هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره و نعوذ بالله
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل
له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد صلى
الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة , وكل
ضلالة في النار .
إن من الأمور الواجبة على المسلم أن يتعلم هدي النبي صلى
الله عليه وسلم في كل عمل من الأعمال الشرعية , وذلك كي
يؤدي ذلك العمل على أكمل الوجوه , وكي لا يقع
في ما يبطله أو يخل به .
وصلاح كل عمل متوقف على شرطين , هما :
1- إخلاص النية لله تعالى .
2- موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك أعمال شهر رمضان ، من الصيام والقيام والقراءة
والاعتكاف وغيرها من الأعمال الصالحات .
وقد جاءت عدة أحاديث تبين لنا هدي النبي صلى الله عليه
وسلم في هذا الشهر المبارك , وهذا هو موضوع حديثنا في هذه الكلمة .
هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام :
1- فكان صلى الله عليه وسلم يتسحر , وكان يؤخر السحور
إلى آخر الليل , وكان صلى الله عليه وسلم يحث أمته على تأخير
السحور وعلى التسحر بالتمر .
ثبت في "الصحيحين" البخاري (1921) ، ومسلم (2/771) من حديث
زيد بن ثابت قال : تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم
قمنا إلى الصلاة , قلت : كم كان قدر ما بينهما ؟ قال : خمسين آية .
( فائدة ) قال الحافظ في "الفتح" (4/164) : ( قال المهلب
وغيره : ... كانت العرب تقدر الأوقات بالأعمال , كقولهم : قدر
حلب شاة , وقدر نحر جزور , فعدل زيد بن ثابت عن ذلك إلى التقدير
بالقراءة إشارة إلى أن ذلك الوقت كان وقت العبادة بالتلاوة .... وقال
ابن أبي جمرة : فيه إشارة إلى أن أوقاتهم كانت مستغرقة بالعبادة ) ا.هـ
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : تسحروا فإن في السحور بركة رواه البخاري (1923) ، ومسلم (2/770) .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم
سحور المؤمن التمر . رواه أبو داود (3/142) , وصححه ابن
حبان (3475) والألباني في "الصحيحة" (562) .
2- وكان صلى الله عليه وسلم ربما أصبح جنبا , فيغتسل ويصوم .
روى البخاري (1930) ، ومسلم (1109) من حديث عائشة وأم سلمة
قالتا : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح جنبا من
جماع غير احتلام في رمضان , ثم يصوم .
وفي الصحيحين : البخاري(1925) ، ومسلم(1109) من حديثهما
أيضا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر
وهو جنب من أهله , ثم يغتسل ويصوم .
وفي "صحيح مسلم " (1110) من حديث عائشة : أن رجلا جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه _ وهي تسمع من
وراء الباب _ فقال : يا رسول الله , تدركني الصلاة وأنا جنب
فأصوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأنا تدركني
الصلاة وأنا جنب فأصوم " فقال : إنك لست مثلنا يا رسول الله , قد
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر . فقال : " والله , إني
لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي .
المصدر : الإسلام سؤال وجواب