أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي ( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )


( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )






السؤال

عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : " كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( لغير الدجال أخوفني على أمتي ( قالها ثلاثًا ) " ، قال : قلت : يا رسول الله ! ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك ؟ قال : ( أئمة مضلين ) مسند أحمد 145/5 حديث رقم 21334 ، 21335 . هل هذا الحديث صحيح ، وما شرحه ؟




( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )





نص الجواب

الحمد لله
أولا :
هذا الحديث رواه الإمام أحمد (21296) من طريق ابْن لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ ، أَخْبَرَنِي أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو ذَرٍّ ، قَالَ : " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَى أُمَّتِي ) قَالَهَا ثَلَاثًا . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا هَذَا الَّذِي غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قَالَ : ( أَئِمَّةً مُضِلِّينَ ) " .
وهذا إسناد ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف الحديث ، وكان قد اختلط .
انظر : " الميزان " (2/476) .

غير أن هذا الحديث قد ورد بعدة أسانيد وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة .
فمن ذلك :
- ما رواه أبو داود (4252) ، والترمذي (2229) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : ( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ) ، وصححه الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " .
وقد جاء في صحيح مسلم (2937) الإشارة إليه ، فعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه ، قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ) .

قال النووي رحمه الله في " شرح صحيح مسلم " :
" وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيث فَفِيهِ أَوْجُه أَظْهَرهَا أَنَّهُ مِنْ أَفْعَل التَّفْضِيل , وَتَقْدِيره غَيْر الدَّجَّال أَخْوَف مُخَوِّفَاتِي عَلَيْكُمْ , ثُمَّ حَذَفَ الْمُضَاف إِلَى الْيَاء , وَمِنْهُ : أَخْوَف مَا أَخَاف عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّة الْمُضِلُّونَ ) " انتهى .
وقد ذكر الألباني رحمه الله طرق الحديث وصححه في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1582) ، (1989) .
وقد جود إسناده الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (ص72) ، وكذا ابن كثير في " مسند الفاروق " (2/535) ، والمناوي في " التيسير " (2/ 162) ، وقال الشيخ أحمد شاكر في " تحقيق مسند أحمد " (1/150) : إسناده حسن . انتهى .





وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"حديث الأئمة المضلون محفوظ ، وأصله في الصحيح " انتهى من " بيان تلبيس الجهمية " (2/293) .

ثانيا :
معنى الحديث : أن الأئمة المضلين من أشد ما يخاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، حتى إنهم أخوف عنده على أمته من الدجال .

قال المناوي رحمه الله :
" قال أبو البقاء : معناه : أني أخاف على أمتي من غير الدجال أكثر من خوفي منه .
وقال ابن العربي : هذا لا ينافي خبر : ( لا فتنة أعظم من فتنة الدجال ) ؛ لأن قوله هنا : ( غير الدجال ... إلخ ) ، إنما قاله لأصحابه ، لأن الذي خافه عليهم أقرب إليهم من الدجال ، فالقريب المتيقن وقوعه لمن يُخاف عليه ، يشتد الخوف منه ، من البعيد المظنون وقوعه ، ولو كان أشد " انتهى من " فيض القدير " (4/535) .

وقال النووي رحمه الله في " شرح مسلم " (18/64) :
" ( أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلُّونَ ) مَعْنَاهُ : أَنَّ الْأَشْيَاءَ الَّتِي أَخَافُهَا عَلَى أُمَّتِي ، أَحَقُّهَا بِأَنْ تُخَافَ : الْأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ " انتهى .

والمقصود بالأئمة المضلين : الأئمة المتبوعون الذين يضلون الناس عن سبيل الله ، فيدخل في ذلك : الحكام الفسدة ، والعلماء الفجرة ، والعُبَّاد الجهلة .
وكما وجد في أهل الكتاب علماء فجرة يصدون الناس عن سبيل الله ويضلونهم كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) التوبة/34 ، فقد وجد من هذه الأمة من العلماء والعباد من كان مثل علماء وعباد أهل الكتاب .
" قال سفيان بن عيينة رحمه الله : كَانُوا يَقُولُونَ : مَنْ فَسَدَ مِنْ عُلَمَائِنَا فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ الْيَهُودِ ، وَمَنْ فَسَدَ مِنْ عُبَّادِنَا فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ النَّصَارَى . وقال غير واحد من السلف : احْذَرُوا فِتْنَةَ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ ، فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ" انتهى من " مجموع الفتاوى " لابن تيمية (1/197) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فالأئمة المضلون هم الأمراء " انتهى من " مجموع الفتاوى" (1/355) .

وقال السندي في " حاشية ابن ماجة " (2/465) :
" ( أئمة مضلين ) أي : داعين الخلق إلى البدع " انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ( الأئمة المضلين ) أئمة الشر ، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم ، إن أعظم ما يخاف على الأمة الأئمة المضلون ، كرؤساء الجهمية والمعتزلة وغيرهم الذين تفرقت الأمة بسببهم .
والمراد بقوله : ( الأئمة المضلين ) : الذين يقودون الناس باسم الشرع ، والذين يأخذون الناس بالقهر والسلطان ، فيشمل الحكام الفاسدين ، والعلماء المضلين ، الذين يدعون أن ما هم عليه شرع الله ، وهم أشد الناس عداوة له " انتهى من " القول المفيد على كتاب التوحيد " (1/365) .

والله أعلم .

الاسلام سؤال وجواب




( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )



#2

افتراضي رد: ( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )

موضوع جميل تسلم ايديكى
جزاكى الله كل خير

#3

افتراضي رد: ( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )

سلمت يداك حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بعض جوانب الإعجاز العلمي في سورة يوسف ملك قلبى القرآن الكريم
طريقة قراءة الرقية الشرعية نسيم آڸدکَريآت الرقية الشرعية والسحر
سور القران الكريم مكتوبة بالتشكيل شوشورضا القرآن الكريم
تفسير سورة الفيل وما يسير لها عطور الجنه القرآن الكريم


الساعة الآن 12:23 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل