أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ..أو اذبح فراغك!


فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ..أو اذبح فراغك!



كيف نعطي الشيطان الخنجر الذي يطعننا به؟! ولماذا نكرِّر الجريمة وبنفس الكيفية؟!





جريمة اغتيال الإيمان وقتل الصفاء، ألا نعلم أن كل وقت فراغ لا يسده العبد سيملأه الشيطان بخواطر سوء تقود ولابد إلى أفعال سوء، والوقاية خير من العلاج، وعدم إفساح الطريق للخواطر السيئة بأن لا يُسمح لها بالنشوء ابتداء أسهل بكثير من محاولات صرفها ومحوها من الذهن بعد استفحالها، لذا كان شغل الفراغ بالهوايات المفيدة والأنشطة الترفيهية المباحة والطاعات والقربات من أقوى الأسلاك الشائكة التي توضع في مواجهة الشيطان، لتمنع زحفه على القلب واستيلائه عليه.

لذا كان من الوصايا الشفائية الغالية : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وكانت صيحة كل تائب اكتوى بنار الذنب يوما: لو كان الفراغ رجلا لقتلته.
وهو سرٌّ من أسرار التوجيه الرباني : فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)
فقد أمره ربه بأن لا يخلي وقتا من أوقاته أبدا، فإذا فرغ من عبادة أتبعها بأخرى، فما هي هذه العبادة الأخرى؟! اسمع الأقوال:
قال ابن عباس رضي الله عنه: فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل.
وقال الحسن وقتادة: إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك.
وقال الجنيد: إذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق.
إن إشغال النفس بعمل الصالحات ( صلاة .. صيام .. بر وإحسان .. صدقات .. زيارة مريض .. إجابة دعوة .. تحضير كلمة .. سماع شريط .. مباسطة الأهل والإخوان ...) هو أهم وقاية يتخذها العبد ضد جراثيم الذنوب وأوبئة المعاصي، وهو بمثابة سد الفراغات في جدار القلب فلا يتسلل منها الشيطان.

واسمع فرسان الميدان يا عاشق الجنان: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " إني أكره الرَّجُل أن أراه يمشي سبهْللا : لا في أمر الدنيا ، ولا في أمر آخرة " ، وفى رواية أنه قال : " إني لأنظر إلى الرجل فيعجبني ، فإذا قيل : إنه لا عمل له سقط من عيني


فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ..أو اذبح فراغك!

قال ابن القيم رحمه الله: "وأما الرغبة في الله، وإرادةُ وجهه، والشوقُ إلى لقائه، فهي رأس مال العبد، وملاكُ أمره، وقوامُ حياته الطيبة، وأصلُ سعادته وفلاحه ونعيمه، وقرةُ عينه، ولذلك خلق، وبه أُمِرَ، وبذلك أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، ولا صلاح للقلب ولا نعيم إلا بأن تكون رغبته إلى الله عز وجل وحده، فيكون هو وحده مرغوبه ومطلوبه ومراده، كما قال الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}[الشرح: 7، 8]"

هذا المعنى الذي دلت عليه هذه القاعدة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} معنى عظيم، وهو أصل من الأصول التي تدل على أن الإسلام يكره من أبنائه أن يكونوا فارغين من أي عمل ديني أو دنيوي!
ومن آثار مخالفة هذه القاعدة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}: أن بعض الناس لا يهتبل ولا يستغل الفرص التي تسنح في طلب العلم، وتحصيله، فإذا انفرط عليه العمر، وتقضى الزمن، ندم على أنه لم يكن قد حصل شيئاً من العلم ينفعه في حياته وبعد مماته!

وقل مثل ذلك: في تفريط كثير من الناس ـ وخصوصاً الشباب والفتيات ـ في التوبة، والإنابة، والرغبة إلى الله، بحجة أنهم إذا كبروا تابوا، وهذا لعمر الله من تلبيس إبليس!

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى *** ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله *** وأنك لم ترصد بما كان أرصدا
وقوله تعالى ـ في هذه القاعدة التي هي مدار حديثنا ـ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أبلغ، وأعظم حادٍ إلى العمل، والجد في استثمار الزمن قبل الندم.

موقع المسلم


فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ..أو اذبح فراغك!




#2

افتراضي رد: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ..أو اذبح فراغك!

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير سورة الشرح للشيخ محمد اسماعيل المقدم ام سيف 22 القرآن الكريم


الساعة الآن 10:23 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل