الذكريات تقدم لنا جرحاً آخر

هاهي الذكريات تقدم لنا نزفاً آخر ..
نحتضن بها الألم.. ونرحب بكل الآهات..
لأننا على أبواب أقسى الذكريات..ذكرى الوداع ..الرحيل..
غياب روح تسكن في أعلى مشاعرنا .. تقتحم علينا اللحظات..
في كل وقت وحين ..


يتسارع بنا حزن قلوبنا لتلقي نبأ رحيلهم عنا ..
لنبقى هكذا وحيدين وجلين ..ليس خوفاً عليهم من وحشة الغياب ..




ولكن خوفاً علينا من وحشة بقائنا وحدنا من دونهم ..
فما أصعب الفقد وما أمرّ الرحيل ..


**
يا الله لا نعرف أننا نحب من نحب ..لا نعرف كم نحب من نحب ..
إلا حين نرفع رؤوسنا من عاديات أيامنا ..نبحث عنهم فلا يكونون..
**

كلما قادني الشوق لذكراكم أحبتي ..ضاقت بي الدنيا ..
فرغم البعد تسكنون قلبي ..ومازلتم تمتلكون ذلك المكان الموجود لكم فيه..
تمتزجون بكل قطرة دم تجري في عروقي..وبكل دمعة شوق تسيل من عيوني..
قريبون أنتم ..رغم بعدكم ..لا تفصلنا سوى تلك الحدود الوهمية
على خارطة الحياة .