أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=370276
379 1
#1

افتراضي المحقرات.. في عصر التقدم!

المحقرات.. في عصر التقدم!


صغائرالذنوب كثيرة، والعلماء إنما يعدون صغار الذنوب صغائر إذا خلت من الاستخفاف بها والإصرار عليها، وكانت مما يحزن عليه العبد ويندم، وإلا فإنهم يعدونها مع الاستخفاف والعزم والإصرار من الكبائر، كإطلاق البصر في المحرمات، وسماع ما يلهي عن القرآن، واللعب بما يصد عن الذكر، وترك رد السلام، وبذاءة اللسان، وسوء معاملة الناس، وخداعهم، وعدم رد ما يُستعار من كتب ونحوها.. وغير ذلك.





ومع أن صغائر الذنوب قد لا يسلم منها أحد، إلا أن الخطر يكمن في التهاون بها؛ لأن التهاون بالذنوب دليل على ضعف الإيمان، وقلة تعظيم العبد لربه _عز وجل_،
قال بشر بن الحارث: "لو تفكّر الناس في عظمة الله لما عصوه"،
وقال بلال بن سعد: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت",
وقال الغزالي: "لا تستصغر معصية أصلاً؛ فإن الله _تعالى_ خبّأ غضبه في معاصيه فلعل مقت الله فيه"


وكما ذكر الغزالي في الإحياء تصير الصغيرة كبيرة بأسباب، منها الاستصغار والإصرار, فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند اللّه، وكلما استصغره عظم عند اللّه، مع العلم بأن العفو عن كبيرة قد انقضت ولم يتبعها مثلها؛ أرجى من العفو عن صغيرة يواظب عليها العبد. ومثال ذلك قطرات من الماء تقع على حجر متواليات فإنها تؤثر فيه، ولو جُمعت تلك القطرات في مرة واحدة وصُبت عليه لم تؤثر.
قال ابن القيم: "الإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار"


إنما وعد اللّه النار على الكبائر. فرغّبهم في القليل من الخير أن يعملوه؛فإنه يوشك أن يكثر، وحذّرهم اليسير من الشّر؛ فإنه يوشك أن يكثر، فنزلت: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ َمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" (الزلزلة:8)"قال عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحقَّرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، كرجل كان بأرض فلاة،فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل يجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا من ذلك سواداً، وأججوا ناراً فأنضجوا ما فيها"(رواه أحمد وغيره). وفي رواية زاد: "... وإن محقَّرات الذنوب متى يُؤخذ بها صاحبها تهلكه"(صحيح الجامع الصغير).قال الحافظ العلائي: (مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر، ومحاسبة النفس عليها، وعدم الغفلة عنها؛ فإن في إهمالها هلاكه، بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان فيفرح بالصغيرة ويتبجح بها، ويعدّ التمكّن منها نعمة، غافلاً عن كونها وإن صغرت سبباً للشقاوة، حتى إن من المذنبين من يتمدّح بذنبه لشدة فرحه بمقارفته فيقول: أمَا رأيتني كيف مزقت عرضه. ويقول المناظر: أما رأيتني كيف فضحتُه وذكرتُ مساوئه حتى أخجلتُه، وكيف استخففتُ به وحقرتُه. ويقول التاجر: أمَا رأيت كيف روجتُ عليه الزائف، وكيف خدعتُه وغبنتُه).


المحقرات.. في عصر التقدم!

وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك، بالمحقَّرات، وهي الموبقات يوم القيامة، اتقوا الظلم ما استطعتم، فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه، فما زال عبد يقول يا ربّ! ظلمني عبدك مظلمة. فيقول: امحوا من حسناته. وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة؛ من الذنوب..."(رواه أحمد وغيره).
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "يا عائشة، إياك ومحقَّرات الذنوب، فإن لها من الله طالباً"(رواه ابن ماجه وغيره،).

قال أبو علي الروذباري _رحمه الله_: "من الاغترار أن تسيء فيحسن إليك، فتترك التوبة توهماً أنك تُسامح في الهفوات".، نقل ابن كثير عن الأعمش في تفسير قوله _تعالى_: "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ" (البقرة: من الآية81):"الذي يموت على خطاياه من قبل أن يتوب". وقال أبو أيوب الأنصاري: "إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها، وينسى المحقَّرات، فيلقى الله وقد أحاطت به، وإن الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقاً حتى يلقى الله آمناً"

و قال _عليه الصلاة والسلام_: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله _عز وجل_ لا يُلقي لها بالاً؛ يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم"(رواه أحمد). قال الحافظ في الفتح: "(لا يلقي لها بالاً)، أي: لا يتأملها بخاطره، ولا يتفكر في عاقبتها، ولا يظن أنها تؤثر شيئاً، وهو من نحو قوله _تعالى_: "وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ" (النور: من الآية15)".
قال ابن الجوزي في (صيد الخاطر): "أعظم المعاقبة أن لا يحسّ المعاقَبُ بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرورُ بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومَن هذه حاله لا يفوز بطاعة".فلاتغفل عما غفل عنه المجرمون، حيث قال _تعالى_: "وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ" [القمر : 53]..، فإياكم ومحقَّرات الذنوب؛ فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه"

موقع المسلم


المحقرات.. في عصر التقدم!



#2

افتراضي رد: المحقرات.. في عصر التقدم!

رد: المحقرات.. في عصر التقدم!

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
المحقرات.. في عصر التقدم! امانى يسرى العقيدة الإسلامية
كسر وتشقق الاظافر..اسباب وعلاج كسر وتشقق الاظافر مع التقدم فى العمر ام مالك وميرنا العناية بالجسم
العصور التاريخية التى مرت بها مصر وغارت الحوراء شخصيات وأحداث تاريخية
عصر الأسرات في مصر اماني 2011 شخصيات وأحداث تاريخية
عصر السرعة..كذبة متخمة اماني 2011 منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة


الساعة الآن 07:53 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل