أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون تحم

لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون تحم


الفصل الأول.. بمثابة مقدمة

"قلبي وطن ليكي وماعليكي إلا حسن الإنتماء"

هبطت الطائرة أرض الأتراك، لتهبط رقية مع جاسم درج الطائرة، إبتسامة سعيدة علي وجهها وهي تنتقل بعينها في أرض العثمانيين..

أقبل عليهما رجل ببدلة سوداء أنيقة وفتح ذراعيه قائل بترحاب بلكنته الغريبة:-
-ياهلا ياهلا بجاسم الراوي..

صافح الرجل جاسم بحرارة ورحب به ترحيب حار إبتعد جاسم عنه قائل بإبتسامه :-
-أخبارك أيه ياعدنان؟؟..

عدنان بإبتسامه :-
-أنا منيح، شو أخبارك وأخبار أم الدنيا؟؟

جاسم بلهجة ودودة :-
-أم الدنيا بخير ومستنيه زيارتك..

عدنان بإيجاب بنبرة مرحة:-
-ولو تكرم عينها إن شاء الله بالقريب العاجل..

ثم إنتقل بعينه إلي رقية الصامتة . وقبل أن يتحدث جذبها جاسم من يدها قائل بنبرة جادة :-
-مراتي ياعدنان واللي جايين هنا عشانها..

عدنان وهو يؤمي برأسه بتفهم قائل بأبتسامة مجاملة :-
-ياهلا بحرم جاسم الراوي..

إبتسمت بهدوء وأخفضت رأسها أرضاً..

جاسم بإيجاز ونبرة جامدة :-
-مش يله بقااا المدام عاوزة ترتاح شويه من السفر..

عدنان وهو يشير بعينه للخارج :-
-أي اللي بدك إياه السيارة بالخارج..

سار خطوات وخلفه جاسم ورقية..جذبت رقية جاسم قائلة بهمس :-
-إيه الراجل المدبلج ده؟؟ هي المفروض دي لغة تركية يعني!!

ضحك جاسم قائل :-
-لا مش لغة تركيية، وهو مش تركي اصلاً اصله سوري بس هو بيتابع أعمالي هنااا..

أممممممم..

قالتها رقية بفهم بعد توضيح جاسم. لتضع يدها في يده مجدداً وتسير معه..

إصطفت السيارة أمام منزل متوسط المساحة وتحيط به الأشجار من جميع الجهات.ترجلت رقية من السيارة وقد ظهر الإنبهار والأعجاب علي وجهها أغلقت باب السيارة ببطء وسارت بضعة خطوات ووققت أمام المنزل وتفحصته من الخارج بعينها بإعجاب شديد..

رأقبها جاسم بحب وهو يتنهد بعمق، فقد أوفي بجزء من وعده وجعل الأبتسامة تعود إلي وجهها.. رقية أضبحت سعيدة وسوف تكمل السعادة غداً..





إلتفت جاسم إلي عدنان قائل بتحذير :-
-عايزك تأكد علي ميعاد بكره، مش عاوز أي تأجيل..

أغلق عدنان باب السيارة ودار حول السيارة قائل بمرح:-
-صرت مأكد عليِ للمرة المليون، شو صار لجاسم الراوي يازلمه؟! ..

عقد جاسم حاجبيه بتعحب،فأكمل عدنان بمداعبة:-
-جاسم الراوي صاار عاشق!!!..

تهكم وجه جاسم قليل مع إبتسامة صغيرة علي ثغره قائل بهروب :-
-أعمل اللي قولتلك عليه ياعدنان وانت ساكت، سلام..

إنهي جملته ورحل سريعاً، ليضحك عدنان ويأخذ سيارته ويرحل..

-في الداخل..

كانت رقية تتجول كالفراشة في المنزل. وهي لاتصدق نفسها انها في بلد أخرى وفي منزل كانت تشاهد مثله في المسلسلات.. أسرعت لتزيح الستار الشفاف الذي يغطي النافذة فتحت الزجاج لتستنشق هواء الخارج ..

إلتفتت إلى جاسم قائلة بسعادة :-
-البيت يجنن أوووي ياجاسم...

خلع جاسم سترته وألقاها علي المقعد واقترب منها وإحتضنها من الخلف قائل :-
-تحبي نعيش هنا علي طوول..

إستدارت كلياً وهي في أحضانه قائلة بنفي :-
-لااا أنا مش بحب الغربه..

جاسم بنبرة هامسة:-
-طب ما أنتِ في غربه من ساعة ماشوفتك،إتغربتي عن أهلك وعن كل الناس وسكنتِ قلبي..

توردت وجنتيها خجلاً قائلة بمرح مصطنع :-
-وقلبك ده إيجار ولاتمليك بقا...

جاسم بنظرة عاشقة :-
-قلبي ده ملك ليكي أنتِ، محدش غيرك ينفع يسكنه..

رقية بحياء وهي تعبث بقميصه :-
-هتفضل تحبني وتقولي كلام حلو كده لحد أمتااا

جاسم وهو يرفع وجهها بحب :-
-لحد أخر نفس فيا..

وضعت رقية يدها علي فمه لتمنعه من الحديث قائلة بفزع :-
-بعد الشر متقولش كده..

أبعدت يدها قائلة بنبرة ناعمة :-
-أنا معرفتش طعم الدنيا دي غير بيك. إنت اللي ربنا عوضني بيك صدقني انا مش عاوزة حاجه غير وجودك جمبي...

ودخلت في أحضانه أكثر قائلة بنبرة مهزوزة :-
-جاسم أنا خايفه!!..

طوال الليل لم يغمض لها جفن أخبرها جاسم بميعاد الغد والذي سوف يكون مصيري، جلست علي الفرأش بعدما إنتهت من أداء فريضتها مع زوجها، فسبح هو في سبات عميق لتجلس هي تفكر في الغد ومايحمل من سعادة أوحزن، ليت الليل يذهب سريعاً ليأتي غداً بكل مايحمله سوء دموع ام....

وكأنها تذكرت شئ فوضعت يدها علي أحشائها وخاطبت جنيها بهمس:-
-تفتكر هينفع ؟!.. هرجع زي ماكنت ولو مرجعتش هتزعل عشان ماما مش حلوة م ممكن تكرهني؟!!..

شعرت بزيادة ضربات قلبها وسخونة دموعها علي وجهها رفعت رأسها قائلة :-
-ياااااااارب..

-في اليوم التالي..

جالسة علي مقعد طبي، إضاءة مرتكزة علي وجهها أيدي الطبيب تتجول وتفحص ووجهها مع لمسات لجلدها، جاسم في حال لايحسد عليه ، إنتهي الطبيب من الكشف وقد إبتسم مجاملة لرقية نهض من مجلسه وخلع قفازه الطبي ليهس لمساعد عمله ببضع كلمات ثم يغادر الغرفة.. إلتفت المساعد لجاسم كلياً وهو يهز رأسه بأسف قائل ثم ترجم له كلمات الطبيبب في جملة يائسة :-
-معذرة ياسيدي..

يتبع....




إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#2

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني...

"تأتي الصدمات بسرعة مفاجئة وأوقات يكون إستقبالها بالجنون "

"ليس الدموع فقط وسيلة بالحزن أحياناً يكون الجنون"

-في الأراضي التركية...

إبتلع جاسم ريقه قائل بنبرة مهزوزه :-
-يعني أيه!!..

المساعد بنبرة تقرير :-
-من الصعب الخوض في تجربة مثل هذه وربما تؤدي إلا الأسوء الحروق تبدو غائرة ونحن لايمكنا المغامرة بإسمنا في عملية نسبة نجاحها مجهولة بشدة..

المساعد بنيرة يائسة قائل بخيبة أمل :-
-معذرة يكاد الأمل يكون معدوم..

ثم نظر لجاسم نظرة اخيرة ورحل..

مسح جاسم علي شعره بغضب وإستدار وهو يغمض عينه لايعرف كيف يواجهها. بالتأكيد إستمعت إلى حديث المساعد ،هو المسئول الأول فهو الذي بني لها الأمل وزين لها القادم دون اان يعلم شدة العاصفة التي كانت تنتطرهما،قد قتل كل نبضة تفائل بداخلها، شعر بيد توضع على كتفه فتح عينه وإستدار برأسه ليقع نظره عليها عينها لامعة تريد البكاء ولكنها تبتسم لتمنع دموعها من السقوط، عاتب نفسه وبشدة فقد عنفها سابقاً حتي لاتبكي والأن هي تحاول وتجاهد في سبيل عدم سقوط منها دمعة،وكأنها طفل صغير أبكم يريد البكاء والصراخ ولكن عجزه يمنعه....

خرج صوتها مختنق مع إبتسامته قائلة :-
-ي ي يله نمشي ياجاسم..

فتح جاسم باب المنزل لتدلف هي بخطوات تائهة ووجه شاحب بعض الشئ،فقد أسود كل شئ باب الأمل الوحيد إنغلق اليوم،دلفت إلي غرفتها وجلست علي الفرأش لتحدق في الفراغ وهي تضغط علي نفسها حتي لاتبكي شعرت ببرودة تسري في جسدها وهي تقاوم دموعها وتبتسم وجعاً .. دلف خلفها وخلع سترته وألقاها ليجلس بجوارها ،أقترب منها وإحتضنها ليتسطح بها علي الفرأش ببطء.. فك ححابها ليملس علي شعرها قائل بتنهيدة :-
-إبكي يارقية إبكي في حضني طلعي كل وجعك..

ماهي إلاثواني وقد إنفجرت في البكاء وهي تتدفن نفسها في أحضانه، شهقاتها تتعالي وهو يربت علي كتفها بحنان..

رقية بنبرة باكية :-
-ه ه هفضل كده طول عمري مش هتعالج مش هشوف ملامحي حتي قبل ما أموت..

جاسم بتنهيدة عميقة :-
-ربنا عاوز كده يارقية، قولي الحمد الله.
خرجت من بين أحضانه وهي تعقد حاجبيه ودموعها علي وجنتيها :-
-ليه أنا ياجاسم، أشمعنا أنااا اللي بيحصلي كده أنا عملت إيه أستاهل عليه كل ده ، يمكن أنا عملت ذنب وربنا بيخلصه فيا بالدنيا ولا أهلي عمله حاجة وربنا عاقبهم فيااا..

ثم تابعت بحيرة وعدسة عينها تتحرك:-
-قولي ياجاسم ده عقاب ليا صح!! ؟ أنا إنسانه وحشه وأستاهل كده، أستاهل كده؟؟..

ثم صرخت بوجع وبكاء :-
-رد علياااااا قولي أنا عملت إيه، وليه عقابي يكون صعب وقاسي كده وآآآ..

وضع يده سريعاً علي فمها قائل بنبرة حادة بعض الشئ :-
-إيه اللي أنتي بتقوليه هتكفري ولا أيه، بدل ماتحمدي ربنا إنك طلعتي عايشه من حادثة زي دي...

زاد نجيبها قائلة بألم وهي تهز رأسها :-
-يارتني كنت موت ،الموت ارحم ليا من حياة زي دي، ما أنا عايشة زي الميته..

جاسم بجدية ولهجة غاضبة :-
-لا مش زي الميته، أنتِ عندك نفس داخل وخارج، لما أنتي زي الميته أومال اللي محروم من النور واللي عاجز مش قادر يمشي واللي المرض بينهش في لحمهم دوول يبقوا ايه بقا؟؟...

تابع بجدية :-
-رقية أنتِ احسن من غيرك بكتير،أنتِ للأسف شايفه اللي انتِ فيه ده وجع مع إنه مايجيش نقطة في بحر أوجاع ناس تانية..

ربت علي كتفها بهدوء قائل :-
-أستغفري ربك وقومي كده اتوضئ وصلي إنتِ محتاجه لده دلوقتي، إحكي أوجاعك كلها في سجودك لربنا طلعي كل اللي في قلبي، ربنا هو العلم بوجعك واللي في قلبك، ربك رب قلوب ياحبيبتي...

نظرت له بصمت وهي علي نفس حالتها الباكية فأغمضت عينها وفتحتها مجدداً وهي تؤمي برأسها إيجاباً..أبعد يده لتنهض من الفرأش بهدوء وأناملها تمسح دموعها.دلفت إلي المرحاض وأغلقت الباب خلفها ليتنهد جاسم بصوت مسموع وهو يهز رأسه بأسف..

-في إحدي الحارات المصرية..

تسير إمرأة منتقبة بملابسها السوداء وهي تحتضن كتاب الله العزيز، فقد إنتهت من درس تحفيظ القرآن الكريم الأن، وعادت إلي بيتها حيث زوجها وأبنائها دلفت إلي بناية قديمة وصعدت درجات الدرج المتهالك، وصلت أمام شقتها و أخرجت مفتاحها من حافظة نقودها، ودلفت لتبتسم لصغارها الذين ركضوا سريعاً عندما دلفت رفعت نقابها لتكشف عن وجهها الدميم المشوه من أثر حروق، إنحنت وإحتضنتهم بعاطفة أمومة قائلة :-
-حبايب ماما إتأخرت عليكم؟؟..

هز الصغير رأسه بالنفي قائل :-
-لا ياماما مش إتأخرتي، وأحنا قعدنا نتفرج علي الكرتون ومش فتحنا الشباك ولا دخلنا لعبناا في المطبخ زي ماقولتلنا..

قبلت صغيرها قائلة بإبتسامه :-
-برافو عليكم أنا فرحانة إن ولادي بيسمعوا الكلام، وهجبلهم هدية كبيرة عشان هما شطار..

تحدثت الصغيرة سلمي قائلة بنبرة طفولية :-
-ماما حفظتي سوية(سورة) إيه النهايدة (النهاردة) ؟؟..

أجابتها الأم وهي تملس علي شعرها القصير قائلة :-
-حفظت سورة الكهف وسمعتها كلها كويس كمان..

زمت الصغيرة شفتيها بزعل قائلة :-
-إشمعنا أنتِ بتحفظي سوي كبيه وانا سوي صغيي، بقول لعمو الشيخ أنا عاوزة سور كبيرة زي ماما مش بيرضا، ويديني أحفظ سوي الفاتحة وقول هو الله أحد وو الكوثي وسوي صغيرة تانية ..

ضحكت الأم قائلة بحب :-
-عشان الصغيرين بيحفظوا سور صغيرة ولما يكبروا شوية بيحفظوا سور كبيرة شوية...

ثم إحتضنت الإثنان قائلة:-
-يارب ياولادي أشوفكم أحسن ناس وأحسن تربيتكم..

إعتدلت في وقفتها قائلة بجدية :-
-ممكن بقا تروحوا تتفرجوا علي الكرتون عشان أدخل أجهز الغدا قبل مابابا يرجع من الشغل..

أومأ الأثنان برأسهما وإنطلقا علي الفور..

إبتسمت هي وخلعت نقابها لينسدل شعرها علي ظهرها، ثم دلفت إلي غرفتها لتبدل ملابسها بإخري منزلية مريحة، لتستعد لطهي الطعام لزوجها الحبيب الذي برغم مرور السنوات لم يختلف حبه لها ولم ينفر من وجهها..

-في الأراضي التركية..

في الصباح وقفت رقية تنظر من النافذة الزجاجية وهي تمسك بيدها كوب من العصير البرتقال الطازج،من يرأها يظن أنها ليست هي من كانت تبكي وتصرخ في الليلة السابقة لانها ستبقي دميمة مدي الحياة، فوجهها اليوم مشرق وكأن ماحدث أمس لم يحدث، حتي إطلالتها مختلفة فقد تركت الحرية لشعرها واخذت تعبث به بيدها أثناء مشاهدتها من خلف النافذة، كما كانت ترتدي منامة حريرية قصيرة للغاية بلون السماء ذات حمالات رفيعة للغاية. وتضع ملمع شفاه بلون أحمر مثير للغاية كما زينت عينها بتكحيلها مع وضع لمسات خفيفه للغاية من المساحيق التجملية..

خرج جاسم من الغرفة وهو يصيح بنبرة قلقة :-
-رقية يارقية..

إلتفتت له قائلة بنبرة ناعمة:-
-أنا هنااا ياحبيبي!!..

بحث عن مصدر الصوت ليقع نظره عليها تقف أمام النافذة بإطلالتها المختلفه، عقد حاجبيه بتعجب وهو يرأها كذلك، فقد نهض من الفرأش ببفزع عندما فتح عينه ولم يجدها بالفراش بجواره فقد ظن سوء لان حالتها بالأمس لم تبشر بخير، وها هي تقف بحالة جديدة وترتشف البرتقال بتلذذ..

إقترب جاسم منها ورغم تعجبه وضع قبلة علي وجنتيها قائل :-
-صباح الخير..

إلتفتت برأسها إليه قائلة بإبتسامه :-
صباح النور

تفحصها بعينه من أعلي إلي أسفل ثم ضيق عينه قائل بتسائل :-
-إيه اللي أنتِ عامله في نفسك ده..

وضعت كوب البرتقال علي الطاولة الصغيرة..ثم إستعراضت نفسها وهي تدور حول نفسها قائلة بدلال :-
-أيه رأيك حلو؟؟..

جاسم بنبرة جادة تحمل التعجب :-
-اه حلو بس أتعمل ليه يعني..

إقتربت منه وحاوطت عنقه قائلة بميوعة:-
-أيه هو أنت مش قولت إن السفرية دي بمثابة شهر عسل، وأنا جاهزة أهو لشهر العسل..

ثم وضعت قبلة صغيرة بجوار شفتيه وأحتضنته..

ذهل من فعلتها بشدة وإتسعت عينه، تباً لذلك من أين أتت بكل هذه الجرأة!! ؟

إبعدها عنه قليلاً قائل بجدية :-
-رقية أنتِ كويسة؟؟!

زفرت بهدوء قائلة :-
-ايوة كويسة شايفني مالي يعني..
وهو مش من حقي أعمل كده زي كل الستات ولا أيه؟؟ ..

ثم حاوطت عنقه مجدداً وهي تضع أناملها علي شفتيه :-
-أيه ياجاسم هو أنا مش عجباك كده ولا أيه ده أنا عاملة كده عشان خاطر أدلعك...

ثم قبلت شفتيه بشفتيها، ولثالث مرة التعجب لجاسم وسيستمر مع جرأة رقية اليوم والتغير المفأجئ..بادلها القبلات ولم تستمر طويلاً فقد أزاحها عنه بحركة مفأجئة ، هل رقية أصيبت بالجنون؟ ؟..

صرخ بها بصوت جهوري غاضب :-
-إنتِ فيكي إيه النهاردة، أنتِ شاربه حاجة ولا إتجننتي ولا أيه بالظبط..

وكأنها لم تسمعه مع إبتسامة غريبة علي ثغرها وهي تضع يدها علي أحشائها من فوق منامتها الشفافة قائلة بنبرة دلال :-
-أنا حامل ياحبيبي! ~..

-في شركة الراوي..

دلف معتز كالقذيفة إلي مكتب بسمة وخبط المكتب بيده بقوة قائل بصوت جهوري :-
-أنتِ أتخطبتي بجد؟؟..

حاولت بسمة الثبات قائلة بنبرة شبه غاضبة :-
-إنت اتجننت وطي صوتك إنت ناسي إحنا فين..

معتز بغضب :-
-ردي عليا أنتِ إتخطبتي؟؟..

بسمة بشجاعة :-
-أيوة اتخطبت وانت مالك بيا بقا...

إبتلع معتز ريقه قائل بصدمة :-
-طب وأنا يابسمة، نسيتيتي بسهوله كده..

حاولت عدم الضعف امامه فتابعت بنبرة جادة :-
-أنت ماضي يامعتز في حياتي.ضيف شرف ظهر كام حلقة وإختفي..

بدي التأثر علي وجه معتز، ففكرت سريعاً في الهروب فحملت الملفات الموضوعة علي المكتب قائلة علي عجالة :-
-بعد إذنك أنا ورايا شغل دلوقتي ...

قبض علي ذراعها قائل بغضب :-
-مش هتتجوزي غيري يابسمة أنتِ لياا وبس..

بسمة بنبرة عميقة :-
-صحيح كما تدين تدان..

نظر لها بعدم فهم فتابعت بنبرة ساخرة :-
-كنت عاوز تبعد رقية عن جاسم، وإديك دلوقتي شربت من نفس الكأس اللي كنت عاوزهم يشربوا منه..

إزاحت يده بقوة ثم غادرت ليجلس هو بتوهان يفكر في حديثها..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث...

نثرت قطرات المياه علي وجهها وهي تبكي علي ماوصلت له، أما هو يقف يسند ظهره علي باب المرحاض يطالعها بنظرات جامدة، أغلقت صنبور المياه ومدت يدها وإلتقطت منشفة قطنية صغيرة، جففت وجهها ثم نظرت إلى إنعكاس صورتها في الزجاج أمامها توقفت عن البكاء وتجولت بيدها علي حروق وجهها نظرات صامتة شاردة تنبعث منها، التعجب في كل مرة تري وجهها وكأنها إمرأه أخري، كلما حاولت النسيان يبقي إنعكاس صورتها يذكرها، ألقت المنشفة سريعاً وغادرت، مرت من جوار جاسم بصمت وأسرعت السير حتي دلفت غرفتهما فتح خزانة الملابس وأخرجت روب لكي ترتديه ولكنها فوجئت من يجذبه من يدها..

نظرت له بجمود قائلة :-
-هات!!!

جاسم بإبتسامه :-
-لا أنا عاوزك كده..

ثم تابع بنبرة ذات معني :-
-أومال فين الجرأة اللي كانت من شويه..

أشاحت بوجهها عنه، لا تعرف بما تجاوبه
ولاتعرف ماسر الجرأة التي تملكت منها فجأة!!

تنهد وهو يلقي الروب علي الفرأش، ثم أدراها لتكون في مقابلته قائل بحنو :-
-ليه عملتي في نفسك كده يارقية؟!..

هززت كتفيها معاً قائلة بنبرة مختنقة:-
-معرفش!!..

ثم تابعت بنبرة شبه باكية :-
-جوايا ألم ووجع عايزه أخرجهم بأي شكل وأي منظر صدقني مافكرتش في حاجة فجأة لقيت نفسي عملت كده..

وإردفت ببكاء :-
-جاسم أنا خايفة اموت من حزني، هفضل أكتم وأكتم لحد أمتا، أنا بقيت إتخنق من اللي جوايا، انا قربت اتجنن بجد ...

مسح دموعها بسبابته قائل بجدية :-
-حاسس بيكي يارقية، بس ياحبيبتي حاولي تهوني علي نفسك شوية بلاش تفكري في حاجة تتضايق إرمي كله ورا ضهرك وركزي في حياتنا الجاية هتكون إزاي، أنا وأنتِ ووو

ثم وضع يده علي أحشائها مع ابتسامة علي ثغره قائل :-
-إبننا...

إبتسمت بحزن وهي تضع يدها على يده :-
-أهي دي الفرحة اللي أنا مستنياها بجد ياجاسم...

ثم تابعت بشرود ونبرة قلقه:-
-بس مش عارفة ليه حاسه إن فرحتي هتبقي ناقصة أومكسورة..

زفر جاسم بضيق قائل :-
-يابنتي بطلي تشاؤم بقااا ،ربنا هيباركلنا فيه ويرزقنا بالذرية الصالحة إن شاء الله..

فتابع بمكر وهو يقترب منها :-
-وبعدين في حد يقول خبر زي ده زي ما أنتِ قولتيه كده!!..

إبتسمت بخفة قائلة بخفوت :-
-أومال بيتقال إزاي...

همس له بجوار إذنها :-
-محتاج جو رومانسي كده يتقال فيه..

عقدت حاجبيها بعدم فهم، فتابع بإبتسامه قائل وهو يحتضنها :-
-يعني أنتِ تقوليلي دلوقتي أنا حامل وكأني أول مرة أسمعها ..

رقية بإستياء :-
-إيه اللي أنت بتقوله ده ياجاسم..

جاسم بإصرار :-
-قولي يارقية..

رقية بنفاذ صبر :-
-حاضر.. أنا حامل ياحبيبي..

جاسم بسعادة :-
-بجد ح حامل ياحبيبتي، يعني أنا هكون أب..

كاد أن يقترب منها ويحملها مثل، لكنه تذكر حملها

فغمز لها بعينه ثم أشار إلى الفرأش قائل :-
-تعالي..

سحبها خلفه ليرفع الغطاء عن الفرأش ويدثرها أسفله، ثم سار ليتسطح بجوارها من الناحية الأخرى قائل بإهتمام :-
-مش عايزك ياحبيبتي تقومي من علي السرير خالص، كل اللي أنتِ عاوزه يجيلك هنا ياحبيبتي...

رقية بتعجب قائلة :-
أي ياجاسم إللي بتعمله ده!!!..

جاسم بتلقائية :-
-أيه ياحبيبتي مش البطل بيعمل كده لما يعرف إن مراته حامل في المسلسلات...

إبتسمت بهدوء قائلة بخفوت :-
-مجنووون والله!!!..

أمسك كفها وقبله قائل بحب وجدية :-
-مبروك عليا وعليكي ياحبيبتي..

أبتسمت له بحب وهي تربت علي كفه..

ثم وضع يده على أحشائها قائل بنبرة جادة :-
-وحياتك ياحببب بابا لعملك برجرم النهاردة أفرجك فيه علي تركيا كلها أنت ومامتك...

تنهدت رقية بحب وهي تحتضنه ويلف هو ذراعيه عليها ..

"الأسم شهد وماهو إلا علقم"..

-في إحدى المدارس الحكومية...

في إحدى الفصول تجلس فتاة في الصف الثالث الإعدادي تراقب حركات وأفعال زميلاتها بشغف شديد،، من تهاتف حبيبها عبر الهاتف ومن تسرد لزميلتها كيف تعرفت علي شاب جديد، ومنهن من يلتقطون الصور السيلفي بكثرة، تبتسم تارة وهي تتخيل نفسها في إحدى الصور مع زميلتها تخيلت نفسها تمسك بالهاتف وتقوم هي بإلتقاط الصورة، فتلاشت الإبتسامة من وجهها عندما تذكرت وجهها المشوه الذي يزيد الصورة سوء تنهدت بألم وفتحت دفترها ،وأمسكت بقلمها الخشبي وأشغلت نفسها بكتابة لاشئ، أقتربت منها إحدى زميلاتها وتدعي "مي" قائلة :-
-أيه ياشهد الفسحة هتخلص مش هتنزلي تشتري حاجة..

تركت شهد القلم من يدها وهزت رأسها بالنفي قائلة :-
-لا مش هنزل معايا سندوتشاتي..

ثم فتحت سحاب حقيبتها لتخرج حقيبة طعام بلاستيكية صغيرة وتضعها أمامها أخرجت سندوتش ومدت يدها إلي "مي" قائلة بجدبة:-
-خدي السندوتش ده ليكي..

إبتسمت الاخيرة وهي تجلس بجوارها قائلة وهي تأخذ السندوتش :-
-سندوتشات إيه المره دي بقااا ...

تنهدت شهد قائلة :-
-طعمية هو في غيرها أكل الغلابه يعني..

قطمت مي السندوتش قائلة بعدم إهتمام :-
-طعمية طعمية أهو أحسن من مفيش..

إبتسمت شهد ثم تابعت مشاهدتها لافعال زميلاتها، راقبتها مي بتركيز وهي تأكل فتركت السندوتش من يدها ووضعت يدها في جيب تنورتها وأخرجت هاتفها وأقتربت من شهد لكي تلتقط معها صورة، ولكنها فوجئت بشهد تنهض سريعاً...

مي بإستغراب ونبرة عادية :-
-في أيه ياشهد قومتي مرة واحدة كده ليه!! أقعدي هنتصور مع بعض..

هزت شهد رأسها بالنفي قائلة :-
-لا أنا مش بحب أتصور اصلاً..

مي بإستفسار :-
-مابتحبيش تتصوري ليه يعني؟؟

شهد بعصبية خفيفة :-
-بطلع وحشه في الصور إرتاحتي...

كادت أن تتحدث مي ولكن رن الجرس معلن عن الإستراحة ودخل المعلم الفصل لتجلس شهد بهدوء بجوار مي...
بعد إنتهاء اليوم الدراسي، خرجت شهد من بوابة المدرسة وهي تسير علي عجالة وتضع عينه في الأرض، وقفت علي أول الشارع لتلمح مجموعة من الشباب الضائع الذين ينتظرون خروج الفتيات من المدارس ليقوموا بمضايقتهن بالمعاكسات... توترت شهد قليلاً وهي تنطر حولها لتجد أحد تعرفه لكي تمر وتسير معه، ولكن لم تجد أحد فزفرت بحزن وإستدارت لتعود أمام بوابة مدرستها وتنظر هناك لحين مروو الوقت وينصرفوا هؤلاء الأوغاد...

-في إحدى الحارات المتواجدة بمصر..

نهضت "يمني" من علي الإ رضية بعدما أنهت أداء فريضتها، حملت سجادة الصلاة ووضعتها علي الأريكة ثم فكت حجابها وجلست بجوار زوجها الذي يدخن بشراهة، وضعت يدها علي كتفه قائلة بإبتسامه :-
-مالك ياجمال في إيه..

تنهد جمال وهو ينفث دخان سيجارته قائل :-
-مفيش حاجة يايمني، شوية مشاكل بس في الشغل..

ربتت علي كتفه بهدوء قائلة :-
-ماله الشغل ياحبيبي؟؟..

إطفأ سيجارته وأحتضنها قائل بنبرة هادئة :-
-متوجعيش دماغك بمشاكل زي...

يمني بحب :-
-لو موجعتش دماغي وقلبي بمشاكلك، يبقي اتوجع لمين ياحبيبي..

جمال وهو يقبل رأسها :-
-ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي انا مش عارف من غيرك، كنت هعمل إيه..

يمني بإبتسامه حزينه :-
-أنا اللي مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه كفاية انك راضي بيا كده...

جمال بعتاب :-
-وبعدين بقا يايمني بلاش تفتحي المواضيع دي بقااا...

ثم غير الموضوع قائلة بإبتسامه :-
-بقولك إيه قومي كده إلبسي وجهزي العيال ننزل نتفسح كده شويه، وبالمرة نشتري كام هدمه كده للعيال، وكام نقاب ليكي ياست البنات..

صفقت يمني سريعاً قائلة بسعادة :-
-أيوة كده ياجيمي دلعنا...

ثم تابعت بحذر وهي تشير بسبابتها :-
-بس خلي في علمك هتشربني عصير قصب في كيس من عند فرغلي..

ضحك علي حديثها قائل :-
-ههههه ماشي ياستي وهنجيب دره مشوي وترمس كمان..

نهضت سريعاً قائلة علي عجالة :-
-لا ده أحنا نلحق نجهز العيال للخروجة الملوكي دي..

لتركض من أمامه، ويضحك هو وهو يشعل سيجارة أخرى...

-في المزرعة..

تملس حنين علي ظهر جوادها "حنه" بحنان وهي ترتدي ملابس خاصة بالخيل إلتفتت إلي السائس قائلة بإبتسامه :-
-أنا مبسوطه أووي أنكم بتهتموا بحنه صحتها كويسه غير المره اللي فاتت ياعم سعيد...

أومأ سعيد برأسه قائل بإيجاب :-
-ايوة ياست حنين ماهو جاسم بيه وصاني عليها اووي وقالي لما يجي المزرعة هنجوز حنه لجاسر..

قل ذالك وهو يشير بعينه إلي حصان أسود داخل غرفة..

ظهر الغضب على وجه حنين قائلة :-
-نعم!! وانتم هتجوزها كده من غير ماتاخدوا رأيي هو انا مش صاحبتها ولا أيه!؟ ؟..

السائس بتبرير :-
-دي أوامر جاسم بيه ياست حنين..

عضت حنين علي شفتيها بغيظ ثم قالت بتوعد :-
-ماشي ياجاسم لما أشوف هتجوزها ازاي بقااا...

ثم أزاحت خصله من شعرها وتقدمت لكي تستقل علي ظهر جوادها، وبالفعل ركبت جوادها أقترب منها السائس بنبرة قلقه :-
-ياست حنين لو ناوية تروحي بالحصان بعيد عن الناحية دي قوليلي وانا أجي معاكي عشان مايحصلش مشاكل انا في غني عنها مع جاسم بيه...

حنين وهي تشغل الموسيقي وتضع السماعات في إذنها قائلة بنبرة عادية مريحة :-
-متقلقش ياعم سعيد انا مش هبعد اوووي سلام..

ثم حثت حصانها علي السير وهي تدندن مع الموسيقى...

السائس بقلق وهو يتابعها وهي ترحل :--ربنا يستر...

أثناء تجولها ب"حنة" إندمجت مع الموسيقى ولم تعير إنتابه إلي الطريق، ف"حنه" قد بعدت كل البعد عن المزرعة، وأثناء حنين مندمجة شعرت بسرعة حنه حاولت إمساك اللجام ولكنها لم تلحق فقد طرحتها "حنه" أرضاً سقطت حنين ثم صرخت متألمة وهي تمسك بركبتيها... صرخت بإستغاثة قائلة :-
-اااااااه حد يلحقني حد موجود هنا..

ركض إليها رجل قائل بقلق :-
-أيه أنتي مين وانتي إيه اللي جابك هنااا..

حنين بسخط وهي تتألم :-
-يا أخي أطمن عليا الأول وساعدني وبعدين أسأل...

جثي الرجل علي قدميه أمامها ولمس قدمها فصدر أنين منخفض متألم، الرجل بضيق :-
-دي عاوزه حكيم يشوفها شكلها إتكسرت...

حنين بنبرة متألمة :-
-أتكسرت، أأه طب والعمل دلوقتي دي بتوجعني اوووي..

رفع الرجل كتفيه قائل بإستفزاز :-
-معرفش!!...

ثم تابع حديثه بنبرة راجية متهكمة :-
-المهم أنتي لازم تمشي من هنا دلوقتي، ينوبك ثواب متقطعيش عيشي..

حنين قائلة بسخط :-
-وانا همشي إزاي أنت مش شايف اللي أنا في - - - - آآآ..

وقبل أن تتابع حديثها سمع صوت جهوري قائل :-
-مسعد أنت يامسعد..

مسعد بنبرة خائفة قائل :-
-يامرك يامسعد اهو البيه صحي..

وصل إليهما رجل ذو بنية ضخمة، عريض المنكبين، بعيون قاسية، يرتدي بنطال جينز من اللون الاسود وقميص بنفس اللون أيضاً .. هتف بحده :-
-ايه اللي بيحصل هنا ومين دي..

وقف مسعد قائل بخوف وتلعثم :-
- م م معرفش يابيه دي واحدة معرفش اتحدفت علينا من أنهي مصيبة..

رمقه بحده وهو يلقي سيجارته أرضاً، ويقترب من حنين ويجثي علي ركبتيه ليضغط علي ساقيها بقوة جعلت حنين تصرخ بشدة باكية :-
-أأااااااااااااه...

لم يعيرها أي اهتمام فنهض علي الفور ثم وجه حديثه إلي مسعد قائل بجمود :-
-أدخل نادي دكتور أشرف يجي يشوفها...

مسعد بإيجاب وهو ينصرف سريعاً :-
-حاضر يابيه ...

حنين بنبرة باكية وهي تبحث عن هاتفها:-
-مش عاوزه حاجة منكم انا هتصل بأهلي...

إلتفت إليها قائل بعدم إهتمام وهو يشعل سيجارة :-
-نعالج رجلك الأول وبعدين ابقي إتصلي بالي انتي عاوزه،انا مش عاوزة دوشه علي الفاضي...
.
لاحظ انهما أمام مزرعته وفي طريق يمر به الكثير، فألقي سيجارته ودهسها بحذائه.. واقترب منها وإنحني ليحملها..
حنين بفزع :-
-آآآ انت هتعمل ايه..

لم يعيرها اي اهتمام طلت تتثرثر بصوت عالي بجوار إذنه، فعض علي شفتيه بغضب وهتف بحده :-
-أقسم بالله لو ماسكتي لارميكي بره وانتي كده،، اهدي اكيد مش هخطفك يعني ..

صمت قليلاً وتابعت بكائها، حملها ودلف باب إلي غرفة صغيرة في المزرعة ووضعها علي الفرأش لتتألم حنين بقوة وهي تبكي بصوت عالى،، أخرج سيجارة ثالثة ونظر لها بجمود وخرج ليقف في أمام الغرفة وهو ينفث دخانه في الهواء، تقدم منه طبيب يدعي أشرف قائل بلهجة قلقة :-
-خير يانضال في أيه؟؟..

نضال بلهجة غاضية شيء ما :-
-خش شوووف المصيبة اللي جوه دي ، وعالجها..

الدكتور أشرف بعدم فهم :-
-مصيبة أيه دي يانضال؟ ؟..

نضال بصراخ :-
-يووووووه أنت هترغي يا أشرف خش شوف بنفسك..

أشرف بإستسلام :-
-حاضر هدخل..

دلف أشرف ومعه مسعد وفحص حنين وقام بلف قدمها برباط مخصص لذلك، وبعد قليل خرج وهتف بجدية موجه حديثه لنضال :-
-الحمدلله مفيش كسور كان مجرد آآآ

قاطعه نضال بجمود :-
-عارف مفيهاش كسر وانها مجرد كدمه..

أشرف بنبرة ذات مغزي وإبتسامة خبيثة:-
-الله ما انت شاطر اهو اومال ماكشفتش عليها وقمت بالواجب ليه؟؟..

نضال بتنهيدة عميقة قائل دون الإلتفات :-
-بلاش أسلوبك ده يا أشرف انا عارف انت عايز توصل لايه كويس!!..

كاد اشرف ان يتحدث ولكن قاطعه خروج حنين بصحبة مسعد وهي تسير بخطوات متعرجة وتسند علي كتف مسعد قائلة بصوت بوهن :-
-الحصان بتاعي فين؟؟ حنه فيين ؟؟

اجابها مسعد قائل بجدية :-
-بره أنا خليت السايس بتاع المزرعة هنا يروحلها...

إلتفت لهما نضال قائلة بلهجة امر :-
-شوف اي حد يوصلها يا مسعد، وهلي السايس يمشي وراها..

ثم اكمل بلهجة ساخرة :-.
-بالحصان بتاعها ..

إبتسمت حنين وهي تنوي تقديم الشكر :-
-انا متشكرة ليك اآآآ..

قاطعها بصرامة قائل :-
-العفو وياريت متتكررش تاني، ونصيحة مني طوول ما انتي مش بتعرفي تركبي خيل يبقي ماتجربيش وتقرفينا احنا، ولو عاوزه ياريت يبقا بعيد عن المزرعة هناااا احنا مش ناقصين قرف ...

لمعت عين حنين بالدموع وهي تردد بهمس :-
-قرف!!!!!!

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع.... شهر عسل

نفذ جاسم وعده وأخذ رقية في جولة سياحية ياحية في تركيا تحت قيادته، كانت مناظر غريبة جميلة للغاية علي عين رقية، فقد إستمتعت كثيراً بهذه الجولة والنزهة، وتجولت في أشهر المولات لتبتاع هدايا لأسرتها وإسرة جاسم رغم معاملتهم الجافة معها ولم تخبر جاسم بأن هذه الهدايا لهم...

-في محل خاص بأشياء الأطفال..

أمسكت رقية بفستان قصير منقوش عليه رسومات كرتونية شهيرة عقدت حاجبيها بتعجب قائلة وهي تستدير لجاسم :-
-تفتكر هنجيب بنوته ؟؟..

إبتسم جاسم وهو يمسح علي شعره قائل :-
-معرفش، اللي يجيبه ربنا حلو..

إبتسمت بحياء قائلة بتسائل :-
-طب أنت نفسك في أيه؟؟..

جاسم وهو يقترب من وجهها قائل :-
-أنا لو عليا عاوز بنوته بعيون عسلية، العيون اللي جابت جاسم الراوي أرض دي...

أشاحت ببصرها بعيداً عنه بحياء وهي تلقي بالفستان في العربية المتحركة ثم تحركت بها وهي تتجول ببصرها بين ملابس الأطفال الرائعة، وقفت عن ملبس خاص بالأولاد، فخطفته سريعاً وهي تنظر له بإعجاب ثم اتخذت ملامحها الجدية وهي تقول :-
-ولد!!!

ثم وضعت يدها على أحشائها قائلة بإبتسامه :-
-حاسه إن ربنا هيرزقنا بولد..

بعد مرور الوقت عاد الأثنين إلي منزلهما وهما في حالة متعبة مرهقة، وضعت رقية الأشياء الجديدة في حقيبة سفر كبيرة، ودلفت المرحاض لتنعم بحمام دافئ، وبعدما إنتهت إرتداءت منامة قطنية ومشطط شعرها لتلقي بجسدها
علي الفرأش الوثير وتضع الغطاء عليها، خرج جاسم من المرحاض فقد دلف مؤخراً ليزيل عنه تعب وإرهاق اليوم، جفف شعره بالمنشفة القطنية الصغيرة ثم ألقاها ليتقدم من الفرأش ويتسطح بجوار رقية،، عبث في خصلات شعرها قائل بتسلية :-
-شعرك ده ولا بروكا ياروكا...

كانت لم تغرق في النوم فتململت قائلة بإنزعاج :-
-بس ياجاسم عاوزة أنام..

جاسم بجدية :-
-طب قومي عاوزك في حاجة وبعدين نامي..

لوحت بيدها قائلة بعدم إهتمام :-
-بكره الصبح لما أصحي ياجاسم..

جاسم بنبرة غيظ :-
-طب معلش قومي بس!!..

إعتدلت قائلة بتأفف :-
-أيوووة يا جاسم في إيه؟!..

دنا منها ووقد حاوط ظهرها بيده قائل بهمس جوار إذنها :-
-وحشتيني أووووي...

نظرت له بسخط قائلة بتهكم :-
-يعني كل الدوشة دي وقالق منامي عشان تقولي كده!!

وضع قبلة بجانب شفتيها وإردف بعتاب مزيف :-
-بقولك وحشتيني أيه بقااا...

اصتبغت وجنتيها بالحمرة وهي تهتف بخفوت :-
-وأنت كمان...

إبتسم وهو يقترب من شفتيها رويداً رويداً لكي يلتقطهما في قبلة ولكن منعه صوت صراخها فجأة قائلة :-
-لالالا ماينفعش....

جاسم بنبرة متهكمة :-
-نعم ياختي أيه ده اللي ماينفعش إن شاء الله؟!..

رفعت كتفيها معاً قائلة بعدم إهتمام :-
-اللي بتفكر فيه مش هاينفع...

ثم وضعت يدها علي أحشائها قائلة بإبتسامه :-
-أخاف علي أبني الحمل لسه مثبتش ...
جاسم بسخط :-
-لا والله هو حملك ده هيجي علي دماغي ولا أيه..

ازاحت خصلة من شعرها قائلة ببرودة :-
-والله ده اللي عندي صحة إبني بالدنيا ومافيها..

جاسم وهو يقذفها بالوسادة قائل بغيظ :-
-طب أسكتي بدل ماأسقطلك إبنك اللي أنتي فرحانه بيه ده..

ثم تابع بلهجة شبه غاضبة :-
-علي أخر الزمن حته ذبله لسه ماتكونتش تمنع جاسم الراوي....

ثم نهض من الفرأش قائلة بتذمر :-
-واديني هسبهالك إنتي وإبنك...

وقبل إن يصل إلي باب الغرفه إستدار وهو يصيح بلهجة غاضبة :-
-بكره الصبح تجهزي نفسك هنروح لدكتورة تشوف حكاية ماينفعش ده!!!

ثم تابعت سيره وهو يتمتم بضجر، صحكت رقية بشدة وهي تضع يدها علي فمها ثم تمتمت بضحك:-
-مجنوووون!!!..

وبالفعل في الصباح ذهبت مع جاسم إلي إحدي طبيبات النساء المتواجدة بتركيا، وقد صدمت جاسم وهي تؤكد عليه عدم الأقتراب من زوجته لمده ثلاث شهور يتم فيهم تثبيت الحمل، وزع جاسم نظراته المتهكمة بين الطبية ورقية التي تمنع نفسها من الضحك علي منظره، كما اعطت رقية بعض الفيتامينات لتساعدها في فترة حملها، وأكدت لهما انه لايوجد خطورة عندما تستقل الطائرة لتعود إلي مصر، شكرا الطبيبة وخرجا لتتدخل رقية في نوبة ضحك هستيري علي منظر جاسم..

عض علي شفتيه بغيظ وهو يسحبها من يدها ويجبرها على السير معه...

-في أفخم المطاعم المطلة علي البحر بتركيا...

ترتشف رقية من عصير المانجو، وهي تحاول قدر الأمكان منع نفسها من الضحك..

وضع جاسم فنجان قهوته بغيظ، وهو ينظر إلى رقية رافعاً حاجباً، رقية وهي تجاهد لمنع ضحكتها قائلة بتنحنح :-
-أحم أنا جعانة أطلبلي حاجة أكلها..

زفر جاسم بضيق قائل :-
-دي رابع مرة أطلبلك حاجة تأكليها من يوم مادخلنا وده تالت عصير تشربيه!!..

تصنعت رقية الزعل وهي تبعد كوب المانجو عنها قائلة :-
-خلاص مش عاوزة حاجة، اصلك ناسي إن بأكل ليا ولأبنك، مفروض تبقا مقدر حاجة زي دي أنا دلوقتي بقيت 2×1..

ثم تابعت بدلال :-
-وبعدين المفروض دي تبقا معاملتك ليا في شهر العسل يعني...

جاسم بإمتعاض :-
-شهر عسل!!! ماهو واضع العسل اوووي ...

ثم تابع بغضب :-
-وبعدين لما أنتي عارفة إنك حامل من واحنا في مصر ماقولتيش ليه كنا أجلنا السفرية دي..

رقية بإبتسامه سعيده :-
-كنت عاوزة أعملك مفأجاة ياحبيبي..

جاسم بتسائل :-
-هو أنتي اصلاً عرفتي إمتي إنك حامل...

Flash back..

في يوم من أيام أمتحانات، وبعد الإنتهاء منه خرجت من لجنتها وهي تشعر بدوران وألم..

سارة متسائلة بقلق :-
-مالك ياروكا في أيه..

رقية بإعياء :-
-مش عارفة ياسارة، حاسه بال----

لم تكمل جملتها حيث وضعت يدها علي فمها سريعاً وركضت إلي المرحاض لتتقيأ كل مافي معدتها، فتحت صنبور المياه ونثرت بعض القطرات علي وجهها، أخرجت مناشف ورقية من حقيبة يدها وجففت وجهها وهي تستند برأسها علي الحائط، ربتت سارة علي كتفها قائلة :-
-أحنا لازم نروح لدكتورة تشوفك...

هزت رقية رأسها بالنفي قائلة :-
-مش مستاهلة ياسارة تلاقيهم بس شوية برد..

سارة بجدية :-
-يابنتي برد ايه بس أنتي مش شايفه منظرك...

صمتت لوهلة قبل أن تتابع بإبتسامه :-
-رقية ممكن تكوني حامل!!!.

رقية بنفي :-
-تؤتؤ حامل أيه بس أنتي كمان، هو برد زي ماقولتلك..

سارة بتسائل :-
-طب قوليلي بتحسي بأيه؟ ؟

رقية بتعحب:-
-بحس بدوخه ونفسي بقت تغم عليا ومش طايقة الأكل ولا ريحتها ووو

قاطعتها سارة بصيااح :-
-مبروووووك ياروكا، والله حامل دي أعراض حمل أنا عارفة..

رقية بسخرية :-
-ياسلام وحضرتك دكتورة بقااا وانا معرفش...

سارة وهي تلوح بيدها قائلة :-
-يابنتي معروفة اي واحدة تدوخ نفسها تغم عليها تبقي حامل علي طوول المسلسلات والأفلام العربية مأكدلي كده حضرتك..

صمتت رقية قليلاً وهي تتمتم بشرود :-
-حامل!!!

وفي طريق عودتها إلي المنزل، دلفت إحدى الصيدليات لتجلب أختبار حامل حتي تتأكد وتقضي على شكوكها، عادت الي المنزل وصعدت إلي غرفته ودلفت المرحاض سريعاً وقامت بعمل الخطوات المدونة عليه من الخارج، وجلست علي حافة المغطس تمسك بالشريطة البلاستيكية تنتظر النتيجة وهي تهز ساقيها بتوتر، وبعد دقائق ظهر العلامتين لتؤكج وتثبت لها أنها سوف تصبح أم،، وضعت يدها علي فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق قائلة بسعادة :-
-حامل يارقية حامل...

Back..

إبتسم لا إرادياً قائل :-
-هتبقي أحلي ماما في الدنيا...

بادلته الإبتسامة وهي تسند بيدها علي الطاولة..

-في المزرعة..

ظلت حنين اليوم بأكمله في غرفته تأكل نفسها من الغيظ والغضب علي الإهانة التي تعرضت لها بدون وجه حق، رن هاتهفا معلن عن إتصال من رفيقة السوء شيري فزفرت حنين قائلة بضيق :-
-مش وقتك ياشيري دلوقتى..

فُتح الباب ودلفت هدي ووقفت امام فرأش ابنتها تتفحص قدمها :-
-ايه اللي حصل لرجلك ده؟؟..

حنين بلا مبالاة:-
-وقعت من علي الحصان...

هدي بلهجة جامدة :-
- ابقي خلي بالك بعد كده ولا خلي حد من الخدامين يبقا يروح معاكي!!..

حنين بإبتسامه مزيفة :-
-حاضر ياماما هخلي بالي بعد كده..

ثم تابعت بتسائل :-
-أنتي عاوزه حاجه؟؟..

هدي ببعض من التلعثم :-
-أأه مشيره إتصلت بالخدم في القصر، وعرفت انه اخد اللي ماتتسمي وسافر متعرفيش راحو فين؟؟..

إبتسمت حنين بسخرية قائلة :-
-هو ده اللي طلعك يعني! ؟ مش طالعه تتطمني علي بنتك!!

ثم قالت بلهجة مريرة :-
-معرفش ياماما هما سافروا فين..

هدي بحده :-
-يعني ايه ماتعرفيش راحو فين. انتي مش كنتي موجودة هناك معاهم...

صرخت حنين قائلة :-
-معرفش ياماما يعني معرفش ، حرام عليكي بقااا، انا بنتك مش مجرد اله تنفذ رغباتك..

ثم وضعت رأسها على الوسادة واجهشت في البكاء،، رق قلب هدي علي إبنتها فتقدمت وجلست بجوارها علي الفرأش وربتت علي ظهرها بحنان..

-في الجهة الأخرى..

دلف نضال الغرفة التي كانت ترقد بها حنين تفحص الغرفه بعينه وهو يخلع سترته السوداء ويلقيها علي الفرأش، وبينما هو يشمر ساعديه لمح شئ يلمع علي الفرأش قطب جبينه وهو يقترب وينحني قليلاً ليجلبه فكان عبارة عن قرط من معدن لامع ربما يخص حنين، تحولت ملامحه للجمود وهو يتخيل تلك الفتاة تعود مرة اخري بحثاً عن قرطها ا، وقد تأتي المرة مئات المرات، كور قبضة يده بقوة وخرج سريعاً من الغرفة ليقف أمام بركة متواجدة بمزرعتها وبكل قوة يلقي القرط ليسقط في قاع الماء، إبتسم بإنتصار وهو يضع يدها في جيبه فقد قطع اي أمل لعودة تلك الفتاة مرة أخرى..

-في منزل شهد..

بدلت ملابسها بملابس منزلية فضفاضة وبعد تناول الغدا مع عائلتها، دلفت سريعاً لتحبس نفسها وتصنع عزلتها بيدها في هذه الغرقة الصغيرة، أوصدت الباب خلفها وجلست على الفراش لتتفحص موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كانت تتفحص صفحات خاص بالمشاهير، وهي تتخيل نفسها زوجة أحدهم، كانت تحفظ صورهم علي هاتفها لكي تسرح فيهم وتتخيل المعجزات والاخبار تنقل "ارتبط الفنان بفتاة ليست جميلة ومشوها ولكنه أكد أمام الكاميرات بعشق لها" أغمضت عينها لتسبح في بحور أحلامها والتي تعتبر معجزات، فتحت عينها وهي تتمتم بحزن "زمن المعجزات إنتهي" "واحلامها مجرد أحلام وردية رسمتها لنفسها"

وبينما هي تحفظ صور المشاهير وقفت عن صورة رجل اعمال شاب وسيم بكل ماتحمله الكلمه من معنى، نظرت إلي الأسم المدون أسفل الصورة وهتفت بإبتسامه :-
-جااااسم الراوي..

-في مزرعة الراوي..

جففت حنين وجهها بالمنشفة القطنية وخرجت من المرحاض وهي تعرج و تهز رأسها بحزن فوالدتها لاتهتم بها لا أحد يهتم بها سوا الجاسم الغائب الحاضر، وقفت أمام المرآة لترفع شعرها كذيل الحصان، واثناء فعلها هذا لاحظت عدم وجود قرطها الثاني في أذنها تركت شعرها لينسدل علي ظهرها مره أخرى، وهتفت بتعجب :-
-الحلق التاني فيييين؟!!!

يتبع....

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#5

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس..

كانت حنين في جولة طويلة مع السائس الخاص بمزرعتهم لكي تبحث عن المزرعة التي ألقتها أمامها "حنه" وكانت طوال الطريق تدعو الله أنها لاتري ذالك المتعجرف هناك، رغم فضولها الكبير لمعرفة هذه الشخصية وربما هذا السبب الرئيسي لذهابها إلي هناك...

تمتمت بداخل نفسها قائلة بتهكم :-
-أيه التناقض اللي أنتي فيه ده ياحنين!!

فتحدث السائس بضيق :-
-ياست حنين بقالنا ساعة بنلف، هي فين المزرعة دي..

حنين وهي ترفع كتافها قائل بإمتعاض :-
-مش فاكره اديني بشوف وبحاول إفتكر..

زفر السائس بسخط وهو يوجه جواده للسير في إتجاه معين، وبعد السير لفترة ليست قصيرة، رأت حنين طيف الرجل التي رأته في السابق يقف علي مسافة ليست طويلة، صاحت بفرحة قائلة :-
-أهو هناك أهو ياعم سعيد..

فرح السائس وهو يحبر الجواد السير، وقف أمام المزرعة ثم ترك لجام الجواد وسار بضعة خطوات ليمد يده لحنين حتي تهبط من علي العربة، هبطت حنين بحذر وهي تمسك بيده، ثم سارت بخطوات متعرجة، حتي وقفت خلف مسعد وصاحت :-
-لو سمحت !!..

إلتفت مسعد لها فأنكمشت ملامحه قائل بسخط :-
-أنتي تاني!! أنتي مش هتجبيها لبر ولا إيه..

لم تعير أهتمام لحديثه ثم تحدثت بجدية وهي تمسك قبعة رأسها :_
-أنا جاية أخد الحاجة بتاعتي اللي نسيتها عندكم..

السائس بنبرة متهكمة :-
-حاجة أيه دي إن شاء الله، أنتي جاية بطولك واحنا عملنا الواجب معاكي ومشيتي... ايه رمي الجتت دي بقااا..

حنين بلهجة غاضبة :-
-أنت بتتكلم معايا كده ليه، أنا جايه أخد حاجتي وامشي مش هعوز منكم حاجة ..

وبعدما انتهت من جملتها، سمعت صوت جهوري قائل من خلفها :-
-وحاجتك اللي أنتي جاية تسألي عليها دي أنا رميتها..

إلتفتت سريعاً لمصدر الصوت لتجد ذالك السمج صاحب الملامح الصرامة..

إبتلعت حنين ريقها وهي تهتف :-
-ررميتها!!..

أومأ برأسه إيجاباً وهو يرمقها بجمود..

جزت حنين علي أسنانها بغضب وهي تتجه نحوه وتصيح :-
-وانت ازاي تسمح لنفسك ترمي حاجة مش بتاعتك، هي دي الأمانة!!!

تحدث ببرود :-
-انا اعمل اللي أنا عاوزه مادام الحاجة دي في ملكي يبقي أتصرف فيها زي ما أنا عاوز..

ثم تابع بجدية وهو يشير ناحية باب الخروج:-
-واديكي عرفتي مصير حاجتك فين، ممكن تورينا جمال خطواتك بقااا..

صمتت حنين لوهلة وهي تنظر في عينه بعدم تصديق...

إبتسم هو بسخرية ومد يده في جيب بنطاله الأسود الداكن واخرج ورقات مالية من فئة المائة جنيه، ثم مسك كف حنين ووضع المال بداخله قائل بإهانة :-
-متزعليش كده ،خدي اهو حق الحلق ده!!!..

إتسعت عين حنين بزهول، وهي تنطر للمال بصدمة، رأقب هو تعبيرات وجهها بتسلية..

رفعت وجهها وقد إشتعلت عينها غضباً، قذفت المال بوجهه قائلة بغضب :-
-أنت بني أدم عديم الذوق وو آآآ..

لم تكمل جملتها فقد قاطعتها صفعة مدوية هبطت علي وجهها لتخرج منها صرخه..

رمقها هو بكل غضب، ثم أمسك ذراعها بقوة قائل :-
-بت إنتي أوعي تفكري للحظة إنك تغلطي فيااا لاني هندمك أشد ندم،واظن اني حذرتك قبل كده إني مش عايز أشوف وشك هنا تاني، وجو التنطيط في كل حته ده ماينفعش معايا، ياريت تكون الرسالة وصلتلك ..

ثم ترك ذراعها بقوة ورحل، نظرت له وهو يرحل بصدمة وهي تضع يدها علي وجنتها والدموع تسقط من مقلتيها بصمت، نظرت حولها لتجد مجموعة من عمال المزرعة يشاهدون الحدث، جرجرت قدمها وهي تحاول أن تسرع في خطواتها لتخرج من ذالك الوباء..

-في تركياااااا...

متسطح جاسم علي الأريكة ورقية نائمة في أحضانه يشاهد إحدى مبارات كرة القدم علي قناة رياضية شهيرة...

كانت رقية تتحرك بكثرة داخل أحضانه حتي تثير غضبه، زفر هو بضيق وهو يرفع رأسها قائل بإنزعاج :-
-فيه أيه يارقية بتتحركي كتير كده ليه؟! مش عارف اتفرج علي الماتش منك..

تنهدت رقية بصوت مسموع وهي تحرك شعرها بيدها قائلة بإمتعاض :-
-هو أنت جاي شهر عسل ولاجاي تتفرج علي ماتش هنااا..
.
جاسم بنبرة متهكمة :-
-هو فين شهر العسل ده إن شاء الله ، ماهو علي أيدك بصبر نفسي بالإحضان والبوس كأني لسه في فترة الخطوبة..

شهقت وهي تضع يدها علي فمها قائلة بذعر :-
-هو أنت كنت ممكن تعمل كده وأحنا مخطوبين!!!

رفع حاجبه بحركة مسرحية ثم دفن وجهها في صدره قائل بتنحنح :-
-أحم احم خلينا نتفرج علي الماتش أحسن..

حاوطت عنقه ثم أردفت بخفوت :-
-جاسم...

جاسم بنفاذ صبر :-
-خير!!!

أغلقت عينها وهي تتنهد قائلة بنبرة طفولية :-
-أحكيلي!!..

جاسم بنبرة ساخرة :-
-حدوته!!

هزت رأسها بنفي قائلة بإبتسامه وهي تملس علي صدره:-
-تؤتؤ ،أحكيلي عن جاسم الراوي..

قطب مابين حاجبيه بتعجب، فأعتدلت هي قائلة بنبرة جادة :-
-أنا معرفش عنك كتير ياجاسم، معرفش غير إن أسمك جاسم الراوي..

ثم وضعت يدها علي فمها لتمنع نفسها من الضحك قائلة :-
-ومبتعرفش تعمل قهوة..

أبتسم جاسم من زاوية فمها ليزداد جاذبية، ثم حك طرف ذقنه قائل بنبرة عادية وهو يلتفت برأسه إلي التلفاز :-
-حاضر ياحبيبتي لما نرجع مصر هحكيلك كل حاجه..

جذبت من يده الريموت الإلكتروني وأغلقت التلفاز وعقدت ساعديها أمام صدرها.. فصاح جاسم :-
-ايه اللي عملتيه ده!!

رقية بسخط :-
-مليش دعوة أحكيلي دلوقتي..

جاسم وهو يمسح علي خصلات شعره بضيق :-
-عاوزه تعرفي أيه؟؟؟..

إبتسمت وهي تضع الريموت علي الطاولة وتهتف بسعادة :-
-كل حاجه، يعني بتحب أيه، خريج أيه، حياتك أيه كل حاجة..

تنهد وهو يقول :-
-ماشي..

وقبل أن يبدأ في السرد قالت علي عجالة :-
-ثواني !!..

تسطحت في أحضانه وهي تقول بأبتسامة :-
-يله أحكي!!

أبتسم لفعلتها ثم عبث بخصلات شعرها قائل بهدوء :-
-أنا ياستي خريج ثانوية عامة..

أتسعت عينها بذهول وهي تشهق وتتردد بداخلها "ثانوية عامة!!!!"

لم يجعلها تتعحب كثيراً فتابع بجدية :-
-مش ثانوية عامة بالظبط يعني، بس الحكاية كلها لما جبت مجموع عالي جداً في الثانوية العامة وقولت خلاص هحقق حلمي وادخل فنون جميلة اوطب ، لكن يشاء القدر وابويا يتعب جامد ساعتها عمي جه وطلب مني أمسك معاه الشركة وحصل كده فعلاً، وبقيت بشتغل معاه في الشركة بتعلم منه..

ثم تابع بحزن :-
-فضلت كده لحد ما ابويا مات، وعمي اللي تعب بعدها وساعتها بقيت ماسك الشركة مكان عمي وابويا لحد ماعمي مات هو كمان وبقيت أنا المسئول عن أمي واخويا ومرات عمي وبنت عمي، ضحيت بكل أحلامي عشان مقصرش في حاجة، ودرست إدراة أعمال عشان أكبر الشركة اكتر واكتر ومن ساعتها واانا جاسم الراوي دي كل الحكاية ...

رقية بتسائل :-
-فين جاسم الراوي من ده كله؟؟!

جاسم بإبتسامه خفيفة :-
-جاسم الراوي حياته من حياة الناس اللى في رقبته دي..

أعتدلت وهي تزيح خصلة من شعرها للخلف قائلة بجدية :-
-هو انت متعود دايماً تضحي كده، متعود تدي ومش تاخد..

فتابعت بحزن وهي تملس علي وجنتيه :-
-ضحيت حتي بإن يكون ليك زوجه تفتخر بيها قدام الناس..

أمسك كفها وقبل باطنه قائل بصدق :-
-تعرفي إنك الحلم الوحيد اللي حققتته في حياتي...

إبتسمت وهي تردد :-
-حلم!!!

أومأ براسه قائل بجدية :-
-من اول ماشوفتك في مكتب العميد ومش عارف إيه اللي حصل ليه، بقيت افكر فيكي دايماً عايزه اعرف عنك حاجات كتير كأنك هدف والحمدالله وصلتله..

إبتسمت وهي تسأل :-
-أشمعنا أنا ياجاسم، مع إنك بتشوف بنات كتير واجمل مني وأحسن مني مليون مرة انا يعتبر صفر جمبهم..

ملس علي كفها وهو ينظر إلي عينها مباشرة قائل بحب :-
-سبحان من زرع حبك جوايااا يارقية..

وقد طرب حديثه اجمل طرباً علي قلبها ليجعل صوت نبضها يعلو ويعلو..

اردفت بقلق :-
-ممكن تحب اوتتجوز واحدة غيري..

جاسم بنظراتها العاشقة :-
-عمري، مايملا القلب غيرك

ويأتى السؤال الاخر بنفس النبرة القلقلة :-
-هيجي يوم وتسبني...

اختتم حديثه :-
-لما عمري يخلص!!

واغلق الستار علي المواجهة الخفيفة علي القلب ❤❤

"أحلام وردية نعيشها ونستيقظ ماهي أحلام ����"

بعد مرور فترة من الزمن لون أسود يعم في المكان، لاتفهم شيء تتدلف من باب القصر بعد عودتها من زيارة اهلها، تحمل رضيعها الذي لم يكمل عامه الأول، اسرعت في خطواتها وهي تري مشيرة تصرخ :-
-أبني لااااااااااا أبني...

وعندما رأت رقية إنتفضت عليها، لتسرع هدي وتحمل الصغير من أيد رقية...

أمسكت مشيرة رقية من تلاليبها بعيون حمراء قائلة بغضب :-
-انتي السبب من يوم ماشوفنا خلقتك واحنا في نكد وحزن جيتي ودخلتي الحزن علينا غورررررري من حياتنا بقا...

ثم بدأت في البكاء واالصراخ مجدداً..

لتقول رقية بهلع :-
-في إييييييه؟؟..

هدي ببكاء وهي ترمق رقية بسخط :-
-جاسم مات عمل حادثة وماااااات..

عندما ينقلع قلبك من جسدك، عندما تخرج روحك من جسدك، هكذا كانت حالة رقية عندما سمعت هذا الخبر، اتسعت عينها ثم رمقت هدي بسخط :-
-أنتي مجنونه!!! ج ج جاسم مات ازاااي، انتي بتقولي كده عشان اسيبكم وامشي ويتجوز هو بنتك!!..

والأول مرة تقف أمامهم بتحدي قائلة :-
-جاسم بيحبني أنااا ،مش هتعرفوا تبعدوه عني!!..

ثم أنتشلت رضيعها من أيدي هدي قائلة بغضب :-
-انا هاروح لجاسم الشركة وهنمشي من حياتكم هنعيش انا وهو وابننا بعيد عنكم انتو مش بتحبونااا..

إلتفتت لتخرج ولكنها إستمعت صوت حنين يخرج منها عافيا قائل والدموع تغرق وجهها وهي تجلس على الأرضية :-
- م م مش هتلاقيه يارقية مات مات..

ثم صرخت بقوة :-
-ابوووووويا مات..

حنين لاتكذب لاتتمني الموت لوالدها، إرتجف جسد رقية وارتجفت يدها بقوة وابتلعت ريقها وهي تبتسم بجنون، لتنكمش ملامحها مرة واحدة ويغلق الستار أمامها لتظهر كلمة النهاية مع التتر، لاتعرف من الذي حمل رضيعها ولكنها استسلمت للغيبوبة المؤقتة..

-في مقابر عائلة الراوي..

"فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"

صدق الله العظيم... اختتم الشيخ هذه الاية قبل ان تدلف رقية إلي مدفن زوجهاااا

دلفت بملامحها الخالية من الحياة بعيونها المنتفخة التي تشبه أكياس الدم، ترتدي ملابس سوداء وتجمع شعرها بعشوائية وتسير ببطء وهي حافية القدمين، وصلت أمام قبره وجلست علي الارضية ومدت يدها لتلمس قبره لتنزل دمعة ساخنه علي وجهها فجاسم اصبح اسفل الاتربه وأحتضنته الأرض.. تحدث بصوت خافت مرير :-
-س آآآ سيبيني لوحدي م آآ معاه ياسارة!!

قبل ان تعترض ساره، تحدثت برجاء ممزوج بدموعها :-
- آآآ ارجوكي ي ي ياسارة ارجوكي عايزة اشبع منه..

أومات برأسها وهي تربت علي كتفها بحزن وترحل..

تسطحت بجواره وهي تسند برأسها علي القبر قائلة بصوت باكي وهي تبتسم بصدمة :-
-إيه ياحبيبي،، شوفت ياجاسم شوفت ياحبيبي الدنيا أستخسرتك فيااا ازاااي، موت وسبتني ياحبيبي طب أنا هعمل أيه من بعدك هااا؟؟ هعمل ايه انت كنت سندي أنا كنت عايشه بيك..

رفعت رأسها ببطء وتحدثت بجنون وهي تبكي :-
-ق قوم معايا ياحبيبي، يله ياجاسم بالله عليك قووم معايا..

صمتت للوهلة وهي تنظر إلي قبره بصدمة صمت يسود بالمكان واقع مرير عليها ان تتقبله جاسم كان!! امسكت رأسها ببدها وصرخت :-
-لااااااا لاااااا ،جاااااااااااااااسم...

تمر ايام وايام والصمت رفيقها عاشت جسد بلا روح فقد غابت الروح من الجسد اسفل التراب.. سارت في القصر لكي تجد شئ من رائحته لكي تعانقه وتبكي وتشكي له، واول ما لمحت كان مكتبه المغلق رمقته من بعيد وهي تتنهد وتسير ببطء، لتقف أمام مكتبه تردد في البداية ولكنها حسمت أمرها، ادرات المقبض ببطء ودلفت وغلقت خلفها، لتستدير وتنهمر الدموع بغزارة من وجهها وهي تتطالح كرسيه خلف المكتب وسترته معلقه عليه في اخر مرة سهر فيها بالمكتب، وضعت يدها علي فمها لتمنع صوت شهقاتها ان يعلو، سارت وحذبت سترته التي مازالت محتفظه بعطره صاحبه الفقيد الراحل، احتضنها رقية باكية بقوة، وهي تجلس بتهالك علي مقعده، اغمضت عينها وفتحتها مجدداً لتلمح صورة تذكارية التقطها جاسم لها وهي تحمل رضيعها، مدت يدها المرتعشة وامسكتها وهي تزيد في بكائها وكأنها لمحت خطه خلف الصورة فأدارت الصورة سريعاً، لتجد كلمات كتبت بقلب ليس بقلم "فرحت اني جبت حته مني ومنها قبل ما اموت، فرحت اني شوفت فرحتها قبل ما اموت، سامحيني ياحبيبتي كنت حاسس بالموت لكن مقدرتش ابين ليكي حاجة، افتكري جملتي ليكي زمان انا عايز احييكي لايمكن اموتك"

واختتم جملته "رسولنا الكريم يارقية لما صاحبه خاف طمنوا بجملة واحدة "لاتحزن إن الله معنا"..

متخافيش ومتحزنيش بعد فراقي، طمني قلبك زي ماطمئن قلبه بجملة "لاتحزن إن الله معنا"..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#6

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السادس...

"بتحبني ولو الهوا عمره مازارك.. بتحبني ولا أنكتب علي القلب نارك ����"..

"جااااسم لااااااا لااااااا لااااا"

أستيقظت من نومها مذعورة علي أثر ذالك الكوابيس وأمسكت رأسها وهي تبكي بصوت مرتفع ، كما أنزعج هو الأخر واعتدال من نومته وهو يضئ الأضاءة قائل بقلق :-
-فيه أيه ياحبيبتي..

توقفت عن البكاء وتسللت الإبتسامة إلى وجهها وهي تقول بفرح وتمد أناملها لتلمس وجهه :-
-ج آآآ جاسم!!

قطب جبينه بتعجب قائل بإستفسار :-
-أيه يارقية كنتي بتحلمي ولا أيه؟؟..

هزت رأسها عدة مرات بالنفي وهي تدمع :-
-لا ده كابوس وحش اوووي..

إبتسم وهو يأخذها في أضلاعه قائل بحنان :_
-كابوس إيه اللي يخليكي كده، شوفتي أيه؟ ؟..

بكت أكثر في أحضانه وهي تقول بتلعثم :-
- ش آآآ شوفت آآآ..

لم تستطيع أن تتفوه بما رأته، فبكت أكثر وأكثر وهي تمسك به بقوة...

ملس على شعرها قائل بجدية :-
_خلاص ياحبيبتي مش لازم تقولي!!..

توقفت عن البكاء لوهلة وهي تخرج من أحضانه قائلة بتسائل وقد أتسعت عينها هلع:-
-ج آآ جاسم أنت هتموت وتسبني..

إبتسم بلطف ويربت علي كفها قائل :_
-أنتي حلمتي بكده صح؟؟

أومأت برأسها إيجاباً والدموع تهطل بغزارة من عينها..

تنهد وهو يقترب ويمسح دموعها برفق قائل بلهجة جادة :-
-ده كابوس ياحبيبتي ،وبعدين خلينا واقعين كده كلنا هنموت..

إنفرج فمها بدهشة وإتسعت عينها هلعاً قائلة :-
-يعني م م معقول هيجي اليوم اللي تموت وتسبني..

أومأ برأسه قائل بهدوء :-
-والله دي حاجة بتاعة ربناااا يارقية، محدش عارف مين هيموت قبل مين..

تشبث رقية به قائلة بخوف :-
-بعد الشر عليك ياحبيبي.. ده أنا أموت فيها..

إبتسم وهو يعانقها ويسطحها برفق على الوسادة ثم قرب فمه من وجهها قائل بهمس :-
-عارفه ليه حلمتي بكوابيس وحشه النهاردة؟؟.

قطبت مابين حجابها بتعجب، فأكمل وهو مازال علي وضعه وهو يرمقها بنظراته العاشقة:-
-عشان نايمه بعيد عن حضني النهاردة..

أبتسمت من بين دموعها، ليبتسم هو الأخر ويتسطح بجوارها ويأخذها في أحضانه ويقبل رأسها، ثم قرأ عليها سورة صغيرة بصوت خافت، وبعد قليل تصور إنها نامت، لكنها تحدثت بصوت شبه باكي وهي تملس على أحشائها:-
-أحنا مش أتعشينا ليه!!.. إبنك جعان ياجاسم...

عض علي شفتيه السفلي بغضب، فقد تناول معها علي العشاء قبل نومهما، وقد قامت بالقضاء علي الطعام بأكمله فقد أصبحت شهيتها مفتوحة وبشدة منذ حملها..

وضع أمامها صحن طعام ممتلئ بقطع الدجاج والأرز والخضراوت ، لتلتهم الطعام مباشرة وهي تشهق ببكاء وأحياناً تمسح دموعها بكفها كطفلة صغيرة، فتباً لذلك الكابوس المزعج الذي ازعجها هي وجنينها من نومتهما، لتعانقه بقووة وهي تبكي من اثر ذالك الكابوس الذي ربما يكون له دور في حياتها المستقبلية، بعدما هدأت في احضانه،نطقت بجملتها المعتادة منذ حملها فقالت بنبرة طفولية وهي تضع يدها علي أحشائها :-
-إبنك جعااااان ياجاسم....

كاد أن يصرخ بوجههها قائل بسخط :-
-إبني هوو اللي جعااااان برضه...

ولكنه تحامل على نفسه واصطحبها إلى المطبخ ليضع لها طعام يسد جوعهاااا وظل بجانبها ليحاول ازاحة قلق ذالك الكابوس، فتنهد وهو يشير إلى أحشائها يريد مداعبتها:-
-أنتي لايمكن تكوني حامل في بني أدم زينااا، انتي حامل في حاجة لسه منعرفهاش..

رمقته بتهكم وهي تتابع ألتهام طعامها وتبكي في أن واحد، راقبها بإبتسامه علي ثغره فهذا الكابوث جعله يتأكد من حبه لها، ولكن لحظة!! هل حب أم أحتياج!!..

فخرج صوته بتسائل :-
-بتحبيني!!..

تعجبت من كلمته ولكنها تحدثت بمرح حزين وهي تضع الطعام في فمها:-
-أومال متجوزاك من أجل الوطن!!

رمقها بجدية وهو يكرر سؤاله :-
-بتحبيني!!..

إبتلعت الطعام ببطء وقد شعرت بإرتجاف يدها فتركت معلقة الطعام ونظرت له بصمت، يقابلها هو بنظرات ثابتة..

إبتسم جاسم بسخرية :-
-ياااه لدرجة دي الأجابة صعبة! ؟..

رقية وهي تضيق عينها الباكية قائلة :-
-يعني أنت مش عارف!!..

رفع كتفيه قائل بجمود :-
-لو أعرف مكنتش هسأل.. ولو متأكد من مشاعرك إتجاهي برضه مكنتش هسأل..

أمسكت رقية بكأس الماء وإرتشفت منه القليل، لعله يسهل عليها إخراج الكلمات ..
جاسم بنبرة جادة وهو ينتقل من مكانه :-
-يعني بتحبيني عشان اانا الراجل اللي ضحي وواتجوزك، واللي بتحبيني لنفسي..

وقف أمام احدي الادراج ليخرك البن الخاص به فالنفسية تحتاج إلى فنجان القهوة ربما تهدي وقبل ان يضع المحتويات على الشعله شعر بيدها تضع علي كفه رفع رأسه ليقابل عينها التي تلمع بالدموع قائلة بهدوء :-
-م آآا مش بتعرف تعملهاا...

ابتعد عن المكان لتتولي هي عمل قهوته ، ثبتت نظرها على النار المشعتله قائلة بتنهيدة من صميم قلبها:-
-مش بتحس بدقة قلبي وانا في حضنك؟؟..
مش بتحس برعشة جسمي وأنا معاك، مش بتشوف نفسك في عنياا!!

إستدارت برأسها لتكمل حديثها بملامح شارده :-
-أنا مش أنانية ياجاسم، انا مش هاخد منك الحنان والحب واستخصر فيك حاجه..

أقتربت منه وهمست بجوار إذنه ودموعها علي وجنتيها قائلة :-
-أنا اللي حاسته معاك أكبر من أني مشوهه محتاجه كلمة اولمسه من راجل عشان تحسسني بإنوثتي..

ثم صممت لوهلة قائلة بخفوت وهي تبتلع ريقها :-
-وحياة الحب اللي ماعرفتهوش ولا حاسته إلا معاك... ب ب آآآآاآاآ بحبك..

وكادت أن تفر هاربه ولكن يده جذبتها والصقتها في الحائط، ليلصق شفتيه بشفتييها ويكتم بكائها ،ولتفور القهوة وينعدل مزاج القلوب، فقبلتها خير منبه للعالم!!!..

عودة إلي الديار..
-تحركت السيارة المتواجد بها حنين وهدي ومشيرة ومتجهه إلي القاهرة، كانت حنين تضع سماعات الهاتف في إذنها وقامت بتشتغل النغمات علي درجة مرتفعة ، لتنعزل قليلاً عن حديث والدتها وزوجة عمها الروتيني والذي يختصر علي شخصين كمحور أساسي وهما "جاسم ورقية" واخر جملة تفوهت بها مشيرة تخبر هدي بعودة جاسم إلي أرض الوطن اليوم إيضاً واخذا الاثنتان تدبير بعض المكايد إلي الغالية المزيفة علي قلوبهما، مرت السيارة بجوار المزرعة التي يسكنها نضال فأنكمشت ملامح حنين فجأة وهي تضع يدها علي وجنتيها وتتذكر صفعة ذالك البغيض، تنفست الصعداء بداخلها عندما ابتعدت السيارة عن مزرعته، لتبعد يدها عن وجهها..

بعد زيارتهما للطبية للمرة الثانية لأطمئان علي الجنين واتخاذ حذرهما في سفرية العودة، وقامت الطبيبة بإعطائهم الإرشادات والنصائح الهامة،وعندما خرجا من عيادته بادر جاسم بالسؤال بنبرة متهكمة :-
-مقولتلهاش ليه تخفض شويه التلات شهور دوول!!..

آبتسمت رقية قائلة بجدية :-
-تخفض إيه ياحبيبي هو ده بمزاجها يعني!!

-اغلقت سحاب حقيبة سفرها الكبيرة إستعداداً لعودتهما، وبينما هي تجلس علي الفرأش سمعت صوت صياح جاسم وكانه يتعارك مع أحد في الهاتف، خرجت سريعاً من الغرفة لتجد جاسم منفعل من مكالمة هاتفية لاتسمع منها شئ، ولكن أخترق أذنها أسم "حازم"..

فركت كفها معاً بتوتر :-
-ه هو في أيه ياجاسم، بتزعق مع مين كده!!..

جاسم وهو يلقي الهاتف علي الطاولة بغضب قائل بنبرة جمود:-
-مفيش!!..

إبتلعت رقية ريقها وهي تتدلف إلي الغرفة مجدداً ولكن وقفت تسمع الي أوامره التي يلقيها عليها قائل بجدية :-
-مش عاوزهم يعرفوا إنك حامل لما نرجع مصر يارقية..

إومأت برأسها بالإيجاب ودلفت سريعاً الي غرفتها... وبعد ساعات تعلن الطائرة الاقلاع من الاراضي التركية متأخذه الأتجاه إلي مصر..

-في أفخم كافيهات مصر..

تجلس بسمة مع بيبيرس بإستحياء، وهي ترتشف من عصير الجوافة الذي أمامها وهي صامته وعينها تدور في المكان بإرتباك، نفث بيبيرس دخان سيجارته قائل بتسائل :-
-أيه يابسمة أول مرة تيجي مكان زي ده ولا ايه؟!.

بسمة وهي تفرك كفها بإرتباك قائلة بهدوء :-
-لا جيت هنا قبل كده مع معت اا

قطعت حديثها فجأة وقد استشعرت وقوعها في الخطأ، أطفأ بيبيرس سيجارته وهو يبتسم قائل بجدية :-
-كنتي بتحبيه؟؟.

ظهر الارتباك علي وجه بسمة وهي تهتف بتلعثم :-
-ه هو آآ هو مين؟!..

بيبرس وهو يرفع حاجبه ويدقق بعينه الزرقاء الصافية :-
-أنتي عارفة كويس انا قصدي علي مين..

إبتلعت بسمة ريقها وهي تقول بخفوت :-
-لسه بحبه، غ غصب عني والله دقة القلب دي مش لينا أيد فيها..

رفعت وجهها وقد هبطت دموعها قائلة بأسف :-
-أنا أس اسفه والله انا عارفه اني ماينفعش اآآ اقول كده وانا معاك لكن...

وضع كفه امامها ليمنعها عن مواصلة حديثها وأردف هو بجدية :-
-أسفه علي أيه وانا اصلاً هحفظك ليه!!.
تنهد وهو يردف قائل بثبات :-
-انا اصلاً مش عاوز اتجوزك يابسمة!!
.

"يعني ده أكونت مزيف"

هتفت بها شهد وهي تتفحص إحدى الصفحات الاكترونية، اومأت رفيقتها قائلة بجدية :-
-ايوة ياستي يعني أنتي تقدري تتكلم مع اي حد علي النت من غير مايعرف انتي مين..

شهد بسعادة :-
-بجد!!!

ثم أنكمشت ملامحها فجأة قائلة :-
-بس انا خايفة اهلي يعرفوا حاجة..

تحدثت مي بنبرة متهكمة بعض الشئ :-
-يعرفوا ايه يابنتي ده اكونت فيك يعني محدش هيعرفك عليه..

إطمئنت شهد قليلاً ووضعت الهاتف علي الفرأش بصمت، لتصيح فجاة مي قائلة :-
-نسيت اقولك مش حوده جه وطلبني للجواز..

تسللت الابتسامة علي وجه شهد قائلة :-
-بجد الف مبروووك وهتعملوا خطوبة امتاا؟؟

ضحكت مي بصوت عال وهي تنهض قائلة :-
-ومين قالك اني وافقت عليه أصلاً..

أنكمشت ملامح شهد وهي تقول بعدم فهم :-
-ي يعني أيه هو انتي مش كنتي بتكلميه في التليفون وو بتحبيه..

وقفت مي أمام المرأة وهي تستعرض مفاتن جسدها التي تسبق عمرها وهتفت بغرور :-
-هو اللي كان هيموت علياا وانا كلمته وخلاص، لكن مش ده ياشهد اللي اتجوزوه...

هتفت شهد علي عجالة بحسن نية :-
-مش خايفه يامي احسن مش يجي يتقدملك حد غيرو..

مي بثقة :-
-لا ياماما انا العرسان عليا طوابير كده بس فين النفس، وابويا بيقولهم لسه صغيرة..

تسألت شهد بلهفة :-
-بيكون احساسك أيه يامي ساعتها!!..

رمقتها مي بتعجب، فتابعت شهد علي عجالة :-
-يعني احساس حلو وانتي شايفهه نفسك حلوة وناس كتير بيجوا يخطبوكي..

مي بإبتسامه :-.
-طبعاً يابنتي بتحسي كأنك ملكة طايرة في السما والكل هيموت ويوصلك..

إسندت شهد وجهها علي كفها وهي تبتسم وقد فرت من عينها دمعة وهي تتحسر علي حالها...

"دي تبقي قريبة جاسم الراوي"

هتف بها أشرف وهو يجلس قبالة نضال بعدما علم من إحدى العاملين بالمزرعة بأن نضال قام بضرب فتاة...

نضال وهو يشعل سيجارته :-
-أسمعه عنه!!

أشرف بنبرة متهكمة :-
-بتسمع عنه، ده واحد من اشهر رجال الأعمال في العالم..

نضال بلهجة ساخرة :-
-حصلنا الرعب ياسيدي..

أشرف وهو يرفع سبابته قائل بتحذير :-
-مش هيسكت لو عرف اللي حصل للبنت قربته دي..

نضال بعدم اهتمام :-
-متشغلش بالك انت..

أشرف بتسائل :-
-بس هو انت ليه ضربتها يانضال، من امتا ودي اخلاقك يااخي..

نضال وقد انفعل قليلاً :-
-هي اللي استفذتني يااخي وبعدين هي ازاي تسمح لنفسها تتعدي حدودها معايا...

وقبل ان يتحدث اشرف جاءت اليهما طفلة تركض وهي تصيح :-
-بااااااااابي..

ليفتح أشرف ذراعيه لإبنته "ملك" قائل بسعادة :-
-اهلا بقلب بابي من جوه ياناس..

همست "ملك" بجوار اذن والدها :-
-ماما مستنيه في العيادة بتاعتك..

أومأ اشرف براسه وهو يملس علي شعرها قائل بجدية :-
-حاضر ،بس مش تسلمي الأول على انكل نضال..

إبتسمت الصغيرة وهي تهبط من قدم والدها وتركض لتعانق نضال قائلة بنبرتها الناعمة :-
-اذيك ياانكل نضال ،وحشتني اووي..

أطفأ نضال سيجارته سريعاً وهو يعانقها ويملس علي ظهرها بشووق وهو يغلق عينه، نهض اشرف قائل بجدية :-
-طب خليها معاك ياسيدي لحد مااروح اشوف الحكومة عاوزانا في ايه!!..

انصرف اشرف وترك إبنته مع نضال، ابتعد نضال عنها قائل بحب وهو يزيح خصلات شعرها القصيرة :-
-وانتي وحشتيني اووي، وحشت نضال اووي ياروحي..

إبتسمت الصغيرة ببراءة وهي تشير الي اعلي بسبابتها الصغيرة قائلة بحماس :-
-طب مش هنلعب فووق، عايزة اشوف العروسة الكبيرة اللي انت جبتها فووق..
نضال وهو يتأمل في ملامحها، جديلتها، ملابسها قائل بشرود :-
-حاضر ياحبيبتي هنطلع نلعب فووق!!

ليبتسم وهو يحملها على يده ويصعد الدرج..

-في قصر الراوي..

عادت الروح الي المكان مرة أخرى بعودة افرادها ، جلسوا الجميع في بهو القصر..

فتحدثت مشيرة وهي تربت علي كف جاسم :-
-وحشتني اووي ياحبيبي.

تنهد جاسم قائل بنبرة بها خشونة :-
-وانتي كمان يا أمي..

وضعت ساق فوق الاخري قائلة بجمود :-
-كنت بتعمل ايه في تركيا ياجاسم..

جاسم وهو يفتح سترته قائل بنبرة جادة :-
-كنت في بتابع شغلنا هناك..

مشيرة وهي تنقل بصرها إلى رقية قائلة بتهكم :-
-ولما هو شغل اخدتها معاك ليه..

جاسم بنبرة هادئة :-
-عشان نعمل شهر عسل!!..

اتسعت عين هدي ومشيرة بغضب وهما ينقلون بصرهم الي رقية..
فركت رقية كفيها معاً، وهي تجلس تنظر أرضاً، وتهرب من حصار نظرات مشيرة وهدي الساخطة... وفي هذا الحين دلف الخادم قائل بأدب :-
-في واحدة بره عاوزه حضرتك يامشيرة هانم ..

مشيرة وهي تقطب مابين حاجبيها بتعجب :-
-واحدة مين دي؟؟

ظهرت من خلف الخادم صافي صاحبة الخصلات الحمراء وهي تسحب خلفها حقيبة سفر كبيرة، فإبتسمت بسخافة قائلة :-
-الواحدة دي مش غريبة، دي مرات ابنك الصغير ياحماتي...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#7

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السابع...

تتلون كالحرباء.. وتلدغ كالحيه تريد الكبير وتنتقم في الصغير تلك هي الحيه صافي...

صوتها حديثها تشعل الغضب في كيان جاسم فهو يكره كل إمراة تشبه السلعه الرخيصة التي يتوافد عليها الناس لرخصها.. نهض جاسم ووسار نحوها وأمسك ذراعها قائل بغضب :-
-أنتي ازاي تتجرئي وتيجي هنااا..

رمقته من أعلي إلي أسفل قائلة ببرود :-
-انا جايه بيت جوزي ياجاسم بيه!!..

جاسم بنبرة متهكمة وساخره :-
-جوزك!! وده مين إن شاء الله، وهو اللي زيك بيتجوز اصلاً؟!..

وكأنها لاتسمع إهانتها فنطرت له بتحدي قائلة :-
-اه بيتجوزو وبيتجوزا حازم أخووك...

ضغط علي ذراعها بقوة وهو يجز علي أسنانه :-
-بقولك ايه حوارات الرقصات ال***** انا عارفها كويس ومتخشش علياا، احسلك تغوري من هنااا بدل وديني ماالبسك قضية أداب.. غووووي

ثم ترك ذراعها بقوة لتترنج قليلاً ورمقته بغضب ثم وضعت يدها في حقيبة يدها واخرجت ورقة بيضاء مطوية بعنايه ثم فتحتها ووضعتها أمام عينه قائلة بثقة :-
-أنا مش جايه ارمي بلايا عليكم انا متجوزه اخوك عرفي واهو العقد..

اختطف جاسم من بين يدها تلك الورقة، لتتسع عينه بذهول وهو يقرأ ويري اسم أخيه في اخر الورقة، إبتلع ريقه بصعوبة وعينه مثبته علي أمضاء أخيه،، عقدت صافي ساعديها امام صدرها قائل بنبرة ساخرة :-.
-أتأكدت بنفسك ياجاسم بيه..

صدمات في المكان لتقف مشيرة بإقدام ترتعش من اثر كلمات صافي فتحدثت بصدمة :-
- آآآ انتي بتقولي ايه ياست انتي!! انتي عاوزه تقنعيني إن ابني متجوز واحدة اد أمه!!..

صافي وهي تعبث بخصلات شعرها :-
-أظن أنا وريتكم الورقة اللي بيني وبين أبنكم.. وموضوع اني أد امه دي حاجة خاصة بينااا ولا أيه يا حمااااتي..

ثم تعمدت الضغط علي حروف كلمة "حماتي" "حتي تثير حنق وغضب مشيرة ..

تحدثت حنين بصدمة غير مستوعبه مايحدث الأن:-
-أيه اللي أنتي بتقوليه ده ياطنط!! حازم متجوزك أنتي...

وكان دور الصمت من نصيب رقية وهدي.. كانت رقية واقفة تضع يدها على فمها بذهول، وانتقلت ببصرها إلى زوجها الواقف فقد ألجمت لسانه الصدمة...

سارت مشيرة نحو جاسم بخطوات مرتعشة بطيئة لتسحب الورقة من أيد جاسم، أرتعشت يدها كثيراً عندما لمست تلك الورقة، قرأت مابداخله بقلب تتعالي نبضاته وتزيد من وغزاته،، رفعت وجهها من الورقة لترمق "صافي" بإستحقار ثم صاحت :-
-علي أخر الزمن إبن الراوي يتجوز رقاصة!!.

رفعت صافي حاجبيها بإستنكار ثم قالت بأبتسامة مستفزة :-
-مقبولة منك ياحماتي!!.

ثم أنتقلت ببصرها إلي رقية قائلة بإهانة ونبرة متهكمة ساخرة :-
-أظاهر إني عيلة الراوي مابتتشرفش غير بالبوابين!!.

أنهت جملتها لتستقبل صفعة جاسم تهبط علي وجنتيها بقوة، خرجت منها صرخة بسيطة وهي تضع يدها علي وجنتيها،نظر لها جاسم بعيون ينطلق من حرارة الغضب...

صاحت صافي بغضب :-
-أنت بتمد أيدك عليا تاااني، لا فوووق لنفسك آآآ...

قاطعها جاسم وهو يقترب منها قائل بجمود :-
-كويس إنك فاكره القلم الاولاني، القلم اللي اخدتيه لما كنتي في سريري وملفوفه في ملايه!!..

ثم أقترب من اذنها هامسا بنبرة تهديد :-
-أوعدك اني هندمك علي اليوم اللي فكرتي فيا.. اناااا هدمرررك..

ظهر الفزع علي وجهها وهي تقول بجمود:-
-جوزي مش هيسمحالك إنك تقرب مني، لما يطلع من المصحة هيعرف يوقفك عند حدك...

وتلقت مشيرة الصدمة التالية فتحدثت بنبرة مهزوزه، :-
- م م مصحه!! مصحه إيه دي!!...

أستغلت صافي الموقف فأقتربت من مشيرة قائلة بصياح مزيف :-
-ايوة مصحه!! مصحه إدمان اللي إبنك رمي حازم فيها، بعد ماوصي ناس عليه عشان يعلموه شم البودرة ويبقي مدمن ويعرف هو يستولي علي فلوسسسه.. لكن انا مش هسمح بكده وهدافع عن فلوسي وفلوس جوزي...

شعرت مشيرة بأن الأكسجين اختفى تماماً من الهواء وهي تقول بخفوت:-
- ب ب بودرة!!!..

جذب جاسم صافي من خصلات شعرها،ليلقيها أمام بوابة القصر قائل بصوت جهوري :_
-غوري من هنااا بدل مااخليكي تمشي علي نقاله!!..

صافي بحده :-
-ماشي ياجاسم انا همشي لكن هرجع تاني هرجع واعيش مع جوزي...

أنهت جملتها ورحلت وهي تتمتم بغضب... ليمسح جاسم علي شعره بضيق وبعد ثواني إستقل سيارته وانصرف..

في الداخل...

تنفست مشيرة بصعوبة، وهي تحرك رأسها بضياع شعرت بتراقص الرؤية امامها وتشوها، وضعت يدها علي قلبها لتتشوه الرؤية أمامها أكثر وأكثر وبعد ثواني سقطت مغشياً عليهااا، وكان اول من ركض إليها رقية...

-في إحدى مصحات الإدمان...

سار جاسم في الممر بخطوات سريعة، وعلي وجه ملامح جامدة،أرداد أن يسبق الزمن حتي يصل إلى شقيقه ، ويعلم حقيقة تلك الزيجة التي كانت في الخفاء، هدأت خطواته قليلاً عندما رأي الطبيب المعالج المسئول عن حالة شقيقه يقف بتوتر أمام غرفة ما، تقدم منه جاسم وقد سبقه سؤاله فتحدث الطبيب على عجالة :-
-أنت أتأخرت كده ليه ياجاسم بيه!!...

جاسم بنفس ملامحه الجامدة :-
-حصل أيه!!..

زفر الطبيب بضيق قائل :-
-حازم معندوش اي إرادة يبطل ومن يوم ماحضرتك جبته هنا ومحدش قادر عليه، حاول أن يهرب كتير كمان ورافض الأكل والشرب والعلاج، وبصراحه ده عكس قوانين المصحه أحنا مش بنحبس حد ومش بنجبر حد يبطل معندوهوش إرادة..

كور جاسم قبضة يده بغضب قائل :-
-هو فين؟؟..

قبل أن يتحدث الطبيب ويتفوه بالإجابة، جاءت إليه الإجابة من الداخل عندما سمع صوت صراخ أخيه، أزاح جاسم الطبيب من أمامه ودلف إلي الداخل ليقف عند الباب بذهول من حالة شقيقه المزرية، فكان يصرخ وأثنان من طاقم التمريض ذو الأجساد الضخمة محاصرينه من الجهتين، تأمل جاسم ملامح حازم الباهته الشاحبه فقد رسم السواد خطوط أسفل عينه مع شحوب لون بشرته بشده واصبح لونه أصفر للغاية كما فقد وزنه وضعف جسده، إبتلع جاسم ريقه بمرارة، ليصيح حازم بصوت مرتفع :-
-سيبوني سيبوني حرااام عليكم انا تعبان مش قادر، هامووووووت سيبوني اخرج من هنااا..

دلف خلف جاسم الطبيب المعالج وقد صااح بهما :-
-سيبوووه...

نفذ الرجلان الأوامر ليحررو حازم من حصارهم، وسارا بعيدا عنه نحو الباب، ليتحدث الطبيب موجهه حديثه إلي جاسم :-
-انا هسيبك معاه ياجاسم بيه، يتحاول تقنعه بالعلاج ،يا أما..

تنحنح وهو يردف بأسف :-
-انا اسف هضطر أخرجه من هناا...

ثم غادر الغرفة مع الرجلان واوصد عليهما الباب جيدا من الخارج..

زفر جاسم بصوت مسموع وهو يضع يده في جيب بنطاله ويتجول بالغرفة، إسرع حازم ناحية الباب وادار المقبض عده مرات لكي ينفتح ولكن دون جدوى، طرق علي الباب وهو يصيح :-
-أفتحووووو الباب ده بقااااا...

جلس جاسم علي الفراش ووضع رأسه بين يديه قائل بنبرة حزينه جادة :-
-أنت عاوز توصل لايه بالظبط؟!..

استدار حازم عندما سمع صوت شقيقه وأبتسم وهو يمني نفسه، فساار سريعاً على قدمه الحافية وجثي علي ركبتيه أمامه جاسم قائل بنبرة رجاء :-
-الله يخليك ياجاسم طلعني من هنا، ورحمة ابوك تتطلعني من هنااا انا تعبان اووي ياجاسم تعبااان....

ثم أمسك رأسه بيديه قائل بتعب :-
-دماغي هتنفجر ياجاسم ،تعبان اووي وهاموت خرجني...

رمقه جاسم بجمود قائل :-
-عاوزني اطلعك عشان تروح تشم تاني!!..

نظر اليه حازم بتوهان ثم مسح انفه بباطن كفه قائل :-
-هاا اآإ انا بس لما اطلع هشم مرة واحدة بس عشان ارتاح من الصداع اللي هيفجر دماغي ده..

ثم إردف بإبتسامه باهته :-
-اوعدك اني هرجع اتعالج هااا، وافق ياجاسم مش ابوك موصيك علياا هااا تفتكر لو كان عايش كان هيرضي يشوفني بتعذب وبموت بالبطئ كده..

جاسم بملامحه الجامدة :-
-أبوووك لو عايش مكانش هيوافق ان ابنه يكون شمام!!!

عندما لمس حازم في نبره شقيقه الإصرار وعدم التراجع، إنحني لمستوى حذاء جاسم قائل بذل ورجاء:-
-ابوووس جزمتك ياجاسم خرجني من هنا انا تعباان اوووي...

إعتدل جاسم سريعاً بكل غضب وجذب حازم من ملابسه قائل بصوت جهوري :-
-قووووووم ،قوم كده إقف على رجلك إبن الراوي عمره مايتذل كده..

وقف حازم قبالته فتابع جاسم بصرامة :-
-أنا هعرض عليك اختيارين ياحازم من غير تالت، ياتستسلم للامر الواقع وتتعالج...

ثم نظر له بتحسر قائل :-
-ياما تفضل كده لحد ماتموت وتعفن هنااا ومش هسأل عليك هسيبك كده..

ثم تركه واغلق سترته ورمقه بجمود قائل :-
-عقلك في رأسك وهتعرف تختار الصح..

ثم أشار بعينه ناحية الباب قائل بصرامة :-
-وخلي في علمك الباب ده مش هيتفتح غير في حالتين، يا أما وانت خارج انسان كويس وعاوز تبدأ من جديد، يااما وانت خارج ملفوف في كفنك وشايلينك في صندوق ...

ثم رمقه بجمود واتجه نحو الباب ليطرق طرقات خفيفة لينفتح له الباب ويغادر وينغلق مرة أخري...

أمسك حازم رأسه بقوة ثم اتجه نحو الكومود وقذف ماعليها وهو يصيح :-
-انا مفيش فيا عقل عشان اختار، انا عاوز بودرة عاوز اشم عشان اعرف اعيش..

سار جاسم وخلفه الطبيب، فتحدث جاسم بجمود :-
-اخوياا يطلع من هنا بني ادم جديد مش عايز اسمع اي اعتراض يتعالج غصب عنه، حتي لو وصلت انك تربطه في السرير..

الطبيب وهو يمسح حبات العرق :-
-ب بس ياجاسم بيه مش ينفع نقسي عليه..

وقف جاسم وشرد في خطأ أمه فتنهد قائل بجدية :-
-أحياناً القسوة بتكون علاج لناس اتعودت علي الطبطبه، الازم تربط اللي طول عمره فالت..

ثم غادر المكانه بأكمله دون أن يحصل على إجابة السؤال الذي جاء من اجله، فحالة اخيه لاتسمح بالنقاش والاستفسارات..

-في عيادة أشرف..

هتفت زوجة اشرف كاميليا قائل بنزق :-
-يعني سايب البنت مع واحد غريب يا اشرف مش خايف عليها؟؟..

جلس اشرف خلف مكتية قائل بجدية :-
-نضال مش غريب ياكامليا، دي بيخاف علي ملك اكتر مني ومنك...

كاميليا بنبرة قلقه :-
-ماقولناش حاجه يا اشرف، بس انت مش بتسمع عن الحوادث اللي بتحصل للبنات الصغيرة دي..

اشرف بلهجة صادقة :-
-مش نضال صدقيني مش نضال اللي اخاف على بنتي وهي معااهو..

ثم شرد قليلا قائل بخفوت :-
-ده انا قاصد اسبها معاه خليه يلاقي نفسه اللي ضايعه منه دي، وهو معاها بني ادم تاني...

في غرفة تمتلئ بالألعاب يخرج منها صوت نغمات وموسيقي خاصة بالأطفال، وبالداخل نري نضال الصارم صاحب الملامح الجامدة يضع علي عينه وشاح صغير اسود ويلف حول نفسه قائل :-
-أنتي فين ياملك همسكك..

لتركض الصغيرة في المكان وصوت ضحكتها يغزو المكان قائلة :-
-مش هتعرف تمسكني ياعمو نضال هههههههههه...

ليبتسم في الظلام المحيط به هو يحدد مكانها عن طريق صوتها ولكن يريد الخسارة في سبيل سعادتها...

-في قصر الراوي..

وتحديداً في غرفة مشيرة، انتهي الطبيب الكشف علي مشيرة ثم تنهد بأسي وهو يفتح حقيبته ويضع ادواته بداخلها، ثم يلتفت إلى رقية التي تفرك يديها بتوتر قائل بأسف :-
-للأسف مدام مشيرة اتعرضت لجلطة!!...

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#8

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن... الجزء الأول
.
"ياجبل مايهزك ريح ����"...

تأخر والوقت كثيراً ولم يصعد إلي غرفته منذ علم ما اصاب والدته وهو اختفي عن الإنظار تماماً ، ازاحت الغطاء من عليها وهبطت من الفرأش وهي تضع الحجاب علي رأسها، فتحت باب الغرفة وغادرت لتهبط إلى أسفل تبحث عن زوجها الغائب، وبينما هي تهبط الدرج رأت الخادمة الكبيره "صباح" تخرج من مكتب جاسم بحزن وهي تحمل عدة فنجاين علي الحامل، هبطت رقية وإقتربت من "صباح" وهي تضيق عينها بتسائل قائلة :-
-ايه فناجين القهوه دي كلها يادادة؟؟..

تنهدت الخادمة صباح بحزن قائلة :-
-دوول جاسم بيه شربهم..

اتسعت عين رقية بذهول قائلة :-
-أيه جاسم هنا وشرب القهوة دي كلها..!!

اومأت الخادمة برأسها ثم تابعت :-
-مسكين ياحبة عيني عامل زي الطير المدبوح....

اقتربت منها صباح وربتت على كتفها قائلة بهدوء :-
-خشي يابنتي شوفي جوزك، شيلي عنه وخففي عليه..

أومأت رقية رأسها بصمت وهي تنقل بصرها إلي غرفة مكتبه.. أبتسمت الخادمة ورحلت وهي تتحسر علي شباب رب عملها الضائع في حمل الهموم!!..

إبتلعت رقية ريقها وهي تسير نحو المكتب، لتدلف من الباب وتبدأ في السعل بشدة من رائحة الدخان التي تملأ المكتب توقفت قليلاً عن السعل وهي تضع يدها علي فمها من اثر الادخنة المنتشرة في الجو، كان جاسم يجلس خلف مكتبه وهو خالع سترته وفاتح ازرار قميصه الي النهاية ومرتخي في جلسته، ولأول مرة في حياتهما معا تري رقية جاسم وهو يدخن بشراهه، اتجهت نحوه وهي تسعل وجثت علي ركبتيها بجواره، لم يشعر بها مطلقاً وكأنه في عالم اخر, عالم يراقب فيه الادخنة المنبعثة من سيجارته بشرود تام، مدت يدها ووضعتها علي فخذيه قائلة بهدوء لتثير إنتابه:-
-جاسم!!!!..

لم تتلقي منه إجابة حيث وضع السيجارة بين شفتيه بشرود، فتنهدت بيأس وهي تنظر حولها لتجد الكثير من عقب السجائر ملقي بجواره وامامه علي المكتب..كمية لاتعقل بالنسبة إلي شخص لايدخن...

هتفت هي بنزق :-
-إيه ده ياجاسم، ايه السجاير دي كلها انت عاوز تضر نفسك، وانت من امتااا بتشرب سجاير اصلاً ،انا عمري ماشوفتها في إيدك!!

نظر لها نظرة جانبية ثم عاود النظر أمامه بشرود وهو يأخذ نفس من سيجارته:-
-أطلعي نامي يارقية..

رقية وهي تسحب السيجارة من يده وتقوم بإطفائها قائلة بجدية :-
-يعني أيه اطلع أنام، عايزني انام وإنت في الحالة دي! تفتكر هيجيلي نوم اصلاً؟!....

ثم ملست علي وجنتيه بحنان قائلة :-
-مالك ياحبيبي؟؟..

جاسم وهو يحملق في سقف الغرفة قائل بكل ماتحمله الكلمة من معنى :-
-تعبااااااااان..

ثم تابع بألم :-
-ماكنتش اد الأمانة اللي ابويا سابها ليا يارقية،اخويااا ضاع وأمي تعبت ضايعتهم يارقية، أهملت في الأمانة لحد ماضاعوا..

ربت علي كتفه قائلة بهدوء :-
-متقولش كده ده نصيب، وإن شاءالله كل حاجه هتتعدل..

إبتسم قائل بنبرة ساخرة :-
-تتعدل!! اه هتتعدل لما اخويا يموت عشان مش عارف يوصل للسم اللي بيشمه، ولما أمي تموت بحسرتها عليه كل حاجة هتتعدل في حياة جاسم..

اردفت بحزن عليه :-
-بعد الشر عليهم أن شاء الله هيرجعوا احسن من الأول..
.
ازاح يدها بهدوء ونهض من مجلسه وهو يخرج قميصه من بنطاله، فظهر في هيئة مرزية عشوائية غير مرتبة نهضت خلفه رقية قائل بنبرة هادئة :-
-يله ياحبيبي اطلع أستريح شوية..

لم يجيبها بل جلس علي طرف المكتب وهو يفك أساور قميصه، وبعد قليل هتف بنبرة غير مهتمه :-
-سبيني واطلعي يارقية..

رقية بإنفعال :-
-قولتلك مش هسيبك وأنت في الحالة دي!!..

إقتربت منه وهي تحثه على السير قائلة :-
-وهتطلع معاياا دلوقتي يله!!..

تفأجئب به يقبض علي ذراعيها بقوة ثم يزيحها بعنف :-
-قولتلك تتطلعي تنامي، يبقي تتطلعي وانتي ساكته من غير كلام كتير ...

تألمت قليلاً وهي تحاول الالتزان ثم وقفت امامه بتحدي قائلة :-
-مش هطلع ياجااااسم ..

اظلمت عينه بغضب وهو يرفع يده في الهواء لتهبط علي وجهها بقوة، اتسعت عينها بصدمة لاتصدق مافعله الإن ،وضعت يدها علي موضع الصفعة وهي تدمع قائلة بإلم :-
-لو ده هيخرجك من الحالة اللي أنت فيها، يبقي اضرب تاااني!!

شعر بوغزة في قلبه، فتنهد بغضب وهو يمسح علي خصلات شعره بضيق، ليمد يده ويجذبها إلى أحضانه ويملس علي ظهرها بحنان قائل بأسف :-
-أسف ياحبيبتي اسف والله ..

سقطت دموعها بغزارة قائلة ببكاء وهي في أحضانه :-
-اول مرة تمد أيدك عليا ياجاسم، بس لو ده هيريحك خلاص...

زاد من عناقها وهو يهتف بألم :-
-واخر مره، يريحني ايه بس ده أنتي وجعتيني أكتر..

حاوطت عنقه قائل ببكاء :-
-هون على نفسك ياحبيبي هون، وانا معاك في كل حاجة..

ثم أخرجت رأسها قائلة وهي تمسح دموعها :-
-يله بقاا اطلع نام واستريح...

إبتسم من بين حزنه قائل :-
-برضه!! مفيش فايدة مصمه أنتي النهاردة...

أبتسمت وهي تهز رأسها بهدوء.. تنهد وهو يفك لها حجابها ويفرد شعرها قائل بحب واحتياج :-
-عارفة أنا محتاج اترمي في حضنك دلوقتي عشان تخففي علياا...

توردت وجنتيها من الخجل، فبعد سنتيمترات وسار وأغلق باب المكتب جيداً، وسحبها من يدها لتتسطح علي الإريكة وهو بجوارها ووضع رأسه علي صدرها لتعانقه هي بيدها الأثنان....

في ظلام الليل، رفع رأسه لينظر في وجهها فوجدها قد غفت، أبتسم وهو يبتعد عنها وينهض ليحملها برفق ويفتح الباب ويسير بها ليصعد الدرج ويدلف إلي غرفتهما، وضعها على الفرأش وجلس بجوارها وشرد بحزن وهو ينظر إلي احشائها، فبداخلها مسئولية جديدة عليه، وضع يده علي أحشائها وهتف بإبتسامه حزينة :-
- ياتري هتيجي تزود عليااا الحمل، ولاهتطلع كويس وتشيل من علياا، ابووك من يوم ماتولد وهو شايل مسئولية غيره..

تنهد بألم :-
-عمري مااشتكيت بس انا محتاج اللي يخفف عليااا دلوقتي، لاني تعبت تعبت اوووي...

*طرق علي الباب ببطء، لتفتح له الممرضة المقيمة مع والدته، ذهلت من هيئته المزريه لكنه هتفت بصوت ناعس :-
-تؤمر بحاجة ياجاسم بيه..

جاسم بنبرة يسودها الحزن :-
-أمي عامله أيه؟؟..

الممرضة بهدوء وهي تنظر إلي الداخل :-
-منامتش عماله تعيط ولا راضية تدوق النوم..

اغمق عينه وفتحها مجدداً وهو يشير إلى الممرضة بالخروج :-
-تقدري تروحي تنامي انتي وانا هفضل معاهاا...

أومأت بالأيجاب وهي تمر بجواره وتغادر..

دلف واغلق الباب خلفه ليسير ببطء وهو يري والدته الممدة علي الفرأش لاحول لها ولاقوة تشيح بوجهها للناحية الأخري وقد تبللت وسادتها من دموعها، ازاح الغطاء وجلس بجوارها ومد أنامله ليمسح دموعها من علي وجهها بعتاب :-
-طول ما انا علي وش الإرض مش عايز اشوف دموعك.. ابويا هيزعل منى كده هيقول اني مش أد الإمانة والمسئولية، ابويااا هيزعل لانك بتعيطي وانا موجود..

حاولت ان تستدير له فوجدت صعوبة في ذالك فقد انعوج فمها وكفها، فزاد بكائها ،نهض من الفرأش وسار للناحية الإخري وتسطح بجواره وهو يقترب إلي حضنهااا قائل بإبتسامه يريد التخفيف عنها رغم معرفته انها مخطئة في تربيتها لحازم :-
-وحشني حضنك اوووي،وهو يعني عشان انا كبرت متحضونيش الفترة دي كلها..

ثم تابع بوجع :-
-أنتي متعرفيش الحضن ده بنحتاجه اد إيه لما نكبر..

شعر بسخونة دموعها علي وجهه فإعتدل وهو يمسح دموعها مجدداً وقبل جبينها قائل بجدية :-
-مش عاوزك تشيلي هم حاجة، ارمي عليا وانا كفيل إني أشيل ارمي عليا ياأمي ماتشيليش..

ثم تابع بألم :-
-متخافيش مش هتهز ، فاكره لما كنتي بتقوليلي انت جبل..

فإبتسم بوجع وبمرارة وربما سخرية قائل :-
-ياجبل مايهزك ريح ����..

أشرقت الشمش لتغمر الأرض ليبدأ الناس في نشاطهم، وفي منزل يمني بعد ذهاب زوجها الي عمله، جلست علي الإريكة لتفتح كتاب الله وتقوم يحفظ ماعليها، ولكنها استمعت إلي قرع الباب نهضت واتجهت نحو الباب وهتفت من خلفه :-
-ميين؟؟..

جاءها صوت جارتها "سهير" قائلة ببكاء :-
-افتحي يايمني انا سهير..

أطمئنت يمني ولكن قلقت وهي تسمع نبرة جارتها الباكية لتفتح الباب سريعاً قائلة بقلق :-
-ايه ياسهير مالك؟؟..

ارتمت سهير في أحضانها قائلة بنبرة مختنقة :-
-بيخوني تاني يايمني!!.

ابعدتها يمني عنها وجذبتها للداخل واغلقت الباب وهي تقول بجدية :-
-اتأكدتي ولا زي كل مرة بتقولي كده عمياني...

اومأت سهير برأسها قائلة بإيجاب :-
-المره دي اتأكدت تليفونه وقع في أيدي عشان اكشفه علي حقيقته..

ثم تابعت بسخط :-
-بقاا الراجل ابقا خادمة ليه ولعياله ويبص بره، اعمل ايه ماهو الواطي واطي..

رمقتها يمني بعتاب قائلة :-
-عيب تقولي علي جوزك كده..

سارت سهير وجلست على الإريكة وهي تلوح بيدها :-
-ياختي كلهم عاوزين الحرق كلهم عينهم زايغه..

ثم تابعت بجدية وهي تمسح دموعها :-
-إلا جمال جوزك الحق يتقال، المنطقه كلها بتحلف بأخلاقه..

ابتسمت يمني وهي تجلس بجوارها قائلة :-
-شوفي ايه اللي ناقصك في بيتك مخلي جوزك يبص بره..

سهير بلهجة متهكمة :-
-ناقصني ايه ده يعلم الله اني بهتم بنفسي وبيتي وعيالي..

ثم تابعت بلهجة ذات مغزى قائلة :-
-وانتي شايفاني زي القمر اهوو اقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك..

ابتلعت يمني ماتلمح له "سهير" فإبتسمت قائلة بثقة :-
-ولما انتي جميله كده ايه لما مخلي جوزك يبص بره ،اكيد في حاجة مش لاقيها فيكي غير الجمال..

فتابعت بجدية :-
-وادي قدام عينك جمال جوزي ولا واحدة تملأ عينه ولاقلبه غيري، لاني احنا مفيش بينا حته الجمال، احنا في بينا عشره وحب واحترام واكيد ده اللي مش عندك انتي وجوزك عشان كده بيبص بره...

ظهر التهكم والغيظ علي وجه سهير، فنهضت يمني بأبتسامة خبيثة قائلة :-
-هعمل حاجة ساقعة تروق دمك..

وسارت وهي تبتسم بإنتصار، فرددت لها الصاغ صاغين فهي ليست رقية وليست شهد تسمع اهانتها وتصمت، هي يمني تقف وتتحدي من يقصد إهانتها..

خرجت رقية من الغرفة بوجهها الناعس، لتبحث عن زوجها مرة ثانية وخصوصاً بعد حالته المزرية أمس، وقبل ان تهبط الدرج سمعت باب غرفة مشيرة ينفتح ويخرج منه جاسم نظرت إليه لتجد عينه يظهر عليها التعب الشديد لانه لم يغمض له جفن طوال الليل، اقتربت منه رقية وهي تغلق ازرار قميصه قائلة بعتاب :-
-شكلك مش نايم طول الليل، ماتتعبش نفسك كده ياجاسم..

تنهد بقلة حيلة :-
-اللي في رقبته ناس مايعرفش طعم النوم يارقية..

ابتسمت بحزن وهي تنظر في عينه قائل :-
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي..

قبل كفها قائل بجدية :-
-هدخل اجهز عشان اروح الشركة..

رقية بخفوت :-
-ارتاح النهاردة وبلاش شركة..

إبتسم جاسم قائل :-
-ياريته ينفع، ما انا قولتلك ماينفعش حاجة في رقبتي اسيبها ولا ارتاح منها..
قبل أن ينصرف تمسكت به قائلة علي عجالة ورجاء :-
-طب افطر الأول..

ربت علي يدها قائل بهدوء :-
-انا كده كويس متقلقيش...

نظر لها وهو يريد ان يطلب منها شئ ولكن لسانه عجز، كيف له يطلب منها الاعتناء بمن أساءت إليها، فهمت رقية صمته فتحدثت بإبتسامه :-
-متقلقش ماما مشيرة في عيني..

انشرح قلبه ووجها واقترب ووضع قبلة علي جبهتها وإنصرف...

-في مصحة الإدمان..

اقتحم الممرض غرفة الطبيب المعالج وهو يهتف بفزع :-
-الحقنااا يادكتور حازم انتحر...

يتبع....

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#9

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن.. الجزء الثاني

أنظاره متسلطه علي الخارج من خلف الشرفة المتواجدة في غرفة شقيقه بمصحة الإدمان، كانت مقلتيه شاردة تائهة يشعر بإرتجاف جسده بالكامل، لايدري كيف وصل إلى هنا، فعندما جائه إتصال هاتفي صرخ فيه الطبيب المعالج "حازم انتحر ياجاسم بيه الحقنا" صدمة جعلت جسده عاجز عن رد اي فعل، وبعد ثواني اندفع بقوة من مكتبه راكضاً إلي شقيقه، كانت سوف تنقطع أنفاسه وهو يهرول بكامل قوته.. وكأنه أب يسعي لنجأة فلذة كبده، هدأ قليل عندما وصل وإستمع جملة سعيدة "الحمد الله قدرنا نلحقه" ابتسامة سعيدة ظهرت علي ثغرة مع تصبب عرقه وزيادة ضربات قلبه.. إستند على الجدار وهو يبتلع ريقه بصعوبة..

اغمض عينه وفتحها مجدداً وهو يهتف بألم وأنامله ترتجف:-
-مش كفايه كده علي أخوك!!؟..

لم يسمع رداً من شقيقه الراقد علي الفرأش وساعده مرتخي وقد التف عليه لفافة بيضاء تتوسطها بقعة حمراء نزفت من شريانه عندما قرر إنهاء حياته بهذه الطريقة، ومن الناحية الأخرى ساعده الآخر مرفوع إلى أعلى ومقيد بكلابشات وكأنها مانع له لأي حركة جنونية تصدر منه قد تؤدي إلى نهاية حياته.. استقبل حازم ذالك بدموع تسقط بغزارة على وجهه وشهقات متتالية تتعالي،وشهقات حازم خير رد علي حديث جاسم..

إلتفت جاسم واقترب منه، ليجلس بجواره وقد احتد نبرته قائل :-
-برضه مش هتخرج من هناا يا حازم غير لما تتعالج..

نظر له حازم بيأس وكأنه يخبره بإستسلامه التام..

تحدث حازم من بين شهقاته قائل بضعف:-
-أ ا أنت السبب!!!

أتسعت عين جاسم وهو يردد بذهول :-
-أنااااااااا..

أومأ حازم برأسه إيجاباً وهو يتابع :-
-معرفتش تصاحبني، معرفتش تخليني زيك، معرفتش في يوم تقعد معايا تنصحني وتوجهني، دايماً كنت ساخط عليا وعلي أفعالي من غير ماتحاول تصلح مني..

زاد بكائه قائل بتألم :-
-أنا ملقتش حد يحتويني ويخليني بني أدم كويس ورفضت...

رمش جاسم بعينه عدة مرات وهو يسمع الإتهامات التي يلقيها ويوجهها إليه شقيقه..

حازم بنبرة ساخرة:-
-أمك تدلع وأنت تقسي، ومش عارفين انكم غلطانين انا محتاج احتواء مش أكتر..

تحدث جاسم بتبرير لموقفه:-
-انا كنت بقسي عليك عشان خاطر مصلحتك!!..

إبتسم حازم بوجع وهو يشير بعينه إلي الكلابشات ثم يده المصابة :-
-وأدي نتيجة قسوتك، استحمل بقا ياخويااا...

صاح جاسم بغضب :-
-هو أنا اللي قولتلك روح شم!!..

هز حازم رأسه عدة مرات بالنفي قائل بندم :-
-لا انا اللي سلمت نفسي ليها عشان تخليني كده...

أنتبهت حواس جاسم الان وهو يضيق عينه بشك قائل:-
-مييين دي؟!..

إبتلع حازم ريقه وهو يشيح بوجهه للناحية الأخري وقد ظهر عليه الإرتباك..

اخذ نفس عميق قبل أن يتابع بجمود:-
-صافي الراقصة..

اتسعت عين حازم وهو يحرك رأسه ببطء نحو جاسم قائل بتلعثم :-
-أآ أنت تعرفها؟!..

التوي ثغر جاسم بسخرية وهو يهتف :-
-هي مش تبقي مراتك ولاايه..

اخفض حازم عينه دون جواب، فهز جاسم رأسه بخيبة أمل...

تنهد جاسم ونهض وسار نحو الباب فسمع صوت حازم يهتف برجاء :-
-خلصني منها ياجااااسم...

لم يلتفت جاسم وعلق بجدية :-
-اديك انت اللي ضيعت نفسك يوم مارميت نفسك في حضن حربايه زي دي..

ثم اغلق سترته ورحل... وأثناء سيره في الممر وقف أمامه الطبيب المعالج قائل بغضب:-
-حازم النهاردة كان هيودينا في داهية بسبب عملته دي ولتاني مرة بقول لحضرتك مينفعش احبس واحد معندوش إرادة هناااا وكمان نكلبشه دي مش من قوانين المصحة نستخدم العنف ...

جاسم بإنفعال:-
-وانا قولت مليوون مره هيتعالج غصب عنه، وبعدين ازاي الآلة الحادة اللي عور نفسه بيها دي دخلت الإوضة عنده ازاي..
توتر الطبيب وهو يجاوبه:-
- د دخلت آآآآآآل.....

قاطعه جاسم بجمود:-
-انا مش هسمح بغلطة زي دي تتكرر تاني.. عمر اخويا مش لعبه مفهوم..

أوما الطبيب برأسه سريعاً وهو يعدل من وضعية نظارته الطبية...

استقل سيارته ونظر أمامه بعيون تلمع بالشر والوعيد ثم هتف بإبتسامة غير مريحه :-
-حلو اووي كده ياست صافي، اللعب دلوقتي بقا علي المكشوف...

ثم التقط هاتفه ليجري مكالمة هاتفية هامة...

-في قصر الراوي..

حاولت الممرضة إطعام مشيرة بشتي الطرق ولكنها فشلت بسبب بكاء مشيرة وكأنها طفلة صغيرة، فمن يصدق أن السيدة المتعجرفة يكون هذا مصيرها!!! اصبحت عاجزة حتى عن ترفض رغبتها في الطعام وبدأت تهز رأسها بأعياء شديد مع نوبات بكائها.. إبتعدت عنها الممرضة وقد يأست والتفتت إلي هدي بيأس التي عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بنفاذ صبر :-
-جرا أيه يامشيرة أنتي عليه صغيره عشان نفضل نحايل فيكي كده..

فتابعت الممرضة بجدية:-
-لازم نخليها تأكل بأي طريقة ده الدكتور لو عرف انها لحد دلوقتي مش أكلت حاجة هيطين عيشتي..

وفي هذا الحين دلفت رقية على استحياء وسارت نحو فراش مشيرة وهي تبتسم قائلة بخفوت :-
-ألف سلامة عليكي ياطنط..

توقفت مشيرة عن البكاء وتحولت نظراتها إلى الشر وظهر علي وجهها علامات الرفض فهي ترفض وجود تلك المنبوذة معهم وتراها وهي عاجزة هكذا، فهي لاتسمح لرقية بلحظة انتصار عليها أوفرح.. فكبرياء مشيرة هانم لايخضع أمام الدميمة..

اقتربت منها رقية ولكنها فوجئت بها تريد الصراخ وتحاول تحريك ذراعيها ولكنها عاجزة، وقفت رقية حائرة فى أمرها، فإقتربت هدي لتجذبها بقوة قائلة بغضب :-
-أمشي اطلعي بره يله..

رقية بتبرير :-
-أ اانا جاية اطمن عليها..

دفعتها هدي للخارج وامسكت الباب ثم قالت بتعالي:-
-ميشرفهاش إن واحدة زيك تتطمن عليها...

ثم أغلقت الباب في وجهها بقوة، لتغمض رقية عينها بألم بعدما ترقرت بها الدموع، فتحت رقية عينها واتجهت بغضب نحو غرفتها وهي تدمع لتجذب حقيبة سفر كبيرة وتضع ملابسها بداخلها فقد عزمت على الرحيل...

-في حديقة الراوي...

ابتلعت شيري ريقها قائلة بصعوبة :-
-أ أمي متجوزه حازم!!..

حنين بإمتعاض :-
-ايوه، وجات هنا وبهدلت الدنيا..

لمعت عين شيري بالدموع وهي تهتف بإختناق :-
- آآ ليه عملت كده...

حنين بلهجة حادة:-
-والله ابقي اسأليها ودي حاجة متوقعة من واحدة بتعرض جسمها للن-----

لم تكمل حنين جملتها فأشاحت بوجهها للناحية الإخري..

هبطت دمعة علي وجه شيري وهي تقول بوجع:-
-كملي ياحنين قولي وعايريني بأمي الراقصة...

حنين بتافف:-
-انا مقصدش بقا...

خرجت رقية من القصر وهي تجر حقيبتها، فلمحتها حنين فنهضت بتعجب وصاحت :-
رقية يارقية...

وقفت رقية وهي تمسح دموعها لتسير نحوها حنين وخلفها شيري التي تمسح دموعهاااا....

وقفت قبالتها حنين وهي تنظر بتعجب إلى الحقيبة قائلة :-
-إيه يارقية الشنطة دي انتي رايحه فيين؟؟

رقية بجمود:-
-رايحه بيت ابوياا...

وقبل أن تتحدث حنين ضحكت شيري بإستهزاء قائلة :-
-إيه يارقية وحشتك العمارة واوضة البواب، تؤتؤ ملكيش حق حد يسيب القصر ده ويحن لبيت الفيران اللي كان عايش فيه...

التفت حنين لها قائلة بجمود:-
-اسكتي ياشيري إيه الكلام ده...

تحدثت رقية بشجاعة وجدية :-
-بيت الفيران ده انضف ميت مره من قصر اللي فيه نفوسهم مش نضيفة...

شيري بلهجة ساخرة :-
-المفروض ياحنين تختاروا الناس اللي تسكن معاكم مش ناس من الشارع..

رفعت رقية سبابتها قائلة بجمود :-
-احترمي نفسك ومتنسيش إن ممكن اطردك من هنا لأن ده بيتي...

ضحت بوضاعة قائلة:-
-بيتك!! وده من امتاااا شكلك نسيتي انك كنتِ بوابة عندنا بتشيلي الزباله بتاعتنا وشغالة عندنا...

ثم اقتربت منها لتمسك ملابسها قائلة بتعالي:-
-ونسيتي فستاني اللي كنتِ بتلبسيه بعدي لما ازهق منه عشان اشتري الجديد...

ثم همست بإذنها قائلة بنبرة قاصدة اهانتها:-
-لما كنتِ صغيرة يارقية لبس العيد الجديد بتاعك، كان بيبقا اللبس بتاعي القديم...

ثم أبتعدت وهي تملس علي وجه رقية قائلة بضيق :-
-تؤتؤ معقول جاسم يكون مش بيقرف من ده...

ترقرت الدموع في عين رقية لتغمض عينها وهي تجاهد منع سقوطها، فرفعت يدها اليمني لتهبط علي وجه شيري بقوة، الجمت الصدمة شيري وهي تضع يدها علي وجهها، لتتحدث رقية بجمود:-
-ده قلم مني عشان غلطي فيا، وعاوزاكي تستني قلمك من ربنا وهيبقي احسن قلم عشان تعرفي تتريقي عليا..

ثم تابعت بإيمان:-
-يمهل ولايهمل.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#10

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل التاسع..

إمتلأ المغطس بالمياه الدافئة التي يغزوها الورود الناضجة، فمدت رقية يدها لتغلق صنبور المياه ذو اللون الذهبي، ووضعت كمية من معطر الماء برائحة الورد أيضاً،وقامت بتقليل إضاءة المرحاض لتصنع جو هادئاً يريح الأعصاب ويزيح الهموم إستعداداً لعودة زوجها من العمل، خرجت من المرحاض وعلي ثغرها إبتسامة راضية فربما كانت سوف ترتكب خطأ برحيلها عن المنزل وترك زوجها وهو يثقل علي صدره الهموم!!. وقفت أمام المرآة تتأمل هيئتها المختلفة فكانت ترتدي قميصاً أبيض اللون وتفتح بداية أزراره لتكشف عن مفاتنها كما ارتدت أيضاً جيب سوداء قصيرة وقامت بجمع شعرها كذيل حصان وتركت خصلتين ينسدلا بجوار أذنها، فهي قررت الاعتناء بزوجها اليوم وتقدم واجبها كزوجة لتخفف ألمه، فقررت اليوم تكون فتاة المساج التي سوف تترك أناملها ترتب على ظهر زوجها بحنان..

-في غرفة مشيرة..

فالسيدة هدي لاتبقي علي عزيز، بعد رفض مشيرة تناولها الطعام تأففت هدي ونهضت من مجلسها لتجذب الممرضة
ساعديها بعيداً عن أنظار مشيرة وهمست بإذنها بشئ ما، ظهر الإرتباك علي وجه الممرضة وهي تهتف بقلق:-
-بس ده ماينفعش في دوا بعد الأكل لازم تاخدوه..

هدي بصرامة :-
-أنا عاوز الراحة لينا، بدل وجع القلب ده كل يوم واحنا بنتحايل عليها عشان تاكل..

وزعت الممرضة أنظارها بين هدي ومشيرة وأومأت برأسها بتوتر، وهي تسير نحو حقيبة عملها لتخرك ماهو مطلوب وتسحب في سن الإبرة، لتتجه إلي مشيرة الباكية وتكشف عن ساعديها لتغرز الإبرة في ذراعها بحذر وتبتعد عنها أغلقت مشيرة عينها وفتحتها عدة مرات وفي المرة الإخيرة إستسلمت للنوم بفعل السائل الذي سار في جسدها..

زفرت هدي بإرتياح وهي تهتف موجهها حديثها إلي الممرضة :-
-كل مرة تعترض معاكي فيها كده خليها تنام بالطريقة دي..

أومأت الممرضة بإيجاب لتغادر هدي وبعد مرور الوقت يدلف جاسم للإطمئنان علي والدته فوجدها غارقة في نومها وقد تركت الدموع أثر على وجنتيها، تنهد وهو يقترب منها ليقبل جبهتها برفق ويدثرها جيداً بالغطاء، ثم اعتدل في وقفته قائل بجدية وهو يرمق الممرضة بملامح جادة :-
-أخبارها أيه بتأخد الدوا في ميعاده وبتأكل..

أبتلعت الممرضة ريقها وهي تهتف بتلعثم :-
- ط طبعاً يا جاسم بيه، وإن شاء الله تقوم وتبقي كويسه..

أومأ جاسم برأسه وإستدار لكي يغادر ولكنه سمع صوت الممرضة قائل بحذر :-
-متقلقش دي في عنيا ياجاسم بيه..

لم يعطيها جاسم جواباً ورحل، لتتنفس الصعداء وتجلس موضعها..

دلف غرفته ليتفأجي بتلك التي تركض نحوه وهي في ثوب جديد، عقد مابين حاجبيه بتعجب ولولا دخوله غرفة والدته لظن أنه دلف قصراً أخر، اقتربت رقية منه لتقف على أناملها وتقبل وجنتيه قائلة بحب:-
-حمد الله علي سلامتك ياحبيبي..

جاسم بنبرة متعجبة:-
-الله يسلمك..

مدت يدها لتخلع سترته وتفتح أزرار قميصه قائلة بإبتسامة :-
-أنا حضرتلك حمام هيروق أعصابك ويخليك فريش كده..

أبتسم بسخرية :-
-ومن أمتا الدلع ده بقااا..

أنتهت من فتح أزرار قميصه قائلة بعتاب :-
-أخص عليك هو أنا مش بدلعك يعني..

جذبها من يدها وادارها ليحتضنها من الخلف قائل بنبرة ذات مغزي :-
-وهو دلعك ليااا إنك عاوزة تسيبيني..

اتسعت عينها وعضت علي شفتيها بحرج دون أن تتفوه بكلمة...

جاسم بتسائل وهو يعبث في شعرها :-
-عاوزة تسيبيني ليه يارقية؟؟..

تنحنحت وهي لاتعرف بما تجيبه قائلة بتلعثم :_
-آآ أنا كنت بس - - - -..

قطعت حديثها ووضعت عينها في الأرض قائلة بخفوت:-
-عرفت إزاي؟؟..

إبتسم بخفه وهو يجاوبها :-
-مفيش حاجه بتحصل هناا مش بعرفها..

ثم ضيق عينه قائل بخبث :-
-زي ماعرفت القلم اللي علم على وش شيري كده..

إستدارت برأسها قائلة بغضب :-
-تستاهل عشان غلطت فياا..

أومأ جاسم برأسه قائل بجدية:-
-طبعاً تستاهل اللي يغلط يتعاقب وكويس إنك عرفتي كده..

صمتت مرة ثانية ليمسك كفها ويرفعه في مستوى فمه ليضع قبلة عليه قائل بنصف إبتسامة :-
-لتاني مرة هقولك يارقية دافعي عن وجودك في حياتي ماتهربيش ووجهي..

ثم انتقل بيده الإخري ليضعها على أحشائها :-
-ودافعي عشان ده، دافعي عن وجودك في حياة جاسم وابن جاسم..

ثم تنهد قائل بعمق :-
-ولاجاسم ميستاهلش إنك تحاربي عشانه!!..

لمعت عينها بالدموع وهي تجاهد للتحدث قائلة بصدق مع إبتسامة :-
-يستاهل!! ده جاسم يستاهل كل حاجه حلوه في الدنيا، الحلو كله لعينك..

أقترب منها أكثر ليحتويها في أضلاعه ويقرب شفتيه من شفتيها ليتذوق الحلو التي تقدمه له ويستحقه، ليغرق في بحرها وتسير هي مع الإمواج، فهنا يمتزج مشاعرهما في قبلة تنهي العتاب، استمرت قبلته لفترة طويلة وابتعد لحاجتهما للهواء، تحدث وهو أنفاسه سريعة قائل بإحتياج واضح في نبرته:-
- ده اكتر وقت أنا محتاجلك فيه يارقية اوعي تبعدي عني!!

إبتسمت بحب وهي على مسافة قريبة منه قائلة :-
-حاضر ياحبيبي...

ثم تحدثت علي عجالة وهي تجذبه :-
-يله بقااا خش خد شاور..

ثم نظرت في عينه قائل بدلال :-
-عشان تستعد لجلسة مساج روكا..

-في المرحاض..

ظهرت في عينه نظرة إعجاب وهو يتأمل الجو الذي صنعته من أجله، بالتأكيد هو لاينسي شقيقه ووالدته ولكنه يحتاج إلى هذا الإنتعاش، خلع ملابسه واحدة تلو الأخرى، وألقي بجسده في المياه الدافئة ليرتخي جسده وتهدي أفكاره قليلاً، وبعد مرور الوقت إنتهي وقام بلف منشفه حول خصره وخرج ليجد رقية تجلس علي الفراش وهي تهز ساقيها العاريتين وتمسك بيدها شيء مستطيل الشكل مزين بالورود وبداخله بعض أنواع مرطبات للبشرة وزيوت للمساجد، نظرت إلي الفرأش ثم غمزت له بعينها ليتوجه للفراش، وبالفعل توجه وتسطح عليه واستلقي على باطنه وعقد ساعديه وسند وجهه عليه قائل بأبتسامة :-
-يله أبدئ ياقلبي..

نهضت وهي تتمايل في خطواتها لتجلس بجواره وتقوم بوضع المرطب علي ظهره وتبدأ هي في تحريك أناملها بسهولة ويسر، لم تكن متمكنة ولكنها حاولت من أجله، رغم أنها لاتجيد كيفية المساج لايستطيع نكران شعوره بالراحة والإسترخاء أثر لمساتها...

فتحدث مداعباً وهو يدعي الضيق:-
-تؤتؤ مش عارفة تعملي مساج يارقية!!..

توقفت أناملها عن الحركة وعضت على شفتيها بغضب قائلة :-
-اه طبعآ لازم تقول كده عشان اطلع مش بعرف وتروح انت للفنادق للبنات المايصه العريانه دي!!..

إلتفت جاسم وهو يمنع نفسه من الضحك قائل وهو يتسطح علي ظهره وقد غمز بعينه وهو يشير بعينه الثانية إلي ملابس رقية العلوية الكاشفة:-
-وانا اروح اتفرج علي العريان ليه، والعريان اهو قدامي..

نظرت له نظرات نارية، ثم إغلقت أزرار قميصها سريعاً بحياء، اعتدل وهو يمد يده ليفتح ماغلقته وهو يرمقها بخبث قائل بجدية:-
- طب بذمتك حد يسيب حلاله عشان يروح يتفرج على حرام...

رمقته بصمت دون أن تتفوه بكلمة. لايعرف سر صمتها المفاجئ، فرفع حاجبيه بتفكير فابتسم وهو يجذبها مرة واحدة لتتسطح علي الفرأش ويجثي هو فوقها قائل بمكر:-
-أنا هعلمك المساج بيتعمل أزاي؟؟

رقية بنزق وهي تجاهد لإعتدال:-
- أوعي كده بس طيب!!

هز رأسه عدة مرات بالنفي قائل بتصميم :-
-لا لازم تتعلمي المساج بيتعمل أزاي..

وقبل أن تتحدث مرة ثانية مد يده أسفل قميصها وعلي ثغره إبتسامة غير مريحة، ليبدأ مرة واحدة في دغدغتها لتتعالي ضحكتها وهو يتتلوي قائلة بضحك :-
-بس ياجاسم بغير والل--

قطعت حديثها بتعالي ضحكتها مرة أخرى وهي تحاول إبعاد يده، وقد أدمعت عينها فصاحت بضحك :-
-بس ياجاسم أنا حامل بقااا..

توقف عن مايفعله وهو يضحك علي هيئتها، لايعرف مالذي بداخله يجعله يسعد لرؤيتها سعيده ضاحكة، أقترب من شفتيها مرة أخرى ليقبلها ثانياً، وقبل أن يأخذها إلي عالمه الخاص دفعته بقبضتها وهي تلملم شتات نفسها قائل بنفي :-
-لالا التلات شهور لسه مخلصوش..

عض علي شفتيه بغضب فقد نسي ذالك نظر إلي أحشائها قائل :-
-يادي التلات شهور دوول يكونش البيه اللي جوه بيحضر دكتوراه ومش عاوز إزعاج...

وضعت يدها علي فمها ضاحكة بشدة علي حديثه، ليرمقها هو بسخط، فهدأت وهي تمسك كفه بحنان قائلة بجدية :-
-هو الموضوع ده مضايقك بجد، لا ومتضايق يبقى خلاص ماشي أنا موافقة...

رمقها بجمود وهو يضغط علي يدها قائل :-
-يعني عندك أستعداد لكده..

هزت رأسها بإستسلام لرغباته، فتنهد وهو ينهض من الفرأش، لتعتدل وهي تضع يدها علي أحشائها بحرص فقد ألمتها بعض الشئ من دغدغذ جاسم، فراقبته وهو يتجه نحو غرفة الخزانة ليخرج ملابس له ثم إلتفت لها قائل بجدية :-
-وهو أنتي تفتكري إني أنا ممكن اغامر واتسبب في أذيتك أنتي واللي في بطنك عشان خاطر متعتي!!..

فركت كفيها معاً بحرج، فأبتسم إبتسامة خفيفة قائل :-
-انا مش قذر لدرجة دي يارقية ولا حيوان بتتحكم فيه شهوته،أنا عارف إنك عاوزة تخرجيني من اللي انا فيه وانا مقدر ده، بس أوعي تسعديني بألمك لأني أنا عمري ماهرضي ولاهسمح لنفسي إن اكون سعيد علي حساب وجعك!!!..

ثم نظر أمامه ليتابع ماكان يفعله، لتبتسم هي بعشق تمكن منها، أي عشق يستحقه هذا الرجل!!..

مرت الإيام وساءت حالة مشيرة فكلما تستيقظ جائعة وقبل أن تحاول التعبير بذالك تفأجئ بالإبرة التي تغرس في ساعدها ، فإصبحت تتغذي علي المحلول الطبي الذي يعلق لها أحياناً، لاتعلم لماذا تتعاقب بذلك لكونها كانت ترفض الطعام هذا لايعني انها تحرم منه.. لاتعلم أنا وراء ذالك هدي التي لاتريد الجدال معها وتقوم بإرهاق نفسها، دلفت رقية أكثر من مرة فقد قررت فعل ذالك من أجل زوجها ولكن في كل مرة تجد مشيرة نائمة مما أدى إلى تسلل القلق والشك في قلب رقية، وفي ذالك يوم دلفت رقية إلى غرفة مشيرة لتجدها نائمة كالعادة، فرمقت الممرضة بجمود :-
-هي على طول نايمة كده!!.

الممرضة بكذب :-
-أهاا هي بتأخد الدوا وبتنام.

شعرت رقية بريبة في الموقف، فنظرت إلى مشيرة قائلة بجدية :-
-ده ماينفعش إنها تفضل نايمة كتير كده..

الممرضة بنبرة الكذب :-
-دي تعليمات الدكتور، وهو ادري مني ومنك..

سمعت رقية صوت أنين منخفض يأتي من فراش مشيرة فأسرعت لها لتجدها فتحت عينها وتبتلع ريقها بصعوبة، فتحدثت رقية بإبتسامه :-
-حمد الله على سلامتك، عاوزة حاجة؟؟ ..

ظهر على وجه مشيرة الرفض لرقية، فلم تستسلم رقية وتابعت بجدية :-
-جاسم موصيني عليكي وهيفرح اووي لما تتطلبي مني حاجه وتبقي كويسة..

هزت رأسها مشيرة بالكره والرفض مرةً ثانية، تنهدت رقية مع إبتسامة :-
-أنا عارفة إنك مابتحبنيش وده حقك، بس انا هفضل هنا معاكي اطلبي مني اللي انتي عاوزاه ومش هطلب منك تعامليني كويس ولاتحبيني كفاية عليا أخدمك...

وزعت مشيرة أنظارها بتفكير، فتحدثت رقية بحماس :-
-عاوزة أيه تحبي أجبلك تأكلي..

فكرت مشيرة سريعاً فأومات برأسها عدة مرات لتبتسم رقية بسعادة وهي تسرع في خطواتها، لتتنهد الممرضة بيأس هبطت رقية إلى أسفل قائلة بصياح :-
-دادة صباح عاوز أكل طنط مشيرة؟؟

الخادمة صباح بإبتسامة :-
-من عنيا تحبي أعملها أيه تأكله..

رقية ببساطة :-
-الأكل اللي الدكتور سامح بيه وبتعملوه كل يوم..

ثم ضيقت عينه بتفكير :-
-هو انتو مش بتعملوا أكل ليها ولا أيه؟؟ ..

دلفت رقية وهي تحمل الطعام الصحي وهي ترمق الممرضة بجمود وضعت رقية الطعام علي المائدة الصغيرة، لتعتدل وهي تعقد ساعديها أمام صدرها قائلة بلهجة امر:-
-تقدري تتفضلي دلوقتي، انا اللي هاخد بالي منها وهراعيهاا..

الممرضة بتوتر:-
-بس انا المسئولة عنها ومتكلفه بكده من الدكتور والمستشفى..

رقية بجمود :-
-لا معلش أنا هطمن عليها كده اكتر..

شعرت الممرضة بالريبة والحرج فأخذت حقيبتها وغادرت لتسير رقية نحو مشيرة وتساعدها في الإعتدال بصعوبة وبعد قليل تمكنت من فعل ذلك، لتشعر مشيرة بقلة الحيلة والعجز وهي تتألم، وضعت رقية الطعام أمام وبدأت في إطعامها ببطء حتي تستطيع إبتلاعه، كان تأكل منها مشيرة بنهم شديد لشعورها القوي بالجوع وهي تقاوم لكي يدخل الطعام في فمها الأعوج ، شفقت عليها رقية وهي ترأها في هذة الحالة.. بعد انتهاء رقية من إطعامها أزاحت الطعام من أمامها وتنظف لها بجوار فمها قائلة بإبتسامة :-
-ألف صحة وهنا على قلبك..

ساعدت مشيرة علي التسطح، قائلة بحذر :-
-أنا هفضل جمبك النهاردة عشان لو عوزتي حاجة، ده بعد إذنك طبعاً..

وضعت مشيرة رأسها على الوسادة وأومأت برأسها إيجاباً، لتبتسم رقية بأمل ...

-في مصحة الإدمان..

تقبل حازم فكرة العلاج أو لم يجد حلاً غير الإستسلام فتعامل مع الإمر علي طبيعته، فجلس اليوم في المطعم المخصص لطعام المرضي يتناول الطعام وسط عدد كبير من الشباب والفتيات الذي دمرهم ذالك المادة السامة، أبعد حازم عنه صحن الطعام فهو لايمتلك شهية مطلقاً فرك مقدمة رأسه بإعياء ليتفاجئ بالمقعد الذي أمامه تجلس عليه فتاة ذات شعر بني علي طريقه الكيرلي وعيون خضراء وبشرة شاحبه، هتف حازم بتعجب:-
-أنتي ميييين؟!..

وضعت الطعام في فمها قائلة بعدم إهتمام :-
-عهد اليمن!!..

ثم تابع بحنق :-
-ايوة وبتعملي أيه هناا؟؟ ..

رمقته بسخط وهي تلوح بشوكتها:-
-سؤال غبي؟! علي مااعتقد إنك جاي تتعالج من الإدمان مش بتحضر ماجيستر هناا..

حازم بغضب:-
-انا قصدي بتعملي أيه على الطرابيزة بتاعتي..

عهد ببرود :-
-زي ماأنت شايف بأكل..

ثم تابعت بتخمين:-
-مش انت اللي انتحرت من قريب..

شعر حازم بوجود خطب مااا، فتابعت بجدية وهي تترك الطعام :-
-تعرف انك زيي اكييد اهلك جابوك غصب عنك عشان كده حاولت تنتحر، بس الفرق إني أنا استجابت من غير محاولة إنتحار..

رمقها حازم بسخرية وتهكم دون أن يتفوه بكلمة..
أقتباس...

حركت شعرها بإنوثة رغم شحوب بشرتها وعينها قائلة بتنهيدة :-
-تفتكر انا ليه ماهربتش؟؟..

ظهر علي وجهه علامات الإستفهام وربما تكون علامات الغباء قائل بإندفاع :-
-عشان غبيه هتنفذي رغبتهم وتسعديهم ،وتحرمي نفسك من مزاجك!!..

تقبلت حديث الفظ قائلة بإبتسامه وهي تؤمي برأسها إيجاباً :_
-إنا ماهربتش عشان عايزة ابقاا واحدة كويسة، انا هنفذ اللي هما عاوزينوا عشان لما اعاتبهم يبقي انا الطرف اللي الموجب اللي اداهم ومحرمهمش زي ماعملوا...

رمقها بعدم اهتمام وأخذ صحن طعامه، وقبل أن يرحل أمسكت بيده وقد قامت بتغير الموضوع قائلة بإبتسامه بريئة علي ثغرها أو ربما إبتسامة مجنونة :-
-هتقوم قبل ماتعرف انا ليه اسمي عهد اليمن؟!!!..

وبعدما انتهت من جملتها، أطلق سبه في نفسه وهو يلعن هذا اليوم الذي ظهرت فيه هذه المختله العقلية!!!..

-في الملهي الليلي...

قامت صافي بتبديل بدلة الرقص الخاصة بها بعد إنتهاء فقرتها، وسارت بحذائها ذو الكعب العالي لتسند علي إحدى الطاولات قائلة بميوعة:-
-يله ياعامر بيه..

نفث عامر دخان سيجارته في الهواء وارتشف من كأسه قائل برغبة:-
-يله ياصافي!..

ثم نهض ووضع بعض الورقات النقدية علي الطاولة ليحتضنها ويسير بها إلى الخارج واستقل سيارته متجهه إلي حيث منزله..

فُتح الباب ليدلف بها ويغلقه خلفه خلع سترته وإلتفتت لها قائل بإبتسامة :-
-تحبي تأخدي كاس..

خلعت سترتها الجلدية وجلست وهي تضع ساق فوق ساق قائلة :-
-ماااشي نشرب..

إبتسم بمكر واتجه للبار ليسكب النبيذ الأحمر في كاسين ويعود لها ويجلس بجوارها تناولت منه الكأس بدلال قائلة :-
-هعيشك ليلة ولا الف ليلة وليلة النهاردة..
.
إبتسم بخبث وهو ينظر لها :-
-ده انا اللي هعيشك أجمل ليلة النهاردة..

ضحكت بميوعة وهي ترتشف الخمر وعامر يدقق النظر بها قائل :-
-أشربي ياصافي أشربي..

فرغ الكأس وشعرت بثقل في رأسها تشوهت الرؤية لديها ليسقط الكأس من يدها ويرتخي رأسها على الاريكة..

*افاقت لتجد نفسها عارية تماماً في الفرأش بحثت حولها عن عامر التي تتذكر أنها جاءت معه أمس ولكن بلا جدوى، فأعتدلت وهي تسمح ضوضاء وصراخ في الخارج وقبل أن تصدر أي رد فعل انفتح الباب عليها ليدلف ضابط وخلفه مجموعة من العساكر، إنخلع قلبها من مكانه وإتسعت عينها بذهول، رمقها الضابط بإشميئزاز قائل بلهجة أمر:-
-لفوها بالملاية وهاتوها علي البوكس..

يتبع....

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#11

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل العاشر..

في قسم الشرطة..

فُتح الباب ليدلف منه العسكري وهو يجذب صافي التي تخفي جسدها بملاءة الفرأش وتبتلع ريقه وهي تنتقل ببصرها في الغرفة بهلع، حتي وقعت عينها علي الرجل الجالس يعطيها ظهره، وقد نهض الضابط قائل بلهجة رسمية :-
-أنا هسيبك براحتك ياجاسم بيه!!..

شعرت بقشعريرة تسري في جسدها عندما تفوه الضابط بأسم جاسم!! أومأ جاسم برأسه دون أن يتفوه بكلمة فغادر الضابط ونهض جاسم بهيئته الوقورة وإستدار بجسده كاملا، ورمق صافي بنظرات تحمل الشماته والفرح فهتف:-
-إيه رأيك في المفأجاة دي بقاا ياصافي..

نظرت له صافي هاتفه بصدمة :-
-هو أنت ورا اللي حصلي ده؟؟..

هز جاسم رأسه بالإيجاب قائل بإبتسامة :_
-أكيد طبعاً هو حد وعدك أنك هتروحي في داهية غيري؟؟..

هتفت صافي بغضب :-
-انت فاكر نفسك أيه، أنا أعرف ناس يخرجوني بتليفون من هنا، وكمان عامر بيه مش هيسبني..

ضحك جاسم بقوة علي حديثها فأردف:-
-أنتي تقصدي عامر بيه اللي أنا بعته ليكي عشان يوقعك في المصيدة أكتر..

اتسعت عينها بذهول وهي تتلقى الصدمة الثانية قائلة :-
-أيه ع عامر بيه تبعك!!..

فتحولت نظراتها للشراسه والكره هاتفه :-
-أنا هفضحكم وهقول إني أنا أبقا مرات أخوك، وشوف بقا سمعتكم هتبوظ ازاي في السوق ياأبن الراوي..

اقترب جاسم منها قائل ببرود :-
-أعلي مافي خيلك أركبيه، وريني هتثبتي جوازك ده أزاي..

تحدثت صافي بثقة:-
-الورقتين اللي اخوك ماضي عليهم معايا، اقدر اووي ابعت حد يجبهم..

تصنع جاسم الحزن قائل :-
-تؤتؤ هو أنا ماقولتلكيش!! ازاى بس نسيت حاجة زي دي، مش عامر بيه سرق الورقتين من شنطتك لما خدرك ورماكي في السرير..

ألجمت الصدمة لسان صافي فأغلق جاسم سترته وهو ينوي الرحيل قائل بإبتسامة ساخره:-
-أتمنالك حياة سعيدة في السجن ياصافي..

ثم سار عدة خطوات ولكنه تذكر شئ فإستدار قائل بجدية:-
-اهاا نسيت اقولك، الشقة اللي جابوكي منها دي مكتوبة بإسمك يعني مش قضية واحدة ولا اتنين تؤتؤ دوول تالته..

ثم رفع كفه وقام بالعد عليه قائل بعيون تلمع بإنتصار:-
-قضية أداب، قضية تسهيل الدعارة، واخر قضية بقا واحد صاحبي رفعها عليكي قبل ما اجي هنا وهي إن بدلة رقص بتاعتك تخدش الحياء العام..

أستمعت لحديثه ليهوي جسدها علي أقرب مقعد وقد أختلط وجهها بالألوان وهي تزيح شعرها بعنف للخلف، راقبها جاسم بتسلية وإنتصار ثم هتف بقسوة وجمود :-
-دي أخرت اللي يأذي حد يخص جاسم الراوي، ويبقى حظه أسود اللي يشوف رد فعله هيبقي عامل أزاي..

ثم نظرة لها نظرة أخيرة بإنتصار ورحل، ليتركها تتذوق من مرارة كأسها التي اذاقته لغيرها...

-في مصحة الأدمان..

فتح حازم عينه على صوت طرقات علي نافذة غرفته، فرك عينه بيده لكي توضح له الرؤية ويجد تلك الشيطانة المتحركة نهض من على الفرأش على عجالة ليفتح زجاج النافذة بقوة.. أبتسمت عهد اليمن قائلة :-
-صباح الخير..

حازم بنزق :-
-صباح الزفت على وشك عاوزة أيه..

عهد بصدمة :-
-صباحي زفت!!

حازم بغضب :-
-زفت وقطران كمان عاوزة أيه وبتصحيني ليه؟؟..

عهد وهي تهتف غاضبة :-
-الحق عليا إني جاي أصحيك عشان تفطر معانا...

حازم بتهكم :-
-وهو حضرتك المسحراتي بتاع المصحه هنا وأنا ماعرفش...

ثم رمقها بسخرية وأغلق الزجاج في وجهها، لتجز علي أسنانها بغضب وترحل..

-في الشركة الخاص بعائلة بيبرس..

كان العراك ناشب بينه وبين معتز الذي جاء له اليوم بعدما علم هوية خطيب محبوبته، جذب معتز بيبيرس من ياقته وصاح به:-
-لييييه اشمعنا بسمة، ملقتش غيرها مفيش بنات في الدنيا غير بسمة؟!..

بيبيرس ببرود وهو يحاول السيطرة علي الموقف :-
-أهدي يامعتز ماينفعش اللي بتعمله ده..

معتز وهو يصيح بغضب :-
-أهدي أيه، أنت لازم تسبها هي ليا أنا وبس ياما هقتلك يابيبيرس..

تحدث بيبيرس بإنفعال :-
-يابني أدم أفهم أنا مش بحب بسمة ولا عاوزها اصلا..

ارتخت قبضة معتز قائل بتعجب :-
-مش عاوزها ازاي اومال علقتها بيك وخطبتها ليك..

دفعه بيبيرس وهو يقول بنزق :-
-أنا عملت كده عشانك وعشانها..

هدر معتز وهو يكور قبضة يده قائل بحده :-
-كنت بتتسلي بيها مش كده، شكل الموضوع عجبك مرة رقية ومرة بسمة، لكن أنا مش هسمحلك يابيبيرس..

لوح بيبيرس بيده قائل بضيق :-
-يووووه أنت شكلك كده مش عاوز تفهم النهاردة..

ثم تابع بجدية :-
-يامعتز أنا خطبت بسمة عشان احافظ عليها ليك، أنت بتحبها لكن مش حاسس أنها ممكن تضيع منك في أي وقت..

معتز وقد إنفرج فمه بدهشة، فتابع بيبيرس حديثه بعتاب :-
-البنت بتحبك وأنت بتحبها يامعتز ليه العناد اصلاً وليه التأخير، مش مستعجل يامعتز إن حبيبتك تكون معاك في بيت واحد؟؟..

معتز بنبرة متهكمة:-
-ياسلام يعني انت عاوز تتطلع نفسك الملاك وأنا الشيطان اللي متأخر..وبعدين مين اداك الحق اصلاً إنك تعمل كده..

أبتسم بيبيرس ابتسامة بسيطة قائل:-
-صحوبيتنا هي اللي ادتني الحق ده، بحكم الصحوبيه لما اشوف صحبي متلخبط ومتشتت في حاجة يبقى أقف جمبه وساعده يمكن تكون طريقتي غلط بس هي دي اللي خليتك تفوق..

ثم اقترب منه ووضع يده علي كتفه قائل بإستعطاف :-
-أنا ماليش في الدنيا دي صحاب غيرك أنت وجاسم وعاوز اشوفكم اسعد ناس..

لوي معتز فمه بتهكم وأشاح بوجهه للناحية الأخري، فضحك بيبيرس قائل :-
-خلاص بقا ياعم متزعلش وخلي في علمك أنا مش هسيب بسمة غير لما تجيلي كده وانت ماسك شبكتك في أيدك..

-في قصر الراوي، وفي غرفة مشيرة..

انتهت رقية من إطعام مشيرة واعطتها دوائها لتخلد بعدها مشيرة للنوم مباشرة فقد تعود جسدها علي الإرتخاء، كان الإمر موضع شك لدي رقية ولكنها تغاضت عنه لحين سلامتها، كانت رقية لم تعطي اهتمام لهدي التي تتطلب منها عدم التدخل في شئون مشيرة، إلتفتت رقية لتجد مشيرة فتحت عينها وحدقت في سقف الغرفة وهي تبكي أسرعت لها رقية وجلست بجوارها لتمسح دموعها قائلة بعتاب :-
-ياخبر ياطنط ليه كده، أنتي مسمعتيش الدكتور قال متضايقيش ولاتزعلي نفسك!!..

لم تجيبها وظلت تبكي فقد اشتاقت لإبنها وفلذة كبدها تريد معرفة اخباره ولكنها عاجزة حتي أن تبوح بما يقلق قلبها ويطبق عليه..

ربتت رقية علي كتفها بحنان :-
-متقلقيش حازم كويس، وجاسم على طول معاه ومش سايبه ولادك بخير ياطنط متقلقيش..

نظرت لها مشيرة بصمت ودموعها تجري علي وجنتيها، فتحدثت رقية بإندفاع بعض الشئ وهي تبتسم فربما الأمر يخفف عنها:-
-عاوزاكي تشدي حيلك وتقومي بقا عشان خاطر حفيدك اللي جاي في السكه ده..

ظهر التعجب علي وجه مشيرة، فوضعت رقية يدها على أحشائها قائلة بفرحة :-
-أنا حااااامل..

في المساء دلف جاسم إلي غرفة والدته لكي يطمئن عليها كعادته اليومية، فوجد رقية نائمة علي الوسادة بجوارها بطريقة، فأقترب منها قائل بخفوت :-
-رقية رقية..

تململت بإنزعاج وهي تفتح عينها بنعاس، فتحدث جاسم بجدية :-
-قومي ياحبيتي معايا نامي في اوضتنا..

رقية بنعاس :-
-تؤتؤ ماينفعش اسيب طنط مشيرة لوحدها..

جاسم بإصرار :-
-قومي بس وابقي تعالى الصبح..

تنهدت بنفاذ صبر، وهي ترفع الغطاء عنها وتنهض، لاتستطيع قدمها حملها بسبب النعاس الذي يغلب عليها فسقطت في حضن جاسم، وتحدتث بنبرتها الناعسة :-
-شيلني ياجاسم!!

عض على شفتيه بغيظ وهو يهتف بتهكم:-
-رقية هو أنتي مش ملاحظة إنك تخنتي بعد مابقيتي حامل، وأنا عمال اشيل ومش راضي اتكلم...

إبتعدت عنه هاتفه بصدمة أزالت النوم :-
-تخنت!!..

أومأ جاسم برأسه صامتا، فتحدثت بغضب :-
-طب روح أنت بقا نام وأنا هنام هنا..

وقبل أن تسير جذبها من يدها قائل بإستسلام وتهكم :-
-أمري لله هي جات عليكي يعني ومشلكيش ما أنا طول عمري بشيل..

ثم احاط خصرها وانحني قليلاً ليضع يده أسفل ركبتيها لتضع رأسها على كتفه وتغمض عينها..

-في غرفتهما..

كان جاسم ورقية نائمان على الفرأش يحتضنها جاسم بيد وباليد الاخري يمسك هاتفه ويتحدث مع معتز الذي يقص عليه أنباء اليوم التي حدثت مع بيبيرس..

فتحدث جاسم بإعجاب :-
-والله جدع انه عمل كده، عرف يوفقك صح..

ثم تابع بتهكم :-
-بس ياريت اللي في بالي ميطلعش جبله بقاا..

فضحك قائلاً :-
-خلاص بقا لما اشوفك بكره.. سلام..

مد يده ليضع الهاتف علي الكومود، فتحدثت رقية بخفوت :-
-في أيه!!

رمقها جاسم بتعجب قائل بجدية :-
-ايه ده أنتي لسه صاحيه!! ..

عبث بشعرها قائلة بتهكم :-
-وأنام أزاي يعني في الدوشه اللي عاملها أنت وصاحبك دي..

إبتسم جاسم وهو يحتضنها بكلتا يديه:-
-معلش بقا ماهو أنا لو طلعت اتكلمت بره وأنتي نايمه في حضني كده برضه هتحسي..

تنهدت بضيق :-
-يعني تزعجني من نومي أنا وإبنك عشان خاطر سي معتز ده...

ضحك جاسم وهو يهتف :-
-لسه برضه مش طايقه!!..

تحدثت رقية بعدم اهتمام :-
-وانا مالي بيه هو اللي مش بيحبني ووو

قاطع حديثها جاسم بغير وغضب :-
-وهو يحبك ولايكرهك ليه إن شاء الله، محدش بيحبك هنا غيري..

إبتسمت رقية قائلة :-
-أعتبر ده حكر ولا ايه يااستاذ جاسم؟!..

جاسم بجدية وهو يرفع رأسها :-
-ايوة حكر حبك ده ليا انا وبس..

وبينما هي تنطر في عينه هتفت بحذر:-
-طنط مشيرة عرفت إني حامل!!..

تنهد جاسم قائل بنبرته الجادة:-
-وكان رد فعلها أيه!!..

هزت كتفيها قائلة بنبرة حزينة :-
-معرفش يمكن غضب حزن بس في النهاية هي مش عايزاني ولا عاوزة حفيد مني!!.

صمت جاسم لوهلة وهتف :-
-ايه اللي خلاكي تقوليلها دلوقتي يعني؟!..

رقية بنبرة ساخرة :-
-وهي دي حاجة هتستخبي ياجاسم بطني مسيرها تكبر والكل يعرف..

وكإنها تذكرت شيء فوضعت يدها على أحشائها قائلة بتسائل :-
-هي بطني هتكبر أمتا ياجاسم!!

جاسم بمزاح :-
-أول مرة اشوف واحدة مستعجلة اووي عشان يطلعلها كرش..
.
فأحب يمزح معها أكثر، فنظر إلي أحشائها واستخدم كلمة أبني التي دائماً تستخدمها في عباراتها "إبنك ياجاسم":-
-ايه انتي وأبني مش جعانين النهارده ولا ايه؟؟..

تسللت الإبتسامة إلي وجهها وهي تعتدل وتتنحنح :-
-احم احم بصراحه جعانين اووي..

ثم أمسكت يده وهي تنوي الهبوط قائلة:-
-يله بينا ننزل المطبخ نعمل أكله ولا كام ساندويتش كده ونطلع..

سطحها جاسم وهو يدفن رأسها في الوسادة قائل بغضب :-
-نامي ياحبيتي والصبح ابقي افطري أنا عارف انا اللي جبته لنفسي!!..

نائمة علي فرأشها وهي تبكي بقوة، فالظلام يطفئ أملها في الحياة، تحب النهار الذي يزيد تفائلها في قلبها وتكره الليل الذي يحل بسواده ليوقظ اوجاعها ويقضي علي احلامها وامالها، كانت والدتها تمر من باب غرفتها ذاهبة إلى المرحاض ولكنها استمعت إلى صوت شهقاتها يعلو فتسلل القلق إليها فأدارت المقبض سريعاً لتدلف تجد إبنتها منكمشة علي نفسها في الفرأش وترتجف بقوة وهي تشهق، أسرعت إليها قائل بقلق :-
-ايه ياشهد مالك كده في أيه ياحبيبتي!!..

توقفت شهد عن البكاء ونظرت إلي والدتها قائلة بصوت يغلبه البكاء :-
- م آآ مفيش افتكرت علي أخويا بس!!..
تنهدت الأم بوجع قائلة :-
-ربنا يرحمه ياحبيتي ويسكنه فسيح جناته..

ثم احتضنتها قائلة بنبرة لينة :-
-بطلي عياط عشان متعذبهوش في قبره..

ثم ربتت علي ظهرها بحنان قائلة :-
-هو ده بقا اللي مضيقك ولا في حاجة مخبياها علي ماما..

لم تعرف بما تجاوبها فهي ليست لديها القدرة على التعبير فهزت رأسها إيجاباً وهي تهرب من الإجابة في الصمت!

قررت رقية اليوم تناول غدائها مع مشيرة ربما تقصر المسافات بينهما، فأعدت طعام لهما وصعدت الغرفة لها،

جلست علي الفرأش بأبتسامة علي ثغرها وهي حاملة للطعام هاتفة بحيوية :-
-أديني جبت أكلي عشان ناكل مع بعض ..

أومأت مشيرة برأسها وهي شارده ..

فهتف جاسم الذي دلف اللتو وهو يحمل سترته علي يده قائل بسخرية:-
-تاكلي معاها ولاقصدك تاكلي أكلها أنتي وأبنك ...

عضت علي شفتيها بغيظ وهي تستدير برأسها قائلة بغضب :-
-جاااااااااااااااااااسم !!!..

أقترب جاسم منهما قائل ببرود:-
-أيه قولت حاجة غلط ؟؟.. ده انا خايف انام جمبك لاحسن تجوعي بالليل تاكليني .اصحي الاقي نفسي في بطنك ..

استندت الطعام علي الطاولة الصغيرة ونهضت ووقفت قبالته وهي تجز علي اسنانها وتنتقل ببصرها بينه وبين مشيرة قائلة بحزن مصطنع:-
-شايفه ياطنط أبنك بيذل أبنه علي اللقمه اللي بياكلها وهو في بطني .اومال لما يجي الدنيا هيعمل فينا ايه مش بعيد يجوعنا !!!..

ضحك جاسم مستهزأ:-
-ههههه متأكده ان أبني بياكل لقمة مش فرن ؟؟!..

ثم تابع بتهكم :-
-وبعدين اجوعكم ايه !!هو اللي زيكم بيجوع ده ممكن يتغذي علي البشرية ولا اينو يجوع ..

أبتسمت مشيرة رغم عنها علي حوارهما ومشاكستهما كالقط والفأر ...

يتبع ...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#12

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الحادي عشر...(لقاء منذ الصغر)..
جلست في غرفتها بعدما أعطت الدواء لمشيرة وأطمئنت أنها خلدت للنوم حتي غادرت الغرفة، لتدلف غرفتها وهي تشعر بملل فالقصر أجوائه باردة وكإنها داخل معتقل بعيداً عن أعين الناس، حتي أهلها لايسمح الوقت حتي تذهب إليهم فتكتفي بمحادثتهم عبر الهاتف يومياً، وحنين دائماً خارج المنزل تنهدت بحزن وهي تمد يدها لتفتح إحدى الإدراج لتخرج روايتها وتقتل الملل بأن تتابع قرأتها وقبل أن تلتقطها لاحظت ملف صور "ألبوم" فألتقطته سريعاً وفتحته لتظهر إبتسامة علي ثغرها عندما رأت أول صورة تذكارية وهي خاصه بطفل لايزال رضيع بملامح طفولية جميلة، وضعت يدها علي أحشائها فبالتأكيد هذا الطفل جاسم حتي إبتسامته في صغره تشع حنان وبهجة وأمل ثم تنقلت بين الصور الخاصة بجميع مراحل عمره والإبتسامة لم تفارقها، لم تنكر شعورها بالغيرة أحياناً عندم تري زوجها مع حنين في بعض الصور، فأحياناً يطعمها الحلوي وفي صورة أخري تستقل الدراجة البخارية خلفه وهم في أحدي المصايف فتلاشت الإبتسامة من علي وجهها ثم تابعت التنقل حتى وقفت لدى صورة لجاسم وهو في سن المراهقة يتراوح عمره بين السادسة عشر والسابعة عشر عاماً، دققت رقية في هذه الصورة وقد قطبت مابين حاجبيها بتعجب فملامح جاسم فهذا العمر تبدو وكأنها مألوفة ليها وبشدة، وكأن هذه الملامح رأتها من قبل وحُفظت في ذاكرتها، رفعت عينها وقد أصابتها الدهشة وشردت حتي لم تشعر بوجود جاسم الذي دلف الحين وجلس بجوارها وهو يفك أساور قميصه تعجب من حالتها، فقبل وجنتيها قائل بإبتسامة :-
-سرحانه في أيه!!
أفاقت من شرودها على قُبلته قائلة وقد رسمت إبتسامة على ثغرها:-
-مش سرحانه في حاجة..
ضيق جاسم عينه وهو ينتقل ببصره إلي البوم صوره المتواجد في يدها ثم تحدث بخبث :-
-أيه وحشتك!!..
توردت وجنتيها خجلاً وهي تبتسم وتشيح ببصرها للناحية الأخري .. فتابع وهو يدنو منها وهو يلف ذراعه علي خصرها قائل بإشتياق ورغبة في نبرته:-
-طب ما اهو الأصل قدامك أشبعي منه براحتك..
وكزته في كتفه بخفة قائلة بغضب مزيف :-
-بطل قلة أداب بقا، أنت مش ملاحظ إنك من ساعة جوازنا وأنت بقيت قليل الأدب..
تصنع الجدية قائل وهو يرفع كتفيه :-
-أومال ياحبيبتي الواحد بيتجوز ليه مش علشان يقل أدبه ..
رقية بنزق :-
-ياسلام!!..
أومأ برأسه عدة مرات بالإيجاب، فنقلت بصرها إلي الصورة التذكارية مره أخري ليزاد إندهاشها ثم هتفت بخفوت :-
-شوفتك قبل كده!!..
إبتسم جاسم من زاوية فمه ساخراً :-
-شوفتيني قبل كده!!! بيقولوا أني أنا جوزك والله..
لم تجيبه بل غرقت في ذكرياتها لتتسع عينها من هول المفأجأة، فهي رأت جاسم عندما كانت صغيرة وقد شاركها اللهو في الحديقه العامة التي كانت تجلس بها، لمعت عينها بالدموع وهي تهز رأسها بعدم تصديق لتلتفت لجاسم قائلة بعدم تصديق مع إبتسامة :-
- شوفتك قبل كده، جاسم أحنا شوفنا بعض وأحنا صغيرين، أنا اللي كنت في الجنينه وأنت لعبت معايا...
عقد جاسم حاجبيه بتعجب وهو يحاول تخمين ماتشير إليه.. لتهتف هي بفرحة :-
-غزل البنات ياجاسم،غزل البنات والبلالين مش فاكر..
سرح جاسم قليلاً،ليبتسم رويداً رويداً قائل بعدم تصديق وهو يحدق بها:-
-مش معقول!! أنتي!!..
فلاش باااااك..
وقفت إحدي السيارات الفاخرة في منطقة يتواجد بها حديقة عامة يأتون إليها الطبقة المتوسطة من الشعب لكي يستمتعوا قليلاً مع أفراد عائلتهم وسط الخضراء ، هبط من هذه السيارة شاب يتراوح عمره مابين السادسة عشر والسابعه عشر، كان يزفر بغضب وقد أغلق الباب خلفه بقوة فهو لايطيق هذه التصرفات التي تصدر من زملائه داخل السيارة،فهم يحتفلون بنهاية الأختبارات بطريقة سيئة حيث يتجمع الفتيات والإولاد للنزهة في أخر يوم إختبارات، جلس الشاب علي مقدمة السيارة بغضب ترجل زميله من السيارة وسار إليه قائل بضيق :-
-أيه حركات العيال دي جاسم!!..
رمقه جاسم بحده قائل :-
-عيال!! عشان مش طايق القرف اللي بتعملوه جوه ده أبقا عيل..
زميله بإستياء :-
-هو يعني أحنا بنعمل أيه النهاردة أخر يوم أمتحانات وبنفك عن نفسنا، وانا جبت العربية من أبويا عشان نعرف نخرج كويس..
جاسم بجمود:-
-والبنات اللي جوه دي وهزاركم اللي يقرف ده، وأنت أصلاً ازاي جايب الأشكال دي معانا دي بنات مش محترمه بتخون ثقة أهلها، وكمان السجاير اللي أنتو بتشربوها دي ..
زميله بنفاذ صبر :-
-أظن البنات معانا في المدرسة وأنت عارفهم ولو علي السجاير متشربش معانا ياعم..
ترجل "معتز" من السيارة وفي يده سيجارة قائل بسخط :-
-مخلاص ياجاسم يله بقا بلاش الوقفه دي..
جاسم بلهجة حادة :-
-مش رايح معاكم في حته..
زميلهما بنزق :-
-ولما أنت مش عاجبك الوضع ولا عاوز تروح في حته جيت معانا ليه..
هبط جاسم من مجلسه قائل بغضب :-
-كنت غلطان الحق عليا أنا أصلا...
وقبل أن يغادر أسرع إليه معتز قائل بجدية :-
-ياجاسم متعكننش علينا اليوم، ده أنهاردة أخر الأمتحانات وأول الأجازة فك ده يوم بقا ياشيخ ..
ثم مد يده له بالسيجارة..
رمقه جاسم بسخط قائل بسخرية :-
-خليك أنت معاهم شكلك عاجبك الجو ده، لكن انا الجو ده يلوثني وميلزمنيش..
أنهي جملته وغادر على الفور، ليزفر "معتز" بضيق ويتحدث زميلهما :-
-ياعم سيبك منه يله خلينا نشوف هانروح فين..
أنت أيه اللي خلاك تجيب المعقد ده معانا أصلاً..
سار جاسم بجوار السور الحديدي الخاص بالحديقة وهو يتطلع من الفراغات علي الناس التي تلهو وتأكل بسعادة حقيقة سعادة ليست مزيفة، رأي الفتيات وهم يحتفلون ببداية الأجازة بطريقة بسيطة مهذبة حيث يجلسن علي الأرضية الخضراء وقد جمعن الأموال من بعضهن لشراء وجبات بسيطة ويقومن باإلتقاط الصور للذكرى هكذا يكون أحتفالهن، أبتسم جاسم بسخرية وهو يتذكر فتيات السيارة وهن يتراقصن بميوعة علي الأغاني الشعبية التي يصدح صوتها في السيارة....
وبينما هو يسير لفت إنتباهه تلك الصغيرة التي تجلس في زاويه وهي تستند وجهها الدميم علي كفها بحزن تشاهد الأطفال الذين يلعبون العاب طفولية بسيطة، ترقرقرت الدموع في عين الصغيرة لتثير إنتباه جاسم وقد أتخذت ملامحه الجدية وسار حتي دلف من أحدي الأبواب قاصد الصغيرة والتي وقعت عينه عليها سريعاً، سار نحوها وجثي علي ركبتيه أمامها قائل بإبتسامة وهو يوزع نظره بينها وبين الأطفال :-
-مش بتلعبي معاهم ليه؟!..
رفعت عينها ببطء لتلتقي عينها الصغيره بعينه ثم تحدثت بنبرة شبه باكية :-
-مش راضين يلعبوني معاهم...
جاسم بتعجب :-
-ليه مش راضين!!..
هبطت دمعة من عينها وهي تقول بحزن :-
-بيقولولي إنتي وحشه وبيخافوا مني ...
ملس علي شعرها بحنان وقد شعر نحوها بالشفقة قائل :-
-إيه رأيك أنا ألعب معاكي؟!..
رمقته من أعلي إلى أسفل قائلة بإستنكار :-
-تلعب معايا أزاي أنت كبير..
أبتسم قائل بحزن مزيف :-
-ماهو أنا مش لاقي حد ألعب معاه، وكل ما اروح لحد يقولي لا أنت كبير مش هنلعب معاك ينفع أنتي تلعبي معايا بقا...
رمقته بتفكير ثم صاحت فجأة بحماس طفولي وهي تمسح دموعها :-
-ماشي يله..
تصنع السعادة قائل بلهفة وهو يرتخي في جلسته :-
-بجد هتلعبي معايا طب هنلعب أيه!!..
وضعت كفها الصغير علي فخذيه قائلة بفرحة :-
-هنلعب كان فيه واحد نجار!!..
لم يعلمها جاسم فتحدثت ببراءة :-
-اعلمهالك؟ ؟..
أومأ بالأيجاب سريعاً فطلبت منه أن يضع كفه أمامها ثم تحدثت بطفولة وهي تمر علي أصابعه الخمس :-
-كان في واحد نجار حب يصلح باب الدار وووووو
ظلت تتحدث وهو يسمع لها حتي تعلمها وبدأ الأثنان في المواجهة واللعب، لتبتسم رقية بسعادة.. وبينما هما جالسان سمع جاسم صوت بائع غزل بنات، فنظرت رقية للبائع سريعاً فتحدث جاسم بجدية :-
-بتحبي غزل البنات؟؟ ..
رفعت كفها وقبل أن تتحدث بالموافقة تذكرت أنها ليس معها مال فهزت رأسها بنفي قائلة بخفوت :-
-لا مش بحبه أنا..
جاسم بتعجب :-
-ليه مش بتحبيه ده حلو..
نظرت له بأحراج دون أن تتفوه بكلمة. فهز رأسه بتفهم ونهض ليعود بعد بضعة من الوقت وهو يحمل الكثير من غزل البنات والبلالين ذات الألوان المختلفه... لتنهض رقية بفرحة وهي تسير في إتجاهه وقد رفعت رأسها لأعلى قائلة بعدم تصديق :-
-دوول كلهم ليا!!..
أجابها جاسم بإبتسامة :-
-طبعاً كلهم ليكي..
صفقت بفرحة وهي تقفز لاعلي، فتحدث جاسم بحماس :-
-أيه رأيك نطير البلالين؟؟..
أومأت برأسها سريعاً، ليقف هو بجوارها بعدما وضع أكياس الغزل جانباً وقام بربط البالونات جيداً من أسفل، ثم نظر لرقية قائل بحذر :-
-يله جاهزة..
لتهتف بحماس :-
-إيوة جاهزة..
لترفع رأسها عالياً كما رفع يده لأعلى ثم إلقاهم في الهواء بقوة ليطيروا في الهواء ليبتسم وهو يلتفت لها ليراها تقفز وهي تصفق وتهتف بفرحة :-
-هييييه هييييه...
إنحني لمستواها وهو يبتسم قائل بتسائل وهو يضع يده علي رأسها :-
-مبسوطة معايا؟!..
نطقت علي عجالة :-
-ايوه مبسوطة..
ثم تابعت بحزن :-
-بس هو أنت هتمشي؟؟..
جاسم يتسائل مرة أخري ولكن بجدية :-
-إيه عاوزااني أفضل معاكي..
أومأت إيجاباً قائلة بتمني :-
-أفضل معايا علي طول عشان تلعب معايا علي طول وأفضل مبسوطه على طول..
نطقت بجملتها ببراءة وقد تمنتها وهي تجهل ماتخبئه الإيام لهما..
صاحت فاطمة من بعيد عندما أختفت إبنتها عن أنظارهم فنهضت لكي تبحث عنها :--
-بت يارقية تعالي هنا..
نظرت لوالدتها ثم عادت النظر إليه قائلة بحزن :-
-هتيجي تاني!!!
صمت لوهلة قبل أن يهز رأسه إيجاباً وكأنه يخشي أن يقدم لها وعد تتمسك به ولايقدر هو علي سداده..
باااااك..
وضعت يدها علي فمها وهي تبتسم بفرح قائلة :-
-معقول كل ده ياجاسم وأحنا مش فاكرين بعض..
تحدث بغير تصديق وهي يبتسم :-
-معقول الدنيا صغيرة كده..
أومأت برأسها سريعاً وقد لمعت عيونها فرحا:-
-مكتوبين لبعض ياجاسم.. سبحان من جمعنا من غير ميعاد..
إحتضنها بكلتا يديه قائل بحب :-
-ده أنتي قدري ومكتوبي..
ثم تابع بمكر :-
-بس عارفة أنا لو كنت أعرف إني هتجوزك مكنتش لعبت واحد نجار ولا أتنين حتي..
رفعت رأسها قائلة بعدم فهم:-
-إومال كنت لعبت إيه!!
تصنع البراءة قائل بإبتسامة خبيثة :-
-كنت هلعب عريس وعروسة..
إتسعت عينها بخجل فصاحت بغضب :-
-بطل قلة أدب بقا..
تحدث جاسم بمرح وهو يتصنع عدم الإهتمام :-
-ياشيخه فكي بقا متتكسفيش ده أحنا طلعنا معرفة قديمة..
لينفجر الاثنان في الضحك وهو يعانقها..
"لو عرضت الأقدار على الانسان لأختار ماكتبه الله له ❤❤"..
-يسير الأثنان في مصحة الإدمان التي يتواجد بها حازم، فقد تفأجئ جاسم برغبة رقية للذهاب إلى شقيقه عرض الأمر في البداية ولكنها أستطاعت إقناعه بأنها سوف تقوم بمساعدته لكي يستعد للدراسة، وجلبت معها الكثير من الكتب الجامعية يبدو الأمر صعباً في تكرار زيارتها حتي تساعده فقوانين المصحة لاتسمح بذالك ، تنهد بصوت مسموع لتلتفت له وتبتسم بهدوء، طرق على الباب ليدير المقبض ويدلف، إلتفت حازم الذي كان جالس على الإريكه شاردا، رمقه شقيقه بجمود وعاد النظر أمامه لتدلف رقية خلفه بحذر وابتلعت ريقها قبل أن تتحدث بحذر :-
-عامل إيه ياحازم..
بالتأكيد الصوت مألوف لديه، إلتفت إليها لتتحول عينه إلي الغضب قائل :-
-أنتي بتعملي أيه هناااا..
رقية بهدوء :-
-أنا جاية اطمن عليك..
نهض من مجلسه بإندفاع وهو يوجه حديثه لشقيقه :-
-جايبها عشان تشمت في أخوك، للدرجة دي بقت مهمه عندك و طز في اخوك يعني..
جاسم بجدية :-
-فوق لكلامك واعرف أنت بتقول أيه!!..
تدخلت رقية قائلة بإبتسامة :-
-اشمت فيك ليه بس، في حد يشمت ولايفرح في أخوه..
حازم بنبرة ساخره :-
-أخوه!!
أومإت رقية برأسها قائلة :-
-طبعاً اخويا مش اخو جوزي يعني تبقي زي أخويا..
لم يبدو علي حازم أئ تأثر بحديثها بل كان ساخراً.. سارت نحو الطاولة وأخرجت الكتب وضعتها عليه ثم إلتفت له قائل بحزم :-
-عايزاك تشيل الكتب دي هنا، عشان المره دي جاية نبدأ أول محاضرة ..
حازم بتهكم :-
-محاضرة إيه دي إن شاء الله...
جلست رقية علي الأريكة قائلة بنبرة عادية :-
-اصل أنا هذاكر ليك عشان تستعد للسنة الجديدة ..
نظر حازم إلي جاسم بإستنكار :-
-مالها دي!! تذاكر ليا إيه انت جايبها ليه ياجاسم؟!..
جلس جاسم بجوار زوجته قائل ببرود :-
-زي ماسمعت، أظن ملكش حجه المحاضرات هتيجي لحد عندك عشان تنجح في السنة الجاية دي..
وزعت رقية نظرها بين حازم وجاسم قائلة بثقة وتحدي :-
-وانا أوعدك بتقدير الإمتياز ودي مسئوليتي..
إنفرج فم حازم بدهشة ثم مسح علي شعره وهو يبتسم بسخرية..
مرت الإيام وتقبل حازم رقية كدكتورة جامعية تدرس له محاضراته، رغم نفوره منها في البداية ولكنه لاينكر قدرتها العالية علي جذب الإنتباه الشرح.. وفي إحدى المرات وبعدما انتهت من شرح محاضرة اليوم..
أغلق الكتاب وهو يشعر بألم في رأسه نتيجة التركيز الزائد اليوم ولكنه أبتسم لرقية قائل :-
-بسم الله ماشاء عليكي بتعرفي تشرحي أحسن من الدكاترة..
خلعت رقية نظارتها الطبية وتحدثت بغرور مصطنع :-
-ده أقل حاجة عندي اومال بطلع الأولي على الدفعة من فراغ..
رفع حازم حاجبيه مع إبتسامة :-
-أنتي جاية تذلينا ولا ايه..
ضحكت رقية قائلة :-
-حاجة شبهه كده..
إلتفت حازم برأسه إلي شقيقه الذي يجلس خلفهما يتابعهما في صمت، فتحدث بنزق :-
-تعالي ياسي جاسم شوف مراتك أنت جايبها تذاكر ليا ولاتذلني..
نهض جاسم وهو يبتسم ووقف بجوار حازم قائل بجدية :-
-أنتي جاية تعملي فيها فيلسوفة زمانك هناا، عليا أنا واخوياا ..
رقية بتنتحنح وتعالي :-
-طبعاً أنت فاكر ايه يعني، انا كل سنة أمتياز مع مرتبة الشرف ..
ثم تصنعت عدم الإهتمام قائلة :-
-وبعدين أنتو فاشلين اعملكم أيه..
ثم عبثت بالدفتر الذي أمامها.. ليرفع جاسم حاجبيه بغيظ وهو يلتفت إلي شقيقه الذي يكور قبضة يده بغضب، غمز جاسم لحازم ،فتنحنح جاسم قائل بجدية مصطنعة:-
-طب يله ياحازم عشان نتغذا مع بعض، أنا استأذنت الدكتور بتاعك عشان اعزمك على الكريب اللي بتحبه..
أومأ حازم برأسه وهو ينهض، لتنهض رقية وهي تجذب حقيبتها ليسألها جاسم بإستياء:-..
-رايحه فين ياشاطره..
تحدثت رقية بتلقائية وهي تستعد للذهاب :-
-رايحه أكول معاكم هكون رايحه فين يعني!!..
تحدث جاسم بنبرته الجادة :-
-لا معلش أنا عاوز اقعد مع أخويا علي أنفراد..
ثم تابع بعتاب مزيف :-
-وبعدين ايه اللي يجبر مجتهدة زيك تقعد مع فاشلين زيناااا..
رمشت رقية بعينها وهي تهتف بخفوت :-
-ايه اللي بتقوله ده ياجاسم، أنت وعدتني ي إنك هتأكليني الكريب اللي بتوحم عليه النهاردة...
جاسم وهو ينظر في ساعته قائل بعدم إهتمام :-
-معلش بقا يارقية استنينا هنا وهرجع أخدك، وهبقا اعوضهالك في يوم تاني..
ثم نظر إليه شقيقه وهو يحاول منع نفسه من الضحك قائل بصرامة :-
-مش يله عشان الحق ارجع واروح الشركة..
وقبل أن يتحرك أمسكت به قائلة بتحدي :-
-مش هتروح ياجاسم تاكل كريب من غيري.. عارف لو عملت كده انا هعمل أيه!!..
ضيق جاسم عينه بتعجب، فزمت شفتيها وهي تتصنع الحزن قائلة بنبرة طفولية أشبه للبكاء :-
-والله هعيط..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#13

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني عشر...(الصدمة)

بدأت معركة نقاش بين جاسم ورقية بشأن مشيرة فنهضت رقية قائلة بلهجة غضب :-
-هو أنا قصرت في حاجة يعني ياجاسم!!.

تحدث جاسم بهدوء :-
-ياحبيبتي محدش قالك قصرتي ولاحاجه، بس أنا عاوز راحتك مش عايز أتعبك في حاجه..

رقية بتذمر وهي تستدير له :-
-أنا ماشتكتش ياجاسم ،بالعكس أنا مبسوطه إني براعي ماما مشيرة وهي بقت في تحسن كمان، وأظن إن ده يخليك تتطمن عليها معايا مش تصمم إنك تجيب ممرضة ..

جاسم بنفاذ صبر :-
-الممرضة عارفه شغلها أكتر منك، وبعدين ده شغلها..

وقبل أن تتحدث رقية بإستياء :-
-بس المم------..

قاطعها جاسم بصرامة :-
-خلاص يارقية الموضوع إنتهي مش عاوز نقاش كتير، الممرضة هي اللي هتبقي مسئولة عن أمي

رمقته بغضب ثم إستدارت لترحل ولكن أوقفه صوته الجاد قائل :-
-مسئوليتك في البيت ده يارقية إنك تخلي بالك من نفسك ومن اللي في بطنك..

إستدارت برأسها قائلة بنزق :-
-متخافش أنا واللي في بطني كويسين وبنأكل كويس..

إبتسم بعفوية وهو ينهض من مجلسه قائل :-
-وهي الحياة أكل بس ، مش تروحي لدكتورة تتابعي معاه حملك!!..

ثم أشار بعينه إلي أحشائها المنتفخه قليلاً والتي بدأ يظهر عليها الحمل نوعاً ما :-
-وتطمني علي البيه اللي هيشرفنا ده..

أومأت برأسها قائلة بنبرة خافتة :-
-ما أنا كلمت ماما وهتروح معايا عن الدكتور اللي كانت بتروح عنده رباب - - - -

إتسعت عينه غضباً وهو يقترب منها قائل بنبرة شبه غاضبه :-
-دكتور مين!!..

رقية بتعجب :-
-دكتور النسا اللي رباب كانت بتابع معاه..

قبض علي ذراعها قائل بحده وغيره واضحه في نبرته :-
-ومن قالك إني هسمح إنك تتكشفي علي راجل!!

تحدثت هي بإستياء من الموقف ولاتنكر شعورها بالسعاده من غيرته عليها :-
-أيه التفكير ده ياجاسم أتكشف علي راجل أيه بس، ده دكتور يعني شغله..

هتف بصراخ :-
-وهو الدكتور ده مش جنسه راجل ولا من سلالة تانية!!

فرفع سبابته محذراً :-
-مش عايز اسمع اي حاجه مذكره علي لسانك تاني ،ولما اقولك تروحي تكشفي يعني يبقا مؤنث يعني عند دكتورة سامعه..

إبتسمت بسعادة خافية ثم إستدارت بجسدها كاملاً ورحلت ثم وقفت بقرب من الباب وعضت علي شفتيها بحرج قائلة بحذر :-
-أنا عايزة آآآ كشري بتوحم عليه..

أنهت جملتها وغادرت سريعاً، لتتركه في دهشته وتعجب منها فهي كل يوم تريد طعام جديد قائلة "أصلي بتوحم عليه" أبتسم إبتسامة خفيفة علي أفعالها الكوميدية ولاينسي عندما إحتضنته في ليلة وهو نائم بجوارها على الفرأش وعندما لف ذراعيه حولها تفاجئ بها تبتعد عنه وتحرر نفسها قائلة بإشميئزاز واضح علي ملامحها:-
-إيه ريحة الجاز دي؟!..

جاسم بدهشة شديدة وقد أتسعت عينه علي إثرها :-
-جاز!!..

أومأت برأسها عدة مرات بالإيجاب ثم هتفت بنبرة شبه حزينه :-
-مش مستحمله ريحة البرفان بتاعك ياجاسم..

جاسم بلهجة غاضبة بعض الشئ :-
-تقومي تقولي عليه جاز!!..

نظرت له بنصف عين وهو يستشيط غضباً فإعطاها ظهره وتمدد، لتبتلع ريقها قائلة بخفوت :-
-جاسم أنت هتنام هناا!!..

تحدث بنزق وهو على وضعيته:-
-إومال انام فين سيادتك؟!..

رفعت كتفيها قائلة بعدم إهتمام :-
-روح نام في أوضة تانية، أنا مش مستحمله ريحه البرفان دي..

إعتدل غاضباً قائل بحده :-
-يعني حضرتك عاوزه تحتلي الأوضة والسرير لوحدك النهاردة ولا أيه!!..

تحدثت بنبرة خافته للغاية وببراءة :-
-عشان أعرف أنام أنا وإبنك كويس..

كاد أن يشد في شعره من أفعالها أو ربما ركلها في أحشائها ليسقط لها الوسيلة التي تستخدمها للضغط عليه..

..........................
دلفت رقية غرفة حنين قائلة بإبتسامة :-
-صباح الخي----

لم تكمل جملتها فقد ألجمتها الصدمة وهي تري حنين تتدخن فقالت بعدم تصديق :-
_أنتي بتشربي سجاير ياحنين!!..

فزعت حنين في البداية ولكنها تحدثت غير مباليه :-
-عادي يارقية، اقفلي الباب وتعالي..

لم تغلقه رقية قائلة بتحدي :-
-لما هو عادي خايفه ليه وعاوزة تقفلي الباب!!..

رمقتها حنين بصمت وفي يدها السيجارة مشتعله، عقدت رقية ساعديها أمام صدرها قائلة بجمود :-
-وجاسم عارف بالموضوع ده؟؟.

حنين بهلع :-
-لا طبعاً وماينفعش يعرف ..

تقدمت رقية منها وسحبت السيجارة من بين أصابعها ثم أدهستها في المكان المخصص لذلك قائلة بنبرة جادة :-
_خلاص يبقي تبطليها وده عشانك مش عشان حد تاني..

حنين بإستياء وهي تخرج أخري من علبتها :-
-مش وقته خالص..

ثم أشعلتها ونفثت دخانها في الهواء لتسعل رقية بشدة وهي تتضع يدها علي أحشائها، فسحبتها مرة أخرى قائلة بتذمر :-
-لا انا مش مستحمله..

ثم أدهستها ليكون مصيرها مثل الأولي..

حنين بنزق :-
-يعني أنتي خايفه علي ولي العهد اللي جاي مش خايفه عليا..

جلست رقية بجوارها على الفرأش بهدوء قائلة :-
-لا أنا خايفه علي جوزي!!..

نظرت لها حنين بعدم فهم فتابعت رقية بتنهيدة :-
-جاسم لو عرف ياحنين هيضايق اووي و كفايه اللي هو فيه يعني، إدمان حازم ومرض ماما مشيرة، يعني مش ناقص يتخض علي حد بيحبه تاني عشان كده بقولك بطليها..

ثم تابعت بإستياء :-
-وبعدين شكلك برئ وطفولي اووي مش يليق عليه الحاجات دي..

حنين قائلة بنبرة عادية :-
-ماشي هحاول!!..

رقية بجمود وإصرار :-
-مفيش حاجه اسمها هحاول، هتبطليها ياحنين..

أبتسمت حنين لها ثم نظرت إلي أحشائها المنتفخه قليلا قائلة بإبتسامة :-
-بطنك كبرت أهي!!..

ثم تابعت بتحذير :-
-بس خلي في علمك انا عاوزة بنوته تبقي أخت ليا بدل ما أنا وحيده كده، يعني اجي استلم منك بنت..

رقية بعتاب مزيف :-
-يعني هو أنا مش اختك ياحنين ده الفرق مابينا يعتبر مافيش..

حنين بلهجة محبه :-
-طبعاً اختي يارقية..

ثم تابعت بمرح :-
-بس انا قصدي علي اختي من جاسم، مش جاسم يبقي بابا برضه!!

ضحكت رقية قائلة :-
-إذا كان كده ماشي!!

فزفرت بهدوء قائلة بجدية :-
-ياريت تقاربي مني ياحنين ونبقا أخوات بجد ، بدل ماعايشين تحت سقف واحد وكل واحد في وادي كده..

حنين بإيماء :-
-عندك حق!!..

صمتت رقية لوهلة ثم خطرت في بالها فكرة فتصنعت الضيق :-
-أنا جعانه اووي!!.

ثم هتفت بإبتسامة سعيدة قائلة :-
-تيجي ننزل نعمل كيك بالشيكولاته مع بعض..

حنين بسعادة :-
-ياريت..

نهضت رقية وبسطت يدها لها قائلة بفرحة :-
-طب يله بينا..

---------
بعد مرور يومين ذهبت رقية لأهلها لكي تطمئن عليهم ولتذهب والدتها معها إلي طبيبة نساء وليس طبيب كما أمرها جاسم، وبعد الإنتهاء من زيارة طبيبة النساء التي أطمئنتها علي حالة الجنين مع كتابة بعض التعليمات التي يجب أن تسير عليها، فعادت رقية مع والدتها للبناية لتجدهم كما هما في غرفة الحارس الصغيرة، فسرددت لها فاطمة أمر الشقة التي جلبها "جاسم" لهما وعندما عزما علي الإنتقال لاعلي عارض بعض السكان ليبقوا كما هما لحين حدوث أمر اخر...

رقية بإندهاش :-
-يعني جاسم جاب شقة ليكم هنا..

أومأت فاطمة برأسها قائلة بجدية :-
-من بعد جوازكم بفترة، جه لابوكي وادالو المفاتيح..

هزت رقية رأسها بإيماءه بسيطة منها بصمت دون أن تتحدث..

لتهتف فاطمة بسعادة لمجئ إبنتها :-
-هقوم أعملك عصير..

أفاقت رقية من شرودها قائلة بجدية :-
-إقعدي ياماما بلاش تتعبي نفسك..

ثم تابعت بمرح وهي تنهض :-
-أنا هقوم اعمل لنفسي عصير وكمان كام ساندويتش كده لزوم التغذية يعني..

ضحكت فاطمة علي إبنتها لتنهض قائلة :-
- طب هاجي معاكي اساعدك..

وقبل أن تسير سمعت صوت رنين هاتفها الصغير فلتفت فاطمة وجلبته لتجيب علي المتصل وكانت إحدى أقاربها تخبرها بوفاة قريبة لهم من البعيد فتمتمت فاطمة بحزن :-
-إن لله وإنا إليه راجعون، ربنا يرحمها ويصبر ولادها..

ثم تابعت :-
-أنا هقفل دلوقتي وهاجي علي العزا..

رقية بتسائل :-
-في أيه ياماما مين مات؟؟ ..

تنهدت فاطمة بحزن قائلة :-
-واحدة قريبتنا يابنتي متعرفهاش..

أنا هلبس ورايحه العزا أستنيني هنا لحد ما أجيلك..

تحدثت رقية سريعاً :-
-لا ياماما أنا هاجي معاكي..

فاطمة بجدية :-
-تيجي فين يابنتي، إقعدي انتي ارتاحي..

رقية بإصرار :-
-لا معلش ياماما أنا هاجي معاكي، وكمان معايا العربية بره..

ثم نظرت إلى ملابسها الغامقة قائلة :-
-ولبسي أهو مش ملون..

فاطمة بإستسلام :-
-ماشي يابنتي..
.................

دلفت هدي إلي مكتب جاسم الموجود بالأسفل، إلتفت حولها بحذر لتتأكد من عدم رؤية الخدم لها، أغلقت الباب بحرص وتوجهت مباشرة إلي درج مكتبه ولكن زفرت بضيق عندما وجدته مغلق ، عبثت في الملفات الموضوعة علي مكتبه لتقع عينه علي ملف سيكون خير وسيلة لركل رقية من القصر وعن طريق جاسم، أمسكت سريعاً وعينها تلمع بسعادة وهي تقرأ المكتوب علي مقدمة الملف، تحدثت بإبتسامة شر:-
-وهخلاص هننزل بالتتر علي حكاية جاسم ورقية..

ثم أعادت كل شئ كما كان وخرجت سريعاً عندما وجدت مرادها...

.........

-في قاعة المناسبات

صوت القراءن يصدح في المكان وسط بكاء بنات المتوفية، حزن قلب رقية عليهن بشدة فقد إفتقدوا لحصن الإمان والحنان والإهتمام،نظرت رقية إلي والدتها الجالسة تبكي بجوارها، فرت دمعه من عينها وهي تتخيل فقدانها، أمسكت بيدها بقوة وهي تنقل نظرها بين الحاضرين ليقع نظرها علي عين تراقبها وتتفحصها بشده من خلف نقاب، زفرت رقية بضيق وهي تبعد نظرها عنها، وتكرر الإمر أكثر من مره كلما نظرت في اتجاهها وجدتها تنظر إليها، نهضت رقية علي الفور قائلة بلهجة شبه غاضبة:-
-يله ياماما..

فاطمة بتعجب :-
-مالك يارقية في أيه!!..

رقية وهي تنظر في إتجاه المنتقبه قائلة بضيق :-
-تعبت شويه وإتضايقت..

أومأت فاطمة برأسها ونهضت قائلة بهدوء :-
-حاضر يابنتي يله..

سارت رقية بجوار والدتها وهما يتجاهان إلي باب الخروج، وقبل أن تخطي قدمها إلي الخارج سمعت صوت يناديها قائلة :-
-لو سمحت..

إلتفتت رقية لتجد المنتقبه تناديها، رفعت حاجبها قائلة بجمود :-
-نعم!! ايه ماشبعتيش فرجه جوه جاية تكملي هناا..

إبتلعت "يمني" ريقها قائلة بخفوت :-
-أنا بس كنت عاوزه اقولك إني في دار تحفيظ قرآن هنا ودروس دينية هتستفيدي منها اووي ياريت تبقي تيجي..

نظرت لها رقية بتعجب ثم تحولت نظراتها إلي التهكم وهي تمسك يد والدتها وتحتها علي السير، لتترك "يمني" واقفة تعاتب نفسها...

.................

دلف جاسم من بوابة القصر الداخلية وتوجه مباشرة إلي مكتبه، لتسير خلفه إحدى الخادمات التي كانت في انتظار قدومه لتخبره بشئ حتي لايكون مصيرها مثل مصير الخادمة "قمر"..

خلع سترته وقام بتعليقها علي ظهر المقعد وقبل أن يجلس رأي الخادمة تقبل عليه وقد طرقت على الباب بخفه، أومأ جاسم برأسه لتدلف بإستحياء حتي وقفت أمامه وهي تفرك كفيها معاً قائلة بتلعثم :-
-آآآ ممكن اخد من وقتك شويه ياجاسم بيه..

ا
جاسم بجدية :-
-اكيد اتفضلي..

إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تضع يدها في جيب ملابسها وتخرج شريط أقراص وتمد يدها لجاسم، عقد جاسم حاجبيه بتعجب قائل :-
-إيه ده!!

إرتعشت يد الخادمة قائلة بإرتباك :-
- آآآ ده برشام ست هدي اديتهولي عشان أحطه في أكل ست رقية..

إتسعت عين جاسم بذهول لتتابع سريعاً :-
- ع عشان تسقط اللي في بطنها..

وكإنها ألقت قنبلة سريعة الإنفجار، لتتسع عين جاسم غضب وكور قبضة يده بقوة لتظهر عروقه..

لتتحدث الخادمة بنبرة شبه باكية :-
-أنا معملتش كده يابيه وجيت قولتلك، الله يخليك ماتقطعش عيشي..

ضرب جاسم بكل قوته علي المكتب ليرتعش جسد الخادمة بهلع..

-------
-في السيارة..

إسندت رقية رأسها علي نافذة السيارة بحزن علي نفسها فهي تحلم أن تذهب إلى أي مكان دون أن تقابل نظرات الناس المتسلطه عليها فقد كرهت حياتها كرهت الخروج من المنزل أصبحت تفضل العزله في المنزل، فتباً لكل هذا!!! مرت السيارة علي كورنيش النيل فشعرت رقية بأنها تحتاج لهواء نقي ينعش صدرها وربما يزيل همومها، فتحدثت سريعاً قائلة للسائق :-
-لو سمحت أقف هناا..

وبالفعل وقفت السيارة لتلتفت رقية إلي والدتها وهي تتصنع الإبتسامة :-
-هنزل أشم هوا شويه تحبي تنزلي معايا..

فاطمة وهي تشير إلى قدمها :-
-لا رجليا تعباني شوية إنزلي انتي ياحبيبتي وأنا هستناكي هناا..

إومأت رقية برأسها لتترجل من السيارة وتسير بعيد عنها نوعاً ما حتي تقف أمام السور الحديدي تستنشق الهواء النقي..

-علي الناحية الأخري..

كان بعض الإعلاميين يقومون بتصوير شئ ما خاص بنهر النيل فلمحها إعلامي ما ليدقق بوجهها جيداً ويبتسم بسعادة وهو يلفت إنتباهها قائل علي عجالة وهو يشير بعينه :-
-أيه رأيك يا إلهام في السبق الإعلامي اللي هناك ده..

خلعت إلهام نظارتها لتتفحص رقية جيداً قائلة بسعادة :-
-هايل جداً ده هيبقي حديث الموسم، يله...

لتسرع في خطواتها وخلفها زميلها بالكاميرا الخاصة به..

تحسنت رقية قليلاً وتنهدت لكي تلتفت لكنها وجدت نفسها محاصرة بين إثنان من الاعلامين تحدثت إلهام سريعاً لزميلها :-
-يله إبتدي صور..

ولتبدا هي بالكلام سريعاً :-
-كلمينا عن نفسك وازاي عايشة حياتك وحياتك ماشية إزاي..

دب الخوف في اوصالها وتحدثت بتلعثم وهي تحاول أن تسير:-
-عن آآآ أذنكم..

ولكن لم تنجح حيث حاصرتها بالأسئلة وهي تقف أمامها :-
-عايزين نعرف إزاي قدره تتغلبي علي اللي أنتي فيه ده وهل عقبة في حياتك؟؟

شعرت رقية بالدوار يداهمها فجاهدت للحديث قائلة برجاء :-.
-إبعدي معلش عايزة أمشي..

لم تستمع لها بل تحدثت مجدداً وهي تنظر لإحشائها :-
-إنتي حامل!! كلمينا عن جوزك وازاي متقبل الوضع ده وهل ده بيأثر في علاقتكم..

أمسكت رقية رأسها وتحدثت بأعياء وهي تسير بينهم :-
-كفاية كفاية ..

وعندما وجدت إنه بدون جدوي وقد تجمع كثير من الناس يشاهدونها صاحت بعلو صوتها :-
-مااااااااااااااما..

نظرت فاطمة من الزجاج الخلفي لتجد إبنتها محاصره بينهما لتترجل سريعاً من السيارة وتسرع في خطواتها لتنتشل إبنتها من بينهما، إطمئنت رقية عندما وجدت نفسها في أحضان والدتها التي صرخت بهما وهي تسير بها :-
-ابعدوا عنها عاوزين منها أيه!!

إرتعشت رقية وهي في حضنها لتربت فاطمة علي ظهرها بحنان :-
-متخافيش يابنتي أنا معاكي متخافيش..

لتسير نحو السيارة ويترجل السائق ليفتح لها الباب ويرمقها بشفقة أغمضت عينها بقوة فقد كرهت هذه النظره..

--------------
-في قصر عائلة الراوي..

"أنتي ازاي تتجرئي وتعملي كده عاوزه تموتي إبني قبل مايشوف النور ليه، هتستفيدي إيه من أذيتها"

رمقته هدي الجالسة ببرود قائلة:-
-مش هستفاذ حاجه!!

ثم تابعت بنظره ذات معنى :-
-بس أنت اللي هتستفيد من وراها وهتستفيد أوي كمان..

قطب مابين حاجبيه بتعجب :_
-قصدك أيه إيه الألغاز اللي بتكلميني بيها دي؟؟..

ثم تابع بحده :-
-أنا بحذرك للمرة الإخيرة ملكيش دعوة بيها وإلا ه----..

قاطعته بإشميئزاز :-
-كفايه كدب بقا، أنا مش هصدق دور الراجل المثالي ده تاني، انت عرفت تضحك علي الغلبانه دي كويس لكن أنا لا..

أمسكت هدي بالملف الموضوع أمامها ونهضت قائلة بخبث وهي تراقصه أمام عينه :-
-والدليل أهووووو..

أتسعت عين جاسم بصدمة وهو يري الملف يتراقص أمام عينه قبل أن يهتف بحده :

-أنتي بتفتشي ورايا..

هدي بإستياء :-
-ربنا أراد ادور في مكتبك عشان أكشفك علي حقيقتك..

جاسم بصياح :-
-متحاوليش تغطي علي اللي أنتي عملتيه..

تحدثت بإبتسامة وكأنها لاتسمع له قائلة بسخرية :-
-مش ده ملف مجلس الشعب اللي عايز تقدم فيه، واللي لما يشوفوك أد أيه انت راجل نبيل إتجوز واحدة في ظروف رقية وبنت بواب واد أيه هو بيحبها ومش فارق معاه موضوع حرقها ساعتها الناس كلها هتختارك لأن الراجل المثالي في عينهم..

جاسم وهو يصيح بقوة :-
-بطلي تقولي كده ده كله كدب..

أخرجت دعوة من بين الملف قائلة :-
-والدعوة بتاعة الحفلة دي، اللي هتبقي مليان بالمسؤولين وانت هتتدخل برقية ويشوفوك ويقدروك..

هدي بجدية :-
-المفروض تشكرني إنك هتطلع من الجوازه دي من غير عيل..

ثم تابعت بصوت عالي :-
-بس لازم رقية تعرف حقيقتك الإول وإنك أجوزتها عشان خاطر توصل لكرسي مجلس الشعب، لازم تعرف إنك إستغليت تشوهها عشان توصل لهدفك..
لطمت فاطمة علي صدرها بقوة، وهي التي كانت تقف بجوار رقية وقد إستمعا إلي حديثهما قائلة :-
-يالهووووي..

إلتفت جاسم سريعاً برأسه لتتسع عينه بصدمة وهو يري رقية تقف أمامه بوجه خالي من الحياة ودموع تجري علي وجنتيها بصمت. أبتلع جاسم ريقه وهو يقترب منه ويبتسم قائل :-
-رقية أنتي أكيد مش هتصدقي الكلام ده، آآآ ده كدب مفيش حاجة مني ده أصلاً..

هدي بجمود وهي تقف أمامها :-
-لا مش كدب فوقي لنفسك يارقية ده بيستغلك، الحب والحنان اللي بيودهولك ده عشان توصليه للكرسي، هو سمعته كويسه جداً في السوق لكن محتاج حاجه تجمله أكتر ويخلي الناس تعرف أد أيه متواضع..

ثم رفعت الأوراق أمامها قائلة :-
-والدليل قدامك أهو..

رمقها جاسم بإستحقار وهو يصيح :-
-إنتي بتعملي كده ليه عاوزه توصلي لايه..

تابعت هدي بحده وبصوت يشبه فحيح الافعي :-
-جاسم ماحبكيش يارقية ،جاسم إستغلك وعرف يرسمها عليكي صح!!!..

جاسم وهو يمسك كف رقية البارد :-
-جاسم لايمكن يستغلك يارقية، ج آآ جاسم بيحب رقية ولايمكن يعمل فيها كده..

ثم تابع بإبتسامة يمني نفسه :-
-أنتي مش هتصدقي الكلام ده صح!!

ثم كرر ندائه :-
-رقية إتكلمي!!..

ساد الصمت في المكان ولم تسمع إلا جملتين تتردد في أذنيها"جاسم ماحبكيش، جاسم إستغلك عشان يوصل لهدفه"..

"إنتي حامل طب كلمينا عن جوزك وإزاي متقبل الوضع ده وهل ده ماثر علي علاقتكم الزوجية"

تسمع الجملتين وتري وجههما ووجه جاسم تري قاسي تري شخص يذبح بسكينة باردة تري الوفود تأتي لتشاهدها...

وكأن الشتاء حل بكل برود ليثلج جسدها ولاتشعر بالدماء التي تسري بين ساقيها، سحبت كفيها ببطء من يده وعينه في عينه مر الكثير لتشاهد ظلام يقترب منها لتهتف بصعوبة وألم ودموع جارية وصدمة:-.
- ج آآ جاسم، ماآآ ماما..

ليحيط الظلام بها كلياً وتسقط على الإرضية وقلبها ينزف ألماً، وبين ساقيها دماء...

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#14

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث عشر..الجزء الأول

خرجت الطبية من غرفة العمليات وعلي وجهها الاسئ، فأتجه نحوها جاسم سريعاً قائل بلهفة :-
-طمنيني عليها يادكتورة..

تحدثت الطبيبة بأسي :-
-المدام إتعرضت لصدمة نفسية وعصبية مستحملتهاش ، وللأسف فقدنا علي أثرهما الجنين..

إحتلت الصدمة معالم جاسم وهو يهتف بحزن:-
-يعني إبني خلاص كده يادكتورة!!..

صاحت فاطمة ببكاء :-
-ياعيني علي بختك يابنتي إتحرمتي من إبنك قبل ماتشوفيه..

أشفقت عليهما الطبية فتحدثت بجدية :-
-الحمد لله على كل حال، المهم دلوقتي لازم نعرض مدام رقية علي دكتور نفسي لإن حالتها صعبه اووي، وأنا طلبت كده من الإدراة وهي هضطر تفضل معانا شوية..

لم تتلقي جواباً منهما فجاسم صمت نهائياً وكأنه تغيب عن العالم، أما فاطمة ظلت تندب وتبكي، فرحلت الطبيبة تاركه إيهما..

نظرت فاطمة بعينها الباكية لجاسم قائلة بحده :-
-أنتو السبب اللي حصلها ده بسببكم!!..

رمقها جاسم بحده قائل بجمود :-
-أسكتي خالص، أنا مش عايز كلام من حد..

فاطمة بتهكم وهي تبكي :-
-طبعاً يا أبن الإكابر وهي هتفرق معاك في أيه ماهي كده كده كنت هتسبها وترميها!!

ثم تابعت بغضب :-
-أنت لازم تتطلقها لايمكن تعيش مع واحد بيخدعها تاني..

ضرب جاسم الحائط بقبضة يده وصاح بها :-
-أنا قولت أسكتي يبقي تسكتي!! محدش بيخاف علي رقية أدي وماتجيش تزعلي عشانها دلوقتي لأنك أنتي نفسك كنتي سبب في وجعها وزعلها في يوم من الايام...

أبتلعت فاطمة ريقها قائلة بنبرة نادمة :-
-آآآ أنا ك كنت غلطانه مهما كان دي برضه بنتي، وعمري ماكرهتها ولا إستغلتها..

تحدث جاسم بجدية :-
-ولا أنا أستغلتها ولاكرهتها، بالعكس أنا حبيتها من أول يوم شوفتها فيه..

ثم أقترب منها بملامح جادة قائل بصرامة :-
-أنا أضعف من إني أجرح رقية!!!

-بنتك بقت زي الدم اللي بيمشي فيااا..

ثم رمقها بجمود ورحل...

.....................

-في مصحة الإدمان..

"عندما تكره أحد لاتكره كل الكره فربما يصبح صديقاً لك يوماً ما"..

تسير "عهد اليمن" بجوار حازم بحديقة المصحة وهي تسرد له ماسر تسميتها هكذا..

فقالت بجدية وهي تبتسم:-
-عهد اليمن ده مجاش كده من فراغ، يعني مش أول ماتولدت احتارو في اسم فسموني كده..

فتابعت بعشق :-
-عهد اليمن ده عهد بين إتنين عشاق واللي هما بابا وماما، اتقابلوا في بلاد اليمن وبدأت قصة حبهم كانوا بيحبوا بعض اووي، كان حب كده زي حب الروايات حاجه كده مابقتش موجوده دلوقتي..

فأكملت حديثها بجدية وهي تنظر لحازم :-
-وطبعاً زي أي قصة حب لازم تمر بصعوبات الأب الغنى مابيرضاش يجوز بنته للفقير طبعاً, فالفقير يضطر يسافر يكون نفسه بره بس قبل مايسافر لازم يعمل عهد مع حبيته عهد أنها تستناه عهد بأنهم يتجمعوا في بيت واحد من غير ماحد فيهم ينقض العهد ده ..

وتمر الأيام والسنين ويرجع الفقير بس وهو غني يرجع يلاقي حبيبته لسه في بلاد اليمن باقيه علي العهد ويتجوزا عشان يحصدوا نتيجة حبهم فيجيبوا عهد وتبقي أسمها عهد اليمن!!

ثم قفزت ووقفت تأمامه قائلة بمرح:-
-اللي هو أنا!!..

أبتسم حازم قائل بجدية :-
-دي حكاية ولا الروايات معقول في حب بجد كده!!

عهد بإبتسامة :-
-في حب أكبر من كده ياحازم..

ثم تابعت بحزن :-
-بس للأسف الحب ده بيختفي مع الأيام، لما الفلوس تشغل العقول وتنسيهم اللي في قلوبهم ومايفتكروش لا حب ولا بنت..

عقد حاجبيه بعدم فهم قائل بتسائل :-
-أهلك فين ياعهد!!..

عهد بسخرية :-
-اهلي!! أهلي دايماً مشغولين ودايما مسافرين في صفقات تحسن من وضعنا الاجتماعي، صفقات تجيب فلوس، فلوس تجيب ليا عربية جديدة تجيب ليا فستان جديد تخليني أحسن واحدة في صحابي..

عهد بنبرة تألم :-
-فلوس تخلي صحاب عهد يطمعوا فيها، فلوس تشتري لعهد بودرة ومخدرات، فلوس تخلي عهد مدمنة، فلوس تسرق مستقبل عهد!!!

وبدون إرادتها سقطت الدمعة العالقة في عينها، ليشفق عليها حازم ويقترب منها قائل بهدوء :-
-كل حاجه هتبقي كويسه ياعهد، وهتخرجي من هنا وهترسمي مستقبل ليكي، هتبقي عهد يبدأ من جديد..

أومأت برأسها ببطء وهي تمسح دموعها ثم جلست علي الأرضية الخضراء قائلة :-
-أحكيلي عنك بقاا..

جلس حازم مثلها قائل بمرح :-
-معاكي حازم أبويا وأمي سموني حازم!!..

ضحكت عهد ثم قالت بتسائل :-
-ممكن أسألك مين اللي بيجي دايماً ليك وفي المره الأخيرة كانت معاه بنوته كده..

جازم وهو، يرفع إحدي حاجبه :-
-ده أنتي بتراقبيني بقاا!!

أومأت عهد برأسها قائلة بحرج :-
-بصراحه أه أعمل إيه ما أنا زهقانه في المصحه دي وكنت عاوزه أبقا صحبتك بس انتي ادتني وش خشب كده من أولها، فقررت أبقا صحبتك غصب عنك!!
أبتسم حازم علي حديثها فتنهد قائل :-
-طيب ياستي، ده يبقي أخويا واللي معاه تبقي مراته..

وقبل أن تتحدث بسؤال أخر، نهض سريعاً قائل علي عجالة :-
-لا أنا مش فاضي للتحقيقات دي بقا، أنا دكتور رمزي مستنيني في مكتبه

ثم ضيق عينه بخبث :-
-وكمان بلاش إستغلال من اول مره كده، علي الاقل تلاقي حجه عشان تكلميني بيها بكره...

ثم أبتسم وهو يرحل :-
-سلام!!!

............................

-في قصر الراوي..

"ليه كده ياماما، حرام عليكي"..

هتفت بها حنين وهي تجلس بجوار والدتها بغضب..

فتحدثت هدي بجمود :-
-أنتي مش فاهمه حاجه، أنا اللي عرفت أكشف سي جاسم بتاعك ده علي حقيقته وخلعت القناع اللي بيغشنا بيه..

حنين بلهجة غاضبة :-
-جاسم مش كده ياماما، جاسم مايعرفش أبداً يخون ولايستغل حد، جاسم مايحبش يأذي الناس ولايمكن يبني مصلحته علي حساب حد وخصوصاً لو الحد ده يبقا منه!!

نهضت هدي قائلة بسخرية :-
-صعبانة عليا وإنتي مخدوعه فيه كده، علي العموم بكره الايام تثبتلك كلامك..

حنين وهي تنهض :-
-ليه ياماما كنتي عاوزه تسقطي رقية؟ ؟..

هدي بحده :-
-اومال كنتي عاوزاني اسيبها تخلف من جاسم عشان تشاركنا في كل حاجة لا وتلهف ثروة جاسم كمان!!..

حنين بتعجب :-
-ماهو كده كده مصيره كان هيتجوز ويخلف ويعيش حياته لو ماكنتش هي كانت هتبقي غيرها، كنتي هتموتي ولاده بقا من أي واحدة، كنتي هتبقي مجرمة ياماما!! ..

صاحت هدي بقوة :-
-إخرسي، أنا كنت بحلم بجاسم يبقي جوزك إنتي كنت بحلم إن أحفادي يشيلوا أسم الراوي، ..

حنين بأسف :-
-مش بعيد ساعتها كنتي موتيني أنا واللي في بطني..

هدي بتهكم :-
-بلاش كلام فراغ بقا.. وركزي في اللي جاي يومين ونسمع طلقهم، أول ماتخرج من المستشفى..

ثم تابعت بخبث :-
-بس هي وفرت عليا التعب وسقطت لوحدها..

حنين بحسن نية :-
-إن شاء الله هيلحقوها هي وأبنها..

ضحكت هدي قائلة بسخرية :-
-يلحقوها أيه!! دي كانت بتنزف وهي هنا..

ثم جلست وهي تبتسم قائلة :-
-أخيراً هنرتاح منها..

.......................

-في الغرفة بالمستشفي..

جسدها ساكن علي الفراش كالجثة الهامدة ولولا صوت أنفاسها لاحتسبت ميته فارقت الحياة، ذراعها معلق به كيس للدم الذي يجري في عروقها ووجهها شاحب متعب، وفي نومتها تضع يدها علي أحشائها وكإنها تحمي إبنها في رحمها وهي مسكينة لاتعلم بأن رحمها أصبح فارغاً الأن، كانت الأحلام المزعجة تراودها فتهز رأسها بعنف وهي نائمة لعلها تختفي...

دلف جاسم في هذه اللحظة وهو في حالة لايرثي لها، سار ببطء وعينه مثبته علي يدها الموضوعة علي أحشائها وصل لفرأشها ونطق بصعوبة :-
- آآ رقية!!..

ثم تفحصها بألم ووضع كفه علي يدها الموضوعة علي أحشائها وتحدث بحزن بالغ:-
-أنا كمان خسرته أنا كنت محتاج ليه اووي..

ثم تحدث بخفوت :-
-ياتري هتعملي أيه لما تصحي ماتلاقيهوش، أنا عارف انك كنتي فرحانه بيه وإنك كنت بتأكلي كتير من فرحتك وإنك مابتكونيش جعانة ولا حاجه، عارف برضه انه كان أملك في الدنيا دي..

فحزنت نبرته أكثر قائل :-
-بس رااح خلاص، ياريت أقدر أتمني إنك ماتفوقيش عشان متتوجعيش باللي هتعرفيه، لكن أنا عاوزك تفوقي عايز أشوفك بخير عايز أعرفك إني مش ندل واعرفك إني آآآ

فقطع حديثه واقترب من أذنيها وهتف بنبرة ناعمة :-
-إني بعششششقك!!!

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#15

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث عشر..الجزء الثاني

"عمال بتوجع في قلبي ليه ؟!.. يعني اللي بينا ده نهايته أيه!!.. لو مش حاببني مفيهاش كسوف.. ابعد وشوف ناوي تعمل إيه.. أعمل بعشرة وحاجات كتير كان برضه بينا إحساس كبير ����"
-في المستشفي..

حركت رأسها عدة مرات بإنزعاج وإنكمشت ملامح وجهها وهي تشعر بثقل علي صدرها وكأن شئ صلب وضع علي قلبها نتج عنه أنها أصدرت أنين مخفض يدل علي رغبتها الشديدة في البكاء وإنزعجها فتحت عينها ببطء لتسقط دمعة علي وجنتها أخذت تشهق وهي تشعر بإعياء يصيبها وشئ يشل حركتها، حاولت تحريك يدها ولكنها وجدت يد تضع علي يدها الموضوعة على أحشائها ، ورأس توضع عند موضع قلبها والجسد نصفها الأعلي متسطح على الفرأش وقدمه تلمس الإرضية نومة خاطئة من شخص أراد أن يكون بجوارها في أصعب محنة تمر بها... وماهو الشخص إلا بجاسم..

دققت النظر به بجمود ثم بإندفاع حركت قدمها بقوة ليستيقظ هو ببعض من الفزع ولكن إنفرجت أساريره عندما رأها مستيقظة تحدث بإرتياح وهو يعتدل:-
-رقية!! حمد الله علي السلامة ياحبيبتي..

صامتة وهي تطالعه بنفس النظرة الجامدة .. فأبتلع ريقه وأبتسم هو ينظر للفرأش وتحدث ليجاريها في الحديث :-
-معلش لو ازعجتك بنومتي دي بس السرير هنا صغير، وأنا كنت عاوز أبقا جمبك وقريب منك علي أد ماأقدر..

جاوبها هو رد فعلها الأول الصمت بل لم تكتفي بذالك فتنهدت بضيق وهي تشيخ بوجهها للناحية الأخري، تحدث جاسم بجدية :-
-ممكن تديني فرصة بس أفهمك..

لم تكن معه مطلقاً فقد استحضرت أخر ذكري لها، تذكرت حالتها السيئة وهي مع والدتها في السيارة، أخر محادثة دارت بين جاسم وهدي في القصر، وأخيراً السواد الذي غطي عليها لتسقط وتجهل ماذا حدث بعد ذالك، تحركت عدسة عينها في المكان لتسع عينها تدريجياً ثم جاهدت بأن تعتدل من نومتها ولكن شعرت بالألم يغزو جسدها فأصدرت أنين منخفض ليقترب جاسم منها ليعاونها ولكنه تفأجئ بها تبعد جسدها عنه كإشارة منها برفض قربه أومساعدته، إبتعد عنها وقد إتسعت عينه بذهول، إعتدلت بعد عناء ثم وضعت يديها الاثنين علي أحشائها ونطقت بخوف ظهر علي وجهها وخرج من فمها بخفوت :-
-إبني إبني!!..

أقترب جاسم منها مرة أخرى ووضع يده علي كتفها قائل بهدوء :-
-إهدي بس وا-----

صرخت في وجهه ليبتعد عنها قائلة بحده :-
-إبعد عني أبعد..

ثم ظلت تتكرر بطريقة هستيرية :-
-إبعد، إبني حصل حاجة إبني حصله حاجة إبني..

وتحدثت علي عجالة وهي تدمع :-
-أنا مش حاسه بيه جوايا، إبني حصله إيه!!

جاسم محاولاً لتهديئتها :-
-إهدي بس دلوقتي إهدي...

نظرت إليه وسألته برجاء :-
-قولي ها قولى إبني حصله حاجة ولالا..

ثم أبتسمت بألم :-
-هو لسه موجود صح!! هو عارف أني أنا مستنياه هو مسابنيش مش كده..

مسح علي شعره وهو يتنهد بحزن فهز رأسه بنفي، لتتسع عينها من الصدمة وتسيل دموعها بغزارة وهي تضع يدها على فمها، امسك كفها قائل بمواساة وهو يبتسم بأمل :-
-ملناش نصيب فيه، إن شاء الله هيكرمنا تانى ونجيب دستة كمان!!

ظلت رقية علي صدمتها وهي تنظر في الفراغ ليتجسد أمامها شبح لهدي صوتها يصدح في أذنها بنبرة قاسية" أحمد ربنا إنك هتتطلع من الجوازة دي من غير عيل" ثم تكرر عدة مرات "من غير عيل من غير عيل من غير عيل"..

إنتقل جاسم بيده إلي شعرها المنسدل بعشوائية وملس عليه بحنان قائل :-
-أحمدي ربنا ياحبيبتي، أحمدي ربنا علي كده..

زاغت انظارها في الغرفة لتستقر عليه وقد جمدت ملامحها وهي تقول بنبرة غاضبة وهي تشير بسبايتها :-
-آآآ أنت أنت، اللي قتلته أنت اللي سقطيني..

أمسكت به صرخت بغضب :-
-أنت اللي سقطيني أنت اللي موت إبني..

أبعد جاسم يدها ونهض وهو يصيح :-
-أنتي اتجننتي ولايه!! أنا أقتل ومين أبني، هقتله ليه إتجننت ..

رقية بنبرة ساخرة من بين دموعها :-
-تقتله عشان تخلص منه ومن أمه، ماهي خطتك هتبوظ لو خلفت مني، عشان مفيش حاجة تربطني بيك وتقدر ترميني في أي وقت ..

إختلط بكائها بنبرتها وهي تقول بوجع :-
-ليه ياخي كده حرام عليك، ك آآ كنت سبتهولي وكنت هختفي بيه من حياتك، ده كان هيملي عليا حياتي كانت هداوي بيه وجعي، استخرته فيا ليه!! ليه بس!!

ثم أمسكت برأسها وصرخت :-
-ااااااااااااااااااااااااااه..

وفي هذا الحين دلفت إحدي الممرضات مسرعة لتمسك برقية ووجهت الحديث جاسم بجدية :-
-لو سمحت إتفضل أطلع بره!!..

ثم قيدت رقية التى تصرخ بقوة "أقتل أبني، أستخسره فياااا، أستخسره فياا"

أغلق جاسم سترته ورمقها بإشفاق وقلبه يتألم لأجلها فتنهد وتحدث بجمود :-
-مش هعاتبك واحاسبك علي أي كلمة قولتيها دلوقتي لاني مقدر اللي أنتي فيه كويس جداً...

فتابع علي نفس نبرته :-
-بس هيكون لينا كلام تاني..

زاد صرخها وبكائها وشهقاتها لتتحدث الممرضة مرة أخرى :-
-لو سمحت إطلع بقاا..

إلتفت جاسم لها ورمقها بحده ثم غادر الغرفة..

------------------

-في البناية..

جلست فاطمة بجوار زوجها والذي شارد في حال إبنته وقد ظهر علي وجه الحزن الشديد وقد تفر من عينه الدموع أحياناً ، ربتت فاطمة علي كفه قائلة بهدوء :-
-وحد الله بقا ياراضي، ماهي البت كويسة أهم..

إلتفت راضي لها قائل بتنهيدة حزن :-
-لا إله إلا الله، كويسة إيه بس يافاطمة البت هضيع مننا يافاطمة هترجع أوحش من الأول، لو رجعت لينا هترجع جواها شرخ دي حتة منها نقصت ..

فاطمة بسخط :-
-منه لله اللي كان السبب افتكرنه هيحافظ عليها ويصونها أتاريه ناقص..

هز راضي رأسه ينفي حديثها قائل بجدية :-
-لا يافاطمة جوز بنتك لايمكن يكون كده ده أكيد في حاجة غلط..

انا عاشرت كتير وشوفت اكتر لكن عمري ماقبلت حد في رجولة ولا أخلاقه..

إلتوي فمها بسخرية قائلة :-
-ياما تحت السواهي دواهي ياخويا..

ثم نهضت قائلة وهي تنوي الرحيل :-
-أنا هلحق أمشي عشان أروح المستشفي بقاا..

ثم تابعت بإستعطاف:-
-مش هتيجي تشوفها ياراضي؟؟

راضي برفض وهو ينظر لها بعينه الدامعة قائل بحزن :-
-مش هقدر اشوفها كده، قلبي هيتقطع عليها أكتر..

تنهدت وهي تؤمي برأسها إيجاباً وتربت على كتفه ورحل
..........................

وصلت فاطمة إلي المستشفي الراقده فيها إبنتها لتستقبل من إحدى الممرضات خبر إيفاقة إبنتها لتهتف بفرحة :-
-بجد يعني هي فاقت يابنتي أقدر اشوفها وتخرج معايا من هنا ..

أومأت الممرضة ب ثم تحدثت بجدية :-
-هي دلوقتي نايمة لأنها واخده حقنه مهدئه، وهي لسه هتفضل معانا فترة كمان عشان هتتعرض علي دكتور نفسي ..

فاطمة بهلع:-
-أنتي مش قولتي انها فاقت يبقي ازاي نامت واخدت وحقنة أيه دي، ودكتور نفسي ليه هي البت إتجننت؟! ..

إبتسمت الممرضة وهي تجيبها ببساطة وتفهمها :-
-مجنونة أيه بس ياأمي، كلنا بتعدي علينا فترة بنحتاج فيها نتكلم مع حد ونحكي عن اللي مضايقنا والدكتور النفسي دوره يسمع الناس ويتكلم معاهم ويساعدهم أنهم يتغلبوا على مشاكلهم..

هزت فاطمة رأسها بتفهم، لتبتسم لها الممرضة وترحل..

لتقول فاطمة بإعجاب :-
-العلم حلو برضه كويس إني علمت البت...

فتنهدت بحزن وهي تنظر لغرفتها :-
-بس هي تقوم بالسلامه..

...........................

مرت الأيام وأصبحت رقية صامتة وكأنها ولدت هكذا لاتشعر بشئ حولها تجلس تضم ركبتيها علي الفرأش وهي تعقد ساعديها عليهم ولا تتأثر بأئ دكتور نفسي يدلف غرفتها من أجلها، يظل يثرثر مع نفسه ولكن دون جدوي، أحياناً تتركهم يتحدثون مع أنفسهم وتتدثر أسفل الغطاء... مماجعل الجميع ييأس وأصاب الاحباط جاسم الذي كلما دلف إليها يظهر عليها الفزع وكأنها رأت شبحاً يظل جسدها يرتجف بشدة.. وقد هدأت هذه الحالة قليلاً في الأيام السابقة فزاد فضوله لمعرفة السبب...

وفي يوم أقتباس..

دلف هو ببطء إلي غرفتها في المستشفي ليجدها جالسة علي الفرأش شارده في لاشئ وانظارها مثبته علي الحائط أمامها ملامح خالية من أي إحساس بالحياة ، أعتصر قلبه حزناً وهو يجاهد أن يظهر بصورة قوية أمامها، جلس علي المقعد بجوارها وتحدث بحنان :-
-وحشتيني أوووي!!

آآ البيت من غيرك وحش يارقية ..

ثم أبتسم بحزن :-
- أنا عارف إنك زعلانه ومن حقك تزعلي وتغضبي !! لكن آآآآ

فهز رأسه بخيبة أمل وتحدث بألم :-

-أنا حقيقي مش عارف اقولك أيه!! مش عارف أصبرك أزاي..

فرمقها بحذر قائل :-
-رقية إنتي شايفه أني حقير وندل، صدقتي عليا كده، صدقتي إني ممكن أتاجر بوجعك!!..

لم يتلقى منها أي إجابة وكأنها لاتشعر بوجوده مطلقاً..

ثم نهض قائل بصوت مرتفع :-
-ماتسكتيش كده أتكلمي أصرخي فيا لكن متعاقبنيش بالشكل ده!! قومي خدي حق وجعك بأي طريقة لكن ماتسكتيش كده بالله عليكي..

إلتفتت برأسها ببطء وهي تهز رأسها عدة مرات بعدم فهم، ثم قطبت مابين حاجبيها بتعجب لتلقي قنبلة وصدمة شديدة له الأن فقالت بجدية :-
-أنت مين!!!.

.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#16

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع عشر.."الجزء الأول"

ألجمت الصدمة لسانه وهو يطالعها بنظراته المندهشة وهز رأسه بعدم فهم لتكرر هي بجمود :-
-بقولك إنت مين؟!..

خرجت الحروف من بين شفتيه بذهول قائل بصدمة :-
-أنا ميين!! أنتي مش عرفاني!!..

نظرت له بصمت لفترة زمنية طويلة ثم لمعت عينها بالدموع وهزت رأسها بنفي وهي تقول بنبرة مختنقة :-
-لااا ماعرفكش حاسه إنك حد غير اللي اتجوزته وغير اللي عيشت معاه، ايوة أنت مين!!

تابعت بنبرة شبه باكية قائلة :-
-أنت مين!! ، أنت بتحبني ولابتكرهني!! ، أنت قاسي ولاطيب!! جرحتني ولادوتني!! ، أنت جاسم اللي عرفته واتجوزته ولا جاسم اللي معرفتهوش!! ..

هبطت دمعة ساخنة علي وجهها وهي تتحدث بنبرة ضائعة:-
-أنت أتجوزتني ليه؟! طب كنت قادر تعيش معايا إزاي وأنت مش بتحبني؟؟ ، إزاي قدرت تمثل عليا الحب ده، أزاي كنت بتحضني ومن جواك مش عاوزني ...

فصمتت لوهلة ثم طالعته بندم قائلة :-
-إنت طفيت شعلة الأمل اللي كبرت جوايا...

ثم أرتجفت شفتيها وهبطت دموعها بغزارة قائلة :-
-انت دبحتني بسكينة باردة!!...

والسكين البارد هو الذي طعن قلب جاسم الأن وهو يسمع حديثها، فأقترب منها ببطء ووضع يده التي ترتعش على قلبها وتحدث :-
-أسألي ده وهو هيقولك أنا ميين!!

أسأليه اكيد هو حس بحبي أسأليه وهو هيقولك أد أيه جاسم بيحبك ، وأسالي نفسك محستيش بحبي ده ولو ثانية حتي معقول محستيش بيا وموثقتكيش فياا!!!

تحدثت بلهجة متهكمة ودموعها تتساقط:-
-أحس!! وهو المحروم بيحس ولابيفرق!!! ، الجعان لو حطتله في الأكل سم مش هيحس بطعمه في الأكل!!..

مالت برأسها يميناً وهي تتابع قائلة :-
- عارف ليه مش هيحس؟!

فأكملت بجمود وإستنكار نوعاً ما :-
-لأنه جعاااان!!

تسارعت أنفاسها وزاد بكائها وهي تقول بحزن علي حالها :-
-وأنا كنت جعانه حب ياجاسم!! عشان كده محستش بسمك فيه!!..

"الصمت لغة العظماء بل الصمت لغة الصدمة والحيرة"..

هكذا كان حال جاسم وهو يستمع لها فالأن، هربت الحروف من لسانة وعجز عن الرد بينما هي تبكي بكل قوتها، فإبتلع ريقه وظل شعور العجز يتملكه حتي تحدث بجدية :-
_أنتي عمرك ماحبتيني يارقية!!..

فتابع بجمود :-
-عارفة ليه؟! لإنك مابتحبيش نفسك عشان كده مش عارفة تحبي غيرك!! مش واثقة في نفسك عشان تثقي في غيرك إنتي اللي ظلمه نفسك وكرهها عشان كده عمرك ماهترتاحي...

فتابع بحدة :-
-وهتعيشى وتموتي زي ماأنتي غبيه هتفضلي غبية مش عارفة تخلقي لنفسك مساحة تعيشي فيها هتسيبيهم ينتصروا عليكي بغبائك ...

صرخت بكل مااوتيت من قوة بوجع :-
-بسسسسس كفاية كده عليا أنا مش حمل وجع حرام عليكم مش حمل وجع والله..

لم يصنت لها جاسم فتابع بقسوة :-
-واخده اللي حصلك شماعة تعلقي عليها ضعفك وغبائك..

شعرت ببرودة تسري في جسدها فأحتضنت نفسها وضمت ركبتيها لجسدها وظلت ترتجف بقوة وهي تتردد :-
-بس كفاية بس كفاية!!

فأقترب من أذنها قائل :-
-أنا مش هقولك صدقيني ولاهدافع عن نفسي تاني أنا هسيبك تعملي اللي أنتي عاوزاه..

فهدأت نبرته قائل بتنهيدة :-
-بس أنا لسه باقي عليكي وعاوزك..

نظرته له بعينها الباكية الحمراء قائلة بإصرار واضح في نبرتها :-
-طلقني!!!..

أبتسم بإلم قائل :-
-تاني يارقية!!

أومأت برأسها إيجاباً قائلة بوجع :-
-اهااا هبقا كويسه في بعدك..

رفض ذالك قائل :-
-عمرك ماهتبقي كويسه وانتي مش معايا..

رقية بنبرة باكية :-
-لو بتحبني طلقني سبني أعيش حياتي بعيد عنك...

جاسم بإنفعال :-
- ليه عاوزة كده ليه بتعاقببتي علي ايه مش فاهم!! مش عاوزة تصدقيني وعاوزة تبعدي ليه..

رقية بنبره حادة :-
-لاني مش عاوزة شفقة تاني ولاهسمح لحد يستغلني ويبني مصالح عليااا..

فصرخت بعنف وشفتيها ترتجف وجسدها :-
-مش عاوزة أعيش مع ندل زيك!! عايش عشان يخدع الناس ويتلذذ ويتاجر بوجعهم..

اتسعت عين جاسم بغضب وكور قبضة يده حتي برزت عروقه فقال بنبرة جامدة وهو يؤمي برأسه إيجاباً :-
-خلصت كده يارقية..أنا مش هستنزف مشاعري معاكي تاني، وهعملك اللي أنتي عاوزاه..

ثم تابع بلهجة ساخرة :-
-وأنا مايرضنيش برضه إنك تعيشي مع واحد ندل بيتاجر بوجعك!!

ثواني ودقائق مرت عليهم وأنظارهما متقابلة نغزات في قلبها وزدياد سرعة نبضها ودموعها تسيل بصمت جسدها كما هو يرتجف، اما هو شفتيه تتحرك ولكن تأبي النطق بجملة تحررها شئ يمنعه عن نطقها ولكن في النهاية أغمض عينه وفتحها مجدداً قائل بتنهيدة طويلة تابعها بجدية :-
-آآآ أنتي آآإ أنتي طالق يارقية!!..

ولم ينتظر ثانية واحدة ورحل في الحال، ليتركها تبتسم بألم مع نفسها ثم تتعالي صيحات بكائها ثم تتطلقصرخة مدوية وهي تراقب طيفه الذي أختفي عن أنظارها :-
-اااااااااااااااااااااااااه...

"قالي الوداع وأنا اقوله أيه هو الوداع يتقال في أيه ����"

.....................
وقفت سيارته في جبل المقطم ليترجل منها ويصفع الباب خلفه بقوة ثم خلع سترته وألقاها بإهمال، أخذ يتنفس سريعاً وهو يحاول تصديق الذي حدث اللتو فقد أغلق الستار على حكايته مع رقية، يشعر بإنه ندل ندل لأنه تخلي عنها في أصعب وقت هي تحتاجه كيف ستكون تكون حياتها من بعده!! هل هذا اللقاء الأخير بينهما!! لم يجد رقية مرة أخرى في غرفته، عندما يستيقظ لم يجد رقية في أحضانه!! لم يري تورد وجنتيها مرة أخري!! هل ترك محبوبته وسط غابة تنهش بها بمفردها، مسح علي وجهه ثم ضرب مقدمة السيارة بقبضته بعنف قائل :-
-سبتها ،سبت رقية لوحدها وهي بتخاف تفضل لوحدها بقيت ندل بجد ياجاسم !!!..

..........................

-في المستشفي..

دلفت الممرضة وهي تحمل طعام لتجد رقية تبتسم بألم وتبكي وهي تضع يدها على قلبها باكية كعادتها، رمقتها الممرضة بإشفاق ثم بسطت مائدة الطعام أمام رقية ووضعته عليه قائلة بإستعطاف :-
-لازم تاكلي حاجة بقا المره دي، مامتك بتزعل اووي وهي شايفاكي مش بتأكلي كده وصحتك في النازل..

لم تجيبها رقية وظلت علي حالتها، فتحدثت الممرضة بتسائل :-
_طب هو أنتي مش عاوزه تأكلي ولاتشربي ليه بس؟!..

وعندما استمعت لها رقية تحدثت بشرود :-
-عشان أموت!!..

فإلتفتت لها قائلة بلهجة ضائعة :-
-أصل اللي بيأكل واللي بيشرب دول ناس عاوزة تعيش لكن أنا مش عاوزة الدنيا دي عاوزة أموت..

ثم وقع نظرها علي سكين حاد جاءت بالغلط مع الطعام ولم تنتبه لها الممرضة، فسلطت أنظارها عليها وتحدثت بشرود وخفوت :-
-أنا عاوزه أموت!!!

.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#17

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع عشر.. الجزء الثاني

عاد جاسم إلي المستشفي مرة أخرى بعدما جاءه إتصال هاتفي من المستشفي يطلب منهم سرعة العودة مرة أخرى لأمر يخص زوجته!!! أي طليقته لم يعرف لماذا عاد فهو تحرر الأن منها ومن أي شء خاص بها ولكن شئ بداخله أصابه قلق عندما علم إن زوجته في أشد الأحتياج له!!...

-في غرفة كبير الأطباء المستشفي..

وعندما إستمع لحديثه ضرب علي
سطح المكتب بحده وهو يهتف :-
-يعني أيه تروح مصحة نفسية! أومال انتو بتعملوا أيه؟! ..

أجابه الطبيب بهدوء :-
-جاسم بيه مرات حضرتك محتاجة تتعالج نفسياً وأنت عارف كده كويس وكمان تكون تحت مراقبة علي 24ساعة عشان سلامتها...

فصمت للوهلة قبل أن يردف بحذر :-
-وعشان متعدش محاولة الإنتحار تاني!!..

أتسعت عين جاسم بصدمة وهو يتحدث بخفوت :-
-إنتحار!!..

أومأ الطبيب برأسه إيجاباً وتحدث بجدية :-
-بس الحمدلله جات سليمة المرة دي محدش عارف المرة الجاية هيحصل إيه!!..

ظل جاسم علي صدمته، فتنهد الطبيب قائل :-
-صدقني ده لمصلحتها بجد، ولو الأمر مكنش فى غاية الأهمية أنا ماكنتش إتصلت بيك في وقت متأخر زي ده، لأن وجودها ملهوش فايدة لأنها مش مريضة جسمانياً والدكاترة اللي بتجلها مابترضاش تتكلم معاهم، هناك هيقدروا يشيلوا الحاجز ده وهتبقي كويسة ..

نظر جاسم له بجمود ثم تحدث:-
_وهي دلوقتي عاملة أيه!!..

الطبيب بلهجة تقرير :-
-الجرح سطحي الممرضة دخلت في الوقت المناسب وصلحت الغلطة اللي أرتكبتها بأنها تدخل مع الأكل سكينة!!..

مسح جاسم علي شعره بغضب وهو ينظر أمامه بشرود هل كانت تنوي علي الإنتحار لأنه تخلي عنها في أصعب محناتها..

غادر المكان سريعاً ثم إستقل سيارته ورحل متجه نحو مكان ما....

......................

-في قصر الراوي..

كانت مشيرة تحاول التحدث ولكنها لم تستطع حاولت الممرضة فهم ماتريده ولم تتوصل لشئ، فخمنت أنها تسأل عن شخص فتحدثت بتسائل :-
-عاوزاني أناديلك حد!!..

أومأت مشيرة برأسها ببطء فتابعت الممرضة قائلة :-
-عاوزة مين!!..

وفي هذه اللحظة دلفت هدي بعنجهية وهي توزع نظراتها بين الممرضة ومشيرة قائلة بإستفهام :-
-في أيه!!..

الممرضة بأدب :-
-كانت بتسأل على حد بس مش عارفه مين!!..

رمقتها هدي بحده وأقتربت من مشيرة قائلة :-
-بتسألي علي مين يامشيرة!!..

حاولت مشيرة مرة أخري التحدث ومحاولاتها باتت في الفشل، فخمنت هدي وهي تقول بخبث :-
-بتسألي علي مرات إبنك..

ظهرت علامات الأيجاب علي وجه مشيرة فقالت هدي بسعادة :-
-مشيت خلاص خلصتك منها، حقتلك اللي كنتِ بتحلمي بيه!!..

أتسعت عين مشيرة الباهتة وشحب لون بشرتها، فرفعت هدي حاجبها قائل بغضب كامن بداخلها :-
-أيه وشك أتغير كده ليه مش فرحانه!!..
رمقتها مشيرة بحدة مما أشعل غضب هدي بداخلها فتابعت بمكر :-
-علي العموم بكره تقومي وترجعي احسن من الإول عشان تختاري عروسة لإبنك تشرفنا..

ثم أبتسمت بخبث وغادرت الغرفة لتترك مشيرة بعدما زادت ألمها وشغلت عقلها بمصير زوجة إبنها!!

.........................

عاد مرة أخري وهو يحمل في يده أشياء ودلف لغرفتها ليجدها نائمة وهي تحتضن نفسها بذراعيها وعلي وجهها أثر البكاء مماجعله يلوم نفسة علي هذه الجملة التي خرجت في وقت خاطئ، لايتخيل أنه أصبح ليس مسئول عنها وعن أي شئ خاص بها، أقترب منها وأخرج دمية من الأكياس الذي يحملها، فأبتسم وهو يبعد ذراعيها عن بعضهما وقام بوضع هذه الدمية في أحضانها وحاوطها بذراعيها، لم يعرف لماذا فعل هذه الحركة الصبيانية ولماذا جاء من الأساس وكإنه سمع الإجابة من قلبه وهو يدافع عن محبوبته "لازم نجلها دي رقية!!"..

فهتف جاسم بنبرة متألمة وصوت خافت :-
-دي رقية!!..

ثم أخرج كتاب الله ووضعه بجوارها على الوسادة، ثم وضع علي الإريكة زي للصلاة(الإسدال الخاص بالصلاة "ثم سجادة الصلاة... ثم أردف بداخله بإقناع تام :-
-هي محتاجة كده دلوقتي!!..

إلتفت إليها وتأمل فيها للمرة الأخيرة، وكأنه يحفر ملامحها بداخله ثم وضع الغطاء عليها بعناية، ندت منه إبتسامة حزينة وهو يتنهد قائل :-
-عارف إن ده مابقاش حقي دلوقتي!!
لكن لحد دلوقتي مش مصدق إني حقي فيكي رااح بسهولة كده!! ..

فتابع بجدية جامدة :-
-أنا ماشي بس هفضل جمبك، وزي ماقولتلك جايز مبقاش ليا حق فيكي، لكن ده مايمنعش إن أتخلي عن حقي في الإهتمام بيكي!!..

أنهى جملته وسار ببطء للخلف دون الإستداره وكأنه يودعها بعينه حتي وصل إلى الباب فألقي نظرة عليها وأغلق الإضاءة وأغلق خلفه ورحل من غرفتها وربما من حياتها..

تسللت أشعة الشمس إلي غرفتها من خلال النافذة ذات الستار الأبيض الشفاف، لتفتح رقية عينها ليقع بصرها سريعاً علي الدمية الصغيرة ذات الشعر الأسود الصناعى والفستان القصير والحذاء البلاستيكي عقدت مابين حاجبيها بتعجب وإعتدلت والدمية بين ذراعيها عبثت في شعرها بتعجب وهي تتفحصها وتبتسم تدريجياً وهي تتأمل في ملامحها البريئة وكأنها طفلة صغيرة ضمتها رقية لصدرها وهي تتنهد بوجع علي صغيره الذي أسقطته قبل أن تشبع غريزة الأمومة لديها، اغمضت عينها وتخيلت طفلها في أحضانها هكذا ولم تشعر بالدمعة التي سقطت على وجهها ألماً وبين هي تنقل بصرها وقعت عينها علي كتاب الله ثم سجادة الصلاة وإسدال الصلاة أيضاً، في هذه الحين دلفت الممرضة لها قائلة بأبتسامة :-
-صباح الخير.. الدكتور بيقول جاهزين!!..

لم تنكر شعور الهلع الذي أصابها والقشعريرة التي دبت في أوصلها تمسكت بالدمية جيداً ونقلت بصرها بين المصحف الشريف وبين سجادة الصلاة ثم قالت بخفوت :-
_ ه آآ هصلي الأول!!!..

يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#18

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس عشر..
دلفت فاطمة مع زوجها راضي من بوابة المستشفي الإلكترونية، ولم تصمت فاطمة لوهلة عن ثرثرتها حول حالة إبنتها المزمنة..
فتحدثت بنبرة متهكمة وهى تنظر إلى زوجها الذي يسير ببطء ويستند عليها :-
-البت راحت مننا ياراضي!!..
الدكاترة بيقولوا إنها عاوزة محتاجة مصحة نفسية عشان ترجع تانى كويسة..
تحدث راضي بوهن ونبرة متألمة :-
-كويسة!! عمرها ماكانت كويسة يافاطمة بنتك تعبانة من زمان!!
فاطمة بسخط :-
-كله من اللي مايتسمي اللي أسمه جاسم هو اللي عمل فيها كده ، لا وكمان رايح يطلقه وهي في الحالة دي..
وكأنها وضعت حجر على صدره فهتف بصدمة :-
-هو خلاص طلقها يافاطمة؟!..
أومأت برأسها قائلة بحزن علي إبنتها :-.
-بنتك أمبارح كانت عمالة تقول كده زي المجانين..
فتابعت بحذر وهي تلقي قنبلة أخري:-
-دي كمان كانت عاوزة تموت نفسها وتنتحر!!..
وقف راضي فلم يعد يحتمل المزيد فشعر بوغزات في قلبه فوضع يده عليه وأصدر أهاهات منخفضة..
فاطمة بهلع وهي تسير به إلي إحدي المقاعد لتجلسه:-
-مالك ياراضي حاسس بإيه!!..
تنفس راضي سريعاً وتحدث بألم :-
_آآ أنا كويس يافاطمة..
فاطمة بنزق وهي تري حالة الأعياء الظاهرة عليه :-
-كويس إزاي بس ياراضي أنت مش شايف نفسك..
فتحدثت على عجالة وهي تلتفت حولها :-
-أروح أنادي لأي دكتور من هنا..
هز راضي رأسه بالنفي وقد شعر بالتحسن :-
-قولتلك كويس ماتشغليش بالك..
فأبتلع ريقه قائل بهدوء :-
-اطلعي أنتي للبت وهاتيها وأنا هستني هناا..
فاطمة بتردد :-
-بس ياراضي أنت---
قطع راضي حديثها قائل بجدية :-
-أطلعي يافاطمة متوجعيش قلبي!!..
هزت فاطمة رأسها بإستسلام.. وقبل أن ترحل تذكرت شئ ثم تحدثت بتلعثم :-
-ب آآ بس ياراضي البت هتخرج النهاردة وأكيد المستشفى هتبقي عاوزة فلوس وشكلها غالية!!
فتابعت بسخط :-
-واكيد اللي أسمه جاسم ده مدفعش حاجة بعد ماطلقها.. ماهو أخدها لحم ورماها عضم هتفرق معاه في أيه!!..
راضي بجدية :-
-اطلعي وأنا هاروح أشوف الحسابات..
فاطمة بنبرة متهكمة وهي تحرك كفيها في الهواء :-
-منين بس ياراضي دي أكيد غالية أووي..
نهض راضي وسار إتجاه الحسابات قائل بإيجاز :-
-مستوره الحمدالله...
زفرت فاطمة بضيق وتنهدت وهي تستدير لتصعد لإبنتها...
-في الحسابات..
موظف الحسابات وهو يتحدث بلهجة عملية :-
-ياأفندم الحساب دخل خزنة المستشفي من أول ساعة دخلت فيها المستشفى..
ثم نظر في حاسوبه وأخبر راضي بإيجاز :-
-والشيكات كانت باسم جاسم بيه الراوي..
لم يتعجب راضي فهذا أمر متوقع من جاسم الراوي..
فشكر موظف الأستقبال ورحل..
........................
وبينما هو يسير تقابل مع جاسم الذي دلف الأن من البوابة فأبتسم جاسم له وسار في اتجاه حتي وقف قبالته قائل :-
-عامل أيه ياعم راضي!!..
رمقه راضي بعتاب ثم قال :-
-ليه كده يابني!!..
أخفض جاسم رأسه لأسفل وتحدث بخفوت وهو يرفع رأسه مرة ثانية :-
-صدقني غصب عني!!..
فتحدث جاسم مدافعاً عن نفسه :-
-عم راضي أنا مش وحش ولا عملت حاجة أتعاقب عليها كل الحكايه إن رقية فاهمة غلط أو مش عاوزة تفهم بس الحقيقة إني عمري مالعبت بيها ولا فكرت إني أستغلها..
أومأ راضي برأسه قائل بجدية :-
-أناا مصدقك يابني من غير مااعرف حاجة، انت من ساعة ماجتلي المستشفي وأنا ارتحتلك ولاد الأصول بيبانه ياجاسم...
فأبتسم قائل :-
-سماهم علي وجوههم!!..
أبتسم جاسم له بإمتنان علي هذا الإطراء.. ثم تنهد قائل بنبرة ساخره :-
-طب هي ليه مصدقتنيش؟؟.. هي عاشرتني وعرفتني ليه مافهمتنيش!!..
راضي بنبرة متألمة :-
-مش عارف الومها ولا أعذرها، بقول برضه هي شالت فوق طاقتها كفاية عليها كده..
لمعت عين راضي بالدموع قائل :-
-مهما كان بنتي صعبانة عليا يابيه، هتترمي في مصحة وياعالم هتتحسن ولالا..
جاسم بنبرة جادة :-
-رقية مش هتتدخل مصحة ياعم راضي..
نظر له راضي بعدم فهم،فتحدث بنفس النبرة الجادة :-
-رقية هتتعالج في عيادة هتتعالج بمزاجها مش هنحبسها ونفرض عليها العلاج هي اللي هتحددت امتي عاوزة تتكلم وأمتا لا ...
راضي بلهجة إستفسار :-
-بس دوول الدكاترة قالوا إنها لازم تروح مصحة!!..
جاسم بجمود :-
-وانا لايمكن أرضي بكده، لايمكن اسبب ليها وجع بالشكل ده مش هتصحي تلاقي نفسها في مكان بيحسبوها علي سكوتها وعاوزنها تتكلم عشان يعالجوها، رقية هتمارس حياتها عادى مش هنخلق ليها عقدة نقص، مش هنفرض عليها حاجة..
أبتسم راضي له قائل :-
-أنت بتعمل كده ليه يابني!!..
جاسم ببساطة وهو يتتفوه :-
-عشان بحبها!!!..
خرجت من المصعد مع والدتها التي تحمل حقيبة ملابسها وأشيائها بينما هي تحتضن الدمية وتنظر حولها بحذر وترتجف بشدة، ووالدتها تنطر لها بإشفاق وهي تتذكر جملة الطبيب في الأعلى "ياريت في أسرع وقت تروح المصحة حالتها النفسية في تأخر " لمعت عين فاطمة بالدموع وكانت سوف تنفجر في البكاء ولكنها تماسكت من أجل إبنتها..
لمحها تأتي من بعيد فخفق قلبه بشدة ولم ينكر السعادة التي شعر بها وهو يري دميته في أحضانها...
وعندما وصلت فاطمة بها إليهما وقفت رقية تحتضن الدمية أكثر وهي ترتجف أكثر وأكثر.. أشتاق راضي إليها بشدة فهتف بإشتياق وهو يفتح ذراعيه :-
-رقية وحشتيني يابنتي..
رمقته بتعجب ولم تتحرك من مكانها، فأصابت الصدمة جاسم وراضي الذي تحدث بألم :-
-مش عاوزة تيجي في حضن أبوكي يارقية!!..
بكت فاطمة قائلة :-
-البت إتجننت ياراضي، دي فاكره العروسة بنتها...
اتسعت عين جاسم بصدمة وهو يرمقها بعدم تصديق ثم يقترب منها لتبتعد هي بهلع وكلما اقترب كلما ابتعدت لمعت عينها بالدموع وهي تهز رأسها بالنفي..
فتحدث جاسم بعدم تصديق :-
-أنتي خايفة مني يارقية!!!..
أومأت برأسها إيجاباً سريعاً ، ليقف جاسم وهو في موقف لايحسد عليه..
راضي بصدمة علي حال إبنته :-
-ومش عاوزها تروح مصحة ياجاسم بيه، البت بتضيع مني...
صمت جاسم وبكت فاطمة وتألم راضي وضحكت رقية وسالت دموعها!!!...
-في إحدي عيادات الأمراض النفسية..
تجلس سيدة بتنورة قصيرة وكنزة بيضاء أعلاها ستره من نفس لون التنورة وفي قدمها حذاء ذو كعب عالي مع خصلات شعرها القصيرة الصفراء، أرتداءت نظارتها الطبية قائلة بتسائل :-
-أزاي خايفه منه وازاي جيتي معاه؟!..
رقية بدموع قائلة بحيرة :-
-معرفش!!!..
تسألت الطبيبة سيمون بجدية :-
-بتحبيه!!..
سالت دموعها بغزارة وهي تقول ببكاء :-
-معرفش!!..
عاوزه معاكي عاوزه جمبك
نظرت لها بحده ثم وقفت وهي تصيح :-
-معرفش قولتلك م آآ معرفش!!..
تسألت الطبيبة وكأنها لاتسمعها :-
-جاسم بالنسبالك أيه!!..
هدأت ملامح وجهها ثم هتفت بإبتسامة خفيفة :-
-حلم!!!
فتابعت بجدية وهي تقنع نفسها:-
-ايوة جاسم حلم مفيش حد أسمه جاسم اصلاً!!
الطبيبة بنبرة واثقة ثابتة :-
-أزاي مفيش جاسم أومال مين اللي قاعد بره ومين اللي كنتي حامل منه!!..
صمتت رقية فرفعت كتفيها قائلة بوجع :-
-معرفش!!..
جلست رقية علي الاريكة الجلدية بتهالك وبكت قائلة برجاء :-
-أرجوكي ساعديني أنا مش عارفة مالي انا تايهه ومش لاقيه متوي انا بغرق ومش لاقيه بر ..
تنهدت الطبيبة وهي تنهض من مجلسها وتسير نحو مكتبها قائلة بلهجة حازمة :-
-مقدرش أساعد حد مش قادر يساعد نفسه..
فتابعت بجمود :-
-قومي روحي يارقية!!..
نهضت رقية وهي تؤمي برأسها إيجاباً وحزن...
فُتح الباب لتخرج منه رقية وهي تمسح دموعها ليقف جاسم سريعاً ويقترب منها وقد قطب مابين حاجبيه بتسائل...
مسحت دموعها ورمقته بصمت فتفوهت بندم :-
-يارتني ماقابلتك.... أمشي!!!!...
....................
وبعد مرور يومين تقف رقية في مدخل بناية بيبيرس بتوتر شديد حتي هبط لها بعدما هاتفته بيبيرس قائل بتعجب :-
-رقية!!..
تحدثت هي سريعاً :-
-جاسم طلقني!!..
اتسعت عين بيبيرس بصدمة، فلم تعطي له وقت فظهر الارتباك عليها :-
_عاوزة أسألك عن حاجة!!..
بيبيرس بجدية :-
-ايه يارقية!!..
لم تجاوبه وظلت تفرك كفيها بتوتر..
نظر في بؤبؤ عينيها لمعرفة تخمين ماذا يدور في عقلها وتريد النطق به ولكنها عاجزة فتحدث قائل :-
-عايزة تقولي إيه يارقية؟!..
فركت كيفها بعضهما بتوتر شديد أخذت نفسها وتحدثت بخفوت وإرتباك :-
-هو أنت مش كنت عاوز تتجوزني يابيبرس !!..
أندهش من جملتها وقطب مابين حاجبيه وهو يرمقها بعدم فهم.. فأستحوذت علي بعض من شجاعتها لتهتف :-
-لسه عندك إستعداد لكده ؟!..
يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#19

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس عشر..
دلفت فاطمة مع زوجها راضي من بوابة المستشفي الإلكترونية، ولم تصمت فاطمة لوهلة عن ثرثرتها حول حالة إبنتها المزمنة..
فتحدثت بنبرة متهكمة وهى تنظر إلى زوجها الذي يسير ببطء ويستند عليها :-
-البت راحت مننا ياراضي!!..
الدكاترة بيقولوا إنها عاوزة محتاجة مصحة نفسية عشان ترجع تانى كويسة..
تحدث راضي بوهن ونبرة متألمة :-
-كويسة!! عمرها ماكانت كويسة يافاطمة بنتك تعبانة من زمان!!
فاطمة بسخط :-
-كله من اللي مايتسمي اللي أسمه جاسم هو اللي عمل فيها كده ، لا وكمان رايح يطلقه وهي في الحالة دي..
وكأنها وضعت حجر على صدره فهتف بصدمة :-
-هو خلاص طلقها يافاطمة؟!..
أومأت برأسها قائلة بحزن علي إبنتها :-.
-بنتك أمبارح كانت عمالة تقول كده زي المجانين..
فتابعت بحذر وهي تلقي قنبلة أخري:-
-دي كمان كانت عاوزة تموت نفسها وتنتحر!!..
وقف راضي فلم يعد يحتمل المزيد فشعر بوغزات في قلبه فوضع يده عليه وأصدر أهاهات منخفضة..
فاطمة بهلع وهي تسير به إلي إحدي المقاعد لتجلسه:-
-مالك ياراضي حاسس بإيه!!..
تنفس راضي سريعاً وتحدث بألم :-
_آآ أنا كويس يافاطمة..
فاطمة بنزق وهي تري حالة الأعياء الظاهرة عليه :-
-كويس إزاي بس ياراضي أنت مش شايف نفسك..
فتحدثت على عجالة وهي تلتفت حولها :-
-أروح أنادي لأي دكتور من هنا..
هز راضي رأسه بالنفي وقد شعر بالتحسن :-
-قولتلك كويس ماتشغليش بالك..
فأبتلع ريقه قائل بهدوء :-
-اطلعي أنتي للبت وهاتيها وأنا هستني هناا..
فاطمة بتردد :-
-بس ياراضي أنت---
قطع راضي حديثها قائل بجدية :-
-أطلعي يافاطمة متوجعيش قلبي!!..
هزت فاطمة رأسها بإستسلام.. وقبل أن ترحل تذكرت شئ ثم تحدثت بتلعثم :-
-ب آآ بس ياراضي البت هتخرج النهاردة وأكيد المستشفى هتبقي عاوزة فلوس وشكلها غالية!!
فتابعت بسخط :-
-واكيد اللي أسمه جاسم ده مدفعش حاجة بعد ماطلقها.. ماهو أخدها لحم ورماها عضم هتفرق معاه في أيه!!..
راضي بجدية :-
-اطلعي وأنا هاروح أشوف الحسابات..
فاطمة بنبرة متهكمة وهي تحرك كفيها في الهواء :-
-منين بس ياراضي دي أكيد غالية أووي..
نهض راضي وسار إتجاه الحسابات قائل بإيجاز :-
-مستوره الحمدالله...
زفرت فاطمة بضيق وتنهدت وهي تستدير لتصعد لإبنتها...
-في الحسابات..
موظف الحسابات وهو يتحدث بلهجة عملية :-
-ياأفندم الحساب دخل خزنة المستشفي من أول ساعة دخلت فيها المستشفى..
ثم نظر في حاسوبه وأخبر راضي بإيجاز :-
-والشيكات كانت باسم جاسم بيه الراوي..
لم يتعجب راضي فهذا أمر متوقع من جاسم الراوي..
فشكر موظف الأستقبال ورحل..
........................
وبينما هو يسير تقابل مع جاسم الذي دلف الأن من البوابة فأبتسم جاسم له وسار في اتجاه حتي وقف قبالته قائل :-
-عامل أيه ياعم راضي!!..
رمقه راضي بعتاب ثم قال :-
-ليه كده يابني!!..
أخفض جاسم رأسه لأسفل وتحدث بخفوت وهو يرفع رأسه مرة ثانية :-
-صدقني غصب عني!!..
فتحدث جاسم مدافعاً عن نفسه :-
-عم راضي أنا مش وحش ولا عملت حاجة أتعاقب عليها كل الحكايه إن رقية فاهمة غلط أو مش عاوزة تفهم بس الحقيقة إني عمري مالعبت بيها ولا فكرت إني أستغلها..
أومأ راضي برأسه قائل بجدية :-
-أناا مصدقك يابني من غير مااعرف حاجة، انت من ساعة ماجتلي المستشفي وأنا ارتحتلك ولاد الأصول بيبانه ياجاسم...
فأبتسم قائل :-
-سماهم علي وجوههم!!..
أبتسم جاسم له بإمتنان علي هذا الإطراء.. ثم تنهد قائل بنبرة ساخره :-
-طب هي ليه مصدقتنيش؟؟.. هي عاشرتني وعرفتني ليه مافهمتنيش!!..
راضي بنبرة متألمة :-
-مش عارف الومها ولا أعذرها، بقول برضه هي شالت فوق طاقتها كفاية عليها كده..
لمعت عين راضي بالدموع قائل :-
-مهما كان بنتي صعبانة عليا يابيه، هتترمي في مصحة وياعالم هتتحسن ولالا..
جاسم بنبرة جادة :-
-رقية مش هتتدخل مصحة ياعم راضي..
نظر له راضي بعدم فهم،فتحدث بنفس النبرة الجادة :-
-رقية هتتعالج في عيادة هتتعالج بمزاجها مش هنحبسها ونفرض عليها العلاج هي اللي هتحددت امتي عاوزة تتكلم وأمتا لا ...
راضي بلهجة إستفسار :-
-بس دوول الدكاترة قالوا إنها لازم تروح مصحة!!..
جاسم بجمود :-
-وانا لايمكن أرضي بكده، لايمكن اسبب ليها وجع بالشكل ده مش هتصحي تلاقي نفسها في مكان بيحسبوها علي سكوتها وعاوزنها تتكلم عشان يعالجوها، رقية هتمارس حياتها عادى مش هنخلق ليها عقدة نقص، مش هنفرض عليها حاجة..
أبتسم راضي له قائل :-
-أنت بتعمل كده ليه يابني!!..
جاسم ببساطة وهو يتتفوه :-
-عشان بحبها!!!..
خرجت من المصعد مع والدتها التي تحمل حقيبة ملابسها وأشيائها بينما هي تحتضن الدمية وتنظر حولها بحذر وترتجف بشدة، ووالدتها تنطر لها بإشفاق وهي تتذكر جملة الطبيب في الأعلى "ياريت في أسرع وقت تروح المصحة حالتها النفسية في تأخر " لمعت عين فاطمة بالدموع وكانت سوف تنفجر في البكاء ولكنها تماسكت من أجل إبنتها..
لمحها تأتي من بعيد فخفق قلبه بشدة ولم ينكر السعادة التي شعر بها وهو يري دميته في أحضانها...
وعندما وصلت فاطمة بها إليهما وقفت رقية تحتضن الدمية أكثر وهي ترتجف أكثر وأكثر.. أشتاق راضي إليها بشدة فهتف بإشتياق وهو يفتح ذراعيه :-
-رقية وحشتيني يابنتي..
رمقته بتعجب ولم تتحرك من مكانها، فأصابت الصدمة جاسم وراضي الذي تحدث بألم :-
-مش عاوزة تيجي في حضن أبوكي يارقية!!..
بكت فاطمة قائلة :-
-البت إتجننت ياراضي، دي فاكره العروسة بنتها...
اتسعت عين جاسم بصدمة وهو يرمقها بعدم تصديق ثم يقترب منها لتبتعد هي بهلع وكلما اقترب كلما ابتعدت لمعت عينها بالدموع وهي تهز رأسها بالنفي..
فتحدث جاسم بعدم تصديق :-
-أنتي خايفة مني يارقية!!!..
أومأت برأسها إيجاباً سريعاً ، ليقف جاسم وهو في موقف لايحسد عليه..
راضي بصدمة علي حال إبنته :-
-ومش عاوزها تروح مصحة ياجاسم بيه، البت بتضيع مني...
صمت جاسم وبكت فاطمة وتألم راضي وضحكت رقية وسالت دموعها!!!...
-في إحدي عيادات الأمراض النفسية..
تجلس سيدة بتنورة قصيرة وكنزة بيضاء أعلاها ستره من نفس لون التنورة وفي قدمها حذاء ذو كعب عالي مع خصلات شعرها القصيرة الصفراء، أرتداءت نظارتها الطبية قائلة بتسائل :-
-أزاي خايفه منه وازاي جيتي معاه؟!..
رقية بدموع قائلة بحيرة :-
-معرفش!!!..
تسألت الطبيبة سيمون بجدية :-
-بتحبيه!!..
سالت دموعها بغزارة وهي تقول ببكاء :-
-معرفش!!..
عاوزه معاكي عاوزه جمبك
نظرت لها بحده ثم وقفت وهي تصيح :-
-معرفش قولتلك م آآ معرفش!!..
تسألت الطبيبة وكأنها لاتسمعها :-
-جاسم بالنسبالك أيه!!..
هدأت ملامح وجهها ثم هتفت بإبتسامة خفيفة :-
-حلم!!!
فتابعت بجدية وهي تقنع نفسها:-
-ايوة جاسم حلم مفيش حد أسمه جاسم اصلاً!!
الطبيبة بنبرة واثقة ثابتة :-
-أزاي مفيش جاسم أومال مين اللي قاعد بره ومين اللي كنتي حامل منه!!..
صمتت رقية فرفعت كتفيها قائلة بوجع :-
-معرفش!!..
جلست رقية علي الاريكة الجلدية بتهالك وبكت قائلة برجاء :-
-أرجوكي ساعديني أنا مش عارفة مالي انا تايهه ومش لاقيه متوي انا بغرق ومش لاقيه بر ..
تنهدت الطبيبة وهي تنهض من مجلسها وتسير نحو مكتبها قائلة بلهجة حازمة :-
-مقدرش أساعد حد مش قادر يساعد نفسه..
فتابعت بجمود :-
-قومي روحي يارقية!!..
نهضت رقية وهي تؤمي برأسها إيجاباً وحزن...
فُتح الباب لتخرج منه رقية وهي تمسح دموعها ليقف جاسم سريعاً ويقترب منها وقد قطب مابين حاجبيه بتسائل...
مسحت دموعها ورمقته بصمت فتفوهت بندم :-
-يارتني ماقابلتك.... أمشي!!!!...
....................
وبعد مرور يومين تقف رقية في مدخل بناية بيبيرس بتوتر شديد حتي هبط لها بعدما هاتفته بيبيرس قائل بتعجب :-
-رقية!!..
تحدثت هي سريعاً :-
-جاسم طلقني!!..
اتسعت عين بيبيرس بصدمة، فلم تعطي له وقت فظهر الارتباك عليها :-
_عاوزة أسألك عن حاجة!!..
بيبيرس بجدية :-
-ايه يارقية!!..
لم تجاوبه وظلت تفرك كفيها بتوتر..
نظر في بؤبؤ عينيها لمعرفة تخمين ماذا يدور في عقلها وتريد النطق به ولكنها عاجزة فتحدث قائل :-
-عايزة تقولي إيه يارقية؟!..
فركت كيفها بعضهما بتوتر شديد أخذت نفسها وتحدثت بخفوت وإرتباك :-
-هو أنت مش كنت عاوز تتجوزني يابيبرس !!..
أندهش من جملتها وقطب مابين حاجبيه وهو يرمقها بعدم فهم.. فأستحوذت علي بعض من شجاعتها لتهتف :-
-لسه عندك إستعداد لكده ؟!..
يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#20

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السابع عشر...

ثواني ودقائق مرت عليهما وهما في نفس الوضعية.. هي في أحضانه ثابتة وهو عينه في عينها إبتلعت ريقها وأبتعدت عنه ببطء ليتنهد قائل بعتاب زائف :-
-مش قولتلك تأكلي!!..

نظرت له بجمود ثم أستدارت في إتجاه البناية.. فزفر بضيق ليقترب منه راضى ويربت علي كتفه برجاء وكإنه يقول "معلش عشان خاطري"..

أبتسم له جاسم مجاملاً ثم أخذ بيده ليسيران للداخل خلف رقية..

.....................

وقف المصعد في الطابق المراد ليفتح الباب إلكترونياً ويخرج جاسم أولاً وخلفه رقية وهي تمسك ذراع أبيها والخوف واضح علي ملامح وجهها..

ضغط علي زر الرنين ليفتح الباب بواسطة فتاة ذات شعر قصير يكاد يصل إلي عنقها وترتدي تنورة قصيرة للغاية وخلفه ستره جلد سوداء ذات فتحه تبرز مفاتنها بوضوح كانت ذات قوام ممشوق وطويلة القامة كما زاد طولها بفعل الحذاء العالي..

رقبتها رقية بغيظ شديد خفي فهي تظهر في صورة أنثوية عكسها فهي ترتدي تنورة طويلة من اللون الاسود وستره ذات لون غامق وتلف حجابها لفة منظمة وجهها شاحب عكس تلك الفاتنة التي تضع كم من المساحيق، نقلت رقية بصرها إلي جاسم لترى هل يدقق النظر في جسد هذه الفتاة الفاتنة أم لا....

أبتسمت الفتاة وهي تشير لهم بالدخول وترحب بجاسم وقد افسحت المكان لمرورهم :-
-أهلاً ياجاسم بيه، إتفضلوا..

إلتفت جاسم لرقية فكانت لاتتحرك ثابتة وهي تراقب نظراته ، قطب مابين حاجبيه قائل بتسائل:-
-في حاجة!!..

لم تجيبه وتصنعت الجمود ودلفت مع أباها ودلف هو خلفهما..

سارت رقية ببطء وهي تتأمل المكان المصمم بجودة عالية من حيث الأرائك ذات اللون الهادئة التي تعطي حالة هدوء نفسي وألوان الحوائط وكل شئ متواجد فهي عيادة ذات زوق عالي..

جلست علي الاريكة بجوار والدها، وعلي أريكة أخري جلس جاسم ووضع ساق فوق الأخري وأتخذت ملامحه الجمود..

أقتربت منهم الفتاة وهي تصدر ضجة من حذائه ووقفت بالقرب من جاسم ووجهت له الحديث قائلة بإبتسامة علي ثغرها :-
-هبلغ الدكتور بميعادكم حالا..

اكتفي جاسم بالإيماء برأسه دون التحدث، فسارت الفتاة بخيبة أمل...

زادت الغيرة في قلب رقية ونظرت إلي جاسم مرة أخري فوجدته ينظر أمامه ولايعطي أي اهتمام لتلك الفتاة، ظلت تراقبه حتي إلتفت فجأة فوجدها تخلتس النظر له عقد حاجبيه بتعحب، لتشيح وجهها بإحراج فيبتسم هو بزاوية فمه علي فعلتها وتمتم بداخله "رقية بتغير!!" ..

عادت مرة أخري تلك الفتاة وهي تشير للداخل بأدب وتوجه حديثها لرقية :-
-أتفضلي!!..

شعرت بقشعريرة تدب في أوصالها فأومات ببطء وهي تنظر لوالدها الذي وقف وهو ينوي الدخول معها وقبل أن تسير، اعترضت الفتاة قائلة :-
-ماينفعش!! لازم تدخلي لوحدك!!..

لوحدي!! كلمة كفيلة بأن تهز جسد رقية بأكمله هزت رقية رأسها بالنفي وتشبثت بوالدها الذي تحدث برجاء :-
-ماينفعش يابنتي ادخل معاها؟!..

الفتاة بنبرة نفي :-
- لازم تكون لوحدها..

شعر راضي بخيبة أمل فربت علي كفها قائل بهدوء :-
-طب يارقية متخافيش وخشي وأنا وجاسم بيه هنستناكي هنا!!..

رأي الرفض في عينها، فتحدث مرة ثانية :-
-متخافيش أحنا هنفضل هنا!!.

حولت أنظارها إلي جاسم وكأنها تستنجد به فنهض من مجلسه وأقترب وأمسك بكفها البارد قائل بنبرة هادئة :-
-أنا معاكي هنا!!..

كيف لها تخاف وطوق النجاة معها فهي لم تشعر بالأمان إلا في وجوده رغم أنها نكرت ذالك في الأيام الماضية ، فهتفت بخفوت :-
-أنا هبقي لوحدي!!..

كرر جملته بنفس نبرته :-
-أنا معاكي هناا!!..

فترك كفها البارد وترك راضي يدها لتنظر لهما وهي تبدأ السير ببطء حتي تقف قبالة الفتاة وتسير معها نحو الغرفة...

-في الداخل..

وضعت الفتاة ملف رقية أمام الطبيبة، فأشارت الطبيبة للفتاة بالخروج فأومأت بأدب وخرجت.. كانت رقية تفرك كفيها ببطء وهي تلتفت حولها بذعر وهي علي مسافة ليست بالبعيدة ولا القريبة من مكتب الطبيبة ، رفعت الطبيبة التي تدعي "سيمون" رأسها من الملف ونهضت من علي مكتبها وسارت نحو رقية قائلة بإبتسامة بسيطة :-
-أزيك يارقية!!..

أبتلعت ريقها وهي تؤمي برأسها قائلة بنبرة خافتة :-
-آآ الحمد الله!!..

فأشارت الطبيبة إلي المقعد الوثير وهي تتطلب من رقية التمدد عليه :-
-طب أتفضلي نامي هنا يارقية..

نقلت رقية بصرها إلي ذالك المقعد فتحركت وسارت نحوه بريبة حتي تمدت عليه وضعت يدها على أحشائها ونظرت في سقف الغرفة وهي تحاول السيطرة علي حالها..

جلست الطبيبة علي مقعد جلدي بجوار مقعدها وهي تمسك دفترها وقلمها الذهبي ثم إرتداءت نظارتها الطبية قائلة بجدية :-
-عاوزاكي تحكيلي علي كل حاجة يارقية من غير ماتخبي حاجة!!..

لم يكن الموقف سهلاً على رقية بأنها تسرد كل أوجاعها التي مرت عليها علي شخص فظلت ترمش بعينها عدة مرات وتفرك يدها وهي تشعر بزيادة ضربات قلبها..

لاحظت الطبيبة إرتباكها فتحدثت بلهجة عملية :-
-خدي راحتك أنا مش مستعجلة، وأول ماتحسي إنك جاهزة أتكلمي!!..

بعد دقائق تنفست بعمق وتحدثت بألم وهي تغلق عينها :-
- الحكاية بدأت من وانا عندي خمس سنين!!..

بدأت رقية في سرد ماضيها المؤلم وهي تدمع وأحيانا تصمت لتتابع بوجع وشهقات، كانت الطبيبة تدون ملاحظات عن ماضيها حتي حاضرها والحالة التي عليها الأن أنتهاء سرد رقية عند نقطة حبيبها الكاذب وجنينها المفقود..

فوضعت يدها على أحشائها وهي تبكي :-
-حتي هو رفضني يادكتورة، حتي هو هيتكسف إن أمه تكون واحدة زيي، عقبني وحرمني منه قبل ماأشوفه!!..

الطبية بتسائل وهي تدون شئ ما :-
- أنتي مش بتثقي في جاسم يارقية؟!.

صمتت للوهلة وتحدثت :-
- ايوة بثق فيه!!..

الطبيبة سيمون وهي تنظر من أسفل النظارة بتعجب :-
-ازاي بتثقي ،وأنتي صدقتي كلام واحدة إنتي واثقة جداً أنها بتكرهك..

رقية بنبرتها الباكية وهي تضيق عينها بإستنكار نوعاً ما:-
-حطي نفسك مكاني واحد زي ده يعشقك للدرجة دي!! يحبك حب ولا اللي في الروايات راجل بتحسدك عليه كل الستات راجل ساب كل الستات ورضي بيكي أنتي راجل عمرك ماشوفتي في عينه نظرة قرف راجل وانتي معاه حاسه إنك طيره.. تفتكري ده ممكن يبقا حقيقي مش هتشكي فيه للحظة؟!!..

ثم تابعت بنظرات زائغه قائلة بحيرة :-
-بس أنا واثقة فيه، لا مش واثقة فيه يمكن أكون مش واثقة في نفسي ويمكن مش واثقة في دنيتي!!..

تنهدت الطبيبة سيمون وهي ترمقها بجدية :-
-لو هنفترض إن هو بيكدب قدام الناس، هل بيكدب وهو معاكي كمان!!!..

قطبت رقية مابين حاجبيها بعدم فهم، لتتحدث الطبيبة بحذر:-
-يعني لما بتكونوا مع بعض في العلاقة الحميمة بيكدب برضه!!.

تلونت وجهها بحمرة الخجل فأشاحت بوجهها بعيداً..

أبتسمت الطبيبة وهي تردف:-
-أكيد مش قصدي أكسفك ولا بتطفل علي علاقتكم الزوجية اللي انا عارفه أنها حاجة خاصة.. لكن أنا عايزاكي تقتنعي من جواكي جاسم كداب ولالا؟!..

فتابعت بنبرة لينه:-
-بيكدب؟! طب بلاش كده طب إنتي بتحسي بأيه وأنتي معاااه؟!..

أرتعش جسدها فأخفضت رأسها وهي تجيبها بحياء وقد سقطت دمعة علي وجهها :-
- بحس آآ إني ست بجد!!...

الطبية بنبرة وقورة وهي تترقب رد فعلها :-
-بيحسسك إنك ست!! تفتكري لو كداب بجد هل هينجح في أنه يوصلك لدرجة الأحساس دي بلاش كده لو كداب أكيد هيجي مرة وهتحسي بالنفور منه ومع ذالك محصلش ولو كداب ايه اللي يجبره علي كده ببساطة كان إتنازل عن حقوقه الشرعية لأنه ماكنش هيقدر يمثل إستمتاعه!!

ساد الصمت لمدة ثواني فهتفت الطبيبة بعمق :-
- مفيش حد يقدر يكدب أو يمثل في الاحساس والمشاعر حتي لو كان من امهر ممثلين العالم، وأحنا بني ادمين أكيد هنعرف نحس باللي قدامنا...

الحكم عندك يارقية ويمكن تكوني عارفة ومتأكده منه كمان لكن مش عايزة تعترفي بيه!!..

تنفست بسرعة وهي تهتف بدموع :-
-جايز كلامك صح!! ويمكن أنا بعدت عشانه ويمكن آآا

هزت رأسها بعنف قائل ببكاء :-
-أنا مش عارفة حاجة!!..

خلعت الطبيبة نظارتها الطبية وهتفت بتنهيدة وهي تنهض :-
-كفاية كده النهاردة هحددلك جلسات ياريت تواظبي علي مواعيدها معايا وخصوصاً الفترة الجاية دي...

نهضت رقية ودموعها على وجنتيها، وسارت نحو مكتب الطبيبة قائلة بتنهيدة حارة :-
-هو أنا مريضة ومحتاجة للعلاج؟!..

الطبيبة بنبرة جادة :-
-انتي شايفة أيه!!..

هزت كتفيها قائلة باضطراب داخلي :-
-مش عارفة!!..

تنهدت الطبيبة بصوت مسموع وقبل أن تضع عينها في الملف مجدداً ...

سمعت صوت رقية المتحشرج قائل:-
-أيوة أنا محتاجة أتعالج!!..

أبتسمت الطبيب وهي تجيبها بعملية :-
- تعرفي إن أول طريق العلاج اعتراف المريض بمرضه!!..

فُتح الباب لتخرج منه رقية وهي تمسح دموعها بكفها، فنهض جاسم علي الفور فتعلقت أنظاره عليها فحالتها توحي بجلسة أنهاكتها وجعلتها في هذه الحالة..

وبينما هي تدقق النظر لم تلمح والده فأسرعت نحو جاسم تسأله بقلق :-
-بابا فين؟!.. .

جاسم بنبرة عادية :-
-مشي!!..

أتسعت عينها بذهول وهي تهتف :-
-م مشي ليه!!..

تنهد قائل بجدية :-
-كانوا عاوزينوا ضروري في العمارة عشان كده مشي!!..

لاحظ هو تغير وجهها وإرتباكها الواضح فهتف:-
-يله بينا!!..

رقية بحده :-
-يله فين أنا مش رايحه معاك في حته، انت بتحطيتي قدام الأمر الواقع!!..

جز جاسم علي أسنانه وأقترب منها هامساً بنبرة شبه غاضبة :-
-صوتك مايعلاش سامعه!!..

راقبته بحذر وهي تهتف :-
-مش همشي معاك!!....

جاسم وهو يجاهد لكبح إنفعالاته :-
-هتمشي ورجلك فوق رقبتك!!..

رقية بتحدي :-
-بصفتك إيه أن شاء الله؟!

وفي هذه اللحظة دنت منهما الفتاة المساعدة قائلة برقة :-
-في مشكلة مستر جاسم!!..

أبتسم جاسم بخبث وهو يستدير لها قائل بإبتسامته الجذابه وهو يشير بعينه إلي فنجان القهوة:-
-الآنسة مصممة نمشي قبل مااخلص فنجان القهوة الرائع اللي عاملتهولي بأيدك الجميلة دي بجد تسلم ايدك..

ااسبلت عين الفتاة وهي تردف بخجل :-
-متشكره جداً يامستر جاسم!!..

رقية وهي ترمق الفتاة بسخط :-
-يله نمشي!!..

جاسم ببرود ليثير غيرتها :-
-طب يارقية اتفضلي أنتي بقاا، أنا هخلص فنجاني!!..

وزعت نظراتها بين الفتاة وبين جاسم قائلة بخفوت:-
-هتخليني أمشي لوحدي...

رفع جاسم حاجبيه قائل بجمود مصطنع :-
-ما أنتي كنتي هتمشي لوحدك من شوية!!..

ثم انحني وامسك فنجان القهوة قائل بحزن مصطنع :-
-للأسف بردت!!

الفتاة علي عجالة وهي تسير :-
-حالا هعملك غيرها!!..

بعدما اختفت عن الأنظار، شعرت رقية بأنه قاصد احراجها أمام الفتاة كادت تصرخ به "بس أنا بغير، أنا زي أي ست بتغيير" وقد تلقت الإجابة من نفسها بتغيري!!! بصفتك إيه خلاص طلقك!!..

عندما راي جاسم ملامحها المقتضبة الحزينة وعينها اللامعة أقترب هامسا بصوت رجولي قائم :-.
-بطلي عبط!! أنا قولتهالك قبل كده عمر مايملي القلب ولا العين غيرك!!!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#21

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن عشر...الجزء الأول

في إحدي الفنادق الشهيرة..

حيث إجتماع علي طاولة عشاء عمل بين مسئولي شركات الراوي والتي يترأسها "جاسم" مع وفد اجنبي جاء لأمضاء عقود احدي الصفقات بين الطرفين..

وكان من ضمن الوفد الأجنبي فتاة شقراء بملامح غربية وملابس تكاد تكون شبه عارية، طوال جلستها وهي تختلس النظر إلى جاسم بنطرات جريئة للغاية فقد أعجبت بذاك الوسيم الشرقي صاحب الشخصية الجادة والملامح الجذابة..

أرتشفت من كأس الخمر وهي مستمرة في النظر لجاسم، لاحظت زميلتها نظراتها فإقتربت من أذنها وتحدثت :-
-يبدو أن هذا الوسيم نال إعجابك وبشدة..

أومأت برأسها وهي تضع الكأس على الطاولة قائلة بهيام :-
-إنه رائع بكل ماتحمله الكلمة من معنى..
ابتسمت زميلتها قائلة بخبث :-
-كلا، هيا أخبريني ماذا سيكون مخططك لجذب إنتباه الوسيم..

ضحكت بصوت منخفض ثم أزاحت خصلاتها الذهبية للخلف قائلة بمرح :-
-سأتركها لمخيلتك!!

ابتسمت الأخري وهي تضيف بجدية :-
_ولكن يبدو عليه الصرامة والجدية، حتي إنه لايلتفت لنا طوال الجلسة وشارد في أمر ما...

ثم أمسكت بكأسها قائلة بالامبالة :-
-اري انها مهمة في غاية الصعوبة عليكِ..

تحدثت الشقراء بتحدي :-
-سأترين!!..

معتز يناقش، يبتسم، يجامل، يشرح، يتفق كلا هذا وصاحب المال شارد في أخر لقاء بينهما...

.. فلاش باك

إثناء عودتهم من عيادة الطبية النفسية، كان جاسم يشعر ببعض من السعادة فهو الأول مرة يري غيرتها عليه والتى تصر علي إنكارها، إختلس النظر عليها فوجدها تسند رأسها علي زجاج النافذة المغلق ودموعها تسيل علي وجنتييها بصمت..

تنهد بصوت مسموع قائل بنبرة حنان وهو يقود السيارة :-
-معلش!! أنا عارف أن النهاردة اول مرة تتحطي في موقف زي ده، لكن صدقيني هتبقي أحسن لما تطلعي كل اللى جواكي..

ثم لفت إنتباهه تلك المسافة التي بينهما فهي تعتبر تجلس علي طرف المقعد وتلتصق بالنافذة فأبتسم قائل بألم :-
-عمري ماتخيلت إني يجي يوم أشوف فيه مراتي خايفه مني!!..

كعادتها الأيام السابقة لم تجيبه وتكتفي بالصمت ودموعها، احتار هو في أمرها كيف لجأت إليه منذ ساعات وهي خائفة والان كأنها تنفر منه..

فتابع بجدية :-
-رقية لو موضوع إنك تروحي للدكتورة ده مضايقك بلاش منه ياحبيبتي، تقدري تتابعي جلساتك معاها في شقتنا اللي اتجوزنا فيها، هتبقي على راحتك وأحسن ليكي..

إلتفتت له هذه المره وهي تدمع قائلة بجمود :-
-متحاولش تخلق لنفسك مساحة في حياتي، إحنا خلاص اللى بينا أنتهي..

أوقف السيارة بصورة مفاجئة وهو يرمقها بجمود، فتابعت بلهجة متهكمة ساخرة من بين دموعها :-
-وعاوز تعالجني في الشقة اللي اتجوزنا فيها ياااه للدرجة دي بقيت قاسي، أتعالج في الشقة اللي شهددت علي حبك المزيف شهدت علي خداعك لياا، عاوزني أروح هناك عشان افتكر أجمل ليالي في حياتى اللي طلعت كدب..

ثم صرخت به قائلة:-
-أنت مش عاوز تعالجني إنت عاوز تدبحني..

ضرب علي عجلة القيادة بقوة وهو يصيح :-
-أنا ماكدبتش عليكي، أفهمي بقا الموضوع كله سوء تفاهم منك، ولا عاوزة تصدقيني ولا عاوزة تفهمي كأنك ماصدقتي...

رقية بتسائل وهي تبتلع ريقها بصعوبة خوفاً من الإجابة :-
-عاوزة أسمع منك الملف اللي أنا شوفته والكلام اللي جواه صح ولا غلط!!..

تنهد وهو يشيح بوجهه للجهة الأخري قائل بخفوت :-
-صح!!..

ثم تحدث علي عجالة بتبرير :_
-بس برضه انا ماكدبتش عليكي الملف ده كان آإ..

قاطعت حديثه وهي تنظر أمامها وعينها تذرف دمعاً قائل والصدمة علي وجهها :-
-آآ أتجوزتني عشان كده؟!..

هز رأسه سريعاً بالنفي وهو يمسك كفها :-
-أتجوزتك عشان بحبك والله العظيم بحبك...

رددت الكلمة بإستنكار :-
-بتحبني!!..

فأدارت وجهها ناحيته وهى تهز رأسها بعدم تصديق وذهول :-
-بتحبني أزاي؟؟ وازاي أنا مسألتش نفسي السؤال ده قبل كده، هاتحب فيا أيه!!..

ثم أبتسمت بوجع وهي تردف :-
-معقول يارقية حرمانك عماكي وغيبك للدرجة دي..

فنظرت لوجهها في مرأة السيارة وملست بيدها عليه وهي تتحدث ببكاء وألم :-
-نسيتي نفسك يارقية نسيتي إن عمر مافيه حد بص في وشك، ويجي هو ويحبك!!..

كما أشفق عليها وهو يرأها بهذة الحالة حاول إبعاد المرأة عنها فصرخت به :-
-سسسسيبها بتبعدها ليه!! سبني أفوق لنفسي، وبص أنت كمان عشان تعرف أنك بتكدب وأنت بتقول بتحبني بص عشان تبطل تكدب!!!

ثم أجهشت في البكاء وهي تقول :-
-بص عشان تبطل تكدب بص عشان متقولش إنك بتحبني...

أخفت وجهها بكفها وصوت بكائها يزداد..

مسح علي شعره بعصبية قائل :-
-ماتعمليش فيا كده!! حرام عليكي انا مقدرش أشيل تمن وجعك، متشيلنيش ذنبك!!

رفعت وجهها وهي تمسح دموعها قائلة بنبرة إنكسار :-
-لايابيه أوعى تشيل ذنبي وأوعي ضميرك يأنبك عشاني ده جرحك رغم قسوته كان أحن عليا من جروح كتير..

ثم قالت علي عجالة بنبرتها الباكية وهي تمسح دموعها مرة ثانية :-
-وأنا مش ببكي أهو مش ببكي علي اللي عملته فياا أنا بيكي عشان آآإ

نظرت حولها بحيرة قائلة بنبرة متألمة :-
-تصدق أنا مش عارفة أنا ببكي علي أيه!! انا بقيت عاملة زي واحد الكل بيضرب فيه ومن كتر وجعه بكي وهو مش عارف إيه اللى بيوجعه..

جاسم بقلب يتقطع ألماً :-
- آآآ رقية أنا معملتش كده فيكي خليني أفهمك بس، أذيكي أزاي وانتي روحي أنا بحبك بجد ..

هزت رقية رأسها بأيجاب ثم قالت بجدية :-
- ياريت ماشوفش وشك تاني..

ثم أبتسمت له بإمتنان وقلبها يشتعل وجعاً :-
رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون ً إنك سبتلي ذكريات حلوه أعيش عليها، رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون ً علي كل أحساس حسيته معاك ..

نظرت له مطولاً ثم مدت يدها بتلقائية وملست على وجنته بحنان قائلة بوجع :-
_مع السلامه يا أجمل حلم في حياتي!!!

وقبل أن تستدير لكي تفتح السيارة وتهبط منها أمسك يدها سريعاً قائل بحده :-
-مش هسيبك تمشي قبل ما أفهمك وتسمعيني!!..

ثم هدأت نبرته قائل بنبرة شبه نادمة :-
- ماينفعش تمشي وأنتي فاكره إني جرحك بالشكل ده!!!..

رمقته بهدوء وهي تخلص يدها قائلة :-
-روح عيش حياتك ياجاسم وسبني لحياتي، روح اتجوز اللي تناسبك وواحدة مش بتتعالج عشان تعيش حياة طبيعية أتجوز واحدة من توبك وسبني أنا أفضل أتعالج شهر أوسنة او لحد ماموت سبني يابيه ...

أنهت جملتها وهبطت سريعاً من السيارة وهي تركض وتضع يدها على فمها تمنع صوت بكائها وشهقاتها..

باك........

"جاسم ياجاسم"..

نطق بها معتز بتعجب عندما لاحظ شرود رفيقه..

فاق جاسم من شروده وأنتبه لنفسه فتنحنح قائل بأسف :-
-أحم أحم معذرة!!..

همس له معتز قائل بجدية :-
-أيه مالك في حاجة أنت مش طبيعي من الصبح!!..

ربت جاسم علي كتفه رفيقه قائل :-
-لا مفيش حاجه متشغلش بالك..

تحدث العميل الإجنبي بلكنته الغربية :-
-هل يوجد مشاكل في إتمام الصفقة مستر جاسم!!..

جاسم بإبتسامة مصطنعة ويمسك بقلمه الذهبي :-
-مطلقاً ياعزيزي..

وعندما وقع علي العقود تحدث وهو يجاهد لصنع الإبتسامة :-
-صفقة رابحة!!..

لاحظ جاسم تلك العيون التي تراقبه فقابلها بجمود وهو يبعد نظره عنها، وعندما نهض معتز من جوار جاسم نهضت الفتاة الشقراء من مجلسها سريعاً لتجلس بجوار جاسم الذي ينظر في ساعته بملل ومن أسفل الطاولة خلعت الشقراء حذائها لتضع قدمها فوق حذائه وهي ترتشف من كأسها وترمقه بجرأة ثم تجولت بقدمها إلى أعلي، عندما شعر جاسم بقدمها نظر لها نظرات نارية وهو يبعد قدمه وبعد ثواني يدهس بحذائه علي قدمها حتي أطلقت صرخة مكتومة وهي تنظر له ليقابلها بنظرات باردة مستحقرة...

لم تيأس تلك الفتاة وظلت تحاول إثارته بشتى الطرق، وبينما جاسم شارد مرة ثانية في حديثه مع زوجته سابقاً شعر بالغضب منها هي دائماً تجعله يشعر بأنها لاتحبه لاتثق به لاتحاول سماعه وهو يدافع عن نفسه، رقية تركته وليس هو الذي تركها...

وفي هذة اللحظة أنتقلت عدسة عينه إلى الشقراء ليفكر قليلاً في شئ ما ثم يقترب منها هامساً:-
-ماذا تريدين!!..

تهللت أساريرها وهي ترمقه بجرأة شديدة وقد أسبلت عينها قائلة :-
-آآآ أريدك!!

نظر لها جاسم بنصف عين فهمست تلك الشقراء بجوار أذنه بلكنتها الغريبة ونبرتها الناعمة :-
-هل تقبل دعوتي إلي غرفة نومي!!..

رمقها بجدية قبل أن يبتسم بزاوية فمه قائل بمكر :-
-كان علي الموافقة إذا كانت دعوتك صريحة !!!..

قطبت مابين حاجبيها بعدم فهم.. ليهمس لها قائل بعبث :-
-ماذا لو كانت دعوة مباشرة لفرأشك؟!!..

ضحكت عالياً بميوعة وهي تهمس بصوت أنثوي مثير :-
-أجل، كما تريد تسميتها فالنهاية سوف أفوز بك!!..

تنهد وهو يهمس بغمزة :-
-سنجعلها دعوة لفرأشى، سوف أخبرك بموقع جناحي!!..

أومأت برأسها قائلة بسعادة :-
-سأكون في الإنتظار..

أبتسم لها ونهض ليرسل لها بعد قليل إحدى عاملين الفندق بمفتاح الجناح الذي قام بحجزه ليقضي ليلة مع الشقراء وهو عازم على كل نسيان رقية كما نسيته..

وضع يده في بنطاله وهو يقف في ساحة الفندق ليأتي له معتز قائل بسعادة :-
-أخيرا ياجاسم انت متصور صفقة زي دي هتضيف لمجموعتنا أيه؟!..

نظر له جاسم بزاوية عينه قائل بجمود :-
-وهما كمان ليهم الشرف أنهم يتعاملوا مع مجموعة الراوي..

معتز بمرح :-
-ماشي ياعم مش يله بينا بقاا! ؟..

جاسم وهو ينظر أمامه قائل بجدية :-
-روح أنت انا هبات هنا في الفندق!!.

معتز وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب :-
-ليه!!..

تحدث جاسم بإبتسامة خبيثة :-
-تقدر تقول كده عندى أجتماع مغلق!!..

معتز بإستنكار :-
-اجتماع مغلق!!

أومأ جاسم برأسه ثم نظر في ساعته وتحدث علي عجالة :-
-ياااه ده أنا تأخرت اووي عليها..

معتز بتسائل :-
-هي مين دي!!..

غمز له جاسم قائل :-
-العميلة اللي هجري معاها الإجتماع المغلق..

خمن معتز مايتحدث عنه رفيقه فتحدث بإندهاش :-
-جاسم أنت طالع لواحدة ست!!..

أومأ جاسم برأسه لتتسع عين معتز لأنه يعلم أنها ليست من شيم رفيقه فتحدث بغضب:-
-انت اتجننت وأنت من امتا ليك في المواضيع دي اصلا..

جاسم بجمود محذراً :-
-خد بالك من كلامك يامعتز..

عزم جاسم علي السير فأمسك يده معتز
قائل بصرامة :-
-رايح فين ياصحبي، أحنا مش بتوع الكلام ده!!..

رمقه جاسم بسخرية، فتابع معتز بضيق :-
-أنا عارف أني فيا العبر لكن باجي عند الغريق واستوب أنا مش أد ذنب زي ده .

أزاح جاسم يده وهو يقول بحده :-
-أنا مسئول عن نفسي!!..

ثم سار ليصعد لها، وترك معتز في حيرته ودهشته من أمور رفيقه..

-في الأعلي..

طرق جاسم على الباب وهو يضع سترته علي يده لتفتح له وهي ترتدي منامة قصيرة للغاية عارية الظهر ومن الإمام تظهر مفاتنها بصورة مبالغة وتمسك بيدها منشفة قطنية تجفف خصلاتها الذهبية أبتسمت لجاسم الذي دلف واغلق الباب خلفه، ألقت نفسها في احضانه ليشعر بنيران تشتعل في صدره وكإن حضنه ملك لرقية فقط دون عن نساء العالم، ازاحها بحركة مفاجئة لتعقد حاجبيها بتعجب.. سار جاسم وجلس علي الفرأش بشرود تام لتسير خلفه وتضع قدمها المتورمة قليلاً بجواره على الفراش قائلة بميوعة وهي تشير إلى أناملها :-
-أيها المتوحش تعمدت إيذاء أناملي الصغيرة!!

لم يجاوبها واستمر في شروده، فالقت المنشقة القطنية وجلست بجواره ملتصقة به وضعت يدها على صدره المكشوف عن طريق الأزرار المفتوحة حتي المنتصف، داعبت صدره بأناملها الناعمة وهي تتحدث بهيام :-
-تعلم إنى سقطت في غرامك منذ رؤيتك..

ثم قامت بفك الأزرار الأخيرة وهى تقول بميوعة :-
_مابك ياوسيمي؟!..

"واسيمي" جملته جعلته ينتبه لها وينظر بتعجب لتضحك قائلة بغزة وهي تخلع قميصه :-
-لا تتعجب من ياء الملكية ياوسيمي، لأنك سوف تكون ملكي للأبد والليلة ليست ليلة عابرة كما تظن، بل ستكون ليلة من أروع الليالي..

ثم حاوطت عنقه بيدها ووضعت إصبعها علي شفتيه وهمست بجراءة :-
- ستكون لليلة تذكر في التاريخ!!..

إنهت جملتها واقتربت بشفتيها من شفتيه لتقابله، ليتجاوب هو ويحذبها من خصرها رويداً رويداً حتي يغرق معها..

.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#22

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن عشر.. الجزء الثاني.
شعر بأنفاسها قريبة منه كل القرب، بداخله مشاعر مضطربة هل يستسلم لقبلتها التي سوف تقوده إلى إرتكاب معصية، تقوده إلي غضب الله عليه، سوف يلقي نفسه بين أحضانها، سوف يعطيها ماليس حقها ، سوف يعطيها حق رقية ؟! نعم كل ذرة مشاعر في جسده ملك لها، حتي ملمس شفتيه حرم علي كل بنات حواء إلا هي ..
تتزاحم الأفكار وتقترب الشقراء ، ترمش عينه عدة مرات ليقف عند فكرتين أو ربما مانعين "معصية الله، خيانة رقية" وفي الحال تجسدت رقية أمامه وعسليتها تذرف دمعاً ترمقه بندم، بحزن، بأسف "وفي ثواني يختفي طيف رقية رويداً رويداً، وتبقي عسليتها الباكية..
يمر الوقت ببطء حتي إنها تقترب من شفتيه ببطء رغم قربها كل القرب منه، وكأن الله يمنح عبده الصالح فرصة رفض المعصية.. إرتخت يده من علي خصرها لتتحول ملامحه إلي الجمود فجأة وهو يدفعها بقوة لتسقط علي الفرأش ونهض وهو يصيح :-
-لالالا..
رمقته بتعجب شديد وهي تعتدل وتنهض لتقف أمامه قائلة :-
-ماذا حدث!!..
رمقها بإشميئزاز وهي يقول بحده :-
-لست من يلقي بنفسه في متعة المعصية!!..
نظرت له بإستنكار، ثم حولت نظرها إلي يده اليسرى لترى دبلته الفضية فأومات برأسها قائلة بإبتسامة لئيمه:-
-هل تخشى غصب زوجتك لذلك ترفضني؟!..
فأقتربت منه وحاوطت عنقه قائلة بميوعة :-
-إذا كنت تخشى ذالك، فأطمئن ياوسيمي، لم أقوم بأخبارها..
ثم همست بجوار أذنه :-
-وأطمئن أكثر لم يكن بيننا سوا فرأش ليس أكثر أنا لا أطمع بغير ذالك ياعزيزي ، لذلك لم إستطع زحزحة مكانة زوجتك من قلبك..
حل يديها التي تحيط عنقه ونظرة لها نظرات نارية وقد رفع إحدي حاجبيه قائلة بنبرة جامدة :-
-أنني أخشى غضب الله لذلك أرفض أي إمرأة لاتحل لي..
فأبتسم قائل بثقة :-
-أما بخصوص زوجتي، أطمئني أنتِ ياعزيزتي، فأمراتي قد حُفرت بداخلي..
ثم أشار بعينه الي وشم مطبوع علي جسدها الشبه عاري قائل :-
-مثلها مثل هذا الوشم لم تخرج من قلبي إلا بالدماء..
كانت تسمع حديثه وهى صامته ترمقه بتعجب وتسبل بعينها الملونة ..
فنظر لها من قدمها إلي رأسها بنظرة مشميئزة متعمد إهانتها قائل بتهكم :-
-وإطمئني أكثر لم تقدر إي إمرأة عاهرة!! علي زحزحة مكانة زوجتي من قلبي لأنها ملكته..
وبينما هو يتحدث تعمد الضغط على حروف كلمة "عاهرة" حتي يحقر من شأنها..
إنهي جملته وغمز لها بعينه نصف غمزة وهو يبتسم ثم جذب سترته من علي الفرأش وغادر الغرفة..
لتجلس علي الفرأش بغضب وهي تضع يدها في خصلات شعرها قائلة بصياح :-
-تباً لذلك الحظ..
فقد دمر الوسيم خطتها لليلة رائعة في أحضانه..
سار في ممر الفنادق وهو يعدل من هيئته المزرية حيث أزارار قميصه المفتوحة، وقميصه الذي خرج قليلا من بنطاله نتيجة عبث تلك الشقراء به، عدل من هيئته وأستقل المصعد حتي يهبط ويغادر هذا الفندق، ويرحل عن هذه الليلة ويحذفها من حياته...
............................
-في البناية..
كانت فاطمة تلح علي زوجها بشأن ذهاب إبنتها للمزرعة مع السيدة جيهان ومع رفض راضي الأمر ظلت تلح مراراً وتكراراً..
فاطمة وهي تجلب له جلبابه قائلة :-
-ياراضي دي رايحة مع الست جيهان هي رايحه مع حد غريب..
أخذ راضى الجلباب قائل بسخط :-
-إنتي محسساني إن الست جيهان دي من باقية عيلتنا..
جلست فاطمة علي الفرأش قائلة بنفاذ صبر :-
-لا مش من باقية عيلتنا، بس أحنا عارفنها كويس وعارفين أخلاقها ودي عشرة سنين..
أرتدي راضي جلبابه وهو يقول بلهجة جامدة :-
-بقولك أيه يافاطمة بطلي زن، قولت لا يعني خلاص..
فاطمة بلهجة إستدارك :-
-ياراضي يعني أنت عجبك حال البت كده من السرير للحمام، ودموعها على خدها،اهي تروح تغير جو شويه..
تنهد راضي بصوت مسموع قائل :-
-خلاص وديها عند أختها أهي تاخد بحسها برضه..
لوت فاطمة فمها بتهكم وهي تلوح بيده :-
-بلا وكسه، اوديها عند محمد عشان يرخم ويسم بدن البت في الرايحه والجاية، مش كفاية اللي عمله في البت رباب ومانعها انها تيجي تشوفنا اوتشوف أختها..
فتابعت بتحسر :-
-شكلنا كده ملناش حظ في جوازت بناتنا..
هز راضى رأسه بأسي قائل بحزن :-
-خايف أموت وأسبهم يتعذبوا من بعدي، وخصوصاً رقية!!..
فاطمة علي عجالة :-
-بعد الشر ياأخويا حسك في الدنيا..
ثم ربتت علي فخذه قائلة برجاء :-
-وافق بقا، وانت من امتا بتقف ضد حاجة تسعد رقية..
راضي بتهكم :_
-مفيش فايدة فيكي برضه.. يافاطمة بنتك لسه مطلقتش رسمي يعنى تعتبر في ذمة الراجل، ولو اتطلقت رسمى في عده يعني ممكن يردها في أي وقت ، وافرضي ردها نقول استني البت لما ترجع من السفر، هيقول ايه علينا مصدقنا طلقنا البت وخلينها تلف في كل حته...
فاطمة بلهجة شبه غاضبة :-
-هو لو عاوزها مكنش رماها...
راضي بنفاذ صبر :-
-يافاطمة أنا مش حمل منهده وانا تعبت بقالي يومين في الموال ده..
فاطمة بلهجة إصرار :-
-وانا مش هسكت غير لما توافق.. هاا
راضى بلهجة غاضبة :-
-افرضي وافقت هي بتقول رايحة لاخوها، عاوزاني اطمن علي بنتي وهي في بيت واحد غريب..
إبتسمت فاطمة قائلة :-
-ماتقلقش متجوز ،أنا سمعتها قبل كده بتتكلم على مراته..
رمقها راضى بشك، فتحدثت بحزن :-
-ياراضي البت مش صعبانة عليك، اهي لو راحت هتبعد شويه عن الضغوط دي، وكمان يوسف إبن الست جيهان هيهوون عليها شويه..
فكر قليلاً وبدي عليه الاقتناع فهتف باقتضاب :-
-شوفي بنتك هتوافق الأول ولا لا..
تهللت أسارير فاطمة وهي تنهض قائلةبسعادة :-
-هاروح أشوفها تلاقيها خلصت إستحمام...
ثم أسرعت الخطي الي غرفة إبنتها،ليدثر راضى أسفل الغطاء وهو يقول بتنيهدة :-
-ربنا يهديكي يافاطمة!!..
...................
هتفت رقية بتعجب وهي تمشط خصلات شعرها المبتلة:-
-مزرعة!!..
فاطمة بحماس وهي تجذب منها الفرشاة وتجلس خلفها علي الفرأش وتتولي هي مهمة تمشيط شعرها:-
-ايوة ياحبيبتي بتاعة أخو مدام جيهان..
رقية بإقتضاب :_
-وانا اروح ليه!! أنا مالي!!..
فاطمة بلهجة لينه :-
-عشان تغيري جو يارقية وكمان نفسيتك تتعدل كده..
رقية قائلة بحزن :-
-لا أنا كويسه كده!! مش عايزة اروح في حته..
ثم سحبت الفرشاة من يد والدتها ونهضت وهي تعقد شعرها...
فاطمة بإصرار واضح في نبرتها :-
-صدقيني هتتبسطي اووي هناك، وكمان يوسف ووآآ.
رقية مقاطعة بجمود :_
-مش عايزة ياماما، مش عايزة اشوف حد ولا حد يشوفني..
فاطمة بلهجة ذات مغزي :-
-واهو تبعدي عن وش اللي مايتسمي ..
نظرت لها رقية قائلة بإندفاع :-
-متقوليش عليه كده!!.
ثم تلعثمت وهي تقول :-
-ده آآ مهما كان برضه كان آآ في يوم من الايام آآ جوزي!!..
عقدت فاطمة ساعديها أمام صدرها قائلة بنبىرة متهكمة :-
-جتك جوز جزم علي دماغك يابعيدة..
ثم فكت يدها واقتربت منها قائلة بسخط :-
-أنتي لسه بتحبيه يابت؟!..
إبتلعت رقية ريقها بصعوبة ثم نظرت إلى الدميمة الموضوعة بجوار الوسادة وسارت نحوها لتمسكها وتضعها بجوار قلبها وكأنها تجيب علي والدتها..
فاطمة بتنيهدة :-
-المهم فكري كويس في موضوع المزرعة ده، واهو ياختي تفكي عن نفسك بدل عياط كل يوم ده..
ثم تابعت بنزق وهي ترحل :-
-ارحمي عينك اللي بقت شبه كيس الدم..
غادرت الغرفة لتترك رقية تحتضن االدمية بقوة وهي تلمع بالدموع..
.......... .............
ظل يتجول بسيارته طوال الليل بسيارته وهو يشعر بالندم على تفكيره مجرد تفكير في أمر مثل ذالك، عاتب نفسه وبشدة وظل يستغفر ربه كثيرا، فأي ضعف تمكن منه!! ظل علي هذه الحالة حتي سمع صوت أذان الفجر، ليتجه بسيارته نحو أقرب مسجد، ليصلي ويطلب من الله أن يغفر الله، يحتاج إلى تطهير نفسه بالوضوء من لمسات تلك الشقراء.. ثم يسجد لربه خاشعاً..
-في اليوم التالي..
تسير سيارة السيدة "جيهان" في طريقها إلى المزرعة، تجلس هي بجوار السائق وفي الخلف صغيرها يوسف ورقية التي تجلس على استحياء...
تحدثت جيهان ببشاشة:-
-سامحيني بقا، اول ماعرفت إنك وافقتي خليت السفريه النهارده على طول،اكيد ملحقتيش تستعدي كويس..
رقية بخفوت :-
-لامفيش حاجة عادي!!..
جيهان بجدية وهي تلتفت لها :-
-بس احب اقولك أن هتتبسطي جدا هناك الجو تحفة..
أومأت رقية برأسها دون أن تتفوه بكلمة..
فتحدث الصغير بنبرة طفولية وهي يوجه حديثه لرقية :-
-وهنلعب أنا وانتي بالحصان بتاع خالو نضال هو اصلآ عنده كتير اووي..
ملست رقية علي شعره قائلة بإبتسامة :-
-وانا موافقة!!
ثم تنهدت وهي تحاول السيطرة علي حالة الارتباك والخوف من وجودها هنااك...
ثم نظرت من النافذة لتشاهد الأراضي الزراعية والمناظر الطبيعية التي ليست مكلفة وبسيطة للغاية ، اقتربت السيارة من مزرعة عائلة الراوي ويشاء القدر أن تشيح رقية برأسها قبل أن تراها أو تقرأ أسمها.. فقد هتف الصغير بفرحة طفولية وهو يشير بإصبعه :-
-بصي الحمار يارقية!!..
لذلك أشاحت بوجهها الي جهة النافذة الأخرى..
وبعد مرور وقت ليس بالقليل، توقفت السيارة عند بوابة المزرعة لتزذاد ضربات قلبها وتهبط السيدة جيهان ثم تشير لرقية وصغيرها بالهبوط.. إبتلعت رقية ريقها وهي تمد يدها الباردة لتفتح باب السيارة..
كان واقف في إنتظارهم وهو يضع يده في بنطاله الداكن،إسرعت نحو شقيقته جيهان حتي وقفت قبالته وألقت نفسها في أحضانها قائلة بإشتياق :-
-وحشتني اووي يانضال..
لم يجيبها نضال بل تعلقت أنظاره بالفتاة المجهولة التي تخفي وجهها بالحجاب وتفتح الباب لأبن شقيقته، وتساعده على الهبوط، ضيق عينه بغموض وهو يلمحها تسير نحوهم ببطء وهي تنظر إرضا، وكانت الصدمة له عندما رفعت وجهها فإتسعت عينه وتحول الغموض إلي ذهول..
.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#23

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل التاسع عشر..
صوب نضال نظراته الجامدة إلي شقيقته التي تجلس بإرتباك تحاول قدر الإمكان أن تبدو طبيعية، طرق نضال علي المكتب ببطء قائل :-
-جايباها هنا ليه ياجيهان!!..
إبتلعت ريقها وهي تجيبه بجدية مصطنعة :-
-جرا أيه يانضال ماأنا قولتلك البنت ظروفها وحشه يا أخي، وأهلها غاليين عليا عشان كده جبتها معايا..
نضال وهو يضيق عينه بشك :-
-والظروف دي ظروف أيه؟!..
تنهدت بصوت مسموع قائلة :-
-إتطلقت ياسيدي وكمان كانت حامل وسقطت ونفسيتها كانت وحشه!!
نضال وقد قطب مابين حاجبيه قائل بتسائل :-
-وإتطلقت ليه؟!.
نهضت جيهان وهي تغلق سترتها قائلة بإنفعال:-
-جرا أيه يانضال إيه الأسئلة دي كلها، وعلى العموم لو مش حاببب وجودها تقدر تطلع تمشيها ده برضه مكانك..
رمقها نضال بجمود لينهض هو يشعل سيجارته :-
-وده يصح برضه دي ضيفيتنا، ده حتي عيبه في حقك!!..
جيهان بنزق :-
-كويس انك عارف انها ضيفة، والمفروض ترحب بيها اكتر من كده..
نفث دخان سيجارته قائل بلهجة جامدة وهو يقترب منها :-
-ياريت أفهم سبب وجودها الإول، عشان أرحب ترحيب يليق بيها..
اشتطت جيهان غضباً قائلة :-
-يوووه يانضال أنت مش مصدق ليه ياأخي..
نضال بصرامة وتسائل :-
-البت دي هنا عشاني!!..
زفرت الهواء وهي تقول بنفاذ صبر :-
-للمرة المليون يانضال البت هنا عشان تتحسن ومفيش أي خطة من وجودها هناا..
أومأ نضال برأسه وهو يتجول في الغرفة ثم قائل بجدية :-
-تمام!! أطلعي عرفي الضيفة أوضتها، وعشان مايصحش تفضلي سايباها كده كتير!!..
ثم أخذ نفس طويلاً من سيجارته ونفثه في الهواء..
أقتربت منه لتملس علي شعره قائلة بحنان :-
-أنسي بقا ياحبيبي، وارجع عيش حياتك!!
رمقها بنظرة جانبية ثم تنهد قائل بجمود كإشارة منه بنهاية الحديث :-
-ماينفعش تتأخري علي الضيفه أكتر من كده!!.
تنهدت بخيبة أمل وهي تؤمي برأسها وترحل..
-في الإعلي..
فتحت جيهان ستائر الغرفة التي ستقيم فيها رقية وإلتفت لها قائلة بإبتسامة :-
-أيه رأيك بقاا،أظن مافيش أجمل من كده أوضه هواها بحري..
أومأت رقية برأسها وهي تدور ببصرها في الغرفة التي تتكون من فرأش متوسط الحجم، وبجواره كومود، وأمامه أريكة صغيرة الحجم، ويتواجد بداخل الغرفة مرحاض صغير وشرفة..
أقتربت منها جيهان قائلة بجدية :-
-إرتاحي أنتي بقاا لحد مايجهزوا الغدا..
توترت رقية وهي تتحدث بخفوت :-
-م آآ ممكن أسأل سؤال؟!..
أبتسمت بود قائلة :-
-طبعاً..
رقية بتلعثم :-
-آآ هي مراته فين مش المفروض تكون في أستقبالنا!!
ظهر الارتباك على وجهها وهي تشيح ببصرها :-
-م آآمراته ماتت!!
أتسعت عينها بذهول وهي تردف :-
_بس آآآ..
جيهان وهي تسير نحو الباب قائلة علي عجالة :-
-إرتاحي دلوقتي يارقية وبعدين نبقا نتكلم!!..
ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها، لتجلس. رقية علي الفرأش ببطء قائلة بصدمة:-
-طب ازاي آآ دي ياماما قالت أنه عايش مع مراته..
-في شركة الراوي..
دلف إلي مكتبه بوجه مرهق فقد قضي الليل في التجول في الشوارع بسيارته، حتي جاء الضوء فذهب لشقة زواجه عش الزوجية الخاص به هو ورقية وهناك استعاد ذكرياتهما معا، وكإنه وضع الملح علي جرحه، دلف الغرفة لكي يتسطح على فرأشهما ولكن لم يقدر صورتها وهي في أحضانه لم تفارق خياله، فلم يستطع البقاء ورحل ..
جلس علي مكتبه وهو يضع رأسه بين كفيه نادماً علي مابدر منه ليلة أمس، وفي هذا الحين دلف معتز وهو يرمقه بجمود فتحدث ساخراً :-
-صباحية مباركة ياعريس..
رفع جاسم عينه ونظر له بحده دون أن يتفوه بكلمة..
وضع معتز ملف أمامه علي المكتب قائل بإيجاز :-
-علي العموم الورق ده عاوز توقيعك..
تنهد وهو يعتدل ويمسك بقلمه الذهبي وتحدث وهو يوقع قائل بنبرة مرهقة :-
-خلي بسمة تحضر قاعة الأجتماعات وتبلغهم..
التوي فم معتز متهكماً وهو يشير للساعة :-
-لا ماهو أنا أجلت الاجتماع ده النهاردة ..
أغلق الملف وقد قطب مابين حاجبيه بتسائل..
فقال معتز بحنق :-
-الاجتماع ده المفروض كان من ساعتين، كنت عاوزني أقول للناس أيه؟؟فسخرت جملته قائل :-
-معلش أصل جاسم بيه نايم مع العميلة الأجنبية وملحقش يجي..
صرخ به جاسم بحده :-
-ممممممعتز!!..
ثم نظر له نظرات غاضبة وهو يهتف :-
-زودها كتير مش ملاحظ كده!!..
ظهر الأستياء علي معتز ثم مد يده وإلتقط الملف قائل بلهجة جامدة :-
-انت حر..
ثم سار نحو الباب وخرج وأغلقه خلفه..
نزع جاسم سترته والقاها علي المكتب وهو يزفر بغضب..
.................................
تنهد معتز بضيق بعدما خرج ثم نظر لبسمة فوجدها تسند وجهها علي كفها وهي تدمع بصمت، شعر بالألم في قلبه وهو يقترب منها ببطء حتى وقف قبالة مكتبها قائل بخفوت ونبرة قلقه:-
-ب آآ بسمة!!..
رفعت رأسها لتلتقي عينهما هو نظرة قلق وهي نظرة عتاب...
مسحت دموعها سريعاً قائلة بتلعثم ونبرتها الباكية :-
-ف آآ في حاجة ياأستاذ معتز!!
علم هو مايحزنها لهذه درجة فقد أخبره بيبيرس من أيام ماضية أنه فسخ تلك الخطبة..
بسمة بنبرة باكية :-
-آآ عاوز حاجة ياأستاذ معتز!!..
إبتسم وهو ينحني ليلتقط بعض المناديل الورقية ويعطيهم لها قائل بإبتسامة :-
-أمسحي دموعك وإجري يله علي بيتكم، جهزي نفسك عشان العريس اللي جاي يزوركم النهاردة..
نظرت له بجمود، فتابع بمرح :-
-يابت هتتجوزك يله على بيتكم!!..
وقفت ودموعها علي وجنتيها قائلة بإمتعاض :-
-دلوقتي بس أتحركت لما عرفت إني هضيع منك أتحركت مش كده، وبعدين أنا بقالي كتير بسمع منك الجملة دي ومافيش حاجة..
معتز بتبرير :-
-يابسمة أنااااا..
بسمة بلهجة متهكمة :-
_أنت إيه اهاا أنت أيه، يعني لو بيبيرس مكنش عمل كده ماكنتش فكرت أصلاً فيا، اهو ربطني جمبك ومعشمني وخلاص ..
معتز بتسائل :-
-هو بيبيرس قالك حاجة!!..
بسمة ساخرة :-
-أستاذ بيبرس قالي علي كل حاجة من أول فترة خطوبتنا، كان دايماً يقوي حبي ليك ويقولي لو بتحبيه أعذريه، أستاذ بيبيرس عمل كده لما عرف إن في عريس مكلم أبويا، مفكرش وجه خطبني عشان يحفظني ليك..
معتز بغيرة :-
-طب بطلي تتكلمي عليه كده بدل مااروح أخنقه..
رمقته بتهكم ثم عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بجمود :-
-أنا بقا اللي مش عاوزاك دلوقتي.. وهعذبك زي ماعذبتني..
معتز بإبتسامة خبيثة :-
-يعني هتبعتيلي واحدة صاحبتك أخطبها يومين أنا موافق!!..
عضت علي شفتيها بغضب ثم تركت له المكتب ورحلت..
رمق طيفها بجدية ثم سار بخطوات أشبه للركض إلي غرفة البوفيه واقتحم الغرفة، حتي فزع من هيئته والد بسمة "رضا" قائل بتعجب :-
-في حاجة ياأستاذ معتز!!..
أومأ برأسه ثم تنهد قائل بجدية :-
-أيوة، أنا طالب منك أيد بسمة، قولت أيه!!..
..................................
-في مصحة الإدمان..
وبينما حازم جالس مع عهد كعادته اليومية في المصحة، لاحظت هي شروده فيبدو اليوم غير طبيعياً فتحدث بجدية :-
-مالك ياحازم ساكت كده ليه!!..
زفر حازم قائل بقلق :-
-مليش بس قلقان شويه!!..
عهد بتعجب :-
-قلقان من أيه؟!..
تحدث بجدية :-
-جاسم بقاله فترة مش بيجي، خايف ليكون حاصل معاه حاجة هو أو رقية..
عهد بتخمين :-
-رقية دي تبقا مراته!!..
أومأ حازم برأسه إيجاباً دون أن يتحدث..
فقالت هي له حتي يطمئن :-
-متقلقش يمكن مشغول وأنت قولتلي انه ماسك مجموعة شركاتم..
حازم بإمتعاض :-
-طب هو مشغول في الشركة، طب ورقية مالها مختفية ليه دي كمان؟!
لا تعرف بما تجاوبه، فأبتسم هو قائل بتعجب :-
-تعرفي انا لو كان حد قالي زمان إني ممكن يجي يوم واقلق علي رقية دي كنت ضحكت عليه ضحك!!...
قطبت مابين حاجبيها قائلة بتعجب :-.
-ليه يعنى كده!!..
حازم بنبرة شبه نادمه :-
-تقدري تقولي كانت عدوتي مع أنها عمرها ماعملتلي حاجه كانت في حالها، لكن أنا اللي كنت بأذيها واضيقها..
إبتسمت له قائلة بمواساة :-
-بإذن الله هيكونوا كويسين!!.
تمتم بخفوت قائل في نفسه :-
-ياااارب..
صمتت قبل إن تتابع بحذر :-
-هو ده بس اللي مضايقك!!
هز رأسه بالنفي وهو يطالعها بنظرات حزينه قائل :-
-وكمان عرفت إنك قربتي تخرجي!!..
تنهدت بحزن قائلة :-
-أنت زعلان إني هخرج!!
أجابها بتوتر :-
-آإ اصل انا اتعودت علي وجودك ياعهد، أنا عاوزك تخرجي والله وتبتدي من جديد، لكن في نفس الوقت عاوزك معايا، أنا معاكي حسيت بحاجات عمري في حياتي ماحسيتها، تقدري تقولي بتولد من جديد..
رغم نبرته الصداقة، إلا إنها شعرت بسيف يغزو قلبها، هي أطمئنت لوجوده أيضاً تمني تظل بجواره مدي الحياة، رغم قصر المدة التي قضاها الاثنان معاً، ولكن توالدت بينهما مشاعر لم يحصل أحد منهما عليها من قبل، أغمضت عينها بإلم ثم تصنعت المرح قائلة علي عجالة وهي تبتلع ريقها :-
-ومين قالك ياسيدي أني هسيبك، ليك عليا أول ماهخرج أرجع أشم تاني عشان أرجعلك..
لا أوعى تعملي كده!! أوعى ترجعي للسم ده تاني عشان خاطري..
رغم إنه يعلم أنها تمزح ولكن صاح بها بقوة، عهد لاتحصل علي لقب مدمنة مرة أخرى وكذالك هو!!..
أسبلت بعينها وهي تعيد خصلة شعرها للخلف...
تحدث حازم بتعجب وهو ينظر أمامه يري الأطباء علي مسافة بعيدة منهم :-تفتكري هما ليه سايبنا كده!! مش مفروض ده ممنوع!!..
أجابته، بإبتسامة بسيطة وإشفاق علي حالتهما :-
-عشان أحنا عدينا مرحلة الخطر، يعني عدينا مرحلة الصريخ والتشنجات بدأنا نستجيب للعلاج..
ثم تابعت بلهجة ذات مغزى :-
-يعني مافيش محاولات إنتحار مفيش هروب!!
بعد ثواني ضيقت عينها قائلة بتسائل :-
-هو أنت مش كنت رافض العلاج محاولتش تهرب..
تعمد البرود وهو يجيبها :-
-بصراحة فكرت في كده!!..
وايه اللي منعك؟! هتفت بها عهد، فإقترب منها قائل هامساً بدِف :-
-لكن ظهرتي أنتي ففضلت أهرب معاكي هنا..
توردت وجنتيها خجلاً ثم قالت بشفقة مصطنعة :-
-مسكين ضيعتك عليك فرصة الهروب عشان تفضل معايا بس انا اللى ههرب وأسيبك.. هههه
أبتسم بخفة قائل بجدية :-
-هتعملي أيه لما تخرجي؟! برضه هتعيشي لوحدك مش هتخافي!!..
أومأت برأسها وهي شاردة ثم قالت بوجع وقد لمعت عينها:-
-أخاف!!! أنا معنديش اللي أخاف عليه ياحازم!!..
إنهت جملتها وأسرعت من أمامه حتي لاتخونها دموعها وتكشف الماضى..
.......................................
-في النادي الشهير..
خرج بيبيرس من صالة الألعاب الرياضية "الجيم" وسار في حديقة النادي وهو يحمل حقيبته علي ظهره ويمسك في يده زجاجة المياه..
وفي ذالك الوقت إنتهت حنين من جولة الركض الخاصة بها وعادت إلي طاولتها وهي تضع سماعات الأذن وتمسك هاتفها في يدها تراسل صديقته شيري عبر تطبيق الواتس أب فكتبت لها "أنا جبت ليكي الفلوس اللي أنتي محتاجها، هطلع من النادي واجيلك"
فمنذ سجن صافي فتتدهورت حالة شيري المادية وأصبحت دايماً تستلف المال من حنين...
وبينما تسير وهي تنظر للهاتف لم تشعر بنفسها إلا وهي تصطدم بجسد قوي، جثة طويلة القامة، قوية البنية من شدة الاصطدام كادت أن تقع هي وهاتفا فحافظت علي توازنها و أمسكت الهاتف جيداً ورفعت رأسها وهي تخرج السماعات من أذنها لتوبخ هذا الشخص قائلة بإنفعال :-
-مش تاخد بالك!!..
رفع بيبرس حاجبه بتعجب قائل بلهجة غاضبة وهو يلوح بيده :-
-أنا برضه اللي أخد بالي، هو أنا اللي ماشي باصص في التليفون..
حنين بإستفزاز :-
-ولما أنت شايف إني باصه في التليفون، مغيرتش أتجاهك ليه؟؟..
تمتم بداخلها "دي مجنونة ولا أيه " ولكنه أومأ برأسه قائل بغيظ وهو يلتفت ويشير لشجرة خلفه :-
-تصدقي عندك حق كان المفروض أحوض شمال وأسيبك تمشي طوالي عشان تلزقي في الشجرة دي ومناخيرك تتطبق في وشك..
إنفرج فمها بدهشة قائل بغضب :-
-مناخيري أنا تتطبق في وشي!!
أومأ برأسه عدة مرات ببرود.. ،ثم نظر إلي قصر قامتها ففرق الطول بينهم شاسع، وجسدها النحيل الضعيف وجديلتها الموضوعة على كتفها، فهي تبدو كدمية مثل التي تلعب بها الصغار، شعرت بالحرج من زرقته التي تتفحصها فأشاحت بوجهها سريعاً ثم سمعته يقول بحنق وهو ينظر لطولها المحدودد :-
-تاني مرة ياشاطرة أبقي أمشي علي جمب أو أمشي مع حد كبير لأحسن حد يدوسك ولا حاجة..
أتسعت عينها بصدمة ثم عضت على شفتيها بغضب وهو تنظر لعدسته الزرقاء والتى لمعت بإنتصار ، ليرفع هو حاجبيه ويبتسم بإنتصار ثم يرحل..
دبت يقدمها في الأرض قائلة بغيظ :-
-مستفز!!..
........................................
-في شركة الراوي..
وهو جالس يتابع عمله رن هاتفه ليتوفف عما يفعل ثم يمد يده في جيب سترته وأخرج الهاتف نظر في الشاشة ليجد المتصل "سعيد" أحد عاملين المزرعة ضغط علي زر الأيجاب وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب ثم وضع الهاتف علي أذنه قائل بصوت قائم :-
-الوووو..
أستمع إلي حديث الطرف الثاني بصمت حتي الانتهاء فهذه المحادثة الهاتفية تدعوه إلي القدوم الي المزرعة. بشأن تخليص أوراق أرض جديدة يريد شرائها..
هتف بإقتضاب هاتفياً :-
-ماينفعش أبعت المحامي لازم أجي بنفسي يعنى..
أستمع اللطرف الثانى ثم قال بإيجاز :-
-خلاص هشوف مواعيدي وممكن أكون عندك النهاردة..
ألقي الهاتف علي المكتب ثم ضغط الزر الموجود بجواره لتدلف له بسمة قائلة بتهذيب :-
-أومر ياجاسم بيه!!..
تنهد بصوت مسموع قائل بجدية :-
-الأمر لله وحده، قوليلي في مواعيد النهاردة حتاني بره أوجوه الشركة!! .
بسمة بنفي بلهجة تقرير :-
لا يافندم كان في ميعاد مع عميل بس أتلغي..
أومأ برأسه ونهض قائل وهو يرتدي :-
-طب كويس، أنا هسافر المزرعة أخلص شغل هناك وهاجي، وبكره الصبح بالكتير هكون هنا..
بسمة بنصف إبتسامة :-
-ترجع رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون ياجاسم بيه..
أبتسم لها ثم لاحظ عينها وكأنها كانت تبكي فسألها بجدية :-
-انتي كنتِ بتعيطي ولا أيه!!.
بسمة بتلعثم :-
-لالا آإ ده بس حاجة دخلت في عيني..
وقف جاسم أمامها قائل بشك :-
-متأكدة..
أومأت برأسها بصمت..
فتابع جاسم بمرح وهو يضيق عينه :-
-يعني مارفضش معتز مش هو اللي مضايقك..
أبتسمت ابتسامة مصطنعة قائلة بخفوت :-
-لا يافندم مفيش حاجة..
جاسم بهدوء :-
-ماشي يابسمة علي راحتك، بس عاوزك تعرفي إني هنا مش مديرك أنا اخوكي عشان لو في أي حاجة..
بسمة بإمتنان :-
-متشكره ياجاسم بيه!!..
أبتسم أبتسامته الجذابة وقبل أن يرحل سألته بإرتباك :-
-آآ هو حضرتك بجد طلقت رقية!! ليه كده دي غلبانه والله، أنا اسفه إني بدخل ب - - - -
جاسم مقاطعا بصرامة وغموض :-
-رقية عاوزة كده، يمكن هي شايفه راحتها في البعد وانا ماينفعش أحرمها من راحتها لأنها تهمني اووي..
.....................................
وصل إلى المزرعة بعد ساعات من القيادة، وعندما وصل سمع خبرين الأول بشارة هو قدوم فرس جديد في مزرعته والابوين هما "جاسر وحنه" والخبر الثاني تعثر شراء الأرض..
وقف أمام الأسطبل وهو يراقب حركات الفرس الصغيرة أو الفرسه لأنها مؤنثة تذكره بحبيبته الغائبة، يبدو عليها الانعزال وهي في صغره مثلها مثل رقية تتأخذ جانباً، راقبها بجمود أو ربما بإبتسامة داخلية لا يعلم ماحقيقة مشاعره الأن القي نظره سريعة ثم أستدار ليرحل، ليسير خلفه سعيد الذي هاتفه قائل :-
-هنسميها أيه يابيه ؟؟
وقف مأخوذاً لوهلة ثم تسللت الإبتسامة علي وجه فالإجابة معلومة فالأسم الذي حفر في القلب هو أول أسم يذكر فنطق لسانه بحب :-
-رقية هنسميها رقية!!..
قال الشاعر "أحب في الاسامي ماشابه أسمها ����"
هذا عند الشاعر ولكن عند جاسم "إذا ذكرت أوسئلت عن الاسامي كانت الإجابة أسمها ����"
إبتسم سعيد قائل بمرح :-
-تعيش وتسمي يابيه!!..
أبتسم له مجاملا ثم تابع بجدية وهو يسير :-
-المهم فين صاحب الأرضي دي، وأسمه إيه!!
سار سعيد بجواره ليخبره :-
-مزرعته مش بعيدة من هنا.. وأسمه نضال!!!
يتبع...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#24

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل العشرون..
بعد إلحاح جيهان علي "رقية" أن تهبط معها لكي تجلس معهم علي مائدة الطعام، وافقت رقية علي مضض بعدما بدلت ملابسها إلي ملابس أخري محتشمة!! سحبت المقعد لتجلس عليه علي إستحياء وأمسكت بمعلقتها المعدنية لتشرع في الطعام، كان نضال يجلس علي رأس المائدة وبجواره من الناحية اليمنى الصغير "يوسف " ومن اليسري "جيهان" التي تجلس بجوارها "رقية"..
كانت عين نضال تختلس النظر إلي رقية عدة مرات بطريقة تلاحظ، تغاضت عنها "جيهان " وركزت أنظارها في طبقها حتي لاتثير الشك، كما فعلت رقية التي تتناول الطعام بطريقة مرتبكة ويزداد إرتباكها كلما قابلت عينها عين نضال، عندما وجدت نفسها علي هذه الحالة كورت قبضة يدها لتتنهد وهي ترمق دبلته الذهبية التي مازالت تزين إصبعها، دنت منها إبتسامة حزينة ليلاحظ مباشرة "نضال"..
وبينما يسود الهدوء تحدث الصغير برجاء وهو يترك معلقه :-
-خالو مش أروح أشوف الحصان بقاا؟!..
جيهان بلهجة صارمة :-
-قولتلك لما تخلص أكل يايوسف وبعدين الدنيا مش هطير!!..
يوسف بإمتعاض وهو يعقد ساعديه :-
-أنا شبعت!!..
نظر له نضال وتنهد قائل بإبتسامة خفيفة وهو يشير بعينه إلي طبق يوسف :-
-طبقك لسه زي ماهو يايوسف، يله كول ولو خلصت الطبق ده كله هوديك، ومش بس كده كمان هخلي مسعد يركبك عليه..
يوسف بفرحة جالية :-
-بجد ياخالو!!..
أومأ نضال برأسه إيجاباً وهو يبتسم.. لينقل الصغير بصره إلي رقية قائل سريعا :-
-يله يارقية خلصي طبقك أنتى كمان عشان تروحي معايا..
نقل نضال بصره إلى رقية وهو يرمقها بجدية، ليتابع الصغير :-
-هو ينفع رقية تركب معايا الحصان مش كده ياخالو!!..
نضال بجمود وعدسة عينه مثبته عليها :-
-ينفع؟! بس لو هي عاوزة!!..
لم تجيبهم ولم ترفع نظرها من الطعام، فهي تشعر بالريبة من هذا الشخص صاحب الملامح القاسية..
وهذ الحين دلف "مسعد" بعدما أخذ الأذن وتحدث بهدوء :-
-أسف يانضال بيه، بس في واحد معاه رجل أعمال ومستنيك في مكتب حضرتك، بخصوص موضوع الأرض اللي أنت عارضها للبيع..
تنهد بصوت مسموع وهو يترك معلقته قائل بجدية :-
-ماقلكش إسمه أيه!!..
أومأ مسعد برأسه قائل بجدية :-
-هو صاحب مزرعة في الناحية دي..
ثم حك طرف ذقنه وكإنه يتذكر الأسم :-
-وأسمه كده آآ حاجة الراوي، أيوة جاسم الراوي يابيه..
إخترقت الجمله أذنها كالصاعقة، فأتسعت عينها من الصدمة وسقطت المعلقة من يدها، وكأن الطعام توقف في حلقها سعلت عدة مرات وهي تمد يدها التي ترتعش وإمسكت كوب المياه وترتشف بضع القطرات ثم وضعته بموضعه على الطاولة وهي تتنفس علي عجالة وتبتلع ريقها بصعوبة..
رد فعل جعل نضال يرمقها بشك ثم وزع بصره بينها وبين جيهان، التى أرتبكت نوعاً ما..
فعلق بصره علي رقية وتحدث بجمود :-
-رروح أنت يامسعد وانا جاي وراك..
انصرف مسعد علي الفور، لتهرب رقية من نظرات الشك والاتهام وتنهض سريعاً قائلة بأرتباك :-
-آآ الحمد آآ الله أنا شبعت!!..
ثم إختفت بسرعة البرق عن الإنظار..
كادت أن تنهض جيهان خلفها، فصاح نضال :-
-أسسستني!!..
جلست مرة أخري، ليتابع هو بحده :-
-البت دي إتكهربت كده ليه؟؟ لما سمعت إسم الراجل؟!!..
نظرت له جيهان، وهي تتصنع عدم المعرفة :-
-معرفش يانضال اهو قايمة أشوف في أيه؟!!..
رمقها بجمود ونهض نحو مكتبه ليقابل جاسم،تنفست جيهان الصعداء فهي لاتعلم لماذا إخفت عنه زواج رقية بجاسم، فربما أعتقدت أنه سوف يجعلها تذهب معه..
فزفرت بضيق قائلة :-
_وانت حبكت معاك تبجي دلوقتي يعني!!..
...................…................
-في مكتب نضال!!..
جاسم وهو يصافح نضال قائل بصوت قائم :-
-جاسم الراوي..
أومأ نضال برأسه قائل :-
-غني عن التعريف طبعا..
وفي هذا الحين أستعادت ذاكرة نضال ماحدث بينه وبين إحدي أقاربه "حنين" فربما نسي الأمر تماماً..
تنحنح بخشونة وهو يشير لجاسم أن يجلس :-
_أتفصل!!..
جلس "جاسم" وهو يفتح سترته ودار نضال ليجلس خلف مكتبه وشبك أصابعه قائل :-
-سمعت أنكم جايين عشان خاطر الأرض، إيه المطلوب!!.
تحدث جاسم بجدية :-
-المحامى بتاعي معرفش يوصل لحل في مشكلة شرا الأرض دي، يعني المبلغ المطلوب كتير عليها..
أخرج نضال سيجارته ووضعها بين شفتيه وهو يشعلها ثم قال :-
-كتير !! بس انا مش شايف إن المبلغ كتير عليها، الأرض في موقع حلو ومساحتها كبيرة كمان..
أبتسم جاسم وهو يتحدث بخبث :-
-بس الأرض عليها مشاكل كتير مش كده!!..
رفع نضال حاجبه قائل بتفحص :-
-ده أنت متابع بقاا!!..
جاسم بثقة :-
-طبعاً اومال هشتري سمك في ميه!!..
تنهد نضال قائل بلهجة جادة :-
-افهم من كده، إنك عاوز تشتريها بتراب الفلوس عشان عليها مشاكل..
جاسم بجمود :
-مين قال كده، أنا عمري مابأكل حق حد انا هشتريها بالسعر اللي تستاهله..
صمت نضال للوهلة قبل أن يتابع :-
-والمفروض عليا إني أوافق!!..
جاسم بلهجة عملية :-
-ده ملكك وانت حر فيه، بس أظن انك عاوز تخلص من الإرض يعني مش هتفيدك لو فضلت كتير، وبالعكس دي مشاكلها هتزيد وممكن تضطر تتنازل عنها ببلاش للدولة ...
إبتسم نضال قائل :-
-أظاهر إن المحامي بتاعك بعتك عشان أنت أشطر منه!!..
وبعد المناقشات والحوارت حول الشراء تحدث نضال بإيجاب :-
-ماشي هكلم المحامي يخلص كل الإجراءات..
نهض جاسم وهو يؤمي برأسه قائل :-
-وهو كذالك، اتفقنا..
نهض نضال قائل :-
-مش تشرب حاجة الأول إنت أول مرة تشرفني..
جاسم بإبتسامة مصطنعة :-
-مفيش داعي أعتبر ضيفتك وصلت.. الزيارة الجاية بأذن الله..
نظر نضال للخارج ثم قال بغموض :-
-قريب!! أحتمال الزيارة دي تكون قريب!!..
خرج جاسم من بوابة المزرعة الداخلية وبجواره سعيد الذي تحدث مباشرة بضيق :-
-ياساتر مكنتش متوقع إنه كده ، كنت بسمع أنه صعب بس متخيلتش أنه بالشكل ده!!!
جاسم بلهجة جامدة وهو يسير نحو سيارته :-
- صعب ولا مش صعب!! اهم حاجة اللى جينا عشانه تم ، الراجل وافق وخلاص!!
سعيد بنبرة إعجاب :-
-ماانت كمان يابيه بسم الله ماشاء عليك مش مديه فرصة يغلي علينا أصلاً..
أبتسم له جاسم دون أن يتفوه بكلمة، ثم ضغط للزر الإلكتروني للسيارة وقبل أن يفتح الباب ويترجل، سمع صوت الصغير يصيح بأسمها..
حيث وقف الصغير "يوسف" علي قرب من سيارة جاسم وصااح بنبرة طفولية :-
-يله يارقية تعالى عشان نروح للحصان..
لايعلم مالذي شعر به الان وجعله يتسمر لثواني ونطق بخفوت للغاية "رقية" وبدون وعي وجد نفسه ينظر نحو الصغير ثم يلتفت للخلف في إتجاه المنادي عليه!!
كانت تراقبه وهو يرحل ولم تنكر أنها أشتاقت له وبشدة، ظلت تتابعه حتي صاح يوسف بأسمها فتمكنت الصدمة منها وسارت لتختبئ خلف أحد الأعمدة وهي تضع يدها على قلبها الذي سار ينبض بشده..
نظر كثيرا في الاتجاه ولم يظهر أحد، فري الصغير يركض للداخل..
تحدث سعيد بتعجب وهو ينقل بصره بين جاسم والجهة الذي ينظر لها :-
-في حاجة يابيه!!..
زفر جاسم بضيق ،فرقية أصبحت هاجسه منذ فراقها حتي ظن إنها الوحيدة التى تحمل أسم "رقية" ويجن جنونه كلما سمع أسمها، أفاق من شرود على جملة سعيد فقال بنبرة ضيق :-
-مفيش حاجة يله أركب!!.
ثم أستقل سيارته ورحل، لتتنفس الصعداء وهي تطل برأسها لتري شبح سيارته يختفي، تنهدت وهي تسند رأسها قائلة بإشتياق :-
-وحشتني ياجاسم، وحشتني أوي ياأخي..
أقترب منها الصغير وصاح :-
-أنتي مستخبيه من ميييييين!!..
فزعت وهي ترمقه بعتاب فحالتها لاتسمح لأي حالة فزع..
لم تعلم رقية بوجود أعين تراقبها من شرفة المكتب، فرقية سجلت الان في محل الشبهه لدي نضال..
.......................................
-في أحدي الأحياء الشعبية..
فُتح الباب ليدلف منه شاب يرتدي بنطال جينز وسويت شيرت أسود اللون ويضع القبعة على رأسه لكي تخفي بعض من تشوه وجهه..
سمعت الأم "حسنه" صوت الباب يغلق، فتركت السكين من يدها وأسرعت لتستقبل إبنها الذي دلف مباشرة إلي غرفته وجلس على فرأشه بحزن، دلفت خلفه وجلست بجواره قائلة يتسائل:-
-هاا يامحمود عملت إيه ياحبيبي!!..
رمقها محمود بحزن قائل :-
-رفضوني طبعاً، الشغل طالب ناس حسنة المظهر هيقبلوني علي أيه بقاا..
حسنه بإشفاق علي حاله إبنها :-
-معلش ياضنايا بكره ربنا يفرجها!!..
تنهد محمود بوجع قائل بسخرية :-
-وصاحب الشغل مكفهوش يرفضني، لا سمعته بيقول اشغل واحد زي ده معايا!! ليه عاوز أخوف الزباين واطفشهم..
تألم قلب الأم ثم أبتسمت قائلة :-
-اما انا عملتلك صنية بطاطس تستاهل بوقك..
ثم ربتت علي فخذه قائلة بمواساة :-
-يله قوم غير كده عشان ناكل مع بعض..
ترقرقت الدموع بعينه قائل بكسره :-
-هو أنا مش زي كل الشباب ياما عاوز أشتغل عشان أكون نفسي واتجوز ويبقى ليا بيت وعيال، اللي الناس رفضاني عشان وشي، الناس بتهرب من قدامى كأني مجرم أو حرامى ليييه!!..
لمعت دموع حسنه بالدموع وهي تجذب إبنها إلي أحضانها قائلة:-
-بس ياضنايا أنت أحسن واحد والله..
اما هو تمسك بها كطفل صغير يحتمي بها..
............................................
كان يوسف مع مسعد الذي يدربه علي ركوب الخيل، وتقف رقية علي بعد أمتار منهما شارده في ذكرياتها معه...
فلاش باك..
وبينما هي في أحضانه وهو يعبث في خصلات شعرها هتفت بتسأل :-
-والمزرعة دي فيها خيال بقاا!!
جاسم بإيجاب :-
-طبعاً..
رفع ذقنها بطرف أصبعه قائل بإبتسامة :-
-ليكي عليا اخدك اول ماتولدي ونقعد أسبوع هناك..
ثم همس بجوار إذنها :-
-لوحدينا!!..
توردت وجنتيها وهي تملس على صدره قائلة بميوعة :-
-طب والنونو هنوديه فين!! مش هيجي معانا!!
جاسم بإمتعاض:-
-يجي معانا فين!! هو هيكتم عليا قبل مايتولد وبعد مايتولد، متخافيش أنا هبقي أسربه بمعرفتي..
ضحكت بقوة ثم قالت بإبتسامة وهي تضيق عينها :-
-وهتلعمني أركب خيل!!
غمز لها قائل بخبث :-
-أعلمك!! ده أنا هعلمك علام هناك هخليكي تاخدي الماجستير والدكتوراه مع بعض..
فهمت مقصده فرفعت سبابتها قائلة بحذر :-
-بس تعلمني بإحترام!!..
تصنع البراءة وهو يقول :-
-والله أنا محترم بس المزرعة بتطلب قلة أدب أعمل أيه؟!..
رفعت حاجبها قائلة بإستخفاف :-
-ياراجل!!..
نظر لها بحب قائل :-
-عيون الراجل!!!
...... باااااك
هبطت دمعة ساخنة علي وجهها فمسحتها سريعاً فكيف لقلبها ينسي الجاسم!!!..
-في البناية..
ظل راضي يؤنب نفسه وبشدة، فهو أخطأ عندما سمح لإبنته الذهاب وهي تعتبر في ذمة جاسم وسافرت دون علمه لم يهدأ له بال حتي قرر الذهاب إلى شركة جاسم الغدا ليتحدث معه في شئن رقية.. عزم على ذالك غدا فجاسم أحتل مكانه في قلب راضي وكأنه الولد الذي لم ينجبه..
-في المزرعة..
حل الليل ولم يغمض لها جفن، فصورة جاسم وهو هنا اليوم لاتفارق خيالها، لا تعلم لماذا أختبأت منه لاتعلم؟! ظلت تفكر طوال اليوم حتي وجدت نفسها تضع حجابها علي رأسها وتهبط لكي تستنشق الهواء..
وبينما هي تسير شارده في جاسم لمحت نضال يجلس علي المقعد ينفث دخان سيجارته.. شعرت بالريبة وهي تعود للخلف خطوات وقبل أن تستدير سمعت صوته الصارم :-
-تعرفي جاسم الراوي منيين!! ؟..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#25

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الواحد والعشرون..الجزء الأول (حياة في المزرعة)
تسمرت قدميها في الإرضية وهي تلتفت بهلع جالي علي ملامحها..
دنت علي ثغره ابتسامة قائل ببرود:-
-تعالى!!..
تردد كثيرا قبل أن تجر قدمها وتتجه نحوه ببطء وهي تفرك كيفها معاً، جلست علي المقعد أمامه وهي تشيح ببصرها..
فتحدث بلهجة جامدة :-
-تعرفي جاسم الراوي منين!!..
نظرت له وهي لاتعرف بما تجاوبه هل تخبره أما سوف تخفي هوية جاسم عنه، هي لاتستطيع السيطرة علي حالة الهلع بداخلها فنضال يبدو عليه الصرامة والملامح القاسية ، تشعر بإنها إذا كذبت عليه سوف تسقط صفعة علي وجهها تزيد من تشوه، نظرات الذي يرسلها لها الأن كفيل أن ترجف جسدها بأكمله..
أبتلعت ريقها وزادت سرعة أنفسها وهي تجد نفسها تخبره بنبرة خافتة مرتبكه :-
_آآ جوزي آآ قصدي طليقي!!
ذهلت ملامحه وهو يهتف بعدم تصديق :-
-جاسم الراوي هو طليقك!!..
أومأت برأسها دون أن تتفوه بكلمة...
نضال بنبرة تسأل :-
-وطلقك ليه؟!!..
لم تجاوبه وكأنها تتهرب من الإجابة، فهو بأي صفة يقوم بإستجوابها هكذا..
عندما طال صمتها تنهد وهو يشير بعينه إلي وجهها قائل بنبرة جادة :-
-سابك عشان خاطر ده؟!..
أنهي جملته لتحزن ملامح رقية، فشعرت بإهانة من جملته الصريحة إن وجهها الدميم هو الذي جعل زوجها ينفر منها، لمعت عينها وهي تهز رأسها بعنف نافيه ذالك..
عاتب نفسه بداخله وأراد أن يعتذر منها ولكن وجد حاله يقول بنبرة شبه جامدة وهو يلاحظ دبلتها التي تكور قبضة يدها عليها :-
-ليه محتفظه بحاجة منه، ليه واخد مساحة من قلبك!! وهو شكله مايستاهلش..
ثم تابع بغضب :-
- هو جرحك مش كده!!..
أطال صمتها وكأنها شاردت بعيداً، حتي لم تشعر بوجوده من الأساس تزاحمت العبرات في مقلتيها لتسقط واحدة منهم رافضة هذا الزحام..
صدح صوته مرة أخرى بطريقة إنفعالية مبالغ بها:-
-كان بيقولك ايه؟! كان بيجرح أنوثتك مش كده؟! كان بيخونك؟! كان بيهينك؟! عمل فيكي أيه خلاكي تستخبي لما تشوفيه!!..
افاقت من شرودها وهي تتعجب وهي تملس على دبلتها :-
-ده أجمل حاجة حصلت ليا في حياتي!! ده انا عمري ماحسيت انى عايشه غير وأنا معاه..
ضرب نضال علي الطاولة قائل بقسوة :-
-ده بيشفق عليكي، لو بيحبك بجد ماكنش وصلك للحالة دي، مكنتيش هربتي منه هناا!
وضعت يدها علي أذنيها سريعاً حتي لاتسمع حديثها وظلت تهز رأسها بعنف :-
- ب بيحبني بيحبني هو بيحبني!!...
لم يكتفي بهذا فظل يلقي علي مسامعها الكثير من الجمل وهو في حالة إنفعال شديد!!
.................................................
-في الشوارع المصرية..
حل الظلام علي العاصمة فهدأت حركة الشوارع وخلدت الناس إلي نومها، ولم يتبقى سوى الشباب الفاسد يتعاطى المواد المخدرة خلف السيارات، وعلي ناحية أخرى نجد مجموعة من أولاد الشوارع يتسطحون علي الرصيف ولم يشعروا بشئ من حولهم كجثث لحياة فيهم..
فتح باب السيارة ليهبط منه رجلان بحلة رسمية ملامحهما قاسية يسيران وهما يلتفتان حولهما بحذر، حتي وصلا إلي مكان نوم هؤلاء الأطفال، وقف أحدهم ووضع يده في جيب بنطاله وغمز لصديقه قائل بإنعدام ضمير :-
-اختار الضحية بقاا!!..
رمقه زميله بإستنكار وهو يخرج من جيبه زجاجة مخدرة قائل :-
-اديك قولت ضحية فأختار اللي أيدك تيجي عليه ويبقي نصيبه كده ..
ثم انحني والتقط طفل بملابس متسخة ذات قطعات متفرقة، وعندما تململ الطفل في نومته قام الرجل برش المادة المخدرة في وجهه لتهدا حركة الطفل وربما سوف تهدأ حركته للأبد، حمل اللاخر طفلة صغيرة وخدرها كما فعل زميله واتجها إلي السيارة العالية ليضعا بها الطفلان وينطلقوا بهما..
وفي الصباح عندما ظهر نور الله في إرجاء الأرض، أزاح الهواء الجريدة التي تضع علي جثة صغير وصغيرة فقد إنتهت حياتهما بطريقة بشعة خالية من الإنسانية، فقد فقدوا في الحياة أعضاء اسرتهم، وعند الممات فقدوا أعضاء جسدهم!!..
...........................................
كان صوت العصافير يصدح في الأراضي الزراعية وهي تتطاير فوق أغصان الأشجار، فتتطايرت ستار غرفة جاسم في المزرعة، فقد بات الليله هناك بسبب شعوره بالإرهاق وعدم قدرته على القيادة، فتح جفونه ليعتدل جالسا علي الفرأش ثم مد يده وإلتقط هاتفه ليجد الكثير من المكالمات فائتة وأكثرهم من معتز، زفر بضيق وهو يضغط على زر الإتصال ويضع الهاتف علي أذنه حتي جاءه الرد..
جاسم بملل :-
-ايه يامعتز إيه المكالمات دي كلها الدنيا خربت..
معتز هاتفيا :-
-لا مخربتش ياسيدي بس كنت عايز أكد عليك تحضر المقابلة مع مسئول الشركة اللي هنمضي معاهم العقود ..
جاسم بجدية :-
-ماشي هكون عندكم في الميعاد!!.
معتز بتسائل :-
-هو إنت لسه في المزرعة!!..
جاسم وهو يضع يده في خصلات شعره :-
-اهاا كنت عاوز أجي أمبارح بس مقدرش اسوق فنمت هناا!!..
معتز بشك :-
-نايم لوحدك!!..
جاسم بلهجة غاضبة :-
-قسما بالله ياأخي لو مبطلتش تلميحاتك دي لهفرجك..
ثم أغلق الهاتف في وجهه دون إنتظار الرد..
وبينما الهاتف في يده تذكرها فهو لم يعرف عنها شئ منذ فترة بحث عن أسم راضي وعندما وجده أجري الاتصال وهتف بإبتسامة :-
-عم راضي، أخبارك ايه ياراجل ياطيب!!..
راضي بلهفة :-
-الحمد لله يابيه نحمده!!..
جاسم بنبرته الودودة :-
-يستاهل الحمد ياعم راضي....
صمت لوهلة قبل أن يتابع بجدية :-
-ورقية ياعم راضى كويسه!!..
راضي بإرتباك :-
-ر آآ رقية ااه بخير يابني!!..
جاسم بشك وهو يضيق عينه :-
-هو في حاجة أنا معرفهاش!!..
راضى على عجالة :-
-لا لا بس انا كنت عاوز اتكلم معاك يابيه ده أنا كنت هجيلك الشركة حتي ..
جاسم بلهجته الجادة :-
-تنورني بس انا حالياً خارج القاهرة في شغل، اول ماهرجع هكون في إنتظارك ..
ثم تابع بلهجة قلقة :-
-عم راضي متخبيش عليا رقية فيها حاجة!! انت قلقتني صارحني لو فيها حاجة هكون في دقايق عندك ..
راضى وهو يتنهد :-
-ربنا يكرمك يابني.. اطمن وانا بإذن الله هكون عندك..
جاسم بعدم إطمئنان :-
-ماشي!!..
---------------------------------
أما عند نضال أخبرت رقية جيهان برغبتها في العودة إلى القاهرة من أجل أحتياجها للذهاب إلى طبيبتتها النفسية وأن دراستها سوف تبدأ عن القريب فهي سوف تركل الماضي بقدمها وتركز في شهادتها..
وبينما هي تسير وتمسك بيد الصغير تتجول به في المزرعة بوجهها الشاحب وعينها المرهقة من البكاء..
سألها الصغير بحزن :-
-هو انتي هتمشي يارقية!!..
رقية بإبتسامة باهتة :-
-هبقا ارجع تاني ياحبيبي!!..
الصغير بلهجة استنكار :-
-أنتي بتضحكي عليا!!..
تنهدت وهي تمسح علي رأسه :-
-لا مش بضحك عليك، وبعدين انت مش بتقول إنك بتصدقني دايماً..
أومأ برأسه عدة مرات ثم هتف برجاء :-
-طب خلاص خليني انام جمبك النهاردة!!
تصنعت التفكير ثم هتفت بمرح:-
-ماشي موافقة!!..
فأبتسم الصغير بسعادة وهو يسير معها..
كانت جيهان تراقبهماا من الأعلي وبجوارها نضال فهتفت بحده :-
-انت اتكلمت معاها في حاجة يانضال!!..
رمقها بجمود وهو يضع يده في جيب بنطاله ويتابعهما سويا.. عقدت جيهان ساعديها أمام صدرها قائلة بنبرة ذات مغزى :-
-رقية عاوزة ترجع القاهرة!!..
نضال بتنهيدة عميقة :-
-جاسم الراوي سابها ليه؟!..
اتسعت عينها بذهول، فتابع بجمود :-
-أنتي خبيتي لكن هي قالت!!..
زفرت بضيق ثم سردت له كل شيء علمته من فاطمة وهو إستغلال رقية للوصول إلى منصب هام، بدأت الصدمة جالية علي وجهه وقد كور قبضة يده بغضب فهو لم يتخيل انه الرجل الشهم الذي تحدث معه بهذا الوضاعه والسوء، تمني لو جاء تاني حتي يكلمه في أنفه عدة مرات جزاء مافعله مع تلك المسكينة والتى مازالت تحتفظ بدبلته في إصبعها، ظلت تحكي معه ولم يلاحظا غياب رقية والصغير عن عينهم..
أنهت جيهان حديثها ثم قالت بعطف :-
-شوفت يعنى البنت تستاهل إنك تقف معاها وتساعدها، هتساعدها؟!..
أومأ برأسه عدة مرات بشرود ونطق بجدية :-
-رقية مش هتخرج ولا تمشي من هناا!!..
..................................
تجولت بالصغير ولم تنتبه إنها فقدت الطريق حتى وقفت في المناطق التي يتواجد بها بيوت صغيرة الحجم علي مسافة متقربة من بعضهم، زفرت بضيق قائلة :-
-ادينا توهنا يايوسف تعالي نشوف هنرجع إزاي!!..
وبينما هي تبحث عن طريق العودة سمعت صوت صراخ يأتي من أحدي البيوت الصغيرة، أمسكت بيد الصغير بقوة وقد هلع قلبها من شدة الصرخة..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#26

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الواحد والعشرون.. الجزء الثاني
كان الصراخ يزداد فأرتعش جسد الصغير وهو يحتمي برقية قائل بنبرة مذعورة :-
-مين آآ بيصرخ كده يارقية!!..
لاتختلف حالتها عن حال الصغير فهي أيضاً تسرب الخوف لها، فأبت أن تظهر ذالك أمام الصغير وتصنعت الثبات وهي تجذب الصغير بحرص وتسير به نحو مصدر الصوت، والذي كان يأتي من داخل أحدي البيوت الصغيرة ،كلما اقتربت كلما زاد وزاد الصوت أبتلعت ريقها ووقفت أمام باب البيت الخشبي والذي كان غير مغلق بعناية، فعندما دفعته برفق فُتح علي الفور، أتسعت عينها بذهول وهي تري إمرأة تجلس على الأرضية وتسند ظهرها علي الحائط وأحشائها منتفخة و تصرخ بأعلى صوتها، فهيئتها تدل انها تحضر ألم المخاض..
أسرعت لها وجثت علي ركبتيها أمامها بهلع قائلة :-
-م م مااااالك!!..
المرأة وكأنها وجدت طوق النجاة قائلة من بين صراخها :-
_ س آآآآ ساعديني ب آآبووووولد!!..
وجدت رقية نفسها في مأزق وهي تبحث بعينها في المنزل الصغير عن أي شخص فهتفت :-
-مفيش حد معاكي هنا طيب!!..
هزت المرأة رأسها بنفي وهي تعض علي شفتيها بألم، رقية بنبرة مواساة علي عجالة :-
-متقلقيش أنا هتصرف!!..
نطقت بذالك وهي لاتعلم مالذي عليها فعله، نهضت وسارت نحو الصغير وإنحنت لمستوى قائلة بجدية :-
-يوسف خليك هنا معاها ياحبيبي، وأنا هاجي بسرعة..
يوسف وهو يري حالة المرأة الصعبة قائل بخوف واضح في نبرته :-
- لالا يارقية خديني معاكي!!..
رقية بنفاذ صبر :-
-حبيبي لازم نجبلها دكتور، ماينفعش نسيبها كده ،متخافش مش هتأخر ، !!...
ثم تابعت بتحذير وهي ترحل :-
-أوعى تتحرك من هنا أوعى!!..
أنهت جملتها وغادرت المنزل سريعاً، لاتعلم أين ستذهب فهي تائهة من البداية أستمرت في السير سريعاً وهي تلتفت حولها لعل وعسى تجد شئ ولكن بدون جدوي وبينما هي تسير لمحت بناء متوسط الحجم علي بعد مسافة قريبة منها ومدون أعلاه بالخط الظاهر "الوحدة الصحية الخاصة بعاملين المزرعة" تشكلت الابتسامة على ثغرها لوجود مرادها فركضت سريعاً نحو هذا البناء..
-داخل الوحدة الصحية..
وقف أشرف مع أحد العاملين ليتحدث معه في شئ، ليتفأجئ بها تدلف وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة قائلة :-
-س آآ ساعدني أرجوك ف آآ واحده بتولد!!..
تعجب أشرف من هيئتها وتبدو غريبة عليه ولكنه تحدث بجدية :-
-أهدي بس أنتي مين ومين دي اللي بتولد؟؟!..
رقية قائلة برجاء:-
- مش وقته، تعالى معايا وانا هاوريهالك دي تعبانة اووي !!..
أومأ أشرف برأسه حتي قام بنداء طبيبة النساء وطلب منها الذهاب مع رقية لتقوم بعملها، وتعجب وذهول أشرف دفعه إلى الذهاب معهم..
-في القاهرة...
كانت شهد تستقل إحدى وسائل المواصلات الشهيرة بما يسمي "الميكروباص" فكانت عائدة من نزهة مع رفيقاتها، وبالطبع لم تخلو هذه النزهة من نظرات السخرية والشفقة التي ترسل لها، مما جعل شهد تترك رفيقاتها وتعود إلى منزلها مكسورة الخاطر فهي تعودت علي هذا لم تحظى بلحظة استمتاع كغيرها.. كانت جالسة في الاريكة الخلفية تعبث في هاتفها بلا هدف فهدفها الأساسي إبعاد وجهها عن الناس لاأكثر، ولكن يأتي لها الألم رغم محاولاتها الحصينة في صده، فقد أستمعت إلي طفلة صغيرة بدأ عليها الخوف والهلع منذ أن أستقلت السيارة فتحدثت مع والدتها بخفوت :-
- ما آإماما هي دي وشها عامل كده ليه!!..
ألقت السيدة نظرة جانبية علي شهد ثم مصمصت شفتيها بشفقة و همست لإبنتها بنبرة قاسية :-
-عشان ماكانتش بتسمع الكلام، شوفي أمها عملت فيها أيه، لسعتها بالمعلقة في وشها كله عشان تبقي كده!!..
شهقت الصغيرة مذعورة وهي تنظر إلى تلك العلامة الحمراء المتواجدة بكفها والتي سببتها لها والدتها بواسطة المعلقة الساخنة لأنها بللت نفسها دون قصد..عندما رأت السيدة علامات الفزع علي وجه إبنتها إبتسمت بخبث لأنها حققت مرادها بتلك الكذبة بضرب مثال مزيف علي الجالسة بجوارها "شهد"..
كالخندق المسموم دلف هذا الحديث أذنها وقلبها، حاولت السيطرة علي دموعها التي لمعت في عينها فتحدثت بخفوت وهي ترفع رأسها من هاتفها بأنكسار:-
-ع آآ علي جمب ياسطي!!..
..................................................
-في المزرعة..
وقفت أمام باب المنزل تستمع لصيحات المرأة التي تقوم بولادة جنيها بالداخل، فحقاً كما هو ألم صعب تمر به النساء ولكن قد يكون أحب وأعظم ألم في العالم!!..
كانت تقرأ بعض السور الصغيرة في نفسها وتطلب من الله نجاة تلك المرأة وأن تضع جنينها بسلامة، دنت منها بإبتسامة حزينة وهي تتذكر جنينها المفقود، التى حرمت منه قبل أن تصرخ صرخة واحدة قبل أن تضمه لصدرها
إنتشلها من شرودها الصغير وهو يهتف بإمتعاض :-
-أنا زهقت يله نمشي!!..
رمقته بهدوء قائلة :-
-أستني نطمن عليها الأول!!..
زفر الصغير بضيق وهو يدب قدمه في الأرض، إقترب منهما أشرف قائل بتسائل :-
-هو أنتي قريبتها!!..
رقية وهي تشيح وجهها بضيق :-
-لاااااااااا..
ضيق عينه وهو يردف :-
-أومال!! بتعملي أيه هنااا..
وقبل أن تستدير وتتحدث بنبرة متهكمة، سمعت صوت صراخ صغيرة ك إشارة أنه جاء علي هذه الدنيا، أبتسمت رقية بفرح وهي تصفق بكلتا يديها كطفلة صغيرة :-
-ولدت ولدت!!..
قطب مابين حاجبيه بتعجب، لتخرج الطبية بإبتسامة قائلة :-
-مبرووووك جابت ولد زي القمر!!..
"يا إلهي!! كما إنه شعور جميل "
هتفت بتلك الجملة رقية وهي تحمل المولود علي يدها وقد ترقرقت في عينها الدموع لرؤية هذا الجسد الصغير الملاكي، كان عاري الجسد لايستره إلا منشفة قطنية بيضاء صغيرالحجم يحرك كفيه في الهواء بطريقة تجذب القلوب قبل الأعين ،ظلت تدور به في الغرفة وبعدها جلست بجوار المرأة علي الفرأش قائلة بإبتسامة :-
-حمد الله على سلامتك مبرووك!!..
إبتلعت المرأة ريقها قائلة بإجهاد :-
-آآ الله يسلمك، جميلك ده فى رقبتي، عمري ماهنساه!!..
انكمشت ملامح رقية قائلة بعتاب :-
-هو أنا يعني عملت أيه!! ده أي حد مكاني كان هيعمل كده!!..
فتابعت بنبرة تعجب :-
-هو أنتي عايشه لوحدك!!
هزت المرأة رأسها بنفي قائلة بوهن :-
-عايشة مع جوزي بس هو في شغل بره المزرعة!!..
ثم أبتسمت وهي تنظر لمولودها قائلة :-
-ماكانش يعرف إن أبنه هيعملها معايا النهارده..
أبتسمت رقية لها قائلة :-
-ربنا يحفظه ليكي!!..
هتف يوسف بفرح وهو يتأمل المولود :-
-هتسموه أيه!!
رقية بتأكيد وهي تنظر لها :-
-ايوة صح هتسموه إيه!!..
رمقتها المرأة قائلة بإبتسامة ود :-
-ساميه أنتي!!..
ظهر الأرتباك علي وجهها قائلة :-
-ازاي آآ انا لالا ماينفعش!!..
المرأة بنبرة جادة :-
-أنا وابوه اصلا ماقررناش هنسميه إيه يعني أنتي هتنقذينا وتعملي فينا جميل تاني!!..
ظلت حائرة ومع إلحاح المرأة عليها، أبتسمت لتترتجف شفتيها وهي تتأمل ملامح الصغير هاتفة بنعومة :-
-ج جااااسم هنسميه جاسم!!!..
.................................................. .
"الفطار جهز ياجاسم بيه"..
هتفت بها فتاة تقيم في المزرعة وتكون بنت أحد العاملين في المرحلة الثانوية في العام الثالث لها وتدرس في إحدى المدارس القريبة من المزرعة والذي ينفق علي تعليمها منذ الصغر جااااسم، حتي أصبحت متيمة به تنتظر زيارته بكل لهفة حتي تفك جديلتها وتترك العنان لشعرها وتضع أحمر شفاه وترتدي ثوبها المنقوش بالورود فهذا اليوم تجهز وكأنها عروس سوف تزف له!!..
أشتمت رائحة عطره فعلمت أنه قادم إليها، تأكدت أنها في كامل زينتها ففركت كفيها معا بتوتر وهي تنتظره، حتي أطل بطالته المتميزة حتي أبتسمت بسعادة ليقترب منها قائل بجدية :-
-أزيك يامهجة!!..
أسبلت عينها وهي تقول بنبرة إشتياق :-
-بخير طول ماانت بخير ياجاسم بيه!!..
لاحظ جاسم تغير هيئتها ونضوجها فتحدث بحسن نية :-
-كبرتي وبقيتي عروسة يامهجة!!..
انشرح قلبها لهذا الإطراء والذي ظنته أنه يتغزل بها فهتفت بفرح ودون وعي :-
-بجد!! يعني عجبتك ياجاسم بيه!!..
عجبتك!! كلمة وضع أسفلها مليوون خط!!
جلس على الطاولة يتناول فطوره بصمت فأدركت خطائها قائلة بتلعثم :-
-أنا آآآآ قصدي إنى شبه بنات الجامعة!!..
جاسم وهو يضع الطعام في فمه :-
-وأشمعنا بنات الجامعة يعني !!..
جذبت مقعد وجلست بجواره قائلة بإبتسامة :-
-انت ناسي أن دي هتبقي أخر سنة ليا وبعدين ادخل الجامعة!!..
جاسم وهو يرمقها بجدية :-
-وناوية علي أيه بقاا!!..
مهجة بخيبة أمل :-
-كنت ناوية على إعلام بس الظاهر كده مش هينفع!!..
جاسم بتعجب :-
-ومش هينفع ليه!!..
زفرت بحزن قائلة بتنهيدة :-
-ابويا عاوز يجوزني!!..
رد بإستنكار :-
-يجوزك!! أزاي انا ليا كلام مع أبوكي ده!!..
فرحت بجملته هذه ولكن تحطمت أماليها عندما قال بدون إهتمام :-
-أنتي لسه صغيرة تركزي في تعليمك أحسن!!..
تنهدت بحزن ،لتجده ينهض وهو ينهي طعامه، فنهضت قائلة علي عجالة :-
-ايه هو الاكل مش عاجبك!! ده انا قايمة من الفجر عشان أخبزلك الفطير اللي أنت بتحبه!!..
جاسم بجدية :-
-تسلم إيديك، أنا الحمدلله شبعت!!..
ثم تابع بعملية :-
-أنا هتابع حاجات في المزرعة عشان أرجع القاهرة..
مهجة بصدمة :-
-هتمشي بدري كده!!
رمقها بجمود وهو يهندم سترته قائل بنبرة ذات مغزى :-
-أصل مراتي مستنياني ومقدرش أبعد عنها أكتر من كده!!..
شعرت بالغيرة تنهش بجسدها وإختفت من أمامه بعدما قالت بنبرة غيرة واضحة :-
-ترجعلها بألف سلامة!!..
تنهد هو بإرتياح لإنه قضي علي أحلامها، فهو يخشى عليها من حب نهايته سراب!!!..
................................................
هتفت جيهان بقلق :-
-هيكونوا راحوا فين بس!!..
كان نضال يسير ذهاباً وإياباً وهو يضع سيجارته في فمه بملامح جامدة ينتظر وصول عامله الذي أرسله للبحث عنهما، فإلقي سيجارته سريعاً عندما رأي العامل قادم وخلفه رقية والصغير دنا منهم بغضب موجه حديثه للعامل :-
-كانوا فين!!..
العامل بلهجة تقرير :-
-كانوا في منطقة المساكن يابيه، في بيت عرفة..
نضال وهو ينظر لها قائل بتعجب :-
-بيعملوا إيه هناك؟!..
جاءته الإجابة من الصغير الذي ركض إليه قائل بطفولية :-
-طنط ولدت وجابت ولد رقية سميته جاسم!!..
نظر نضال لجيهان ولها وهو يردد :-
-جاسم!!..
،شعرت رقية بالحرج ثم تقدمت من جيهان قائلة بخفوت :-
-هطلع اجهز حاجاتي عشان ارجع!!
نظرت جيهان لنضال بتوتر، وقبل أن تتحرك سمعت صوته الصارم :-
-السواق هيوديكي مشوارك ويرجعك هنا تاني!!
.................................
عبرت السيارة أبواب المزرعة متجهها نحو العاصمة، تنفست الصعداء وهي تهرب من هنا ولكنها حزنت لأنها لم تذهب لتوديع جاسم الصغير، شعرت وهو في أحضانه أنه ولدها قطعة منها ومن الجاسم...
وعندما خرجت السيارة للطريق العمومي، صادفت خروج سيارة جاسم من مزرعته، وبينما تسير سيارة نضال علي الطريق سمعت صوت إحتكاك إطارات السيارة وكإنه حدث فرقعات..
رقية متسائلة بهلع :-
-ه آآ هو حصل أيه؟!..
هبط السائق من السيارة ليفحص الإطارات ثم زفر بصوت مسموع قائل بضجر :-
-كاوتش العربية فرقع!!..
بدأ الضيق ظاهر على ملامحها وهي تقول :-
-استغفر الله العظيم، بانت من أولها..
فتح السائق حقيبة السيارة ليخرج الإطار الأضافي للسيارة، شعرت رقية بالملل ففتحت الباب وخرجت لتقف بجوار السيارة، والسيارات تمر وتعبر حولهم في الطريق..
اقتربت سيارة جاسم منهما، وهو يقود بسرعة متوسطة وبينما هو يدقق في زجاج السيارة، لفتت إنتباهه تلك الواقفة بجوار السيارة دقق النظر بها وهو يتوهم أنها طيفها حتي اقترب أكثر لتتأكد شكوكه وهو يهتف :-
-ررررقية!!!

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#27

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني والعشرون..مذاق قسوته
توقفت سيارته بالقرب من السيارة التابعة لنضال، وترجل سريعاً عندما تأكد من هويتها، كانت تنظر للناحية الأخري لذلك لم تلمحه أوتلمح سيارته وبدون إنذار تفاجئت بمن يمسك ذراعها بقوة قائل بصوت جمهوري :-
-بتعملي أيه هناا؟؟..
إلجمتها صدمة رؤيته شعرت إنها في مأزق طالعته بعدستها دون إن تتفوه بكلمة..
أمسكها بقوة وهو يعيد تسائله :-
-ردي أنا بكلمك بتعملي أيه هناا؟؟..
ثم نظر إلي السائق والسيارة وهو يتابع :-
-وعربية مين دي!! ومين ده؟!..
إبتلعت ريقها بصعوبة وتفوهت بخفوت مرتبك :-
-آآ أنا ر اجعه القاهرة!!
جاسم بتعجب قائل :-
-راجعة القاهرة!! أنتي كنتي فين أصلاً..
خفضت من نبرة صوتها وهي تجيبه :-
-عند نااس معرفة!!..
وقبل أن يعلق تدخل السائق في الحوار قائل بجدية :-
-في حاجة يابيه!! أنت عاوز منها أيه؟!..
رمقه جاسم بحده قائل :-
-أنت تسكت خالص ومتدخلش في اللي مالكش فيه..
السائق بلهجة غاضبة :-
-هو أيه اللي اسكت ده!! مالك ومال بنات الناس!!..
ترك جاسم ذراعها واقترب من السائق ليلكمه في فمه قائل بصرامة :-
-بنات الناس دي تبقي مراتي!! ومايصحش أنت تتدخل بين راجل ومراته مش كده!!..
تفاجئت رقية بفعلته ثم لمحت أنف السائق تنزف دماً وضعت يدها على فمها بصدمة، لتسمع صوت جاسم الحاد يوجه حديثه لها وهو يشير بعينه نحو سيارته :-
_أمشي قدامى علي العربية!!..
وكأن قدمها إلتصقت في الإرضي، فأبعدت يدها وهزت رأسها بالرفض، لم يستطع كبح غضبه أكثر من ذالك فأقترب منها وقبض علي رسغها ليحبرها علي السير معه حاولت التملص والتحرر من قبضته ولكن بدون جدوي فهتف معترضة :-
_أنت عاوز مني أيه مش خلاص طلقني، ملكش حق في كده!!.
مسح السائق دماء فمه وإتسعت عينه بهلع وهو يري جاسم يأخذ رقية، فإذا عاد لرب عمله"نضال" بدونها سوف يحدث له مالايتحمل عقباه.. فأسرع في خطواته ليلحق بهما وهتف بصوت لاهث مترجي :-
-يابيه متودنيش في داهية أبوس أيديك!! نضال بيه مش هيرحمني لو رجعت من غيرها..
ثم تابع بإستغطاف :-
_أنت بتقول انها مراتك، يبقي تروح تاخدها من المزرعة من قريبها نضال بيه انتو عيلة وهتتفهموا مع بعض، لكن أنا هيتقطع عيشي في حاجة زي دي ده قايلي رجلك على رجلها !!..
أتسعت عين جاسم من الغضب وكور قبضة يده حتي ظهرت عروقه بعدما سمع حديث السائق ووزع أنظاره بينها وبين السائق قائل ببركان على وشك الانفجار :-
-نضاااااااال!!!
.................
في منزل يمني..
جلست علي الاريكة بجوار طفليها الذان يشاهدان الفيلم الكرتوني، تنهدت بإبتسامة وهي تملس علي شعر إبنتها وتحمد الله في سرها عليهما فهما كنزها الثمين في هذه الحياة، فربما الله أبتلاها بتشوه وجهها لينعم عليها بنعمة الإمومة،وأثناء شرودها دلف زوجها"جمال" بإمتعاض ظهر ذالك في طريقة غلقه للباب بعنف..
أنتفصت هي وطفليها من أثر ذالك، فنظر لها زوجها ووجدها تنطر له ثم دلف إلي غرفتهما..
إنتابها القلق لتنهض سريعاً وتدلف خلفه، وعندما دلفت الغرفة هتفت بتعجب :-
-مالك ياجمال!! إنت مش قولت هتتعشي مع حماتي إيه اللي حصل رجعك بدري كده!!..
جلس على الفرأش ووضع ساق فوق الإخري ليخلع حذائه قائل بإمتعاض :-
-مفيش رجعت عشان متقعدوش لوحدكم!!..
يمني بعدم إقتناع:-
-لا مش هو ده السبب الحقيقي!!..
إلقي حذائه وهو يقول بغضب :-
-يوووه يايمني أنا مش ناقص بقاا..
تنهدت بهدوء وهي تسير نحو الخزانة لتخرج له ملابسه المنزلية، ثم إقتربت منه لتعاونه في خلع ملابسه دون أن تتفوه فربما فهمت فوالدته تحدثت معه في شأنها فمنذ تشوه وجهها بواسطة الزيت الساخن وهي تطهي الطعام، وهي أصبحت لاتطيقها وتبغضها..
تنهد بصوت مسموع وهو يردف بخفوت :-
-عاوزه تجوزني المرة دي!!..
يمني بإبتسامة متهكمة :-
-ماهي من زمان عاوزه تجوزك أيه الجديد!!..
إرتبك قائل بحذر :-
_ ب آآ المره دى اختارتلي العروسة وراحت طلبتهالي!!..
لم تنكر إن قلبها تقطع وتمزق أشلاء أشلاء ولكن أبتعدت عنه وهي تتصنع الثبات قائلة بجدية :-
-اتجوز ياجمال!!..
جمال بلهجة شبه غاضبة :-
-أتجوز أنتي عبيطة ولا أيه، بطلي الكلام ده يايمني انا مكنتش راضي اقولك عشان كده!!..
يمني بتعجب :-
-عبط ليه؟! أنت هتعمل حاجة عيب ولا حرام مش ده حقك اللي ربنا أدهولك..
فتابعت بحزن :-
-وأنت راجل وليك حقوق، ويمكن أكون مقصره فيها غصب عني ولا حاجة!!..
أحتضنها جمال قائل بعتاب :-
-والله ازعل منك كده يايمني، بلاش كلامك ده، ده انتى ست الستات في نظري!!..
يمني وقد لمعت عينها بالدموع :-
-انت ملكش ذنب، إيه اللي يجبرك على كده!!..
جمال بجدية وهو يملس على شعرها :-
-االلي يجبرني إنك كنتي بتعملي الاكل ليا ولعيالي، وانا لو كنت مكانك عمرك ماكنتي هتسبيني مش كده!!..
أومأت برأسها إيجاباً قائلة علي عجالة :-
-بعد الشر عنك!!
حاوط خصرها بيده قائل بمراوغة :-
-طب أيه!!..
مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينها وهي تبتسم بحياء :-
-أيه!!
جمال بإبتسامة ماكرة :-
-العيال ملهين في الكرتون وأنا عاوزة اقولك على موضوع سر الصراحة!!..
ضحكت بخفوت، ليأخذه زوجها إلي عالمها الخاص...
.....................
يقود سيارته بسرعة جنونية وهي بجواره بعدما علم أنها مكثت أيام في مزرعة نضال، فإذا هي صاحبة الاسم الذي أنتبه له!! جالسة منكمشة علي نفسها من القادم...
عادت سيارته مرة أخرى إلى مزرعته فهي أقرب من القاهرة ولايضمن ماذا يفعل بها طوال الطريق، مرت السيارة من الإبواب التي فتحت وقد تعجب الحراس من عودته مرة ثانية، اما مهجة سمعت صوت السيارة وإلتفتت لتجد سيارته لينشرح قلبها فرحاً قائلة :-
-جاسم بيه رجع تاني!!..
ولكن تلاشت الإبتسامة من علي وجهها عندما رأته يترجل من سيارته ثم يفتح الباب بقوة لزوجته ويجبرها علي الهبوط، ثم رأته يدلف بها لداخل المنزل..
هي تعرف هواية رقية من الجريدة عندما كان جاسم في المستشفي وكان العنوان الرئيسي للمجلدات والصحائف "الجميلة والوحش بنكهة جديدة الوسيم والدميمة"..
ظهر الكره علي وجه مهجة الذي تحدثت :-
-إيه اللي عاجبه فيها دي!!!..
_صعد بها الدرج وهو قابض علي رسغها بقوة حتي وصل أمام الغرفة ليدفع الباب ويدلف بها ثم يغلقه خلفهما بقوة، وأخيراً بالداخل حرر قيدها ونظر أمامه وهي خلفه لاتعلم رد فعله وماذا سيفعل بها ولكنها تحدثت بنبرة متهكمة رغم مابداخلها :-
-أنت ملكش حق دلوقتي تعمل اللي بتعمله ده، رجعني لأهلي أنا مش مسئولة منك..
إنهت جملتها ليلتفت لها ويهبط بكفه علي وجهها بكل قوة ثم تتوالى الصفعات علي وجهها دون رحمة فقد تحول بئر الحنان إلي شحنة من الغضب وكما قيل في الأزمان "اتقي شر الحليم إذا غضب"...
لم تستوعب ولم تستحمل أوجاع تلك الصفعات فصرخت بقوة بعدما أصبح لون وجهها شديد الاحمرار، ثم سقطت على الإرضية وهي تضع يدها علي وجهها..
ثم أنحني هو لمستواها وأصبحت المسافة بينهما لاتذكر مما زاد من إرتجافها وإرتباكها ودموعها بدإت في الهطول ،فتحدث بلهجة غاضبة :-
-ماهو الحق عليا أناا، لو كنت أديتك قلمين وحبست في أوضتك مكنتيش أتجرأتي وعملتي كده ،لكن أنا اللي أتهونت معاكي كتير ..
ثم تابع بحده :-
-أوعي تفتكري حنيتي معاكي ضعف، ولو ضعف فأنا كرهت ضعفي معاكي...
فصرخ بها :-
-انا قادر أقسى عليكي من زمان انا استحملت منك كتير لكن كنت ارجع واقول متبقاش إنت والزمن عليها كفايه اللي هي فيه...
فتابع بحيرة ممزوجة بغضب وهو ينظر حوله :-
-أنا عايز اعرف أنتى بتعاقييني علي أيه!! بتعاقييني عشان حبيتك!!..
نظرت له وهي تبكي وتشهق من البكاء وواضعه كفها علي موضع الصفعات تحدثت من بين شهقاتها :-
-آآ حبنا من الأول كان غلط!! آآ انت اختارت الإنسانه الغلط اللي تديها مشاعرك وأنا فكرت بكل أنانية.. جبت آآ لنفسك مسئولية جديدة، وكل حاجة كانت ضدنا إشارة لينا عشان مننفعش لبعض واخرهم كان موت إبننا وهو في بطني ، بس احنا مشينا ورا رغباتنا وإحتياجنا ..
اختلط دموعها بحديثها وهي تبتلع ريقها لتكمل :-
-أنا كنت بقنع نفسي إنك وحش عشان ابعد، عشان أنا مش انانية عايشة معاك تاخد ومتديش !!..
جاسم بصوت مرتفع :-
-انتي بعدتي عشان عقدة النقص اللي جواكي دي، بعدتي لإنك مش قادرة تتغلبي علي واقعك، مش قادرة تعيشي حياتك من غير ماتنكدي على نفسك ...
سألت دموعها اكثر وهى تصرخ به :-
-ايوة عقدة نقص، انتو لو عيشتو اللي انا عايشاه مش هتلوموني عشان زعلانه علي نفسي، لو حد فيكم جرب يمشى في الشارع وسمع الضحك والتريقه عليه مش هيلومني، لكن هتحسوا بيا ازاي ماانتو مش في النار اللي انا فيها، النار اللي بتأكل فيا كل مابسمع واحدة مش هتخرج النهاردة عشان طلعلها حبه في وشها بتعصب عليا نفسي اووي يبقي انا احبس نفسي في بيتي وماخرجش بقاا طول عمري!!..
ثم ابتسمت بوجع :-
-ياأخي ده أنا كان أكبر حلم في حياتي اروح اشتري حاجة لنفسي زي ماكل العيال بتعمل!!..
هدأت قليلاً وهى تتحدث بصدق :-
-أنا عيشت طول عمري في ضلمه ماشوفتش النور غير لما أنت ظهرت في حياتي، متعتي كانت معاك في العالم بتاعك وبس، متعتي وسعادتي متمثله فيك وفي كل حاجه معاك، كنت بحس إني طايره وأنا معاك في السرير وانا في حضنك، لكن أول مابطلع من عالمك أقابل سكاكين بتقطع في لحمي اطلع للدنيا اللي رفضاني..
ودموعها علي وجنتها تحدثت بتعجب ممزوج بإنكسار :-
-مين يقدر يعيش في دنيا الكل فيها رافضه!! مين يقدر يعيش ويواجه نظرات الرفض من كل الناس..
هز رأسه بخيبة إمل قائل بجمود :-
-لو بتحبيني كان عالمي ده وانا هيبقي كل دنيتك..
ثم زفر بضيق قائل :-
-إنتي ناوية تفضلي كده كتير!! أنتي بجد بقيتي حاجه مقرفه!!..
فصمت لوهلة وتابع بنظرات قاسية :-
-رقية انتي عاوزة تتعالجي، وعاوزة تجربي قسوتي زي ماجربتي حنيتي، حنيتي اللي خليتك تتمردي، وانتي بترفضيني وانتي بتسمميني بكلامك في المستشفي، واخرتها تروحي بيت راجل غريب وتستغفليني، أنا زمان كنت بسكت عشان خايف عليكي من قسوتي لكن دلوقتي اكتشفت أن القسوة هي اللي هتنفع معاكي ...
ثم همس لها بجوار إذنها بقسوة وهو يذكرها بحديثها :-
-مش انا ندل وبستغلك، أنا هستغلك في حاجة تانية بقاا، معلش انتى مانعاني منك بقالك فترة ولما جيت اخونك مقدرتش، وأنا عاوز متعتي دلوقتي ولازم تقدمهالي..
ظنت أنه قناع والأن سوف يخلعه الان سيعود جاسمها سوف يحتضنها ويغمرها بحنانه، سيلتهم شفتيها في قبلة يبث فيها شوقه وحنانه، ولكن تأتي الامواج بما لاتشتهي السفن..
فوجئت به يجذبها من الإرضية ويلقيها علي الفرأش بقوة، ثم بدأ في خلع سترته وإلقاها أرضاً ثم ساعته تليها قميصه، تراجعت للخلف عندما فهمت ماذا سيفعل هزت رأسها قائلة ببكاء :-
-لو آآ عملت كده ياجاسم هكرهك، هكرهك والله..
لم يعبأ بحديثها حيث جثي فوقها وهو يخلع لها حجابها ويلقيه أرضا، ثم مزق ملابسها بين صراخها الذي أبتلعه داخل فمه وهو يقبلها بقسوة ويضغط علي شفتيها بقوة حتي نزفت شعر بدماءها داخل فمه وأيضاً دموعها التي تسيل على وجهها، حاولت تحريك قدمها ولكن كانت كالمقيدة، دفعته في كتفه ولكن بدون جدوي حيث قيد ذراعيها معا ً، فإي وحش تحول هذا!! أين جاسم الذي يرويني بحنانه فقد أصبح يرويني بقسوته...
بعد مرور الوقت نهض من عليها، فإصبحت كالجثة الهامدة بدموعها التي طبعت علي الملاءة والوسادة إلتقط قميصه وإرتدائه قائل بصوت صارم :-
-علي فكره انا رديتك لعصمتي أحسن تفتكري إني اللي عملته معاكي حرام ولا حاجة!!!
..... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#28

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث والعشرون...الليله الثانية
حل صباح عليها لتفتح جفينها بإرهاق وتعتدل بصعوبة وهي تتأوه بخفوت من أثر أعتدائه عليها ليلة أمس ،جلست وضمت ركبتيها معا، باكية علي الحالة التي وصلت لها معه، لاتصدق الذي بدر منه البارحة كأن كالذئب وهو يفترس فريسته لا حبيب في لقائه مع حبيته!!!
أعادت خصلات شعرها للخلف وتنهدت بألم وهي تستعيد ذكريات أمس!!..
فلاش بالك...
تركها جسد من يراه يظن انها فارقت الروح تبكي بصمت وتشهق بين نفسها بداخلها بركان، صراخ، قتال من الذي حدث الإن، فهو لم يفعل ذلك عندما امتنعت عنه في بداية زواجهما وفعلها الأن دون سبب يذكر؟!!!...
فتحُ الباب ليدلف وترتجف وهي تجذب الملاءة عليها أكثر، سار حتي وقف أمامها وهو فاتح قميصه ويمسك زجاجة المياه ويرتشف منها بعض القطرات، كانت تحيد ببصرها عنه حتي لم تراه وهو يضع الزجاجة على الكومود ويجلس بجوارها علي الفرأش ويدير وجهها ناحيته بسبابته، كانت عينها تذرف بالدموع ظنت أنها سيطيب خاطرها لذلك رمقته بعتاب، ولكن تحطمت أملاها عند هبط بشفتيه يقبل شفتيها مرة أخري يبث فيها قسوته مره أخري!!..مرة أخري اعتداء عليها ولكن هذه المرة قاومت رغم إعياءها دفعته بقوة، إستخدمت أظافرها لتخدشه في وجهه مقاومة تذكر لها ولكن كانت النهاية له حيث نهض وجلب حجابها من الإرض وعاد ليكبل ذراعيها به في طرف الفرأش!! ليعالجها بطريقته الطريقة التي اختارها هو ليخرجها من ضعفها!!!
وردد بداخله حتي يصمت قلبه الذي يتألم من أجلها وضميره الذي يؤنبه "إحيانا القسوة بتكون علاج!!"....
تكرر المشهد مرة أخري ونهض بعدما أفرغ طاقة قسوته بها، ولكن هذا المرة سار وهو عاري الصدر نحو الشرفة المغلقة ووقف خلف الباب الزجاجي وتحدث بجمود :-
-أظن جه الوقت اللي لازم تعرفي موضوع الملف ده !!
نظر لها وجدها ساكنة تنظر إلى السقف، دق قلبه بعنف وهو يراها في هذه الحالة ولكن غفل عن ذالك ونطر إمامه قائلا :-
-الملف ده كان متجهز من إدارة العلاقات العامة عندي بالشركة، تقدري تقولي كانت حملة اوخطة لاني كنت مترشح للمنصب هام!! واسمك اتذكر في الملف لاني مدير العلاقات العامة عندي كان ****** افتكر إنى متجوزك عشان هدف في دماغي واني بستغلك زي ماقولتي، عشان كده استغل شوشرة المستشفي اللي حصلت معانا فإنها تكون من خطتي الإنتخابية عشان تتعاطف معايا وتحبني أكثر واني ازاي انا راجل طيب ، وأول ماجه اتكلم معايا في الموضوع ده ماحسيتش بنفسي إلا وأنا نازل فيه ضرب وبعدها طردته من الشركة، والملف فضل معايا وسبته على المكتب لاني كنت ناوى اخلص منه أو يمكن مكنش فيه حاجة مهمة اووي عشان كده سبته علي المكتب لكن دخلت مرات عمي ولقيته وحصل اللي حصل!!..
رمشت بعينها لتزيد دموعها وشهقاتها المكتومة فأقترب منها وحرر ذراعيها عندما فك الحجاب ليرتخي ذراعيها بسكون علي الفرأش..
فتنهد وهو يطالعها قائل بلهجة شبه متهكمه :-
-أديني برأت نفسي من تهمتك، بعد ماعملت فيكي تهمة جديدة!!..
ثم تابع بقسوة قاصد إعتدائه:-
-بس تقدري تقولي المرة دي إني أديتك سبب حقيقي تكرهيني عشانه!! بس المره دي تكرهيني وأنا متهم بجد!!..
إنهي جملته وغادر الغرفة مجدداً، ليتركها مع صراخها وعويلها وجروحها وأحزانها..
بااااااااااك..
جففت دموعها بعدما تركت خيوط وعلامات أسفل عينها، فيكفي ذكريات مؤلمة في حياتها، ثم لفت الملاءة علي جسدها بعناية لتنهض ليقع نظرها علي ثيابها الممزقة الملقاة على الإرضية فأصبحت لاتصلح للإرتداء مرة أخري فأصبحت خرقات أغمضت عينها بألم ثم جرجرت قدمها لتسير نحو الشرفة وتزيح الستار قليلاً وتنظر لترى، جاسم جالس في الأسفل علي الطاولة يتناول فطوره وتقف بجواره فتاة لاتعرف هويتها تسكب له فنجان قهوته وهي تبتسم، تسرب له شعور انها تراقبه فنظر لها من زاوية عينه ليراها بالفعل خلف الستار، إبتسم بخبث وهو يضع الجريدة علي الطاولة ثم يتصنع الضحك مع "مهجة" حتي يثير غيرتها، فنظر مرة أخري لتراها فتفزع وهي تغلق الستار مجدداً.. زفر بضيق لتتحدث مهجة بغضب مكبوت :-
_ أومال الست هانم منزلتش فطرت معاك ليه!!..
تناول جاسم فنجان قهوته وإرتشف منه قائل بإيجاز :_
-بتفطر متأخر!!..
أومأت رأسها بعدم إقتناع، ولكنها حمدت ربها إنها لم تهبط حتي لاتتعكر برؤيتها..
_جلست علي الإريكة وهي ساخطه عليه فهو يضحك ويقهق ولديه شهية يتناول فطوره وهو ذابحها لهذه الدرجة هانت عليه؟!!..
أنتشلها من شرودها صوت الباب الذي فُتح الإن ودلف منه جاسم إلقي عليها نظرة جانبية ثم سار نحوها لتدب القشعريرة في أوصالها من قربه منها ليهمس بلهجة تحمل السخرية :-
-حاجة تضايق مش كده؟!
حملت به ليتابع هو بنبرة جامدة :-
-عرفتي بقا إن الغيرة وحشه!! وان من حقي أضايق لما أعرف إنك كنتِ عند راجل غريب..
أشاحت بوجهها عنه وهي ترتجف وتفرك كفيها معاً إبتسم ثم وقف أمام المرأة يرتدي ساعته، فوجئ بها تهتف بخفوت وهي تنظر لتلك الملأة التي تستر جسدها وتمنع نفسها من البكاء :-
-آآ عاوزة ه هدوم ألبسها!!..
نظر لها في المرأة قائل ببرود :-
_ليه؟!!..
"ليه؟!!" إجابته جعلتها تقطب مابين حاجبيها بتعجب وذهول فنظرت لثيابها الممزقة قائلة :-
-آآ عشان أنت آااقطعت الهدوم اللي كنت لبساها!!..
رفع كتفيه وأجابها بلا مبالاة :-
-كده كده لو جبتلك هدوم هقطعها تاني!!
فإستدار نصف إستدار وهو يشير للملاة قائل بعبث :-
-أنا بقول تخليكي كده، أهو عشان تبقي جاهزة في أي وقت!!..
وكإنها تلقت حجراً سقط عليها الإن، فهزت رأسها بعدم تصديق هاتفه بإختناق:-
-آآ حرام عليك!!..
ثم تابعت :-
-طب آآ هخرجك أزاي يعني وانا يعتبر عريانه!!
رفع حاجبه بإستنكار قائل :-
-ومين قالك إنك هتخرجي من هنا أصلاً!!
لم يعطيها فرصه الصدمة أو الذهول فتابع :-
-اعتبري نفسك مسجونه في الاوضة دي لحد ماتتعالجي!!..
ثم إلتقط سترته وإرتدائها، فنظر في ساعته ليقول بهدوء نوع ما :-
-جعااانة؟!!..
لم تجيبه بل تسطحت وهي تحتضن نفسها وتبكي، فتحدث بتهكم وهو يرحل :-
-عنك مارديتي اللي بياكل علي ضرسه بينفع نفسه!!..
وصل ناحية الباب فتصنع انه نسي أن يخبرها شئ فإلتفت قائل :-
-اه علي فكره أنا رايح اشكر الأستاذ اللي استقبلك في بيته!!..
وببرود متناهي أخبرها :-
-وهقفل الباب عليكي وهتأخر بره!!
ثم خرج وبالفعل أوصد عليها الباب من الخارج.. شعرت بأن الأكسجين نفذ من الجو تختنق وهي تبكي وتشهق تتمني أن يكون ماتعيشه الان كابوس!!..
منذ متي ياحبيبي!!
أصبحت تتلذذ بتعذيبي!!
.................
-في قصر الراوي..
تحسنت مشيرة كثيراً وأصبحت قادرة علي التحدث فقد بذل جاسم أكثر مافي وسعه ليوفر لها كل الإحتياجات اللازمة لشفائها بداية من طاقم أمهر الأطباء الذين أشرفوا علي حالتها ليتم شفائها الكامل، وجاسم علم بأمر الممرضة التي كانت تخدر والدته لكي تنام فترة طويلة وتصرف معها!!
جالسة مشيرة علي الفرأش، وبجوارها علي المقعد هدي قائلة بنبرة ذات مغزى :-
-طول عمرك محظوظة يامشيرة، محظوظة مع جوزك الله يرحمه وإبنك اللي كان ناقص يجبلك وزراة الصحة بنفسها هنا!!..
رمقتها بحده قائلة بجمود :-
-ومحظوظة عشان ربنا رزقني بمرات إبن زي رقية!!..
ضحكت هدي قائلة :-
-مابقتش مرات إبنك بقاا!!..
ابتسمت مشيرة إبتسامة ذات مغزى لأنها علمت من جاسم عندما جلس معها طوال الليل قبل أن يسافر للمزرعة واخبرها بأنه عادها إلي عصمته..
أردفت هدي بإستنكار :-
-ده انتي حبيتيها بقا يامشيرة!!..
مشيرة بلهجة جامدة :-
-ايوة حبيتها طلعت اصيله رغم كل اللي عملته فيها، وعمري ماأنسي وقفتها معايا في تعبي..
ثم نظرت إلى هدى نظرات ذات مغزى قائلة :-
-عملت اللي عشرة عمري معملهوش!!..
ظهر الارتباك علي هدي فقالت بجمود :-
-إبنك عاوز يمشيني من القصر!!..
هزت مشيرة رأسها قائلة ببرود :-
-والله هيبقا أريح ليكي وليا ياهدي!!
ثم نظرت لها نظرة جانبية قائلة :-
-وأنتي طول عمرك نفسك تبقي ست البيت، اهي جتلك لحد عندك يبقا عندك بيت تبقي انتي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيه، ولا أيه!!..
شعرت هدي بالدماء تغلي في جسدها فنهضت بغضب قائلة :-
-انسي يامشيرة انتي وإبنك إني اسبلكم بيتي وبيت بنتي!!
ثم غادرت الغرفة بأكملها، تنهدت مشيرة بصوت مسموع ودلفت الممرضة المقيمة معها لتعدل لها الوسادة حتي تستريح في جلستها...
...................
وقف محمود في شرفة المنزل الصغير والذي تغطيه ستار باهت أزاح تلك الستر ليراقب محبوبته "مني" وهي تقوم بنشر الغسيل فهو يكمن لها حب منذ الطفولة ولم يقل هذا الحب حتى الأن، فهي كبرت وأصبحت فتاة يأتي لها العرسان، أما هو لايقدر علي ذالك يكتفي فقد بمراقبتها من خلف الستار وأكثر مايؤلمه انها قطعت الحديث معه مثلها مثل غيرها وكإنه شئ سئ ينفر منه الجميع فهو ماسخ..
تنهد بألم قائل وهو ينظر للسماء :-
-يااارب!!..
.......................
-في عيادة الطبية النفسية..
صرخت به بقوة بعدما سرد عليها فعلته :-
-مش ممكن!!! معقول اللي سمعته ده!! أنت تعمل فيها كده..
فتابعت بغضب :-
-أنت كده بتهد كل اللي عملناه، مجرد بس أنها حكتيلي يبقي دي خطوة جيدة للعلاج،لكن للأسف حضرتك رجعتنا الصفر من تاني!!
وضع يده بين خصلات شعره قائل بضيق :-
معرفش بقاا هو ده اللى حصل!!..
الطبيبة بإستنكار :-
-طب ده حصل ليه أصلاً؟!..
جاسم بنظرات جامدة ولهجة قاسية :-
-تقدري تقولي نوع من انواع العلاج!!..
تنهدت قائل وهو ترمقه بجدية :-
-وتفتكر إنك كده بتعالجها!!..
حاول أن يقنع حاله وهو يتحدث :-
-الحنيه معالجتهاش جايز القسوة تعالجها..
الطبية بإنفعال :-
-أنهي علاج دي يقول إنك تاخدها غصب عنها، تعتدي عليها جنسياً وتسبب ليها عقدة جديدة في حياتها وتقولي علاج !!..
ثم قالت بنبرة ذات مغزى :-
-أنت عارف تأثير اللي انت عملته ونتيجته هيبقا أيه ؟!..
هز رأسه بإستفسار فتابعت بأسف :-
-نتيجته أنها هتكره العلاقة معاك بعد كده!! يعني انت خلقت خلل هيبقا في علاقتكم الحميمة هيبوظ حياتكم الزوجية!!..
يبدو أن حديثها جعله يفكر قليلاً ثم يقول بتبرير :-
- اللي آآ انا عملته ده حقي!!..
الطبية بجدية :-
- حقك لما يكون بمزاجها انت كده دلوقتي مفيش فرق بينك وبين المغتصب!!..
ردد الكلمة بسخرية :-
-مغتصب!!..
أومأت برأسها إيجاباً، ليندفع قائل وهو يشير للخدش بجوار ذقنه:-
-بس اغتصابي ده جاب نتيجة، أداها قوة انها تقاوميني ..
رفعت كتفيها قائلة بعملية :-
-دفاع طبيعي في أي انسان بيدافع عن نفسه ويحميها..
قطب مابين جبينه بإستنكار وعدم إقتناع، لتهتف بجمود :-
-لما انت مقتنع أن قسوتك معاها هي الحل، جايلي ليه؟!..
صمت وهو لايعرف بما يجاوبها، لتتحدث بإبتسامة أسفه :-
-حاسه ان اللي قاعد قدامي واحد غير اللي مرضيش يدخلها مصحة عشان متحسش بالنقص اكتر وعشان متخضعش لجلسات كهرباء لو بكت أو صرخت ، واحد غير اللي حجز العيادة كلها عشان لما تيجي متلاقيش حد يبصلها نظرة تضايقها وتاخد راحتها، واحد غير العاشق اللي ماكنش بيستحمل وجعها!!..
إنهت حديثه لتتركه بين موجات أفكاره تصطدم وتهيج حتي يصل للبر..
......................
-في مزرعة نضال..
جن جنونه عندما علم من السائق إنها ذهبت مع زوجها، ذهبت لمن جرحها لمن تركها لمن أهان أنوثتها، ذهبت ولم تعود كما أمرها فهو الوحيد القادر علي إنقاذها من الوحل، وبينما هو جالس علي مقعده سمع صوت سيارة قريبة منه إلتفت ليجد سيارة "جاسم" تصطف ويترجل منه ويتجه نحوه قائل بإبتسامة مصطنعة علي ثغره:-
-أذيك يانضال بيه!!..
رمقه نضال بجمود ونهض ،ليتحدث جاسم بنبرة معاتبة :-
-ايه مش هترحب يضيفك!!..
نضال بلهجة جامدة تحمل غضب مكبوت :-
-جاي ليه!!..
جاسم بإستفزاز :-
-طبعاً مش هتصدقني لو قولتلك جاي اشرب القهوة اللي ماشربتهاش المره دي!!..
حاول نضال السيطرة علي شحنة غضبه وهو يهتف :-
-خدتها ليه؟!..
تصنع جاسم عدم الفهم وهو يهتف :-
-هي أيه دي؟! الإرض!!..
نضال بعصبية :-
-انت عارف أنا بتكلم علي إيه!! كويس..
ثم تابع بغضب :-
-اخدتها ها، اخدت رقية ليه ؟! عشان تهينها وتوجع تانى!!..
جاسم وقد قست ملامحه :-
-لاحظ إنك بتتكلم على مراتي، وأظن برضه انك ماينفعش تتدخل مابين راجل ومراته مش كده!!..
ثم تابع بجمود :-
-واحنا متشكرين علي ضيافتك ليها؟! وياريت تبعت حد يجبلي شنطة هدومها وحاجته اللي هنا..
نضال بصرامة :-
-تيجي تاخدهم هيا!! إيش ضمني انك اجبرتها تفضل معاك ولا حاجة!!..
حك جاسم طرف ذقته ثم أفرغ غضبه في لكمه في وجه نضال!!..
... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#29

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والعشرون.. الجزء الأول"الدنجوان"
"عندما الطبع يغلب التطبع"..
عاد الي مزرعته بعد عراك مع نضال فأصبته لكمه خفيفة في وجهه لم يتفض إلا بتدخل بعض العمال وقد جلب أشياء رقية معه ورحل ، ترجل من سيارته وأخذ حقيبتها وقبل أن يدلف للداخل سمع صوت "أم مهجة" ينادي عليه إلتفت لها، لتقترب هي وإبنتها منه وهي تحمل صينية طعام مغطاة بغطاء حريري قائلة بإبتسامة :-
-أنا عرفت إن الست هانم مراتك هناا، فقولت مايصحش مادوقش أكلي!!..
جاسم بإبتسامة مجاملة :-
-ماكانش ليه لزوم تعبناكي معانا..
ام مهجة بود :-
-تعب إيه بس ده كله من خيرك!!..
فتابعت بجدية وهي تشير بعينها :-
-أنا هحط الاكل جوه هنا علي الترابيزة عشان الست هانم تبقي تاكل براحتها!!..
أومأ جاسم برأسه إيجاباً لتدلف هي وتترك إبنتها التي اقتربت من جاسم ثم لاحظت الكدمة فهتفت بهلع :-
-ايه ده حصلك أيه!!..
جاسم بضيق :-
-عملت حادثة وانا جاي..
اقتربت منه أكثر حتي مدت يدها لتلمس تلك الكدمة، ظلت تتأمله عن قرب تتأمل ملامحه الجذابة لم تشعر بنفسها إلا وهي تمسح شفتيها بلسانها وتقترب من شفتيه لتقبله، لم يكن نهاية المشهد ولكن انتهي المشهد بالقبلة عند رقية في الإعلي التي كانت خلف الستار وبالصدفة رأت هذا، اتسعت عينها بصدمة وهي تضع يدها علي فمها وتهرول للداخل، الحقيقة لم تقبله حيث دفعها هو قائل بغضب :-
-لحد ما أمشي مش عايز أشوف خلقتك قدامي!!..
شعرت بجفاف حلقها هي لاتعلم لماذا فعلت هذا وكأنها تخدرت أمامه فلمعت عينها بالدموع قائلة بتلعثم :-
-أنا آإ اسفه معرفش ازاي عملت كده والله!!..
رمقها بجمود قائل :-
-امشي من قدامى دلوقتي!!..
وقبل أن يدلف أمسكت يده قائلة برجاء :-
-ابوس ايديك متقولش حاجة لابويا، ده ممكن يموتني فيها!!..
جاسم بحده :-
-لولا إن أمك وابوكي ليهم معزة عندي انا كنت اتصرفت معاكي تصرف مش هايعجبك... إمشي.
وضعت يدها على فمها وركضت إلي منزلهما الصغير..
خرجت والدتها وهي تقطب حاجبيها بتعجب :-
-اومال البت مهجة راحت فين؟!..
زفر بضيق مسموع ثم دلف بصمت، لينظر الي الطعام لثواني ثم احضر وكشف غطاء الطعام ليجد كل ماتشتهيه النفس من "بط وفراخ ومكرونة بشاميل ورقاق" نظر بإعجاب ثم وضع عينة من كل صنف في الطبق الذي احضره بإستثناء البط فهو يعلم انها لاتحب أكله، وضع شوكة ومعلقة ثم صعد للأعلى لها...
كانت تأخذ وضع الجنين فقد زادة حالتها سوء بعدما رأت تلك المشهد..إنتفخت عينها من كثرة البكاء فهي لاتكف ولاتمل سمعت صوت المفتاح فتصنعت النوم سريعاً هاربه من مواجهته.. دلف وهو يحمل طبق الطعام ويحمل الدمية التى إخذتها معها عند نضال فقد جلبها لها، راها متسطحة بهذا الشكل فرق قلبه عليها، فهي كما تركها بالملاءة تنهد بحزن ووضع الطبق علي الكومود وجلس هو علي ركبتيه بجوار الفرأش ووضع الدمية بجوارها وهو يبتسم واقترب هامساً وهو يملس على شعرها :-
-آآ رقية!! ح آآحبيبي!!..
إخترقت أذنها كلمة "حبيبي" وودت أن تفتح عينها وتصرخ بوجه اي حب هذا!!!
فتحت عينها ببطء لتسقط الدمعتين المحجوزتين في عينها علي وجنتيها، إعتدلت وهي تدمع بعينها المنتفخة الحمراء حتي الملاءة طبع الدموع عليها.. أشاحت بوجهها بعيداً ليتحدث بجدية وهو يشير للطعام بعدما قست تعابير وجهه:-
-كُلي يله بقاا!!..
لم تجيبه بل كانت تدمع بصمت..
عاد الي حالة الجمود ونهض قائل :-
-الأكل اهو موجود لما الجوع يقرصك هتاكلي..
ثم وقف أمام الفرأش ليخلع سترته ويلقيها علي الفرأش ثم يفك اساور قميصه فدق قلبها بهلع فظنت انه سيقوم بفعلته للمرة الثالثة فتراجعت علي الفرأش وسحبت عليها اللحاف وهي تهز رأسها بنفي ودموعها تسيل بغزارة قائلة بإنين منخفض :-
-ا آآ لا لا لا..
سمع إنينها ليستدير بملامح جامدة ليجدها علي تلك الحالة، كما يؤلمه قلبه عليها ولكن هو بدأ مشوار وعليه بأكماله، فابتسم بخبث قائل :-
-ايه انتي اخدتي على الموضوع ولا أيه!!..
ثم نظر أمامه قائل بجمود :-
-متخافيش مش كل شوية مش هلمسك!!!
أنهى جملته وتابع خلع ملابسه، وبينما هي في حالة الهلع لمحت دميتها فقطبت مابين حاجبيها بتعجب وهي تزحف لتلتقطها وزعت نظرها وبين الدمية وبينه لتلاحظ أثر اللكمة في وجهه، تباً فقد ذهب إلى نضال كما قال لها، وجدت نفسها تقسي ملامحها وتلقي الدمية بعنف وهي تبكي بقوة..
رمقها بغضب ليقترب منها ويصيح بها :-
-بطلي عيااااااط!!
رفضت الصمت وتعالي صوت بكائها فقررت أن تعاقبه مثلما يعاقبها، فإنسابت العبرات بشدة ثم راحت في سبات عميق ..
-بعد مرور يومين شحب لونها واصبح مائل للاصفرار كما فقدت بعض من وزنها بسبب قلة تناول الطعام، لاحظ هو التغير البادي عليها فإقترب منها قائل بنبرة قلقة رغم قسوتها :-
-ماآآلك ؟!!..
نظرت له بإعياء فجلس بجوارها علي الفراش وقد تمكن القلق منه، لم تتحمل ألم معدتها شعور بالغثيان يروادها كل ثانية، قاومت كثيرا ولكن لم تنجح، وبينما هو بجواره تفاجئت بنفسها تتقيئ لتفرغ مافي معدتها ، وليتها لم تفعل ذلك!! فقد تقيأت دون قصد على بنطال جاسم، فتسبب فأتساخ الأطراف الأخيرة، إرتجفت بشكل ملحوظ عندما رأت الغضب ينبعث من عينها، فظهر عليها الهلع وهي تلتقط المناشف الورقية وانحنت لتنطف بنطاله قبل أن يعاقبها فقد أصبح العقاب هوايته الفترة الأخيرة، وقبل إن تبدأ كانت يده ترفعها من الإرضية بقوة، نظرت له برهبة قائلة بنبرة مذعورة متقطعة :-
-ه هنضفه، آإ هنضفه والله آآ كان غصب عني!!..
عندما وجد الخوف بادي عليها بهذا الشكل لعن نفسه الف مرة ودون وعي لم يشعر بنفسه الا وهو يجذبها داخل أحضانها ويربت علي ظهرها بحنان فقد اشتاق العاشق فطبع الحنية غلبت طابع القسوة ، بكت بشدة وهي في احضانه شهقت بقوة ثم تحدثت من بين شهقاتها وهي تبتلع ريقها قائلة :-
-فاكر آآ لما جيت عشان تحميني من اخوك، دلوقتي انا آآ بقولك أحميني آإ منك!!..
ثم ردد بنبرة باكية :-
-آآ أحميني آآ منك!!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#30

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والعشرون.. الجزء الثاني
-في الشرفة..
القي بجسده علي المقعد بتهالك وهو يردد ويهمس لنفسه جملتها الإخيرة :-
-أحميني منك!!!..
لهذا الدرجة أصبحت تهابه.. لهذا الدرجة قسى عليها.. مالذي دفعه لذلك لايعلم..ولايعلم أيضاً هل يفرح بنتيجة قسوته أمايحزن لخوف حبيبتها وكأنه بين نارين..
*أما هي أنهكت نفسها من البكاء، شعرت بإنها إذا سقطت منها دمعة واحدة مرة أخرى لإصيبت بالعمى فيكفي الخطوط الدموية التي ُرسمت في سحابة عينها ..
................
عادت إلي الوحدة مرة أخري.. عادت إلى منزلها لتحبس نفسها بين أربع جدران باردة مثلها مثل مشروبها البارد الذي بجوارها وهي جالسه علي مقعدها شارد في حياتها في المصحة تبدو لها أكثر حرية.. فقد رحلت حيويتها أو وربما تركتها في المصحة وودعتها مثلما ودعت حازم.. حازم ذالك الحبيب الصديق الذي نست معه كل مامرت به، وبكل أسف خرجت لتستعيد ذكرياتها مرة أخرى..
أطلقت تنهيدة حارة من صميم قلبها وهي تعيد خصلات شعرها للخلف.. فهذا الحين دلفت والدتها وهي في كامل أناقتها ورمقتها بجمود قائلة :-
-ايه مش هتطلعي تسلمي علينا قبل مانسافر!!..
أستدارت لها لترمقها بتهكم ثم نظرت أمامها مرة أخري قائلة :-
- مع السلامة..
عقدت والدتها حاجببها قائلة بتعحب :-
-أنتي بتعاقبينا علي أيه عايزة أعرف!! هو من حق مين اللي يعاقب مين!!..
نهضت عهد قائلة بنبرة بها بعض من الحزن:-
-اعاقبكم ؟! هو انا ينفع اعاقبكم أو حتي اعاتبكم!! ..
والدتها بحده :-
-انتى تحمدي ربنا إن إحنا عدينا عملتك المهببه دي!!..
صرخت عهد قائلة وهي تجاهد لمنع دموعها :-
-كان غصب عني!!.. واهو اتعالجت وبقيت كويسه كمان!! وبدل مانتي بتحكميني حكمي نفسك انتي وبابا انتو اللي سايبني في بلد وانتو في بلد تانية!!
والدتها بنزق :-
-عرضنا عليكي كتير تيجي تعيشي معانا وكنتِ بترفضي!!
عهد بتهكم :-
-لا بجد كتر خيركم!! ومكلفتوش خاطركم وجيتوا عيشتوا معايا ليه؟! ولا حتي انتي ماجتيش تعيشي معايا وتقومي بدورك كأم ليه !!
ظهر الارتباك علي وجه والدتها وهي تقول :-
-مانتي عارفة إني ماضيه شرط جزائي وماينفعش ارجع غير لما الفترة المحددة تخلص!!..
عهد وقد إلتوي فمها ساخراً :-
-قصدك مش عايزة تسيبي بابا لوحده، احسن واحدة تلف عليه ولاحاجة..
والدتها بلهجة غاضبة :-
-عهد احترمي نفسك وراعي إنك بتتكلمي معايا!!
زفرت بصوت مسموع، وبكل ذرات البرود اقتربت من والدتها وقبلت وجنتيها قائلة بنبرة خالية من أي مشاعر مع إبتسامة باردة :-
-توصلي بالسلامه ياماما!!..
ثم سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة لتتجه نحو وتمد يده لتتناوله من علي الفرأش وتفتح نص الرسالة لترتسم الإبتسامة على ثغرها سريعاً وهي تقرأ بخفوت "عهد أنا حازم.. وحشتيني أوي حاسس إن ناقص نصي التاني وانا هناا..طمنيني عليكي كويسه، اوعي تكوني رجعتي السم ده تاني.. بالله عليكى اوعي تقلقيني عليكي أو تقلقي آآ قلبي.. عايزة اقولك اني احتمال أخرج قريب دكتور رمزي قالي كده كنت عاوز اعملها مفاجأة لكن عاوزك تستعدي للقائي هخرج ياعهد وهنبقا مع بعض علي طول.. هخرج عشان أنتكس معاكي، هتبقي أحلي هيروين هيدخل جسمي.. بحبك "
دق قلبها بعنف و كاد أن يسقط الهاتف من يدها من فرط السعادة.. دقات قلبها أصبحت كالطبول التي تسمع ظنت أن والدتها الواقفة خلفها أستمعت صوت دقات قلبها فإلتفت ببطء وحذر لتنكس رأسها بتهكم وإستهزاء فالذي تبقي من والدتها هو... سراب..
..................
-في المصحة..
بسط حازم يده بالهاتف للطبيب المعالج "رمزي" قائل بإمتنان :-
-متشكر أوووي يادكتور رمزي!!
إلتقط الهاتف قائل بمرح :-
-أنا وتليفوني في الخدمة!!..
أبتسم حازم ثم تسائل بحذر :-
-هو أنا فعلاً ممكن آآ أخرج قريب!!..
أومأ الطبيب "رمزي" برأسه قائل بجدية :-
-بأذن الله مفيش أي حاجة تستدعي أنك تفضل هناا، وكمان الدراسة قربت وأنا عرفت برغبتك إنك مش عاوز السنة تروح عليك..
وعندما ذكر الدراسة جاءت لرأسه دكتورته الجامعية الخاصة "رقية" فتنهد قائل :-
-ه آآ هو جاسم مش بيجي ليا ليه؟!!..
الطبيب رامزي بإبتسامة :-
-تصدق أخوك ده خلاني اتمني يكون ليا اخ.. ده علي طول عالتليفون بيطمن عليك ومتابع نتايج علاجك أول بأول كمان وبقاله فتره بيبعت موظفين عنده يطمنوا عليك ..
لم يكن يحتاج إلي هذا الحديث ليعلم مامدي حب شقيقه وإهتمامه به...
الطبيب بجدية وهو يمد يده بالهاتف :-
-تحب اطلبهولك؟!..
هز رأسه بالنفي قائل بإبتسامة :-
-مفيش داعي يادكتور!!.
..................................
-في المزرعة
راقبها وهو جالس في الشرفة يرتشف قهوته وهي تضغط بأناملها علي جانبي دماغها تشعر بنوبة صداع تكاد تدمر جمجمتها بجانب ألم معدتها، والآلام متفرقة في جسدها، ذبلت جفينها وأصبحت تُغلق لا إرادياً وكأنها سوف تذهب في سبات عميق، جاهدت لتنهض كانت ستقع ولكنها تمسكت بالفرأش جيداً وجرجرت قدمها وهي تتمسك بالملاءة التي قاربت علي السقوط من جسدها نحو المرحاض.. لتدلف وتغلق الباب خلفها وترفع يدها عن الملاءة وتعطيها الحرية في السقوط..
جلست علي طرف المغطس بعدما مدت يدها لتفتح صنبور المياه لعل المياه تزيح الألم من جسدها..
-في الشرفة..
نهض مباشرة بعدما دلفت للمرحاض وسار بجمود ليقف خلف باب المرحاض،وزفر بإرتياح بعدما سمع صوت الماء فكر قليلاً ليتذكر انها ليست بحوذتها ثياب ترتديها سوا الملاءة فقد أخفي حقيبة ثيابها في غرفة من الغرفة.. وسريعاً وجد نفسه يتحرك لتلك الغرفة...
وعندما دلف للغرفة جذب الحقيبة ليضعها علي الفرأش وفتح سحابها ليعبث بثيابها الموجودة بالداخل، فكانت عبارة عن ثياب منزلية فضفاضة وعباءت أيضاً ، لوى فمه بتهكم قائل :-
-عبايات وجلابيب رايحه الحج دي ولا أيه؟!.
ثم تابع تفتيشه حتي لمح منامة قطنية ذات اكمام رفيعة ومنحدره من المنطقة العلوية ابتسم بخبث وهو يلتقطها سريعاً فقد وجد مبتغاه ثوب نصف مثير ترتديه له، فهو يمني نفسه باليلة
دافئة معها حتى يعكس حديث الطبيبة بإنها سوف تكره العلاقة معه فيما بعد..
وضع الثياب بموضعها وخرج سريعاً، ودلف غرفتهما ليجدها لم تخرج بعد، جلس علي الفرأش ووضع المنامة بجواره وهو يترقب خروجها مرت ساعة من الوقت وتليها دقائق والدقائق تأتي بعدها نصف ساعة قاربت علي الساعتين وهي في المرحاض، لم يستطع مقاومة شعور القلق أكثر من ذالك فنهض وطرق علي الباب قائل :-
-رقية.. رقية!!
لم يتلقى إجابه منها، فطرق بقوة قائل بنبرة قلقه :-
-رقية إفتحي!!
عدم الإجابة تلقاها مرة أخري.. تصارعت الأفكار في رأسه فهي كان يظهر عليها الأعياء الشديد ولم يهتم بأمرها، وفكرة ثانية خطرت بباله إنها تتعمد عدن الرد عليه..
فصاح بغضب وقوة من خلف الباب:-
-رقية لو مفتحتيش أنا هكسر الباب .. رقية آآرقية!!..
صمت صمت صمت تااااام..
يتبع...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#31

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس والعشرون.."عودة الصديقة الغائبة.. تمارا النجدي"
إبتعد عن الباب مسافة لابأس بها ثم دفع الباب بجسده مرة واثنان حتى إنفتح ودلف بهلع للداخل ليجدها ممددة بداخل المغطس وتسند رأسها علي حافة المغطس وعبراتها الحارة تسقط في ماء المغطس وكإنها مغيبة عن الواقع.. اقترب من المغطس بذهول وهو يردد :-
-رقية!!..
ثم جثي علي ركبتيه بجوار المغطس وعدل من وضعية رأسها جيداً وهو يتحدث بقلق بالغ :-
_مالك كده فيكِ أيه؟!..
نظرت له نظرة باهتة حاولت أن تنطق ولكن واجهت عجز في ذالك كما واجهت عجز في الحركة... فتحدث على عجالة :-
-طب انتي سامعاني!!
أومإت برأسها إيجاباً ببطء للغاية فساعدها علي الاعتدال وجذب منشفة قطنية كبيرة الحجم ليحيط بجسده كاملاً ، شعر بها تجاهد لتدفعه تشنجت ملامحها عندما اقتربب منها هكذا.. هل كلام الطبيبة صحيح هل خلق حاجز بينهما!! .. لف جسدها بعناية فحاوط خصرها بيده ووضع يده الأخرى أسفل ركبتيها ليحملها بحذر ويخرج بها من المرحاض..
وضعها علي الفرأش لترتخي رأسها علي الوسادة وتغلق جفينها مستسلمة لنوبة الإرهاق التي غزت جسدها، اعتدل في وقفته ووضع يده في جيب بنطاله الرياض ليخرج هاتفه ويهاتف موظفه في المزرعة قائل بلهجة أمر جامدة :-
-في دقيقة تجبلي الدكتورة هناا.. متسألش أخلص!!..
ثم القي الهاتف علي الكومود بدون أكتراث، وجلس بجوارها ليضع يده علي جبهتها يتحسس درجة حرارتها ليجدها باردة.. تنهد بصوت مسموع فهي منذ أن تقيأت علي بنطاله وهي مريضة، ولكنه تجاهل الأمر دون قصد منه، نظر لتلك المنشفة التي تغطي جسدها بعدم رضا، فجذب منامتها القطنية واقترب منها بشده ليحل المنشفة عن جسدها ولكنه تفاجئ بها تفتح عينها بهلع وهي تزيح يده، فحاول أن يطمنها قائل بجدية :-
-متخافيش مش هعملك حاجة!! هساعدك تلبسي هدومك..
هزت رأسها بالنفي وهي تتمسك بالمنشفة جيداً، رمقها بجمود ثم القي منامتها بغضب.. حضرت الطبيبة فنهض ليترك لها المجال لتجلس علي الفرأش وتقوم بفحصها، لاحظت تلك الكتل والخدوش في جسدها فتبدو لها إنها تعرضت لإغتصاب فرمقت جاسم بشك ليستقبل النظرة بملامح جامدة، ولاحظت أيضاً أن رقية تتحرك بجسدها وكأنها تريد تغطيته وقد ظهر عليها الرفض الكامل وهي تزيح يد الطبيبة بأعياء وتتمسك بمنشفتها عندما حاولت الطبيبة تضع سماعتها، بدا الشك يكثر بداخلها فوجهت حديثها لجاسم بجمود :-
-ممكن تفضل بره!!..
جاسم بنبرة شبه غاضبة :-
-أطلع بره!! دي تبقا مراتي..
نظرت لكدمات جسد رقية قائلة بتهكم :-
-ماهو واضح جداً إنها مراتك..
أحتدت ملامحه أكثر وهو يقترب منها قائل بتحذير :-
-ياريت تشوفي شغلك اللي انتي جايه عشانه!!..
هي بجمود :-
-اشوف شغلي ازاي دي رافضة انى اكشف عليها اصلاً، أنت مش شايف قدامك، وده يمكن عشان انت موجود فياريت تتفضل..
نظرة لها نظرة غاضبة وقد كور قبضة يده وغادر الغرفة.. لتزفر بأرتياح وهي تتابع محاولاتها مع رقية والتي استجابت قليلاً بعدما وجدته غادر، لم تجد لديها أي مرض عضوي بإستثناء ضغطها المنخفض الذي سبب لها نوبة الصداع وقلة الغذاء التي سببت لها ضعف ولكن مايتعبها حقاً ألم نفسي ، أنهت الكشف عليها وتبسمت لها وهي تضع عليها الغطاء ثم تأخذ حقيبتها العملية وتنهض وكثير من الشكوك جاءت برأسها فهل تزوج من هذه لتصبح وسيلة لتنفيذ رغباته فقد ظنت إنه سادي، عندما وجدت حالة رقية بهذه الشكل يتلذذ بوجعها وضعفها وربما هو الذي يمنع عن طعام ويتركها عارية بهذا الشكل بل يغلق عليها!! تراكمت الأسئلة في ذهنها ثم وقفت أمامه ومدت يدها بورقة قائلة بلهجة جادة :-
-ضغطها واطي وشكلها مش بتاكل، أنا كتبتلها علي محاليل وفيتامينات لازم تاخدهم..
خطف منها الورقة بغضب ثم قائل بجمود :-
-متشكرين!!.
زفرت بضيق قائلة بنبرة متهكمة :-
-ياريت تروح تعالج نفسك، وده مش عشانك ده عشان الغلبانه اللي جوه دي، كفايه اللي هي فيه مش ناقصك تتطلع عليها مرضك.. سبها واتجوزلك أي واحدة عاهرة ترضي تعمل اللي إنت عاوزه ده ومتخافش هتلاقي بفلوسك النوع ده كتير أوي..
رفع جاسم حاجبيه ثم نظر خلفه ليتأكد أنها توجه الحديث له قائل بنزق :-
-هو الكلام ده ليااا أناا!!..
جاوبته بإنفعال :-
-ايوة أنت كل حاجة كشفت وظهرت إنك واحد سادي!!..
نطق الكلمة بصدمة ممزوجة بسخرية :-
-سادي!!..
تقدر تنكر كده!! تقدر تقولي إنت ليه كنت قافل الأوضة عليها!! وسايبها كده من غير هدوم!! اهاا..
رمقها جاسم مطولاً ثم عبث في خصلات شعره ثم شاور لها بأن تقترب ليهمس بغل وغضب وهو يجز علي أسنانه :-
-ورحمة أبويا لو مختفيتي من وشي في ظرف ثواني لهندمك علي اليوم اللي فكرتي فيه تلبسي بالطو وهفرجك السادية شكلها ازاي!!.
ثم صاح فجأة :-
-أاااااامشيييي..
أرتعش جسدها ودب الخوف في أوصالها لتفر سريعاً وترحل..
وقف مع نفسه مذهولاً ومصدوماً من الذي سمعه وضرب كفاً علي كف ساخراً :-
-مره مغتصب ومره سادي المره الجايه هكون أيه بقاا!!..
ثم نظر للورقة التي في يده، وأعطاها لأحد من العمال ليقوم بجلب الدواء المراد..
..........................
-في البناية..
كان فاطمة تشتعل غيظاً عندما علمت من "جيهان" أن جاسم أخذ رقية فجلست بجوار زوجها قائلة بسخط :-
-ياراجل إتصل بالجدع ده وشوفوا راح بالبت فين!! احسن يكون موتها ولاعمل فيها حاجة!!..
كان راضي علي العكس فشعر بالإرتياح عندما علم أن إبنته مع زوجها ، رغم شعوره بالخجل لأنه اخفي ذالك عليه ولكن سوف يشرح له كل شيء عندما يقابله..
فاطمة وهي ترمقه بتهكم:-
-ياراجل هو أنا بادن في مالطه ولا بكلم في نفسي رد عليا!!.
زفر بضيق قائل :-
_أنا كلمته يافاطمة وقالي أن البت معاه وبعدين محدش يقدر يتكلم معاه دي مراته يعمل فيها اللي هو عاوزة!!..
ضربت فاطمة علي صدرها بقوة قائلة :-
-أخس عليك ياراضي، عاوزنا نسيب البت كده!!..
راضي بنفاذ صبر :-
-صبرني يااارب!!..
....................
-في منزل رباب..
جلست تطعم صغيرها علبة" الزبادي" علي الاريكة وهي تلهو معه،فتحدث زوجها محمد النائم علي الإريكة بجوارها فمنذ أن تعطل "التاكسى" الخاص به وأصبح دائما جالس في البيت :-
-قوليلي يارباب هو جوز أختك ده ماينفعش يدينا قرشين كده نمشي حالنا بيهم لحد مالعربية تتصلح..
توقفت عن إطعام صغيرها وهي تتنهد بصوت مسموع وإستدارت له قائلة بضيق :-
-حتي لو ينفع يامحمد انا هتكسف اطلب منهم حاجة زي دي...
محمد بتهكم :_
_يابت تتكسفي أيه ده أنا سامع إن جوز اختك ده معاه ملايين!! وبعدين ده واجب اختك عليكي بدل ماهي اتجوزت كده ولاسألت فيكي انتي وعيالك مش المفروض كانت تفتكرك بحاجة انتي ولا العيال بدل ماهي متمرمغة في العز لوحدها..
رباب بنزق :-
-وهي تفتكر العيال ليه!! تكونش أبوهم ولاحاجة هي مش ملزمه منهم أصلا...
ثم تابعت بنبرة حزينة:-
-ده كفايه اللي هي فيه دي كانت خلاص هتطلقك، وأنا مكنتش معاها في ظروفها دي منه لله اللي كان السبب!!
قالت له ذالك وهي تنظر له نظرات ذات مغزى..
لم يتأثر بذلك فأشاح بوجه قائل :-
- طول عمرك وش فقر!!..
خرج طفلها الثاني من الغرفة وهو ينظر لفارغ الزبادي قائل :-
-أنا جعان!!..
ملست علي شعره بحنان قائل :-
-حاضر ياحبيبي هقوم أعمل أكل دلوقتي!!..
ثم نظرت لزوجها قائلة بجدية :-
-محمد قوم انزل هاتلنا جبنة وبيض وعيش عشان العيال تتغدا!!..
محمد بنبرة ساخرة :-
-منين إن شاء الله مانتي شايفاني مبلط جمبك في الخط، ده كل اللي في جيبي عشرة جنيه هقعد بيهم علي القهوة بالليل قومي اعمليلهم أي حاجة ...
التوي فمها ساخراً :-
-اعملهم أيه دي التلاجة فاضية آخر حاجة كانت فيها علبه الزبادي اللي أكلها إبنك!!..
فتابع بدون أكتراث وهو يلوح بيده :-
-طب خديهم وروحي عند امي ولا أمك وهما اكيد هيشبطوا فيكم عشان تتغدوا..
اتسعت عينها بصدمة وهي تسمع رده مكرره :-
-أمي ولاأمك!!..
كان الصغير علي وشك البكاء وهو يجذب عباءتها قائل :-
-أنا جعان بقاا..
تنهدت بقلة حيلة وهي تضع يدها علي إذنها لتلمس القرط الذهبي ففكرت في شئ ما قائلة بخفوت :-
-حاضر ياحبيبي هننزل نجيب أكل!!..
.................
-في المزرعة...
في وقت الغروب،كان يعتلي فرسه ويتجول به هنا وهناك أحياناً يسرع للغاية وأحياناً يبطئ وكأنه في صراع داخل نفسه، انتهي من جولته ليعيد فرسه إلي الأسطبل، هبط من فوق ظهر الفرس ليستلمه السائس منه، وقبل أن يغادر لاحظ وجود الطبيب البيطري بالداخل وقبل أن يسأل جاءته الإجابه من السائس سريعا :-
-الدكتور هنا عشان الفرسه رقية، ضعيفة كده من ساعة ماتولدت وهي رافضة الإكل..
تمتم بين نفسها بحزن :-
-زعلانه عشان خاطر صاحبتها زعلانه!!
السائس بتعجب :-
-بتقول حاجة يابيه!!
فاق جاسم لنفسه وربت علي كتف السائس قائل :-
-مفيش حاجة دخل انت جاسر بس..
السائس بطاعة :-
-أومرك ياجاسم بيه!!..
-أخذت دوائها وتناولت بعض اللقيمات، وترك لها الحرية في الغرفة وخرج في جولة مع "جاسر" وبعدها خلدت للنوم من تأثير الدواء، فأستيقظت والشمس راحلة إعتدلت وهي تصدر إنين منخفض ثم نزعت إبرة المحلول من يدها ونهصت بإعياء فلاحظت إن جسدها محاط بالمناشف، فزفرت بملل ثم نظرت بتفكير وهي تنظر نحو الخزانة ثم أقتنعت بالفكرة وسارت نحوها، فتحت الخزانة لتجد مجموعة من قمصان جاسم المنظمة فعضت علي شفتيها بحرج وهي تتفحصهم واحد تلو الاخر لتمسك يدها قميص ابيض اللون قصير نوعاً ما.. جذبته سريعاً من علقته
والقتها بداخل الخزانة... ثم حلت المناشف من علي جسدها لترتدي القميص الذي يصل إلى ماقبل ركبتيها .. وبينما هي تغلق أزراره فوجئت بالباب ينفتح ويدلف منه جاسم، تلعثمت وأصابها الحرج الشديد ولم تنتبه أنها أغلقت الأزرار بالخطأ.. وقف لبرهة يتأملها وهي تضع رأسها في الأرض وتحاول أن تخفي ساقيها.. وبينما هي ترفع رأسها بحذر لاحت في ذاكرتهما موقف مشابه لذلك وكأن التاريخ يعيد نفسه..
-فلاش باك...
في منزلهما أول حياتهم الزوجية، كان هو بالخرج يشاهد المباراة الرياضية عبر التلفاز، وهي بالداخل خرجت اللتو من المرحاض وتستر جسدها بمنشفة صغيرة وقفت أمام حقيبتها الذي جلبها أفراد الأمن من الجراج.. وفتحتها لتجد شئ مناسب لكي ترتديه أمامه دون حرج فكلها ثياب تكشف أكثر ماتستر وهما حتى لأن لم يقتربا من بعضهما كما وعدها جاسمها فزفرت بضيق وأغلقت الحقيبة، لتنطر الي الخزانة وقد لمعت فكرة في ذهنها فأطمئنت أن الباب مغلق، وسارت للخزانة لتختار قميص منه فأنتشلت واحداً وارتدائته سريعاً وبينما هي تغلق الزرار الإخير فُتح الباب علي غفلة ليدلف جاسم قائل بتسائل :-
-رقية ماشوفتي----
قطع حديثه عندما رأها بهذا الشكل، اما هي تمنت أن الإرض تنفتح وتبتلعها الإن فقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل، سار نحوها ببطء وهو يبتسم بتسليية حتي حاصرها عند الخزانة قائل :-
-مش المفروض اللي بياخد حاجة يستأذن!!
أرتبكت قائلة :-
-ما أنا كنت آآهقولهلك!!..
جاسم وهو يرمقها بتسليية :-
-والله تقوليلي بعد مالبستيه!! وبعدين أفرضي أنا قولت لااا..
صمتت وهي تفرك كفيها ببعضهما، فتابع بجدية :-
-ردي عليا أفرضي ماوافقتش..
رفعت عينها قائلة بخفوت وحرج ونبره شبه حزينه :-
-كنت هقلعه!!!
أبتسم بقوة قائل بفرح :-
-حلو اووي اقلعه دي يله بقاا!!..
نظرت له بعدم فهم فتابع بخبث :-
-أيه مالك!! أنا مش موافق وعاوز قميصي بقاا يله أقلعي زي ماقولتي!!..
إبتلعت ريقها قائلة بحرج :-
-طب أطلع وأنا هقلعه!!..
جاسم بإصرار واضح في نبرته :-
-اخد حاجتي في أيدي معلش!!..
ثم تابع بجدية مصطنعة :-
-وبعدين القميص مكوي عشان البسه وأنا رايح الشركة!!..
ثم إقترب منها ليحل ازراه قائل علي عجالة :-
-يله بقا قبل مايتكرمش!!
إبتلعت ريقها مرة أخرى وعينها تترجاه أن يتركه لها قائلة :-
-ما أنت عندك كتير في الدولاب !! آآ سيبني إلبس ده بقاا..
هز رأسه بالنفي قائل بإصرار واضح في نبرته :-
-لا ماليش دعوة أنا عاوزة قميصي اللي انتي لبساه ده،إقلعيه!!
عضت علي شفتيها بحرج، فوجدت انامله تمددت لتفتح ازار القميص إزاحته سريعاً قائلة بنزق:-
-حبكت يعني تلبس ده النهاردة!!..
جاسم وهو يتصنع البرود :-
-مزاجي كده!! انا حر مش هدومي،وبعدين القميص ده بيبقا حلو عليا...
تملك الغيط منها فقالت بإندفاع :-
- كل هدومك بتبقا حلوه فيك، بطل بقاا..
لم تنتبه إنها تغزلت به دون قصد، أما هو إبتسم بخبث علي حديثها ، وأراد أن يتغزل بها ولكنه بطريق مباشرة فقال وهو يحدق بجسدها الذي لايستره سوا قميصه الذي يصل الي ماقبل ركبتيها، وساقيها العاريتين التي تضمهما معاً وتفرك قدميها بعضهما فعض على شفتيه برغبة:-
- إلا القميص ده بيخليني سكر، بيخليني عسل كده، يالهوي عليا وأنا لبسه !!!..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأشاحت وجهها سريعاً، لتتسع عينها بصدمة وهي تشعر بأنفاسه قريبة منها قائل بنبرة جادة ويده تعبث في القميص :-
-حيث كده بقاا لازم أخد حاجتي بنفسي!!!..
فاستدارت له وهي تتمسك جيداً به قائل برجاء :-
-طب خلاص اعتبره سلف النهاردة !!..
فكر قليلاً قائل بنصف عين :-
-أمممم وهترجعيه!!!..
هزت رأسها سريعاً بالإيجاب، ليتنهد بعمق قائل أخيراً :-
-ماشي موافق بس بشرط...
وقبل أن تظهر الإبتسامة على ثغرها أختفت فتابع بنبرة لئيمة :-
-هترجعيلي معاه حاجة تانية!!..
قطبت مابين حاجبيها بتعجب :-
-آآ حاجة إيه دي أنا ماخدتش حاجة تانية..
إنهت جملتها لتتفإجي به ينحني ليلتقط شفتيها ويقبلهما بحب وهو يزيح خصلات شعرها المبتله وراء ظهرها، إبتعد عن شفتيها ببطء وابتسم قائل بصوت أقرب للهمس :-
-إنتي كده مديونه لياا بالقميص والبوسه ،يعني ترجعيهم مع بعض..
ثم تابع بمرح :-
-وياريت البوسه تبقي قبل القميص!!
ثم تعالت ضحكاته علي هيئتها المصدومة وغادر الغرفة...
بااااك...
أطلق تنهيدة عميقة من صميم قلبه، أما هي رمشت بعينها عدة مرات بعد تجمعت العبرات في مقلتيها، نظر للكومود فوجدها تناولت من الطعام ومن العصير الطازج واخذت أقراص من دوائها فأوما رأسه بإعجاب قائل بجدية :-
-كويس إنك أكلتي واخدتي العلاج!!..
ثم سار نحوها قائل :-
-بس قومتي ليه من السرير أنتي لسه تعبانه!!..
وقفت أمام المرأة لتمشط شعرها بهدوء تام، فرأي أنعكساس صورتها في المرأة ورأي الخطأ الموجود في غلق أزرار القميص فسار ليقف خلفها ويمد أنامله من الخلف وهو يسند برأسه علي كتفها، ألقت الفرشاة سريعاً وحاولت التملص منه ولكنه حاوط خصرها بيده قائل بلهجة أمر :-
-أششش أهدي!!..
لم تسكت حركتها وهي تتشنج بينما هدأت قليلاً وهو يغلق لها الأزرار جيداً، تعمد أن يستغرق وقت حتى يكون بجوارها لهذا الحد دون عنف أومقاومة، وتبدو إنها نست كل شئ وقررت الإستمتاع بقربه فأبعد أنامله وابعد شعرها للناحية الإخري ليجد شفتيه تتجول علي عنقها، أغمضت عينها بإستسلام وإستمتع وفجإة فاقت لنفسها لتبعد منه سريعاً وهي تحتضن نفسها وتهز رإسها برفض تااام، ثم صاحت بقوة :-
-أنا لسه مانسيتش اللي عملته فيااا!!!..
مسح علي شعره بضيق وصدره يعلي ويهبط بعنف لايعرف لماذا فعل هكذا فهل اشتاق لها لهذه الدرجة...
ثم تابعت بنبرة باكية :-
- جرحك لسه معلم وملمش، وياتري هتعتبر أن القميص سلف ومعاه بوسة في رقبتي كمان، وياتري هتستني إني اردلك دينك ولا هتربطني أنت في السرير وتاخده بنفسك هاااا!!!
حاول أن يسيطر على إنفعالاته ويقدر حالتها الصحية فأكتفي بنظرة جامدة وأستدار قائل بلهجة أمر :-
-جهزي نفسك بكره راجعين القاهرة!!!..
تحدثت بتهكم من بين دموعها :-
-أجهز نفسي يعني ألبس الملايه!!..
غادر الغرفة بهدوء ليعود مرة أخري وهو يحمل حقيبة ثيابها ويلقيها علي الفرأش بدون أكتراث... وزعت نظرها بين الحقيبة وبينه بهدوء لتقترب منها وتفتح سحاب الحقيبة، فلاحظ هو منامتها الملقاة بجوار الفراش فسار بهدوء وجبلها ليضعها أمامها علي الحقيبة.. أمسكتها بيدها وضحكت بتهكم وهي تنظر له قائلة :-
-تحب إلبسهالك!! ولا هتقطعها زي هدومي التانية!!.
لم يعد يحتمل أكثر من ذالك فقبض علي ذراعها بقوة قائل بحده :-
-اقسم بالله يارقية أنتي مش عارفة أنا مانع نفسي منك إزاي، أنا بحاول قد ما أقدر إن أمتص غضبي عشان مضركيش فبلاش تستفزيني!!..
ثم ازاحها بقوة وخرج..... وطوال الليل لم تستطع أن تغمض جفن تبكي وترى أحلام مزعجة وتنتفس بقوة، كان مستيقظ يشعر بها ويسمع بكائها ويشاء القدر أن التيار الكهربائي ينقطع لتتوقف عن البكاء وتنظر حولها برعب فلم ترى شئ في هذا السواد الحالك، أرادت أن توقظه ولاتعلم انه مستيقظ بالفعل ولكنها جاهدت حتي تتخلص من حالة الفزغ فلم تنجح وتعالي بكائها، فرق قلبه لها وإستدار لها وهو يمد ذراعه ليجذبها بقوة لترتطم في صدره ويحيطها بيده لتبقى في احضانه لم تصدر منها اي علامة رفض بل إنها راحت في سبات عميق بين أضلاعه...
...........................
-في الصباح موعد مع يوم جديد، تحركت السيارة بهما متجهه إلي القاهرة.. وعندما وصلا القاهرة توقفت سيارته عند إحدى الفنادق قائل بأمر :-
-يله أنزلي!!..
نظرت له بتعجب قائلة :-
-هنعمل أيه هناا!!..
نظر أمامه وهو يجيبها بهدوء :-
-هنتغدا اكيد جوعتي من الطريق وكمان عشان تاخدي الدوا بتاعك ..
هزت رأسها برفض قائلة بخفوت :-
-لا أنا مش جعانة انا ب آآآآ...
قاطعها بصرامة :-
-أنا مش باخد رأيك على فكرة!! أنا بأمرك!! ولما اقولك إنزلي يبقي تنزلي...
ثم رمقها بحده :-
-إنزلي!!..
إبتلعت ريقها وهي تمد يدها لتفتح باب السيارة وتهبط كما فعل هو...
-في الداخل...
دخل بها مكان فخم ليس مزدحم يبدو عليه الهدوء والنظام وعندما لاحظت الناس تبدأ تنظر إليها وضعت رإسها في الأرض وسارت معه سريعاً فوقف فجأة لينظر لها وبدون مقدمات وضع يده في يدها وكأنه يحدثها "أنا معاكي".. فوزعت نظره بينه وبين يده ثم نظرت في إتجاه معين لتهتف بسعادة عندما رأت شخص :-
-سارة!!!...
ثم تركت يده وسارت لتركض سريعا وتلقي نفسها في أحضان رفيقتها الغالية الغائبة.. إحتضنتها سارة بشوق قائلة :-
-وحشتيني اووي ياروكاا!!!..
رقية بإشتياق :-
-وانتي كمان اووي وحشتيني جدا!!..
لاحظ جاسم ان الموقف لايسمح بوجوده فأقترب قائل بأبتسامة :-
-اسيبكم بقاا تشبعوا من بعض براحتكم، لازم اروح الشركة حالا...
سارة بامتنان :-
-بجد مش عارفة اشكرك ازاي علي المقابلة دي، ده أنا يدوبك نظرت من الطيارة لاقيت مكالمتك..
راقبتهما بذهول فهو المخطط لذلك وليس صدفة!!
جاسم بجدية وهو ينظر لرقية :-
-مفيش داعي للشكر كنت حاسس أنها محتاجاكي!!..
رمقته بصمت دون أن تتفوه بكلمه..
قرر الرحيل فهمس لها قبل أن يرحل بجمود :-
-اتبسطي النهاردة ،وخدي حريتك مع صحبتك.. أخر النهار هرجع اخدك من هناا ولو جيت ملقتكيش هتشوفي تصرف مش هيعجبك يارقية.. سلام !!...
راقبت طيفه وهو ينصرف ثم أخذتها رفيقتها لإحدى الطاولات...
جلست سارة في قبالتها رقية قائلة :-
-طمنيني عليكي يارقية!!..
رقية بنبرة باهتة :-
-مفيش جديد ماانا كنت بحكيلك كل حاجة في التليفون!!...
سارة بنبرة ذات مغزى :-
-كنت حاسه إنك مخبيه حاجة!!..
ثم تابعت بنبرة آسفه :-
-أنا اسفة يارقية..اسفة لأنك ملقتنيش جمبك في وجعك ملقتيش حد ترمي نفسك في حضنك وتشكيله!!..
رقية بإبتسامة :-
-مانتي كنتِ مع جوزك هتعمليلي ايه يعني.. بس انت مقولتليش إنك راجعة النهاردة!!..
سارة بجدية :-
-أنا أصلاً اتفاجئت برامز بيقولي جهزي نفسك راجعين مصر، بس بيني وبينك احسن اهي الدراسة قربت وكمان اعيش في شقتي شوية ده انا يدوبك رجعت من شهر العسل لاقيت نفسى في السعودية لأن أهل رامز عاوزين يشبعوا مننا شوية..
رقية بخفوت :-
-ربنا يسعدك ياحبيبتي!!.
فتابعت بلهجة مرحه :-
-طمنيني مفيش حاجة جايه في السكه!!!..
بدأ علي سارة التوتر قائلة بإبتسامة :-
-هااا تصدقي نسيت اقولك إن شاكه أني حامل!!!...
رمقتها رقية بذهول قائلة بصدمة وهي تأخذ نفسها :-
-سارة انتي خايفة أحسن أحسدك!!
سارة بصدمة :-
-اخس عليكي يارقية كده تظني فيا الظن ده انا يطلع مني كده!!..
صدمت سارة لأنها لم تريد تذكرها بموضوع سقوط جنيها ليس أكثر...
رقية بعدم إقتناع :-
-اصلك اتخدتي كده مره واحدة!..
ثم تابعت بعدم إهتمام وحزن :-
_هي جات عليكي يعني ومتتغيريش!!..
سارة بذهول :-
-أنا مش مصدقة إني بسمع منك كده!! إيه اللي حصلك يارقية، أنا سارة عارفة يعني ايه سارة!!..
ثوانى مرت عليهما لتهتف رقية وهي تنوي الرحيل فقد تذكرت مشواراً ما ولم تهتم لتهديد جاسم :-
-أنا لازم أروح مشوار!!..
سارة بتعجب :-
-رايحه فين!!!..
.............................
-في شركة الراوي...
هتف جاسم بتسائل :-
-ومين الشريك ده؟!..
معتز بجدية :-
-قصدك شريكة تمارا النجدي بنت المرحوم رفعت النجدي...
جاسم بإنفعال :-
-انت اتجننت بقا عايزاني علي اخر الزمن أشارك واشتغل مع ستات !!!...
معتز بتهكم :-
-ماانت لو شوفتها مش هتقول كده!! دي بميت راجل مفيش صفقة إلا ولازم تكون من نصيب شركتهم...
جاسم بجمود وهو يغمز بعينه:-
-انسي الموضوع ده!!
وكإنه تذكر شئ فقال بتخمين :-
-مش دى اللي طليقها اتسجن بتهمة الاختلاس من البنك بعد مااعلن إفلاسه...
أومأ معتز برأسه إيجاباً فتابع جاسم ساخراً :-
-ونعمة الشريكة بجد!! انهي المهزلة دي يامعتز..
نهض معتز قائل بحذر :-
-ماينفعش اصل انا اتفقت معاهم واخدت ميعاد...
جاسم بحده :-
-اخلص من الموضوع ده يامعتز مش عاوز أسم شركتي يتحط جمب الناس دى!!!...
ثم تمتم بضجر بينه وبين نفسه :-
-ناقص أنا أصلي عشان أشارك واحدة ست...
معتز بإصرار :-
-بس أنا متأكد انها هتعجبك!!...
رمقه جاسم بحده من طرف عينه، فتنحنح معتز وهو يضيف :-
-احم احم مش قصدي تعجبك كواحدة ست ، قصدي تعجبك كسيدة أعمال شاطرة وكمان دماغ...
لم يتلقى رد فصمت معتز وقرر أن يجعلها مفاجأة له عندما تأتي له اليوم فربما تستطيع "تمارا النجدي" الاستحواذ علي "جاسم الراوي" فهي امرأة لاتقهر...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#32

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السابع والعشرون...
-بعد مرور عدة شهور...
"أشتقت لكَ، ماذا فعلت بي حتى تجعلني أراك في صحوتي قبل منامي، جعلت مني فتاة يغمرها العشق،أعلم جيداً الآلام التي سببتها لكَ منذ دخولي لحياتك لحين خروجي منها ، ولكنني لم أهرب بل رحلت لإني عاجزة عن التعايش، عاجزة عن النسيان، أشعر كأنني في عالم يبدو كأمراة لي، أري بداخلها وجهي الدميم.. معذرةٍ ياعزيزي بل ياحبيبي فقد أستهلكت كل طاقتي كل عبراتِ آآآآ لقد أستهلكت كلياً لم يتبقى مني سوا حطام.. أخيراً لست حزينة علي قسوتك معي، فهناك بحر من الحنان أغمرتني به وهذا قد شفع لك..
دمت سالماً "
إنتهت من كتابة الجملة الأخيرة ووضعت قلمها علي الطاولة وتنهدت تنهيدة حارة صادرة من صميم قلبها شعرت ببدء العبرات تتجمع في مقلتبها وتتصارع للهبوط على وجنتبها فمسحت عينها سريعاً وطوت مكتوبها ووضعته بداخل الظرف الأبيض ثم تركته ببطء على الطاولة...
أستيقظت زميلتها في الغرفة، ونهضت من الفراش وهي تتثأوب ثم سارت نحوها قائلة بنعاس :-
-صباح الخير...
نظرت لها رقية قائلة بنصف إبتسامة :-
-صباح النور!!..
فجلست زميلتها"دنياا" أمامها علي الطاولة قائلة بنبرة تسائل وهي تتفحص هيئتها :-
-هتنزلي القاهرة عندك محاضرات ولا أيه!!..
أومأت برأسها ببطء ،فتابعت دنيا قائلة :-
-هترجعي علي طول ولاهتباتي عند أهلك!!..
رقية وهي ترفع كتفها بنفي :-
-لسه مش عارفة لو خلصت بدري هرجع، ولو الوقت أتأخر هبات مع ماما وبابا بقاا..
أومأت دنيا برأسها تفهماً ، ثم لفت نظرها المكتوب الموضوع علي الطاولة فتنهدت بتحسر :-
-تاني يارقية!! كل مره هتكوني نازله فيها القاهرة تصحي من الفجر عشان تكتبيله جواب وفي الاخر مش بتدويه وبترجعي بيه تاني؟!..
أبتسمت رقية بإلم قائلة :-
-أهي حاجة بطلع فيها شوقي ليه!!..
دنيا بهدوء ولين :-
-ماهو أنتى كده بتوجعي قلبك أنتي، خلاص قررتي إنك تبعدي وتنسى، يبقي أنسيه!!..
رقية بنبرة مختنقة :-
-صعب آآصعب أوي يادنيا!!..
فقالت الأخرى بجدية :-
-أنا مش هقولك أنتي ليه عملتي كده لما أنتي مش أد القرار ده!! لكن هقولك أنك ظلمتي نفسك وظلمتيه وظلمتي الحب اللي بينكم..انا عايزة اقولك إني قرأت حكايتكم في الجرنال لما كان في المستشفي، اينعم مصدقتش الأول لكن لما اتاكدتي حسيت بمعني الحب بجد، مش معقول نهايتكم كده!!..
تنهدت رقية قائلة بخفوت ونبره أشبه للبكاء :-
-صدقيني كده أحسن!! هو هيعيش حياته ويلاقي واحدة تعوضه عن حب بائس..
دنيا بإشفاق :-
-يعني خلاص مفيش أمل!!..
رقية قائلة بنبرة جادة وهي تحاول السيطرة على دموعها :-
-لو مفيش أمل يبقي مفيش أمل فيا!!..
ثم أمسكت بالمكتوب ووضعته في حقيبتها ونهضت لترتدي حجابها لتغادر..
...............
-في أسطبل الخيل..
كان نضال يفحص فرس غالي لديه فوجده ليس على مايرام فإلتفت إلي السائس قائل بصرامة :-
-أطلب الدكتور خليه يجي يشوفه!!..
السائس بخضوع :-
_تؤمر يانضال بيه!!..
رمقه نضال بجمود وقبل أن يتحرك من مكانه وجدها قابلة عليه، فإبتسم حتي وقفت أمامه قائلة بخفوت :-
-صباح الخير..
نضال بإبتسامة علي ثغره:-
-صباح النور، العربية مستنياكي من بدري قدام المزرعة هتوديكي وهتجيبك!!..
تحدثت رقية بإمتنان :-
-أنا بجد مش عارفة أشكرك أزاي!!.. شكراً علي أستقبالك ليا وإنك وفقت أشتغل معاك هناا....
نضال بهدوء :-
-ده واجبي أنا ماعملتش حاجة وانتي هنا زيك زي إي موظفة في المزرعة!! مش مجرد ضيفة عندي!!..
إبتسمت مرة أخري بإمتنان، فمنذ إنفصالها رسمي عن جاسم بعد أخر مواجهة ففضلت العودة مرة أخرى إلى المزرعة بسبب الأجواء الهادئة وأنها بعيدة وكأنها في عزلة، فطلبت من نضال العمل معه في البداية لم يوافق ولكن في الاخير وافق عندما وجد لها وظيفة مناسبة حيث أنها تقوم بتدوين المنتجات الزراعية التي تصدرها المزرعة، وجاء طلبها الثاني فإنها تريد السكن في منطقة المساكن مع العاملين لأنه وجدها في بيت رجل غريب يسبب لها إحراج فإحترم رغبتها ودبر لها سكن ترافقها به "دنيا" والتي نشأت بينهم علاقة صداقة..
فتحدث نضال وهو يسير :-
-علي فكرة يوسف زعلان منك أوي!! بيقول إنك مابقتيش تلعبي ولاتهتمي بيه زي الأول..
ثم تابع بنبرة ذات مغزى :-
-وبيقول وقت فراغك كله مع جاسم الصغير !!!..
شعرت بالإرتباك فجاوبته بإحراج :-
-أنا عارفة إني قصرت معاه جامد بس غصب عني والله..
ثم تابعت بحماس :-
-ليه عليا أول ما أرجع هقضي اليوم كله معاه!!.
نضال وهو يؤمي برأسه قائل بجدية :-
-هبلغه وعدك ده بس ياريت تكوني أده ومحدش يشغلك عنه..
أبتلعت رقية ريقها قائلة بخفوت :-
-بإذن الله هكون عند كلمتي..
ثم نظرت في ساعة يدها قائلة بهلع :-
-ياااه ده أنا أتاخرت اووي يدوبك أمشي!!..
نضال بنبرة جادة :-
-مع السلامة!! وخلي بالك من نفسك!!.
أومأت برأسها ثم رحلت سريعاً، لتتركه يفكر في مشكلته معها..
.............
-في النادي الشهير..
وفي كافتيريا النادي أخذ " بيبيرس" كوب الفراوله من البار وحمل الكوب وبينما هو يستدير إصطدم بها لينسكب كوب الفراولة علي كنزتها ليُذهل من الذي حدث، ونظرت هي لكنزتها البيضاء الذي أصبحت ذات بقعة حمراء بهلع فرفعت رأسها لتتعرف عليه علي الفور وتهتف بغضب :-
-أيه ده!! أنت تاني أظن المره دى أنا الغلطانة بقاا مش كده!!..
تفأجي بها هو أيضاً ثم نظر لكنزتها وهو يمنع نفسه من الضحك قائل :-
-لا المره دى أنا اللي أسف!!..
ثم تابع قائل:-
-سوري ماكنش قصدى!!..
جزت علي أسنانها بغل قائلة:-
-سوري!! اعمل أيه بسوري بتاعتك دي امشي ازاى انا دلوقتى!!..
بيبيرس ببرود :-
-أمشي علي رجليكي!!..
رمقته بحده وصاحت :-
-انت بتستظرف امشي ازاي أنا بالمنظر ده!!..
زفر بضيق قائل :-
-والمفروض أنا اعملك أيه يعني!!...
حنين بغضب وهي تشير لكنزتها :-
-تتصرف مش انت السبب في كده!!..
أومأ برأسه قائل بخبث :-
-حاضر!! هتصرف بس كده!!..
ثم عاد مرة أخري إلي البار وجاء بكوب فراولة اخر وسار نحوها وفجأة إلقي علي كنزتها الفراولة فزاد من إتساخها، فأتسعت عينها بصدمة ،ورمقها ببرود قائل بأستفزاز :-
-اديني اتصرفت اهو!! تقدري تمشي دلوقتي البلوزة كلها بقت حمرا...
أما هي فلمعت عينها بالدموع من هول الصدمة ورفعت عينها لتقابل زرقته فإنتابه شعور بالندم، وقبل أن يتحدث فوضعت يدها علي فمها وركضت نحو المرحاض وهي تجاهد لعدم البكاء، تنهد بضيق ومسح علي خصلات شعره وهو يشعر بالندم على فعلته.. حتي تذكر انها بحوذتها "تيشرت يصلح للجنسين" في حقيبته الخاصة بالتدريب فذهب سريعاً ليجلبه ليعطيه لإحدى الفتيات حتى تعطيه لها في المرحاض ..
-في المرحاض..
تسقطت الدموع من عينها بغزارة وهي تترك المياة تتساقط علي كنزتها بعدما خلعتها وبقت بتيشرت قطني بحمالة رفيعة، وبينما هي علي حالتها تفاجئت بفتاة تدلف المرحاض وتبحث بعينها عن مواصفات الفتاة التي وصفها لها بيبيرس..
وعندما وقعت عينها عليها دنت منها قائلة وهي تمد يدها بالتيشرت :-
-أنسة ،أخوكي جابلك التيشيرت ده بدل اللى باظ زى ماقولتيله!!..
اغلقت حنين صنبور المياة ونظرت لها بعدم فهم وهي تدمع ، فتابعت الفتاة بتعجب :-
-مش أخوكي أشقر كده وعنيه زرقا؟!..
عندما ذكرت الفتاة هذه المواصفات هذه الفتاة فإتسعت عينها بغضب وضغطت على أسنانها بقوة كادت أن تحطمهم فتسألت الفتاة بريبة :-
-آآ هو في حاجة ياأنسة!!..
لم تجيبها بل نظرت إلي كنزتها التي لم تنفع لارتداء فزفرت بضيق فعليه أن تإخذه لتجد شئ يستر جسدها لتخرج، فتناولت منها التيشيرت قائلة بخفوت :-
_شكراً!!..
فأبتسمت لها الفتاة إبتسامة مصطنعة ورحلت، لتنطر حنين إلي التيشيرت ثم قامت بإرتدائه..
-خرجت من المرحاض وهي ترتدي تيشرته وقد تملك الحرج منها وهي بهذا الشكل ثم سارت بضعة خطوات حتي سمعت صوته قائل :-
-والله التيشيرت هياكل منك حته!!
توقفت بمكانها وإخذت تتنفس بسرعة فدنا منها ووقف قبالتها فلاحظ عينها الباكية فتحدث بأسف :-
-أنا أسف شكلي زودتها أووي!!..
حنين بلهجة ساخرة :-
-شكلك!!..
إبتسم بخفة قائل :-
-خلاص بقاا قولتلك معلش!!..
رمقته بجمود ثم تقدمت لترحل فأعترض طريقها قائل :-
-مش هتمشي غير لما تقولي إنك مسامحاني!!
ثم نظر لتيشرته قائل بمرح :-
-أو على الأقل تقوليلي هتجيبي التيشيرت امتاا!!..
إبتسمت بخفة، فقال بسعادة :-
-يبقى كده صافي يالبن مش كده!!..
اختفت الابتسامة من علي ثغرها فقال بضيق مصطنع :-
_ياستي ماكنتش شوية فراولة دي، اومال لو كان عصير مانجا كنتِ عملتي أيه!!..
فكرت قليلاً ثم تنهدت بصوت مسموع قائلة بإيجاب وهي تخفض رأسها :-
-ماشي يبقا حليب ياقشطة!!..
إبتسم بسعادة ومد يده قائل علي عجالة :-
-بيبيرس!!..
لم تظهر تعجبها من الاسم فلمست يده بيدها الصغيرة الناعمة قائلة بخجل :-
-حنين!!..
فتابع بيبرس بجدية :-
-تسمحيلي أعبر عن أسفي واعزمك علي فراولة!!..
حنين وهي ترفع حاجبها بإستنكار :-
-فراولة تاني!!..
رفع يده في الهواء بمزاح :-
-لكن المره دي بنية صافية بقاا!!..
ثم تابع بينه وبين نفسه :-
-هو أنا أقدر اعمل حاجة ده التيشيرت بتاعي المره دي !!.
حنين بتعجب :-
-انت بتقول حاجة!!..
بيبيرس سريعاً وهو يهز رأسه :-
-لالا مش بقول حاجة، المهم قولتي ايه...
ابتسمت قائلة بموافقة وهي تشير بسبابتها:-
-ماشي بس تقولي معنى أسمك أيه!!..
بيبرس بإبتسامة عريضة :-
-بس كده!! يعني انتي جيتي في جمل يله بينا...
.........................
تعالت صوت الزغاريد في منزل "مني" فقد جاء لها اليوم عريس وتم الموافقة عليه، فتحطم وتمزق قلب محمود فحلمه الوحيد في هذه الحياة ضاع مثلما باقية أحلامه، فنظر من الشرفة علي منزلها وهو يتذكر مجئيها حتي تطمئن عليه منذ شهور...
-فلاش بااااااك..
-في المستشفي العام...
حاول محمود الإعتدال بصعوبة فتألم ووضع يده على موضع الضربه، فدنت منه والدته قائلة بقلق:-
-مالك ياضنايا فيك حاجة أنادي للدكتور..
هز رأسه بنفي قائل بصوت وهن ضعيف :-
-أنا آآآآ كويس متقلقيش!!..
فتحدثت بسخط وهي تساعده علي الأعتدال :-
_منهم لله اللي كانوا السبب..
وأخيراً أرتاح في جلسته، فجلست بجواره والدته وهي تمسك السكين الحاد لتقطع له ثمار الفاكهة، فدلف الطبيب قائل بإبتسامة :-
-اخبارك ايه يابطل!!..
محمود بنبرة إعياء :-
-آآإ كويس يادكتور..
فتحدث الطبيب بجدية :-
-الحمدالله علي كده، أحمد ربنا الضربة ماكنتش جامدة قوي !!..
فتحدثت والدته بشكر :-
-ألف حمد وشكر ليك يااارب
اردف الطبيب بلهجة جادة :-
-كان في عسكري بيسأل عليك عشان يخلص المحضر!!..
أومأ محمود برأسه إيجاباً ، وبعدما رحل الطبيب وجهه محمود حديثه إلي والدتها بحذر :-
-ماما آآ إي حد يجي يسأل عني الموضوع تقولي ناس منعرفهمش..
والدته بنبرة غير راضية وقد تركت السكين :-
-ليه بقاا!! انت مش عاوز حقك يرجعلك ..
هز محمود رأسه قائل بنفي :-
-مش عاوزة اسمها يجي في الموضوع!!..
التوي فمها بتهكم قائلة :-
-ياريت اللي انت خايف عليها كانت هزت طولها وجات تشوفك!!!..
.. السلام عليكم...
قالتها مني التي دلفت بإستحياء مع رفيقتها ، فتهللت اساريره عند رؤيتها ونظر سريعاً بعتاب لوالدته التي نهضت قائلة بأقتضاب:-
-أتفضلي!!
شعرت مني بالحرج وتحدثت بإستحياء :-
-ملهوش لزوم ياطنط انا جاية اطمن علي محمود وامشي...
ثم إلتفتت له قائلة :-
-الف سلامة عليك..
فتحدث بنبرة هادئة وهو يبتسم :-
-الله يسلمك ياست البنات!!!..
ثم فركت كفيها معا قائلة بإرتباك:-
_انا اسفه عشان كنت السبب في اللي حصلك..
رمقها بحب قائل :-
-ولايهمك أهم حاجة تكوني بخير..
ابتسمت بخفة ثم أستاذنت قائلة :-
-طب انا لازم امشي عشان خاطر بابا في البيت..
محمود علي عجالة :-
-مالسه بدري!!..
مني بخفوت :-
-معلش!! حمدالله على سلامتك..
أنهت جملتها وغادرت سريعا، فمصمت والدة محمود قائلة :-
-شوف ياختي ازاى!!..
ثم لتقطت ثمرة فاكهة وضعتها في فم إبنها الذي أكل أجمل ثمرة فاكهة بزيارتها ...
سارت مني مع رفيقتها في الممر التي تحدثت لها قائلة :-
-انتي بتحبيها يامني!!..
مني بإستنكار :-
-احبه!! لا طبعاً هو انا ناقصة رجل ولا ايد عشان ارمي نفسي في كده!!!..
ضحكت رفيقتها قائلة :-
-بس باين عليه واقع اووي...
مني بعدم اهتمام :-
-هو حر بكره يقع علي جدور رقبته، أنا عملت اللى عليا وجيت زورته وكده عداني العيب!!..
.... بااااااك
هز رأسه بحزن ثم أغلق الشرفة ودلف ليأخذ الكاب الخاص به وخرج ليجد والدته تقطع الخضروات فتحدثت بتسائل :-
-رايح فين يامحمود!!
اجابها وهو يرتدي حذائه قائل بنبرة مختنقة :-
-رايح اطلع لواحد كام شيكارة اسمنت...
نهضت والدته قائلة بتذمر :-
-لا ياخويا عايز تشيل وتحط مش يمكن جرحك يفتح تاني!!..
محمود بنبرة حزينة :-
-الجرح طول عمره مفتوح وعمره ماهيلم ياما!!!..
أنهى جملته وفتح الباب وغادر سريعاً.. ليترك والدته تتقطع حزناً عليه...
............
-في جبل المقطم...
وقفت سيارة حازم وإلتفت وهو يصيح :-
-أنا عايز أعرف فيكي أيه، من يوم ماخرجت من المصحة وانتي فيكي حاجة، ودايما بتتهربي مني، فهميني بقاا؟!!..
عهد بنبرة مختنقة :-
-أنا مش عاوزة اتعلق بيك ياحازم، عشان متوجعش !!..
حازم بإستنكار :-
-تتوجعي ؟!.. ايه معني كلامك ده؟!..
عهد وقد ظهرت العبرات في مقلتيها قائلة :-
-فاكر لما قولتلك انا معنديش اللي اخاف عليه، وانت مافهمتش ؟!!..
حازم بنفاذ صبر :-
-ولحد دلوقتي مش فاهم!!!..
فقطب مابين حاجبيه قائل :-
-عهد هو انتي مابتحبنيش؟!!..
هزت رأسها رافضة هذا الكلام سريعاً قائلة :-
-والله بعشقك مش بحبك وعاوزة اسيبك قبل ماتسبني...
حازم بحده :-
-ماتخلصي ياعهد ايه الألغاز دي!!..
عهد بنبرة باكية :-
-طب اوعدني انك ماتكرهنيش ولاتبعد عني !!!...
حازم وقد أصابه القلق :-
-فيكِ أيه بجد قلقتيني!!...
اغمضت عينها لتنهمر الدموع من عينها قائلة بإختناق ورعب :-
-أنا م آآ مش بنت ياااحازم!!!..
................
-أمام شركة الراوي
أوقفت السيارة أمام شركته فهي لأن أصبحت تحلم برؤيته من بعيد، فإبتسمت بسعادة وهي تري سيارته قادمة وإختفت قليلاً بعيد عن الأنظار ، حتي وقفت السيارة أمام الشركة ثم هبط السائق سريعاً ليفتح الباب الخلفي، زادت ضربات قلبها بقوة ولكن تشالت الإبتسامة من علي وجهها سريعاً وهي تري إمرأة فاتنة الجمال ذات وقار تهبط من السيارة مع جاسم ودلفت معه الشركة وهي تضحك بصوت خافض.. شعرت بالبرودة تسري في جسدها حتي لم تشعر بسخونة دموعها علي وجنتيها...
عليها تحمل نتيجة أفعالها فمن قرر قيادة السفينة عليه تحمل غدر الامواج...
يتبع...
العد التنازلي للنهاية شغال..
اللي حصل بين جاسم ورقية هيجي علي هيئة فلاش باك

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#33

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن والعشرون...

-في شركة الراوي

جلس جاسم علي مقعده خلف المكتب، وجلست أمامه "تمارا" وهي تضع ساق فوق الأخري ثم فتحت حقيبتها لتخرج سجائرها لتأخذ منها واحدة ووضعتها بين شفتيها و قبل أن تشعلها، هتف جاسم بجمود :-
_تمااارا!!..

أبعدت السيجارة عن فمها وزفرت بضيق قائلة :-
-معلش نسيت إنك مابتحبش السجاير!!..

رمقها جاسم بجدية قائل :-
-ومابحبش الست اللي بتشربها!!..

رفعت كتفيها قائلة بلا مبالاة :-
-أنت حر..

تنهد بضيق ثم فتح الملف الذي أمامه ليدرسه، فتأملته قائلة بإبتسامة :-
-تعرف إنك غريب أوي؟!..

رفع عينه وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب قائل بجدية :-
-غريب أزاي يعني!!.

لم تفارق الإبتسامة وجهها وسندت بيدها علي المكتب قائلة :-
-يعني غير كل الرجالة اللي عرفتها واللي اتجوزتهم كمان ، فيك حاجة غريبة كده بتميزك عنهم إيه هي أنا معرفش!!..

أبتسم جاسم ساخراً ثم نظر للورق مرة أخري قائل :-
-طب لما تعرفي أبقي بلغيني!!..

تنهدت قائلة :-
-أول مرة يغلب عليا فهم راجل كده!! ده انا حافظاهم جربتهم في شغل وفي جواز!!..

ثم إبتسمت بخبث قائلة :-
-وأنا جربتك في شغل ومفهمتكش، مش يمكن لو جربتك ك زوج أفهمك!!..

قهقه جاسم عالياً قائل :-
-أنا ماكنتش مقتنع بيكي كشريكة في شغل تفتكري هقتنع بيكي شريكة لحياتي!!..

جزت علي أسنانها قائلة بغيظ :-
-ولسه مغيرتش رأيك برضه، دي خلاص شحنة الصفقة علي وصول!!!..

غمز بعينه نصف غمزة نافياً قائل :-
-لا، انتي ممكن تكونى شاطرة لكن مش ذكية عارفة الفرق مابينهم..

ثم تابع بإبتسامة مرحة :-
-وبعدين عاوزانا نتجوز عشان أنسى رهان التحدي ولا عشان تقفيلهم خمسه وتبقي دوبتيهم خمسة!!..

فتابع بتعجب :-
-صحيح ايه سر طلاقك كذا مره!!..

تمارا وهي ترمقه بغضب :-
-عشان أغبياء !!..

فلم تهتم برفضه للتدخين واخرجت سيجارة وأشعلتها بكل غضب ثم نفثت دخانها في الهواء قائلة بتهكم:-
-الاولاني كان فاكر تمارا النجدي هبله وبير فلوس ياخد منه!! والتانى كان بيحب يرممم من الزباله كان فاكر إني ممكن إتخان وأسكت، الثالث ده بقاا كان متجوزني عشان يخليني لمزاجة ويدير هو شغلي والأخير كان عاوز يورطني معاه ويورط أسم النجدي مع البنوك..

فصاحت بصوت هادر :-
-أغبياء عشان كانوا فاكرني لعبة ، كانوا فاكرين انهم هيستغلوني وأسكت..

فتابعت بثقة :-
- أغبياء لأنهم مش عارفين أني بعمل اللي انا عاوزة وأني مش تحت حكم حد!!..

نظر لها جاسم بجدية ونهضة حتي وقف بجوارها وإنحني وهو يبتسم نصف إبتسامة ثم أخذ السيجارة من بين أصابعها ودهسها بقوة هامساً بجمود :-
-مفيش حد هنا بيعمل حاجة غصب عني. أنا مش غبي؟!!..
...............

-في غرفة حنين...

-خلعت تيشرته الأبيض وهي تبتسم لا إرادياً، ثم وضعته على الفرأش أمامها لتنظر له وتتخيله علي جسده ، فبالتاكيد يكون رائع عليه، فشخص يمتلك ملامح شقراء وعدستين بلون السماء فهو الذي يكون لائق علي الثياب وليس العكس.. فاقت لنفسها فتلاشت الابتسامه من علي وجهها وحل مكانها العبوس علي تفكيرها المراهق فلا تترك المجال لمشاعرها تقودها حتي لاتفيق علي صفعة علي قلبها المراهق كما حدث لها نتيجة حبها الخاطئ لجاسم.. زفرت بضيق ثم دلفت المرحاض لتستحم وخرجت بعد مرور بضعة من الوقت وهي تلف المنشقة علي جسدها لتتفأجي بوالدتها في الداخل تفتش بأغراضها، تنهدت ثم تحدثت حنين بجدية :-
-مش هتلاقي حاجة.. أنا بطلت!!..

إلتفتت لها والدتها بجمود فدنت منها حنين قائلة بثقة :-
-بطلت سجاير مش انتي جاية تدوري عليها!!..

هدي بنبرة جامدة :-
- وأنا المفروض أصدقك!!..

مطت حنين شفتيها قائلة بعدم إهتمام :-
-براحتك ياماما!!..

هدي بنبرة متهكمة :-
_ايه اللي خلاكي بطلتيها بقاا؟!..

فأصابها القلق وهي تهتف :-
-أوعى يكون جاسم عرف!!..

التوي فم حنين ساخراً ثم سارت نحو المرأة لتمشط خصلاتها المبتلة قائلة :-
-بطلتها عشان خاطره وعشان خاطر رقية!!..

هدى بإستنكار نطقت :-
-رقية!!..

أومأت حنين برأسها إيجاباً ثم أستدارت قائلة ببرود وقد تركت الفرشاة :-
-اها رقية اللي انتي كنتِ عاوزة تسقطيها كانت دايماً بتيجي تقعد معايا وتنصحني فضلت ورايا لحد مابطلت سجاير، كانت بتكلمني علي اساس اني اختها عمرها ماهددتني انها تقول لجاسم احتوتني بجد ..

ثم تابعت بحزن :-
-ودلوقتي انا حاسه أني ناقصة من غيرها وندمانة إني أتأخرت في صداقتها..

ثم تابعت في سرها :-
-اه بس لو أعرف اللي حصلها بينها وبين جاسم وصلهم لكده!!..

جلست هدي علي الفرأش قائلة بسخط ونبرة منفعلة:-
-هتفضلي طول عمرك هبلة وأي حد يضحك عليكي بكلمتين، بقاا واحدة زى تتضحك عليكي بكلمتين دي بتعمل كده عشان تثبت رجلها في القصر رسمت عليكي الحنية عشان خاطر جاسم يتمسك بيها لكن خاب ظنها ورماها في الاخر ..

ثم جلست علي الفرأش قائلة بجمود :-
-وبدل ماأنتي عماله تمدحي فيها في غيابها، اتشطري وأعرفي ازاي ترجعي أبن عمك ليكي تانى!!..

حنين بلهجة شبه غاضبة :-
_أنا عاوزاكي تشيلي الموضوع ده من دماغك لأني مابقتش بحب جاسم، وهو بيعشق رقية ومسيرها هترجع هنا تانى فريحي نفسك!!..

هدي وهي تبتسم بسخرية :-
-بيعشقها!! ولما هو كده بيفكر يتجوز ليه؟!..

حنين بإستنكار هاتفة :-
-إيه يتجوز!!..

هدي بخبث وهي تتصنع البرود :-
-الجرايد ملهاش سيرة غير بعلاقته بسيدة الأعمال تمارا النجدي!!..

هزت حنين رأسها برفض قائلة بنزق :-
-ده مش صحيح اكيد كلام جرايد!!..

وقفت هدي قائلة بجدية وهي تعقد ساعديها امام صدرها :-
-المره اللي فاتت الجرايد عملت دوشة بعلاقته ببنت البواب المشوهة والنتيجة كانت ايه لاقيناها وسطينا في القصر،ومش بعيد ونصحي نلاقي دي هناا...

لاحظت هدي شرود إبنتها فلمعت عينها بإنتصار ثم دنت منها قائلة بصوت أشبه لفحيح الأفعى هامسة :-
_وجود رقية أو غيرها بيمثل خطر علينا ياحنين أنا طول عمري وأنا متمسكة بالقصر ده ولايمكن اعيش في مكان غيره، وانتي لازم تساعديني عشان نحافظ علي فلوسنا..

نظرت لها حنين بذهول وهي تهز رأسها ببطء رافضة ثم هتفت بعدم تصديق :-
-يتجوز!!..

.................

-في شقة بيبيرس..

كان جالس علي فرأشه يفكر في لقائه مع الدمية الصغيرة "حنين" فجسدها يشبه الدمية اما وجهها ملائكي كوجه الإطفال ،كما اسعده الجلوس معها اليوم وتمنى أن يتكرر مرة أخرى فبالتاكيد سوف يتكرر فهي بحوذتها تيشرته وسوف تقوم بإسترجاعه له، فتنهد بإرتياح وهو يرفع حاجبه قائل بمزاح :-
-قصير بس أيه يحير!!..

......................

أنهت محاضراتها وأستقلت السيارة حتي تعود الى المزرعة دون أن تذهب لأهلها، اكتفت بالمحاضرة التي لم تفهم منها حرفاً واحداً فكانت كالمغيبة شاردة في جاسم هل أستطاع نسيانها، هل إرتبط بإخري هل سيتزوج من غيرها؟! سيحتضن غيرها!! سوف تمتلكه إمرأة أخري.. هل خلعها من قلبه بهذه السرعة وهي لم تستطع إن تخلع دبلته من يدها، تزاحمت الأفكار في رأسها حتى تجمعت العبرات في مقلتيها لتهيئ نفسها للسقوط..

وأخيراً وصلت المزرعة فترجلت من السيارة سريعاً لتدلف إلى غرفتها لتلقي نفسها علي الفرأش باكية.نادمة ولكنها برررت انها عاجزة...

أنهت "دنيا" عملها ودلفت غرفتها لتراها متسطحة في حالة لايرثي لها، أغلقت الباب قائلة بتعجب :-
-رقية!!!..

ثم سارت نحوها لتتفأجئ بشلالات الدموع فهتفت دنيا بهلع من هيئتها :-
-رقية مالك في أيه!!..

نظرت لها بإنكسار وتعالى صوت بكائها وهي لم تقدر على التحدث ، فساعدتها
دنيا على الأعتدال قائلة بتسائل وهي تمسح دموعها:-
-حصل إيه قوليلي!!..

شهققت رقية عدة مرات ثم تحدثت ببكاء ونبرة متقطعة :-
-جا آآ جاسم آآ جاسم يادنيا آآ ...

لم تتابع حديثها وإرتمت في أحضانها باكية بشدة، ملست دنيا علي ظهرها قائلة بنبرة حزينة بعدما تنهدت :-
-لما أنتي روحك فيه كده كنتِ سبتيه من الأول ليه بس!!!...

.....................
-في قصر الراوي...

عاد جاسم ودلف من البوابة الداخلية للقصر، فسار ناحية الدرج فرأي حنين تهبط الدرج بوجه متهجم، قطب مابين حاجبيه بتعجب ووقف علي الدرجة الأولى حتى هبطت ووقفت أمامه، فهتف بجدية :-
-مالك ؟!..

أخذت نفس مطولاً ثم أردفت بجمود :-
-انت صحيح ناوي تتجوز ياجاسم!!..

رفع حاجبيه قائل بذهول :-
-أتجوز!!..

أومأت برأسها قائلة :-
-الجرايد كاتبة أنك هتتجوز تمارا النجدي..

أبتسم جاسم بتهكم قائل بتنهيدة :-
-الله يرضا عليكي يا حنين، اوعي من سكتي دلوقتي أنا هلكان طول النهار وهموت وأنام بلا جرايد بلا جرادل ..

حنين بنبرة ذات مغزى :-
_هتنسي رقية ياجاسم!!..

وعندما ذكرت أسمها، أختفت الإبتسامة من علي وجهه، وقست تعابير وجهه نظر لها نظر مطوله ثم هتف بصرامة :-
-أطلعي أوضتك نامي ياحنين!!..

تابعت حنين بنبرة هادئة :-
-ايه اللي حصل بينكم ياجاسم ايه وصلكم لكده!!..

صاح جاسم بحده بها :-
-قولتلك اطلعي أوضتك..

أومأت حنين برأسها ثم قالت بنبرة جامدة :-
-ماشي ياجاسم أنا هطلع!! بس انا عايزة اقولك حاجة، أنت مش هتقدر تعاند مع قلبك وتتجوز غيرها ..

أنهت جملتها وصعدت لغرفتها، ليزفر هو بغضب ثم خرج للحديقة متجه إلي صالة الألعاب الرياضية ليخرج شحنة غضبه!!..

......................
-في المزرعة

خلدت دنيا للنوم بعدما هدأتها قليلاً، فكانت جالسة على فرأشها بوجه باهت، وملامح حزينة تضع دفترها أمامها لتخطي بقلمها مافي قلبها "نزوة!! أتوسل إليك قول لي انها مجرد نزوة، أخبرني أنك تعاقبني بها، أخبرني ياجاسمي أنني الوحيدة المتربعة علي عرش قلبك!! هيا أخبرني!!..

ثم تبسمت وهي تبكي وتكتب" أجل دعني أنا أخبرك شئ، عندما كنت معك في مزرعتك رأيتك تُقبل الفتاة الريفية الصغيرة، وحينها شعرت بنيران الغيرة سوف تحرقني غضبت منك بشدة، ولكن علمت أنك بريء من هذه القبلة تعلم كيف!!..

ضحكت بحياء وهي تدون بقلمها " سوف أخبرك ولكنى أعدني إنك لاتسخر مني!! علمت آآ إنك لم تفعل ذلك عندما إلتهمت شفتي في قبلة قاسية منك لتعاقبني بها كانت بالنسبة لك عقاب، أما بالنسبة لي كانت أثبات برائتك من قبلة الفتاة المراهقة فملمس شفتيك مازال محتفظ بملمس شفتي ولم تفسده أي أمرأة غيري فملمسهما ياعزيزي كإنه ملمس عذري لم تقترب منه فتاة أخري ، الأن أنا أخبرتك هيا أخبرني أنت من هذة المرأة من تكون يامحبوبي؟! "..

ثم رددت برجاء وهي تذرف الدموع التي بللت المكتوب " هيا أخبرني، هيا، هيا، أخبرني انها امرأة عابرة لاتربطها بك أي صلة، أخبرني وكون رحيماً بقلبي، أخبرني "...

توقفت عن الكتابة لتغمض عينها بألم وهي تحتضن دفترها وكلامها ودموعها سالت كالدماء!!..

....................

-في قصر عائلة الراوي، وتحديداً في صالة الجيم..

كان يركض علي الجهاز الرياضي" المشاية "بأقصي سرعة وهو عاري الصدر فبداخله شحنة هائلة من الغضب ويرىد الفتك بأي شخص.. وفي هذا الحين دلف شقيقه حازم "الذي تلقي لكمة علي قلبه اليوم فهو الشاب الذي كان ينتقل بين أحضان الفتيات كالنحلة التي تمتص رحيق الزهور وترحل، وعندما يقع قلبه في عشق فتاة لمسها غيره...

إرتمي بجسده علي الأرضية الصلبة ثم دفن رأسه في كفه، أنتبه جاسم له فأوقف الجهاز وهبط من عليه وهو يتصبب عرقاً فجذب المنشقة ووضعها علي كتفه ثم تحدث وهو يلهث :-
-مالك؟!..

رفع حازم رأسه ونظر لشقيقه نظرات خالية من الحياة ثم أبتسم ساخراً قائل :-
-الدنيا أديت اخوك قلم النهاردة إنما أيه عنب!!..

قطب جاسم حاجبيه بتعجب ثم جلس على الإرضية قبالة حازم، فتابع حازم بشرود :-
-شوف عدل ربنا عيشت طول عمري أضحك علي بنات الناس واعشمهم بياا وفي الاخر اخلع، وكنت فاكر لما اتجوز هاخد اللي محدش لمس إيديها أصلاً، ويوم ماقلبي يطب يطب على واحدة لمسها غيري!!..

رغم ذهول جاسم لكنه أومأ برأسه قائل بجدية تامة :-
-كان لازم تكون عارف إنك هتسد دينك في يوم، اتلهيت ياحازم ونسيت أنك داين تدان!!..

-والجزاء دايماً بيبقي من جنس العمل، وأدي جزائك ياحازم..

حازم بإنكسار :-
-بس أنا حبيتها أوووي!!..

تنهد جاسم قائل بصرامة :-
-خلاص اتجوزها!!..

هز حازم رأسه بإستنكار قائل :-
-اتجوز واحدة مش بنت بنوت،وكانت مع غيري..

أبتسم جاسم بسخرية قائل :-
-صعبة مش كده!! ومفكرتش في ده قبل كده!! مفكرتش في البنات اللي كنت بتضحك عليهم، اكيد كلوا هيعمل زيك مين هيرضي يتجوز واحدة كانت مع غيره...

صرخ حازم بقوة :-
-اديني اتنيلت جربت اهو قولي اعمل أيه!!..

جاسم ببرود وهو ينهض :-
-قولتلك اتجوزها ،لو تقدر تنسي وتتقبل اتجوزها!!..

نظر جاسم الي حلبة الملاكمة فسار نحوها، فتحدث حازم بحزن :-
-أنا حاسس بالعجز مش عارف اكمل ولا اتخلى عنها..

ثم صمت حازم لوهلة وتابع بحذر :-
-ممكن اتخلى عنها زي ماانت اتخليت عن رقية!!..

وكانت جملته كالبنزين الذي وضع بجوار النار فبعدما صعد جاسم على الحلبة صاح بلهجة أمر وهو يرتدي القفازات :-
-تعاااااااالي !!..

نظر حازم له بتعجب، فتابع جاسم بجمود :-
-عايز ألعب...

نهض حازم وهو يرمش بعينه ثم خلع قميصه وسار نحو الحلبة ليرتدي قفازات اليد ثم صعد عليها ووقف أمام شقيقه بترقب، اخذ جاسم نفس عميق وهو يأخذ وضع الاستعداد كذلك فعل حازم أيضاً وبعد ثواني بدأت المعركة بين الشقيقين وسدد كلا منهما لكمة في وجه الآخر كان تسديد اللكمات بعنف في وجوهمهما، فالاثنان بداخلهما معركة مع نصفهم الاخر في هذه الحياة، جاسم شرس، حازم عنيف، جاسم سدد لكمة بكل قوة، حازم سددها بغضب ثم تهالك الاثنان واستمرا في اللعب فسدد جاسم له لكمة في انفة وتوالت اللكمات في صدره ووجهه بادلها حازم فلم يستطع التحمل أكثر وسقط أرضاً، وترنج جاسم قليلاً حتي خارت قواه وسقط بجوار شقيقه بتهالك...

................
-في غرفة حنين..

لم يزورها النوم!! وظلت مستيقظة حتي سمعت صوت الهاتف يعلن عن قدوم رسالة مدت يدها بتكاسل لتمسك هاتفها وتفتح الرسالة لتتسع عينها بصدمة وهي تري مجموعة صور لها تظهر بداخلهم عارية!!! وضعت يدها على فمها لتمنع شهقاتها ثم اُرسلت لها رسالة نصية من وائل رفيق شيري "ايه رأيك ياقطة في الصور دي ، بكره الساعة 11 لو ملقتكيش في شقتي ، 11ونص هتكون عند إبن عمك لا وكمان هتلاقيها على النت.. اموووواه ياقلبي!!!..

هزت رأسها بعنف وهي تتنفس بصورة غير منتظمة ، فضغطت علي زر الاتصال سريعاً ولكن وجدت الهاتف مغلق، ألقت الهاتف وهي تلعنه ثم وضعت كفها على فمها ، تفكر في حل لتلك الكارثة ماذا تفعل؟! لمن تلجأ؟! ماذا لو علم جاسم فسوف تصبح أسفل التراب.. لم يكن أمامها غيرها هي طوق النجاة الأن...

. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#34

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل التاسع والعشرون...
-في الصباح..
كان نضال يفحص الملفات التي قدمتها له رقية الجالسة أمامه بشرود ،أومأ برأسه إعجاباً بمهارتها فقد تعلمت المهنة في وقت قصير وأثبتت براعتها، فتحدث بنبرة إعجاب:-
_برافو عليكى يارقية أتعلمتي الشغل بسرعة جدا...
لم تجيبه بل ظلت صامتة شاردة ناظرة أمامها وهي تعبث بدبلتها الذهبية ، فقطب حاجبيه وهتف مرة أخرى :-
-رقية!!!..
أفاقت من شرودها هذه المرة وإلتفتت له قائلة بخفوت وإرتباك :-
-هاا ن آآ نعم!!..
رمقها نضال بجدية قائل بتسائل:-
-أنتي كويسة؟!..
أومأت برأسها إيجاباً ثم قالت بهدوء :-
-أنا أسفه بس تعبانة شوية النهاردة!!..
رمقها بشك ولكنه هز رأسه بتفهم قائل :_
-الف سلامة عليكي، لو مش هتقدري تشتغلي خلاص روحي أرتاحي..
أبتسمت إبتسامة مصطنعة قائلة :-
-ملهوش لزوم أنا هبقا كويسة!!..
نظر لعينها المنتفخة من أثر البكاء وأثر الدموع في سحابة عينها فتنهد قائل بعدم رضا :-
-واخرتها أيه؟! من يوم ماجيتي هناا وانا نفسي اشوف عينك مفيهاش دموع..
فصمت لثواني ثم هتف بجدية :-
-ندمانة؟! ...
رمقته بعمق ورمشت بعينها عدة مرات ثم هتفت نافية وهي تهز رأسها :-
-لااا.. لأني عملت الصح!!..
كاذبة!! حكمت عقلها وتركت قلبها ينزف تقول إجابة وبعينها إجابة، لم يضغط عليها أكثر ولم يتدخل في أمورها..
فأومأ برأسه إيجاباً ثم نهض وسار في إتجه الشعلة الصغيرة الموضوعة فوق طاولة في ركن من أركان غرفة مكتبة فهتفت وهو يعرض عليها :-
-هعمل قهوة أعملك معايا!!..

إلتففت برأسها إليه بجمود ثم قد قطبت مابين حاجبيها بتعجب فظهر أمامها الأن شبح جاسم يتحدث معها وليس نضال، أبتسمت وهي تتخيل جاسم يقف مكان نضال فنهضت قائلة بتلقائية مرحة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها :-
-بس أنت مابتعرفش تعمل قهوة ياسي جاسم!!.
عقد نضال حاجبيه بتعجب وإستدار بجسده كاملاً ونطق بإستنكار :-
-جااااسم؟!!!...
تلاشت الإبتسامة من علي وجهها سريعاً فالصورة أصبحت واضحة هذا نضال فقد عشمت نفسها وتمنت، أكتسي وجهها حزناً وابتلعت ريقها قائلة وهي تفرك كيفها معاً بتوتر :-
-أنا أسفه!!..
وبعدها أسرعت للخارج، ليقف مأخوذ فإئ عشق قد تملك منها هكذا...
.............
خرجت من مكتبه وصدرها يعلو ويهبط وقد أكتسي وجهها بالحمرة، فجاسم أصبح هو شاغلها الأكبر الأيام الماضية، لم تضع في إعتقتادها أن فراقه سوف يكون عسيراً هكذا.. أسندت ظهرها علي الحائط وهي تتنهد بوجع ، وبينما هي علي حالتها هكذا سمعت صوت رنين هاتفها فوضعت يدها في جيبها لتخرجه لتجد المتصل "حنين" تكونت إبتسامة علي ثغرها ثم ضغطت على زر الايجاب ووضعته علي أذنها وقبل أن تتحدث سمعت صوت بكاء حنين وشهقاتها ثم تحدثت بتوسل "الحقيني يارقية"
..........
-في كافية في القاهرة..
تقابلت حنين مع رقية التي جاءت لها مسرعة فقد وقع قلبها في قدمها عندما سمعت صوت بكائها، فقصت حنين علي رقية مالامر!! وبعدما انتهت دفنت وجهها في كفها لتدخل في نوبة بكاء مريرة !!..
ذًهلت رقية من حديثها فلم تتخيل وجود أشخاص بهذه الدناءة فهتفت وهي تربت علي كتفها :-
-أهدى بس كده!! خلينا نشوف هنعمل أيه!!..
رفعت حنين وجهها وتحدثت من بين شهقاتها :-
-اعمل أيه!! ده جاسم لو عرف حاجة زي دي هيموتني!!..
رقية بضيق تحدثت :-
-طب هو هيستفاد أيه لما يفضحك يعني!!..
حنين بنبرة حزينة :-
-عشان يساومني ويستغلني..
فتحدثت رقية وهي تعقد حاجبيها بتعجب :-
-بيساومك يعني عاوز فلوس!!..
هزت حنين رأسها بنفي ثم تحدثت علي إستحياء :-
-آآ عاوز حاجة تانية!!..
أصدرت رقية شهقة بصدمة وقد اتسعت حدقتيها وهي تسمع من حنين فقالت بعدم تصديق :-
-معقول كده!!
.ثم تابعت بنبرة عتاب :-
-شوفتي عملتِ في نفسك أيه، ماسمعتيش كلام جاسم لما كان بيقولك ابعدي عن شيري وأدى النتيجة اهي اتخلت عنك شوفتي وصلتي نفسك لأيه!!!..
شعرت حنين بالخزي من نفسها، تعلم أنها مخطئة وهي من جعلت نفسها صيدة ثمينة ساهلة!!
فتحدثت بنبرة باكية :-
-عارفة أني غلطانة بس ملهوش لزوم الكلام دلوقتى ارجوكي ساعديني!!..
زفرت رقية بضيق قائلة بتسائل :-
-طب جربتي تتصلي بيه تاني!!-
-تليفونه مقفول من أمبارح!!..
أغمضت رقية عينها وفتحتها مجدداً وهي تفكر في حل لتلك المعضلة، ماذا عليها أن تفعل لاتستطع ردها وهي لجأت لها، وبعد تفكير لمدة دقائق خطر ببالها الشخص المناسب فأسرعت تفتح حقيبتها وتخرج هاتفها لتبحث عن أسمه في قائمة الأسماء ثم وضعت الهاتف علي أذنها تنتظر الرد فهو الحل أمامها الأن..
..............
بعد مرور بضعة من الوقت دلف للمكان وهو يبحث بعينه عنها حتى لمحها تجلس على أحدى الطاولات مع فتاة تخفي وجهها بيدها فأسرع في خطواته إليها حتي وقف بجوار طاولته وهتف :-
-رقية!!
وقبل أن تتحدث رقية،رفعت حنين عينها لتتسع بذهول وهي تراه أمامها، لم يختلف حاله عنها فهو أيضاً تفاجئ بها، فهتفت من بين دموعها :-
-آآآآ بيبيرس!!..
هتف الأخير بذهول أكبر :-
-حنين!!..
وزعت رقية بصرها بينهما هاتفة بتعجب :-
-أيه ده انتو تعرفوا بعض!!..
أومأت حنين برأسها ثم نكستها في الأرض خجلاً وهي تجهش في البكاء مرة أخرى، قلق بيبرس ثم سحب المقعد وجلس ووجه حديثه إلي رقية وبصره معلق علي الدمية الصغيرة :-
-في ايه يارقية قلقتيني!!..
نظرت رقية لحنين ثم عادت النظر إليه فتنهدت قائلة بجدية :-
-هحكيلك!!...
فسردت عليه الأمر وهي تنظر لحنين بإشفاق التى لم تكفي عن البكاء ، سمعها بيبيرس بدهشة كبيرة وبالأخص عندما علم انها إبنة عم رفيقه، وبعدما أنتهت رقية تحدثت بنبرة رجاء:-
_وأنا بطلب منك تساعدنا، لاني جاسم ماينفعش يعرف حاجة زي دي !!..
حرك كفه في الهواء بحركة بسيطة وأردف بعدم تصديق:-
-مش ممكن!! يعني دي بنت عم جاسم!!..
أومأت رقية برأسها ثم هتفت بلهفة :-
-هتساعدها يابيبيرس!!..
تحولت قسمات وجهه الي الجمود وهو ينظر لحنين التي تتحاشي النظر إليه خجلاً، فهتفت بلهجة جامدة :-
-تعرفي عنوان الواد ده؟!!..
توقفت عن البكاء ورفعت رأسها ببطء وأومأت بالأيجاب ،ليخرج ورقة وقلم من جيب سترته ووضعهما أمامها قائل بلهجة صارمة:-
-أكتبي!!..
أمسكت القلم بأيدي ترتعش وهي تشهق ثم دونت العنوان وبعدما انتهت جذب الورقة بقوة ولم يتمهل ورحل كالقذيفة..
............
-في مزرعة نضال..
في بيت صغير يشبه الكوخ في منطقة متطرفة من المزرعة يسكن به رجلاً عجوزاً خصلات شعره البيضاء تدل على خبرته الكافية في هذه الحياة...
كان نضال يجلس علي الأريكة المتهالكة واضع يده خلف عنقه وناظر للسقف، فجاء الرجل كبير السن وهو يستند على إبنته وعلي عكازه الخشبي فأعتدل نضال ونهض علي عجالة ليأخذ بيده ويساعده علي الجلوس وجلس بجواره ليهتف العجوز وهو يحادث إبنته :-
-أعمليلنا كوبابتين شاي يابنتي!!..
أومأت إبنته برأسها قائل بلهجة خافتة :-
-حاضر يابابا!!..
ثم سارت نحو المطبخ لتصنع قدح الشاي ، ليتحدث العجوز مع نضال :-
-إيه الجديد عندك يانضال، لسه تايهه في البحر!! لسه غريق ملقتش الشط!!..
تنهد نضال تنهيدة عميقة ثم أردف بحزن:-
-مش عارف أعمل أيه ياحج كل مابشوفها قدامي بحس بالذنب بحس بنار جوايااا،أنا في معركة بين ضميري ومشاعري مش عارف أتصرف ازاي..
تحدث الرجل بنبرة رذينة :-
اعمل الصح يانضال، البنت دي ربنا بعتها ليك عشان يعرفك إن في ناس محتاجلك وإن قرارك غلط من البداية..
هز نضال رأسه قائل بخفوت :-
-مش قادر انسى، جوايااا شعور بالذنب هيموتني!!..
ربت الرجل علي فخذيه قائل بجدية :-
-دي أعمار يابني مكتوب وكل اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفوه العين!!..
ثم تابع حديثه بهدوء :-
-حاول تنسى يابنى وارجع شغلك تاني كمل رسالتك وقدم واجبك المفروض عليك..
نظر نضال له نظرات تائهة فلا يعلم هل يستمر في إخفاء هويته عن رقية أما يكشف عن نفسه ويحدث مايحدث...
..................
مرت العديد من الساعات وحنين لم تصمت عن البكاء بل زادت فيه حتي أحمر أنفها بشدة، فحاولت رقية تهديئتها قائلة بتوسل :-
-كفايه ياحبيبتي، اطمني أن شاء الله خير وبيبيرس يعرف يتصرف!!..
فتحدثت حنين من بين دموعها وقد صمتت لثواني :-
-هو أتأخر آآ كده ليه يارقية؟!!..
نظرت رقية في ساعة هاتفها لتجد بالفعل الوقت تأخر فتنهدت قائلة بحيرة :-
-فعلاً أتأخر، بس الغايب حجته معاه!!..
وعندما لاحظت أن حنين سوف تبكي مجدداً أمسكت كفها وربتت عليه بحنان :-
-اهدي عشان خاطري، والله قلبي بيقولي أن الموضوع هيعدي علي خير!!..
تحدثت حنين بنبرة إنكسار ودموعها تجري على وجنتيها :-
-أنا اتفضحت قدامه واكيد هيقول لجاسم!!..
هزت رقية رأسها معترضة قائلة بجدية :-
-مش هيقوله أنا عارفة بيبيرس كويس متقلقيش..
ثم اردفت متابعة :-
-وبعدين فضيحة أيه دي انتي ماعملتيش حاجة تتكسفي منها هو اللي واحد حيوان وركب الصور دي!!..
ثم رمقتها بشك قائلة :-
حنين الصورة دي تركيب مش كده!!..
أومأت حنين رأسها سريعاً هاتفة :-
-والله العظيم تركيب يارقية آآآآ أنا معملتش كده، أنا كنت بتصور معاه صور عادية وبتبقي معانا شيري كمان!!..
تمتم رقية بداخلها بضجر :-
-ماهي شيري دي أوس البلاوي كلها!!..
ثم ابتسمت لحنين قائلة :-
-وأنا مصدقاكي ياحبيبتي!!
فتابعت حنين بألم :-
-عارفة اكتر حاجة واجعني يارقية إن خذلت جاسم، خذلته من ساعة مالغيت عقلي وبقيت أمشي ورا شيري لحد ماخسىرت برائتي واتخليت عنها..
رمقتها رقية بشفة ثم ضغطت علي كفها قائلة بأبتسامة:-
-برائتك لسه باينة في عينك ياحنين انتي لسه نضيفة من جواكي. والحمد لله فوقتي بدري محدش كان ضامن إيه اللي يحصل..
أومأت حنين برأسها وهي تغمض عينها وتفتحها مجداً، فإمسكت رقية بكوب الليمون الذي طلبته لها قائلة بإبتسامتها ونبرة غير قابلة للنقاش :-
-اشربي ده عشان تهدي!!
لم يكون لديها أي شهية ولكنها تناولت الكوب وإرتشفت منه القليل، لتهتف رقية بعدها بلهفة :-
-اهو بيبرس جه!!..
إهتزت يد حنين بالكوب فقد شعرت بالتوتر والهلع فتناولت رقية الكوب منها سريعاً ووضعته على الطاولة ثم نظرت إلى بيبرس القادم إليه في هيئة غير منظمة كالخارج اللتو من معركة وصل إليهما وجلس على الطاولة لتهتف رقية علي عجالة :-
-هاا طمنا يابيبرس!!..
نظر بيبرس لحنين نظرة جامدة ثم وضع يده في جيب بنطاله ليخرج بطاقة ذاكرة "كارت ميموري" ووضعه علي الطاولة قائل :-
-اهو الكارت اللي عليه صورك!!..
مسكت البطاقة وقد بدأت الابتسامة السعيدة تغزو ثغرها كما فرحت رقية أيضاً ووجهت حديثها إلي بيبرس قائلة :-
-بجد مش عارفة اقولك ايه يابيبرس جميلك ده في رقبتي!!..
بيبيرس بنبرة جامدة :-
-متقوليش حاجة يارقية ده واجبي وأنا عملت كده عشان خاطر صاحبي..
ثم نظر إليها "حنين" نظرة ذات مغزى قائل :-
-مش عشان حد تاني!!..
شعرت حنين بالخزي فأطرقت رأسها خجلاً فلم يعد لديها عين للمواجهة..
وزعت رقية انظارها بينهما ثم قالت بتسائل :-
-طب آآ مش ممكن يكون معاه نسخة تانية!!..
هز بيبرس رأسه نافياً قائل بلهجة شبه غاضبة :-
-متقلقيش أنا كسرت الشقة على دماغه، والكمبيوتر وكل حاجة مفيش صور تاني..
تنهدت رقية بإرتياح، لينهض بيبرس قائل بجدية :-
-أنا همشي ولو عوزتي أي حاجة تاني يارقية أنا في الخدمة!!..
أومأت رقية برأسها قائلة للمرة ثانية :-
-مش عارفة اقولك ايه ،واللمره التانية شكراً علي وقفتك معاناا..
ثم تابعت بحذر ونبرة خافتة :-
-وطبعاً مش عايز أكد عليك جاسم ماينفعش يعرف حاجة!!..
هو ومازال ينظر إلى حنين قائل بلهجة جامدة :-
متخافيش مش هبلغه عشان ماتحصلش مشاكل..
ثم تابع بلهجة ذات مغزى متهكمة :-
-مش عشان خاطر حد!!..
لم تستطع الصمود أكثر من ذالك فعادت للبكاء مرة أخرى، لينظر لها نظرة أخيرة ثم يرحل، ولم تتمهل رقية فنهضت وسارت خلفه سريعاً حتي أصبحت قريبة منها فهتفت :-
-حنين ملهاش ذنب يابيبرس!!..
إستدار لها بيبرس قائل بغضب :-
-حد كان ضاربها علي ايدها عشان تعرف الأشكال، انتي لو كنتِ شوفتي اللي أنا شوفته في شقة الواد ده كان زمانك رجعتي!!..
رقية بهدوء :-
-حتي لو غلطت هي فاقت وعرفت غلطها كويس ويابيبرس حنين ساذجة أي حد يضحك عليها بسهولة والحمدلله المره دي عدت على خير..
ثم تابعت بنبرة ذات مغزى :-
-وبعدين هي لو بنت مش كويسه كانت وفقت وراحتله الشقة زى ماطلب لكن هي لجأت لينا عشان نساعدها..
نظر لها مطولاً ثم مسح علي شعره، لتقترب منه رقية قائلة بإبتسامة :-
-حنين لسه بريئة، لسه بنت في الإعدادية وومراهقة في الثانوية هي لسه صغيرة!!..
بيبرس بنبرة متهكمة :-
-رقية انتو الفرق مابينكم يعتبر مافيش!!..
رقية بنفس ابتسامتها وكأنه لاتسمعه:-
-هيبقي معاك طفلة هتحسسك أنك عندك بنوته هتعيش جواه طفولته!!..
ظهر الإرتباك على وجه بيبرس وهو يقول :-
-آإآ انتي بتقولي إيه!!..
ضيقت عينها قائلة بحب :-
-ابقا خلي بالك منها!!..
فهتف بيبرس وهو يرحل ويهرب :-
-انتي شكلك مجنونة انتي كمان!!.
ليغادر المكان وتضحك رقية وتتمنى من قلبها أن يصدق أحساسها ويجمع الله الاثنان...
................
-في قصر عائلة الراوي.. وتحديداً غرفة مشيرة!!..
كانت الممرضة تعاونها في السير ذهاباً وإياباً في الغرفة حتى فُتح الباب ليدلف منه حازم توقفت مشيرة عن السير ورمقته بجمود فمنذ أن خرج من المصحة وهي لاتتحدث معه كإي أم حزنت علي ماوصل إليه إبنها. استأذن حازم من الممرضة أن تترك بمفردهما ففعلت ذالك، فأخذ حازم بيد والدته واجلسهاا علي الأريكة بحرص وهي تشيح بوجهها بعيداً، فتحدث حازم بمرح وهو يمسك كفها:-
-مش كفاية كده ياشوشو!! أنا ده مش أد خصامك برضه !!..
كانت ممتعضض الوجه ولم تجيبه ..
فتنهد قائل بنبرة أسف :-
-حقك عليا ياأمي أنا عارف إن غلطت وان السبب في تعبك لكن خلاص أنا بقيت انسان تاني هاخد بالي من دراستي ومش هسسببلكم أي مشاكل ..
إلتفتت له مشيرة لتشهق مرة واحدة عندما لاحظت تلك الكدمات في وجهه فتحسست وجهه بهلع قائلة :-
-ايه ده انت اتخانقت مع مين!!..
حازم بنصف إبتسامة :-
-لا متخانقتش مع حد ولا حاجة دي حاجة بسيطة كده!!..
فتحدث جاسم الذي دلف اللتو بمرح :-
-وأحنا عاوزين نعرف ايه سبب الحاجة البسيطة ديه!!..
ضغط حازم علي أسنانه بغيظ :_
-أولاً أنا بتكلم مع أمي ماتكلمتش معاك!!..
جلس جاسم بجوار مشيرة من الناحية الأخرى وقبل كفها قائل بإبتسامة :-
-اخبارك أيه ياست الكل!!..
مشيرة وهي تحتضن يده :-
-بخير ياحبيبي طول ماانت بتسأل عليا..
ثم لاحظت وجود كدمة في وجهه فوزعت انظارها بين ولديها قائلة بغضب :-
-انتو اللي ضاربين بعض بالشكل ده مش كده؟! ..
تحدث جاسم وهو ينظر لأخيه نظرات ذات معني:-
-ولا ضاربين بعض ولا حاجة ده هزار..
مشيرة بنزق :-
-هزار!! انتو لسه فاكرين نفسكم عيال.. وبعدين هو الهزار يبقا بالشكل ده..
جاسم بلا مبالاة قائل :-
-قولي لإبنك بقاا!!
حازم بضجر:-
-نعم!! هو لو انا اللي قلت عاوز ألعب ونزلت فيك ضرب وبعدين هي مش راضية عني خلقه فمتزودهاش!!
ثم تحدث جاسم بجدية وهو يوجهه حديثه لولدته :-
-خلاص بقاا ياشوشو، سامحيه وانا اوعدك انه مش هيمشي عوج تاني..
فنظر لحازم بجمود :-
-متخافيش انا عامل عليه حصار مش هيقدر حتى يفكر بس يمشى عوج!!
رمقه حازم بنزق ،فتنهدت مشيرة بإبتسامة وهي تنظر لحازم :-
-مفيش أم بتزعل من حته منها!! الأم بتزعل عليهم عشان عايزاهم أحسن ناس!!
تهللت أساريره وهتف بفرح :-
-خلاص سامحتيني مش كده، أنا عارف الجملة بتاعة الأمهات دي !!..
أومأت مشيرة برأسها ليرتمي حازم في أحضانها وتزيد هي من عناقه وهي تقبله بأمومة تبسم جاسم وهو ينوي النهوض قائل :-
-طب أنا شكلي غريب في القعدة دي أستأذن بقا !!..
وقبل أن ينهض جذبته مشيرة هو الآخر لأحضانها قائلة :-
-غريب ايه ياحبيبي ده أنا عايشين بحسك في الدنياا!! ده انت حمانا وسندنا..
لوي حازم فمه بتهكم قائل :-
-خلاص ارتاحت كده قلبت المشهد ليك!!..
جاسم بنصف عين :-
-طول عمره المشهد ليا ولاماكنتش واخد بالك!!..
حازم بنبرة ساخرة :-
-لا اصلي كنت في مشوار ومحدش قالي!!..
مشيرة بعتاب :-
-بطلوا مناقرة في بعض بقاا!!..
فأبتعد الاثنان عن أحضانها وهتف جاسم بجدية وهو ينظر لساعته :-
-أنا لازم امشي عندي شغل!!..
ونهض وقبل أن يرحل أمسكت مشيرة يده قائلة بنبرة تحمل عتاب :-
-مش ناااوي ترجع رقية ياجاسم!!..
زفر جاسم بضيق قائل :-
-بعد إذنك ياأمي الموضوع ده انتهي ومش عاوز اتكلم فيه!!..
ثم تابع :-
-وبعدين فجأة كده حبتيها ده انتي ماكنتيش طايقها في البيت اصلا، وكنتِ بتتهميني بالجنون عشان حبيت واحدة زيها واتجوزتها!!..
إبتلعت ريقها قائلة بخفوت :-
-معاك حق!! لكن البنت دي وقفت معايا في مرضي وكنت عاوزة اشكرها حتى!!..
تحدث جاسم بجمود :-
-انسيها ياماما انسيها خلاص!!..
انهي جملته ورحل سريعاً.. لتتنهد مشيرة بضيق قائلة بين نفسها :-
-وأنت هتقدر تنساها!!
ثم نظرت إلى حازم الذي هز رأسه بعدم رضا..
.............
مرت عدة أيام كانت هادئة علي البعض، فرقية طيلة النهار تعمل في المزرعة ومع غروب الشمس تدلف لسكانها لتحيا مع كتابتها، وأيام محاضراتها تعود إلى القاهرة، اما عن جاسم فتوطدت علاقته مع تمارا ولم ينكر انه أعجب قليلاً بشخصيتها الجامدة العاقلة في المؤتمرات ومع ذالك لم يحاول الإعتراف بهذا وقد أصبحا الاثنان حديث الإخبار ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي..
حازم تائه في أمره لايعلم ماذا يفعل لايتخيل أن يكون هذا نصيبه في الحب الذي دق علي قلبه لأول مرة، احياناً يتصل بها ويغلق سريعاً قبل أن تجيبه ولكن قامت هي بوضعه في حظر المكالمات كأنها تعلن النهاية التي لم تبدأ بعد..
أما الجديد هو أن معتز بعد طول إنتظار سوف يتزوج من بسمة فهو خطبها لفترة ثم عقد القراءن واليوم زفافهما فسوف تعود رقية إلى القاهرة لقضاء اليوم مع إبنة خالتها..
...........
خرجت من المرحاض بعدما استحمت فكانت ترتدي منامة حريرية خفيفة وتترك شعرها المبتل خلف ظهرها، وجدت دنيا تقوم بتعديل رداء للسهرة جذاب ورقيق للغاية من اللون الموف ومعه حجابه ومستلزماته فوقفت بجوارها قائلة بتسائل :-
-ايه ده يادنيا!!..
انتبهت لها دنيا فأعتدلت في وقفتها وتبسمت قائلة :-
-ده ليكي ياروكاا!!..
قطبت مابين حاجبيها بتعجب :-
-لياا أنا!!
ثم سارت لتمسكه بيدها ثم هتفت بإعتراض وهي تتركه :-
-أنا جبت فستان متهزريش!!..
دنيا بتهكم :-
- وهو في حد رايح فرح يجيب فستان أسود يارقية!!..
ظهر الضيق علي وجه رقية ثم سارت نحو الخزانة وفتحتها لتخرج فستانها بعناية قائلة وهي تشير لقطع فصوص :-
-مش كله أسود في فصوص بيضا اهي وبتلمع ولا مش شايفاها..
ضحكت دنيا وإتجهت نحوها قائلة بخفة :-
-لاشايفهم ياستي ،بس الفستان برضه كئيب شويه وبعدين اللون الموف هيجنن عليكي..
زمت رقية شفتيها قائلة :-
-لا ياست أنا هارتاح في ده!!..
دنيا بنفاذ صبر :-
-رقية اسمعي كلامي والله هيبقا حلو عليكي بجد، وكمان الفستان ده لبستيه قبل كده !!..
صمتت رقية لثواني وهي تطالعها بنطراتها ثم قالت بضيق :-:-رق
-طب خليه ليكي يادنيا!!..
دنيا بتصميم :-
-لا لأن أنا جبته ليكي انتي!!..
رقية بأرتباك :-
-أيوة بس آآآآ..
دنيا بلهجة غير قابلة للنقاش :-
-مفيش بس يارقية هتلبسيه يعني هتلبسيه عشان خاطري بقاا..
وبعد إلحاح دنيا استسلمت رقية للموافقة وهزت رأسها بإيماءة بسيطة قائلة بإبتسامة :-
-ماشي هاخده!!..
لتصفق دنيا بسعاده، وتتابع بإمتنان :-
-انا بجد مش عارفة اشكرك ازاي يادنيا!! دنيا بعتاب :-
-مفيش شكر بين الاخوات وهو انا مش زي اختك..
تحدثت رقية بود :-
-واكتر والله، أنتي بقيتي زي سارة ورباب لياا..
ثم وضعت ردائها كما كان في الخزانة، لتسألها دنيا :-
-هي سارة دي كل صحابك؟! .
تنهدت رقية وهي تمسك الفرشاة لتمشط شعرها قائلة بألم :-
-معرفش غيرها أصلاً وهى الوحيدة القريبة مني!!..
دنيا بأبتسامة :-
-طب وهي عاملة أيه دلوقتي!!..
ضحكت وهي تتذكر هيئة رفيقتها المنتفخة :-
-الحمدلله كويسه بس شكلها يفطس من الضحك لما بتيجي الجامعة وبطنها قدامها زي الكورة كده بتكون عاوزة تتدحرج مش تمشي!!..
ضحكت معها دنيا ثم هتفت :-
-ربنا يقومها رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون يارب!!..
لتأمن رقية علي حديثها بحب :-
-أمين ياارب واشوفها في أحسن حال..
.............
في مركز التجميل..
إنتهت من إرتداء فستانها ونظرت لنفسها نظرة أخيرة برضا فالفستان كان يشبه فستان الأميرات فصدقت واحسنت دنيا في أختياره ، كانت لم تلف حجابها فتركت العنان لشعرها ينسدل علي ظهرها فأعطاها منظر جذاب ظلت تدور بالفستان ويدور معها شعرها ثم توقفت وهي تلهث ثم وضعت يدها فلا..ي خصرها تستعرض نفسها أمام المرأة ولكن كما يقولوا "الحلو لم يكمل" فلاحظت حروق وجهها فأنتشلت ألابتسامة من علي وجهها وحل مكانها العبوس..
وفي هذآ الحين دلفت شقيقة "بسمة" الصغرى الذي هتفت بإنبهار:-
-شكلك حلو اووي ياأبله رقية!! أنتي هتحضر الفرح يشعرك!!
ابتسمت رقية لها قائلة :-
-لا، عشان حرام أفضل بشعري!!..
زمت شفتيها بحزن قائلة :-
-ليه كده يعني جوزك مش هيشوفك وانتي حلوه كده!!..
نطقت رقية الجملة بهمس وألم :-
-آآ جوزي!!..
هزت الصغيرة رأسها قائلة بهدوء :-
-اه جوزك مش انتي متجوزه؟
! ، اختي بسمة ورتني صورة واحد في المجلة وقالتلي ده يبقي جوز ابله رقية وكان حلوو اوووي...
ثم هتفت بإبتسامة :-
-هو جوزك ده هيجي الفرح النهاردة!!.
كلمات صغيرة من طفلة صغيرة جعلتها تسرح به ثم نظرت للصغيرة قائلة بخفوت :-
-اااه هيجي آآ هيجي!!.
ثم ابتسمت قائلة بجدية :-
_روحي بقاا شوفي بسمة جهزت ولا لسه..
أومأت الصغيرة برأسها وسارت سريعاً ولاتعلم رقية انها وقفت خلف الستار وبيدها هاتف بسمة وقامت بإلتقاط صور لها بهذا الفستان وظلت تلتقط لها الصور حتي بعدما خلعته رقية لتعدل شئ به وظلت بثياب داخلية تظهرها شبه عارية لتبتسم الصغيرة بسعادة قائلة :-
-عشان اوريها لعمو جوزها في الفرح..
وبعد مرور الوقت وقفت بسمة بثوبها الأبيض الناصع وحجابها الذي يتتوج بتاج أعلى رأسها تنظر لنفسها بفرح فهي ملكة والأن سوف تزف لأميرها دنت منها رقية وإحتضنتها قائلة بسعادة :-
-الف مبروك ياحبيبتي!!
بسمة بإبتسامة على ثغرها :-
-الله يبارك فيكي ياروكا..
ثم تابعت بسعادة عارمة بعدما إبتعدت عنها :-
-أنا فرحانة اووي يارقية!!..
ربتت رقية علي كفها قائلة :-
-ربنا يسعدك في حياتك ..
وبينما هما يتحادثان سمعا صوت زفة وسيارات فجاءت شقيقة بسمة قائلة سريعاً :-
-العريس جه العريس جه!!..
ظهر الهلع علي بسمة والإرتباك فأمسكت جيداً قائلة بنبرة مذعورة مع زيادة ضربات قلبها :_
-الحقيني يارقية قلبي هيقع في رجلي..
ضحكت رقية قائلة بمداعبة :-
_اهدي كده ياعروسة اومال هتعملي ايه في الفرح..
وقف معتز أمام السيارة بإبتسامة وهو يمسك باقة الزهور في يده، وكان بيبيرس يبتسم بتسلية ثم هتف وهو ينظر لباقة الزهور ويسند على السيارة :-
-قولي ياميزو هو أنت أشتريت الورد ده ولاسارقه من جنينه!!..
رمقه معتز بحنق قائل :-
-لم نفسك يابيبرس احنا لسه في أول الليلة ومش عايز أقل أدبي عليك ..
غمز له بيبيرس قائل بخبث :-
-لا ياعم وفر مجهودك وقلة أدبك لبعد الفرح..
إستشاط معتز منه وقبل أن يهدر به ظهرت حوريته الجميلة بعدما فُتح الباب لتسير بإستحياء وهى ترفع ثوبها وخلفها شقيقتها وأصدقائها ورقية التي بحثت بعينها عنه فلم تجده ولمحت بيبرس يبتسم لها ويشاور بكفه فإبتسمت له أيضاً وشاورت له، تقدم معتز من عروسته قائل بهمس وهو يضع يدها في يده:-
-ايه القمر ده بس!!
تبسمت بحياء ثم سارت معه وسط الطبول والمزمار والتصفيق..
_استقلت "بسمة" سيارة بيبرس المزينة بالورد فهو أصر علي معتز أن يزفهم بسيارته الخاصة ويكون هو سائقها.، وكانت خلفها رقية تساعدها في حمل ثوبها الأبيض من علي الأرض، فأنحنت لتدخل لها أطرافه للداخل حتي تستطع تغلق الباب، فاعتدلت في وقفتها وإبتسمت لها بحب وأغلقت الباب،ليمسك معتز كف زوجته البارد ولثمهم بقبلة هادئة قائل بدفء:-
-بحبك!!..
توردت وجنتيها خجلاً وهي تحاول السيطرة علي دقات قلبها التي تعزف كالطبول...
تنحنح بيبرس الجالس في الكرسي الأمامي أمام عجلة القيادة وتحدث بعتاب مصطنع:-
-مش كده يااخوانا يعني راعوا مشاعري كإنسان!!..
رمقه معتز بغضب قائل :-
_بس يازفت، ويله اتحرك!!..
أومأ بيبرس برأسه وغمز "لمعتز" بعبث من المرأة قائل :-
-حاضر ياعريس ده انت تؤمر..
فإدار السيارة لتسعد للسير، اما هي وجدت نفسها وحيدة وهي تبحث عن مكان فارغ لها فالمقعد الذي بجوار بيبرس إنشغل فجلست عليه شقيقه بسمة الصغرى، فعضت علي شفتيها بحرج ماذا عليها ان تفعل؟!! فبألتاكيد لم تجلس بين العروسين وتفسد عليهما الأجواء الرومانسية.. زفرت بضيق حتي غزت انفها رائحة عطره المميز فنظرت بجوارها لتجده واقف بهيبته وطالته الجذابة وهتف بلهجة جامدة وهو يشير بعينه لسيارته:-
-تعالى معااايا!!..
مرت دقائق عليها وهي واقفة تتأمل به فقد اشتاقت له، اشتاقت لعطره، لصوته لحديثه ،لكل شئ فقد اشتاقت لجاسم.. انتبهت لنفسها اخيرا وهزت رأسها ببطء وهي تبتلع ريقها قائلة بخفوت :-
-لا انا هاركب مع بسمة!!..
نظر جاسم لسيارة العروسين ونطق بلهجة متهكمة ساخرة :-
-تركبي فين هتقعودي علي حجرهم مثلاً!!..
نظرت له مطولاً ثم فركت كفيها ببعضهما وهي تنظر أرضاً..
فتحدث مرة أخري :-
_يله مش هنفضل واقفين كده كتير !!..
رفعت رأسها من الأرضية واصطنعت الثبات وهي ترفع أنفها قائلة بجدية :-
-اللي بينا دلوقتى مايسمحليش أن اركب معاك لوحدي!!..
كلمات نطقها لسانها وكأنه يعاند مع قلبها، أما هو صمت لثواني ثم رفع حاجبه قائل بجمود للغاية :-
-واللي كان بيناا مايسمحليش إني أسيبك واقفة في الشارع!!
جملة خرجت منه بتحدي وغضب نظرت له وهي ثابتة في نظراتها حتي تحركت السيارات ولم يبقي سواهما فتحدث بنبرته الجامدة :-
-يله!!.
لم يبقي أمامها اختيار اخر فرفعت فستانها وسارت نحو سيارته..
.........
- في السيارة..
طوال الطريق وهي تمسك بحقيبتها الفضية تعبث بها لتحاول القضاء علي إرتباكها الملحوظ، فكان يقود سيارته ناظر أمامه ولايعيرها أي أهتمام وبينما هي تضع الهاتف علي قدمها أصدر رنين عالياً معلن عن إتصال فنظر جاسم ناحيتها ليلمح دون قصد منه صورته خلفية لشاشة هاتفها توترت أكثر ثم أغلقت الهاتف وهي تبتلع ريقها وتنظر من زجاج النافذة المغلق، زارته إبتسامة علي ثغرها ثم نظر للطريق أمامه!!..
..........
-في منزل شهد!!..
وضعت كوب الشاي علي الطاولة الصغيرة ثم أبتسمت قائلة لإبن عمها :-
-عايز حاجة تاني ياعصام!!..
كان يهاتف خطيبته عبر الهاتف فأبعد الهاتف عن أذنه قليلاً قائل :-.
-رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدونً ياشهد!!..
أومأت برأسها وهي مازالت تبتسم ثم دلفت غرفتها لتغلقها جيداً عليها كما حذرتها والدتها عند يكون إبن عمها معها بمفردهما في المنزل ، فإبن عمها يتواجد عندهم كل إجازة من الجيش ثم يسافر إلى أهله في الصعيد، وهذه السفرية حتي يجهز كل شئ لزفافه الذي أقترب..
تسطحت علي الفراش لتلعب في هاتفها وترسل احد الشباب علي موقع التواصل الاجتماعى بإيميلها المزيف إسماً وسناً، فهي تعرفت علي عدد كبير من الشباب واصبحت ترأسلهم يومياً لتسمع عبارات الغزل من خلف الشاشة والتي حرمت منها في الواقع تتمني أن تشعر بإنوثتها حتي لو بكلمة تعلم جيداً انها مزيفة.. ضحكت وهي تقرأ غزله الصريح ثم كتبت له الرد..
-في الخارج..
انهي حديثه مع خطيبته وقبل أن يرتشف الشاي رن هاتفه وكان المتصل زميل له وضع الهاتف علي أذنه قائل :-
-أيه يابرنس!!..
.. ايه ياعصوم أنت نزلت أجازة!!
.. اه أخيراً آخر اجازة خلاص قربت اخلص مدتي وأخرج علي خير واتجوز بقاا..
.. ايوة بقا ياعصومي هتبقا عريس بس هاتشرفنا ولايه هههه!!..
.. عيب عليك يا *** مابحبش اتكلم عن قدراتي..
.... طب يازميلي انا بقولك هنسهر حته سهرة النهاردة إنما أيه عنب شرب وستات واخر هيصه واهو بالمرة تعالي تعالي اعمل اختبار قبل الجواز هههه..
... لاياعم شكراً انا عندى سفر بكره بدري..
... تعالي بس ومش هتندم
... بقولك ايه سبني في حالي سلام ياشيطان أنت!!..
... هههههههههه ماشى سلام..
انهي المكالمة ثم وضع الهاتف على الطاولة وإرتشف من كوب الشاي فكان يدور في رأسه كلام رفيقه "هاتشرفنا ولايه، طب تعالى اعمل اختبار ليك قبل الجواز ههه"..
مسح علي شعره بضيق ثم نظر لهاتفه فأخذه سريعاً ليشاهد أبشع المشاهد، وبعد مرور الوقت بدأ يتصبب عرقاً وهو يبتلع ريقه الذي جف فجأة ظل هكذا حتي سال لعابه من فمه واصبح صدره يعلو ويهبط فأغلق الهاتف والقاه علي الطاولة وظل علي وضعيته هكذا فوسوس له الشيطان أن ينظر لغرفة ابنة عمه فتحركت رأسه ببطء ناحية غرفتها فلمعت الفكرة في رأسه ونهض من علي الاريكة وهو يبتسم بخبث ثم سار نحو الغرفة وطرق عليها..
-سمعت هي صوت الطرقات فنهضت من علي الفرأش ووقفت خلف الباب قائلة بحذر :-
- آآ في حاجة ياعصام، عاوز حاجة!!..
خرج صوته مرتبكاً قائل :-
-آآ اه افتحي عايز اديكي حاجة لعمي عشان همشي!!..
لم تعلم لماذا شعرت بالريبة ولكنها تغاضت عن ذالك وفتحت الباب لتتفاجئ به يكممم فمها بيده ويغلق الباب خلفه جيدا حاولت التملص منه ولكن كان بدون جدوي فدلف بها وإلقاها علي الفراش لتتراجع للخلف سريعاً قائلة وهي تتنفس علي عجالة :-
-في ايه ياعصام في أيه!!..
لم يجيبها فخلع تيشرته وجذبها من قدمها ليجثي فوقها وهو يضع علي وجهها تيشرته حتي لايشمئز منه ولم يظهر إلى فمها الذي قبل شفتيه بنهم ورغبة ثم قام بتمزيق ثيابها المنزلية ليظهر جسدها أمامه فتزداد رغبته أكثر واقبل عليها يقبل كل جزء يظهر من جسدها بشهوة، لم تستطع الصراخ لم تمتلك سوا دموع تتساقط من عينها تبلل وسادتها، فتم كل شئ وسألت الدماء وتركها علي قيد الحياة بدون روح فقد سلب روحها وأهان أنوثتها وهو يغتصبها..
.........
-في قاعة الأفراح..
جلس علي طاولة بمفرده يراقب رفيقه وهو يرقص مع زوجته بسعادة غارمة، إبتسم له ثم نقل بصره إليها ليجدها في ركن من أركان القاعة تصفق بسعادة لهما وبينما هي تلتف وجدته ينظر لها وتقابلت العيون في نظرة طويلة قطعها هو فاشاح وجهه للناحية الأخري، تنهدت بحزن ثم سارت لتجلس علي الطاولة بجوار شقيقتها..
وبينما هو جالس دنا من ه بيبيرس وخلفه شقيقة بسمة تركض وراه فوقف قائل بضيق :-
-يابنتي مالك في ديلي كده ليه!! روحي ياحبيبتي اقعدي جمب اختك في الكوشه!!..
أبتسمت الصغيرة له قائلة :-
-لا انا عاوزة ارقص معاك!!..
ضرب بيبرس كفاً علي كف ثم جلس بجوار جاسم الذي ضحك قائل :-أي بقيت تخصص أطفال الايام دي!!..
بيبرس بضجر :-
- دي عيله فظيعة من ساعة ماركبت معايا العربية واحنا جايين وهي لزقه في ديلي!!..
جاسم بإبتسامة :-
-معلش شكلها معجبة ول
ا حاجة!!..
بيبيرس بتهكم :-
اسكت ياجاسم دي لايمكن تكون عيله، لا وأيه عايزة ترقص معايا اا!!..
اناهي جملته لتقف بجواره قائلة بحزن مصطنع :-
-يله بقا عشان ترقص معايا!!..معاكن
لوي بيبيرس فمه قائل بإمتعاض:-
-اتفضل ياسيدي!!..
ثم نظر لها قائل :-
-ارقص معاكي ازاي ده انتي شبر ونص ماتجيش ركبتي اصلاً، روحي شوفي حد في طولك ..
عقدت ساعديها امام صدرها بتذمرقائلة :-
-لا انا عاوزاك انت!!..
بيبرس بضيق وتهكم :-
-ليييه انا، اشمعنا أنا..
اسبلت عينها بشكل كوميدي هاتفه :-
-عشان انت الكراش !!..
بيبرس بنزق :-
-ايه ياختي!!..
كررت الجملة بأستحياء :-
-كرااش!!..
لم يتمالك نفسه جاسم وانفجر ضاحكاً علي حديثها، فلمحته الصغيرة وتذكرته علي الفور وهتفت :-
-انت جوز أبله رقية مش كده!!..
توقف عن الضحك لتتابع هي بعتاب طفولي :-
-يعني انت قاعد هنا وسايب مراتك لوحدها روح ارقص معاها زي عمو معتز وبسمة..
تحولت ملامحه إلى الجمود مرة واحدة ، فادرك بيبرس الوضع فنهض ليبعد الصغيرة فقالت علي عجالة وهي ترحل :-
-استنى انا لازم أوريه حاجة ثانية واحدة!!..
عادت بعد قليل ومعها هاتف شقيقتها وجلست علي المقعد بجوار جاسم ووضعت أمامه الشاشة قائلة بإبتسامة وببراءة :-
-بص ابله رقية وهي حلوه!!..
دقق في الصورة لتتسع عينه بصدمة وذهول ثم ضغط علي أسنانه بقوة كاد أن يحطمهم وبكل غضب انتشل الهاتف من يد الصغيرة وسار نحوها كالقذيفة..
... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#35

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

فصل إستثنائي..
كان ابن شقيقتها علي قدمها تداعبه قائلة بإبتسامة وهي تعبث في بدلته الصغيرة وهو يضحك :-
-أيه الشياكه دي هاا قولي أيه الشياكه دى ياحبيب قلب خالتو أنت..
أبتسمت رباب بحرج قائلة:-
-ماهو كله من فلوسك اللي بتبعتيها لينا كل شهر، ده انا وشي منك في آلأرض ..
رمقتها رقية بعتاب وأردفت :-
-والله ازعل منك مفيش الكلام ده بينا، وبعدين عاوزاني اعرف انك في زنقة وموقفش جمبك أومال اسمي أختك ازاي يعني!!..
ثم تابعت بتسائل :-
-وقوليلي جبتي حلق مكان اللي بعتيه ولالا؟!..
تحدثت رباب بهدوء :-
-لا لسه، اصلي لو جبت المخفي ده هيعرف أن معايا فلوس وانا شايلهم ليا وللعيال..
أومأت رقية رأسها بتفهم ثم تابعت بضجر :-
-هو لسه قاعد في البيت مابيشتغلش!!.. تنهدت رباب بحزن قائلة :-
-اهو قاعد هايروح فين يعني!!..
حزنت من أجل شقيقتها ثم دعت ربها أن يهدي زوج شقيقتها وتابعت لهوها مع الصغير حتي تفاجئت بمن يقبض على ذراعها بقوة فرفعت عينه لتقابل عينه التي تنبعث منها الشر فهتف بصرامة :-
-قومي عاوزك!!.
تعجبت رقية . فهتف رباب بتسائل :-
-في حاجة يارقية!!..
زت رأسها بعدم فهم ثم أعطت الصغير لوالدته، ونهضت وقبل أن تسير، اعترضت رباب قائلة :-
-انتي رايحة معاه فين!!.
ثم وجهت حديثها لجاسم بجمود :-
-في أيه ياجاسم بيه مش كل واحد راح لحاله عاوز منها أيه دلوقتى!!..
نظر جاسم لها نظرة نارية ثم هتف :-
-مش هاكلها هرجعها تاني!!..
ولم يعطي لها فرصة للرد فقد سحب رقية وخرج بها من القاعة كان يسير بخطوات سريعة وهي خلفه كالبهيمة حتي وصل إلى مممر في الفندق خالي من الناس ترك يدها بقوة ودفعها حتي اصطدمت في الحائط وهتف بنبرة شبه غاضبة :-
-ايه اللي أنت بتعمله ده آآآآ..
قاطعها ووضع الهاتف أمام عينها قائل بحده :-
-عايزة أعرف أيه ده!!..
نظرت للهاتف لتتسع عينها بصدمة ثم رمشت بعينها عدة مرات حتي تتأكد من الذي رأته، إبتلعت ريقها قائلة بصوت إختنق بالصدمة :-
-آآآآ أيه ده آآ يا جاسم !!..
احتدت نبرته أكثر وهتف بغضب :-
-أنا اللي بسألك ياهانم ، انتي ازاي تسمحي لحد يصورك بالمنظر ده!!..
هتفت هي بتسائل وقد تجمعت العبرات في مقلتيها:-
-مين ده اللي صورني!!..
ثم أدارت الهاتف تتفحصه قائلة بتعجب :-
-ده تليفون بسمة مين ادهولك!!..
جاسم بنبرة ساخرة :-
-كان مع البت الصغيرة جات تفرجني عليكي وانتي تعتبري عريانه!!..
عندما نطق جاسم لفظ الصغيرة شارددت لتتذكر جملة الصغيرة في مجلس التجميل "يعنى جوزك مش هيشوفك وانتي حلوه كده!! "
تنهدت بغضب ثم هتفت وهي تدمع :-
_دي اكيد هي اللى صورتني، واكيد صورتني من غير مااعرف، أنا كنت بشعري ساعتها..
ثم بحثت في الهاتف لتجد العديد من الصور لها ومن ضمنهم صورتها بالفستان وشعرها خلفها فأدارت الهاتف نحو جاسم وهتف بنبرة باكية :-
-اهو هي شافتني كده وقالتلي انتي حلوة والله ماكنت اعرف يعني انا هرضا ليها تصورني بالمناظر اللي فاتت دي !!.. ضرب جاسم الحائط بقبضة يده قائل بغصب :-
-أنا عايز اعرف أفرضي حد غيري كان شاف الصور دي كان الوضع هيبقا ايه!!
هزت رأسها بعنف وهي تبكي وصاحت :-
-معرفش معرفش قولتلك ماكنتش أعرف !!.
ثم تابعت بغضب :-
_وبعدين انت محموق اووي كده ليه هااا!! خلاص مبقاش في حاجة تربطنا، يعني أتصور عريانة ولامتصورش انا حره ..
ضغط علي ذراعها بقوة ألمتها وهتف وهو يجز علي أسنانه :-
-ماتستفزنيش، كنتِ عاوزني اشوفك كده واسكتلك دي لو حكمت كنت قطمت رقبتك فيها ولا حد يشوفك بالمنظر ده، وانتي بالنسبالك عادي صورك دي!! ..
قررت اللعب علي الاحبال فمسحت دموعها قائلة بجمود :-
-ايوة عادي وماتشغلش بالك بياا..
كان كالقنبلة التي علي وشك الأنفجار فأوما برأسه إيجاباً قائل بنبرة تحمل شحنة من الغضب :-
-إذا كان هو عادي بقاا يبقي انا عاوز اتفرج!!
لم يكن جاسم الذي تعرفه وكأن القسوة أصبحت تتغلغل بداخله فوضع يده في جيبه وهو يرمقها بتفحص قائل بجمود :-
- يله فرجيني بقاا!!..
جحطت عينها من هول الصدمة، فالجملة سقطت علي اذنها كالصاعقة فهي تريد إستفزازه وليست محقه في حديثها .. فأخرج يده من جيبه واقترب منها قائل بخبث وهو يرفع حاجبه :-
-ايه مالك عايز اشوف اللي كان في الصور على الطبيعة..
ظلت تهز رأسها بعدم تصديق وبكل قسوة اقترب أكثر منها ومزق مقدمة فستانها وهو يهتف بقسوة حادة :-
-مش الصور عادي أنا عاوز اتفرج على علي العادي يله بقاا فرجيني!!..
مزق الفستان ليظهر جزء صغير من جسدها العلوي فابتعد لتضع يدها لعلها تخفي ماظهر، كان يتنفس بسرعة ولايعلم لماذا فعل هكذا فغيرته أعمته بشدة مسح على شعره بضيق لينظر لها يجدها تقف في الركن تمسك بيديها الاثنين موضع التمزيق وهي تبكي، فخلع سترته سريعاً واقترب ليضعها علي جسدها حاولت دفعه ولكنه أمسك يدها حتي انتهي وبينما هو يبحث بعينه في المكان لمح مرحاض في نهاية الممر فنظر لها يشير بالتحرك :-
-تعالى!!..
وكأنها تصلبت في الإرضية فلم تتحرك فزفر بغضب وجذبها عنوة وهي تتململ وتقف معترضة سار بها حتي وقف أمام المرحاض وقال بلهجة أمر :-
-خشي استني هنا لحد مااجي..
مرة ثانية لم تتحرك ظلت مصدومة من فعلته فصاح بنفاذ أمر :-
-أخلصي بقاا ،مطلعيش جناني عليكي.. إستدارت وفتحت الباب ودلفت داخل المرحاض لتبكي بحرقة أكثر..
...............
مرت دقائق كثيرة للغاية وهي جالسة في المرحاض تبكي وتشهق وهي تغلق عليها سترته لعلها تعطيها الدفء رغم جفاء صاحبها وبينما هي علي وضيعتها هكذا دخلت المرحاض عاملة في الفندق وتحمل علبة كرتونية مستطيلة الشكل فوقفت امامها قائلة :-
-حضرتك مدام رقية!!..
إنتهت لها رقية وأومات برأسها فمددت يدها بالفستان قائلة بإبتسامة :-
-جاسم بيه بعتلك الفستان ده وبيبلغك إنه في إنتظارك بره..
مدت رقية يدها التى ترتعش وتناولت العلبة وهتف بإبتسامة من بين دموعها :-
-شكراً..
تبسمت لها الفتاة ثم تركتها وخرجت لتفتح رقية العلبة وتوجد بداخلها ثوب شبيه لثوبها مع أختلاف التطريز.. لاحت علي ثغرها إبتسامة حزينة ومسحت دموعها ونهضت..
-في الخارج..
مسح جميع صورها من هاتف بسمة حتي تنهد بإرتياح فلم يتخيل أن يراها أحد غيره بهذه الوضعية ، ماذا لو كان معتز رأي هذه الصور علي هاتف زوجته سوف يقوم بقلع عينه التي تجرات ورأت جسد محبوبته الذي لم يستطع طرد حبها من قلبه ..
-بعد مرور الوقت خرجت بعدما إرتداءت الفستان الذي جلبه وقفت أمامه ووضعت سترته علي كتفه وقبل أن ترحل قالت له بتهكم حزين :-
-بقيت حد تانى للأسف!!
رمقها هو بحده وتحدث بجمود وهو يقرب وجهه من وجهها :-
_عايز اتخلص من لعنة عشقك!!..
أبتسمت بألم وهي تردد"لعنة عشقك" ثم رحلت من المكان بأكمله ولم تكمل حفل زفاف إبنة خالتها...
...........
بعد مرور يومين ..
-في منزل شهد..
دلفت والدتها وهي تحمل الملاءة لتجدها مسطحه علي الفرأش وكأنها ليست على قيد الحياة، فاقتربت منها قائلة بسخط :-
-انتي هتفضلي نايمه في السرير علي طول كده قومى شوفي دروسك ومدرستك!!..
تحدثت شهد بوهن :-
-سبيني ياماما أنا تعبانه!!
جلست والدتها وقد ظهر عليها القلق وتحسست جبهتها قائلة :-
-مالك فيكي أيه؟!!..
صمتت ولم تعلم بأى شئ تجاوبها تسرد لها الذي حدث ام تخترع شئ..
فتحدثت بصوت خافت :-
-ماليش بس حاسه نفسي مخنوقه اووي!!..
ثم لاحظت الملاءة التي في يد والدتها فظهر الهلع عليها ، حتي تحدثت والدتها بنبرة متهكمة وهي تضع الملاءة علي الفراش :-
-لقيتها منشوره علي الحبل، فأستغربت من امتا يعني بتغسلي فرش السرير بتاعك ..
رمقتها شهد بإنكسار وقد تجمعت العبرات في عينها فهل تخبرها أنها غسلتها حتي تزيل دماء برائتها لم فلم تستطع التحمل أكثر من ذالك فادرات وجهها الناحية لتترك العنان لعبراتها فتحدثت والدتها بإبتسامة :-
-أنا عارفة ايه اللي هيظبط نفسيتك، هنسافر البلد قريب عشان خاطر فرح عصام ابن عمك قرب وآآآآ..
قطعت الأم حديثها فجأة عندما رأت حالة ابنتها التي يرثي لها.. فقد وضعت يدها علي اذنها حتي لاتسمع أسمه وظلت ترتجف بشده، انقلع قلب والدتها ثم ادارتها بغضب وصرخت فيها :-
-انطقي يابت فيكي ايه، انطقي حصلك ايه!!..
.............
-في المزرعة..
كانت تسير في المزرعة تنهي عملها فسمعت نداء عليها فأستدارت لتجد احد العمال يلهث من الركض قائل :-
-الحمد لله انى لقيتك ياست رقية!!..
رقية بتعجب :-
-في ايه!! ..
العامل بجدية :-
-في ورق مهم في مكتب نضال بيه، وبعت مراسل معاه المفاتيح عشان اخلي مسعد يجيبه !!..
رقية بعدم فهم :-
-طب وانا ايه اللي مطلوب مني!!.
العامل وهو يتابع :-
-صبرك عليا ياست رقية انا جايلك في الكلام اهو..
مسعد خرج بره المزرعة ومش موجود ولازم اللي يدخل مكتب نضال بيه حد يكون ثقة ومفيش غيرك ينفع ياست رقية!!..
رقية بإرتباك:-
-ايوة بس انا آآآ
العامل برجاء :-
-يله ياست رقية احنا لو اتاخرنا اكتر من كده نضال بيه هيطين عيشتي انا ومسعد..
تنهدت رقية قائلة بإستسلام وهي تأخذ الملفات:-
-ماشى!!..
أبتسم العامل قائل :-
-هتلاقيهم في ملف لونه احمر!!..
أومأت برأسها ثم رحلت..
-فتحت المكتب ودلفت متجهه نحو الخزنة لتفتحها وتمد يدها تجلب الملفات بحثاً عن الملف الأحمر حتي عثرت عليه فوضعته علي المكتب وبينما هي تضع الملفات بموضعها سقط ملف ارضاً لتشهق وتجثي علي الارض سريعاً تجمعهم حتي لفت نظرها المكتوب فدققت النظر بتعجب حتي أتمت القراءة فأتسعت عينها من الذهول وهتفت بعدم تصديق وهي تبعد الورق عن عينها :-
-دكتور تجميل!!..
.. يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#36

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثلاثون..الجزء الأول
-في أحدي الفنادق الشهيرة.
جلس جاسم مع تمارا يتناولان فطورهما معاً في جلسة محاطه بالحراسة الخاصة بسيدة الأعمال "تمارا النجدي"..
التي تتناول فطورها بعنجهية وهي ترمق جاسم بنظرات متفصحة فهو شارد في عالم أخر، عالم لايوجد به أحد إلا رقية التي أصبحت شاغله الوحيد، شارد في جملته الأخيرة "عايز اتخلص من لعنة عشقك" هو بالطبع عشقها ولكنها لم تكن لعنة مطلقاً، تركت تمارا الشوكة والسكين وشبكت أصابعها معاً قائلة :-
-ياااه للدرجة دي أنا سديت نفسك عن الأكل!!..
أنتبه لها فزفر بضيق وهو يعود بظهره للخلف قائل بعدم رضا :-
-مش متعود أكل في حصار زي كده!!
قطبت مابين حاجبيها وهتفت وهي تشير بعينها:-
-قصدك على الحراسة بتاعتي؟!..
تحدث بضيق وهو يلوح بيده :-
-شايف إن وجودهم ملوش داعي يعني!!..
ضحكت تمارا برقة ثم أعادت شعرها للخلف قائلة :-
-بجد انت غريب اووي، أنا دلوقتي عرفت انت مابتمشيش بحراسة ليه!!..
-بقا فيه بيزنس مان كبير يمشي من غير حراسة كده؟! انت معرض للاغتيال في أي وقت وفي أي مكان!!..
جاسم بجدية للغاية :-
-وهما لو موجودين هيمنعوا أن الاغتيال يحصلي؟! ده قدر وظيفتهم عندي للشركة والقصر فقط، حماية نفسي دي انا مكلف بيها بقاا!!
تمارا بإعجاب لم تظهره قائلة :-
-طب والسواق أحياناً كتير انت بتسوق بنفسك؟!
ثم أبتسمت قائلة :-
-يعني اسمي ده تواضع!!
تحدث بنبرة غير مهتمة مبسطة :-
-تقدري تقولي راحة نفسية انا بحب اعيش زي أي أنسان عادى بعيد عن الشكليات السخيفة دي!!
هذه المرة رفعت حاجبها بإعجاب واضح ثم تابعت أكلها وأردفت بجدية :-
-بس لازم تفكر في موضوع الحراسة ده، انت العين عليك كتير ممكن حد يفكر في قتلك!!
ثم ضيقت عينها لتذكره بوقعة اغتياله السابقة :-
-وأظن حصل قبل كده!!..
بدأت الإبتسامة تعرف طريقها الي وجهه فطلقة في صدره أنقذت مافي قلبه تلك الحادثة التي كانت وصلة الود بينهما بداية من تمزيق قميصه من أجل صُنع حجاب لها حتي حملها علي يده وهو مصاب مواقف حدثت بينهما لولا أنه عاشها لظن انه يشاهد فيلم هندي.
تابعت تمارا بإبتسامة لئيمة بعدما لاحظت شروده :-
-بس الحادثة دي خليتك روميو الإعلام المصري، ده المجلات والجرايد كان عنوانهم الرئيسى كل يوم انت والبنت اللي كانت معاك..
جاسم بصرامة :-
-البنت دي تبقا مراتي!!..
ظلت الابتسامة علي وجهها وهي تمسك شوكتها تلتقط قطعة من الجبن الرومي :-
-كانت، كانت مراتك أن عندى أخبار بإنك طلقتها...
ثم نظرت لدبلة يده هاتفها بتسائل :-
-لسه بتحبها!!..
شعر بذرات الغضب تتملك منه فحاول أن يبدو هادئاً وهو يهتف بلهجة جامدة :-
-أنا مابحبش حد يدخل في حياتي الشخصية!!..
وكإنها لم تتأثر بحديثه تابعت بجدية :-
-هو السؤال صعب عليك!!..
رغم غضبه فتابع بحنق قائل :_
-لا ، بس أنا شايف ان الإجابة متلزمكيش في حاجة!!..
كانت تلوك الطعام ببرود شديد ثم ابتلعته وهتفت وهي تتصنع عدم المعرفة :-
-هي فعلاً كانت بنت بواب ومشو---..
قاطع حديثها بأنه ضرب بقبضته علي الطاولة مما جعل كأس المياه يهتز لتنتثر بعض قطرات المياه فقال بحده واعين ينطلق منها سهام الغضب :-
-سيرة رقية ماتجيش في الكلام مابينا ياتماراا !!..
نظرت له بذهول وأردفت بنبرة شبه غاضبة وهي تلقي بشوكتها في الطبق :-
-انت مش ملاحظ إنك بتزعقلي، وهو انا غلطت فيها مثلاً!!..
هتف بكل حده وصرامة وجمود:-
-مفيش شخص يتجرأ يغلط فيها قدامي!!..
شعرت بالدماء تغلي في عروقها فهتفت بحنق :-
-مش شايف إنك كبرت الموضوع!!..
جاسم بلهجة جامدة :-
_لا مش شايف، وخلي في علمك اول واخر مرة تتكلمي عنها لاني مش هسمح بده!!..
تمارا بنبرة متهكمة :-
-والمفروض انا زي الشاطرة كده اقول حاضر ياأستاذ جاسم اول واخر مرة مش كده!!..
وبكل ثقة وتكبر هتفت بجمود وهي ترفع ذقنها بشموخ :-
-أنا مش باخد أوامر من حد ياجاسم!!..
رمقها ببرود ثم أمسك شوكته ليتناول طعامه وتنهد قائل :-
_لما تكوني معايا ياريت تنسى إنك تمارا النجدي ، لأنك هتتعودي تعملي حاجات مش متعودة عليها لكن أنا عاوزها..
والأول مرة تشعر بالهزيمة، ولأول مرة تصمد أمام رجل!! رجل مختلف كل الاختلاف عن أي رجل عرفته اوتزوجته فجميعهم كانوا يركضون خلفها وهي لاتبالي اما هو لايعطيها مكانتها الدائمة عند الرجال..
...........
-في مزرعة نضال..
جلست علي الفرأش حتي لم تبدل ثيابها فكانت مذهولة مصدومة مما رأت فإذا كان طبيب للتجميل لماذا يخفي هويته ولماذا لم يمارس مهنته ومنعزل في مزرعة!! لماذا صارم هكذا!! علامات إستفهام كثيرة في حياته!! زفرت بصوت مسموح لتدلف "دنيا" في هذا الحين وهي عابسة الوجه ألقت نظرة علي رقية التي عقدت حاجبيها بذهول قائلة :-
-ايه مالك كده!!!.
لم تجيبها بل توجهت إلى الخزانة واخرجت شنطة بلاستيكية لتخرج فستانها الممزق قائلة بنبرة حزينة :-
-يعني الهدية اليتيمة اللي اجبهالكتعملي فيها كده!!..
شعرت رقية بالحرج الشديد ثم عضت علي شفتيها وهتفت بأسف :-
-أنا أسفه يادنيا بجد والله كان غصب عني!!..
أشار دنيا إلي فتحة الصدر قائلة بتهكم:-
-وإيه اللي قطعه كده بقاا، دي قطعة أيد!!..
فركت رقية كفيها معاً وهي لاتعرف بما تجاوبها ثم قالت بإرتباك:-
-أ آآصل يعني!!..
نظرت أرضا قائلة بإستحياء وحزن :-
-جاسم اللي قطعه!!..
أصدرت دنيا شهقة قوية ثم ألقت الفستان بإهمال واقتربت منها قائلة بسعادة :-
-بجد!! وحصل بينكم ايه!! وازاي!! وفين!! ها في عربيته ولا في الشقة هاا قولي!!..
رمقته رقية بذهول ثم اردفت :-
-ايه إهدي شوية كده!! أنتي فهمتي غلط علي فكرة مفيش حاجة من اللي في دماغك دي حصلت ..
ضيقت دنيا عينها قائلة بخبث :-
-لا والله يعني محصلش حاجة كده ولاكده!!..
ثم رفعت سبابتها محذرة :-
-اوعي تنكري الفستان شاهد عليكم!!..
ضربتها رقية علي رأسها بخفة قائلة:-
-بطلي عبط احنا مطلقين ماينفعش يحصل بينا حاجة!!..
دنيا بإبتسامة :-
-ياستي ابقوا ادفعوا جزية!!..
رقية بنزق :-
-جزية!! أنتي من فاكره نفسك في عصر أبو جهل، قومى يادنيا الله يرضى عليكي!!..
غمزت دنيا بعينها قائلة:-
-طب احكيلي حصل أيه!!..
تنهدت رقية بضيق ونهضت قائلة علي عجالة :-
-خليكي كده!! انا هقوم استحمي واسيبك علي فضولك كده!!..
فإتجهت نحو الخزانة أخذت ثياب ومنشفة وقبل أن تدلف تذكرت شئ فإستدارت قائلة لدنيا :-
-دنيا تعرفي نضال بيه شغال أيه!!..
دنيا بتعجب وهي تبتسم :-
-شغال ايه!! لا والله معرفش غير أنه شغال صاحب المزرعة اللي احنا شغالين فيها دي!!..
أومأت رقية برأسها ودلفت للمرحاض بصمت، فمن الواضح لم يعلم أحد شئ عنه..
..............
-في شركة الراوي..
وضعت السكرتيرة الجديدة ذات المساحيق التجميلية والثياب القصيرة الملتصقة ملف المستشفي الخيرية قائلة بعملية :-
-ملف المستشفى الخيرية وصل ياأفندم!!..
أومأ برأسه ثم أشار لها لتخرج لتسير ناحية الباب وهي تتمايل في خطواتها جسدها زفر جاسم بضيق وهو يمسح وجهه قائل :-
-استغفر الله العظيم يارب..
انهي جملته ليدلف "معتز" في هذه اللحظة وهو يطلق صفيراً عالياً ثم جلس أمام جاسم علي المكتب قائل بمرح :-
-ايه الاخبار ياأبو الجسوم!!..
تحدث جاسم بنبرة ضيق قائل :-
-زي الزفت طبعاً، ايه عروسة المولد اللي أنت جبتها بره دي!!..
معتز بتعجب :-
-مالها ياجاسم مش انت قولتيلي انزل إعلان اطلب سكرتيرة مكان بسمة!!.. كجم
جاسم بحنق :-
-يعني من كل اللي اتقدمه مفيش غير دي!!.._
معتز بجدية :-
-ال cv بتاعها هايل جداً، واشتغلت في كذا شركة قبل كده يعني عندها خبرها..
تحدث جاسم بلهجة جادة وهو يشير بيده:-
- بلا خبرة بلا نيلة، انت تخلص شهر عسلك وترجعلي بسمة تاني دي هي اللي كانت شايله شغلي!!..
أبتسم معتز قائل بهدوء :-
-لا ماهو خلاص بسمة هتخلي بالها من بيتي وعيالي يعني في المستقبل، مفيش شغل تاني يعني!!..
رفع جاسم حاجبه قائل بتهكم:-
-عيشت وشوفت بقا ليك بيت ياصايع!!.
معتز بلهجة غاضبة :-
-ايه جاسم راعي االفاظك يا أخي ده أنا عريس جديد يعني ايه صايع دي ..
رمقه جاسم بأستهزاء ولم يعقب ثم فتح الملف الذي أمامه ليضع توقيعه، فسأله معتز بجدية :-
-هو ده ملف المستشفي الخيرية !!
أومأ جاسم برأسه ،فتابع معتز بنبرة جادة :-
-طب ياجاسم ادرس الموضوع كويس، أحسن تكون نصبايه ولا حاجة خد وقتك!!..
أغلق جاسم الملف قائل بنبرة شبه معاتبة حادة :-
-وانا من امتاا بتأخر علي حاجه في الخير يامعتز!!..
كاد معتز أن يتحدث، فقاطعه جاسم وهو يمد له الملف قائل بلهجة غير قابلة للنقاش :-
-خلصنا يامعتز!! خد وصل الملف للسكرتيرة دي، بدل ماتدخل هي واشيل ذنوب اصل انا ناقص !!..
أخذها معتز فتابع جاسم بجدية :-
-ومن بكره تشوفلي واحدة تانية تكون محتشمة أو حتي راجل أعرف ابص في وشه من غير مااشيل ذنوب !!..
أبتسم معتز ورحل قائل :-
-ماااشي!!..
.............
-في شركة رجال الأعمال المشبوهين!!
كان يجلس رجل في العقد الرابع من عمره علي مقعده الجلدي الوثير وتجلس ملتصقه به السكرتيرة من يرأهم يظن انها جلسه حميمية وليست جلسة عمل!! كانت تعبث في خصلات شعره حتي طرق الباب فأبتعدت عنه ليدلف مساعده ويده اليسرى في العمل وهو يحمل بشري له قائل بسعادة :-
-ابشر ياباشا!!!..
اعتدل هو في جلسته وأغلق أزرار قميصه قائل بصوت جاد :-
-خير ياسامي!!..
فجلس سامي علي المقعد أمامه قائل:-
-مش هتصدق مين ساهم النهاردة في المستشفي ياعامر بيه !!..
عامر بضيق وهو يشعل سيجارته :-
-أنت هتنقطني بالكلام اخلص ..
ظهرت الابتسامة علي ثغره قائل :-
-جااسم الراوي!!..
نفس الابتسامة تكونت على ثغر "عامر الذي ابعد سيجارته وهتف بعدم تصديق :-
-بتقول مين ياسامي!!
-بقولك جاسم الراوي!! يعني شغلنا في امان يابوص!!..
فتحدث عامر بفرحة :-
-ينصر دينك ياأخي!! أخيراً سمعت خبر حلو!!..
غمز سامي بعينه قائل :-
-أي خدمة ياباشا، وده مش اى خبر يعني احنا كده هنداري ورا أسمه النضيف !!..
قهقهه عامر وهو يهتف :-
-هنداري وبس!! ده احنا هنشتغل اكتر من الإول..
ثم تابع بسعاده وهو ينظر أمامه :-
-وعمر ماحد هيعرف باللي بيحصل في المستشفي، العين هتبعد عناا!!..
فنظر لسامي قائل بجدية :-
-روح الخزنة خليهم يصرفوا ليك مكافأة عشان الخبر ده!!.
ثم جذب السكرتيرة لتجلس علي قدمها وتحدث بشهوة :-
-وسبني انا اكمل اجتماعي!!..
نهض سامي قائل بإبتسامة :-
-يدوم خيرك ياعامر بيه، أستاذن أناا!!
............
-بعد مرور أيام..(في البلد)
في منزل بسيط كانت تتعالى الزغاريد فرحاً بإبنتهم التى سوف تزف لعريسها بعد بضعة أيام، كلما تعالت الزغاريد شعرت شهد بسيوف تخترق أذنيها فهي جاءت لكي تحضر فرح جلادها فرح الشخص الذي سلب منها برائتها وحياتها، جاءت مرغمة فقد توسلت لهما أن يتركوها ولكن لاحياة لمن تنادي!! هبطت الدرج المصنوع من الطين بوجهها الشاحب ووزنها الناقص ترتدي عباءة داكنة اللون وتترك شعرها وتضع عليها حجاب طويل نظرت من خلف الحائط لترى العروس وهي تتراقص بين الفتايات بفرحة عارمة فلم تستطع هي هدم هذه الفرحة وانتشلها من علي وجه هذه البريئة!! اغمضت عينها بألم لتذرف الدموع الحارة!! وفي هذا الوقت تمنت لو سردت لوالدتها ماحدث ولم تخترع أكذوبة مثل "أصل ياماما البنت بتتخطب وانا لا، أنا مش هاتجوز محدش هيرضا بياا" ثم تإخذها الإم في أحضانها وتربت علي ظهرها وهي تواسيها بالحديث المعسول!! .. تنهدت بإلم ثم جرجرت قدمها وخرجت من المنزل متجهها نحو الحقل لتجلس أسفل شجرة تبكي بحرية ولسوء حظها رأها "عصام" فذهب خلفها مباشرة!!..
استندت رأسها علي الشجرة وهي تبكي بإلم حتي شعرت بيد تتسلل من الخلف لتحيط خصرها فأطلقت صرخها وهي تنهض كمن لدغه حيه، وعندما نظرت له وجدته يبتسم ببرود لها وهتف :-
-وحشتيني يامُزه!!..
احتضنت نفسها بهلع وهى ترمقه بهلع وخوف فدنا منها وتراجعت هي علي الفور حتي صرخت به :-
-اوعي تقربلي!! مش هسمحلك تلمسني تاني!!..
نظر لجسدها الضئيل الذي التهمه من قبل وهتف بعتاب :-
-تؤتؤ ليه كده بس!!. ده انا حتي جاي عشان نعيش لحظة حلوة تانية!!..
ثم نظر حوله وهتف بخبث :-
-في الضلمة دي والزرع وأنا وانتي ياجميل!!..
شعرت بالقشعريرة تسري في أوصالها، ولكنها نظرت له بغضب قائلة :-
-انت حيوان وانا هفضحك، هاروح اقول لعروستك علي قذرتك دي، وبدل مابيطبلوا ليك هخليهم يطبلوا بالجزم علي دماغك!!..
أبتسم لها ثم اقترب أكثر وقبل أن تبتعد امسكها بقوة وتحدث بنبرة تهديد :-
-اقسم بالله لو فتحتي بوئك بكلمة ولا لسانك جاب هوا،مش هخلي يطلع عليكي الصبح لا وكمان هفضحك هقولهم انى علي علاقة بيكي من زمان كل مابنزل اجازة كنتِ بتغريني هخليهم يعرفوا أن كنت بعمل كده معاكي بمزاجك ..
ظلت ترتجف بين يده وتبكي وهي تضرب في صدره، فأمسك فكها وضغط عليه هامساً وهو يتجول بعينه على جسدها ثم هتف بإشمئزاز مشيراً لوجهها :-
-اوعي تفتكري نفسك واحدة!! ده المفروض تشكريني أني بصيت في خلقتك دي!!..
فهمس بوقاحة :-
-اديني متعتك شويه!! حسستك انك ست ممكن يتبصلها، جبرت بخاطرك ومتعت نفسي ومتعتك معايا يبقي كده خالصين ياحلوة..
فتركها مرة واحدة بدفعة قوية لتسقط علي الزرع خلفها فهندم من جلبابه الكحلي وهتف بصرامة :-
-عقلك في رأسك تعرفي خلاصك يابنت عمي!!..
ثم القي عليها نظرة أخيرة ورحل.. تاركها تبكي بإعلي صوت وتشهق وهي تضع يدها على قلبها الذي ينبض بالدموع..
..........
-في قصر الراوي..
دلف بعدما فتحت له الخادمة وسارت معه حتي أشارت له أن يجلس حتي تخبر رب عملها ، فظل واقفاً يضع يده في جيب بنطاله وهو يسير ذهاباً وإياباً، هبطت الدرج وهي تضع سماعات الأذن وتردد بصوت خافت لايسمعه احد سواها، حتي وصلت لإخر الدرج لتقف مرة واحدة متصلبه في مكانها بعدما رأته يبتسم لها بتسلية إبتلعت ريقها وظهر عليها الهلع من وجوده هنا فظنت انه جاء ليخبر جاسم سارت نحوه بعدما خلعت السماعات وهتفت بنبرة مذعورة :-
-آآ أنت بتعمل أيه هناا؟!..
رمقها ببرود ثم هتف بتهكم:-
-هو ده أستقبال الضيف عندكم!! ومع ذالك هجاوبك أنا جاي لصاحبي!!..
تحدثت بخوف وهي تنظر حولها :-
-جاي تقوله مش كده!! مش انت وعدتني انك مش هتقوله؟!!..
بيبرس وهو يرفع كتفيه :-
-أنا ماوعدتكيش على فكرة!!..
دق قلبها بعنف وشعرت بأن قدمها ستسقطها ارضاً قائلة بتوسل :-
-ارجوك يابيبرس!! ده مش هيسكت!!.
انت باين عليك شهم وجدع!!..
لم ينكر انه شعر بالأشفاق عليها فنظر لعينها البندقية الراجية ولكن قطعت هذه النظرة الخادمة الذي عادت تخبره :-
-جاسم بيه مستنيك في المكتب!!..
أومأ برأسه وتحرك بضعة خطوات فأمسكت به وقد تجمعت الدموع في مقلتيها قائلة بتوسل خافت :-
-آآ أرجوك!!..
تنهد بصوت مسموع ثم سار خلف الخادمة لتقف ترتجف من الخوف وتفكر في مصيرها !!..
عندما دلف قابله جاسم بمرح :-
-ايه يابني قلقتني ايه الموضوع المهم ده اللي ماينفعش في الشركة!!..
ثم أشار له بإن يجلس وجلس هو خلف مكتبه وتابع بجدية :-.
-تشرب أيه الأول؟!..
كان مرتبك وهو لايعلم كيف يبدأ فوجد نفسه يهتف بإندفاع:-
-شرباات نشرب شرباات!!..
جاسم بإستنكار :-
-نعم!!..
وجد نفسه في مأزق فتحدث بتوتر :-
-بلاها شربات دلوقتي اي حاجة!!..
أبتسم جاسم علي حديثه وأردف :-
-ايه يابني اللي يشوفك كده يقول إنك جاي تخطب ومش عارف تتكلم!!..
ابتلع ريقه ثم نظر لجاسم بحذر قائل :-
-ماهو أنا فعلاً جاي أخطب!!..
قطب جاسم مابين حاجبيه، ليستحوذ بيبرس علي بعض من الشجاعة هاتف بجدية :-
-أنا جاي اطلب منك أيد حنين!!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#37

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثلاثون..الجزء الثاني

دقائق من الصمت مرت عليهما حتي قطع هذا الصمت جاسم وهو يهتف بتعجب جامد :-
-حنين!! طب وأنت تعرفهاا منين أصلاً؟! ..
أبتلع بيبيرس ريقه وهو يجيبه بحذر :-
-آآ شوفتها في النادي قبل كده!! وبعدها عرفت انها بنت عمك!!..

وسبق حديثه تنهيدة قائل :-
-واديني دخلت البيت من بابه وطلبتها!!..

ظل الذهول والتعجب علي وجه جاسم حتي أردف بإستنكار :-
-وهو عشان أنت شوفتها مرة يبقي تيجي تتجوزها!!..

رمقه بيبرس بصمت ولم يجب، فتابع جاسم بجمود :-
-عاوز تتجوز حنين ليه يابيبرس!!..

قطب مابين حاجبيه بتعجب قائل :-
-قصدك أيه ياجاسم!!

فتابع بجدية :-
-والله العظيم مافي حاجة في دماغي، وعاوز اتجوزها بجد!!..

رمقه جاسم مطولاً ثم هتف فجأة :-
-بس حنين صغيرة علي الجواز!!..

عقد بيبرس حاجبيه قائل نظرة ذات مغزى :-
-الفرق بين حنين ورقية سنة وأنت مع ذالك أتجوزت رقية !!..

نظر له جاسم بغضب، فتابع بيبيرس بهدوء :-
-مش قصدي حاجة بس بعرفك إنها مش صغيرة يعني، وجايز تكون أنت اللي لسه فاكرها صغيرة!!..

أبتسم جاسم فهو بالفعل يعاملها كصغيرة وليست فتاة يأتي لها العرسان فقال :-
-والمطلوب مني دلوقتي إيه!!..

رفع كتفيه ببساطة :-
-توافق على جوازنا!!..

ضحك جاسم ثم هتف :-
-هههههه بالسهولة دي مش لما أسأل عليك الأول!!..

بيبرس بتهكم :-
-أنا صاحبك علي فكرة!!..

جاسم بنبرة جادة هادئة :-
-صحبي دي لما تكون عاوز مني خدمة، مش لما تكون عاوز حنين!!..

ثم تابع وهو يرتخي في جلسته :-
-علي العموم هبقا أشوف الموضوع!!..

بيبيرس علي عجالة :-
-أمتا،هترد عليا بكره يعني !!!..

جاسم بنصف إبتسامة رغم تعجبه :-
-لا هرد عليك لما هي تخلص دراستها السنة دي واخد رأيها!!..

ثم ضيق عينه متسائلاً :-
-بس اللي عاوزه اعرفه دلوقتي حنين عارفه إنك جاي؟!..

هز بيبرس رأسه وهو فهم مايرمي إليه رفيقه فقال :-
-مفيش حاجة بيني وبين حنين علي فكرة، وعشان اكون صريح معاك انا شوفتها مرتين في النادي واتكلمت معاها مرة واحدة!!..

تنهد جاسم قائل بإبتسامة علي ثغره :-
-هو أنت عاوز تقنعني انك عريس محترم وابن ناس عشان اوافق عليك يعني!!..

بيبيرس مازحاً:-
-ماهو انا عريس لقطه ومترفضش!!..

فتابع بجدية :-
-صدقني ياجاسم انا ماخدتش الخطوة دي غير بعد مافكرت كويس جداً، وأنا فعلاً عاوزها، والأول مرة اكون جد في موضوع جوازي من واحدة!!..

جاسم بجمود :-
-وعشان المرة دي بجد أنا لازم اخد وقتي، وعشان المره دي فيها حنين!!
وانت ماتعرفش يعني أيه حنين بالنسبالي يعني عمري ماهقبل أنها تتوجع!!..

أومأ بيبرس برأسه متفهماً قائل :-
-وأنا أوعدك أن لو حصل نصيب هشيلها جوه عيني!!..

أبتسم جاسم من زاوية فمه قائل بثقة :-
-ماهو لو حصل نصيب وأنت محتطهاش في عينك انا اللي هخلعلك عينك!!..

ضحك بيبرس قائل :-
-ماشي ياعم، بإذن الله هكون عند حسن ظنك!!..

فوضع جاسم قدم فوق الأخري وهتف بتعالي:-
-وبأذن الله أحنا هنفكر ونبقا نرد عليك!!..

رفع بيبيرس حاجبه بتهكم وهو يتوعد له في سره...

فُتح باب المكتب ليرتجف جسدها بشكل ملحوظ وهى تجاهد لتبدو طبيعية رغم دقات قلبها العالية وتوتر كل خلية بجسدها مر جاسم وبيبرس من أمامها وهما يختلسان لها النظر وكل شخص ينظر لها نظرة غير الأخري،أوصل جاسم بيبرس أمام باب الخروج ثم وهتف :-
-شرفتناا!!..

بيبرس ونظره معلق بالتي هائلة للسقوط هناك قائل :-
-هستني منك رد في أقرب وقت!!..

أومأ جاسم برأسه قائل بإيجاز:-
-بأذن الله!!..

فغادر بيبرس وسار جاسم نحوها فأبتلعت ريقها بصعوبة اما هو وقف أمامها متفحص لهيئتها قائل بلهجة جامدة :-
-مالك واقفة كده ليه!!..

ابتلعت ريقها الجاف وهو تنظر حولها بهلع وقدمها ترتجف ببطء وأصبح لونها أصفر، فوضع جاسم يده في جيب بنطاله:-
-تعرفيه!!..

تحدثت وهي تحاول تحاشي النظر له وشفتيها ترتجف :-.
-آآآآ هو مين!!..

جاسم وهو يضيق عينه :-
-اللي لسه ماشي دلوقتي!!..

الدائرة تضيق عليها لاتعلم تنفي أو تؤكد فوجدت نفسها تهز رأسها بالنفي عدة مرات قائلة بخفوت :-
-لاااااااااا..

اخرج يده من جيب بنطاله وتابع بجدية متعجباً :-
-غريبة!! اذا كان جاي عشان يطلب أيدك!!..

بعد جملته إتسعت مقلتيها بصدمة، هل يمزح معها؟! هل سمعت صحيح؟! حالة من الارتباك والصدمة جعلتها غير قادرة علي الوقوف شعرت بدوران الأرض من اسفلها وفي ظرف ثواني سقطت مغشياً عليها!!..
............
-في منزل عهد..

سمعت رنين الباب فنهضت بتكاسل من علي الأريكة التي كانت متسطحها عليها وعندما فتحت ألجمتها الصدمة وهي تري حازم أمامها واقف أمامها بثبات، أبتلعت ريقها ثم أصطنعت الجمود قائلة :-
-جاي ليه!!..

حازم وانظاره ثابته عليها وبهدوء :-
-جاي عشانك!!..

ثم تقدم ليخطي للداخل ولكنه منعته بإشارة من يدها:-
-خليك مكانك!!..

أبتسم بهدوء ثم أومأ برأسه قائل :-
-علي راحتك!!! طب تعالى معايا نقعد في أي مكان نتكلم!!..

عهد بصرامة :-
-معنديش كلام أقوله عن أذنك!!..

ثم كادت أن تغلق الباب ولكنه وضع قدمه سريعاً ليمنعه من ذالك ثم اردف بإنفعال :-
-عهد ياريت تسمعيني ، ماانتي رميتي في وشي قنبلة مرة واحدة عايزاني اعمل أيه!!..

لمعت في عينها الدموع ثم هتفت بنبرة مختنقة :-
-كان نفسي تتمسك بياا، !!..

حازم بتنهيدة عميقة قال :-
-ماهو الموضوع مش سهل برضه!!..

دون قصد منه جرحها وطعنها فسقطت دمعة علي وجنتبها وتلجلجت في حديثها :-
-آآآآ عندك حق الموضوع صعب علي اي راجل يتقبله..

ثم تابعت بسخر من بين دموعها :-
-بس لو كنت عملت عملية ورجعت زي ماكنت واستغفلتك واستغفلت اللي هيتجوزني كان هيبقا سهل جداً وكنت هبقا أشرف واحدة!!..

عجز تام تملك منه!! يريد يحتضنها الأن ويسمع رأي قلبه، أو يبصق عليها ويرحل كما يفكر عقله، فهو في الاخير رجل شرقي حلم بالفتاة التي لم يلمسها أحد رغم أنه وضع لمساته علي مئات من الفتيات..

وجدها إزدات في البكاء فدفعها بقوة لتدلف ويدلف خلفها أغلق الباب ووقف خلفه ثم نطق بجمود:-
-حصل أزاي!!..

أبتسمت ساخرة منه قائلة ببكاء:-
-هتفرق معاك، يعني لو سلمت نفسي للراجل بمزاجي هتف عليا وتمشي، ولو غصب عني هصعب عليك وتتجوزني ولا في الحالتين هكون مش شريفة!!..

صاح بها بقوة :-
-بسألك حصل أزاي!!..

شهقت وهي تمد سبابتها لتمسح دموعها وعقدت ساعديها أمام صدره قائلة بجدية :-
-هحكيلك وبعدها تمشي من هناا!!..

لم يصدر أي رد فعل فأنتبهت حواسه لحديثها القادم..

... فلاش باك..

في إحدي الشقق حيث المزيكا العالية والأصوات الصاخبة،والفتيات مع الشباب يتراقصن ويشربن المواد المخدرة...

مسحت أسفل أنفها وهي تتنهد بإرتياح ثم أبعدت طبق البودرة عنها لترتخي في جلستها فشعرت بيد توضع علي كتفها :-
-يله نرقص ياعهد!!..

فتحت عينها ثم رمقته بإشمئزاز قائلة :-
-سبني دلوقتي ياهيثم!!.

هيثم بغضب :-
-في ايه يا عهد مالك كده مش طايقاني!!..

ثم لانت نبرته نوعاً ما:-
-ده أنا حتي بحبك!!..

عهد بسخط :-
-وأنا بكرهك، بكرهك مش معقول كل شوية عاوز تسمعها مني ..

فنهضت من مكانها وازاحته من طريقها بغضب ووقف يتأملها بغضب وهو يكور قبضة يده فجاءه له رفيقة وهو يضحك :-
-ايه لسه سايقه العوق عليك!!

أطلق سبه خافته وقال بغل :-
-أنا مش عارف هي بتعمل كده ليه!! دي أي بنت تتمنى مني نظرة!!..

ارتشف رفيقه من كأس الخمر الذي بيده وهتف :-
-تستاهل ماانا قولتلك علي الحل، أكسر عينها وخليها هي اللي تجري وراك، بدل ماهي عامله الخضرا الشريفة كده!!..

هيثم بضيق :-
-بس يابني آآآآ..

قاطعه رفيقه بجدية ووسوس له مثل الشيطان قائل :-
-مفيش بس، اعمل اللي قولتلك عليه وساعتها هتبقي خاتم في صباعك!!..

ثم أخرج من جيبه شريط اقراص منومة وغمز له قائل :-
-والتنفيذ النهاردة لو حبيت!!..

بدأ هيثم يقتنع بحديثه فمد يده وتناول الشريط وبعد تفكير أومأ برأسه قائل بخفوت :-
-ماااااشي!!..

أبتسم رفيقه بمكر قائل :-
-اشطا يامعلم، والأوضة جاهزة!!..

وبالفعل تمت الخطة بوضع قرص منوم في مشروبها لتشعر بعدها بدوران حاولت التماسك ولكنها سقطت علي الإريكة ليحملها هيثم ويدلف بها الغرفة، أغلق الباب خلفه ووضعها علي الفرأش جلس بجوارها يتأملها وكان سوف يتراجع عن فعلته ولكن قد تملك الشيطان منه فمد يده ليفتح أزرار كنزتها ببطء، ثم خلع قميصه وبدأ في تقبيلها ليسلب منها عذريتها...

باااااك..

أنهت حديثها لتسيل الدموع الحارة من عينها بغزارة قائلة :-
-أاديك عرفت اتفضل أمشي بقا!!..

حاول يتحدث ولكن حديثه ألجم لسانه فخرج صوته مرتبك:-
-ع آآآعهد!!..

أشارت له ليخرج قائلة بحده :-
-اطلع بره!!.

فجرجر قدمه الثقيلة وسار نحو الباب ورحل لتتهالك علي الأرضية باكية بغزارة!!
................

فتحت "حنين" عينها لتجد نفسها على فرأشها تجلس بجوارها "هدي" ويقف أمام الفرأش جاسم لتهتف هدي وهي تبتسم :-
-الحمدلله فاقت..

ثم ملست علي شعر إبنتها قائلة بتسائل :-
-حصل ايه ياحبيبتي، فجأة اغمي عليكي كده ليه!!

وزعت نظرها بينها وبين جاسم ثم هتفت بخفوت :-
-محصلش حاجة دوخت شوية!!..

نظرت هدي لجاسم ثم أومأت برأسها بعدم أقتناع فنهضت قائلة :-
-هنزل اخليهم يعملولك عصير!!..

وخرجت وتركتهما بمفردهما، فحسب جاسم مقعد وجلس بجوار فرأشها لتعتدل هي، رمقها بجدية قائل :-
-عايز سبب مقنع للحالة اللي كنتِ فيها تحت!!..

فركت كفيها معاً قائلة بتوتر واضح علي ملامحها :-
-زي ماقولت دوخت فأغمي علياا!!..

هز رأسه بنفي قائل بجمود :-
-لا أنتي أغمي عليكي عشان بتكدبي، زي مثلاً ماقولتيش إنك شوفتي بيبرس قبل كده..

فتابع بصرامة وهو يرفع حاجبه :-
-كدبتي علياا ليه؟! ومخبيه إيه!!

تحدثت بنبرة يشوبها البكاء :-
_كنت خايفة أنك تزعقلي اوتزعل!!..

لم يقتنع بحديثها ولكنه تابع بجدية :-
-ازعقلك ليه هو انتي عملتي حاجة غلط مثلاً!!..

هزت رأسها بالنفي، فأردف مكررا:-
-مخيبة عليا أيه ياحنين!!..

تحدثت بنبرة أشبه للبكاء :-
-صدقني مفيش حاجة!!..

رمقها مطولاً ثم هتف بحنان :-
-حنين!!لو مخبيه حاجه عليا قوليلي، من امتا وفي حاجز بيناا..

أبتسمت بألم من بين دموعها قائلة :-
_الحاجز بينا من ساعة ماكبرت وشوفت حياتي، وإنت إنشغلت اكتر واتجوزت وركزت مع مراتك، وسبتني انا مبقتش تهتم بياا زي الإول تقريباً كده لغتني من حياتي!!..

تسلل القلق إليه وهتف بنبرة قلقة للغاية :-
- كلامك ده بيأكدلي أن في حاجة، وحاجة كبيرة كمان، كلامك فيه إتهام صريح لياا بالتقصير، قوليلي في أيه، عرفيني حتي نتيجة تقصيري !!..

مسحت دموعها قائلة بهدوء :-
-مفيش حاجة ياجاسم انا بس مخنوقة، حاسه أن بقيت لوحدي من ساعة مارقية مشيت!!..

تنهد بصوت مسموع وأردف بنبرة هادئة :-
-انتي مش لوحدك طول ما أنا عايش، !!..

حنين بإبتسامة صغيرة :-
-دي الحاجة الوحيدة اللي مطمناني في دنيتي، ربنا يخليك لياا..

أبتسم لها ثم هتف :-
-وانا هبقا مستني إنك تيجي تحكيلي علي كل حاجة، وهستني رأيك في عرض جواز بيبرس!!!..

ثم تابع محذراً :-
-فكري كويس جداً خدي وقتك ومتقوليش لاااا او أه غير وانتي مقتنعة بكده كويس!!..

-وخليكي متأكده أن اللي أنتي عاوزاه هيكون!!

أومأت برأسها قائلة بخفوت :-
-حاضر!!..

أبتسم لها ونهض وخرج من الغرفة وهو مهموم للغاية فإبنته بداخلها شئ تخفيه عنه لأول مرة يشعر بالغربة معها والشئ الذي يقتله ويطعنه في صدره أن الجميع يلقي عليه بالتقصير، أمه وشقيقه حتي حنين ربما كان مقصر لوجود رقية في حياته وإنشغاله الدائم بها ، لم يشعر بنفسه فهو لإول مرة يحب هكذا أحبها ونسي عالمه من حولها، حتي محبوبته ألقت عليه التهم..
اما هي جلست تفكر لماذا جاء ليتزوجها الإن وهي كان يرمقها بإستحقار مسبقاً، فعليها ألا تتعجل!!..

جلس مع زوجة عمه في المكتب ليخبرها بشأن زواج إبنتها فرمقها بجمود وهتف :-
-أنا عاوزك في حاجة تخص حنين!!.. انتي برضه امها ولازم تعرفي!!

أنتبهت له قائلة بجدية :-
-خير!!

تنهد وهو يقول :-
-خير!! أنتي طبعاً شايفه ان حنين كبرت وعلي وش جواز..

أبتسمت بفرحة فقد ظنت أن مرادها سوف يتحقق الأن ويطلب ابنتها للزواج، ولكن تحطمت أملاها عندما قال :-.
-والنهاردة واحد صاحبي طلب أيديها مني، أيه رأيك!!..

تلاشت الإبتسامة من علي وجهها وجزت علي أسنانه بغضب قائلة بنزق :-
-ومش انت أولي من صاحبك، تحافظ علي لحمك وعرضك وتتجوزها!!..

اشتعل جاسم غضباً وهتف بحده :-
-طب ما أنا محافظ على لحمي وعرضي ومن غير جواز، وبعدين أنا عمري مافكرت في حنين زوجة لياا!!..

هدي بلهجة جامدة :-
-بس انا فكرت وانت دلوقتي مش متجوز يعني ملكش حجه!!..

جاسم ببرود :-
-ريحي نفسك اللي في دماغك عمره ماهيحصل!!..

نهضت هدي قائلة بجدية :-
-براحتك!! وانا بنتي صغيرة علي الجواز يعني بلغ صاحبك برفضي!!..

ضحك جاسم قائل :-
-ومين قالك أني أنا مستني رأيك، أنا يهمني رأي صاحبة الشأن وإذا كنت بعرفك ده لأنك أمها ومايصحش تعرفي متأخر زيك زي الغريب!!..

هدي بحنق :-
-انت مصر إنك تتحداني ياجاسم!!.

فتابعت بغل :-
-وبنتي مش هتتجوز غصب عني!!..

ونظرت له نظرة أخيرة وغادرت المكتب!!..

...........
-بعد مرور عدة أيام...

-في وزراة الداخلية ..

دلف ضابط ذو رتبة عاليه لمكتب اللواء وقام بأداء التحية العسكرية :-
-تمام ياأفندم!!

تحدث اللواء بلهجة رسمية :-
-اتفضل ياحضرت الرائد!!..

جلس ثم تحدث بجدية :-
- جالنا أخبار عن مستشفى خيرية بيتم فيها عمليات مشبوهة !!..

اللواء بتسائل :-
-وعملت تحرياتك وعرفت لمصلحة مين !!

أومأ الضابط برأسه متابعاً :-
-دكتور من اللي ضميرهم صاحي جه بلغ وحكي كل حاجة ، وتم أجراء التحريات وطلع رجال أعمال كتير متورطين في الموضوع ده..

فتنحنح قائل بخفوت :-
-ومعظمهم عندهم حَصانه!!

ضرب اللواء علي سطح المكتب بغضب وصاح :-
-مفيش حد فوق القانون تشوف شغلك واللي غلط يتعاقب، يتعملهم استدعاء ويتحقق معاهم!!..

الضابط بإيجاب :-
-اوامرك يافندم!!..

فشبك اللواء أصابعه قائل :-
-مين رجال الأعمال دوول!!..

الضابط بلهجة تقرير:-
-من ضمنهم كان عامر المحمدي وحضرتك عارف انه من الرجال اللي تحتهم خطوط حمرا كتير وكمان جاسم الراوي رجل الأعمال الشاب وده سمعته زي الجنية الدهب لكن طلع زيه زي غيره بيضحك علي الناس من بره!!..

أومأ اللواء برأسه قائل :-
-تمام خلص الإجراءات المطلوبة وإستدعيهم فوراً !!..

يتبع....

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#38

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الواحد والثلاثون..

رفعت الغطاء لتدثر أسفله بجوار الصغير الذي أصر أن يبقي معها اليوم، أخذته في أحضانها قائلة بإبتسامة :-
-هو أنا مش هعرف أهرب منك يعني!!..

ضحك الصغير قائل :-
-ما أنا بحبك اووي يارقية!!..

ضمته لصدرها قائلة بحب :-
-وانا بموت فيك ياقلب رقية!!..

يوسف وهو يمط شفتيه بحزن :-
-بس بتحبي جاسم أكتر مني بتقعدي وبتلعبي معاه كتير!!.

ملست علي شعره قائلة بهدوء :-
-ياحبيبي عشان هو صغير لسه بيبي ولازم نلعب معاه ونشيله!!

ثم أبتسمت وهي تتذكر :-
-وانت لما كنت بيبي كنت بشيلك كتير وبتنام في حضني زي دلوقتي!!.

تذكر الصغير شئ فخرج من أحضانها وتحدث بجدية :-
-أنا بطلت ألعب مع ملك بنت عمو أشرف!!..

قطبت مابين حاجبيها بتعجب قائلة :-
-ليه كده!!..

الصغيرة بهدوء :-
-عشان هي بتخاف منك ومش بتحبك!!..

شعرت بألم ولكنها لم تظهر ذالك أكتفت بالإبتسامة الباهتة قائلة بعتاب :-
-لا ماينفعش يايوسف ارجع ألعب معاها تانى عشان مزعلش منك!!..

ثم ضيقت عينها وأردفت :-
-ومش انت بتحب تلعب معاها كمان !

هز الصغير رأسه بإيماءة فجذبته لاحضانها وملست علي ظهرها قائلة :-
-يبقى خلاص ترجع تلعب معاها تاني!!

وتنهدت بألم :-
-وهي مش بتخاف مني ولا حاجة!! هي لسه بس ماتعرفنيش زيك كده!!..

هتف الصغير فجأة :-
-هو انتي ليه مش عندك نونو ألعب معاه يارقية!!!..

رمقته مطولاً ثم قالت بخفوت :-
-عشان انا مش متجوزة!!..

رفع الصغير رأسه ليتحدث بإبتسامة فرحة :-
-اتجوزي خالو نضال!!..

اتسعت عينها بذهول ليتابع الصغير ببراءة وهو يهز رأسه بحركة بطيئة :-
-هو مش متجوز ومش عنده نونو اتجوزيه عشان يبقا عندكم انتو الأتنين نونو بس يارب مايروحش عند ربنا عشان العب معاه!!

عقدت حاجبيها معاً قائلة :-
-مايروحش عند ربنا!! ليه بتقول كده!!

اكتست ملامحه الصغيرة بعض من الحزن وهو يقول :-
-سمعت ماما قبل كده وهي بتقول إن خالو نضال كان عنده نونو بس راح عند ربنا!!

بدأ الشك يزداد أكثر وأكثر بداخلها فذاك النضال لديه قصة طويلة لذلك يبدو صارم غامض، هو بالنسبه لها كمسائل الرياضيات التي تفشل في إيجاد حلها ولكن عليها المحاولة ..

ثم قفز مرة واحدة من أحضانها ليهتف بفرحة :-
-!!.. أقول لخالو نضال يتجوزك!!..

نظرت له بجدية ثم رفعت سبابتها قائلة بتحذير :-
-اوعي تعمل كده يايوسف ولا تقول لحد الكلام ده عشان مزعلش منك !!

يوسف بإستياء وهو يحتضنها مرة أخرى :-
-ماشي!!

زفرت بضيق ثم قالت سريعاً :-
-ويله بقاا عشان ننام أنا عندي شغل الصبح!!..

تصنع التفكير ثم أسند رأسه علي صدرها وهتف بنعاس :-
-احكيلي حدوته الأول!!..

تنهدت بصوت مسموع قائلة بنفاذ صبر :-
-انت عارف كويس إني مابعرفش احكي حواديت!!..

هز رأسه عدة مرات معترضاً:-
-لا مليش دعوة احكي عشان أنام!!..

رقية بضجر:-
-يعني اعمل ايه يايوسف!!..

تحدث الصغير بنبرة متذمرة :-
-مليش دعوة عشان اعرف انام..

صمتت لدقائق ثم هتفت بإستسلام:-
-ماااشي!!..

هيئ نفسه للإستماع وهتف بخفوت :-
-يله أحكي!!..

إبتسمت وهي تملس علي خصلات شعره القصيرة قائلة بسرد وشاردت :-
-كان يامكان كان في بنت صغيرة ماكنتش حلوة و كل الأطفال بيخافوا منها ومش بيلعبوا معاها، كانت تفضل تتفرج عليهم من بعيبد وهي زعلانة عشان نفسها تلعب معاهم وتحس إنها زيهم، فضلت كده لحد ماكبرت ودخلت الجامعة وهناك برضه محدش رضي يصاحبها ودايما يضايقوها مع إنها كانت في حالها ومبتأذيش حد، وفي يوم حصلت حاجة غريبة جه الجامعة بتاعتها الأمير الطيب اللي هينقذها من الأشرار اللي ضيقوها، ضحكلها وكان أول رجل يضحك ليها في حياتها، وفاتت ايام وأيام والبنت دي راحت اشتغلت عند الأمير وحبها وهي كمان حبته اووي وحصلت مواقف غريبة منهم لحد مااتجوزو عاشوا في تبات ونبات وكانوا هيخلفوا صبيان وبنات لكن ربنا ماأردش كده وكمان مامت الأمير ماكنتش بتحبها وكانت دايماً عايزة تأذيها عشان تبعد عن الأمير، وفات كتير وحصل أن البنت شكت فأميرها هي عارفة انها غلطت لكن متخيلتش أن الأمير هيكون قاسي معاها كده وفجاة الأمير بعد عنها هما الاتنين اختاروا البعض لكن بيتألموا بسبب اختيارهم ده..

وبعدما أنهت سردها ظهرت تعبير السخط علي وجه الصغير الذي هتف بإشمئزاز وعدم رضا :-
-يع دي قصة وحشة اووي!!..

نظرت له وأبتسمت بألم قائلة بتنهيدة وهي تؤمي برأسها:-
-هي فعلاً وحشه!!..

ثم ضربت علي رأسه بخفة قائلة :-
-يله نام بقاا!!

ثم مدت يدها لتغلق الإنارة وجذبت الغطاء عليهم..
كانت تسمعها دنيا النائمة علي الفرأش المجاور لفرأشها وتنهدت بحزن علي
حالها..
.............
-في شركة الراوي..

أخبرت السكرتيرة جاسم بقدوم رفيقه "بيبيرس" فامرها بأن تسمح له بالدخول..

دلف بيبيرس وهو يبتسم، فتنهد جاسم بنفاذ صبر :-
-انت كل شويه هتنطلي!!..

جلس بيبرس قائل بمرح :-
-جرا ايه أبو نسب!! دي معاملة برضه..

جاسم بنزق وهو يرفع حاجبيه :-
-أبو نسب!!..

تنحنح بيبرس :-
-احم احم يعني بإعتبار ماهيكون!!..

أبتسم جاسم بخفة وهتف :-
-احنا لسه ماوفقناش عليك علي فكرة!!..

زفر بيبيرس بضيق وأردف :-
-وهاتوافقوا أمتاا بقاا!!..

رفع جاسم كتفيه قائل ببرود :-
-الله اعلم، وبعدنا احنا لازم ناخد وقتنا!!..

لوح بيبرس بيده في الهواء قائل بسخط :-
-اي التناكة دي ، انتو بتتأنعروا كده ليه؟! وهو في حد لاقي عرسان الأيام دي!!..

رفع جاسم حاجبيه من اسلوبه الفظ واقترب منه وهتف بجدية :-
-هو أنت لو مكاني هتوافق تجوز بنت عمك لو حد بيئة زيك كده!!..

هندم بيبرس ملابسه قائل بإحراج :-
-لا انا ابن ناس اووي علي فكرة !!

جاسم بتهكم :-
-مش باااين والله!!..

بيبيرس بضيق :-
-ماهو انت لو تبل ريقي بالموافقة هتلاقيني في منتهى الإحترام!!..

فتح جاسم ملف أمامه وتصنع بالإنشغال :-
-بيبرس انا عندي شغل، فإنزل من دماغي شويه وهنبقا نرد عليك أخر السنة!!..

عض علي شفتيه بغيظ وكاد أن يلكم جاسم في وجهه ولكنه تماسك ، وبعد مرور الثواني هتف بخفوت :-
-أنا كنت عاوز اقعد مع حنين!!..

ترك جاسم الملف ونظر نظرة جامدة، فأبتلع بيبرس ريقه وهتف سريعاً :-
-قبل ماتغضب مش اي عريس بيتقدم بيخلوه يقعد مع العروسة عشان يشوفوا في قبول ولالا ودي الأصول !!..

ثم غمزة له قائل بنبرة ذات مغزي :-
-وأنت أبن أصول وتفهم فيها كويس!!..

جاسم بإبتسامة من زاوية فمه :-
-بتثبتني يعني!!..

ضحك بيبيرس ولم يجيبه، فتابع جاسم بلهجة جادة :-
-بس عايز اعرف ايه تقعد معاها دي!!..

اجابه بتعجب وهو يحرك عدسة عينه:-
-اقعد معاها يعنى نخرج نقعد في كافية اومطعم نفطر اونتغدا أو نتعشي مع بعض !!

ضرب جاسم بقبضة يده على المكتب بقوة قائل بغضب :-
-ماتبيتها معاك أحسن!!..

بيبيرس بسعادة :-
-ياريت معنديش مانع!!..

جاسم بجمود :-
-أحترم نفسك بدل مااقوم أفرج عليك الموظفين!!..

نظر له بيبرس بإمتعاض، فتابع جاسم بهدوء بعدما أخذ نفس عميق :-
-موضوع أنك تخرج معاها تتغدا ولا تتعشا تشيله من دماغك خالص..

ثم احتدت نبرته نوعاً ما :-
-تنسى اصلا انك تطفح ولاتتسمم معاها!!..

فهدأ مرة أخري وتابع :-
-اخرك تيجي عندنا تقعد معاها في الجنية لمدة عشر دقايق..

ثم ضيق عينه ليخبره بتهديد :-
-عشر دقايق وثانية هخلي الحرس يرموك بره القصر..

رمقه بيبرس بتهكم وتمتم مع نفسها، فتابع جاسم بشك وهو يضيق عينه :-
-بتقول حاجة!!..

هز بيبيرس رأسه بالنفي سريعاً وأردف :-
-لا ده انا بس بقول عشر دقايق كتير عليا ، ده أنا يدوبك هقعد على الكرسي وهقوم!!..

...................
-في مزرعة نضال!!..

انتهت رقية من تلبيس الصغير حذائه ووقفت تتأمل هيئته، فوقفت دنيا خلفها قائلة بضيق مزيف :-
-ايوة ياعم ناس ليها إجازات، وناس ليها شغل!!..

وضعت رقية كفها أمام وجهها، فعضت الأخري على شفتيها قائلة بغيظ:-
-ماشي يارقية ليكي يوم !!..

ثم نظرت إلي الأعلى قائلة :-
-ليه بس يااارب مخلتنيش قريبة استاذ نضال، ولا خليت يوسف يتعلق بيا وينام في حضني وياخدني معاه الإجازات!!..

فأقتربت من رقية وأبتسمت بخبث قائلة :-
-بقاا بذمتك ياروكا حضن الشبر ونص ده ولا حضن جاسم!!..

قالت ذالك وهي تشير بعينها ناحية الصغير.. أحمر وجه رقية وهي تجز على أسنانها:-
-دنيااااااا!!..

ضحكت دنيا بقوة علي هيئتها،ثم توقفت عن الضحك قائلة :-
-خلاص أسفين ياصلاح!!..

رمقتها بحده ثم أخذت ثيابها ودلفت المرحاض، أبتسمت ثم وجهت نظرها ليوسف قائلة :-
-تحب تفطر!!..

هز رأسه نافياً قائل بهدوء :-
-هفطر مع رقية ومع خالو نضال..

أومأت برأسها ثم جلست علي الطاولة و التقطت الجريدة لترى الجديد في البلد وبينما هي تتفحص وقع نظرها على صورة لجاسم بجواره تمارا النجدي تحت عنوان عريض "شراكة الأعمال ستجمع رجل الأعمال جاسم الراوي بسيدة الأعمال تمارا النجدي في صفقة زواج" أتسعت عيناها بذهول وهي تهز رأسها بالنكران، فأستمعت الي صوت فتح الباب فأغلقت الجريدة سريعاً وهي تتصنع الثبات، كانت رقية جاهزة للخروج فحملت حقيبتها قائلة :-
-أنا همشي بقاا!! عايزة حاجة!!..

هزت رأسها نافية ثم هتفت بإبتسامة مصطنعة :-
-لا بس خلي بالك من نفسك!!..

أومأت رقية برأسها ثم وجهت حديثها الصغير قائل وهي تمد يدها :-
-يله بينا يايوسف!!..

هبط الصغير من علي الفرأش ووضع يده في يدها وخرجا من الغرفة، لتنظر دنيا نحو الجريدة قائلة بسخط :-
-بقاا هي هتموت نفسها هنا عليك وانت عايش حياتك!!..
.....................

في مكان هادئ قريب من المزرعة يشبه الجزيرة حيث محاط بالمياه، كانت رقية تجلس مع نضال ويوسف علي طاولة يتناولون الطعام، كعادتها الأستحياء ملازم لها فإنشغلت بإطعام يوسف حتي هتف نضال بجمود :-
-سبيه ياكل لوحده، هو كبير دلوقتي!!..

توقفت عن إطعامه وشعرت بإرتباك فهي تحججت بأطعام الصغير، فهمها نضال فتحدث بجدية :-
-جيهان بتخلص ورق في القاهرة، وماينفعش اجي بيوسف لوحدي فجبتك معانا عشان هو بيحبك، بس شكلك إتضايقتي !!

هزت رأسها عدة مرات بالنفي وهتفت بخفوت :-
-لا مش متضايقه ولا حاجة!!..

أومأ برأسه وهو يضع الطعام في فمه :-
-اتمنى ده!!

-مقولتليش إيه رأيك في المكان..

أبتسمت له قائل بإعجاب واضح في نبرتها :-
-جميل اووي كأنه منظر طبيعي مرسوم في لوحة!!..

هز رأسه بتأكيد ليتجول بعينه في المكان وهو يتذكر بإبتسامة على ثغره :-
-أنا بحب المكان ده اووي، اعرفه من ساعة ماكنت في الثانوية!!..

وكأنه وجدت الفرصة المناسبة لكشف أسراره فقالت بتسائل :-
-هو حضرتك طول عمرك عايش في المزرعة يعني مسافرتش ولا اتجوزت!!..
ابتلع الطعام ورمقها بنظرات وكأنها سهام نارية فوضع شوكته قائل بجمود :-
-كنت مستني تفتحي معايا الموضوع!!..

أبتلعت ريقها قائلة بتوتر :-
-م موضوع أيه ده!!..

نضال بصرامة وعدسة عينه ثابته :-
-دخلتي مكتبي وفتحتي الخزنة وأكيد شوفتي الورق اللي جواها واكيد عرفتي انا شغال أيه !!..

فركت كفيها من أسفل الطاولة وشعرت بدقات قلبها تتزايد فهتف :-
-سكتي كل ده ليه!! مش عايزة تعرفي!!..

رقية بجدية وقد استعددت للمواجهة :-
-لو كنت عاوزني اعرف ماكنتش خبيت عليا من الاول!!..

نضال بإبتسامة إلم :-
-لو كنت قولتلك كنت كل يوم هشوف في عينك نظرة تأنب ضميري!!..

إبتسمت رقية قائلة بهدوء :-
-كنت خايف اعرف واطلب منك تساعدني يا آآآآ دكتور!!..

عندما نطقت بهذا اللقب الذي حذفه من ذاكرته كور قبضة يده بغضب وأردف بحده :-
-ماتنتظريش مني ايه مساعدة، لاني انا عاجز عن مساعدتك!!..

رقية وابتسامة حزينة على ثغرها :-
-متخافش يادكتور مش هطلب منك مساعدة انا اصلا معنديش أمل!!..

ضرب بيده علي الطاولة وصرخ بها:-
-ماتقوليش دكتور انا مش دكتور انا مسحت اللقب ده من حياتي، مسحته من ساعة آآآآ..

صمت لوهلة ثم تابع بإختناق :-
-من ساعة ما أتاخرت علي مراتي وبنتي اااه اتاخرتوا عليهم، كنت هناك بنقذ ناس وبديهم الحياة وهنا حياتي بتروح مني!!..

اتسعت عين رقية بذهول ليتابع بنبرة متألمة :-
-كنت بشتغل في بلد تانية وسبتهم هناا، النار حرقتهم وكانوا عاوزيني ولما جيت كانوا هما مشيوا ، بنتي ماتت بالحرق فضلت تتعذب وتصرخ لحد ماماتت..
بنتي كانت في المستشفي بتموت وجسمها ووشها ملفوفين بشاش وهي بتقول "بابا هيجي ويخليني حلوه تاني، بابا هيجي يعالجني"

هبطت دمعة من عينه وهو يهز رأسه بالسلب :-
-بس انا مخليتهاش حلوة انا اتأخرت ومحققتش أمنيتها..

ثم تابع والدموع تسيل من عينه:-
-قوليلي يارقية انا اتأخرت ولاهي استعجلت ومشيت، هي اللي مستنتنيش ومشيت !!

نظر لوجهها ليجدها غارقة في دموعها وترتجف وكأنه موعد الشتاء، ..

هز رأسه عدة مرات وهتف بضياع :-
-والله انا أعجز من أني أساعدك!!!

... النيران لم تلمس جسد أحد إلا وهلكته
فلماذا كانت رحيمه بها ولم تقضي عليها.....
....................
-في قصر الراوي...

جلس بيبرس مع حنين في حديقة القصر وسط حصار فكانت تجلس الدادة صباح علي مقعد قريب منهم.. وحولهم حراسة القصر فأمرهم بذالك جاسم، الذي يقف في شرفة غرفته يرتشف قهوته وهو يراقبهما...

نظر بيبرس حوله بريبة ثم هتف بضجر :-
-هو احنا قاعدين في قصر الرئاسة وانا معرفش!!..

رفعت حنين رأسها وأبتسمت ثم نظرت أرضاً وهي تفرك كفيها بتوتر، فتحدث بيبرس بتوسل وهو ينظر في ساعته :-
-لا ابوس ايديك اتكلمي العشر دقايق بيخلصوا وقربنا نلعب في الوقت بدل ضايع والحكم هينزل يطردنا ..

إبتلعت ريقها قائلة بخفوت :-
-اآآ انت عاوز تتجوزني ليه!!..

اجابها سريعاً :-
-فاضي، اصل انا صحيت الصبح ملقتش حاجة اعملها فقولت اما أجوز!!!

زفر بضيق قائل :-
-أنا قولت اتكلمي مش تحرقي دمي بأسئلة غبية!!..

رفعت رأسها وهي تعض علي شفتيها :-
-يعني أنت مش متجوزني عشان تربيني!!..

قطب مابين حاجبيه وهتف :-
-أربيكي!!..

أومأت برأسها قائلة بنبرة خافتة :-
-اه، أصلا انت ماكنتش طايقني ساعة موضوع الصور فأكيد هتتجوزني عشان تعذبني انا عرفت كده من الروايات البطل بيتجوز البطلة اللي عملت حاجة غلط عشان يفضل يعذبها..

ضرب كفا علي كف ثم هتف بجدية :-
-الحقيقة هو انا لو هربيكي يبقى هربيكي علي حاجة واحدة...

نظر لجاسم الذي يراقبهما وهتف بنزق :-
-أن جاسم يبقي أبن عمك، ده انا هخلص اللي عمله فيا ده فيكي!!..

ثم تنهد طويلاً قائل بإبتسامة :-
-وبعدين هي الروايات مقلتلكيش أن في الاخر البطل بيقع علي جدور رقبته في حب البطلة!!..

ثم همس بنبرة رومانسية :-
-وانا من البداية اهو وقعت ولا حد سمي عليااا!!

اتسعت عينها بذهول واصبح صدرها يعلو ويهبط بشدة وتعالت نبضات قلبها مع تورد وجنتبها فأصبح وجهها الصغير كحبة الكرز الناضجة، ابتسم علي هيئتها الطفولية وتابع :-
-ركزي في امتحانات نص السنة عشان في اجازة نص السنة هتبقي مراتي بإذن الله ..

بيبرس بتمني :-
موافقة !!..

كادت أن تنهض مرة واحدة كأنها لدغتها حية راكضة للداخل فنهض ولحق بها سريعاً قائل برجاء :-
_رايحه فين اوعي تجري وتسبيني كده انتي عايزة هتلر باشا يفتكر أن اتحرشت بيكي ولا حاجة وينزل يخليني شهيد الجوازة دي!!...

زاد احمرار وجنتيها فعاد الطلب مرة أخري فأكتفت بأن تصمت وتنظر بإستحياء أرضاً، تهللت اساريره وهتف بفرح :-
-السكوت علامة الرضا!! هاتيلنا الشربات بقاا..

لم تجيبه وظلت ناظرة أرضاً، فلوي فمه قائل بتهكم :-
-شربات ايه ده اللى انا بعشم نفسي بيه إذا كان انتو ماقدمتوليش حتي كوباية ماية أبل بيها ريقي . شكلكم عيلة بخيلة ولا أيه!!..

رفعت رأسها بغضب وجزت علي أسنانها بغيظ ثم صاحت :-
-دادة صباح!!..

دنت منها الدادة صباح فقالت بجدية وهي تنظر نحوه بغيظ :-
-شوفي الضيف يشرف أيه!!..

أومأت برأسها ونظرت لبيبيرس قائلة :-
-تحب تشرب أيه يابنى!!..

أبتسم بيبرس وجلس علي الطاولة قائل بمرح :-
-لا اشرب أيه بقاا!! انتو طبخين أكل ايه النهارده يادادة صباح!!..

...............
-في مزرعة نضال!!..

الليل بأكمله لم يغمض لها جفن ليتها صمتت ولم تتحدث بالأمر فيكفيها مالديها من ألم، نهضت وسارت نحو مكتبها لتجلس عليه باحثة عن دفتر مذاكراتها وبينما هي تبحث وجدت جريدة ملقاة أسفل المكتب فقطبت مابين حاجبيها وهي تمد يدها لتلتقطها
لتتسع عينها بصدمة وهى تري صورة جاسم برفقة تمارا شعرت بطعنة في قلبها فهذه هي السيدة التى رأتها معه في السابق، تنهدت بألم وبدون وعي وجدت نفسها تهتف :-
-ربنا يسعدك في حياتك زي ماسعدتني!!..

ثم تركت الجريدة علي المكتب، ولمست بإناملها دبلتها التي سقطت عليها دمعة، كانت دنيا مستيقظة فنهضت من الفرأش وسارت نحوها وربتت على كتفها بمواساة :-
-اقلعيها يارقية خلاص!! خرجيها من أيدك زي ماخرجتي من حياته!!..

نظرت رقية لها والدموع لامعة في عينها وابتسمت :-
-احنا اتفقنا نخرج من حياة بعض لكن متفقناش اننا نخرج من قلوب بعض!!..

................
-في البلد ..

جهزت عائلة شهد نفسها للرحيل بعد انتهاء مراسم الزفاف الخاصة بعصام، فتحدثت والدة عصام بود :-
-ماتخليكم قاعدين شوية!!..

اجابتها والدة شهد بإبتسامة :-
-لا كفاية كده شهد وراها مدرسة ودروس والامتحانات علي الأبواب خلاص..

نظرت والدة عصام ناحية شهد الهذيلة التي انظارها متعلقة بالأريكة الجالس عليها عصام بجلبابه الأبيض الناصع عكس معدنه وقلبه الاسود وبجواره زوجته بعبائتها المنقوشة بالرسومات الذاهية ترقرقت العبرات في عينها ولم تسمع لوالدة عصام التي هتفت بفرحة :-
-عاوزينك تجيبي مجموع عالي بقا وتفرحينا ياشهد، وخلصي إمتحاناتك وتعالي البلد اهو تاخدي بحس مرات عصام!!..

شعرت برغبة في التقيئ، الم في معدتها تشعر بالأرض تدور من أسفلها فوضعت يدها على فمها وركضت نحو ركن من الأركان لتتقيئ وسط أنظار الجميع...

.............................

عادت رقية الي القاهرة من أجل اختبارات نصف العام وكإنها النجاة التي انقذتها من رؤية نضال بعد المواجهة ا، كذلك حنين التي شعرت بالأرتياح لبيبيرس واخبرت جاسم بموافقتها نسبياً، وعهد تفكر في السفر لأهلها فلا داعي من تواجدها هنا هي تحتاج لبلد أخري!! حازم انشغل في الاختبارات وأحياناً كان يلتقي برقية في المكتبة وكانت تساعده بشرحها.. اقتربت سارة من موعد ولادتها فكانت رقية برفقتها دائماً..
.........................
وبينما هو في مكتبه، يراجع ملفات عمله، دلف معتز كالقذيمة فهيئته تدل على أنه يحمل خبر سئ، رفع جاسم عينه من الأوراق وقبل أن يتابع جملته التي تفوه بها :-
-كويس إنك جيت كنت آآآآ..

قاطعه معتز بتوجس :-
-جاسم جالك استدعاء من النيابة النهاردة!!..

جاسم بنبرة متهكمة :-
-نعم !!..

ثم زفر بضيق قائل :-
-مش فايق لهزارك تعالي اقعد!!..

معتز وهو يؤكد حديثه :-
-أنا بتكلم بجد جالك استدعاء من النيابة!!..

ترك جاسم القلم من يده وقد قطب مابين حاجبيه هاتف بجدية :-
-استدعاء ليا انا!! ليه؟!..

معتز بنفي وهو يحرك رأسه :-
-معرفش!!..

تنهد جاسم بضيق ليتابع معتز بتسأل :-
-هاتعمل ايه!!..

نهض جاسم من ف مكتبة بجدية :-
-اعمل ايه في ايه اكيد في حاجة غلط!!..

فتحدث معتز سريعاً :-
- اكلم المحامي يشوف الموضوع!!..

غمز له نافياً، ثم وضع يده في جيب سترته ليخرج هاتفه!!..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#39

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس ����
-في داخل زنزانة صغيرة خاصة برجال الأعمال وكبار الدولة..
كان جاسم يرتجف بشدة ويتصبب عرقاً إثناء نومته ،فلاحظه رجل من الرجال الكبار وهتف بقلق وهو يشير بعينه نحوه :-
-ده من امبارح علي الحال ده، شكله تعبان اووي !!..
ألقي عامر نظرة غير مبالية علي جاسم الذي صار يهزي بكلام غير مفهموم ثم أدار وجهه وقطم ثمرة التفاح :-
-سيبه كده أحنا مالنا!!..
الرجل بضيق :-
-افرض حصله حاجة ياعامر!!..
ثم نهض سريعاً قائل :-
-أنا هنادي على العسكري وهو يتصرف!!..
امسك عامر يده سريعاً ونظرة له نظرة حادة كالصقر وهتف :-.
-قولتلك سيبه ملناش دعوة بيه!!..
ثم نظرة مرة أخري الي جاسم قائل بغل :-
-خليه يغور فداهية ونخلص منه زي ماخلصنا من ابوه!!..
يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#40

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني والثلاثون..الجزء الأول

-في لجنة الأمتحان...

توقفت رقية عن الكتابة وقرأت بعينها إجابة السؤال الأخير ثم أبتسمت برضا وأغلقت ورقة إجابتها، وعلي بعد أمتار كانت سارة تنهي إجابإتها أيضاً ولكن شعرت بألم أسفل بطنها فعضت علي شفتيها متألمة وأردفت بين نفسها :-
-اوعي تعملها معايا هناا، استنى لما نروح بيتنا!!..

أنهت جملتها لتطلق بعدها صرخة مرتفعة وينتبه لها جميع الطلاب ومن بينهم رقية التي شهقت هلعاً علي رفيقتها ..

......................
-في الصعيد..

فتحت شهد عيناها لتظهر سحابتها البيضاء التي يشوبها الخطوط الحمراء الباهتة، أعتدلت وهي تصدر أنين منخفض ثم وضعت يدها علي خصلات شعرها القصيرة فقد أصبح طول شعرها لايتجاوز عنقها ومقصص بعشوائية إنتقاماً منها علي شرف أهلها الذي وضعته في الرمال كما لقبت "بالفاجرة".. فقد تم فحصها وكانت الصدمة عندما أخبرهم الطبيب بحملها، لتتلقي بعدها الصفعات من أبيها وعمها وإبن عمها "عصام" الذي كانت صدمته من نوع أخر.. أخبرتهم تكرارا ومراراً أن الجاني هو "إبن عمها" ولكن لم تصدق، خصوصاً عندما أستطاع عصام بكل مهرأة نفي الجريمة عنه..

سالت الدموع من عينها بغزارة وبدأت تشهق بقوة حتى أستمتعت لصوت الباب يفتح فأنكمشت علي نفسها وهي ترتجف من الهلع.. دلفت والدتها وهي تحمل صنية الطعام وترمقها بنظرات نارية وضعت الصنية على الفرأش وجلست قائلة بسخط :-
-فضحتينا وحطيتي راسنا في الطين يابنت بطني ..

إبتلعت شهد ريقها المختلط بدموعها قائلة وهي تهز رأسها نافية :-
-وآآ والله ده آآإ عصام ياماما هو آآآآ..

قاطعتها والدتها بصفعة على وجهها وهي تهتف بغضب :-
-أخرسي انتي برضه هتكدبي جايه تتبلي علي ابن عمك قدام أهله ومراته!!..

فأمسكت ذراع إبنتها قائلة بغضب شديد :-
-انطقي عملتي مع مين العمله السوده دي، مين اللي حبلك يابت أنطقي!!.

ظلت شهد تبكي ولم تجيبها فأنهالت عليها والدتها بالضرب هاتفه :-
_انطقي ،لوثتي شرفنا مع مين إنطقي بدل ماخد روحك بأيدي !!..

.....................
-في غرفة عصام..

كان ينفث دخان سيجارته بشرود ولم ينتبه لزوجته التي جلست بجواره الإن ترمقه بتفحص حتي تحدثت وهي تلكزه بخفه :-
_عصام عصام!!..

انتبه لها قائل بأرتباك:-
_ها أيه ياحنان!!..

حنان بشرود :-
-سرحان في ايه كده!!..

ثم ضيقت عينها قائلة بنبرة ذات مغزى :-
-سرحان في مصيبتك!!..

عصام وقد تسرب الخوف إليه:-
-م آآإ مصيبتي!!..

حنان بنبرة جامدة :-
-أيوة مصيبتك ، مش شهد بتقول انها حامل منك!!..

هو بغضب مزيف :_
-دي كدابه!! عايزة تلزق التهمه اللي في بطنها لأي حد وملقتش غيري!!..

وبعدين هو انا هبص لواحدة زي دى متسواش نكله في سوق الستات، ولو هي مش شايفه نفسها في المراية انتى فيكي عيون وشايفه انها ماتثيرش اي راجل!!..

تنهدت حنان قائلة :-
-نفسي اصدقك ياعصام!!..

أطفأ سيجارته وأعتدل يمسك يديها معاً قائل بتمثيل بارع :-
_لازم تصدقيني ياحبيبتي، أنا عصام حبيبك اللي كنت مستني الجيش يخلص بفارغ الصبر عشان يجمعنا بيت كنت بعد الدقايق والساعات عشان اكون معاكي، وانتي في الاخر تشكي فياا كده!!..

-وكمان عشان تعرفي انها كدابة، ده احنا لاقينا بلاوي على تليفونها بتكلم شباب وحاجة أخر قلة أدب، دي تحمد ربها إن عمي مدفنهاش حيه بعد عملتها دي!!..

حنان بإستياء:-
_ياساتر يارب بقا العيله دي يطلع منها كل ده..

زفر بضيق مصطنع قائل :-
_واكتر كمان، ده انا كنت بشوف بلاوي لما بروح عندهم بس ماكنتش بتكلم عشان خاطر عمي!!..

فأبتسم سريعاً وقبل كفيها :-
-بس اهم حاجة تكوني معايا ومصدقاني ياحبيبتي، ومنديهاش فرصة تخرب علينا!!..

بادلته الإبتسامة هامسة :-
-أنا معاك ياحبيبي!!..

........................
-في النيابة..

هتف وكيل النيابة بلهجة رسمية :-
-اسمك وسنك وعنوانك!!..

جاسم بنبرة منفعلة :-
-أنا مش متهم هنا عشان الرسميات دي!!..

وكيل النيابة بجدية :-
-اهدي كده ، واديك قولت رسميات يعني ياريت تجاوبني، واعتبرها دردشة!!..

جاسم بنبرة ساخطة :-
-ماهو مفيش دردشة بيتبعتلها استدعاء رسمي، وأنا هنا عشان اعرف سبب الأستدعاء مش عشان يتحقق معايا واتعامل كمتهم..

وكيل النيابة بجمود :-
هتعرف كل حاجة في وقتها ودلوقتي جاوبني!!..

زفر جاسم بضيق قائل :-
-جاسم أحمد الراوي، 31 سنة!!..

دون المحضر هذه المعلومات، فأوما وكيل النيابة برأسه وتابع بلهجته الرسمية :-
-انت متهم بإدارة مستشفي بيتم فيها عمليات سرقة الأعضاء، ايه اقولك!!..

اتسع عيناه وقطب مابين حاجبيه بذهول وتعجب هاتف بعدم تصديق :-
_سرقة أعضاء!! أنا مش فاهم حاجة؟!..

امسك وكيل النيابة قلم وظل يعبث به قائل ببرود :_
_زي ماسمعت، مستشفي الخير الخيرية اللي بتعالج الناس ببلاش، بس بمقابل اعضائهم البشرية ايه ماتعرفهاش!!..

ظهرت علامات الإستفهام علي وجه جاسم وهتف :-
-ايوة انا ايه علاقتي بالكلام ده!!..

ثم تذكر شئ قال بتذكر :-
-وبعدين مستشفي الخير دي أنا مجرد مساهم خيري فيها مش اكتر، ومعتقدش انى دي تهمتي !!.

وكيل النيابة بصرامة :-؟
-جاسم بيه، التحريات اثبتت انك من أصحاب المستشفي وعلى علم بكل حاجة بتحصل يعني الإنكار مش هيفيدك!!..

ثم تابع بجمود :-
-واحنا اتاخرنا اووي في الاستدعاء ده، ومحبناش نجيبك بطريقة رسمية انت برضه ليك سمعتك!!..

جاسم بلهجة غاضبة :-
-وأنا لو كنت متهم ماكنتش جيت بنفسي بتليفون مني كنت عرفت كل حاجة وساعتها كان ممكن أهرب كمان لكن انا مش متهم واظاهر انكم مش شايفين شغلكم كويس واللى بيحصل ده مهزله!!..

نظر له ووكيل النيابة نظرات نارية ثم تحدث بتحدي وهو يعود بظهره للخلف موجه حديثه للمحضر :-
-اكتب يابني قررنا نحن حبس المتهم جاسم الراوي اربع أيام علي ذمة التحقيق ويراعي التجديد في الميعاد..

ثم تحدث بنبرة شبه متهكمة:-
-ياريت بقاا تتصل بمحاميك يجي يشوفلك ثغره تخرجك مع إن استبعد ده..

شحنه من الغضب والصدمة والتعجب حلت عليه ففي ظرف ثواني أصبح متهم!! بتهمة يجهلها!! ...

....................
بعد مرور الوقت دنا منه المحامي بعدما اطلع علي أوراق القضية، تحدث جاسم سريعاً بجمود :-
-فهمني ايه التهريج اللي بيحصل ده !!..

عدل المحامي نظارته الطبية وتنحنج قائل :-
-احم احم جاسم بيه موقفك صعب جداً في القضية دي !!..

جاسم بإنفعال للغاية :-
-قضية أيه دي انا عايز افهم، مستشفي طلعت مشبوهة انا مالي انا لا دكتور ولا آااا
قاطعه المحامي بجدية وحذر:-
-كل اللي في المستشفي شهدوا إن العمليات دي بتم لصالح أصحاب المستشفي اللي حضرتك منهم!!..

اتسعت عين بذهول ليتابع المحامي حديثه بإسف :-
-ومقدمين ورق بيثبت كل حاجة، وانك شريكهم!!..

تحدث بحده وهو يلوح بيده :-
-اكيد الورق ده مزور، اتصرف واثبت ده اومال انت لزمتك أيه ..

ثم رفع سبابته محذراً :-
-أنا مش هقعد هنا دقيقة واحدة، سامعني!!..

تنهد المحامي وهو يخبره :-
-صعب ياجاسم بيه، الموقف اتعقد التحريات شغاله من زمان جداً وفي سريه ، والقضية دلوقتي بقت قضية رأي عام ورجال أعمال كتير ليهم سلطه متورطين في القضية واتقبض عليهم!!..

مسح على خصلات شعره بغضب وإردف بضيق :-
-وموقفي انا ايه دلوقتي!!..

اجابه بلهجة عملية :-
-حبس اربع ايام علي ذمة التحقيق وبأذن الله هتخرج قبل التجديد!!..

ضرب الحائط بقبضة يده وهو يشتعل غضباً فحاول المحامى أن يطمنه:-
-متقلقش ياجاسم بيه هبذل كل جهدي عشان اثبت برائئك!!..

نظر له جاسم نظرة حادة هاتف :-
-أنا مش متهم عشان تثبت برائتي، اسمها هتحاول تثبت الغلط اللي في القضية!!..

المحامي وهو يؤمي برأسه بحرج:-
-مفهوم ياجاسم بيه!!..

.......................
-في البناية...

عادت إلى منزلهم بعد عناء يوم مع رفيقتها في المستشفي فقد وضعت جنينها ، دلفت بإنهاك لتقابلها فاطمة قائلة بعتاب :-
-ليه التأخير ده يارقية بس؟!..

خلعت رقية حذائها وهي تقول :-
-معلش ياماما اصل سارة ولدت النهاردة وكنت معاها..

أبتسمت فاطمة وأردفت سريعاً :-
-بجد وربنا رزقها بأيه؟!..

سارت للداخل قائلة بفرحة :-
-بنوتة زي القمر ياماما ربنا يحفظها!!..

تمتمتم فاطمة بدعاء بعدما جلست علي الإريكة :-
-ياارب واشوف عوضك كده إن شاء الله!!..

تلاشت الإبتسامة من علي وجه رقية ليحل محلها العبوس، فتابعت والدتها بتهكم وهي تلاحظ تغييرها :-
-ايه مالك قولت حاجة غلط!!..

اكتفت رقية بإن تنظر لها ثم أزاحت الستار لتدلف غرفتها وتبدل ثيابها..

وقفت فاطمة خلفها وعقدت ساعديها أمام صدرها قائلة :-
-خلاص هترجعي المزرعة تانى!!..

أومأت رقية برأسها ثم هتفت بخفوت :-
-يومين كده إن شاء الله !!..

فاطمة بخبث :-
-شكلك مبسوطة اووي هناك، مرتاحه مع استاذ نضال!!..

تنهدت رقية بصوت مسموع وأردفت :-
-أنا مبسوطة هناك لاني عايشة مرتاحة، ومحدش بيعملي تحقيق في الخارجة والدخله..

فاطمة وقد حلت ساعديها قائلة بغضب :-
-قصدك ايه يابت أنتي،لا اوعي تفكري إنك كبرتي عليا لا ده أنا أسألك رايحه فين وجاية منين براحتي ولا فاكرة هسيبك تمشي على حل شعرك!!..

رقية بضيق وهي تخلع كنزتها :-
-مش قصدي حاجة ياماما،ممكن بقا تسبيني اغير هدومي!!..

مصصت فاطمة شفتيها قائلة بتهكم :-
-غيري ياختي، اصل احنا هنشوف الامله..

وقبل أن تتحرك من مكانها لمحت الدبلة الذهبية التي تلمع في يد إبنتها فهتفت بهلع :-
-يانصيبتي ،انتي عايزة توقفي حالك اكتر ماهو وافق ، اقلعيها ياخايبه ..

واوعي تكوني بتلبسيها قدام نضال بيه هناك!!..

اغمضت رقية عينها وفتحتها مجدداً واخذت ثيابها واتجهت للمرحاض.. ضربت فاطمة كفاً علي كفه هاتفه :-
-البت هتجنني والله هتجنني!!..

............................
-في الصعيد..

شعرت بإنفاس أحد قريبة منها فأعتدلت سريعاً لتجد الذي سلب منها حياتها ينظر لها نظرات جادة ربما غاضبة أو منتصرة..

احتضنت نفسها وهي تنظر له بهلع شديد فنظر لهيئتها المرزية بداية من شعرها المقصوص حتي قدمها الحمراء من كثرة الضرب، إبتسامة انتصار ظهرت علي وجهه ليهتف بعدها :-
-شوفتي يابنت عمي ازاي محدش صدقك، شوفتي لسانك وصلك لإيه..

ارتجفت شفتيها وهي تنطق :-
-اللي في آآآآ بطني منك وانت عارف !!..

هز رأسه نافياً قائل بوقاحة :-
-وأنا ايه اللي يضمن لي، أنا صحيح كنت اول واحد لكن اكيد مش أخر واحد!!..

انهي جملته غامزاً لها.. ثم تابع بهمس وهو يتحسس جسدها بشهوة :-
-الموضوع عجبك فقولتي تجربيه مع حد تاني، اصلك انتي ياحبيبتي ماتنفعيش غير للتجربة وبس..

الدماء أصبحت تغلي في عروقها بل تفور فبصقت في وجهه هاتفه بصراخ :-
-حيوان ربنا ينتقم منك ياكلب..

صفعها علي وجهها عدة مرات ثم وضع كفه علي فمها ليمنعها من الصراخ قائل بوعيد :-
-وحياتك ماهخليكي تتهني لحظة واحدة، وانا اللي هساعدهم في قتلك عشان اغسل عاري كمان، وعارفة لو لسانك نطق اسمي مرة تانية حتي لو في أحلامك ساعتها ماتلوميش غير نفسك!!..

ابعد كفه عن فمها ليجدها تمسك يده وهي تبكي بغزارة قائلة بتواسل وفي عيناها رجاء :-
-ابوس ايدك دوول هيسقطوني وانا ممكن اموت فيها، اعترف وأنا مش عاوزة ابقا معاك متخافش هرجع مصر، حتي لو تكتب عليا وبعدها تطلقني.. أبوس ايديك ده أنا بنت عمك!!..

نطق لسانه بكل قسوة :-
-مفيش جاني بيساعد اللي جني عليه عشان يوصل روحه لحبل المشنقة..

ثم نظر لخصلاتها القصيرة قائل بعدم رضا :-
-ايه ده هما ازاي قصولك شعرك بالمنظر ده!!..

ثم تابع بجمود :-
-ابقي فكريني بكره أحلقلك زيرو، عشان لما تبصي في المرايه تنسي أنك من صنف الستات اصلاً..

ثم ضحك وغادر، لتلطم علي وجهها عدة مرات وتبكي من أعماق صدرها حتي قارب صوتها للإختفاء...

..............
-في البناية..

في اليوم التالي..

خرجت رقية من غرفتها لمقابلة جيهان الذي جاءت بطريقة مفاجأة تعجبت منها رقية تقدمت منهما لتهتف فاطمة سريعاً :-
-تعالى يارقية اقعدي!!..

جلست رقية بجوار جيهان بتعجب ،فأبتسمت جيهان وهي تخبرها:-
-انتي طبعاً بتسألي نفسك إيه اللي جابني وأنا أعرف أنك راجعة المزرعة. انا ياستي كنت بخلص شغل هنا فقولت اجيلك عشان نسافر مع بعض..

فاطمة بود :-
-نورتينا ياست جيهان!!..

أبتسمت جيهان ثم نظرت لرقية قائلة :-
-ايه يارقية مش مبسوطة بزيارتي ولا أيه؟؟..

افاقت رقية من شرودها قائلة بخفوت وهي تتصنع الإبتسامة :-.
-لا طبعاً نورتي بس لسه صاحيه معلش!!..

لم تقتنع رقية بحديث جيهان واصبح قلبها ينبض بالشك فالزيارة دي تبدو وكأنها مخصصه لها..

نهضت فاطمة بإبتسامة هاتفة :-
-هاروح اعملك قهوتك!!..

اقعدي دلوقتي يافاطمة..

قالتها جيهان بجدية ثم وزعت انظارها بين فاطمة ورقية قائلة بتنهيدة :-
-في الحقيقة انا جاية عشان موضوع يخص رقية كمان ولازم تحضريه!!..

أخذت رقية نفسها فشكها اقترب من اليقين..

جلست فاطمة كما كانت وهتفت بتسائل :-
-خير ياست جيهان!!..

تحدثت بجدية وانظارها معلقة على رقية :-
-أنا بطلب أيد رقية لاخويا نضال!!..

.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#41

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

عندما يتحدث جاسم مع رقيه فى خياله
حين رائيتك حبيبتى رائيتك بقلبى وليس بعينى عندما يرى القلب حين اذا نعشق نعم فانا تخطيت الحب وبت الان عاشق اراكى اجمل نساء الكون فانتى ملكة قلبى انتى هوائى ونبض قلبى كم اتمنا ان يراكى من حولنا كما تراكى انا حين اذا سيعلمون كم انتى ملاك تمتلكين احن واطيب قلب حبيبتى اتمنا حين تنظرين الى انعكاس صورتك ان تنظرى بقلبك حتى تعرفى كيف اراكى انا
حبيبتى عودى الى فاأنا احتاج حقا نبض قلبى احتاج هواكى الذى اتنفسه انا حقا احتاج اليكى فاأنا فى بعدك بلا حياه جاسم

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#42

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس..

وكأنه استمع الي أكذوبة أو مزحه عجيبة فإذا قيل له أن النجوم أصبحت في الأرض لصدق، فتحدث بعدم تصديق بعدم ذهلت ملامحه بشدة وانعقد مابين حاجبيه :-
-أنت بتقول أيه؟! رقية ضربت تمارا!! ..
أومأ معتز برأسه فتنهد بصوت مسموع :-
-دي مش بس ضربتها دي ادتها علقة محترمة ،اتفاجئت بصراحة!!..

أبتسم ابتسامة خفيفة عندما تخيل المشهد فتابع مرة اخرى ليتأكد :-
-رقية عملت كده بجد!!..

يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#43

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

فاطمة بنبرة جادة :-
-ياراضي دي فرصة العمر لبنتك، ماتقفش في طريقها..
ثم تابعت ببنرة متهكمة :-
_وبعدين دي فاتحة خير لينا بعد جوازتها الأولي دي..
مصصت شفتيها بنزق وهي تتحدث بنبرة خافتة :-
-ما احنا بس لو كنا صبرنا شوية كان زمانها دلوقتى ارملته مش طليقته، كان حتى طلعت من المولد بحمص!!
.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#44

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني والثلاثون.. الجزء الثاني
كالأمطار التي تسقط في الشتاء رغم تعطشنا لها في الصيف!! ك نسمات الهواء التي نفتقدها في جفاف الصيف وتأتي لتنعشنا مع برودة الشتاء ،الأشياء التي نحتاج لها ولم نجدها وتتواجد عندما لانحتاج لها..كان عرض وطلب جيهان مثل هذه الأشياء فلم تشعر رقية بفرحة عندما طلبتها جيهان لشقيقها ، ربما لو تقدمت بهذا العرض قبل ظهور الجاسم في حياتها لو رقص قلبها فرحاً، ولكن كيف لقلبها يرقص ويفرح وهو يسكنه جاسم عشقه الوحيد ، ونبضات قلبها تزداد وتتعالي وكأنها تحذرها من مجرد التفكير في هذا الطلب..
وبينما السيارة تسير بهما في طريق المزرعة، تنهدت رقية بصوت مسموع وهي ترمق جيهان بجدية :-
-هو اللي طلب منك كده!!..
انتبهت جيهان لها وتحدثت بنبرة جادة للغاية :-
-رقية انا عارفة أنك اتفاجئتي، وعارفة برضه أنك مش عارفة تفكري وتايهه، لكن صدقيني ده الحل الأنسب ليكي ولنضال برضه، انتي هتقدري تخرجيه من بؤرته وهو هيعالجك!!..
قالت بنبرة تبدو ساخرة :_
_اخوكي مش عاوز يعترف انه دكتور أصلا، ازاي هيعالجني أو يعالج غيري!!!..
جيهان بطريقة استدارجية :-
-الوضع هيختلف لما تبقي مراته، مش هايستحمل يشوف وجعك مش هايقدر يقصر مرة تانية وانتي ممكن تقدري تسكني ضميره اللي بيأنبه بأنه يعالجك..
رمقتها مطولاً بنظرات غريباً ثم هتفت مرة واحدة :-
_هو انتي اصريتي أن اجي معاكي المزرعة من الأول عشان خاطر اخوكي؟!..
سبق حديثها تنهيدة وأردفت بهدوء :-
_أنا جبتك عشان خاطر اخويا وعشانك انتو الاتنين محتاجين لبعض!!..
ثم تابعت محذرة :-
_بس اوعي تفتكري أن استغلتك انا برضه كان يهمني مصلحتك !!..
أومأترقية برأسها قائلة بنبرة متهكمة مبتسمة بألم :-
-مابقتش فارقه خلاص!!..
ثم أدارت وجهها نحو النافذة لتسند برأسها علي الزجاج وأناملها تلامس دبلتها، كانت انظار جيهان معلقه عليها حتي هتفت :-
_هيجي يوم وتنسيه، وهيجي اليوم اللي مش بس هتقلعي دبلته لا ده انتي هترميها كمان!!..
ثم أبتسمت لها قائلة بتبرير :-
-رقية انتي ماحبتيش جاسم، انتي حبيتي حبه ليكي، جاسم كان أول راجل في حياتك فطبيعي تتعلقي بيه كده، هو دخل حياتك ملا الفراغ اللي فيها ومشى وساب فراغ وده اللى انتي حاسه بيه دلوقتي!!..
التفت لها قائلة بإبتسامة :-
-والفراغ اللي هو سابه ده محدش هايقدر يملاه غيره!!..
لم تأخذ جيهان جملتها هذه وكإنها رفض فهزت رأسها ونظرت أمامها :-
-فكري كويس جايز تقتنعي أن كلامي صح!!..
.........
وصلت السيارة المزرعة فترجلت رقية منها سريعاً متجهها إلي سكنها ولكنها وقفت لثواني بعدما لمحت طيف نضال خلف زجاج النافذة يراقب وصولهم، لم تطيل النظر له فأسرعت في خطواتها ، وقفت جيهان بجوار السيارة وهي ترمق شقيقها بنظرات لم يفهمها..
.......
-في مكتب نضال..
وقف بصدمة وذهول قائل :-
-طلبتي أيدها لياا!!..
اغمضت جيهان عينها وفتحتها مرة أخرى :-
-ما انت ماسبتليش حل تانى!! كنت هعمل أيه يعني..
صاح بها نضال بقوة :-
-ومين قالك تدخلي في اموري ولا في حياتي!!..
وقفت هي الأخرى متحدثه بنبرة شبه مرتفعة :-
-اومال اسيبك بتغرق وبتدفن نفسك وشبابك ومهنتك بأيدك وأقعد اتفرج عليك!!..
رفع كفيه ليصفق ساخراً متهكماً:-
_براافو حلو اووي الشغل ده ياجيهان!!..
مرة تجبهالي عشان أحن واعالجها ومرة تانية عاوزاني اتجوزها ..
فتابع بحده :-
-انسي ده ياجيهان انسيه خالص أنا مش هارجع اشتغل تانى..
جيهان بأنفعال :-
_البنت محتاجك مهنتك بتحك--
نضال بجمود قوي :-
-اكيد مش محتاجاني اكتر من بنتي ومراتي!!..
فهدأت نبرته التي ظهرت بها الحزن :-
-هي مش هتكون أغلى من بنتي ومراتي!!..
تنهدت بحزن هي الأخري وتمتمت بين نفسها :-
-الله يرحمهم!!..
اقتربت منه قائلة بهدوء :-
-ماهو لازم يبقا في حل يانضال ولازم تعيش حياتك والمفروض ترجع شغلك وتعالج الناس وتفرحهم في قبرهم، وده قدر أنت ملكش ذنب بحاجة اتأخرت ولا جيت كانوا برضه هيموته ده عمرهم وخلص لحد كده، كفاية هروب يانضال عمر الهروب ماكان حل أبدأ !!
حاول السيطرة علي أعصابه وإنفعالاته والبركان الذي علي وشك الأنفجار فصمت قليلاً ثم نطق بعد صمت مريب :-
-أنا عندى حل هيريحناا..
قطبت مابين حاجبيه وهي تهز رأسها بخفه مستفهمه، فألقي جملته بصرامة :-
-البنت دى لازم تمشي من هنا!! زي ماجبتيها مشيها!!..
........
-في شركة الراوي..
كانت الاوضاع سيئة للغاية فالجميع علم ماحدث لرب عملهم فتدهورت الأحوال كما أسهم الشركة تنخفض تدريجياً حركات سريعة من الموظفين واتصالات متكررة يحاولون إنقاذ مايمكن إنقاذه..
القي معتز الهاتف على المكتب بقوة قائل بغضب وهو ينظر لتمارا :-
-مش ممكن اللي بيحصل ده!! إيه المصايب دى كلها، دي الشركة ممكن في دقيقة تضيع !!.. .
زفرت تمارا بضيق وهي تشعل سيجارتها بعصبية واضحة :-
-والحل ايه دلوقتي!!..
هز معتز رأسه نافياً ووضع يده في خصلات شعره :-
-معرفش كل حاجة متعقدة!! وخصوصاً تهمة جاسم دي والجرايد زمانها عرفت ومش هترحمنا!!..
تمارا وهي تنفث دخان سيجارتها:-
-أنا مش فاهمة شوية الأغبيا المحامين دوول مش عارفين يخرجوه ازاي ماهو اكيد ورق الشراكه ده مزور ايه مش عارفين يثبتوا ده !!..
معتز بضيق :_
-للأسف الورق مش مزور ولا حاجة جاسم مضى بنفسه على الورق ده!!..
تمارا بذهول وصدمة في أن واحد :-
-لايمكن!! وهو ازاي جاسم يمضي على حاجة زي دي اصلا !!..
وصل لأكبر شحنه من الغضب فضرب المكتب بقبضة يده هاتف :-
_ماهو ماكنش يعرف اللي فيها!! حذرته وماسمعش كلامي وادي النتيجة !!..
زفرت تمارا بضيق ،فتابع معتز بهلع يشوبه الحيرة :-
-ماينفعش الشركة تضيع جاسم لو عرف كده ممكن يقتلنا فيها!!..
أطفأت سيجارته ونهضت وهي تمسك هاتفها قائلة :-
-طب ممكن تهدي كده وكل حاجة هتبقي تمام..
ثم أجرت مكالمة وهي تسير في المكتب، وفي هذا الحين دلف بيبيرس بخطوات أشبه للركض قائل :-
-صحيح اللي سمعته ده يامعتز جاسم اتحبس!!..
أومأ معتز برأسه بأسف قائل :-
-للأسف وأحوال الشركة متدهورة يابيبرس!!
بيبرس بتعجب :-
-وهو في يوم وليلة حصل كده يعني؟!.
زفر معتز بقوة قائل بنبرة ضيق :_
-شغالين بقالهم كتير في القضية ولسه صادر أمر من النيابة بالقبض عليهم!!..
ضيق بيبرس عينه قائل بشك :-
-عمي ليه علاقة باللي حصل ده؟!..
غمز معتز بعينه نافياً قائل:-
_مااعتقدش انه ليه أيد فى الموضوع!!..
بيبرس بضيق :-
-ماهو حاول يقتله قبل كده!! يعني لو مش هو هيكون مين يعني ..
وضع معتز رأسه بين كفيه قائل بحيرة :-
-معرفش يابيبرس!!..
نظر بيبرس نحو تمارا التى تتحدث في الهاتف بعصبية، وكأن معتز تذكر شئ فهتف سريعاً :
-عامر المحمدى متورط معاه فى القضية اكيد ليه ايد في موضوع جاسم وده راجل أعماله مشبوهه ووآآ..
اخترقت الجملة أذن تمارا فأتسعت عينها بذهول وهي تمسك هاتفها :-
-أنت بتقول مين!! عامر المحمدى؟!..
.............
-في البلد..
كان الاجتماع على مائدة الطعام وكل شخص بداخله مشاعر مختلفه عن الأخر فكانت مشاعرهم بين الغضب والحزن والكره..
فتحدثت حنان زوجة عصام وهي توزع انظارها بينهما وبين زوجها :-
-هي شهد مش هتأكل معانا ولا أيه!!..
رمقها حماها بحده، فنهضت والدة شهد وأمسكت بأحد الأطباق لتضع كمية من الطعام به قائلة علي عجالة :-
-هدخلها تاكل دلوقتي!!..
والد شهد بلهجة غاضبة منكسرة :-
-اللهي تتسمم عشان اخلص منها ومن عارها!!..
ربت علي كتفه أخيه "والد عصام" قائل بصرامة :-
-اهدي كده ياخوياا ، والنهاردة هناخدها المستوصف نخلص من اللي في بطنها ده!!..
وبينما والدة شهد تضع لها الطعام في الطبق تسمرت لوهلة وهي تسمع حديثهم فقالت بهلع على ابنتها :-
-مابلاش احسن البت تموت فيها!!..
والد عصام بغضب :-
-تبقا ريحتنا وعفتنا من دمها!!..
حنان وانظارها متعلقة علي زوجها والذي أصفر وجهه قليلاً قائلة :-
-مش تعرفوا ياعمي مين أبو اللي في بطنها الأول قبل ماتنزلوه!!..
والد شهد وهو يكور قبضة يده على المائدة بقوة :-
-ماهي مش راضية تنطق بنت ال**** دي!!!..
وبينما هم يتحدثون، تفاجئوا بها تسير نحوهم بإعياء وهي تربط إيشارب صغير علي رأسها حتي وقفت بجوار المائدة وتحدثت بخفوت وإعياء وهي تنظر لأبن عمها فأستحوذت علي شجاعتها :-
-أنا قولتلكم مين اللى عمل فياا كده ومع ذالك مش مصدقين، لكن أنا بطلب منكم تستنو أولد وتعملوا بعدها تحليل dna لأبني وساعتها هتعرفوا مين أبوه، ابوه اللى قاعد بينكم دلوقتى!!.
.............
تعقدت قضية جاسم أكثر وأكثر ولم يجدوا محامون جاسم أي ثغره لإثبات براءة موكلهم ...كان جاسم يتلقى هذه الأخبار بثبات شديد رغم النيران المشتعلة بداخله فهو سوف يحاكم علي ذنب لم يفتعله بل قادته إليه نفسه الطيبة المحسنة كما ألقي عامر درساً قاسيا فقد تعرض له جاسم بالضرب المبرح ، ساءت حالة مشيرة بعدما علمت الذى حدث لإبنها وكانت تصر علي زيارة جاسم ولكنه يرفض هذا بشدة، كما عمل حازم بالشركة محاولة منه لتعويض مكانة شقيقه الغائب وإنقاذ شركتهم مع معتز وبيبرس وتمارا التي أثبتت موهبتها في إدارة الأعمال، كما كان بيبرس دائماً بجوار حنين للتخفيف عليها وفرصة للتقرب من بعضهما..
........
-في فيلا النجدي..
خرجت تمارا من المغطس الكبير "حمام السباحة" فتقدمت منها الخادمة لتجفف جسد سيدة عملها بالمنشفة القطنية الكبيرة ثم سارت تمارا نحو والدها الذي يجلس علي مقعد متحرك ويقرأ الجريدة وبدأ عليه الأنزعاج بشدة فأغلق الجريدة ووضعها علي الطاولة وبينما هو يتناول فنجان قهوته صاحت تمارا :-
-بابا أنت لسه مافطرتش!!..
ثم نادت علي أحدي الخادمات لتأتي وقالت بلهجة امر :-
-شيلي القهوة دي من هنا، وتاني مره مفيش قهوة قبل الفطار !!..
تنهد والدها بضيق قائل :-
-ماهو مش معقول فنجان القهوة اللي بلاقي متعتي فيه اتحرم منه!!..
ابتسمت تمارا وهي تجفف شعرها قائلة :-
-محدش حرمك ولا حاجة بس لازم تفطر الأول وتاخد الدوا كمان!!..
أومأ برأسه ثم تابع بغضب وهو ينظر للجريدة :-
-شوفتي الكلب طليقك متهم في قضية تجارة أعضاء!!..
تمارا بضيق :-
-عرفت!!..
فتابع والدها بعدم رضا :-
-هي وصلت بيه يتاجر في لحم البني ادمين!!..
لا وكمان يورط معاه الراجل أبن الناس...
ألقت تمارا المنشفة علي المقعد وتحدثت بإستياء:-
-طول عمره كلب فلوس مستعد يتاجر في نفسه عشان القرش!!..
تسأل والدها بجدية :-
-قضية جاسم وصلت لفين لسه برضه مفيش دليل علي برائته!!..
هزت تمارا رأسها بحزن قائلة بغضب :-
-لا يابابا!! الكلب ده لعبها صح!! بس وحياتك ماهسيبه غير لما يعترف بالحقيقة حتي لو وصلت اروحله السجن!!..
أبتسم والدها بتسلية :-
-للدرجة دي جاسم الراوي مهم كده!!..
توترت تمارا ثم تحدثت بإرتباك :-
-مش شريكي وفي شغل آآآآ بينا!!..
نظرة لإبنته نظرة تدل علي خبرته في الحياة فضيق عينها قائل بنبرة لئيمة:-
_أبن الراوي وقعك في شباكه يابنت النجدي!!..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل كمراهقة كشف حبها لزميله.. والدها بإبتسامة حزينة وهو يهز رأسه :-
-أخر مره شوفتك وانتي مكسوفه كده ِ كنتي في الثانوية كنتِ لسه مابقتيش تمارا النجدي سيدة الأعمال كنت انا لسه بصحتي ، غصب عنى يابنتي خليتك تشيلي المسئولية دي لولا عجزي ماكن-----
اقتربت منه سريعاً وقبلت رأسه قائلة :-
-اوعي تقول كده يابابا ، ده انت الخير والبركة ده انا عايشة علي حسك في الدنيا!!..
امسك والدها كفها بحنان ثم قال بمداعبة :-
-وأنا هكون مبسوط لو جوز بنتي بقا جاسم الراوي!!..
فتنهد وهو يردف :-
-هموت وانا مطمن انك في عصمة راجل ولا كل الرجالة زي جاسم كده!!..
احتضنته قائلة سريعاً :-
-بعد الشر عليك ياحبيبي!!..
......................
الصغير الذي سلبت منه طفولته.. كالمراهق الذي أخُذت منه شبابه..
وفي أحدي المرات التي كان معتز يزور بها جاسم تفاجئ بجاسم يطلب منه شئ غريب :-
-معتز أنا عايزك تجبلي كراسة رسم وألوان!!..
رفع معتز حاجبه بإستنكار، فتابع جاسم بجمود :-
-المره الجاية تيجي معاك الحاجة دي، سامعني!!..
..............
جالسة على الأرضية تداعب الصغير الذي يضحك معها ويحرك يده في الهواء بمشهد جميل، كانت تبتسم له وهي تغني له اغاني الأطفال الشهيرة، فجاءت والدته من المطبخ قائلة بترحاب :-
-بتنوري والله ياست رقية بزيارتك دي ،وجاسم بيحبك اووي!!..
توقفت رقية عن الغناء قائلة بإبتسامة :-
-وأنا كمان بحبه اووي!! من ساعة ماتولد علي أيدي!!..
السيدة بأبتسامة :-
_اه والله كان لينا نصيب نشوفك!! ده جميلك فوق راسنا!!..
رمقتها رقية بعتاب ثم تابعت لهوها مع الصغير قائلة :-
-مفيش جميل ولا حاجة انا معملتش حاجة ده الواجب ومش عايزه أسمع منك كده تاني !!..
أومأت برأسها وسارت نحو المطبخ مرة أخرى قائلة :-
-هعملك بقا السحلب اللي بتحبيه!!..
دلفت السيدة المطبخ وانشغلت رقية مع الصغير مرة أخري حتى استمعت لصراخ والدة جاسم فنظرت نحو المطبخ سريعاً لتجد النيران مشتعلة في المطبخ!!..
.........
-في داخل زنزانة صغيرة خاصة برجال الأعمال وكبار الدولة..
كان جاسم يرتجف بشدة ويتصبب عرقاً إثناء نومته ،فلاحظه رجل من الرجال الكبار وهتف بقلق وهو يشير بعينه نحوه :-
-ده من امبارح علي الحال ده، شكله تعبان اووي !!..
ألقي عامر نظرة غير مبالية علي جاسم الذي صار يهزي بكلام غير مفهموم ثم أدار وجهه وقطم ثمرة التفاح :-
-سيبه كده أحنا مالنا!!..
الرجل بضيق :-
-افرض حصله حاجة ياعامر!!..
ثم نهض سريعاً قائل :-
-أنا هنادي على العسكري وهو يتصرف!!..
امسك عامر يده سريعاً ونظرة له نظرة حادة كالصقر وهتف :-.
-قولتلك سيبه ملناش دعوة بيه!!..
ثم نظرة مرة أخري الي جاسم قائل بغل :-
-خليه يغور فداهية ونخلص منه زي ماخلصنا من ابوه!!..
.........
كان نضال يتابع أعماله ودنيا واقفة بجواره حتي استمع إلى صوت صراخ يدوي في أنحاء المزرعة، فقطب مابين حاجبيه قائل بقلق :-
-ايه الصريخ ده هو فيه أيه!!..
نظرت دنيا حولها بعدما استمعت هي الأخري إلي هذا الصوت ثم قالت بتعجب :-
-مش عارفة الصوت جاي منين!!..
فجاء لهما رجل راكض قائل بصوت لاهث :-
-ألحق يانضال بيه حريقه في منطقة المساكن!!..
انهي جملته لتضرب دنيا علي صدرها بقوة قائلة بهلع :-
-دي آآآآ رقية هناك عند جاسم!!.
.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#45

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث والثلاثون.."عقدة جديدة"
وصل كلا من نضال ودنيا إلى مكان الحريق، لتتسع مقلتي نضال بصدمة وهو يري النيران تشتعل في جميع أركان المنزل والصراخ يزداد في الداخل، وقف لثواني مذهول، مصدوم، مأخوذ وقت لاحت في ذاكرته اسوء ذكري في حياته وهي فقدان زوجته وإبنته علي أثر حريق لمعت عيناه وقد ظهر بهما بريق النار ،وكأنه في حالة متغيبه عن الواقع فكان واقف كالصنم، ولم يفيق ولا يتحرك إلا علي صوت دنيا الصارخ بجواره وهي تهتف بأسم "رقية" فأنتشل نفسه سريعاً من ذكرياته الأليمة وخلع سترته وألقاها أرضاً وركض نحو المنزل حيث التجمع ومحاولة الناس بإطفاء الحريق بواسطة دلو المياه!! دلف ومعه رجل اخر للمنزل بعدما سكبا علي ثيابهما مياه، فبدأ الإثنان في السعل مباشرة، وحاولا البحث عنهم في أنحاء المنزل وهما يتفادن النار المشتعلة !!..
..........
-على الناحية الأخرى..
تم نقل جاسم إلى مستشفى السجن بعدما أبلغ احد الرجال العساكر الواقفه أمام زنزانتهم وتم نقله علي الفور...
كان متسطحاً غائباً عن الوعي وأحدي الممرضات تعطي له الإبرة في ذراعه لعلها تخفض من درجة حرارته المرتفعة فقد أصيب بحمي!!..
أنهت الممرضة عملها وألقت عليه نظرة أخيرة ورحلت..
انكمشت ملامح وجهه الشاحب بإنزعاج لايعلم هل يري كابوس أم تخاريف وهلاوس أو ثرثرة مرض ليست لها جدوي !!..
رأها تستغيث به وهي بين النيران!! رأها والنيران تشتعل في جسدها وصراخها قد صم الأذان!!.. وأكثر مايزعجه انه غير قادر علي مساعدتها فكان عاجز تماماً عن الحركة ، ظلت تصرخ وقلبه ينهار عليها يحاول ويحاول ولكن دون جدوى، ظل هكذا حتى أختفت نبرة صوتها تدريجياً فأنقلع قلبه من مكانه وهو يراها تسقط علي الأرضية ربما اختنقت أو يائست من مساعدته!!..
*انكمشت عيناه المغلقتان وإضطربت أنفاسه وهو يتصبب عرقاً محركاً رأسه قائل بنبرة مختنقة أشبه للهمس :-
-آآآآ رقي آآ إ رقية!!..
..................
وجدهما نضال واحدة تكاد تتنفس هي وصغيرها والأخرى أهلكت نفسها صراخ وبكاء حتى أختنق صوته وأختنقت أنفأسها وسقطت أرضاً، أسرع نضال لها فوجدها غائبة عن الوعي وكأن أنفاسها أنحني واضعاً يده علي خصرها واليد الثانية أسفل ركبتيها وخرج بها وهو يرمقها بقلق وقد أصبحت نبضات قلبه في التعالي!! كما ساعد الراجل الأخر والدة جاسم في إخراجها أيضاً...
لمحته دنيا الباكية وهو يحمل رفيقتها علي يده فأسرعت إليه ناظرة لها بهلع :--رقية مالك يارقية!!..
صرخ بها نضال لتبتعد عن طريقه وأسرع برقية نحو إحدي السيارات ليتجه بها إلى الوحدة الصحية بالمزرعة، فأستقل السيارة متجه إلي هناك !!!...
وقفت السيارة مرة واحدة بعدما كانت تسير بأقصى سرعة حتي أصدرت صوتاً نتيجة الأحتكاك!!.ترجل سريعاً وفتح الباب الخلفي ليحملها ويركض بها نحو الوحدة وخلفه دنيا!!..
وضعها علي الفرأش وهو يلهث وقد ترقرقت العبرات في مقلتيه، وتهيأت نفسه للبكاء ولكن لم يسمح بذلك فأغمض جفينه بقوة مانعاً أي ضعف، اقترب منه أشرف والذي أزاحه من أمام الفرأش ليضع جهاز التنفس لكي ينعش رقية!!..
ثواني ودقائق تمر وهو واقف مإخوذ من عالمنا عيناه فقط مثبته علي تلك الراقدة علي الفرأش والتي كانت تصارع النيران مرة أخري!! دقق بوجهها ليجد دموعها تركت بصمة هائلة عليه!! خرج من الغرفة كالمغيب وألقي بجسده علي أقرب مقعد فقد شعر بالأختناق حقاً والماضي الذي لم يراه عاصره الأن!! لم يتخيل أن التي بالداخل كانت سوف تقضي عليها النيران مثلما قضت علي إبنته وزوجته !!..
خرج أشرف من الغرفة ووقف أمام نضال قائل بجدية وهو يتفحصه :-
-نضال أنت كويس!!..
نظر له نظرات زائغة وجاوبها بتسأل مختنق :-
-عاملة أيه دلوقتي ؟!..
تنهد أشرف مجيباً:-
-حطنها على جهاز التنفس وشوية وهتبقي كويسة!!..
أومأ نضال برأسه عدة مرات واراح رأسه للخلف وضعاً يده خلف عنقه!!..
وبعد مرور الوقت جاءت جيهان بعدما علمت الذي حدث حاولت التحدث مع شقيقها ولكن دون جدوى لم يفعل شئ ولم يصدر منه غير لمعان عيناه بالعبرات!!!..
........
عادت رقية مرة أخرى إلى غرفتها ولكنها كانت طوال الوقت ترتجف، طوال الوقت تستيقظ وهي تصرخ بأعلى صوتها وتحاول دنيا تهدئتها ولكن ترفض ذالك وكأنها تجد متعتها في الصراخ والعويل وساءت حالتها عندما علمت بوضع الصغير الحرج وحديث الأطباء انه يلتقط أنفاسه الأخيرة!!..
استيقظت بفزع في أحدي اليالي لتحضنها دنيا التي لم تعرف للنوم طريق منذ حادث الحريق!! ربتت علي ظهرها وهي تردد :-
-بس ياحبيبتي ،إهدي مفيش حاجة ده كابوس زي كل يوم!!..
ظلت تبكي وهي تنطر حولها بهلع وشفتاها ترتجف ليخرج الحديث متقطع :-
-آآإ نار آإ نار!!..
دنيا بحنان :-
-مفيش حاجة والله!! نامي انتي بس وارتاحي!!..
رقية بنبرتها الباكية وكأنها تهزئ وتتوسل :-
-النار هتاكلني يادنيا!! قومي اقفلي الأنبوبة عشان ماموتش اقفليها عشان ماتحرقش تاني!!..
دنيا وهي تهز رأسها عدة مرات نافياً:-
-رقية احنا معندناش أنبوبة هناا!! اطمني مفيش حاجة هتحصل!!..
رقية سريعاً وهي تشير نحو المرحاض قائلة بتلهف:-
-طب السخان قومي اتأكدي انك قافله!!..
نظرت لها دنيا بشقة وأومأت برأسها ونهضت نحو المرحاض لتتأكد حتي تهدي من حالتها!!..
كانت تنتظرها بترقب شديد وهي تتمسك بالغطاء جيداً حتي خرجت لها قائلة بإبتسامة وهي تتجه نحوها :-
-مقفول والله، اطمني كده ونامي!!..
ثم جلست بجوارها وأردفت بنبرة هادئة وهي تعيد خصلات شعر رقية للخلف:-
-وأنا صاحية أهو متخافيش، يله حطي رأسك علي المخده ونامي !!..
أومأت برأسها وقبل أن تتسطح تسألت بأهتمام وهي تكفف دموعها :-
-أخبار جاسم أيه؟!..
ابتلعت ريقها ثم قالت بنبرة يشوبها التوتر :-
-كويس بس لسه على أجهزة التنفس، ماهو صغير صدره ماستحملش الدخان!!..
ثم تابعت سريعاً:-
-بس هيبقي كويس بأذن الله!!..
تعلم أن دنيا تخفي شئ خوفاً عليها ولكنها سوف تصدق حديثها حتي لو كان مجرد أكذوبة فيجب عليها أن تمني نفسها بإي بصيص أمل!!..
.............
-في السجن!!..
فُتح باب الزنزانة ليدلف منها جاسم بعدما تعافي!! دلف بخطوات هادئة دون أن يعيرهم أدني أهتمام وبينا هو متجه نحو فرأشه الأرضي أستمع إلي صوت أحدهم وهو يردف بنبرة ساخرة وكأنه يوجه حديثه إلى أخر :-
_بس ماكنتش أعرف انك خرع أوي كده!! اومال نافشلي ريشك في السوق وعامل فيه طاووس ليه؟!..
وتابع بغل:-
-بس الطاووس لم ريشوا اهو، وسمعته النضيفه جابته معانا هنا برضه يعني مبقاش في فرق ..
ثم ضحك قائل :-
-ابقي استخدم نوع صابون تاني يغسلك سمعتك اللى أتبهدلت دي، وصابون أيه ده ؟! ده انت عايز كلور عشان ترجع زي الأول!!..
ثم انفجر في الضحك هو ومن معه، كور جاسم قبضة يده بغضب وجز علي أسنانه بقوة ثم أستدار وعيناه تنبعث منها الشر، حك طرف ذقته النامية بإبتسامة واتجه نحو "عادل" الذي شعر ببعض من الريبة وإبتلع ريقه بخوف، إقترب جاسم منه وهو مازال يبتسم ثم تحولت فجأة الإبتسامة الي كتلة من الشر حيث أمسكه من مقدمة ملابسه ليجبره علي النهوض وقام بلكمه بوجهه في أنفه حتى سالت الدماء بشدة ولم يكتفي بذلك فقام بتسديد له اللكمات في جميع أنحاء وجهه، حاول الجميع إبعاد جاسم ولكنهم فشلوا، فخارت قواه وسقط علي الأرضية بتهالك يكاد يلتقط أنفاسه وأنهى جاسم وصلة ضربه بأنه ركله في بطنه بشدة ثم بصق عليه!!..
التقط جاسم الدلو "المعدني" الذى يوجد في الزنزانة وقلبه ليجلس عليه وهو يرمق عادل المسجي عند قدمه بغضب فشبك أصابعه معاً قائل بنصف إبتسامة :-
-ايه هو أنت ماحرمتش من العلقة الأولى؟! ولا شكلك إتمزجت واتعودت علي ضربي، وأنا برضه همزجج اكتر كل يوم ليك عندى علقة واديني بسلي نفسي!!..
ثم تنهد وأردف بثقة :-
-ولو على سمعتي انا الحمد لله عمرها ماهتتوسخ أسم الراوي طول عمره نضيف، الدور والباقى عليك بقا!!..
ظهر على وجه جاسم الأشمئزاز :-
-اوسخ من صفيحة الزباله!!..
ولعلمك أنا عارف انك انت اللي ورطني معاك وان بكلمة منك هطلع براءة، وأنا اقدر اخليك تتكلم !!..
فقرب وجهه من وجه عادل وهتف بصرامة وتعاببر إشمئزاز على وجهه :-
-لكن أنا عمري ماهسمح أن برائتي تكون على أيدك، أومن علي لسانك !!..
وبثقة أكبر :-
-وأنا كده كده هطلع اصلا ولو بعد ايه هطلع!!..
كان عادل يتألم من الوجع فهمس له جاسم :-
-اصلا انا ابن حلال وربنا يكفيك شر وخير ولاد الحلال بقا!!..
فنهض جاسم وتمتم ساخراً :_
بس مظنش أن ولاد الحرام اللي زيك يعرفوا ولاد حلال أصلاً!!!..
.…...............
-في المزرعة..
دهس نضال سيجارته أسفل نعله قائل بجدية :-
-أخبارها ايه دلوقتى!!..
تنهدت دنيا بحزن :-
-مش كويسه خالص يانضال بيه. من ساعة الحريق وهي تعتبر مدمرة مسكينة ضربتين في الرأس بتوجع !!.
وكمان موضوع جاسم الصغير ده وآآآآآ دي حتي لسه معرفتش انه مات..
صمتت لبضعة ثواني لتردف بعدها :-
-وكمان اللي حصل لجاسم طليقها!!..
نضال بجدية :-
-عرفتي!!..
هزت رأسها بالموافقة قائلة بأسف :-
-قريتها في الجرايد!!..
ضيق عينه بشك قائل :-
-طب وهي آآآ؟؟..
دنيا بالنفي :-
-لا طبعاً معرفتش هي ناقصه ده كفايه اللي فيها، وبعدين أنا منعت الجرايد نهائي عندنا حتي هي قافلة على تليفونها ومش بترد على حد، وأنا فهمت أختها علي الموضوع ! !..
أومأ نضال مؤكداً وأردف بضيق :-
-مش لازم تعرف نهائي، واهتمي بيها ومتسبهاش لوحدها !! وموضوع موت جاسم محدش في المزرعة يعرفه وأمه وابوه سافروا بلدهم، كده كده ملهمش مكان بيتهم اتحرق وهناخد وقت عشان نوفر سكن تاني، والكل فاكر ان ابنهم لسه في المستشفي في مصراته..
دنيا بود :-
-دي في عنيا!!..
ثم تابعت بتوتر واضح على ملامحه :-
-بس هنعمل أيه لو عرفت من أي حد!!..
نضال بصرامة :-
-مش هتعرف من حد، بس انتي خلي بالك عليها !!..
ثم نظر أمامه ليجدها تتجول وهى شارده فنظر لدنيا قائل وهو يشير بعينه :-
-روحيلها اهي وخلي بالك منها!!..
إستدارت دنيا لتجدها خلفها فأبتسمت وأستأذنت ثم أنصرفت!!..
جلست علي مقعد خشبي بداخل صقيفة بجوار الزرع وهي تلف نفسها بالوشاح وتتجنب نظرات الناس التي تنبعث من أعينهم كالسهام لتخترق روحها، تنهدت بألم ثم دست يدها في جيب معطفها الشتوي وأخرجت شريط دواء به أقراص مدورة الشكل و، نظرت له بتأمل وحذر وقبل أن تأخذ منه لمحت طيف لدنيا فأخبأته مرة أخرى!!..
دنت منها دنيا وجلست بجوارها قائل بإبتسامة :-
-مقولتليش ليه إنك نازلة كنا نزلنا مع بعض!!..
رقية بخفوت :-
-أنا أصلاً ماكنتش هانزل ،بس حسيت بخنقة، ريحة الحريق هتموتني لسه شامه الريحه لحد دلوقتى!!..
ربتت على كتفها قائلة بهدوء :-
-اهم حاجة أنك نزلتي اهو تغيري جو!!..
أومأت رقية برأسها متنهده ،فمر من جوارهما فتاتان يتهمسان معاً رغم همسهم ولكن أصاب حديثهما قلب رقية :-
_اهي طلعت منها زي القردة أهي، عامله زي القطط بسبع أرواح..
فتابعت الأخري بنبرة تبدو ساخرة :-
-وبعدين هي ناقصة حرق ماهي متفحما خلقه!!!..
ضحكت الأخرى قائلة بتبرم :-
-علي رايك واهو اللي هيروح فيها العيل الصغير ياحبة عين أمه!!..
كانت رقية تستمع لهما وهي في حالة مغيبة ثم شعرت ببرودة تسري في جسدها لاحظتها دنيا فأمسكت يدها قائلة بقلق :-
-رقية في حاجة!! إيديك تلجت كده ليه!!..
انتبهت لها وجاهدت لرسم الأبتسامة قائلة بتقطع :-
-آآآآ عايزة أطلع اوضتي!!..
دنيا بتسائل وقد قطبت حاجبيها بتعجب :-
-حصل حاجة!!..
هزت رأسها نافية ونهضت لتسير نحو غرفتها، فنهضت الأخري قائلة على عجالة :-
-طب أستني هاروح معاكي!!..
وسارت معها إلى سكنهما!!..
............
-في القاهرة...
كانت رباب جالسة بجوار فاطمة فتحدثت بإستياء:-
-والله المفروض نكون مع رقية دلوقتي!!
تنهدت فاطمة قائلة بسخط :-
-يعني انا اللي مش عاوزة اكون جمب بنتي!! بس نعمل ايه لازم كل حاجة تمشي طبيعي!!..
رباب بتسائل:-
-ماما هو انتي كنتِ تعرفي موضوع دكتور التجميل ده!!..
أومأت فاطمة برأسها قائلة بجدية :-
-ست جيهان كانت مرسياني علي كل حاجة، اومال أنا كنت بزن ليه علي اختك عشان تروح!!
ثم تابعت بتمني :-
-ياريت بس الخير يبقي على ايده!!..
رباب بدعاء :-
-يارب ياماما!!..
رباب بحذر :-
-بس ياماما مش لازم تعرف اللي حصل لجاسم ولا أيه؟!..
فاطمة بلهجة غاضبة :-
-اختك ماينفعش تعرف يارباب، واحنا لو بنحبها مش لازم نعرفها، لو عرفت هتيجي وحالته هتدهور واحنا مش ناقصين!!..
ولوحت بيدها في الهواء قائلة بتهكم :-
-وبعدين انا سمعت انه مكتوب في الجرايد انه هياخد يا إعدام ياهيعيش طول عمره في السجن، ده بيتاجر في لحوم البشر !!..
فأكملت بضيق :-
-طول عمري مش برتاح للراجل ده، دخلته علينا دخلة الشؤم، يله اهو غار!!..
وبينما هما يتبادلتان الحديث دلف راضي للغرفة وهو يسعل ، فغمزت فاطمة لإبنتها بأن تصمت!! فنهضت رباب واتجهت إلى والدها قائلة بعتاب :-
-يابابا خرجت ليه بس وأنت تعبان!!..
ثم ساعدته أن يجلس علي الإريكة فألتقط أنفاسه قائل :-
-روجت لشركة جاسم اشوف حد يعرف يخليني ازوره!!..
فتابع بحزن :-
-بس محدش رضي يدخلني الشركة اصلاً..
لوت فاطمة فمها بتهكم وإدارات وجهها للناحية الأخرى..
فنظر راضي لإبنته قائل :
-اختك مجاتش لحد دلوقتي ليه؟!
ظهر الإرتباك علي وجه رباب والتي اختلست النظر إلى والدتها لكي تنقذها:-
-اصل آآآآ أصلها..
فنهضت فاطمة بأندفاع :-
-وهي تيجي ليه اصلاً؟! احنا ملناش علاقة بيه!!..
رمقها بقوة معاتبة :-
_تيجي تعمل الإصول وتقف مع اللى كانت شايله إسمه!!..
فاطمة بسخط ونبرة منفعلة :-
-ياراجل أنت هتجنني ماخلاص خالتي وخالتك واتفرقوا لخالات ملهوش حتي أصول تجمعنا بيه!!..
ثم أبتسمت بمكر بعدما لمعت في عينها فكرة ما فعقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بإنتصار مزيف :-
-وايه رأيك أن احنا بلغناها وهي رفضت تيجي، قالت هي ماصدقت بعدت عن المشاكل وكمان قفلت تليفونها!!..
هز راضي رأسه بعدم تصديق :-
-انتي بتقولي أيه!! لايمكن بنتي تكون قليلة أصل كده!!..
تنهدت فاطمة ثم جلبت دوائه وكأس ماء وجلست بجواره علي الأريكة :-
-ياراضي بنتك ، لاقت حياة تانية هناك وقربت تنسي اللي حصل معاها ليه نفكرها تاني بس، ده واحد ممكن يتعدم في أي لحظة ليه تعلق بنتك بيه من اول وجديد !!..
فأعطته الدواء والماء وهي تربت علي فخذيه :-
-خد دوائك ياخويا، أهم حاجة صحتك محدش هيبكي عليك !!..
اخذ منه الدواء والماء وهو في حالة صدمة فتابعت فاطمة سريعاً لكي تلين عقله :-
-ماتوقفش ياخويا في طريق بنتك، مش انت اهم حاجة عندك راحتها وهي مرتاحه كده!!..
فتممت بين نفسها :-
-مش كفاية حظها قليل ماهي لو صبرت شوية كان زمانها دلوقتى ارملته مش طليقته وكانت طلعت من المولد بحمص!!..
اما هو ظل يقنع نفسه ويؤكد :-
-بنتي مش قليلة أصل كده، رقية عمرها ماتكون كده!!..
...........
-في المزرعة!!..
-في المرحاض..
أطمئنت دنيا أن السخان لايعمل ثم قامت بنداء رقية التي دلفت وهي تستعد للإستحمام ..
دنيا وهي تنوي المغادرة :-
-ااديني اتاكدت أن السخان مش شغال ومفيش أي حاجة تانية فيها قلق!!..
أومأت رقية برأسها بشرود ،فتابعت دنيا بجدية :-
-طب يابنتي إزاي هتستحمي بمايه ساقعه الجو برد!!..
تحدثت بخفوت :-
-عادى بس اهم حاجه اكون مطمنة!!..
دنيا وهي تعرض أمر عليها :-
-طب تحبي أملا البانيو مايه سخنه!!..
هزت رأسها بالنفي قائلة :-
-لا أنا هرتاح كده يادنيا !!..
أبتسمت لها دنيا بود قائلة :-
-علي راحتك ياحبيبتي، وانا هستني بره لحد ماتخلصي !!..
خرجت دنيا وبقت رقية تنظر حولها لتتأكد من سلامة كل شيء حتي ارتاحت قليلاً وبدأت في خلع ثيابها!!..
.........
وقفت أمام الخزانة لتختار شئ ترتديه بعدما غادرت دنيا، وبينما هي تبحث بين ثيابها وقع نظرها على منامة حريرية سوداء وأعلاها روبها فهذه المنامة كان يعشقها جاسم عليها ويتغزل بها عندما ترتديها، وقفت لثواني تتأملها وتتذكر أجمل لحظاتها مع جاسمها، فإرتعشت يدها وهي تمدت لتلتقطها وتضعها علي جسدها اغمضت عيناها لتتخيله معها فقد اشتاقت له، ويمر الوقت ونجدها إرتداءت هذه المنامة وتركت العنان لشعرها ثم تتدثرت أسفل الفراش راجية متمنية أحلام تجمعهما معاً..
..................
-في الصباح..
إستيقظت علي ضوء شمس مسلط علي وجهها فوضعت كفها أمام وجهها بإنزعاج.. فجاءها صوت دنيا :-
-أيه النوم ده كله ياست هانم!!..
إعتدلت رقية وهي تفرك عينها قائلة بنعاس :-
-هي الساعة كام دلوقتي!!..
جلست دنيا على فرأشها المجاور لفرأش رقية قائلة بحيوية:-
-احنا بقينا الضهر ده انا نزلت الشغل وجيت!!..
إعتدلت جالسة :_
-ياااه هو أنا نمت كل ده!!..
أومأت دنيا برأسها عدة مرات بحركة كوميدية فأبتسمت رقية وقبل أن تبتسم دنيا تلاشت الإبتسامة من علي وجهها وهي تنظر لثياب رقية التي ظهرت الأن، شعرت رقية بالحرج فأغلقت الروب الطويل وسحبت الغطاء عليها قائلة بتلعثم :-
-ده آآآآ انا امبارح كنت تعبانة وبردانة فلبست اللي طلع قدامي!!..
أبتسمت دنيا بإستهزاء :-
-وهي الهدوم دي بقا هدفيكي!!..
ثم زفرت ونهضت وهي تردف:-
-براحتك بس انتي كده بتتعبي نفسك أكتر!!..
ثم وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها فعضت رقية علي شفتيها بحياء ولكنها تسألت بعدما نهضت وإنشغلت بشئ ما لتحيد عن الموضوع :-
-هي آآآآ الجرايد بطلت تيجي ليه؟!..
ابتلعت دنيا ريقها وهي تحافظ علي ثباتها مصطنعة عدم الأهمية :-
-مبقاش ليها لأزمة ومحدش فينا بيهتم اووي وأدى اللي بيحصل بكره، هيحصل بعده!!..
أبتسمت رقية قائلة بألم :-
-ولا انتي مخبياه عشان معرفش اللي فيه، خايفة اعرف حصل ايه مع جاسم!!..
... يتبع


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#46

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والثلاثون..الجزء الأول

كادت الفرأشاة تسقط من يدها وإستدرت ببطء لتصبح في مقابلة رقية قائلة بتوتر واضح في نبرتها فقد خشت أن تكون علمت بشئ :-
-آآآآ وهو جاسم حصله ايه!!..

نظرت لها بحزن وهى تتجول في الغرفة :
-يعني اي حاجة بقت تحصله مع تمارا النجدي انتي مش كنتِ بتخبي مني الجرايد عشان ماشوفش صورهم!!..

تنهدت دنيا بداخلها بأرتياح لعدم معرفتها شئ ودنت منها بعدما تركت الفرشاة قائلة بنبرة هادئة :-
- رقية انا عايزاكي تنسى كل حاجة، ربنا عطانا النسيان عشان نقدر نعيش ده النسيان نعمه!!..

أبتسمت بمرارة :-
-أنسي؟! ببساطة كده عاوزاني انسي أجمل أيام حياتي، انسي الدنيا التانية اللي عيشتها معاه ده النور الوحيد اللي في حياتي!!..

ثم تابعت بألم :-
-ده انا يادنيا معرفتش طعم الحياة غير معاه، ماحسيتش اني ست غير وانا في حضنه!!..

ربتت دنيا علي كتفها قائلة :-
-ربنا هيعوضك خير، وهيجي اليوم اللي هتفرحي فيه من قلبك بجد !!، ..

داوي وجعك يارقية اللى رزقك بجاسم قادر يرزقك باللى أحسن منه، وربنا يسهله حاله ويكرمك!!..

أغمضت عينها وفتحتها مجدداً لتسقط العبرات على وجنتيها وتحدثت بصوت غلبه البكاء :-
-أنا والله بتمني سعادته بتمني ربنا يرزقه جزاءة انه فرحني، بدعيله من قلبي يكون مبسوط ب آآآآ آ..

ثم اندفعت بقوة بصوت مختنق به ضعف الأنثي وكإنها تصرخ :-
-بس مايكونش مبسوط مع واحدة غيري!!..

أنهت جملتها لتجذبها دنيا لأحضانها، وهي في مباراة تأنيب الضمير تخبرها ام لا؟!.

.............

وفي ذات يوم كانت تنطر من شرفة غرفتهما فرأت والد جاسم تلهفت بشدة لسماع أخبار عن الصغير، فأسرعت تضع الحجاب علي رأسها وركضت سريعاً إلى الخارج!!..

كان متجه نحو مكتب نضال فقد جاء للتحدث معه في أمر ما، وأثناء سيره أستمع صوت نداء يتكرر عدة مرات، فوقف مكانه وإلتفت ليرى من صاحبة الصوت!!؟؟

وقفت أمامه وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها المضطربة ثم قالت بتسائل :-
-طمني على جاسم؟! بقا بخير ولا لسه!!..

رمقها بجمود ونظرات غريبة لم تفهم معناها، فأردف بلهجة جامدة :-
-يعني ماتعرفيش؟! .

قطبت مابين حاجبيها بتعجب قائلة :-
-اعرف ايه؟!..

فقبض على ذراعها بقوة ألمتها صارخ بها :-
-أبني مات!! ابني مات وانتى عيشتي ابني اللي عيشت طول عمري بتمناه مات!!..

اتسعت عيناها بصدمة وهي تجاهد للحديث :-
-م آآآآ مات انت بتقول أيه؟! جاسم مات؟!..

اجابها بتهكم :-
-استعبطي ،استعبطي تقتلي القتيل وتمشي في جنازته!!..

حركت عدسة عينها بذهول قائلة بعدم :-:-س
-أنت بتقول أيه ؟! وأنا ذنبي أيه!!..

قبض علي ذراعها أكثر حتي أصدرت وتحدث بحده :-
-مش يمكن تكوني انتي السبب في الحريق ده، طبعاً غيرانه وعايزة كل الناس تتحرق زيك!!..

هزت رأسها بالنفي بعنف بعدما لمعت مقلتيها بالعبرات، ارتجفقت شفتاها قائلة بتبرير :-
-أنا آآآآ مليش ذنب دي م آآ مراتك هي اللي آآآ..

قاطعها بأسلوبه الفظ :-
-ليه ماموتيش أنتي، هااا ليه ابني كان لازم يعيش وانتي كان مفروض تموتي أبني لسه مشافش حاجة فى الدنيا !!..

ظل يحركها بيده بعنف وهو يصرخ بها حتي تجمع الناس حولهم، كانت تقف كالصنم دموعها تجري علي وجنتيها بصمت وهي تستمع أهانتها وسبها ...

وبينما هو يصرخ بها تفاجئ بنضال الذي ظهر فجأة وقام بلكمه في وجهه عدة مرات ثم أردف بصرامة :-
-خد باقية حسابك ومش عايز اشوفك وشك هنا تاني لإي سبب من الأسباب !!..

مسح دماء فمه وحاول التحدث ولكن أوقفه نضال بحركة من يده، فتحرك الرجل وغادر!!..

تجمدت أناملها بل تجمد جسدها بالكامل ارتجفت شفتاها بشدة ونقلت بصرها بخوف بين الحشد المتفرج!!..

أقترب منها ومد كفه لها فلم تستجب فكانت تتراجع حتي ركضت لغرفتها وهي مازلت تبكي وترتجف ثم اتجهت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها وسقطت على الإرضية وظلت تصرخ وتبكي وتقوم بضرب نفسها حتي أحمر وجهها من كثرة الضرب عليه واقترب رأسها علي الإنفتاح من كثرة اصطدامه بباب المرحاض، ظلت هكذا لساعات طويلة حتي انخفض صوت بكائها تدريجياً..
.................
-في شركة الراوي..

هتفت تمارا بجدية قائلة :-
-ميعاد الجلسه خلاص اتحدد!!..

أومأ معتز برأسه قائل بتنهيدة:-
-اهاا أخر الشهر ده ،ربنا يستر القضية متعقدة جداً ..

تمارا بثقة :_
-متقلقش المحامين شايفين شغلهم كويس، وجاسم هيطلع براءة الجلسة الجاية يعني هيطلع براءة ..

معتز بتأكيد علي حديثها :-
-كلنا نتمني ده!!..

صمت الإثنان لمدة دقائق ثم تحدثت تمارا بلهجة مصطنعة :-
-قولي يامعنز!! أنت ليه مسمحتش للراجل اللي كان حمي جاسم يدخل!!.

معتز بإختصار :-
-جاسم مش عايز حد جمبه!!..

تمارا بتلقائية :-
-حتي طليقته!! مش كانت المفروض سألت عليه وهو في الظروف دي!!

معتز بضيق :-
-تسأل أو متسائلش مش هتفرق مع جاسم!!..

تمارا بخبث :-
-اصلي استغربت انها ماجتش كنت فاكراها بتحبه زي ماهو بيحبها!!..

غمز لها معتز نافياً قائل :-
-حتي لو جات جاسم مبقاش عايز وجودها أصلاً دورها انتهي من حياته!!..
تسألت بحذر وهي تمني نفسها :-
-يعني هو قالك كده!!..

معتز وقد أسند رأسه على المكتب قائلة بإبتسامة مسلية علي ثغره :-
-لا قالي لو جات مشيها!!..

لم تنكر شعور الفرحة الذي نمت بداخلها فحاولت السيطرة علي مشاعرها حتي لاتفضح أمام معتز الذي يبتسم وكأنه خمن شئ!!..

تابع معتز بنفس الإبتسامة ولكن بلهجة جادة :-
-انتي عايزة ايه من جاسم ياتمارا!!..

ألقت عليه نظرة عابرة ثم أمسكت علبة سجائرها وخرجت واحدة وضعتها بين شفتاها اللتان يزينهما أحمر الشفاه المثير أخذت نفس من سيجارتها ثم نفثت دخانها في الهواء وأردفت بجدية تامة :-
-عايزاه!!..

رفع معتز حاجبيه قائل بذهول :-
-ببساطة كده!!..

رفعت كتفيها معاً مبتسمة بثقة وهي تعقد حاجبيها معاً:-
-وابسط من كده بكتير!!..

معتز محذراً :-
-خلي بالك مش بالسهولة دي!!..

ابتسمت ثم نهضت وأطفأت سيجارتها وتناولت حقيبتها وعلقتها في كتفها وأردفت :-
-مش بعرف احكم علي أي حاجة صعبة اوسهلة غير لما اخوض التجربة بنفسي!!..

ثم سارت نحو الباب وقبل أن تغادر نهض معتز من مكتبه وحذرها أخيراً :-
-جايز عقل جاسم هو اللي رافض رقية، لكن قلبه لاااا!!..

وقفت تمارا بعدما أمسكت مقبض الباب وهتفت بقوة بنبرة شبه ساخرة دون أن تستدير :-
-مسكين يامعتز!! لأنك معتقد أن رقية عقبة في وصولي لجاسم!!..

فألقت نظرة بطرف عينها وأردفت بتهكم من زاوية فمها :-..
-رقية أقل من كده بكتيير؟!!..

ثم فتحت الباب وسارت بثقة، تسير بخطوات إمرأة تضمن الفوز امام غريمتها الغائبة!!..
...............
حالتها أصبحت اسوء من حالتها الي كانت عليها سابقاً، فقد تعودت بشدة علي الاقراص المهدئة فوجدت بها وسيلة للهروب من العالم ومن كم الضغوطات، خسرت وزنها سحب وجهها أكثر وأكثر وأصبحت سحابتها البيضاء دائماً ذات تجمعات دموية، بل تكونت خطوط سوداء أسفل عينها فأصبحت تنتظر الموت بفارغ الصبر، كما تراودها كوابيس حياتها المزعجة..

وفي يوم كانت جمجمتها سوف تتدمر من أثر الصداع فبحث عن ادمانها في كل زاوية ولم تجده، رفعت الوسادة والغطاء وفي الكومود ولم تجد شئ، كانت تضغط بسبابتها علي جانبي دماغها باحثة كالمجنونة عنه في شتي النواحي!!..

اتجهت نحو الخزانة وافرغت جميع الثياب وألقتهم أرضاً فلم تجد شئ أيضا، كانت تراقبها دنيا بأسف وهي تعمل في ملفات خاصة بالمزرعة..

فأتجهت نحوها رقية قائلة بإعياء وهي تضغط على صدغها:-
-دنيا ماشوفتيش شريط برشام كان هناا؟!..

رفعت دنيا عينها م الملفت قائلة بتفحص:-
-برشام بتاع أيه ؟!..

صرخت بها :-
-اهو برشام وخلاص، فينه؟!!..

دنيا :-
-أنتي بتزعقي كده ليه؟!..

رقية بضيق:-
-يووه بقاا شوفتيه ولالا ؟!

دنيا ببرود :-
-ماشوفتهوش!!..

ضربت قدمها بالأرض ثم تابعت بحثها، فوضعت دنيا يدها في جيب بنطالها وخرجت تلك الشريط الغائب عن الأخري ونهضت من مكتبها واتجهت نحوها فوقفت خلفها وأمسكت الشريط بيدها قائلة بعتاب :-
-ليه كده يارقية ؟!..

إستدارت رقية لتجد مفقودها في يد زميلتها فأبتسمت وتقدمت لكي تأخذه فأبعدت دنيا يدها سريعاً قائلة :-
-ردي عليا ليه كده؟!..

أغلقت كفها ثم قالت بألم :-
-ماهو الإنتحار حرام؟!..

دنيا بإستنكار وهى تنظر لشريط الاقراص :-
-وده مش انتحار، انتي كده بضري نفسك بتموتي نفسك بالبطئ!!..

هزت رأسها رافضة ذالك قائلة بنبرة منخفض :-
-لا ده بيخليني اقدر أعيش واستحمل!!..

ثم تابعت بتوسل :-
-ادهولي يادنيا ،عشان خاطري عندى صداع جامد هيفرتك دماغي!!..

دنيا بجمود :-
-لا مش هتاخدي حاجه! مش هسيبك تضري نفسك لاااا..

ثم صرخت بها :-
-حرام عليكي نفسك ياشيخة بصي لشكلك بقا عامل ازاي؟!..

رقية بنبرة أشبه للبكاء :-
-واللي بيحصل فيا ده مش حرام!! حرام عليكم انتو مش عايزيني لا أعيش ولا اموت كفايه بقاا..

هاتي البرشام يادنيا لو بتحبيني بجد وخايفه عليا هاتيه!!..

هزت دنيا رأسها بالنفي عدة مرات ثم أسرعت نحو النافذة وقذفته، ونظرت لرقية بإنتصار وتحدي!!..

تحدثت رقية بغضب وحده :-
-انتي مالك بياا، خايفة عليا اووي ،وانا من امتا أصلا حد بيحبني ولا حد بيهتم بيا!!..

فأختنقت نبرتها وشعرت بمرارة دموعها في حلقها :-
-محدش بيحبني كلكم شفقنين عليا، كلكم حبكم شفقة عليا، صعبانة عليكم اووي، وانا كمان كانت صعبانة عليا نفسي اووي!!..

لكن خلاص مبقتش اشفق علي نفسي، خلاص مش هبكي علي نفسي تاني..

ثم أسرعت وفتحت الباب وهبطت باحثة عن شريط الاقراص، مرت نصف ساعة علي دنيا حتي وجدت الباب ينفتح وتدلف منه رقية وقد وجدته، أسرعت الي زجاجة المياة وارتشفت بعض القطرات بعدما دست الأقراص بفهما، أمسكت رأسها بقوة وجلست علي الأرضية تصدر أنين منخفض، تردت دنيا في أمرها وفي الاخير جلست بجوارها وملست علي شعرها بحنان :-
-مش ده الحل؟! تعبانه روحي للدكتورة بتاعتك اتكلمي معاها، أو روحي ليمني مش انتي قولتيلي بتحبي الكلام معاها وبترتاحي..

رمقتها رقية بجمود قائلة :-
-معنديش كلام اقوله لأي حد، عندي وجع مايهمش أي حد!!!

................

-في مكتب نضال!!..

دلفت جيهان لتجده جالس علي مكتبه يدخن بشرود وهو ينظر لشاشة الحاسوب امامه، فمطت شفتيها بإستيتاء ودلفت بخطوات هادئة وسبق حديثها تنهيدة لتبدء بالحديث بنبرة جادة :-
-عرفت بموضوع البرشام اللي رقية بتاخده؟! دنيا قالتلي عشان نتصرف ونقف جمبها البنت بتضيع وهي مش حاسه..

ثم تابعت بحزن :-
-مسكينة اووي نهايتها قربت بتقضي علي نفسها بنفسها ، بقت عايشة جسم من غير روح!!..

ثم اقتربت من شقيقها قائلة بإستعطاف :-
-رقية هضيع خلاص، اعمل حاجة يانضال ورحمة بنتك ومراتك انقذها قبل ماتغرق!!..

لم يجاوبها بل ظل محدقاً في شاشة الحاسوب، قطبت مابين حاجبيه بتعجب واستدارت قليلاً لترى مالذي يشغله، فأتفرج فمها بدهشة عندما رأت شاشة الحاسوب فدهشة ممزوجة بفرحة فوضعت يدها علي فمها من هول المفاجأة التى غير مصدقة، فشقيقها يراسل المستشفي الخارجية التي كان يعمل بها سابقاً، فأبعدت يدها وارتجفت شفتيها بفرحة قائلة بعدم تصديق :-
-نضال آآ..

ففاق من شروده ونظر لها قائلة قراره الحاسم :-
-بلغيها تجهز نفسها هنسافر أنا وهي في أقرب وقت..

.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#47

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس ����..
استطاعت أن تستحوذ علي تفكيره، فهي غير كل النساء هي ليست رقية الباكية دوماً، هي أمراة لها بريق خاص يظهر بشدة في حياتها العملية، هو يحتاج امرأة مثلها ، امرأة بنفس قوتها، هو يحتاج لها يحتاج لتمارا النجدي ،تمارا النجدي التي إدارات عمله بكل جدارة ومهارة ماذا لو كانت رقية بوضعها!! لكانت بكت وبكت ، فقط قضي الأمر ويجب علي العقل أن ينتصر علي خيبة القلب!!..

يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#48

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والثلاثون.. الجزء الثاني.
مرت الأيام والجميع في المزرعة يعمل ويتسابق علي إقناع رقية بالسفر مع نضال حتي يمني التى جاءت لها زائرة ولكنها غضبت منها عندما رأت حالتها النفسية المتدهورة وأعتمادها علي الأقراص المهدئة وامرتها باللجوء إلى الله، كما طلبت منها الموافقة على السفر مع نضال ولكن لاحياة لمن تنادي!! فقد أبت رقية هذه الفكرة فهي لاتحمل انحراق مصباح يضئ بالأمل مرة أخري، فيكفيها مالديها من خيبة أمل..
وفي ذات يوم خرجت رقية من أحدي الصيدليات التي علي بعد أمتار من المزرعة بعدما جلبت اقراصها المفضلة منذ الفترة الأخيرة، وبينما هي تسير عائدة وقف أمامها جسد ضخم حجز عنها الطريق، فرفعت بصرها لتجد نضال الذي انتقل ببصره إلى الكيس الذى يوجد بيدها وبداخله الأقراص المهدئة فإلتوي ثغره بسخرية :-
-جبتي كيفك خلاص!!..
نظرت له نظرة حادة بعدما جملته هذه وقد اتخذت جانباً لكي ترحل ولكنها وقف أمامها مجددا هاتف بصرامة :-
-لما أكلمك ماتمشيش!!..
وقفت مرة أخري قائلة بجمود :-
-نعم عاوز أيه؟..
نضال بهدوء :-
-عاوز اتكلم معاكي!!..
ولكن نظر حوله بضيق حيث السيارات المارة والناس قائل :-
-بس اكيد مش هاينفع هنا؟!..
رقية بجدية :-
-أنا عارفة اللي هايتقال فوفر عليا وعلي نفسك ملهوش لزوم اللي الكلام سوا هنا أو في أي مكان، لاني مش هسافر!!..
أومأ نضال بحركة هادئة من راسه واردف:-
-حتي لو قولتلك أني محتاجك معايا ؟!..
صمتت للوهلة تحاول فهم جملته السابقة جيداً فهتفت بتسأل :-
-بصفتي ايه؟!..
اجابها بجدية :-
-بصفتك إنك انتي كمان محتاجاني، انتى عاوزة تتعالجي وانا اللي هعالجك !!..
هي بلهجة جامدة :-
-بس أنا مطلبتش منك تعالجني؟!..
نظرة نظرة تهكم مرة أخري ليدها وتابع :-
-جايز مطلبتيش لكن تصرفاتك بتطلب ده!! وانتي هنا تحت مسئوليتي ومش هسمح لحاجة تحصلك!!..
ثم اردف متابعاً:-
-والأهم اني ده واجبي كدكتور!!..
أبتسمت بسخرية :-
-لفظ دكتور بقا يطلع منك سهل اووي!!..
سبق حديثه تنهيدة :-
-وهي مش دي الحقيقة؟!..
قست نبرتها ونظرتها :-
-الحقيقة اللي عيشت سنين بتكدبها وتنكرها!!..
نضال :-
-واديني رجعت اعترفت وأكدت الحقيقة!!..
تسألت هي :-
-واشمعنا دلوقتي يادكتور؟!..
فضحكت بوجع علي حالها :-
-هو للدرجة دي حالى بقا مثير اووي للشفقة، وخلي الدكتور يتراجع عن رأيه؟!..
نضال بلهجة جادة للغاية :-
-اوعي تفتكري انى فى لحظة قررت كده، أنا كنت في دوامة لحد مااخدت قراري قراري اللى عشاني وعشانك وعشان ناس كتير !!..
عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بصرامة :-
-افهم من كلامك أنك تقدر تعالجني؟!..
أبتسم بثقة قائلاً:-
-أنا ماخدتش الخطوة دي غير وانا واثق في كده!!..
ضحكت هذه المرة أكثر وأردفت :-
-صعبان عليا اووي ،متفائل جامد احب اقولك يادكتور أنك أول ماهتروح هناك هسمع منك الكلمة اللي سمعتها من كل الدكاترة..
ثم قامت بتقليد صوت ما وهي تضحك بوجع :-
-آسف يابنتي، الحروق فى وشك غائرة جداً والحالة صعبة وانا ماينفعش اغامر بأسمي في عمليه نجاحها شبه مستحيل؟!..
مش هو ده اللى هتقوله برضه؟!..
هز رأسه بالسلب ،وأردف :-
-كنت قولتلك الكلام ده هنا!! انا هتحدي نفسي يارقية واثبتلك العكس!!..
رقية :-
-والمقابل؟!..
أبتسم قائل :-
-اني اشوفك فرحانه، ده المقابل اللي هستناه اني افرحك وساعتها هفرح أنا كمان!!..
راقبته بنظرات زائغه :-
-أنا مفيش امل فى علاجي أشهر الدكاترة قالوا كده ليه تغامر معايا وتعشمني!!..
وبدأ الضعف يحتل صوتها والوجع يخرج في نبرتها :-
-أنا مش حمل حد يعشمني بأمل ويقولي اني آخر العتمه نور وامشي في العتمه وملقيش النور..
اردف مطمئناً:-
-مش جايز ربنا حطك في طريقي عشان نثبب عكس اللي الدكاترة قالوه، مش جايز ربنا ليه حكمه في كده!!..
رددت بصوت ضعيف :-
-، كلامك جميل، بس انا خايفة أنا بقيت زي الازازه اللي اتكسرت واتلحمت ومابقتش حمل اي خبطة !!..
نضال بنبرة لينه :-
-اعملي اللي عليكي واللي عاوزه ربنا هيكون ولو مفيش امل فى علاجك جايز ماكنتش واقف قدامك بعرض عليكي ان احنا نسافر وكنت مازلت علي موقفي !!..
ظلت عدستها تتحرك بصمت دون أن تتفوه بكلمة، فتحدث نضال :-
-فكرى كويس وهستني ردك، وردك أن اوراقك تكون علي مكتبي في أقرب وقت!!..
ثم نظر الكيس الذي تحمله بيدها :-
-وياريت تبطلي البرشام ده، !!..
ثم نظر لهيئتها المرزية الباهتة قائل بأسف :-
-مخلي شكلك زى المدمنين بالظبط!!..
انهي جملته وغادر مستقلاً سيارته، تاركها تنظر الكيس الذي بيده بعدم تصديق وقد انكمشت ملامحها بإنزعاج عندما وقفت أمام مرآة أحدي السيارات تري شحوب وجهها بل أيضا نحافته كما قل وزنها أيضاً...
.................
-بعد مرور ايام..
كانت رقية في غرفة يوسف تجهز له حقيبته استعداداً للسفر للخارج مع نضال وسوف يرافقهما في رحلتهما يوسف ووالدته جيهان..
كان الصغير يجلس في ذات الغرفة علي الاريكة المنقوشة الموضوعة في أحدي الأركان كان يشاهد افلام الكرتون الشهير عبر شاشة التلفاز والتفت لرقية خلفه قائل بفرح:-
-أنا مبسوط اووي يارقية اني هسافر معاكي انتى وماما وخالو!!..
اكتفت هي بالايماء برأسها مع ابتسامة صغيرة، وتنهدت بحزن وهي تطوي الثياب وتضعها داخل الحقيبة ، ثم طار عقلها الى معشوقها جاسمها الذي لم يسأل عنها مطلقا منذ اللحظة الأخيرة بينهما أيعقل أن هذا العاشق قد مسحها من طريق وركلها!! هي تحتاج إليه الآن فربما تخطو لمرحلة جديدة في حياتها تجهلها تتمني أن يشاركها كل لحظة تتمني يشاركها في أنفاسها الخارجة والخارجة، لامت نفسها علي تفكيرها فهي مازلت عاشقه وهو!!!!!!.. إذا فعليها بنسيانه ولكن كان القدر رأي آخر فبينما تغلق سحاب الحقيبة اخترق اذنها صوت مراسل أحدي القنوات "وقد تم تحديد الغد لمحاكمة رجال الأعمال المتهمون في قضية تجارة الأعضاء والذي من بينهم رجل الأعمال الشاب جاسم الراوي والذي تم إتهامه مؤخراً في هذه القضية بشهادة الشهود وثبت تورطه التام في هذه الجريمة البشعة.. علي موعد معكم غداً لنقل أهم ماحدث في الجلسة"..
كالصاعقة التي هبطت عليها فرفعت رأسها ببطء لتنطر نحو الشاشة فأتسعت عينها بهلع وهي تري محبوبها يهبط من سيارة الشرطة وهو مكبل اليدين بالكلابشات الحديدية!! ومحاط بالعساكر وسط دائرة من وسائل الإعلام والصحافة، وحشد جماهيري يطالب بالقصاص!!..
أسرعت نحو الصغير وألتقطت منه جهاز الريموت ثم قامت بتزويد درجة الصوت لتسمع الحديث وهي تحاول منع شهقاتها التي تتعالي وتتعالي حتي انتهي المراسل من الحديث لتضع يدها علي فمها بعدم تصديق وقد لمعت مقلتيها بالدموع التي تصارعت علي الهبوط، كما أزدات ضربات قلبها بشدة وصرخت بقوة وهي تنهض راكضة مغادرة الغرفة :-
-نضاااااااااااااااااااااااااال!!..
-كان في غرفته يبدل ثيابه وقبل أن يخلع قميصه سمع صراخها فإغلق القميص مرة أخرى سريعاً وأسرع نحو الباب يفتحه بقلق بالغ، سار في الممر حتي وقف الاثنان علي الدرج فكانت تتنفس سريعاً وهو يهز رأسه ببطء متسائلاً، فهدرت به بحده:-
-جاااسم!! جاسم مقبوض عليه؟!..
اتسعت عينه بصدمة وزفر بضيق فتابعت بلهجة أكثر حده :-
-رد عليا أنت عارف انه مسجون!!..
أومأ برأسه بالموافقة قائل :-
-طب اهدي كده وانا هفهمك كل حاجة!!..
رقية بنزق ودموعها جارية علي وجنتيها :-
-تفهمني ايه؟! حرام عليك مقولتليش ليه؟!..
وضع يده الاثنان في جيب بنطاله وأردف بنبرة تبدو باردة:-
-ولو قولتلك كان هيفرق معاكي!!..
التوي ثغرها بتهكم قائلة من بين شهقاتها :-
-يفرق معايا؟! هو انت مش عارف ده يبقا مين؟ !..
نضال بنبرة أكثر برودة :-
-عارف يبقي طليقك!! يعني مفيش حاجة تربطك بيه دلوقتى..
صرخت به بنبرة متقطعة من البكاء :-
-ده روحي عارف يعني ايه روحي، حتي لو حصل بينا ايه كان لازم تقولي وتعرفني كان لازم اكون جمبه !!..
تابع بضيق :-
-رقية احنا خبينا عليكي عشان كنتِ تعبانة ،وبعدين اديكي عرفتي هتعملي ايه ؟!..
نظرت له نظرات زائغة باكية!! حتى وجدت نفسها تهتف بجمود :-
-هاروحله!!..
وتقدمت لكي تهبط الدرج ولكنه قبض علي رسغها قائل بحده :-
-تروحي فين؟! اعقلي احنا عندنا طيارة بكرة واصلا وجودك زي عدمه هو مش مستنيكي وعنده جيش محامين قادرين يخرجوه!!..
وبنبرة متحشرجة :-
-هو اكيد عاوز وجودي ومحتاجني!!..
نضال بجمود:-
-لا مش محتاج وجودك لأنك مفيش في ايدك حاجة تقدمهله، وهو ورا ومعاه اللي يحميه، وبيتعامل في سجن معاملة ملوك يعني وجودك مش هيضيف حاجة غير أنه هيتعبك انتي!!..
نظرت له نظرة أخيرة قائل جملتها الإخيرة :-
-لازم اكون معاه!! ده جاسم عارف يعني ايه جاسم!!..
ثم أزاحت يده بقوة وهبطت الدرج سريعاً وماكان بوسعه اللحاق بها وهو يصيح لكي تلتفت له ولكن دون جدوى واظطر في الاخير أن لايتركها ويعود معها إلى القاهرة بسيارته!!..
................
-في شركة الراوي...
وبينما تمارا تجلس مع معتز يراجعان أوراق القضية مع المحامي، استمعا إلى صوت ضوضاء يأتي من الخارج، فعقدت تمارا حاجبيها بإنزعاج واضح ونهض معتز متجه نحو الباب وفتحه ليتفاجئ برقية تشتبك مع السكرتيرة ، زفر معتز بضيق ونظر خلفه ليجد تمارا تنظر له بتركيز شديد، فنهضت هي الأخرى وهي تخفض تنورتها القصيرة، وخرجت هي الأخرى لتتفاجئ بوجود غريمتها رفعت حاجبها بإبتسامة مسلية وشاهدت رقية وهي شبه تتعارك!!..
رقية بلهجة غاضبة :-
-هو أنا جايه اشحت منك انتي ماتعرفيش انا ابقا مين انا مرات جاسم بيه!!..
انتهت جملتها لتتفاجئ بصوت انثوي ظهر مع صوت حذاء نسائي يقترب منها :-
-قصدك طليقته!!..
فوقفت أمامها تمارا تنظر لها من أعلى الي أسفل قائلة بإبتسامة باردة :-
-طليقة جاسم!! معلش السكرتيرة ماتعرفكيش أصلها جات بعد ماجاسم طلقك!!..
تصارعت أنفاسها بشدة وهي تنظر لكتلة الأنوثة والجاذبية التي تقف أمامها، تصنعت رقية الثبات وحولت انظارها الي معتز الواقف يهيئ نفسه لبدء معركة!!..
رقية لمعتز وقد اقتربت منه قائلة بنبرتها الحزينة :-
-معتز أنا عاوز اشوف جاسم، عايزه ازوره!!..
تدخلت تمارا فى الحديث وقد عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بنبرة ساخرة :-
-تزوريه؟! هو انتي ماتعرفيش اني بكره الجلسه بتاعته يبقي هاتزوريه ازاي ؟!!..
زفرت رقية بضيق ولم تعبيرها أدني اهتمام، وتابعت مرة أخرى :-
-معتز خليني اشوفه انت اكيد تعرف حد يخليني ازوره!! عشان خاطر جاسم خليني اشوفه هو عاوزني جمبه !!..
معتز بضيق :-
-ماينفعش بكره هيتحاكم فصعب اووي!!
تابعت ببنرة توسل :-
-بس أنا عاوزه اشوفه لازم اشوفه ماينفعش تخليني أشوفه حتي قبل المحكمة !!..
ثم تابعت بخفوت :-
-وانت ليه مقولتليش من اول ما ده حصل؟! ليه محدش عرفني!!
معتز بجدية :-
ومحدش عرفك لأني وجودك ملهوش لازمه من الأساس وممكن يضايق جاسم
انهمرت للدموع من عينها بغزارة وهي تتحدث بشفاة مرتجفة :-
-علي الاقل كنت هبقي جمبه، هو محتاجني دلوقتي وعاوزني ،وهو لايمكن يضايق من وجودي ..
اجابها بصرامة وجمود :-
-ولو قولتلك أني هو مبقاش عايزك!! خليكي بعيدة زي ما انتى يارقية وانسيه زي ماهو ناسيكي ،ولو هو محتاج حد بقا عنده اللي يحتاج ليه !!..
كدلو المياه الذي سقط عليها الآن، هزت رأسها بعدم تصديق ثم نظرت له بحده قائلة :-
-أنت كداب!! ايوة كداب طول عمرك بتكرهني وعايز تبعدني عن جاسم أنا هشوفه غصب عنك وغصب عن أي حد !!!..
قالت ذالك وهي تشير نحو تمارا التي دنت من رقية قائلة بإبتسامة استفزاز :-
-وانتي عاوزه تشوفيه ليه يارقية عشان يتصدق عليكي تاني متخافيش ادعيله انتي بس يخرج علي خير ويتمم خطوبتنا علي خير وانا هشوفك بحاجة!!..
ثم ضحكت بقوة قائلة :-
-ولا انتي عشمانه انه هياخدك في حضنه عشان تهوني عليه الايام، لافوقي يارقية كده انتي ضيف شرف في حياتنا وياريت مايزعجناش تاني!!..
ثم سارت تمارا نحو المكتب وجلبت حقيبة يدها وعادت مرة أخرى اخرجت منها بعض الورقات من فئة المائة جنيه ثم فتحت كف رقية ووضعت المال بداخلها قائلة بإنتصار:-
-ادعيله بقا يخرج عشان نتمم خطوبتنا!!..
ألجمتها الصدمة كما شعر معتز بالضيق من تصرف تمارا، شعرت ببرودة تسري في جسدها وشعرت كأنها عارية بين حشد الموظفين ولكن سبحان من منحها قوة لتقذف المال في وجه تمارا ثم صرخت بقوة بعدما ضغطت علي إسنانها :-
-يابنت الكلببببببب!!!..
قالت ذالك وهي تلف خصلات شعرها عل يدها وتطرحها أرضاً تسدد لها العديد من الضربات والصفعات فتدخل معتز علي الفور وابعد رقية عنها بمعاناة، نهضت رقية ثم بصقت علي تمارا وازاحت معتز وسارت بغضب وانكسار وهي تضغط على شفتيها متألمة سارت ثم وقفت لثواني لتنظر لدبلتها الذهبية بغضب فاخرجتها بقوة كادت تحطم اصبعها والقتها أرضا، وسارت لتسافر الغد مع نضال وليتحاكم هو، فكل شخص عرف حياته القادمة له!!!!..
... يتبع


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#49

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس والثلاثون..

في الصعيد..

رأته هو يحرك الرمال بالعصا الرفيعة محاولاً كبت غضبه، فزوجته تركته عندما الشك تسلل إلى قلبها حتي سكنه!! فعادت لمنزل ابيها حتي تظهر برائته من التهمة الشنيعة التي توجهها له شهد.. فكرت قليلا أن تهبط له فاغلقت الستار وسحبت شالها الطويل ووضعته علي رأسها بعشوائية وهبطت له..

كان يقذف الرمال بقوة تعبر عن مدي غضبه من تلك الدميمة التي تجرأت عليه وافسدت له حياته!! دون أن يشعر بأنه سلب روحها في البداية حتي انتهت حياتها!!..

تفاجئ بها تجلس بجواره ولكن علي بعد قائل بنصف إبتسامة :-
-زعلان عشان حنان مشيت؟!..

رمقها بغضب بعدما ألقي العصا بكل قوته حتي استقرت بعيداً، فتابعت بنبرة عرفت البرودة :-
-متزعلش هي كده كده كانت هتمشي، وكمان احسنلك تطلقها ماتعشمهاش انك ممكن تكون برئ!!..

عصام بغضب :-
-طلعلك صوت دلوقتى، وبقا ليكي عين تتكلمي معايا!!..

نظرت له مطولاً، ثم اردفت بنبرة مختنقة :-
-وانت ليك عين تبص في عنيا بعد اللي عملته؟! مبتحسش بتأنيب ضمير، مابصعبش عليك..هو انت ليه عملت فيا كده، أنا اذيتك في ايه؟! ده انت كنت اخويا، لما كنت تيجي عندنا وجهزلك الاكل كنت بجهز الاكل لإخويا اغسل واكوي هدوم اخويا وفي الاخر اخويا دبحني!!..

فتابعت وهي تبتسم بوجع :-
-فاكر لما قولتلي انك هتتجوز؟! فاكر ساعتها انا فرحت إزاى كانت الدنيا مش سيعاني كنت بحوش مصروفي عشان اعمل فستان في فرحك، مكنتش عارف إنك هتسرق فرحتي!!..

ظل ينظر لها بصمت!! فوضعت يدها علي أحشائها قائلة بنبرة تستدعي البكاء :-
-سرقت مني طفولتي كبرتني قبل أواني، وطفيت أحلامي!!..

وضحكت بهدوء والدموع بدأت تسيل بغزارة من عينها :-
-كان نفسى في يوم ابقا عروسة كان حلمي أن احس اني زي كل البنات لكن انت جيت ودبحتني بسكينة باردة استكترت عليا حتي الحلم !!..

وهذه المرة توجهت له بسؤال :-
-هو انت كان ممكن تتجوزني ياعصام؟!..

زفر بضيق واشاح بوجهه للناحية الأخري ثم اردف بجمود :-
-ولاعمري هفكر اتجوزك..

أومأت برأسها باكية وتابعت بتسأل:-
-ليه ؟ عشان مش حلوة مش كده!! هو انا لو كنت حلوة ولا عادية كنت ممكن توافق تتجوزني!! بلاش كده لو ماكنتش حملت كنت فاكرني هسكت وانت تعيش حياتك عادي ..

وأخيراً تحدث بلهجة بجمود :-
-أنا عمري مخطط اني ممكن اعمل كده هي ساعة شيطان وجات فيكي!! وجايز جات فيكي لأن محدش هيكتشف ده ممكن اعرف اني حياتي هتننيل كده !!.

جملته أقسى من فعلته، شعرت بإلم في قلبها، فنظرت له بإشميئزاز :-
-قصدك ساعة قلة اصل وعدم رجولة!!..

ثم نهضت وكفكفت دموعها قائلة :-
-أنا عايزااك تفضل تفكر هتعمل أيه في حياتك الجاية لأنها شكلها سودا اووي عليك!!..

ثم لمعت عينها ببريق انتقام فقد تخلت عن طفولته فهو الذي بدأ والبادي أظلم كما يقال :-
-وانا هفضل أفكر هجيب حقي منك ازاي!!..

أنهت جملتها وغادرت مسرعة، لينهض يراقبها وهي وتدلف المنزل فعض علي شفتيه بغيظ كما غضبت عينه وانطلقت منها سهام الشر وتوعد للإنتقام منها !!..

_رأي هذا المشهد والد شهد الذي أطفأ سيجارته فقد عاد التدخين لينفث غضبه بها توجه ثم أغلق الستار وجلس علي الأريكة القديمة يفكر فهل ابنته محققه، وإذا كانت هكذا فقد اشتركت مع أبن شقيقه في تلويث شرفه!! انتشله من شروده زوجته التي جلست بجواره قائلة :-
-متفكرش كتير الحقيقة قدامنا بنتنا مش بتكدب واللي في بطنها ده من أبن اخوك!! طب فكر بعقلك كده مين اللي كان دايما عندنا مش هو، هو اللي فتحناله بيتنا وعملناه عيل من عيالنا وادي النتيجة طعنا في شرفنا!!..

نظر لها قائل :-
-وانتي عاوزني اعمل ايه؟! اغسل عاري واقتلهم هما الاتنين..

تحدثت بإستياء:-
-هو اللي يستاهل القتل مش بنتك، دي شهد طول عمرها منكسره ودي بنتك اللي مربيها علي إيدك!!..

زفر بضيق قائل بغضب :-
-خايف استني تولد ويطلع الواد مش ابن عصام، ساعتها همشي حاطط راسي في طين!!.

اجابته بتأكيد :-
-هيطلع ابنه ده من ساعة ما ابوه واقف علي التحاليل دي والوااد مش علي بعضه !!..

تحدث الأب بغضب :-
_والله لو طلع صح لهشرب من دمه ده جزاتي أني اعتبرته ابني وفتحتله بيتي!!..

ربتت علي كتفه قائلة بجدية :-
-لو ده طلع انه هو فعلاً يبقي يكتب علي البت ويسترها ويبقي نجيب حقها!!..

....................
-في السجن!!..

دائماً زيارات معتز تنص علي اخباره بآخر ماوصل إليه المحامون في القضية والطريق الذي سلكوا ولكنه معقد لإثبات برائته، وان تمارا تبذل قصارى جهدها من أجل إبقاء أسم الراوي!!..

لا ينكر أن هذه المرأة احتلت جزء كبير من تفكيره، فهي دائما تريد أن تشعره انها بجواره وأنها مثل العكاز القوي تثبت من يستند عليها!!

نجحت واستطاعت أن تستحوذ علي تفكيره، فهي غير كل النساء هي ليست رقية الباكية دوماً، هي أمراة لها بريق خاص يظهر بشدة في حياتها العملية، هو يحتاج امرأة مثلها ، امرأة بنفس قوتها، هو يحتاج لها يحتاج لتمارا النجدي ،تمارا النجدي التي إدارات عمله بكل جدارة ومهارة ماذا لو كانت رقية بوضعها!! لكانت بكت وبكت ، فقط قضي الأمر ويجب علي العقل أن ينتصر علي خيبة القلب!!..

أطلق تنهيدة من صميم قلبه ثم أمسك دفتر الرسم الذي بجوار وفتحه ليجد صورتها في البداية، فهي الأولى دوماً وربما ليست الأخيرة فيما يأتي، نظر إلى تلك الرسمه فقد رسمها بشعرها الحريري وهي تجلس وسط أزهار مرتديه ثوب زفاف وتبتسم له، نظر إلى صورتها بإبتسامة ثم تلاشت تدريجيا وحل العبوس وتتبعه الجمود امتدت يده لكي تمزقها ولكن امتنع عن هذا فى اللحظات الأخيرة!! مازال يحبها مازال يضعف أمام أي شئ لها!! ألقي الدفتر جانبه بغضب وفكر لما معتز لم يذكرها انها سألت عليه أو حاولت الاطمئنان عليه، فإلتوي ثغره بإبتسامة ساخرة فهي تستغل الظروف للهروب وعليه أن يقتنع أن رقية حذفت نفسها بنفسها من حياته.. وضع رأسه علي الوسادة بعدما عقد ساعديه خلف رأسه ينتظر الغد ولكن لايفكر فيه فهو واثقاً في العدالة الإلهية...

...........
-في فيلا النجدي...

وقفت أمام المرآة تنظر لخدش وجهها وهي تسب وتلعن تلك الحمقاء التي تجرأت عليها!!..

فسمعت طرقات علي باب غرفتها، فتنهدت بضيق فبالتاكيد هذا والدها علم انها جاءت بحالة سيئة اتجهت نحو الباب وفتحته فدلف والدها بمقعده المتحرك قائل بقلق :-
-مالك ياتمارا؟! بلغوني أنك جايه مش طايقه دبان وشك!!..

جلست علي الفرأش تخلع اكسسوارات يدها قائلة علي مضض :-
-مفيش يابابا شوية مشاكل في الشغل!!.

رمقها والدها بنظرة ذات مغزى وأردفت وهو يشير لخدش أسفل عينها :-
-وهو الشغل بقا يعور جامد كده!!..

عضت علي شفتيها بغيظ، فأبتسم وتابع :-
-عارف إنك كبرتي،لكن مش هتكبري علي انك تحكيلي أيه اللي مضايقك، ولا انا بقيت عاجز خلاص ومش هعرف اساعدك يابنت النجدي !!..

تمارا بضيق :-
-بابا انت عارف انه اكيد مش كده لكن مش عايزة ازعجك ..

والدها بحزم ونبره شبه منفعله :-
-أنا آآآآ عايز ازعاج، طالما الازعاج ده حاصل مع بنتي، ولا مش من حقي اعرف اللي بيحصل معاها..

ومع إصراره اضطرت أن تسرد له وسرددت له الذي حدث معها من قبل رقية!!..

وبعدما انتهت تحدثت بإنفعال:-
-شوفت يابابا علي اخر الزمن واحدة زي دي تمد ايدها عليا وتتجرا عليا !!..

والدها بهدوء معاتب :-
-انتي اللي أتجرأتي الأول واهانتيها ودي مش أخلاق بنتي!!..

تمارا بتعالي :-
-لا معلش بقا الأشكال دي مش عاوزة غير كده، وأنا فاهمه عينتها كويس اووي!!..

ثم تابعت بغل وغضب :-
-وانا كمان بعرف اربي الأشكال دي كويس، وهعلمها الأدب بنت البواب دي!!..

انزعج من حديث ابنته بهذا الشكل، فقال وهو يضيق عينه :-
-بس انا شايف ان بنت البواب دي بتدافع عن حقها؟!..

اندفعت قائلة :-
-جات كسر حقها، حقها في أيه أن شاء الله؟!..

اجابها بثبات :-
-حقها في جوزها!!..

وسريعاً قالت بحزم :-
-طليقها!! وحقها اخدته انها عاشت عيشه عمر ما أهلها حلمت بيها، ادلعت يومين وشافت الدنيا طمعانه في ايه بقا!!..

تنهد والدها وأردف:-
-شوفي يابنتي انا عارف اني قولتلك أني اتمنى جاسم زوج ليكي لكن لو ده علي حساب أذية أو كسر قلب الغلبانه دي انا بقولك لااا...

نهضت وعقدت ساعديها أمام صدره قائلة بنبرة قاسية :-
-أنا اللي هأذيها يابابا لو وقفت في طريقي اوشفت خيلها هأذيها، ومش بس كده ده أنا هدوس عليها برجلي كمان !!..

واتجهت نحو المرأة قائلة وهي تنظر لانعكاس صورتها :-
-وهندمها ازاي تمد ايدها علي أسيادها!!..
.
فأردف بنبرة ذات مغزى :-
-بس جاسم لو خرج بكره مش هيسمح أن حد يضايقها!!..

ظهر علي وجهها القلق بشدة من جلسة الغد هي تتظاهر بالثقة ولكن تخشى أن يصيبه مكروه وخاصتك انها علي علم بأساليب طليقها وكيف يستطيع فعل أي شئ ولكن ماهما حدث ستظل وتبقي تمارا النجدي!!..وتخشى أن جاسم يتبع قلبه وتخسر هي المبارة في الثواني الأخيرة ..

لاحظ الأب شرودها فتسأل وهو يضيق عينه :-
-خايفه من بكره ولا خايفه عليه!!..

التفتت له وصمتت فهي لاتعرف بما تجاوبه فالأمر في هذا القضية معقد!!..

فتمتمت بقلق :-
-ربنا يستر!!
................
-في الصباح..

انتهت من صلاتها واخذت تدعو له وتطلب من الله ان يقف معه اليوم، أن يتم إثبات برائته ظلت تدعي وتدعي حتي نست الدعاة لذاتها. نهضت وهي تمسك سجادة الصلاة بيدها ثم وضعتها علي الفراش ثم خلعت أسدالها واستعدت للسفر.. ولم تعلم لماذا أخذت معها الجريدة التي نشر بها صورة جاسم في أول صفحة من الجريدة..

-في المحكمة!!..

امتلأ المكان بمراسلين القنوات والصحافة لينقلوا هذا الحدث الهام، وفي ساحة المحكمة يقف كلا من حازم وبيبرس ومعتز وتمارا وقلوبهم تكاد تكون في قدمهم!!..

ولكن تمارا تتظاهر بالثقة أمام الجميع،علي عكس الآخرين.. وماهي إلا دقائق وتوجه الجميع الي القاعة بصحبة مجموعة من أشهر المحامين للدفاع عن نجل الراوي!!..

.........

_في المطار..

كان نضال يخلص الإجراءات وهي جالسه تقرأ الخبر بقلب يتمزق وجعاً، وعين تذرف دمعاً وبينما هي تقرأ وقع بصرها علي جمله "وقد يكون الأعداء هو جزاءة هؤلاء الرجال الذي انتزعت من قلوبهم الرحمة" انقبض قلبها فجأة وشعرت بأن روحها تنسحب منها حاولت السيطرة علي انفعالاتها وشهقاتها ولكن لم تفلح فأنهارت باكية وكان الحلم البعيد يقترب وجاسم سيتركها ويترك الحياة..

حاولت جيهان ويوسف تهديئتها ولكن دون جدوى، وبعد مرور الوقت هدأت قليلاً وعاد نضال وجلس بجوارهم وحل أزرار سترته قائل :-
-كل حاجه تمام..

أومأت جيهان برأسها وهي تنظر بشفقة الي رقية، اما نضال عندما نظر إليها أيقن سبب بكائها وقبل أن يتحدث تحدثت هي بشفاة ترتجف :-
-آآآآ هو ممكن يتعدم!!..

زفر بضيق قائل :-
-وبعدين معاكي! ليه مصره علي كده احنا مش قولنا هننسي!!..

وكأنها لم تستمع إليه فتابعت بنبرتها المختنقة من كثرة البكاء :-
-جا آآآآ جاسم ممكن يموت ويسبني؟! القاضي ممكن يحكم عليه بكده..

تنهد نضال قائل بتوضيح رغم ضيقه :-
-القضايا اللي زي دي الأحكام فيها مابين مؤبد أو إعدام ولو حصل لقدر الله حكم إعدام في جلسات استئناف ممكن تخفض العقوبة وجاسم معاه مكتب محاماة بيدافع عنه يعني مش بالسهل اي حكم يتنفذ فيه !!..

رقية بصوت خافت :-
-بس جاسم برئ!!..

نضال بعدم اهتمام :-
-الله اعلم المحكمة هي اللي هتكرر ده!!..

وضعت يدها علي قلبها لعلها تمنع ضرباته التي تتزايد وقد تكون كالسهام تفتك بها!!....

وبعد مرور الوقت!!..

حان وقت المغادرة نهضت بقدم ترتعش
وتسير كالمغيبة تقدم خطوة وتتراجع في الثانية عقلها يقنعها بالسفر قلبها يأمرها بالبقاء وبين كل خطوة والثانية تتجسد أمامها ذكري جاسم وصورته، أيامها معه منذ ابتسامة اللقاء في الجامعة حتي الرحيل في المزرعة!! أصبح قلبها ينبض بشدة وكأنه سوف يخرج من بين ضلوعه، يريد البقاء مع حبيبه وتلك الأوقات التي يحل فيها القلب محل العقل فكأن القلب اعطي إشارة لقدمها لتقف مرة واحدة نظرت نظرات زائغة ثم نطقت مرة واحدة لتفرح قلبها :-
-أنا مش هسافر!!..

وقف نضال بعدما استمع جملتها فكان يسبقها بخطوات فعاد لها يهز رأسه بإستفهام فهل ماسمعه صحيح فقال بحده :-
-مش عايز جنان؟!..

أبتسمت له قائلة وهي تمسح دموعها بظهر كفها :-
-الجنان اني امشي واسيب البني ادم اللي وقف معايا، وماينفعش اسيب روحي هنا وأمشي!!..

أنهت جملتها وإستدرت راكضة بشدة لكي تصلح خطائها التي ارتكبته وهنا يقال "والنفس تميل لمن أحسن إليها ���� والقلب ينحني لمن يهواه"

-في المحكمة..

صدح صوت محكمة في جميع القاعة ليقف الجميع وكانت أنظار تمارا معلقه علي جاسم الذي يقف بثبات خلف القضبان وعين جاسم اتسعت بذهول عندما رأها شبه تدل علي عجالة وعينها تبحث عنه فأبتسمت وهي تلتقط أنفاسها!!!

يتبع...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#50

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس ����
كانت نبرته يظهر بها عتاب خفي حينما سألها بجمود :-
-انتي فعلاً ضربتي تمارا؟!..
كأنه يلومها أوحزين علي تلك الحمقاء!! فجزت علي أسنانها بغضب كانت تحاول كبته وعدم إظهاره ولكنها فشلت فقالت بلهجة غيظ غاضبة :-
-ايوة ضربتها وكنت عاوزة اقطعها بسناني، وعارف كمان ماكنتش هخلي فيها حته سليمه تنفعك!!..
ثم تابعت بنبرة عتاب حزينة :-
-لو كانت عجباك يعني!!..
أنهت جملتها واستدارت لترحل ولكنها تفاجئت به يمسك يدها يمنعها عن الرحيل فإصبحت تتنفس بقوه وهي تجاهد لمنع دموعها من السقوط، فإقترب منها أكثر حتي أصبح ملاصق لظهرها فبدأ صدرها يعلو ويهبط وهي تغلق عينها فسمعت صوته يهمس بجوار أذنه بإبتسامة لم تراها هي ولكنها لمسته في نبرته :-
-جدعة!!..
يتبع...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#51

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السادس والثلاثون...الجزء الأول

تعلقت أنظارهما لوهله نظراتها تحاول بث الطمأنينة في نفسه اما نظراته جامدة صلبه وربما قاسية كحديد القضبان الذي يقف خلفه!!..

لم تفقد الأمل ولم تجعل اليأس يحتل كيانها، فجلست علي المقعد الخشبي المتواجد فى نهاية القاعة!!..

بدأت الجلسة القضائية وجميع الأدلة تدين جاسم!! فأصبحت دقات قلبها تتعالى قلقاً على معشوقها!! خاصة أنها علمت مؤخراً برفضه القاطع بإن يتولي محامي الدفاع عنه!!..

همست تمارا لمعتز بغيظ وهي تجز علي أسنانه :-
-أنا مش عارفة انت ازاي تتطوعه ومتخليش المحامى يدافع عنه!!..

معتز بضيق بالغ :-
-يعنى كنت هعمل ايه ماهو اللي حطنا قدام الأمر الواقع لما بلغنا برغبته دي..

تمارا بغضب :-
-رغبته الغبية هيضيع نفسه ببلاش، أنت لازم تتصرف يامعتز ده كده التهمة هتثبت عليه!!..

مسح معتز علي شعره بغضب وهو يتطلع لجاسم ذو الملامح الجامدة الثابته!!.

كانت في حالة لاتحسد عليها، واضعه يدها علي قلبها الذي ينبض بهلع !!..

فأنتفضت فجأة كالذي لدغته حيه عندما استمعت إلى وكيل النيابة :-

"فأرجوا من عدالة المحكمة ألا تأخذهم شفقة ولا رحمة بهؤلاء الذين تاجروا بأجساد ولادنا بكل قسوة دون شفقة منهم ولا إنسانية، فقد منهم معاني الإنسانية ليرتكبوا هذه الجريمة الشنعاء، ولذلك اطلب من عدالة المحكمة الحكم بأقسى العقوبات علي المتهمين وهي الأعدام شنقاً"..

الإعدام شنقاً، الإعدام شنقاً، الإعدام شنقاً..

تردد صدي الجملة بجوار أذنيها، فأصبح صدرها يعلو ويهبط كالذي يركض مسافات طويلة!!..

فلم تستطع التحامل او الصمود أمام هذه الجملة فوجدت نفسها تلقائية تقف قائلة بصوت مرتفع نسبياً :-
-لو سمحت ياحضرة القاضي!!..

انتقلت الأنظار إلى مصدر الصوت، فأحتلت الصدمة معالم وجه تمارا!!..

لم تهتم بنظراتهم فأسرعت ووقفت أمام القاضي علي المنصه قائل بلهجة غير مرتبه :-
-أ آآآآ حضرة القاضى ا آآ أنا عارفة أن ده ماينفعش لكن ارجوك تسمحلي أتكلم لاني لازم اتكلم!!..

تعالت الهمسات في القاعة!! فأمر القاضي إلتزام الهدوء في القاعة :-
-هدوء في القاعة!!..

قائلاً بلهجة رسمية لرقية :-
-أنتِ مين الأول؟!..

ابتلعت ريقها ونظرت إلى جاسم وتحدثت وهي تشير بعينها :-
-أنا الوحيدة اللي عارفة الراجل ده، أنا الوحيده اللي عارفه اللي جوه الراجل ده كويس!!..

ثم انتقلت ببصرها إلى القاضى :-
-الراجل ده انضف خلق الله واللي زيه مستحيل يأذي الناس، صدقني ياحضرة القاضي هما عاوزين يوسخوه عشان عارفين اد هو أيه هو نضيف!!..

ثم ترقرقت الدموع في مقلتيها وهي تنظر لجاسم وتهز رأسه بنفي :-
-جاسم مستحيل يكون شيطان بالشكل ده!! هما شياطين لكن هو لاا!!

ثم انتقلت ببصرها لوكيل النيابة وقد هبطت دموعها علي وجنتيها قائلة بنبرة ساخرة :-
-وانت بطالب بإعدامه؟!..

هزت رأسها عدة مرات وابتسمت بألم من بين دموعها وهي تشير بإصبعه نحو جاسم :-
-اللي انت بطالب بإعدامه ده هو اللي رد فيا الروح، انا عيشت طول عمري ميته مابينكم معرفتش الدنيا غير معاه، ماحسيتش اني عايشة غيره معاه!!..

ثم تعالت نبرتها المشحوبه بكائها :-
-محستش إني بني أدمه غير وانا معاه!!
ثم هزت رأسها وهي تكرر :-
-صدقني مش هو ده اللي لازم يتعدم!!.. ماهو ماينفعش اللي يدي الحياة نعاقبه أحنا ونحرمه منها..

ثم شاردت وكأنه لا تري احد سوي معشوقها فزدات إبتسامتها تدريجياً ودموعها لم تتوقف :-
-يمني قالتلي أنه عوض من ربنا، وأنا متأكده أن عوض ربنا مابيروحش!!..

ثم نظرت لهم قائل بثقة رغم هدوء وضعف نبرتها!!..
-زي ما أنا متأكده أنه مابيرضاش بالظلم!!..

ثم مسحت دموعها بظهر كفها :-
-أنا خلصت كلامي وأنا عارفة أنه مش هيفيد في القضية بس أنا كان لازم أقوله، وشكرآ انكم سامحتولي اني اقوله !!..

أنهت جملتها واتجهت نحو مقعدها، ولم تبعد عيناها عن جاسم الذي شعر بثقل علي قلبه فأغمض عيناه وفتحهما وهو يتنهد بصوت مسموع منتظر تحديد مصيره!!!...

تهامس القاضي مع المستشارين الجالسين بجواره ثم تحدث بعد بضعة من الوقت بصوت جهوري :-
-تأجل القضية لجلسة **** للإستماع لباقي الشهود والنطق بالحكم رفعت الجلسة!!..

وقف الجميع وهم يتهامسون، اما هو بحث بعيناه عنها فلم يجدها فقد غادرت علي الفور زفر بضيق ثم اصطحبه العسكري ليسير معه وهو حائر في أمرها!!..

لم تكن عيناه فقط التى تبحث عنها بل كانت تمارا تتجول بعيناها بحثاً عن تلك الدميمة التي تصر على خوض معركة معها!!!..

..…...............

-في السيارة!!..

كانت تمارا كالقنبلة التي على وشك الإنفجار فقد أحرقت الكثير من السجائر وهي تهز قدمها بعصبية مفرطة !!

نفثت دخان سيجارته ونظرت بغضب نحو معتز الذي يتولى القيادة قائلة بحده :-
- ايه هي هتفضل تطلعلي زي العفريت كده ولا ايه!!..

معتز دون أن يلتفت :-
-هى مين دي؟!..

تمارا بنبرة صارخة :-
-زفت الطين رقية هتكون مين يعني!!..

تعجب معتز من حالتها فلم يعلم أنها تعشق جاسم لهذه الدرجة، فأوقف السيارة جانباً، وتنهد قائل :-
-ممكن تهدي وبلاش العصبيه دي!!..

ألقت سيجارتها واشعلت الأخري وهي تؤمي برأسها :-
-اديني ههدي بس قولي هعمل معاها ايه بعد ماجات وعملت الشو ده قدام الناس وقدام جاسم عشان يحن ويرجعلها؟!..

معتز بضيق :-
-يعني هنعمل معاها أيه مش معقول يعني نسيب قضية جاسم ونشغل بالنا بست رقية!!..

راقبت دخان سيجارتها في الهواء، فلمعت عيناها ببريق شر مخيف وتحدثت وكأنها لم تسمعه :-
-احنا لازم نخلص من البنت دي يامعتز!!..

تعجب معتز بشدة :-
-مش للدرجة دي ياتمارا ماتخليش غيرتك تعميكي!!..

تمارا بنبرة جامدة :-
-لا للدرجة دي يامعتز، وجودها بيهدد قُربي من جاسم وأنا لايمكن اسمحلها بكده!!..

معتز بذهول وجدية تامة :-
-بس مش هتوصل أننا نخلص منها لا دي برضه كانت مرات صحبي وجاسم مش هيرحمنا لو عرف!!..

ثم تابع حديثه :-
-ومتحافيش ياستي انا هبعدها عن طريقك وطريق جاسم بس بطريقتي من غير شوشرة!!..

رمقته مطولاً ثم أردفت قبل أن تأخد نفس من سيجارتها :-
- ماشي يامعتز!! عايزة أسمع خبر يسعدني قريب!!..

أومأ برأسه ثم أدار تشغيل السيارة وانطلق بها!!..

................

بعد مرور يومان..

ذهبت لزيارته بمساعدة بيبرس الذي لم يتردد للحظة في الوقوف بجوارها!!..

جلس بجوارها وكأنه مرغم علي ذالك،فمرت دقائق كثيرة ولم يتحدث معها فقط ينظر أمامه بجمود ، فأبتلعت ريقها ومدت يدها لتمسك كفه قائلة بإبتسامة :-
-أيدك ساقعه كده ليه؟!..

رمقها بنظرة جامدة :-
-جايز عشان بقالك كتير مامسكتهاش عشان كده حاسه أنها ساقعه!!..

أومأت برأسها إيجاباً ثم احتضنت كفه بكفها :-
-دلوقتي هتدفئ!!..

لم يصدر أي رد فعل علي حركتها ولكن تحدث بتسأل :-
-رجعتي ليه يارقية ؟! وجايلي النهاردة ليه ؟!..

تلاشت الإبتسامة من وجهها ونظرت أرضاً تحاول ترتيب حديثها فخرجت الكلمة من فمها بخفوت :-
-وحشتني!!!..

أبتسم بتهكم ،لتتابع هي بنبرة أشبه للندم :-
-أنا عارفة أنى خذلتك كتير لكن أنا بتمني - - - - - -

قاطعها بصرامة :-
-مش عايز تبرير منك ومش عايز اسمع حجج فارغة كل اللي عايزة أنك تمشى وتنسيني خالص!!..

اغمضت عينها بقوة وبنبرة مختنقة أردفت :-
-آآآآ طب أديني فرصة تانية حتي!!.

شبك أصابعه معاً محدقاً في الفراغ قائلاً:-
-للأسف حتى الفرصة التانية انتي متستحقهاش!!..

ثم نظرة لها نظرة إهانة :-
-لإنك ماكنتيش تستحقي الفرصة الأولى أصلاً!!..

وكأنه يغرز السكين في قلبها دون شفقة منه. جاهدت لكي لاتنهار فجلست علي ركبتيها :-
-متبقاش قاسي عليا أنا مش هعرف اعيش من غيرك!!.

جاسم بملامح جامدة ونبرة قاسية :-
-لكن انا هقدر أعيش من غيرك!!..

ثم تابع حديثه القاسي :-
-وياريت ماتجيش زيارة ليا تاني، مش عايز ألمح طيفك في حياتي!!..

أمسكت كفه بقوة أكبر ودقات قلبها تتزايد وهي تنظر في عيناه مباشرة ولكنه أدار وجهه للناحية الأخري قائلة بنبرة شبة باكية :-
جاسم انا آآأ رقية، هاا أنا رقية حبيتك أنا عارفة أنك لسه بتحبني مش كده ،انتي بتقسي عليا عشان تعالجني صح!!لكن انت لسه بتحبني؟ !!.

أنت بتقولي أمشي وعينك بتقولي خليكي! !..

..…...........

وبينما هي تتابع أعمالها في مقر الشركة، استمعت إلى رنين هاتفها تركت مافي يدها وقامت بالرد لتتسع عيناها بغضب قائلة وهي تجز على أسنانها :-
-يعني هي عنده دلوقتى!! بقالها ساعة!! اممم تمام اقفل أنت!!..

أنهت المكالمة وألقت الهاتف بغضب علي المكتب!!! حاولت السيطرة على أعصابها بشتى الطرق ولكنها فشلت فإلتقطت هاتفها وتمتمت بنبرة عدائية :-
-معلش بقا يامعتز الظروف هي اللي حكمت!!..

ثم قامت بالاتصال علي أحدهم!!..

...................

اما عند "شهد" صعدت لسطح المنزل لكي تقوم بجمع الغسيل كما أمرتها زوجة عمها !! وبينما هي تحمل الطبق البلاستيكي الكبير وتهبط الدرج شعرت بشئ سائل من أسفل قدمها أدى إلي انزلاق قدمها لتسقط من بعدها!!..

... يتبع.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#52

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السادس والثلاثون الجزء الثاني

-في الوحدة الصحية...

خرج الطبيب من غرفة الكشف لتسرع له والدة شهد متسائلة :-
-طمني يادكتور بنتي حصلها ايه !!..

أجابها بنبرة عملية هادئة :-
-اطمني ياحجه بنتك بخير قدرنا نوقف النزيف والحمد الله الجنين اتكتبله عمر جديد!!..

نزلت الجملة كالصاعقة على والدة عصام التي تقف خلفها تراقب المشهد بصمت فقد فشلت خطتها في إجهاض الجنين الدليل الوحيد ذنب إبنها!!....

حاولت رسمة إبتسامة مزيفة على ثغرها حتى لاتثير الشك فربتت على كتف والدة شهد :-
-الحمد الله يا أم شهد انها بخير آآآآ الحمدلله، ألف بركة ياختي !!..

والدة شهد وهي توجه حديثها للدكتور :-
-طب هي بقت كويسة ينفع تروح معانا!!.

الدكتور :-
-لا هي هتفضل معانا شوية على الأقل تكون تحت رعايتنا ال24 ساعة الجايين!!..

أومأت برأسها فتابع بنبرة متهكمة بعض الشئ :-
-بس أنا كل اللي عاوز أعرفه ازاي طفله زي دي متجوزة لا وكمان حامل دي كانت ممكن تروح مني ومعجزة أن الجنين فضل في بطنها ده بس عشان ليهم عمر جديد!!..

نكست والدة شهد رأسها بخزي :-
-نصيب يادكتور، نصيب!!..

القي عليهما نظرة جارحة ورحل فأغمضت عيناها حزناً علي ماوصلت إليه إبنتها!!

ثم انتقلت ببصرها إلى والدة عصام وتسألت :-
- قوليلي يا أم عصام هو اللي حصل عشان تقع؟!..

إرتبكت وهي تجيبها بتلقائية :-
-والله علمي علمك ياختي ده أنا كنت آآآآ عند الفرن حتى لما سمعت صوت صرخها!!..

ثم تابعت بكذب :-
-بس تلاقيها كانت بتشم هوا ولا حاجة فوق السطح ما هي دايماً بتحب تقعد لوحدها فوق تلاقيهها وهي نازله رجلها اخدتها المسكينة !!

لم تقتنع والدة شهد بهذا الحديث ونظرة لها نظرة الشك اما الثانية تحدثت :-
-مش مهم الكلام ده دلوقتى يا أم شهد، المهم أنها بخير!!..

ثم تابعت ببنرة خبيثة وهي تتصنع الطيبة :_
-بس متزعليش مني يا أختي، مش كان أحسن ليكم أن اللي في بطنها ده يسقط وتبقي جات من ربنا بدل الفضيحة!!..

والدة شهد بنبرة حادة للغاية وهي تنظر له نظرة ذات معني :-
-ربنا رايد أن اللي في بطنها يفضل عشان نعرف مين أبوه!!..

ثم خبطت على ذراع الأخرى بقوة وهي تقول :-
-ربنا رايد يسترنا ياختي مش يفضحنا!!..

فين شهد!!..

لفظ بها والد شهد الذي دلف اللتو معه أخيه وابن أخيه!!..

إلتفتت له وتقدمت منه :-
-جوة ياخويا ماتقلقش هي بخير!!..

ثم نظرت نحو عصام وادرفت بجمود :-
-واللي في بطنها كمان بخير!!!..

أرتبكت ملامحه وابتلع ريقه ثم نظر نحوه والدته مستفسراً!!..

أمسكت والدة شهد يد زوجها ودلفت معه حيث غرفة إبنتهما!!..

تقدم عصام من والدته، والذي هتفت بنزق هامسة:-
-إبنك لسه ليه عمر في بطنها!!..

عقد مابين حاجبيه قائل :-
-هو انتي يامه اللي عملتي كده!!..

هي بملامح غاضبة :-
-اومال مين يعني ولا عاوزني كنت أقف اتفرج!!.

ثم وغزته في صدره :-
-منك الله على اللي أنت عملته فينا ماكنتش قادر تمسك نفسك ما أنت كان كلها يومين وتتجوز شوف اخرة الدناءة بتاعتك!!..

عصام بضيق :-
-ما خلاص يامه مش كل شويه هتسميميني بالكلام هتخليني اندم إني حكيتلك!!..

رمقته بغضب ثم تمتمت بين نفسها بقلق :-
-ربنا يستر والبت ماتقولش حاجة!!!

.........…...............

نظر نحوها رافعاً حاجبه :-
-لو على عنيا طول عمرها بتقولك خليكي، لكن هل انتِ كنتِ بتفضلي؟ !..

صمتت ونكست رأسها لأسفل!!..

فرمقها بتهكم ساخر :-
-كنتِ بتمشي وتهربي، دلوقتي عايزة تفضلي معايا لإنك أكتشفتِ اد أيه حياتك صعبة من غيري!!..

رفعت وجهها قائلة بندم :-
-كنت غبية لما كنت بمشي، كنت مجنونة ودلوقتي عقلت، وحياتي مش صعبة من غيرك..

صمتت لوهلة ثم تابعت وهي تهز رأسها بالسلب :-
-أنا معنديش حياة من غيرك أصلاً!!..

رفع كفيه معاً وصفق لها :-
-برااافو حقيقي برافو!!!..

ثم تابع :-
-شاطرة بتحاولي تغيري من نفسك ومن ادائك كمان؟!..

ثم عقد مابين حاجبيه :-
-الأ صحيح أنتِ مابتعيطيش ليه؟! تؤتؤ عيطي شوية مش يمكن تصعبي عليا ومش هي دي وسيلة دفاعك عن نفسك؟!..

وضعت عيناها في عيناه قائلة بضعف :-
-أنت بقيت قاسي كده ليه؟!..

جاسم بنبرة قد تبدو باردة :-
-لا أنا مش قاسي بالعكس انا بحاول اكون هادي وحنين عليكي!!..

ثم أمسكها من ذراعها وضغط عليه بقوة ألمتها قائل بقسوة :-
-لأنك مش أد قسوتي يارقية !!..

وبعدين المفروض تشكريني بديكي أسباب تكرهيني عشانها وتساعدك في البعد عني!!

نظرت له ليرى بريق إصرار يلمع في مقلتيها :-
-بس انا مش هبعد عنك!!.

جاسم بجمود :-
-لا هتبعدي يارقية، عارفة ليه عشان انا عايزك تبعدي!!..

هدرت به بقوه :-
-أنت كداااب!!..

هز رأسه نافياً وتابع بثبات يحسد عليه :-
-لا مش كداب، أنا فعلاً مش عاوزك !!.

ثم تابع بتعجب :-
-وبعدين انتِ بتكدبيني على أساس أيه
هو انتِ متخيله مثلاظ°ً اني اول ماهشوفك هخدك في حضني واقولك اوعي تبعدي عني تانى ياحبيبتي!!..

ضحك بقوة ثم أقترب هامساً بجوار أذنيها :-
-أنتِ بغبائك ضيعتي كل حاجة حلوة كانت مابينا!!..

أدارت وجهها لتقابل وجهه شعرت بأنفاسه تلفح وجهها فأبتسمت له بطريقة كادت تجننه ثم ملست على ذقنه النامية :-
-مابينا كل حاجة حلوة هتكون!!..

خشي من قربها هكذا خشي أن يضعف أمامها أمام سحر عينها فأشاح بصره عنها!!..

شعرت بنشوة الإنتصار فأبتسمت :-
-شوفت بقا إنك كداب لدرجة أنك مش قادر تحط عينك في عنيا لمدة ثواني!!..
جاسم وهو يعقد مابين حاجبيه بتعجب :-
-أنا عايزة أعرف انتِ جايبه الثقة والتحدي دوول منين؟!..

رقية والابتسامة لم تفارقها:-
-مش أنت اللي قولتلي دافعي عن وجودك في حياتي!!..

وفي هذا الحين دلف العسكري للمكتب و صاح :-
-الزيارة أنتهت!!..

نظرت إليه ثم عادت النظر إلى جاسم وهمست له بتحدي :-
-وأنا قررت أدافع حتى لو هدافع ضدك!!..

ثم نهضت حملت حقيبتها ورحلت، راقب رحيلها بملامح جامدة صلبه لم تتغير ولكن لم تصمد هذه الملامح أمام طيف إبتسامة تكون على ثغره!!...

باك....

أنتشلها من ذكرياتها القريبة سائق التاكسي :-
-احنا وصلنا ياأنسه!!..

زفرت بضيق ثم فتحت سحاب حقيبتها وأخرجت بعض المال ثم أعطتهم للسائق وترجلت من السيارة، وقفت لوهلة أمام الشركة لاتدري هل هذا جنون؟! فقد أتت إلى هنا لكي تبحث عن دبلتها التي ألقتها منذ يومين أستعادت شجاعه ودلفت متجها نحو عمال النظافة!!..

..............

نظر بعضهما لبعض بإستغراب :-.
-دبلة!!..

رقية بتعجب :-
-اه دبلة ايه مالكم ماتعرفوش يعني ايه دبلة؟!..

أحد العمال :-
-لا أكيد نعرف يعني ايه دبله يامدام رقية ، بس أيه يعني اللي هيجبها هنا؟!..

رقية بضيق وهي تتذكر إلقائها لها :-
-وقعت منى لما كنت هنا من يومين فقولت اسئلكم يمكن شوفتوها وانتم بتشتغلوا!!..

هز عامل النظافة رأسه قائل بجدية :-
-لا ماشوفناش حاجة زي دي ولو حصل ولقينا حاجة بنسلمها للأمن وهم يتصرفوا!!..

أومأت برأسها بضيق ثم سارت للخارج تجر أذيال خيبتها!!..

وبينما هي تسير في الممر سمعت صوت من خلفها يناديها إلتفت إلي مصدر الصوت لتجده زوج خالتها "رضا"..

وقف أمامها قائل بإبتسامة :-
-ايه يارقية يابنتي عاملة ايه!!..

رقية :-
-الحمد لله ياعم رضا انت أخبارك ايه؟!..
رضا :-
-بخير الحمد الله!!..

ثم أكتسي وجهه حزناً:-
-وهنبقا بخير أكتر لما نتطمن على جاسم بيه!!..

رقية بتنهيدة :-
-ادعيله ياعم رضا ادعيله!..

رضا :-
-والله يابنتي على طول بدعيله أن ربنا يفك سجنه!!.

رقية :-
-تعيش ياعم رضا!!..

رضا بتسأل:-
- بس انتِ بتعملي أيه هنا؟!..

رقية وهي تذم شفتها بضيق :-
-كنت جاية اجيب حاجة بس خلاص يعوض ربنا عليا بقا!!..

هز رأسه وأردف بجدية :-
-بس والله بنت حلال إنك جيتي، عشان تاخدي أمانتك!!..

رقية متعجبة :-
-أمانتي؟!..

أومأ برأسه مؤكداً علي حديثه ثم وضع يده في جيب بنطاله ليخرج منه دبلة ذهبية ثم وضعه في كف رقية قائل بإبتسامة :-
-ايه ماكنتيش حاسه إن فيه حاجة ضاعت منك؟!..

لم تصدق نفسها فأبتسمت بفرحة وهي تري دبلتها تلمع في باطن كفها!!..

رضا :-
-أنا لقيتها بعد مامشيتِ من كام يومين ولما شوفت أسمك واسم جاسم بيه جواها شلتهالك معايا!!!..

رقية بسعادة :-
-أنا آآآآ مش عارفة أشكرك ازاى ياعم رضا، انت رديت فيا الروح!!..

رضا :-
-مفيش حاجة يابنتي تشكريني على أيه دي حاجتك بس بعد كده ابقي خلي بالك من حاجتك !!..

أومأت برأسها إيجاباً عدة مرات!!..

رضا :-
-أنا هستاذن بقا عشان عندي شغل!!..

رقية :-
-.ماشي ياعم رضا والف شكر للمرة التانية...

ثم سارت بفرح بعدما وضعتها في إصبعها وقد أخذت عهداً على نفسها بعدم خلعها مرة أخري!!!

.....…...............
-في شقة معتز!!..

خلع قميصه والقاه دون إكترث وتمدد علي الفراش ناظر للسقف فدلفت بسمة بملامح حزينة ثم جلست بجواره علي الفرأش تعجب من حالتها فأعتدل في نومته وداعب أرنبة أنفها قائل بمداعبة :-
-مين اللي مزعل قمري!!..

مددت يدها بإختبار الحمل البلاستيكي فنظر لتلك النتيجة السالبة فزفر بضيق:-
-لسه برضه مفيش حمل!!..

أومأت برأسها إيجاباً ثم أجهشت في البكاء!!..

معتز بتسأل:-
-أنتِ روحتي كشفتي؟!..

أومأت برأسها وتحدثت من بين دموعها :-
-روحت والدكتورة قالتلي إني كويسه!!..

معتز :-
-طب اومال مابيحصلش حمل ليه لما انتِ كويسه؟! ..

نظرت له بحذر قبل أن تتحدث :-
-ماهي الدكتورة قالتلي إني آآآآآ لازم أنت كمان تكشف!!..

وقبل أن يتحدث أمسكت كفه قائلة بإستعطاف :-
-عشان خاطري يامعتز وافق عشان لو في حاجة نتعالج بدري!!..

معتز بغضب :-
-انسى يابسمة موضوع أني اروح اكشف ده نهائياً انا زي الفل سامعه!!!..

بسمة :-
-ماتاخدش الموضوع بحساسية وتعاند يامعتز انا عايزة اخلف حرام عليك!!..

معتز ببرود :-
-وانا كمان عاوز أخلف ومعنديش أي مشاكل تخليني ماخلفش، مفهوم!!..

نظرت له نظرات لؤم وعتاب فمسحت دموعها وجاءت تنهض امسك يدها والقاها بجواره علي الفرأش وبدأ يُقبلها بنهم!!..

...……….................
-بعد مرور يومان!!..

-في السجن!!..

كان معتز في زيارة جاسم لمحاولة أقناعه بقبول المحامي!!..

جاسم بنبرة جادة جامدة :-
-مش عايز رغي كتير يامعتز انا عارف مصلحتي انا مش عيل صغير!!..

معتز بإنفعال:-
-ماهو انت فعلا مش عارف مصلحتك ومش عارف إن الجلسة الجاية ممكن حبل المشنقة يتلف حولين رقبتك!!..

تنهد بصوت مسموع وأردف بضبق:-
-بقيت اكره زيارتك لأنها بقت مملة!!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#53

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

معتز بضجر :-
-ياسلام زيارتي مملة عشان خايف عليك المفروض اجي احكيلك حواديت وروايات ايه جاسم أنت مستغني عن نفسك ببلاش كده!!..

حك جاسم طرف ذقنه قائل :-
-أخبار الشغل ايه؟!..

كاد أن يجن جنونه من برود رفيقه المتناهي :-
-أنت شكل السجن لحسلك عقلك!!.

الشغل كويس بس عاوز صاحبه يطلع من السجن عشان يديره!!..

ربت علي كتف رفيقه :-
-أنت أدها يامعتز!!..

فنظر له نظرة ذات مغزى وتابع :-
- بس مقولتليش يعني أن رقية جات الشركة قبل الجلسة بتاعتي !!..

معتز بذهول :-
-وأنت عرفت منين؟!..

جاسم مضيقاً عينه :-
-يعني هي فعلاً جات!!..

زفر معتز بضيق :-
-ايوة جات ومش بس كده دي ضربت تمارا كمان!!..

إذا لم يلتقي بها منذ يومين لظن أن رفيقه يمزح معه فرقية عادت بقوة من أجل الدفاع عنه رغم ذالك لم يمنع نفسه من الذهول..

جاسم بتسائل :-
-وتمارا سكتت على كده!!..

إرتبك معتز لوهلة ثم تصنع الجدية :-
-اهي بعبعت بكلمتين فاضيين هتعمل ايه يعني!!..

أومأ جاسم برأسه ولكن بدون اقتناع فتمارا ليست المرأة التي تصمت أو تستسلم أو تمر ذالك الأمر مرور الكرام !!..

نظر لمعتز نظرات غريبة جامدة محذرة أشبه بنظرة الصقر الحاد!!

فأراد أن يرسله لها رسالة تحذير من مجرد الاقتراب منها!!.

وكأنه يكشر على أنيابه فنبرة حادة تحمل تهديد ووعيد:-
- لو سمعت أو عرفت أن رقية ضفرها أتكسر أو اتجرج أنت المسئول قدامي يامعتز!!..

معتز بإرتباك فشل في إخفائه :-
-ايه اللي أنت بتقوله ده ياجاسم، وهي هيحصلها أيه آآآآ يعني؟!..

نظر له نظرة ذات معنى وأردف بجمود :-
-اديني بعرفك وياريت تعرف تمارا عشان اللي هيغلط أو الشيطان هيلعب في دماغه يعرف أن جاسم مش هيرحمه!!..

.... مفهوم!!.

.....................

جلس في غرفة من غرف الدار يدخن بشراهه حتى إمتلأت الغرفة بالدخان!!.

دلف والده فإطفي السيجارة سريعاً..فجلس والده علي الأريكة المقابلة له :-
-عامل إيه ياعصام!!.

عصام وهو يتحاشى النظر إليه :-
-بخير يا أبوي بخير!!.

نظر له نظرة ذات معني وأردف :-
-ايه مش زعلان علي إبنك اللي كان هيروح النهاردة!!.

نهض كالذي لدغته حيه :-
-يابوي مش أنا أبو اللي في بطنها صدقني!!..

والده ببرود :-
-اهي كلها كام شهر ونعرف مين الصادق ومين الكادب!!.

تنهد بصوت مسموع :-
-لإخر مرة هسألك ياعصام انت ابو الطفل ده ريحني يابني ولو انت استر علي بنت عمك من دلوقتي بدل مانستني تولد ومنعرفش نلم كلام الناس ؟!..

نظرت عصام لوالده بإرتباك ولكنه صاح :-.
مش انا، مش انا، هفضل اقولها لحد يوم القيامة ولا أيه ياحاج!!..

والده وهو ينهض :-
-اديني حاولت معاك يابني عشان لو طلعت انت ساعتها مش هحوش عمك إنه يقتلك ويبقي معاه الحق!!..

أمسك عصام بيده :-
-ياحج صدقني انا أبنك!!..

هز والده رأسه بحيرة :-
-أبني لكن مش صريح معايا، ولو فعلاً أنت برئ زي مابتقول يبقي تثبت حسن نيتك!!..

عصام وهو عاقد حاجبيه :-
-اثبت حسن نيتي يعني أعمل أيه؟!..

جلس والده مرة أخرى علي الأريكة وتحدث بصرامة :-
-يعني من بكره تكتب علي بنت عمك لحد ماتولد وتسترها قدام الناس!!..

وضيق عينه قائل :-
-وده مفروض واجب عليك إنك تستر بنت عمك حتي لو طلعت مش متهم!!!.

..................

-في أحدي النوادي الشهيرة!!..

كان بيبرس جالس مع حنين بعد إلحاحه الشديد عليها بالخروج لتحسين حالتها النفسية!!..

وبينما هما يتناولان الطعام لاحظ بيبرس انها لم تأكل معه فترك شوكته قائل بتنهيدة :-
-جرا أيه ياحنين هو أنا جايبك عشان أكل لوحدي!!..

التفت له حنين بملامحها الشاحبة :-
- معلش يابيبرس مليش نفس !!..

بيبرس بعتاب مزيف :-
-اوعي اكون أنا اللي ساداد نفسك!!..

هزت رأسها بالنفي وتنهدت بحزن :-
-أنت عارف إيه اللي ساداد نفسي كويس!!..

مد يده وأمسك كفها فأحمر وجهها وحاولت تحرير يدها ولكنها فشلت فقد احكم قبضته عليها قائلاً بحنو :-
-مش عاوز اشوفك متوترة وخايفه كده طول ما انا معاكي،ممكن!!..

ثم تابع بجدية :-
-أنا مقدر خوفك على جاسم كويس لكن بلاش تقلقي نفسك كده عشان خاطري!!..

حنين بنبرة حزن :-
-مش قادرة يابيبرس اتخيل جاسم وهو في السجن خايفه عليه ده حتي مش راضي اننا نشوفه!!..

بيبرس بعقلانية :-
-جاسم مش عايزاكم بس تشوفوه وهو في السجن مش عايز يظهر قدامكم بالصورة دي !!..

حنين بتسأل:-
-هو أنت بتشوفه؟!..

بيبرس بإبتسامة :-
-بشوفه وزي الفل بلاش قلق بقا!!..

ثم تابع بضيق مزيف :_
-وبعدين هو أنا صدقت خرجتك عشان نتكلم على جاسم ولا أيه ؟! يعني هو كاتم علي نفسى حتي وهو مسجون!!..

ضحكت بخفه علي حديثه فتابع بحب :-
-أيوة كده اضحكي خلي الشمس تشرق!!...

توردت وجنتيها خجلاً أكثر ، فأشار بعينه نحو الطعام :-
-يله بقا كُلي ولحد ماتخلصي أكل اكون طلبتلك عصير فراولة!!..

حنين بتوجس :-
-ما بلاش فراولة خلينا حبايب أحسن! !..
ضحك هو بقوة وأردف :-
-معلش نسيت أن ليكي سبقه معاها، خلاص خليها مانجا!!..

ثم أقترب منها هامساً:-
-مع إن أنا نفسى اشكر الفراولة اللي عرفتني عليكي!!..

أصبح وجهها يتوهج إحمرار فشغلت نفسها بالطعام وانقضت ساعات بين مزاحه واستطاع أن يخرجها من تلك الحالة!!!..

وأثناء جلستهما رن هاتفه فضغط علي زر الإيجاب ووضعه علي أذنه :-
-ايوة يامتر ،إيه الأخبار طمني!!..

ثم صمت لوهله ليجيبه الطرف الآخر فأتسعت عيناه بذهول وهو يردد :-
-بجد يعني هو اعترف بكده،ده احلي خبر سمعته النهاردة طبعا لازم هبلغهم وهجيلك المكتب عشان نكمل كلامنا.. سلام !!!..

أغلق الهاتف ونظر لحنين وهتف بسعادة :-
- مبروك ياحنين وصلوا لدليل براءة جاسم ياوش السعد!!...

يتبع....

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#54

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس من الفصل القادم!!..

وكأنه يكشر على أنيابه فنبرة حادة تحمل تهديد ووعيد:-
- لو سمعت أو عرفت أن رقية ضفرها أتكسر أو اتجرج أنت المسئول قدامي يامعتز!!..

معتز بإرتباك فشل في إخفائه :-
-ايه اللي أنت بتقوله ده ياجاسم، وهي هيحصلها أيه آآآآ يعني؟!..

نظر له نظرة ذات معنى وأردف بجمود :-
-اديني بعرفك وياريت تعرف تمارا عشان اللي هيغلط أو الشيطان هيلعب في دماغه يعرف أن جاسم مش هيرحمه!!..

يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#55

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السابع والثلاثون..

-في منزل يمني...

جلست بجوارها على الأريكة وهي تمد يده بكأس الليمون قائلة بهدوء :-
-عملتلك ليمون إنما أيه هيروقلك دمك!!..

تناولت منها الكأس وأردفت بضيق :-
-مين سمعك ده أنا عايزة عصارة ليمون تروقي دمي!!..

ضحكت يمني بخفة :-
-ايه الست الوالدة بدأت المرشح ولا أيه!!..

أومأت برأسها ثم ارتشفت من كأس الليمون قائلة بضجر :-
-من أول يوم رجلي خطت فيها عتبة البيت وهي مستلماني في الرايحة والجاية من كل اللى يحبه قلبك !!..

ثم قامت بتقليد ولدتها وهي تلوح بيدها :-
-يله ياخيبه بقاا سايبه الراجل اللي هيعالجك وشغله نفسك برد السجون ده
!!..

لحد ما دماغي كانت هتفرقع قولت أما اجيلك أهو اريح دماغي شوية!!..

ربتت يمني علي فخذيها :-
-تنوري ياحببتي بيتك ومطرحك!!..

ثم تابعت بنبرة إعجاب :-
-بس انتِ طلعتِ جدعة أنك جيتِ ومسبتيش جوزك في الظروف دي!!..

اكتسي وجه رقية حزناً وهى تردف :-
-قصدك طليقي!!..

يمني وهي تلكزها في كتفها :-
-هيردك ،قلبي بيقولي أنه هيردك والله أول ماهيخرج بس أنتِ ادعي ربك!!..

رقية بتنهيدة :-
-تفتكري اللي أنا عملته صح؟!..

يمني بجدية :-
-ده الصح صح كمان، متزعليش مني لو ماكنتيش عملتي كده كنت قولت عليكي مش أصيلة ومابيطمرش فيكِ العيش والملح!!..

رقية بنبرة ساخطة :-
-ماهو أنا جيت عشان يصدرلي الوش الخشب ويقولي أمشي مش عاوزك!!..

يمني بنبرة هادئة :-
-معلش ماهو مش هيهدأ في يوم وليلة، وهو الصراحة استحمل كتير ومن حقه عليكي إن أنتِ كمان تستحمليه!!..

أردفت بنبرة حزينة:-
-عارفة يايمني انا كنت ماسكه دموعي قدامه بالعافية، قلبي كان بيتقطع وهو بيقولي امشي مش عاوزك، ماتخليتش أن هيجي اليوم اللي جاسم يرفضني فيه زي مالناس كلها بترفضني!!..

يمني وهي تربت علي كفها :-
-كل حاجة هتتصلح والله بس اوعي تيأسي!!..

ثم تابعت بنبرة ذات مغزي :-
-والست الشاطره هي اللي تعرف ازاي ترجع جوزها ليها، وانك واثقة انك شاطرة وهترجعي جوزك لحضنك تاني !!!..

رقية وهي تهز رأسها ومتنهدة بحزن عميق :-
-بس هو يخرج وماشوفش فيه حاجة وحشه وأنا اعمل عشانه المستحيل!!..

وأثناء حديثهما رن هاتفها فوضعت كأس الليمون علي الطاولة أمامها، ثم فتحت سحاب حقيبتها وأخرجت هاتفها لتجد المتصل "بيبرس" عقدت مابين حاجبيها بتعحب ثم ضغطت علي زر الايجاب ووضعت الهاتف علي أذنها :-
-الو يابيبرس، الحمد لله بخير، خير!!..

صمتت لثواني ثم بدأت الابتسامة تغزو وجهها ونهضت مرة أخري هاتفه بفرح :-
_بجد يابيبرس ،ب آآآآ بتتكلم بجد جاسم احتمال يخرج يعني!! الحمد لله الف حمد وشكر ليك يارب!!..

ثم أغلقت الهاتف وصاحت بفرح :-
-جاسم هيخرج يايمني جاسم هيخرج!!..

وقفت يمني واحتضنتها قائلة بسعادة :-
-ألف مبروك ياحبيبتي، شوفتِ ربنا كبير ازاي بقا!!.

ترقرفت الدموع في مقلتيها وهي تردد ناظره لأعلى :-
-ألف حمد وشكر ليك يارب، ألف حمد وشكر!!..

…...........

-في مكتب المحاماة..

جلس بيبرس أمام المحامي قائلاً:-
-يعني يامتر شهادة الدكتور دي تثبت براءة جاسم!!..

المحامى بجدية :-
-طبعاً لأنه من آكبر الدكاترة اللي كانت بتشتغل في المستشفي وكمان هو اللي بيسهل عملية البيع وعارف كل كبيرة وصغيرة !!

بيبرس متسائل :-
-طب اشمعنا اتكلم دلوقتي؟!

المحامى بتنهيدة :-
-كان هربان ولسه ممسوك أمبارح والحمدلله أنه مجبش سيرة جاسم في التحقيق ونفي معرفة جاسم بالموضوع أصلاً!!..

المحامي بإهتمام :-
-بس الأهم من ده كله يا اأستاذ بيبيرس لازم جاسم بيه يعملي توكيل رسمي قبل الجلسه الجاية!!..

بيبرس بضيق :-
-ماهو رافض الموضوع ده!!..

المحامي :-
-ماينفعش لازم تقنعوه الجلسة الجاية لو وجهنا الدكتور بباقي المتهمين يبقي خلاص جاسم بيه براءة!!..

أومأ بيبرس ونهض قائل بخشونة:-
-ماتقلقش يامتر في اقرب وقت التوكيل هيكون عندك!!..

المحامي :-
-اتمنى ده!!.

.....................
-في شركة الراوي...

أغلق معتز الهاتف وجلس علي مقعده أمام المكتب :-
-بيبرس بيقول لو قدرنا نقنع جاسم بالمحامي الجلسه الجاية هتبقي آخر جلسة ليه وهياخد براءة!!..

تمارا بضيق :-
-أنا مش عارفة لازمته أيه العند ده!!..

ثم تابعت مستفسرة عن أمر :-
-أنت مقدرتش تقنعه في الزيارة اللي فاتت؟!..

معتز وهو يهز رأسه بالسلب :-
-للأسف دماغه زي ماهي!!..

تمارا بجمود :-
-معتز احنا ماصدقنا إن فيه أدلة ثبتت براءة جاسم يعني لازم نتصرف!!..

صمتت لوهلة ثم أردفت :-
-أنا هاروح الزيارة الجاية!!..

معتز ساخراً وهو يضع قدم فوق الأخري :-
-ياسلام، ده علي اساس أن جاسم بيرضي بزيارتك!!..

جزت علي اسنانها بغضب فهو محق فتلك الابلة دائماً يرفض زيارتها ومع ذالك قبل زيارة الدميمة وفضلها عليها!!..

فكر معتز قليلاً ثم هتف ً :-
-انا بفكر استعين برقية هي اللي ممكن تقدر تقنع جاسم ...

كادت أن تصرخ في وجهه وتعنفه ولكن سيطرت علي إنفعالاتها حيث أمسكت القلم ونظرت للملف أمامها وتصنعت اللامبالاة :-
-لو هتقدر يبقا ياريت!!..

معتز متعجباً بشدة فقد توقع أن تصيح وتثوره عليه :-
-الله، وده من أمتي بقا؟!..

تمارا ببرود دون النظر :-
-ايه مستغرب كده لييه؟!..

معتز :-
-اصلك من يومين كنتِ عاوزة تخلصي عليها إيه اللي حصل؟!..

تمارا بتنهيدة :-
-احنا في وقت يامعتز ماينفعش فيه خلافات شخصية ولو ده هيبقا في مصلحة جاسم يبقا ليه لا ا!!..

شعور بالريبة أجتاجها فهي ليست تمارا التى تتحدث أمامه نظر لها بشك!!..

فأبتسمت بشكل مثير للأستفزاز :-
-ايه مالك يامعتز خليها تروحله وبعدين نبقا نتصرف أحنا معاها!!..

ثم ضيقت عينها وأردفت :-
-وبعدين انا لسه فاكره أنك وعدتني هتحلصني منها.. مش انت لسه عند وعدك؟ !!..

معتز بتحذير :-
-تمارا جاسم الزيارة اللي فاتت كان بيحذرني من أن رقية يحصلها حاجة!!..

رفعت حاجبها :-
-افهم من كده أنك بترجع في وعدك!!..

معتز بضيق :-
-أنا مقولتش كده لكن بحذرك أنتٍ!!

نظرت له نظرات لم يفهمها فنظرت لساعتها ثم أردفت بإنزعاج :-
-الكلام عن رقية خد مننا وقت كتير!!..

ثم وضعت عيناها بالورق الذي أمامها هاتفه :-
-واحنا ورانا شغل أهم من ست رقية!!..

لم يعلم ماسر الشك الذي تسلل إليه الأن فقد تبدو اليوم غريبة عجيبة للغاية!!..

.................

-في البناية..

أغلقت فاطمة الهاتف وهي تمتم بسخط ثم جلس على الفراش بجوار زوجها :-
-ست جيهان كلمتني بتطلب بنتك علي تليفونها ومابتردش عليها!!..

ثم تابعت بسخط :-
-الست مستنياها وأجلت سفرها عشان تسافر معاها لكن بنتك بتجري ورا اللي مايتسمي في السجون !!..

راضي بنفاذ صبر :_
-وبعدين معاكي يافاطمة مابتزهقيش!!..

فاطمة بنبرة منفعلة ساخطة :-
-لا مابزهقش عشان حال بنتك مايل ومش عاجبني تقدر تقولي إيه اللي رجعها تاني ومش كنا خلاص خالتي وخالتك اتفرقوا لخالتك تبدي اللي أسمه جاسم ده علي نفسها وعلي موضوع سفرها!!..

ولا موضوع خروجها ودخولها كل يوم ده واهي لحد دلوقتي مجاتش هي ناسيه انها واحدة مطلقة والخطوة محسوبه عليها!!..

راضي بضيق :-
-بنتك معملتش غير الأصول يافاطمة وده اللي كان لازم تعمله من زمان!!..

فاطمة بتهكم:-
-والله دلعك ده هو اللي هيبوظها وهيخليها تتفرعن عليا اكتر!!

نظر لها نظرة حادة ثم تدثر أسفل الغطاء

لوت فاطمة فمها ونهضت وأغلقت الأنوار :-
-نام يا اخويا نام وسبني أنا شايله الهم!!..

...................

-في منزل يمني..

دلفت "يمني" إلى غرفة صغارها لتجد رقية قد غفت بجوارهما، فقد أصر الصغيران أن تظل رقية معهم ولبت هي طلبهما!!..

اقتربت يمني من رقية لتوقظها بهدوء :-
-رقية رقية!!..

فتحت عيناها واعتدلت في الفراش فأبتسمت يمني :-
-العيال هدوكي وخلوكي تنامي زيهم!!..
وضعت يدها على فمها تتثئاوب ثم أردفت بنعاس:-
-ده أنا ماحسيتش بنفسي!!

ثم تابعت بتسائل :-
-هي الساعة تجيلها كام دلوقتي؟!..

يمني بنبرة عادية :-
-الساعة دلوقتي 9..

شهقت رقية بفزع :-
-ده الوقت أتأخر اووي، كده تسبيني نايمه الوقت ده كله!!..

ثم نهضت لتعدل ملابسها فهتفت يمني بود :-
-طب ماتخليكي بايته هناا هو مش ده بيتك!!..

رقية بنبرة شبه مازحه :-
-طبعاً بيتي لكن انتِ عايزة الحرب تقوم عليا ولا أيه؟!..

ثم حملت حقيبتها قائلة بجدية :-
-أنا همشي بقا سلميلي علي الولاد أول مايصحوا!!..

يمني :-
-طب استنى البس النقاب وانزل اوصلك أو جمال يوصلك!!..

رقية بإبتسامة :-
-ملهوش لزوم أنا هاخد تاكسي من اول الشارع!!..

يمني بقلق :-
-طب ابقي خلي بالك من نفسك وطمنيني أول ماتوصلي، لا إله إلا الله !!..

رقية بإيجاب وهي ترحل :-
-.. محمد رسول الله!!.

.......................

وقفت علي الشارع الرئيسي تنتظر مجئ سيارة وهي تنظر في ساعة هاتفها بقلق وبعد مرور الوقت اقتربت منها سيارة أجرة "تاكسي" وقفت امامها فأستقلتها بعدما أبلغته بالمكان المنشود..

أسندت رأسها علي زجاج السيارة ثم بدأت في مشاهدة صور "جاسمها" من خلال هاتفها لكي تقتل ملل الطريق!!..

لم تفارقها الإبتسامة وهي تنتقل بين صورة وأخري وبعد مرور الوقت لاحظت أن السيارة تسير في طريق معاكس لبيتها!!..

فعقدت حاجبيها وتسألت بقلق :-
-لو سمحت أنت رايح فين ده مش طريق البيت؟!..

لم يجيبها فصرخت به :-
-أنا مش بكلمك، طب أقف هنا!!..

لم تتلقى منه إجابة أيضاً فضربت بيدها بقوة علي زجاج النافذة :-
-بقولك أقف هنااااااا..

تفاجئت بالسيارة تصطف في مكان يبدو وكأنه صحراء خالي من البشر!!..

هبط السائق من السيارة فدب الخوف في اوصالها واحتضنت حقيبتها!!..

فُتح الباب الخلفي لتصدر شهقة عالية تاليها صرخة وهي ترى رجلان ضخمان يقتحمان عليها السيارة!!..

واحد منهما جذبها عنوة ليخرجها من السيارة وسط صراخها وهو يهتف بنبرة ليست طبيعية :-
تعالي ياحلوه!!..

أوقفها أمامه ثم بدأ يسدد لها الصفعات واللكمات في وجهها وهي تصرخ بقوة!!..

سألت الدماء من انفها وفمها فجاء الرجل الثاني وامسك بها من الخلف!!.

ليخرج الأول الة حادة من جيبه ثم غرزها في أحشائها أصدرت أنيناً منخفض فتركها الاخر لتسقط علي الأرضية كالجثة الهامدة !!..

اقترب واحد منهما منها وامسك يدها وأخرج من إصبعها دبلتها الدهبية والثاني اخذ هاتفها وجميع الأموال التى تحملها في حقيبتها ثم ألقاها ثم فروا هاربين تاركين خلفهما جسد ملطخ بالدماء!!..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#56

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن والثلاثون...الجزء الأول

أتسعت عيناه بذهول وهو يسمع حديث أبيه فشحب وجه وهو يحرك عدسة عينه بعيداً عن أبيه :-
-واتجوزها ازاي ياحاج انت ناسي أني علي ذمتي واحدة!!.

والده بنبرة ساخرة :-
-هو أنت مش راجل تتجوز واحدة واتنين وتالته وأربعة لو حكمت يعني!!..

عصام بتوتر :-
-آآآآ أيوة بس حنان ماترضاش إن يبجلها ضره!!..

والده بصرامة :-
-والأصول ماترضاش إننا مانسترش عرضنا!!.

ثم تابع بلهجة متهكمة :-
-وبعدين هي فين حنان دي مش هي اللي سبتك عشان شاكه ومش واثقه فيك وانتو لسه مكملتوش شهرين متجوزين !!..

عصام بإمتعاض :-
-هترجع يابوي هترجع ده شيطان بيدخل بين أي اتنين متجوزين!!..

والده بنبرة مستفزة للغاية :-
-واالله محدش ضامن أنها هترجع ولالا خصوصاً أن أبوها كلمني وكان شايط علي الآخر برضه الراجل مايرضاش إن بنته تغضب من اول شهرين كده الناس تقول أيه؟!..

شحب وجهه أكثر وأكثر فلا يتخيل أن زوجته وحب عمره تتخلى عنه هكذا ابتلع ريقه الجاف ومد يده وتناول كأس المياه واأرتشف القليل منه وهو يتحاشى النظر إلي أبيه الذي أعلن الحرب عليه!!..

دلفت والدة عصام في هذا الحين وهي تحمل صنية معدنية تحتوي علي قدح القهوة ثم وزعت أنظارها بين زوجها وولده هاتفه :-
-خير أجتماع سري ده ولا أيه؟!..

عصام وقد وجد المنقذ :-
-تعالي يا أمي شوفي أبوي عاوز يجوزني شهد عايز يجامل عمي علي حسابي!!..

ذهلت ملامحه بشدة فنظرت لزوجها بغضب وأردفت :-
-صحيح الكلام ده يا أبو عصام؟!..

والده بصرامة :-
-ملكيش دعوة بالكلام ده، ده كلام رجالة مايصحش الحريم تدخل فيه!!.

والدة عصام وهي تلوح بيدها :-
-لا مادام فيها أبني يبقى لازم أدخل أيه أبني ناقص رجل ولا أيد عشان يتجوز واحدة زي دي لا شكل عدل وكمان بطنها شايله !!..

نظر والده له بإستحقار وأردف موجهه حديثه لزوجته :-
-لا إبنك ناقص ربايه، عشان بيتحامي فيكِ !!..

شعر عصام بالحرج الشديد فأندفع قائل :-
-ماهي امي عندها حق ياحاج يعني اتجوزها ازاي دي ازاى بس هنام جمبها في فرشه واحده وأنا مطايقش ابص في خلقتها!!

والد عصام بجدية :-
-مقولتلكش أتجوزها عشان تملي عينك من جمالها هتتجوز لغرض إنك تستر عليها وبس !!.

ثم نظر لها نظرة ذات معني :-
-وبعدين لو نفسك راحت للستات هيبقا عندك مراتك التانية أبقا رجعها وقتها!!..

وجد نفسه في مأزق صعب الفرار منه لم يستطيع تخيل أن تلك الدميمة ستكون زوجته!!..

نهض والده وعدل من جلبابه وأردف بنبرة غير قابلة للنقاش :-
-أول ماشهد تشد حيلها هتكتب عليها!!.

ثم تركهما ورحل ليسير عصام نحو والدته قائل بهلع :-
-هنعمل أيه ياما؟!..

أتجوزها ياعصام !!..

ثم نظرت أمامها وعيناها تلمع ببريق شر :-
-ساعتها تبقا تحت أيدك تعمل فيها اللي أنت عاوزه!!..

........................

-مع أذان الفجر!!..

وقفت سيارة نقل فى تلك المنطقة المهجورة فهبط سائق السيارة منها ليقضي حاجاته في تلك المنطقة المجردة من الناس فوقف خلف شجرة وبينما هو يحل حزامه عن خصره لفت إنتباهه طيف إمرأة ملقاة علي الأرض غارقة في دمائها!!..

عقد مابين حاجبيه وسار بحذر نحوها حتي وقف أمامها فأتسعت عيناه بذهول ثم صرخ منادياً علي مساعده :-
-محمود يامحمود!!..

هبط مساعده من السيارة سريعاً وهو وركض وهو يسمع صياح رب عمله، حتي وصل إليه :-
-في أيه يا آآآآ !!..

قطع جملته فجأة وهو يري الجسد الملقي علي الأرضية وكأنه خالي من الروح!!..

محمود وهو متسع العينين :-
- دي واحدة آآآآ ست شكلها مقتولة!!..

أومأ الأسطي رمضان برأسه عدة مرات ثم هتف بهلع وهو يتراجع للخلف :-
-يله بينا قبل مانروح في حديد!!..

محمود وهو يقترب منها :-
-طب مانشوفها ليكون فيها الروح نساعدها..

الأسطي بغضب وهو يسحبه :-
-يله بينا يا أبن الناس أنت عاوز تودينا في داهية احنا مالنا احنا فيها الروح ولا لا؟!

لم يستمع له محمود وازاح يده وجثي علي ركبتيه بجوارها واضعاً يده أسفل عنقها حتي يرى نبضها فهتف مرة واحدة :-
-دي لسه فيها الروح ياسطي!!..

الأسطي رمضان صارخاً :-
-قوم يامحمود ماتوديش نفسك في داهية !!.

محمود بإنزعاج :-
-يا اسطي بقولك فيها الروح بلاش نشيل ذنبها!!..

ومش يمكن يكون ربنا بعتنا ليها مخصوص!!..

الأسطي رمضان بصراخ وهو يجذبه من ذراعه :-
-يامحمود متودناش في داهية قووم سبها لقدرها !!..

أزاح يده هذه المره بعنف وقام بحمل رقية علي يده ثم أعتدل واقفاً والأخير يصرخ :-
-هتعمل أيه يامجنون!!..

محمود وعيناه مثبته علي وجهها المشوه الممتلئ بالدماء :-
-هوديها مستشفى!!..

الأسطي رمضان محذراً بغضب :-
-مش هتركب العربية وانت معاك المصيبة دي!!..

محمود بنبرة مرتفعة وهو حاملها علي يده :-
-يا أخي حرام دي بتموت خلينا نلحقها!!..

الأسطي رمضان بهدوء متناقض مع الموقف :-
-محمود مستشفى يعني سين وجيم واحنا غلابة يابني هنروح في الرجلين!!..

نظره له محمود نظرة ثابته وأردف بصرامة وتصميم:-
-وادينا لأقرب مستشفي وسبنا وأمشي ملكش دعوة بحاجة أنت!!..

.....…........................

اوصلهما علي مضض بجوار أقرب مستشفى حكومية فهبط محمود من الخلف وهو يحملها فصاح به الأسطي رمضان :-
-افتكر أني حذرتك!!..

لم يلتفت له محمود بل أسرع في خطواته حتي دلف المستشفى وهو يصرخ :-
-حد يساعدني بتموت فين الدكاترة!!..

ركض طاقم من التمريض وهم يدفعون الترولي فوضع محمود رقية عليه ودفعها معهم، أقترب منهم أحد الأطباء وامسك بيد رقية يتحسس نبضها ثم صرخ فيهم :-
-جهزوا العمليات بسرعة!!..

........................

-ومع إشراقة يوم الشمس، كانت "تمارا" في صالة الألعاب الخاصة بها فلم تذوق طعم النوم منذ أمس تنتظر خبر ما!!..

وبينما هي تمارس رياضتها دلفت إحدي الخادمات وكانت تحمل ظرفاً فوقفت بجوار ربة عملها قائلة بهدوء :-
-في واحد سابلك الظرف ده ومشى ياهانم!!..

تمارا بعنجهية دون الالتفات :-
-سبيىه عندك!!..

أومأت الخادمة برأسها إيجاباً ثم وضعته علي الطاولة الصغيرة وخرجت!!..

نهضت تمارا من الأرضية وهي تتصبب عرقاً ثم إلتقطت إحدي المناشف القطنية ومسحت بها وجهها!!..

ثم إلتقطت الظرف وفتحته لتجد هاتف رقية وبعض الأموال ثم دبلة ذهبية كانت تضئ في يدها وبحوذتهم ورقية صغيرة مدون عليها "كله تمام يامدام تمارا" !!..

أمسكت الدبلة ورفعتها قليلاً لكي تتمكن من رؤية الأسماء بداخلها فأردفت بسخرية وهي تقرأ :-
-جاسم & رقية!!!

ثم أبتسمت بإنتصار وهي تغلق كفها على الدبلة :-
-خروج الدبلة دي من أيدك معناه خروجك من حياتي أنا وجاسم يارقية!!..

....................
لم يرحل محمود فقد انتظر أمام غرفة العمليات يراقب عقرب الساعة ىأهتمام وكأن التي بداخل فرداً من أفراد عائلته!!..

فلم يهتم بالمسئولية التي تقع على عاتقه وفي هذا اللحظة أنفتح باب غرفة العمليات وخرجت منه الممرضة بشكل يثير القلق وبوجه لايبشر بالخير مطلقاً..
... يتبع


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#57

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثامن والثلاثون ..الجزء الثاني

أتجهت الممرضة نحوه وأردفت بنبرة عاجله تثير القلق :-
-يا أستاذ هو أنت تبع الحالة اللي جوه دي؟! ..

تسمر لوهله دون أن يصدر رد فعل ثم أومأ برأسه إيجاباً دون أن يلفظ كلمة ..

الممرضة :-
-عايزين كيس دم بسرعة لفصيلة دم o+!!..

محمود وقد عقد مابين حاجبيه :-
-طب آآآآ هو مش في بنك دم في المستشفي؟!..

الممرضة بلهجة عملية :-
-عشان نطلع كيس من بنك الدم لازم يدخل مكانه كيسن!!..

محمود بإنزعاج :-
-طب والغلبانه اللي جوه دي هتستني دي ممكن تروح فيها !!..
الممرضة بضيق :_
-حضرتك دي قوانين المستشفى وياريت مضيعش وقت !!.

محمود بعصبية :-
-طب وأنا هجيب كياس دم من فين دلوقتي!!.

أجابته سريعاً :-
-من المستشفيات أو شوف حد يتبرع المهم في اسرع وقت كل دقيقة بتمر في خطر عليها!!..

مسح علي شعره بضيق وهو ينظر حوله ثم أردف بضيق :-
خدي الدم مني انا اللي هتبرع!! !..

...................
-في البناية..

وفي شقة إحدي السكان وهو اللواء المتقاعد /إبراهيم حسان!!.

جلست فاطمة تبكي بجوار زوجها الذي سوف يموت قلقاً علي فلذة كبده!!..

أغلق اللواء الهاتف فبادر راضي بالحديث بلهفة :-
-طمني ياسعادة البيه وصلت لحاجة!!.

تنهد اللواء قائل :-
-أنا كلفت ناس هيشوفوا في الأقسام والمستشفيات وإن شاء الله خير!!..

ضربت فاطمة علي صدرها وهي تبكي :-
-هي وصلت لمستشفيات وأقسام يامرك يافاطمة!!..

اللواء بنبرة جادة :-
-اهدي يافاطمة ماتقدريش البلاء قبل وقوعه دي إجراءات روتينية مش أكتر عشان نتطمن!!..

ثم تابع بتسائل :-
-وهو أنت متعرفوش عنوان ولا أي حاجة للست اللي كانت عندها دي؟!..

هزت رأسها بنفي وأردفت :-
-أبداً يابيه هو احنا لو نعرف ده كان بقا حالنا البت ماكنتش بتنطق بحاجة غير أنها واحدة صاحبتها !!..

ثم تابعت ببنرة ساخطة :-
-كان يوم أسود يوم ماعرفتها!!..

اللواء بهدوء وهو يؤمي برأسه :-
-خير إن شاء الله!!..

ثم إنتقل ببصره إلى "راضي" الذي جف حلقه وشحب وجهه بشدة واصبح يتنفس بقوة!!..

فصاح اللواء منادياً علي خادمته :-
-سعاد هاتي كوباية مايه!!..

ثم وجه حديثه إلى راضي :-
-ياراضي بلاش قلق بص لصحتك متخافش أنا كلفتك ناس هيقلبوا الدنيا عليها!!..

جاءت الخادمة وهي تمسك الكوب ثم ناولته لراضي الذي أخذه بيده ترتجف ثم أرتشف الماء دفعه واحدة!!!..

ثم مد يده بالكوب للخادمة قائل بنبرة باهته :-
-آآ تشكري يابنتي!!..

وفي هذا الحين رن الهاتف معلن عن إتصال فأجاب اللواء وقلوبهما تُمني نفسها خيراً..

أستمع اللواء إبراهيم إلى الحديث عبر الهاتف ثم أردف أخيراً بصرامة:-
-طب لو وصلت لحاجة تانية بلغني، .. سلام

ثم أغلق الهاتف ونظر إلى الوجوه القلقة المتلهفة فزفر بصوت مسموع قائلاً بجدية :-
-في واحدة نفس مواصفات رقية دخلت مستشفى حكومية من ساعات!!..
أنهى اللواء جملته فصرخت فاطمة :-
-بنتيييييييييي!!..

أما راضى شعر وكأن الأكسجين نفذ من المكان بأكمله!!..

..................

-في أحدي المستشفيات الحكومية..

جلس محمود بإرهاق علي المقعد المعدني رافعاً اكمام قميصه وواضعاً علي موضع الإبرة قطعة من القطن الأبيض!!..

كانت توجد عينان تراقبه فأقتربت منه وهي تمد يدها بزجاجة عصير مغلفة قائلة بهدوء :-
-اتفضل العصير ده عشان مايحصلكش هبوط ولا حاجة!!..

نظر له متنهداً:-
-لا ربنا يخليكي شكراً!!..

أردفت هي سريعاً:-
-متخافش مش أنا اللي جايبها دى من المستشفى والله!!..

أبتسم هو بتهكم :-
-وهي المستشفى بتشرب الناس عصير يعوض دمها بعد مابتمصوا!!..

شعرت بالحرج وكادت أن تسحب يدها الممتدة ولكن أخذها منها بإبتسامة شكر :-
-عالعموم تشكري!!..

إبتسمت بهدوء ثم أردفت بتسائل :-
-هو أنا ممكن أسألك علي حاجة؟!..

أومأ برأسه فتابعت هي بتوتر :-
-هو مش سؤال ده طلب!!..

عقد مابين حاجبيه بتعجب فتابعت هي بجدية :-
-أنت مش قريب البنت اللي في العمليات دي صح؟! !!..

زاد تعجبه فأستكملت بنبرة شبه محذره :-
-اصلك لو مش قريبها أمشي الشاويش جه تحت وعرف أن في واحدة دخلت المستشفى مضروبه وهيطلع يشوف مين معاها عشان المحضر !!..

ثم تنهدت :-
-وانت شكلك غلبان وممكن تروح في الرجلين!!..

محمود وهو يضع زجاجة العصير جانباً :-
-انا فعلا مش قريبها لكن دي كانت هتموت ولازم أنقذها!!

هي بضيق :-
-محدش بيعرف كده دلوقتي، قووم امشي أحسلك..

محمود بحسن نيه :-
-بس هي مش معاها حد وآآآ..

الممرضة بنبرة جادة مقاطعه إياه :-
-أنت عملت اللي عليك لحد كده البوليس هيجي ويشوفوا أهلها، صدقني الموضوع مش لعبه انا بشوق اللي بيحصل والسين والجيم اللي مابيخلصوش !!..

وبينما هي تتحدث معه لامحت مجموعة من العساكر أتيه نحوهما!!..

فإلتفت إليه تحثها قائلة بنبرة شبه متوسله :-
-قوم أمشي مضيعش نفسك يا أبن الناس !!..

نظر لثواني فوجد العساكر تقترب منهم فنهض وسار نحو الباب الخلفي!!..

تنهدت بإرتياح ثم سارت لتتابع عملها!!..

.........................

بعد مرور الساعات وصل كلاً من فاطمة وراضي إلى المستشفى فوقفا أمام غرفة العمليات بقلوب مهشمة قابل للسقوط في أي حال!!..

وأخيراً خرج الدكتور من غرفة العمليات بوجه مرهق يدل علي المجهود الذي بذله في الداخل أقترب راضى منه قائل بصوت يكاد يسمع من التعب :-
-آآآآ طمني يادكتور !!..

الدكتور بلهجة عملية :-
-احنا عملنا اللي علينا ياحج أدعيلها ال 24 ساعة الجايين يعدوا علي خير!!..

ثم رحل بعدما ربت علي كتفه فلم يستطع راضي الصمود وخارت قواه وسط بكاء فااااطمة!!..
.....

دلفت شهد مع والدتها للمنزل وهى تسند عليها فلاحظت عدد كبير من الرجال فقطيت حاجبيها وتسألت :-
-ايه الناس دي كلها ياماما؟!..

وقبل أن تأتيها الإجابة من والدتها جاءت لها من والدها الذي هتف بجمود :-
-جهزي بنتك هيتكتب كتابه النهاردة!!..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#58

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل التاسع والثلاثون...

أخذت زوجها جانباً قائلة بعدم تصديق :-
-صحيح اللي انت بتقوله ده هتجوز البت لعصام ؟!..

والد شهد بجدية :-
-أيوة مش هو ده اللي احنا عاوزينه ولا أنتِ عندك رأي تاني!!..

هزت رأسها بالنفي ولكن تابعت بنبرة خافتة :-
-أنا مش مطمنة ياخويا شكلهم ناويين للبت على نية سودا، ايه اللي يخليهم يوافقوا فجأة علي الجوازة كده !!.

ثم تذكرت شئ فقالت بغضب :-
-وبنتك قالتلي أن أمه هي اللي طلبت منها تنزل بالغسيل يعني هي كانت عايزة تسقطها!!..

أردف بصرامة :-
-اسمعي يا وليه أنا مش عويل ولا هسيب حقي بنتي أهو نضمن يكتب عليها ولو طلع اللي في بطنها أبنه مش هيكفيني فيه عمره، وبنتك هتتجوزه وهتفضل تحت عينا هنا!!..

فتنهد بأسف :-
-مقدمناش حل غير كده للأسف روحنا في أيده يا كده يا البت هتتفضح!!

والدة شهد بحسرة :-
-بنتي أتدمرت خلاص، صغيرة علي الهم ده كله!!..

هو بجمود :-
-ملهوش لزوم الكلام ده خلاص الفأس وقعت في الرأس!!..

ثم أشار بعينه :-
-روحي جهزيها عشان الناس اللي بره دي ماتحسش بحاجة!!

أومأت برأسها إيجاباً ثم رحلت لتجهيزها كما أمرها!!..

.................
-في منزل محمود!!..

دلف من الباب ليجد والدته في انتظاره هاتفه بقلق :-
-كنت فين يامحمود أتاخرت كده ليه يابني ده النهار طلع من بدري !!..

أغلق الباب وجلس علي الأريكة التي بجواره قائلاً وهو يخلع حذائه :-
-مش هتصدقي اللي حصل معايا يامه!!..

جلست بجواره والقلق على وجهها :-
- ايه ياضنايا حصل معاك أيه؟!.

محمود بتنهيدة وبدأ يسرد عليها الذى حدث وبعدما أنتهي ضربت والدته علي صدرها بشهقة :-
-يالهووووي يامحمود كده يابني تغامر بنفسك افرض البت كانت ماتت وأنت هناك كنت هتروح فى الرجلين!!..

محمود بإنزعاج :-
-بعد الشر يامه إن شاء الله تقوم رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون!!..

وبعدين يعني كنتِ عاوزاني اعمل أيه وانا شايفها فيها الروح ودي روح بني أدمة يامه يعني ربنا كان هيحاسبني لو سبتها من غير ماأساعدها!!..

ربتت على ظهره بحنو :-
-يحميك للشبابك ياحبيبي بس دنيتنا متفهمش كده والحمدلله انها جات سليمة المره بس خلي بالك مش كل مره تسلم الجره!!..

:-
-سببها على الله يامه!!..
-ونعم بالله ياحبيبي!!..

فأبتسمت هي بخبث قائلة :-
_والبت دي حلوة بقا على كده يعني تستاهل التضحية !!..

قطب مابين حاجبيه من حديثه والدته الغير مناسب :-
-جرا أيه يامه مالي أنا حلوة ولاوحشة بقولك البت كانت غارقانه في دمها!!..

تابعت بنفس النبرة الخبيثة :-
-يعني لو حلوة وربنا اداها عمر جديد ناخد زيارة ونروحلهم نعمل الواجب وهما برضه يعرفوا مين اللي أنقذ بنتهم!!..

ضرباً كفاً علي كف :-
-ياحول الله بقولك سايب البت بين الحيا والموت وأنتِ بتفكري في كده!!..

والدته وهي تلكزه :-
-ياواد مش يمكن ربنا بعتها ليك عشان نبقا حظك ونصيبك!!.

نهض من الأريكة متجهاً نحو غرفته قائل بسخط :-
-أنا آآآآ هقوم اغير وأفرد جتتي أحسن!!..

سارت خلفه ووقفت علي الباب متسائلة وهي تضيق عيناها :-
-عايزة تفهمني إنك مابصتش في وشها طول ماهي علي دراعك!!..

تنهد بحزن أرتسم علي ملامحه ثم سار ليقف أمام المراة فأمعن النظر وشرد وهي تذكر وجهها المشوه:-
-بصيت يامه وطلعتها حالها من حالي!!..

والدته بتعجب :-
-يعني أيه ؟!.

نظر لها ثم عاود النظر إلى المرأة قائل بنبرة ساخره ولكنها حزينه وهو يلامس وجهه :-
-يعني حالها نفس حالي يامه!!.

.....…..................

-في المستشفي الحكومية!!..

أبلغ الدكتور فاطمة بضرورة نقل إبنتها إلى مستشفى خاصه لكي تحظي برعاية جيدة لحالتها!!..

فاطمة من بين دموعها :-
-يادكتور متخبيش عليا بنتي حصلها حاجة وهتروح منى ولا أيه؟!..

الدكتور بضيق :-
-ياحجه أفهمي بنتك لحد دلوقتي بخير لكن لو فضلت هنا هيحصلها وهتروح منك!!..

فاطمة سريعاً ببكاء :-
-لالا هوديها مستشفى خاصة حاضر حتى لو هشيلها علي أيدي!!

الدكتور متنهداً:-
-أنا هكلملك مستشفى تجهزلها المطلوب وهخليهم يجهزوا عربية الإسعاف اللي هتنقلها.. !!.

فاطمة بإمتنان :-
-ربنا يكرمك يادكتور ومايوقعش في ضيقه أبداً!!..

أنصرف من أمامها ليفعل ما قال لها و، اما هي أسرعت إلى راضي الجالس علي المقعد بحالة متدهورة قائلة بحنو وهي تربت على كفه :-
-شد حيلك ياراضي متوقعش قلبي عليك مش هتبقا أنت والبت!!..

ثم مسحت دموعها سريعاً:-
-الدكتور كتر خيره هيساعدنا ننقلها مستشفى خاصة وهتبقي زي الفل !!..

لم يتمالك نفسه وأجهش في البكاء وهو يتممتم بضعف بكلمات غير مفهومة!!..
فبكت هى الأخرى وهي تردف بتوسل :-
-والنبي ماتعمل كده في نفسك ياراضي والله البت هتبقي كويس ماتفولش عليها انت بس وادعيلها !!..

راضي بضعف من بين بكائه :-
-آآ احميها وخليهالي يااارب!!..

وبينما الدكتور ينهي الإجراءات أقترب منه إحد الضباط :-
-صباخ الخير يادكتور!!..

الدكتور بإبتسامة :-
-أهلا أحمد باشا!!.

الضابط أحمد :_
-ايه تشخيص الحالة اللي دخلت الفجر!!..

أجابه بعملية موضعاً :-
-دي واخده طعنه في بطنها وغير كمان الكدمات والاصابات الللي في وشها يعني زي ماتقول واخده علقة موت !!..

أومأ الضابط برأسه ثم تابع متسائل :-
-ينفع أستجوبها!!.

الدكتور بنبرة جادة :-
-صعب جدا لأن البنت حالتها صعبة اووي ده أنا كمان هنقلها مستشفى خاصة!!..

الضابط بصرامة :-
-تنتقل فين لسه في محضر لازم يخلص!!.

الدكتور بضيق :-
-ماينفعش تفضل البنت بين الحيا والموت محتاجة رعاية كويسه مش متوفره هنا ولو فضلت هنا يبقي قدامها ساعات!!...

صمت قليلاً ثم تابع الضابط بتنهيدة :-
-عرفت أن في واد جبها وبعدين أختفي!!..

أومأ الدكتور برأسه :-
-فعلاً وكمان أتبرع بدم يعني مظنش ليه علاقة باللي حصلها!!..

الضابط ساخراً :-
-اومال هرب ليه لما ملوش علاقة!!..

الدكتور بإبتسامة مصطنعة :-
-والله انتو ادري اكتر مننا ياحضرة الضابط بالمواضيع دى!!..

الضابط متسائل وهو يضيق عينه :-
-أهل البنت هناا؟!..

الدكتور بهدوء وهو يشير بعينه نحوهما:-
-موجودين بس في حالة صعبة مش هيفيدوا حضرتك كتير ،حضرتك تقدر تستنى لحد مالحالة تستقر !!

أومأ برأسه وقد أشفق عليهما فقال بجدية وهو يستعد للرحيل :-
- أبقا بلغني بالمستشفى اللي هتتنقل ليها عشان المحضر!!..

الدكتور بإيجاب:-
-أوامرك يا أحمد بيه!!..

................................

انتهي كتب الكتاب ورحل المأذون ومن معه فجلس الجميع في ساحة المنزل ملتزمين الصمت وشهد ممسكة بوالدتها وكأنها طوق النجاة من نظرات عصام التي تعريها!!..

نظرت والدة عصام إليهم قائلة بخبث :-
-يله ياعصام خد مراتك واطلعوا اوضتكم!!..

أرتجف جسدها بشكل ملحوظ من جملتها فتمسكت بوالدتها اكثر الذي هتفت بإندفاع :-
-تطلع فين بنتي هتفضل زي ماهي معايا في أوضتي وفي حضني!!..

تحدث والد عصام وهو مثبت النظر علي إبنه :-
-بنتك هتفضل في حضنك يا أم شهد محدش هياخدها منك ماتقلقيش!!..

ثم وزع نظره بين زوجته وابنه :-
-وانا مسئول قدامك عن سلامة بنتك لحد ماتولد والحقيقة تبان أن شاءالله!!..
تعجبت والدة شهد من تغير موقفه ولكن لم تظهر شئ فقالت بخفوت :-
-ده العشم ياسي صالح!!..

نظر عصام إلى والدته وكأنه أستمد منها شجاعته حيث قال بإندفاع :-
_ايوة بس أنا ليا حق وعاوز مراتي!!.

كاد أن يصفعه والد شهد ولكن أخيه منعه من ذالك ونظر لإبنه بتحدِ سافر :-
-من قبل ماتمضي علي عقد الجواز وأنت عارف إن مش هيبقي ليك حقوق فلم نفسك احسلك !!..

ثم نظر لأخيه قائل بهدوء :-
-روح يا اخويا طلع بنتك ومراتك خليهم يرتاحوا بنتك شكلها لسه تعبان!!..

والد شهد بغضب :-
-أنا آآآآ هاروح يا اخويا حاضر بس أنت النهاردة حوشتني عنه لكن لما تظهر الحقيقة محدش هيحوشه مني!!..

والد عصام وهو يؤمي برأسه :-
-حقك يا أخويا محدش يقدر يلومك وساعتها أنا اللي هسلمهولك بأيديا تعمل مابدالك فيه!!..

نظر والد شهد لعصام نظرات حادة ثم أستدار ليأخذ زوجته وإبنتها فتنفست الصعداء لأنها أخيراً ستنال حريتها بعيداً عن قيود نظراته!!..

........................

تم نقل "رقية" إلى إحدى المستشفيات الخاصة التي تتمتع بخدمات طبية علي أعلي مستوي!! وصول "رقية" تم وضعها في العناية المركزة نظراً لخطورة حالتها الصحية!!..

مر يومان عليها وهي في غيبوبتها محاطه بالأجهزة الطبية والمحاليل التي تسري في وريدها!!..

فعلم الجميع ماحل بها وكانت الصدمة من نصيب معتز الذي علم ماحدث لرقية عن طريق زوجته!!

أراد أن يفتك بتمارا التي وضعته في هذا المأزق مع رفيقه!!..

فقرر الذهاب إليها لمواجهتها وهو يشتعل غيظاً وغضباً من حماقتها فقد ظنت بفعلتها هذه فازت بجاسم ولم تعلم أنها خسرت الكثير ولم تكسب سوي عداوة جاسم!!..

....................

-في مجموعة شركات النجدي!!..

جلس معتز في مكتب تمارا يترقب وصولها علي أحر من الجمر ولكن تأخر الوقت ولم تأتي وبعد مرور الوقت إستمع صوت فتح الباب وحذائها المزعج يدوي في أرجاء المكان!!..

أقتربت منه بإبتسامة على ثغره :-
-مقولتليش يعني إنك جاي النهاردة!!..

نهض ليقف في مواجهتها قائلاً بغضب :-
-يعني أنتِ مش عارفة أنا جاي ليه؟!..

رفعت كتفيها وأردفت بنبرة باردة :-
-ده مكانك يامعتز يعني تيجي في أي وقت ومن غير سبب!!..

معتز بإنفعال:-
-يعني أنتِ مش عارفة أن رقية في المستشفي!!..

تنهدت وأستندت بيدها علي مكتبة :-
-أكيد عارفة!!..

غضب من جرأتها بهذا الشكل فصرخ بها :-
-انتِ اتجنننتِ ناسيه أني حذرتك انك تقربيلها!!.

تابعت هي الأخرى بجمود :-
-وانت ناسي إنك وعدتني بإنك هتبعدها عني لكن رجعت في كلامك وخوفت من جاسم فالمفروض متزعلش يعني انا قمت بالدور ده مكانك!!..

معتز بنبرة منفعلة أكثر :-
-كنت هبعدها لكن ماكنتش هموتها!!..

تمارا بإستفزاز :-
-ولا انا كنت عاوز اموتها!!

وتابعت ببرود متناهي :-
-كل اللي كنت عاوزاه قرصة ودن مش اكتر، تموت بقا ولا تعيش ده عمرها!!..

معتز بحده وهو يشير بإصبعه :-
-أنتِ بنفسك قولتي أنك عايزة تخلصي منها يعني كانت هدفك تموتيها!!..

عقدت ساعديها أمام صدرها وأردفت رافعه حاجبها :-
-وحتي لو كنت عاوزاها تموت لو ليها نصيب هتعيش ملهاش بقا يبقي عمرها خلص لحد هنا!!..

-أنتِ مش حاسه بالورطة اللي حطيتي نفسك فيها!!..

فكت يدها وسارت ببطء قائلة بنبرة هادئة تدل علي قساوة قلبها :-
-ولا ورطة ولا حاجة كل اللي هيبان ويظهر للناس انها حادثة سرقة عادية مش هيخطر علي بال حد إنها بفعل فاعل!!..

معتز ساخراً :-
-ده اللي هيبان لكل الناس لكن اللي هيبان لجاسم حاجة تانية!!..

ثم سار وأقترب منها هامساً بتحذير:-
-ياريت تدعي ياتمارا أن جاسم مايخرجش لأن مش من مصلحتك أنه يخرج أو يعرف اللي حصل لرقية!!..

ثم أبتعد عنها وألقى عليها نظرة أخيرة لم تفهم معناها ثم رحل!!!..

...................

-في السجن..

كان الحوار ساخن بين جاسم وبيببرس الذي هتف بإنفعال :-
-لا ماهو انت لازم تفهمنا وجهة نظرك في إنك ماتقومش محامي!!..

جاسم بنبرة هادئة عكس الأخير :-
-أنا عارف مصلحتي كويس مش مستني حد فيكم يعرفهالي..

بيبرس بغضب :-
-لا مش عارف مصلحتك لو عارف مصلحتك مكنتش هتستهين بحياتك كده ومتحطش في أعتبارك حتي إن في ناس هيموتوا من القلق عليك!!..

جاسم مبتسم بتهكم :-
-معتز مجاش الزيارة دى، فأنت قومت بالواجب الحقيقة!!..

بيبرس محاولا السيطرة علي أعصابه :-
-جاسم لازم توكل محامي قبل الجلسة الجاية انت مش هينفع تقعد ثانية بعدها في السجن !!.

ثم تابع بسخط :-
-ولا أنت عجبتك قاعدة السجون دى!!

وضع جاسم يده خلف عنقه قائل بلا مبالاة :-
- ماتشغلش بالك انت اهم حاجة خلي بالك من حنين وحطها في عينك !!..

ثم ضيق عينه قائل بجمود :-
-اوعي تكون مستحلي رميتي في السجن دي وواخد راحتك!!..

لم يجد بيبرس مفر غير أنه يلقي الكره في ملعبه أو يفجر له القنبلة التي من العيار الثقيل فتنهد قائل بجدية للغاية :-
-جاسم انت لازم تخرج لو مش عشانك يبقي عشان خاطر رقية حتي!!..

انتبهت حواسه الخمسه وقلبه إلى الاسم وقد تسرب القلق إليه فعقد حاجبيه بتسائل :-
-وهي مالها رقية؟!..

اخذ نفساً ثم زفره ثم قرر إنهاء التردد العالق في لسانه قائل باندفاع وملامح جادة :-
-في المستشفي بين الحياة والموت!!..

أتسعت عيناه بذهول وهو يسمع حديث رفيقه أسبلت عيناه عدة مرات وقد خُيل له في هذه اللحظة طيف تمارا يبتسم بشر بالغ!! فكور قبضة يده بغضب وكأنه سيفتك بأحدهم وها قد علم لأن سر غياب "معتز" عن زيارته!!..

استغل بيبرس هذه الفرصة للعب علي الإوتار وخطة الاقناع :-
-ولحد دلوقتي مش عارفين اللي حصلها ده بسب أيه كل اللي يعرفوه انها اضربت بمطوة في بطنها ولحد دلوقتي في العناية ياعالم هتطلع عايشة ولا لا!!..

تجمدت علي أثار هذا الحديث الدماء في عروقه وبرزت بشكل ملحوظ فصوب نظراته علي نقطة في الفارغ ولمعت عيناه بيريق شر وتحدث بحزم :-
-المحامي يكون عندي بكره !!..

تنفس بيبرس الصعداء وأبتسم بإنتصار فنقطة الضعف لدى جاسم هي رقية!!..

........................
-بعد مرور يومان..

حيث كان ميعاد الجلسة التي تم تأجيلها لهذا اليوم!!..

احتشد الاعلامين ومراسلين القنوات الفضائية كعادتهم أمام قاعة المحكمة!!..

فدلف جاسم وهو مقيد اليدين وعيناه مثبته علي تمارا ومعتز فكأنه يراسلهم عبر العيون ويتوعد لهما ولم يقطع هذه النظرات سوى القضبان الحديدية التي وقف خلفها جاسم!!..

أقترب المحامي من القضبان ليتحدث مع جاسم قبل بدء الجلسة :-
-متخافش ياجاسم بيه أنت في أيدي أمينه عايزك تثق فيت بعد ربنا، الأدلة كلها ف صفنا واحتمال كبير البراءة تبقي الجلسة دي!!!..

جاسم بلهجة حادة وجامدة وعيناه ولم يشيح عيناه عنهما :-
-مفيش حاجة اسمها احتمال، النهاردة لازم يكون اخر يوم ليا في السجن حتي لو وصلت أنك تخلق معجزة تخرجني بيها!!..

توتر المحامي ولكنه أبتسم :-
-اطمن ياجاسم بيه خير ان شاء الله!!..

ثم أستاذن عندما صدح الصوت عالياً :-
-محكمة!!..

....…..............
-في قصر الراوي..

كانت مشيرة علي أعصابها تسير ذهاباً وإياباً اما حنين كانت جالسة على الأريكة ممسكه بهاتفها في يدها!!..

حنين بهدوء :-
_بلاش تقلقي نفسك ياطنط خير ان شاء الله!!..

مشيرة بقلق صادر من ثنايا قلبها :-
-اهدي ايه بس ياحنين خايفه احسن جاسم يعند اكتر وميخليش المحامي يدافع عنه!!..

ثم نظرت إلى حنين مستفسرة :-
-متأكده أنه وافق علي المحامي فعلاً!!..
حنين بإيجاب :-
-ايوة والله بيبرس هو اللي بلغني بكده!!..

مشيرة بدعاء :-
-يارب!!..

حنين بجدية :-
_متقلقيش بيبرس هيكلمنى اول مالجلسة تخلص يطمني وكمان حازم وعد حضرتك انه هيكلمك وان شاء الله هيطمنونا!!..

أومأت مشيرة برأسها فتابع حنين بضيق :-
-مش كنا روحنا معاهم بدل التوتر ده!!..

تبسمت مشيرة قائلة بهدوء :-
-جاسم عمره ماهيرضي نشوفه وهو بلبس السجن ابني وانا عارفاه نفسه عزيزة عليه اووي!!..

نهضت حنين وأحاطت بكتفيها :-
-أن شاء الله هيخرجلنا ومش هيبعد عننا تاني!!..

....................

-في المحكمة.

انتهت المرافعات والإستماع إلى الشهود وجاء الان النطق بالحكم فتلهف الجميع لسماع الحكم النهائي :-..
بعد الاطلاع على المستندات والإستماع إلى المرافعات وشهادة الشهود حكمت المحكمة بإجماع علي الآراء على المتهمين بالسجن المؤبد كما حكمت أيضاً ببراءة المتهم جاسم أحمد الراوي!!
... رفعت الجلسة

تنهد جاسم بإرتياح فقد نال المراد سيخرج ويقطع كل الأيادي التي طالت حبيبته مستغله غيابه!!!..

كانت تمارا أول المقتربون من القفص الحديدي لكي تباركله لحصوله علي البراءة وخلفها، معتز، بيبرس ،حازم!!..

تمارا بإبتسامة نابعه من قلبها :-
-ألف مبروووك ياجاسم!!..

رمقها جاسم بنظرات حاده فدبت القشعريرة في أوصالها

فسالها بتسلية :-
_فرحانة أني خرجت ياتمارا!!

تمارا وهى تحاول تبدو طبيعية :-
-طبعاً ياجاسم أيه السؤال ده!!..

فألقى عليها نظرة قاسية، غاضبة ،غامضة وتحدث بنبرة قاسية جامدة مثل ملامحه دون أن يرمش بعيناه :-
-انتِ الوحيدة اللي مش لازم تفرحي بخروجي وبرائتي ياتمارا ، لأن كان من مصلحتك إني أنا أفضل في السجن!!..

..يتبع..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#59

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الأربعون..

كانت تسير ذهاباً وإياباً وهي واضعه الهاتف علي أذنها تحاول مهاتفة "رقية" التي منذ رحيلها لم تأتى بنبأ عنها!!

حاولت الاتصال مراراً وتكراراً ولم تسمع إلا إجابة واحدة نصيبها بالإحباط "الهاتف الذي طلبته غير متاح حالياً يمكنك إرسال رسالة صوتية وووو" لم تنتظر لسماع باقى الجملة التي حفظتها لكثرة....

ألقت الهاتف علي الفرأش وهي تزفر بضيق فدلف زوجها متسائلاً:-
-ايه مالك بتنفخي كده ليه؟!..

يمني بضيق وهي تجلس علي الفرأش :-
-رقية ياجمال من ساعة ماكانت عندي وتليفونها مقفول وانا قلقانة عليها اووي ، وانا مأكده عليها تتصل تطمني أول ماتوصل !!..

جمال ببساطة وهو يخلع قميصه :_
-متقلقيش تلاقيها مشغولة ولا حاجة!!..

يمني بإستياء من رده :-
-مشغولة ايه بس ياجمال، يعني هي مشغولة لدرجة أنها مس فاضية دقيقتين تتصل تطمني عليها!!..

ثم تابعت بقلق للغاية :-
-أنا خايفة ليكون حصلها حاجة؟!..

جمال وهو يرتدي ملابسه المنزلية :-
-والله تلاقيها زي الفل بس أنتِ اللي قلقة نفسك علي الفاضي!!..

ثم تابع بجدية :-
-وقومي يله جهزيلي الغدا!!..

لم تجيبه بل شردت في أمر ما ثم هتفت فجأة بعد بضعة من الوقت :-
-جمال معاك رقم سناء بنت خال عمتك!!..

قطب حاجبيه بتعجب:-
-ايوة بس ايه اللي فكرك بيها دلوقتي!!..

يمني بحماس :-
-هتصل أسألها عن بيت رقية اكيد تعرف لان مامت رقية كانت في العزا بتاع أمهم وهما اكيد يعرفوا عنها حاجة !!..

جمال بنبرة ضيق :-
-يادي رقية اللي طلعتلي في البخت دي حاضر ممكن بس أكل وبعدها نتصل !!

يمني وهي تركض من أمامه:-
-حاضر يا أخويا على ثواني والاكل هيكون جاهز!!

جمال وهو يضرب كفاً على كف :-
-الوليه اتهوست برقية خلاص!!..

...................

تجاوز الوقت منتصف الليل فدلف للمشفي الحكومى بحذر شديد وبينما هو يسير في الرواق يبحث بعيناه عن مراد أستوقفته ذات الممرضة التي حذرته من قبل :-
-أنت جيت تاني برضه يابني الناس أنت مستغني عن نفسك!!..

وقف وإلتفت لها وهو يتنهد :-
-كنت عايزة أطمن عليها!!.

اقتربت منه بعض الخطوات وحرصت علي أن توجد مسافة بينهما قائلة بإبتسامة هادئة :-
-متقلقش أهلها جوم ونقلوها مستشفي خاصة كمان !!..

تنهد بإرتياح فزادت إبتسامتها إتساعاً وهي تردف بنبرة ناعمة :-
-علي فكرة أنت أبن حلال اووي و ربنا هيجازيك خير إن شاء الله!!..

محمود بنبرة جادة :-
-الواحد مابيعملش غير الواجب واللي مفروض عليه يعمله!!.

هي بإستياء :-
-أها بس مبقاش موجود الايام دى!!..

أبتسم نصف إبتسامة :-
-لسه الدنيا فيها خير!!..

ثم تابع بهدوء وهو مازال يبتسم :-
-وأكبر دليل علي كده أنتِ، أنتِ برضه بنت حلال أنقذتيني من مصيبة!!..

ثم ضيق عينه نوعاً ما ليخبرها :-
-والحجه بقالها يومين متوصيه بيكي دعوات!!..

أبتسمت أكثر ولكن هذه المرة بخجل فتوردت وجنتيها ثم رفعت رأسها مرة أخري لتخبره بإندفاع متناقض مع حيائها :-
-طب أنا أسمى دعاء!!..

رفع حاجبه فتابعت بإرتباك فشلت في إخفائه :-
-آآآآ عشان آآآآ مامتك تدعي صح!!..

هي كل الذي أرادته أن تخبره بإسمها وها قد جاءت فرصتها!!..

محمود بتنهيدة عميقة وإبتسامة:-
-متخافيش الدعوة صحيحة مش بيقولوا اللي من القلب بيوصل للقلب علي طول!!..

توهج وجهها بحمرة الخجل وهي تؤمي برأسها إيجاباً!!..

ثم تحدثت بنبرة خافتة:-
-طب أمشي بقا آآ عشان خاطر محدش يشوفك!!..

محمود بإيجاب :-
-حاضر!!..

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث رأته إحدى الممرضات والتي تعرفت عليه علي الفور ثم أسرعت نحو أحد العساكر ووقفت أمامه قائلة بجدية :-
-الواد اللي انتو عاوزينه موجود هنا!!..

العسكرى وهو عاقد حاجبيه :-
-واد مين ده!!..

الممرضة بإستياء :-
-الواد اللي جاب البت المضروبة بمطواة وهرب!!..

العسكري وقد نهض بتلهف :-
-وهو فين ده؟!..

أشارت بإصبعها نحو المكان المتواجد فيه محمود فأسرع العسكري في خطواته!!..

إستدار محمود لكي يغادر ولكن تفأجئ بمن يهجم عليه ويقيد علي حركته فصاح محمود :-
-في أيه انا معملتش حاجة!!..

العسكرى وهو يجبره علي السير :-
-أمشي قدامي فاكر نفسك هتهرب مننا!!..

سارت خلفهما دعاء قائلة برجاء :-
-سيبه ياعسكري ده معملش حاجة والله ده هو اللي أنقذها حتى!!.

العسكري وهو يسحبه خارج المشفى :-
-يبقى يقول الكلام ده في القسم قدام حضرة الظابط!!..

ثم خرج به خارج المشفى!! ووقفت دعاء حائرة لاتعرف ماذا تعلم فخبطت قدمها في الأرض بعصبية وغضب :-
-أوووووف بقاا!!..

...............
-أمام مصلحة السجون!!..

إصطفت سيارة جاسم والتي يقودها بيبرس أمام مصلحة السجن في انتظار خروج جاسم!!..

نظر في ساعته ليجد الوقت تأخر ولم يخرج جاسم بعد فزفر بضيق وبعد مرور دقائق إنفتح الباب الحديدي وخرج جاسم منه وقف قليلاً يتنفس الهواء النقي لمدة ثواني وهو يغلق عيناه بإستمتاع!!..

ثم سار بهيبته وجاذبيته الذي لم يفتقدهما بين جدران السجن!!!

استقل السيارة بجوار بيبرس والذى هتف بمزاحه المعتاد :-
-كفارة يا أبو نسب بس مكنش ينفع والله تخرج سكيتي كده كان لازم أجبلك فرقة حسب الله تزفك!!..

جاسم بجمود دون النظر إليه :-
-اطلع بدل مادخلك جوه مكاني!!...

ضحك بيبرس وهو يؤمي برأسه متحركاً بالسيارة!!..

بيبرس متسائلاً :-
-صحيح قولي أنت ليه مخليتش معتز يجي معايا!!..

جاسم بنبرة عدائية لم تصل لبيبرس :-
-كل حاجة ليها وقتها والحساب برضه ليه وقته!!..

تعجب بيبرس من حديث رفيقه الغامض وتابع بسؤال آخر :-
-طب اشمعنا يعني خليتتني أجي بعربيتك!!..

جاسم بتنهيدة :-
-عشان هتوصلني وتسبلي العربية وتمشي أنت !!..

بيبيرس بتعجب :-
-أوصلك فين هو احنا مش رايحين القصر؟!..

جاسم غامزا بعينه بنفي :-
-لا هتوصلني المستشفى اللي فيها رقية!!..

بيبرس بجدية وهو ينقل بصره بينه وبين عجلة القيادة :-
-طب علي الأقل روح طمن أهلك دوول مستتنيتك بفارغ الصبر!!..

جاسم بلهجة غير قابلة للنقاش :-
-سمعت انا قولت أيه يا بيبرس!!..

بيبرس على مضض :-
-ماااشي!!.

ثم تمتم بين نفسه بضيق:-
-فاتتني الوليمه اللي معمولة في القصر النهاردة!!..

ثم أسرع بالسيارة وكأنه يخرج غيظه!!..
...................
-في المشفى الخاص!!.

دنت فاطمة من إبنتها النائمة "رباب" توقظها بحذر :_
-رباب يا رباب!!..

فتحت عيناها واعتدلت جالسة قائلة بنعاس :-
-أنتِ جيتي ياماما!!..

أومأت برأسها ثم هتفت بجدية :-
-قومي يله روحي شوفي جوزك وأنا هقعد هنا!!..

رباب بسخط :-
-وهو جوزي هيحصله أيه يعني ياماما خليني هنا معاكي عشان لو أحتاجتي حاجة !!

فاطمة بنبرة خافتة :-
-مش هحتاج حاجة روحي أنتِ بس لحماتك تلاقي عيالك تعبوها من الصبح،
يله يابنتي متتعبنيش ده أنا ماصدقت ابوكي روح يرتاح بدل ماكان يوقع من طوله مننا !!.

حاولت رباب كثيرا أن تبقى ولكن محاولاتها باتت بالفشل!!..

فنهضت رباب لترحل قائلة برجاء :-
-طب لو حصل حاجة ياماما طمنيني!!..
وقبل أن ترحل رباب لاحظت ظرف ابيض في يد والدتها فتعجبت وهي تشير بعينها :-
-أيه ده ياماما!!..

فاطمة بتنهيدة :-
-دي فلوس كنت أتصرفت فيها عشان أدفع فلوس المستشفى..

رباب بتسائل :-
-وهو انتِ عرفتي تجيبي مبلغ زي ده ازاي؟ !!..

فاطمة قائلة بضيق :-
-أديني أتصرفت يابنتي وخلاص!!..

ثم تابعت بحيرة :-
-بس انا روحت عشان ادفع قالولي الحساب أدفع!!..

رباب وقد قطبت مابين حاجبيها :-
-ومين ده اللي دفعه؟!..

فاطمة وهي تهز رأسها بنفي :-
-علمي علمك ماهو لو طليقها بره السجن كنت قولت هو اللي يعمل كده مفيش غيره لكن ده مسجون!!..

تنهدت رباب بصوت بسموع :-
-أومال هيكون مين بس؟!..

فاطمة بنبرة متهكمة وهي تشير بيدها :-
-ماتشغليش بالك روحي أنتِ لعيالك بس!!..

ورحلت رباب بعدما ألقت نظرة علي أختها من خلف زجاج العناية!!..

وبينما فاطمة جالسة بمفردها تدعى لبنتها وفلذة كبدها تفاجئت بالسيدة جيهان تقف بجوارها :-
-فاطمة!!..

فقد انتشلتها من شرودها فنهضت فاطمة وأردفت بنبرة باهته :-
-اهلا ياست جيهان!!..

جيهان بعتاب ولؤم :-
-كده برضه معرفش اللي حصل رقية غير لما اتصل صدفة!!..

فاطمة بأسف :-
-حقك عليا ياست جيهان بس كنا قلقانين علي البت مكنش فينا مخ!!..

جيهان بتسائل :-
-طب وهي عاملة أيه دلوقتي ؟!..

تنهدت بحزن وهى تطرق رأسها :-
-ربنا يتولاها برحمته ويلطف بينا!!..

ربتت جيهان علي كتفها :_
-شدي حيلك يافاطمة اومال وهي هتقوم وتبقا زي الحصان!!..

فاطمة بدعاء :-
-يااارب.. يسمع من بوقك ربنا

جيهان بنبرة متسائلة :-
-معرفتوش اللي حصلها ده من أيه؟!..

فاطمة وهي تهز رأسها نافية :-
-ابدا كل اللي نعرفه انها اضربت بمطواة محدش عارف حصل أيه معاها ولا ايه حتى الظابط مستنيها تفوق عشان يحقق!!..

جيهان بإيماء بسيطة :_
-خير ان شاء الله متقلقيش!!

وبينما هما يتحدثان لمحت فاطمة جاسم وهو يدلف ينظر حوله بقلق فإنكمشت ملامحها بتعجب وغضب في أن واحد كما لمحها هو أيضاً فأقترب منها بخطوات سريعاً متسائلاً وعيناه تبحث في المكان :-
-رقية فين ؟!..

تحدثت فاطمة بجدية :-
-هو أنت مش مسجون أيه اللي خرجك؟!..

جاسم بلهجة غاضبة :-
-أنتِ شكلك ماسمعتنيش بقولك رقية فين ؟!..

فاطمة بتهكم وغضب :-
-جاي ليه هاا مش كفاية اللي هي فيه جاي تزود عليها!!.

ثم تابعت ببرود ولكن ببرود خاطئ :-
-وبعدين ماتتعبش نفسك العناية محدش بيدخلها لأنهم مانعين الزيارة عنها!!..

وبغبائها أخبرته عن مكان إبنتها رغم غضبه ولكنه شكر غبائها فنظر لها بغضب وأردف بإستفزاز :-
-ألف شكر!!

ثم اتجه نحو العناية المركزة فصاحت وهي تحاول السير حوله :_
-أنت ياجدع أنت أستني!!

ولكن أمسكتها جيهان مانعه إياها ومحذرة :-
-فاطمة احنا في مستشفى ماينفعش اللي بتعمليه ده!!..

لم تهتم لحديثها وسارت خلفه!! وضع جاسم يده علي المقبض ليفتحه ولكن تفأجئ بأحد الأطباء يهتف بجواره :-
-ممنوع حضرتك الزيارة ممنوعة!!..

إلتفت جاسم له بغضب وحده :-
-يعني ايه الزيارة ممنوعة؟! هو أنت هتمنعني مثلا اني أدخلها؟! .

الطبيب بلهجة جامدة :-
-دي تعليمات المستشفى وده عشان حالتها مش عشان خاطرنا أحنا!!..

أومأ برأسه إيجاباً وأقترب منه قائل بلهجة جامدة :-
-التعليمات دي تتنفذ علي أهلها على أي حد عاوز يزورها لكن مش عليا أنا مش علي جاسم الراوي!!.

تسمر الطبيب أمام الاسم فهو يعلم أنه من أحد الرجال المهمين في دولته!!!.

فتحدث الطبيب بإرتباك :-
-يا جاااسم بيه الوضع حساس وووو..

قاطعه جاسم بتحدي بالغ :-
-ماهو انت تنسى إنك تمنعني أني أدخل محدش يقدر يمنعني لا أنت آآآآ..

ثم نظر جانباً بطرف عينه حيث تقف فاطمة :-
-ولا أي حد تاني!!..

ثم ألقى عليه نظرة حادة وأمسك بالمقبض مرة أخرى ليدلف ولكن منعه هذه المرة حيث قال :-
-طب ماينفعش تدخلها كده استني الممرضة تجهزك!!..

وقف جاسم هذه المرة علي مضض فأحضر الطبيب أحدي الممرضات التي عقمت جاسم واعطته كمامه صحية يضعه علي فمها وأنفه وغطاء طبي أزرق اللون لرأسه!!..

ثم دلف جاسم بين اعتراضات فاطمة، دلف دون أن يعيرها أي أهتمام!!..

…...........................

-في قصر الراوي..

كانت مشيرة تشتعل غيظاً بسبب جاسم الذي لم يأتي حتي تراه فصاحت في حازم :-
-يعني رقية أهم مني أول مايطلع يجري عليها!!..

حازم بلهجة هادئة :-
-متاخديش الأمور بحساسية ياماما رقية في المستشفي وياعلم بحالتها عامله ازاى وبعدين انتِ عارفة إبنك محدش بيقدر يأثر عليه اللي فى دماغه بيعمله !!..

مشيرة بغضب :-
-ياسلام يعني أنا لازم أبقا تعبانه عشان خاطر يحن عليا ويجيلي!!..

نهض حازم من مجلسه وجلس بجواره علي الأريكة وهو يلف يده حول كتفها :-.
-بعد الشر عليكي ياشوشو هو احنا عندنا غيرك ده أنتِ البركه بتاعتنا!!..

مشيرة بتهكم :-
-لا متقلقش أخوك عنده رقية البركة بتاعته!!..

حازم بجدية :-
-ماخلص بقا ياشوشو مش كده وبعدين هو انا مش كفاية عليكي!!..

مشيرة بأنفعال :-
-أنت 24 ساعة قدامي لكن البيه اللي بقالي شهور مشوفتهوش ده!!..

حازم بحزن مصطنع :-
- لالا كده زوما يزعل اروح اتسجنلك عشان خاطر تقلقي عليا يعني ولا أنا أبن الغسالة !!..

مشيرة بضجر :-
-ايه أبن الغسالة دي بطل ألفاظ الشوارع دي ياحازم!!..

حازم بضيق وهو ينهض :-
-لا انتِ هتستلميني بقا انا همشي واقعدي انتِ استني إبنك !!..

نهضت مشيرة هي الأخرى قائلة بجمود :-
-أنا مش هستني حد ولما يجي ماتخليهوش يطلعلي وقوله أني مش عاوزه اشوفه أصلا!!..

ثم صعدت لغرفتها بعدما ألقت عليه نظرة غير مباليه فضحك ورحل هو الاخر!!...
....................

-في العناية المركزة..

جلس بجوارها وهو يتأمل في وجهها كما أزعجه رؤيته لخدوش وجهها فكور قبضة يده بغضب وهو يتخيلهم يسددون لها اللكمات غضب بشدة حتى ظهرت عروقه بارزة ولكن لم يريد أن يمتلئ بالغضب الأن فهو جاء لرؤيتها والغضب قادم وبشدة فلا يريد أن يجري بالأحداث!!..

أقترب منها هامساً وهو يتأملها :-
-وحشتيني!!..

ثم أزاح تلك الكماكة من علي فمه حتي يصلها حديثه دون عائق فأبتسم وهو يمسك يدها المغروزه بها الإبرة الطبية :-
-انتِ بتعاقبيني يعني عشان قولتلك امشي مش عاوزك؟ !..

فرفع حاجبه وضيق عينه وهو مازال يبتسم :-
-عايزة تثبتيلي إن أنا فعلاً كداب!!..

فتنهد وهو يهز رأسه ببطء :-
-طب قومي عشان تشوفيني وأنا أكبر كداب!!..

طب يعني لو معوزتكيش أنتِ هعوز مين في حياتي هااا؟!...

فتابع بنبرة هادئة :-
-أنتِ سمعاني مش كده حتي لو مش سمعاني فأكيد حاسه بوجودي!!

فأحتضن يدها أكثر قائل بأسف :-
-اسف إني ماكنتش جمبك ساعتها ماهو انا لو كنت موجود محدش فيهم كان أتجرأ يلمس شعره منك!!..

ثم حملق في نقطة في الفراغ وعيناه يتراقص بداخلهما الانتقام والغضب فأردف بنبرة تحمل الكثير من الغضب والوعيد :-
-بس وحياتك انتِ لهقطعلك كل أيد أتمدت عليكي، هندمهم على اليوم اللى اتجرؤ فيه ورفعوا عينهم في عينك ، وده وعد علياااا!!..

ثم عاد النظر إليها ولثم كفها بقبلته وأردف بنبرة دافئة :-
-ووعد العاشق دين عليه!!..

.... يتبعِ

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#60

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الواحد والأربعون...

-في قسم الشرطة..

ضرب الضابط على مكتبة بقوه وصاح :-
-أنت هتستعبط يالا فاكر نفسك هتضحك عليا بالكلمتين دوول ..

محمود بنبرة صادقة :-
-والله يا افندم ده اللي حصل أحنا كنا راجعين من نقله كنا بنوصلها ولقيناها مرميه علي الارض وهي غرقانه في دمها ولما قربت منها لقيتها فيها الروح
قمت ودتها المستشفى !!..

أومأ الضابط برأسه وتابع مستهزء :-
-ولما هو كده هربت وسبتها ليه يا أبو قلب حنين!!
.
محمود مدافعاً عن حاله :-
-كنت خايف ياباشا احسن اروح في الرجلين وأنا عملت اللي عليا!!..

ثم تابع بتهكم :-
-وبعدين ياباشا لو أنا اللي ضربتها هشيلها وأوديها للمستشفى قاصد يعني أودي نفسي في داهية ، ولا قلبي قلب خسايه فمستحملتش أشوفها وهي غرقانه في دمها بعد ماضربتها قمت ودتها المستشفى !!..

الضابط بحده :-
-أتكلم عدل ياروح أمك!!..

محمود بضيق :-
-ولزومه أيه الغلط ياباشا، أنا مش متهم!!..

ثم تابع بجدية :-
-وحضرتك لو مش مصدقني تقدر تسأل الإسطي اللي شغال معاه هو شاف كل حاجة وكان معايا ساعتها!!..

تنهد الضابط ثم أردف بنبرة باردة :-
-لحد مانجيب الإسطي اللي بتشتغل معاه انت هتشرفنا هنا !!..

ثم تابع بلهجة وعيد محذرة :-
-وياويلك لو كنت بتكدب!!..

ثم قام بالنداء على العسكري وأمره :-
-خده على الحجز!!..

فقام العسكرى بإصطحاب محمود بعدما اعطي تحية التمام!!..

....................

-في المشفى الخاص!!..

مر عليه وقت ليس بالقليل وهو جالس بجوارها محتضن يدها بيده هامساً لها بكلماته التي تدل على عشقه وآسفه!!..

فأبتعد عنها قليلاً وأردف بجدية :-
-مش لازم أفضل هنا كتير، لإني مستحقش أكون جمبك غير لما أرجعلك حقك!!..

وضع قبلة مطولة علي كفها ثم نهض بعدما حرر يدها لتستقر بجوارها علي الفرأش، ألقي عليها نظرة أخيرة ثم غادر!!..

_خرج وأغلق الباب خلفه ليخلع عنه تلك الأشياء السخيفة والذي أرتداها فقط من أجل سلامتها!!..

رأته فاطمة وكادت أن تسرع نحوه ولكن سبقتها يد جيهان قائلة بنبرة حكيمة :-
-فاطمة أهدي مش كل دقيقة أفكرك اني احنا في مستشفى، وياستي أعملي اعتبار حتي لبنتك اللي بين الحيا والموت دي!!..

نظرت لها فاطمة دون أن تتفوه بكلمة ولكن كانت تشتعل غيظاً منه فوقفت مكانها علي مضض!!..

رأها هو أيضاً ولكن لم يعيرها أي أهتمام حيث ألقى تلك الأشياء جانباً ورحل!!..

..........................

-في شقة معتز!!..

ذهبت بسمة لزيارة أهلها بينما جلس هو مرتدي بدلته العملية ولكن لم يذهب لعمله بعد!! فبالتأكيد جاسم علم بالذي أصاب رقية!! هو مرتبك مضطرب وبشدة فإذا ذهب إلى الشركة بهذا الحال فسوف ينكشف أمره!!..

زفر بضيق وعاد برأسه للوراء فأستمع لرنين جرس الباب فنهض على مضض وفتح ليتفأجي بجاسم أمامه!!..

أتسعت عيناه بذهول فحاول إخفاء إرتباكه الملحوظ وبعد دقائق نطق :-
-آآآ جاسم!!..

جاسم وهو يتقدم ويدلف للداخل قائل ببرود :-
-إيه مش هتقولي اتفضل!!

ثم تابع ببرود أكثر متناهي بعدما دلف :-
-هتعبرك قولت ده برضه بيتي وانا مش غريب مش كده ولا أيه؟!..

قال هذا ثم إلتفت قليلاً للخلف ليري معتز واقفاً كالصنم وأخيراً تحدث بإرتباك :-
-آآآ طبعاً صاحب بيت ياجاسم!!..

ثم تابع بإبتسامة مصطنعة :-
-الف حمد الله علي السلامة، كنت هاجيلك لكن بيبرس قالي إنك طلبت منه يجي لوحده؟!..

ثم إنخفضت نبرته :-
-هو انت زعلان مني ولا حاجة ياجاسم؟! ..

جاسم وقد قطب مابين حاجبيه مستهزء :-
-زعلان؟! زعلان دي تقولها يامعتز لو كنا لسه صغيرين كنت أنت تضايقني فحاجة اقوم انا أزعل!!..

فدنا منه وهو يتحدث بثبات :-
_لكن دلوقتي احنا بقينا كبار ولما تضايقني في حاجة وتضايقني اووي كمان أنا مزعلش لااا..

فأرتفعت نبرته بحده :-
-أنا أغضببببب!!.

ثم أنخفضت نبرته مرة أخرى :-
-عارف الفرق مابينهم يامعتز؟!..

رمش معتز بعيناه وكاد أن يتكلم فمنعه جاسم وتابع حديثه وهو يسير ببطء :-
-لما كنت بزعل كنت بنسي ونتصافي لكن لما أغضب تفتكر ممكن أنسى؟!..

معتز محاولاً الحديث وهو مرتبك :-
-إيه الألغاز دي وبعدين أنا ضايقت في أيه مخليك شايل مني آآإ اووي كده؟!..

وقف جاسم بجواره وأردف بجمود :-
-انت عارف كويس اووي أنت ضايقتني في أيه!!..

ثم تنهد ووضع يده في جيبه :-
-عرفت إن رقية في المستشفي؟!..

جف ريقه فجإة فأبتلعه قائلاً:-
-ااه آآ عرفت بسمة قالتلي وكنت آآ هبلغك ووو!! ..

قاطعه جاسم بإشارة من يده قائل بنبرة جامدة :-
-أنا عايز اعرف بقا رقية في المستشفي ليه؟!..

معتز بتعجب وإبتسامة مصطنعة :-.
-إيه ياجاسم هو أنت جاي تسألني أناا؟!..

رفع الأخير حاجبه وأردف :-
-أومال اسأل مين؟!..

ثم ضيق عينه مرشحاً أسماً:-
-أسأل تمارا مثلاً؟!

زاد ارتباك وتوتر معتز :-
-وتمارا آآا مالها بالموضوع!!..

جاسم بإبتسامة :-
-ليه هو انتو مش شركا في الموضوع ده؟!..

ثم تلاشت الإبتسامة من علي وجهه وصرخ به :-
-ليه يامعتز مع إني حذرتك؟!..

معتز مدافعاً عن حاله :-
-ياجاسم أسمع أنت فاهم غلط!!..

جاسم بحده :-
-لا انا مش فاهم غلط أنت وتمارا السبب في اللي حصل لرقية وانا متأكد من ده!!..

ثم أمسكه من ياقته ونهرهه بعنف :-
-عملت كده مع إني حذرتك أن حد يقربلها!!..

معتز وهو يحاول تحرير نفسه من قبضته وهو يردد :-
- انا حذرت تمارا من اللي هي بتفكر فيه لكن هى اللى ماسمعتش كلامي وكانت مصممه انها تنتقم من رقية !!..

جاسم وهو يشدد قبضته قائل بإشمئزاز :-
-وانت طبعاً كنت دلدول ليها بتنفذ كل أوامرها مش كده!!

معتز بجدية :-
-اقسملك بالله ماليا يد في اللي حصل لرقية ومنعت تمارا لكن هي اللي ماسمعتش كلامي وإتفاجئت إنها نفذت !!..

ثم تابع حديثه :-
-ده أنا حتى اضطريت اقولها اني هبعد رقية عن طريقها، والله حتي ده كان كلام عشان ماتعملش حاجة فيها!!..

جاسم بتعجب وهو عاقد حاجبيه :-
-وهي رقية عملتلها أيه عشان تبعدها عن طريقها، واي سر كرهها الأعمى ده ليها ؟!..

رمقه معتز بنظرات ذات مغزى ثم أردف :-
-يعني أنت مش عارف أنها بتحبك؟!!!..

جاسم بإستنكار :-
-بتحبني!!!

أومأ معتز برأسه وتابع بنبرة جادة للغاية :-
-اه ياجاسم بتحبك وحبك عميها لدرجة أنها مش مستحمله حد يشاركها فيك !!..
صمت جاسم لوهلة ثم جز على أسنانه بغضب وأردف بعدائية:-
- دي مشكلتها وأنا هعرف ازاي احلهلها!!
زي ماهعرف أندمها كويس علي اللي عملته مع رقية!!..

ثم حل قبضته عن معتز فأعطاه ظهره،
عدل معتز من وضعية ملابسه ثم أردف بإستعطاف :-
-المهم صدقني ياجاسم أنا فعلاً مليش ذنب في اللي حصل ده وأنا لو كنت غلطان فأنا غلطان عشان دخلت تمارا حياتك وأنا معرفش أنها بكل الشر ده ..

قاطعه جاسم بلكمة قوية في وجهه حيث إستدار له فجأة وبكل مايمتلك من شحنات غضب افرغها في معتز حيث سدد له العديد من اللكمات والصفعات المتتالية التي أطرحته أرضاً وجعلته ينزف سيول من الدماء فكان بالكاد يتنفس!!..

أما جاسم فأصبح صدره يعلو ويهبط وهو يرمقه بغضب فأنحني قليلاً قائلاً بجمود :-
-كان لازم تاخد العلقة دي من زمان، كان لازم تاخدها من ساعة ماحطيط رقية في دماغك وحلفت إنك تعكنن عليها عيشتها!! وغلطتي أني معلمتكش الإدب ساعتها لكن معلش أديني بصلح الغلط ده!!..

ثم نظر أمامه بشرود وعدائية وضيق عيناه اللتان يلمعان ببريق الإنتقام :-
-أما بقا تمارا زي ما أنت دخلتها حياتي أنا هعرف أخرجها منها ازاى!!..

ثم ألقى عليه نظرة أخيرة واعتدل في وقفته وقبل أن يرحل ركله بقدمه أسفل بطنه فتألم الأخر وبشدة!!..

.....................

دلفت يمني مع زوجها من باب المشفى فقد علمت ما أصاب رقية فأنهارت باكية كما حملت نفسها المسئولية فهي التي تركتها ترحل بمفردها!!

كانت تسير بخطوات أشبه للركض وخلفها زوجها يتأفف :-
-يعني كان لازم تجبينا علي ملأ وشنا كده ماكنا أستنينا لحد بكره!!..

يمني بنبرة باكية :-
-عايزني أعرف أنها فى المستشفى وأسكت ياجمال ده أنا قلبي كان هيتقطع عليها!!..

جمال محاولاً اللحاق بها قائلاً بضيق :-
-طب استني نسأل أي حد على مكانها !!..

فأومإت برأسها وتوقفت عن السير،فنظر هو حوله يبحث عن اي شخص يدله!! وبينما هي تلتفت حولها أيضاً لمحت فاطمة تودع إمرأة فعرفتها يمني على الفور فجذبت جوزها من ذراعه قائلة :-
-أم رقية اهي ياجمال يلا نروحلها!!..

ثم سارت مع زوجها نحو فاطمة!!..

ودعت فاطمة جيهان التي رحلت الأن وعادت لتجلس علي الأريكة الجلدية ولكنها تفاجئت بالمنتقبة التي وقفت أمامها قائلة :-
-السلام عليكم ، ازيك ياماما وأخبار رقية أيه دلوقتي معلش والله لسه عارفة النهاردة ؟!..

عقدت فاطمة مابين حاجبيها بتعجب ووقفت وهي تقول :-
-وعليكم السلام بس أنتِ مين يابنتي؟!..

يمني سريعاً:_
-أنا يمني يا ماما صاحبة رقية ووو آآآآ..
انكمشت ملامح فاطمة فجأة بغضب عندما سمعت الإسم وقاطعتها بوقاحة :-
-أهلا بوش الفقر وكمان ليك عين تيجي لحد هنا!!..

ذُهلت يمني وأنفرج فمها بدهشة :-
-هااااااااااااا.

فتابعت فاطمة بإسلوبها الفظ :-
-كان يوم أسود لما بنتي عرفتك ودخلتلك بيت جبتي أجلها واستريحتي، ماهي لو ماكنتش خطت عتبة بيتك النحس ده مكنش حصلها حاجة!!..

لم تصدق يمني أذنيها فترقرقت العبرات في عيناها وسقطت لتبلل نقابها!!!

كما غلت الدماء في عروق زوجها الذي ابعدها برفق ليكون فى مواجهة تلك المرأة فهتف بنبرة غاضبة :-
-في أي ياحجه ماتصلي على النبي كده مالك طايحه فيها ولا كأنها قتلالك قتيل!!..

فاطمة بنبرة غليظة وهي تلوح بيدها :-
-يا اخويا ولا تقتلي ولا اقتلها خدها من هنا أحنا مش ناقصين نحس وكفاية اللي حصل للبت بسببها وبسبب معرفتها الشؤم!!..

جمال بجمود :-
-والله لولا أنك ست كبيرة لكان بقالي معاكي تصرف تاني، لكن العيب مش عليكي العيب علي اللي هزت طولها وجات تعمل الواجب!!..

ثم نظر لزوجته بغضب :-
-يله قدامي!!..

وزعت يمني نظرها بينهما فسحبها هو من يدها ورحل!!..

مصصت فاطمة شفتيها قائلة بنزق :-
-عجايب!!....

.............

-في المواصلات العامة..

لم تكف يمني عن البقاء فنهرها زوجها بحده :-
-انتِ بتعيطي ليه دلوقتي كان عجبك يعني الوضع واحنا واقفين نتهزق من الست دي!!..

يمني من بين شهقاتها :-
-معذورة برضه ياجمال متاخدش على كلامها!! دي برضه ام وممكن بنتها تروح منها في اي وقت !!..

جمال بغضب :-
-دى وليه بجحه تحمد ربها اني متعصبتش عليها وفرجتها قدام الناس!!..

ثم تابع بصرامة :-
-ومن هنا ورايح مش عايزة اسمع سيرة اروح لرقية دي تاني!!..

توقفت يمني عن البكاء قائلة بإعتراض :-
-لا ياجمال أنا لازم اطمن عليها هي ملهاش ذنب!!..

جمال بجمود :-
-وأنا قولت مفيش رقية تاني يعني مفيش يايمني، مش هبقي فرحان وانا شايفك بتسمعي كلمتين بايخين من أمها!!..

كادت أن تتكلم فقاطعها بصرامة وحزم :-
-انتهى الكلام يايمني ولو عرفت إنك روحتي من ورايا هتبقى طالق!!!..

أتسعت عيناها بذهول ثم تابعت بكائها بحسره اما هو اشاح بوجهه للناحية الأخرى فهو لم يتحمل أن يمسها أحد بسوء حتي لو بكلمة!!.

..................

-في منزل جيهان..

بدلت جيهان ملابسها ثم جلست علي الأريكة تهاتف أخيها!!..

"لا يانضال الموضوع هنا متعقد اووي، رقية ياعالم هتفوق امتااا ومش عارفة كمان هتقدر تسافر ولالا، ماهي كده لازم ترتاح فترة، المهم أنت جهزت كل حاجة عندك؟! طب تمام ربنا يقومها رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون وأنا اجبها واجيلك المهم أنت خلي بالك من شغلك!!..

ثم تابعت بحنان :-
-أنا عارفة أن الموضوع صعب عليك في الأول لكن انت ادها ياحبيبي، أنسي اللي فات وركز فى اللي جاى، وعايزاك تتأكد دايماً إنك عملت الصح ولا يمكن هتندم!!..

ثم صممت قليلاً لتسمع رده فأومإت برأسها وأردفت :-
-بإذن الله ياحبيبي يله لا إله إلا الله ..!!!

ثم أغلقت الهاتف وأبتسمت بسعادة فقد تبدلت حالة أخيها من اليأس إلى شعلة من الحماس تعلم أنه يضغط علي نفسه بشدة من أجل التظاهر بهذه الحالة ولكن لابأس فعليه نسيان الماضي بكل جوارحه!!..

..................

بين حقول الزرع كان عصام يسير مع زوجته الأولى محاولاً إقناعها بالعودة فوقفت قائلة بنزق :-
-أنا مارجعش ويبقا ليا ضره فى البيت ياعصام!!..

عصام بكذب :-
-ومين سمعك ياحبيبتي والله ماعايز الجوازة دى من الأساس ولا عايز واحدة تشاركك فيا لكن اعمل ايه بقا عشان اثبتلهم حسن نيتي وأنها بتفتري عليا وخلاص ياحبيبتي كلها شهور وهتتكشف قدامهم انها كدابة!!..

حنان بقلق :-
-عصام انا مابقتش مرتاحه للموضوع ده راسيني علي الحوار يا أبن الناس!!..

عصام بإنفعال :-
-أنا مش عارف اعمل أيه بجد محدش مصدقني والمفروض إني مراتي تقف جمبي وتساندني لكن للأسف اتخلت عني!!..

حنان بضيق :-
-اومال عاوزني اعمل ايه ياعصام وواحده بتقول انها حامل منك وبتتكلم بعين قوية كمان!!..

عصام وهو يشيح بوجهه :-
-بصي يابنت الناس كلها شهور والحقيقة هتبان وهتعرفي انت أد أيه ظلمتيني!!..

ثم تصنع الحزن :-
-وعلى العموم لو عاوزة تفضلي عند أهلك انا مش همنعك أنا برضه بحبك واحبلك الراحة مع إني نفسى تبقى معايا على الاقل الاقي حضن يسعني وأيد تطبطب عليا في ظروفي دي!!..

لم تنكر أنها مالت إليه فعضت علي شفتيها بحيرة ثم هتفت بخفوت :-
-متزعلش مني ياعصام بس آآآآ..

عصام وهو يؤمي برأسه:-
-براحتك ياحنان أنا مش هضغط عليكي!!..

نظرت له مطولة ثم تنهدت بضيق :-
-قولي هي الزفته دي بتنام فين؟!.

عقد مابين حاجبيه بتعجب فتابعت هي بإبتسامة بسيطة خجولة :-
-يعني بطمن أن سريري وفرشتي لسه في انتظاري ولالا !!..

تهللت أساريره وهتف بعدم تصديق :-
-آآ حنان أنتِ آآآآ..

قاطعته وهي تدنو منه واضعه إصبعها علي شفتيه :-
-بكره الصبح تعالى خدني من بيت أبويا!!..

ثم أبعدت أصبعها ليجذبها هو إليه حتي تصطدم بصدره قائلاً بشوق وهو ينظر لشفتاها :-
-هو أنا لسه هستني لبكره!!..

ثم التهم شفتيها في قبلة يبث فيها شوقه فقد أغرقها في بحوره الكاذبة فهل تنجو من الامواج!!!..

….........................

إصطفت سيارة جاسم أمام مقر شركته ولم يترجل منها بعد حيث قام بفتح التابلوه ليخرج سلاحه نظر له مطولاً ثم ترجل من السيارة ثم وضع سلاحه في بنطاله من الخلف ثم دلف لشركته!!..

دلف لمكتبه وخلفه السكرتيرة الخاصة به :-
-حمد الله على السلامة ياجاسم بيه الشركة نورت واااا..

منعها من متابعة الحديث بإشارة من يده فشعرت بالخجل وأطرقت رأسها لأسفل!!..

كان موليها ظهره حيث أسند بيده الاثنان علي مكتبه وتحدث بجمود وهو ينظر للحائط أمامه :-
_اتصلي بمدام تمارا وبلغيها إني في اجتماع ضروري كمان ساعة!!..

السكرتيرة مستفسىرة بلهجة عملية :-
- وأبلغ باقي أعضاء مجلس الإدارة ياأفندم؟!..

غمز بعينه نافياً قائلاً بنبرة غير مريحة :-
-لا أنا عايزها هي بس، بلغي مدام تمارا وبس!!..

السكرتيرة بإيجاب :-
-حاضر يا افندم اي أوامر تانية؟!..

التف لها قائلاً بنبرة غريبة :-
-اه بعد ماتبلغيها انتِ إجازة أنتِ وكل الموظفين !!

تعجبت بشدة من أمره وتجولت بعيناها في المكان فتابع هو بلهجة جامدة :-
-اللي أنا قولتله يتنفذ بالحرف عايز الشركة فاضية قبل ساعة من دلوقتي. مفهوم!!.

أومأت برأسها سريعاً :-
-مفهوم ياأفندم!!..

ثم أستدارت لتغادر المكتب وهي شارده في أمر رب عملها فقد توجست شراً وظنت به سوء حيث تمتمت بينها وبين نفسها بنزق :-
-مكنش يبان عليه إنه بتاع الحاجات دي لا وكمان عاوز الشركة فاضية عشان ياخد راحته!!..

..... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#61

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني والأربعون..الجزء الأول

ينتظر مجيئها على أحر من الجمر، فكان يسير ذهاباً وإياباً وهو ينظر كل ثانية في ساعته فقد تأخر الوقت ولم تأتي بعد، وكل مايقلقه ويخشاه هو عدم مجيئها !!..

ولكن أحترقت ظنونه التي تدور في رأسه عندما وصلت لإنفه رائحة عطرها التي غزت المكان بأكمله، كما وصل لإذنيه صوت حذائها والذي يعلن عن حضورها!!..

تبسم بإنتصار كالأسد الذي أوقع فريسته، فإلتف لها ليجدها تدلف بطلتها الجذابة المثيرة حيث بدلتها الكلاسيكية التي تظهر مفاتن جسدها العلوية بوضوح كما زينت شفتاها باللون الأحمر الصارخ وطلقت العنان لخصلاتها تنسدل علي ظهرها بإنسيابية!!..

لم ينكر أن هيئتها تثير إعجاب أي رجل ولكن هو لم يعجب بها بل تصنع الإعجاب!!.

وقفت أمامه وهي عاقده حاجبيها قائلة بجدية وهي تشير بيدها للخلف :-
-جاسم محدش موجود آآآآ..

قاطعها بإبتسامة وهو يتطلع إليها :-
-عارف إن مفيش حد بره أنا أديتهم أجازة!!..

بدأ القلق يظهر علي وجهها فتابع هو معالمها القلقة بتسلية قبل أن يردف بجدية مصطنعة :-
-أيه خايفه مني!!..

أبتلعت ريقها وجاهدت لتبتسم وتتصنع الثبات :-
-وهخاف منك ليه بقا هتأكلني مثلاً؟!..

جاسم بنبرة غير مريحة :-
-بس أنتِ لازم تخافي مني!!..

أنكمشت ملامحها مره أخرى فهي أصبحت قلقة منه منذ حديثه لها في المحكمة ولكنها تحاول بث الطمأنينة في نفسها!!..

دنا منها لينقذ الموقف وحتي لايثير شكوكها اكثر فنظر لها نظرة إعجاب لأول مره تراها فى عينه قائلاً بخبث :-
-تخافي أحسن أضعف قدام الجمال ده كله!!..

ضحكت برقة بالغة ثم دنت منه قائلة بغرور :-
-يبقا انت بقا اللي لازم تخاف أحسن تضعف قدامي !!

ثم رفعت كتفيها بدلال :-
-أنا مش مسئولة عنك!!

ضحك بخفة ثم تابع:-
-عالعموم أنا مشييتهم عشان مش عاوز دوشه عايز اتكلم معاكي في هدوء منها أشكرك ومنها نتكلم شويه في الشغل !!..
مرت من جواره وجلست علي المقعد ثم هتفت بشك :-
-وهو ماينفعش كنا نتكلم في مكان عاام!!

إستدار لها ووضع يده في جيب بنطاله وهتف :-
-أنا قولت هنا أحسن هنا بعيد عن دوشة الناس ومنها بنتكلم ومنها بنشتغل واهو نكون بعيد عن الشبهات!!..

تمارا بجدية :-
-ولما نكون في الشركة لوحدنا ده مش موضع شك؟ !..

غمز بعينه نافياً :-
-لا متقلقيش الكل عارف اني خارج من السجن وطبيعي إن الشغل فيه حاجات متعطله وانا لازم اخلصها بنفسي ومع شركتي ولا أيه؟! وبعدين محدش بيشتغل معايا يقدر يفتح بوئه!!..

أومأت برأسها بعدم إقتناع فتابعت بإبتسامة :-
-وهو أنت خارج سخن اووي على الشغل كده!!..

أخرج يده من جيبه وسار ببطء نحوها وانحنى قليلاً قائلاً بنبرة أشبه للهمس:-
-جدا اصل أنا معرفش انام غير لما اخلص حقي!!..

شعرت بإنفاسه تلفح بشرتها فأرتبكت كل خلية فى جسدها كما أصبحت هي قابلة للسقوط !!..

فمدت يدها لتلامس ذقنه النامية وشفتاها ترتجف بشدة فلو كانت أمام رجل أخر لكأن إلتهم تلك الشفاة المرتعشة، رمقها بتفحص فأبتسم لتلك الحالة التي اجتاحتها فقرر اللعب علي أوتار مشاعرها!!...

أقترب بوجهه من وجهها أكثر وعيناه مرتكزة علي تلك الشفاة التي ترتجف بإثارة فإنحني بشفتيه ليلامس شفتيها فدبت القشعريرة في أوصالها وأغمضت عيناها وكأنها فتاة مراهقة تنتظر بشغف القبلة الأولى!!..

................
-في العناية المركزة!!..

لم تكن نومتها مريحة علي الإطلاق فقد داهمتها الأحلام المزعجة التي عكرت عليها غفلتها المؤقتة وبينما هي في صراع مع أحلامها وبينما هي تركض خوفاً من أحدهم، أجتاحها شعور بالأمان تملك منها وبشدة حتي شعرت بأنها ليس بمفردها فهناك من يقف معها!!

فوقفت وهي تلهث تبحث عنه بعيناها لتلقي نفسها بين أضلاعه ولكن لم تراه رغم أنها تسمع صوته يطمئنها، سارت وسارت تبحث عنه ولكن دون جدوى فقد تملك اليأس منها وجلست تلتقط أنفاسها فشعرت بصوته ينخفض وينخفض حتى أختفي تماماً فجلست تبكي على الأمان الذي انتشل منها فجاةٍ!!..

بدأت أهدابها ترتجف لثواني وكأنها في صراع مع نفسها فهل تعود إلى الواقع ام تظل مغيبة وللأبد!!..

وأخيراً كشفت الستار عن بؤبؤي عينيها العسليتين فزاغت أنظارها في المكان وهي تمنى نفسها بأن تلمحه لتشعر بالأمان مجدداً ولكن اصطدمت بالواقع فجاسم ليس هنا ومارأته وشعرت به خيال مطلق منها!!..

وبينما الممرضة تعلق في ذراعها المحلول رأت عيناها مفتوحتان فتبسمت قائلة :-
-انتِ فوقتي حمد الله على السلامة!!

ثم تابعت سريعاً :-
-أنااا هاروح أبلغ الدكتور حالا!!..

ثم أسرعت في خطواته وهي تهتف بفرح :-
-يادكتور يادكتور!!.

.....................

ظلت منتظرة اللحظة التي سوف تتقابل شفتاها مع شفتيها ولكن تحطمت سفينة أحلامها عندما هبط برأسه علي كتفها وهمس بلهجة عدائية :-
-ليه عملتِ كده في رقية ياتمارا؟!..

فتحت عيناها بصدمة فقد ألقي بها في البحر وتركها تغرق بمفردها!!..

أبتلعت ريقها وزاغت أنظارها في المكان فكرر حديثه مره اخرى بلهجة غاضبة :-
-ردي عليا عملتِ كده ليه فيها؟!!..

صمتت طويلاً وهي تحدق في عيناه وتحدثت بنبرة بها ضعف الأنثى :-
-آآآآ عشان بحبك ومش عاوزة واحدة تانية تشاركني فيك!!..

جاسم بنزق وتهكم:-
-وعشان بتحبيني تقومي تحاولي تقتليها!!..

نهضت من مقعدها ووقفت خلفه قائلة بحده :-
-اه اقتلها مادام هتقف بيني وبينك مستعدة اولع فيها كمان!!..

كور قبضة يده بغضب وبكل غضب أستدار ليصفعها بقوة جعلتها تصدر صرخة عالية!!..

وضعت يدها علي موضع صفعته وقد أتسعت عيناها بصدمة فأقترب منها وقد قبض علي رسغها بقوة :-
-أنتِ مين سمحلك تتجرأي على حد يخصني من الأساس!!.

تمارا بضعف :-
-حبك هو اللي سمحلي بكده أنا عشانك هعمل أي حاجة!!..

جاسم وهو يجز علي أسنانه بغضب :-
-حبي ده نار هتحرقك لإنك اتعديتي علي أكبر نقطة ضعف في حياتي!!..

أبتسمت تمارا قائلة :-
-زي ماهي نقطة ضعفك إنت كمان نقطة ضعفي انا قدامك ببقا أضعف ست في الدنيا !!..

ثم تابعت بجدية :-
-صدقني أنا لو ماكنتش ضعيفة قدامك ماكنتش هتقدر تمد أيدك عليا زي ماحصل دلوقتي !!..

فدنت منه قائلة برجاء:-
-ينفع ننسي اللي حصل هي في الأول والاخر طلقتك يعنى كده كده كانت بعيدة عنك!!.

ثم وضعت يدها على موضع قلبه ونظرت في عيناه مباشرة :-
-ولو لسه شايلها شوية حب فده من العشرة مش أكتر!!...

فأبتسمت وهي تنظر ليده القابضة علي رسغها قائلة بنبرة ناعمة :-
-سيب أيدي ياجاسم أيدي وجعتني!!

لم ينصت لها بل شدد قبضته أكثر وهتف بقسوة :-
- لسه الوجع جاي بعدين!!..

أبتسمت ساخره ولكن بنبرة دافئة أردفت :-
-مهما الوجع اللي هيجي منك ومهما هتعمل فيا هفضل مرهنه عليك أنا حبيتك ولازم تبقي ليا!!

جاسم ساخراً :-
-وهبقي ليكي ازاي بقا ؟!..

تمارا بجدية بالغة :-
-نتجوز!!

ضحك وتعالت ضحكاته على أثر حديثها، أراد أن يزيد في ضحكاته ليجعلها تشعر بسخافة طلبها!!

فتوقف عن الضحك ومازلت الابتسامة الساخره على وجهه وأردف:-
-يعني أنتِ بتحبيني وعاوزني أتجوزك؟!!.

هز رأسه عدة مرات وهو يبتسم ثم دنا منها ونظر لها نظرة مشمئزه من أعلاها حتى قدميها قائلاً بإستحقار ليقلل من شأنها :-
-هو حد قالك إن جاسم الراوي بيلم بواقي الرجالة ؟!!!..

.وكأن خنجر اخترق قلبها فتجمدت في مكانها وقد ترقرقت العبرات في مقلتيها ولأول مرة في حياتها تسمح لأحد أن يري دموعها!!.

فتحدثت بإختناق من بين دموعها :-
-محدش قالي ان جاسم الراوي بيعرف يجرح!!..

جاسم بقسوة :-
-لأنك لسه معرفتيش جاسم الراوي معرفتيش انه مستعد يدوس على أي حد لو فكر يمس حد يخصه!!..

ثم تابع بجمود :-
-اوعي تفتكري إنك دخلتي حياتي بشطارتك لإنك اغبى من كده بكتير دخلتي حياتي لأن أنا كنت عايزك تدخلي و تفكري!!..

تمارا بسخرية من بين دموعها :-
-خلصت كلامك؟!.

فمسحت دموعها بظهر يدها وأردفت بنبرة جامدة :-
-أنا جايز اكون كنت غبية لكن طلعت شاطرة عشان عرفت أحرق قلبك ازاي وعشان اثبتلك اني لما بعوز حاجة بخدها!!..

ثم تابعت بثقة :-
-وأحب اقولك إنك مش هتقدر تعمل معايا حاجة ولا تأذيني بأى شكل ماهو مش معقول يوم ماتفكر تنتقم مني هتنتقم في شركتك!!

أبتسم من زاوية فمه قائلاً :-
-تؤتؤ الشاطر هو اللي بيضحك في الأخر وأنتِ لسه ماشوفتيش أخري! !..

ثم غمز لها وأرخي قبضته عليها وسار نحو الباب وأغلقه جيداً ثم أستدار لها وسار نحوها وهو يحل حزامه عن خصره ثم لفه علي يده وأردف بوعيد :-
-أنا هعمل اللي عمري ماعملته ده عشان أنتِ أبتديتي والبادي أظلم!!..

لم يمهلها فرصة الرد أو الصدمة حيث أطاح بالحزم على جسدها لتصرخ بقوة!!..

..........................

-في اليوم التالي..

احضر العسكري محمود اللضابط :-
-تمام يا أفندم المتهم أهو!!..

الضابط وهو ينظر في الأوراق التي أمامه :-
-سيبه وأطلع أنت!!..

قدم العسكري التحية العسكرية ثم أنصرف فرفع الضابط نظره عن الأوراق وهتف بتسلية :-
-قولتلي بقا انك كنت في نقله مع الأسطي بتاعك!!..

أومأ محمود برأسه قائلاً بإيجاب :-
-ايوة يا أفندم!!

أومأ الضابط برأسه ثم تابع ببرود :-
-بس الأسطي بتاعك قال انه ماطلعش بالعربية اليوم ده وأنه فضل مستنيك لكن أنت مجتش !!..

أتسعت عيناه بذهول وإردف بعدم تصديق :-
-ازاي بس بس يا أفندم والله ده كان معايا تلاقيه بس خاف يقول!!..

الضابط بنزق :-
-واالله هو ده اللي قالوه احنا مجبناش حاجة من عندنا!!..

ثم تابع بجدية :-
-حضرتك بقا هتفضل معانا مشرفنا ومنورنا لحد مالبنت تفوق وصحتها تتحسن وهي بقا اللي هتقولنا انت ولالا!!..

اخفض محمود رأسه بقلة حيلة فتحدث الضابط :-
-أنا بنصحك توكل محامي اصل البت طلعت مرات رجل أعمال كبير يعني هيتوصي عليك جامد!!..

محمود بتنهيدة من صميم قلبه :-
-المحامي ربنا هو المطلع علي كل شئ !!..

الضابط بإيجاب :-
-ونعمة بالله ياسيدي!!..

ثم صاح منادياً علي العسكري ليصطحب محمود إلى الحجز!!..

.....................

جلس أمام الطبيب وهو مطرق الرأس فالأول مرة في حياته يشعر بمدى دنائته، كان الطبيب يقرأ التحاليل التي أمامه بملامح جامدة حتى انتهي منها وتنهد بأسي!!..

تحدث الأخير بلهفة :-
-طمني يادكتور التحاليل فيها أيه؟!..

أغلق الطبيب ملف التحاليل وأردف بأسف :-
-للأسف شكنا طلع في محله وطلع عندك الإيدز!!!..

أتسعت عيناه بصدمة كالذي سقطت عليه صخره فوق رأسه فتمتم بألم :-
-إيدز؟!..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#62

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني والأربعون الجزء الثاني ..

أزاحت بهدوء يد والدتها الممسكة بالمعلقة قائلة بإعياء :-
-مش قادرة ياماما كفاية!!

فاطمة وهي تنظر للطبق :-
-حرام عليكي يارقية ده الأكل زي ماهو يابنتي ، طب معلقتين وخلاص !!..

هزت رقية رأسها بالنفي وأردفت بخفوت :-
_خلاص انا شبعت!!

زفرت فاطمة بضيق ووجهت حديثها لزوجها الجالس فى الجهة المقابلة :-
-شوفلك حل مع بنتك ياراضي أنا غلبت معاها!!.

راضي وهو ينظر نحو إبنته بعاطفه أبويا :-
-سبيها براحتها هي لما تجوع هتاكل!!..

أبتسمت له بشحوب ثم أمسكت كفه، فتحدثت فاطمة بغيظ :-
-يالهوي منك ومن دلعك ده!!..

وكأنه لم يستمع لها فهمس لإبنته بجدية :-
-بس أوعديني تأكلي يارقية عشان يابنتي تشد حيلك وتطلعي من المستشفى دي!!

أومأت برأسها إيجاباً وهي تبتسم فربت علي كفها بحنان!!..

لوت فاطمة فمها بتهكم وتمتمت :-
-ماهو طول مانت بدلع كده لهتاكل ولا هتطلع من المستشفى!!..

وأثناء جلستهم فُتح الباب ليدلف منه جاسم الذي علم بأنها فاقت من غيبوبتها فتبسمت هي بفرح فشلت في أخفائه!!..

أغلق الباب وسار بخطوات ثابتة وهو يلقي التحية :-
-السلام عليكم!!

نهض راضي وهو يستند علي عكازه قائلاً بعجالة :-
-وعليكم السلام اتفضل يابني!!..

نظر جاسم نحو لرقية التي تنظر له بشتاق ثم أدركت حالها ونظرت بعيداً فلم يشيح هو بصره عنها!!

تملك الغيظ من فاطمة التي وضعت الطبق علي الكومود بغضب!!

تفهم راضي الوضع فأراد أن يسحب زوجته من الغرفة فسار وهو يتصنع التعب :-
-قومي يافاطمة معايا أمشي رجلي عشان تعبتني من القعدة!!..

فاطمة بضجر :-
-وهي رجلك محبكتش تتعبك غير دلوقتي ياراضي!!..

راضي بصرامة :-
-قومي يافاطمة عشان أتسند عليكي!!..
فنهضت هي علي مضض وأمسكت بيد زوجها وخرجا معاً من الغرفة!!..

تنهد جاسم بصوت مسموع ثم جلس علي المقعد بجوار فرأشها قائلا بهدوء :-
-حمد الله علي السلامة!!..

كادت أن ترد عليه بلهفة شوق ولكن تمالكت نفسها وقالت بدون اهتمام :-
-أيه ده هو انت خرجت من السجن؟!.

جاسم بنبرة متهكمة :-
-لا خرجوني فسحه وهرجع تاني!!

لم تجاري المزاح فنظرت أمامها قائلة ببرود وهي محتفظة بملامحها الجادة :-
-ايه اللي جابك؟!..

كاد أن يصفعها علي وجهها من كثرة الغيظ ولكن تمالك نفسه وتحدث بجدية مصطنعة :-
-أبدا سمعت أن المستشفى هنا خدماتها عالية اووي فقولت أجي اشوف بنفسي!!..

هزت رأسها عدة مرات بإبجاب، فتابع هو بغيظ :-
- بلاش أسئلة غبية هكون جاي ليه يعني !!..

رقية بجدية وهي تنظر له :-
-عايز تقنعني إنك جاي تشوفني؟!..

جاسم بنبرة جادة أيضاً :-
-وأنتِ شايفه أيه؟!..

هي بنبرة ذات مغزي :-
-شايفه أنك مش عاوزني تاني فى حياتك!!..

إبتسم من زاوية فمه ودنا منها قائل بعتاب مصطنع :-
-ياااه عليكي ده انتى قلبك طلع أسود!!.
أرتبكت من قربه منها هكذا فتحدثت بخفوت وهي تبعده ببطء :-
-أبعد كده احنا فى المستشفى!!..

جاسم بخبث :-
- هي دي بس مشكلتك أن أحنا في المستشفي !!..

توردت وجنتيها من الخجل وأشاحت بوجهها عنه فإمسك كفها وأردف بجدية :-
-زي ما انتِ فاكره كويس اللى قولتهولك انا برضه فاكر كويس اللي قولتهولي ولسه فاكر الإصرار اللي كان في نبرتك ساعتها، أيه رجعتي فى كلامك؟!..

نظرت له وقد أبتلعت ريقها قائلة بخفوت :-
-ماينفعش تنزل معركة وأنت مش معاك سلاح تحارب بيه!!..

جاسم بجمود :-
-غبية لإنك معاكي أقوى سلاح تحاربي بيه وهو حبي!!..

أبتسمت بهدوء ونظرت أرضاً ففهم سر إبتسامتها فأبتسم هو الاخر وتحدث :-
-أيه اتاكدتي خلاص إني كداب؟!..

إبتسمت أكثر ولكن لم ترفع عيناها، فتنهد هو قائل :-
-أنتِ السر الوحيد اللي في حياتي اللي مش عارف حله مهما عملتي وهتعملي عمري ماهبطل أحبك عشان كده لازم تعرفي أني مهما قولتلك العكس هفضل كداب!!..

وأخيراً رفعت عيناها لتقابل عيناه فتبسمت بحب وزاد هو من أحتضان كفها حاولت تحرير كفها ولكن فشلت فقد احكم قبضته عليه قائلاً بمشاكسة :-
-انسى مش هترجع تاني!!..

فضحك بخفة حتى لاتتألم!!
.....................
في شقة معتز..

ولجت بسمة لغرفة المعيشة حيث زوجها الجالس امام التلفاز فرمقته بغضب ثم اتجهت نحو التلفاز وأغلقته ووقفت بجواره بتحدي!!

صاح معتز بها :-
-أيه اللي انتِ عملتيه ده!!..

عقدت بسمة ساعديها أمام صدرها وتسألت بجمود :-
-هو أنت بقالك يومين مابتروحش الشغل ليه؟!..

معتز بحده :-
-وأنتي مالك اروح الشغل ولا ماروحش انتي هتتحسبيني!!..

بسمة بإنفعال :-
-أنا مراتك وليا حق اعرف كل اللي بيحصل معاك وليا حق اعرف ايه اللي عمل في وشك كده !!..

قالت ذالك وهي تشير نحو وجهه المصاب بفعل كدمات جاسم!!

معتز بلهجة جامدة :-
-لا مش من حقك تعرفي غير اللي أنا عاوزك تعرفيه وبس!!..

سارت وجلست بجواره وأردفت بإختناق :-
-هو أنت ليه بقيت تعاملني كده!!..

معتز ببرود وهو يعقد ساعديه خلف عنقه :-
-والله أنا كده ولو مش عجبك كل واحد يروح لحاله!!..

أتسعت عيناها بذهول وهزت رأسها بعدم تصديق وترقرقت العبرات في عيناها قائلة بألم :-
-بالسهولة دي يامعتز ، قدرت تقولها؟!..

زفر بضيق ونظر له بغضب :-
-أعمل ايه ما أنتِ منكده عليا عيشتي!!..

بسمة وقد سالت دموعها :-
-عشان عايزة اطمن عليك ابقا منكده عليك عيشتك؟!..

معتز بجدية وقد حل يده :-
-بسمة عاوزك تتعودي أنك تمشي على مزاجي وأنا لو عاوزك تعرفي حاجة أنا هعرفك من غير ماتسألي غير كده ملكيش الحق أنك تسألي... مفهوم

أومأت برأسها إيجاباً وهي تردد بحزن :-
-مفهوم، وأنا مش هضايقك تاني بسؤالي !!..

عاد بظهره للوراء وتساءل :-
-عملتي أيه فى موضع الخلفه؟!..

مسحت دموعها بظهر يدها وأردفت ببطء :-
-ما انا قولتلك الدكتورة طالبه تحاليل منك؟!

انكمشت ملامحه مرة أخرى بغضب :-
-لتاني مره يابسمه هقولك تنسى موضوع التحاليل بتاعي ده أنا زي الفل!!..

بسمة بتحدي :-
-وأنا برضه زي الفل يامعتز متجيش تسألني بقا على خلفه تاني!!..

ثم نهضت من جواره متجها نحو غرفتها، فنظر لها بلا مبالاة وأعاد تشغيل التلفاز!!..

.......................
-في منزل رباب..

وضعت الطعام على المائدة الصغيرة كما تركت صغيرها على الأرضية بجوار أخيه ودلفت لكي توقظ زوجها!!..

دلفت للغرفة ودنت من الفرأش ومدت يدها تهزهه بخفه :-
-محمد قوم يالا اتغد قبل مااروح لرقية!!..

لم يستيقظ فهزته أكثر ففتح عيناه بهلع ونهض من الفرأش سريعاً كالذي لدغته حيه وصرخ بها :-
-أنتِ ازاي دخلتي هنااااا!!..

قطبت مابين حاجبيها بتعجب:-
-في ايه مامحمد مالك كده زي مايكون حيه قرصتك وهكون دخلت ازاى يعني ماهو الباب مفتوح قدامك!!..

ضربت جبهته بعنف عندما تذكر أنه غفل عن إغلاق الباب فتحدث بلهجة مضطربة :-
-آآا طب اطلعي بره يارباب ومتدخليش عندي ولا أنتِ ولا العيال!!.

تسلل الشك إليها فضيقت عيناها متسائلة :-
-مالك يامحمد مش على بعضك كده!!

ابتلع ريقه وتحدث بتوتر وهو على مسافة لابأس بها :-
-آآآآ مفيش آا حاجة يارباب بس عندي برد وخايف أحسن تتعدي مني أنت ولا العيال!!..

أبتسمت رباب بحسن نية ودنت منه قليلاً فتراجع هو للخلف :-
-بقا دور برد يعمل فيك كده يامحمد، طب مقولتليش ليه اعملك حاجة سخنه ؟!

محمد وهو يحاول الثبات :-
-آا ماتقلقيش انا هبقا كويس!!.

رباب بهدوء :-
-طب أنا هغرفلك وادخلك تاكل هنا!!..

محمد سريعاً وهو ينفي بيده :-
-لالالا!!..

ثم تابع :-
-ماتجبليش حاجة انا مش هاكل ،ولو عوزت أنا جايبلك أطباق بلاستيك ابقى حطيلي فيها أكل ودخليه من تحت الباب!!..

ضحكت بشدة على حديثه وأردفت بعد ضحك متواصل :-
-ضحكتني والله يامحمد ماكنتش أعرف أن دور برد يخوفك بالشكل ده!!..

ثم تابعت بإبتسامة هادئة :-
-بس ماكنتش أعرف أنك بتحبنا اووووي كده وبتخاف علينا، ربنا يخليك لينا !!..

أبتسم محمد بألم ومنع نفسه من البكاء بصعوبة!!..

فخرجت رباب من الغرفة عندما استمعت صوت بكاء إبنها فأسرع محمد نحو الباب وأغلقه جيداً وهو يصارع البكاء قائلاً بندم :-
-سامحيني يارباب ،سامحيني ياحبيبتي!!..

.....................
-في منزل يمني!!..

كانت تسير أمامه ذهاباً وإياباً تحاول إستعادة شجاعتها لتطلب منه أمر ما!!..

فتحدث جمال بضيق :-
-ايه هتفضلي رايحه وجايه قدامي كده كتير لو أنت رجلك موجعتكيش فا انا اتخيلت!!..

توقفت عن السير وجلست بجواره وهي تفرك يدها بتوتر قائلة :-
-آآ جمال آآ ينفع اطلب منك حاجة!!

جمال بحزم دون النظر عليها :-
-هاتتكلمي معايا في موضوع رقية فأنا بقولك لااا!!..

يمني بتوسل:-
-عشان خاطري ياجمال اروح بس اطمن عليها!!

جمال بحده نوعا ما :-
-قولتلك لا مش هخليكي تروحي عند الست قليلة الذوق دي تاني!!..

يمني بضجر :-
-ياجمال هو انا هاروح عشانها ده انا هاروح اطمن على بنتها !!..

جمال بسخرية :-
-اه وأهو تسمعيلك كلمتين في جنابك بالمره !!..

فتابع :-
-انسى يايمني موضوع أنك تروحي ده أنا مش هرضا حد يهينك ولا يدوسلك على طرف!!..

كادت ان تتحدث فقاطعها بإشارة من يده :-
-خلاص خلصنا يايمني وماتنسيش أن أنا حالف بالطلاق!!.

تنهدت هي بضيق ثم نهضت لتتابع أعمال منزلها!!..

................
-في مجموعة النجدي..

وضعت رأسها بين يديها بحزن وغضب في أن واحد وهي تتذكر أخر لقاء جمعهم!!..

.. فلاش باك

أطلقت صرخة عالية عندما رأته يطيح بحزامه الجلدي على جسدها ولكنها لم تشعر بأي شئ مطلقاً وكأنه توهمت بأنه ينزع حزامه عن بنطاله!!

نظرت له بهلع فرأته ممسك بالحزام ولكنه لم يفعل به شئ فقد هوي به في الهواء !!.

أبتسم بسخرية وثني حزامه الجلدي قائلاً :-
-متخافيش أوووي كده أيدي مابتمددش على ستات للأسف!!.

ثم رمقها بتسلية وتابع :-
-عجباني أوووي نظرة الخوف اللي في عينك دي!!..

أستشاطت غصباً فرفعت سبابتها محذرة :-
-جاسم انا مش هسمحلك تتمادى معايا اكتر من كده واوعي تنسى أنا ابقا مين!!..

ترك حزامه على المكتب ودنا منها قائلاً بصرامة :-
- لا مش ناسي أنتِ مين بس ولا يفرق معايا أصلاً!!..

نظرت له نظرات قاتلة ثم جذبت حقيبتها وكادت أن ترحل فأمسك ذراعها يمنعها :-
-أحنا لسه متحسبناش!!..

وقفت وهى تجز على اسنانها :-
-جاسم أنت كده بتغلط وبتتمادي أكتر سبني أمشي ووقف المهزلة دي..

كرر جملته بقوة :-
-وقولتلك لما نتحاسب!!..

تنهدت قائلة بإيجاب :-
-ماشى ياسيدي خلينا نتحاسب ثم حرر معصمها من يده بقوة وجلست على المقعد ببرود :-
-قولي بقا عايز تحاسبني زى تحب تسجني؟!..

وضع يده في جيب بنطاله وسار نحوها وهو يبتسم حتى انحني وحاصرها بيديه غامزاً بنفي :-
-لو سجنتك هتعرفي تخرجي!!..

فلمعت عيناه ببريق إنتقام :-
-زي ما أنتِ أذتيني في اكتر حاجة بحبها أنا برضه هأذيكي في اكتر حاجه بتحبيها وهي شغلك!!..

عقدت مابين حاجبيها بتعجب فتابع :_
-المحامى زمانه على وصول هيلغي كل عقود الشراكة اللي مابينا!!..

تمارا بنزق :-
-هو أنت فاكر إنك كده بتهددني!!.

فتابع بإبتسامة مسلية :-
-اه بهددك ومش هتقدري تفتحي بوئك كمان عارفة ليه لأن قبل ماجيلك أسهم الشركة بتاعتكم أنخفضت ولما أنا هسحب الشراكة بتاعتي هتقع أكتر!!..

انكمشت ملامحها فجأة وهي غير مصدقة الذي قاله اللتو زاغت انظارها في المكان ليقع نظره على الشاشة المضيئة في مكتبه والتي تعرض الأسهم العالمية فرأت أسهم شركتهم في الانخفاض!!..

إبتسم بأنتصار هامساً:-
-أيه رأيك ضربة معلم مش كده!!..

حاولت التحدث فقاطعها بجمود :-
-دي أول حاجة!!..

فأخرج سلاحه من خلفه ووضعه على المكتب أمامها فوزعت نظرها بينه وبينها بهلع وقد شحب وجهها فأردف ساخراً:-
-تؤتؤ مالك خوفتي كده ليه ما أنتِ لسه قايله أني مقدرش أذيكي طول ما أنتِ في شركتي يعني اكيد مش هقتلك !!..

ثم تابع بنبرة أكثر عدائية بعدما جمدت ملامحه :-
-بس هقتلك لو رقية حصلها حاجة ، يعني حياتك متوقفه على حياة رقية !!

ثم كرر بجمود :-
-حياتك متوقفة على حياة رقية أحفظي الكلمتين دوول كويس !!..

أبتسم بإنتصار وهو يري تأثيره البادي عليها فأعتدل في وقفته قائلاً ببرود :-
-. ادعيلها بقا تخرج رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون من المستشفى عشان لو لقدر الله ماخرجتش ساعتها هنفذ وعدي ليكي!

ثم ألقى عليها نظرة منتصرة أخيرة وأبتعد عنها، وتركها تحاول السيطرة على حالها وصدرها يعلو ويهبط !!..

باك...

غلقت الدماء في عروقها فألقت كل شئ أمامها بإنهيار وهي تلعنه وتلعن الساعة التي قابلته فيها فقد استطاع الانتقام منها عن طريق عملها وهي الأن تجاهد لكي لاتسقط!!..

...........
-اجتمع الجميع على مائدة الطعام ماعدا عصام وزوجته الأولى فتسائل والده :-
-فين عصام ومراته يا أم عصام!!..

أبتلعت الطعام قائلة :-
-علمي علمك ياحج دوول خرجوا من صباحية ربنا ولحد دلوقتي مرجعوش!!..

شك والده في أمره هو وزوجته، اما شهد حمدت ربها على غيابهما لكي تستطع تناول الطعام بشهية بدون نظراتهما القاتله لها!!..

وبينما هما يتناولون الطعام دلف عصام وفي يده زوجته وألقى التحية :-
-السلام عليكم!!..

نظر له والده بجمود :-
-كنت فين انت ومراتك؟!..

تحدث حنان هذه المره قائلة بجدية :-
-كنا بنجيب التحاليل اللي الدكتورة طلبتها مننا ياحاج!!..

والد عصام بتعجب :-
-تحاليل أيه دي!!..

ضربت والدة عصام على جبهتها وهي تتصنع النسيان :-
-يقطعني ياحاج نسيت اقولك أن من يومين شكنا أن حنان حامل فراحت كشفت والدكتورة طلبت منهم تحاليل عشان تطمنهم !!

أومأ برأسه ثم تابع بإبتسامة خبيثة :-
- يعني هتبقا أب لعيلين مره واحدة!!

نكس عصام رأسه بخزي وقد فنن في ذالك ثم رفع رأسه قائل بحزن وغضب مصطنع :-
-للإسف ياحج أنا مش هبقا اب لحد!!

فتابعت حنان وهى تنظر نحو شهد قائلة بنبرة غاضبه وذات مغزى :-
-اصل التحاليل بتقول إن عصام مابيخلفش!!..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#63

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس من النهاية!!

كل شئ يقترب من النهاية، فحان الوقت أن يغلق الستار علي تلك الحياة البائسة!!..

شعرت بأنفاسه تلفح بشرتها وانامله تتحرك ببطء علي وجنتيها وكأنها تودعها، ثم أردف بصوت تكاد تسمعه هي فقط :-
-إيان كانت النهاية أنا راضي بيها كفاية اني نهايتي كانت معاكي!!..

ثم تابع بنبرة متإلمه للغاية وابتسامة حزينه علي ثغره:-
-وأنا مش عايز اكتر من كده أنا مش اناني!!..

أرتجفت شفتاها بقوة وزاغت أنظارها في المكان بهلع كادت أن تتحدث ولكنه أسكتها بقبلة متعطشة حيث قبلها بنهم شديد وكأنه يتذوق شفتيها للمرة الأخيرة كادت أنفاسهما أن تتمذق وبينما هو غارق معها دوي في المكان صوت طلقات نارية فأتسعت عيناها بصدمة وشعرت بإن قلبها سقط في قدمها، اما هو لم يبتعد عنها خطوة واحدة بل أستمر في تقبيلها معتصراً إياها داخل أحضانه وكإنه الحصن المنيع لها يحفظها بين أضلاعه تاركاً ظهره مكشوفاً للطلقات ومرحباً بها!!.

.. يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#64

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث والأربعون..

مرت العديد من الساعات والدقائق وهو جالس معها دون أن يمل!!..

فأردفت هي بخفوت وهي تنظر للنافذة الكاشفه عن الظلام الذي يسود الخارج :-
-الوقت إتأخر هو أنت مش هتمشي؟!.

رفع حاجبه قائلاً :-
-أيه ده أنتِ بتطرديني!!.

هزت رأسها بالنفي سريعاً قائلة وهي تعض على شفتيها بحرج :-
-أصل آآآآ ماما يعني ااا

فلم تستطع تكملة جملتها فأبتسم متفهماً:-
-ماتقلقيش عم راضي عمل معانا واجب واخدها البيت!!..

قطبت حاجبيها قائلة :-
-مش عارفة بابا بيساعدك كده ليه وانت سايب بنته يعني المفروض آآآ!!..

قاطعها هامساً :-
-بيحبني ادعيلي بنته تحبني زيه كده!!.

أشاحت ببصرها بعيداً خجلاً، وأثناء جلستهم استمعا إلى طرق الباب وبعد قليل دلف ضابط وخلفه عسكرى!!..

سحبت رقية يدها بهدوء من يده، فتحدث الضابط :-
-مساء الخير!!..

نهض جاسم من مقعده وهو عاقد حاجبيه متفهماً فتابع الضابط حديثه بلهجة رسمية :-
-محتاجين بس ناخد أقوال المدام عشان المحضر!!..

أومأ جاسم برأسه متفهماً فنظر لرقية ثم عاد النظر مرة أخري إلى الضابط قائلاً بجمود :-
-اتفضل حضرتك شوف شغلك!!..

الضابط موجهاً حديثه لرقية :-
-ياريت حضرتك تحكيلنا كل حاجة!!.

أومأت برأسها إيجاباً فجلس جاسم بجواره كما كان وهو يحاول السيطرة علي أعصابه!!..

فبدأت هي تسرد علي مسامع الضابط كل شئ حدث معها بعد مغادرتها منزل يمني، تجهمت ملامح جاسم بقوة وهو ينظر إلى الفراغ ويسمع حديث رقية بالرجال الذين تعرضون لها بالضرب فتمني أن يراهم الأن لكي يعلمهم درساً قاسياً!!..

أنتهت رقية من السرد فسألها الضابط :_
-تتهمي حد باللي حصلك ده؟!..

رقية وهي تضيق عيناها :-
-معتقدش أن في حد عاوز يأذيني انا مليش عداوة مع حد!!.

الضابط بعملية :-
-يعني اللي حصل مجرد حادثة سرقة عادية؟! ..

رقية بإيجاب ونبرة مرهقه :-
-أكيد عشان هما خدوا كل حاجة معايا!!..

لاحظ جاسم شحوب وجهها والتعب البادي عليها فتحدث بجدية:-
-ياريت كفاية كده ياحضرة الظابط!!..

الضابط :-
-اسفين ياجاسم بيه بس معلش ده اخر سؤال!!.

زفر بضيق فتابع الضابط أسئلته :-
-فاكره شكلهم كويس يعني لو شوفتي حد منهم هتعرفيه !!..

شاردت قليلاً في الذى حدث وبعد برهة أومأت برأسها :-
-ايوة هعرفهم!!..

الضابط بتنهيدة :-
-علي العموم احنا قبضنا علي واحد جايز يكون منهم ولما حضرتك تخرجي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون ياريت تشرفينا عشان تتعرفي عليه!!!.

التفت جاسم إليه فجأة قائل بقوة:-
-يعني في واحد منهم تحت أيدكوا دلوقتي؟!..

الضابط بإيجاب :-
-ايوة ياجاسم بيه قبضنا عليه فى المستشفى لأنه هو اللي جابها وبعدين هرب وبعدين أتردد علي المستشفى مره تانية وفي المره دي العسكري بتاعنا قبض عليه!!..

رقية بتعجب وهي تهمس :-
-جابني المستشفي؟!!..

ظهرت معالم الغضب علي وجهه ثم كور قبضة يده قائلاً :-
-أنا جاي معاكم اشوفه!!.

رمقته رقية بتعجب أما الضابط أرتبك قليلاً قائلاً :
-آآإ طبعا ياجاسم بيه تشرف!!
..................

-في قسم الشرطة..

جلس الضابط بعدما أمر بإحضار من محمود من الحجز!!.

فنظر نحو جاسم وإردف :-
-جاسم بيه مش عاوزين تهور لحد دلوقتي مفيش حاجة ضده بشكل رسمي وااااااا..

قاطعه جاسم بجمود :-
_حضرة الظابط أنت عملت شغلك وكتر خيرك، ماتشغلش بالك بشغلي أنا بقا!!..

كاد أن يتكلم الضابط ولكن منعه حضور العسكري معه محمود الضابط للعسكري :-
-سيبه وأمشي أنت!!

نفذ العسكري الأمر وخرج فوقف محمود يوزع نظراته بين الضابط والرجل الأخر المجهول بالنسبه له والذي تدل هيئته علي ثرائه الفاحش!!..

التفت إليه جاسم بغضب ثم دقق النظر فى وجهه ولقد اعتقد أنه من المجرمين لكونه مشوه ولإول مره يسئ الظن!!..

نهض جاسم وسار ببرود نحو محمود وهو واضع يده في جيب بنطاله فوقف أمام محمود الذي شعر بالريبة!!..

رمقه جاسم بتفحص وبدون سابق إنذار سدد له اللكمات المتتالية حتي ادمي وجه محمود !!
.
نهض الضابط سريعاً ووقف حائلاً بينهما وهو يصيح :-
-جاسم بيه ماينفعش اللي بتعمله ده مش قانوني!!..

ثم ألقى نظرة خاطفة على محمود الذي ادمي وجهه وصاح :-
-ياااااعسكري!!.

حضر العسكري فأمره :-
-خد المتهم ده على الحجز!!.

جاسم صائحاً بغضب :-
-الواد ****** ده لازم يتربى وهو وكل اللي أتجرأ ومد يده على مراتي!!.

الضابط بضيق :-
-حاضر هيتربي بس مش كده ،
أهدي أنت ..

أصطحب العسكري محمود وجاسم يرمقه بنظرات قاتلة!!

وبعدما خرج نظر إلى الضابط بغضب :-
-أنا عاوزه يتربي النهاردة!!

تنهد الضابط فتابع جاسم بحزم وبلهجة أمر:-
-يتربى في الحجز النهاردة بدل ما أنزل أربيه أنا بمعرفتي!!..
......................

حل الصباح وهي جالسة علي فرأش المرض في إنتظاره ولم يأتي!! زفرت بضيق ثم صوبت نظره على الباب في إنتظاره دخوله فى أي لحظه!!..

ففتح الباب فجأة فتبسمت بأمل ولكن تحطمت كل أمالها عندما دلفت الممرضة حامله صنية الطعام وباقة زهور!!.

الممرضة بإبتسامة :-
-صباح الخير..

رقية بأقتضاب :-
-صباح النور...

وضعت الممرضة الطعام علي الكومود ثم أعطت باقة الزهور لها :-
-الورد ده جاي عشانك!!.

مدت رقية يدها وأخذته متعجبه :-
-عشاني أناا!!..

أومأت برأسها إيجاباً ثم وضعت أمامها حامل الطعام المثبت بالفرأش لتضع عليه صنية الطعام ثم هتفت بهدوء :-
-المهم دلوقتي تفطري كويس عشان الدكتور جاي يشوفك!!..

لم تعبأ بحديثها بل أنشغلت بباقة الزهور وظلت تتفحصها حتي وجدت مرادها وهو الكارت المتواجد بالداخل!!..

جذبته بلهفة ثم أنتظرت خروج الممرضة لتقرأ المدون عليه بصوت أشبه للهمس :-
- عيناكِ لي..
ومن ابتغي فيهما حباً..
قاتلناه حتي تعود املاكنا.. حره

أضاء وجهها بإبتسامة سعيدة وهي تردد تلك الجملة حتى حفظتها في ثنايا قلبها الذي مازال وسيظل يكمن الحب لذاك الجاسم!!..

....................
-فى فيلا ما...

كان يقام حفل نهاري بين الشباب إحتفالاً بمولد رفيقتهم التى تدعي "شاهي"..

دلف حازم يبحث بعيناه عن صاحبة الاحتفال فلمحته هي فتوقفت عن الرقص وأقبلت عليه قائلة :-
-زووما كنت مرهنه أنك جاي!!

حازم وهو يصافحها بإبتسامة :-
-وهو أنا أقدر ماحضرش عيد ميلادك!!..
ثم أخرج من جيبه علبة وردية اللون وقدمها لها :-
-كل سنة وأنتِ طيبة!!.

تناولتها قائلة بإبتسامة :-
-وانت طيب يازوما!!.

ثم قامت بفتحها لتجد قلادة ذهبية أنيقة فأردفت بإعجاب:-
- طول عمرك ذوقك يجنن merci!!

تنهد ونظر حوله ثم هتف بمرح :-
-بس أيه جو الشمس والنهار دوول اللي مش لايقين خالص علي فستانك!!

ثم غمز لها وهو ينظر لفستانها العاري!!..

ضحكت بميوعة وإردفت بجرأة :-
-بس ايه رأيك؟!..

حازم وهو يتصنع عدم الفهم :-
-رأيي في أيه؟!
قصدك رأيئ فى الحفلة تجنن طبعاً!!..

دنت منه ووكزته بخفه :-
-قصدى رأيك في الفستان!!..

ثم تابعت بخبث ووقاحه :-
-ولا تحب تطلع تعاينه فوق؟! ..

ضحك حازم بقوة وأردف :-
-لا خلاص توبنا إلى الله!!

شاهي بضيق وهي تلف يدها حول عنقه :-
-يوووه بقا متبقاش رخم أنا بقالي كتير ماشوفتكش!!.

ثم همست له وهي تعبث بملابسه :-
- وبعدين هي شاهي ماوحشتكش؟!

غريزته الذكورية تحركت اتجاهها فأبتلع ريقه وهو يتطلع لمفاتنها فأبتسمت بإنتصار وهي تري تأثيرها عليه!!..

لم يعلم أنه تسبب في ألم قلب كان يراقبه من بعيد فهي الأن تأكدت أنه لم يحبها قط بل تعود علي وجودها حينما كان بمفرده يتعالج من الإدمان فقد تعافي هو ولكن لم تتعافى هي لأنها أدمنت حبه!!...

فجرجرت أذيال خيبتها وعادت لمجلسها وجلست بجوار رفيقتها التي هتفت بضيق :-
- لا بقولك أيه ياعهد بلاش نكد انا ماصدقت اقنعتك أنك تخرجي من ساعة مارجعتي مصر!!

تنهدت تنهيدة من صميم قلبها :-
-يارتني مارجعت!!..

ثم نظرت بألم لحازم الذي يحتضن الفتاة وغارق معها!!

...........................

أرهقها الإنتظار فقد أوشكت الشمس على الرحيل وهو لم يأتي فتملك منها اليأس وزمت شفتيها للإمام قائلة بحزن :-
-كده برضه ياجاسم تنساني!!.

أنهت جملتها لتتفأجئ به يدلف من الباب فأبتسمت بفرح وكأن الروح عادت إلى جسدها!!..

جلس بجوارها متسائلاً عن حالها :-
-أخبارك ايه النهاردة؟!.

رقية بخفوت :-
-بخير الحمد الله!!..

ثم تابعت بضيق :-
-هو أنت اتأخرت عليا كده ليه؟!..

جاسم بخبث :-
-أيه ده هو أنتِ كنتِ مستنياني؟!..

أرتبكت وهي تشيح بوجهها عنه :-
-أنا آآآآ آآإإ..

أنقذها دخول الممرضة فى هذه اللحظة لتقوم بتغير المحلول فتنفست الصعداء وهو مازال يرمقها بتسلية!!..

فوقعت عيناه على صنية الطعام فقطب حاجبيه :-
-ايه ده هو أنتٍ لسه ماتغدتيش؟!..

همت أن تتحدث ولكن سبقتها الممرضة التي منذ دخولها وهي تنظر لجاسم بجرأة :-
-دي لسه مافطرتش أصلا مع إن أكدت عليها والله الصبح عشان خاطر صحتها!!
جاسم بلهجة جامدة :-
-ليه كده يارقية ينفع تفضلي الوقت ده كله من غير أكل وانتِ بتاخدي دوا؟!..

جزت رقية على اسنانها ثم نظرت للممرضة بتحدي وأمسكت كف جاسم قائلة بإبتسامة مصطنعة :-
-ما أنت عارف ياحبيبي مابعرفش احط لقمه فى بوئي طول ما أنت بعيد عني!!

شعرت الممرضة بالحرج فأنهت عملها وخرجت سريعاً فأبتسمت رقية بإنتصار وتركت كفه بعدما أثبتت ملكيتها الخاصه لحبيبها!!..

أما جاسم همس لها بعبث :_
-بتبقى حلوة اووي وأنتِ غيرانه..

رقية بتوتر :-
-ومين قالك آآآ إني غيرانه أصلاً..

ثم تابعت ببنرة مرتبكة :-
-وبعدين هو أنا هخرج أمتا من هناا؟!..

تنهد جاسم بإبتسامة ثم أردف :-
- يومين كده تكوني أتحسنتِ أكتر!!.

فضيق عينه متسائلاً :-
-مستعجلة إنك تخرجي؟!

صمتت للوهلة ثم تسألت بخفوت :-
-هو أنا لما أخرج حياتنا هتبقى عامله إزاى؟!!..

أستعددت حواسها لسماع الإجابة فصمت هو قليلاً أيضاً ليهتف بعدها بجدية :-
-حياتنا هتمشي زي ماكانت الأول!!..

رقية متسائلة بأمل :-
-يعني هتردني ؟!!..

جاسم بنبرة غير مكترثه :-
-أهم حاجة تخرجي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون ماتفكريش في حاجة تانية كله بأوانه!!..
أنكمشت ملامح وجهها وزاغت أنظارها في المكان فقد حطم أمالها !!

نظر جاسم إلى ساعته ونهض قائل بجدية وهو يغلق سترته :-
-أنا آآآآ لازم أمشي دلوقتي وهبقا أجيلك بكره !!..

وإلقي عليها نظرة أخيرة ثم رحل!!.
لتعود بظهرها للوراء وهي تمنع نفسها من البكاء بصعوبة!!..

.............
-بعد مرور يومين..

-أمام المشفى..

أستقل السيارة بجوارها بعدما وضع حقيبتها في الخلف!!.

فتحدثت بهدوء دون أن تنظر له :-
-أنا آآآآ عايزة أروح القسم!!!

قطب مابين حاجبيه فتابعت :-
-هو انت ناسي إن فى واحد ممسوك ولازم اتعرف عليه!!..

زفر جاسم بضيق :-
-لا مش ناسي بس مشوار زي ده يتأجل عادي!!.

نظرت له رقية وأردفت بجدية :-
-لا ماينفعش يتأجل ده واحد ممكن يكون ممسوك ظلم..
من فضلك نفذلي رغبتي!!..

رمقها بجمود ثم أدار القيادة وأنطلق بها نحو القسم!!..

وكانت صدمتها هناك عندما رأت محمود فتصلبت قدميها وأصبحت غير قادر علي الحركة فوقفت مآخوذها ولم تفيق إلي علي صوت الضابط الذي يتسائل :-
-ها يامدام رقية ده واحد منهم؟!.

هزت رأسها سريعاً نافيه ذالك قائلة :-
-لا مش هو!!

ثم هتفت بخفوت موجهه حديثها للمحمود :-
-هو أنت اللي ودتني المستشفي؟! .

محمود بضيق :-
-إيوه واخدت جزائي كويس!!..

شعرت بالحرج قائلة :-
-أنا آآآآ مش عارفة أقولك آآ أيه بس انا متشكره ليك أووي إنك أنقذت حياتي وجميلك ده هيفضل فى رقبتي !!!

محمود بتهكم وهو يتحسس كدماته :-
-لا ماهو جوزك رد الجميل وشكرني كويس أووي!!..

رقية بتعجب :-
-جوزي ؟!..

ثم نظرت لهيئته المرزية لتهتف بهلع :-
-هو جاسم اللى عمل فيك كده؟!..

تنهد محمود ولم يجيبها بل نظر إلى الضابط وتحدث :-
-أظن اقدر أمشي دلوقتي يابيه ولا حضرتك تحب تلبسني قضية تانية!!..

تنهد الضابط قائل :-
-لا يامحمود تقدر تتفضل!!

تحرك محمود من أمامها ومر من جوار جاسم فأمسكه من معصمه نظر محمود إلى يد جاسم وأردف :-
_أيه يابيه حضرتك عايز تاخدها حقها حتي بعد مابرائتني؟!..

لم يجيبه جاسم فقد رمقه بجمود فقط ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج بعض الأموال من حافظة نقوده ووضعها في كف محمود وقبل أن يتحدث سبقه جاسم بتنهيدة:-
-اعتبرهم تعويض عن اللي حصلك!!..

محمود ساخراً وهو يعيد له الأموال :-
-وفر فلوسك يابيه وإذا كان علي التعويض فواجبك وصل ياباشا!!.

انهي حديثه ورحل ليترك جاسم يشعر بالخزي من نفسه ولكن رفض أن يظهر ذالك أمام رقية التي ترمقه بعتاب!!

................

أستقلت السيارة معه وصاحت :-
-ليه كده ياجاسم تضربه بالشكل ده وكمان تخليهم يضربوه فى الحجز حرام عليك بقا ده جزأته!!..

جاسم بضيق :-
-وأنا كنت هعرف منين يعني!!

رقية بنزق :-
-ماكنش لازم تتسرع وكنت أستنيت لحد ما أجي واتعرف أنا عليه!!..

جاسم بجمود :-
-خلاص خلصنا ينفع تقفلي علي الموضوع ده بقا!!

رقية بإنفعال :-
-لا مخلصناش ياجاسم اللي أنت ضربته ده أنقذ حياتي مايستاهلش يعنى يكون ده جزاته !!..

جاسم بدون وعي :-
-قولتلك كنت هعرف منين إذا كان شكله شبهه أصلاً!!..

نظرت له بألم وقد لمعت عيناها بالدموع فأشاحت بوجهها سريعاً وهي تعض على شفتيها بقوة مانعه نفسها من البكاء!!..

زفر بضيق وقد أدرك الخطأ الذي وقع بيه فوضع يده علي رأسها قائل بأسف :-
-آآآآ رقية آآآآ حبيبتي انا مكنش قصدي!!..

أزاحت يده بقوة وهتفت :-
-روحني !!.

هز رأسه بنفي :-
-لا مش هاروحك يا رقية مش هتهربي تاني!!..

مددت يدها لتفتح باب السيارة فأسرع واغلقه جيداً فإلتفت له تصيح باكيه :-
-روحني بقولك روحني!!.

جاسم صارخاً :-
-قولتلك مش هتمشي!!

ظلت تصيح به ولكن دون جدوى فلجأ للحل الوحيد الذي أمامه حيث أمسك رأسها بقوة وصدمها برأسه مما جعلها تفقد وعيها علي الفور !!..

تننهد بصوت مسموع ثم أدار السيارة وإنطلق بها لمكان لايوجد به سواهما ليكون متحكماً في ردود أفعالها عندما تستيقظ !!..

.................
-في شقة رباب!!..

لم تصدق الذى وقع علي مسامعها الأن تمنت أن تكون داخل كابوس فالان فقط وجدت تفسيراً لتصرفاته المريبة في الأيام الماضية !!..

تهالكت على الأريكة وهي تردد بصدمة :-
-إيدز!!..

ثم أبتلعت ريقها بصعوبة قائلة بنبرة مختنقة :-
-كنت بتخوني يامحمد؟!..

تعالت شهقاته قائلاً بندم :-
-سامحيني يارباب الشيطان غواني وخلاني اعمل كده!!..

قطبت مابين حاجبيها قائلة بذهول وهي تحرك كفها في الهواء :-
-بعد ده كله تخوني طب ليه أنا عملتلك أيه ولا قصرت في أيه ده أنا مستحمله قرفك بقالي سنين واقول بكره هيتعدل واصبري يابت عشان خاطر عيالك لكن بعد ده كله يطلع ديلك نجس اووي كده!!..

محمد سريعاً :-
- والله انا عملت كده عشان خاطر عيالنا عشان أجيب فلوس أعيشكم بيها
رباب بسخرية :-
-فلوس أيه دي اللي بتيجي من النجاسه!!.

محمد وهو يخفض رأسه قائلاً بخفوت :-
-هحكيلك يارباب هحكيلك كل حاجة!!..

... يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#65

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أقتباس ��

فتحت جفونها بإرهاق فكانت تشعر بالالام متفرقة في جسدها زاغت انظارها في المكان فقطبت حاجبيها بتعجب وهي تعتدل لتتلقي الصدمة حيث كانت عارية الجسد وجاسم بجوارها عاري أيضاً لايسترهما سوا الملاءة شهقت وهي تضع يدها على فمها وتهز رأسها بنكران فقد خطر ببالها ليلة أمس وتحذيراتها المستمرة لجاسم ولكن لم يسمع لها!!

فإرتجفت شفتاها هاتفة :-
-حراام آآآآ اللي حصل ده حرام!!

ثم اجهشت بالبكاء مما جعل جاسم يستيقظ بهلع :-
-في أيه يارقية مالك!!..

رمقته بغضب وصاحت ببكاء :-
-حرام اللي حصل بينا ده حرام!!

اقترب جاسم منها بهدوء وحاوط كتفها العاري بيده قائلاً :-
-ممكن تهدي كده مفيش حاجة حصلت لكل ده!!.

قطبت مابين حاجبيها هاتفه بذهول :-
-مفيش حاجة حصلت؟! انت عارف اللي حصل بينا دلوقتي ده معناه أيه ؟!..

جاسم بالامبالاة :-
-اللي حصل عادي بيحصل بين أي راجل ومراته!!..

انفعلت رقيه عليه :-
-ده لو انا مراتك فعلاً لكن أنا طليقت - - -
قاطعها بجدية وهو يلقى لها كلمة تشبه الصاعقة :-
-رقية أنتي لسه مراتي أنا مطلقتكيش أصلاً..

يتبع...

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#66

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث والاربعون ..

استيقظت وهي تشعر بألم في رأسها كاد ان يفتك بجمجمتها .فأعتدلت جالسه وهي تمسك راسها ثم تجولت بعيناها في المكان وهي تحاول معرفته .فقطبت حاجبيها بتعجب وهي تنهض من علي الفرأش وبنظرة متفحصة منها ادركت علي الفور انه اليخت الخاص بجاسم !!

ضيقت عيناها لتتذكر ما الذي جاء بها هناا فأستحضرت سريعا اخري لقاء جمعهما عندما كانت تصيح في وجهه ومن بعدها لم تشعر بشئ حيث أصطدمت رأسها بشئ يشبه الصخره في صلابتها أفقدتها الوعي سريعا !!.

عضت علي شفتيها بغيظ وغضب معا ثم غادرت تلك الغرفة لتبحث عنه فوجدته متسطح علي الأرضية وهو يحل ازرار قميصه بالكامل ليكشف عن عضلات صدره !!

وقفت امامه وهي عاقدة ساعديها امام صدرها هاتفة بغضب :-
-ممكن أفهم انت جايبني هنا ليه ؟!..

نظر لها نظرة غير مبالية ثم نظر للسماء دون ان يعيرها اي اهتمام .فأنحنت قليلا تحادثه :
-انا بكلمك رد عليا !

انهت جملتها لتتفاجئ به يجذبها لتسقط فوقه أصدرت شهقة عاليه فراقبها هو بتسلية وهو يلف يده حول خصره وقبل ان تتحدث سبقها هو ببرود :-
-عاوزة اتكلم معاكي شوية !.

رقية بسخط وهي تتلوي :-
-كلام ايه ده اللي يتقاال واحنا كده !!

جاسم بخبث وهو ينظر لها مباشرة :
-ده احسن كلام يتقال واحنا كده !!

تلوت بجسدها وهي تدفعه في صدره هاتفه بغضب :-
-اوعي سبني بقاا !!

احكم قبضته علي خصرها وظل يرمقها بتسلية مستمتعا بقربهما هكذا !!

حاولت تحرير نفسها بشتي الطرق ولم تنجح فخطرت علي بالها فكرة ونفذت علي الفور حيث صرخت بهلع وهي تضع يدها علي احد جانبيها :-
-ااااااااااااه

فقطب حاجبيه وهو يتسائل بقلق :-
-مالك يارقية
.انتي كويسه !!.

هزت راسها بالنفي وتابعت تمثيلها قائلة بألم مصطنع وهي تضغط علي شفتيها :-
-ده باينه الجرح فتح !!..

اعتدل قلقا عليها وهو مازال يحاوط خصره فنظر نحو موضع يدها فعقد حاجبيه بتعجب فهي تضع يدها علي جانبها الايمن وهي قد تلقت الطعنة في جانبها الأيسر .فتسلل الشك الي قلبه فإنها تلاعبه وتخدعه اومأ براسه وهو يبتسم بمكر وقرر استغلال الموقف لصالحه ..

توجست قلقا من تعبيرات وجه وظنت انه كشف لعبتها فأرادت ان تقنعه بطريقتها حيث صرخت مرة اخري:-
-ااااااه مش قادرة !!..

جاسم بقلق مزيف :
-طب اهدي بس ياحبيبتي!!..

ثم اوهمها انه سيحررها ولكن باغتها بحركة مفاجئة فجلها من اسفله وجثي هو فوقها .فأتسعت عيناها بهلع :-
-ايه ده آآآ هتعمل ايه !!

تصنع ضيقه وهتف بخبث خفي وهو يرفع كنزتها :-
-هعمل ايه يعني هشوف الجرح اللي اتفتح بسببي ده !!..

اتسعت عيناها بصدمة وأمسكت جيدا بأطراف كنزتها لتمنع كشف جسدها وظلت تتلوي لمنعه هاتفه بهلع:-
-لالالا !!

جاسم بتصميم وهو يفك ازرار كنزتها :-
-لا معلش ياحبيتي لازم اشوفه عشان اطمن بس !!..

ادركت انها حيله منه ليحقق مراد ما في رأسه فاستطاعت ان تدفعه وتنهض بعيدا عنه قائلة بهلع :-
-ابعدي عني ماتلمسنيش !!..

اتكأ وهو يضيق عيناه :-
-بتضحكي عليا يارقية !!.

ثم تابع بنبرة متهكمة :-
-وبعدين محدش قالك قبل كده انك ممثلة فاشله !!..

زاغت انظارها في المكان بتوجس فابتسم بأنتصار وهو يشير نحوها :-
-لدرجة انك مش عارفة تفرقي بين جمبك اليمين وجمبك الشمال اللي المفروض الضربة كانت فيه !!..

عضت علي شفتيها بحرج ولعنت غبائها الذي مهد له الطريق ليكتشف خدعتها !!..

فزفرت بضيق قائلة :-
-ايوه كنت بمثل ما انت مش راضي تسبني !!

تنهد بصوت مسموع ونهض من علي الارضية وسار نحوها فتراجعت هي للخلف بتوجس :-
-ايه عاوز ايه تاني !!.

وقف جاسم واردف بجدية :-
-قولتلك عاوز اتكلم معاكي !!..

نظرت حولها بريبة حيث المياه التي تحاوطهما من كل ناحية وتحدثت :-
-وهو الكلام ماينفعش غير واحنا وسط المايه كده !!

جاسم بتنهيدة وهو يضع يده في جيب بنطاله :-
-ماهو طول ما احنا لوحدنا كده هعرف اسيطر علي ردود افعالك كويس !!..

ثم تابع ببرود مهددا اياها :-
-ولو عصلجتي معايا ساعتها هعرف اتعامل معاكي بطريقتي الخاصة !!..

انقبض قلبها فجأة وهي تسمع تهديده لها وقد حالت في ذاكرتها مشهد اغتصابه لها !!

فانكمش جبينها بأنزعاج جلي وتراجعت خطوات للخلف وهي تبتلع ريقها الذي جف اللتو !!

ايقن سبب تعبيرات وجهها المنزعجة فضيق عيناه وأردف بصرامه وحذر :-
-فأهدي كده وخلينا نتكلم بهدوء احسن !!..

هزت رأسها بنفي ورفعت سبابتها تحذره بنبرة مرتعشة :-
-لا مش هنتكلم وانت مش هتجبرني مره تانية !!..

رفع حاجبه واردف بنبرة تحمل وعيد :-
-يعني ده أخر كلام عندك !!..

هزت رأسها سريعا بالايجاب وهي تخشي نتيجة ذالك !!..

حك طرف ذقنه ونظر حوله ثم هتف بابتسامة غير مريحة علي الاطلاق :-
تمام !!
علي راحتك !!.

فدنا منها فظلت تتراجع بهلع حتي دلفت للداخل ولم تنتبه لوجود اريكة خلفها فسقطت عليها الفور فابتسم هو بخبث ثم خلع قميصه بطريقة جعلتها تنكمش علي نفسها بهلع وقد حال في ذاكرتها مشهد اغتصابها!!..

وعندما وجدته يقترب منها اكثر تحدثت سريعاء برجاء:-
-جااااسم لاااا بالله عليك ماتعمل فيا كده تاني !!..

لم يستمع لها حيث جثي فوقها ووضع اصبعه علي شفتيها .فزاغت عيناها بهلع ورجاء !!

تعالت دقات قلبها واصبحت كالطبول وهي تشعر بانفاسه تلفح بشرتها اقترب بوجه من شفتيها فاغلقت عيناها بقوة واصبح جسدها يرتجف بشدة من الخوف لتسمعه يهمس :-
-انا عايز قهوة !!..

ارتجفت عيناها عدة مرات لتتأكد من جملته ففتحتهما وهي ترمقه بتعجب !!..

فنهض من عليها واعطاها ظهره قائل بنبرة متناقضة مع حالة الفزع التي زرعها بداخلها :-
-نفسي في فنجان قهوة وانتي عارفة اني مليش في عملها !!.

اعتدلت وزاغت عيناها بتعجب للغاية من حالته فهو يريد ملاعبتها بطريقته الخاصة !!..

.....................
-ف اسفل اليخت !!

وقفت في المطبخ الصغير الملحق باليخت وهي تضع يديها !!

كان يراقبها وهي حائرة هكذا فتسلل للداخل وحاوط خصرها لتشهق هي بهلع :-
-ايه في ايه تااااااني ؟!.

جاسم وهو يحاوط خصرها اكثر :-
-مفيش حاجة ياحبيتي انا بس شوفتك تايهه كده فقولت اساعدك !!..

وتصنع الجدية وهتف :-
-ايه بدوري علي حاجة ؟!..

تنهدت بصوت مسموع وأردفت بخفوت :-
-فين البن ؟!..

جاااسم بنبرة تثير الشك بعدما التصق بجسدها :-
-مفيش بن هنا !!

رقية بصدمة وهي ترمش بعيناها عدة مرات:-
-مفيش بن ؟! اومال كنت هعملك القهوة ازاي ؟!..

..يتبع


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#67

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

اقتباس كيووت ..

دلف للغرفة لكي يتحدث معها بشأن عمليتها التي سوف تجرأ الغد ..ولكنه لم يجدها في غرفتتها فالفراش مازال علي هيئته المنظمة والتي تدل علي انها لم تتسطح عليه طوال الليل قطب مابين حاجبيه بتعجب وغادر الغرفة ليبحث عنها !!..

وبينما هو يسير في الرواق تقابل مع الممرضة التي اسند لها أمر رعايتها فسألها بجدية تامة :-
-رقية فين ؟!
مش موجودة في اوضتها ؟!

الممرضة بهدوء :-
-دي خرجت يادكتور !!..

نضال بأنفعال :-
-يعني ايه خرجت وخرجت مع مين وازاي وانتي مابلغتنيش ليه ؟!..

الممرضة :-
-ماهي خرجت آآ مع جوزها !!..

صمت لوهلة فتابعت هي بتوضيح :-
-جاسم بيه جه هنا واخدها مشي !!..

جز نضال علي أسنانه بغضب وتابع بتسائل :-
-والكلام ده حصل امتاا ؟!..

ارتبكت الممرضة ولكنها تحدثت بحذر :-
-آآ امبارح بالليل !!..

كور قبضة يده بغضب فقد نفذ صبره من التصرفات الطائشة التي تصدر من تلك الجاسم !!..

.يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#68

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والأربعون!!. الجزء الاول

جاسم وهو يدنو منها :-
-مفيش بن في الحته اللي أنتي بتدوري فيها دي !!.

ارتجفت كل خلية في جسدها
وتحدثت بشفاة مرتعشة:-
-اومال فين ؟!..

مد يده وفتح أحد الادارج ليخرج منه علبه تحتوي علي البن الذي يفضله !!..

ثم وضعها أمام عينيها .ابتلعت ريقها بتوتر وتناولت العلبه من يديه و دفعته بخفه في صدره لتتحرر من حصاره !!..

وضع يده في جيب بنطاله وهو يبتسم علي حالتها المرتكبة!!..

أشعلت الموقد واعدت كل شئ لصنع القهوة ثم و قفت تنتظر غليانها بفارغ الصبر وهي تختلس النظر لجاسم الذي يرمقها بنظرات متفحصة جريئة !!.

فركت كفيها بتوتر بالغ وأغمضت عيناها وهي تتنهد بقوة ثم بدأت بالعد من 1 إلي 10 لكي تتخلص من حالة الأرتباك التي غزت كيانها!!..

توقفت عن العد فجأة عندما شعرت بيد تحاوط خصرها من الخلف كما شعرت بأنفاس تلفح أذنها أتسع فمها بهلع فتلك الجاسم تجاوز الحدود !!!.

فتحدثت بنبرة خرجت بصعوبة :-
-أبعد !!

جاسم وهو يتصنع عدم الفهم:-
-ما أنا بعييد أهوو !!

أستدارت بوجهها قائلة بأنفعال :-
-أنت مش واخد بالك أنك لازق فيااا ؟!..

أدار جسدها بالكامل وجذبها من ظهرها لتترتطم في صدره العريض فتابع بخبث وعيناه مثبتة علي شفتيها المرتجفة بتوتر مثير :-
-طب وكده !!..

كانت أنفاسهما تتصارع معآ نتيجة هذا القرب الشديد فهي أصبحت ملاصقة له وكأنها جزء لايتجزأ منه !!..

أبتلعت ريقها عدة مرات وهي تحاول أبعاد نظرها عن عينيه التي ترمق شفتيها برغبة !!.

وعندما اقترب ليتذوق من شهدها شهقت هي بهلع :-
-القهوووة !!..

اغمض عيناه بغضب وحررها لتغلق المقود سريعا بعدما أفسدت القهوة فزمت شفتيها بضيق هاتفه :-
-عجبك كده أهي القهوة باظت !!..

ثم اشارت بعينها نحو الباب قائلة بجدية :-
-اتفضل بقا عشان أعمل غيرها !!...

جاسم وهو مازال في مكانه :-
-طب اعملي غيرها وانا موجود !!

هزت رأسها بالنفي قائلة بأرتباك وعيناها زائغة في المكان :-
-لا مش آآآ هعرف أعمل حاجه وأنت موجود !!..
دنا منها مرة أخري وأبتسامة خبيثة أرتسمت علي ثغره وهو يحاصرها بيده :-
-طب هقعد مؤدب ومش هقل أدبي !!..

رقية بصرامة :-
-أنت شكلك رجعت في كلامك ومش عايز تشرب قهوة !!.

وكادت أن تتحرك ولكنه منعها :-
-طب خلاص هخرج اهوو !!..

عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تشيح بوجهها للجهة الأخري منتظر خروج لكي تعد القهوة بحرية دون قيود تمنعها ونظرات تجعلها تشعر بالعري !!..

وقبل ان يغادر همس لها بجوار أذنها بغزل:-
-بس ماكنتش أعرف ان المستشفيات بتحلي اووي كده !!..

القي جملته وغادر علي الفور لتبتسم بحياء وهي تعض علي شفتيها بخجل وبينما هي تبتسم تذكرت سخطه علي المشوهين والتي هي واحدة من ضمنهم فتهجمت ملامحها وعادت للجمود مرة أخري !!..

...............

أعدت القهوة ووضعته امامه علي الطاولة الصغيرة ثم أبتعدت لتجلس في زاوية بعيدة عنه !!

فتنهد وهو يشير لها بأن تجلس علي الأريكة بجواره :-
-تعالي أقعدي يارقية !!...

رقية بجمود :-
-انا مرتاحه كده !!..

جاسم بسخرية :-
-ده علي أساس أنك كده بعيدة عني ومش هطولك !!

صمتت ولم تجيبه فتابع :-
-وبعدين بلاش تعاندي معايا !!..

ثم ضيق عيناه بتسأل :-
-أيه خايفه مثلا ؟!..

رقية بنبرة جادة :-
-وليه لاا ؟! خصوصا ان أحنا لوحدنا ومفيش اي حاجة تطمني ومتنساش انك دلوقتي واحد غريب عني !!..

جاسم بسخرية :-
-متخافيش مش هغتصبك يعني ولا هقوم أرميكي للسمك !!..

أبتسمت بمرارة :-
-لو علي الاغتصاب فأنت عملته قبل كده يعني مش جديد عليك !!..

ثم تابعت بجمود :-
وبعدين أنا مابقتش أستبعد عنك حاجة خصوصا انك بقيت رد سجون!!..

لم تعلم لماذا قالت له هكذا هل تريده يشعر بالاهانة مثلما شعرت بها تريده يتذوق من نفس الكأس هل تريد رد الصاغ صاغين لاتعلم سوا انها ارادت ان تتفوه بذلك وهي لاتعلم مالدافع !!..

لم يبدو عليه أي تأثر بل أبتسم وهتف:-
-نارك بردت دلوقتي ؟!..

رمقته بقوة قائلة بإلم :-
-الإهانه بتوجع مش كده ؟!..

تنهد قائل بجدية :-
-لو ده هيطفئ نارك وهيخليكي تأخدي حقك فأنا فعلا رد سجون !!..

فأندفعت قائلة بمرارة ونبرة ذات مغزي:-
-وانا فعلا شبهه !!..

صاح بإنفعال :-
-انتي عارفة أني ماقصدش وانها كانت ذلة لسان !!..

رقية بعدم أكتراث :-
-ولا تقصد مش فارقه كتير !!.

ثم نهضت ووقفت قائلة بتنهيدة:-
-انا عايزة أمشي من هناا ممكن ترجعني لأهلي !!.

نهض هو الأخر ووقف قبالتها قائل بحزم :-
-انتي مش هتروحي في حته !!..

ثم صاح بها بقوة :-
-وانااا أاااااهلك !!..

لم تننكر أنها فزعت من نبرة صوته فأكمل حديثه بعدما هدأت نبرته نوعا ما :-
وبعدين يارقية الدايرة عماله توسع مننا ولازم نشوفلها حل !!..

ثم تابع بضيق :-
-مش كل شوية تزعلي وتتقمصي زي العيال الصغيرة مش هنقضي حياتنا كلها في الزعل !!..

-العمر مفيهوش كتير عشان نضيعه ومش لازم واحد فينا يتسجن ولا يبقا بين الحيا والموت عشان التاني يفوق لنفسه !!.

وبنبرة متهكمة أردف :-
-ودلوقتي زعلانه مني عشان اتهمت حد ظلم طب ياست كنت غلطان ايه هتعلقيلي حبل المشنقة زعلتي وانتي مش عارفة ان لو حد لمس شعره منك انا هساوي بيه الأرض

مادام الامر وصل لعندك يبقا انا معنديش عقل أفكر بيه ولا أميز حتي فوقي بقاا انا مش ضدك !!..

رقية وقد ترقرقت العبرات في عينيها :-
-انااا عارفه أني متعبه والحياة معايا صعبة وصعبة اووي كمان بس انا كنت بعشم نفسي
إنك تستحملني بس للأسف تخليت عني !!.

جاسم وهو يرفع سبابته :-
-انا ماتخليتش عنك وانتي عارفة كده كويس انا فضلت متمسك بيكي لأخر لحظة !!..

رقية ببكاء :-
-بس قسيت علياا ياجااااسم حتي انت قسيت عليا وأنا ماكنتش حمل قسوة انا كنت بقولك أبعد ومن جوايااا بترجاك تفضل لكن ماسمعتنيش !!..

ثم تعالي صوت بكائها وهي تهتف :-
-ماسمعتنيش وطلقتني !!..

جاسم بجمود :-
-وهو ده مش كان طلبك؟!..

رقية من بين شهقاتها :-
-كنت فاكره ان هو ده الحل كنت فاكره اني لما هبعد عنك هارتاح ماكنتش اعرف أني هتعب أكتر !!..

فتابعت بتقطع :-
-وانت آآآ اللي وصلتني لكده انت اللي خوفتني منك !!.

فزاغت أنظارها وهي تتحدث بتوهه وحيره وهلع :-
-بقيت اخاف اتكلم او اتنفس أحسن تضربني وانت كنت بتفرح بكده كنت بتفرح وانت شايفني خايفه منك زي ماحصل من شويه كده كنت متعمد انك تشوفني خايفه !!..

ثم أردفت بألم مرير :-
-جاسم أنت بقيت تفرح لما تشوفني خايفه !!..

كان يستمع لها بذهول غير مصدق الأتهامات التي توجهه إليه فهو زرع الخوف بداخلها فأصبحت تخشاه وبشدة ولكن هو كان يعالجها استخدم القسوة معها لكي تتخلي عن ضعفها هو فقط كان مجرد رد فعل لأفعالها الطائشة الساذجة!!

واستمع لها تهتف بخفوت وهي تبتسم :-
بقا مصدر أماني هو اللي بيخوفني !!..

ثم تذكرت أيامها الأخيرة معه والتي كانت بداية لنهايتهما !!..

فلاش باك....

دلفت امامه وهي تتوجس شرا فهو لم يجعل الأمر يمر مرور الكرام !!

فأرتجفت في مكانها عندما أستمعت صوت إغلاق الباب والذي أغلقه خلفه بقوة ثم دلف والقي مفاتيحه علي الطاولة بغضب كادت ان تفر هاربه للداخل ولكن أسرع بالأمساك بها وقبض علي رسغها بقوة وهو يجز علي أسنانه :-
-هو انا مش قولتلك ماتتحركيش مابتسعيش الكلام ليه ؟!

أبتلعت ريقها وحاولت التحدث بخفوت:-
-طب أهدا بس وانا هفهمك اااااا..

صرخ بها :-
-ماتقوليش أهدا دي لما أقولك ماتتحركيش يبقي تسمعي الكلام ورجلك فوق رقبتك !!..

ثم تابع بغضب وهو يقبض علي رسغها أكثر :-
-انتي عايزاني أعمل فيكي أيه تاني ..
هتبقي مبسوطه وانا كل يوم بصبحك بعلقة وبمسيكي بعلقة !!

ثم تعالت صيحاته بحده واستنكار :-
-هتبقي مبسوطه وانا بعملك زي البهيمة اللي مابتمشيش غير بالضرب !!

هزت رأسها بالنفي عدة مرات وهتفت :-
-هبقي مبسوطه لو طلقتني !!..

جاسم بوعيد وعينان يتطاير منهما الشر :-
-مش قبل ماعلمك الأدب الأول !!..

..يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#69

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والأربعون ..الجزء الثاني

التجاهل !!..

التجاهل هي الوسيلة التي اتبعها جاسم لعقاب رقية فقد تركها لمدة يومان محجوزة داخل شقتهم ولم يكتفي بذالك فقام بأغلاق الباب عليها من الخارج وقطع جميع وسائل الأتصالات عنها لتصبح حبيسة بين أربع جدران !!!

وفي اليوم الثالث وبينما هي نائمة بإرهاق علي الأريكة أستمعت إلي صوت فتح الباب فأستيقظت علي أثره !!..

دلف جاسم بوجه جامد ولم يعيرها أدني أهتمام فقد خلع سترته والقاها علي المقعد وسار نحو
المرحاض وهو يفك أساور قميصه ،أشتعلت غضبا فهو لم يكلف نفسه ويسألها عن حالتها منذ غيابه فنهضت بإندفاع وسارت خلفه دلف للمرحاض وقبل ان تدلف خلفه إلتفت لها ووهتف بجمود ساخر :-
-أيه هتخشي معايا الحمام ؟!..

تراجعت عدة خطوات للخلف بعدما شعرت بالخجل فنظرت أسفلها لتترتجف مرة واحدة من قوته التي غلق بها الباب أمام وجهها !!..

..................

خرج من المرحاض عاري لايستره سوا منشفقة قطنية تحاوط خصره وعندما خرج وجدها مازالت واقفة أمام المرحاض تننتظر خروجه وهي عاقدة ساعديها أمام صدرها تجاهلها مرة أخري وسار نحو غرفته وهي خلفه هاتفه بغضب :-
-ممكن أعرف ايه أخرت اللي أنت بتعمله ده .سايبني لوحدي بقالك يومين مسألتش فيا حتي !!.

دلف للغرفة فدلفت خلفه ووقف أمام المرآه يمشط خصلات شعره المبتل ولم يهتم لثرثرتها حتي سمعها تهتف :-
-وبعدين انت مش قولت أنك هطلقني !!..

رمقها بقوة في المرآه ثم تحدث بصرامة :-
-وقولت أني هعلمك الأدب الأول !!.

رقية بنبرة مختنقة :-
-أنا مش قليلة الأدب ياجاسم عشان تعلمني الأدب !!.

إلتفت لها وصاح بها بحده :-
-لا قليلة الأدب لما ماتسمعيش كلام جوزك تبقي قليلة الأدب !!..

ثم دنا منها قائل بلهجة غاضبة :-
-انتي مش بس واحده قليلة الأدب لا واحدة مش مسئولة كمان !!.

-والظاهر إني كنت غلطان لما رفضت أدخلك مصحة كان لازم أدخلك يمكن كنتي عقلتي شويه !!

فقبض علي ذراعيها بقوة ليخبرها بعينان يتطاير منهما الشر :-
-بس ملحوقه انا هعرف أعقلك أزاي !!..

فدفعها مرة واحدة لتصتدم بالحائط خلفها ثم أمرها بصرامة :-
-امشي جهزي الغدا ياهانم !!..

سقطت دموعها علي وجنتيها ولم تتحرك فصااااح مجددا:-
-سمعتي انا قولت أيه ؟!..

وضعت يدها علي فمها وركضت للخارج باكية بعدما أدركت أنها سوف تري أيام أسوء من التي رأتها معه في المزرعه ..

....................

أنتهت من غسيل أخر صحن متسخ فأغلقت صنبور المياه ثم جففت يدها سريعا وجلست علي المقعد البلاستيكي المتواجد بالمطبخ لكي تستريح من عناء اليوم فمند طلوع الشمس وهي لم تلتقط أنفاسها منشغلة في نظافة منزلها واعداد الطعام الذي لم يتذوقه!! فهو يريد أجهادها فقط حيث كان يأمرها بإعداد إصناف عديدة من الطعام الشهي وعندما تضعه علي المائدة تتفأجئ بها ينهض من عليها تارك الطعام . فتتحسر علي حالها وهي تحمله ليكون مصيره داخل كيس القمامة !!..

تنهدت بصوت مسموع ثم نهضت مرة أخري لتعد له قهوته قبل أن يغضب عليها !!..

طرقت علي باب مكتبه بخفه ثم ولجت للداخل وهي تحمل قهوته فكان منشغل بالأوراق التي أمامه ولم يلتفت لها وضعت القهوة أمامه وتحدثت بخفوت :-
-عايز مني حاجه تانية قبل ما أدخل أنام !!..

لم تتلقي منه جواب ولم يرفع عيناه من الاوراق التي أمامه فتنهدت بصوت مسموع ثم تحركت نحو الباب ولكنها توقفت عندما سمعته يهتف :-
-أستني عندك !!!..

قال ذالك بصرامه دون أن يحيد نظره عن الأوراق إلتفتت له قائلة بإيجاب :-
-نعم !!..

واخيرا رفع بصره عن الاوراق ونهض من مجلسه وسار ليقف أمامها بعدما تجمدت قسمات وجهه :-
-محدش علمك إنك ماينفعش تنامي طول ماجوزك لسه صاحي !!..

إبتلعت ريقها لتحبره بنبره مرهقه :-
-بس اصلا آآ انا تعبانه من الصبح في شغل البيت وكمان الساعة داخله علي 12 وانا منمتش من أمبارح يعني يدوبك أرتاح شويه

وضع يديه في جيب بنطاله ورفع حاجبه :-
-وايه يعني مش ده واجبك كزوجة وده اللي كل الستات بتعمله !!..

ثم تابع بصرامه :-
-بعد كده لازم تعرفي إن مفيش نوووم طول ما انا لسه صاحي ...مفهوم !!

رقية بإيجاب وهي تؤمي برأسها :-
-مفهوم !!..

فعاد علي مكتبه مره أخري وقبل أن تخرج سبقها بطلبه :-
-القهوة دي بردت أعملي غيرهااا !!!..

- قاربت الساعة علي الثالثة صباحا وهو لم يخرج من مكتبه وهي جالسه منتظره إياه علي تلك الإريكة حتي غالبها النعاس فكانت تغفو قليلا ثم تستيقظ مرة أخري لتتأكد أنه مازال بالداخل !!!..

ومع أذان الفجر أنتفضت من نومتها علي إثر إغلاقه للباب فتنفست الصعداء فبعد طول معاناة سوف تحظي بنومه هادئة فنهضت سريعا وولجت خلفه للغرفة كان يفتش في الخزانه عن شئ ما لم تهتم هي وأسرعت ترفع الغطاء لتتدثر أسفله ولكن توقفت عندما وجدت قميص نوم يلقي أمامها علي الفرأش فتركت الغطأ وأعتدلت في وقفتها وعلامات الإستفهام بادية علي وجهها !!.

فأخبرها هو بجمود :-
-إلبسي !!.

قطبت مابين حاجبيها بإستفراب ليتابع بعدها ببرود :-
- عاااوزك !!..

صدمتها جملته فهو يعلنها صريحا برغبته في جماعها اليوم هو لم يكتفي بتدميرها نفسيا لااا وجسمانيا إيضا !!..

واخيرا تحدثت بصدمه :-
-دلوقتي !!..

جاسم وقد بدأ في خلع ساعته :-
-ايه عندك إعتراض ولاحاجة !!..

هزت رأسها بإستنكار :-
-انا تعبانه وعاوزة انام ومش هقدر علي حاجة زي دي !!..

القي ساعته علي الكومود وجذبها من ذراعها :-
-وانا مش بطلب منك كده أنا بأمرك علي ده وده حقي يعني تقدمهولي في الوقت اللي انا عاوزه !!..

رقية بضعف :-
-وانا بقولك تعبانه حراام عليك يا أخي !!..

جاسم بإنفعال :-
-وانا بقولك عاوزك ولما أكون عاوزك مش عايز أسمع مبراررت ولا حجج فارغه انتي مراتي يعني ملزومه تمتعيني !!..

ثم تناول القميص من علي الفرأش ووضعه في يدها:-
-قدامك دقتتين بالكتيير وتجهزي !!..

ثم تركها والقي عليها نظرة أخيرة وغادر الغرفة فبكت وهي تعتصر القميص بقوة !!..

أنتهت من تجهيز نفسها ونظرت لهيئتها في المرأة بألم ثم اتجهت نحو الفرأش وتدثرت أسفل الغطاء لكي تستر نفسها فدلف وهو عاري الصدر لايرتدي سوا سروال قطني ذو لون أسود فأغلق الإضاءه واتجه نحو الفرأش ليتدثر بجوارها ثم أقبل عليها يقبلها بنهم شديد ولم يهتم بدموعها التي بللت الوسادة !!...

..يتبع .

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#70

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس والأربعون ..محاولة هروب

استغلت الوقت الذي يقضيه في شركته لإدراة عمله بإنها تحاول الهروب من تلك المعاملة القاسية التي لم تعتاد عليها من قبل !!..

فذهبت للمطبخ وأخرجت من إحدي الآدراج سكين حاد لتستخدمه في فتح الباب لعله يفتح !!..

ثم خرجت بلهفة من المطبخ وهي حامله السكين بيدها وقبل أن تقترب من الباب تفأجئت به يفتح بواسطة جاسم الذي عاد اللتو وكأنه علي علم بأنها ستفعل ذالك في هذا الوقت خصيصا لذلك عاد مبكرا !!..

ارتبكت وهي تحاول إخفاء السكين خلف ظهرها أغلق الباب وسار نحوها وقد خمن شئ !!.

إبتلعت ريقها بتوتر وتراجعت عدة خطوات للخلف عندما رأته مقبل عليها !!..

دنا منها وقبل أن تتراجع جذبها لتصتدم به رمقها بجمود وبإحترافيه مد يده خلف ظهرها ليسحب من يدها السكين ثم وزع نظره بينها وبين الباب هاتف بسخرية :-
-ايه كنتي عاوزة تهربي !!..

كانت منحنية الرأس فلم تنظر له ولم تجيبه !!..

فنظر لتلك الآله الحادة وهو يذم شفتيه :-
-عموما متحاوليش لإنك مش هتعرفي !!.

رفعت رأسها ونطرت له بتحدي ثم نقلت بصرها لتلك الشرفه والتي دائما منفتحه فهي الشئ الوحيد الذي لم يحكم جاسم سيطرته عليه !!..

وكأنه قد قرأ أفكارها فألقي السكين جانبا وبدأ في خلع سترته وتحدث بذات النبرة الساخره :-
-اممم بتفكري ترمي نفسك من الدور ال 12؟!

فتابع حديثه وهو يغمز لها نافيا ذالك :
-متفكريش لإنك مش هتقدري ؟!.. عارفة ليه ؟!..

تطلعت له بعينيها وكأنها تنتظر جواب للسؤال الذي طرحه هو بنفسه وجاءت الإجابة لتقلل من شأنها حيث قال بثقة :-
-لإنك أجبن من كده بكتير !!..

مازال علي موقفه مازال يسخر من ضعفها ويقلل من شأنها ولكن لا عتاب عليه فهي التي جعلت من نفسه دمية يلهو بها الناس !!..

أشتعلت من الغيظ والغضب ففكرت سريعا بأن تنفذ ماخطر في ذهنها فإندفعت نحو الشرفه بتحدي ولكنه كان الإسرع بالإمساك بها فظلت تتلوي لتتحرر من قبضته فصرخ بها بحده :-
-أنا مش عاوز جنان ومتخلنيش أضطر أقفلك الوسيلة الوحيدة اللي بدخلك هوا يعيشك !!.

هتفت به بشراسه :-
-أنا مش جبانه !!..

جاسم بنزق :-
-وهو لما ترمي نفسك من البلكونه هتثبتيلي إنك مش جبانه !!..

ثم رمقها بإستحقار متابع:-
- بالعكس ده انتي هتثبتيلي إنك فعلا غبيه !!..

فدفعها بيده لتترنج قليلا لكي تقف مرة أخري بثبات ثم تناول سترته الذي خلعها منذ قليل وأردف بلا مبالاه وهو يسير نحو الغرفه :-
-يالا أرمي نفسك !!..

أغمضت عيناها بقوة رافضة نوبة البكاء التي تراوضها منذ البداية مانعه دموعها من السقوط وهي تضغط بقوة علي شفتيها حتي أدمت !!..

................
عقاب جديد !!..

مع أذان الفجر كانت رقية تغلق إضاءة المكتب الخاص به فاليوم أنهي عمله مبكرا فسعدت لكونها لم تنتظر حتي شروق الفجر لكي يسترح جسدها فاليوم ستحظي علي مدة أطود ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فأستدعائها قبل ان يغادر المكتب لتتفأجي بالهيئة المذرية التي عليها المكتب فالاوراق والملفات ملقاة علي الإرضية بعشوائية فناجين القهوة التي أرتشفها موضوعه علي المكتب بطريقه مائلة وبإهمال والكارثه الحقيقة بعض قطرات القهوة سقطت علي زجاج المكتب فتركت بصمتها عليه !!..

أتسعت عيناها علي الفور لتتلقي الصدمة التالية فهو يأمرها علي نظافة هذه المهزلة قبل شروق الشمس لكي يستطع ممارسه عمله الغد !!..

والأن أنتهت من تنظيف المكتب فجرجرت قدميها وسارت بإتجاه غرفتها وهي تثئاوب !!..

دلفت الغرفة لتتفأجي مرة أخري بقميص نوم أكثر إثاره من السابق تم وضعه علي الفرأش من قبل جاسم وكأنها إشاره منه ليخبرها برغبته في قضاء ليلة حميمة مرة أخري !!..

جزت علي أسنانها بغضب فهي ليست ساقطة لترتدي هذه الملابس الكاشفه وليست إمراة تزوجت من أجل المتعه فقط فهي بشر قبل أن تكون إمراة تعمل علي إثارة زوجها وخدمته فقط !!..

وعليه أن يعلم ذالك وعليها وضع حدود لتلك المسألة !!!..

تناولت القميص والقته أرضا بعدما مزقته ثم جلست علي الفرأش بغضب تام وهي تهز ساقيها بعصبية !!..

خرج من المرحاض وهو يجفف خصلات شعره المبتل ثم نظر لها ليجدها علي حالتها فهتف بجدية :-
-مجهزتيش ليه ؟!!...

رقية بلهجة غاضبه :-
-مش هاجهز ومش هلبس حاجه !!..

ألقي المنشفة ودنا من الفرأش وهو يهز رأسه بإستفهام :-
-يعني أيه !!.

وقفت ثم ازاحت القميص بقدميها ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بتحدي :-
-يعني مش هلبس حاجه !!...

تجمدت ملامح جاسم وتحولت للشراسه لتتابع هي بإنزعاج جلي ملامحها :-.
مش هلبس لاني مش بنت ليل ولا عاهره جايبها لمتعتك وبس !!..

قبض علي رسغها بقوة ألمتها :-
-انتي بتتحديني !!..

رقية وهي تتأوه :-
-أنا بفوقك ..فوق ياجاسم
حتي لو غلطت مستاهلش عقابي يكون بالشكل ده !!

جاسم بصرامه :-
-أديكي قولتي غلطتي ومادام غلطتي يبقا لازم تتعاقبي وتتعاقبي بالطريقة اللي أنا شايفها صح !!..

رقية بإنفعال :-
-وهو صح انك تستحلي جسمي تخليني أحس بالرخص وانا في حضنك وهو صح إنك تخليني في النهار خدامه وبالليل آآآآآآ

بترت باقي جملتها لشعورها بالإشميئزاز لكونها أصبحت هكذا !!..

ثم تحشرج صوتها بالبكاء الذي منعت حالها منه فعاد يغزوها مجددا وهي تهتف بحده :-
- " انا مش واحدة رخيصة جايبها تعيش تحت رجليك ، جسمي مش تحت رحمتك عشان تستغله وقت ما تعوز انا بني آدمـة فاهم يعني ايه بني آدمـة و لا نسيت ! مش معنى اني ضعيفة تيجي عليّا بالشكل ده .. انا جوايا قلب مش جسم بس .. "

مازال علي حالته الجامده لم يتحرك وكأنه لم يسعي من قبل لتحقيق تلك الشجاعة التي تدفعها إلي التحدي والإصرار والرفض القاطع !!..

وعندما وجدته علي تلك الحالة الهادئه تابعت بشئ من الإستنكار :-
-ولا انا مبقاش فيا حاجه تنفعك غير جسم وبس ؟!.

كانت تننظر له متلهفة لإجابة تقضي علي ظنونها ولكن خاب ظنها فظل يرمقها بجمود دون أن يتحدث فصاحت ببكاء وهي تمزق ملابسها :-
-اذا كان كده فاهو جسمي ياجاسم أهو جسمي قدامك ،خد حقك اللي أنت بتذلني بيه مش هو ده اللي أنت عاوزه ؟!..

ظلت تبكي وتتحدث من بين شهقاتها وقد سقطت خصلة متمردة علي وجهها :-
-اوعي تفتكر إنك كده بتعاقبني لاااا أنت كده بترخصني وبتدبحني!!

ثم نظرت له بعينيها الللتان أغرقتهما الدموع قائلة بنبرة باكية :-
-لو كنت فعلا عاوز تعاقبني ابعدني عنك صدقني ده أقسي عقاب ممكن أتعاقبه !!..

فظلت تبكي وتشهق وهو كالأصم وكأن قلبه اصبح حجرا فلم يفعل شئ سوا انه تناول الغطاء من علي الفرأش ووضعه عليها ليستر جسدها الذي كشفته تلك الملابس الممزقة !!..

فعل ذالك وغادر الغرفه وكأنه كان كومبارس صامت في ذلك المشهد الذي كان من بطولتها !!..

.....................

تسلطت أشعه الشمس علي وجهها فحركت رأسها بإنزعاج وهي تضع كفها علي وجهها لعله يحجب ضوء الشمس عنها فأعتدلت بإرهاق وهي تحاول فتح عيناها المنفوختان من كثرة البكاء وأخيرا أستطاعت فتحهمهما ووضحت الرؤية لديه فرأته يقف امام المرأه يغلق أزار قميصه رمقته بجمود وهي تعيد خصلات شعرها خلف أذنها ثم أزاحت الغطاء من عليها لتهبط من الفرأش لتسمعه يهتف بحزم :-
-ورقة طلاقك هتوصلك عند أبوكي !!..

ثم تناول سترته ووضعها علي يده ثم وجهه حديثه لها وهو يلتفت لها :-
-عايز أرجع ملاقكيش في البيت !!..

انهي جملته وسار نحو الباب ليذهب إلي عمله ولكنه توقف فجأة وإستدارلها برأسه ليخبرها :-
- هتلاقي باب الشقة مفتوح وعلي فكره هو أغلب الوقت كان بيبقا مفتوح !!!.

ثم التوي ثغره بتهكم :-
-بس للأسف إنتي ماكنتيش بتحاولي تعرفي وإستسلمتي بسرعه !!..

فالقي جملته والقي عليها نظرة جامدة أخيرة ورحل !!..

كانت ساكنه في مكانها وكأنها التصقت في الفرأش لم تشعر بأي شعور يجتاحها لم تشعر بالحزن كما أنها لم تشعر بالسعادة أيضا وكأن جميع المشاعر قد ماتت بداخلها فهي اخبرته بطريقة العقاب التي تروق لها وهاهو الإن يمنحها إياها تنهد بألم دفين ثم تسطحت علي الفرأش تضم ركبتيها إليها لم تبكي بل تجمدت دموعها فيكفيها دموع قلبها !!..

ومنذ هذا اليوم وهي غادرت منزله وحملت لقبة مطلقة فلم تستطع البقاء بين أهلها مع ثرثرات فاطمة المعتادة فحملت نفسها ورحلت حيث المزرعة وتركت أمور الطلاق لإبيها ينهيها هو معه !!..

.............

باك..

أفاقت من ذكرياتها الاليمة مرددة بصوت مختنق من كثرة البكاء :-
-كنت قاسي معايا أووي اوووي ياجاسم !!

فتهالكت علي تلك الإريكة الجلدية وهي تتدفن وجهها في راحتيها !!..

تنهد بصوت مسموع ثم أقترب منها وهتف بجدية:-
-هيجي يووم وتعرفي إن كل حاجه عملتها كانت عشانك !!..

ثم ألقي عليها نظرة أخيرة وخرج ليتركها بمفردها تعبر عن أهاتها وأوجاعها فربما البكاء يجعلها تصفا له !!..

.......................
حل الليل عليهم وهما مازالوا وسط المياه .فغفت هي علي الإريكة دون قصد منها فقد غلبها النعاس ولم تستطع مقاومته فإستلمت له !!..

دلف هو ليجدها علي تلك الحالة فأقترب منها يوقظها بهدوء فتحت عينها واعتدلت سريعا ليتتحدث هو بجدية :-
-خشي نامي جوا ..الجو هنا برد عليكي !!

رقية وهي تلتفت حولها :-
-هو احنا مش هنتحرك ولا أيه ؟!.

جاسم بهدوء بعدما جلس بجوارها علي الأريكة :-
-صعب أتحرك دلوقتي ..خلينا الصبح أمان أكتر !!.

أبتعدت سنتيمترات عنه وهي تفرك يديها بإرتباك واضح فأراد أن يطمئنها :-
-متخافيش انا هنام هنا ونامي أنتي جوه !!

رمشت بعيناها عدة مرات ثم تسألت بخفوت وهي تحتضن نفسها من شدة البرودة :-
-مش برد عليك ؟!..

أبتسم جاسم قائل :-
-ماتشغليش بالك بيا أنا تمام !!.

أنهي جملته وسحب سترته ليضعها علي كتفها محدثا إياها :-
-هدفيكي لحد ماتدخلي جوا !!..

أومأت برأسها إيجابا ونهضت وقبل أن تسير تذكرت شئ فإلتفتت له بعدما توقفت متسائلة بجدية :-
-هو أنت مش عندك شغل ؟!.

جاسم بعدما عقد حاجبيه :-
-أكيد عندي بس بتسألي ليه ؟!..

رقية بإرتباك :-
-آآآ أصل يعني بقالك كتير مشغول معايا في المستشفي فأكيد الشغل اتعطل أو أتأخرت عليهم !!.

فضيقيت عيناها :-
-ولا في حد بيدير الشغل مكانك ؟!

أبتسم بتلقائية عندما علم مرادها فهي لم تقصد عمله بل تمار فعاد بظهره للخلف :-
-صحيح انا أهملت الشغل اليومين اللي فاته بس متشغليش بالك !!

ثم تابع بخبث:-
وبعدين أنتي أهم عندي من مليون شغل !!..

إجابته لم ترضي فضولها فهو يلاعبها علي طريقته فأكتفت بأن تهز رأسها ثم سارت عدة خطوات !!..

لتتلتصق بمكانها عندما سمعت أسمها يخرج من بين شفتيه !!

كانت نبرته يظهر بها عتاب خفي حينما سألها بجمود :-
-انتي فعلاً ضربتي تمارا؟!..

كأنه يلومها أو غاضب بسبب تلك الحمقاء!! فجزت علي أسنانها بغضب كانت تحاول كبته وعدم إظهاره ولكنها فشلت فقالت بلهجة غيظ غاضبة بعدما أستدارت له :-
-ايوة ضربتها وكنت عاوزة اقطعها بسناني، وعارف كمان ماكنتش هخلي فيها حته سليمه تنفعك!!..

ثم تابعت بنبرة عتاب حزينة :-
-لو كانت عجباك يعني!!..

أنهت جملتها واستدارت لترحل ولكنها تفاجئت به يمسك يدها يمنعها عن الرحيل فإصبحت تتنفس بقوه وهي تجاهد لتبدو طبيعية وكيف ذلك وغيرتها قد كشفتها، فإقترب منها أكثر حتي أصبح ملاصق لظهرها فبدأ صدرها يعلو ويهبط وهي تغلق عيناها فسمعت صوته يهمس بجوار أذنها بإبتسامة لم تراها هي ولكنها لمستها في نبرته :-
جدعة !!..

فتحتتهما ببطء ورمشت عدة مرات وهي تلتفت برأسها لتنظر في ملامح وجهه هل جاد أم يسخر منها فلم يعطيها فرصة أكبر للدهشة فعدل سترته التي سقطت قليلا من علي كتفيها قائل بجدية :-
-يالا خشي الجو برد أووي !!..

أبتلعت ريقها وأومأت برأسها إيجابا وهي ترحل
عنه بعدما تكونت علي ثغرها تلك الإبتسامه الهادئه !!..

أما هو وقف ووضح يديه في جيبه وهو يراقب خطواتها بإبتسامه علي ثغره ويمني نفسه فالعل القادم أجمل !!..
..........

لم تستطع النوم في تلك الغرفه وهو في الخارج حيث البرودة القارصه !!..

كان يوجد غطاء سميك علي الفرأش فأخذته دون تردد وخرجت له فالغرفه تبدو دافئة مقارنة بالخارج !!..

خرجت له لتجده متسطح علي الإريكه وهو فاتح أزارر قميصه وتارك صدره مكشوف ولم يعبأ بتلك البرودة !!.

عضت علي شفتيها بغيظ من تصرفاته الطائشه واقتربت منه بحذر تضع الغطاء عليه ولم تعلم أنه مستيقظ ففتح عيناه وأعتدل وهو قاطب مابين حاجبيه :-
-بتعملي أيه ؟!.

رقية بتننهيدة :-
-هكون بعمل أيه يعني !!بغطيك انت مش حاسس بالبرد ولا أيه !!.

إزاح الغطاء من عليه ليخبرها بجدية :-
-متقلقيش أنا تمام !!..

وأمسك بالغطاء قائل بمرح:-
-وبعدين بلاش التضحية دي مفيش غير غطا واحد بس في الاوضه وعلي اليخت كله !!..

ابتسمت هي :-
-ماهو جوه دافئ شويه !!..

ثم دنت منه لتضع الغطاء عليه مرة أخري وتابعت :-
-فخليها معاك عشان تدفيك أحسن الجو هنا برد أووي !!..

رمقها مطولا بإشتياق حتي خجلت من نظراته وكادت أن تبتعد ولكنه أمسك بيديها ليجعلها تجلس بجواره فتحدث وهو ممسك بيديها يحتضنهما بكفه:-
-وهو أنا لو بردان مفيش غير الغطا اللي هيدفيني ؟!..

قطبت مابين حاجبيها بإستفهام فجذبها لإحضانه بحركة مفاجئة فأتسعت عيناها من الصدمة لتسمعه يهمس :-
-ينفع يبقي في دفئ غير حضنك !!

تجمدت بين أحضانه ولم تصدر أي رد فعل سوا فأكتفت بالصمت فالصدمة الجمت لسانها !!..

كان يحتضنها بقوة وإشتياق يحتضنها بقدر كل ثانية كانت بها بعيدة عنه وعندما وجدته يقبل عنقها دفعته بيديها ونهضت سريعا وصدرها يعلو ويهبط ثم هزت رأسها بعنف :-
-ماينفعش ماينفعش !!..

ثم ركضت للداخل لتهبط حيث الغرفة دلفت واغلقت الباب خلفها وهي تفرك كفيها بتوتر فوجودها معه بمفردهما سوف يدفعها إلي السقوط وبينما هي علي حالتها تفأجئت به يقتحم الغرفه عليها وأغلق الباب خلفه ولم يمهلها فرصة للصدور أي رد فعل فجذبها له فدفعته هي :-
-جاسم أنت بتعمل أيه ماينفعش كده !!..

حاوط خصرها بيديه وهمس لها بحرارة :-
-وحشتيني !! أيه ماوحشتكيش !!..

أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بسخونه تلفح بشرتها فهي في موقف لاتحسد عليه فماذا تفعل تعبر عن أشتياقها البالغ وتترك مشاعرها تقودها أم تضع حدا لتلك المشاعر !!..

أجابها هو حيث التقط شفتيها في قبلة عميقة وكانت القيادة عندما وجدها تتجاوب معه بعد جولة من التمرد !!

فدفعها برفق لتسقط علي الفرأش ثم جثي فوقها يوزع قبلاته علي عنقها ويده تعبث في ازارر كنزتها محاولاً فتحها!! كانت تتأوه بخفوت مستمتعه بقربه الشديد منها!!...

كان يقبلها بحب وأحيانا يقبلها بنهم شديد فلم يكن قاسياً ولم يكن عطوفاً
فكل الذي يعرفه أنه اشتاق لها وأشتاق للقائهما معا!!..

وبينما هي غارقة معه فاقت لنفسها سريعاً وأدركت أنها ليست زوجته والذي يحدث بينهما الان لايحل!!.

فدفعته في صدره العاري تحذره بخفوت :-
-آآ جاسم ماينفعش اااا أبعد!!.

لم يستمع لها فكان يغمرها بقبلاته فأصبحت تتلوي بإنزعاج من أسفله وهي تردد بصوت منبوح :-
-حرام، اللي بيحصل ده حرام!!.

كل محاولاتها في لفت إنتباهه أصيبت بالفشل فلم تستطع إبعاده وهو لم يبتعد ولم يسمح لها أن تبعده وتفسد عليه الأجواء التي أشتاق لها!!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#71

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

بعد مرور الوقت...

اعتدلت جاذبة الملاءة عليها قائلة بصدمة :-

-آآآآ حرام اللى آآآ حصل ده حرام!!..

ثم نظرت إلى جاسم والذي لم يبدو عليه أي تأثر فتحدثت تعاتبه بنبرتها الباكية :-
-مكنش ينفع يحصل كده آآآآ

ثم أجهشت بالبكاء أكثر !!

اقترب جاسم منها مره اخرى بهدوء وحاوطها بيده قائلاً :-
-ممكن تهدي كده مفيش حاجة حصلت لكل ده!!.

قطبت مابين حاجبيها هاتفه بذهول :-
-مفيش حاجة حصلت؟! انت عارف اللي حصل بينا دلوقتي ده معناه أيه ؟!..

جاسم بنبرة عادية غير مكترثه :-
-اللي حصل عادي بيحصل بين أي راجل ومراته!!..

انفعلت رقيه عليه :-
-ده لو انا مراتك فعلاً لكن أنا طليقت - - -

قاطعها بجدية وهو يلقى لها كلمة تشبه الصاعقة :-
-رقية أنا مطلقتكيش أصلاً..

ا....................
أعدت الحقائب وأستعددت للرحيل فليس لبقائها اي جدوي فكيف تبقي مع زوج ألقي نفسه في أحضان إمرأة تجاوزت الاربعين من عمرها من أجل المال .تلك المرأة التي تستغل الشباب جنسيا ومهنيا فهي تعمل في تجارة المخدارات فتستغلهم في توزيع بضاعتها بمقابل مادي وجسد مغري !!..

فكانت تستغل ظروفهم المادية وحوجتهم للمال في تتفيذ رغباتها القذرة فلذلك أجتمع به محمد ولم يعلم أن نهايته ستكون هكذا ..

مسحت دموعها بكفها وحملت حقيبتها غير عابئة بتوسلاته :-
-متسبنيش يارباب متحرمنيش منك ومن عيالي في أخر أيامي خليكم معايا
مش عايز أموت وأعفن ومحدش يحس بيا !!

رمقته بإشميزار قائلة :-
-وهو أنت كنت فكرت فينا عشان نفكر فيك ولا حتي يبقي قلبنا عليك !!.

كاد أن يتحدث فقاطعته بإنفعال :-
-أوعي تقول إنك عملت كده عشانا انت عملت كده عشان انت نجس !!..

ثم تابعت بتهكم :-
-وبتقولي كنت بتعمل كده عشان تجيب فلوس لعيالك يعني عذر اقبح من ذنب !!..

أنحني برأسه لأسفل فلم يمتلك حق الرد فتحدثت وهي ترحل :-
-انا في بيت ابويا وورقة طلاقي توصلي هناك !!..

ثم تحدثت بنبرة باكية :-
-انا عارفه انك هتموت لكن مش عاوزة أفضل علي ذمتك ثانية واحدة بعد النهاردة !!

فصرخت بكل ذرة ألم قد سببها لها :-
-مش عايزة أشيل حتي أسمك بعد موتك !!..

اقترب منها باكيا :-
-طب علي الاقل سامحيني مش عايزة اموت وانتي شايله مني !!..

ضحكت من بين دموعها :-
-أسامحك بالسهولة دي ؟! طب وانت عملتلي أيه حلو يخليني أسامحك ..

فسخرت نبرتها الباكية المتألمة :-
-ده انا ياشيخ من ساعة ما اتجوزتك مافتكرش لحظة حلوة عيشتها معاك. ماشوفتش منك حاجة حلوة تشفعلك عندي !!

-ماكنتش بشوف منك غير الضرب والإهانه وبعد ده كله تقولي أسامحك ؟!

هزت رأسها بالنفي هاتفة :-
-عمري ماهقدر أسامحك !!.

تنتهدت رباب ثم مسحت دموعها مرة أخري :-
-انا ماشية يامحمد وانت بقا ربنا يبقا يتولاك برحمته !!..

أنهت جملتها وغادرت علي الفور بعدما أخذت طفليها معا ليتهالك هو علي الارضية يبكي وكأنه طفل صغير تاركته أمه وضل الطريق ولكن مافائدة ذلك فقد فات الأوان وعليها أن يرضا بقضاء ربه وينتظر ساعته فهو كالذي حكم عليه بالإعدام ويجلس ينتظر ساعة التتفيذ !!..

...يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#72

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

كان يقترب منها ببطء وهو يضع يده في جيبه قائل بنبرة ذات مغزي وهو يضيق عيناه :-
-يعني واحد بقاله سنين سايب المهنه دي واول مايقرر يرجع ليها يرجع عشانك ؟!..

قطبت مابين حاجبيها بعد فهم هاتفه :-
-تقصد آآ أيه ؟!..

وقف أمامها وأخرج يده من جيبه ليقبض علي رسغيها مرو واحدة ثم أردف بحده وأتهام واضح :-
-أيه اللي بينك وبين نضال يارقية !!..

..يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#73

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السادس والأربعون ..

رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول أستيعاب ماقاله اللتو :-
-يعني أيه ؟؟..

نهض من علي الفرأش وجذب قميصه يرتديه هاتف :-
-يعني مطلقتكيش وانتي لسه مراتي !!..

ثم إلتفت برأسه وتنهد :-
-وعم راضي كمان عارف ده !!..

أتسعت عيناها بصدمة وحركت رأسها بعدم تصديق ثم نهضت من علي الفرأش وهي تلف الملاؤة حول جسدها :-
-يعني ايه برضه ؟! انت وابويا كنتو بتضحكو عليا بتستغفلوني يعني فهمتوني إني مطلقة وانا لسه علي ذمتك ولا ايه بالظبط؟!

نظره لها بتحذير واردف بخشونة:-
-احنا مكدبناش عليكي يارقية كل الحكاية انك ماصدقتي ده حصل وهربتي زي عوايدك ده انتي حتي مسألتيش ابوكي عن ورقة طلاقك ؟! وعموما كان مسيرك هتعرفي وأديكي عرفتي !!
رقية بإستنكار :-
-ببساطة كده ؟! انت عارف انا عيشت ايام عامله ازاي في بعدك ؟! عارف انا اتعذبت أد أيه ؟!..

ثم تابعت بنظرات زائغه :-
-طب وانا مفكرتش فيا ؟! مفكرتش رد فعلي هيبقي عامل أزاي لما أعرف ؟! ولو ما انت مطلقتنيش كنت عذبتتنا ليه من الاول ؟!..

وقد ترجمت الحدث لنفسها وأبتسمت ساخره :-
-ولا قولت ماهي كده كده مفيش حد هيتجوزها
اما أخليها كده زي البيت الوقف !!..

هتف بلهجة جامدة بعدما إرتداء ملابسه :-
-مش عايز كلام أهبل وانا مطلقتكيش عشان ماينفعش حد يتجوزك غيري..

-ولاني ماكتتش هسمح بده انتي بتاعتي وهتفضلي بتاعتي لحد أخر نفس فيااا !!..

وتابع حديثه بجدية تعني التملك التام بعدما أصبح علي بعض سنتيمترات منها :-
-ده لو ماحكمتش إني أموتك معايا ولا حد غيري ياخدك !!..

طالعته بنظرات مستنكرة ترفض القبول بالامر الواقع دون فرض عصيان :
_انت مش شايف إن دي أنانية منك ؟!..

أعاد خصلاتها المتناثرة خلف أذنها وتنهد بصوت مسموع :-
-أيوة أنانية لو انتي شايفه اني عاوزك ليا لوحدي حتي وانتي بعيدة انانية فانا أناني !!

لم تروق لها هذه الكلمات المعسولة فهتفت بغضب ودموعها قد تركت تحجرت علي وجنتيها :-
-انا مش عروسة ياجاسم هتحركها زي ما انت عاوز كان من حقي أعرف وأنت كنت ملزوم تعرفني مكنش ينفع أبدا أكتشف الموضوع ده بالصدفه !!..

أبتعد عنها واعطاها ظهره وأردف ببرود :-
-مش أنتي اللي كنتي عاوزة تتطلقي اعتبري نفسك اتطلقتي ورجعنا تاني !!..

هي بإنفعال :-
-قولتلك طلقني مقولتليش اخدعني ووهمني بكده !!..

إلتفت لها وأردف بجدية :-
-أنتي زعلانه أني مطلقتكيش بجد ؟!..

صمتت فجأة لم تعلم هل تحزن لكذبه ام تفرح لبقائه عليها !!
فأبتلعت ريقها بتوتر وأجابته بنبرة مهزوزة :-
-انا زعلانه آآ عشان آآ خبيت عليااا !!..

إبتسم بزاوية فمه مما جعلها تغتاظ وتنفعل أكثر :-
-اوعي تفتكر ان الموضوع ده هيعدي بسهوله لانك بكده بتلغي شخصيتي وانا مش هسماحلك بده أبدا !!..

جاسم بحده :-
-انا بلغي شخصيتك يارقية ؟! عشان مقدرتش اطلقك ولسه باقي عليكي رغم كل عمايلك دي تقولي اني بلغي شخصيتك !!..

ثم هدأت نبرته قليلا ليتابع :-
-أنتي تعرفي لو كنت طلقتك بجد كان هيفضلك طلقة واحدة ؟! يعني ممكن في ساعه شيطان مابينا أخسرك وللأبد !!..

رقية بضيق :-
- أنت ليه مصمم تطلعني وحشه وانت الملاك اللي مابيغلطش ليه مصمم تبقي انت الطرف الموجب اللي بيدي ويضحي وانا السالب ؟!..

زفر جاسم بقوة وأردف :-
-انتي مستكتره ساعتين يعدوا علينا من غير نكد ؟!.

هي بحده :
_ماهو طول ما انت مستهون الموضوع وشايف اني مش من حقي أزعل ده بيثبتلي أني ولاحاجه عندك !!..

فأكملت بتهكم وهي تشير بعينها إلي الفرأش :-
-يعني لو مكنش حصل بينا حاجه كأن زماني لسه علي عمايا !!..

واخيرا رمقته طويلا لتردف بجمود :-
-أنا بجد مش مسمحاك ياجاسم لأنك بجد أكدتيلي إن مليش لازمه !!.

ثم تناولت ملابسها وذهبت للمرحاض دون أن تتفوه بكلمة أخري !!..

...............
-بعد مرور فترة زمنية !!..

أغلقت الطبية دفترها ونهضت تسير نحو مكتبه فتبعتها رقية التي نهضت هي الأخري من علي الشالزلونج وسارت خلفها هاتفه بتنهيدة :-
-بقيت بحس إن الجلسه بتخلص بسرعه !!..

جلست الطبيبة النفسية علي مكتبها ومن خلف نظارتها أردفت بإبتسامه مرحه :-
-إنتي اللي بقيتي رغايه اووي !!...

ذمت شفتيها بضجر :-
-كده برضو يادكتورة ؟!.

الطبيبة بنفس الإبتسامه :-
-متزعليش أووي كده وبعدين أحنا اتحسنا وبقينا نتكلم كتير أهو ونحكي علي اللي مضايقنا احنا كون فين وبقينا فين!!..

أومأت رقية برأسها موافقة إياها :-
-فعلا بقيت برتاح جدا لما بتكلم وبحس إني كويسه لدرجة اني بستني ميعاد الجلسه بفارغ الصبر !!..

الطبيبة بإعجاب :-
-فرحانه بيكي علي فكره وفرحانه بالتقدم ده !.

إبتسمت رقية وأردفت بخفوت :-
-جاسم برضه بيقولي كده أنه فرحان بيا !!..

سألتها بجدية :-
-العلاقة بينكم رجعت طبيعية ؟!..

جلست قائلة وهي تؤمي برأسها :-
-الحمد الله كل حاجه رجعت زي الاول واحسن كمان !!..

تابعت الطبيبة :-
-يعني سامحتيه ؟!..

تنهدت بصوت مسموع :-
-علي اد ما انا كنت متغاظه منه انه خبي عليا علي اد ما انا كنت فرحانه انه لسه متمسك بيا !!..

ثم أكملت ولكن بإنفعال مرة واحدة :-
-بس ده مايمنعش إنه برضه غلطان وكان لازم يقولي ..صح ؟!..

ضحكت الطبيبة :-
-ههههه صح !!..

رقية بألم وشرود :-
-أصلك ماتعرفيش انا كنت عايشه ازاي من بعده
وايه اللي حصلي انا كنت بموت حرفيا كل يوم وكل ساعه وكمان اللي حصلي في المزرعة محدش كان بيهون عليا ده غير آآآ..

ثم عضت علي شفتيها بخجل ونطقت :-
-البرشام اللي كنت باخده !!..

الطبية بلهجة محذرة عالية :-
-أوعي يارقية تكوني لسه بتاخدي البرشام ده ده كده هيدخلك في مرحلة إدمان ؟!

هزت رأسها سريعا نافية ذالك :-
-لا والله بطلته حتي لما بيجيلي الصداع إيااه بحبس نفسي في الاوضة او بعمل أي حاجه تشغلني !!..

تنهدت الطبيبة بإرتياح :-
-كويس لان ده خطر عليكي جدااا !!..

اومأت رقية برأسها وظلت تفرك كفيها بتوتر وكأنها تريد الإفصاح عن شئ وبنظرة متفحصة من الطبية تدل علي مدي خبرتها :-
-عاوزة تقولي أيه تاني ؟!..

زفرت بصوت مسموع قائلة بضيق:-
-اصل جيهان كلمتني النهاردة تاني بخصوص نضال والعملية !!..

الطبيبة وهي عاقدة مابين حاجبيه :-
-طب وانتي ليه رافضه العملية ؟!..

رقية بجدية :-
-مش حكاية رافضة بس انا حياتي مستقرة مع جاسم دلوقتي وموضوع العملية مش في وقته خالص يعني لو لقدر الله مانجحتش انا هرجع اسوا من الاول وخصوصا اني معنديش أمل لو حتي 1% هتقوليلي ما انتي كنتي هتسافري الاول هقولك كنت مغيبه بتشعلق بأي أمل وخلاص حتي لو الامل ده معدوم !!..

ثم صمتت لوهله وتابعت بخفوت وضيق :-
-وبعدين انا خايفه من رد فعل جاسم ده مابيطيقش نضال اروح اقوله اني هسافرله ده مش بعيد يقتلني !!

الطبيبة بتنهيدة :-
-ممكن تحاولي عشان خاطر رقية وجاسم عمره ماهيعترض ولايقف في طريق سعادتك !!..

رقية بخوف :-
-خايفه اووي ومش عارفه أعمل أيه ؟! ..

الطبيبة بلهجة عمليه :-
-تعملي الصح وتتمسكي بأي خيط أمل حتي لو ضعيف والضربه اللي ماتموتوش تقوي وانا واثقة فيكي وعارفة انك هترجعي أقوي !!..

تنهدت رقية وهي تفكر في حديثها ثم رحلت بعدما أنتهت جلستها !!..

......................
محاولة !!..

دلفت إلي مكتبه وهي حامله فنجان من القهوة أعدته له خصيصا كتمهيد لطلبها وضعته علي المكتب وأبتسمت بإرتباك :-
-مشغول ؟!..

رفع بصره من الاوراق الذي أمامه وأبتسم وهو يجذبها لتستقر علي قدميه وهمس وهو يحاوط خصرها :-
-ولو مشغولك أفضالك !!..

إبتسمت وهي تعبث في أزاره قميصه قائلة بنبره خافته :-
-نفسي تفضل حنين كده علي طول !!.

رفع حاجبه :-
-يعني أنا مش حنين علي طول ؟!..

رقية وهي تضيق عيناها ونبرة ذات مغزي أردفت :-
-أنت ولا بلاش أحسن !!..

جاسم بمشاكسه وهو يعبث في خصلات شعرها الطويل :-
-لسه برضه قلبك أسود من ناحيتي ؟!..

تصنعت التفكير وأحاطت عنقه بيدها :-
..يعني علي حسب ؟!..

عقد مابين حاجبيه :-
-يعني ايه ؟!..

رقية بتوتر :-
-يعني عاوزة أكلمك فموضوع ونفسي توافق !!..

ثم تابعت بحذر :-
-بس اوعدني انك ماتتعصبش ولا تغضب عليا !!..

جاسم بتنهيدة ونبرة جادة :-
-والله علي حسب ؟!..

رقية بتوجس بعدما أبعدت يدها عن عنقه :-
-يعني أيه ؟!..

هتف بجدية تامه :-
-يعني علي حسب الكلام ماهو انتي ماتقوليليش كلام يفور دمي وتطلبي مني اكون هادئ وماتعصبش !!..

عضت علي شفتيها بتوتر أكثر فتابعها بتفحص :-
-بس اتكلمي أنا سامعك أهو !!!..

أخذت نفس عميق وأستعدت لخوض المعركة والتي تجهل خسائرها فبدأت بالعد في ذهنها ومن بعدها بدأت تسرد علي مسامعه كل شئ !!..

.....................
يوم .اثنان.ثالثه.أربعه .خمسه !!!..

مر خمسة أيام منذ ان قصت عليه كل شئ وليتها لم تفعل ذالك فقد غضب عليها بشدة ولعن نفسه لانه تركها بين أيدي نضال يقنعها بما يشاء وذاد غضبه أكثر أنها كانت سوف تسافر دون علمه فساءت الاوضاع كثيرا وندمت رقية وتمنت لو انها صمتت ولم تبوح شئ !!..

وفي اليوم السادس قررت ان تدلف له مكتبه وتواجه وبالفعل فعلت ذالك فوجدته يقف في نافذة المكتبة موليه ظهره !!.

إبتلعت ريقها هاتفه بخفوت :-
-جاااسم ؟!..

لم تتلقي رد فتحدثت مرة أخري بنبرة مرتفعة ونادمه:-
-جاسم انا ماكنتش هسافر من وراك ولاحاجه كل الحكاية إني كنت متلخبطه وتايهه وانت كنت سايبني لوحدي متعرفش إيه اللي بيحصلي !!..
.
فأكملت :-
-متزعلش مني انا مكنتش أقصد ازعلك وبرضه ماكنتش اقدر أخبي عليك حاجه زي دي ...

التفت لها وهو يرمقها بنظرات دبت الرعب بداخلها وهتف بجمود وهو يحك ذقنه :-
-لما مراتي تطلب مني تسافر عشان تتعالج عند الراجل اللي كانت قاعده عنده واللي تقريبا نسي شكل اوضة العمليات !!..

ثم بدأ يقترب منها ببطء بعدما وضع يده في جيبه قائل بنبرة ذات مغزي وهو يضيق عيناه :-
-يعني واحد بقاله سنين سايب المهنه دي واول مايقرر يرجع ليها يرجع عشانك ؟!..

قطبت مابين حاجبيها بعد فهم هاتفه :-
-تقصد آآ أيه ؟!..

وقف أمامها وأخرج يده من جيبه ليقبض علي رسغيها مرو واحدة ثم أردف بحده وأتهام واضح :-
-أيه اللي بينك وبين نضال يارقية !!..

..يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#74

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل السابع والاربعون ..

أتسعت عيناها من هول الصدمة وقد عجزت عن الرد تماما طال صامته مع نظراتها المصدومة. ولم تجعل صمتها يدوم أكثر من ذالك حتي لايدينها :-
-أنت بتشك فيااا ياجاسم ؟!..
بقا دي أخرتها تشك فيااا انا ؟!..

جاسم بحده بالغه :-
-ماهو أنا عايز أعرف أيه الدافع اللي يخليه يتراجع ويقرر فجأة كده إلا لو آآآآآآ..

صرخت في وجهه لتمنعه من متابعة حديثه :-
-اسكت ماتكملش !!

ثم تابعت بحرقة وألم :-
انـا فضلـت محافظة على نفسي ، و مخلصة ليك رغم بعدك عني و رغم اني فاكرة انك طلقتني .. عشان تيجي في الاخر تشك فيا وتتهمني أتهام زي ده !!..

وتطلعلت له بعينين دامعتين وأردف بجمود :-
-عاوز تعرف أيه الدافع اللي خلاهه يوافق يرجع ؟! ..
وافق يرجع لما شافني بموت قدامه لما شافني عايشه كأني ميته بالظبط مع اختلاف إني كنت بتنفس لما كنت ماشيه لوحدي الدنيا بتخبط فيا يمين وشمال وافق يعالجني عشان صعبت عليه !!..

اوعي تتهمني مره تانية ولاتلومني لإنك إنت المتهم أنت اللي خلتني أروح هناك وانا فاكره إني خلاص اللي بينا أنتهي وكل واحد راح لحاله .انا كنت بطحن نفسي شغل عشان أتاقلم علي الحياة من بعدك لكن صورتك مكنتش بتفارقني لحظة !!..

فأكملت وهي تشير بسبابتها نحوه :-
-عاتب نفسك الأول قبل ماتشك فيا عاتب نفسك لإنك انت اللي رمتني ومسألتش فيا سبتني بغرك وغيرك هو اللي أنقذني !!..

وعلي فكره انا كنت مسافرة فعلا معاه ورجعت من المطار عشانك وعشان مهونتش عليا مافكرتش في نفسي اد مافكرت فيك لقيت نفسي فجأة بجري عشان الحقك بجري وانا مش شايفه لا عملية ولا وشي ولا امل الجديد التي اتولدلي ماكنتش شايفه غيرك كنت بتسابق مع الزمن عشان أوصلك عشان في الاخر تشك فياا !!..

كلماتها كانت مثل الخنجر المسموم الذي يطعن في صدره هو معترف بذبنه ولام نفسه علي تركها هذه المدة لاينكر انه قرر تركها بينه وبين نفسه ولكن لم يستطع تنفيذ ذالك وتركها تتعذب بمفردها !!..

رقية بلهجة جامدة ذات معني وهي تتفحص ملامحه الجامدة :-
-عارف ياجاسم الحكاية مش انك بتشك فيا لا ده انت مضايق من جواك عشان نضال هو اللي ساعدني وهو اللي وقف جمبي من بعدك وخايف أحسن ياخد منك دور البطولة الدور اللي أنت عايش فيه دايما !!

واردفت بلهجة ساخره لتستكمل حديثها :-
-بس متخافش انا خلاص مش عاوزة أسافر ولا عاوزة اتعالج واهو هحفظلك دور البطولة عشان مايضيعش منك !!..

أنهت جملتها لتتفأجي بصفعة مدوية هبطت علي وجهها بشدة أخرستها علي الفور وشلت حركتها !!..

.........................
أقترب موعد ولادتها فقد مرت الايام كمرور الثواني وتلك السرعة تجعل الإطمئنان يتسرب إلي دخلها فقد عاشت أسوأ واقسي أيام وهي ترتدي رداء المتهمة فأصبحت تحلم باليوم الذي ستنال فيه برأتها وهاهو يقترب !!..

وفي ذات يوم هبطت لإسفل حيث الاجتماع الإسري والذي تم عقده بناء علي رغبتها !!..

أقتربت منهم بخطوات واثقة والجميع ينظر لها بدهشة وتسأل وبادر العم بالحديث :-
-خير ياشهد ايه الحاجه اللي لازم تتقال وكلنا موجودين دي ؟!..

جلست هي علي أقرب مقعد فارغ بعدما وزعت انظارها بين عصام وزوجته ثم تحدثت بجدية :-
-خير ياعمي .انا طلبت ان الكل يبقا موجود عشان لازم الكل يسمعني !!..

لوت "حنان "زوجة عصام فمها بتهكم ولكنها إستمعت لها علي مضص !!..

تنهدت بصوت مسموع بدأت حديثها وهي واضعه يدها علي أحشائها المنتفخه :-
-طبعا انتو عارفين اني خلاص بقيت في شهري الأخير !!..

والدتها بخفوت وهي تنظر لعصام :-
-ربنا ينتعك بالسلامه يابنتي ويقومك بالسلامه انتي واللي في بطنك !!..

العم متسأل بجدية :-
-عايزة تقولي أيه ياشهد ؟!..

نظرت لعصام وثبتت نظراتها الجامده عليه وأردفت :-
-انا عايزة من عصام تنازل عن ابنه اللي في بطني ؟!..

وكان اول الساخرين حنان والتي هتفت :-
-مش لما يبقي أبنه الاول ولا انتي نسيت انه مابيخلفش ؟!..

شهد بإبتسامه هادئة :-
-لا منستش وفاكره انكم قولتوا كده وزوتوا التحاليل واوعي تنسي برضه إني انا اللي منعت عمي انه يعيد التحاليل من تاني عشان ببساطة مش واثق في كلامكم وبعدين مفيش داعي لحته ورقة تبقي هي الاثبات !!.

ثم أحاطت أحشائها بكفييها وتابعت :-
-مادام الإثبات الطبيعي في بطني ؟!..

أشتعلت حنان منها فالأن رأت امامها أمرأة ناضجة وليست صغيرة كما يدعي عمرها فشهد قد حررت نفسها من لقب "صغيرة " وكيف لها ان تبقي صغيرة وهي سوف تصبح أم لصغير فلا يعقل أن صغيرة تلد صغير مثلما حكم القدر عليها !!..

العم بتنهيدة :-
-مش شايفه إنه لسه بدري علي الكلام ده ياشهد ؟!..

هزت شهد رأسها بحركه بسيطة :-
-لامش بدري ياعمي خلاص كلها أيام وابني هيشرف عشان يظهر الحقيقة قدام الكل !!..

فتابعت برجاء :-
-ارجوك ياعمي نفذلي طلبي انا مش طلبه منك غير انك توعدني انه يتنازل عنه !!..

واعادت النظر مرة اخري لعصام ولكن هذه المرة بإشميئزاز :-
_لانه مايستهلوش !!..

والد عصام وهو يوزع نظره بين إبنه وبين أبنة أخيه :-
-حاضر يابنتي لو طلع الولد فعلا إبنه هنفذلك كل اللي انتي عايزاه لان ساعتها هيبقي حقك !!..

شهد بثقة :-
-هيطلع إبنه ياعمي وانا واثقة فكده كويس !!..

أصفر وجه عصام بشدة ولم يستطع ان يتفوه بحرف فأصبح يداعبه الإرتباك والخوف كلما يري احشائها تكبر يوما بعد يوما فأقتربت ولادتها ولم يستطع التصرف في شئ وها هي جالسه أمامهم تخبرهم بشروطها وهو عاجز لايمتلك شجاعة المواجهه والرد !!..

...........................
-في المشفي الحكومي ..

وقف محمود أمام جارتهم التي اجرت الاتصال عليه لتخبره بأن والدته في المشفي فأردف بهلع وهو يلهث من الركض :-
-امي حصلها أيه ياست تحيه ؟!..

الست تحيه وهي تربت علي كتفه :-
-متقلقش كده يامحمود أمك بقت بخير !!.

محمود بتسأل :-
-هي حصلها أيه ؟!..

الست تحية وهي تقر عليه ما حدث :-
-وقعت من طولها واحنا في السوق بنشتري الخضار فجبتها علي طول هنا وقالولنا انها غيبوبة سكر والحمد الله فاقت !!..

ثم أبتسمت وهي تشير له نحو العنبر :-
-وهي موجودة هناك عشان تتطمن أنها بقت بخير ..

وتابعت بأسف :-
-اعذرني بقا انا لازم امشي اصلي سايبه العيال لوحدهم في البيت !!.

محمود بإبتسامه مجامله :-
-تشكري ياست تحيه اتفضلي انتي عشان متتعطليش !!..

ربتت علي كتفه ورحلت ليسرع في خطواته ليذهب إلي والدته ..

دلف العنبر وهو يبحث عنها بعينيه حتي وجدها في أخر فرأش اسرع لها يقبل وجهها :-
-أمي حبيبتي انتي كويسه ؟!..

والدته بنبره مرهقه :-
-متقلقش ياحبيبي انا بقيت كويسه !!..

واثناء جلستهم اقتربت منهم الممرضة وهتفت بإبتسامه :-
-اخبارك ايه دلوقتي ياماما ؟!..

التفت "محمود "لمصدر الصوت ليجدها دعاء تلك الممرضه التي تقابل معها في السابق فهتف :-
-أنسه دعاء ؟!..

لم تختلف حالتها عنه فلم تتخيل ان تتراه مره أخري فتابع حديثه :-
-انتي بتعملي أيه هنا ؟! ..

دعاء بإبتسامه هادئة :-
-اصل انا اتنقلت هنا مبقاليش شهر ، وانت ؟!.

تنهد محمود ونظر لولدته :-
-اصلي أمي تعبت شويه وجبوها هنا !!..

دعاء بدهشة أردفت :-
-هي دي مامتك ؟! معقول الدنيا صغيرة كده !!

اكتفي محمود بالإبتسامه فتحدثت والدته وهي تنظر لدعاء بتفحص :
-مش تعرفني يامحمود ؟!..

محمود بنبرة رجولية :-
-هي دي الممرضة بنت الحلال اللي كلمتك عنها ياماما !!..

والدته بفرح وهي تفتح ذراعيها :-
-والنبي ؟! طب تعالي في حضني ياحلوة أنتي ده انا نفسي أشوفك من زمان !! ..

استجابت لها دعاء والقت نفسها في أحضانها وبعد قليلا ابتعدت عنها لتتحدث بشكر :-
-شكرا يابنتي علي وقفتك مع ابني ربنا يكرمك ويوفقك !!..

دعاء بخجل :-
-انا معملتش غير الواجب خصوصا انه أبن حلال ويستاهل !!..

والدته بتنهيدة حزينه :-
-وياريته كان سمع كلامك يابنتي مكنش اتسجن لا اض آآ..

محمود بلهجة محذرة قاطعها :-
-مااااااااما !!..

صمتت والدته ولم تتابع حديثها فتنحنت دعاء وبدأت في فحصها ..

محمود بقلق بعدما رأها إنتهت من قياس السكر :-
-طمنيني عليها بقا كويسه خلاص ؟!..

دعاء بإبتسامه جذابه :-
-الحمد الله بقت كويسه .

ثم نظرت لولدته قائلة بعتاب :-
-بس شكلك ياماما مش بتاخدي الحقنه في ميعادها عشان كده دخلتي في غيبوبه !!..

وكانها وجدت الفرصة امامها فتحدثت بمهاراة أحترافيه :-
-اصلي يابنتي انا بدوخ لحد مالاقي حد يعرف يديني الحقنه فعشان كده ميعاد الحقنه بيعدي !!..

دعاء بضيق :-
-بس كده خطر ياماما وممكن تدخلي في غيبوبه تاني !!..

والدة محمود بإعياء :-
-طب هعمل إيه يابنتي ؟!..

ثم تابعت بخبث :-
-ايه رأيك لو تيجي انتي البيت تديني الحقنه ؟!..

اصطدمت دعاء كما اصدم هو ايضا واتسعت عيناه بطلبها فتحدثت بإرتباك :-
-ماهو آآآ اصل انا آآآ

والدته سريعا :-
-البيت قريب من هنا يعني مفيش 5 دقايق تيجي تديني فيهم الحقنه وترجعي شغلك تاني !!..

ثم تابعت بإستعطاف :-
-بدل مانا بلف علي اللي يدهالي وانا زي امك ..ها قولتي أيه ؟!..

فكرت بعض من الوقت ثم نظرت لمحمود بإستحياء وبعدها تنهدت بإستسلام :-
-تحت أمرك ياماما !!..

أبتسمت لها بفرح ثم نظرت لمحمود الذي يأكل نفسه من الغيظ بسبب أفعال والدته فقالت له بلهجة منتصرة :-
-أديها عنوان البيت يامحمود !! ..

جز محمود علي أسنانه بغضب فهي تصر علي تورطه في لعبتها فهو المقصود من تلك الزيارة وليست هي كما أدعت متسخدمة "الإبرة " كحجه لها ..

................................
-في البناية ..

جاءت رقية لزيارة شقيقتها التي لم تبوح لأحد سر طلاقها حتي الأن فكانت منعزلة في غرفة رقية السابقة واضعه يدها علي خدها وتتساقط دموعها بصمت فجلست رقية بجوارها علي الفرأش وتنهدت :-
-هاتفضلي عامله في نفسك كده كتير ؟!..

رباب بنبره باهته :-
-انا كويسه !! ..

رقية بإستنكار :-
-كويسه !! هو أنتي مش شايفه نفسك ولا أيه ؟! لا يارباب أنتي مش كويسه حابسه نفسك لابتأكلي ولابتشربي وكل ماحد يقولك اتطلقتي ليه تقولي أتخانقنا ..مخبيه ايه وايه سر طلاقك ؟!..

رباب وهي تمسح دموعها بيدها :-
-قولتلك خناقة زي كل مره مد يده عليا فأخدت العيال ومشيت !!..

رقية بلهجة ساخره :-
-ياسلام ولما هي خناقة زي كل مرة اتطلقتي ليه المره دي؟! وبعدين ايه الجديد ماهو طول عمره بيضربك العلقة والتانية ؟! ..

نظرت رباب لها بألم وصاحت :-
-ماهو عشان طول عمره بيضربني العلقة والتانية مشيت مفضلتش معاه مايستاهلش اني أفضل معاه بعد ده كله هو اللي بدأ وقسي قلبي عليه هو اللي بدأ !!..

رقية وهي تحاول تهدئتها :-
-طب أهدي بس أهدي ياحبيتي !!..

ثم أحتضنتها وهي تملس علي شعرها :-
-ماتتكلميش خلاص ماتتكلميش ومحدش هيجبرك تتكلمي براحتك !!..

ظلت تبكي في حضن شقيقتها حتي دلف إبنها يهتف بضيق :-
-ياماما هو احنا مش هنروح لبابا أنا مش عاوز أفضل هنا !!..

أبتعدت رباب عن شقيقتها ونظرت بعينيها الحمراوتين نحوه وصاحت بغضب افزع الصغير :-
-ماتقولش بابا دي تاني أنت سامع ابوك خلاص مات مات !!

هز الصغير رأسه ببكاء يرفض هذا الحديث عن أبيه فهتف بإندفاع طفولي :-
-لا أنتي كدابه !!..

لم تشعر رباب بنفسها إلا ويدها تهوي علي وجه الصغير بصفه اطرحته أرضا وهو يصرخ !!..

فأسرعت رقية تحمله من الإرض هاتفه بغضب :-
-حرام عليكي يارباب ده عيل ذنبه أيه ؟! ..

ثم أخذت الصغير وخرجت به من الغرفه لتنهار رباب مجددا !!..

......................

"مش راضية تتكلم يابابا وحالتها وحشه أووي "..

أردفت بها رقية وهي تجلس بجوار والدها علي الاريكة القديمة .

راضي وهو يتنهد :-
-وهو كمان مش راضي يتكلم لما روحتله قالي خناقه عادية وهي صممت علي الطلاق !!..

رقية وهي تضيق عيناها :-
-وهو طلقها بجد ؟! يعني بعتلها ورقة طلاقها ..

ادرك راضي مغزي كلامها فأردف بندم :-
-سامحيني انا عارف انك شايله مني عشان خبيت عليكي انك لسه علي ذمه جوزك !!..

ثم تابع :-
-بس والله عشانك يارقية مش عايز اموت وانا قلقان عليكي يابنتي عايزة أسيبك في ايد أمينه !!..

أنحنت وقبلت كفه بعاطفه :-
-ماتقولش كده يابابا بعد الشر حسك في الدنيا !!..
...................
-في فيلا النجدي ..

هبطت الدرج وهي لم تصدق أذنيها عندما أخبرتها الخادمة بوجود "جاسم الراوي " فما الذي جاء به إلي هنا ؟!..

وصلت لنهاية الدرج ليقع بصرها عليه بعدما وصلت لإنفها رائحة عطره فكان موليها ظهره يضع يده في جيبه رمقته بإشتياق وأغمضت عيناها بإستمتاع فرغم الذي حدث أشتاقت له وتلعن الظروف التي أبعدتها عنه فاقت من أحلامها سريعا وأداركت حالها فنظرت له نظرة جامدة نجحت في إصطناعها بعدما عقدت ساعديها امام صدرها :-
-أيه اللي جابك يا أبن الراوي !!..

..يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#75

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون


الفصل الثامن والاربعون ..


أسندت برأسها علي سور الشرفة شاردة في حياتها الحالية تشعر بأنها قد وصلت بعلاقتها معه إلي حائط سد لايخترق ولايهدم !!..


فقد سئمت العيش هكذا فذالك الجحيم الذي عاهد بعدم تركها إلا وهي حطام !!..


تشعر بوغزات تؤلم قلبها كلما عاملها بقسوة وتخشي من نتيجة أفعاله وقد ذكر في القانون العلمي "لكل فعل رد فعل !!" وهي تخشي أن تصيب بالجفاء وان يتغلغل الكره بداخلها ليقضي علي كل ذرة حب تكمن له نتيجة لأفعاله !!..


شعرت بالإختناق والبكاء في أن واحد وجال بخاطرها أخر لقاء جمعها بأهلها !!..


فلاش باك..


وبينما هي منحنية تقبل يد والدها شعر هو بعبراتها الساخنه تلفخ جلده فبقلق أبوي رفع وجهها :-

-أنتي بتعيطي يارقية ؟!..

مالك فيكي أيه ؟!..


هزت رأسها بالنفي وبسبابتها مسحت تلك الدمعه العالقة :-

-مفيش يابا .انا بس زعلانه علي رباب !!..


رمقها بنظره متفحصة وأردف بعدها بجمود :-

-لا مش ده سبب عياطك

في حاجه بينك وبين جوزك ؟!..


أشاحت بوجهها للناحية الأخري قائلة بتلعثم:-

-لا يابا مفيش حاجه آآآ أحنا كويسين مع بعض !!

راضي :-

-يابنتي لو في حاجه قوليلي وانا هاروحله ووقفه عند حده !!..


إلتفت له بعينيها اللتان يضيئان بالدموع وتمنت لو أنها تملك حق الشجاعه لتصرخ في وجهه تخبره بكل شئ ..تخبره بأنه تساهل مع تلك الجاسم حتي جعل من دمية يلهو بها كما يشاء .وتخبره بأنه أخطئ عندما أشترك معه وأوهمها بالطلاق فوالداها الذي جعل منها سلعة رخيصة يتصرف بها جاسم كما شاء !!..


وفي النهاية كتمت عتابها وأحزانها في قلبها وهزت رأسها مرة ثانية بالنفي فالوضع لايسمح بالمشدات فيكفيه حزن علي شقيقتها فلم تكلفه فوق طاقته !!..


تنهد رأضي بصوت مسموع وأرف :-

-الظاهر إني مبقاش ليا لازمة أنتي بتخبي وأختك كمان بتخبي علياا !!..


رقية بضيق :-

-يابابا متقولش كده أحنا بس مش عاوزين نضايقك والا نزعجك بمشاكلنا !!


ثم تابعت :-

-وبعدين كلها يومين ورباب تهدي وهتبقا تحكيلك علي كل حاجه..


هز رأسه بصمت يأس فنهضت واتجهت نحو صغار شقيتها لتفتح مجال لحديث أخر وتحدثت بجدية دون النظر لوالدها :-

-بفكر أخد الولاد معايا بدل مارباب تطلع غلبها فيهم واهو أراعيهم وأخد بالي منهم لحد ماتهدي !!..


-هو أنتي عارفة تاخدي بالك من نفسك عشان تعرفي تاخدي بالك من العيال !!..


أردفت بها فاطمة التي خرجت اللتو من المطبخ حامله طبق فاكهه لأحفادها وضعته أمامهم وأستقامت تحادث إبنتها فأشارت إلي أحشائها قائلة بنزق :-

-طب ياختي أتشطري كده وهاتيلك حتة عيل بدل اللي سقط منك ده!!


أنكمشت ملامح رقية فوالدتها متعمدة إيذائها بالحديث الحاد فهتفت بإختناق :-

-هو انتي مابتعرفيش تطبطبي ؟! مابتعرفيش تعملي حاجه غير إنك تسميني بكلامك !! ..


فاطمة بصدمة وهي تشير لنفسها :-

-انا يارقية ؟!!.


رقية بإندفاع :-

-أيوة أنتي

حرام عليكي أرحميني أنا بنتتك مش عدواتك !!


ثم بدأت في البكاء وأردفت بتهكم من بين دموعها :-

-انا جايه وعشمانه إنك تطبطبي عليا تغلطي مره واحده في حياتك وتاخديني في حضنك وتهويني عليا شويه.. لكن طلعت بعشم نفسي !!


فجذبت حقيبتها وخرجت من السكن بل من البناية بأكملها ولم تصغي لنداءت والدها !!..


رمقها راضي بسخط وهز رأسه بأسف :-

-طول عمري كنت بقولك يافاطمة حني علي بناتك أحسن يجي اليوم اللي يكرهوكي فيه !!..


ثم تابع بخيبه أمل :-

-مسمعتيش ليا وأدي النتيجة قدامك .. أشربي بقا !!.


شعرت بسكين حاد يمزق قلبها إبتلعت ريقها الذي جف اللتو وإنسحبت بهدوء من المكان وسارت كالمغيبه وحديث إبنتها يصدح حولها !!..


................


فاقت من شرودها علي رنين الهاتف الأراضي فمسحت دموعها وتنهدت بصوت مسموع فهي تعلم هوية المتصل فبالتأكيد هي جيهان التي تدق عليها عشرات المرات في اليوم الواحد وهي تتهرب من تلك الإتصالات المزعجة!!...


نهضت وخرجت من الشرفة بخطوات ثقلة ثم وقفت علي مسافة قريبة من الهاتف تفرك كفيها معا لتتفأجي بيد أخري ترفع سماعة الهاتف ولم تكن تلك اليد سوا يد جاسم الذي حضر اللتو ..


"رقية انتي فين بطلبك كتير مابترديش عليا ليه ؟! أنتي لازم تيجي علي أقرب طيارة عشان نحدد ميعاد العملية في أقرب وقت "..


كان واضع السماعه علي أذنه وملامحه جامدة لاتعرف اللين ينصت لكل حرف وعيناه مثبته علي تلك الواقفة أمامه تفرك كلتا يديها معا ..


لم يستمع لتكملة المكالة فقام بإنهائها هو حيث وضع سماعة الهاتف كما كانت ...


أرتبكت من نظراته ولكن لم تظهر ذالك فخلعت حجابها الذي كان يغطي شعرها أثناء وقفتها في الشرفة وسارت من جواره ليمسك هو يدها مانعا إياها من التحرك إلتفتت له ليهتف بنبرة جامدة تتشابه مع ملامحه :-

-مابترديش علي مكالماتها ليه ؟!..


رفعت إحدي حاجبيها ساخره وقد حررت يدها وعقدت ساعديها أمام صدرها :-

-ما انا قولتلك متخافش انا مش هسافر شاغل نفسك ليه أرد عليها ولالا !!..


حاول السيطرة علي اعصابه حتي لايسوء الأمر أكثر وقد نجح في ذالك وبشدة وأخبرها قائلا بصرامة :-

-عايزك تردي عليها عشان تبلغيها بقراري !!..


هزت رأسها قليلا مستفهمة :-

-واللي هو ؟!


تفحصها ليري ردود أفعالها ثم هتف بجدية تامه :-

-انك هتسافري للعملية !!..


وقبل ان يصدر منها أي رد فعل سبقها بلهجة صارمة لاتقبل العصيان :-

-بس مش نضال اللي هيكون الدكتور !!..


رغما عنها إبتسمت ساخره فإدراك هو سبب السخرية الظاهرة في إبتسامتها فسار مبتعد عنها وهو يخلع سترته :-

-أنا مش بشك فيكي كل الحكاية مش عاوز احرمك من سعادتك عايزة تسافري للعملية انا هسافرك مش ده كان طلبك ؟! واديني بنفذهولك !!


رقية بإستياء :-

-وهو أنت كده بتنفذلي طلبي ولا بتفرض عليا اللي انت عاوزة ؟!..


أردف بعدما جلس علي اï»·ريكة بإرتياح وقد رفع حاجباه للأعلي :-

-وهو طلبك كان العملية ولا نضال ؟!..


للمرة الثالثة علي التوالي تشعر بإتهام غير مباشر يوجه لها. لاتعلم هل متعمد ذالك أم هي التي تسئ الظن وفي الحالتين هي متهمه أمامه فأحتقن وجهها بالعضب وأحتدت ملامحها بشدة ..راقب هو تعبيرات وجهها بنظرات ثابته جامدة ثم خلع ساعته ونهض مرة أخري :-

-عملية وهتتعملك عشان مايجيش اليوم اللي تتهميني فيه بالتقصير او أني وقفت في طريق أملك !!..


أنهي جملته وهو علي بعد سنتيمترات منها فتحدثت هي بتحدي جامد :-

-ما أنت حاولت تعالجني أكتر من مره وفشلت أيه اللي يضملي المره دي ؟!.


عقد حاجبيه وأردف بنبرة ساخره متهكمة ولكنها حادة تعبر عن مدي غضبه وإستيائه من الأمر :-

-ياسلام ده علي إساس إن نضال معاه الفانوس السحري اللي بلمسه منه هيخليكي ولا إنجلينا جولي !!..


أظلمت عيناها فجاهدت لتبدو طبيعية أمامه وقد نجحت في ذالك حيث طالعته بنظرات جامدة لتثبت له صلابتها الخارجية ..


فتابع محذرا بسبابته حتي لاتقع في الفهم الخطأ كعادتها :-

-أنا لابتريق ولاقصدي أهانتك أنا بس بحاول أوضحلك الصورة اللي غايبه عنك.......


أومأت برأسها إيماء خفيفة وسارت ببطء وهي تزيح خصلاتها للخلف وهتفت بعد تنهيدة حارة:-

-جايز يكون كلامك صح بس علي الاقل نفذلي رغبتي وسبني أخوض التجربه دي وانا هتحمل نتيجة أختياري..


ثم إلتفت له نص إلتفاته :-

-واعتبر ان نضال زيه زي أي دكتور ياهينجح ياهيفشل !!..


جاسم بغضب مكبوت فشل في إخفائه وقد ظهر في لهجته :-

ماهو اصرارك الغريب ده علي نضال ده اللي مش هيخليني أفكر أني أوافق أصلا !!.


تحركت من مكانها هاتفه بإنفعال وقد سخطت ملامحها :-

-ماهو مش معقول إنك ترفض لمجرد إنك بتشك فيااا او غيران منه او آآآ..


لم تكمل جملتها حتي كان يقاطعها هو بصرامة تامة تثبتت ملكيته الخاصه :-

-قولتلك مابشكش .وبعدين أسمها غيران عليكي مس غيران منه هو مايخصنيش في حاجه !!..


وأكمل بملامح متهكمة للغايه ونبره حده بعض الشئ :-

-وبعدين بلاش سذاجه تضمني نضال ده منين ولاهو عشان حكالك معاناته اللي خليته يصعب عليكي وانه ياحراام اده أيه محتاج مساعدة حتي لو هيبقي علي حسب نفسك !!..


-وبعدين مفكرتيش إن أخته دي بتستغلك ؟! مسألتيش نفسك هي يهمها إنك تتعالجي ولالا ؟! بالعكس دي كل اللي يهمها أخوها عايزة أي وسيلة تخرجه من اللي هو فيه ويرجع تاني لحياته ومفيش قدامها طبعا غيرك إنتي ..


رمشت بعينيها عدة مرات وحديثه يدور في رأسها فربما يكون محق في كل حرف لفظه وربما لاااا ؟!!!!..


تنهد وهو يقترب منها ثم حاصر وجهها بكلتي يديه وأردف ببنرة دافئة لاتتناسب مع الموقف المضطرب الذي يجمعهما :-

-وانا عمري ماهقبل إن حد يستغلك أو يستغل نقطة ضعفك. انا عايزك اسعد مخلوقه علي وجه بس سعادتك دي متبقاش علي حساب إستغلالك.وانتي من ساعة ماظهرتي في حياتي وانا متكفل بيكي و كفيل إني أسعدك ..


ثم أنحني وطبع قبلة خفيفة علي وجنتيها ليخبرها بعد ذالك :-

-جهزي لاننا هنسافر في أقرب وقت !!..


ثم القي عليها نظرة أخيرة ورحل ..لأول مره تشعر بسذاجتها بالفعل فحديثه يجعلها كالمغيبة ويقنعها بما يشاء فهو أستطاع وبكل مهاراة أن يجعلها تصمد أمامه . كادت ان تعترض وتصمم علي رأيها وتتمرد عليه ولكن هو محترف في سبر أغوارها !!


...............

_بعد مرور يومين ..

-_في إحدي البلاد الأوربية !!..


دلفت غرفتها التي جهزت خصيصا لها في تلك المشفي التي ستقيم فيها لحين تحديد موعد لإجراء عمليتها!!..


دلفت وهي مصدومة فتلك المشفي التي ستقيم بها يعمل بها نضال فقد تعرفت عليها حينما وصلت أمام أعتابها تعرفت علي الأسم والذي كانت سمعته من قبل جيهان !!..


ظلت شاردة في الأمر حتي إستمعت له :-

-دكتور مارك كلها يومين وهيكون هنا وبكره مساعدينه هيوصله !!...


أبتلعت ريقها وتسألت وهي قاطبة حاجبيه :-

-أنت جايبني هنا ليه ؟!..


رفع حاجبه بتهكم وسخرية بسبب طرح سؤال هكذا !!..


فجلست علي الفرأش قائلة بجمود :-

-انت قولت إن مش نضال اللي هيعمل العملية ومع ذالك جبتني البلد اللي موجود فيها ومش بس كده لا ده أنت كمان أختارت المستشفي اللي هو بيشتغل فيها ،أيه الحكاية ياجاسم ؟!..


أتجه نحو البراد المتواجد بجوار الفرأش وأخرج زجاجة مياه وأرتشف منها القليل ليهتف بعدها ببرود وهو يرفع كتفيه قليلا :-

-صدفة !!


تمتمتم بينها وبين نفسها :-

- صدفة ؟!..


ضيقت عيناها متسائلة بتوجس :-

-ج آآ جاسم أنت ناااوي علي أيه ؟!


وضع الزجاجة داخل البراد وأقترب منها هاتف بهدوء :-

-ممكن ماتشغليش بالك بحاجه .ويالا أرتاحي كده انتي ناسيه إنك جايه من سفر ومحتاجة راحة !!..


ثم أنحني وهمس بجوار إذنها :-

-مش هتأخر عليكي !!..


منحها إبتسامه تحمل الكثير ثم أبتعد عنها وسار نحو الباب ليغادر فنهضت هي سريعا وأمسكت بيده وهتفت بنبرة قلقة :-

-أنت رايح فين ؟!..


أعتلي ثغره إبتسامة خبيثة وهو يخبرها :-

-هخلص إجراءت المستشفي وهرجعلك !!..


إزدادت ضربات قلبها بشدة حاولت النطق بأي شئ ولكن وجدت نفسها عاجزة أبتلعت ريقها أكثر من مرة وهي مازالت تحدق به :-

-آآ اص آآ ..


تابع هو بخشونه :-

-متقلقيش كده قولتلك هرجعلك !!..


لم تطمئن نظراته توحي بالخبث وأنه جاء إلي هنا لفعل شئ تجهله هي تخشي إن يكون نضال هو هدف جاسم الذي جاء هنا من أجله !!..


أغلق الباب عليها وسار في الرواق بخطوات واثقة لم يلتفت حوله ولم يرمش بعينيه فهو حدد هدفه وسيصل إليه !!..


............................


شعرت بإلم أسفل أحشائها فنهضت من نومها وهي تعض علي شفتيها بقوة من شدة الوجع الذي يفتك بجسدها !!.


كلما كان يزداد الالم كانت تزداد في الضغط علي شفتيها حتي أدمت !!..


تصبب وجهها بالعرق الغزير وأصبح يتساقط كقطرات المطر ولم تستطع الصمود أكثر من ذالك حيث صرخت بألم بالغ أستيقظت والدتها علي أثره أقتربت منها علي عجالة وهتفت بقلق :-

-في أيه ياشهد ؟!..


خرجت الحروف من فمها متقطعة :-..

- و ج آآ وجع ياماما أااااااااااااااااااه ..


أقتربت منها أكثر لتجد مياه تتدفق من أسفل إبنتها فأدركت انها تعاني من ألم من المخاض فهتفت سريعا :-

-ده أنتي بتولدي ياشهد !!..


ثم أسرعت للخارج لنداء زوجها الذي عاد معها بعد ووقت قليل لينقل شهد إلي المشفي !!...


....................... ..


في ذات الوقت كان عصام ينهي عمل قد كلفه به والده في إحدي القري المجاورة لقريتهم وبعدما أنتهي من ذالك أستقل سيارته النقالة وتحرك بها نحو قريته وبينما هو في وسط الطريق إستمع لرنين هاتفه فتناوله وقام بالرد :-

-ايوة يابوي خلاص وصلت المحصول وكله آآآ..


لم يكمل باقي جملته فقد الجمته الصدمة من حديث أبيه عبر الهاتف فتحدث بإرتباك :-

-آآآ بتولد ؟!..

آآ حاضر يابوي دقايق وهكون واقف قصادك في المستشفي !!..


أغلق الهاتف والقاه علي المقعد المجاور له وحدق أمامه بصدمه فكلها ساعات معدودة وينكشف أمره أمام الجميع فالشهور مرت عليه كالقطار ولم يستطع اللحاق بها ليقضي علي حملها كما فشلت والدته إيضا في إجهاضهاا !!..

فكل شئ سينكشف وستظهر حقيقته مسح حبات عرقه بيده وحاول التماسك والتحكم في عجلة القيادة ولكن فشل فأعصابه قد تألفت !!..


كما تشوهت الرؤية لديه ولم ينتبه للطريق أمامه وماهي إلا ثواني وكان الظلام يحيط به كليا حيث إنقلبت سيارته نتيجة إصطدامها بسيارة أخري كان تسير بأقصي سرعة !!...


.......................


-في المشفي ..


بمجرد أن فتحت عيناها أقبلت عليها والدتها

تملس علي شعرها بحنو :-

-حمد الله علي سلامتك ياضنايا !!..


حاولت أن تعتدل ولكن شعرت بألم منعها من ذالك فحذرتها والدتها :-

-بلاش تتحركي كتير عشان انتي ولدتي قيصري ..وهما شويه ألم كلها كام يوم وهيروحوا لحالهم !!.


أومأت برأسها إيجابا دون تعليق، ثم تسألت بنبرة منبوحه :-

-فين أبني ياماما ؟!..


والدتها بإبتسامه :-

-هجبهولك ياحبيبتي حاضر !!..


أختفت قليلا ثم عادت وهي تحمل حفيدها أعطته لإبنتها ثم أردفت :-

-سمي بالله !!..


حملت شهد طفلها وقد أعتلي ثغرها إبتسامه باهته وتمتمت بخفوت :-

-بسم الله الرحمن الرحيم !!..


أخذت تتفرس في ملامحه وتراقب حركاتها .تعبيرات وجهه الملائكي فلم تستطع كبح دموعها فبكت بحرقه علي حالها بكت وهي تتذكر كيف جاء هذا الطفل وكيف وضع داخل رحمها !!..


قامت والدتها بتهدئتها قائلة :-

-مش كده ياشهد بلاش عياط يابنتي !!..


شهد من بين دموعها :-

-أبني آآ أبن حراام ياماما ؟!..


والدتها سريعا وهي تمسح دموعها :-

-لا ياحبيبتي أوعي تقولي كده أنتي ملكيش ذنب وكلها كام يوم الحقيقة تبان ويعرفوا مين أبوه بس أوعي تتقولي كده تاني ياشهد أوعي !!..


ثم تابعت :-

-واهو ربنا أخدلك حقك منه !!..


أنتبهت لحديث والدتها التي هتفت مرة واحدة :-

-عصام عمل حادثه والعربية أتقلبت بيه !!..


جحطت عيناها من شدة الصدمة ثم نظرت لطفلها الذي بدأ بالبكاء ثم تسألت بينها وبين نفسه هل نال طفلها لقب "يتيم " في أول يوم له في الحياة !!..


تسألت وهي مازالت علي صدمتها :-

-و آآآ حصله أيه ؟!..


أجابتها بدون أكتراث وهي تحمل عنها الطفل الباكي :-

-اتنقل للمستسفي هنا وبيقولوا حالته حرجه !!.


شهد بإختناق وهي تمسك رأسها :-

-آآ طب والتحاليل ؟!..


.

- أبوكي صممم انهم ياخدوا منه العينه حتي وهو كده وإن التحاليل تتعمل اول ماولدتي واهي كلها كام يوم والنتيجة هتبان !!..


شعرت بالإرتياح فدليل برأئتها أهم من أن تفكربه أو بأي شئ يخصه !!..


.......................

-في مصحة الإدمان ..


طرق حازم علي الباب عدة طرقات ودلف عندما أذن له ..


كانت تفف في الشرفه تسقي الورود التي زرعتها بنفسها فهي تهوي فعل ذالك منذ الصغر !!..


رمقها بحب تمني لو يأخذه ويهرب إلي أبعد مكان مكان لايوجد فيه أحد سواهما فهي العشق الذي أصاب قلبه وجسده!!..


تحدثت بإبتسامة دون إلالتفات :-

-هتفضل واقف متنح كده كتير ؟!..


إبتسم وأقترب منها هامسا من الخلف :-

-اعمل أيه في جمالك اللي بيخدرني .


أصطبغ وجهها بحمرة الخجل فوضعت إبريق المياه جانبا وإلتفتت له تسأله بإهتمام :-

-كنت فين الايام دي كلها وسايبني ؟!..


حازم بتنهيدة حاره :-

-معلش كان في شويه مشاكل في الشغل هي اللي عطلتني !!..


عهد وهي تضيق عيناها :-

-أممم وانت من أمتا ليك في الشغل ؟!..


حازم بإبتسامه ولكنه هتف بجديه :-

-من ساعه ما جاسم أتسجن ولا نسيتي !!.


أومأت برأسها ثم دنت منه متوسله بنبرة ناعمه :-

-ممكن متتأخرش عليا تأني ؟!.


سرح في عينيها وتجاهل حديثها تماما ولكن لم يتجاهل وجودها فوجودها أشبه بالحياة فإن وجدت عهد وجد حازم !!..


وكزته في صدره قائلة بخجل أنوثي :-

-بطل تبصلي كتير بقا.. بتكسفني


حازم بهيام :-

-محدش قالك قبل كده إنك بتبقي حلوة وأنتي مكسوفه ؟!..


رغم خجلها رمقته بغضب :-

-يعني أيه يعني أنا م آإ..


قاطعها وهو علي مسافه قريبه منها :-

-أنتي أحلي في الدنيا ياعهد !!..


ثم رفع كفها ليلثمه بقبلة طويلة جعلت القشعريرة تسري في جسدها فأحمر وجهها أكثر وأكثر ..


حازم وهو رافع حاجبه :-

-برضه هتتكسفي ؟! لا خلي بالك انا كده ممكن أضعف..


ضحكت علي حديثه ثم جلست معه ليسرد علي مسامعها احداث أسبوعه الذي شغله عنها !!.


..يتبع


اللي حصل بين حازم وعهد عشان يرجعوا فلاش باك..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#76

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل التاسع والأربعون ..عروسة ماريونيت

-في المشفي ..

جاء عمها لزيارتها ولكي يسرد عليها ما أصاب ولده "عصام " فقد أصيب بعجز سيجعله غير قادر علي الإنجاب مدي الحياة !!..

كما تخلت عنه زوجته بعدما ظهرت نتيجة الفحوصات والتي أثبتت أبوته للطفل فلم تنتظر ثانية وقامت برفع قضية خلع ضده !!..

كانت "شهد "تنصت له وهي مغيبة تحاول تصديق الذي يقع علي مسامعها الإن ؟! فهل القدر رحيم بها كهذا ؟! هل يكافئها هكذا ؟! ..

لم تتأثر بالذي سمعته ولم تسمح لقلبها أن يشفق عليه ولو قليلا فهو لم يشفق عليها عندما سلبها أعز ماتملك بكل وحشية ..

فتنهدت وهتفت بنبرة جامدة وهي تملس علي وجه مولودها :-
-متننساش اتفاقنا ياعمي ..عاوزه تنازل منه عن أبني ..

ظهر الإرتباك علي وجه عمها الحزين :-
-بس يابنتي آآآآ..

قاطعته بتوجس :-
-بس أيه ياعمي مش أنت وعدتني بكده .رجعت في كلامك ولا أيه ؟!..

تنهد بحزن وهتف بنبرة متوسله :-
-لا يابنتي بس يعني هو دلوقتي محتاج لإبنه ده خصوصا انه هيعيش طول عمره محروم من الخلفه !!..

ثم تابع سريعا :-
-فا انا بقول يعني لو نفتح صغحة جديدة وتعيشوا مع بعض وتربوا إبنكم واهي مراته سابته ..

طالعته بدهشه وهتفت بسخريه :-
-ببساطه كده ياعمي عاوزني اعيش معاه وانسي اللي عمله فيا ؟!..

هو بإبتسامة خفيفة راجية :-
-اهو ربنا إنتقملك منه وخد جزاته سامحيه انسي اللي فات وعيشي اللي جاي عشان خاطر إبنك !!..

إبتسمت بتهكم :-
-عشان خاطر إبني ولا عشان خاطر إبنك ياعمي ؟!..

ثم تابعت بجدية تامة :-
-انا مقدرة إنك أب وإن ماهما حصل مش هتقدر تقسي ولاتيجي علي إبنك اللي من صلبك عشان خاطري أنااا بس سامحني ماينفعش انسي لان اللي عمله إبنك فيا صعب يتنسي ..

تعمدت الضغط علي حروفها الأخيرة لكي تجعله يشعر بالمها الذي يستيهن به الأن !!..

عمها وهو يهز رأسه بيأس :-
-يعني مفيش فايده ؟!...

أطلقت تنهيدة حارة وأردفت بلهجة جامدة :-
-ده اللي عندي ياعمي وياريت تنفذ وعدك ليا !!..

تحدث بألم مكبوت :-
-حاضر يابنتي !!..

ثم أعتكز علي عصاة يده ونهض وقبل أن يخرج سمعها تهتف بإصرار واضح في نبرتها الجامدة :-
-ومتنساش ياعمي ورقة طلاقي كمان !! ..

........................
-في المشفي الخارجية !!..

ولج جاسم لمكتب نضال فلم يجد أحد بداخله فالقي نظرة متفحصة علي الغرفة وإلتفت ليغادر فتفأجئ بالذي يبحث عنه أمامه تبادل الاثنين النظرات المختلفه وكان اول المتحدثين نضال :-
-أنا برضه كنت بدور عليك !!..

-أتفضل !!..

قالها نضال وهو يشير بعينه للداخل ..دلف جاسم وتبعه نضال الذي أغلق الباب خلفهم ..

وقف جاسم ووضع يديه في جيب بنطاله وهتف بجمود :-
-يعني أنت عارف إني عاوزك ؟!

أومأ برأسه إيجابا وتنهد بإبتسامة :-
-اكيد عاوز تعرفني بالدكتور اللي هيجي لعملية رقية !!..

ثم سار عدة خطوات نحو البراد الصغير المتواجد بجوار المكتب وأردف بجدية وإهتمام :-
-دكتور مارك يعتير من أكبر أساتذة جراحة التجميل في العالم .وإنجازاته تتكلم عنه !!...

قبض كفه علي زجاجة العصير ليبدأ بسكبها في كوبايتين متناسقتين وتابع بإعجاب وهو يحملهما متجه إلي جاسم :-
-ده غير كتبه وعملياته اللي بتدرس للطلبه في الجامعه !!..

مد كفه بكوب العصير له وختم حديثه بإيشادة جادة :-
-يعني أحسنت الأختيار ياجاسم بيه !!..

وزع نظره بينه وبين الكوب فلم يعير كفه الممدود أي أهتمام بل رفع حاجبه لاعلي ساخرا :-
-وانت كنت بتدور عليا بقا عشان تقولي الكلمتين دووول ؟!..

هز رأسه بالسلب ثم وضع الكوبايتين علي المكتب ليتنهد بثقل :-
-كنت عاوز أعرف أيه سبب رفضك لياااا ؟!..

أنتبهت جميع حواسه فهنا سر اللغز فهتف بجمود تام :-
-انا اللي عايزة أعرف أيه سر تمسكك بالعملية دي ؟!..

نضال وهو يقف أمامه مباشرة :-
-لاني رهنت مع نفسي علي نجاح العملية دي ..

التوي ثغره بإبتسامة متهكمة وتابع بنبرة ذات مغزي وهو يضيق عيناه :-
-ممكن اعرف إنت بقالك أد أيه بعيد عن المهنة دي ؟!..

أغمض عيناه وفتحمها مجددا ليخبره :-
-سبع سنين !! ..

تحولت ملامحه إلي الجمود والسخرية التامه حيث هتف :-
-وانت بقا عايزني بعد السبع سنين دوول أقدملك مراتي علي طبق من فضة تعمل اللي أنت عايزه في وشها !!

فأظلمت عيناه ليخبره بصرامه وهو يدنو منه :-
-أنا مش هسمح إن مراتي تبقا مجرد فأر تجارب ..سامعني

-أنا لو ماكنتش متأكد إني هقدر ماكنتش أتراجعت عن قرارر أخدته من سنين .انا بس عاوزك تديني الفرصة وانا هثبتلك إني أدها !!..

-للأسف يادكتور مش من السهل عليا إني أديك الأمان وخصوصا بعد ماعرفتني الإمكانيات العالية اللي بيمتلكها دكتور مارك ..

-واللي لو هنقارنك بيه هتبقي يدوبك صفر علي الشمال جمبه !!..

قالها جاسم وهو يتعمد الضغط علي كل حرف لكي يقلل من شأنه ويشعر بأنه لاشئ !! ..

أنتهي جاسم من حديثه وكاد أن يغادر فأمسك به نضال قائل بنبرة رجاء :-
-أرجوك ماتعجزنيش لتاني مرة في حياتي .أنا سبق وأتاخرت وعجزتي إني أنقذ بنتي عجزت مع إني أقدر !!..

تعجب جاسم من حالة الضعف التي غزت نبرته في الثوان الأخيره فكيف لراجل مثله يبدو ضعيفا هكذا !!..

وضع جاسم يده في خصلات شعره وزفر بضيق ليهتف بعدها بجمود :-
-ولو نفترض إني وافقت إيه اللي يضمنلي إنها ماتتأذيش أكتر !!..

نضال سريعا وقد شعر ببعض من الأمل :-
-مستعد أقدملك الضمان اللي أنت عاوزه صدقني مش هتندم إنك أدتني الثقة !!..

تعجب مرة أخري بنبرة الثقة الذي يتحدث بها الإن فتحدث بنبرة ساخره وهو يحك ذقنه :-
-السبع سنين اللي أنت أقعدتهم في البيت دوول مايدولكش الحق إنك تتكلم بالثقة دي ولا أيه ؟!

إبتسم نضال وتابع بنفس النبره الواثقة :-
-جايز يكون عندك حق لكن أنا طمعان إنك تديني الثقة عشان أثبتلك العكس !!..

صمت لثواني ثم اقترب وهمس لنضال بإبتسامة باردة :-
-ماهو ماينفعش أغامر بمراتي في سبيل إنك تثبتلي حاجه أنت لوحدك مقتنع بيها !!..

ثم أبتعد عنه بعدما أختتم جملته ثم أعطاه ظهره ورحل قد يكون جعله ييأس قليلا ولكن لم يمت الإمل بداخله مازال يأمل بموافقته !!..

.......................
.
-في منزل محمود ..

سحبت "دعاء "الابرة من ذراع والدة محمود وهتفت بإبتسامة :-
-بالشفا ياماما !!..

ضمت ذراعها نحوها قائلة بحنق:-
-ياااه ده انتي إيدك خفيفه مش زي البت اللي كانت بتيجي الأول كنت بحس انها بتغرز منشار في إيديا !!...

ضحكت دعاء وجلست بجوارها علي الفرأش فهتفت والدة محمود بإبتسامة :-
-معلش يابنتي تعباكي معايااا !!..

دعاء بعتاب :-
-تعب أيه بس ياماما ده تعبك رأحه !!..

ربتت علي فخذيها وهي تردد :-
-ربنا يخليكي يابنتي ويكرمك بإبن الحلال !!..

إبتسمت بصمت دون أن تتفوه بكلمة ثم نهضت وهي تلتقط حقيبتها :-
-طب أنا هستأذن بقا لو عوزتي اي حاجه ابقي كلميني !!..

حاولت الإعتدال قائلة بجدية :-
-وده يصح يابنتي تمشي من غير ماحتي تتغدي .استني ده حتي محمود زمانه جاااي !!..

مين جايب في سيرتي !!..

هتف بها محمود الذي دخل اللتو ...

والدته بإبتسامه وهي تنهض :-
-إبن حلال انك جيت تعالي شوف دعاء اللي عايزة تمشي من غير ماتاكل معانا !!..

محمود لدعاء :-
-مش معقول يعني اول مرة تدخلي بيتنا مانعملش معاكي الواجب !!..

إبتسمت دعاء بحياء وهتفت بخفوت :-
-معلش والله بس ميعادي في المستشفي قرب ولازم أمشي !!..

أمأ برأسه إيجابا وكادت أن تتحرك من أمامه لكن أوقفها وهو يضع يده في جيبه ليخرج بضعة ورقات مالية :-
-اتفضلي !!..

نظرت ليده الممدوه بالمال بعدم فهم فتتنهد ليخبرها بهدوء:-
-دوول حقك ماهو مش معقول هتيجي كل يوم ونعطلك عن شغلك ببلاش كده !!..

شعرت بالحرج الشديد وتلالات العبرات في مقلتييها وهي تنظر له :-
-انا بعمل كده عشان خاطر والدتك ،يعني مش مستنية منك فلوس ..

ثم تابعت بإختناق وهي ترحل :-
-عن إذنكم !!..

إنصرفت من أمامه بسرعة البرق لتدنو منه والدته تلكزه في صدره :-
-أنت هتفضل طول عمرك كده .إجري وراها يابني وطيب خاطرها !!..

لم ينتظر ثانية وإنطلق خلفها فكانت في مدخل البناية تسير وهي تبكي وعندما أستمعت ندائه أسرعت في خطواتها ولكن كان هو الإسرع في الإمساك بها وقف أمامها وتنهد :-
-أنا ماكنتش أقصد أزعلك ،حقك عليا !!.

دعاء وهي تشيح بوجهها قائلة بإقتضاب وهي تبكي :-
-بعد إذنك إبعد عايزة أمشي ورايا شغل !!..

محمود بجدية وهو يشير بيده :-
-طب يلااا انا هوصلك !!..

كفكفت دموعها وهتفت :-
-ملهوش لزوم انا عارفة طريقي كويس أوووي !!..

هو بإصرار في نبرته :-
-وانا مش هسيبك تمشي لوحدك وكمان زعلانه ومعيطه !!..

هي بجمود :-
-أنا ولا زعلانه ولا معيطه !!..

إبتسم وهو يدنو منها فمسح تلك الدمعه العالقة بسبابته هاتف بمرح :-
-أومال أيه ده الدنيا بتمطر مثلا ؟! ..

أرتبكت من قربه هكذا ورغما عنها إبتسمت من بين دموعها فأردف هو مجددا :-
-يالا أوصلك عشان متتأخريش علي شغلك !!..

وفي الاخير ذهبت معه ولم تتردد مرة أخري !!..

....................
لم يتركها بمفردها واستقل معها الحافلة التي كانت مليئة بالبشر .لفت إنتباهه الكثير من الرجال الذين يلتصقون بالنساء عن عمد .وبتلقائية جذب "دعاء " لتقف أمامه وحاصرها بجسدها حتي لايقترب أحد منها فجعل من جسده جدار عازل لحمايتها !!..

أبتسمت بعاطفة وأصبحت دقات قلبها كالطبول فتطلعت إليه تتفرس في ملامحه الرجولية الذي لايشوبها سوا تلك الحروق ورغم ذالك لم تختفي إبتسامتها ولم يمت ذالك الشعور الذي نبت بداخلها !!..

وفي نفس الحافلة كانت تراقبهما "مني " بعينين مشتعلتين من الغضب والحقد ...فالذي رفضت حبه سابقا أمام عينيها الإن يحاوط بجسده تلك الفتاة التي تجهل هويتها !!..

ظلت تنظر لهما بحقد ،حتي شعرت بيد أحدهم تتسلل لجسدها إلتفتت سريعا لتجده رجل يبتسم لها بشهوة فرمقته بغضب وآشمئزاز ثم أبتعدت عنه قدر الإمكان لتنحصر بين أجساد البشر وهي تلعن زوجها الذي تركها بمفردها ورفض أن يأتي معها لزيارة أهلها !!.

.....................
جالسة في غرفتها الملحقة بالمشفي تضم ركبتيها لجسدها وهي تشتعل من الغيظ فمنذ جاءت إلي هنا وهي حبيسة تلك الغرفة ولاتري سوي أوجه الممرضين الذين يدلفون بالطعام ثم يأتون مره أخري لأخذ الفارغ !!..

حتي زوجها لم تراه إلا دقائق معدودة فمنذ ذهب وتركها لم يأتي إلا قليلا !!..

أستمعت لطرقات خافته علي الباب فسمحت للطارق بالدخول !!..

لم تلتتفت فقد ظنت إنها الممرضة جلبت لها الطعام ولكن خاب ظنها عندما أستمعت لتلك النبرة الرجولية :-
-صباح الخير !!...

رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول التأكد من هوية تلك النبرة والتي سمعتها من قبل !!..

إلتفتت ببطء نحو مصدر الصوت وهي تتمني أن يخيب ظنها ولكن ظنها جاء في محله فصاحب النبرة لم يكن سوي ...نضااااال ؟!...

إبتلعت ريقها بتوتر ثم عضت علي شفتيها بخجل فكيف تواجهه الإن وهي قد كسرت بعهدها معه وسوف يأتي طبيب أخر لعلاجها !!...

وكعادته لم يجعل الصمت يدوم أكثر من ذالك فأقترب من فرأشها ولحقته الممرضة التي جاءت معه :-
-لا أنا عايزك فايقه كده ..النهاردة ورانا شعل كتير !!..

هزت رأسها مستفهمة فتابع بلهجة مرحه وهو يقترب لفحص وجهها :-
- متقلقيش مش هنتعبك اووي دي مجرد فحوصات روتنية بنحتاجها قبل أي عملية !!..

لم تعرف بما تجاوبه فقد ظنت انه يجهل الأمر فكيف تخبره الان وكيف سيتلقي الخبر !!...
شعرت بالحزن عليه والخجل من نفسها !!...

أرداد أن يقطع عليها حبل أفكارها فتنهد ليخبرها :-
-رقية أنا هكون الدكتور بتاع العملية بتاعتك ...
وطبعا ده بعلم من جوزك !!

أتسعت عيناها بصدمة وهي تهز رأسها بإستنكار فكيف ذلك ؟!..

تركها في صدمتها وتابع عمله فإلتقط بعض الصور التي تخص وجهها بواسطة الكاميرا العملية التي بحوذته وبعدما أنتهي كاد ان يخرج ولكن أوقفته وهي تنهض من الفرأش وقغت أمامه تهز رأسها ببطء مستفهمة :-
-أيه اللي حصل بينك وبين جاسم ؟!...

نضال بهدوء :-
-ممكن ماتشغليش بالك بالموضوع ده خصوصا الفترة دي .انا عايز بالك رايق ومش عايزك تتوتري عايزك دايما متزنة نفسيا !!..

قم تابع بلهجة عملية :-
-الراحة النفسية للمريض تعتبر عامل من عوامل النجاح !!..

رقية بإنفعال وهي تلوح بيدها :-
-أنا مليش دعوة بالكلام انا عايزة اعرف أيه اللي حصل عشان يوافق ؟!...

نضال بتحذير :-
-تؤتؤ أحنا قولنا ايه عايزك متزنه نفسيا يعني ملهوش لزوم الإنفعال ده !!

ثم أشار نحو الممرضة :-
-لو احتاجتي اي حاجه أطلبيها من سمر هي مصرية وهي المسئولة عنك !!..

ألقي عليها نظرة أخيرة ورحل وورحلت معه الممرضة لتجلس هي ببطء علي الإريكة وتتسائل بداخلها :-
-طب أزاي ؟!...

.........................
سار في الرواق بغضب شديد وهو يحاول التحكم في إنفعالاته فوصل لمكتب نضال وفتحه ودلف دون إستئذان .ولم يهتم بإغلاقه فإندفع كالزوبعه نحو نضال !!

فنهض نضال وهو عاقد حاجبيه :-
-في أيه ؟!..

جاسم والشر يتطاير من عيناه :-
-هو انا مش سبق وقولتلك إنك تتعامل مع رقية زيها زي أي حالة عندك ؟!..

أومأ برأسه قائل :-
-وهو ده اللي حصل مابدخلش أوضتها غيربسبب .بقيت أتابع كذا حالة وأعالجهم عشان وقتي كله مايبقاش لرقية العلاقة بيني وبين رقية اني هي المريضة وانا الدكتور بتاعها !!..

تحولت نظرات جاسم للحده وهو يهتف :-
-ولما هو كده إتنازلت ليه عن أجرك في العملية ؟!..

نضال بتنهيدة :-
-لاني سبق وقولتلك اني مش مستني أجر مادي !!..

برزت عروق وجهه بشدة أثر إنفعاله وصاح :-
-اومال حضرتك ناوي تعملها العملية شفقة منك ولا لله وللوطن !!!..

فاقترب منه وهو يجز علي أسنانه بغضب :-
-إنت هنا مجرد دكتور واجبه أنه يعالجها وياخد مقابل لده !!..

انهي جملته ووضع يده في جيب سترته الداخلي وأخرج دفتر شياكته وقام بإلقائه علي الممكتب ثم أردف بصرامة :-
-حط الرقم اللي أنت عاوزه !!

ثم رفع حاجبه ليخبره :-
-وياريت وأنت بتحط الرقم متنساش إنها تبقي مرات جاسم الراوي !!!!!...

ذكر أسمه تعتبر إشارة وتحذير خفي له حتي لايتهاون في أجره !! فهو يمتلك الكثير من الملايين وعلي أتم الأستعداد بالتضحية بهم في سبيل إسعادها !!...

...................................
-في يوم أخر ..

فتح جاسم باب الغرفة ليلج إلي الداخل فأتجه نحوها ليجده جالسة علي الإريكة الجلدية بشرود حتي أنها لم تنتبه لدخوله !!..

أقترب منها ليجد صنية الطعام كماهي علي الطاولة أمامها فإنحني وأمسك بقطعة من التوست وهتف :-
-ده أحنا بندلع بقا !!..

فاقت من شرودها أخيرا والتفتت له بوجوم فتابع هو حديثه :-
-مأكلتيش ليه ؟!..

تنهدت بصوت مسموع وأشاحت بوجهها للناحية الأخري :-
-مستنية أخد الإذن منك !!..

قطب مابين حاجبيه :-
-نعم ؟!..

نهضت هي وعقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بجدية :-
-ايه مالك ؟! مستغرب ليه ؟! ايوة مستنية أخد الإذن منك مش جايز تكون معترض إني أكل ولاحاجة وبعدين ماهي كل حاجه بتحصلي لازم تكون بإذنك ولا أيه ؟!...

صاح بها وهو يحاول الحفاظ علي هدوئه :-
-اعدلي كلامك معايا يارقية ،ومن غير الغاز قولي فيه أيه ؟!..

أومأت إيجابا ثم تتطلعت له :-
-حاضر ..

فأستطردت مجددا بتسائل جامد :-
-ممكن أعرف ايه اللي خلاك تتراجع فجأة كده وتقرر مرة واحدة إنك تفاجئني بإن نضال هو الدكتور ؟!.

تنهد بصوت مسموع وأجابها :-
-غريبة أفتكرتك هتفرحي بكده ؟!..

تحدثت بجدية تامة :-
-كنت هفرح ياجاسم لو كنت عملت كده عشاني لو كنت عملت كده اول ما طلبت منك !!..

جاسم بصرامة وهو رافع حاجبه :-
-أومال أنا بعمل كله ده عشان خاطر مين ؟!..

رفعت كتفيها لاعلي وذمت شفتيها للامام ثم سارت ببطء تتحدث بضيق:-
-مش عارفة أنت بتعمل كده ليه بس كل اللي أعرفه إنك مصر تخليني عروسة ماريونيت إنت بس اللي تتحكم فيها وتحركها زي ما انت عاوز !!...
حرك رأسه للجانبين ليتحدث بعدها بملل :-
-أيه اللي يرضيكي دلوقتي ؟!. لو متضايقه اووي من موضوع نضال يبقي في داهية سي نضال تحبي حاجه تانية ؟!

إلتفتت له والدموع تلمع في عينيها ثم هتفت بألم وهي تهز رأسها :-
-أنا مابقتش عاوزة حاجه ياجاسم خلاص اللي أنت تشوفه !!..

زفر الهواء بضيق ثم جذبها لتترتطم في صدره ثم أحاطها بيده ووضع سبابته أسفل ذقنها ليرفع وجهها قائل بهدوء صارم :-
-قولتلك اللي أنتي عاوزاه هعمله عاوزة أيه ؟!..

إنسابت دموعها علي وجنتيها وهي تخبره بخفوت:-
- عاوزة أحس أني مهمة عندك !!

أتسعت عيناه بصدمة ليهتف بنبرة حادة :-
-وانتي عندك شك في كده ؟!..

هزت رأسها بالسلب وتحدثت بشهقات :-
-مش عارفة بس هو أنت ليه بتعمل كده ؟! لسه برضه مصر تعاقبني ؟ ده احنا حتي من ساعة ماجينا هنا وانا مابشوفكش أيه اللي شغلك عني ؟!..

إجابها بهدوء لايتناسب مع الموقف :-
-عندي شغل بتابعه هنا !!.

همست بمرارة :-
-شغل ؟!..

ثم ضحكت بسخرية وهي تدمع :-
-كنت فاكرة إنك جاي هنا عشاني !! عشاني أنا وبس !!.

وبينما دموعها تتساقط كالمطر هتفت بنبرة مرتعشة :-
-جاسم أنت آآآ زهقت مني ؟! ..
م آآآآ مابقتش تحبني ؟! ..

كان رده عليها أوعقاب لها إنه أقبل علي شفتيها يقبلها بقوة أخرج شحنة غضبه في تلك القبلة فظل يقبلها حتي أدمت ولكن لايبالي واستمر في قبلته وهو يعتصرها داخل أحضانه !!...

كادت أنفاسه أن تتوقف فأبتعد عنها وهو يلهث محذرا بسبابته :-
-أوعي أسمعك تقولي كده تاني ...سامعه ؟!..

.................................
-بعد مرور فترة زمنية قصيرة ...

دلف للغرفة لكي يتحدث معها بشأن عمليتها التي سوف تجرأ الغد ..ولكنه لم يجدها بالدخل فالفرأش مازال علي هيئته المنظمة والتي تدل علي أنها لم تتسطح عليه طوال اليوم قطب مابين حاجبيه بتعجب وغادر الغرفة ليبحث عنها !..

وبينما هو يسير في الرواق تقابل مع الممرضة التي أسند لها مهمة رعايتها فسألها بجدية :-
-رقية فين ؟!..
-مش موجودة في أوضتها ؟!..

أجابته بهدوء:-
-دي خرجت يادكتور ..

نضال بإنفعال :-
-يعني أيه خرجت ؟! وخرجت أزاي ومع مين ؟! وانتي ازاي ماتلبلغنيش بحاجة زي دي ؟! ..

:-
-ماهي آآ خرجت مع جوزها آآ..

صمت لوهلة لتتابع هي سريعا :-
-جاسم بيه جه هنا واخدها ومشي !!..

جز نضال علي أسنانه بغضب وتسأل :-
-والكلام ده حصل أمتاا ؟!..

أرتبكت ثم تحدثت بحذر تااام :-
-آآ أمبارح بالليل !!..

كور قبضة يده بغضب فقد نفذ صبره من التصرفات التي تصدر من ذالك الجاسم !!..

..يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#77

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون


نهضت هي الأخري وأمسكت به قائلة بإستياء :-
-جاتوووه ايه ده اللي أنت رايح تجبهولي ده بس ؟!..

جاسم بنبرة غيظ :-
-اهو تتلهي في الاكل يمكن تسكتي شويه !!..

انكمشت ملامحها بحزن ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بتذمر :-
-خلاص هتكتم ومش هتكلم وخليني كده لحد ماطق أو يحصلي حاجه !!..

ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخري .فأبتسم هو ومسح علي خصلات بشعره ثم أداره وجهها قائلا :-
-هو أنا صحيح عايزك تستكي لكن مايرضنيش برضه تطقي أو يحصلك حاجه !!..

رقية بإندفاع :-
-ياسلام علي إساس اني فارقه معاك ما أنت عاوز تكتمني ومش عاوز ت آآآ..

لم تكمل عباراتها حيث إبتلع باقي جملتها داخل فمه وهو يقبلها بغيظ أتصدمت لوهلة وبدأت تدفعه ليبعد عنها فأبتعد وهتف بين أنفاسه اللاهثه :-
-كل جملة هتخرج منك هيبقي قصادها بوسه !!..
ثم تابع بخبث :-
-ولو أتكلمتي كتير هقول إنك بتتلككي عشان عاوزة تتباسي !!..

أنفرج فمها بدهشة وعدم إستعياب فألقي عليها نظرة منتصره ماكره:-
-يالا ياحبيبتي عايزك ترغي علي أد ماتقدري !!..

اغتاظت منه ومن تصرفاته وكادت الحروف أن تخطأ وتنفلت من لسانها فلحقت نفسها سريعا ووضعت يدها علي فمها !!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#78

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامسون ...عيد زواج

سارت بأعجاب تتفحص ذالك المنزل الخشبي المطل علي البحر والذي يشبه الكوخ في حجمه !!..
والذي قد زين أيضا بالإضاءة الخافتة المبهجة ..
تقدمت وهي تتفحص المكان حتي وقع تظرها علي طاولة دائرية عليها أصناف متنوعه من الطعام ويتوسطه قالب حلوي مصمم بعناية !!..

عقدت حاجبيها وإستدارت له مستفهمة :-
-آآ أيه ده ؟!
وليه جايبني هنا ؟!..

تقدم منها قائل بدهشة :-
-أعتبر إنك ناسيه مثلاااا ؟!..

-ناسيه أيه ؟!..

تنهد بصوت مسموع ثم أحاط خصرها قائل :-
-أبدأ ياستي بس كل الحكاية إن النهاردة عيد جوازنا !!..

زفرت بضيق وضربت جبهتها بخفه فكيف نست ذالك ؟!..

جاسم متابعا :-
ومكنش ينفع اليوم ده يعدي كده من غير مانبقي مع بعض !!..

عضت علي شفتيها بحرج متمتمة :-
-مش عارفة آآ أقولك أيه ،بس معرفش ازاي نسيت والله ..

جاسم وهو يضيق عيناه :-
-واديني طلعت أجدع منك وأفتكرت !!..

رفعت إحدي حاجبيها قائلة بلهجة ذات معني :-
-بس غريبه يعني أفتكرت حاجه تخصنا وسط مشغلك الكتير دي ..

إلتوي ثغره بتهكم وهتف بضيق :-
-هي دي الكلمة الحلوة اللي المفروض تقوليهالي في يوم زي ده ؟!..

ثم تابع وهو يفك حجابها ويلقيه أرضا :-
-عموما عايزك تعتبري إن النهاردة عهد صلح مابينا يعني ياريت ننسي كل اللي فات بقرفه ونبتدي من جديد !!...

ثم ذم شفتيه للامام وأردف بهدوء وهو يشير للمكان بعينيه :-
-يعني تقدري تعتبريه إعتذار بسيط علي اللي حصل مني !!

أبتسمت إبتسامة ساخره متهكمة قائلة وهي تهز رأسها بفهم :-
-يعني عايزني اعتبر احتفال النهاردة أعتزار بدل كلمة معلش أو أسف اللي كنت مستنيها منك!!..

-بس أنت مقولتهاش لأني ماينفعش تقولهالي
لانك خايف علي كبريائك أحسن يتهز من كلمة
زي دي مش كده ؟!..

أظلمت عيناه وتحولت ملامحه للجمود التام فهي أصرت علي أفساد تلك الليلة بحديثها اللاذع !!..
لاحظت "رقية " نظراته الحاده والتي كادت تفتك بها فأسرعت بالحديث وهي تعبث بأزرار قميصه :-
-طب خلاص !! مش هقلبها نكد ولاهبوظ الليلة علينا !!..

- ومش هكسفك وهقبل إن ده يكون أعتذارك يكفيني إنك حاسس من جواك إنك غلطت فيا وجيت عليا اووي !!

لم يجبيها وظل يرمقها بغضب فهزت هي رأسها بخفه لينسدل شعرها بإنسيابية علي ظهرها !!..
لم تختفي الإبتسامة من علي وجهها ثم أبتعدت عنه قليلا لتقوم بتشغيل موسيقي رومانتيكية هادئة !!..

ثم دنت منه بخطوات بطيئة وهي تحرك شعرها بإنوثة ثم أقتربت منه وحاوطت عنقه وهي تتمايل بخفة فمد يده رويدا رويدا حتي حاوط خصرها ....

.................................
-بعد مرور بضعة من الوقت !!..

-أمام المياه الصافية !!..

وبينما هما جالسان علي الأرضية المحاطة بالشموع !!
..
أسندت رأسها علي كتفه قائلة :-
-عارف ياجاسم الستات دوول هبل وغلابه أووي !!..

عقد مابين حاجبيها لتتابع هي :-
-يعني تكسبهم بإبتسامة وتصالحهم بكلمة حلوة كلمة حلوة كفيلة تنسيهم كل حاجه !!..

ثم ذمت شفتيها بضيق وأرفت :-
-زيي كده يعني لحظة حلوة مابينا نستني كل حاجة أنت عملتها !!..

زفر بضيق وهتف بضجر :-
-هو أنتي حالفه لتنكدي علينا النهاردة مش معقول كده يارقية بقيت أحس إنك أنتي والنكد أخوات !!..

أبعدت رأسها عن كتفه وتسألت بخفوت :-
-هو أنا معنديش كرامة ياجاسم ؟!..

أغمض عيناه وفتحهمهما مجددا قائل بنفاذ صبر :-
-أيه اللي خلاكي تقولي كده ؟!.

تنهدت بصوت مسموع لتتابع بعدها بضيق :-
-عشان برجعلك وبسامحك بعد كل اللي بتعمله فيااا !!..

أمسك يدها ونظر في عينيها مباشرة :-
-إن جيتي للحق أنتي هبله .ومش هبله معناها إني بشتمك !! لاهبله عشان مش عارفه إني كرامتك من كرامتي وإن عمري ماهجي عليها !!!.
رقية بإختناق :-
-بس أنت جيت عليا وجيت عليا أووي وانا فعلا هبلة لأني مصممة أسند عليك في الوقت اللي بتميل فيه بيا ..

وبنبرة شبه باكية أردفت :-
-جاااااسم أنا مش عايزة أكرهك أرجوك أرجوك اوعي تعمل فيا حاجه تانية كفياني منك وجع !!

-تكرهيني للدرجة دي ؟! ..

-أيوة أكرهك اومال أنت فاكر أيه عارف ياجاسم المشكله مش في إنك بتغلط المشكلة إنك بقيت تستحلي الغلط ده ،ده آآآ أنت حتي آآآ

كادت أن تتكلم فوضع إصبعه علي شفتيه ليمنعها ثم تابع :-
-أنا مش عايز أي كلام النهاردة ولا عايز حتي عتاب من النهاردة هنبدأ من جديد يعني اللي كل فات صفحة وهتتقطع !!..

ثم أبعد يده لتهمس بعدها بخيبة أمل :-
-مستكر عليا الكلمتين اللي بفك بيهم معاك ،وكمان مش عاوزني أعاتبك !!

جز علي أسنانه بغضب وجاهد ليبدو هادئا حتي لايفسد الليلة أكثر :-
-ماهو انتي مابتقوليش كلمتين لااا ده انتي بيطلع منك دبش وانا مش هعرف اتحكم في رد فعلي ساعتها وانااا مش عايز أزعلك اويحصل بينا تاتش في يوم زي ده !!...

فتحت فمها لتتحدث فتابع هو سريعا :-
-بقولك أيه ياحبيتي .أنتي مأكلتيش جاتوه انا هدخل أجبلك جاتوه !!..
نهض علي الفور ليتركها مصدومة مكانها !!

نهضت هي الأخري وأمسكت به قائلة بإستياء :-
-جاتوووه ايه ده اللي أنت رايح تجبهولي ده بس ؟!..

جاسم بنبرة غيظ :-
-اهو تتلهي في الاكل يمكن تسكتي شويه !!..

انكمشت ملامحها بحزن ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بتذمر :-
-خلاص هتكتم ومش هتكلم وخليني كده لحد ماطق أو يحصلي حاجه !!..

ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخري .فأبتسم هو ومسح علي خصلات بشعره ثم أداره وجهها قائلا :-
-هو أنا صحيح عايزك تستكي لكن مايرضنيش برضه تطقي أو يحصلك حاجه !!..

رقية بإندفاع :-
-ياسلام علي إساس اني فارقه معاك ما أنت عاوز تكتمني ومش عاوز ت آآآ..

لم تكمل عباراتها حيث إبتلع باقي جملتها داخل فمه وهو يقبلها بغيظ أتصدمت لوهلة وبدأت تدفعه ليبعد عنها فأبتعد وهتف بين أنفاسه اللاهثه :-
-كل جملة هتخرج منك هيبقي قصادها بوسه !!..
ثم تابع بخبث :-
-ولو أتكلمتي كتير هقول إنك بتتلككي عشان عاوزة تتباسي !!..

أنفرج فمها بدهشة وعدم إستعياب فألقي عليها نظرة منتصره ماكره:-
-يالا ياحبيبتي عايزك ترغي علي أد ماتقدري !!..

اغتاظت منه ومن تصرفاته وكادت الحروف أن تخطأ وتنفلت من لسانها فلحقت نفسها سريعا ووضعت يدها علي فمها !!..

......................

دقيقة ،إثنان ،ثالثه ......نصف ساعه كاملة مرت عليهما دون أن تتفوه بكلمة لم يعلم أن تهديده سوف يأتي بهذه النتيجة !!..

فزفر بضيق قائل :-
-هو أنا جايبك من المستشفي وعاملك إحتفال عشان تسمعيني سكوتك ؟!..

ثم تابع بملامح متهكمة :-
-وبعدين أنا قولتلك ماترغيش ماقولتليش أقطعي الصوتي خالص كده !!..

لم يتلقي منها جوابا فتابع بخبث :-
-وبعدين كل ده عشان قولتلك هبوسك اومال لو كنت قولتلك إني آآآآآآ

فنظر لجسدها وهو يعض علي شفتيه برغبة فأثار غضبها وجعلها تصيح بوجه شديد الأحمرار :-
-آآآ أنت آآ قليل الأدب !!..

أبتسم بمكر وهو يضيق عيناه :-
-طب ولما أجي أبوسك دلوقتي الوضع هيبقي أيه ؟!..

وضعت يدها سريعا علي فمها فأقترب منها وأزاح يدها وسط أعتراضها ودفاعها :-
-أنا مش عارف إنتي عامله كله ده ليه ماكنتش بوسه دي أومال لو مكونتش جوزك يعني !!

-طب خلاص أتكلمي بس ماترغيش معنديش إستعداد اصدع !!..

لما تتجاوب معه فقرر اللعب علي فضولها فالأنثي كائن فضولي درجة أولي !!..

-فأردف بمكر :-
-طب مش عايزة تشوفي الهدية اللي جبتهالك !!..

أنتبهت جميع حواسها وبالاخص فضولها :-
-هااا !!..

إبتسم علي نجاح خطته ثم هتف بجدية :-
-طب غمضي عينك !!..

ترددت في بداية الأمر ولكن في الأخير إنصاعت ورا فضولها وأغمضت عيناها ليخرج قلادة ذهبية ويضع خصلات شعرها جانبا ليستطع من تعليقها في عنقها !!

كانت قلادة ذهبية تحمل أسمها ففتحت عينياها وتحسست القلادة قائلة بفرحة :-
-الله جميلة اووووي !!..

ثم نظرت له بحرج:-
-أنا أسفه إني مفتكرتش اليوم ده وأسفه إني مجبتلكش هدية !!..

جاسم وهو يمسك يدها ليقبلها :-
-وانا مش عاوز حاجه غيرك وغير إنك تكوني جمبي !!..

وبينما هو يمسك يدها تسائل وهو يضيق عيناه:-
-قوليلي بقي مش حاسه إن إيدك ناقصه حاجه ؟!..

قالها وهو يمرر علي إصبعها الخالي !!

فكرت قليلا ثم هتفت بضيق بعدما علمت مراده :-
-الدبله !!..

-ماهي أتسرقت في الحادثة لما آآآآآآ...

لما تكمل حديثها بينما وجدته يخرجها من جيب بنطاله ليضعها في أصبعها !!..

تفحصت بدهشة وهي تردد بعدم تصديق :-
-آآ دي الدبلة بتاعتي !!..

أومأ برأسه وهو يبتسم :-
-والتليفون بتاعك برضه معايا جوه !!.

رقية بفرحة غارمة وهي تتفرس في أصبعها :-
-أهم حاجه الدبلة ده أنا كنت حاسه إني صابعي هو اللي ناقص مش هي !!

ولكنها قطبت مابين حاجبيها :-
-بس صحيج رجعتهم أزاي وهما مسروقين ؟!..

-هما مسكوا اللي عملوا كده ؟! ..

أرتبك وهو يحاول خلق حديث ليقنعها :-
-أبدا كل الحكاية اني حد لقاهم وجابهم القسم .شكلهم اختلفوا أومعرفوش يتصرفوا فيهم !!..

لم تقتنع بحديثه وقد نمي بداخلها الشك فهو يخفي عنها شيئا !!..

فلاش باك ..

"إيه اللي جابك يابن الراواي "

إستدار جاسم لها وهتف بسخريه :-
-أيه مش هترحبي بيا ؟! ده انا حتي ضيفك ؟!

تمارا بنبرة جامدة :-
-مفيش ضيوف بتيجي من غير ميعاد !!..

قبل أن يتحدث جاسم سبقه شخص أخر !!..

"إنت مش ضيف إنت صاحب بيت ياجاسم بيه ..

هتف بها "رفعت النجدي "والد تمارا الذي انضم إليهما بكرسيه المتحرك !!..

تنحنح جاسم ثم هتف بخشونه :-
-رفعت بيه !..بعتذر إني لو كنت جيت من غير ميعاد ..

رفعت :-
-تيجي في أي وقت يابني ده بيتك !!..

إبتسم جاسم مجاملا :-
-تسلم يارفعت بيه !!..

ثم تابع بلهجة جادة :-
-وعموما أنا مش هطول عليكم ..

ثم نقل بصره إلي تمارا وأردف :-
-بس أنا ليا أمانه عند بنتك وجاي أخدها ..

حلت تمارا عقدة يدها قائلة بعدم فهم مصطنع :-
-أمانة أيه دي اللي عندي ؟!..

جاسم بصرامة :-
-حاجة مراتي اللي عندك قعدت عندك كتير وماظنش أنها تلزمك في حاجه !!..

تمارا وهي تشيح بوجهها للناحية الأخري :-
-أنا معرفش إنت بتتكلم عن أيه ؟!..

-تمااااار ..

صرخ بها والدها بإنفعال ثم تابع بصرامة :-
-اطلعي هاتي للراجل حاجة مراته اللي معاكي !!

تمارا بأعتراض:-
-لو سمحت يابابا انااا ااااا ..

رفعت مقاطعا بحزم:-
-سمعتي أنا قولت أيه ؟! اطلعي هاتي الحاجه

-أظن جه الوقت عشان ترجعيها لإصحابها !!

وزعت تمارا نظرها بين والدها وبين جاسم الذي أبتسم بشماته وتشفي فكتمت غضبها وغيظها وصعدت الدرج لكي تتجنب الصدام مع والدها !!

تقدم جاسم من والدها الجالس علي كرسيه وهتف بصوت رجولي :-
-لتاني مرة بعتذر عن حضوري بالشكل ده ومن غير ميعاد !!..

تنهد رفعت النجدي قائل :-
-ملهوش لزوم الأعتزار يابني أنت صاحب حق !!..

ثم تابع بلهجة ذات معني :-
-أينعم إنت خدت حقك مننا وكنت هتخسرنا ملايين وتمسح أسمنا من السوق لكن مقدرش الومك لأني بنتي هي اللي بدأت !! ...

-وانا اهو يابني بعتذرلك بالنيابه عنها !!!..

جاسم بلهجة جادة :-
-أنت أكبر من إنك تعتذرلي يارفعت بيه وتاري مش مع حضرتك واللي حصل مع مراتي أكبر من أي أعتذار !! ...

هز رفعت رأسه ببطء ثم صمت ولم يتفوه بكلمة !!..

هبطت تمارا الدرج وهي تمسك بيدها ظرف كبير الحجم ثم أعطته لجاسم الذي فتحه ثم هتف ببرود :-
-أتمني ماتكونيش إستخدامتي الحاجات دي ،لاني مراتي مابتحبش حد يشاركها حاجاتها !!..

ثم إبتسم بإستفزاز قاصد إهانتها :-
-وغير كده بتقرف !!..

أتسعت عيناها بصدمه ورفعت يدها لتصفعه ولكنه كان الأسرع بالإمساك بها ..فجز علي أسنانه بغضب :-
-قسما بالله لولا إني عامل إحترام لأبوكي لكنت قطعتلك إيدك دي قبل ماتفكري ترفعيها عليا !!..

ثم ترك يدها بقوة والقي عليها نظر غاضبة ورحل لتصرخ وهي تراقب طيفه الذي يختفي رويدا رويدا:-
-هندمك ياجاسسسسسم هخليك تدفع تمن كل كلمة قولتها ليا هعرفك مين هي تمارا النجدي !!..

أصبح صدرها يعلو ويعبط من فرط العصبية ثم التفتت لوالدها :
-ليه يابابا كده ؟! ليه مطردتهوش ؟! إستقبلته ليه ؟! أنت ناسي اللي عمله فيا..

رمقها بنظرة حادة :-
-أنتي اللي عملتي في نفسك كده ! يوم مابصيتي لحاجة غيرك ويوم ماكنتي هتموتي روح ملهاش ذنب بسبب غيرتك أحمدي ربنا انها جات علي أد كده ده لو واحد غيره كان خد روحك !!..

ثم تابع بضيق :-
- إذا كان علي الخساير المادية مقدور عليها هنعرف نعوضها لكن أنتي يابنتي أنا معنديش غيرك !!..

فحرك كرسيه وأقترب منها وأردف بنبرة دافئة :-
-أنسي ياتمارا .أنسي ياحبيبتي وارجعي تمارا بتاعة زمان .تمارا اللي ماتهزمهاش شوية مشاعر هبله سميتها حب !!.

-أنتي غاليه يابنتي فمترخصيش نفسك !!..

شعرت بالأختناق وكأن الأكسجين نفذ من المكان كادت أن تضعف وتبكي ولكن القوة التي بداخلها رفضت ذالك !!..

....

أومأت برأسها إيجابا رغم عدم إقتناعها :-
-طب كويس إن الدبلة رجعت !!..

لم يتركها لأفكارها فأقترب منها حد التلاصق وهمس بحرارة :-
-طب بمناسبة إن النهاردة عيد جوازنا وبمناسبه الترينج الأزرق اللي أنت لبساه ده مش هنحتفل بقا؟!..

جزت علي أسنانها بغيظ بسبب سخريته من ملابسها فهو الذي أخذها عنوة من المشفي دون ان يمنحها مهلة لتبدل ملابسها !! ..

فغمز لها :-
-ماتيجي ندخل جوه عاوزة أقولك كلمة سر ؟!..

رقية بدون أكتراث :-
-قول هنا محدش في المكان غيرنا !!..

حك طرف ذقنه بتفمكير وعلي حين غره حملها علي يده ليدلف بها إلي الداخل !!..

ركلت بقدمها وهي تصيح :-
-نزلني أنت هتعمل أيه ؟! ..

جاسم بحنق وهو يسير بها للداخل :-
-هعمل أيه ؟! ده أنا بقولك النهاردة عيد جوازنا هو انا بقولك أنه عيد العمال !!..

....................

خرجت من الغرفه مرتديه قميصه الأبيض الذي كشف عن ساقييها الرشاقتين فننظرت حولها تبحث عنه فوجدته يقف في المطبخ عقدت حاجبيها بتعجب وسارت نحوه وهي تجمع خصلاتها علي أحدي كتفيها ..

وقفت أمامه متسألة بتعجب :-
-بتعمل أيه ياجاسم ؟!..

قبلها من وجنتيها قائل بعتاب مزيف :-
-صباح الخير الأول ..

أبتسمت بهدوء هاتفه :-
-صباح النور ..

أعاد خصلاتها المتناثرة خلف أذنها وهتف بصوت جاد :-
-نمتي كويس النهاردة ؟! ..

أومأت برأسها إيجابا قائلة بخجل وهي تخفض رأسها :-
-تقريبا دي الليلة الوحيدة اللي نمت فيها كويس من ساعة ماجيت هنا !!..

أبتسم وهو يجذبها من ظهرها لتلتصق به ثم طالعها برغبه وهو ينظر لفمها الوردي فأنحني برأسه ليقبلها ولكن دفعته بيدها في صدره العاري حيث كان يرتدي بنطال قماشي فقط !!..

فأبتعدت عنه وهي تتمتم بإرتباك جلي :-
-آآآ مقولتيش كنت آآ بتعمل أيه !!..

حااولت ان تداري أرتباكها وتبدو طبيعية فأتجهت نحو الموقد قائلة دون النظر إليه :-
-كنت عاوز قهوة.. أعملك ؟..

أغمض عيناه وتنهد بصوت مسموع ثم فتح البراد وأخرج منه طبق يحتوي علي أصناف عديدة من الجبن :-
-أبدا ياستي كنت بجهزلك فطار !!..

رفعت حاجباها بدهشه معلقه :-
-فطار مرة واحدة كده ؟!..

جاسم وهو يسير نحوها :-
-أه فطار مالك كده !!.

رفعت كتفيها لاعلي هاتفه بمشاكسه :-
-مستغربه الصراحه !! أصلك مابتعرفش تعمل فنجان قهوة عاوزاني أديك الامان ازاي بس في حكاية الفطار دي !!..

فتابعت بلهجة مرحه :-
-انا مقدرة ياحبيبي إنك عاوز تبقي رومانسي بس ملهوش لزوم حكاية الفطار ده !!

وإنخفضت نبرته وهي تردد بحذر :-
-وملهوش لزوم يعني أقضي اليوم في المستفشي مهونش عليك يعني !!..

أبتسم وهو يسكب العصير في كأس زجاجي ثم وضعه بجوار الطعام علي الطاولة الدائرية المتواجدة بالمطبخ :-
-طب تعالي كلي وبعدين أبقي علقي براحتك ..

سارت بتوجس وهي تتمتم :-
-ربنا يستر !!..

جلست علي الطاولة وجلس هو في الجهة المقابلة لها فألقت نظرة متفحصة علي الطعام وقد لاحظت شئ جعلها تعقد حاجبيها معا وهي تشير بإصبعه :-
-جاسم هو إيه الأسود ده اللي مع البيض ؟!..

نظر للطبق الذي تشير عليه ثم أجابها ببساطة :-
-ده بيض بالبسطرمة ياحبيتي أنا عارف إنك بتحبيه !!..

التوي ثغرها بتهكم :-
-هو انا صحيح بحبه بس مابحبش البسطرمة محروقة يعني !!..

طالعها بتعجب وهو يوزع نظراتها بينها وبين الطبق فتابعت هي :-
-أنت حرقت البسطرمة ياجاسم !!..

دقق ألنظر في الطبق ليذم شفتيه ثم هتف بعدها وهو يقربه منها ا:-
-طب خلاص كلي البيض بس !!

زفرت بضيق واضح ثم بدأت في تناول بعض اللقيمات ليظهر الإشمئزاز علي وجهها قبل أن تبتلعه وفجأة بصقت مافي فمها علي الأرض هاتفه :-
-أيه ده حاطط طن ملح في الأكل ؟!..

ثم تناولت المنشفة الصغيرة لتجفف فمها ..فتحدث هو :-
-هو صحيح انا كنت حاسس إني الملح زاد مني شويه !!..

رقية بنزق :-
-شويه ؟! قول شويتين .تالته .أربعه .خمسه عشرة!..

أبتسم رغما عنه ثم أبعد الطبق من أمامها ووضع أخر :-
-طب خلاص بلاش بيض مقلي كلي مسلوق !!..

تنهدت بصوت مسموع وهي تمني نفسها فقد جاعت وبشدة فتناولت بيضتين وخبتطهما معا وليتها لم تفعل !!

فقد سأل منهما صفراهما نتيجة عدم السوي الجيد !!..

عضت علي شفتيها بغيظ وأبعدت الطعام من أمامها كان يراقبهها منذ البداية فتصنع الجدية :-
أيه ياحبيتي مش هتكملي أكل ؟!..

كتمت غيظها وتصنعت الإبتسامة :-
-لا ياحبيبي أصل أنا أكتشفت إني مش جعانه دلوقتي ومش ناوية أجوع خالص !!..

ثم أمسكت بكأس العصير وأرتشفت منه :-
-أنا هشرب عصير أحسن !!

ثم تمتم بينها وبين نفسها :-
-دي الحاجه الوحيدة المضمون علي السفرة دي !!

عقد حاجبيه متسائل ببراءة :-
-أوعي يكون الأكل مش عجبك ؟!..

أجابته سريعا وهي تردد كالمغبية :-
-أطلاقا يعني بجد مش عارفة أقولك يعني بصراحه آآآآ هو آآ تسلم إيدك والله!!..

وهي تردف بنعومة :-
-هي صحيح حركة رومانسية منك وانا مقدرة ده اووي والله بس آآآ يعني كان ليا عندك طلب صغير ؟!..

هز رأسه مستفهما لتبتلع ريقها وهي تبتسم إبتسامة بلهاء :-
-ياريت ماتكررهاش تاني !!..

رمقها مطولا دون رد فعل ثم نظر للطعام وعاود النظر إليها لينفجر الأثنان في الضحك !!..

....يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#79

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الواحد والخامسون ...

أستقل سيارته وغادر بها وهو يشعر بسعادة غارمة تجتاحه وهو يتذكر حديث الطبيب عن حالة عهد التي تتحسن يوم بعد يوم ورغبتها الشديدة في العلاج تنهد بإرتياح وشكر القدر الذي جمعه بها مرة أخري ليمد يده لها وينتشلها من بؤرتها !!..

فلاش باك ..

كانت تعبث ماهي في ملابسه بميوعه وهي تصر علي طلبها الجرئ فتسمر في مكانه وهو يري طيفها لا بل يراها هي بذاتها لم يتوهم ذالك فهي أمامه بلحمها !!..

أزاح تلك الفتاة بعنف من أمامه وركض ليلحق بها وهو يرأها تسير نحو بوابة الخروج !!..

قررت الرحيل ولما عليها الانتظار هل لتراه في أحضان فتاة أخري تقوده إلي غرفة نومها !! فلذلك قررت الرحيل حتي لاتري أكثر من ذالك !!..

وأثناء سيرها تفاجئت بمن يمسك ذراعها بقوة مانعا إياها من التحرك ..تلاقت عيناهما في نظرة كانت تعبر عن الكثير من الأحاسيس المضطربه عن عتاب ،وندم ،وشوق !!..

قطعت هي هذه النظره بنبرتها الجامدة :-
-سيب أيدي !!...

وكأنه لم يسمعها :-
-أنتي رجعتي أمتا ؟! ..
-وازاي مكلمتنيش ؟!..

التوي ثغرها بإبتسامة تهكمية :-
-وانت شاغل بالك بيا ليه ؟!..

ثم نظرت نحو ماهي وهتفت بتهكم:-
-روح أشوف أنت كنت بتعمل أيه الأول !!

زفر بضيق وهو يحاول تجميع كلماته :-
-أ آآنا آآآ كنت !

قاطعته بصرامه :-
-أنا مسألتكش ولاعاوزة أعرف حاجه دي حياتك وأنت حر فيها !!..

ثم أزاحت يده بقوة وحررت ذراعها وكادت ان تسير فمنعها مرة أخري حيث وقف أمامها ليسد عليها الطريق :-
-مش هسيبك تمشي ياعهد أنا ماصدقت إن شوفتك تاني !!...

تنهدت بعمق لتقول بعدها :-
-وأديك شوفتني وبعدين ؟!..

هز رأسه وهو يزفر بضيق :-
-مش عارف !!..

فدنا منها خطوات وقد أجتاحته عاطفة قوية :-
- بس مش عايز أسيبك تاني !!..

دون قصد منها أصدرت ضحكة ساخره :-
-ما أنا قولتلي كده قبل كده ومع ذالك سبتني !!..

كاد أن يتحدث فقاطعته :-
-أنا مش بلومك ولابعاتبك اي حد مكانك كان هيعمل كده و رد فعلك أتوقعته !!..

ثم تابعت بحزن :-
-لأن مفيش راجل هيقبل علي نفسه يتجوز واحدة حد غيره لمسها !!..

حديثها أثأر غصبه فقبض علي رسغها بقوة ألمتها وقبل أن يصرخ بها لاحظ وجود كدمات في ذراعها العاري دقق النظر فيه لتتسع عيناه بصدمة :-
-أنتي رجعتي تاخدي مخدرات تاني ؟! ..

أبتلعت ريقها وأشاحت بوجهها للناحية الأخري ليصرخ بها مجددا :-
-ردي عليا ده أثر حقن مش كده ؟! ..

أجابته بصياح :-
-أيووه رجعت تاني كنت عاوزني أعمل أيه وانا لوحدي ومش معايا حد أهلي كانوا حواليا لكن مش معايا محدش فيهم مد أيده ولحقني كلهم سبوني أغرق !!..

تساقطت دموعها وقد انكمش وجهها:-.
-لسه بيحاسبوني علي غلطة مليش ذنب فيها ،أيوة أنا غلطت كتير في حياتي وأخدت جزائي بس هما اللي كانوا السبب هما اللي مكنوش جمبي هما اللي نسيو إني عندهم بنت ليها حقوق عليهم هما اللي نسيوا إني اهم من الفلوس اللي عاشوا طول عمرهم يجمعوا فيها !!...

تنهدت بألم :-
-أيوة رجعت ياحازم لأني أكتشفت وللأسف إني ده الطريق اللي اتكتبتلي وماينفعش أمشي في غيره !!..

أقبض علي ذراعيها الاثنين معا قائل بجمود :-
-عندك إستعداد تتعالجي تاني ؟! ...

رمقته بتعجب دون أن تتفوه بكلمة فتابع هو حديثه :-
-هتتتعالجي ياعهد بس عندك إستعداد ؟!..

هزت رأسها بالنفي وقبل أن تنطق سبقها :-
-بحبك !!..

تطلعت في عينيه بذهول ليكمل بصدق نابع من فؤاده :-
-أيوة بحبك ياعهد ومعنديش إستعداد أخسرك مرة تانية ،هتتعالجي ياعهد عشاني ولاهم من كده عشان خاطر نفسك !!..

زاغت أنظارها في المكان ثم تحدثت بإختناق والدموعها سيول تتسابق علي وجنتيها :-
-حااازم ماينفعش !!..

هو بإنزعاج وملامح مقتضبه :-
-هو أيه ده اللي ماينفعش ؟!..
إني بحبك ولا إنك تتعالجي ؟!..

فأكمل بجدية :-
-لو علي إنك بحبك فأنا هتجوزك بس مش قبل ماتتعالجي ..قولتي أيه ؟! ..

دائم صمتها لمدة طويلة فلم تنطق بحرف واحدل فقد أكتفت بالنظر إليه !!..

قطع هو ذالك الصمت بأنه سحبها من يدها وسط إندهاشها فوقفت مكانها ولم تكمل سيرها :-
-أنت رايح بيا فين ؟!..

وقف وأجابها بنبرة حازمة :-
-لو انتي في فاكره إني بخيرك يبقي اعتبري إني بخيرك بين حبي وبس لإن علاجك إجباري عليكي مش أختيار ..

أنهي جملته وسحبها خلفه وسط إعتراضها الذي لم يكترث له فهي ستعالج يعني ستعالج حتي لو رغما عنها !!..

باك..

أبتسم بحب وهو يحرك عجلة القيادة فالعشق إذا كان داء فهو أيضا دواء !!..

.............................

-داخل المصحة ..

كانت تسير في الرواق لتعود إلي غرفتها بعدما غادر حازم فقد التقت به هذه المره في الحديقة الملحقة بالمصحة واثناء سيرها رأت حشد من الناس جعلها تقف لتري مالسبب ؟! !!..

عدد هائل من طاقم التمريض يحتشد أمام غرفة ما وبعد دقايق يخرج أثنان من الممرضين وهم يدفعون أمامهم تروالي عليه جسد يبدو كأنه فارق الحياة !!..

أتسعت عيناها بصدمة ووضعت يدها علي فمها لتكتتم شهقاتها بعدما تعرفت علي هويته..فالمسجي أمامها الأن هو حاتم الذي سلب منها عذريتها !!..

دقائق مرت عليها كالسنين وهي متسمرة في مكانها فأخترقت إذنها جملة جعلتها تفوف من شرودها "أتسربتله جرعة زيادة أخدها فمستحملش ومااااات "..

أغمضت عيناها وفتحتها مجددا لتسيل الدموع منها بغزارة راقبت التروالي وهو يسير به حتي أختفي من أمامها فجرجرت قدميها وأكملت طريقها بصمت تام ولكن بداخلها شئ لم يصمت مطلقا بل كان يصرخ فهل من منقذ ؟!!!..

...........................

دلف والدها لها ليجدها علي حالتها الصامته الجامدة فمنذ طلقها رسمي وهي شارده تأئهه !!..

شعرت بمن يضع يده علي كتفها فإلتفتت له لتبتسم إبتسامه باهته بادلها راضي إياها:-
-عاملة أيه يارباب ؟!..

هزت رأسها وهي تردد :-
-بخير يابابا بخير !!

تنهد راضي بإشفاق علي حالتها :
-ناويه تفضلي كده كتير ؟!..

أخفضت رأسها لأسفل هاتفه بصوت مختنق :-
-ما انا كويسه أهو يابابا !!

هز رأسه معترضا علي حديثها :-
-لايابنتي انتي مش كويسه علي طول ساكته وفي دنيا غير الدنيا !!

ثم صمت لوهلة وتابع بتسائل :-
-لسه برضه مش عاوزة تقوليلي أي سبب طلاقك ؟!

رمقته بصمت والدموع ترقرقت في مقلتيها فأكمل هو :-

-أظن أنا سبتك براحتك ومارضتش أضغط عليكي عشان تتكلمي ومنعت أمك عنك وفضلت مستنيكي تيجي تحكيلي وتتكلمي لكن ماجتيش فكان لازم أجي أناا لاني لازم أعرف أيه سر طلاقك .ماهو مش سهل يابتتي إنكم تاخدوا قرار زي ده ده انتو حتي بينكم عيال ذنبهم أيه !!..

تنهدت بصوت مسموع وكأنها تخرج كل أهاتها المكتومة ثم هتفت بألم :-
-في حاجات يابابا أصعب من أنها تتحكي !!

راضي بقلق واضح :-
-ماتقلقنيش يابنتي
ده الموضوع باينه كبير ده حتي هو مش راضي يتكلم !!..

إبتسمت ساخره :-
-وانت عاوزه يتكلم يقول أيه ؟! يقولك إنه مريض أيدز !!..

وقعت الكلمة علي مسامعه كالصخره وتمتم بصدمة :-
-إيدز !!...

أومأت برأسها إيجابا وقد سالت دموعها علي وجنتيها ثم سردت له كل شئ عرفته عن خيانته عن مصدر أمواله الذي كان ينفقها عليهم أخبرته عن كل شئ لتنهار بعدها وتلقي نفسها في أحضان والدها وهي تشهق من البكاء !!..

أتسعت عيناه من الصدمة فلم يتوقع أن يصل الأمر لهذه الدرجة فتحدث بذهول :-
-لاحول الله يارب معقول وصلت بيه لكده !!

ثم تابع بلهجة غاضبة وملامح مقتضبه :-
-هي حصلت انه يصرف علي عياله فلوس جايه عن طريق زناااا ومخدرات !!..

صمت لوهله ثم تذكر ما سمعه في السابق في إحدي القنوات التلفزيونية أن ذالك المرض ينتقل بسهوله بين الأزواج عن طريق علاقتهم الححميمة !!..

فأنتفض سريعا وأمسك إبتته من كتفيها :-
- اوعي يابنتي يكون نقلك المرض ده انا سمعت قبل كده إن بيتنقل بين المتجوزين يعني ممكن تكوني اتعديتي منه !!..

لم تفكر في الأمر من قبل ولكن لما لا ؟! توقفت عن البكاء وهزت رأسها بنفي قاطع قائلة بخوف داخلي أبت أن تظهر :-
-لا يابابا انا أكيد آآآ كويسه .أكيد مفياش حاجه !!..

لم تنكر ان الخوف تسلل لداخلها فهي تحاول بث الطمأنيتة في نفسه ونفسها أولا !!..

نهض راضي من جوارها هاتف :-
-مش انتي اللي هتقولي انتي كويسه ولالا ..قومي البسي هدومك لازم نعمل تحاليل وهي اللي تعرفنا انتي كويسه ولالا ...

وجدت حالها بدون تفكير تهز رأسها بالإيجاب وتنهض من الفرأش !!..

..............................

-في إحدي الدول الأوربية ..

أنتهت من إرتداء ملابسها وبينما هي تتطلع لهيئتها في المرأه سمعت رنين هاتف زوجها فإتجهت نحوه لتجلبه لتجد المتصل نضال !!..

لم تجيب علي الإتصال ولم تغلقه أيظا فظلت ممسكه بالهاتف ولم تصدر أي رد فعل حتي جاء جاسم الذي خرج اللتو من المرحاض وإنتشله من يدها فتطلعت إليه بترقب لتجده أغلق الهاتف والقاه علي الفرأش دون أكتراث !!..

ثم سار نحو الخزانة ليخرج ملابسه فسمعها تهمس :-
-أنت مارديتش علي نضال ليه ؟!..

أجابها بدون أكتراث وهو يتفحص ملابسه :-
- أكيد كان هيتكلم بخصوص العملية ،وانك مش موجودة في المستشفي !!

إبتلعت ريقها بتوتر وسارت نحوه ببطء :-
-وهو أنت مش هترجعني المستشفي تاني ؟! ..
اختار قميص بللون الأسود وبنطال مثله ووضعهم علي الفرأش ثم إلتفت لها وهو يبتسم بمكر:-
-أيه خايفه أحسن أخطفك وماودكيش للعملية بتاعتك ؟!..

إرتبكت وهي تضع خصله من شعرها خلف إذنها فدنا منها حتي التصق بجسدها :-
-وبعدين زهقتي بسرعه كده هو احنا لحقنا نقعد مع بعض !!..

أبتسمت وهي تضع يدها علي صدره الذي يتساقط منه قطرات المياه :-
-لحقنا ؟! حرام عليك ده أحنا من أمبارح مع بعض !!..

تنهد تنهيدة حارة :-
-أعمل أيه مش بشبع منك !!..




إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#80

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أبتسمت بخجل ثم أسند جبهته علي جبهتها :-
-بقولك أيه رقية مانفسكيش في حتة عيل كده يملي علينا حياتنا ؟!..

تنهدت بصوت مسموع لتتابع بعدها :-
-وده سؤال طبعا نفسي !!.

إبتسم بخبث وهو يبتعد عنها قليلا ثم نظر للفرأش غامزا :-
-طب يالا !!.

شهقت بقوة وهي تلكزه في كتفه :-
-بطل قلة أدب !!..

جاسم بتهكم :-
-قلة أدب أيه بس ، حرام عليكي ده انا نفسي اشوف نسل ليا قبل ماموت !!.

رفعت كتفيها لأعلي ثم مرت من جوااره ببرود :-
-وانا مالي !!.

رفع حاجبه بإستنكار :-
-وانتي مالك ازاي يعني ؟! هو انا هتكاثر ذاتيا مع نفسي ولا ايه ؟!..

ضحكت بخفوت ثم وقفت علي مسافة قريبه منه وهتفت بنفاذ صبر :-
-جاسم ممكن تبطل قلة أدب بقا عشان انت كده بتوترني وماينفعش ابقا متوتره بالشكل ده قبل عمليتي !!

أقترب منها وهو يبتسم بخبث خفي ثم أحاط خصرها بيده قائل بعتاب مصطنع :-
-تؤتؤ أنا بوترك ؟! أوعي أكون بوترك ؟!..

كان يردد ذالك وهو يمرر يده علي منحنيات جسدها ..

ثم مد يده من أسفل كنزتها ليلامس جسدها مباشرة دون حاجز وهو يردد بخبث :-
-أوعي تقولي بوترك أزعل والله !!.

لمساته جعلت القشعريرة تدب في أوصالها وعلي حين غره أنتفضت من مكانها علي أثر قرصته لظهرها !!

أتسعت عيناها بذهول بينما هو يبتسم بتسلية علي هيئتها !!..

ثم دفعها للخلف ليحاصرها عند الخزانه وهو يحاول فك أزرار كنزتها فدفعته وتحررت من حصاره هاتفه بحنق:-
-أيه اللي أنت بتعمله ده ياجاسم !!..

ثم زفرت بضيق :-
-هو أنت بتعمل كده عشان تلهيني وتضيع عليا ميعاد العملية؟!..

ثم تابعت بملامح قلقه :-
- أنت صحيح مش ناوي ترجعني المستشفي تاني ؟!..

جاسم بجدية بالغه وهو رافع حاجبه :-
-وانتي تفتكري إني ممكن أعمل كده ؟!..

لم تجيبه بل أخفضت رأسها أرضا فهز رأسه بفعم ثم أقترب من الكومود ليجلب ساعته ثم أردف بهدوء صارم بعدما نظر فيها :-
-فاضل أكتر من 8 ساعات علي ميعاد عمليتك .يدوبك هجهز ونتحرك فورا !!..

عضت علي شفتيها بخجل وهي تدنو منه:-
-جاسم أنت زعلت مني ؟! ..

تناول بنطاله وإرتداءه وهو يهتف دون النظر إليها :-
- وانتي قولتي حاجه تزعل ؟! ...

أقتربت منه حامله قميصه قائلة :-
-غصب عني ياجاسم ما أنا متوتره بسبب العملية والوضع اللي حصل وترني أكتر !!..

قبض علي رسغها بقوة وهو يهتف بحده :-
-تقومي تشك فيا بالشكل ده تفتكري إني بتعمد ألهيكي معايا ؟! ..

وبملامح غاضبه جامدة أخبرها :-
-انا لو عاوز ألهيكي او أمنعك من العملية مش هلجأ لأسلوب قذر زي ده عشان أمنعك وانتي عارفة كده كويس !!..

رقية بأسف :-
-حقك عليا انا مش عارفه قولت كده ازاي !! ..

أنتشل القميص من يدها وارتداءه ولم يغلق إزراره فرأها تجلس علي الفرأش تبكي فتنهد بصوت مسموع وراح يجلس بجوارها :-
-طب أنتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟! ...

رقية من بين بكائها :-
-عشان مصر تزعلني ومش مقدر شعوري في يوم زي ده المفروض تبقا عارف إني متلخبطه ومش عارفه أنا بقول أيه !!.

هو بإندهاش :-
-وهو المفروض دلوقتي اني أنا اللي مزعلك ؟! ..

أومأت برأسها إيجابا وهي تلقي نفسها في أحضانه :-
-أيوة مزعلني والمفروض تصالحني و تحضني كده وتقولي متزعليش !!..

ثم قبلت عنقه وهي تردد بحزن مصطنع :-
-وتبوسني كده وتقولي برضه متزعليش !!..

ووضعت علي قبله علي وجنتيه وهي تردد ذات الجملة ثم وضعت أيضا قبلة أخري علي شفتيه !!

ثم أبتعدت عنه قائلة بدلال :-
-وبعدين تسألني هااا أتصالحتي ولا لا ؟! ...

إبتسم علي حركتها المجنونة التي فعلتها لإرضائه فأوما برأسه وتابع بإستفهام وهو عاقد حاجبيه :-
-يعني أنتي المفروض زعلانه وعاوزاني أصالحك !!.

أومأت برأسها إيجابا لتجده إنقض علي شفتيها يقبلهما بنهم شديدة إصطدمت في البداية ولكن في الأخير إستسلمت له وحاوطت عنقه بيدها !!..

ثم أبتعد عنها وهو يلهث ليهتف بعدها بخبث :-
-ها أتصالحتي ولا لا !!..

........................

خلد رضيعها إلي النوم فتسللت من جواره بعدما طبعت قبلة مطولة علي جبهته !!..

خرجت لتجد والدها يتعارك مع والدتها بشأن عودتهم مرة ثانية للعاصمة !!..

-إنتي أتجننتي ولا ايه عاوزانا نرجع مصر قبل ما أخد بتاري وتار بنتي !!..

والدة شهد بإستعطاف وهي تدنو منه :-
-يا أبو شهد أحنا ملناش غيرك فمضيعش نفسك عشان كلب زي ده !!...

-ماما عندها حق يابابا ،أحنا ملناش غيرك فعشان خاطري يلاا نرجع مصر أحنا ملناش مكان هنا تاني !!..

هتفت بها شهد الذي أنضمت لهم اللتو !!..

تنهد والدها وهو يشيح بوجهه للناحية الأخري فمازال يخجل من نفسه كلما وقفت أمامه يخجل من نفسه كلما تذكر كيف شك بها وطعنها في شرفها وهي لم تكون سوي ضحية لإبن أخيه !!..

مسح علي وجهه والتفتت لها قائل بحنو :-
-عايزانا نرجع ياشهد قبل ما أخدلك حقك ؟!..

شهد وهي تزفر الهواء :-
-ربنا أخدلي حقي يابابا ،ربنا هو اللي أنتقملي !!..

والدها بلهجة غاضبه :-
-بس لسه عايش علي وش الدنيا ده لازم يتقتل وأنتقم لشرفي ومش هيهدالي بال غير لما أخد روحه بأيدي ،ده جزاتي إنه دخلته بيتي وعملته عيل من عيالي يقوم يطعني في شرفي !!...

ثم نظر أمامه والشر يتطاير من عيناه :-
-والشرف والعار مابيتغسلوش غير بالدم !!..

دنت منه شهد قائلة برجاء :-
-عشان خاطري يابابا أنا وابني دلوقتي ملناش غيرك ومحتاجينك أووي محتاجينك تبقي معانا وفي ضهرنا !!..

تحدث وهو يحتضن وجههاا بكفيه :-
-ماهو كل ده عشان خاطرك أنتي وإبنك ياشهد عايزكم تعيشوا مرفوعين الرأس وسط الخلق !!..

شهد سريعا :-
-لو عشان خاطري انا وأبني يبقا نرجع مصر نعبش بعيد عنه ونحرمه من أنه يشوفه بعد ماتنازل عنه !!..

صمت لوهله ولم يرد عليها فأكملت حديثها :-
-صدقني يابابا دي الطريقة الوحيدة اللي ننتقم بيها منه .هو دلوقتي هيحفي عشان ضفر عيل خصوصا انه اتنازل عن أبنه ده غصب عنه فعشان كده لازم نسافر ونحرق قلبه علي إبنه نخليه يتحرم من شوفته زي ماهيتحرم من الخلفه العمر كله !!..

تعجب من نبرتها الإنتقامية التي لاتليق إلا بإمراة كبيرة وليست فتاة صغيرة مثلها !!..

فابتسم وهو يجذبها لأحضانه :-
-كبرتي ياشهد كبرتي اووي !!..

هتفت بألم مرير :-
-كان لازم أكبر يابابا لازم ،خصوصا بعد مابقيت أم ...

أشفق علي حالتها فقبل رأسها وهو يؤمي برأسها ببطء :-
-حاضر يابنتي هعملك اللي أنتي عاوزاه !!

تنهدت بأرتياح وكأنه هم ثقيل وانزاح من علي صدرها ستعود لمنزلها القديم ولحياتها القديم ولكن لم تعود شهد القديمة !!..

...... ........................

-أمام المشفي ..

خرجت رباب بصحبة والدها الذي هتف يإرتياح بعدما علم نتيحة الفحوصات والتي أثبتت أن إبتته ليست حامله ذالك المرض اللعين :-
-الحمد الله يابنتي ،ده ربنا لطف بيكي !!..

أومأت برأسها إيجابا وهي تردد :-
-الحمد الله !!..

ثم تابعت بحذر :-
-بابا اوعي ماما تعرف حاجه عن سبب طلاقي أحسن تقع بلسانها قدام امه !!..

ثم تنهدت بحزن قبل أن تكمل :-
-والست مش ناقصه كفايه عليها سامر ومرضه ،دي ممكن تروح فيها لو عرفت إن إبنها الكبير ممكن يروح منها هو كمان !!..

ربت علي كفها قائل بإبتسامة هادئة :-
-متقلقيش يابتتي امك مش هتعرف حاجه !!..

وقبل ان يسيرا رن هاتفه فأخرجه ومده لإبنته لتري من المتصل فهتفت بذهول :-
-ده حمايا اللي بيتصل !!..

هز رأسه ثم هتف بجمود :-
-كويس ،إتصل في وقته !!..

رباب بهلع :-
-بابا أوعي تكون هتقوله حاجه ؟!.

لم يجيبها بل ضغط علي زر الأيجاب ووضعه علي أذنه :-
-اهلا يا ابو محمد كويس إنك اتصلت انا كنت عاوزك !!..

عقد مابين حاجبيه :-
-عرفت أيه ؟!..

إستمع لرد الطرف الاخر عبر الهاتف لتتسع عيناه بذهول وصدمة وهو يردد :-
-لاحول الله يارب لاحول الله ،حصل أمتا الكلام ده ؟!..

انقلع قلبها من مكانها وقد أستشعرت سوء قد أصاب والد أطفالها فأنتظرت حتي إنهي والدها الإتصال لتسأله بخوف داخلي :-
- محمد حصلها حاجه مش كده !!...

أغمض رأضي عيناها وهو يحرك رأسه بأسي لايعرف بما يجاوبها فصاحت والدموع قد تجمعت في مقلتيها :-
-رد عليا يابابا محمد حصله أيه ؟! ...

رمقها بأسي قبل أن يهتف بحزن :-
-شدي حيلك يابنتي ،محمد تعيشي أنتي ..
-أنتحر النهاردة الصبح !!..

شهقت بقوة ووضعت يدها علي فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق تمنت ان يكون كابوس يلاحقها وليس واقع تعيشه الأن فبرغم كل أفعاله السيئة لم تتمني الموت له مطلقا !!..

واي موت بل إنه أسوء موت فقد مات كافرا لم يصبر علي بلائه فأبتلي نفسه بذنب لايغفر !!..

تسابقت الدموع علي وجنتيها واصبحت كقطرات المطر في ليلة شديد الشتاء !!.

ثواني معدودة وكانت الأرض تدور من أسفلها فلم تحملها قدميها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط علي الأرض مغشيا عليها !!...

...................................

-في غرفة العمليات ...

حان الوقت ليتتهي ذلك الالام !!.
حان الوقت لتسكن تلك الأهات !!..

تمددت علي الفرأش الطبي لترتكز الإضاء علي وجهها فرمشت بعينيها عدة مرات ثم ألتفتت بوجهها نحو الباب لتجده واقف أمام الغرفه يبتسم لها بأمل وهو يحرك شفتيها هامسا "ب ح ب ك "أرارد أن يبث بداخلها الأمل أن يطمئنها يجعلعا تشعر بوجوده معها في أي حال لكي لاتربط نجاح عمليتها بفشل حياتهما فهو باقي معها مادامت هي باقية علي وجه الأرض !!...

بادلته تلك الإبتسامة قبل أن ينغلق الباب في وجه وينقطع ذالك الامل وربما إنفتح للامل باب أخر تجهله !!..

....يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#81

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثاني والخمسون ..حفل زفاف !!..
-بعد مرور فترة زمنية ..
خرجت من المرحاض وهي تحيط جسدها بمنشغة كبيرة ثم وقفت أمام المرأة تمشط خصلات شعرها المبتل فدنا منها ببطء فأبتسمت لإنعكاس صورته في المرأه أزاح خصلاتها جانبا ثم أسند ذقنه علي إحدي كتفيها فبادلها تلك الإبتسامة قبل أن يوزع قبلاته علي عنقها فتململت بخفة وهي تشعر بأنفاسه الحاره تلفح بشرتها !!..
وبعد دقائق توقف عما يفعله ثم جذب الفرشاة من يدها وبدأ في تمشيط شعرها الذي تجاوز خضرها !!..
وبعدما أنتهي بدأ يمرر يده علي شعرها من بدايته حتي نهايته فإلتفتت له تخبره بإبتسامة هادئة:-
-طول أوووي كنت بفكر أقصه ..
"أقطعلك أيدك لو فكرتي تعملي كده "..
ذمت شفتيها بإمتعاض فداعب وجههها بإبهامه وهو يتفحص ملامحها وكأنه يراها لأول مرة !!! ولم لا فهو بالفعل يراها لأول فمنذ عمليتها وهو دائم الشرود في ملامحها لم تختلف كثيرا عن الأول ولكنه شعر إنها إزدات جمالا علي جمالها !!..
أبتسمت بحيائها الدائم وتسألت :-
-بتبصلي كده ليه ؟!..
جاسم بتنهيدة حارة :-
-معجب !!..
تراقص قلبها فرحا وهي تنقل نظرها بينه وبين المرأه:-
-بجد ياجاسم يعني شكلي عجبك ؟!..
أمسك ذقنها هاتف بإنفاس حارة :-
-أنتي طول عمرك عجباني !!..
رقية بتنهيدة من صميم قلبها :-
من ساعة مارجعنا مصر وانا علي طول أبص لنفسي في المراية ساعات كتير ماكنتش بعرف نفسي مع إن ملامحي ماتغيرتش كتير عن الاول .بس اللي دايما كان قلقني إني معجبكش او إنك تكون رسملي صورة أحلي من اللي أنا فيها دلوقتي خصوصا إني مطلعتش فاتنة ولافائقة الجمال !!..
كانت تتحدث والإبتسامة تزين ثغرها فأمسك كتفتيها وجعلها تقف مباشرة أمام المرأه وهو خلفها فتحدث وهو يشير لهيئتها:-
-بقا الحلاوة دي كلها وتقوليلي مطلعتيش حلوة ؟!
هو انتي مش حاسه بنفسك ؟! ولا واخده بالك أنك عاوزة تتأكلي أكل ؟! ..
إستدار برأسها قاطبة حاجبيها بذهول :-
-اتأكل ؟! ..
أومأ برأسه إيجابا وهو يبتسم بخبث غامزا :-
-أيوة تتأكلي ولولا إني رايح الشغل كنت أوريكي هتتأكلي ازاي !!..
أبتسمت بخجل ثم أنكمشت ملامحها متسائلة:-
-هو أنت بجد رايح الشغل ؟! ...
هز رأسه ببطء وهو يتحرك نحو الكومود يرتدي ساعته فسارت خلفه قائلة بجدية :-
-وده ينفع يعني ياجاسم !! شغل أيه والنهاردة فرح حازم وحنين !!..
أنتهي من إرتداء ساعته وهتف :-
-متقلقيش ياحبيبتي كلها ساعه هخلص ورق مهم وهكون عندكم !!..
تنهدت بصوت مسموع وبنفاذ صبر :-
-طيب بس حاول متتأخرش !!..
ثم عضت علي شفتيها بتوتر قبل أن تهتف بحذر :-
-طب بمناسبة الشغل وكده كنت عاوزة أكلمك في موضوع ؟!..
جذب سترته من علي الفرأش واعتدل في وقفته قائل بصرامة :-
-رقية موضوع إنك تشتغلي ده مرفوض نهائيا وياريت مسمعش سيرة الموضوع ده تاني !!..
هتفت علي عجالة :-
-لا أنت فهمت غلط انا مش بتكلم عليا !!.
عقد مابين حاجبيه بتعجب لتتابع بحرج بعد صمت دام لثوان :-
-انا كان قصدي علي رباب أختي اهي تلاقي حاجه تشغلها وتخرجها من الحالة اللي هي فيها دي .فكنت بقول يعني لو ينفع تشوفلها شغل عندك في الشركة ...
فتابعت بلهجة إقناع سريعا :-
-هي صحيح معاها دبلوم تجارة لكن شاطرة وذكية جدا ومش هتندم والله لو شغلتها معاك !..
سمعها للاخر ثم إرتداء سترته قائل بخشونة :-
-طيب ياستي خليها تيجيلي الشركة في أي وقت تستلم شغلها !!..
أبتسمت بسعادة وهي تقبل عليه تحضتنه :-
-ربنا يخليك ليااا يااارب !..
ثم إبتعدت عنه قليلا ووضعت قبلة علي وجنتيه ليهتف بعدها بحب:-
-عنينا ليكي ولأي حد يجي من طرفك !!.
رقية بإستياء :-
-طب مش عايز تخليني أشتغل معاك ليه .ومتقولش عشان خاطر الحمل لاني لسه الاول وفاضل كتير علي ولادتي ؟!.
ثم أقتربت منه حد الالتصاق ومررت يدها علي صدره بإغراء أنثوي وهي تهتف بنبرة أذابة الجليد :-
-حد يكره إني مراته تبقا معاه في البيت وكمان في الشغل هااا !!..
فبدأت تفك أزرار قميصه قائلة بميوعه :-
-طب تخيل معايا كده إن مراتك حبيبتك تبقا معاك في البيت وكمان في الشركة !!..
حلت أزار قميصه بالكامل فحاوطت عنقه وبدأت تقبله ببطء لتشعل رغبته بها وهي تهمس بجوار أذنه :-
-هاااا تخيلت ياحبيبي !!.
كانت تتحدث بجرائة لايعتادها منها فهي أرادت اللعب علي غريزته الرجولية لكي ينفذ طلبها فقد حال في خاطرها جمله سمعتها من قبل "الرجل الذي لم يأتي باللين يأتي بالدلع ".....
فهمست لنفسها بضجر :-
-ما اديني بدلع اهو مفيش حاجه بتحصل ليه ؟!.
ظلت تقبل عنقه وهي تردد جملتها فأومأ برأسه إيجابا وهو يبتلع ريقه ويملس علي ظهرها ويلتهم عنقها :-
-أيوة تخيلت ياحبيتي !!..
إبتسمت لنجاح خطتها ولكن إصطدمت بحديثه التالي حيث قال ببرود وبلهاء :-
-تخيلت وبوليس الأداب جاي ياخدناااا !!...
أبتعدت عنه بغيظ :-
-كده ياجاسم !!..
أبتسم بصف إبتسامة وأراد أن يلاعبها أيضا ولكن بطريقته الخاصة فأقترب منها وهو متصنع الجدية :-
-هو أنتي بجد عاوزة تشتغلي عشان تبقي معايا ؟!..
هزت رأسها بأمل وأقتربت مرة أخري منه فنظر لشفتيها بمكر ورغبة فكبر الأمل بداخلها وتحفزت بشدة عندما وجدته ينحني برأسه ليلتهم شفتيها برغبة فتجاوبت معه وأحاطت عنقه وهي تغلق عيناها أستمرت قبلتهما لوقت طويل وأخيرا أبتعد عنها لاهثا ليجدها علي حالتها فهمس بجوار أذنها وهو عاقد مابين حاجبيها :-
- قولتيلي إنك عاوزة تشتغلي مش كده ؟! ..
أومأت برأسها مرات متتالية وهي تفتح عيناها ببطء فكرر همسه مرة أخري :-
-في المشمش !!..
اتسعت عيناها ليتابع بعدها وهو يبتسم بإستفزاز :-
-عاوزك تنسي الموضوع ده خالص ياحبيتي .وياريت سيرته ماتجيش علي لسانك تااني ...
أتفقنا
ثم طبع قبلة خفيفة علي وجنتيها ورحل من أمامها ليتركها مذهولة مصدومة في مكانها !!..
فوقف أمام المرأة يعدل من ملابسه المبعثرة وليعيد هيئته كما كانت ولم يباالي بنظرات الغيظ التي ترسلها ...عدل من هندامه وقبل أن يغادر الغرفة وقف ليذكرها بهدوء صارم :-
-ااااه بخصوص الفرح النهاردة مش عاوز أشوف اااا
لم يكمل حديثها فقاطعته بلهجة تقرير كالاله الناطقة :-
-الفستان مش هيبقي ضيق ونازل علي واسع والطرحة هتكون طويلة عشان تداري جسمي .ومش هحط روج فاقع زي بنات الليل والأحسن إني ماحطش أصلا والميكاب هيكون خفيف جدا ويستسحن لو يبقي كحل بس .مش هرقص في الفرح لأني مش رقاصة جاية تحيي الليلة لو زنقت معايا ممكن أقف أسقف !!!..
أنهت حديثها قائلة بنفاذ صبر :-
-ها كده تمام ولافي حاجه من تعليماتك نسيتها !!..
أومأ برأسه ثم فكر قليلا قبل ان يهتف بصرامة :-
-اااه ياريت لو ميبقاش في كحل أصلا !!....
أنفرج فمها بدهشة عقب حديثه فتابع بغيظ رجل شرقي:-
-وهي عينك ناقصة عشان تحطلها كحل يظهرها أكتر .ده من غير حاجه وانا عايز أفقعهم عشان محدش يتجرأ و يبص فيهم !!..
-بلا قلة أدب !!..
تمتم بذلك وهو يغادر الغرفة وعندما أختفي من أمامها ضحكت بشدة علي غيرته والتي أزدات أضعاف مضعفة بعد عمليتها فهو أصبح مهوس بها ولو بإمكانه لعزلها عن العالم بأكمله فلم يتخيل أحد ينظر لها فهو لم يقبل بذالك وهي دميمة فماذا بعدما تعالجت فسوف يجن جنانه وستشتعل غيرته أكثر وأكثر رغم أنها لم تكن ذات جمال خارق فهي تمتلك بشرة برونزية وعينان أشبه بقرع العسل لو أرتكزت الشمس بداخلهما لصمت العالم بأكمله لحرم جمالهما !!..
سارت لتقف أمام المرأة مرة أخري ولململت خصلاتها بيدها لتنهدت بفرحة داخلية وهي تري إنعكاس صورتها فبعد مرور سنوات أخيرا تخلصت من اللقب اللعين الذي كان دائما يلازمها "دميمة " !! ...
...............

"يعني أيه الكلام ده ياماما "..
نهضت مشيرة من الفرأش هاتفه :-
-زي ماسمعت أنا مش هحضر الفرح !!..
تنهد جاسم قائل :-
-وده ينفع يعني إنك ماتحضريش فرح إبنك !!..
مشيرة بغضب :-
-وهو إبني كان خد رأيي في الجوازة دي .ولا عملي أعتبار من الأساس دخل علينا بواحدة منعرفش اصلها من فصلها وعاوز يتجوزها !!..
ثم نظرت له بطرف عينيها هاتفه بنبرة ذات مغزي :-
-الظاهر إني مليش حظ في جوازات ولادي الاتنين !!.
كتم غضبه بداخله :-
-مش وقت إننا نتكلم في حاجه زي دي لأن الكلام مش هيفيد بحاجه احنا دلوقتي قدام أمر واقع وكلها دقايق وعهد هتبقا مراته قدام كل الناس !!..
عقدت مشيرة ساعديها أمام صدرها هاتفه بتحد سافر :-
-وانا مش هقبل بالامر الواقع ده ومش هحضر الفرح لاني أنا مش هيتلوي دراعي مرة تانية ياجاسم !!..
كاد أن يتحدث مرة أخري ولكنهما أستمعا إلي صوت طرقات خافته علي الباب وبعد قليل دلفت رقية وهي تمسك بفستانها الزهري فوزعت أنظارها بينهما قبل أن تهتف :-
- أنت هنا يا جاسم والمعازيم تحت بيسألوا عليك ؟!..
زفر الهواء بضيق :-
-حاضر هنزل اهو !!..
ثم نظر لها نظرة ذات معني فهمتها علي الفور وأومأت برأسها إيجابا فغادر هو بعدما القي نظرة خاطفه علي والدته !!..
أقتربت رقية منها وهي تبتسم :-
-انا عارفه إني ماينفعش أدخل بس برضه ماينفعش ان حضرتك ماتحضريش فرح حازم ده إبنك ومحتاج وجودك في يوم زي ده !!..
مشيرة بضيق بالغ :-
-ماينفعش يارقية حضوري للفرح معناه اني موافقة علي المهزلة اللي بتحصل دي وانا عكس كده خالص !!....
رقية وهي تحاول إقناعها :-
-بس ماينفعش أن دي تكون الطريقة التي تعلني بيها رفضك وفي الأول وفي الأخر أحنا قدام أمر واقع يعني ماتزعليش مني عدم حضورك للفرح لاهيقدم ولاهيأخر !!...
إندفعت مشيرة بحده :-
-يعني إيه مش من حقي أتعرض علي جوازات ولادي .المفروض أسلم بالأمر الواقع إن كل واحد فيهم جايبلي واحدة من الشارع وعايز يتجوزها !!..
حديثها كان مثل الخنجر الذي طعن رقية فأغمضت عيناها بألم .أدركت مشيرة أنها أخطأت بحديثها فزفرت بضيق :-
-رقية أنا مقصدش ماتزعليش مني ماخدتش بالي من كلام من كتر غضبي !!..
هزت رأسها نافية قائلة بخفوت:-
-أنا مش زعلانه وعارفة إنك أم وأي أم في الدنيا بتتمني تجوز ولادها لأحسن ناس ،بس صدقيني حازم بيحب البنت دي جدا واتغير عشانها واكيد حضرتك لاحظتي الفرق بين حازم المستهتر بتاع زمان وحازم بتاع دلوقتي وده طبعا من ساعة مالبنت دي دخلت حياته .سيبه المره دي جايز أختياره صح !!..
صمتت مشيرة وهي تفكر في حديثها فأبتسم رقية بهدوء :-
-أنا مش هضغط عليكي اكتر من كده وعارفه اني إبنك مش هيهون عليكي تسبيه في يوم زب ده وإنك هتاخدي القرار الصح !!..
ثم هتفت بأدب قبل أن ترحل :-
-عن إذنك !!..
غادرت الغرفة وتركت مشيرة مشتته بين حديثها وبين كبريائها وبين غريزتها الأمومية !!..
..............
خرج من غرفة والدته بضجر وقبل ان يهبط الدرج تقابل مع أخيه الذي كان في كامل أناقته :-
-هااا عملت أيه ؟!..
وقف جاسم وتنهد بضيق :-
-مقدرتش عليها وأديني سايبها مع رقية جايز تقدر تقنعها !!..
لاحظ ملامح أخيه القلقه والذي تهجمت فور سماعه حديثه فأردف بمزاح ليخفف الموقف :-
-لابقولك أيه أجمد كده .أنت عريس النهاردة اأومال هتشرفنا أزاي !!..
ضحك حازم بقوة ثم هتف بثقة وهو يغمز :-
-لاماتخافش أخووك أسد !!..
جاسم بتأييد :-
-طبعا .لازم إبن الرواي يكون أسد أومال أيه !!..
تردد قبل أن يتفوه :-
-جاسم ياريت محدش يعرف حاجه عن عهد ا
او عن حياتها القديمة !!..
ثم تابع حديثه بضيق بالغ :-
-اديك شايف امك عملت أيه لمجرد أنها واحدة غريبة مابالك بقا لو عرفت موضوع إدمانها ولا آآآ !!.
هز رأسه بتفهم قبل أن يتابع أخيه باقي حديثه ثم هتف بنبرة رجولية :-
-متقلقش مفيش جنس مخلوق هيعرف حاجه من اللي انا عرفتها وتقدر تعتبر إني انا كمان معرفتش حاجه !!..
إبتسم حازم بإمتنان :-
-ربنا يخليك ليا يا أخويا انا مش عارف من غيرك كنت عملت أيه !!..
ربت علي كتفه بإبتسامه جادة :-
-طب يلاا روح شوف عروستك وانا هنزل أستقبل الضيوف !!..
حازم بإيجاب :-
-ماشي .
ثم تحرك علي الفور من أمامه وهبط جاسم بعدها لإسفل حيث الحفل المقام !!..
سار حازم في إتجاه غرفة عهد وطرق بخفه علي الباب ثم ولج بعدما سمح له بذلك ..
كانت جالسة تبكي وهي مرتديه فستان زفافها وقد أفسدت مكياجها فأقترب منها بقلق :-
-عهد !! مالك بتعيطي كده ليه ؟!...
أشاحت بوجهها للناحية الأخري وهي تمتم بنبرتها الباكية :-
-مفيش !!.
حازم :-
-يعني ايه مفيش أومال الدموع دي أيه !!
لم تجييبه بل إنفجرت في البكاء فأمسك كتفيها :-
-بالله عليكي ماتقلقنيش أكتر من كده قوليلي في أيه !!.
ثم ضيق عيناه :-
-في حد قالك كلمة ضايقتك ولاحاجه ؟!..
هزت رأسها نافيا ثم أخبرته بنبرة متقطعة وشهقات متتالية :-
-كان نفسي بابا وماما يبقوا معايا في يوم زي ده بس كالعادة مشغولين حتي عن فرح بنتهم الوحيدة !!..
هو بتنهيدة :-
-هو ده اللي مخليكي تعيطي بالشكل ده ؟!..
رمقته بعتاب ودموعها جارية علي وجنتيها :-
-وأنت شايف إنه عادي أهلي مايحضروش فرحي !!..
حازم بجدية :-
-أكيد مش حاجه سهله !!..
ثم أكمل بحنو :-
-بس انا معاكي أهو ياعهد ومن النهاردة أنا أهلك .قبل مااكون جوزك !!..
أبتلعت ريقها وهي تهمس بخفوت :-
-حازم أنت واثق من الخطوة دي يعني مش هبجي يوم وتندم إنك أتجوزتني !!..
نظر في عينيها مباشرة :-
-كنت هندم لو كنتي ضيعتي مني تاني الواحد مننا بيعيش طول عمره يدور علي نصه التاني ومش معقول يسيبه بعد ملقاه !!..
مسحت دموعها بيديها :-
-يعني مش هيجي اللي تعايرني فيه بماضيها وإني كنت مدمنة واااا ..
وضع إصبعها علي شفتيها ليمنعها من متابعة حديثها :-
-انا مش عايز أسمع كلام من ده تاني وبعدين أحنا مش أتفقنا هننسي كل حاجه ونبدأ من جديد !!..
أومأت برأسها إيجابا ثم أمسك كفيها معا :-
-يلااا بقا عاوزك تضحكي مش معقول نتعاتب ونكد علي نفسنا في يوم زي ده !!..
تزين ثغرها بإبتسامة فلثم كفيها قائلا :-
-يلااا أنا هسيبك تجهزي وتظبي وشك اللي باظ من كتر العياط ده ياهانم ..أنتي عاوزاهم يقولوا إنك مغصوبة علي الجوازة مني ولا أيه !!..
ضحكت بخفة وهي تؤمي برأسها إيجابا فنهض من جوارها وقبل ان يغادر الغرفة سمعها تهمس بخفوت :-
-حازم هي مامتك برضه مش هتحضر الفرح ؟!..
زفر بضيق وإلتفت نص إلتفاته :-
-ممكن ماتشغليش بالك بالكلام ده وتجهزي نفسك !!..
تنهدت بصوت مسموع وهي تهز رأسها بخيبة أمل فأستدار هو وغادر الغرفة ...
.............
حل المساء وتزينت حديقة القصر بالإضاءات المختلفة والديكورات المختلفة حتي ظهرت في أبهي صورة تليق بعائلة الراوي !!..
وقف جاسم يستقبل ضيوفهم بترحاب فأقترب منه بيبيرس والذي هتف بضجر :-
-يعني أستخسرت فيا أكون نجم اليوم لوحدي وخليت أخوك يشاركني اللقب وكمان فرحتي !!.
ثم تابع بتهكم :-
-ولا قولت تجامل علي قفايا وتوفر !!..
وضع جاسم يديه في جيب بنطاله هاتف بسخرية :-
-أوفر ؟! هو محدش قالك إن الفرح ده هدية مني ولا أيه ؟!
ثم مط شفتيه للأمام :-
-عموما لو مش حابب الوضع تقدر تستني خمس او ست سنين نعملك فرح تكون إنت نجمه وعريسه لوحدك !!.
وأكمل حديثه بإستفزاز وهو يربت علي كتفه :-
-ونقدر نعتبرك النهاردة ضيف جاي تبارك وتاخد واجبك وتمشي !!..
بيبرس :-
-لا بقولك ايه انا مش همشي النهاردة غير وحنين معايا .حتي لو وصلت معايا إني أخطفها انا أستنيت كتير ومعنديش إستعداد أستني أكتر!!..
ضحك جاسم قائل :-
-ده أنت وقعت بقا .ياحسره علي الرجاله !!..
بيبيرس بنبرة متهكمة :-
-هو أنت خليت فيها رجالة بعمايلك دي ده أنت كنت عامل عليا حصار ولاحصار سيناء !!..
ضحك علي حديثه فشاركه بيبيرس الضحك وبينما هما منسجمين أنضم لهم معتز فتوقفا عن الضحك صافح معتز بيبرس مباركا :-
-الف مبروك يابيبرس !!..
بيبرس وهو يربت علي كفه :-
-الله يبارك فيك يامعتز وعقبال مانفرح بولادك !!.
تمتمتم بخفوت :-
-بإذن الله !!..
نقل معتز بصره الي جاسم ذو الملامح الجامدة المقتضبة فمد يده ليصافحه وهو يخشي من عدم إستجابته :-
-مبروووك ياجاسم !!..
نظر جاسم حوله ثم صافحه بإقتضاب !!..
إبتلع معتز ريقه وهتف بجدية :-
-انا عارف إني وجودي هنا هيضايقك بس انا حبيت أبارك لبيبرس ولو تحب تمشيني انا همشي علي طول !!...
زفى جاسم بضيق قائل بجمود :-
-أنت عارف إني معملهاش حتي لو وجودك هنا مش مرغوب فيه فأنت في الاول وفي الأخر ضيف وليك حق الضيافه !!..
ثم أشار بيده للداخل :-
-أتفضل !!..
أومأ معتز برأسه وولج للداخل وسط تنهيدة بيبيرس والذي كاد أن يتحدث ولكن أوقغه جاسم بحزم :-
-أطلع يلااااا هات عروستك الماذؤن جه !!.
هز رأسه إيجابا ورحل من جواره ليتركه يضع يده علي خصلات شعره بضيق !!...
.................
توسط الماذؤن جاسم وبيبرس لكي يعقد قرأن "حنين وبيبرس "!!..
وبينما الماذؤن يطلب من جاسم أن يردد خلفه بصفته وكيل العروس هتف بيبرس سريعا برجاء :-
-والنبي يامولانا خليه يقول الكلام وراك بسرعه أحسن ده مايضمنش وممكن يرجع في كلامه !!..
فأكمل حديثه بإستعطاف :-
-وانا عاوز اتجوز قبل مامدة صلحيتي تنتهي !!..
ضحك الجميع بقوة وتم عقد الزواج كما تم عقد زواج "حازم وعهد " أيضا وكانت المفاجئة أن وكيل العروس كان والدها الذي حضر علي الفور بصحبته زوجته عندما أرسل لهم جاسم وأكد عليهم الحضور من أجل إبنتهم ففرحت عهد وبشدة كما نظر حازم لأخيه بإمتنان شديد !!..
كما حضرت أيضا مشيرة والتي إنتصرت عليها عاطفة الأمومة وجعلها تهبط لتشارك إبنها فرحته حتي لو لم تكن راضية عن ذالك..
فوقفت بجوار هدي تستقبل معها ضيوفهن !!..
وأجتمع الجميع ليبدأ الزفاف حيث الرقص والموسيقي الصاخبة والفقرات الأستعرضية الخاصة بأشهر نجوم الغناء !!..
وبرغم كل ذالك لم ينشغل عنها ولم يشبح بصره عنها فظل يراقبها وهي تقف في ركن منعزل تصفق لهم وعندما سمحت له الفرصه أنسحب بهدوء من وسط الحضور وأتجه نحوها ثم أحتضنها من الخلف قائل :-
-مش كنا عملنا فرحنا معاهم بما أننا معملناش فرحنا !!..
أبتسمت وهي تضع يدها علي أحشائها المنتفخة قليلا هاتفه بعتاب :-
-كده برضه عاوز تعملي فرح وانا بطني قربت تبقا قدامي شبرين !!.
-أنت عاوز تضحك الناس عليا ولا أيه ؟!..
رفع حاجبه ليهتف بنبرة ذات مغزي :-
-ما انتي كنتي عاوزة تشتغلي وبطنك قدامك شبرين !!..
إبتسمت بخفوت وهي ترفع حاجبه مقلده إياااه:-
-وانت ماوفقتش يبقا كده خالصين !!..
ضحك الأثنين معا ثم أحتضنها بقوة فتململت بإنزعاج وهي تلتفت حولها :-
-بس ياجاسم أحسن حد يشوفناا !!..
غمز لها نافيا :-
-ماتقلقيش محدش فاضلنا كله مشغول مع العرسان !!..
ثم أشار بعينيه لأعلي قائل بمكر :-
-ماتيجي نستغل الفرصة دي ونطلع نقول كلمتين حلوويين فووق !!..
أبعد يديه عنها بتذمر وهزت رأسها نافية :-
-لا ياجاسم ماينفعش نسيب الفرح دلوقتي .وبعدين كلها شوية والبوفيه هيتفتح !!..
فأخفضت نبرتها قائلة بحرج وهي تضع يدها علي أحشائها :-
-وانا بصراحه جعانه اوووي !!...
ضعط علي أسنانه بقوة وأرداد أن يلكمها في وجهها وولكن سيطر علي حاله تسألت بحذر :-
-مالك ياجاسم بتبصلي كده ليه ؟!..
مسح علي خصلات شعره قائل بإبتسامة بلهاء مصطنعة :-
-لا ابدا ياحبيتي أنا بس كنت بفكر أخدك دلوقتي واخليهم يفتحولك البوفية اهو تنأنئي فيه لحد مايفتح وربنا يستر علي المعازيم اللي مش هتلاقي حاجه تأكلها دي !!..
هتفت بفرحة غارمة كادت أن تشله :-
-بجدددد !! دي فكرة حلوة اووي يلااا !!..
أمسكت ذراعه سريعا لتتحرك معه ولكن وقغ كالصنم وكأنه التصق في الأرضية وهو يري أخر شخص توقع رؤيته اليوم يدلف من البوابة !!..
إبتلع ريقه بصعوبة وقد أدرك أن الماضي الذي يتهرب منه سيظل ملاحق له حتي الممات !!..
....يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#82

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

اقتباس...

"ومش بس إبني ده أنت دراعي اليمين "..

فأظلمت عيناه ليخبره بتهديد واضح :-
-ودراعي لو وجعني ولافكر يمشي عكسي هقطعه !!..

...يتبع


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#83

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون


تبادل الاثنين النظرات والتي لم يفهما أحد سواهما !!..

تعجبت رقية من وقوفه المفأجي فهتفت بتعجب وهي تنظر في إتجاه بصره :-
-مالك ياجاسم ؟! وقفت كده ليه ؟!..

فاق من صدمته علي صوتها فجاهد للثبات وهو يتتمتم :-
-مفيش ياحبيبتي ،بس أستنيني هنا ثواني وهرجعلك !!..

ولم يمهلها فرصة للرد حيث سار بسرعه البرق نحو ذلك المجهول وبدون ان يتفوه بكلمة أخذه وولج به للداخل تحت أنظارها المندهشة !!

.....................
دلف معه المكتب وأغلاق الباب عليهما فجلس الرجل علي المقعد ووضع ساقه فوق الأخري وهو ينفث دخان سيجارته :-
-لازم أجيلك بنفسي يعني ؟!...

لم يجبيه جاسم فتابع الاخر وهو يهز رأسه :-
-مفيش مشكلة ، أنت برضه غالي عليا !!

فأكمل حديثه بتسأل صارم :-
-هااا هنرجع شغلنا أمتاااا .انا بقول كفايه عطله لحد كده ؟!..

زفر جاسم الهواء بضيق وبادر بالحديث فمنعه الأخير وهو يهتف بجمود:-
-هتقولي بطلت ؟! هقولك مش عايز أسمع الكلمة دي تاااني ده أكل عيشنا بقاله سنين ماينفعش نسيبه !!..

جاسم بجمود مماثل :-
-بس انا خلاص هسيب الشغل ده .ومش عاوز أكمل !!..

صرخ به الأخير محذرا بسبابته:-
-مش بمزاجك اللي يدخل وسطنا ماينفعش يخرج !!..

ثم أسوددت عيناه مكملا بلهجة عدائية :-
-ولو خرج بيخرج ميت !!..

صاح جاسم هذه المرة بغضب مكبوت:-
-انا مابقتش قادر أكمل زهقت من الشغل الوسخ ده ونفسي أنضف بقاااا !!...

ثم تابع بإختناق وإشمئزاز من حاله :-
-تعبت من كتر التمثيل ومن كتر الكدب بوهم الناس إني ملاااك وأنا شيطان !!..

....

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#84

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث والخمسون ....

تبادل الاثنان النظرات الغامضة والتي لم يفهما أحد سواهما !!..

تعجبت رقية من وقوفه المفأجي فهتفت بتعجب وهي تنظر في إتجاه بصره :-
-مالك ياجاسم ؟! وقفت كده ليه ؟!..

فاق من صدمته علي صوتها فجاهد للثبات وهو يتتمتم :-
-مفيش ياحبيبتي ،بس أستنيني هنا ثواني وهرجعلك !!..

ولم يمهلها فرصة للرد حيث سار بسرعه البرق نحو ذلك المجهول وبدون ان يتفوه بكلمة أخذه وولج به للداخل تحت أنظارها المندهشة !!

.....................
دلف معه المكتب وأغلاق الباب عليهما فجلس الرجل علي المقعد ووضع ساقه فوق الأخري وهو ينفث دخان سيجارته :-
-لازم أجيلك بنفسي يعني ؟!...

لم يجبيه جاسم فتابع الاخر وهو يهز رأسه :-
-مفيش مشكلة ، أنت برضه غالي عليا !!

فأكمل حديثه بتسأل صارم :-
-هااا هنرجع شغلنا أمتاااا .انا بقول كفايه عطله لحد كده ؟!..

زفر جاسم الهواء بضيق وبادر بالحديث فمنعه الأخير وهو يهتف بجمود:-
-هتقولي بطلت ؟! هقولك مش عايز أسمع الكلمة دي تاااني ده أكل عيشنا بقاله سنين ماينفعش نسيبه !!..

جاسم بجمود مماثل :-
-بس انا خلاص هسيب الشغل ده .ومش عاوز أكمل !!..

صرخ به الأخير محذرا بسبابته:-
-مش بمزاجك اللي يدخل وسطنا ماينفعش يخرج !!..

ثم أسوددت عيناه مكملا بلهجة عدائية :-
-ولو خرج بيخرج ميت !!..

صاح جاسم هذه المرة بغضب مكبوت:-
-انا مابقتش قادر أكمل زهقت من الشغل الوسخ ده ونفسي أنضف بقاااا !!...

فأنكمشت ملامحه وهو يتابع بإختناق وإشمئزاز من حاله :-
-تعبت من كتر التمثيل ومن كتر الكدب بوهم الناس إني ملاااك وأنا شيطان !!..

رفع ذلك الكائن المجهول كفيه معا وصفق وهو يؤمي برأسه إعجابا :-
-برااافو !!....
-اللي عيشت طول عمري خايف منه أهو حصل !!..

هز الأخير رأسه مستفسرا ليتابع الرجل بعدها:-
-الضمير اللي مات يرجع يصحي تاني !!...

فوقف أمامه مباشرة مشيرا لدبلة زواجه :-
-وكنت متأكد إني هي اللي هتصحيه !!..

ثم غمغم بإستنكار :-
-انا اصلا ماكنتش موافق علي وجودها في حياتك من الأول وأهو بتنهي حياتك عشانها !!..

حدق به جاسم بصلابة :-
-حياتي بدأت بيها وهتكمل بيها !!..

قهقهقه الرجل ساخرا ثم قال بعدما توقفت ضخكاته :-
-بلاش كلام الأفلام ده اللي مبيأكلش عيش !!...

فسار في الغرفة يتجول بها متحدثا بتعجب وملامح مقتضبه:-
-انت أيه اللي حصلك ياجاسم ؟! طول عمرك عاقل وعارف مصلحتك فين .ليه أتجننت فجأة كده !!..

هتف بتهكم وهو يرمقه شزرا :-
-وهو عشان عايز أنضف وأبقا بني أدم كويس أبقا أتجننت ؟!..

وقف فجأة وأستدر له بملامح غاضبه :-
-من مصلحتك تعقل وتحط عقلك في رأسك !!..

وأكمل حديثه وهو يسير نحوه بثبات شديد :-
-وانا لحد دلوقتي بتعامل معاك بلين .وعمال اقول بكره هيرجع عن اللي في دماغه لكن أنت كل يوم بتزيد عند أكتر من اليوم اللي قبله !!..

"أيه هي رامية السجن معلمتكش الأدب ".

...قالها وهو يضيق عيناه بخبث بعدما توقفت خطواته .فأحتقن وجه جاسم بالغضب ليتابع بعدم أهتمام وهو ينفث دخان سيجارته :-
-دي كانت مجرد قرصة ودن ليك عشان ترجع عن جنانك ده !!..

فرمقه بسخط وأردف :-
-بس للأسف شكلك ماتعلمتش الدرس ومصر تخاطر بحياتك !!..

دنا جاسم منه وقد تقلصت المسافة بينهما وتقابلا وجها لوجه :-
-مبقاش يهمني حاجه ومش هرجع أشتغل تاني ..عاوزين تدخلوني السجن تاني ؟! دخلوني وهيبقي عليا وعلي أعدائي !!..

"تؤتؤ بلاش تدخل بقلب جامد كده . ولو مش خايف علي نفسك ااااااا..

لم يتابع حديثه حيث نظر نحو النافذة المفتوح زجاجه والذي أظهر رقية وهي تصفق بسعادة غارمة فغمز له قبل أن يكمل حديثه :-
-خاف عليها !!..

وتصنع الشفقة وهو ينظر نحو النافذة قائل :-
-تفتكر هتعمل أيه لو عرفت إن جوزها حبيها بيخدعها المدة دي كلهااا ، وأن الراجل اللي عايشه معاه تحت سقف واحد يبقي اااااا

إلتفت يمينا ويسارا بحذر قبل أن يهمس بجوار أذنه :-
-تاجر مخدرات !!..

برزت عروق وجهه نتيجة غضبه الشديد فرفع سبابته مهددا إياااه:-
-لو رقية عرفت عني حاجه ؟! ساعتها البوليس هيعرف عنكم كل حاجه !!...

أبتسم الأخير بسخافة:-
-متخافش انا مش جاي أفرق بين عصفورين إلا كنت دخلت بالرجالة بتاعتي ، لكن أنا مش عاوز شواشرة !!...

"ومش جاي أخرب عليك لاسمع الله ده أنا جاي أعقلك واعرفك إنك طول ما أنت معانا محدش هيعرف عنك حاجه وعمر ماصورتك هتتهز وهتفضل قدامها وقدام الكل الرجل المثالي وهتعيشوا حياتكم وتفرحوا بإبنكم الجاي !!..

شددد علي جملته الأخيرة قاصد إخافته وتهديدهه فرفع حاجبه متسائل بلهجة ذات مغزي :-
-ولا أنت مش عاوز تفرح بإبنك ياجاسم ؟! ...

فهم جاسم علي الفور أنه يهدده بطفله القادم، بجنينه الذي يكتمل الأن داخل أحشاء والدته فهتف بعينين يتطاير منهما الشر ونبرة حادة كالصقر :-
-محدش هيمس شعره من إبني ولامنها طول ما أنا علي وش الأرض !!..

رفع المجهول ذراعيه لأعلي بإستسلام مصطنع وهو يؤمي برأسه :-
-اوامرك محدش هيجي ناحيتهم لكن ده هيحصل طول ما انت معانا وفي وسطنا لكن لو حصل عكس كده اااااا

مط شفتيه للأمام وهو يرفع كتفيه للأعلي :-
-ماوعدكش !!..

راقب تعبيرات وجه جاسم والتي كادت تفتك به فأبتسم بإنتصار خفي فاللعب علي نقطة ضعف العدو إنتصار في حد ذاته !!...

فتنهد وأطفأ سيجارته ليربت علي كتفه بحنان زائف :-
-انت أبني ياجاسم بقا في أبن يعصي أبووه !!..

"ومش بس إبني ده أنت دراعي اليمين "..

فأظلمت عيناه ليخبره بتهديد واضح :-
-ودراعي لو وجعني ولافكر يمشي عكسي هقطعه !!..

أكتفي بذلك القدر من التهديدات فرمقه بجدية وهتف بنبرة صارمة تضرب بإعتراضاته عرض الحائط :-
-الشحنه الجديدة علي وصول هستني منك إتصال عشان تبلغني هدخلها ازاي !!..

وقبل أن يرحل القي عليه نظرة تحذره من عدم الإستجابة أو العصيان !!.

أنتهي حفل زفاف وأطفأت الأنوار ليسود الظلام ولم يتبقي سوي إضاءة القمر الذي ينير العالم بأكمله !!..

لم يغمض له جفن طوال الليل وهو شارد فيما حدث اليوم وقد تنبأ بإيام قادمة سوف تؤدي إلي هلاكه !!..

إستدار ناحيتها ليتطلع في وجهها النائم ولسان حاله يردد "ياتري هتعملي ايه لو عرفتي حقيقتي .حقيقتي اللي عيشت سنين مخبيها عن كل الناس ..ياتري هتسامحيني "....

وأثناء شروده فتحت عيناها لتجده علي تلك الحالة فأبتسمت وهي تعتدل :-
-أنت لسه صاحي !!..

لم يظهر أرتباكه وتصنع عدم الأهتمام:-
-مش جايلي نووم ، أنتي أيه اللي صحاكي ؟!.

تنههدت وهي ترفع كتفيها بهدوء :-
-مفيش قلقت فجأة !!..

ثم أبتسمت بخبث :-
-والحمد الله إني صحيت عشان أقفشك متلبس وأنت بتبص علياا !!..

ثم أمسك بوجنتيه وهو يتوبخه :-
-معندكش أخوات بنات !! ترضي حد يبص عليهم كده وهما نايمين !!..

أمسك كفها وإبتسم إبتسامة لم تصل لمقلتيه ولم يتفوه بكلمة فأردفت بجدية وهي عاقدة حاجبيها :-
-اه صحيح هو مين اللي جه الفرح النهاردة ودخلت معاه المكتب ؟!..

لم يرتبك وحافظ علي هدوئه حتي لايثير الشك :-
-هيكون مين يعني ده واحد من رجال الأعمال اللي بنشتغل معاهم !!..

فسألها بقلق :-
-بتسألي ليه ؟! ..

رقية :-
-اصل معرفتهوش وشكله غريب كده !!..

إلتوي ثغره ساخرا :-
-وده علي إساس إنك عارفه كل الناس وكل رجال الأعمال اللي كانت في الفرح ؟!

هزت رأسها بالسلب لتهتف بجدية :-
-لا ،بس حسيتك أتخطفت كده أول ماشوفته وكمان سبتني وسبت الفرح كله ودخلت معاه جوه !!..

صاح بها بإنفعال وغضب كتمه لفترة :-
-وايه اللي هيخليني أتخطف يكونش عامل عامله ولا قتلتله قتيل !!..

فزعت بشدة من هجومها عليها فتحدثت بخفوت :-
-في أيه ياجاسم انا مقصدش ب اااااا..

قاطعها بحده :-
-مش عاوز أسمع حاجه .ويلااا نامي انا عندي شغل الصبح !!.

هزت رأسها عدة مرات بإيجاب وقبل أن تضع رأسها علي الوسادة شعرت بجفاف حلقها فأعتدلت مرة أخري هامسه بحذر :-
-جااااسم ؟!...

نظر لها فرمشت بعينيها عدة مرات:-
-عطشانه !!...

زفر بضيق ثم أزاح الغطاء من عليه وإرتدي نعله وسار نحو الباب ليستوقفه صوتها :-
-أنت رايح فين ؟!..

إلتفت له بوجوم:-
-هنزل أجبلك مايه ؟!..

قطبت مابين حاجبيها بدهشه ثم نظرت نحو الكومود المجاور له وأشارت حيث إبريق المياه :-
-مالمايه أهي جمبك !!!...

وزع نظره بينها وبين الإبريق لتنهد بصوت مسموع وهو يمسح بكفه علي وجههه !!...

..........

كانت تطوي ملابس صغارها وهي تستمع لحديث رقية ثم هتفت بتعجب :-
-وهي شركة زي شركة جوزك دي هترضي تشغل واحدة زيي يدوبك دبلوم تجارة !!..

رقية :-
-متخافيش انا قولت لجاسم وهو قالي إنك تروحيله في أي وقت عشان تستسلمي شغلك !!..

هزت رأسها ثم تابعت عملها هاتفه :-
-قولي لجوزك رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون مابنقبلش حسنه ولاشفقة من حد !!..

رقية بإندهاش :-
-شفقة ؟! ليه بتقولي كده ؟!..

رباب بنظرة جامدة:-
-ماهو لما يرضي يشغلني وانا مش معايا غير مؤهل يمتلكه اقل عامل نظافة عنده يبقي شفقة منه وانا مش هقبلها وهعرف أدور علي شغل وهصرف علي عيالي !!...

شعرت بالضيق من تفكير شقيقتها فقالت :-
-علي فكرة بقا انا اللي عرضت علي جاسم كده قولت اهي حاجه تخرجك من اللي انتي فيه ده ؟!..

رباب وهي تنظر للجهة الأخري :-
-ماتشغليش بالك بيا ،انا كويسه !!..

تنهدت رقية لتهتف :-
-لازم تخرجي يارباب من اللي انتي فيه ده لو مش عشانك يبقي عشان خاطر ولادك !!..

لمعت عيناها بالدموع هاتفه وهي تهز رأسها بألم :-
-مش قادرة أصدق اللي حصل حاسه إني في كابوس ومش ناويه أصحي منه .

فهبطت دمعة علي وجنتيها كانت تتصارع مع رفائقها :-
معقول محمد يروح كده ، معقول دي تكون نهايته وأتحرم منه بالشكل ده ؟!..

ثم أجهشت بالبكاء لتتحدث رقية بإندهاش :-
-معقول لسه بتحبيه بعد ده كله ؟!..

هزت رأسها بالسلب وهي تمسح دموعها التي تزدات :-
-لو كان علي الحب فاللي بيني وبين محمد مات من زمان بس اللي بيوجع اكتر العشرة وده كان جوزي ابو عيالي اللي نفسه في نفسي كل ليلة .معقول عاوزاني أستخسر فيه دموعي يارقية !..

احتضنتها رقية لتجهش في البكاء أكثر في أحضان شقيقتها !!..

وفي ذات اللحظة دلف ولدها الصغير والذي هتف بحزن :-
-ماما هو بابا لسه مرجعش من السفر ومش هيجي ياخدنا من هنا بقااا !!..

إبتعدت رباب عن أحضان شقيقتتها وهي ترمق صغيرها بوجع لاتعلم توأسيه أم توأسي حالها نهضت رقية بألم ونزلت لمستوي الصغير تملس علي شعره بإبتسامة :-
-زياد ياحبيي هو أنت ماشوفتش اللعب اللي أنا جبتهالك ؟!..

هز رأسه بإمتعاض :-
-شوفتها بس عاوز أخدها واروح بيها عند بابا عشان يلعب معايا !!..

اشاحت رباب وجهها سريعا حتي لايري إبنها دموعها التي تتساقطت بغزارة وكأنها سيول !!

رقية :-
-طب أيه رأيك أجي أنا العب معاك دلوقتي ! ..

الصغير :-
-ماشي بس لحد مابابا يرجع من السفر !!..

أومأت برأسها إيجابا ثم أردفت بنفس الإبتسامة:-
-طب روح جهز اللعب لحد ما أخلص مع ماما !!..

ركض الصغير للحارج لتتنهد هي بوجع ثم نهضت وجلست بجوار شقيقتها كما كانت تمسح لها عبراتها :-
-خليكي قوية عشان خاطر ولادك ماينفعش يشوفوكي بالمنظر ده هما ملهمش غيرك دلوقتي !!..

ثم قبلت وجنتيها ونهضت تلحق بالصغير لتقف عندما أستمعت نداء شقيقتها والتي تحدثت من بين دموعها بإبتسامة :-
-نسيت أقولك مبروووك علي نجاح عمليتك يارقية !!..

أبتسمت لها بإمتنان ثم غادرت الغرقة علي الفور !!!..

............

كانت تطوي ملابس صغارها وهي تستمع لحديث رقية ثم هتفت بتعجب :-
-وهي شركة زي شركة جوزك دي هترضي تشغل واحدة زيي يدوبك دبلوم تجارة !!..

رقية :-
-متخافيش انا قولت لجاسم وهو قالي إنك تروحيله في أي وقت عشان تستسلمي شغلك !!..

هزت رأسها ثم تابعت عملها هاتفه :-
-قولي لجوزك شكرا مابنقبلش حسنه ولاشفقة من حد !!..

رقية بإندهاش :-
-شفقة ؟! ليه بتقولي كده ؟!..

رباب بنظرة جامدة:-
-ماهو لما يرضي يشغلني وانا مش معايا غير مؤهل يمتلكه اقل عامل نظافة عنده يبقي شفقة منه وانا مش هقبلها وهعرف أدور علي شغل وهصرف علي عيالي !!...

شعرت بالضيق من تفكير شقيقتها فقالت :-
-علي فكرة بقا انا اللي عرضت علي جاسم كده قولت اهي حاجه تخرجك من اللي انتي فيه ده ؟!..

رباب وهي تنظر للجهة الأخري :-
-ماتشغليش بالك بيا ،انا كويسه !!..

تنهدت رقية لتهتف :-
-لازم تخرجي يارباب من اللي انتي فيه ده لو مش عشانك يبقي عشان خاطر ولادك !!..

لمعت عيناها بالدموع هاتفه وهي تهز رأسها بألم :-
-مش قادرة أصدق اللي حصل حاسه إني في كابوس ومش ناويه أصحي منه .

فهبطت دمعة علي وجنتيها كانت تتصارع مع رفائقها :-
معقول محمد يروح كده ، معقول دي تكون نهايته وأتحرم منه بالشكل ده ؟!..

ثم أجهشت بالبكاء لتتحدث رقية بإندهاش :-
-معقول لسه بتحبيه بعد ده كله ؟!..

هزت رأسها بالسلب وهي تمسح دموعها التي تزدات :-
-لو كان علي الحب فاللي بيني وبين محمد مات من زمان بس اللي بيوجع اكتر العشرة وده كان جوزي ابو عيالي اللي نفسه في نفسي كل ليلة .معقول عاوزاني أستخسر فيه دموعي يارقية !..

احتضنتها رقية لتجهش في البكاء أكثر في أحضان شقيقتها !!..

وفي ذات اللحظة دلف ولدها الصغير والذي هتف بحزن :-
-ماما هو بابا لسه مرجعش من السفر ومش هيجي ياخدنا من هنا بقااا !!..

إبتعدت رباب عن أحضان شقيقتتها وهي ترمق صغيرها بوجع لاتعلم توأسيه أم توأسي حالها نهضت رقية بألم ونزلت لمستوي الصغير تملس علي شعره بإبتسامة :-
-زياد ياحبيي هو أنت ماشوفتش اللعب اللي أنا جبتهالك ؟!..

هز رأسه بإمتعاض :-
-شوفتها بس عاوز أخدها واروح بيها عند بابا عشان يلعب معايا !!..

اشاحت رباب وجهها سريعا حتي لايري إبنها دموعها التي تتساقطت بغزارة وكأنها سيول !!

رقية :-
-طب أيه رأيك أجي أنا العب معاك دلوقتي ! ..

الصغير :-
-ماشي بس لحد مابابا يرجع من السفر !!..

أومأت برأسها إيجابا ثم أردفت بنفس الإبتسامة:-
-طب روح جهز اللعب لحد ما أخلص مع ماما !!..

ركض الصغير للحارج لتتنهد هي بوجع ثم نهضت وجلست بجوار شقيقتها كما كانت تمسح لها عبراتها :-
-خليكي قوية عشان خاطر ولادك ماينفعش يشوفوكي بالمنظر ده هما ملهمش غيرك دلوقتي !!..

ثم قبلت وجنتيها ونهضت تلحق بالصغير لتقف عندما أستمعت نداء شقيقتها والتي تحدثت من بين دموعها بإبتسامة :-
-نسيت أقولك مبروووك علي نجاح عمليتك يارقية !!..

أبتسمت لها بإمتنان ثم غادرت الغرقة علي الفور !!!..
.......

ظلت تلهو مع الصغار تحت أنظار والدتها التي كانت تختلس لها النظر تريد أن تعانقها تمطر عليها بقبلاتها تعطيها حنان حرمته منها طوال حياتها .استمرت هكذا حتي ناما الطفليين بإنهاك فغفت هي قليلا بجوارهما فأقتربت منها والدتها توكزه بخفه فأستيقظت سريعا لتبادر فاطمة بالحديث وهي تبتسم بحنان :-
-قومي ياضنايا نامي جوه ماينفعش تنامي كده وخصوصا وانتي حامل !!..

رمقتها بعتاب دفين ثم نهضت من الأرضية هاتفه بإيجاز:-
-لا شكرا ،انا لازم أمشي !!..

فاطمة بحزن :-
-هو أنا كنت بصحكيكي عشان تمشي !!..

وقفت رقية ولم تتحرك لتتابع بإبتسامة :-
-ده انا حتي لسه مباركتلكيش علي عمليتك !!..

مدت يدها لتملس علي وجهها قائلة بفرحة :-
-طول عمرك زي القمر ياحبيتي .الحمد الله ربنا جبر بخاطرك !!..

رمقتها بإستخفاف ولكن لم تبالي بنظراتها وأكملت سريعا :-
-ده انا لما عرفت ان عمليتك نجحت الدنيا ماكنتش سيعاني كان هاين عليا أملا البيت كله زغاريط !!..

فنكست رأسها حرجا :-
-بس مكنش ينفع وأختك حزينة علي جوزها !!..

رقية بتتهكم ساخر :-
-ما انتي بتعرفي اهو تحافظي علي شعور الناس!! أومال كنتي بتسمميني بكلامك ليه ؟!..

فاطمة بندم :-
-ياريت لساني اتقطع قبل ماقولك حاجه تضايقك !!...

ثم سألتها بتوجس :-
-هو أنتي زعلانه مني بجد يارقية ؟!..

ضحكت بألم :-
-زعلانه ؟! يااااه ياماما كلمة قليلة اووي علي اللي جوايا.كنت دايما بقول ماينفعش ازعل منك انتي مهما كان أمي لكن انا بجد زعلانه وزعلانه اووووي كمان !!..

كادت ان تتحدث فقاطعتها رقية بدموع:-
-هتقولي أيه ؟! معندكيش اي كلام ممكن تواسيني بيه ومفيش كلام هيقدر ينسيني إهانتك ليه في الرايحه والجايه سخطك ليا وكأني شوهت نفسي بمزاجي !!.

تعالت شهقاتها وسالت دموعها بغزارة وجسدها يرتعش :-
-انا كنت صغيرة وكنت جعااانه أنا معملتش ذنب غير إني دخلت أكول. كنتي بتعاقبيني ليه ؟! بتعاقبيني عشان جوعت ؟!!!..

تسابقت دموع فاطمة مع دموعها لتكمل مبتسمة من بين دموعها :-
-كان نفسي لما حد يضايقني ارجع اترمي في حضنك تهوني عليا ..لكن حضنك كان سكاكين بتقطع في لحمي !!...

انهارت فاطمة بالبكاء فتابعت رقية وهي تضحك :-
-تعرفي إن قبل كده شكيت إني مش بنتك !! ..

اتسعت عينان والدتها من الصدمة فهزت رقية رأسها مؤيدة حديثها :-
-اااه ماتستغربيش ماهو ايه اللي يخلي ام تستعر من بنتها وتعايرها اكيد لأنها مش أمها مش كده ؟!..

فنظرت لإنعكاس صورتها في المرأه فكانت تشبه والدتها كثيرا وكأنها نسخه مصغره منها فقالت بأسف وهي تهز رأسها:-
-بس للأسف طلعت شبهك..وللأسف طلعتي أمي !!...

لم تحتمل اكثر من ذالك وإنهارت علي إحدي الأرأئك تبكي بقوة وقلبها كاد ان يتمزق علي فلذة كبدها التي حطمتها بيدها!!...

.........

دلف سامر غرفة والدته فقد عاد بعدما تعافي بنسبة كبيرة من ذالك المرض اللعين الذي كاد ان ينهي عليه !!..

دلف ليجد والدتها جالسه علي الفرأش تضم صورة أخيه الراحل لصدرها وهي تبكي بقوة ..تنهد بصوت مسموع وجلس بجوارها علي الفرأش :-
-أيه ياست الكل مش كفايه كده بقا ؟!..

تحدثت والدته "عفاف "وهي تبكي بمرارة :-
-أخوك راااح ياسامر ،إبني راااح مني !!.

إستطاع السيطرة علي دموعه حتي لاتخونه وتسقط فأشاح بوجهه وهو يتمتم :-
-ربنا يرحمه !!.

ربتت علي فخذيه قائلة بلهفة :-
-قولي ياسامر أنت عارف حاجه ومخبيها عليا ؟! يعني تعرف أخوك أنتحر ليه ؟!..

هز رأسه بالسلب قائل بصدق :-
-والله ماعرف ياماما ورباب حالتها وحشه من ساعة ما مات وهي رافضة تتكلم !! .

عفاف بنبرة باكية :-
-أكيد هي عارفه حاجه ومخبياها !!..

أمسك كف والدته وقبله ثم ربت عليه بحنو :-
-ماتشغليش بالك ياحبيتي اهم حاجه إنتي تاخدي بالك من صحتك !!..

تسألت عفاف بتوجس :-
-سامر هو بجد أخوك مات كافر يعني ربنا مش هيسامحه ؟!..

سامر :-
-ربنا رحيم بكل عباده ياماما والله اعلم هو عمل كده ليه أدعيله بس انتي !!..

-داعيله وهفضل ادعيله لحد ما اروحله .ربنا يرحمه وينورله قبره !!..

-يااارب ..

عفاف بلهجة خافتة باكية :-
-وبعدين انا عاوزة أشوف ولاد أخوك ،دي الحاجه الوحيدة اللي من ريحته !!...

أبتسم بشحوب وهو يؤمي برأسه :-
-حاضر بكره هجبهملك ياخدوا اليوم كله معاكي ..!!.

هزت رأسها معترضة:-
-عاوزاهم معايا علي طول !..

سامر بدهشة :-
-علي طول ازاي بس ياماما وامهم ازاي هترضي بكده ؟!..

ابتلعت ريقها لتتحدث بجدية :-
-ما انا عاوزة أطلب منك طلب !!..

هز رأسه مستفهما لتتحدث بإرتباك وحذر بعدما هدأت دموعها :-
-عايزاك تتجوز رباب !!..

...يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#85

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الثالث والخمسون ....

تبادل الاثنان النظرات الغامضة والتي لم يفهما أحد سواهما !!..

تعجبت رقية من وقوفه المفأجي فهتفت بتعجب وهي تنظر في إتجاه بصره :-
-مالك ياجاسم ؟! وقفت كده ليه ؟!..

فاق من صدمته علي صوتها فجاهد للثبات وهو يتتمتم :-
-مفيش ياحبيبتي ،بس أستنيني هنا ثواني وهرجعلك !!..

ولم يمهلها فرصة للرد حيث سار بسرعه البرق نحو ذلك المجهول وبدون ان يتفوه بكلمة أخذه وولج به للداخل تحت أنظارها المندهشة !!

.....................
دلف معه المكتب وأغلاق الباب عليهما فجلس الرجل علي المقعد ووضع ساقه فوق الأخري وهو ينفث دخان سيجارته :-
-لازم أجيلك بنفسي يعني ؟!...

لم يجبيه جاسم فتابع الاخر وهو يهز رأسه :-
-مفيش مشكلة ، أنت برضه غالي عليا !!

فأكمل حديثه بتسأل صارم :-
-هااا هنرجع شغلنا أمتاااا .انا بقول كفايه عطله لحد كده ؟!..

زفر جاسم الهواء بضيق وبادر بالحديث فمنعه الأخير وهو يهتف بجمود:-
-هتقولي بطلت ؟! هقولك مش عايز أسمع الكلمة دي تاااني ده أكل عيشنا بقاله سنين ماينفعش نسيبه !!..

جاسم بجمود مماثل :-
-بس انا خلاص هسيب الشغل ده .ومش عاوز أكمل !!..

صرخ به الأخير محذرا بسبابته:-
-مش بمزاجك اللي يدخل وسطنا ماينفعش يخرج !!..

ثم أسوددت عيناه مكملا بلهجة عدائية :-
-ولو خرج بيخرج ميت !!..

صاح جاسم هذه المرة بغضب مكبوت:-
-انا مابقتش قادر أكمل زهقت من الشغل الوسخ ده ونفسي أنضف بقاااا !!...

فأنكمشت ملامحه وهو يتابع بإختناق وإشمئزاز من حاله :-
-تعبت من كتر التمثيل ومن كتر الكدب بوهم الناس إني ملاااك وأنا شيطان !!..

رفع ذلك الكائن المجهول كفيه معا وصفق وهو يؤمي برأسه إعجابا :-
-برااافو !!....
-اللي عيشت طول عمري خايف منه أهو حصل !!..

هز الأخير رأسه مستفسرا ليتابع الرجل بعدها:-
-الضمير اللي مات يرجع يصحي تاني !!...

فوقف أمامه مباشرة مشيرا لدبلة زواجه :-
-وكنت متأكد إني هي اللي هتصحيه !!..

ثم غمغم بإستنكار :-
-انا اصلا ماكنتش موافق علي وجودها في حياتك من الأول وأهو بتنهي حياتك عشانها !!..

حدق به جاسم بصلابة :-
-حياتي بدأت بيها وهتكمل بيها !!..

قهقهقه الرجل ساخرا ثم قال بعدما توقفت ضخكاته :-
-بلاش كلام الأفلام ده اللي مبيأكلش عيش !!...

فسار في الغرفة يتجول بها متحدثا بتعجب وملامح مقتضبه:-
-انت أيه اللي حصلك ياجاسم ؟! طول عمرك عاقل وعارف مصلحتك فين .ليه أتجننت فجأة كده !!..

هتف بتهكم وهو يرمقه شزرا :-
-وهو عشان عايز أنضف وأبقا بني أدم كويس أبقا أتجننت ؟!..

وقف فجأة وأستدر له بملامح غاضبه :-
-من مصلحتك تعقل وتحط عقلك في رأسك !!..

وأكمل حديثه وهو يسير نحوه بثبات شديد :-
-وانا لحد دلوقتي بتعامل معاك بلين .وعمال اقول بكره هيرجع عن اللي في دماغه لكن أنت كل يوم بتزيد عند أكتر من اليوم اللي قبله !!..

"أيه هي رامية السجن معلمتكش الأدب ".

...قالها وهو يضيق عيناه بخبث بعدما توقفت خطواته .فأحتقن وجه جاسم بالغضب ليتابع بعدم أهتمام وهو ينفث دخان سيجارته :-
-دي كانت مجرد قرصة ودن ليك عشان ترجع عن جنانك ده !!..

فرمقه بسخط وأردف :-
-بس للأسف شكلك ماتعلمتش الدرس ومصر تخاطر بحياتك !!..

دنا جاسم منه وقد تقلصت المسافة بينهما وتقابلا وجها لوجه :-
-مبقاش يهمني حاجه ومش هرجع أشتغل تاني ..عاوزين تدخلوني السجن تاني ؟! دخلوني وهيبقي عليا وعلي أعدائي !!..

"تؤتؤ بلاش تدخل بقلب جامد كده . ولو مش خايف علي نفسك ااااااا..

لم يتابع حديثه حيث نظر نحو النافذة المفتوح زجاجه والذي أظهر رقية وهي تصفق بسعادة غارمة فغمز له قبل أن يكمل حديثه :-
-خاف عليها !!..

وتصنع الشفقة وهو ينظر نحو النافذة قائل :-
-تفتكر هتعمل أيه لو عرفت إن جوزها حبيها بيخدعها المدة دي كلهااا ، وأن الراجل اللي عايشه معاه تحت سقف واحد يبقي اااااا

إلتفت يمينا ويسارا بحذر قبل أن يهمس بجوار أذنه :-
-تاجر مخدرات !!..

برزت عروق وجهه نتيجة غضبه الشديد فرفع سبابته مهددا إياااه:-
-لو رقية عرفت عني حاجه ؟! ساعتها البوليس هيعرف عنكم كل حاجه !!...

أبتسم الأخير بسخافة:-
-متخافش انا مش جاي أفرق بين عصفورين إلا كنت دخلت بالرجالة بتاعتي ، لكن أنا مش عاوز شواشرة !!...

"ومش جاي أخرب عليك لاسمع الله ده أنا جاي أعقلك واعرفك إنك طول ما أنت معانا محدش هيعرف عنك حاجه وعمر ماصورتك هتتهز وهتفضل قدامها وقدام الكل الرجل المثالي وهتعيشوا حياتكم وتفرحوا بإبنكم الجاي !!..

شددد علي جملته الأخيرة قاصد إخافته وتهديدهه فرفع حاجبه متسائل بلهجة ذات مغزي :-
-ولا أنت مش عاوز تفرح بإبنك ياجاسم ؟! ...

فهم جاسم علي الفور أنه يهدده بطفله القادم، بجنينه الذي يكتمل الأن داخل أحشاء والدته فهتف بعينين يتطاير منهما الشر ونبرة حادة كالصقر :-
-محدش هيمس شعره من إبني ولامنها طول ما أنا علي وش الأرض !!..

رفع المجهول ذراعيه لأعلي بإستسلام مصطنع وهو يؤمي برأسه :-
-اوامرك محدش هيجي ناحيتهم لكن ده هيحصل طول ما انت معانا وفي وسطنا لكن لو حصل عكس كده اااااا

مط شفتيه للأمام وهو يرفع كتفيه للأعلي :-
-ماوعدكش !!..

راقب تعبيرات وجه جاسم والتي كادت تفتك به فأبتسم بإنتصار خفي فاللعب علي نقطة ضعف العدو إنتصار في حد ذاته !!...

فتنهد وأطفأ سيجارته ليربت علي كتفه بحنان زائف :-
-انت أبني ياجاسم بقا في أبن يعصي أبووه !!..

"ومش بس إبني ده أنت دراعي اليمين "..

فأظلمت عيناه ليخبره بتهديد واضح :-
-ودراعي لو وجعني ولافكر يمشي عكسي هقطعه !!..

أكتفي بذلك القدر من التهديدات فرمقه بجدية وهتف بنبرة صارمة تضرب بإعتراضاته عرض الحائط :-
-الشحنه الجديدة علي وصول هستني منك إتصال عشان تبلغني هدخلها ازاي !!..

وقبل أن يرحل القي عليه نظرة تحذره من عدم الإستجابة أو العصيان !!.

أنتهي حفل زفاف وأطفأت الأنوار ليسود الظلام ولم يتبقي سوي إضاءة القمر الذي ينير العالم بأكمله !!..

لم يغمض له جفن طوال الليل وهو شارد فيما حدث اليوم وقد تنبأ بإيام قادمة سوف تؤدي إلي هلاكه !!..

إستدار ناحيتها ليتطلع في وجهها النائم ولسان حاله يردد "ياتري هتعملي ايه لو عرفتي حقيقتي .حقيقتي اللي عيشت سنين مخبيها عن كل الناس ..ياتري هتسامحيني "....

وأثناء شروده فتحت عيناها لتجده علي تلك الحالة فأبتسمت وهي تعتدل :-
-أنت لسه صاحي !!..

لم يظهر أرتباكه وتصنع عدم الأهتمام:-
-مش جايلي نووم ، أنتي أيه اللي صحاكي ؟!.

تنههدت وهي ترفع كتفيها بهدوء :-
-مفيش قلقت فجأة !!..

ثم أبتسمت بخبث :-
-والحمد الله إني صحيت عشان أقفشك متلبس وأنت بتبص علياا !!..

ثم أمسك بوجنتيه وهو يتوبخه :-
-معندكش أخوات بنات !! ترضي حد يبص عليهم كده وهما نايمين !!..

أمسك كفها وإبتسم إبتسامة لم تصل لمقلتيه ولم يتفوه بكلمة فأردفت بجدية وهي عاقدة حاجبيها :-
-اه صحيح هو مين اللي جه الفرح النهاردة ودخلت معاه المكتب ؟!..

لم يرتبك وحافظ علي هدوئه حتي لايثير الشك :-
-هيكون مين يعني ده واحد من رجال الأعمال اللي بنشتغل معاهم !!..

فسألها بقلق :-
-بتسألي ليه ؟! ..

رقية :-
-اصل معرفتهوش وشكله غريب كده !!..

إلتوي ثغره ساخرا :-
-وده علي إساس إنك عارفه كل الناس وكل رجال الأعمال اللي كانت في الفرح ؟!

هزت رأسها بالسلب لتهتف بجدية :-
-لا ،بس حسيتك أتخطفت كده أول ماشوفته وكمان سبتني وسبت الفرح كله ودخلت معاه جوه !!..

صاح بها بإنفعال وغضب كتمه لفترة :-
-وايه اللي هيخليني أتخطف يكونش عامل عامله ولا قتلتله قتيل !!..

فزعت بشدة من هجومها عليها فتحدثت بخفوت :-
-في أيه ياجاسم انا مقصدش ب اااااا..

قاطعها بحده :-
-مش عاوز أسمع حاجه .ويلااا نامي انا عندي شغل الصبح !!.

هزت رأسها عدة مرات بإيجاب وقبل أن تضع رأسها علي الوسادة شعرت بجفاف حلقها فأعتدلت مرة أخري هامسه بحذر :-
-جااااسم ؟!...

نظر لها فرمشت بعينيها عدة مرات:-
-عطشانه !!...

زفر بضيق ثم أزاح الغطاء من عليه وإرتدي نعله وسار نحو الباب ليستوقفه صوتها :-
-أنت رايح فين ؟!..

إلتفت له بوجوم:-
-هنزل أجبلك مايه ؟!..

قطبت مابين حاجبيها بدهشه ثم نظرت نحو الكومود المجاور له وأشارت حيث إبريق المياه :-
-مالمايه أهي جمبك !!!...

وزع نظره بينها وبين الإبريق لتنهد بصوت مسموع وهو يمسح بكفه علي وجههه !!...

..........

كانت تطوي ملابس صغارها وهي تستمع لحديث رقية ثم هتفت بتعجب :-
-وهي شركة زي شركة جوزك دي هترضي تشغل واحدة زيي يدوبك دبلوم تجارة !!..

رقية :-
-متخافيش انا قولت لجاسم وهو قالي إنك تروحيله في أي وقت عشان تستسلمي شغلك !!..

هزت رأسها ثم تابعت عملها هاتفه :-
-قولي لجوزك شكرا مابنقبلش حسنه ولاشفقة من حد !!..

رقية بإندهاش :-
-شفقة ؟! ليه بتقولي كده ؟!..

رباب بنظرة جامدة:-
-ماهو لما يرضي يشغلني وانا مش معايا غير مؤهل يمتلكه اقل عامل نظافة عنده يبقي شفقة منه وانا مش هقبلها وهعرف أدور علي شغل وهصرف علي عيالي !!...

شعرت بالضيق من تفكير شقيقتها فقالت :-
-علي فكرة بقا انا اللي عرضت علي جاسم كده قولت اهي حاجه تخرجك من اللي انتي فيه ده ؟!..

رباب وهي تنظر للجهة الأخري :-
-ماتشغليش بالك بيا ،انا كويسه !!..

تنهدت رقية لتهتف :-
-لازم تخرجي يارباب من اللي انتي فيه ده لو مش عشانك يبقي عشان خاطر ولادك !!..

لمعت عيناها بالدموع هاتفه وهي تهز رأسها بألم :-
-مش قادرة أصدق اللي حصل حاسه إني في كابوس ومش ناويه أصحي منه .

فهبطت دمعة علي وجنتيها كانت تتصارع مع رفائقها :-
معقول محمد يروح كده ، معقول دي تكون نهايته وأتحرم منه بالشكل ده ؟!..

ثم أجهشت بالبكاء لتتحدث رقية بإندهاش :-
-معقول لسه بتحبيه بعد ده كله ؟!..

هزت رأسها بالسلب وهي تمسح دموعها التي تزدات :-
-لو كان علي الحب فاللي بيني وبين محمد مات من زمان بس اللي بيوجع اكتر العشرة وده كان جوزي ابو عيالي اللي نفسه في نفسي كل ليلة .معقول عاوزاني أستخسر فيه دموعي يارقية !..

احتضنتها رقية لتجهش في البكاء أكثر في أحضان شقيقتها !!..

وفي ذات اللحظة دلف ولدها الصغير والذي هتف بحزن :-
-ماما هو بابا لسه مرجعش من السفر ومش هيجي ياخدنا من هنا بقااا !!..

إبتعدت رباب عن أحضان شقيقتتها وهي ترمق صغيرها بوجع لاتعلم توأسيه أم توأسي حالها نهضت رقية بألم ونزلت لمستوي الصغير تملس علي شعره بإبتسامة :-
-زياد ياحبيي هو أنت ماشوفتش اللعب اللي أنا جبتهالك ؟!..

هز رأسه بإمتعاض :-
-شوفتها بس عاوز أخدها واروح بيها عند بابا عشان يلعب معايا !!..

اشاحت رباب وجهها سريعا حتي لايري إبنها دموعها التي تتساقطت بغزارة وكأنها سيول !!

رقية :-
-طب أيه رأيك أجي أنا العب معاك دلوقتي ! ..

الصغير :-
-ماشي بس لحد مابابا يرجع من السفر !!..

أومأت برأسها إيجابا ثم أردفت بنفس الإبتسامة:-
-طب روح جهز اللعب لحد ما أخلص مع ماما !!..

ركض الصغير للحارج لتتنهد هي بوجع ثم نهضت وجلست بجوار شقيقتها كما كانت تمسح لها عبراتها :-
-خليكي قوية عشان خاطر ولادك ماينفعش يشوفوكي بالمنظر ده هما ملهمش غيرك دلوقتي !!..

ثم قبلت وجنتيها ونهضت تلحق بالصغير لتقف عندما أستمعت نداء شقيقتها والتي تحدثت من بين دموعها بإبتسامة :-
-نسيت أقولك مبروووك علي نجاح عمليتك يارقية !!..

أبتسمت لها بإمتنان ثم غادرت الغرقة علي الفور !!!..

............

كانت تطوي ملابس صغارها وهي تستمع لحديث رقية ثم هتفت بتعجب :-
-وهي شركة زي شركة جوزك دي هترضي تشغل واحدة زيي يدوبك دبلوم تجارة !!..

رقية :-
-متخافيش انا قولت لجاسم وهو قالي إنك تروحيله في أي وقت عشان تستسلمي شغلك !!..

هزت رأسها ثم تابعت عملها هاتفه :-
-قولي لجوزك رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون مابنقبلش حسنه ولاشفقة من حد !!..

رقية بإندهاش :-
-شفقة ؟! ليه بتقولي كده ؟!..

رباب بنظرة جامدة:-
-ماهو لما يرضي يشغلني وانا مش معايا غير مؤهل يمتلكه اقل عامل نظافة عنده يبقي شفقة منه وانا مش هقبلها وهعرف أدور علي شغل وهصرف علي عيالي !!...

شعرت بالضيق من تفكير شقيقتها فقالت :-
-علي فكرة بقا انا اللي عرضت علي جاسم كده قولت اهي حاجه تخرجك من اللي انتي فيه ده ؟!..

رباب وهي تنظر للجهة الأخري :-
-ماتشغليش بالك بيا ،انا كويسه !!..

تنهدت رقية لتهتف :-
-لازم تخرجي يارباب من اللي انتي فيه ده لو مش عشانك يبقي عشان خاطر ولادك !!..

لمعت عيناها بالدموع هاتفه وهي تهز رأسها بألم :-
-مش قادرة أصدق اللي حصل حاسه إني في كابوس ومش ناويه أصحي منه .

فهبطت دمعة علي وجنتيها كانت تتصارع مع رفائقها :-
معقول محمد يروح كده ، معقول دي تكون نهايته وأتحرم منه بالشكل ده ؟!..

ثم أجهشت بالبكاء لتتحدث رقية بإندهاش :-
-معقول لسه بتحبيه بعد ده كله ؟!..

هزت رأسها بالسلب وهي تمسح دموعها التي تزدات :-
-لو كان علي الحب فاللي بيني وبين محمد مات من زمان بس اللي بيوجع اكتر العشرة وده كان جوزي ابو عيالي اللي نفسه في نفسي كل ليلة .معقول عاوزاني أستخسر فيه دموعي يارقية !..

احتضنتها رقية لتجهش في البكاء أكثر في أحضان شقيقتها !!..

وفي ذات اللحظة دلف ولدها الصغير والذي هتف بحزن :-
-ماما هو بابا لسه مرجعش من السفر ومش هيجي ياخدنا من هنا بقااا !!..

إبتعدت رباب عن أحضان شقيقتتها وهي ترمق صغيرها بوجع لاتعلم توأسيه أم توأسي حالها نهضت رقية بألم ونزلت لمستوي الصغير تملس علي شعره بإبتسامة :-
-زياد ياحبيي هو أنت ماشوفتش اللعب اللي أنا جبتهالك ؟!..

هز رأسه بإمتعاض :-
-شوفتها بس عاوز أخدها واروح بيها عند بابا عشان يلعب معايا !!..

اشاحت رباب وجهها سريعا حتي لايري إبنها دموعها التي تتساقطت بغزارة وكأنها سيول !!

رقية :-
-طب أيه رأيك أجي أنا العب معاك دلوقتي ! ..

الصغير :-
-ماشي بس لحد مابابا يرجع من السفر !!..

أومأت برأسها إيجابا ثم أردفت بنفس الإبتسامة:-
-طب روح جهز اللعب لحد ما أخلص مع ماما !!..

ركض الصغير للحارج لتتنهد هي بوجع ثم نهضت وجلست بجوار شقيقتها كما كانت تمسح لها عبراتها :-
-خليكي قوية عشان خاطر ولادك ماينفعش يشوفوكي بالمنظر ده هما ملهمش غيرك دلوقتي !!..

ثم قبلت وجنتيها ونهضت تلحق بالصغير لتقف عندما أستمعت نداء شقيقتها والتي تحدثت من بين دموعها بإبتسامة :-
-نسيت أقولك مبروووك علي نجاح عمليتك يارقية !!..

أبتسمت لها بإمتنان ثم غادرت الغرقة علي الفور !!!..
.......

ظلت تلهو مع الصغار تحت أنظار والدتها التي كانت تختلس لها النظر تريد أن تعانقها تمطر عليها بقبلاتها تعطيها حنان حرمته منها طوال حياتها .استمرت هكذا حتي ناما الطفليين بإنهاك فغفت هي قليلا بجوارهما فأقتربت منها والدتها توكزه بخفه فأستيقظت سريعا لتبادر فاطمة بالحديث وهي تبتسم بحنان :-
-قومي ياضنايا نامي جوه ماينفعش تنامي كده وخصوصا وانتي حامل !!..

رمقتها بعتاب دفين ثم نهضت من الأرضية هاتفه بإيجاز:-
-لا شكرا ،انا لازم أمشي !!..

فاطمة بحزن :-
-هو أنا كنت بصحكيكي عشان تمشي !!..

وقفت رقية ولم تتحرك لتتابع بإبتسامة :-
-ده انا حتي لسه مباركتلكيش علي عمليتك !!..

مدت يدها لتملس علي وجهها قائلة بفرحة :-
-طول عمرك زي القمر ياحبيتي .الحمد الله ربنا جبر بخاطرك !!..

رمقتها بإستخفاف ولكن لم تبالي بنظراتها وأكملت سريعا :-
-ده انا لما عرفت ان عمليتك نجحت الدنيا ماكنتش سيعاني كان هاين عليا أملا البيت كله زغاريط !!..

فنكست رأسها حرجا :-
-بس مكنش ينفع وأختك حزينة علي جوزها !!..

رقية بتتهكم ساخر :-
-ما انتي بتعرفي اهو تحافظي علي شعور الناس!! أومال كنتي بتسمميني بكلامك ليه ؟!..

فاطمة بندم :-
-ياريت لساني اتقطع قبل ماقولك حاجه تضايقك !!...

ثم سألتها بتوجس :-
-هو أنتي زعلانه مني بجد يارقية ؟!..

ضحكت بألم :-
-زعلانه ؟! يااااه ياماما كلمة قليلة اووي علي اللي جوايا.كنت دايما بقول ماينفعش ازعل منك انتي مهما كان أمي لكن انا بجد زعلانه وزعلانه اووووي كمان !!..

كادت ان تتحدث فقاطعتها رقية بدموع:-
-هتقولي أيه ؟! معندكيش اي كلام ممكن تواسيني بيه ومفيش كلام هيقدر ينسيني إهانتك ليه في الرايحه والجايه سخطك ليا وكأني شوهت نفسي بمزاجي !!.

تعالت شهقاتها وسالت دموعها بغزارة وجسدها يرتعش :-
-انا كنت صغيرة وكنت جعااانه أنا معملتش ذنب غير إني دخلت أكول. كنتي بتعاقبيني ليه ؟! بتعاقبيني عشان جوعت ؟!!!..

تسابقت دموع فاطمة مع دموعها لتكمل مبتسمة من بين دموعها :-
-كان نفسي لما حد يضايقني ارجع اترمي في حضنك تهوني عليا ..لكن حضنك كان سكاكين بتقطع في لحمي !!...

انهارت فاطمة بالبكاء فتابعت رقية وهي تضحك :-
-تعرفي إن قبل كده شكيت إني مش بنتك !! ..

اتسعت عينان والدتها من الصدمة فهزت رقية رأسها مؤيدة حديثها :-
-اااه ماتستغربيش ماهو ايه اللي يخلي ام تستعر من بنتها وتعايرها اكيد لأنها مش أمها مش كده ؟!..

فنظرت لإنعكاس صورتها في المرأه فكانت تشبه والدتها كثيرا وكأنها نسخه مصغره منها فقالت بأسف وهي تهز رأسها:-
-بس للأسف طلعت شبهك..وللأسف طلعتي أمي !!...

لم تحتمل اكثر من ذالك وإنهارت علي إحدي الأرأئك تبكي بقوة وقلبها كاد ان يتمزق علي فلذة كبدها التي حطمتها بيدها!!...

.........

دلف سامر غرفة والدته فقد عاد بعدما تعافي بنسبة كبيرة من ذالك المرض اللعين الذي كاد ان ينهي عليه !!..

دلف ليجد والدتها جالسه علي الفرأش تضم صورة أخيه الراحل لصدرها وهي تبكي بقوة ..تنهد بصوت مسموع وجلس بجوارها علي الفرأش :-
-أيه ياست الكل مش كفايه كده بقا ؟!..

تحدثت والدته "عفاف "وهي تبكي بمرارة :-
-أخوك راااح ياسامر ،إبني راااح مني !!.

إستطاع السيطرة علي دموعه حتي لاتخونه وتسقط فأشاح بوجهه وهو يتمتم :-
-ربنا يرحمه !!.

ربتت علي فخذيه قائلة بلهفة :-
-قولي ياسامر أنت عارف حاجه ومخبيها عليا ؟! يعني تعرف أخوك أنتحر ليه ؟!..

هز رأسه بالسلب قائل بصدق :-
-والله ماعرف ياماما ورباب حالتها وحشه من ساعة ما مات وهي رافضة تتكلم !! .

عفاف بنبرة باكية :-
-أكيد هي عارفه حاجه ومخبياها !!..

أمسك كف والدته وقبله ثم ربت عليه بحنو :-
-ماتشغليش بالك ياحبيتي اهم حاجه إنتي تاخدي بالك من صحتك !!..

تسألت عفاف بتوجس :-
-سامر هو بجد أخوك مات كافر يعني ربنا مش هيسامحه ؟!..

سامر :-
-ربنا رحيم بكل عباده ياماما والله اعلم هو عمل كده ليه أدعيله بس انتي !!..

-داعيله وهفضل ادعيله لحد ما اروحله .ربنا يرحمه وينورله قبره !!..

-يااارب ..

عفاف بلهجة خافتة باكية :-
-وبعدين انا عاوزة أشوف ولاد أخوك ،دي الحاجه الوحيدة اللي من ريحته !!...

أبتسم بشحوب وهو يؤمي برأسه :-
-حاضر بكره هجبهملك ياخدوا اليوم كله معاكي ..!!.

هزت رأسها معترضة:-
-عاوزاهم معايا علي طول !..

سامر بدهشة :-
-علي طول ازاي بس ياماما وامهم ازاي هترضي بكده ؟!..

ابتلعت ريقها لتتحدث بجدية :-
-ما انا عاوزة أطلب منك طلب !!..

هز رأسه مستفهما لتتحدث بإرتباك وحذر بعدما هدأت دموعها :-
-عايزاك تتجوز رباب !!..

...يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#86

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الرابع والخمسون .."أعتراف " ماقبل الأخير (1)

صدي صوت الكلمات و الاحرف الكاذبه مازال كالسم يجري داخل عروق ذاقت من الذل ما يكفي ..حتي انه احرق كل معاني الحياه و جمال الزكريات بداخله .. قلب مصنوع من زجاج و عقل من حجر ..مع تكرار رمي سهامك القاتله انفجر ..و ما من مطمئن علي مستغيث لهث من كثره الطلب..كان جمالك كافيٍ لازاحه اي افكار بداخلي .. فجمال تلك العيون الماكره يأسر اي ناظر اليهما بلا شفقه ولا رحمه ..و عبارات عزبه تُنطق من فم رقيق.. و كأنها قطرات من العسل الشهي ع شفتان منعمتان تود ان تفتك بهما حتي يهدأ الفؤاد و تُنزَل الستار علي اكمل ما قيل .. تظنه صادق و لكنه يقتلك بالبطئ..
و ها نحن ذا ف نهايه الطريق ..زبلت الورود و ضاقت السبل و لا بد من الرحيل ..

كان رغبته في السفر إلي المزرعة أمر يثير شكوكها ولكن وافقت مضطرة ،فقد تغيرت أحواله في الفترة الأخيرة فأصبح غاضب دأئما ،غامض ،أفعاله تثير الشك حتي أنه عرض عليها السفر بصيغه أمر جامدة تجبرها علي الرحيل وتحذرها من البقاء ..

وبينما السيارة تسير بهما تحدثت بتسأل وهي تتطلع للخارج حيث سيارات الحراسة التي تحاوطهم من كل جانب :-
-هو أيه الحراسة دي كلها ياجاسم ؟! ومن امتاا وانت بتمشي بحراسه أصلااا ؟!..

تتطلع في مرأة السيارة ليتأكد من تتبعهم له ثم أجابها :-
-أحتياطي ، احنا بالليل وعلي طريق سفر وماضمنش الطريق !!..

لم تقتنع بحديثه فهي سافرت معه أكثر من مرة في سواد الليل ولم يرافقهم أحد !!..

هزت رأسها بعدم إقتناع ثم أسندت رأسها علي زجاج السيارة وأغلقت جفونها لتجعله يظن إنها راحت في سباق عميق ولكنها كانت في صراع دخلي من التفكير !! ...

فهمها وفهم ظنوها ناحيته فتنهد بصوت مسموع وملس علي رأسها بحنان .لمساته جعلتها ترمش لا إردايا فأبتسم وسط جمود علي هيئتها المخادعه !!
.

............

-في المزرعة !!..

-بعد وصولهما صعدا إلي غرفتهمها وفي الاعلي جلس علي الفراش بعدما القي سترته أرضا وفتح أزرار قميصه بالكامل وقبل أن يخلعه لاحظ وقوفها عند الباب فقطب حاجبيه هاتف :-
-أنتي واقفه عندك كده لييه ؟!..

كانت واقفه وكأنها تخشي الدخول فأبتلعت ريقها وهي تنقل بصرها في جميع أنحاء الغرفة ليمر أمامها شريط لذكري أغتصابها علي يد زوجها في ذات المكان واخيرا هتفت بإختناق :-
-مخنوقة !!..

وأكملت بنفور بعدما أنكمشت ملامحها :-
-ومش حابه المكان ده !!...

نهض ليسير نحوها فوقت أمامها بجمود :-
-تحبي نمشي ؟!...

هزت رأسها ببطء نافية :-
-يبقي مكناش جينا من الأول ..

فنظرت له لتردف بخفوت :-
-هو أحنا جايين هنا ليه ياجاسم ؟!.

أنتصب في وقفته ليطالعها متحدثا:-
-مش ملاحظه إنك سألتي السؤال ده كتير ؟!..

أومأت برأسها إيجابا هاتفه بتنهيدة:-
-سألت كتير لكن أنت مجاوبتنيش !!..

دنا منها خطوة لتتقلص المسافة بينهما ثم فك حجابها والقاه دون أكتراث ليضع يده في خصلاتها شعرها عابثا به ثم ضيق عيناه قائل :-
-طب لو قولتلك إني جايبك هنا أقتلك ..هتعملي أيه ؟!..

انتهي من جملته لتضحك بقوة حتي أدمعت عيناها من فرط الضحك رأقبها بإستغراب لتهدأ قليلا قائلة وهي تلف ذراعها حول عنقه :-
-طب مستني أيه يلااا أقتلني ؟!..

رفع إحدي حاجبيه قائلا :-
-يعني انتي مش خايفه ؟!..

هزت رأسها نافية ذالك ولكن بطريقة مدلاله :-
-تؤتؤ وبعدين وأنا من أمتاااا بخاف وانا معاك ؟!..

تقابلت عيناهما معا ثم تحدث بجدية بالغه :-
- بتثقي فيااا يارقية ؟!..

أجابته بنبرة صادقة والإبتسامة تعتلي ثغرها :-
-أكتر من أي حاجه في الدنيا ، وكنت غبيه قبل كده لما شكيت إنك بتخدعني وبتستغلني بس والله دي ماكنتش قلة ثقة فيك دي كانت عدم ثقة بنفسي كانت مخلياني عاميه،بس من النهاردة خلاص اوعدك إن كل حاجه هتتغير هحاول أنسي كل حاجه وهعوضك عن كل اللي شوفته معايا ومن النهاردة هتشوف رقية جديدة رقية اللي كان نفسك تشوفها من زمان !!..

ثم سارت بأناملها علي صدره العاري تتحسسه قائلة برجاء :-
-بس انا عاوزاك أنت كمان توعدني إنك متعاملنيش بقسوة تاااني وماتسبنيش تاااني !!...

أحاطها بذراعيه محتضتنا إياها وهو يشعل بنيران تجتاح صدره حتي الحياااة الهادئة التي طالما حلم بها معها لم يعيشها بسبب كذبته التي سوف تعكر صفو حياتهما إذا علمت بها !!..

أبتعدت عنه قليلا وأمسك بياقته ثم ضيقت عيناها قليلا قبل أن تهتف :-
-مش هتقولي برضه جيينا هنا ليه ؟!..

أبتسم نصف إبتسامة ثم وضع يدها علي أحشائها قائل بمداعبة :-
-طب لو قولتلك عشان خاطر حملك وعشان تغيري جوا ..هتنفع معاكي وتصدقيني ؟!..

رمقته مطولا بنظرات غريبة ومازالت الإبتسامة علي ثغرها ثم هتف بعد ثوان قليلة بجدية :-
-هعمل نفسي مصدقاك لأني زي ماقولتلك بثق فيك ومش هدي فرصة للشك إن يدمر حياتنا من تاني !!..

شعر بوغزات في قلبه بعد جملتها الأخيرة فالثقة العامية التي أكتسبتها مؤخرة ستكون سبب هلاكها كالأبرة التي أصابت سفينة فأغرقتها!!.

.......................

في إحدي الليالي الشتوية القاسية حيث البرودة القارصة والسحب التي يغطيها غيوم المطر !!..

جلست علي كورنيش النيل وهي تحتضن نفسها من البرودة فأقترب منها حاملا كوبايين من الحمص الشام فناولها واحد فتمتمت بإبتسامة :-
-رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون اا..

ثم جلس بجوارها وهو يتنهد :-
-كل الخلق دي جايه تشرب حمص شام !!..

إبتلعت مافي فمها قائلة بمرح :-
-موسم بقا ،كل سنة وانت طيب أصل حمص الشام ده متعته الحقيقة في الشتاء ،و تقدر تقول هو اللي بيدفي الناس الغلابة اللي زينا !!..
ثم تابعت إلتهمها لحبات الحمص الشام فأبتسم بصمت علي حديثها ثم نظر لتلك الكوباية بتردد فهو ليس من محبينه ولكنه جاء هناء من أجلها عندما ذكرت أمامه رغبتها في إحتسائه !!..

لاحظت هي تردده فتحدثت بتعجب وهي عاقدة حاجبيها :-
-هو أنت مش بتشرب ليه ؟!..

تنحنح ليجاوبها بحرج :-
-احم احم .اصل أنا في الحقيقة مش بحب حمص الشام !!..

طالعته بدهشة أو ربما بصدمة وكأنه تفوه بما لم يصح التفوه به . تعجب من صدمتها المبالغ بها لتتحدث هي :-
-معقوله دي. بقا في حد مابيحبش الحمص الشام ؟!..

أبتسم بتسلية وهو يشير لنفسه :-
-ااه أناااا ...

تابعت دون أكتراث وهي ترتشف مرة أخري :-
-شكلك مش عايز تتدفي خلي البرد ياكلك بقااا !!..

ضحك علي حديثها وظل يراقبها وهي ترتشفه بشراهه لم ينكر أنها حركت شئ ما بداخله ولكن لا لايسمح بمشاعره تقوده مرة أخري لتلقيه درسا قاسيا مثلما حدث له في المرة السابقة مع "مني " أغمض عيناه وفتحهما مجددا ليجددها أنهت عليه وبدأت تنظر بحزن للكوب الفارغ فتحولت أنظارها سريعا إليه ثم نظرت للكوب الذي في يده بخبث وتحدثت بحرج وهي تعض علي شفتيها :-
-محمود ؟! أنت قولت إنك مابتحبش الحمص الشام مش كده ؟! ..

أومأ برأسه إيجابا لتنتشله سريعا من يده هاتفه علي عجالة :-
-حيث كده يبقا مش هيلزمك في حاجه !!..

ثم بدأت تتتناول حبات الحمص الصغيرة بواسطة المعلقة المعدنية والفرحة تملأ وجهها ...

محمود بإبتسامة :-
-ماكنتش أعرف إنك بتحبيه أوووي كده!!..

هي بإيجاز :-
-بحبه اووي اوووي !!..

ثم نظرت له بتردد ولكن حسمت أمرهااا :-
-محمود هو أنا ينفع أطلب منك طلب مش كده !!..

ضيق عيناه يداعبها بلهجة مرحة :-
-ماتحلميش إني أشتريلك عربية الحمص كلها !!..

ضحكت بقوة حتي أحمر وجهها الأبيض فهزت رأسها نافيه من بين ضحكاتها :-
-لاااا متخافش مش للدرجة دي !!..

ثم تابعت بجدية :-
-مش نااووي تحكيلي حكاية البنت اللي كانت واقفه في البلكونه دي !!..

-قصدك مني !..

قالها بنبرة جافة ،فأكملت دعاء بحذر:-
- ك كنت بتحبها !!..

رفع كتفيها لأعلي ومط شفتيه للأمام بحيرة :-
-مش عاااارف !!

-بس حتي لو كنت بحبها وحتي لو لسه بحبها هي ماكنتش نصيبي من الأول ودلوقتي من نصيب واحد تاني وعلي ذمته كمان !!..

دعاء بغيرة داخلية :-
-بس هي شكلها لسه بتحبك .ما انت مشوفتهاش كانت بتبص علينا ازاي واحنا خارجين من بيتكم !! ..

هتف بسخرية مريرة :-
-عمرها ماحبتني ،ولو علي بصيتها لينا تلاقيها فاكره اني انا وانتي بنحب بعض !!!..

إبتلعت ريقها بتوتر ثم أسبلت عيناها قائلة بصوت أشبه للهمس :-
-بس أنا فعلا بحبك يامحمود !..

لم يتعجب من الأمر فهو لاحظ ذلك من قبل ولكن تعجب من تصريحها وإعترافها المباشر فمسح وجهه بكفه متنهدا :-
-ماينفعش يادعااااء !!..

أرتسم علي وجهها علامات التعجب والإستنكار :-
-هو أيه ده اللي ماينفعش وليه ماينفعش ؟!..

أخفض بصره قائلا بنبرة جادة :-
-أنتي تستاهلي حد أحسن مني !!.

دعاء :-
-بس أنا مش هلاقي حد أحسن منك ،ومش معقول الفترة دي كلها ماخدتش بالك جايز الأول كنت فاكرة إني عايشة في وهم لكن بعد كده إتاكدت إني أاا بحبك !!

إنفعل عليها وأشاح بوجهه للناحية الأخري :-
-قولتلك ماينفعش !!.

ثم نظر لها وصاح بجمود:-
-مش انااا الراجل اللي تستاهليه إنتي واحدة الف مين يتمناها لكن أنااا لاااا ماتمنلكيش واحد زيي ..

ترقرقت العبرات في مقلتيها هاتفه بإختناق :-
-وليه لاااا ،هي الواحدة مننا عاوزة أيه غير ضل راجل تتشعبط فيه ويحميها من الدنيا كلها ،وانا ماحستش بكده غير معاك شوفت فيك الراجل اللي هياخدلي حقي من أخويا اللي بياخد كل قرش بشتغل بيه عشان يصرف علي كيفه وعياله وغير كده مخليني خدامة عند مراته انت بالنسبالي كنت طوق النجاة لكن للأسف شكلي أختارت غلط...أنا أسفه

انهت حديثها وتركب الكوب من يديها ثم أسرعت في خطواتها ودموعها تسابقه ...جلس مكانه ولم يتحرك سيتركها للأيام وهي كفيلة بأن تجعلها تنسي !!
............

مرت عدة أيام عليهما وهما في المزرعة ولم يحدث أي جديد يذكر فهو قد إنعزل في مكتبه يدخن بشراهه طوال الليل ،هي تراقبه في الخفااااء لعلها تستطع معرفة سبب غموضه الذي جعله يدمن التدخين بهذا الشكل فهو لم يلجأ لهذا العادة سوي في وقت غضبه وضيقه لكي يخرج بها شحنات غضبه !!..

وذات يوم بعد طلوع الشمس مبأشرة ولج للعرفة وهو يمسك بسيجارته فوجدها نائمة بسلام تحيط أحشائها بكفيها أبتسم إبتسامة باهتة فأرتشف سيجارته ثم نفث دخانها في الهواء وبعد ذلك قام بإطفائها ليتدثر بجوارها علي الفرأش وبدون مقدمات ألقي برأسه علي صدرها وهو يغلق عيناه بتنهيدة صادرة من أعماق قلبه وكأنه يلقي بهمومه عليها !! يعلم أنه أخطأ في حقها كثير حبه لها جعله أعمي !! حب ؟! هل حقا حبها ؟! ام كانت كذبة كحياته ؟! ..لالا أحبها بل عشقها أيضا وتسرب عشقها لوريده لتسكن بداخله الي للأبد !!
ظل في صراع مع نفسه هكذا حتي أستسلم لاول مرة منذ يومين لغفلة داهمته ليذهب في سبات عميق علي صوت نبضات قلبها !!..

أستيقظت في الصباح الباكر لتجده علي هذه الوضعية فغزت وجنتيها إبتسامة هادئة قبل أن تعتدل بحذر لتضع رأسه علي الوسادة ثم أخذت تملس علي خصلاته الغزيرة بحنو فأنحنت تقبله ولكن إنكمش وجهها بإشمئزاز عندما وصلت لإنفها رائحة فمه الكريهه بفعل النيكوتين !!.

رمقته بعتاب وكأنه يرأها ليتها تعلم مالسبب الذي يدفعها للجوء للتدخين فبالتأكيد أمر شاااق يزعجه تخشي ان تسأله يغضب عليها فأكتفت بالمشاهدة فقط وسط مداعبات الشك لها !!..

تنهدت بصوت مسموع وهي علي مسافة قريبة منه :-
-ربنا يهديك ليااا وعلياا !!..

انهت جملتها ثم نهضت من علي الفرأش بعدما أرتدأت نعله فأخذت حجابها لتقف في الشرفة قليلا ولكن تعكرت برؤية الحراسة الخاصة بجاسم وهم يتجولون في الأرض الخضراء وبعض منهم يمسك بيده سلسلة حديدية يكلبش بها أحد الكلاب الضخمة !!...

زفرت بضيق ثم أغمضت عيناها مستمتعه بالهواء فبرغم برودة الجو لم تتأثر فهي من عاشقات الشتاااااء !!..

خطر في بالها ان تهبط لكي تسير في هذا الجو المثير لها فدلفت بحرص وإلتقطت معطفها الشتوي ثم خرجت علي أطراف أصابعها حتي لايستيقظ ويمنعها !!..

هبطت سريعا لإسفل وسارت في الأرض الخضراء ولم تبالي بتلك الحراسة التي تراقبها !!..

فأخذت تسير وهي تضع يدها في جيب معطفها الشتوي حتي وقفت أمام الأسطبل !!..

إبتسمت ثم أسرعت لتدلف للداخل فوجدت العديد من الخيل سارت تتفحصه واحد تلو الأخر وتملس علي ظهرهم حتي وقفت أمام واحد منهم ملست علي جلده الناعم ثم تسألت بفضول وهي تنظر للسائس الواقف خلفهااا :-.
-أسمهااا أيه الفرسه دي !!..

-رررقية !!..

هتف بها جاسم الذي دلف اللتو أنتفضت بفزع وهي تسمعه يناديها أقترب منهما ثم أشار برأسه للحارس لكي يخرج فنفذ الأمر سريعاا !!..

وقف أمامها بجمود ووضع يده في جيب بنطاله الغامق :-
-اول وأخر مرة تنزلي وتمشي وسط العمال لوحدك !..

إبتلعت ريقها لتجيبه :-
-انا صحيت وحبيت أشم هوا شويه عشان كده ن ااا..

قاطعها بصرامة :-
-ياااريت ماتكرريهاااش تااني ..مفهوم !!..

أومأت برأسها دون أن تتفوه بكلمة فتنهد هو ووضع يده علي ظهر الفرس ثم سألها وهو رافه إحدي حاجباه :-
-مقولتليش أيه رأيك في أسمها ؟!..

رفعت كتفيها لأعلي قليلا قائلة :-
-معرفتش أسمها قبل ماأنت تدخل وتنادي عليا انا كنت بسأله !!

أبتسم بزاوية فمه ثم ضيق عيناه قليلا ورمقه بطرف عينه وهو مازال يملس علي ظهر الفرس :-
-بس أنا ماكنتش بنادي عليكي علي فكرة !!...

عقدت حاجبيها بتعجب وهي تهز رأسها مستفهمة ليأتيه بالجواب وهو يشير بيده الأخري نحو الفرس ليقدمها لها:-
- أحب أعرفك برقية !!!..

أتسعت عيناها بذهول ثم نقلت بصرها بينه وبين
الفرس هاتفة بفرحة به مزيج من الإندهاش :-
-بجدد ياجااسم !!..

أومأ برأسه إيجاباا وهو يبتسم لهاا فأقبلت عليه تعانقه بقوووة هامسه :-
-أنا بحبك اوووي اووي !!..

زاد من عناقها وهو يدفن رأسه علي كتفيه متنهدا من بين أعماق قلبه وبعد برهة أبتعدت عنه قليلا فمد يده ليزيح خصلاتها التي ظهرت من أسفل حجابها الذي أرتد للخلف هاتف بنبرة هادئة :-
-أول ماتولدي هاخدك في جولة عليها !!..

مطت شفتيها للإمام بإمتعاض واضح علي ملامحها وقالت :-
-لسه هستني لحد ما أولد !!!
.
أبتسم ثم وضع يدها علي أحشائها المنتفخة :-
-هانت اااهي كلها كام شهر !!..

هي بتهكم :-
-بتتتكلم وكأنهم كام يوووم بس !!..

لف ذراعيه حول خصرها وتتهد هامساا:-
-وبعدين معاكي أنتي عاوزة تجنيني ولا أيه ؟!...

هزت رأسها نافية ذالك ولكن بنعومة :-
-تؤتؤ خلاص نستني الكام شهر دول !!..

عادت إليه الإبتسامة وحاصر وجهها بين كفيه راقب عدساتها العسلية وهي تزوغ بإرتباك فلم يتمالك نفسه وانحني قليلا ليقبل كل أنش في وجهها حتي وصلا لشفتيها فإلتقطهما في فمه وضمها لصدره مقبلاا إياها بشغف ..شعرت بيده وهي تعبث بملابسها فأبتعدت عنه بأنفاسها اللاهثة :-
-ماينفعش هنااا أحسن حد يدخل !!..

أسند جبهته علي جبهتها قائل بثبات رغم أنفاسه المتسارعه :-
-هما عارفين كويس لو واحد فيهم رجله خطت هنا هقطعهله !!! ..

مسحت علي شفتيها وقد أعتلي وجهها حمرة الخجل ثم زاغت أنظارها في المكان قائلة بهمس يكاد يسمعه :-
-طب مش واخد بالك إننا متراقبين !!..

ضحك علي حديثها فهي تقصد الخيل الذي يحاوطهم من كل جانب همس لها مقلدا إياااها:-
-عندك حق ماينفعش نفتح عينهم علي الحاجات دي !!..

ثم غمز لها:-
-يلااا بقي نكمل كلامنا فوووق !!..






إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#87

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

أبتسمت بحياء ثم سارت معه وبينما هما يسيران في الخارج تساقطت عليهما قطرات المطر فوقت في مكانها بفرحة ثم فتحت ذراعيها معا بإستماع وبدأت تصفق بيدها كالأطفال وضع يده في جايبه ثم رفع حاجباه وهو يطالعها بتهكم :-
-وده أيه ده إن شاء الله !!..

توقفت عما تفعل ثم أقتربت منه برجاء وهي ترمش بعينيها :-
-ممكن نفضل شوية في المطر !!...

لم يجيبها وتصنع التفكير لوهلة وبدون مقدمات حملها بحذر قائل بإستخفاف وهو يسير بها:-
-مطر ؟! لاياحبيتي أحنااا مش فاضيين ولا انتي ناسيه اننا ورانا موضوع عاوزين نخلصه !!..

أسنتدت برأسها علي كتفه وهي تبتسم فقد عاد جااااسم حبيها بعد صمت وغموض كاد أن يفتك بهااا !!..

........................

-في إحدي البلاد الأوربية ..

ولج إلي مكتبه ليجد باقة زهور موضوعه اعلاااه فأبتسم وهو يسير نحوها ملتقط الورقة الصغيرة التي تتوسط الزهور والذي دون عليهاا "!!..

لم يحتاااج لقرأءة الأمضاء فهو علي علم بهوية المرسل والتي لم تكن سوي شقيقته فهذه أصبحت عادتها مؤخرا منذ نجاحه في عملية رقية !!..

وقبل أن يجلس سمع طرقات خافته علي الباب فسمح للطارق بالدخول ليجدها شقيتقته بصحبة صغيرها تقدمت منه بإبتسامة ليبادر هو بالحديث وهو يشير لباقة الزهور :-
-مش معقول كده !! دي المرة المليون اللي تقوليلي فيها مبرووك وبعدين أنتي ماتعرفيش ان كتر الورد في المكان خطر علي الصحة العامة !!..

جلست علي المكتب قبالته قائله بفرحه :-
-أعمل أيه يانضال ما انا أصلي فرحانه جدا بيك وفرحانه بنجاحك ده !!..

جلس هو الأخر علي مقعده متنهدا :-
-بس مش بالطريقة دي وعموما ياستي الله يبارك فيكي للمرة المليون برضه!!..

ثم تابع متسائل :-
-ايه ناااويه ترجعي مصر امتاا ؟!

أرتخت في جسدها قائلة :
-لسه شويه وبعدين أنت عاوزني أمشي واسيبك !!..

رفع حاجبه بتهكم :-
-ليه هو أنا صغير ومش هعرف أخد بالي من نفسي ولا أيه ...روحي لجوزك ياجيهان كفاية كده !!..

جيهان :-
-حاضر ،بس سبني علي الأقل فترة كده أتابع باقي إنجازاتك ده أنا مصدقت إنك رجعت لحياتك من تاااني !!..

أردف بحنق :-
-أنتي بجد غريبة دي صاحبة الشأن نفسها معملتش اللي انتي بتعمليه ده !!..

جيهان بجدية:-
-الأهم من صاحبة الشأن مقولتليش رد فعل جوزها كان عامل أيه ؟!..

مط شفتيه للإمام ورفع كتفيه للأعلي :-
-عاادي !!..

عقدت مابين حاجبيه بإندهاش هاتفه :-
-يعني أيه عادي !! ماكنش فرحان !!..

أجابها ببساطة:-
-ولا زعلان !!..

جيهان بتهكم :-
-ده لغز بقا ولا أيه !!..

إبتسم وهو يهز رأسه نافيا :-
-لا مش لغز ولاحاجه بس كل الحكاية إن تعبيرات وشه ماكنتش مفهومه ماتعرفيش فرحان ولا زعلان ولامصدوم ماتفهميش ،وده اللي كان محيرني لأني لو كنت فشلت في العملية كنت متوقع رد فعله هيبقا عامل أزاي وكمان كنت عارف إني مصيري هيكون في السجن لاني ماكنتش هعرف أسدد الشيك اللي مضيت عليه ،ده كمان لو مانهاش علي حياتي المهنية وشطب أسمي من نقابة الأطباء !!..

زفرت الهواء بضيق قائلة بغضب دفين :-
-انااا مش عارفة إنت ازاي توافق تمضيله علي مبلغ زي ده لضمان العملية مفكرتش إنك كده بتديه الحبل اللي يخنقك بيه لو لا لقدر الله مانججتش في العملية دي !!..

نهض نضال وسار في الغرفة متحدثا بشرود:-
-مفكرتش ساعتها كل اللي كنت شايفه إني واحد بيعجزني للمرة التانية في حياتي ..لما طلب مني ضمان للنجاح العملية مضيت علي الشيك ده من غير مافكر ..مع إني عارف ده إنت ده ماينفعش مهنيا وان اي عملية معرضة للفشل لكن لااا انا اتحديت نفسي وافقت من غير مافكر في عواقب ده !!..

ثم نظر لها :-
-وبعدين لو مكنتش مضيت ماكنش هيوافق إن انا اللي أعمل العملية ..كان خايف عليها من دكتور فاشل زيي وانا ماكنش ينفع ماثبتلهوش عكس ده !!..

نهضت جيهان وعانقته بقوة ثم أبتعدت قليلا هاتفة بفخر :-
-اااهو كده نضااال أخوويا رجع تاني !!..

ربت علي ظهرها بحنان وهو يبتسم فهتف الصغير بإمتعاض وهو عاقد ساعديه أمام صدره :-
-يوووه يلااا بقااا انا جوعت !!..

وزعت أنظارها بين شقيقها وبين صغيرها ثم هتفت بنبرة ذات مغزي :-
-وانا كمان جوعت ،فأحنا طمعانين بقا إن خالو يعزمنا علي الغداا !!..

وضع كلتي يديه في جيب بنطاله ثم ضيق عيناه هاتف بمرح :-
-اهوو أنا دلوقتي بس عرفت سر الورد الكتير ده سببه أيه !!..
.............

بعد مرور ساعتين كان ينهض من الفرأش ليرتدي تيشرته ثم فتح درج الكومود وأخرج علبه سجائرة وجلس علي إحدي الأرائك المنزوية في الغرفة يدخن بتهجم فقد عاد لحالته مرة أخري تخيل أنه في في أحضانها سوف ينسي كل شئ ولكن صار العكس كان يتخيلها وهي تفارقه للأبد فلذلك كان يشدد عناقه عليها ويقبلها بشراهة مثلما يدخن الإن !!...

أنتقل ببصره عليها ليجدها تتململ في الفرأش بإنزعاج فيبدو أنهااا تصارع كابوسا !!..

أطفئ سيجارته وأقترب منها يوقظها بهدوء ولكن نهضت بفزع وهي تتنتفس بقوة جلس علي طرف الفرأش وملس علي شعرهااا :-
-اهددي ياحبيبتي مفيش حاجه أنتي كنتي بتحلمي !!..

كااابوس يااجاسم ...

قالتها وهي تلقي نفسها بإحضانها لتتابع بهلع :-
-كابووس وحش أووي ،نااااس شكلهم بشع فتحواا بطني وخدوا إبني منهااا !!..

ثم بكت وهي تشبثث به بقوه شعر بغصه في حلقه وهو يتذكر تهديد ذلك الرجل له فقد هدده بطفله الذي لم يولد بعد !!..

أنكمشت ملامحه بإنزعاج ولكن أبي أن يظهر ذلك فأبعدها عن أحضانها وهو يمسكها من كتفيها :-
-بلااش عيااط ده ده كابوس يعني مش مايستاهلش الخضة دي كلهااا !!!...

ثم مد إصبعه ليمسح تلك الدمعه الساقطة علي وجهها وأبتسم نصف إبتسامة :-
-وبعدين إستعيذي كده بالله ويلاا كملي نومك !!..

رمقته بصمت ثم تحدثت بشفاة مرتجفة :-
-جاااسم هو في حاجه غلط بتحصل اااا ممكن تأذي إبننا !!..

صدمته جملتها فأشاح بوجهه بعيدا :-
-أيه اللي خلاكي تقولي كده !!..

-حاسه بكده !!

زفر بضيق ثم نظر لهاا :-
-رقية متخليش حتة كابوس يبوظلك أعصابك بالشكل ده !!.

أمسكت يده والدموع تتساقط بغزارة من عينيها :-
-سبق ووقولتلك إني مابشكش فيك واني عمري ماهكرر غبائي مرة تاانية بس انااا من حقي أحس بالامان !!..

رفع احدي حاجباه بدهشة وقال بجمود :-
-وهو أنتي مش حاسه بالأمان معاياا ؟!..

أبتلعت ريقها وهزت رأسها ببطء :-
-هبقي كدابه لو قولتلك لاا بس كل حاجة بقت تحصل حواليا كغيله انها تحسنني بعدم الأمان !!...

ثم تابعت برجااء :-
-لو في حاجه قولي دلوقتي بدل ما انا عايشة علي أعصابي كده وشايفك لغز قدامي كل يوم بحاول أحله لكن مابعرفش !!..

نهض وأعطاها ظهره قائل بسخرية :
-مكنتش اعرف ان الكابوس هيبقي تأثيره كده عليكي !!....

صاحت به:-
-الموضوع مش في الكابوس لان قلقي ده من ساعة ماجينااا هنااا !!..

إلتفت إليها ولوي فمه بتهكم ساخر :-
-هتفضلي طول عمرك رقية اللي ماينفعش تعدي ثانية علينا من غير نكد ،واللي بتعكر كل لحظة حلوة مابينا !!..

ثم غادر الغرفه وجعلها تشعر هي بالذنب جعلها هي المخطئة في نظر نفسهاا ضمت ركبتيها إليه وبكت أكثر وهي تطلب من ربها أن يرشدها لطريق الصواب !!..

.................

-في منزل محمود ..

في ليلة ممطرة وقد قاربت الساعة علي منتصف للليل سمع محمود صوت طرقات علي الباب فسار نحوه بتعجب فمن سيدق عليهم فهذا الوقت المتأخر من الليل ..

فتح الباب ليتفاجئ "بدعاء 'تقف أمامه في حالة مرزية حيث ملابسها المبتلة بفعل الأمطار وعينيها اللتان يفيضان بالدموع وجهها الابيض الذي أحمر بشدة من أثر البكاء !!..

وقف قليلا مأخوذا ثم هتف بقلق بالغ بعدما القي نظرة متفحصة عليها:-
-دعااااء !!
.........

وفي أحدي الليالي إستيقظت منتصف الليل علي صوت صياح وكأن أحدهم يتعارك نظرت بجواها فلم تجده فنهضت من الفرأش بتوجس بعدما جذبت حجابها ووضعته بعشوائية علي رأسها ثم هبطت سريعا ولكن وقفت علي أخر الدرج لتجد ذلك الرجل المجهول ومعه بعض الرجال الضخمة يخرجوا من مكتب جااسم صعدرت درجة لأعلي وكأنها مغيبة ثم زاغت أنظارها بينهم وبين مكتب زوجها راها ذلك الراجل وأبتسم إبتسامة عريضة ثم وضع يده علي صدره وإنحني قليلاا بحركة مسرحية هاتف :-
-اووووه أسفين يامدام لو أزعجنا حضرتك !!..

ثم اعتدل في وقفته والقي عليها نظرة ذات معني لم تفهمهما ورحل وقفت دقائق مأخوذة من عالمنا فالشك أقترب بأن يكن يقين !! ..
هبطت باقي الدرج ودخلت مكتب جاسم لتجده عاضب وبشدة يمسك سيجارته بغضب ويرتشفها بشراههه وهو يعتصرها بين أصابعه فوقع نظره عليها اظلمت عينااه بشدة وهو يسألها :-
-أنتي أيه اللي صحاكي ونزلك دلوقتي !!..

وضعت يدها علي حلقها وهي تجاهد للثبات فقظ قررت إخفاء الامر وكأنها لم تري شئ فتحدثت بإرتباك :-
-إصلي عطشت ومفيش مايه فووق فنزلت أشرب !!.

لم يقتنع بإجاباتها ولكن هو علي علم بها إذا رأت شئ لم تسكت فأرتشف سيجارته مرة أخري وهو يرمقها بعدم إقتناع لتتابع وهي تضيق عينااه وكأنها لم تعرف شئ :-
-هو كان في حد معاااك في المكتب ؟!..

اقترب منها بتوجس ثم هز رأسه مستفسرا :-
-حد مين ؟! وإيه اللي خلاكي تقولي كده ؟!..

رفعت كتفيها ببساطة قائلة بلا مبالاة :-
-اصل اتخيلت اني شوفت حد خارج من الباب وانا نازله !!.

أبعد عيناه عن عينيها ثم تصنع عدم الأكتراث :-
-ااه ده سعيد كنت باعته مشوار كده بره البلد ولسه رااجع !!..

أومأت برأسها عدة مرات فالشك الأن اصبح يقين جاسم يخفي عنها سر كبيرا !!...

أبتسمت بإقتناع مزيف هاتفه :-
-طب تصبح علي خيرر انا هطلع أكمل نومي بقاا!!..

كادت أن تسير ولكن وقفت علي صوته متسائلا بشك:-
-أيه مش كنتي نازلة تشربي ؟!..

التفتت له نص إلتفاته وأبتسمت إبتسامة لم تصل لعينيها قائلة بلهجة ذات مغزي لم يفهمها :-
-ما أنا هشررررب !!..

ثم أستدارت للإمام وأكملت طريقها بقلب أصبح ينبض بالشك .ذلك الشك التي كانت ترفض وجوده بداخلها حتي لاتعكر صفو حياتها التي تحسنت بعد عناء !! ولكن هو الذي ذرعه بداخلها رغما عنها !!..
............

وفي أحدي الليالي إستيقظت منتصف الليل علي صوت صياح وكأن أحدهم يتعارك نظرت بجواها فلم تجده فنهضت من الفرأش بتوجس بعدما جذبت حجابها ووضعته بعشوائية علي رأسها ثم هبطت سريعا ولكن وقفت علي أخر الدرج لتجد ذلك الرجل المجهول ومعه بعض الرجال الضخمة يخرجوا من مكتب جااسم صعدرت درجة لأعلي وكأنها مغيبة ثم زاغت أنظارها بينهم وبين مكتب زوجها راها ذلك الراجل وأبتسم إبتسامة عريضة ثم وضع يده علي صدره وإنحني قليلاا بحركة مسرحية هاتف :-
-اووووه أسفين يامدام لو أزعجنا حضرتك !!..

ثم اعتدل في وقفته والقي عليها نظرة ذات معني لم تفهمهما ورحل وقفت دقائق مأخوذة من عالمنا فالشك أقترب بأن يكن يقين !! ..
هبطت باقي الدرج ودخلت مكتب جاسم لتجده عاضب وبشدة يمسك سيجارته بغضب ويرتشفها بشراههه وهو يعتصرها بين أصابعه فوقع نظره عليها اظلمت عينااه بشدة وهو يسألها :-
-أنتي أيه اللي صحاكي ونزلك دلوقتي !!..

وضعت يدها علي حلقها وهي تجاهد للثبات فقظ قررت إخفاء الامر وكأنها لم تري شئ فتحدثت بإرتباك :-
-إصلي عطشت ومفيش مايه فووق فنزلت أشرب !!.

لم يقتنع بإجاباتها ولكن هو علي علم بها إذا رأت شئ لم تسكت فأرتشف سيجارته مرة أخري وهو يرمقها بعدم إقتناع لتتابع وهي تضيق عينااه وكأنها لم تعرف شئ :-
-هو كان في حد معاااك في المكتب ؟!..

اقترب منها بتوجس ثم هز رأسه مستفسرا :-
-حد مين ؟! وإيه اللي خلاكي تقولي كده ؟!..

رفعت كتفيها ببساطة قائلة بلا مبالاة :-
-اصل اتخيلت اني شوفت حد خارج من الباب وانا نازله !!.

أبعد عيناه عن عينيها ثم تصنع عدم الأكتراث :-
-ااه ده سعيد كنت باعته مشوار كده بره البلد ولسه رااجع !!..

أومأت برأسها عدة مرات فالشك الأن اصبح يقين جاسم يخفي عنها سر كبيرا !!...

أبتسمت بإقتناع مزيف هاتفه :-
-طب تصبح علي خيرر انا هطلع أكمل نومي بقاا!!..

كادت أن تسير ولكن وقفت علي صوته متسائلا بشك:-
-أيه مش كنتي نازلة تشربي ؟!..

التفتت له نص إلتفاته وأبتسمت إبتسامة لم تصل لعينيها قائلة بلهجة ذات مغزي لم يفهمها :-
-ما أنا هشررررب !!..

ثم أستدارت للإمام وأكملت طريقها بقلب أصبح ينبض بالشك .ذلك الشك التي كانت ترفض وجوده بداخلها حتي لاتعكر صفو حياتها التي تحسنت بعد عناء !! ولكن هو الذي ذرعه بداخلها رغما عنها !!..
.......
-في صباح اليوم التالي ..

كان يسير ذهابا وإيابا في مكتبه والغضب يشتعل بداخله فقد جاء له ليخبره بأنه قادر علي معرفة مكانه أينما كان حتي لو ذهب للقمر ولم ينسي تهديداته الجادة بإبنه القادم ومازاد الامر سوء إنضمام رقية لقائمة الإنتقام فسوف تقتل مع إبنهااا..

عند هذه النقطة ولم يحتمل فجز علي أسنانه بغضب وأطاح بكل شئ كان أمام علي مكتبه !!..

أسند بيده علي المكتب واصبح صدره يعلو ويهبط من فرط غضبه فأغمض عيناه وفتحها مجددا وقد خطر بباله أمر رغم صعوبته ولكن ليس لديه خيارا غيره !!..

القي بجسده علي الأريكة وهو يفكر في رد فعلها ماذا لو قاله لها أنه يريد إجهاض إبنها الذي ينمو بداخلها تتمتزج دقاتهما معاا..

هو يتذكر الحالة التي كانت عليها عندما علمت بخبر حملهااا كيف خشت عليه بأن يكون مصيره ا كمصير أخيه !!..

فلاش باك ...

أنهي الطبيب الكشف عليها فتسائل جاسم بقلق :-
-طمني يادكتور مالهاا !!..

أبتسم الطبيب وهو يجمع أمتعته :-
-لا المدام كويسه خالص !!.

انكمشت ملامحه بغضب :-
-كويسه ايه يا دكتور !! اومال أيه سبب تعبها ده ؟! ..
-ده أمر طبيعي بالنسبه لوضعها خصوصا انها لسه في الشهور الأولي ....

ثم صمت لوهلة قبل أن يردف مبشرا إياه :-
-مبروووك المدام حامل !!..

كانت مفاجئة غير متوقعه له فهتف ببفرح داخلية :-
-حامل !!

لم تقل دهشتها عن دهشته ولافرحتها عن فرحته وبعدما غادر الطبيب عاد إليه وجلس بجوارها علي الفراش أحاط كتفيها بذراعه مهنئا إيااها :-
-مبروووك علينا ياحبيتي !!..

لم تجاوبه بل كانت شاردة وهي تضع يدها علي أحشائها تتذكر جنينها الأول رفع ذقنها بإبهامه وقال بتعجب :-
-مالك يارقية أنتي مش فرحانه ولا ايه ؟!..

أنتشلها من شروده فتنهدت بمرارة :-
-خايف أفرح أحسن يرووح مني زي أخووه !!.

جاسم بجدية :-
-ليه التشاؤم ده بس .ربنا يكملك حملك علي خير إن شاء الله !!..

إبتلعت ريقها قائلة وهي تنظر لأحشائها بنبرة شبه باكية متحشرجة :-
-لو هياخده ويحرمني منه زي التاني يبقا ياخده دلوقتي ياااخده قبل ما يكبر جوايااا واتعلق بيه !!..

زفر الهواء بضيق وعنفها ولكن بهدوء :-
-بقاا في واحدة عاقلة تقول الكلام ده ؟! أستغفري ربك !!..

أغمضت عيناها وأستغفرت ربها في سرها علي ماتفوهت به فضمها هو لصدره بحنااان !!..

...باااااك

مسح علي وجهه بضيق فكيف سيخبرها إنها سوف تعيش تلك الذكري مرة أخري وتفقد جنينها والأسوء من ذلك إن من سيقتل جنينها هو والده !!..

مرت أكثر من نصف ساعة وهو جالس يفكر حتي قرر بالفعل فأطفأ سيجارته وغادر المكتب وصعد إليها !!.

فتح الباب ليلج للداخل فكانت تجهز ملابسها لكي تدلف للمرحاض تستحم شعرت بوجوده في الغرفة ولكن لم تتحدث وفضلت الصمت !!..

سار في الغرفة واضع يديه في جيوب بنطاله يحاول بدء الكلام معها !! لاحظت هي أرتباكه ولكن لم تعقب أيضا فتناولت منشفتها القطنية وتحركت في إتجاه المرحاض ولكن إستوقفها صوته :-
عايزك بكره الصبح تجهزي نفسك!!..

إلتفت إليه وهي عاقدة مابين حاجبيها بإندهاش :-
-ليه هنرجع مصر ؟!..

دنا منها حتي وقف قبالته مباشرة قائل بجدية :-
-حاجه شبه كده !!..

-يعني ايه ؟!..

تنهد بعمق قبل أن يستأنف مرة أخري حديثه ليخبرها بهدوء شبه صارم :-
-هنرجع عشان هنروح لدكتورة النسا !!..

إبتسمت بحسن نية وملست علي أحشائها :-
-ايه مستعجل تعرف نوع الجنين ؟! ..

هز رأسه نافيا وأنتصب في وقفته أكثر ليخبرها بلهجة أمر دون أن ترمش عيناه :-
-عشان هنزل اللي في بطنك ؟!..

....يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#88

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الخامس والخمسون ..ماقبل الأخير (2)..

مهما كان الشخص الذي امامك يمتاز بالمثالية الزائدة ...مهما رأيت منه خير الأفعال وأفضل الصفات ... لا تنغر به كثيرا ... ففي اعماق قلبه ستجد ما يناقض تلك المثالية ...
ستجد جروح غائرة وتناقضات عميقة وشر محبوس بين ثنايا روحه يتمنى التحرر في اي لحظة ...... "سارة علي "

وقعت الجملة علي مسامعها كالقنبلة المدوية رمشت بعينيها عدة مرات قبل ان تتفوه بإندهاش جلي علي ملامحها :-
-أنت بتقول أيه ؟!..

أعطاها ظهره رافض النظر في حدقتيها :-
-اللي سمعتيه !!!..

هزت رأسها بإستنكار وتحركت ببطء لتقف أمامه .رفعت رأسها قليلا وهتفت بصدمة :-
-أنت عاوز تسقط أبني ؟! ..
عاوز تموت إبننا ؟!...

ثم هزت رأسها عدة مرات بعدم تصديق إلتفت له بوجي حالي من أي تعبير وأمسكها من كتفييها يخبرها :-
-افهمي ده عشنا وعشانه كده أحسنله !!..

أبتسمت بإستنكار :-
-أنت بتتكلم بجد ياجاسم ؟! عاوز تموت أبننا بجد ؟! انت سامع نفسك ؟! حاسس أنت بتقول أيه ؟!..

هو بإنفعال :-
-افهمي بقاا لو مماتش دلوقتي هيموت بعدين ،هتفرحي لما يرجعهولك ملفوف وهو غرقان في دمه ؟!..

أمسكت بطرف الخيط فضيقت عيناه متسائلة بريبه :-
-مين دوول اللي هيرجعهولي ؟!..

شعر بالمأزق الذي وضع نفسه به فقد فلتت الكلمات من فمه أشاح بوجهه للناحية الأخري فتابعت بعدما رفعت إحدي حاجبيها قائلة بلهجة ذات مغزي :-
-الراجل اللي كان عندك أمبارح بالليل ؟! .

إلتفت لها بصدمة فأبتسمت إبتسامة جانبية فقد تاكدت من شكوكها :-
-مالك مستغرب ليه ؟! اوعي تكون فاكر إني صدقت كدبتك علياا أمبارح وان سعيد هو اللي كان عندك !!..

ثم أكملت وهي تسير ببطء في الغرفة :-
-واوعي تفتكر إني مش حاسه بحاجه لاااا انا حاسه بكل حاجه وحاسه اني في حاجه غريبة بتحصل من أول السجاير اللي مابقتش تسبها من إيدك والحرس اللي ناقص تجبهوملي في أوضة نومي وأخرهم الراجل بتاع الفرح عندك في نص الليل ولما سألتك كدبت عليااا ...

ثم إلتفتت بجسدها كاملا تتابع حديثها بذهول وهي علي مسافة لابأس :-
-والنهاردة جاااي تطلب مني أنزل أبني !!..

رفعت كتفيها وزاغت أنظارها في المكان قائلة بإختناق :-
-ليه كله ده ؟! وعشان أيه ؟!...

رمقها مطولا فلم يجرأ علي الحديث او الدفاع عن نفسه فأنسحب بهدوء ولكن تفاجئ بها تعترض طريقه هاتفه بإصرار :-
-مش هتمشي !! وجه الوقت إني أعرف كل حاجه !!..

-أبعدي عن وشي يارقية !!

.صرخت به :-
-مش هبعد ومش هتتحرك من هنا قبل ما أعرف الحقيقة ...

ثم نظرت له بحده شرسه :-
-أظن جه الوقت ان أعرف كل حاجه !

رفع سبابته محذرا بجمود يخفي الكثير :-
-بلاش تدوري علي وجعك يارقية !!..

ترقرقت العبرات في مقلتيها فأغمصت عيناها وفتحتهما مجددا لتسقط عبرة علي وجنتيها متمردة علي ذلك الزحام فأومأت بألم مرير :-
-وجع ساعه ولا كل ساعة !!..

تهيأت لسماع حديثه وهي تمني نفسها فهي ليست قادرة علي تحمل صدمات أو غزات مجددا فيكفيها ماعاشته في الماض وبرغم أنها تخشي قوله ولكنه تريده حتي يسترح قلبها أويشقي فأيهما أقرب ؟!..

دام الصمت بينهما لفترة وكأن عقارب الساعه توقفت الأن..
هو لم يجرأ علي الحديث . لم يمتلك الشجاعه الكافيه للإعتراف فهز رأسه عدة مرات بنفي وتراجع عدة خطوات للوراء ..

فصرخت بكل ماأوتيت من قوة وهي تندفع نحوه :-
-قوليييييي وريحني ،ايه السر اللي قلب حياتك في يوم ليلة كده ، قوليي انت مخبي عليااا أيه قوووووولي !!..

كان في موقف لايحسد عليه ومع ذلك لم يستطع الصمود أمام ضغطها عليه فآنهارت حصونه المنيعه وحدثها بضياع :-
-عاوزة تعرفي أنا مخبي أيه ؟! ..

حدقت به بقوة وكأنها إيماءة منها .فأومأ برأسه ونظر يمينه ويسار قبل أن يهتف بثبات حطمها كلياا:-
-طب ياستي أنا تاجر مخدرااااات !!.

مزحة !! نعم هي مزحة !! هو يمزح معها ليس أكثر يريد أن يري هل مازالت تشك به أم لاااا !!..
هكذا كانت تفكر بيننها وبين نفسها فأبتلعت ريقها الذي جف فجأة و رمشت بعينيها عدة مرات فأقتربت منه قائلة بإبتسامة راجية ولكن تعكرت إبتسامتها بدموعها :-
-جاسم اااا أنت بتكدب عليا مش كده ؟! عايز تتأكد إني بحبك ومش بشك فيك ولا هشك فيك مش كده !!..

فهز رأسه ليطعنها بجملته في قلبها :-
-لا يارقية مش بكدب دي الحقيقة !! انا فعلا تاجر مخدرات !!

لتتفاجي به يتابع بنفس الثبات القاتل :-
-واللي كنت شغال معاهم بيهدوني بإبني اللي في بطنك ،ياااما أرجع أشتغل معاهم من تااني ياااما آآآآ...

لم يتابع حديثه فقطعه فجأة ليشير بعينيه نحو أحشائها !!..

تراجعت خطوات للخلف وهي تهز رأسها نافية ذلك بينما الدموع تسيل علي وجنتيها كالسيول الساقطة في ليالي الشتاء القاسية !!..

تراجعت وتراجعت حتي تهالكت علي الفرأش وهي مازلت علي صدمتها رغم ان الحياة سددت لها العديد الطعنات ولكن هذه الطعنة من نوع أخر !!.
...........

بدأ يسرد كل شئ عن عمله الخفي وعن شخصيته المجهولة لها فكانت تستمع له بذهول وصدمة طاغية علي ملامحها لم تتخيل إنها ستعش كدبه كهذه لم تصدق أن أحد يمتلك القدرة علي الخداع بهذا الشكل ..كانت تعيش حلم جميل ولكن أيقظها علي كابوس!!..

كانت جالسة علي الفرأش تمسك رأسها بيدها وعندما أنتهي من حديثه رفعت عيناها اللمعتان بشدة لتتسأل بذهول وصدمة وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا كالتأئهه :-
-ليه ؟! ليه تعمل كده ؟! ناقصك أيه عشان تبقااا كده ؟! فلوس !! وعندك زي الرز ويكفوا عيال عيالك ؟! يبقي ليه ؟! ليه تشوه نفسك كده ؟! ليه ترمي نفسك مع نااس إنت مش شبهم ليه ؟! ليه ؟!..

ضحك بسخريرة مريرة هاتف :-
-ليه ؟! في إجابة لمليون ليه ياارقية !و عاوزة تعرفي أنا ناقصني أيه ؟!..

صمت لوهلة قبل أن يتابع بوضوع:-
-ناقصني جاااسم !! ناقصني انااا !!

ثم التوي فمه بتتهكم ساخر :-
- ده انا كراسة رسمي أتحرقت قدامي يارقية !! كنت مستنية مني أيه !!..

رمقته بإستنكار ليتايع بضيق وهو يسير أمامها :-
- عمري ما أخترت حاجه كان دايما عمي وأبويا بيفرضوا عليااا كل حاجه ، عمري ما اتمنينت حاجه واحققتها رغم إن معايا ملايين لكن ماينفعش احقق اي حاجه طالما عمي وأبويا مش موافين ،هما كانوا عايزين يشكله جاسم علي مزاجهم عايزينه مايقولش غير حاضر ونعم !!..

فإنكمشت ملامجه بضيق جلي علي ملامحه وهو يردد حديث أبيه وعمه :-
-مش عايزين نشوفك بترسم ياجاسم حاضر .انت اللي هتمسك الشغل مكان أبوك ومش مهم تكمل تعليمك حاضر بس هتدرس إدارة أعمال عشان تكبر شغلنا وتبقي راجل اعمال ناجح وانت لسه مكملتش عشرين سنة حاضر ،أيه ده أنت بتعيط وانت عندك تسع سنين اوعي نشوفك تاني مرة تاني بتعيط احنا معندناش رجاله بتعيط !!...

نطقت بإستنكار ودهشة من بين دموعها التي بدأت بالنزول :-
-أنت مضايق عشان خلوك واحد محترم ؟!...

صاح بحده :-
- أنا مضايق عشان مدونيش الفرصة اني أختار أبقا محترم !!..

ثم أبتسم بالم وهو يشير لنفسه بفخر:-
-واديني بقيت راجل محترم والكل يشهد بكده اقنعتهم بالملاك اللي عايزين يشوفوه وخبيت جوايا شيطان رغباتي !!..

فذم شفتيه للإمام ورفع كتفيه لأعلي :-
- مادونيش فرصة الأختيار .عشان كده دي كانت الحاجه الوحيدة اللي من أختياري رغم أنها غلط بس كنت فاكر نفسي بنتقم منهم لكن أااا

فنكس رأسه لأسفل بخزي :-
- لكن أتاريني كنت بنتقم من نفسي !!...

جالسه لاحول لها ولاقوة تستمع بصمت والدموع تساير كل جملة تخرج من فمه فرمقته بإستحقار قائلة :-
-عذر أقبح من ذنب !!..

ثم ضحكت من بين دموعها :-
-يعني أنا عشت الفترة دي كلها مع تاجر مخدرات ،عيشت مع شيطان مستخبي في صورة ملاك ،واحد عيشته حرام وفلوسه كمان أاااا ..

عند هذه النقطة توقفت فتسألت بتوجس :-
-اوعي تكون الفلوس اللي عالجتني بيها دي فلوس حراام ؟!

هز رأسه نافيا واقترب منها واحاط وجهها بكفيه قائل بصدق :-
-أقسملك بالله مافي قرش جاي من الحرام اتصرف عليكي في يوم ..انا اصلا مباخدش الفلوس دي بتبرع بيهم او بعالج بيها نااس !!..

--كمان !! يعني عاوز تضحك علي ربنا في دي كمان !!..

ثم أكملت بجمود :-
-بس للأسف ربنا مابيضحكش عليه !! ....

شعر بالخزي من نفسه فأبعد وجهه عن وجهها فسمعها تهمس بإختناق :-
-إطلع بره !!...

اعاد النظره إليه وكاد ان يتحدث فصاحت ببكاء :-
-إطلع بره مش عاوزة أشوفك أطلع بره !!..

ثم دفنت رأسها في الفراش تبكي بصوت عالي وهي تردد :-
-مش عاوزة أشوفك أطلع بره !! ..

أغمض عيناه وفتحتهما مجددا ثم تنهد بصوت مسموع قائل بندم خافت :-
-قولتلك بلاش تدوري علي وجعك !!...

ثم نهض وخرج من الغرفة تاركها تبكي بقوة وتتعالي شهقاتها !!..

-أختلي بنفسه في المكتب فألقي جسده علي المقعد بتهالك وأغمض عيناه ليتجسد أمامه مشهد عابر من طفولته !!...

......فلاش باك

كان جالس علي الفرأش يمسك القلم الخشبي بكفه الصغير يرسم شخصية كرتونية كما طلبت منه معلمته والتي دائما تشجعه وتحفزه قائلة له أنه يمتلك حس فني رائع يظهر في رسوماته وكانت تتنبأ له بمستقبل باهر في ذلك المجال !!..
فكان يفرح للغاية وهو يسمع إطرائها ويحاول إخراج كل مابوسعه في رسوماته وهو لم يتجاور العاشر سنوات !!..

وبينما هو مندمج للغاية سمع صوت أقدام يعرفها جيدا تسير أمام غرفته فهتزت يده الصغيره بخوف وأعتدل بهلع وفي لمح البصر كان ينهض من علي الفرأش ليخبئ دفتره أسفل الفرأش وبينما يعتدل في وقفته.فتح الباب فجأة فإرتعش جسد الصغير بخوف جلي علي ملامحه فولج أبيه للداخل بهيبته المعتادة ليجد صغيره يقف بإرتباك بجوار الفرأش فعقد مابين حاجبيه قائل بخشونة :-
-واقف عندك كده ليه ؟! ..

اسبلت عين الصغير وهو يجاوبه بخفوت مرتبك :-
-مفيش ااا يابابا !!...

نظر والده له بتفحص ثم سار نحوه وجذبه من يده فكان الصغير يرتجف بشدة أحمد بجمود :-
-أومال بتترعش كده ليه ؟! ..

أبتلع الصغير ريقه وكاد أن يبكي فخشي من غضب أبيه تفحصه أحمد ثم ضيق عيناها :-
-أنت كنت بتعمل أيه ؟!..

هز جاسم رأسه قائل بنبرة شبه باكيه :-
-ماكنتش بعمل إإ حاجه !!..

انكمشت ملامح أبيه بغضب وقبل أن يقبض علي رسغه فكر لوهلة وقرر أستعمال الحنو معه فقال بلين مصطنع وهو يبتسم لصغيره وينحني لمستواه :-
-هو أحنا مش اتفقنا مش هنكدب وطالما مش هنكدب يبقي مش هنتعاقب ؟!

اومأ الصغير برأسه عدة مرات فتابع والده بذات النبرة المخادعه :-
-ولما هو كده بتكدب علي بابا ليه ؟! قولي أنت كنت بتعمل أيه مش احنا رجاله ومابنكدبش ؟!.

الصغير بنبرة مرتجفه راجيه :-
-يعني ااا لو قولتلك مش هتضربني ؟!..

ابتسم أحمد بخبث قائل :-
-طالما انت مابتكدبش يبقي مش هضربك بس لو خبيت عليا ساعتها هضطر أعاقبك !!..

وقف الصغير حائر لايعلم ماذا يفعل فربت أحمد علي كتفه :-
-يلاا بقا انا وعدتك وريني أنت كنت بتعمل أيه ؟!..

اومأ الصغير بإستسلام ثم هبط أسفل الفرأش وجذب دفتره وأعتدل ليعطيها لوالده الذي عاد لجموده مرة أخري تفحصها بإعجاب مزيف :-
-الله أنت اللي راسم دي ؟!.

فرح الصغير بشدة وهتف بحماس :-
-ايوة انااا وكمان الميس بتاعة الرسم قالتلي اني شاطر وهتاخدني مسابقه مع ااااااااا

لم يتم الصغير جملته وكان كف والده يهبط بقوة علي وجهه ليطرحه أرضا وهو يصرخ ..
اعتدل احمد في وقفته وهو ممسك بدفتر صغيره وبكل قسوة أخرج قداحته من جيب بنطاله وأحرق الدفتر أمام صغيره الذي يبكي أسفل قدميه !!...

وبعدها رفع جاسم بقوة ليقف أمامه وهو يشهق قائل بصرامه :-
-هو انا مش قولتلك مش عاوز أشوفك ماسك قلم وبترسم وان الرسم ده للبنات بس !!

لم يجيبه الصغير بل كان يبكي فصاح به:-
-ماتعيطش لما اكلمك ماتعيطش مفيش راجل بيعيط !!..

جفف الصغير دموعه بأنامله سريعا فحذره والده بسبابته :-
-انت عارف لو شوفتك تاني مرة بترسم ولابتعيط هعمل فيك أيه ؟!..

أكمل حديثه بوعيد جاد :-
-هجبلك فستان وهلبسهولك مادام مش عاوز تبقا راجل !!..

انكمش جاسم علي نفسه وهو يسمع تهديد والده فصاح والده بنبره أفزعته :-
-سامعني ولالا !!..

اومأ الصغير برأسه سريعا عدة مرات فأبتسم أحمد بإبنتصار وهو يري مدي تأثير كلماته علي ولده !!..

باااك !!.

قبض كفه علي علبه السجائرة وأشعل سيجارته بغضب وظل يفكر كيف ستواجهه الحقيقة هل ستكمث معه او سترحل !!..

جاء صباح اليوم التالي وهي كماهي نائمة علي الفرأش في وضع الجنين وقد توقفت دموعها تماما نائمة بشرود تاام وكأنها في عالم غير عالمناااا !!...

ماذا تفعل بعد اعترافه لها هل ستكمل حياتها مع شخص مخادع مثله ام تعلن الرحيل ولكن ماذا بعد الرحيل هل تنتهي حياتهما هكذا هل سيقتل حبهما بهذا الشكل ؟! وماذا عن جنينها القادم ماذا سيكون مصيره هل سينعم بالحياة ام سيلحق بأخيه ؟! لالا لم تسمح لأحد حتي وإن كان هو بالأقتراب من جنينها حتي لو كان هو لم تسمح بذلك يستحتفظ به وستبقي معه ولكن ليست كما كانت ستظل معه بجسدها فقط وكأنها شبح !!...

قلق عليها وخشي ان يكون اصابها شئ فلم يعرف عنها شئ منذ البارحة فصعد لهااا وولج للداخل ليجدها علي تلك الوضعية شعر بالم يجتاح صدره فأقترب وجلس بجوارها وتنهد :-
-انا عارف إنك سمعاني وعارف ان اللي عرفتيه مش سهل وعارف ان صعب اطلب منك تسامحيني بس علي الأقل بطلب منك تبقي معايا لأني محتاج وجودك اووي !!..

مازالت علي وضعيتها ولم تتحرك فأغمض عيناه بألم وكاد أن يتحرك فأستوقفه صوتها يردد :-
-يارتني ماكنت شوفتك ولاعرفتك ،يارتني ماكنت روحت الجامعه اليوم ده !! يارتني ماسمعت كلام سارة وروحت أشتكتهم يارتني ماكنت روحت عند المعيد، يارتني ماكنت شوفتك ولاعرفتك !! يارتني ماكنت شوفتك ولا عرفتك !!..

ظلت تردد هذه الجملة حتي بكت وتعالي بكائها فأحتضنت نفسها وهي تتحسر علي حالها !!..

لم يستطع البقاء أكثر من ذالك وغادر الغرفة !!..
لم تخرج من الغرفة إلا قليلا حتي لاتتقابل معه ،طعامها تعده بنفسها هكذا أبلغت الخادمة جاسم فأمرها تتركها تفعل ماتشاء حتي تشعر بالإرتياح ولو قليلا !!..

-وبعد مرور عدة أيام ..

كان جالس في مكتبه فدخلت عليه بصمت رفع عيناه ليقابل عيناهااا المتهالكة من البكاء فكانت حالته مرزية شعرها منسدل بعشوائية ووجهها شاحب وتحيط جسدها بشال طويل !!...

دق قلبه بعنف فقد ظن انها جاءت لكي تطلب الرحيل اقتربت من مكتبه قائلة بنبرة منهكة :-
-أنا كنت جايه ع اااا ...

قاطعها بهدوء جاد وهو ينهض من علي مكتبه ليقف قبالتها مباشرة :-
-وانا مسألتكيش انتي جايه ليه !!..

ثم أمسك كفها ليقودها إلي مقعد ولكن ابعدت كفها سريعا حتي لايلمسها فتنهد لتسير هي وتجلس علي اقرب مقعد أغمضت عيناها قبل ان تبدأ بالحديث :-
-كنت جايه اتكلم معاك بخصوص القضية اللي اتسجنت فيهااا !!...

فهم مرادها فوقف أمامها وأجابها بجدية :-
-كنت مظلوم فيهاا مش ده اللي عاوزة تعرفيه !!

التوي ثغرها بتهكم :-
-وانا أيه اللي يضملي ماهو اللي يتاجر بعقول الناس مش صعب عليه يتاجر بلحمهم !!..

زفر بضيق ثم جلس أمامها موضحا :-
-هما اللي لبسوني القضية دي لما بلغتهم برغبتي اني مش عاوز أكمل واللي أتسجن معايا كان برضه بيشتغل معاهم لكن هو مايعرفش اني انا بشتغل معاهم محدش اصلا يعرف ده .هما كمان حبوا يخلصوا منه لما عرفوا انه بيتاجر في الأعضاء وريحته طلعت في السوق خافوا علي نفسهم وبلغوا عنه .رجال اعمال كتير متورطين معانا بس محدش يعرف حد عشان لو حد وقع مايجبش رجل التاني !!..
-وعشان كده ماكنتش عاوز أخرج لانهم كده مده مكنوش هيسبوني في حالي واهو بالمره كنت اتعاقب علي عملتي دي حتي لو كنت هاخد إعدام بس كل اللي اتغيرت لما عرفت انك في المستشفي كان لازم أخرج علشانك !!..

لم تجيبيبه فأقترب برأسه منها قائل من أعماق قلبه:-
-صدقيني أنا كنت برئ فعلاا من التهمة دي !!ومتلوثتش بدم حد ..

ثم عاد بظهره للوراء قائل بضيق :-
-وكل اللي كان بيجمعني بيهم ااا المخدرات لاني انا اللي كنت بسهلهم دخولها مصر !!.

إبتسمت بمرارة ساخره :-
-زعلت من أخووك لما بقا مدمن مالبركة فيك انت اللي كنت بتجبهله !!

سدد له الجملة في مرماه جعلته يستحقر نفسها جعلت الذنب ينهش في جسده ولكن هي ليست جاءت لذلك فتنهدت وتابعت بجمود :-
-والملف اللي كان علي المكتب !! .

قطب مابين حاجبيه هاتف :-
-ماله ؟!

سألته بتوجس وأختناق :-
-الكلام اللي كان فيه بجد وانت فعلا كنت بتستغلني ؟!..

-وحياتك عندي عمري مافكرت أستغلك واني حبيتك بجد واني الموضوع سوء تفاهم زي ماقولتلك !!..

رقية بضيق وهي تهز رأسها :-
-مابقتش قادرة أصدقك !!...

جاسم بلهجة نادمة :-
-انا مقدر اللي أنتي فيه وماكنتش احب نوصل للنقطة دي بس صدقيني لو كنت شوفتك من زمان كانت كل حاجه أتغيرت !!..

-ماكنتش هتبقا تاجر مخدرات !!

-كنت هبقي جاسم اللي عرفتيه وكنا نعيش مع بعض ونربي إبننا كنت هبقي الملاك اللي عايش في الجنة مش اللي استعصي واطرد منها !!..

هي بتهكم ساخر :-
-إبننا اللي أنت عاوز تموته بإيدك !!..

جاسم بإختناق :-
-خايف عليه منهم هما مش هيسبووه !!
هي بإستنكار جلي علي ملامحه :-
وهو اللي خايف علي إبنه يقتله بإيديه .

ثم وقفت وعقدت ساعديها امام صدرها قائلة :-
-مش هتعرف تحمي إبنك منهم ؟!..

نظر لها بصمت وأشاح بوجهه للناحية الأخري فأكملت :-
-عموما إبني مش هيكون التمن !..

نهص هو الأخر فرفعت كتفيها قائلة بحزم :-
-إبني مش مجرم عشان يتعاقب علي ذنب معملهوش .ومش هيدفع تمن غلطة حد واللي غلط هو اللي لازم يدفع التمن !!..

-أنا مش همشي ياجاسم زي كل مره انا هفضل معاك وقدامك هخليك تحس بالذنب في كل مره عنيك هتيجي فيها في عنيا ..
وأبني ومحدش هيلمس شعره منه سامعني !!..

انهت جملته ورحلت فهي هتبقي معه ولم ترحل ولكن ليتها ترحل فبقائها معه وهي ليست معه أصعب بكثير من رحيلهاا !!..

-وفي إحدي الليالي..

خرجت من الغرفة وبينما هي تسير في الرواق سمعت همهمهات تأتي من الغرفة المقيم بها جاسم فقطبت مابين حاجبيها بتعجب فكرت كثيرا قبل ان تدلف ولكن في الأخير إنصاعت ورا قلبها ودلفت !!..

كان نائم يتصبب عرقااا يتمتم بكلام ليس مفهوم فوضعت يدها علي جبهته تتحس حرارته فوجدتها مرتفعة للغاية وبدون تفكير نهضت وهبطت لإسفل وجاءت بثلج وقطعة من القماش وسهرت بجواره طوال الليل تعمل له "كمادات "..

ظلت هكذا حتي أشرق الصباح وفتح عيناه ليجدها علي تلك الوضعية أبتسم وقال بإعياء :-
-رقية !!...

انتبهت له فنهضت علي الفور فأعتدل سريعا :-
-استني بس !!...

ثم نظر للقماشة الموضوعه أعلي جبهته بتعجب :-
-هو حصل أيه !!..

تنهدت قائلة :-
-كنت سخن اووي أمبارح وكنت بتخترف بكلام كتير !!..

عاد بظهره للوراء وتمتم :-
-مش فاكر حاجه !!..

هي بجمود قاسي :-
-وانت بتخترف كنت بتقول إنك هتخش النار !!..

طالعها بصدمة فتحركت نحو الباب :-
-متهيألي انك بقيت أحسن دلوقتي ..بعد إذنك !!...

سبقها هو بحديثه :-
-شكراا !!..

لم تجييبه بل أكملت طريقها دون النظر إليه !!..
فتنهد بألم ازاح تلك القماشة من علي جبهتهه بضيق !!..


-في إحدي الشركات ..

دلف رجل بخصلات بيضاء للمكتب وخلفه رجلان متقاربين في العمر جلس ثم جلسا هما فبادر بالحديث بغضب :-
-وبعدين الشحنة بكره هتوصل واللي أسمه جاسم ده لسه ماعقلش !!..

الرجل الأخر :-
-ده شكله عاوز قرصة ودن تانية ياباشا !! ..

الرجل الثالث :-
-احنا صبرنا عليه كتير وشكله كده مش ناوي يتراجع فانا بقول مش هيبقا اغلي من اللي خلصنا منهم !!..

الرجل الثاني :-
-معاك حق ديته رصاصة ونحلص منه بس احنا كده هنخسر كتيير وخصوصا محدش غيره بيعرف يدخل البضاعه وهو عفريت من غير مالبوليس يشم خير حتي !!..

ثم نظرا الأثنان إلي الرجل الكبير وقال أحدهم :-
-ولا أنت رأيك أيه ياعثمان باشا !!..

فكر "عثمان" ثم أشعل سيجارته ونفث دخانها في الهواء قائل بجمود :-
-بكره لو البضاعه مادخلتش مصر ،يبقي جاسم هيخرج من الدنيا كلها !!.

كانت ليلة شتوية قاسية من حيث البرودة والأمطار الشديدة والرعد الذي يصدح في السماء !!..

كانت نائمة بسلام حتي شعرت بألم أسفل أحشائها فنهضت بإعياء وهي تعض علي شفتيها وتتصبب عرقاا رفعت الغطاء من عليها لتتفأجي بالمياه التي تنحدر من أسفلها وهنا أدركت انها تعاني الم المخاض فأطلقت صرخة واحدة هزت المكان !!..

.........................
كان جالس في "مكتبه " كعادته يدخن بشرود وأمامه ملفات تدين من يعمل معهم فكر كثيرا في الأمر ولم يتوصل إلا لهذا القرار ولم يفكر في عاقبة ذلك فربما يسجن وربما مدي الحياة ..

سقطت من علي الفرأش وأمسكت بالملاءة وهي تصدر أنين منخفضض وصرخات مكتومة فوضعت يدها علي أحشائها وهي تبكي بصمت فلا يوجد أحد معها هي بمفردها تعاني ارتخي جسدها علي الأرضية فوضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها وصراخها حتي لا يصل صوتها له فهي مازالت تخشي علي جنينها منه تخشي أن ياخذه عنوة ويقتله بعدما صار علي قيد الحياة جاهدت لكي تستطع التحمل ولكن هيهأت إنفلتت منها صرخة كانت هي المنقذة لها !!..

إستمع لتلك الصرخة فنهض سريعا بعدما القي سيجارته وصعد الدرج في لمح البصر وولج للغرفة فتسمر مكانه وهو يري الحالة التي عليها ملقأة علي الأرضية تتصبب عرقا وتبكي بقوة دنا منها وجلس علي ركبتيه ورفع جسده هاتف بقلق بالغ :-
-رقية مالك !! ..

نطقت الحروف بصعوبة وهي تصرخ :-
- ب اااا بولد الحقني بوااالد !!..

نظر المياه التي تتدفق من أسفلها فهتف بغضب :-
-بتعملي فيااا وفي نفسك كده ليه !..

ثم حملها علي يده وسار بخطوات متعجلة ثم هبط الدرج وخرج من الباب الرئيسي ووضعها علي الاريكة الخلفية وأستقل هو السيارة وغادر بها وسط الأمطار ووسط صراخها الذي يتسابق مع صوت الرعد !

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#89

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

الفصل الأخير..

ياريت بقدر أحكي مع حالي وأنسيها الندم

ياريت ترجع دموعي تضمه وتنسيها الألم

ياريت كان الوفى كان معك وفي وما طلع منك

كان الزمن حزني وقالي أبعد عنك

……………….

أةةةةةةةةةة يا زماني أه

شو بعمل باللي جواتي

أسرني وحابس أنفاسي

شو صعب ينسى حبيبي

والأصعب كمل حياتي

……………….

أةةةةةةةةةة يَا زَمَانِي أَه

شو بِعَمَلٍ بِاِللِّي جواتي

أَسَرَّنِي وحابس أَنْفَاسُي


مَا صَعْبٌ يُنْسَى حَبِيبِي

وَالأَصْعَبُ كَمَّلَ حَيَاتِي

يَا رِيَّتُ

……………….

مثل هالأيام قلبك كسر قلبي

مثل هالأيام صاب العمى قلبي

ما عم أسمعله دقاته ولا بتعني لي حياته

شو بيسوى قلبي والعالم يا عمري

و إنت منك جواته

……………….

مثل هالأيام كنا أنا وإنت

بقلبك محلي وجوه قلبي إنت

وبلحظة وقف الحكي كأنه ملبك مستحي

يرجع ويشوف عيونك ياريتني

كنت بوقته أختفي

……………….

أةةةةةةةةةة يَا زَمَانِي أَه

شو بِعَمَلٍ بِاِللِّي جواتي

أَسَرَّنِي وحابس أَنْفَاسُي

مَا صَعْبٌ يُنْسَى حَبِيبِي

وَالأَصْعَبُ كَمَّلَ حَيَاتِي يَا رِيَّتُ

فتحت عيناها لتدرك أنها في المشفي وقد وضعت جنينها فحاولت الإعتدال وهي تعض علي شفتيها بألم ولكن وجدت صعوبة في ذلك ففوجئت بوالدتها مقبلة عليها وهي تحمل الجنين :-
-علي مهلك ياحبيبتي !!..

توقفت رقية عن الحركة وطالعت والدتها بإستغراب .كيف جاءت إلي هناا ؟!..

قطعت "فاطمة " حبل أفكارها ودنت منها تناولها جنيننها بإبتسامة :-
-مبرووك ماجالك ..سمي بالله كده !!..

تناولته رقية ومازال أثر الأندهاش بادي علي وجهها ولكن أستمعت صوت جنينها فتحولت أنظارها إليه لتبتسم بفرح وهي تملس علي خصلاته الناعمة ثم أنحنت تقبله القبلة الأولي فسمعت والدتها تهتف بعتاب :-
-ينفع كده ولا انتي ولاجوزك تجببوا هدووم للبنت خلتوني الفها في شال اول مانزلت !!...

رقية بدهشة ونبرة مرهقه :-
-ايه ده هي بنت !!..

ولم تنتظر الجواب من والدتها فرفعت ملابس الصغير عفوا الصغيرة فقد تأكدت رقية من جنس المولود الذي لم يكن سوي أنثي !!..

ضحكت فاطمة قائلة :-
-ماكتتيش تعرفي إنك حامل في بنت ولا أيه ؟!..

هزت رأسها بالنفي فهي كانت سوف تذهب معه إلي الطبية ليشاهدوا معا جنينهما ويتعرفوا عليه .لولا الأحداث الاخيرت التي عاصروها والتي منعتهم أيضا من ذلك !!..

فتنهدت بصوت مسموع وقبلت كف إبنتها التي ملأت الغرفة بصياحها فنظرت "رقية " لوالدتها تسألها بقلق :-
-هي بتعيط كده ليه ؟!.

جلست فاطمة بجوارها علي طرف الفرأش قائلة ببساطة :-
-باينها جعانه ..أديها تأكل !!..

وزعت رقية أنظارها بين والدتها وبين إبنتها بعدم فهم :-
-هتأكل أيه يعني ؟!..

ضحت "فاطمة " حتي أدمعت عيناها ثم هتفت بعدما توقفت ضحكاتها :-
-رضعيها يعني يابنتي ..فهمتي ولا اقول كمان !!..

وضعت "رقية" خصلاتها خلف أذنها وقد أكتسي وجهها بحمرة الخجل وادعت إنشغالها بتهدئة إبنتها التي لم تتوقف عن الصياح فتحدثت فاطمة وهي تري إبنتها تملس صدر إبنتتها وهي تحاول وقفها عن البكاء :-
-ماتتعبيش نفسك مش هتسكت غير لما تأكل !!..
نظرت لوالدتها بحرج ففهمتها علي الفور ونهضت بإبتسامة :-
-علي العموم انا هقوم أمشي رجلي شوية ،وخدي راحتك !!.

ثم ضيقت عيناها قائلة بلهجة ذات مغزي :-
- ده بس كده في الأول بعد كده هتتعودي !!..

ثم أنصرفت وأغلقت الباب خلفها لكي تأخذ إبنتها راحتها ..تأكدت رقية من إغلاق الباب ففتحت سحاب ملابسها العلوية وقربت إبنتها منها لكي تستطع إطعامها فشعرت بقشعريرة تسري في جسدها عندما لمس فم الصغيرة جسدها فأبتسمت بإشراق ولاول مرة منذ فترة !!..
تأملتهة بحزن جلي علي ملامحها ففرحتها بها ناقصة تمنت لو قد جاءت في ظروف أفضل من ذلك ولو أحتضننها معا ولكن أين هو ؟!

نظرت في إتجاه الباب ولسانها يردد "أين هو "؟!..
وليس هذا السؤال فقط ولكن كان العديد من الأسئلة من ضمنهم "كيف أتت فاطمة إلي هنااا ؟!"...

............................

-في مقر شركة الراوي ..

بعدما أنهت "رباب " فقد عملت في شركة الراوي كما وعد جاسم زوجته !! وطلب منها الذهاب إلي الشركة لتستلم عملها جديد لم تنكر انها كانت محتاجة لتلك الأجواء العملية لكي تخرج من بؤرتها !!..

وبينما هي تسير بجوار الرصيف سمعت صوت يناديها فإلتفتت لتجده "سامر " فهتفت بإستغراب :-
-سامر !!..

وقف أمامها متنهدا قائل بصوت قائم :-
-أزيك يارباب ؟!..

أجابته :-
-الحمد الله
-بس أنت عرفت مكاني هنا ازاي ؟!..

أبتسم بهدوء :-
-من عم راضي روحت أسأل عليكي وعلي الولاد قالي إنك بتشتغلي هنا !!..

ثم نظر إلي الشركة قائل بتذكر :-
-دي نفس الشركة اللي كانت رقية بتشتغل فيها وعرفت أنها اتجوزت صاحبها !!

فتابع بتلهف :-
- صحيح هي عاملة أيه وأخبارها أيه ؟!..

هي بإيجاز :-
-الحمد الله بخير !!..

وأستأنفت حديثها بنظرة ذات مغزي :-
-بس هو انت جاي هنا عشان تسألني عن أخبار رقية ؟!.

تنحنح بإحراج قائل :-
-في الحقيقة انا كنت جاي عشان اتكلم معاكي في موضوع وااا..

قاطعته بجمود :-
-سامر أظن إني قولتلك قبل كده لو اعرف السر اللي خلي محمد ينتحر يبقي تعتبر إن السر ده أدفن معاه !!..

سامر سريعا :-
-لا والله انتي فهمتيني غلط وانا قدرت موقفك انك تصوني سر أخويا وبعدين الكلام معدش ينفع ومحمد ماتجوزش عليه غير الرحمه دلوقتي !!

تنهدت بإرتياح ولكن مازلت علامة الأستفهام علي وجهها :-
-اومال انت جاي ليه ؟!..

نظر حوله بإستنكار :-
-طب هو ينفع نتكلم كده في الشارع قصاد اللي رايح واللي جاي ؟!..

نظرت حولها لتجد الكثير من الموظفين الخارجين من الشركة معلقة أنظارها عليهما فأشاحت بوجهها للناحية الأخري بضيق فهي لاتريد أن يكن لها سبقة في محل عملها !!..

سامر بجدية :-
-انا مش عاوز حد يضايقك ولا يلقح عليكي بحاجه وقفتنا كده مش ظريفه !!..

ثم أشار بيده في أتجاه ما :-
-في كافتيريا هناك علي أول الشارع تعالي نقعد فيها !!..

فكرت قليلا ثم أومأت برأسها إيجابا وذهبت معه علي مضض !!
..........

-في الكافتيريا ..

جلسا علي طاولة منعزلة بعض الشئ فجاء النادل ليأخذ طلباتهم !!..

سامر متسائل :-
-تحبي تشربي أيه ؟!..

عدلت منها حجابها قائلة بخفوت :-
-لو ممكن عصير ليمون !!

أومأ برأسه ثم نظر للنادل :-
-واحد شاي وواحد ليمون !!

وبعدما أنصرف النادل تنهد هو كبداية لحديثه :-
-الحقيقة يارباب أنا كنت أجي اعرف رأيك في طلبي !..

رباب بعدما اسندت يدها علي الطاولة :-
-وايه هو طلبك ياسامر ؟!.

أبتلع ريقه قبل أن يتفوه ب :-
-قصدي طلبي في الجواز منك !!..

صمتت لوهلة تستجمع شجاعتها لمواجهته فقالت بهدوء :-
-سامر انت عارف أنا بعتبرك أيه أنت مش بس اخو جوزي الله يرحمه وعم ولادي انت أخويا !!..

قطب مابين حاجبيه :-
-ايه علاقة ده بطلبي بالجواز منك ؟!..

رباب بتنهيدة :-
-علاقته اني مش شايفاك غير كده ومش هعرف أشوفك غير كده ،وصعب اني اغير مكانتك صعب اتقبل وضع غير ده !!..

سامر :-
-بس لما هبقي جوزك الوضع هيتغير غصب عننا !!..

هزت رأسها بالسلب :-
-بيتهيألك ،وغير كده احنا مننفعش لبعض بكل المقاييس انت عارف في فرق كام سنة بيني وبينك ؟!..

هو بتسائل لين :-
-ده بس سبب رفضك ؟!..

أشاحت وجهها بضيق وقد إنفعلت في حديثها :-
-في مليون سبب اولهم جوزي مبقلهوش قرن ميت عشان افكر في الجواز من بعده وولادي محتاجين ليا دلوقتي أكتر من أي وقت ...

ثم نظرت له هاتقه بإختناق :-
-وماينفعش في عز ما انا بوهم ولادي اني ابوهم مسافر وهيرجع أصدمهم بجوازي من عمهم اللي هياخد مكان أبوهم !!

ثم تحشرج صوتها بالبكاء :-
-انا مقدرش أعمل كده في ولادي مقدرش والله !!..

ثم أجهشت في البكاء .فحاول تهديئتها بأسف :-
-رباب انا أسف حقك علياا مكنش قصدي أضايقك بالشكل ده !!..

هي من بين دموعها :-
-انا عارفه اني مامتك هي اللي طلبت منك تتجوزني وخايفه احسن أحرمها من أحفادها او اتجوز واحد غريب يربيهم بس ورحمة محمد عمري ماهحرمكم منهم دوول ولادكم قبل مايكونوا ولادي وليكوا حق فيهم غصب عن اي حد ،وقت ماتعزوهم هيبقوا عندكم ده اللي اقدر أقدمه غير كده مقدرش !!...

جاء النادل ووضع المشروبات أمامهم وانصرف مرة أخري بتعجب من هيئتها الباكية ظلت تبكي حتي هتف سامر بإنزعاج وهو يري بعض الانظار التي تعلقت بهما :-
-اهدي كده الناس بتبص علينا !!..

أدركت انها في مكان عام ولكن ماذا عساها تفعل وقد تغليت عليها عاطفتهها وخانتها دموعها. مسحت تلك الدموع سريعا وأستعدت للنهوض قائلة علي عجالة :-
-انا أتاخرت علي الولاد ولازم أمشي !..

اشار لها بصرامة ان تجلس علي مقعدها كما كانت :-
-أشربي الليمون الاول هيهديكي وبعدين انا هوصلك !..

.....................

غفت الصغيرة وسط تاملأت "رقية " لها والتي لم تلمع عيناها سوي بالدموع المحبوسة لم تتخيل أن ميلاد إبنتها يأتي بسعادة ناقصة كإبتسامة وسط بكاء حار أو كنسمة هواء متسللة في عز الصيف!!..

كانت فاطمة تجهز أشياء إبنتتها إستعدادا للخروج من المشفي فأتجهت نحو الشرفة وأطلت بتفحص ثم أردفت بأطمئنان :-
-الحمد الله الجو بقا دافئ شوية احسن ماينفعش تخرجي بالبنت في الجو بتاع أمبارح ده !!..

ثم اغلقت الستار وسارت تتابع عملها ،انتظرت رقية قدومها بفارغ الصبر ولكن لم يأتي هل تخلي عنها بتلك السهولة ؟ هل غاضب علي إنجابها ؟! وكان يتمني إجهاضها بالفعل ؟! الكثير من الأسئلة تدور في رأسها والكثير من الأسئلة ستجعلها تجن !! اغمضت عيناها متنهدا بألم ثم نظرت لولدتها فهي الدليل الذي سيرشدها ويقتل شكوكها فهتفت سريعا :-
_ماما هو انت جيتي ازاي ؟ وعرفتي منين إني بولد ؟!.

وقفت فاطمة مبتسمة بعتاب :-
-ماكنتيش عاوزاني أحضر ولادتك يارقية ولا أيه !!

فأكملت وهي تسير حتي جلست بجوارها :-
-علي العموم جوزك هو اللي كلمني وقالي إنك بتولدي وقالي كمان أن هيبعتلي عربية تجبني هنا ومفيش نص ساعة وكانت العربية فعلا قدامي وجابتني هنا ولما وصلت كنتي انتي لسه في أوضة الولادة !!
.
كانت تنصت لها بإهتمام شديد وبعدما انهت اسألت رقية بحزن :-
-وهو سابني ومشي من قبل مايطمن عليا ؟!..

فاطمة نافيه ذلك:-
- ده كان هيتجتنن عليكي ساعتها بجد عرفت ان الراجل ده بيحبك بجد .و كان نفسي تشوفيه اول ما الممرضه اديتله بنته وهو شالها ده كان ناقص يعيط والله لولا بس انا كنت موجودة !!..

حديثها كأن كالخنجر في قلب رقية فتتدحرجت دمعة علي إحدي وجنتيتها وتابعت بإختناق :-
-وبعدين راح فين !!..

تابعت فاطمة حديثها بتنهيدة :-
فضل شايلها كتير اووي وبعدين ادهالي ولما أطمن عليكي قالي ابقا أخدك وارجع بيكي علي القاهرة وبعدها مشي وبعت حد بهدوم كتير للبنت عشان ماتبردش من الشال الملفوف عليها !!! ..

رقية وهي تمنع نفسها من البكاء بأعجوبة :-
-مقالش هو راح فين ؟!..

رفعت فاطمة كتفيها للأعلي بنفي :-
-علمي علمك يابنتي !!..

فصاحت مرة أخري بتذكر وهي تنهض من الفراش :-
-اه صح ده سايبلك معايا ورقة باينها جواب كده !!..

قالتها وهي تجلب ورقة مطوية كانت علي الكومود تعالت دقات قلبها وبتلهف انتشلت الجواب من يد والدتها التي أخذت الطفلة منها ...

فتحته علي عجالة بأعصاب منفلته بشدة وانفاس متسارعة !!..

قرات بعينيها "لأول مرة مبقاش عارف أقول أيه ؟! جايز ده لأني معنديش كلام أقولهولك او مفيش كلام يقدر يعوضك عن الجرح اللي سببتهولك !! عارف إني كنت أكبر جرح في حياتك واصعبهم كمان ، وإني كنت الكدبة الوحيدة اللي فيها رغم إنك كنتي أجمل حاجه في حياتي وجبتيلي أجمل هدية في الدنيا وهي بنتنا تعرفي اول ماشلتها علي أيديا أستحقرت نفسي اووي ازاي فكرت في يوم اني احرم نفسي واحرمك منها ..أنا مش هطلب منك تسامحيني لاني عشمان في الأيام تخليكي تسامحيني ..اه بالمناسبة انا سميت بنتنا غفران !! عارف إنك ممكن تستغربي الأسم بس جايز يجي اليوم اللي بسبها تغفريلي فيه !! ،انا مش هدافع عن نفسي يارقية لأني مملكش أي عذر وزي ماقولتي قبل كده عذر أقبح من ذنب !!بس أملك حاجه تانية إني أصلح غلطتي دي !! واهو جه اليوم اللي أصلح فيه غلطتي واخد جزاتي آآآ واتحاسب علي كل حاجه عملتها ...كان نفسي أعيش معاكي انتي وبنتي واعوضك عن كل اللي شوفتيه بس معلش كان لازم أدفع التمن ...سامحيني ياحبيبتي "...

تعالت دقات قلبها وأرتجفت يدها الممسكة بالورقة كما لمعت عيناها بالدموع !!

فكورت قبضتها لتنكمش الورقة وهي مازالت حالتتها وقد أعتلي وجهها الصدمة تعجبت والدتها من الحال التي عليها إبنتها فتسألت بقلق :-
-أنتي كويسه يابنتي ؟! وشك اتخطف كده ليه ؟!.

لم تنظر لها وجاهدت لكي تخرج الحروف من فمها بهلع :-
-ج جاااااسم !!..

.....................
-أمام المشفي ..

خرجت "رقية " تائهة مغيبة مع والدتها التي حامله الصغيرة في أحضانها..

كانت "رقية " تتلكأ في خطواتها تسير بلا وعي وقلبها يدق بالخوف علي زوجها المجهول مصيره لها !!...

وقفت ببطء وهي تري سيارة خاصة "بجاسم" تقف أمامهم ويقف أمامها سائقها بحلته الرسمية ...

تحدثت "فاطمة " علي الفور وهي تشير نحوها :-
-دي العربية اللي جوزك بعتهها عشان تجبني من القاهرة وقالي انها هي اللي هترجعنا تاني انا وانتي ..

ثم تابعت بجدية :-
-تلاقيه مشغول ولاحاجة !!..

أغمضت "رقية " عيناها بألم فتحتهما ببطء لتشعر بدورار يداهمها فترنجت قليلا فلحقتها فاطمة بيد واحدة وصاحت :-
-يالهوووي مالك يارقية ..مش قادرة تمشي نستني شويه !!

هزت رأسها نافيه وتمتم بخفوت ونبرة مرهقة وهي تستعيد توازنها :-
-ا أنا اااا كويسه كويسه !!..

فاطمة بضيق :-
-كويسه إيه بس ده انتي مش قادرة تصلبي طولك حتي !!..

نظرت "رقية " للطريق من حولها لتجده طريق زراعي وهو ذات الطريق الذي كان يسلكه جاسم عند سافرهما إلي المزرعة فهذا يعني ان للمزرعة تقع علي مسافة قليلة من المشفي !!..

فتذكرت أيضا أجاسم لم يأخذ وقت طويل بالطريق عند ما جاء بها أمس إلي هذه المشفي ..

لم تعلم هل فكرت في الصواب ام لا ولكن وجدت نفسها تهتف بجدية رغم نبرتها المىهقه وهي تنظر لوالدتها :-
-ماما خدي البنت وارجعي بيها انتي !!..

طالعتها فاطمة بإندهاش :-
-وانتي مش هترجعي معانا ؟!..

هزت رأسها بالنفي ونظرت امامها عازمة علي شئ ما :-
-في مشوار لازم أروحه !!.

................................
لاتعرف كيف هربت من والدتها التي اصرت علي عدم تركها بمفردها وهي يظهر عليها الإعياء الشديد ولكن لم تصنت لها "رقية " وأستقلت سيارة أجرة لتتجه بها إلي المزرعة !!..

دلفت من باب المزرعة وهي تحاول قدر الإمكان الإسراع في خطواته ولكن لم تقدر فكانت تسير بخطوات عاجلة نوعا ما يظهر بها الأعياء ..لفت نظرها عدم وجود طاقم الحراسة أمام البوابة الداخلية بل في جميع الأتجاهات لم تكترث وسارت إلي الداخل !!..

كان باب مكتبه مفتوع علي مصراعيه .كما كان قلبها دليلها فوجدته جالس يحاصر وجهه بين كفيه وامامه علي المكتب مسدسه !!..

خفق قلبها بشدة ووقفت تلتقط أنفاسها الأهثه لحين ينتبه إلي وجودها وعندما لم تري منه أستجابة هتفت بإختناق :-
-قاعد مستنيهم ييجوا يقتلوك !!..

قد خيل له أنه سمع صوتها فرفع رأسه ببطء ليقابل عيناها فتحولت ملامح وجهها للصدمة وهو ينهض من مجلسه ويسير نحوها :-
-أنتي أيه اللي جابك !!..

هي دون ان ترمش وصدرها يعلو ويهبط :-
-رد عليا مستنيهم يقتلوك ؟!.

قبض علي رسغها بقوة وصاااح بجمود :-
-انتي لازم تمشي من هنا دلوقتي ساامعه !!..

أزاحت يده بكل ما أوتيت من قوة وهتفت بدموع :-
-مش همشي غير وأنت معايا!!...

رفع كتفيه كحركة منه علي الإستسلام فقد قضي الأمر ثم هتف بألم :-
-مبقاش ينفع انا قاعد مستني قرار الحكم عليا .زمان الشحنة أتمسكت واكيد عرفه اني انا اللي بلغت يعني لو البوليس أتأخر انه يوصل عشان يقبض عليا هما هيكونوا وصله قبله عشان يقتلوني !!..

انسابت الدموع من عينيها وصاحت به :-
-هو انت ليه أناني كده ؟! ليه مابتفكرش فيا وليه مابتخلنيش أختار ،ليه مصر إني أخسرك ؟!..

تنهد من اعماق قلبه قائل وهو يبسط كفه في الهواء:-
-للأسف ما قداميش حل تاني !!..

خرج صوتها المتحشرج ولكن برجاء :-
-بنتك محتاجالك !!..

أبتلع ريقه بمرارة هاتف بإبيتسامة لم تصل لحدقتيه :-
-وانا بعمل كل ده عشان خاطر بنتي !!..

اعتصر قلبها الما وأغرقت الدموع وجهها معاتبه إيااها بنبرتها الباكية :-
-أنت ليه عملت فينا كده ؟!..

جاسم بلهجة نادمة :-
غلطت ولازم ادفع تمن غلطتي لازم !! ..

فأكمل :-
-عارفه انا عامل زي مين ؟ زي ادم اللي أتطرد من الجنة بسب تفاحه !! مع إنه يملك الجنة كلها لكن مقدرش يقاوم الشيطان !!

أبتسم بألم ساخر ورفع إحدي حاجباه بإندهاش :-
-شيطان ؟! إذا كنت أنا الشيطان !!...

أبتسمت رقية من بين دموعها:-
-بس الشيطان كان ملااك !!...

دنا منها وحاصر وجهها بين كفيه قائل بعمق وهو يتأملها :-
-وكان ممكن يفضل ملااك لو مكناش استعصي !! أوكنتي دخلتي حياته من الأول !!..

شعر بسخونة دموعها علي كفه فأبتعد عنها وأشاح بووجهه للناحية الأخري وأردف بهدوء صارم :-
-أمشي يارقية لازم ترجعي لبنتنا دلوقتي ماينفعش تخسرنا أحنا الأتنين !!..

هزات رأسها بإعتراض ببطء قائلة بإصرار من بين شهقاتها :-
-لا مش هتحرك آآآ من هنا غير وأنت معايا !!

إلتفت لها برأسه وإبتسم نصف إبتسامة قائل بإندهاش :-
-معقول !! لسه خايفه عليااا بعد كله ده ؟!..

لم تجاوبه فتحركت باكية نحوه وأمسكت بذراعه تحثه علي السير بعينين متوسلتين :-
-يالا معايا ياجاسم !!..

إستدار بجسده كاملا وطالعها بجدية :-
-محدش بيهرب من ناهيته !!..

سار ببطء نحوها حتي أصبح في مقابلتها !!

كل شئ يقترب من النهاية، فحان الوقت أن يغلق الستار علي تلك الحياة البائسة!!..

شعرت بأنفاسه تلفح بشرتها وانامله تتحرك ببطء علي وجنتيها وكأنها تودعها، ثم أردف بصوت تكاد تسمعه هي فقط :-
-إيان كانت النهاية أنا راضي بيها كفاية اني نهايتي كانت معاكي!!..

ثم تابع بنبرة متإلمه للغاية وابتسامة حزينه علي ثغره:-
-وأنا مش عايز اكتر من كده أنا مش اناني!!..

أرتجفت شفتاها بقوة وزاغت أنظارها في المكان بهلع كادت أن تتحدث ولكنه أسكتها بقبلة متعطشة حيث قبلها بنهم شديد وكأنه يتذوق شفتيها للمرة الأخيرة كادت أنفاسهما أن تتمذق وبينما هو غارق معها دوي في المكان صوت طلقات نارية فأتسعت عيناها بصدمة وشعرت بإن قلبها سقط في قدمها، اما هو لم يبتعد عنها خطوة واحدة بل أستمر في تقبيلها معتصراً إياها داخل أحضانه وكإنه الحصن المنيع لها يحفظها بين أضلاعه تاركاً ظهره مكشوفاً للطلقات ومرحباً بها!!.

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#90

افتراضي رد: لم أكن دميمة يوما 2بقلم \شيماء علي,رواية لم أكن دميمة يوماً كاملة بدون

اوطت سيارات الشرطة المكان كما جاءت أيضا سيارات الإسعاف لتأخذ جثة الملثم الذي اطلق النيران علي جاسم ،فقد تم قتله من الشرطة عندما حاول الهرب والفرار !!..

وقف بجوار الضابط وقد أصيب كتفه بطلقة فأسعفته سيارة الأسعاف وأخرجت الطلقة كما أحاطت كتفه بشاش أبيض !!...

وضع الضابط سلاحه في بنطاله قائل بخشونة :-
-حمد الله علي سلامتك !!...

تمتم جاسم :-
-الله يسلمك !!..

الضابط بمزاح نوعا ما :-
-كنت هتروح فيها لولا أن أحنا جينا في الوقت المناسب !!..

تصنع جاسم الإبتسامة ونظر أمامه !فتنهد. الضابط ليسرد عليه ماحدث ولكن بنبرة ذات مغزي :-
-الشحنة أتمسكت والجماعة أتقبض عليهم ،وعثمان أتقتل وهو بيحاول يهرب !!..

ثم أكمل بأسف وضيق :-
-مع إني كنت عاوزه عايش ده كان رأس الحيه في مصر وكان ورا كل مصيبة بتحصل !!..

جاسم بملامح جامدة :-
-اهي رأس الحيه أتقطعت خالص .وخد جزاته !!..

وأكمل بجدية وهو يتنهد :-
-وفاضل بس انااا اخد جزاتي !!..

مد يده للضابط لكي يضع بها الكلابشات قائل بجمود :-
-شوف شغلك ياحضرة الظابط !!..

-بس كنت بستسمحك تخليني أشوف مراتي الأول هما خدوها المستشفي وهي مغمي عليها عايزة أطمن عليها حتي لو خمس دقايق !!..

حك الضابط ذقنه ثم تحدث بجدية :-
-بس قولي الأول حد غير عثمان الله يرحمه كان عارف إنك تبع الجماعه وشغال معاهم ؟!..

تعجب جاسم من سؤاله فهز رأسه بنفي ..الضابط بتفكير :-
-اممم يعني محدش غيره كان يعرف !!...

ثم رمقه بنظرات غريبة واقترب منه يربت علي كتفه الأخر وهو يبتسم :-
-يبقي روح شوف مراتك !!..

ضم جاسم يده الممدودة إليه وتسأل بإستغراب :-
-يعني أيه ؟!..

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير



الساعة الآن 08:03 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل