أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

14 تأملات في قصة طالوت وجالوت

تأملات في قصة طالوت وجالوت

تأملات في قصة طالوت وجالوت


سامي الهسنياني




قال تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ { 246} وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ { 248}فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾.


قصة طالوت وجالوت من القصص القرآنية الداعية للتأمل، وهي من القصص التي يجب أن نقف عندها كثيراً، وأن نبحث من خلال آياتها عن الدروس والعبر المستفادة من القصة، لأنها تبين:


1-طبيعة اليهود واعتراضهم على أمر الله تعالى ومن ثم أمر نبيه، وطلباتهم المتكررة.


2-طرق ووسائل الاختبار، لتمحيص وتنقية الصف المؤمن.


3-مقدار السمع والطاعة من جانب المؤمنين لقائدهم.


4-إن النصر يأتي بعد الصبر والثبات والتحمل وقبلها إخلاص النية لله تعالى.


5-إن النصر لا يأتي مع كثرة العدد بل يأتي مع مقدار الاتصال بالله تعالى ومع مقدار الإيمان والتقوى الذي في القلوب.


6-أهمية الدعاء وأثره في ساعات المواجهة.


بعد هذه الآيات الكريمات، نأتي إلى أهم التأملات فيها:


أولاً: طبيعة النفس الإسرائيلية


1-سؤالهم الذي يحمل طبيعة الكبر لأنبيائهم وخاصة من قبل كبرائهم وساداتهم.


2-الاعتراض على أوامر نبيهم ورفضها.


3-امتناعهم عن القتال تحت راية ذلك النبـي، لذلك سألوه أن يدعو اللـه تعالى أن يبعث لهم ملكاَ، يقاتلوا تحت إمرته.


4-الاعتراض على أوامر الله تعالى، وقد قال لهم نبيهم ]هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَ تُقَاتِلُوا[.. ]قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ[.


5-القعود والتذمر عند الجد وخلق المعاذير ]فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَ قَلِيلاَ مِنْهُمْ[.


6-كثرة الكلام وتضخيم ما وقع عليهم وان كان صغيراً ]وَمَا لَنَا أَلاَ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا[.


7-كثرة اختبار الله تعالى لهم لكثرة اعتراضهم لكي لا يبقي لهم حجة.


8-جعل أحقية الملك لهم تكبراَ واستخفافاَ بغيرهم ]وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ[.


9-اعتماد سعة المال وكثرته مقياساً لاستحقاق الملك والقيادة ]وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ[.


10-جعل القتال في سبيل الله قناعاً لتحقيق مآربهم الشخصية.


11-كثرة طلبهم للأدلة والبراهين ومشاهدة العلامات ]إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ[.


12-نبذ صفتي العلم وقوة البدن اللتين بهما اصطفى اللـه تعالى طالوت عليهم، دلالة على أنهم يشجعون الجهل والكسل والقعود عن العمل.


14-وجود قلة مؤمنة أمام كثرة كافرة.


15-صعوبة الإيمان بالله تعالى، نتيجة للنفاق العقائدي.


ثانياً: اختيار القلة المقاتلة:


1-قال تعالى: ]فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَ قَلِيلاَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ[.


هذا كان أول اختبار للفئة المقاتلة هو أن كتب الله عليهم القتال، ليميز أصحاب النيات الصالحة والصادقة (والتي تود حقاً القتال في سبيل الله وإعلاء كلمته أمام الظلم والطغيان ومقاومة الشر والفساد، والتي تنظر حقاً إلى أجر القتال والشهادة في سبيله، وهؤلاء ليسوا من الذين يهولون ويصيحون بدون فعل مجد) عن أصحاب النيات الفاسدة (التي لم تنو القتال أصلاً، إنما هو كلام لا وزن له، كلام مجالس صادر عن لسان لاغ ليس وراءه نية قلبية صادقة، ويمكن أن يكون استخفافاً بذلك النبـي، وهؤلاء لما علموا بان الله استجاب لطلبهم تقاعسوا ولم يقاتلوا كما قالوا وطلبوا).


2-قال تعالى: ]فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَ قَلِيلاَ مِنْهُمْ[.


هذا هو الاختبار الثاني للفئة التي سارت للقتال، بعد أن سار طالوت بالجنود وابتعد عن القرية، أخبرهم بوجود نهر، وجعل مقياس الشرب والقعود على الماء دليلاَ على إيمانهم واستحقاقهم للقتال معه، وكان هذا أول توجيه من القائد لجنوده ليبين مقدار السمع والطاعة، ولأنه يرى بعلمه أن الشراب والقعود على الماء يمكن أن يؤدي إلى:


أ-القعود والتخلي عن السير.


ب-التأخير في أداء المهمة.


ج-الكسل والتراخي.


د-تذكيرهم بالنعم الدنيوية.


هـ-ضعف همة القتال والجهاد في نفوسهم.


و- انشغالهم بطيبات الماء كالصيد مثلاَ.


ز-كثرة شرب الماء بعد الجهد والتعب الشديد قد يؤدي إلى أضرار صحية تمنع من مواصلة السير والقتال.


ح-وجود نيات فاسدة قد تؤدي إلى زعزعة إيمان بعضهم نتيجة طول الطريق.


واصل السير فقط أصحاب العزائم والهمم العالية، والتي استجابت لأمر القائد (إلا من اغترف غرفة بيده) أي شربوا بملء أكفهم وهم يعبرون النهر.


3-قال تعالى: ]فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(249)وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[.


هذا هو الاختبار الثالث للقلة المؤمنة المتبقية مع طالوت.


هذا الاختبار في ساحة المواجهة، في ساحة الصراع بين الخير والشر، وفي هذا الاختبار أراد اللـه تعالى أن يمحص هذه القلة بأن ينقيها من أصحاب النيات غير المستقرة بعد للقتال في سبيل اللـه، والتي لا تستطيع المواجهة والصمود لكي لا تتسبب في خلخلة الصفوف.


وفي هذه الآيات نرى:


أ-اختبارهم للقلة المؤمنة لأنها أمام نصر أو هزيمة.


ب-لا مكان لأصحاب النفوس الضعيفة في هذه المواجهة لأن المسألة مصيرية.


ج-كشف الضعفاء الذين لم ينكشفوا في الاختبارين السابقين.






د-قلة العدد يؤدي إلى زيادة الإيمان، ازداد إيمان البقية المتبقية بسقوط عدد منهم.


هـ-اعتماد الذين قالوا: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) على الأسباب الدنيوية، العدد والعدة، ناسين قوة الإيمان وبأن الله تعالى معهم.


وـ اعتماد الفئة المؤمنة على الله تعالى بعد أدائها الأسباب، ويقينها بان قوة الإيمان والاتصال بالله ستغلب قوة العدد والعدة ]كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[.


ز-استجابة الله تعالى لدعاء الفئة المؤمنة، وبأن لا يخذلهم أثناء المواجهة وأن ينزل عليهم صبره ويملأ قلوبهم بها لكي تتثبت الأقدام ]ربّنا افرِغ عَلينا صبراً َوثبّت أقدامنا[.


ح-دعاء النصر على الكافرين، وقد استجاب اللـه لدعائهم وكافأهم بالنصر نتيجة لصدق نياتهم وصبرهم ]وَانصُرنا عَلى القومِ الكافِرين[ .


دروس وعبر


1-عدم الاشتراط للإيمان باللـه أو الدعوة إليه.


2-عدم التذمر من قبول الأوامر القيادية.


3-السمع والطاعة لأوامر القيادة.


4-عدم إهمال الفقراء والبعيدين عن الأضواء من الدعوة والاتصال بهم.


5-الابتعاد من جعل المال هو المقياس في التقييم.


6-معرفة أساليب المواجهة، وكيفية مواجهتها وعلاجها.


7-طريق الدعوة يحتاج إلى اختبار وصبر.


8-إحضار النية قبل العمل والثبات عليها إثناء العمل والاستغفار من التقصير بعد الانتهاء.


9-معرفة طرق ووسائل زيادة الإيمان.


10-عدم زعزعة الصفوف ببث روح الخوف والقلق.


11-الابتعاد عن الإشاعة بالتهويل والصياح.


12-عدم اعتماد العدد كمقياس النجاح والنصر، بل التوفيق الإلهي بعد الإيمان الثابت والراسخ.


13-معرفة مداخل الشيطان إلى النفس البشرية (المال، الطعام، الشهوة، الكسل، الشهرة، الخوف، الظهور، التكبر.. ..).



تأملات في قصة طالوت وجالوت




إظهار التوقيع
توقيع : وغارت الحوراء
#2

افتراضي رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت
إظهار التوقيع
توقيع : زهرة الوادى 2
#3

افتراضي رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

جزاك الله خيرا
#4

افتراضي رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

جزاكِ الله خيراً

إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر
#5

افتراضي رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#6

افتراضي رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر
#7

افتراضي رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#8

130003 رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت

رد: تأملات في قصة طالوت وجالوت
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصة الجمل الأعرج قصة الجمل والسباق قصه للأطفال جويريه حواديت وقصص الاطفال
قصة القرد والأسد قصة القرد وملك الغابه قصه قصيره للأطفال من تأليفي جويريه حواديت وقصص الاطفال
قصة حب والم / قصة حب حزينة / قصة حب الاكابر / قصة حب ام ملاك وندى قصص - حكايات - روايات
قصة الارنبان مشمش ومشمشه قصة الارنبان الاخوين قصة للاطفال بقلمي جويريه حواديت وقصص الاطفال
داود عليه السلام جنبك على طول خلينى قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 02:52 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل