يقف الذكر ساكناً تماماً لعدة ثوان ، ثم يبدأ في رفع الريشات الطويلة في عنقه ويحركه ببطْ الى الأمام والى الاعلى ، ثم يرفع طرفي جناحيه قليلاً ويخفض ذيله الى أسفل ويسحب رأسه وعنه الى الخلف حتى تستغر رأسه بين كتفيه فيبرز صدره الى الأمام بشكل واضح جداً ، ويبدأ في رفع ريش الصدر والعنق الى الامام والى أعلى حتى يغطي الريش رأسه تماماً . وييبقى الذكر ساكناً في هذا الوضع لعدة ثوان ، ثم يبدأ بالجري في خط مستقيم او في خط متعرج او في دوائر ، طبقاً لظروف تضاريس البيئة المحيطة به ، ويستمر في الجري لمسافة قصيرة ثم يتوقف ويتكرر الجري لمسافات قصيرة ، يتخللها توقف الطائر وهو يرفع رجليه بشكل مغالى فيه . وفي كل مرة يتوقف الطائر عن جريه فجأة ويقوم بأرجحة رأسه وعنقه الى الأمام والخلف وهو يطلق صيحات مميزة يدعو بها الأنثى ، ثم يستعيد رأسه وعنقه وضعهما الخلفي . ويقوم الذكر بالاستعراض غالباً في الصباح المبكر وقبل الغروب ، ويكرر استعراضه مرات ومرات خلال فترة ذروة موسم التزاوج .
استعراض ما قبل الجماع والتلقيح
متى ما ظهرت أحدى الأناث في منطقة استعراض الذكر ، فأنه يتحول مباشرة لأداء طقوس استعراض الاستعداد للجماع والتلقيح ، حيث يخفض ريش صدره ويتوجه الى الأنثى مباشرة ويقف أمامها ، وما يزال ريش عنقه منتصباً الى الامام ، ثم يحركه رأسه وعنقه يميناً فيساراً عدة مرات ، في حركة تأرجحية على فترات طول كل منها ثانية واحدة ، وعندما تستسلم له الأنثى بأن تخفض صدرها الى أسفل ، فإنه يتحرك ليقف خلفها ، ويدغدغ رأسها وعنقها دغدغة خفيفة بمنقاره عدة مرات ثم يمتطيها ، وتتم عملية التلقيح ، وتغادر الانثى المكان فور انتهاء عملية الجماع والتلقيح .
التعشيش ووضع البيض
تقوم معظم إناث الجبارى بالتعشيش ووضع البيض خلال فصل الربيع ، ويكون العش عبارة عن حفرة ضحلة العمق عارية او مغطاة ببعض الاعشاب ، تختارها الانثى على مكان مرتفع نوعاً مواجهاً للجنوب غالباً ، وتضع الانثى مجموعة واحدة من البيض كل موسم الا انها قد تضع مجموعة اخرى بديلة اذا فقدت المجموعة الأولى بسبب او لآخر .
تفقيس الفراخ عن البيض
تخرج الفراخ من البيض زغباء قادرة على ترك العش خلال فترة قصيرة ، وتحضنها الأنثى لمدة الأربعة والعشرين ساعة الأولى التي تلي الفقس ، حيث تقدم لها ديداناً وحشرات حية لتغذيتها وتطعمها بمناولتها الغذاء منقاراً الى منقار ، ويستمر الوضع كذلك لمدة يومين او ثلاثة ، ثم بعد ذلك تسقط الأم الديدان والحشرات أمام الفراخ على الأرض ، حيث تقوم بالتقاطها بنفسها ، وعندما تكون الفراخ في 5 ا ايام فإنها تأكل معتمدة تماما على نفسها في تناول غذائها ، وعند اليوم الحادي عشر يكون ريش الجناحين والكتفين قد ظهر بوضوح ، وتستكمل الصغار ريشها عند نهاية الشهر الاول وباستطاعتها الطيران لمسافات قصيرة جداً ولكنها تظل وثيقة الصلة بأمهاتها خلال الشهرين التاليين .
طيور برية عديدة تستوطن البيئة العراقية في ضفاف الانهار والبراري مثل الدراج والقطا والقبج . اما المهاجرة كالصقور والحباري والكركي والرهو والكروان الصحراوي فأنها مثار جدل في الاوساط البيئية العربية والعالمية ، اذ ان هنالك جهودا حثيثة لانقاذهما من خطر الانقراض اضافة الى ان الحباري والصقور يشكلان محورا لنشاط اقتصادي وسياحي تعيش عليه عدد من العوائل وسط وجنوب العراق . اما الكركي والرهو فهما طائران كبيرا الحجم يطيران على ارتفاعات عالية وينطلقان غالبا في الصحاري والجبال جنوب وغرب روسيا وبحر قزوين ، ويمر خط سيرهما بالعراق لكنهما لايستقران في البادية العراقية الا قليلا اذ يواصلان رحلتهما الى جبال اليمن وجنوب السعودية والبعض يعبر مضيق باب المندب متوجها للقرن الافريقي وسواحل البحر الاحمر لكي يقضي الشتاء ثم يعود مع الهجرة العكسية الى مواطنه الاصلي للتكاثر.
بين الانسان والحباري
المهندس صفاء محمد حسن من مديرية بيئة محافظة النجف تحدث عن طائر الحباري وعاداته والمخاطر التي تتهدده قائلا انه من اكثر الطيور التي تعلق بها الانسان واحبها في الجزيرة العربية وان العلاقة بينه وبين الانسان غائرة في القدم كذلك فان هذه الطيور عامل رئيس للاهتمام بالصقور في رياضة الصيد بالصقور المفضلة عند العرب اذ تعتبر سرعة الحباري ومناورتها وطرق التخفي من الصقور اهم ميزاتها .
• وسألته عن سر تركيز الابحاث البيئية في المنطقة العربية على ادامة طائري الحباري والصقور ؟ فأجاب :
• ان انقراض أي نوع من انواع الطيور والحيوانات او النباتات ليس مجرد خسارة جسيمة للبشرية والحضارة والتنمية حسب بل هو اثم كبير تلومنا عليه الاجيال القادمة ، لذا فلا غرابة ان تركز اغلب الابحاث البيئية في المنطقة العربية على ادامة طائري الحباري والصقر لانهما من ابرز رموز التراث العربي ومهددة بالانقراض اكثر من غيرها اضافة الى ان هناك وضعا قائما على صيد الحباري والصقور في الجزيرة العربية والعراق وصحراء سيناء والصحراء الليبية ، وقد انخفضت اعداد الحباري وتردت حالتها في العديد من بلدان العالم التي لم تسن قوانين خاصة لحماية الحياة الفطرية وتزداد خطورة عندما تضيف بعض المجتمعات الحباري وبيضها على قائمة غذائها او انها تعتقد بوجود علاج لبعض الامراض فيها واذا ما استمرت الممارسات الخاطئة تجاه الحباري فانها تتعرض بالتأكيد لخطر الانقراض في مواطن هجرتها ومواطنها الاصلية .
النطاق الطبيعي لتكاثر الحباري
يمتد النطاق الطبيعي لتكاثر الحبارى من جزر الكناري في المحيط الاطلسي غربا ، عبر شمال افريقيا من المغرب الى موريتانيا والجزائر ومصر حيث يمر بسيناء مصر الى فلسطين والجزيرة العربية ، ومن بحر قزوين في الشرق الى منغوليا ، وفي اتجاه الجنوب الى ايران وافغانستان وباكستان
ويوجد من الحبارى ثلاثة انواع معروفة ، يقتصر وجود نوع منها (وهو الاصغر حجماً) على جزر الكناري ومنها استمد اسمه اذ يعرف بحبارى الكناري ، والنوع الثاني هو الافريقي الذي ينتشر في دول شمال افريقيا ، والنوع الثالث النوع الآسيوي ، الذي يمتد من شبه جزيرة سيناء الى فلسطين والجزيرة العربية ، والحباري العربية لونها شاحب والحباري الآسيوية مائل للصفرة رملي والحباري الأفريقية مائل للسواد يتميز الذكر بكبر حجمه وجمال ريشه ورقبته رمادية مع خط أسود على كل من الجانبين والرأس بني فاتح يعلوه تاج من الريش الأبيض والأسود والذكر يتميز بوجود ريش قوي على رقبته يسمى محليا غلب ، وله اسماء عديدة مثل الحبرج ودجاجة البر والذكر هو الخرب ، اما الفرخ فهو النهار والحبربر والحبرور واليحبور والحارض .