أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع


مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع





المرأة والأسرة والمجتمع....
إنّ علماء الاجتماع على تبايُن مشاربهم ومذاهبهم يُجمعون على أنّ الأسرة عماد المجتمع، وقاعدة الحياة البشريّة، وأنّها إذا قامت على أسسٍ قويمةٍ سليمةٍ استقرّت أحوال المجتمع، وتوطّدت أركانه.
فإذا وهنت قواعد الأسرة، والأسس التي تقوم عليها، ولم يتحقّق لها أسباب القوّة على اختلافها، اضطربت أحوال المجتمع واختلّ توازنه.
إنّ الأسرة هي النموذج الأساس لتكوين الشخصيّة، بل هي المهندس الأوّل الذي يضع تصميم هذا التكوين.
ولأهمّية الأسرة وأثرها في المجتمع، وجّهت الرسالات الإلهيّة نحوها قسطاً كبيراً من العناية والرعاية. وجاءت الرّسالة الخاتمة التي بعث بها محمد (ص) بالتشريعات التي تحفظ للأسرة قوّتها والقيام برسالتها كما ينبغي أن تكون، لتظلّ دائماً خليّةً صالحةً في جسم المجتمع، وبُنيةً نقيّةً من شوائب الضعف، تدرأ عنه عوامل التخلّف والانحلال.
منزلة المرأة في الأسرة
إنّ المرأة هي العمود الفقريّ للأسرة، وإن المقولة التي تجعل وراء كلّ عظيمٍ امرأة مقولة صحيحة، لأنّ المرأة هي التي تُهيّئ لحياة الأسرة كلّ أسباب النجاح والفلاح والتفوّق والتجديد، وتدرأ عنها كلّ عوامل الإخفاق والتخلف والتقليد.
ولذلك كانت المرأة بنصّ الحديث الشريف في بيتها راعيةً ومسؤولةً عن رعيّتها، وهذه الرّعاية لها جانبان: ماديٌّ ومعنويٌّ، ويتمثّل الجانب الماديّ في إعداد ما تقوم به الحياة لكلّ أفراد الأسرة من نظافة ملبسٍ ومأكلٍ ومشربٍ ومسكنٍ، وأمّا الجانب المعنويّ فإنّه يتمثّل في حُسن تبعّل المرأة لزوجها، فإنّه يعدل الجهاد، ثم رعاية الأبناء رعاية حبٍّ وتوجيهٍ، والإحسان إلى الوالدين وصلة الأرحام بالمودّة وتفقّد الأحوال.
وهذه المسؤولية بشطريها الماديّ والمعنويّ متكاملة، وبها يكون الترابط الأسريّ متيناً، كما أنّها تقوم بدورٍ مهمٍّ في الضبط الاجتماعيّ، وتؤكّد روابط التعاون والتكامل في محيط الأسرة.
ولمسؤولية المرأة في الأسرة كرّمها الإسلام أعظم تكريمٍ، وجعل لها شخصيّتها ومكانتها، وانتشلها من الهوان الذي تحدّر إليها من أعماق التّاريخ؛ لقد منحها حقّ اختيار الزوج، وحقّ التّملك، وحقّ إبداء الرأي والمشاورة، وجعل لها نصيباً من الميراث.
إنّ المرأة شقيقة الرجل، أو نصف المجتمع، وراعية النّصف الآخر، ولهذا كان دورها في الأسرة يفوق دور الأب، بحكم صلتها القويّة، واتّصالها الطويل بالأبناء، وبحكم تأثيرها القويّ على شخصيّاتهم، وقدرتها على توجيههم الوجهة التي تُريد، وتلقينهم المبادئ التي تؤمن بها، وبخاصّة في مرحلة الطفولة، وقديماً قيل: المرأة التي تحرّك سرير الرضيع بيُمناها، تستطيع أن تُحرّك العالم بيُسراها.
إعداد المرأة لحماية الأسرة
وما دام للمرأة في الأسرة تلك المنزلة والأهمّية، وأنّ هذا يؤكّد مسؤوليّتها عن حماية الأسرة من كلّ ما يتهدّدها، فإنّ إعدادها للقيام بهذه المسؤولية ضرورة إسلاميّة. وهذا الإعداد يتطلّب أن تُدرك عن يقينٍ بأنّها في داخل البيت تؤدّي عملاً جليلاً، لا يمكن لغيرها أن يقوم به، وأنّ تقصيرها في هذا العمل وتحمّل مسؤوليّتها لا يضرّ بأسرتها فحسب، وإنّما يُلحق الضرر بالمجتمع بأسره.
وإذا كانت المرأة هي المدرسة الأولى التي يتلقّى فيها الطفل الدروس الابتدائية في تعامله مع الحياة، وإذا كان ما تغرسه في نفوس الأبناء من قيمٍ في السنوات الأولى يلازمهم طوال حياتهم، مهما تراكم عليها من عوامل الإفساد، كان لا بدّ أن تتسلّح بثقافةٍ دينيةٍ أساسيّةٍ تكون لها هادياً لتلقين الأبناء القيم الإسلاميّة السليمة.
والمرأة إلى جانب ثقافتها الدينيّة في حاجةٍ ملحّةٍ إلى قسطٍ من العلوم التربويّة تُساعدها على أن تجتاز بأبنائها مرحلة طفولتهم في أمانٍ.
وإذا كانت التربية الصحيّة أصبحت علماً قائماً بذاته له أصوله وقواعده، فإنّه يتعيّن على المرأة المسلمة أن تُلمّ بقسطٍ من التربية الغذائيّة، فتعرف مكوّنات الغذاء الكامل، وأثر غياب بعضها على النموّ السليم، كما تعرف كيف تُعدّ لبيتها غذاءً متكاملاً متوازناً بأقلّ التكاليف، وتُساهم بذلك في البناء الاقتصاديّ للأسرة، بالإضافة إلى ما يوفّره الغذاء الكامل من سلامة البدن، وبالتالي سلامة العقل، فالعقل السليم في الجسم السليم.
إنّ المرأة مع مراعاتها لقواعد الصحّة الضروريّة عليها أن تُربّي أولادها على الالتزام بقواعد النّظافة في كلّ شيءٍ، فالإسلام دين الطّهارة والنّظافة، طهارة الظاهر والباطن معاً؛ وتبعاً لهذا يكون المسلم دائماً شامةً بين النّاس يرى فيه الجميع صورةً مشرقةً للنّظافة المادّيّة والمعنويّة على السّواء.
وعلى المرأة، بالإضافة إلى ما سبق، أن تُنشئ أولادها على النّظام، وأن تحرص على أن يكون البيت جميلاً منسّقاً؛ والجمال ليس علماً يُلقّن، ولكنّه إحساسٌ وثقافةٌ تؤصّل في الإنسان منذ نعومة أظفاره، حتى تصير جزءاً من شخصيّته. والمرأة المسلمة أولى النّاس أن تكتسب هذه الثقافة وتُربّي عليها أطفالها ليشبّوا على حبّ الجمال وتقديره، فالله جميلٌ يُحبّ الجمال.
إنّ المرأة بلا مراءٍ مدرسةٌ لا تقلّ أهميّةً وأثراً عن المدارس النّظاميّة التي تلقى كلّ اهتمامٍ من حيث التطوير، على حين أنّ الأولى الاهتمام بإعداد المرأة، فهي خير ضمانٍ لنجاح المسيرة الحضاريّة.
ولا يعني الاهتمام بإعداد المرأة أنّ دور الرّجل هامشيٌّ في الأسرة، وأنّ هذا الدور لا يتجاوز توفير الضرورات الماديّة لأهله وأولاده، فالرّجل مكمّلٌ للمرأة في مرحلتي المراهقة والشباب، فهما شريكان في رعاية الأسرة.
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: إنّ صرح الإسلام قام على تضحياتٍ ثقالٍ قامت بها أسرٌ شجاعةٌ، تواصى رجالها ونساؤها بالحقّ والصبر، وما أحوج الأمة اليوم إلى أسرٍ مؤمنةٍ شجاعةٍ تفقه رسالتها وتُضحّي في سبيلها، ويتواصى الجميع على حمايتها لتظلّ قوةً تذود عن الأمّة، وتصنع لها حاضراً مشرقاً ومستقبلاً مجيداً.
دور المرأة في مقاومة التحدّيات التي تهدّد الأسرة؟
إنّ تلك التحدّيات إذا كانت قد حقّقت بعض ما خطّط له في غياب المناعة الذاتيّة للمجتمع الإسلاميّ، فإنها لم تحقق كلّ مآربها، فلا زالت جذور الخير وبذور الفطرة السليمة تَهبُ أبناء العالم الإسلاميّ من أسلحة المقاومة ما يحول دون انتشار أوبئة الحضارة الماديّة في جسد الأمّة الإسلاميّة، حيث لا زال عالمنا الإسلاميّ عصيّاً، ولم تنسف قيمه الخيّرة رياح التّحلّل التي اجتاحت العالم كلّه.
وإذا كانت التحدّيات الخارجيّة التي تهدّد الأسرة تركّز على المرأة، لأنّ في إفسادها إفساداً لكلّ أفراد الأسرة، ولذلك كانت هذه التحدّيات تصبّ نحو غايةٍ واحدةٍ، وهي دفع المرأة المسلمة نحو التحلّل من الالتزام بقيمها ومفاهيمها وعاداتها، لتتبنّى المفاهيم والأعراف الأجنبيّة، حتى يتضعضع السور - سور الأسرة المسلمة - الذي يحمي المجتمع الإسلامي من ذوبان هويّته وضياع أصالته، وانهيار كيانه، ومن ثَمّ ينبغي أن يبدأ بثّ الوعي الإسلاميّ للأسرة من المرأة.
إنّ المرأة بثقافتها الإسلاميّة ووعيها الصحيح بمشكلات مجتمعها وتمتّعها بالإيمان الصادق بالمسؤولية نحو أسرتها وأمّتها، والإخلاص في القيام بهذه المسؤولية تستطيع أن تنتصر على تلك التّحدّيات، وبخاصّةٍ ما يتعلق منها بالجوانب التي تُهدّد القيم الأخلاقيّة.
على أنّ مسؤولية المرأة في دعم كيان الأسرة لا ينحصر في مواجهة التحدّيات الخارجيّة ومقاومتها، وإنّما تشمل أيضاً هذه المسؤوليّة التحدّيات الداخليّة، ويُمكن للمرأة المسلمة بوعيها وثقافتها وإيمانها برسالتها أن تتصدّى لهذه التحدّيات...
والمرأة أيضاً تستطيع أن تعالج ظاهرة طغيان النّظرة الماديّة، وما تمخّض عنها من تحدٍّ للأسرة تمثل في القضاء على مفهوم التيسير في الزواج، فأخذ الناس يتفاخرون بما يقدّمون من صداقٍ وما ينفقون في ولائم الأعراس وما يستوردون من أثاثٍ، وما إلى ذلك، ونجم عن هذا عزوف كثيرٍ من الشباب عن الزواج، لأنّهم لا يملكون ما يُطلب منهم.
ومعالجة هذه الظاهرة الماديّة من قبل المرأة يكون بغرس قيمة التّضحية والمحبّة والتعاون والإيثار في نفوس الأبناء منذ الصغر، ويأتي دور الرجل في هذا مكملاً لدور المرأة، وهما معاً قدوة لأبنائهم بالتّضحية من أجلهم، وبالمساواة في المعاملة بينهم، فالتفريق في المعاملة يورث في النفوس الكراهيّة والأنانيّة والسلبيّة، وما ينشأ عن هذا ممّا يُسمّى بالجزر المنعزلة داخل الأسرة، فكلّ فردٍ فيها يعيش في جفاءٍ عاطفيٍّ، ولا يعرف الإخلاص والوفاء، والحبّ، والعطاء.
وإذا كانت ظاهرة التفكّك الأسريّ من الظواهر المعاصرة التي تُهدّد حياة الأسرة، لأنّها تورث الاضطراب والقلق والتمزّق والنشأة غير السوية للأبناء، فإنّ المرأة بتجربتها في معالجة كلّ التحدّيات يُمكنها أن تكون حمامةَ سلامٍ في داخل الأسرة، وأن تتجاوز عن بعض الهفوات، التي لا يسلم منها إنسانٌ حتى تظلّ علاقتها بزوجها وأبنائها حميمة ومحقّقة لمعاني المودّة والرّحمة والسكن؛ فهذه العلاقة بمعانيها الإنسانيّة تكفل لحياة الأسرة جوّاً نقيّاً من الصراع والخلاف أو التمرّد، ويسود هذه الحياة السلام والمحبة والتعاطف والترابط الوثيق، والأسرة بهذا تقدّم للمجتمع الأجيال الصالحة للقيادة والعطاء الطيّب في مختلف مجالات الحياة.
وحتى تنجح المرأة في القيام بمسؤوليتها في دعم كيان الأسرة فإنّ هذا النجاح يحتاج إلى مناخٍ عامٍ يُساعد على أن يؤتي جهاد المرأة ثمراته النافعة وآثاره الحميدة، فإذا كان هذا المناخ لا يدعم جهاد المرأة في تصدّيها لكلّ ألوان التحدّيات التي تُهدّد الأسرة، فإنّ هذا الجهاد لن يحقّق رسالته كاملة، لأنّ ما تُنفقه المرأة من العمل الصالح في جوٍّ فاسدٍ، وبيئةٍ ملوّثةٍ بشتّى الأمراض لن يبلغ غايته في الإصلاح والشاعر يقول:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ.
أتمنى ان ينال الموضوع إعجابكم


مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع




إظهار التوقيع
توقيع : عہاشہقہة الہورد
#2

افتراضي رد: مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع

يسلمو ياقلبي

إظهار التوقيع
توقيع : وغارت الحوراء
#3

افتراضي رد: مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع

تسلمي
إظهار التوقيع
توقيع : حڸآۉة آڸرۉح
#4

افتراضي رد: مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع

رد: مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع
إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#5

افتراضي رد: مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع

السلام عليكم
ممكن المراجع لهذا الموضوع أو ذكر أسماء الكاتب
أحتاجها للضرورة

شكرا

#6

افتراضي رد: مكانة المرأة فى الأسرة والمجتمع2024.2024/أهمية المرأة فى المجتمع

جزاكي الله خير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أحكام لباس المرأة المسلمة وزينتها - هام هـــدوء فتاوي وفقه المرأة المسلمة
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
المرأة في الاسلام . النساء في المجتمع . ماذا قالوا عنك ايتها المرأة τнє τɪмє σf sυиsєτ فتاوي وفقه المرأة المسلمة
عمل المرأه................ ما رأيكم أنتم في هذا المقال حياه الروح 5 الثقافة والتوجيهات الزوجية
صور اهم ممارسات العنف ضد المرأة بالعالم احمر شفايف حوارات اجتماعية مفتوحة


الساعة الآن 05:32 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل