بكتيريا السالمونيلا Salmonella :
تمت تسمية الجنس على اسم دانيال سالمون (1850-1914)، وهو اختصاصي أمريكي بالباثولوجيا البيطرية ؛ السالمونيلاجنس من العصيات المعوية سالبه جرام، لا تشكل أبواغاً، وتنتج كبريت الهيدروجين، طولها بين 1 - 7 ميكرون، وعرضها 0.3 - 0.7 ميكرون، بين أنواعها مسببات التيفية ونظيرة التيفية والتسسمات الغذائية.
وهى عصيات سالبية الجرام، لاهوائية مخيرة، أغلب أنواعها قادره على الحركة بفضل الأهداب المحيطية، تشكل مستعمرات مستديرة بيضاء ضاربة إلى الرمادي على أوساط الزرع الصلبة، وفي الأوساط السائلة تشكل عكراً وراسباً وأحياناً أغشية، تخمر السكريات (الجلوكوز والمانوز والزايلوز والدكسترين) والكحولات مع تشكيل حمض وأحياناً غاز.
يقسم الجنس إلى تسعة أنواع، تشمل حوالي 1200 نمط مصلي تختلف عن بعضها فى الخواص الكيميائية الحيوية، أغلب السالمونيلا ممرضة، ويتعلق إمراضها بوجود مستضدات H والمستضدين الكربوهيدراتيين O وVi.
يوجد من السالمونيلا فصائل مختلفة تسبب أنواعا مختلفة من الأمراض في الإنسان والحيوان، ويعتبر الأطفال والشيوخ أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ذلك نظراً لضعف الجهاز المناعى، وتبدأ أعراض المرض به بعد مدة تتراوح ما بين 12- 48 ساعة.
وأكثر هذه الأمراض إنتشارا هي النزلات المعوية. تصيب السالمونيلا الأطفال والبالغين من جميع الأعمار، ومن الممكن أن يتحول المصاب بالمرض إلى حامل مزمن للمرض (خاصة لدى البالغين) حيث تستوطن البكتيريا الحوصلة المرارية.
حينما تصل البكتيريا إلى الدم تبدأ معركة المناعة وما يتبعها من مظاهر لها كارتفاع درجة الحرارة الشديدة وفقا لضراوة الميكروب وإعداده، يشارك الكبد والطحال في المعركة فينفخهما، وتحظى الأمعاء بالقدر الأكبر من الهجوم خاصة الأمعاء الدقيقة منها فتهاجم البكتيريا جدرانها وأوعيتها الليمفاوية فتحدث بها قروحا ينتج عنها نزيف معوي أو التهاب في غشاء البريتون الذى يحتوى الأمعاء بكاملها.
التوازن بين ضراوة الميكروب وكفاءة جهاز المناعة إلى جانب العلاج تحدد مسار المعركة التى قد تسفر عن عواقب وخيمة يعانى منها الإنسان، والتى قد تصل إلى تأثر الكلى والقلب أيضا.
يعلن المرض عن نفسه فى ثلاث صور مختلفة أحيانا، النزلة المعوية الحادة، حمى التيفود الحادة،حمى التيفود المزمنة .
النزلة المعوية الحادة:
تكون نتيجة الإصابة بالميكروب، والتى تؤثر فى الأمعاء بقسوة، فإلى جانب ارتفاع درجة الحرارة تتكرر نوبات الإسهال الحادة التى يفقد فيها الإنسان الكثير من الماء، الذي يعرضه للجفاف أو الهبوط الحاد فى الدورة الدموية.. كما تتناوب عليه أعراض ارتباك الجهاز الهضمى من غثيان وقىء وإحساس بالهبوط العام.
عادة ما يرتكز التشخيص على أبحاث الدم التى تشير إلى ارتفاع نسبة كرات الدم البيضاء إلى جانب المزارع البكتيرية للبراز والدم والتى تشير إلى وجود باكتيريا السالمونيلا.
الحمى التيفودية الحادة:
تتشابه أعراض التيفود مع الباراتيفود بأنواعه وقد درج البعض على الاعتقاد بأن حمى التيفود أبلغ ضررا من الباراتيفود، الواقع أنهما لا يختلفان فى النتيجة فهما متشابهان إلى حد يصعب التمييز بينهما إلا بتحاليل الدم .
الأعراض المصاحبه تكمن فى صداع شديد جداً، فقدان للشهية وإحساس بالغثيان، نوبات إسهال وإمساك متعاقبة، احتقان وآلام فى الزور، سعال جاف، نزيف من الأنف، يبدو المريض فى حالة من الإعياء لا تخطئها العين وقد تتبدل ملامحه إلى تلك الملامح التى يصفها العلم بالملامح المُِسمَة نتيجة هجوم البكتيريا الضار وسمومها التى تسرى فى دم المريض وأنسجته.
يعتمد التشخيص على الصورة الإكلينيكة التى يحدثها المرض إلى جانب الفحوص المعملية:
1/ صورة كاملة للدم.
2 /مزرعة من الدم تظهر فيها باكتيريا السالمونيلا.
3 /اختبار فيدال الذى يظهر وجود أجسام مناعية مضادة لبكتيريا السالمونيلا.
الأوزاغ والسالمـونيـلا (8-9-10-11 ):
الأوزاغ تعتبر من الزواحف الأليفه فى الكثير من الدول، كما تقوم بعض الأماكن ببيعه والترويج له على أساس أنه من الحيوانات الأليفه، ومنها من يرفع بعض الشعارات مثل كيف تحسن اختيار وزغك الخاص بك ؟ وكيف تعتنى بوزغك المفضل ؟ وهناك العديد من هذه الأماكن على هذا القبيل، ولذلك تكون الإصابه ببكتيريا السالمونيلا أكثر سهوله للأشخاص الذين يتعايشون ويتعاملون معها على أنها من الحيوانات الأليفة التي لا تضر، حيث تكون هذه المعاملة سبباً أساسياً فى نقل السالمونيلا والإصابه بالأمراض الخطيره التى قد تؤدي إلى الوفاة.
كيفيه الإصابه بالسالمونيلا:
تحمل الأوزاغ بكتيريا السالمونيلا فى أمعائها، والتي تخرج مع الفضلات، والتي يعلق بعضها بأقدام الأوزاغ، وبالتالي عندما يتم مداعبة هذه الأوزاغ من قبل الأشخاص الذين يهتمون بتربيتها من المؤكد أنها ستترك أثراً على الأيدي أو بأماكن تواجدها معهم، فتنتقل السالمونيلا إليهم دون أن يشعروا. أيضاً نجد أن الأوزاغ قريبة جداً من الأماكن المحيطه بنا، والتى تتخذها مسكناً وبالتالى من السهل أن تخلف ورآئها هذه البكتيريا الضارة فى الأماكن المعيشية، ونجدها أيضاً تتخذ الحقائب ملجئاً لتبتعد عن أنظار المعتدين، حيث أن الحقائب توفر لها أيضاً البيئه المناسبه، والتى أيضاً تكون وسطاً فعالاً لنمو السالمونيلا، ويوجد وسائل عديده تنتقل بها هذه البكتيريا من الأوزاغ إلى الإنسان دون أن يشعر إلا إذا داهمته الإصابه وظهرت عليه الأعراض المرضيه كالصداع، آلآم البطن، الإسهال الدموى، والدوخان، والتقيؤ، والجفاف، والحمى الشديده، وفقدان الشهيه، إلى غير ذلك من المضاعفات التى تتعدى من مرحله الإلتهاب إلى مرحله تسمم الدم والأنسجه ثم الموت، ويحدث ذلك خاصهً عند الصغار وكبار السن لضعف الجهاز المناعى .
وكالة حماية الصحة في بريطانيا:
أظهرت نتائج أحدث إحصاءآت وكاله حماية الصحة فى بريطانيا، أن الأطفال فى المنازل التى تربى بها الأوزاغ الأليفه أكثر عرضة للإصابه ببكتيريا السالمونيلا، ولقد تم إكتشاف 14 حالة إصابة بالسالمونيلا فى الولايات المتحده الأمريكيه بالأشخاص الذين يهتمون بتربيه الأوزاغ كزواحف أليفة.
وأشارت الدراسه إلى أن الإختبارات المعملية أفادت بإرتفاع حالات الإصابه بنوع السالمونيلا أريزوناى، والتى يمكن أن تكون قاتله لـ 55 حاله مقابل 30 حاله فى الأعوام العشر الماضيه .
علماء الأحياء بجامعة براون والجمعية البيئية الأمريكية :
تم الإختبار على بعض الأنواع من الأوزاغ، والتى وجدَ أنها تحتوى على عشره أنواع من السالمونيلا، وذلك عن طريق الدكتوره كاثرين سميث بجامعه براون والتى قالت هى وزملائها أن تجاره الحيوانات الأليفه تجعلها قادره على إمكانيه تحقيق العديد من الأمراض الخطيره فى الولايات المتحده الأمريكيه، وذكرت سميث فى مجله العلوم أن الولايات المتحده استوردت بـ1.5 مليار جنيه حيوانات أليفه من ضمنها الأوزاغ، ولذلك شهدت الفتره من2000 إلى 2006 العديد من الإصابات ببكتيريا السالمونيلا.
كان قد عقد فى الجمعيه البيئيه الأمريكيه إجتماعاً وصفت فيه سميث النتائج الجديده لدراستها على 150 وزغه مستورده من إندونيسيا، وجدت أن 60% منها جاءت إيجابيه للسالمونيلا .
الإتحاد الأفريقي لعلم الأوبئة والصحة العامة ( 8 ):
تم عقد مؤتمراً بالإتحاد الإفريقى لعلم الأوبئه والصحه العامه، وذلك تحت عنوان الأمراض حيوانيه المنشأ ( بتاريخ 12/9/1985) وكان المؤتمر يتضمن دراسه أجريت على 90 وزغه مزليه، وذلك فى تسوكا، ونينجيريا، وأكدت النتائج أن السالمونيلا إيجابيه للـ90 وزغه، وقد وجدت العديد من الأجناس المتنوعه للسالمونيلا، سالمونيلا تيفيميريم Typhimurium، وغيرها.
مستشفى رويال قسم طب الأطفال (هامبيشبر وينشيستر ):
أعلنت المستشفى بتاريخ 3/3/2000 عن وفاه طفلين بالسالمونيلا، والتى تم عزلها من السائل النخاعى . وكانت الإصابه نتيجه براز الوزغ الذى يحمل السالمونيلا . وأشادت المستشفى بالبعد عن التعامل مع الأوزاغ، خاصة في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال .
مجله العلوم الأمريكيه 4 اغسطس 2009 (10,9):
نشرت مجله العلوم الأمريكيه جزئاً خاصاً ناقشت فيه مسببات الأمراض من الزواحف الأليفه، حيث قال الدكتور برندان بوريل أنه قد وجد عشره أنواع من السالمونيلا في أحد الأوزاغ .
لذلك من الأمراض الأكثر شيوعا التي قد نحصل عليها من الأوزاغ هى السالمونيلا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تصل نسبه الأشخاص المصابون بالسالمونيلا من الأوزاغ ومعظم الزواحف الأخرى إلى 70,000 شخص كل عام فى الولايات المتحده الأمريكيه، حيث يصاحب الإصابه حمى معتدلة، والغثيان وآلام في البطن والمغص والاسهال.