أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=299640
595 3
#1

جديد مواصلة لقصة جميلة امانة تدخلوووووا (2)

موااصلة:

2- ثورة الغَيرة:
هو أبو العباس السَّفاح مؤسِّس الدولة العباسية، وهي زوجته أم سلمة بنت يعقوب بن عبدالله المخزومي، أحبَّها حبًّا شديدًا، ووقعتْ في قلبه موقِعًا عظيمًا، فحلَف لها ألا يتخِذ عليها سُرِّيَّة ولا يتزوَّج عليها امرأة، وفعلاً وفَّى لها بذلك. وذات يوم خلا به خالد بن صفوان، وقال له: يا أمير المؤمنين، فكَّرت في إرمِك وسعة مُلكِك وأنك قد ملَّكت نفسك امرأة، واقتَصرت عليها، فإذا مرِضتْ مرضتَ، وإذا حاضت حِضت، وحرَمت نفسك التلذُّذ بالسَّراري واستظراف الجواري، ومعرفة تنوُّع حالاتهن، وألوان التَمتُّع معهن بما تَشتهي، فمنهن يا أمير المؤمنين الطويلة الغيداء، والعنيقة الأدماء والزهيَّة السمراء، والمولدات المُغنيات اللواتي يُفتَن بجمالهن وفنِّهن.
ولو رأيتَ يا أمير المؤمنين السمراء واللعثاء من مولِّدات البصرة والكوفة، وذوات الألسن العذْبة، والقُدود المُهَفْهفة، والأوساط المخنصرة، والثدي النواهد المحقَّقة، ثم نظرتُ إلى حُسْن زيِّهن وشكلهن - لرأيت فتنًا ومنظرًا حسنًا.
وأين أنت يا أمير المؤمنين من بنات الأحرار والنَّظر إلى ما عندهن من الحياء والتخفُّر، والدَّلال والتعطُّر؟
وهكذا ظلَّ خالد يُجيد في الوصف ويُكثر في الإطناب بحلاوة لفْظه وجودة كلامه، وما أن فرَغ حتى قال له أبو العباس: ويحك! والله ما سلَك مسامعي قط كلام أحسن مما سمِعته منك، فأعِده علي، فأعادَه عليه وزاد فيه ثم انصرَف، وبقي أبو العباس متفكِّرًا مغمومًا، فدخلت عليه أم سلمة وكانت تَبرُّه كثيرًا وتتحرَّى مَسرَّته وموافَقته في جميع ما أراد.
قالت: ما لي أراك مغمومًا يا أمير المؤمنين؟ هل حدَث أمر تكرَهه أو أتاك أمر ارتَعت له؟
قال: لم يكن شيء من ذلك، قالت: فما قِصَّتك؟ فجعل يكتم عنها، فلم تزل به حتى أخبَرها بمقالة خالد.
قالت: فما قلتَ لابن الفاعلة؟ قال: سبحان الله! يَنصحني وتشتمِينه، فخرجتْ من عنده وقد هاجَها الغضب، وأرسَلت إلى خالد عبيدًا، وأمرتهم بضرْبه والتنكيل به.
قال خالد: وانصرَفتُ إلى منزلي مسرورًا بما رأيت من إصغاء أمير المؤمنين وإعجابه بما ألقيتُ إليه، وأنا لا أشكُّ في الصِّلة، فما لبِثتُ أن جاء العبيد؛ فلما رأيتهم أقبَلوا نحوي، أيقنتُ بالجائزة، فوقَفوا عليَّ، وسألوا عني فعرَّفتهم نفسي، فهوى علي أحدهم بعمود كان بين يديه، فبادرت إلى الدار، وأغلقتُ الباب، ومكثت أيامًا لا أخرج من منزلي!
وطلَبني أمير المؤمنين طلَبًا شديدًا، فلمْ أشعر ذات يوم إلا بقوم هجَموا عليَّ وقالوا: أجِب أمير المؤمنين؛ فأيقنتُ بالموت، وقلت: لم أرَ دم شيخ أضيعَ من دمي، وركبت فلم أصِل إلى الدار حتى استقبَلني عِدة رُسلٍ، ودخَلت على أمير المؤمنين فوجدتُه جالسًا، فأومأ إليَّ بالجلوس فعاد إليَّ عقلي، وفي المجلس باب عليه سُتور قد أُرخيت، وخلْفه حركة: فقال لي: يا خالد، منذ ثلاث لم أرَكَ، قلت: كنت عليلاً يا أمير المؤمنين، قال: أنت وصفت في آخر مقابلة لي من أمر النساء والجواري ما لم يَطرُق سمعي قط كلام أحسن منه فأعِده عليَّ، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، أعلمتُك أن العرب اشتقَّت اسم الضَّرَّة من الضَّرر، وأن أحدًا لم تك عنده امرأتان إلا كان في ضررٍ وتنغيص، قال: ويحك! لم يكن هذا في حديثك! قلتُ: اعلم يا أمير المؤمنين أن الثلاث من النساء كأثافي القِدْر تَغلي عليها أبدًا، وإن الأربع شرُّ مجموع لصاحبه يُمرِضنَه ويُسقِمنَه ويُضعِفنه، وإن أبكار الإماء رجال، ولكن لا خِصي لهن، وهنا قال أبو العباس: بَرِئتُ من قَرابتي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما سمِعت منك من هذا شيئًا قط، قال خالد: بلى والله يا أمير المؤمنين، وعرَّفتك أن بني مخزوم ريحانة قريش، وأن عندك ريحانة الرياحين وأنت تَطمَح بعينك إلى الإماء والسَّراري، قال خالد: فقال لي أبو العباس: ويَحك! أتُكذِّبني؟ قلت: أفتقتُلني يا أمير المؤمنين، قال: فسمِعت ضَحِكًا من وراء السِّتر وقائلاً يقول: صدقتَ والله يا عمَّاه هذا الذي حدَّثته، ولكنه بدَّل ونطَق على لسانك بما لم تنطق به، قال خالد: فقمتُ عنهما وتركتهما يتراوَدان في أمرهما، فما شعرتُ إلا برُسل أم سلمة ومعهم المال والثياب، فتقدَّم إليَّ كبيرهم وقال: تُحيَّيك أم سلمة وتقول لك: إذا حدَّثت أمير المؤمنين فلا تحدِّثه إلا بمِثل هذا الحديث.


يتبع ان شاء الله







إظهار التوقيع
توقيع : اسف انا
#2

افتراضي رد: لقصة امانة تدخلوووووا (2)

شكرا اعسل
إظهار التوقيع
توقيع : زهرة الوادى 2
#3

افتراضي رد: مواصلة لقصة جميلة امانة تدخلوووووا (2)

موضوعك جميل
إظهار التوقيع
توقيع : انا دلوعة اوووى
#4

افتراضي رد: مواصلة لقصة جميلة امانة تدخلوووووا (2)

بارك الله فيكى
إظهار التوقيع
توقيع : خديجة فى قلبى


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ازرعوا امانة تحصدوا ثقة نسائم الرحمة قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 06:38 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل