أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

مميز اوكرانيا .. أزمة بين قبلتين روسية وأوربية

اوكرانيا .. أزمة بين قبلتين روسية وأوربية

فبعد حوالي 10 أعوام م الثورة البرتقالية صوت البرلمان الأوكراني لصالح عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش واعلن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأيَد البرلمان المؤلف من 450 عضوا الطلب بموافقة 328 صوتا معلنا عجز الرئيس عن الوفاء بالتزاماته الدستورية وهو ما يهدد عمل الدولة وسلامة أراضيها وسيادة أوكرانيا".
كما صوت البرلمان لصالح تسليم مهام الرئيس مؤقتا إلى رئيس البرلمان الأوكراني ألكسندر تورتشينوف ليصبح بذلك رئيسا بالوكالة.
يأتى هذا بعد خروج مئات الآلاف من الأوكرانيين للشوارع مطالبين بإستقالة الحكومة وعزل الرئيس في مظاهرات حاشدة شهدت سقوط عشرات القتلى والمصابين .عادت أوكرانيا الى المسرح السياسى لتتصدر عناوين الأخبار من جديد .


حان موعد تغيير الحكومة

المعارضة الأوكرانية الموالية لتوسيع التعاون مع الاتحاد الأوروبي والتي طالبت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بالاستقالة، دعت إلى إضراب عام في مواصلة ردِّها على تراجع الرئيس عن توقيع اتفاقية الشراكة مع بروكسيل.وزادت الحركة الشعبية التي انطلقت منذ إعلان تعليق مسار التفاوض مع الاتحاد الأوروبي في الضغط على السلطات بعد نجاحها في تعبئة الجماهير الناقمة.ونزل الشعب إلى الشوارع، بعدما خاب ظنه في الحكومات المتعاقبة والوزراء المتتاليين دون أن يتغيَّر شيءٌ في وضع البلاد بل أًصبحتْ الأمور أسوأ يطغى عليها الفساد وغياب القانون.واعلنت المعارضة أن موعدَ تغيير الحكومة قد حان.


بداية النهاية ..
الازمة السياسية فى اوكرانيا تفجرت في نوفمبر الماضي،على وقع استقطاب حاد بين روسيا قبلة البلاد الأولى، وأوروبا "القبلة الجديدة" التي لم يحسم أمر الاتجاه شطرها بعد.
حيث تراجع الرئيس الاوكرانى فيكتور يانوكوفيتش عن إبرام صفقة الشراكة والتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي وقررتوثيق العلاقات مع روسيا بدلًا من ذلك.
وشكلت القرارات المتتابعة للبرلمان الأوكراني بداية نهاية حقبة حكم الرئيس الأوكراني المخلوع يانوكوفيتش وقد أسفرت أعمال العنف التي بلغت ذروتها عن سقوط عشرات القتلى بعد أزمة حادة مستمرة منذ ثلاثة أشهر, وهو مستوى غير مسبوق من العنف في هذا البلد الذى كان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.


تدخل روسى واستنفار أوكراني ..

اوكرانيا .. أزمة بين قبلتين روسية وأوربية الرئيس الأوكراني الانتقالي، أولكسندر تورتشينوف، أعلن عن قرار التعبئة العسكرية بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع.، وجاءت هذه الخطوة ردا على موافقة مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتن بـ"اللجوء إلى القوات المسلحة الروسية داخل الأراضي الأوكرانية حتى تطبيع الوضع السياسي في هذا البلد".
وعزا المجلس الروسي ذلك إلى "الوضع الاستثنائي في أوكرانيا، والخطر المحدق بأرواح المواطنين الروس، والقوات المسلحة الروسية المنتشرة في أوكرانيا".
يأتى هذاوسط تصاعد المخاوف بشأن وحدة أوكرانيا مع اختبار القوة الذي ظهر خلال الأشهر الأخيرة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية, حيث يحاول كل من جهته جر أوكرانيا إلى منطقة نفوذه.


تأثيرالربيع العربى على الربيع الاوربى ..
ورصدت وسائل اعلام مختلفة تزايد المخاوف التي جلبتها ثورات الربيع الأوروبي ومدى تقاربها مع ثورات الربيع الغربي, بعد تحذيرات أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تصريحات مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس تجاه موقف روسيا حال إرسالها قوات إلى أوكرانيا بغية ما وصفته "رايس" بالإتيان بحكومة تميل إلى الصداقة مع روسيا..



صراع القوى الكبرى في أوكرانيا ..

اوكرانيا .. أزمة بين قبلتين روسية وأوربية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قرر ارسال الجيش الروسي الى اوكرانيا متحديا بذلك الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي حذر موسكو من مغبة القيام باي عمل عسكري في هذا البلد.


الولايات المتحدة ونفوذها السياسى ..
كعادتها أمريكا استغلت المحتجين الذين لهم مطالب واستياء من نظام الحكم، واستخدمتهم للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بحجة حماية الديمقراطيات "بدعم المعارضة التي صُنعت بأيدٍ خارجية وتسعى إلى السلطة في محاولة من أمريكا لإعادة مشهد الثورة البرتقالية إلى البلاد
وتقليص النفوذ الروسي وتوسيع نفوذها السياسي بتأليب المعارضة وتحريضها على الاحتجاج وهو ما بدى واضحا حين أرسلت أمريكا فكتوريا نولاند مسؤولة الشؤون الخارجية الأمريكية ولقائها مع المحتجين بميدان الاستقلال ودعمهم.


روسيا ومصالحها الاقتصادية ..
أما روسيا فتراها بلداً تابعاً لها وامتداداً لمستعمراتها، فمنذ القرن التاسع عشر خضعت أوكرانيا للإمبراطورية الروسية لذا ترى أنه من غير المقبول التدخل فيها وهي التي تدعم نظام الحكم فيها كما أنها المصدر الرئيسي لتزويدها بمصادر الطاقة "فهي أكبر مستهلك للطاقة بأروبا وتحصل على الوقود النووي من روسيا وتعتمد على طاقتها النووية حيث تقع محطة زابوريجيا النووية لتوليد الطاقة بأوكرانيا كما أن التجارة بين كييف وموسكو هي من المصادر الأساسية لتزويد الاقتصاد الأوكراني ، ومن جهة أخرى هي المعبر الرئيسي لتمرير الغاز الروسي إلى أوربا "وهو ما يزود الاقتصاد الروسي ويقصر المسافات وتكاليف النقل الباهظة" بالإضافة إلى منفذها على البحر الأسود الذي يستخدمه أسطولها البحري في مدينة سيفاستوبول المهمة اقتصادياً والتي تضم أسطول البحر الاسود الروسي وفق اتفاق تأجير بين الدولتين وهو ما لن تفرط به روسيا.


منطقة القرم ..
تتمتع منطقة القرم بوضع جمهورية ذات حكم ذاتي داخل اوكرانيا وجمهورية القرم التي تقطنها غالبية من الناطقين بالروسية، هي المنطقة الاوكرانية التي تعارض بشدة السلطات الجديدة التي تولت الحكم في كييف.
وانتمت في بادىء الامر، داخل الاتحاد السوفياتي، الى روسيا قبل ان تنضم الى اوكرانيا في 1954. ولا تزال مقرا للاسطول الروسي في البحر الاسود في اطار اتفاق بين البلدين.
وقد صوت برلمان شبه جزيرة القرم الموالية للروس في جنوب اوكرانيا، على تنظيم استفتاء في 25 ايار/مايو حول المزيد من الحكم الذاتي والسؤال الوحيد في هذا الاستفتاء "هل توافق على تعزيز الحكم الذاتي في القرم داخل اوكرانيا.
جدير بالذكر ان الموعد الذي اختير للاستفتاء، 25 ايار/ مايو، هو ايضا الموعد نفسه الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية المبكرة في اوكرانيا بعد اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وفى وقت لاحق اعلن ان الاستفتاء حول حكم ذاتي موسع فى القرم سيجري في 30 اذار/مارس بعدما كان مقررا في 25 ايار/مايو.
واصبحت شبه جزيرة القرم التي تمتد داخل البحر الاسود الذي يضم الاسطول الروسي، وتسكنها غالبية من المنحدرين من اصول روسية، مقطوعة عن باقي البلاد حيث اغلقت المطارات واقام المسلحون الموالون للكرملين حواجز على الطريق الرئيسي الواصل الى باقي اوكرانيا.
واصبح القرم في مقدمة المواجهة ين الغرب وروسيا حول اوكرانيا والتي كشفت عن الانشقاقات الثقافية القديمة بين غرب البلاد الموالي للاتحاد الاوروبي، والمنطقتين الجنوبية والشرقية اللتين يتحدث سكانهما باللغة الروسية.
واتضح ذلك الانقسام بشدة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها مليونا شخص والتي يتمركز فيها اسطول القوات البحرية الروسية منذ نحو 250 عاما، والتي اهداها زعيم سوفياتي الى اوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي في 1954.

وسيطر مسلحون موالون لروسيا على مباني الحكومة والبرلمان في العاصمة سيمفيروبول قبل ان يسمحوا للنواب بتعيين رئيس وزراء جديد ويدعوا الى اجراء استفتاء في المنطقة في 30 اذار/مارس لمنح القرم مزيدا من الاستقلال.
واستولى عشرات من الجنود الروس على مطار القرم الرئيسي في العاصمة، وقاعدة بيلبيك العسكرية القريبة من سيفاستوبول مقر الاسطول الروسي في البحر الاسود.
ودعا رئيس وزراء القرم الجديد سيرغي اسكيونوف الرئيس بوتين الى المساعدة على استعادة "السلام والهدوء" وسط ازمته مع سلطات كييف المدعومة من الغرب.


ازمة ذات ابعاد دولية ..
منذ اللحظة الاولى، كانت ازمة اوكرانيا ذات أبعاد دولية. فكييف هي البوابة الغربية للكرملين. والمعارضة الاوكرانية السابقة استعجلت التدويل حيث طالبت الغرب بفرض عقوبات على حكام اوكرانيا.
دعا معارضو روسيا في اوكرانيا (بقانون أصدروه في البرلمان) الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حماية سيادة بلادهم، وصندوق النقد الدولي إلى إمدادهم بالقروض.
واستجاب الغرب سريعاً، وصارت اوكرانيا الشغل الشاغل للرئيس الاميريكي باراك اوباما، ولرئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون.
حيث حذّراوباما موسكو من «ثمن» لأي تدخل عسكري لها في اوكرانيا فيما المح مسؤول في إدارته إلى إمكان مقاطعة اوباما قمة الثماني في سوتشي في حزيران/ يونيو المقبل إذا تدخلت روسيا عسكرياً في جارتها أوكرانيا.
الغرب لا يتحدّث حتى الآن سوى عن دعم لفظي لحكام كييف الجدد، فيما صندوق النقد الدولي يدعو السلطات الاوكرانية إلى عدم المبالغة في الأرقام التي تطلبها.
وفي موسكو، بقي الرئيس فلاديمير بوتين ملتزماً الصمت، مكتفياً ببيان عن الكرملين يدعو فيه إلى حل سريع للازمة الاوكرانية، وإلى منع التصعيد في الدولة الجارة لبلاده. وفيما كان بوتين يدعو للتهدئة، كانت قواته المسلحة تنتشر في عدد من المواقع



الاستراتيجية في شبه جزيرة القرم
مسؤولون روس لم ينفوا انتقال قوات روسية إلى القرم، لكنهم اكدوا أن تحرك هذه القوات يخضع للاتفاقات الثنائية بين موسكو وكييف. ومع تقدم الوقت، كانت الأنباء تتزايد عن انتشار جنود «مجهولي» الانتماء، في محيط مطارين وقواعد عسكرية ومؤسسات حكومية في القرم. قيل إنهم جنود روس، وقيل إنهم من رجال الشرطة الخاصة الموالين لروسيا. في المحصلة، دخلت الازمة الاوكرانية طوراً جديداً، يظلله الطابع العسكري من الجهة الروسية. التحركات العسكرية الروسية تتركز على شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا قبل العام 1954
وتريد موسكو تحسين شروطها في بوابتها الغربية، بعد صمتها عن الاحداث التي جرت في كييف.


رد فعل المجتمع الدولى ..
الولايات المتحدة الامريكية ..
الرئيس الامريكى اوباما دعا بوتين إلى إعادة القوات الروسية إلى قواعدها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية وحذره من أن مضي روسيا في انتهاك القانون الدولي سيقودها إلى "عزلة سياسية واقتصادية". وطالب اوباما نظيره الروسي أن تتعامل روسيا مع الأزمة الاوكرانية بطرق سلمية.


فرنسا ..
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اعتبر أن موافقة المجلس الاتحادي الروسي على تدخل عسكري في أوكرانيا "يشكل تهديدا فعليا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وشدد على اهمية ان يكون هناك موقف مشترك يرتكز الى احترام سيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها, ودعم الحكومة الاوكرانية المكلفة قيادة العملية الانتخابية, والاعتراف بحقوق مختلف المجموعات في اوكرانيا, وكذلك ايضا بالعلاقات التي تجمع روسيا بهذا البلد.


كندا ..
وأعلنت كندا استدعاء السفير الكندي في موسكو بعد إعطاء البرلمان الروسي الضوء الأخضر لعملية عسكرية في أوكرانيا.وادانت التدخل العسكري الروسي في اوكرانيا مؤكدة أن "هذه الاعمال تشكل انتهاكا واضحا لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها وهي ايضا انتهاك لتعهدات روسيا بموجب القانون الدولي".


الناتو..
السكرتير العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) راسموسن اعتبر أن تدخل روسيا في اوكرانيا يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وتهديدا للسلم والأمن في أوربا. وشدد على ضرورة أن تنهي موسكو أنشطتها العسكرية وتهديداتها لأوكرانيا.


مجلس الامن الدولى ..
فيما أكد مجلس الأمن الدولى أهمية سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أرضيها، وقالت رئيسة مجلس الأمن الدولى ومندوبة لوكسمبورج الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن أعضاء المجلس أعربوا فى جلستهم الطارئة حول الأزمة فى أوكرانيا، عن قلقهم البالغ إزاء تطور الأحداث الجارية، وشددوا على أهمية احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها الوطنى، وعلى جهود الوساطة الدولية لاحتواء الأزمة، وأيضا على جهود مبعوث الأمين العام إلى كييف .

الازمة بين السياسة والاقتصاد والجغرافيا ..
يرى مراقبون أن للأزمة الأوكرانية بعدا جغرافيا غير معلن، له أكبر التأثير على السياسية والاقتصاد والمجتمع في هذا البلد، من خلال "صراع" روسيا والغرب القديم الجديد عليه.


التاريخ ..
ويشهد التاريخ على جوانب عدة من هذا الصراع، فأوكرانيا المستقلة كانت لقرون منقسمة إلى جزئين، حيث كان جزئها الشرقي يتبع القيصرية الروسية، وكان الجزء الغربى يتبع المملكة البولندية، ما يفسر ميول سكان أقاليم ومدن الغرب نحو الشراكة مع الغرب، وهم الأكثر حضورا في ميادين الاحتجاج فى الازمة الاخيرة.
محللون سياسيون يقولون إن الاتحاد السوفيتي السابق أحكم قبضته على الغرب الأوكراني، وإبان حقبته حرم أقاليم ومدن الغرب الأوكراني من نشر المصانع وحتى دعم البنية التحتية كما فعل في أقاليم ومدن الشرق، بسبب ميولها الغربية، ومعاداتها له.
ويتجلى ذلك لزائر بعض مدن الغرب الأوكراني، حيث يلاحظ أن الكثير من مبانيها إرث تركته المملكة البولندية، إضافة إلى الكثير من العادات والتقاليد.


أمن الحدود ..
الصراع بين الشرق والغرب على أوكرانيا عاد بعد استقلالها، وكان جليا من خلال دعم الغرب للثورة البرتقالية عام 2004، وعرقلة روسيا (وريثة الاتحاد السوفييتي) لعودة نفوذ الغرب، ولزحف حلف شمال الأطلسي "الناتو" باتجاه حدودها.
وهنا يشير المراقبون إلى أن روسيا لم ولن ترضى أن يكون للغرب نفوذ في "حديقتها الخلفية"، على اعتبار أنه تهديد لها، ولذلك وقفت بالمرصاد أمام محاولات الغرب، نصب قواعد الدفاع الصاروخي على الأراضي الأوكرانية أثناء حكم البرتقاليين.
وقد عملت روسيا على إفشال نظام الحكم البرتقالي، مستخدمة جميع وسائل الضغط عليه وعلى الغرب، وخاصة بإيقاف إمدادات الغاز ثم رفع أسعاره، ما خنق الاقتصاد المحلي وأنهكه .
ويعتبر محللون أن روسيا نجحت بإبقاء أوكرانيا في معسكرها، وتكلل نجاحها بعودة الموالين لها إلى الحكم عام 2024، ثم بتمديد بقاء أسطولها العسكري على الشواطئ الأوكرانية في البحر الأسود حتى العام 2042، كما يعتبر أن ما قدمته مؤخرا من تنازلات ودعم يضمن بقاء أوكرانيا إلى صفها لسنوات عدة.
فروسيا والغرب يدركون أهمية أوكرانيا بالنسبة لاقتصادهم، فعبرها ينقل معظم الغاز الروسي إلى أوروبا، وأراضيها الزراعية الواسعة قادرة على أن تكون سلة غذاء ضخمة .


الموقع والإمكانيات ..
وإلى جانب الأمن، تبرز في صراع روسيا مع الغرب على أوكرانيا قضية الموقع والإمكانيات، فأوكرانيا تصل بين الطرفين، ومن أكبر الدول الأوروبية مساحة وغنى بالأراضي الزراعية والثروات الباطنية.
ويطمع الغرب في دخول الأسواق الأوكرانية دون قيود، وباستخدام اليد العاملة الرخيصة فيها، والكثير من الشركات الأوروبية انتقلت للإنتاج في أوكرانيا لهذا السبب.
كما أن الكثير من الصناعات الثقيلة مشتركة بين روسيا وأوكرانيا، كالطيران والمعادن والفضاء وحتى السلاح، وترغب أوروبا في سحب هذه الامتيازات من روسيا لصالحها، والتحكم بها جزئيا أو كليا.
وعلى ذلك أوكرانيا لديها من الإمكانيات ما يجعلها دولة عظمى، ولكن الفساد والتجاذبات والضغوطات تمنع قيامها، وتبقيها أسيرة صراع خارجي
وتوترات داخلية .


الثورة البرتقالية

اوكرانيا .. أزمة بين قبلتين روسية وأوربية الثورة البرتقالية نوفمبر/تشرين الثاني 2004 وحتى يناير/ كانون الثاني 2005..
الاحتجاجات القائمة في أوكرانيا تعيد أجواء الثورة البرتقالية قبل نحو عشرة أعوام، رغم اقتصارها على العاصمة كييف وبعض مدن الغرب، ورغم الفارق الكبير بين فئات وشرائح وزخم حشود ميادين الثورة من جهة، وميادين اليوم من جهة أخرى.
ومع ذلك، يعتبر المحتجون وقوى المعارضة أن ما بات يسمى بـ"الميدان الأوروبي"
(نسبة إلى جميع ميادين الاحتجاج) هو ثالث أكبر ميدان احتجاجي تشهده البلاد، بعد ميدان الاستقلال عام 1991، وميدان الثورة عام 2004.
ويؤكدون أن قرار الحكومة تجميد مساعي الشراكة مع الاتحاد الأوروبي هو أكبر دافع لتحول الاحتجاج إلى ثورة عارمة، لأنه "سلب حلم الأوكرانيين بحياة كريمة مرفهة بعيدة عن الفساد والتسلط"، على حد وصفهم.
وكانت أوكرانيا قد شهدت في الفترة من أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2004 وحتى يناير/ كانون الثاني 2005، سلسلة من الاحتجاجات أعقبت جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية على خلفية ما تردد عن التزوير والفساد وترهيب الناخبين والفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية.
ودعمت أوروبا والولايات المتحدة ظاهرة "الثورات الملونة" في دول مثل "وردية" جورجيا، و"برتقالية" أوكرانيا، لتحقيق أهداف سياستها الخارجية.
وبدا هذا الأمر جديدا على الأوكرانيين الموزعين بين الأقاليم الغربية الثائرة على روسيا "قبلتها الأولى" والمتعجلة للاندماج مع "القبلة الجديدة" أوروبا، مقابل الأقاليم الشرقية الأكثر وفاء لروسيا والتي تشترك وأهلها في اللغة وطريقة التفكير.
وهزت المشاركة الواسعة للجماهير والمواطنين أوكرانيا والعالم، ومع إعادة فرز الأصوات حققت الثورة البرتقالية نجاحا "مؤقتا" بخسارة المرشح الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وأنصاره في جولة الإعادة لصالح الرئيس فيكتور يوتشينكو، لتخسر روسيا جولة "شد الحبال مع أوروبا والغرب في برتقالية 2004.
وجيء بالتكنوقراطي يوتشينكو ليصبح رمزا لأوكرانيا الجديدة، الذي كاد أن يصبح "شهيدا" للثورة عندما دُسَّت له كمية من سم "الديوكسين" في حادثة لم تكشف خيوطها حتى الآن، ليتم توجيه أصابع الاتهام إلى موسكو رغم نجاته بأعجوبة ليصاب بتشوهات جلدية في وجهه، ولتضفي عليه هذه الحادثة هالة "الشهيد الحي"، الذي عبثت بوجهه "يد موسكو الطويلة"، ولتلعب الدور الأكبر في إنجاح الثورة "البرتقالية".


وعود وإخفاق ..
وتأكد فوز يوتشينكو، الذى أصبح ثالث رئيس للبلاد بعد استقلالها، وقامت الثورة البرتقالية ضد فساد رجال الأعمال وتربحهم واقتراض مليارات الدولارات من أموال الدولة عبر البنوك، وقضايا الفساد المرتبطة بالغاز الروسي، وهيمنة الأثرياء على قدرات الدولة، مع ضعف الحياة السياسية والتمثيل الحزبي فى البرلمان الذى تحول إلى "ناد للأغنياء".
وتعهد يوتشينكو بتحقيق عشرة أهداف أهمها توفير خمسة ملايين فرصة عمل، وزيادة الرواتب والمعاشات، وخفض الضرائب، ومحاربة الفساد، ومضاعفة الناتج الزراعي، والحد من الفجوة بين الأثرياء والفقراء، وإيقاف الانكماش الديموغرافي.
وبعد خمس سنوات من الثورة، فشل في تحقيق تلك الوعود، فزادت معدلات الفقر إلى 37%، وتراجعت فرص العمل وتزايدت معدلات البطالة إلى 15%، وتفاقم عجز الميزانية وتراجعت معدلات النمو واستشرى الفساد، وبدا أن رجال الأعمال الذين أنفقوا عليها انتظروا رد الجميل، لذلك أخفقت في ترجمة طموحات الشعب، فأصبحت مدينة لرجال الأعمال الذين انقسموا على أنفسهم دعما للمعسكرين المتنافسين.
ودفع فشل يوتشينكو في تحقيق التوازن بين فروع السلطة إلى قبوله مضطرا قبل انتخابات الإعادة عام 2007 إلى الموافقة على إجراء تعديلات دستورية نقل بموجبها بعض صلاحيات الرئيس للبرلمان، خاصة ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة، فأصبحت أوكرانيا دولة برلمانية رئاسية أنتجت أرضية لمواجهات مستمرة بين الرئيس والبرلمان والحكومة.


فشل ومراجعات ..
ومن وجه يوتشينكو الذي حوّله التشوه ، إلى صورة يوليا تيموشينكو والتي ظهرت وشقت طريقها للسياسة، واعتبرها البعض "جان دارك الثورة البرتقالية" وتولت رئاسة الوزراء إلى أن انتهى بها المطاف إلى السجن بعد إدانتها بالتورط في قضايا فساد بسبب توقيعها اتفاقاً مع موسكو تبيّن أنه أصاب مصالح أوكرانيا بضرر وغدا سبباً لعزلها من رئاسة الوزراء وإرسالها إلى السجن.
وأسفرت الضغوط الغربية وحالة الاستقطاب الدولي عن نتائج مخيبة لآمال الشارع في انتخابات 2024 بفوز يانوكوفيتش إثر فشل حكومة الثورة في إنجاز أهدافها.
ويرى البعض ان الثورة البرتقالية كانت "كابوسا مؤرقا وخيبة أمل" ممن وعدوا ولم يتمكنوا من الوفاء بالوعد، ومبعث أسف على آمال لم تتحقق، ووصفتها وسائل الإعلام الغربية بعناوين مثل "الموت الحزين للثورة البرتقالية" بعد أن عجزت عن مواجهة فساد الطبقة الغنية ورجال الأعمال.
ووثبت مؤشرات الفساد، فى تقرير الشفافية الدولية لعام 2009 حيث وضع التقرير أوكرانيا بالمرتبة الـ146 (من بين 180 دولة).


خيارين أحلاهما مُرّ..
المراقب للمشهد على الساحة السياسية يرى ان أوكرانيا واقعة بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى، كل منهما يحاول فرض سياسته عليها باستغلال ظروفها الاقتصادية. فروسيا تهددها "بقطع التجارة بين موسكو وكييف" والولايات المتحدة تغريها بالاتحاد الاوربي لما له من مزايا اقتصادية وسياسية من سهولة التنقل ورفع الجمارك عن بعض البضائع اقتصادياً وعلى المستوى السياسي تبني القوانين المعلنة للاتحاد الأوربي وبذلك ستمتلك أوكرانيا وزناً سياسياً بين الدول الأخرى.
ولا تكف موسكو عن مراقبة كل تطور داخل البلد الجار اوكرانيا، وترفع عصا "الغاز" في "برودة الشتاء" وتمد جزرة سعره كلما دعت الحاجة، لتبعث برسالة قوية إلى الأوروبيين مفادها أنها لن تسمح بعزل يانوكوفيتش، وذلك من خلال تحذير رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما، أليكسي بوشكوف، من "مؤامرة أوروبية - حسب قوله- وهدفها إطاحة يانوكوفيتش وتنصيب رئيس بديل يوقّع الاندماج مع أوروبا".
وبهذا فإن أوكرانيا تقف أمام خيارين أحلاهما مُرّ، فإما بداية علاقات غير واضحة الأفق مع الاتحاد الأوروبي، أو الخضوع للضغوط الروسية والإبقاء على الاقتصاد مرتبطا معها.
التوجهات عموماً تشير إلى معركة روسية غربية تدور أحداثها في الساحة الأوكرانية، ولن تنتهي تلك المعارك إلا باتفاق سياسي، يعيد توزيع الحصص حسب ميزان الخاسر والرابح، وتبقى أوكرانيا تعاني من خطر التقسيم الذي قد يكون الخيار الأخير لروسيا في حال لم تنل مرادها، أو خسارة الشراكة مع أوروبا، إن عادت كييف مرة أخرى إلى الحضن الروسي.




موقع أخبار مصر











إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أزمة منتصف العمر لدى النساء تتأرجح ما بين رفض الواقع والقبول به sηfoorћ♪'  العيادة النفسية والتنمية البشرية
تطلع لإنهاء أزمة الكهرباء بغزة الـمـتـألـقـة اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 04:25 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل