أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 55)اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله


تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 55)اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله






اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله:

اليهود الذين رأوا البحر أصبح طريقاً يبساً، حينما نجَّاهم الله عزَّ وجل اتخذوا من الذهب عجلاً له خوارٌ وعبدوه من دون الله:

﴿ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ﴾.

إن أشدُّ أنواع الظُلْمِ أن تعبد غير الله، أشد أنواع الظلم أن تشرك بالله، أشد أنواع الظلم أن تعبد إلهاً صنعته بيدك، وهذا ما تجده في كثير من البلاد إلى الآن، تدخل إلى معبد في الهند تجد صنماً ارتفاعه ثلاثون متراً وأمامه أنواع منوَّعة من الفواكه، تسأل: لمن هذه الفواكه ؟ يجيبونك: هو يأكلها في الليل، والحقيقة أن الكُهَّان يأكلونها في الليل، هذا تراه الآن في عصر النور والحضارة كما يدَّعون.
حينما يؤمن الإنسان بالله يكون قد احترم نفسه، الإنسان حينما يكون عاقلاً يوحِّد، يكون قد عرف قيمته كإنسان، يكون قد كرَّم نفسه، أما حينما يتخذ صنماً ليعبده طبعاً هذا هو الشرك الجَلِيّ، لكنَّ المسلمين والمؤمنين قد يقعون في شركٍ خفي، حينما يتوهَّمون أن المال يحلَّ كل مشكلة، لا، المال لا يحل المشكلات، فإذا اختل نمو الخلايا اختلت في النمو، المال لا يحل المشكلات، وأن تكون في أعلى درجة في الحياة لا تحل مشكلة، الله عزَّ وجل هو الفعَّال، هو القهَّار، هو واهب الحياة، هو المُحيي، هو المُميت، هو الحافظ، هو الناصر، هو الموفِّق، هو الرافع، هو الخافض، هو المعطي، هو المانع، هو الرازق، هو المعز، هو المذل.
إن الشرك لظلمٌ عظيم، وحينما تتجه لغير الله أو تعتمد على غير الله فقد وقعت في ظلمٍ شديد.


من الشرك أن تعتمد على شيءٍ آخر غير الله عزَّ وجل :
قال تعالى:
﴿ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ﴾.
تصوَّر إنساناً لديه قضيَّة خطيرة جداً، مثلاً لو أخذ الموافقة فهو يربح مئات الملايين، وهذه الدائرة فيها مدير عام الأمر مُناط به وحده، وفيها موظَّفون، وفيها حُجَّاب، وفيها حارس، فإذا وقف هذا الإنسان الذي معه المعاملة أمام الحارس أو الحاجب فترجَّاه، وتضعضع أمامه، وبذل ماء وجهه، وعلَّق عليه الآمال، ثم خاب ظنُّه به، هذا الشرك، هذا الذي تضعضعت أمامه عبدُ مثلك، هذا الذي بذلت ماء وجهك أمامه عبدٌ مثلك، هذا الذي توهَّمت أنه يحلُّ هذه المشكلة لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ضراً ولا يجلب نفعاً، فإذا كان الله يأمر سيد الخلق أن يقول لقومه:
﴿ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً (21) ﴾(سورة الجن )
سيد الخلق، وفي آية أخرى :
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً (188) (سورة الأعراف: من آية " 188 " )


إذاً أشدِّ أنواع الظلم أن تعبد إلهاً آخر غير الله عزَّ وجل، أو أن تعتمد على شيءٍ آخر غير الله عزَّ وجل،

ثمَّ يقول الله عزَّ وجل :
﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) ﴾



موسوعة النابلسى للعلوم الشرعية

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 55)اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله



#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 55)اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله

رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 55)اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 55)اشدأنواع الظلم أن تشرك بالله

بارك الله فيك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (31)لماذا اكثر الانبياء من بنو اسرائيل امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (25)جنة ادم ليست جنة الخلد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (19) الدنيا ساعة اجعلها طاعة امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (18) النهي عن التباهي بحظوظ الدنيا امانى يسرى القرآن الكريم
التفسير المطول لسورة الفاتحة للدكتور محمد راتب النابلسي لؤلؤة الايمان القرآن الكريم


الساعة الآن 02:54 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل