمه ويطلقني.

هتفت شهد بضيق : حاضر

خرجت من الغرفة وتوجهت صوب غرفة رامي، امسكت المقبض وهي تهتف بضيق : يالهوي اكلمه ازاي دلوقتي بقى، دا لاوي بوزه في وشي، يالا ربنا يستر بقى .

دخلت الغرفة ولاحت على ثغرها ابتسامة عريضة، كان يتابع رسمه رفع بصره لها رمقها بضيق واخفض بصره مرة اخرى يتابع رسمه، تقدمت منه وجلست بجانبه وهتفت بهدوء: انا عارفة انك زعلان وليك الحق، بس هما يا رامي كانوا واحشني والله وكنت عاوزاة اشبع منهم وخصوصا سلمى كانت محتاجة اللي يراعيها بعد اللي حصلها .

هتف رامي بضيق : طب وانا فين من كل دا، شهد انتي تقريبا نسيتي كلمة بحبك الي لسه قايلهالك من يومين، انتي زي مايكون قولتلك بكرهك فابعدتي عني.

شهد : انت قصدك يعني انها مأثرتش فيا، ومش حستها منك.

رامي : دا الظاهر قدامي.

تجمعت الدموع في عيناها سريعا وهتفت : غصب عني، اللي حصلي مكنش سهل امي تموت وانا مش جنبها والله اعلم احساسها كان ايه وقتها، واختي تتبهدل بالطريقة دي اكيد يا رامي هتاثر نفسيا انا مش جبل علشان افضل استحمل واكتم واتعامل عادي، اختي كانت وحشاني يا رامي كنت عاوزاة اشم ريحة امي فيها، وفي نفس الوقت انا مضايقة من نفسي اني ببعد عنك بس غصب عني.

رامي : انا مش عاوز اعرف دا كله، انا عارفو وحاسه كويس من غير ما تتكلمي، اللي انا عاوز اعرفه انتي حبتيني، حسيتي كلمة بحبك مني، اثرت فيكِ ولا لأ.

اخفضت بصرها، وهتفت وهي تزيل دموعها بصوت خافت للغاية :اثرت.

رفع وجهها بطرف ابهامه وهتف بخفوت ايضا : مش دي اللي انا عاوز اسمعها يا شهد.

ابعدت بصرها بعيدا عنه وهتفت بتوتر : مش لازم تسمعها انت اكيد بتحسها مني.

هتف باصرار : لا لازم اسمعها لان هي دي اللي هاتخليني اغفرلك اي بُعد وهاتصبرني بعد كدا، بصي في عيني وقوليها، بردي نار قلبي يا شهد حياتي، انا عشت سنين بحلم تكوني جنبي ويوم ما تبقي ...

قاطعته وهي تهتف بهمس : بحبك..

لمعت عيناها بوميض غريب، مع ظهور ابتسامة على ثغره، بينما هي نطقتها اخيرا بعد معاناة، خفق قلبها بشدة لنظراته لها، اقترب اكثر بوجهه وطبع قبل بسيطة على شفتيها وهو يهتف بين الحين والاخر : بحبك، بحبك اوي.

حاوطته بيديها تجذبه لها اكثر تنعم بحبه وعشقه ودفئ قلبه، نست امر طلاق سلمى وليلى، وتناست معه من هي وتاهت معا في لاحظات يسرقونها من الزمن....
******************************
بغرفة ليلى.

سلمى : ليلى، ليلى سرحانة في ايه؟!.

استفاقت على هتاف سلمى لها وهتفت بدون وعي : ياترى بيعمل ايه دلوقتي...

ابتسمت سلمى بحب وهتفت : لما انتي بتحبيه يا ليلى عاوزاة تتطلقي ليه؟!!.

انتبهت لها وهتفت بدموع : علشان دا المفروض يحصل يا سلمى، انا هادوس على قلبي وابعد واطلق منه، اللي كريم عمله مش قليل، يمكن انتي شايفاه بدافع الحب، بس الحب مالوش دوافع اذية، اللي كريم عمله مالوش غير مبرر واحد عندي وهو انه يمتلكني باي ثمن.

سلمى : بس باللي انتي حكتهولي يا ليلى، هو كان بيحبك اوي وصعب تلاقي حد بيحبك اوي كدا.

هتفت ليلى بتهكم : وصعب بردوا تلاقي يا سلمى حد بياذي بالشكل دا.
*******************************
في غرفة رامي وشهد .

كانت نائمة على الوسادة، تمسك بالملاءة جيدا وتغطي جسدها وتخفي نصف وجهها بها، اما هو فاتكأ على مرفقه وتعلق بصره بها فهتف بجدية زائفة : اه يعني سلمى وليلى طالبين الطلاق وانا بقى الماذون صح..

اؤمات براسها وهي تكتم ضحكتها بقوة، فهتف بمزاح : عيونك على فكرة بتضحك.

انزلت الملاءة قليلا وهي تردف : هاتعمل ايه المفروض ابلغهم رايك..

اطلق تنهيدة قوية وقال : هو بالنسبة لسلمى، انا كلمت سامي له صاحبه محامي شاطر اوي، هو اقترح نروحله بكرا نهدده انه يطلقها ويكتب اقرار بعدم التعرض ياما السجن وانا شايف تخلص منه من غير شوشرة ويروح لحال سبيله، اما ليلى بقا هي كدا مش بتتسرع ولا ايه تهدا شوية في قرارها وبعدين انا هاروحله اكلمه بصفتي ايه.

هتفت شهد بضيق : والله قولتلها يا رامي اهدي واحكمي الامور مُصرة بردوا، وبعدين يعني تروحله بصفتك ايه، انت تروحله بصفتك جوزي، اقصد يعني جوز صاحبتها وهو عارف انا ايه عند ليلى مش هايستغرب.

اقترب منها وهو ينظر لعيناها ويهتف بخفوت : سيبك انتي دول اللي شدوني من اول ما شفتهم، ولسه بردوا لما بقرب منك بيشدوني وبنسى نفسي.

ضحكت بغنج وهتفت بخجل واضح : شوف انا بقول ايه وانت بتقول ايه، انا بتكلم في حاجة مهمة.

اقترب منها وهتف امام شفتيها :لا سيبك من المهم بتاعك، انا هاقولك الاهم منه، خدي عندك ياستي رقم واحد انا بحبك.
هتفت هي الاخرى : وانا كمان بحبك.
ابتسم رامي بحب واكمل حديثه : رقم اتنين انا بعشقك..
ضغط على حروف الكلمة ببطء شديد، ففعلت هي مثلما فعل وهتفت ببطء : وانا كمان.

اشار الي عيونها وهتف : رقم تلاتة دول خطفوني من اول ما شفتهم .

فعلت مثلما فعل ولكنها هتفت بحديث نابع من القلب : ودول سحروني من اول ما شفتهم، سبحان من صورهم .

مال رأسه ناحيتها وطبع قبلة على احدى وجنتيها واردف : رقم اربعة،،، تعالي اقولك في ودانك علشان عيب حد يسمعنا .....
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الثامن والعشرون.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#30

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة )

البارت التاسع والعشرون

بقسم الشرطة ...

دخل الغرفة مكبل اليدين ومطأطأ الرأس، نظرات الحزن تغزو عينيه، رفع رأسه وجد رامي وسامي، هتف بتساؤل : نعم حضراتكوا تعرفوني..

نهض رامي يقف قبالته وهتف بهدوء : امممم اعرفك انا ابقى رامي ابن خالة سلمى .

زكريا بقلق : سلمى هي عاملة ايه كويسة، طمني عليها؟!؟.

اؤمئ رامي برأسه واردف : اه هي كويسة الحمد لله، بس الجنين نزل.

زكريا بحزن : ايه سقطت.

هتف رامي بتهكم : اه لازم تسقط امال انت فاكر ايه؟!، واحدة تزقها من على السلم توقعها، عاوزها تقوم زي الحصان؟ ربنا بيحبها انها قامت منها بالسلامة.

زكريا بضيق : انا مكنتش اقصد اني ازقها هي عصبتيني.

رامي : تقصد ولا متقصدش انا جاي اعرض عليك عرض، ومن مصلحتك انك توافق.

قطب مابين حاجبيه واردف : عرض ايه؟!..

هتف رامي موضحا : تطلق سلمى قصاد انها تتنازل عن حقها انك زقيتها، ولا بقى محاكم ولا سجن ولا غرامات ولا دا كله.

زكريا بعصبية : اه هي الهانم استغلت الموقف وجاية تطلب الطلاق وفاكراني هاطلق، لا هي مراتي وانا هاقول انها اللي وقعت مش انا اللي زقيتها.

رامي : انا عاوز اسالك سؤال انت فين رجولتك، لما واحدة ست تقول مش طايقاه طلقوني منه مش طايقة ابقى مراته وعلى زمته، فين بقى رجولتك؟!، ماتت في الحرب صح؟!!؟.

قال جملته الاخيرة بسخرية واضحة، فهتف زكريا بعصبية مفرطة: انت مالك انت؟، ايه دخلك انت، راجل ومراته انا مش هاسمحلك تتدخل وتطلقنا، تلاقيك بس عينك عليها وعاوز تتجوزها.

امسكه رامي من ياقة قميصه وهدر بعنف : انت واحد مش مظبوط، يامحترم انا متجوز شهد اختها، بقولك طلقها اصل واقسم بالله اطربقها فوق دماغك.

ابعده سامي عن زكريا ووجه حديثه لزكريا : بص يا بني نصيحة مني تطلقها من غير شوشرة اصل كدا كدا هانطلقها منك، احنا بنعمل بس عليك بلاش سجن ليك وغرامات، انت لو رفضت في ثانية هاكلم المحامي ويمشي في الاجراءات وهاتتحبس، نصيحة مني اسمع كلامنا واخرج من السجن.

صمت يفكر في حديثهم جيدا، حتى هتف رامي بعصبية : اخلص قول يا الطلاق يا السجن...
***********************************
بمنزل رامي...

ليلى : انتي قولتي لرامي على طلاقي من كريم؟!.

اؤمات شهد وصمتت، فاردفت ليلى بهدوء : في ايه يا شهد؟!.

شهد بضيق : مفيش بس مش حاسة انك بتتسرعي يا ليلى؟!.

ليلى : بتسرع!!، بتسرع علشان عاوزاة اطلق من واحد خاين وكداب.

شهد : هو خانك فين يا ليلى؟!، تمام هو كدب كدبة علشان يفوز بحبه، انا مش ببرر اللي عمله بس بردوا بلاش تقسي عليه، زي ما الدنيا قست عليكي...

ليلى : بس بس يا شهد انتي بتضحكي على نفسك ولا على مين، كريم السبب في كل حاجة حصلتلي، وحصلتلك وحصلت لسلمى كمان، دا قراري وانا متمسكة بيه.

شهد : براحتك يا ليلى، بس نصيحة مني فكري تاني اللي عمله ليكي وانتي قاعدة معاه يأكدلك انه اتصرف كدا بسبب حبه ليكي، اوقات يا ليلى الحب بيوصل الواحد لتصرفات مجنونة مش محسوبة.

ليلى : بس مهما كان تصرفاته دي متوصلش انه يكون السبب في اللي عشته يا ليلى، ولا يكون السبب في موت ابويا اغلى حد عندي، انتي مش عارفة يعني ايه موت اغلى حد عندك، انتي بس علشان امك مش كانت فارقة معاكي فمش حاسة بموتها، لكن انا لغاية دلوقتي موت ابويا واجعلي قلبي.

المها كثيرا كلمات ليلى الموجعة، حبست تلك الدموع المهددة بالهبوط وهتفت بصوت جاهدت ان يكون طبيعيا : هاقوم اخلص بقى الغدا زمان رامي على وصول..

تركتها وما ان دلفت للمطبخ انفجرت عيناها بسيل من الدموع على فقدانها لوالدتها، تكتم وتخبئ مشاعرها، خبئت تلك المشاعر الحزينه بداخلها حتى تكون مصدر قوة لسلمى وليلي وتكون بجانبهم في اكثر وقت يحتاجونها فيه، ايعقل ان تفهم ليلى سكوتها عن موت والدتها انه كره لها، ليلى صديقتها الوحيدة، الى متى سوف تجرحينني بكلامك عزيزتي وانا اتقبل واسامح، الى متى ؟؟...
**********************************
خارج قسم الشرطة...

خرجت من القسم تستند على رامي، فهي كانت في فترة علاجها وممنوعة من الحركة، ولكن ما ان اخبرها رامي بضرورة مجيئها القسم، تحاملت على نفسها وذهبت معه حتى تتخلص منه

زكريا بحزن : ارتحتي يا سلمى لما طلقتك مش هتلاقي حد يحبك قدي.

سلمى بكره دفين : ملعون ابو الحب اللي شبه حبك يا زكريا، انا بقى بقولك اهو مش هتلاقي حد يكرهك قدي.
ثم استطردت حديثها : انا اكتر واحدة مبسوطة في الدنيا دي، اخيرا خلصت منكو يا زكريا انت وامك.... اخيرا اطلقت منك.
ثم تابعت بسخرية : الا هي فين من حق مجتش ليه وطلعتك من السجن والا تلاقيها باعتك ماهي تبيع ابوها، على فكرة بقى امك الحلوة اللي مفهماك انها بتحبك، ست كدابة، طلعت كلام مش كويس على ليلى، وليلى مظلومة، مطلعش في حد اغتصبها ولا حاجة، وهي روحت يومها بليل لان مفيش حد عملها حاجة وكانت سليمة اشرب بقى يا زكريا، واه من حق وهي حاليا متجوزة دكتور نسا كبير اوي، شوفت بقى تدابير ربك بينتقم منك ازاي.

نظر لها شرزا لتجاوزها في حديثها معه ولاول مرة، قاطعهم دخول عبد الرحمن جارهم المحامي وهو يهتف بلهفه : زكريا انت خرجت..

التفت له واردف بضيق : اه خرجت مالوش لزوم تتعب نفسك يا عبد الرحمن كتر خيرك.

هتف باندفاع : اتعب ايه بس يا زكريا كويس انك خرجت امك مقبوض عليها في نفس اليوم اللي اتقبض عليك فيه .

هتف بقلق : ايه مقبوض عليها في ايه وازاي انطق؟! ..

نظر لسلمى الواقفة وهتف بتلعثم : اتقبض عليها في قضية تزوير وفبركة صور.

اندفع زكريا يمسكه بعنف : انت مجنون امي ايه اللي تتمسك في قضيه تزوير ولا فبركة الصور امي متعرفش الكلام دا.

هتف عبد الرحمن بارتباك : لا على فكرة ممسوكة متلبسة يازكريا، وهي لامؤخذاة بتفبرك صور لسلمى مراتك.

اعتلت الصدمة على وجوههم وخاصة سلمى ورامي وسامي من وقاحة تلك المرأه، فهتفت سلمى بقوة : مبقتش مراته يا استاذ عبد الرحمن اطلقت منه ميشرفنيش ابقى على ذمته ولا في العيلة دي من الاساس، يالا يا رامي وصلني العربية.

اندفع زكريا صوب عبد الرحمن يهتف بسرعة : قولي بسرعة هي في انهي قسم بسرعة ...
***********************************
بمنزل رامي...

جلس رامي بجسد مجهد وهو يردف : اه اليوم كان متعب جدا.

جلست امامه ووضعت في يده كوب العصير وهتفت بصوت هادئ حزين : اشرب العصير ونام ريح جسمك، معلش اكيد حوار سلمى تعبك انهاردا.

رامي : اه زكريا دا شخص زبالة اوي، ارهقني بس سامي حقيقي وقف جنبي والمحامي اللي جايبه شاطر جدا وخلص كل حاجة بسرعة، والحمد لله طلقها، يهون التعب في سبيل فرحتها بطلاقها، من حق حكتلك على امه واللي عملته، الست بتخطط لسلمى بالشر ربنا وقعها في شر اعملها.

هتفت بصوت حزين : اه حكتلي، حسبي الله ونعم الوكيل فيها.

وضع الكوب بجانبه، واقترب منها قليلا وهتف : مالك يا حبيبي، زعلانة اوي كدا ليه؟!، في حد زعلك؟!؟.

هزت رأسها بنفي وهتفت بصوت مبحوح : لا انا كويسة مفيش حد مزعلني ولا حاجة..

صمتت واخفضت بصرها، فصمت هو الاخر، رفعت بصرها له، وما ان تلاقت اعينها باعينه اندفعت صوبه تتعلق بيه وتبكي بحرقة، خبئها بداخله واردف بقلق : مالك يا شهد فيكي ايه يا حبيبتي؟!..

ابتعدت عنه قليلا وهي تردف ببكاء : مخنوقة بعيط، ليلى انهاردا قالتلي كلام صعب وويوجع اوي، تصور انها اتهمتني اني مكنتش بحب امي، علشان كدا موتها مش فارق معايا، طب ازاي مش فارق معايا يا رامي وانا اتحرمت منها في اكتر وقت كنت محتاجلها فيه، لما اتجوزت حسني واصريت عليه، لما دايما كنت بحس انه هايفرقنا عن بعض، واحساسي كان صح رماني في الشارع وهي وافقت، وانا سكت وقولت بدام هاتبقى كويسة هي وسلمى انا هابقى كويسة، اعمل ايه يا رامي اكتر من كدا انا ضحيت بطموحي واحلامي ومستقبلي علشان هي ترتاح بس، بعدت عنهم لما طلبت مني امشي، رغم ان قلبي كان بيتكسر مية حته لما فرطت فيا، اعمل ايه يا رامي، اكتر من الي عملته، انا كنت بضحي علشان بحبها بعدت علشان احميها من اذيته، انا وجعني انه موتها اكيد كانت بتتألم وبتتوجع الله اعلم كانت حاسة بايه وقتها طب كانت بتستنجد بالناس....

صمتت وبكت بكاء مرير على شعورها بالحزن اتجاه امها، فهتف رامي بحزن : حاسس بيكي يا حبيبتي والله وبكوابيسك بليل بس بسكت علشان مش اضايقك.

شهد ببكاء : انا بظهر القوة للناس وانا من جوايا نفسي انهار، انا بحاول اكون قوية بس علشان خاطر سلمى واقف جنبها واقويها وتخلص من كل اللي حصلها وتعيش حياة احسن، وعلشان ليلى بردوا قاست كتير، وعلشان حمزة مش ذنبه يعيش في جو حزين ولا كئيب ودا طفل عاوز اللي يلعب معاه ويهزر ويضحك، وعلشانك انت كمان عملت ليا كتير اوي، فضلت ٨ سنين تحبني وتكتم جواك ويوم ما تريح قلبك وتعترف انكد عليك واضعف، لا انا ابقى معاكوا قوية واستحمل كمية الحزن والالم اللي جوايا دي لنفسي.

حاوط وجهها وهو يردف بحزن : لا يبقى انتي مفهمتنيش يا شهدي، انا لما قولت بحبك، انا عاوزك زي مانتي كدا بقوتك بضعفك بجنانك بهدوئك بكل حالتك، خليكي قوية معاهم وعلشانهم وتعالي في حضني انا واضعفي وعيطي وانهاري براحتك، انا عمري ولا هازعل منك ولا هأمل منك يا حبببتي تأكدي من كدا.

هتفت بحزن طفولي : قلبي واجعني عليها اوي يا رامي، زعلانة اوي انها ماتت كدا، عارفة انه نصيبها ومكتوبلها بس اكيد اتالمت واتوجعت، والله برغم سلبيتها وضعفها من ناحيتي الا اني بحبها اوي دي امي يا رامي مهما عملت هي امي.

اقترب منها وطبع قبلة على صدرها في موضوع قلبها وهتف بحب : يسلملي قلبك الابيض دا اللي مالقتش ولا هالاقي زيه ابدا، على فكرة انا كلفت المحامي يعجل بدفنها، هو اصلا حسني الكلب واخد فيها اعدام .

نظرت له تستعطفه : عاوزاة اروح يوم الجلسه يا رامي، عاوزاة اروح وابرد نار قلبي لما اشوفه بيتحكم عليه بالاعدام.

اؤمئ براسه : حاضر يا حبيبتي هاوديكي.

جذبت يديه وطبعت قبلتين في كلا كفيه وهتفت بحب : ربنا يخليك ليا، انت احلى حاجة حصلتلي في دنيتي، كل يوم بحمد ربنا عليك وعلى حبك وعلى طيبة قلبك.

فعل مثل ما فعلته، ولكن لم يكتفي بذلك وطبع قبلة رقيقة على ثغرها واردف : الحمد لله يا شهد انا حاسس اني في حلم، حلمي بيتحقق قدامي وانتي بين ايديا، انا كنت اهبل وهاضيعك من ايدي، طب انتي عارفة انا ايه االي خلاني اعترفلك بحبي؟!؟

هتفت بابتسامة : ايه؟!؟.

اعد على اصابعه مثلما ما يفعل دائما وهتف : اول حاجة اني بحبك اوي اوي اوي، وحبك دا بيزيد في قلبي اضعاف.
تاني حاجة ان الاول لما شوفتك زمان مرة واحدة ومتكلمتش معاكي بس ملكتي قلبي ودي حاجة كانت من علوم ربنا، لكن لما جيتي وقعدتي معايا ولقتني بتجنن بيكي في كل لحظه وحركة بتعمليها وبكلمة منك قادرة تجنيني وبكلمة تانية قادرة تهديني واعيش في احلام حلوة مبتننهيش..
تالت حاجة لما حسيت انك ممكن تروحي مني او سامي ياخدك مني كنت مستعد اقتلك ولا ان حد يتجوزك غيري وقتها قولت لا لازم اعمل واقفة مع نفسي هافضل لغاية امتى عايش في وعد اميرة هافضل لغاية امتى اخبي حبي، مقدرتش بقى و صرحت بحبي ومش ندمان ابدا باني عملت كدا.

قاطعته هي وهتفت بغنج : رابع حاجة وخامسا دي عندي انا بقى لان دايما انت بتنساهم... انا بحبك اوي اوي اوي يا اغلي حد في حياتي، يديمك تاج فوق راسي يا روح القلب..

اقترب منها بعيون تلمع من السعادة والحب وهتف بهمس امام شفتيها : روح القلب، الله قد ايه الاسم دا حلو اوي، ناديني بيه دايما يا شهد حياتي، عاوزك على طول واحنا مع بعض تناديني بيه.

تعلقت برقبته وهتفت بنفس همسه : هاقولهالك على طول علشان انت فعلا روح القلب.

التقط شفتيها في قبلة طويلة يبث فيها مدى حبه وعشقه لها ولاول مرة تتجاوب معه شهد حياته وهي تضمه عليها اكثر..متناسية لو قليلا حزنها وهي بداخله...
*********************************
صباحا بداخل قسم الشرطة..

جلس ينتظر قدومها وبداخله الكثير من المشاعر المتضاربة، دلفت، ما ان رأها اندفع صوبها : ايه يا ما دا انتي كنتي فعلا بتزوري صور لسلمى .

هتفت موبخه بحدة : ينيلك يا واد انت بردوا شايل هم المخفية دي ومش هامك انا اللي اتسجنت وهايتحكم عليا، ومكلفتش خاطرك تيجي وتطمن عليا الايام اللي فاتت لسه فاكر.

زكريا بعصبية : انا كنت مسجون يا ما علشان زقيت سلمى من فوق السلم ووقع...

قاطعته بفرحة : ووقعت ماتت يا واد .

نظر لها بصدمة : مالك فرحانة كدا ليه؟!، هي لو ماتت وانا اتسجنت واخدت فيها اعدام انتي هاتتبسطي.

هتفت بحقد دفين : اه هاتبسط وافرح كمان فيها، مش انا اقعد اخطط افضحها وتيجي بنت ال**** متموتش ولا اخلص منها، يعني انا اتسجن وهي تعيش حياتها، طلقها ياواد وخليها تتبهدل في الشوارع، وقول للناس انك زقيتها علشان امي مسكت صور عليها، واه كمان قولهم اني مسافرة يومين لما عرفت انها خاينة وكدا.

اتسعت عيناه بصدمة منها ابتعد خطوتين للوراء وهو يتفحصها لاول مرا ويرى مدى حقدها فهتف بتلعثم : ايه دا ياما ايه التفكير دا، انتي كنتي بتفبركي ليها صور علشان اموتها اخص عليكي عاوزني ادخل السجن وهي تموت وانتي تتبسطي، انا مش مصدقك والله، انت عندك استعداد تضحي بيا علشان تنفذي الي عاوزاة، سلمى ياما وقعت وراحت المستشفى وسقطت، وانا طلقتها وراحت مع ابن خالتها مشيت، وانتي هاتتسجني وهايتحكم عليكي والحارة كلها عرفت انك اتقبض عليكي وانتي بتزوري لسلمى صور خليعة، عبد الرحمن المحامي فضحك في الحارة كلها، ليه ياما تعملي كدا ليه؟!، ليه؟!.

اندفعت صوبه وهي تهتف باندفاع : يالهوي، طيب يا واد في دولابي في فلوس خدها وجيبلي محامي كبير يطلعني منها.

هتف بتهكم : يعني تدمري حياتي وتخليني مهزقة للحارة كلها، وتدميرها مرتين مش مرة، مرة مع ليلى، ومرة مع سلمى، وجاية دلوقتي تقولي اطلعك ، انتي كان عندك استعداد ازق سلمى واموتها وادخل السجن ويتحكم عليا بالاعدام في سبيل انك تفرحي، فلوسك دي من حقي، اتبسط بيها واعيش بيها اللي انتي حرمتيني منه طول عمري، سلام ياما.

اندفعت صوبه تمسكه من ثيابه من الخلف: استنى يا واد، استنى مش هاتسيبني يازكريا انا امك.

دلف العسكرى وجذبها واردف : يالا ياست الزيارة انتهت.

صرخت باعلى صوتها : اوعى يا اخويا، الواد هاياخد فلوسي ويسيبني هنا، وهما عاشوا حياتهم اوعى .

العسكرى بضيق: ياست يالا، متتعبيناش معاكي، ابنك مشي خلاص.

مديحة بصراخ : اوعى، يا وااد يا زكريا، تعال هنا، زكريا.
**************************************
بمنزل رامي...

شهد : رامي هاتروح لكريم انهاردا؟!..

اؤمي برأسه، فهتفت هي : رامي لو حسيت انه بيحبها بجد وانه مش كداب ولا حب امتلاك زي ماهي بتقول تعال قولها علشان خاطري.

رامي بهدوء : ليه عاوزاني اعمل كدا؟!..

شهد بحزن : حاسة انه بيحبها يا رامي، وبيحبها اوي كمان من كلامها، رامي هو انت مش ممكن تغلط، وانا ممكن اغلط في لحظه شيطان، ربنا غفور كريم، وبيسامح وبيغفر، احنا البشر مش هانسامح، وبعدين ماهي ليلى اتهتمتني اني فضحتها وسمعتني كلام يجرح وسامحتها.

رامي : يا حبيبتي انت قلبك طيب بتسامحي بسرعة، اما في ناس زي ليلى مبتعرفش تسامح في حد اذاها، وكمان يا شهد دي مش اي اذية؟!.دي اذية تدبح.

شهد : لا ليلى قلبها طيب وبتحبه جدا انا حاسة بيها بس هي عاوزاة تعاقبه، صدقني انا عارفها كويس.

رامي : هي حرة يا شهد في اي قرار تاخده.
ثم استطرد مكملا حديثه : اه من حق المحامي كلمني الصبح وجلسى النطق بالحكم بعد بكرة، مُصرة تروحي بردوا.

اؤمات وعيناها تلمتع بدموع الحزن على والدتها....
**********************************
بمنزل كريم...

امتنع عن عمله بالمشفى، والعيادة، امتنع عن الشارع ايضا، امتنع عن الناس باكملهم، نبتت لحيته، خسر نصف وزنه في ايام قليلة، اطفأ الاضواء، عاش في ظلام، ملتزم سريره مع ذكرياته مع ليلى ووالده، وتأنيب في نفسه على خطأ اقترفه في لحظة من الشيطان،، دق جرس الباب، تجاهله للمرة الاولى، ولكن مع استمرار رنينه، ذهب صوب الباب بخطوات ثقيلة، فتح الباب، فهتف : خير مين حضرتك؟!؟

مد رامي يده مع ابتسامة بسيطة وهو يصافحه : احم انا ابقى رامي جوز شهد وابن خالتها، صاحبة ل...

قاطعه بسرعة وهو يمسكه من كتفيه : ليلى؟؟، صح قصدك ليلى، هي كويسة صح؟؟، طمني ابوس ايدك؟!..

تفحصه رامي جيدا، فايقن من النظرة الاولى انه لا يحبها بل يعشقها وبقوة، الخوف في عينيه نابع من حب سنين، هتف رامي يهدءه : هي كويسة جدا الحمد لله مش تقلق وفي بيتي كمان يعني في امان .

جذبه كريم بسرعة : طيب يالا بسرعة اروحلها، بسرعة؟!!..

اوقفه رامي وهو يردف : اهدا بس في حاجة الاول لازم تعرفها.

قطب كريم حاجبيه وهتف : حاجة ايه؟؟!.

رامي : نتكلم هنا على الباب، تعال ندخل جوا طيب.

افسح له المجال لكي يدخل، استغرب رامي من منظر المنزل الغير مرتب والاضواء الخافتة، فاشعل كريم الاضواء وهتف باحراج : احم انا اسف البيت مش متنضف كويس؟!..

رامي بابتسامة : ولا يهمك عادي....

جلسوا، ونظر له كريم بقلق فاردف رامي يطمئنه : اهدا على فكرة هي كويسة جدا والله.

كريم بقلق : امال في ايه؟!.

رامي بارتباك قليلا: هي عاوزاني او بمعنى اصح هي طالبة الطلاق منك.

كريم بخفوت : طالبة الطلاق!!، خلفت كل وعودها معايا وسابتني في اول محنة مابينا شفت الحب بيعمل ايه، شفت كسرة القلب، وانا كنت عايش على امل انها تيجي.. شفت الحب بيعمل ايه.

رامي : على فكرة الحب جميل، بس متزعلش مني مش كل الناس بتحب زيك يا دكتور، مش كل الناس عندها مبدأ الاذية في الحب.

نهض وهتف بصراخ : اذيتها وكان لحظة شيطان، في لحظة حبيبتك اهي بين ايديك اكدب كدبة صغيرة وتبقى معاك، غصب عني هو حبي مش يغفرلي عندها..، انت عمرك ماتحس بيا لان انا حبيت وعشقت سنين في صمت.

هتف رامي بتهكم : انا مش احس بيك ازاي، وانا حبيت شهد ٨ سنين ومن اول نظرة وهي ملكت قلبي وعلى فكرة كنت متجوز جديد بناءا على رغبة والدتي، حبيتها بردوا في صمت، هو انا مكنتش اقدر اروح واتجوزها وهي بنت خالتي، واطلق مراتي بس انا مرضتش علشان ماذيش حد ولا اكسر قلب مراتي، عارف انا مراتي ماتت بعد سنة بالظبط من جوزانا، مكنتش اقدر اروح اجري اتجوز حب عمري، مقدرتش عارف ليه؟!، علشان هي خلتني اوعد وعد ان متجوزش بعدها، ٨ سنين والوعد دا حبل على رقبتي ومش قادر اتنفس ولا اتحرك بسببه، ولما جت عندي فضل الوعد دا بيخنق فيا .

جلس مكانه بحزن : طب اعمل ايه؟!، اقنعها ازاي انه غصب عني...

رامي : خلي في بالك انت مغلطتش غلطة وبس، انت دمرت حياتها ابوها مات و اتفضحت واطردت من بيتها عينها مكسورة، وشهد كمان اطردت بعدت عن امها واختها، جوز امها جوز بنته لزكريا وعزبوها وضربوها، دمرت حياة تلاتة مش بس ليلى .

كريم بحزن : واديني اهو اتعاقبت زي زيهم، حياتي دمرت، وبعد عني اكتر اتنين بحبهم، ليلى سابتني، وابويا مات بردوا بسببي وفي نفس اليوم اللي ليلى هربت فيه...

قال جملته الاخيرة بنبرة مهزوزة ضعيفة، فاردف رامي بأسف : انا أسف مكنتش اعرف، البقاء لله.

كريم : البقاء لله وحده

اقترب منه رامي وهتف : بص يا كريم نصيحتي ليك متيأسش وحاول معاها مرة واتنين وتلاتة، انا هاديلك عنوان بيتي وفي انتظارك...
**********************************
بمنزل رامي...

ليلى : هو رامي جه يا شهد .

شهد : ايوا.

ليلى : وقالك ايه؟!، قابله وقاله؟!.

شهد باقتضاب : اه راح ولقاه حالته حالة ومدمر نفسيا باباه اتوفى، رامي مرضيش يتكلم معاه في حكاية الطلاق حاسها مش هاتبقى ظريفة ..

ليلى بحزن : ايه مات؟!، عمو جمال مات، يا وجع قلبي، طب وهو حالته ايه؟!..

سلمى بمكر : ماهو قال قدامي مدمر نفسيا.

ليلى بدموع : كانت روحه فيه، الله يرحمه..

شهد بتهكم : طب كويس ان في بيحب ابوه ، مش انتي الوحيدة اللي بتحبي ابوكي الله يرحمه.

ليلى بأسف : انتي لسه زعلانة مني يا شهد، انا آسفة والله معلش سامحيني....

شهد : طب ابقي زي ما بتطلبي من الناس تسامحك، سامحي انتي بس.
ثم وجهت حديثها لسلمى : سلمى بكرة جلسة النطق بالحكم في قضية ماما..

قاطعتها سلمى بهدوء: هاروح معاكي يا شهد، انا نفسي ابرد ناري زي زيك.
*******************************
صباحا...
في المحكمة

الجميع يجلسون في توتر ويسمعون الحكم بانصات شديد مع خوف حسني :

حكمت المحكمة حضوريا وباجماع الاراء على احالة اوراق المتهم حسني عبد الرحيم على حميدة الى فضيلة مفتي الجمهورية، لقتله المجني عليها سميحة كارم متولي مع سبق الاصرار والترصد، رفعت الجلسة.

ظهرت الابتسامة على وجهوهم، بينما هتف حسني بصراخ : لا يا بيه انا مظلوم، دي حرامية يابيه سرقتني يا يابيه...

اقتربت منه شهد و ابتسامة عريضة على وجهها : موتها يا حسني الكلب وانت هاتموت وحبل المشنقة هيلتف حوالين رقبتك، هاتمشي كدا وانت عارف انك رايح تموت، موتها غدر، بس قبل ما تموتها بالسكينة التلمة بتاعتك، انت كنت بتموتها تلاتين الف مرة في اليوم، انا كل يوم هاتحسبن عليك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا كلب.

نظر لها شرزا : امشي يابت يابنت ال**** من هنا، تلاقيكي متفقة معاها، علشان تسرقوني.

نظرت له بسخرية، بينما وقفت سلمى بعيد تنظر له بكره شديد على ما فعله بها وبوالدتها وبشهد وهذا كان جزاءه، لم يشعرها يوما انه والدها ويحبها بل كان يعيارها دوما بمرضها، ويشعرها بانها عبأ عليه...
*********************************
في المقابر...

دلفت سلمى الاول الى الداخل، فانتظر رامي دخولها وجذب شهد من يديها وطبع قبلة سريعة في احدى وجنتيها، هاتفا بهمس : متوجعيش قلبك، ومتعيطيش كتير، طمنيها عليكي وعلى اختك، علشان ترتاح في موتها...

اؤمات له بصمت ودلفت خلف سلمى، وقفت بجانبها وجذبتها لاحضانها وهتفت ببكاء وهي تنظر للقبر : ماما، انهاردا جه حقك انهاردا، وحسني الكلب هايموت مشنوق، ماما انا عاوزكي تطمني عليا، ربنا رزقني برامي الحمد لله، وكمان اطمني على سلمى هي في عنيا متخافيش عليها، ارتاحي في نومتك يا حبيبتي، انا مسامحكي وبحبك اوي وهافضل احبك...
ثم استطردت وهي توجهه حديثها لسلمى : قوليلها يا قلبي انك كمان بتحبيها هي بتسمعنا دلوقتي...
سلمى ببكاء: انا بحبك اوي يا امي، ربنا يرحمك ويغفرلك ويجعل مثواكي الجنه...
شهد : امين يارب.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل التاسع والعشرون..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#31

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

رواية ( شهد الحياة)

الفصل الثلاثون والاخير الجزء الاول .....

بمنزل رامي.

دلف غرفته وهو يتحدث مع سامي على الهاتف : وبس الحمد لله كدا انتيهنا، ارجع بقى اتابع الشغل، انا عارف اني بضغط عليك الايام دي.

سامي بعتاب : متقولش كدا احنا اخوات ياعم، خد وقتك، وبعدين انت عريس جديد.

هتف رامي بتوبيخ : خفة اوي ياخويا.

اردف سامي بضحك: ياعم بهزر، من حق اخبار سلمى ايه؟!، كويسة.

رامي : اممم بقت احسن كتير اوي الحمد لله.

هتف سامي بارتباك: ما تبقى تجيبها معانا المصنع تفك عن نفسها يا رامي وتشغل وقتها..

هتف رامي بمكر : طب والله قولت انك مش هاتعديها من تحت ايدك، ارحم يابني.

هتف سامي بضيق : على طول فهماني غلط، والله ما اقصد، وبعدين يعني انت مش قادر تنسالي زمان اني كنت صايع، ياعم اتأدبت والله، وبعدين يا رامي دي الوحيدة اللي مقدرش اجاي جنبها ولا اضحك عليها، سلمى دي قاست كتير وكفايه اوي اللي عاشته.

رامي : متأكد يا صاحبي من كدا، انا بهزر معاك، انا فعلا هاعرض عليها كدا، يالا سلام اصل شهد بتنادي عليا، شكلهم جهزوا الغدا.

سامي: سلام وسلميلي على سلمى بالاخص..

رامي بضحك : ماشي يا خويا سلام .

انهى رامي المكالمة وعلى وجهه ابتسامة رضا، خرج وجدهم يجلسون على المائدة جلس بهدوء، ومع تناولهم للطعام لاحظ ضيق شهد، رمقها باستفهام واردف : مالك يا شهد مبتاكليش ليه؟!؟.

ليلى : زعلانة مني؟!.

رامي : ليه في ايه؟!.

ليلى : انا بقول يعني انا طولت عليكوا كدا، فاكنت عاوزة أجر شقة وانزل ادور على شغل، انا مش متعودة على القعدة دي.

رامي : ياستي هو احنا كنا اشتكينا، وبعدين انتوا منورني والله، انتي مش هاتسبي البيت ولا تروحي في حتة .

هتفت شهد بضيق : عاوزاة تسبني، وسلمى شبطت فيها وقالت اروح معاها...

رامي بعتاب : ينفع كدا يا ليلى، تسيبوا بيتي وتروحوا فين؟!، وبعدين لو على الشغل ياستي مصنعي مفتوح ليكوا انتي وسلمى اشتغلوا فيه ومن بكرة لو حبيتوا..

هتفت شهد سريعا : لا يا رامي، سلمى لا هاتتعب .

هتفت سلمى بابتسامة : متخافيش يا حبيبتي مش هاتعب ولا حاجة والله.

هتف رامي : متخافيش يا حبيبتي، هو انتي يا سلمى معاكي شهادة ايه؟!

سلمى : معهد خدمة اجتماعية.

رامي بابتسامة : طيب ياستي محلولة، هاتبقي سكرتيرة سامي صاحبي هو محتاج حد يساعده .

هتفت ليلى باصرار : بس انا مُصرة ان أجر شقة، معلش ريحوني انا هارتاح كدا.

زفرت شهد بضيق : يابنتي هو احنا كنا اشتكينا..

رامي : خلاص ياشهد في شقة في الدور التاسع تقريبا هاتفضى ممكن اكلم البواب وناخدها يا ليلى، واهو بكدا تبقي جنبنا.

ليلى: اوك اسأله كدا وابقى جنب شهد علشان متزعلش.

شهد وجهت حديثها لسلمى : وطبعا حضرتك هاتروحي معاها .

سلمى : اه طبعا ليلى هاتكون لوحدها، وبعدين انتي هنا معاكي رامي وحمزة.

شهد بضيق: براحتكوا اعملوا اللي انتوا عاوزينه...

رامي : سلمى طبعا بعد تحقيقات اللي حصلت واعلان الوراثه، وجالكوا اخطار من البنك، فعلا والدتك كانت حاطه في حساب في البنك ميه الف جنيه واظاهر دي الفلوس اللي اخدتها من والدك علشان كدا قتلها..فالفلوس دي من حقكوا انتي وشهد حاليا.

شهد قاطعته : رامي الفلوس دي كانت بتاعت حسني ابوها وايا كان ماما اخدت الفلوس من وراة ليه؟!،،، فهي في الاصل بتاعت حسني يبقا بتاعت سلمى هي ليها حق التصرف.

سلمى : بس هو خلاه ماما تبعله الشقه اللي هي المفروض بتاعتك يا شهد يبقا دي من حقك اللي راح.

شهد بحدة : لا مش عاوزة حاجه دي فلوسك يا قلبي انتي حرة فيهم.

سلمى بحزن : وانا كمان مش عاوزاهم مش دول اللي قتلت بسببهم وضيعت عمرها علشانهم مش عاوزاهم.

ليلى : طيب اعملوا بيها حاجه خيريه على روحها هي يا جماعه بدام انتوا الاتنين رافضينها.

سلمى بعد تفكير : بص يا رامي ياريت تدور على جامع عاوز يتبني ونحط المبلغ فيه انا كنت عايشه من غيرو ومش هايزودني حاجه، واهم حاجه انتوا جنبي، وبدام شهد رافضاه هي كمان يبقا يروح لحاجه تنفعها وتبقا صدقه على روحها.

رامي : اوك زي مانتوا عاوزين.

دق جرس الباب، نهض وفتح الباب وجد كريم بهيئته المشعثة، حدق به جيدا وهتف بتهكم : طب كنت ظبطت حالك يا دكتور.

هتف كريم بلهفة : هي فين؟!.

افسح له المجال لكي يدخل واردف : جوا اتفضل.

دلف وجد ليلى تقوم بجمع الاطباق، نظرت صوبهم، خفق قلبها بعنف لرؤيته، حدقت فيه جيدا وجدت حالته مشعثة، حزنت كثيرا، نظرت لعيناه وجدته يحدق بها بلهفة، بخوف، بحب، بعشق، قطع رامي الصمت وهو يردف : اسيبكوا مع بعض.

دلف للمطبخ وجد شهد وسلمى، فهتفت شهد : مين يا رامي.

رامي : دكتور كريم سيبتهم لوحدهم.

اندفعت هي وسلمى صوب الخارج ينظرون خلسة عليهم، اندفع ورائهم وهو يهمس : عيب كدا ادخلوا جوا..
ثم تابع حديثه لشهد : ادخلي جوا ياهاانم شعرك باين..

فكان الوضع كالاتي سلمى منحينه بجذعها الاعلى وفوقها شهد وفوقهم رامي، هتفت شهد بحنق : بس يارامي عاوزة اشوفه بيحبها ولا لأ.

جذبها رامي بيده نحوه وهو يدراي شعرها، فابتسمت له بحب، وقف معاهم يتابع الموقف.

بينما الوضع مختلف في الخارج، كان الصمت سيد الموقف، ولكن العيون ابت ورفضت وبدأت لغة العيون في الحديث، الى ان تساقطت دموعها بسرعة، ازالتها بسرعة وهتفت : البقاء لله يا دكتور.

هتف بصوت حزين للغاية: البقاء لله وحده، انتي عاملة ايه؟!.

ليلى وهي تتصنع القوة : كويسة الحمد لله، اكيد لازم اكون كويسة.

كريم : ليلى انا مش عارف اقولك ايه، انو...

قاطعته بحدة : دكتور مبقاش فيه كلام يتقال، اللي تقال تقال، والي حصل حصل، انا عمري ما انسالك الي عملته فيا، احنا ولاد انهاردا انا عمري بردوا ما انسي معاملتك ليا وكرمك وهاشيلو فوق دماغي، احنا ناس كبار ومتفهمين،
احنا الحياة ما بينا بقت مستحيلة، انا بقول نطلق بالذوق، احسن من المحاكم وكدا.

هتف بهدوء بعكس حالته : بس انا مش هاطلقك، انتي هاتفضلي على ذمتي لغاية اخر نفس فيا يا ليلى، حتى لو قعدتي العمر كله تتمعني عني، فاهمة ولا لأ، انا مش اعمل دا كله واخالف مبدأي واخلاقي علشان خاطرك وتيجي انتي تقومي بالسهولة دي تقوليلى اطلق ف لأ يا ليلى لأ والف لأ، انتي ليه مش قادرة تفهمي اني بحبك، ليه مش قادرة تفهمي اني لغاية دلوقتي لسى بتعذب في حبك اضعاف مضاعفة ، انا خسرتك وخسرت ابويا في يوم واحد، هو انا امتى يا ليلى هارتاح في حبك امتى بس انا زهقت من العذاب دا ارحميني شوية ، هو انا حبي ليكي دا مش شفيع عندك، متلومنيش وانتي السبب ايوا انتي السبب في كل دا، ارحميني بقى، ارجعيلي وريحي قلبي ولو مرة واحدة.

نهض مرة واحدة واردف بقوة : زي ما عافرت زمان علشان اكسبك، هاعافر تاني وهاترجعيلي، هاسيبك شهر اتنين تلاتة ولو حتى سنين يا ليلى مش هازهق، بس اتاكدي في المدة اللي انتي هاتتحديها وتبعدي عني فيها وهاعتبرها عقاب، بردوا مش هاسيبك وهافضل وراكي وفي ضهرك وزي ضلك، سلام.

ترك البيت، وترك قلبه خلفه يتعذب، دلفت لغرفتها تبكي، هتفت شهد : مش قولتلكوا انه بيحبها اوي.

رامي بضيق : اه بس متخلف حكم على نفسه بعقاب، انا لو منه اشدها من شعرها واروحها بيتي واحبسها.

سلمى بمزاح : انت عنيف اوي يا رامي في حبك.

رامي بضحك : اه عنيف جدا جدا.

شهد : انا هادخلها هي محتاجني دلوقتي.
********
بعد مرور شهر

وانتقال سلمى وليلى الي شقتهم بنفس البناية، واستمرار نزولهم للعمل في المصنع، ومعاملة سامي اللطيفة لسلمى وخجلها منه، واستمرار مجئ كريم لليلى ومعاملتها الجافة معه، اما شهد ورامي فكانت حياتهم هادئة رومانسية ...
زكريا اخذ المال وباع شقتهم وترك الحارة باكملها، ومديحة ... اليوم نطق بالحكم في قضيتها...
***********
وقفت خلف القبضان تنصت جيدا لحكم القاضي بعد حكمه على اشخاص قبلها بالاعدام، نظرت له بخوف وهو يقول :

_ حكمت المحكمة حضوريا على المتهمة مديحة محمد احمد سالم في قضية رقم...، بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ والزامها بدفع غرامة مالية قدرها خمسون الف جنيها..، رفعت الجلسة .

صرخت باعلى صوتها : يالهوي تلات سنين ايه يابيه انا مظلومة ..

جذبها العسكري من يديها : يالا خلصونااا.

هتفت بحنق : ما براحة يا خويا.

وضعها مع امراءى اخرى بكلابشات واحدة ،فسمعت وهي تتحدث مع شخص بجانبها بخفوت : بصي يا معلمة المطوة اهي والمفتاح اهو وانتوا في عربية الترحيلات هانمشوا وراكوا تفتحي الكلابشات وبعدها تضربي العسكري بالمطوة وتفتحي الباب، واحنا هانضرب نار ونهربك احنا معاكي يا معلمة متخافيش .

التزمت الصمت وركبت عربية الترحيلات تفكر جيدا في حديث هذا الشخص، وقررت تهديد المرأة، امالت عليها وهتفت بخفوت : بقولك ايه انا سمعت انك هاتهربي لامؤاخذة من العربية، هربيني معاكي..

هتفت الاخرى بحدة : اكتمي يا ولية اصل اكتمك العمر كله.

هتفت مديحة بمكر : بقولك هربيني معاكي اصل والله انادي على العسكري واقوله وافضحك .

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت بغضب اجرامي : انتي بتهدديني انا، انتي عارفة اخر حد هددني عملت في ايه؟!.

هتفت مديحة بسخرية : ايه ياختي ؟!.

اخرجت المطوة وضربتها في بطنها بقوة وهتفت باجرام حقيقي : اخدت فيه اعدام ياروح امك.

سقطت ارضا تتصارع مع انفاسها تنظر لبقية المسجونات لكي يساعدنها، ولكن الكل كتم الشهقة وهم يتابعون الموقف بخوف وصمت، مسكت المعلمة منديلاً ومسحت البصمات من عليها وهتفت بصوت مسموع : انا عملت فيها حاجة ياست انتي وهي؟؟

هزوا رأسهم بنفي واعينهم تطالعها بخوف، فهتفت مرة اخرى : بسلامتها كانت عاوزة تهرب وعاوزة تموت العسكري اللي برا واحنا منعناها ، لما رفضنا اتجننت وطلعت المطوة وقتلت نفسها، صح ولا لأ..

هتفوا جميعا بخوف : صح ..

وضعت المعلمة السكين بيد مديحة واحكمت اغلاقها عليها، وتركتها بإهمال.
نظرت مديحة لهم نظرة اخيرة بأعين زائغة وهلعة، ومشوار حياتها يمر امامها بكل الاذى الذي يتخلله لكل من هم حولها وبعدها اغلقت عيناها وارخت يدها لتلاقي الارض وبها السكين، وذهبت روحها لخالقها، وماتت مديحة بكل شرها وظلمها، ماتت ولم تاخذ معاها سوف عملها السئ....
**********
بمنزل رامي

اكمل ارتداء ملابسه، لاحظ خروجها من المرحاض وهي تأن وتمسك جزئها السفلي من بطنها، اقترب منها بسرعة وهو يهتف بقلق : مغص تاني يا شهد.

استندت عليه وذهبت الى السرير ونامت وهي تهتف بصوت هادئ : متقلقش يا رامي دا برد في معدتي انا عارفة بيجيلي كل شوية كدا انا كويسة، هنام وابقى كويسة.

طبع قبلة اعلى جبينها وهتف بصوت حنون : نامي يا حبيبتي ودفي نفسك، وانا هاحاول متاخرش في الشغل، لو رجعت ولاقيتك تعبانة هانروح لدكتور سوا اوك.

هزت رأسها بتعب وهي تغلق عيناها وتسقط في نوم عميق، تنهد بقوة، ثم قام باكمال ثيابه وخرج الى عمله.
*********
بالمصنع.

: ست ليلى، الدكتور جوزك عاوزك برا..

زمت شفتيها بضيق وزفرت بقوة، تجاهلت انظار الفتيات وهما ينظرون له بلهفة لوسامته واناقته، حتى لا تفتعل مشاكل معاهم، خرجت وهي تجذبه بعيد، ثم وقفت وهتفت بغضب : هو انت مش هاتبطل تيجي هنا يا كريم.

كريم بابتسامة : امال اجيلك فين، الشقة ومنعتيني اجيلك الشقة علشان سلمى موجودة ولا عاوزاني اجيلك هنا امال اجيلك فين علشان اشوفك واملي عينك مني.

قال جملته الاخيرة بابتسامة سمجة، اغتاظت من بروده وهتفت بضيق : كريم متجننيش، مش عاوزاة اشوفك اصلا، وبعدين انا قولتلهالك قبل كدا الحياة مابينا انتهت نهائي.

كريم ومازالت ابتسامته لم تفارقه : بحبك والله يا ليلتي.

زفرت بقوة وهتفت بصوت عالي وهي تشير بسبابتها في وجهه : انت عاوز ايه، عاوز تجنني كل يوم ورد ورسايل حب هو احنا هنراهق ياكريم، ولابس كويس ومتشيك جاي هنا ليه؟!.

كريم بمكر : وايه مشكلتك لو جيت بلبس شيك ومنظري حلو، حتى البنات اللي جوا يشوفوا جوزك حلو ازاي.

هزت رأسها بقوة وهتفت : اه قول كدا بقى انت جاي علشان تتعاكس من البنات انا حقيقي كل يوم بكتشف فيك حاجة جديدة.

اشار على نفسه بصدمة مفتعلة وهتف : انا؟!!!.

زفرت بحنق في وجهه وذهبت دون اي رد فعل، تنهد بقوة وهو يتابعها بعينيه تدخل المصنع واردف : اظاهر كنت غلطان لما سمحت انها تعاقبني كان المفروض اشدها من شعرها وارجعها بيتي زي ما رامي قال، بس على مين هافضل وراكي العمر كله ياوردتي .
***********************************
هتف سامي بصياح : سلمى؟!.

استدرات ترمقه بخجل، فهذا السامي يصيبها بالتوتر كلما نظرت في عينيه، اقترب منها فاردف بابتسامة عريضة : سكرتيرتي الحلوة رايحة فين؟ وسايبة مكتبها؟!..

توردت وجنيتها نظرا لمشاكسته التي لم يترك فرصة الا واذا القى عليها كلمة تثير الخجل لديها، هتفت بصوت مرتبك كعادتها معه : رايحة لليلي.

هتف متسائلا باهتمام : ليه في حاجة ؟!..

هزت رأسها بنفي واردفت : اصل كريم جه تحت وباين شدو مع بعض واكيد هي مضايقة فهنزل ليها اراضيها..

ابتسم برضا لقلب تلك الصغيرة : اوك خلي بالك من نفسك واطلعي بسرعة، انا هاروح لرامي.

اؤمات وهي تتجه للاسفل لليلى ، اما سامي دلف غرفة رامي وهو يدندن بكلمات اغنيته المفضلة : قولي احبك كي تصير .....

قاطعه رامي وهو يشير في وجهه : صوتك تلوث سمعي يابني.

جلس على مقدمة المكتب وهو يهتف بمزاح : في ايه ماتسيبوني براحتي.
ثم تابع باهتمام: من حق فين مراتك؟!...

هتف وهو يتابع عمله : في البيت تعبانة شوية.

هتف الاخر بحزن مصطنع : الف سلامة كويس انها مجتش.

هتف رامي بضحك : اه علشان بتقطع عليك، ياخي دي مش طايقك في سما ولا في ارض، انا متهايلي بتنزل الشغل مخصوص علشان ترخم عليك.

هتف موضحا : يابني والله فهماني غلط خالص والله مكنتش اقصد، سلمى اتكعبلت في سجادة كانت هاتقع على وشها، خفت جريت مسكتها بسرعة، مراتك دخلت وانا ماسكها، وعينك ما تشوف الا النور على المحاضرة اللي اخدتها في القيم والاخلاق، بجد الله يكون في عونك لسانها اطول منها.

رامي : شهد دي تعمل اللي هي عاوزاة، وتقول اللي نفسها فيه، وانت تسمع وتقول حاضر، لو حد فكر يزعلها هاولع فيه.

سامي بسخرية : اوووبااا دا الحب ولع في الدرة.

رامي بتهكم وهو يقوم بجمع متعلقاته : من زمان ياقلبي والله، انا رايح اطمن عليها شكلها كان تعبان الصبح.
**********
بمنزل رامي.

خرجت من المرحاض تتأوه مجددا، جلست على طرف الفراش وامسكت هاتفها، وقامت بالاتصال ب ليلى : الو ..

ليلى : ايوا يا شهد، ايه دا مال صوتك.

شهد بتعب : بطني يا ليلى بتوجعني اوي، قوليلي على اي اسم دوا اتصل على الصيدلية اجيبه.

ليلى : هو البرد مطول معاكي كدا.

شهد : اظاهر دا برد مقرف بجد.

ليلى : شهد هي جت ولا لسه؟!.

شهد بعدم فهم : هي مين دي؟!!..
ولكنها تذكرت سريعا : اه قصدك ال...، لا مجتش لسه، ليه؟!.

ليلى : هو ايه اللي ليه، ياهانم انتي بتاخدي دوا وممكن يكون دا حمل.

خفق قلبها بشدة وهتفت بتوتر : حمل؟!، ازاي؟!..

ليلى بضحك : هو ايه اللي ازاي، بصي اسمعي كلامي اتصلي على صيدلية خليهم يبعتولك اختبار حمل منزلي، بصي خليهم يبعتوا اتنين تلاتة زيادة تاكيد، اوقات بيبقى فيهم بايظ.

ارتبكت شهد واردفت : طيب، اقفلي يالا...

ليلى : على فكرة رامي لسه ماشي، مش عارفة رايح فين؟!..

شهد : تلاقيه رايح مشوار، اقفلي يالا.
*******
خرج من المصعد وجد شخص يكاد ان يدق جرس المنزل، هتف بسرعة: ايوا حضرتك مين؟! .

التفت عامل الصيدلية : الشقة دي طلبت اوردر من الصيدلية، منزل الاستاذ رامي المالكي.

اؤمى رامي براسه واخذ من الكيس البلاستيكي، واعطاه نقوده، دلف المنزل ونظر فيه وجد اختبارات حمل، قطب مابين حاجبيه وهو يهتف بهمس : اختبار حمل .

رفع راسه وجدها تنظر له بارتباك، تقدم منها وهتف بتساؤل : حبيبي انتي طلبتي اختبارات حمل..

اؤمات برأسها وسردت له كل ما اخبرتها به ليلى، ظهر الحماس على وجهه، فجذبها بسرعة ورائه وادخلها المرحاض وهتف بفرحة : يالا اعمليه ..

ضحكت بقوة : اعمل ايه يارامي وبعدين متعشمش نفسك .

رامي: ياستي اتوكلي على الله اعملي ونعمل الاتنين ونشوف.

عضت على شفتيها بخجل وهتفت : طب اطلع برا.

تعجب قليلا ولكن تفهم الموقف وهم ان يخرج ولكنه توقف بسرعة : بصي اوعي تعمليه لما اكون جنبك اوك.

اؤماات دليلا على موافقتها، خرج وزدات وتيرة التوتر لديه..
*******
اسفل البناية..

هتفت بتعب واضح على ملامحها : بس هنا يابني الله يكرمك...

هبطت من التاكسي، فراها حارس البناية، تهلهلت اساريره واردف : حمد لله على سلامتك يا ست صفاء..

ابتسمت له بود واردفت : الله يسلمك، طلعلي الشنط دي يالا، هو رامي فوق.

اؤمي براسه : اه ياهانم...فوق.
*********
وقفوا يحدقون يالاختبار وماهي الا ثواني معدودة حتى ظهر في كلا الشريطين علامتين، نظر لها بتوتر ثم امسك الورقة وقرأها جيدا وما ان انهاها حتى هتف بصراخ : حاااامل يا حب عمررري كله.

امسكت يديه بقوة وهتفت بسعادة : بجد يا رامي، حامل..

اؤمي لها بقوة واردف : اه والله حامل، في الشريطين حامل، مبروووك يا حبيبتي.

ابتسمت بسعادة، فالتقطها كالريشة يدور بها بفرحة عارمة، الان يصبح حلمه حقيقة ويتجسد امامه، وشهد حياته تحمل في احشائها طفلا منه، تمسكت به بقوة ودفنت وجهها في عنقه وهي تهمس له: بحبك يا روح القلب...

رامي بحب : وانا بحبك يا شه...

لمح خيالا يقف يشاهد هذا المشهد بأعين متسعة، انزلها بسرعة، فهتفوا بسرعة معا : ماما، خالتي!!!!.

صفاء : ايه دا هو اللي بيحصل بالظبط.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#32

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

البارت الثلاثون والاخير ( الجزء الثاني ).

صفاء : ايه دا هو اللي بيحصل بالظبط.

اقترب منها رامي بسرعة واحتضانها بقوة وهو يهتف بسعادة : ماما شهد حامل مني، حاااامل ياماما.

شهد بهمس : يالهوي على الكسوف.

صفاء بصدمه : حامل؟!...

اقتربت شهد بتوتر: والله يا خالتي ضحك عليا، وانا اظاهر مكنتش في وعي، انا مؤدبه صدقيني .

رامي بضحك هيستري : ضحكت عليكِ، انا كل يوم بتاكد ان كنت بحب واحدة هبله.

رفعت صفاء احد حاجبيها وهتفت بتعجب : بتحب ؟!!!!، لا بقا في تطورات ولازم اعرفها.

رامي بخبث : لا التطورات عندك انتي وسامي ولا ايه؟!.

لكزته صفاء في يديه وهتفت : اه قول كدا بقا وانا اقول ليه واقف وقلبك جامد ومش خايف مني، انت فهمت بقا الخطه.

شهد بعدم فهم : خطه ايه يا خالتي وسامي ايه دخله...

نظرت صفاء لرامي بمكر ثم حولت بصرها لشهد وتحدثت بفرحه باديه على وجهها : هاحكيلك يا حبيبتي المهم الف مليون مبروك ياروح قلبي، طمنتوا قلبي يا حبايب قلبي، تعالوا بقا احكيولي اللي حصل وانا مسافرة وانا احكيلكوا الخطه.
**********
بعد مرور ٧ شهور .

وقفت بتعب في المطبخ وهي تتنهد بقوة، دلفت عليها ليلى وهي تهتف بضيق : بجد انتي حرقتي دمي، يعني كان لازم رامي يعزمه يا شهد .

استدرات لها شهد وهتفت بنفاذ صبر : ليلى وربنا انا على اخري والحمل تاعبني، ارحميني من جنانك دا، فيها ايه لما يعزموا رامي وسامي وكريم بقوا اصحاب وطبيعي انه يعزمه على الغدا.

ليلى بتذمر : لا يا شهد رامي مُصر يجمعنا سوا فاكر ان كدا هارجعله .

جلست وهي تمسك بطنها بالم واردفت : يابنتي ارحميني وبطلي بقى جنان، هاتفضلي لغاية امتى بعيدة عنه، يا ليلى انتي بتحبيه وبتموتي فيه وهو بيحبك وبيتمنى قربك، ليه بقى متقربوش وتنسي اللي فات وتعيشوا حياتكوا...

دلفت سلمى هي وحمزة واردفت : لا يابنتي دي هاتفضل كدا عايشة في الماضي، الماضي فات يا ليلى ارميه ورا ضهرك وعيشي بقى الحاضر بحلوه ومُره..

جذبت شهد حمزة وقبلته في كلا وجنته فداعب الصغير بطنها بحنان واضح، عانقته بقوة واردفت : يا ليلى اسمعي كلام سلمى، شفتيها عاقلة ازاي ونسيت الماضي، وعاشت حيااتها وفاتحها على البحري لو متلمتش هي والاستاذ سامي، هانزل المصنع تاني والمهم بنفسي.

ارتبكت سلمى وقالت : والله انتي فهماني غلط، هو اللي بيقعد يعاكسني في الرايحة والجاية.

شهد بحدة : انتي لو مش عاجبك الموضوع مكنتيش سكتي ياحبيبتي.

دق جرس الباب فهتفت سلمى بسرعة وهي تتجه صوبه : دي خالتو اكيد هافتحلها.

وما ان خرجت حتى هتفت ليلى : انتي بتخنقيها عليهم ليه يا شهد، ما تسيبهم باين عليه معجب بيها.

شهد وهي تداعب وجنتي حمزة بالقبلات اردفت : اديكي قولتي اهو معجب بيها وانا مش عاوزة يفتكر انها صيدة سهلة اكامنها متجوزة ومطلقه قبل كدا، دي اختي واللي باقيلي ويوم ما اسلمها لحد يبقا قلبي مطمن، وانا قلبي مش هايطمن الا لما يجي ويتقدم ليها ويقولي بحبها، ورامي قالي بدام هو ساكت كدا ومبيخدش خطوة يبقى هو مش عاوز يتسرع وسايب نفسه يتعرف عليها اكتر، فهمتي ليه بقى انا حازمة معاهم.

اؤمات براسها وهتفت بمزاح : بقيتي شبه رامي يا شهد حتى تفكيره .

هتف حمزة بطفولة : انتي شبه بابا يا شهد ازاي؟!، ولا طنط ليلى قصدها النونو شبه بابا.

تنهدت بقوة وهي تبتسم بحالمية : يارب يا حمزة تطلع شبه بابا، وتطلع لون عيونها زي لون عيونه، وخدودها زي خدودك، وقلبها ابيض زيك كدا.

احتضنها الصغير بسعادة : يارب يا شوشو تطلع شبهك انتي، علشان انتي حلوة اوي.
*********
سلمى وهي تضع كوب الماء امام صفاء : سلمتيلي على ماما يا خالتو.

اؤمات صفاء واردفت : اه يابنتي سلمت عليها وحكتلها عنك، وعن شهد المجنونة و الوحم بتاعها على الفروالة واتكلمت معاها كتير اوي في حاجات كتيرة اوي.

سلمى : طب ليه مش سبتيني اروح معاكي.

صفاء بحزن : لا انتو تروحوا مع نفسكوا، لكن انا اروح لوحدي انا اتحرمت منها سنين وسنين يا سلمى، يوم ما اقدر اتجمع بيها اقعد معاها لوحدي واتكلم واحكي واقولها كل اللي نفسي فيه.

سلمى : والله يا خالتي انتي نعمة كبيرة اوي اوي، صدقت شهد فعلا لما قالت كدا عليكي.

ابتسمت صفاء برضا واردفت : حبيبتي يا سلمى انتوا اللي احسن نعمة في حياتي، انتو من ريحتها طول مانا شايفكوا كاني شيفاها قدامي بالظبط.

سلمى : ربنا يخليكي ليا ياخالتي.

صفاء بحب : ويخليكي ليا ياروح خالتك، تعالي بقى احكيلي الواد سامي دا عمل معاكي ايه امبارح .

اقتربت منها وهي تهتف بخفوت : يوووه وطي صوتك اصل شهد تسمعنا وتيجي تزعقلي.

صفاء بهمس : احكي، احكي، زمان ليلى هبلتها بحكايتها مع كريم بتاعها دا.

تجمعت العائلة باكملها على المائدة، بداية من رامي وبجانبه شهد ويجلس على ساقيه حمزة، وهو يطعم الاثنين معا بسعادة، وسامي يجلس امام سلمى وما ان يلاحظ عدم انتباه شهد يغمز لسلمى بخفة فتتورد وجنيتها بسرعة ويدق قلبها بعنف، اما كريم يجلس امام ليلى وهو ينظر لها بعتاب لتطويل مدة عقابه وهي تبتعد باعينها بعيدا عنه حتى لا تضعف، واخيرا صفاء التي تنظر لهم بسعادة وهتفت في سرها : والله كبرت عيلتك يا صفاء.
**********
بعد مرور شهرين...

جلست في شقتها بملل، فاليوم سلمى تنام بجانب صفاء في شقة رامي، وتجلس هي وحيدة، شردت بافكارها لكريم وما يفعله معاها لمراضتها، بارساله يوميا الورد والكروت المكتوب بها ارق الكلمات، وايضا لم يكف عن مهاتفها يوميا، ومشجارتها معه، و مقابلتها يوميا سواء امام البناية او امام المصنع فتتذمر هي بسبب نظرات الفتيات له، شعرت بحركة خلفها، تسمرت مكانها بخوف، ودق قلبها بجنون، حبست انفاسها، ايعقل وجود حرامي بالمنزل، زدات الحركة خلفها، وشعرت بانها تتقدم نحوها، تمسكت بالكوب جيدا حتى تقوم بمهاجمته، فاقترب منها وقام باحتضانها من الخلف وهمس بحب : وحشتيني اوي يا حياتي.

ما ان سمعت صوته حتى تنفست الصعداء وارتخى الكوب من يديها فسقط يتهشم مئة قطعة، استدار اليها بسرعة وهو يهتف بقلق : ليلى انتي كويسة؟! .

ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت: حرام عليك يا كريم رعبتني، وقعت قلبي.

كريم بأسف : انا اسف يا ليلتي والله مكنتش اقصد.

قطبت مابين حاجبيها وهتفت بتساؤل : انت ازاي دخلت هنا.

كريم : سلمى ادتني المفتاح، حست انك وحشتيني وانك بقالك يومين مش راضية تردي على تليفوناتي، ولا تقابليني فادتني المفتاح.

نهضت بغضب وهتفت وهي تشير الي الباب واردفت: اتفضل اطلع برا لو سمحت .

تحكم في اعصابه قليلا وهتف بهدوء : اهدي ياحبيبتي.

هتفت بضيق : انا مش حبيبتك.

وقف امامها وهو يهتف بعصبية مفرطة : لا انتي حبيبتي وغصب عنك كمان، ومن دلوقتي مش هاتفارقيني لحظة فاهمة والا لأ، ارحميني بقى يا شيخة قلبك دا ايه، حجر؟! حسي بيا وحسي بحبي وعشقي ليكي، اتعاقبت شهور وانا بعيد عنك، رغم انك عارفة كويس اوي يا ليلى انك اكتر حد محتاجه في حياتي بعد موت ابويا، محتاج حضنك دا يحتويني، انت ايه هاتفضلي لغاية امتى تعذبيني في غلطة غلطتها في لحظة شيطان مكنتش في وعي، حبي ليكي هو اللي حركني، ايه مبتسمعيش ان اوقات العاشق بيقلب مجنون، مبتسمعيش عن مجنون ليلى، انا بقا مجنون ليلى، عقدتيني وكرهتيني في الحب يا شيخة.

هتفت بحزن وببكاء : انت السبب انت غلطت غلطة لا يمكن اغفرلك...

قاطعها بحدة وهو يهتف : ومين فينا مغلطش في حياته، ومين فينا سليم، ومين فينا مثالي يا ليلى، حتى انتي غلطتي وسامحتك.
ليلى بنفي واستنكار : انا غلطت ؟؟ ف أيه بقى؟؟
كريم بتعب : يوم ما وافقتي تتجوزي الزفت زكريا وانتي بتحبيني، عذبتي نفسك وعذبتيني معاكي وحرمتي نفسك من الحب وحرمتيني، لولا غلطتك يومها كنا ارتحنا واتجمعنا، ومكنش كل دا حصل لينا ، ولا شفتي العذاب ولا انا، ومع كدا لما اعترفتيلي ما عاتبتكيش ولا لومت عليكي ، عارفة ليه؟ لان زي ما قلتلك كلنا بشر وبنغلط، ولان دا مكتوب ومقدر ولازم نرضى بيه، لكن انتي دايما عايزة شماعة تعلقي عليها اي خيبة او ظلم حصل ليكي ودايما عايشة دور الضحية اللي الكل جاي عليها، ليه يا ليلى؟ ليه مش بتعترفي بأخطاءك؟ ما انا اهو غلطت واعترفت واتأسفت واتحملت نتيجت غلطي واتعقبت كتير وخسرت اكبر خسارة بحياتي وراضي، لكن مش محملك ولا محمل اي حد غلطي.
تنهد كريم بعمق وزفر تنهيدته بهدوء واكمل : كنت اقدر احط اللوم كله على عمتي كريمة وافضل اقول هي السبب بموت بابا، وابرء نفسي واعيش دور الضحية زي ما بتعملي، لكن لأ حملت عمتي الجزء الخاص بيها من الاذى وحملت نفسي الباقي من الغلط، لاني غلطت ومعترف بدا.
هدئ ونظر اليها بعمق وبنبرة توسل : سامحيني بقى، انا اتعاقبت كتير قبل مانتي تعاقبيني بعذاب ضميري ووجعه من ناحيتك، وبموت ابويا، وكمان ببعدك عني وشايفك ومش قادر اطولك، ارحميني بقى، مبتعرفيش حاجة اسمها الرحمة .

هتفت بهمس : لا اعرفها طبعا، لكن انت قسيت عليا فعلا دلوقتي وحملتني اللوم كله، انت شايفني شريرة لدراجادي؟
رد سريعاً بنفي : ابدا يا حبيبتي، انتي طيبة جدا وابعد ما تكوني عن الشر ، بس بقول الحقيقة اللي انتي دايما بتتجاهليها، فاكرة شهد وقسوتك عليها، واهي طلعت مظلومة زيك واتعاقبت زيك بالزبط، بس انتي مش بتسامحي بسهولة يا قلبي، وخايف عليكي تخسري اللي بتحبيهم بسبب عندك دا، وخايف اخسرك بردو.

اقترب منها وهو يمسك بكلتا يديها ووضع جبينه على جبينها : طب ايه فين الرحمة والقلب الطيب دا من ناحيتي؟

هتفت بهمس : كل ما اجاي اصفالك ارجع افتكرلك كل حاجة .

اغلق عينيه وهتف وهو يجاهد في كبح رغباته، فصوتها اثار الدفئ والشوق في قلبه ولكنه استنفذ كل طاقته بمراضاتها : ليلتي لو مُصرة على تعذيبي و قولتيلي امشي واطلع برا البيت دا ومتجيش تاني ولا اشوفك هاسافر واسيبلك البلد واوعدك متشوفيش وشي تاني، بس كوني متأكدة اني مش هاكون مرتاح وهافضل اتعذب عمري كله ببعدك، لكن المهم عندي انتي تكوني راضية ومسمحاني.

رفعت بصرها ترمقه بخوف حقيقي من فكرته تلك وهتفت باندفاع : لا اوعى تروح في مكان، خليك معايا

فتح عينيه بسرعة، نظر لشفتيها بشوق والتهمهم بسرعة، بقبلة جامحة طويلة كان قد تاق اليها كثيراً، جاهد ليبتعد عنها والتقط انفاسه ليستجمع الحروف بحلقه : افهم ان دا قبول من ناحيتك ليا وانك سامحتيني؟؟
اخفضت نظراتها بخجل وهي تبحث عن صوتها الذي احسته اندثر واختفى ولكنها دفنت نفسها كلها بحضنه.
كانت حركتها التلقائية تلك اقوى من الرد الذي تاق اليه طويلاً واكثر املاً بقربها باقي عمرهم، ولكنه أصر على ان تكون موثقة بصوتها فأردف : ليلتي، انتي بتحبيني صح؟
دفنت نفسها فيه اكثر، ولكنه أبى الا التصريح الكامل ، فأبعد رأسها عنه قليلاً ورفعه لتتلاقى العيون وسألها : ليلتي، لو قربتي اكتر مش هأبعد عنك ابداً ولو ايه .

عانقت عنقه بقوة وهي تجذبه نحوها اكثر، فحينها عادت شفتيه تعرف طريقها الى شفتيها والتقطهما بقبلة حارة متطالبة،
وما هي الا ثواني ووجدت نفسها مرفوعة بين يديه، ويسير بها نحو غرفة نومها، واغلق الباب بقدمه ليكملا حياتهما معاً ، هو الآن مع ليلته وهي مع مجنونها المحب ، واصبحت زوجته اخيراً امام الله، وارتاح قلب المجنون بحبها وارتاح قلبها اخيراً لتخطيها تلك الخطوة الصعبة في حياتهم.
************************
بمنزل رامي....

نظرت الى سقف الغرفه بتأمل وهتفت بخفوت : ياترى اتصالحوا ولا لأ.

حرك يديه بلطف على بطنها المنتفخه وهتفت بحنان : اكيد انا قايل لكريم يصالحها غصب عنها، كفايه دلع بقا.

رمقته بحب وهتفت بصوت مجهد : امتى اخلص من الكورة دي يا رامي حاسه ان طولت اوي، مبقتش قادرة امشي ولا اعمل حاجه.

طبع قبله اعلى بطنها وهتف بمزاح : هاتخلصي انشاء الله على خير، وبعدها نملها تاني.

نظرت له بفزع : ايه، انت عاوزني احمل تاني لايمكن، كفايه اوي ست كارما دي تيجي بالسلامه، هي وحمزة عندي بالدنيا اربيهم انا بس واكبرهم واخليهم حاجه حلوة، انا اكتفيت بيهم..

رامي بمكر : بس حمزة مش ابن..

قاطعته بحدة : اوعى تكملها، والله ازعل منك، ياعني هو كامنه مش بيقولي ماما، ابقا مش امه، ومن امتى اصلا الامومه باالاسم، الامومه بحاجات كتيرة اوي حلوة، مشاعرها كدا متتوصفش، انا اختبرت المشاعر دي مع حمزة قبل ما احمل في كارما، مش شرط يقولي ماما، بس احساسه ان انا كل حياته دي يكيفيني يا رامي، وبعدين اصلا كارما كمان مش هاخليها تقولي ماما هاخليها تقولي شهد زيه.

رامي بضحك : اه انتي عاوزة تدلعي وكدا، لا انا خلي في بالك انا كل شويه عاوز عيل وانا بحب العزوة انا امي خلفتتي انا وميمي وبعدنا عن بعض، انا عاوز ولاد في ضهر بعض.

شهد باصرار : لا انا بعد كارما هاكمل تعليمي، مش هافضا لحمل وولادة.

رامي باصرار ايضا : كملي براحتك انا عمري ما امانعك يا قلبي عن الحاجه دي، بس انا لسه عند كلمتي هاخلف كمان منك..

شهد بحنق : يووووه انت مين بس حط الفكرة دي في دماغك، ماما صفاء صح.

رامي بنفي : لا والله ماهي، بس الصراحه كان من قريب في التلفزيون في رجل اعمال كبير اسمه زين الجارحي بيفتتح منتجع في الساحل على مستوى دولي ياعني، فهي قالتلي انه ام زين دا تبقا قريبه ابويا من بعيد، في صله قرابه ياعني ما بينا، المهم ولادة كانوا واقفين جنبه مشاء الله اربع ولاد وبنت ومراته ماسكها في ايدة، حقيقي انا جو العيله اللي ظهر في التلفزيون دا ريحني وبسطني نفسيا كدا، امي بتقولي انه بيعشق مراته وهو اصلا وحيد علشان كدا خلف كتير، وانا شايف عياله يشرفوة اي حد، فعجبتني الفكرة واتمنيت ابقا زيه في يوم من الايام، ابقا عندي طموح بالشكل دا وولادي واقفين جنبي وانتي كمان جنبي.

شهد ابتسمت بحب : طب هو خلف ٤ ولاد وبنت، انت نفسك في ايه؟!، زيه بردوا ؟!.

رامي بمكر : اربع بنات وولد انا اكتفيت بحمزة، يكون ليهم الضهر والسند.

اقترب منه بغنج : انا مكتفيه بحمزة من زمان اصلا.

رامي بمكر : حمزة بس؟!.

شهد : وابو حمزة قبل اي حد اصلا.
**************************.
بعد مرور يومين ... وقف رامي على اعتاب غرفة العمليات ينتظر بخوف يهنش في قلبه، حتى اندفعت ليلى وبجانبها كريم يحملون مولودة صغيرة، فهتف كريم بسعادة: الف مبروك يا رامي ست الحسن والجمال وصلت بالسلامة.

هتف بقلق واضح على ملامحه : شهد فين مطلعتش ليه؟!.

كريم : متقلقش هي بخير، ثواني وهاتكون في اوضتها.

التقط رامي المولودة بسعادة وهو ينظر لها ويهمس بعشق : نورتي حياتي يا كارما هانم، ماما هاتفرح اوي لما تشوفك كدا .

امال كريم على ليلى هامسا : عقبالنا يا حبيبتي، لما نجيب ناني الصغيرة.

ضغطت براسها على كتفه وهي تهمس : امين يارب.

وقف سامي خلف سلمى مباشرة وهتف بخفوت : مبروك يا سلمى.

التفت بسرعة فوجدته امامها مباشرة فتوردت وجنيتها : الله يبارك فيك، عقبالك ان شاء الله.

اشار الي وجنتيها وهتف بمكر : هما هايفضلو كتير يحمروا كدا لما اكلمك.
ابتسمت بخجل فتابع حديثه: على العموم انا عقبالي فعلا، لان نويت اكلم رامي واتقدم واخطبك، انا زهقت من كسوفك، وزهقت مني.
فلتت منها ضحكة صغيرة، وذهبت سريعا لتجاور خالتها.
*******************
حفله السبوع

كانت الشقة تتزين باحلى الزينة لحفلة المولودة الصغيرة، كارما رامي المالكي، وضعتها شهد برقة في مهدها، وهزته بهدوء، وقف رامي ورائها وهو يهتف بهمس: انتي تأخرتي على فكرة المفروض تلبسي.

هتفت بهمس : حاضر هالبس اهو، هو حمزة جهز صح.

اؤمئ لها واردف : اه متقلقيش لبسته وقاعد مع سلمى وسامي.

هتفت بضيق : سلمى وسامي.

رامي : على فكرة كلمني يوم ولادتك وقالي عاوز يتجوزها بس انا انشغلت بيكي ونسيت اقولك.

هتفت بسعادة : بجد اخد خطوة اخيرا.

رامي : اظاهر لما شاف كارما نفسه اتفتحت على الجواز.

شهد بحب : اي حد يشوفها نفسه تتفتح اصلا كفاية لون عينيها زي لون عينيك يا روح قلبي.

احتضنها بخفة وهتف : بحبك اوي، يا شهدي ...

شهد: وانا بحبك جدا.

صمتوا قليلا وهم ينظرون لكارما النائمة بسلام حتى هتفت شهد متذكرة : رامي فاكر لما كنا مرة واقفين في المطبخ وقولتلي ان حبيبتك بتشبه الرواية، وبما ان طلعت انا حبيبتك فكنت هاتسمي روايتي ايه؟! ..

صمت قليلا ثم ابتسم بسعادة وطبع قبلة على ثغرها وهتف بعشق : كنت هاسميها شهد الحياة، يا شهد حياتي انا.
&&&&&&&&&&&&&&&&&
تمت بحمد لله

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#33

افتراضي رد: قراءة رواية شهد الحياة بقلم/زيزي محمد كاملة بدون تحميل,رواية شهد الحياة

منورين يا قمرات

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ما أجمل الحياة لؤلؤة الايمان منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
أروع ما قيل عن الحياة ♥ احبك ربى ♥ منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
متى تكون الحياة جميله هبة علي منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
رراية ( صدقيني عجزت انساكي) فاطمة سعيد قصص - حكايات - روايات
الإحسان في القرآن الكريم وسلسلة ربيع الحياة للدكتور عائض القرني بروابط مباشرة ابدأ بنفسك صوتيات ومرئيات اسلامية


الساعة الآن 04:54 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل