أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي بـاب الخـوف قال تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) [آل عمران: 28] .
وقال تعالى : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) [عبس: 34 ـ37] .


وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) [ الحج : 1 ـ2].


وقال تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [الرحمن:46] .


قال المؤلف ـ رحمه الله ـ : باب الخوف ، الخوف ممن ؟ الخوف من الله عز وجل ؛ لأن الذي يعبد الله يجب أن يكون خائفاً راجياً ؛ إن نظر إلى ذنوبه وكثرة أعماله السيئة خاف ، إن نظر إلى أعماله الصالحة وأنه قد يشوبها شي من العجب والإدلال على الله خاف ، إن نظر إلى عفو الله ، ومغفرته ، وكرمه ، ورحمته رجا ؛ فيكون دائراً بين الخوف والرجاء .


قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ) يعني : يعطون ما أعطوا من الأعمال الصالحة ( وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) خائفة ألا تقبل منهم ( أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) [المؤمنون:60] .


فينبغي بل يجب أن يكون سير الإنسان إلى الله عز وجل دائراً بين الخوف والرجاء ، لكن أيهما يغلب ؟ هل يغلب الرجاء ؟ أو يغلب الخوف ؟ أو يجعلهما سواء ؟


قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً ، فأيهما غلب هلك صاحبه ؛ لأنه إن غلب جانب الرجاء ، صار من الآمنين من عذاب الله ، وإن غلب جانب الخوف ؛ صار من القانطين من رحمة الله ، وكلاهما سيء ، فينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً .


ثم ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ آيات في سياق باب الخوف ، سبق بعضها ، ومنها قوله تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) [آل عمران: 28] ، يعني أن الله عز وجل يحذرنا من نفسه أن يعاقبنا على معاصينا وذنوبنا ، وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج: 1 ، 2] .


هذا أيضاً فيه أن الإنسان يجب أن يخاف هذا اليوم العظيم ، الذي قال الله عنه : ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) يعني من شدة ما ترى من الأهوال ومن الأفزاع .


( وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ) يعني مشدوهين ، ليس عندهم عقول ، ولكنهم ليسوا بسكارى ( وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) .


وقال تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [الرحمن:46] ، إلى آخر السورة ، أي من خاف المقام بين يدي الله عز وجل ، فإنه سوف يقوم بطاعته ، ويخشى من عقابه ، فله جنتان ، وفي أثناء الآيات يقول : ( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) [الرحمن:62] ، فهذه أربع جنات لمن خاف مقام الله عز وجل ، ولكن الناس فيها درجات . نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أهلها بمنه وكرمه .



فالأمر خطير ، فيجب علينا جمعياً أن نحذر من أهوال هذا اليوم ، وأن نخاف الله سبحانه وتعالى ، فنقوم بما أوجب علينا ، وندع ما حرم علينا .


نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على ذلك بمنه وكرمه


من شرح رياض الصالحين المجلد الثالث






للشيخ ابن عثيمين



إظهار التوقيع
توقيع : ممرريم
#2

افتراضي رد: بـاب الخـوف قال تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)

باركك الرحمن يا حبيبة

إظهار التوقيع
توقيع : نَقاء الرُّوح


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير سورة الكوثر _ تفسير الطبري نَقاء الرُّوح القرآن الكريم
المواعظ الغالية راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
تفسير سورة الفلق تفسير عطور الجنه القرآن الكريم
عضوة وشخصية اسلامية ok12374 قصص الانبياء والرسل والصحابه
كبائر الذنوب اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 04:16 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل