أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا
زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا
الزهد في حقيقته هو الإعراض عن الشيء ، ولا يطلق هذا الوصف إلا على من تيسر له أمر من الأمور فأعرض عنه وتركه زهداً فيه ، وأما من لم يتيسّر له ذلك فلا يقال إنه زهد فيه ، ولذلك قال كثير من السلف : إن عمر بن عبد العزيز كان أزهد من أويس رحمة على الله الجميع ، وقال مالك بن دينار عن نفسه :
الناس يقولون مالك زاهد ، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز ، أي إنه هو الزاهد حقيقة ، فإن الدنيا كانت بين يديه فلم يلتفت إليها .
_وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا ، وأقلهم رغبة فيها ، مكتفياً منها بالبلاغ ، راضياً فيها بحياة الشظف ، ممتثلاً قول ربه عز وجل :

{ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى} (طه : 131) ، مع أن الدنيا كانت بين يديه ، ومع أنه أكرم الخلق على الله ، ولو شاء لأجرى له الجبال ذهباً وفضة .
وقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره عن خيثمة أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم نعطه نبياً قبلك ، ولا نعطي أحداً من بعدك ، ولا ينقص ذلك مما لك عند الله ، فقال : اجمعوها لي في الآخرة ، فأنزل الله عز وجل في ذلك :

{تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا } (الفرقان : 10) ،
وخُيِّر صلى الله عليه وسلم بين أن يكون ملِكاً نبياً أو عبداً رسولاً ، فاختار أن يكون عبداً رسولاً .
_وأما حياته صلى الله عليه وسلم ومعيشته فعجب من العجب ، يقول أبو ذر رضي الله عنه :كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرّة المدينة ، فاستقبلَنا أحدٌ ، فقال :

( يا أبا ذر : قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا ، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار ، إلا شيئاً أرصده لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ، ثم مشى فقال : إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ) . رواه البخاري ،
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا - وفي رواية - كفافا ) ، ودخل عليه عمر رضي الله عنه يوماً ، فإذا هو مضطجع على رمالٍِ وحصيٍر ليس بينه وبينه فراش ، وقد أثّر في جنبه ،
_قال عمر : فرفعت بصري في بيته ، فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر ، فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك ، فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ، فقال :
( أوَفي شك أنت يا ابن الخطاب ، أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا) ،
_وكان يقول : (ما لي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ،
ثم راح وتركها ) ،
_وكان فراشه صلى الله عليه وسلم من الجلد وحشوه من الليف .
وأما طعامه فقد كان يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة ، وما توقد في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، وإنما هما الأسودان التمر والماء ، وربما ظل يومه يلتوي من شدة الجوع وما يجد من الدَّقل - وهو رديء التمر - ما يملأ به بطنه ، وما شبع صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز برٍّ حتى قبض ، وكان أكثر خبزه من الشعير ، وما أُثر عنه أنه أكل خبزاً مرقّقا أبدا ، ولم يأكل صلى الله عليه وسلم على خِوان - وهو ما يوضع عليه الطعام - حتى مات ، بل إن خادمه أنس رضي الله عنه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبزٍ ولحم إلا حين يأتيه الضيوف .
ولم يكن حاله في لباسه بأقل مما سبق ، فقد شهد له أصحابه رضي الله عنهم بزهده وعدم تكلّفه في لباسه وهو القادر على أن يتّخذ من الثياب أغلاها ، يقول أحد الصحابة واصفاً لباسه : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلّمه في شيء فإذا هو قاعد وعليه إزار قطن له غليظ ، ودخل أبو بردة رضي الله عنه إلى عائشة أم المؤمنين فأخرجت كساء ملبدا وإزارا غليظا ،




ثم قالت : قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
رداء نجراني غليظ الحاشية .
وإن المرء ليقف متعجبا أمام ما يذكره علماء السير من وصفٍ لبيوت النبي صلى الله عليه وسلم وقلة متاعها ، فلم يكن فيها شيءٌ يملأ العين من الأثاث ونحوه ، وما ذلك إلا زهداً في الدنيا وإعراضاً عنها.
ولم يترك صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة ، قالت عائشة رضي الله عنها :" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍّ لي ، فأكلتُ منه حتى طال عليَّ " ، ومات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهوديّ مقابل شيءٍ من الشعير .
كان من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - الزهدُ في الدنيا، والاكتفاء منها بما يُقيم الأَوَدَ،
والصبرُ على شظف العيش، والقناعة بما يصل إليه.
فكان - صلى الله عليه وسلم - ينام على حصير ليس تحته غيره، ووسادة حشوُها ليف، وكان لباسه البُرَدَ الغليظة،
وطعامه التمر والشعير، يمضي الشهر والشهران لا يُوقد في بيته نار؛ وإنما يكتفون بالتمر والماء، وكثيرًا كان يبيت طاويًا، ويصبح صائمًا، وكان يعصب الحجر على بطنه من شدة الجوع، وحُملت إليه الأموال فلم يدَّخر منها شيئًا، بل مات ودرعُه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير، ولو أراد أن يعيش في نعيم ورغَد من العيش، لكان له ذلك، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - آثر الزهد والصبر ابتغاءَ مرضاة الله تعالى.
هذا، ومن الأحاديث التي تدل على شدة زهده - صلى الله عليه وسلم - وقناعته:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ قدم المدينة من طعام البُرِّ ثلاثَ ليالٍ تباعًا حتى قُبض"البخاري

وعنها - رضي الله عنه - قالت: "إن كنَّا آلَ محمد - صلى الله عليه وسلم - لَنمكثُ شهرًا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء"البخاري

جاء في صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه وأرضاه قال:
(لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يتلوى لا يجد من الدقل -أي:
التمر الرديء لا الجيد- ما يملأ بطنه).
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت:
(ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم).
كيف لا وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عند يهودي في صاع من تمر
أو صاع من شعير؟
_إن الله الذي اختار لنبيه أن يكون سيد المرسلين وإمام المتقين، قد اختار له أفضل حياة،
_ألا وهي الزهد في الدنيا والتقلل منها,
فكان صلى الله عليه وسلم -من زهده في هذه الدنيا الفانية-
ينام على الحصير فيظهر أثره في جسده الشريف, فدخل عليه عمر فقال: (يا رسول الله! كسرى وقيصر ينامون على الحرير، وأنت رسول الله -أي سيد الخلق أجمعين- تنام على الحصير! فقال صلى الله عليه وسلم -يعلم عمر الزهد في الدنيا- أما ترضى يا عمر! أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟).
وفي مسلم عن أبي موسى الأشعري قال:

أخرجت لنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها كساءً ملبداً -أي: مخرقاً مرقعاً- وإزاراً غليظاً،
فقالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين.
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال دخلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو على حصيرٍ قال : فجلستُ ، فإذا عليه إزارُه ، وليس عليه غيرُه ، وإذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِه ، وإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحوَ الصَّاعِ ، وقَرظٍ في ناحيةٍ في الغرفةِ ، وإذا إهابٌ مُعلَّقٌ ، فابتدرت عيناي ، فقال : ما يُبكيك يا بنَ الخطَّابِ ؟ فقال : يا نبيَّ اللهِ وما لي لا أبكي ! وهذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِك وهذه خِزانتُك لا أرَى فيها إلَّا ما أرَى ، وذاك كسرَى وقيصرُ في الثِّمارِ والأنهارِ ، وأنت نبيُّ اللهِ وصفوتُه وهذه خِزانتُك . قال : يا بنَ الخطَّابِ أما ترضَى
أن تكونَ لنا الآخرةُ ولهم الدُّنيا
الراوي:عمر بن الخطاب المحدث:المنذري المصدر:الترغيب والترهيب الجزء أو الصفحة:4/175 حكم المحدث:إسناده صحيح
زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

مشكوره
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا

اللهم صل وسلم وزد وبارك على خير من طلعت علية الشمس
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بنك معلومات (ثقافة عامة) درة مكنونة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
المواعظ الغالية راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
سيرة السيدة مارية القبطية , تعرفي علي اسلام مارية القبطية و حياتها لؤلؤة الحَياة قصص الانبياء والرسل والصحابه
حياتنا بين هموم الدنيا والاخرة ميمى دودو الحملات الدعوية
قصة مؤثرة عن النبى داليا اللقانى قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 03:43 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل