أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي


{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)سورة البقرة }

يوم القيامة يُحل مليار مشكلة ، ويجيب عن كل سؤال يظهر أمامك ، هناك معلومات يصعب على العقل أن يصدِّقها ، مثلاً هل من المعقول أن يموت خمسمئة ألف طفل كل سنة من شعب واحد وهو العراق وبالمقابل هناك في بلاد الغرب تجرى عمليَّات زرع دَسَّام وزرع شريان وقلوب للكلاب وزرع مفاصل ؟!! وهناك طبيب نفسي لمعالجة الكآبة عند الكلاب ، وطبيب أسنان لزرع الأسنان لديهم ، ومقبرة للكلاب ، ويأكلون من اللحم ما يأكله الشعب الهنديُّ بأكمله ـ الذي يعد تسعمئة مليون ـ هذا ظلم شديد ، هم يعيشون كذلك وملايين مملينة يموتون من الجوع .







أُطْلِقَ النار على عشرين مليون رأس من الغنم ودُفِنت تحت الأرض للحفاظ على أسعار اللحم في العالَم مرتفعةً ، تتلف محاصيل الحمضيات في أمريكا للحفاظ على أسعارها المرتفعة ، وعندما بدأ الزنوج يتسلَّلون إلى أماكن إتلافها ليأكلوها سمَّموا هذا المحصول في العام القادم لئلا يأكل منه أحد ، حجم مشتقات الحليب التي تُتلَف كحجم أهرامات مصر من أجل الحفاظ على الأسعار مرتفعة ، وترون وتسمعون المجاعات في الصومال ، وفي بنجلاديش ، وفي السودان ، وفي جنوب السودان ، هم كالوحوش ، فلذلك تسوى الحقوق يوم القيامة ويؤخذ للمظلوم من الظالم

تُحَل بعض المشكلات في الدنيا بطريقةٍ أو بأخرى ، أما في الآخرة عند قيّوم السماوات والأرض لا يمكن أن تُحَلَّ مشكلة إلا بشكلها الصحيح ، هو يوم العدل ، يوم الإنصاف ، يوم الدينونة ، يوم الجزاء ، يوم الحساب الدقيق ، يوم تنال فيه حقَّك الكامل




الفرق بين مفهوم اليهود لقوانين الجزاء وبين مفهوم الشفاعة في ديننا الإسلامي:

اليهود فهموا فهماً ساذجاً وسقيماً، فهموا أن قوانين الجزاء لن تقام عليهم يوم القيامة، وقالوا:
﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
( سورة البقرة الآية:80-81)
أما الشفاعة في ديننا الحنيف، فهي داخلة في قوله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ﴾
( سورة النساء الآية:48)
فالشفاعة حق، وهي من ضمن هذه الآية الكريمة، فلله تعالى أن يقبل دعوة من يشاء من عباده إذا دعاه سواء كان ذلك في الحياة الدنيا أو كان ذلك يوم القيامة، فأيما عبد سأل الله عزّ وجل لأخيه خيراً فالله سبحانه وتعالى قد يستجيب، وربما لا يستجيب، وهذا وفق حكمة بالغة



قوانين الشفاعة :
1- قبول الشفاعة إنما يدخل في باب الفضل الذي يكرم الله به عباده، والله ذو الفضل العظيم, مَن مِن العباد يستطيع أن يحدّ من فضل الله؟ قانون الشفاعة يدخل في باب الفضل الإلهي، الذي هو فضل عظيم، وفضل عميم.
2- فلا يقبل الله شفاعة الغفران عن الشرك به، أو جحوده، وإنكار ألوهيته، وربوبيته سبحانه وتعالى، وجميع الآيات في القرآن الكريم التي تنفي الشفاعة، إنما تنفي الشفاعة لأن الذين نُفيت في حقهم متلبسون بالكفر، والشرك، وإنكار الربوبية، وإنكار الألوهية، هؤلاء لا تنالهم شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام، ولا شفاعة من سواه،

ومن الآيات التي توضح هذا كثيرة، وربنا سبحانه وتعالى يقول:
﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾
( سورة البقرة الآية:48)

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾
( سورة البقرة الآية:254)
﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾
(سورة غافر الآية:18)


موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية



تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي



#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي

رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي

#4

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 48)الشفاعة في ديننا الإسلامي

شكرا لك
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (29) الشعور بالطمأنينة امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (26) ( الحياة مبنية على الكدح) امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (25)جنة ادم ليست جنة الخلد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (18) النهي عن التباهي بحظوظ الدنيا امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (1) لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ امانى يسرى القرآن الكريم


الساعة الآن 01:27 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل