أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن
السلام عليكم


إزيكو يا عدولات
الرواية دي قرأتها من فترة وعجبتني
قلت أنزلهالكم بالمرة

يا ريت بس اللي هتتابع تقول عشان لو مش كتير هيتابعوها هوقفها بقا

وبالمرة عشان أحدد هنزلها إمتى

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

الفصل الأول



أعتدل جاسر فى جلسته فى اهتمام وهو يتفحص ملامح ابنه الأصغر ثم يقول فى هدوء:

- بتقول أيه يا علي .. كرر كلامك تانى كده عاوز اتأكد!

علي بتلعثم :

- بقول يا بابا بعد أذن حضرتك يعنى عاوز أتجوز أحلام بنت خالتى

ظهرت ملامح خيبة الأمل على وجه جاسر وهو يقول بدهشة :

- أحلام بنت سميحة؟!

جفف علي عرقاً وهمياً براحته اليمنى وهو يومىء مؤكداً:

- أيوه يا بابا .. بنت خالتى سميحة

وقف جاسر بغضب وانفعال هاتفاً:

- وهى دى بقى الزوجة الصالحة اللى انت بتتمناها؟

أجاب علي بارتباك:

- يا بابا والله أحلام بنت كويسة.. وخالتى سميحة اتغيرت خالص

هتف جاسر بعنف:

- بأمارة أيه بقى .. بأمارة أمك اللى قطعت اختها بسبب تصرفاتها وموصيانى قبل ما تموت أن محدش منكم يفكر فى بنتها مجرد تفكير

أبتلع علي غصته وقلبه يخفق بقوة وهو يرى انفعال والده ونظراته الغاضبة الموجهة نحوه وقال مدافعاً:

- يا بابا والله احلفك ده كان زمان .. خالتى بقت حاجة تانية.. دى حتى عملت عمرة السنة اللى فاتت وأحلام بنت مؤدبة جدا

لم يستطع جاسر كتمان ثورة الغضب التى نشبت فى صدره أكثر من هذا , أمسك الهاتف وضغط على عدة أرقام ثم وضع سماعة الهاتف على أذنه وتكلم إلى ولده الأكبر وكأنه يصرخ :

- ايوه يا حسين .. تعالى عندى هنا حالاً وهات معاك أخوك ابراهيم ..مش عاوز أسئلة .. تكونوا عندى هنا فى لمح البصر

أغلق الهاتف فى حدة وكأنه قبض قلب ابنه علي فى يديه عوضاً عن سماعة الهاتف , فبدأ جبينه يتصبب عرقا وأحمر وجهه وتمنى لو أنه لم يكن أعرب عن رغبته فى الزواج, تركه جاسر واقفاً متصلباً مكانه وخرج فى انفعال وسرعة إلى بهو المنزل الواسع ووقف ينتظر ولديه الأكبر . لم يمر وقت طويل حتى حضرا مسرعين وأقبل حسين الأبن الأكبرعلى والده فى سرعة وأخيه إبراهيم فى أثره وهو يقول لاهثاً :

- فى أيه يا بابا ..أيه اللى حصل؟

أشار جاسر إليهما أن يلحقا به للداخل حيث ينتظرهم علي أخيهم الأصغر وهما ينظران إليه بتساؤل وهو متوتراً فى انتظار تحديد مصيره . وقف جاسر بشموخ بين أبنائه الثلاثة وتوجه بالحديث الى ولده حسين قائلاً:

- شوفت يا حسين أخوك الصغير عاوز يتجوز مين؟

نظر حسين نحو علي نظرة عتاب ثم أعاد النظر إلى والده مرة أخرى ولم يتكلم, أستطاع جاسر قراءة نظرات ولده وما خلفها وفهم منها بأنه كان على علم بما يحدث من قبل فتكلم غاضباً:

- عارف ومخبى عليا يا حسين.. ما تتكلم

قال حسين فى ارتباك:

- يا بابا والله انا حاولت معاه كتير.. لكن واضح انه متمسك بيها ..هعمله أيه طيب

توجه جاسر بالحديث إلى إبراهيم ابنه الأوسط وهو يقول منفعلاً :

- وانت كمان كنت عارف!

أطرق إبراهيم برأسه قائلاً بخفوت :

- أيوا يا بابا

صاح جاسر بغضب هادر:

- و أنا آخر من يعلم يا ولاد جاسر؟

تدافع حسين وإبراهيم فى الكلام وأخيرًا صمت إبراهيم وترك لأخيه المجال كما يفعل دائماً وسمعه يقول:

- يا بابا انت عارف علي لما بيحط حاجة فى دماغه.. وبعدين انا قلت نسيبه يمكن يطلعها من دماغه .. مكناش فاكرين انه مصمم عليها أوى كده





زفر علي متأففاً وهو يشعر بهم يضيقون الخناق حول رغبته وقال بعناد وتصميم :

- يا بابا بصراحة كده اللى بيحصل ده مالوش لازمة.. أنا بحب أحلام وهتجوزها

ضرب جاسر كفاً بكف وهو يقترب منه ويقول بسخرية مريرة :

- والله ؟!.. وحبتها أمتى بقى .. وهى بترقص فى فرح اخوك وعيون الرجالة بتاكل فى جسمها أكل وهى ولا هاممها ؟

قاطعه علي بعصبية :

- لو سمحت يا بابا كفاية .. قولتلك أنهم اتغيروا .. وبصراحة كده انا بحبها ومش هتجوز غيرها.. جيت آخد موافقتك علشان مبقاش عملت حاجة من وراك

أنهى عبارته الأخيرة واستدار مغادراً بنزق وغضب, هوى جاسر فوق الأريكة بيأس وقال بحزن شديد :

- هاتسيبوه يعمل اللى فى دماغه .. هاتسيبوا اخوكم يتجوزها

جلس بجواره ولديه عن يمينه وعن شماله وحاول إبراهيم أن يهدىء الموقف وهو يقول :

- ما يمكن يا بابا زى ما بيقول كده أنهم اتغيروا.. محدش عارف

التفت إليه جاسر وهو يقول فى وهن شديد:

- أمتى يابنى ..أمتى اتغيروا ؟ ..هو انت مش لسه فرحك مكملش السنتين.. وكلنا شوفنا البت وامها شاكلهم كان عامل ازاى.. حضروا من غير دعوة وعملوا فيها اصحاب الفرح .. وشوفنا كلنا هدومهم وكانوا عاملين ايه فى روحهم .. والبت طلعت وقعدت ترقص ولا همها حد ولا همها كسفتنا قدام الناس ولا نظر الرجالة ليها وكأنها رقاصة جايه تحيى الفرح

وضع حسين كفه برقة على كتف والده قائلاً :

- يا بابا احنا خايفين عليك.. أنت عارف علي هو الصغير وطول عمره مدلع وراسه ناشفة .. وطالما قال عاوزها يبقى هيتجوزها حتى لو احنا رفضنا ...خلاص نخليها بجميلة بقى ونوافق .. واهو يبقى تحت عنينا بدل ما يخرج عن طوعك ويبقى خسر الدنيا والآخرة

""""""""""""""""

- حسين...حسيـــــــن

أنتبه حسين من ذكرياته على صوت زوجته عفاف قائلاً بشرود:

- هه ... بتقولى حاجة يا عفاف؟

أبتسمت عفاف بدهشة وقالت :

- بقول حاجة ؟!! .. ده انا بقالى ساعة بنده عليك وانت ولا انت هنا.. أيه كل ده سرحان؟

أرسل حسين تنهيدة طويلة حارة وهو يعتدل فى مجلسه ويقول محدثاً أياها :

- أفتكرت ابويا الله يرحمه .. لما اتصل بينا وجابنا على ملا وشنا لما علي قاله أنه هيتجوز أحلام

أرتفع حاجبيها بتعجب وقالت بشجن :

- ياااه.. ده انت روحت لبعيد أوى.. فوق العشرين سنة

ثم شردت وهى تتابع بحنان :

- كان ساعتها معانا عبد الرحمن ويوسف.. ومكنش ساعتها لسه ربنا رزقنا البت فرحة

تنهد حسين بقوة للذكرى ثم قال :

- فاكره يا عفاف .. كان نفسى أوى يبقى عندى بنت واسميها فرحة

ابتسمت عفاف بسعادة وهى تقول :

- و ربنا كرمنا بيها بعد يوسف بكام سنة.. اللهم لك الحمد والشكر يارب

ظل حسين يستعيد ذكرياته وهو يتابع قائلاً :

- كان ساعتها ابراهيم لسه متجوز بقاله سنتين .. وكان وليد ابنه يدوب عنده سنة.. وكانت لسه وفاء اخته فى علم الغيب

استندت عفاف إلى راحة يدها وهى تتنهد وتقول:

- سبحان الله.. كأن الكلام ده كان لسه من كام يوم مش من سنين طويلة

عندما انهت كلمتها الأخيرة لمحت دمعة فى عينيه تقاوم لتخرج ولكنه كبح جماحها فى صبر فقالت:

- ادعيله بالرحمة يا حسين

قال فى حزن:

- الله يرحمه .. مش لو كان سمع كلامنا من الأول كان زمانه...

قالت عفاف مقاطعة:

- استغفر ربك يا حسين ده قدر ونصيب .. ربنا كتبله يتجوزها ويخلف منها تلات عيال



لمعت عينينه فى عزيمة وأصرار وهو يقول:

- هلاقيهم يا عفاف لازم الآقيهم ..علي الله يرحمه وصانى ادور عليهم واجبهم هنا وسطنا فى بيت العيلة .. ومن ساعتها وانا بدور عليهم وان شاء الله هلاقيهم قريب ..انا خلاص قربت اوصلهم.




في أمان الله
رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن



إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek
#2

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

مـعااكـى يـ قمـر ♥

إظهار التوقيع
توقيع : NoUr♥
#3

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

بحبها جدا
بس قفلت منها في الاخر لما عرفت ان الابطال مريم و يوسف
مشكورة يادودو


إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة
#4

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

منورين

إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek
#5

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

معاكي يا قمر
كملي

إظهار التوقيع
توقيع : سماء الأمل
#6

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

أوووك حبيبتي
الفصل التاني هنزله بعد شوية كدة لما افتح اللاب

إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek
#7

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

الفصل الثانى



وقف عبد الرحمن أمام مكتب والده وطرق الباب بخفة ثم دخل وأغلق الباب خلفه, نظر إليه والده قائلاً :

- تعالى يا عبد الرحمن

دخل وجلس فى مواجهته وقال:

- خير يا حاج حسين بعتلى ليه؟

تسائل حسين ببساطة وهو يقلب الأوراق بين يديه :

- مروحتش المطار النهاردة ليه؟

أجاب عبد الرحمن فى ضجر:

- يا بابا .. يا بابا حرام كده بقالى سنيين بروح المطار وأطلع على كشوفات القدوم والمغادرة من مصر لما صاحبى زهق مني وقالى أنت بتجيى مع القبض كل شهر ولا أيه

قال حسين بعصبية :

- يعنى ايه زهق ...هو يعنى بيوريهالك ببلاش .. وبعدين مالك مضايق كده..مبقتش عاوز تدور على ولاد عمك ولا أيه ..أروح انا بنفسى ؟

أطرق عبد الرحمن متململاً فى مقعده وهو يقول:

- العفو يا بابا ..بس كفاية كده .. لو كانوا هينزلوا مصر كانوا نزلوا من زمان لكن طالما بقالهم سنين يبقوا استقروا خلاص

ضرب حسين المكتب أمامه بقبضة يده وهو يهتف فى ولده بضيق :

- انت ملكش دعوة .. أعمل اللى بقولك عليه ..تروح تطلع على الكشوفات بنفسك أنا مبثقش فى صاحبك ده

حاول عبد الرحمن تهدئة الموقف قليلاً وهو يقول :

- حاضر يا بابا حاضر .. هروح بكره الصبح على طول ..

ثم نهض واقفاً فى سرعة وهو يقول :

- بعد أذن حضرتك لازم اروح مكتبى علشان عندى شغل ضرورى

خرج عبد الرحمن فى ضيق من مكتب والده وهو يزفر بشدة, ألقى نظرة على هند التى تختلس النظر إليه من خلف شاشة الحاسوب ثم تعود وتكمل عملها مرة أخرى, وقف فى مواجهتها واتكأ على مكتبها وهو يقول:

- مش نخالينا فى شغلنا ولا أيه؟

نظرت إليه قائلة بتفكه:

- خاليك فى حالك

أبتسم وقال:

- طب هتتغدى معايا النهاردة؟

ضيقت بين حاجبيها قائلة :

- لاء..

ثم تابعت هامسة :

- ماما عامله محشى النهارده يجنن جبتلك معايا

نظر عبد الرحمن حوله وقال:

- محشى !! ينهار ابيض ده احنا ممكن نتقفش بيه ونروح فى داهية .. بصى لما ابويا ينزل رنى عليا اجيلك صاروخ استفرض بالمحشى ده لوحدى

قالت بدلال :

- يعنى هتاكل لوحدك

قال بخفوت :

- لا طبعا ..

ثم غمز لها وتابع:

- هبقى أديكى واحدة

أحمرت وجنتيها وقالت:

- عيب كده يا عبدالرحمن أحنا لسه مخطوبين

قال بخبث:

- أنتِ فهمتى أيه .. أنا قصدى أديكى واحدة محشى يعنى .. نيتك وحشة على فكرة

نظرت له بغيظ فضحك وانصرف إلى مكتبه على الفور, عندما دلف للداخل وجد يوسف جالس ينتظره وبمجرد أن رآه قال سريعاً :

- أيه يا عم كنت فين بقالى ساعة مستنيك

قال عبد الرحمن ساخراً وهو يجلس خلف مكتبه:

- ساعة أيه أنت هتفشر ده أنا مكلمتش ربع ساعة... لخص عاوز أيه سايب مكتبك وجاى ترمى بلاك عليا ليه

تصنع يوسف الحزن وهو يقول :

- كده يا عبده.. ده انا أخوك برضة

زفر عبد الرحمن وهو يهتف به :

- اااه شكلنا مش هنخلص النهاردة ..عاوز ايه يابنى خلص بدل فيلم الحرمان ده

سأله يوسف بفضول :

- أبوك كان عاوزك ليه؟

نظر إليه فى دهشة قائلا:

- هو مفيش حاجة بتستخبى فى الشركة دى أبدا.. يا سيدى بيسألنى مروحتش المطار ليه الشهر ده

هتف يوسف بحنق :

- يوووه هو لسه حاطط أمل فى الحكاية دى

حرك عبد الرحمن رأسه مؤكداً بسخط :

- مش أمل وبس.. دى أمل وعمر كمان

أبتسم يوسف وهو يغمز قائلاً :

- وطبعا انت مصدقت تروحله لما طلبك علشان تشوف هند

هتف عبد الرحمن على الفور:

- بطلوا قر بقى .. مش احسن ماقعد فردانى زيك كده

قال يوسف بتهكم :

- فردانى ..سنجل .. اهو احسن من الحريم وخلاص

أخرج عبد الرحمن بعض الملفات من درج مكتبه وفتحها واحداً منها وهو يقول :

- هتفضل طول عمرك معقد.. اللى يشوفك كده يقول انك كنت بتحب وخدت بومبة

يوسف:

- حب أية انا ماليش فى الكلام ده .. انا ماليش خلق على الستات أساسًا

أومأ عبد الرحمن برأسه وهو يرفع عينيه عن الأوراق متابعاً :

- انت ملكش خلق على أى حاجة مؤنثة أصلاً ... المهم انت كنت جاى ليه ؟

يوسف:

- ولا حاجة وليد ابن عمك كلمنى وعاوزنا نخرج شوية

عاد عبد الرحمن يقلب أوراقه مجدداً وهو يقول:

- أخرج انت يا عم .. انت فاضى انا عندى شغل كتير النهاردة

ثم أردف وهو يحرك رأسه متعجباً وهو يقول :

- والله انا مش عارف انت مصاحب وليد ازاى.. ده انت من سكه وهو من سكه..هو بيموت فى الستات وانت بتكرههم عمى

قال يوسف مداعباً:

- أيه هو من سكه وأنا من سكه دى هو طالب أيدى ولا أيه

قال كلمته وهوينهض ويهم بالأنصراف قائلا:

- يالا سلام .. أشوفك بالليل فى البيت

تنهد عبد الرحمن وهو يتناول قلمه قائلا:

- سلام يا رايق

***-

جاءت ساعة الراحة وانصرف العمال والموظفين للغذاء, خرج الحاج حسين من مكتبه وهو يقول لـ هند:

- ساعة وراجع يا هند

هند وهى تقف باحترام:

- مع السلامة يا حاج

كاد يهم بالأنصراف ولكنه استـدار فجأة وهو يقول:

- وانتِ يا بنتى مش هتروحى تتغدى ولا أيه .. لو وراكى شغل سيبيه لحد ما تتغدى وابقى كمليه بعدين

قالت هند بحرج:

- لا أنا هتغدى بس.. بس خمس دقايق كده

أبتسم الحاج حسين وقد شعر بحرجها وقال :

- طيب يا بنتى ..السلام عليكم

- وعليكم السلام

أخرجت هاتفها وهاتفت عبد الرحمن وأخبرته أن يأتى للغذاء معها فى الحال ,حضر عبد الرحمن فى سرعة فوجدها جالسة أمام الطاولة الموضوعة أمام مكتبها و عليها علبة متوسطة الحجم وتنتظره , نظر عبد الرحمن إليها بشهية قائلا:

- الله الله من قبل ما آكل تسلم أيدك يا قمر

أشارت له بأن يجلس وهى تقول :

- يالا بسرعة زمانه برد

جلس أمامها مباشرة وأخذ يأكل فى نهم شديد وهى تنظر إليه , أنتبه عبد الرحمن إليها وأبتسم قائلا:

- وأنا أقول ليه كل مرة تعزمينى على الأكل بطنى توجعنى أتاريكى عينكِ فيه

قالت هند بتبرم :

- يعنى ولا قلتلى كلى يا حبيبتى ولا حاجة خالص شفت المحشى نسيت الدنيا

قال عبد الرحمن وهو يأكل بشهية :

- هنعزموكى فى بيتك يا شابة.. كلى كلى

نظرت إليه للحظات ثم قالت بدلال :

- طب مش هتأكلنى بأيدك

أطلق عبد الرحمن ضحكة عالية وهو يقول داعباً:

- طب وانا آكل بأيه

نظرت له فى حنق وهى تقول :

- أنت مش رومانسى على فكرة

توقف عن الضحك ونظر إليها باهتمام قائلاً:

- ليه بس يا حبيبتى

تابعت هند حديثها وهى حائرة :

- مش عارفة يا عبد الرحمن.. أنا بحس أنك مش مهتم بيا خالص .. يعنى مثلا أحنا لوحدنا دلوقتى المفروض تستغل الفرصة وتقولى كلام حلو... لكن أنت نازل أكل كأنى مش موجودة

ربت عبد الرحمن على معدته وكأنه لم يسمعها وهو يقول :

- الحمد لله ..والله الواحد كان جعان أوى

قامت هند فى عصبية قائلة:

- وكمان مش معبرنى

تنهد عبد الرحمن وتوجه إليها وقال هامسا:

- متزعليش يا حبيبتى والله ما قصدى حاجة.. كل الحكاية بس أنى بحترم أنى موجود فى مكتب أبويا مش أكتر من كده

أستدارت هند وهى تقول متبرمة:

- يا سلام هو انا طلبت منك حاجة وحشة

مط شفتيه بعدم رضا وهو يقول شارحاً:

- لاء.. بس أنا لو قلتلك الكلام اللى أنتِ عايزاه وأحنا لوحدنا كده.. الموضوع ممكن يتطور

نظرت له بطرف عينيها وقالت بدلال :

- وأنت بقى خايف على نفسك ولا ايه

تعجب عبد الرحمن بشدة من عبارتها الأخيرة ولم تكن تعنى بالنسبة له إلا معنًا واحدًا .. أنها لا تمانع!!!



***- *



- فرحـــــــــة .. يا فرحــة..

انتبهت فرحة لـنداء والدتها فأغلقت الحاسوب وذهبت إليها مسرعة وهى تهتف بطفولية:

- نعم يا مامتى .. بتنادى ؟

عفاف:

- بتعملى أيه لوحدك كل ده

فرحة :

- أبدا يا حبيبتى كنت بتشغل على الكمبيوتر شوية

زفرت عفاف بقوة ثم قالت :

- يادى الكمبيوتر .. هو أنتِ يا بنتى مفيش فى حياتك غير الرسم .. يأما على الورق يا أما على الكمبيوتر

أطلقت فرحة تنهيدة ناعمة وهى تقول :

- طب أعمل ايه بس يا ماما.. منا ماليش أصحاب كتير ومش بحب أخرج عمال على بطال وبعدين زهقت من الجنينة لسه كنت تحت الصبح وكمان أنا بلاقى نفسى فى الرسم أوى

تابعت عفاف طهيها وهى تقلب الصحن المعدنى بعزيمة و تقول:

- طب مينفعش تلاقى نفسك فى المطبخ شوية بدل ما انتِ سايبانى محتاسة كده

أقبلت فرحة وهى تقبل والدتها على خديها وقالت:

- يا حبيبتى انتِ تؤمرينى عاوزانى اعمل ايه؟ تحبى اسخن السلطة؟

نظرت لها أمها بتعجب وقالت :

- نعم .. تسخنى السلطة ! ..الله يكون فى عونه

قالت فرحة متسائلة:

- هو مين يا مامتى ؟

ضحكت عفاف مجيبة:

- اللى امه داعيه عليه ..

أشاحت فرحة بوجهها بضيق فأردفت عفاف قائلة :

- طب متلويش بوزك كده.. تعالى ساعدينى أبوكى واخواتك زمانهم جايين من الشركة

لوحت فرحة بيديها فى ضجر وهى تقول:

- ماهى لو جات على بابا حبيبى وأخواتى كنا قلنا ماشى لكن انتِ يا ماما عزمة معاهم عمى ابراهيم ومراته وولاده

قالت عفاف بنفاذ صبر:

- أشتغلى وأنتِ ساكتة

ثم أستطردت قائلة:

- وبعدين فيها أيه لما اعزمهم .. أبوكى بيبقى مبسوط والعيلة كلها حواليه

قالت فرحة وهى تقطع الخضار:

- ايوا يا ماما بس طنط فاطمة دى كل ما تشوفنى تقعد تدخل فى خصوصياتى بطريقة غريبة

عفاف:

- معلش يا فرحة دى مرات عمك برضة استحمليها وبعدين ده طبع يا بنتى هنعمل ايه

تابعت فرحة حديثها بحنق وهى تقول:

- انا عارفة ليه كلنا ساكنين فى بيت واحد كده ...أحنا فى دور وعمنا فى دور لا وكمان سايبين الدور اللى فوقينا فاضى علشان ولاد عمى علي اللى لسه منعرفلهمش طريق أصلا

وبختها عفاف لتتوقف عن تزمرها قائلة بتهديد :

- كملى كملى ..لو أبوكى سمعك هيزعل منك أوى ...انتِ عارفة ابوكى وعارفة ازاى يحب العيله كلها تبقى تحت عنيه .. وبعدين دى وصية جدك الله يرحمه أومال هو بنى العمارة دى كلها ليه مش علشان نتلم فيها كلنا وتتجوزوا فيها كمان

قالت فرحة بنزق وهى تستكمل عملها:

- عارفة والله.. انا سمعت الكلام ده كتير

قالت عفاف بنفاذ صبر :

- طب لما عارفة كل شوية تكلمى ليه يا لمضة يالا خلصى اللى ف أيدك بسرعة

***- **



التف الجميع حول الطاولة بعد أن انتهت عفاف وفاطمة وفرحة ووفاء من وضع الطعام عليها , عندها قال الحاج حسين وهو ينظر الى الجميع فى بهجة:

- ربنا يجمعنا دايما يارب كده ونفضل طول عمرنا مع بعض

نظر إليه إبراهيم أخيه فى حنان وهو يقول:

- طول عمرك بتحب اللمة يا حسين.. الود ودك تجيب ابونا الله يرحمه تقعده معانا على السفرة

ابتسمت فاطمة زوجة إبراهيم وهى تقول:

- اه والله اللمة دى مش ناقصها غير الحاج جاسر الله يرحمه

نظر لها الحاج حسين معاتبا وقال :

- ونسيتى أخويا علي الله يرحمه يا أم وليد

تنحنحت بحرج وقالت:

- الله يرحم الجميع

تابع حسين حديثه وهو يتنقل بنظراته بين الجميع وهو يقول:

- وولاده

ربت إبراهيم على كتفه بحنان وقال:

- بكره نلاقيهم يا حسين الصبر طيب

انحنى وليد قليلاً إلى أمه فاطمة وعلى وجهه علامات السخرية وقال هامسًا:

- قال ولاد عمى قال وأحنا نضمن منين انهم ولاده أصلا

لكزه يوسف الذى كان يجلس عن يساره فى جنبه حتى لا يسمعه أبيه وشرع الجميع فى الأكل بصمت , قطعه حسين بعد أن انتهى من طعامه وقال وهو ينهض من مكانه :

- متنساش بكره الصبح يا عبد الرحمن تروح المطار

نهض عبد الرحمن هو الآخر وهو يقول بأدب :

- حاضر يا بابا اللى تؤمر بيه

تكلمت وفاء لأول مرة متسائلة:

- انتوا لسه بتدروا فى كشوف المسافرين والعائدين برضة

ردت عليها فرحة قائلة :

- أيوا يا وفاء ربنا يعطرنا فيهم يارب

كان الحاج حسين فى طريقه إلى غرفة الصالون هو وإبراهيم وعبد الرحمن عندما سمع تعليق وفاء وهى تقول :

- طب أنتوا ليه مفكرتوش أنهم يكونوا فى مصر أصلا

توقف حسين واستدار اليها وهو يقول ببطء :

- قصدك أيه يا وفاء ؟

تابعت وفاء بحماس:

- يعنى ممكن يكونوا مسافروش أصلا

ظل واقفاً فى مكانه وهو يقول بتفكير :

- يعنى أيه الكلام ده ؟ أحنا متأكدين انهم سافروا ..

ثم تابع فى شرود:

- البواب ساعتها قالنا انه سمع أحلام بتقول للتاكسى اطلع على المطار

قالت وفاء بشغف بعد أن نظر الجميع إليها :

- ممكن تكون حركة تمويه زى ما بنشوف فى الأفلام

ضربها أخيها وليد على رأسها بخفة وهو يقول:

- بطلى هبل يا بت أنتِ وخاليكى فى الأفلام بتاعتك

نظر حسين الى أخيه إبراهيم وقال بانتباه :

- أحنا ازاى مفكرناش فى الاحتمال ده

قال إبراهيم موضحاً:

- ايوه يا حسين يا خويا بس احنا لما سألنا وقتها عرفنا انها فعلا حجزت تذاكر على الكويت

تابع حسين وهو يرى الماضى يمر اما ناظريه وكانه شريط سينمائى:

- ولما روحنا السفارة ومحدش أدانا عقاد نافع ..سفرنا هناك ومعرفناش نلاقيهم يعنى ممكن وفاء يكون عندها حق

قال إبراهيم بتركيز:

- لو كانوا فى مصر كانوا اكيد لما يكبروا هيدوروا علينا وأحنا أسمنا مش شوية .. يعنى بسهولة هيوصلوا

نظر حسين إلى أولاده وكأنه يتخذ قراراً مصيرياً ثم قال ببطء وقد لمعت عينيه بالأمل :

- من هنا ورايح مش هندور فى الكشوفات بس..احنا هندور عليهم فى مصر كلها

تبادل عبد الرحمن ويوسف النظرات الساخطة المتخفية وأومأ كل منهما بالإيجاب لأبيهما بينما قال أبراهيم موجهاً حديثة لإبنه وليد :

- وانت كمان يا وليد هتدور معاهم ..

نظر له وليد متفاجأ ثم قال:

- ها...... اه.. اه ..طبعا يا بابا...



***-



دخل عبد الرحمن غرفته , بدل ملابسه وتدثر فى فراشه وشرع فى النوم وهو تبدو عليه علامات الإرهاق الشديد , كاد أن يستغرق فى النوم ولكنه فتح عينيه على صوت هاتفه , نظر إليه فوجد اسم هند تضىء به شاشته فأجابها سريعاً بقلق:

- الو .. ايوه يا هند فى حاجة ولا ايه

اجابته هامسة بنعومة:

- وحشتنى .. معرفتش انام غير لما اكلمك واسمع صوتك

تثاءب عبد الرحمن ثم قال :

- ما احنا لسه كنا مع بعض فى الشركة وبعدين انا يدوب كنت هروح فى النوم

- يعنى مفيش حتى وحشتينى يا حبيبتى

تثاءب مجدداً وهو يقول:

- طبعا وحشتينى مفيش كلام ..بس مش ملاحظة ان الوقت متأخر على الكلام ده

هند وهى تنظر لأختها علا التى أشارت لها أن تستمر :

- هو الحب ليه وقت يا عبده..

لم تسمع اجابة منه فنادته قائلة:

- عبد الرحمن؟

عبد الرحمن:

- خخخخخخخخخخ

أتسعت عينيها بعد أن تأكدت أنه ذهب فى نوم عميق وهى تحدثه ونادته هاتفة :

- عبد الرحمـــــــن

فُزع عبد الرحمن وفتح عينيه بصعوبة وهو يصيح:

- ها ..مين ..فيين .. ازاى

صاحت هند بغضب :

- انت نمت وانا بكلمك ؟

عبد الرحمن وهو يفرك عينيه:

- لا ابدا يا حبيبتى معاكى ها وبعدين

- معايا ! انت نمت وانا بكلمك .. هو انا هفضل اشحت منك الكلام الحلو فى المكتب وفى التليفون كمان

قال عبد الرحمن محاولاً أنهاء المكالمة :

- بصى يا هند يا حبيبتى أوعدك بكره الصبح هقولك كل اللى انتِ عايزاه ..دلوقتى مش قادر أفتح عينى يا جبارة..أمشى يا بت عايز انام

وألقى الهاتف على الفراش وغطى وجهه مغمغماً قبل أن يذهب فى نوم عميق :

- البت انحرفت وعاوزه تاخدنى معاها للرذيلة !.

إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek
#8

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

هههههههه
جميـله اوووى ♥

كمــلى

إظهار التوقيع
توقيع : NoUr♥
#9

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

جميل يا قمر
كملي وانا متابعة معاكي بإذن الله

إظهار التوقيع
توقيع : سماء الأمل
#10

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

يسلم ايدك حبيبتي وشكرا علي امانتك
إظهار التوقيع
توقيع : mercy bird
#11

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

منورين



العفو ع إيه

إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek
#12

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

الفصل الثالث



ألقت هند الهاتف وهى تزفر بشدة قائلة:

- قفل السكة فى وشى

ثم نظرت لأختها علا بعتاب وتابعت:

- عجبك كده منظرى دلوقتى بقى ايه قدامه؟ ياريتنى ما سمعت كلامك ..أنا كان مخى فين بس

نظرت لها علا متسائلة وهى تقول :

- ليه بس؟

ضمت هند ركبتيها إلى صدرها وهى على فراشها و تقول حانقة:

- شكلى بقى وحش أوى بعد الحركة دى ..

ابتسمت علا بمكر ثم قالت:

- ولا وحش ولا حاجة.. بكره يتعود

حدقت هند بها وقالت بانفعال:

- يتعود على أيه أنتِ فاكرانى أيه.. أنا مقدرش أعمل اللى أنتِ عايزاه ده ..انا كبيرى أوى أدلع عليه

نظرت لها علا بطرف عينيها باستخفاف قائلة:

- يابت متبقيش هبلة لو معملتيش كده الخطوبة هتطول .. وده واحد ابن ناس وألف واحدة حاطة عينها عليه ونفسها يبصلها .. ويمكن يلاقى واحدة أحلى منك ويشبك معاها ويرميكى .. لازم تعلقيه بيكى على قد ما تقدرى علشان يعجل بالجواز ويقولك يالا نتجوز بكره ..الوقت مش فى صالحك يا هند

أشاحت هند بوجهها وهى تهتف باستنكار:

- لا بس أنا اعرف عبد الرحمن كويس .. مالوش فى البنات أوى يعنى وبعدين معندوش وقت ليهم كمان وانا متأكده أنه بيحبنى ومش هيسيبنى و خايفة أسمع كلامك يفكر أنى واحدة مش كويسة ويفسخ الخطوبة

علا:

- هو أنا قلتلك اعملى حاجه وحشه لا سمح الله ...أنا بقولك علقيه بيكى بس... ده شكله بارد ونفسه طويل وبعدين تقدرى تقوليلى اللى زى ده والفلوس على قلبه هو وعيلته كلها وجاى يعمل خطوبة ليه؟ .. أيه عاوز وقت يجيب الشقة ولا يعمل جمعية علشان العفش

- لا علشان نقرب من بعض ونعرف بعض كويس

أجابت علا بثقة :

- يا سلام ما أنتِ معاهم بقالك سنة دلوقتى .. كل ده لسه ميعرفكيش .. أسمعى كلامى هو مين اللى خالاه يحبك ويخطبك ..مش هى نصايحي دى اللى مش عاجباكى دلوقتى !!...



***-

عادت وفاء من الجامعة وكانت فى طريقها الى بوابة المنزل الداخلية ولكنها لمحت فرحة تجلس فى الحديقة وترسم منهمكة فى لوحاتها , غيرت أتجاهها وذهبت إليها بابتسامة مرحة قائلة:

- السلام عليكم .. بتعملى أيه بترسمى برضة

أجابتها فرحة بمشاكسة :

- أومال شايفانى بطبخ يعنى..أيه اللى جابك بدرى خلصتى محاضرات؟

جلست وفاء على أحد المقاعد الصغيرة بجوارها وهى تقول:

- لا يا ستى كان عندنا محاضرة جنائى وأتلغت

زفرت فرحة ثم قالت متعجبة:

- والله أنا مش عارفة أيه حبك فى دراستك دى هتطلعى أيه يعنى وكيل نيابة ولا قاضى

وفاء:

- ولا ده ولا ده أنا نفسى أبقى محامية وياسلام بقى لو أتخصص فى قضايا القتل يا بنت عمى

ألتفتت إليها فرحة فى دهشه هاتفة:

- يخربيت الأفلام الأكشن اللى بتتفرجى عليها دى ..أيه هتعملى فيها شارلوك هولمز ولا ايه

نظرت لها وفاء وقالت باستنكار :

- محدش بيقدر الجميل ابدا..ماهو يا ست علبة ألوان أنتِ لو مكنش شارلوك هولمز ده مكنش أبوكى وأبويا اكتشفوا أنهم بيدروا على سراب من سنين ولا ناسية أنى أنا اللى نبهتهم أن ولاد عمى ممكن يكونوا فى مصر أساسا ومسافروش

نظرت إليها فرحة فى تفكير وقالت بشرود :

- تفتكرى يا وفاء لو هم فى مصر ليه مدورش علينا

وفاء :

- الله أعلم .. أحنا لحد دلوقتى منعرفش أصلا هى مرات عمى علي خدتهم ومشيت ليه...طب لو قلنا علشان أطلقوا ..طب وأيه يعنى هى كل واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب ....لالالا الموضوع فيه سر!!

***-

نظر عبد الرحمن فى الكشوفات للمرة الثانية وهو غير مصدق متمتماً "معقول " !!

قال صديقه متسائلاً :

- أيه الأسم فيه حاجة غلط ؟

قال عبد الرحمن وهو مازال محملقاً فى الكشوفات :

- لا ده صح جدا ..جدا...

ثم نظر إلى صديقه بنظرات لامعة وكأنه عثر على كنز لتوه وقال:

- هات ورقة وقلم بسرعة

نقل عبد الرحمن بعض البيانات فى ورقة خاصة وترك صديقه وأنطلق إلى سيارته فى سرعة عائدًا إلى الشركة بلهفة وهو يتخيل سعادة والده بالخبر الذى يحمله إليه, وصل إلى مقر الشركة وصعد إلى أبيه فى سرعة ودلف إلى مكتب هند وهو يقول فى عجلة من أمره

- هند بابا جوه مش كده

وقفت وعلى وجهها علامات الاستنكار من أسلوبه فهو لم يلقى حتى عليها السلام وقبل أن تتفوه بكلمة تركها وتوجه للمكتب وطرق ودخل

كان يتوقع أن يجد أبيه بمفرده ولكنه وجد عمه إبراهيم وولده وليد وشاهد أخيه يوسف يقف بجوار أبيه الذى نظر إليه وقال :

- كويس أنك جيت يا عبد الرحمن تعالى

قال عبد الرحمن بشغف:

- أنا لسه واصل من المطار حالا يا بابا ومش هتصدق عندى ليك مفاجأة بمليون جنية

عقب يوسف ساخراً:

- أحنا اللى عندنا مفاجأة بعشرة مليون مش مليون واحدة

نظر له عبد الرحمن بتساءل فشاهد والده يتناول خطاب مفتوح أمامه ومد يده به وهو يقول:

- مرات عمك علي بعتتلنا جواب

أخذ عبد الرحمن الظرف ونظر إليه بتمعن وقال:

- ده مفيش عنوان ولا ختم ولا حاجة ..الجواب ده وصل هنا ازاى

قال حسين شارحاً:

- هند جبتهولى مع البوسطة وقالتلى أنها لقيته فى صندوق البريد اللى فى مدخل الشركة وطبعا بما أنه مكتوب عليه خاص وأسمى فمحدش فتحه غيرى

صمت عبد الرحمن وقال بتفكير :

- يبقى أكيد هى اللى حطت الجواب فى الصندوق

قال إبراهيم متسائلاً:

- يعنى أيه يابنى الكلام ده

قال عبد الرحمن على الفور:

- ماهى دى المفاجأة بتاعتى .. أنا لقيت اسمها فى الكشوف .. جات أول امبارح ومشيت امبارح بالليل .. يعنى باتت ليلة واحدة .. وأكيد هى أو حد تبعها اللى حط الجواب ده فى الصندوق

ألتفت الحاج حسين إليه قائلا بنفاذ صبر:

- يعنى مقرتش الجواب يا عبد الرحمن !

أنتبه عبد الرحمن وفتح الخطاب وقرأ ما فيه بصوت مسموع قليلاً:

" أزيك يا حسين .. أنا أحلام مرات أخوك علي الله يرحمه .. قصدى طليقته .. أنا عارفة انك هتستغرب وعارفة انك مكنتش متوقع انى ابعتلك بعد السنين دى كلها.. ومعرفش اذا كنت هتفرح بالجواب ده ولا هتقطعه وترميه فى الزبالة .. أنا مش هفتح فى القديم يا ابو عبد الرحمن انا بعتلك الجواب ده مخصوص علشان ولاد أخوك.. إيمان وإيهاب ومريم.. يا ترى فاكرهم ولا لاء. بلاش تخلى القديم يقف بينك وبين ولاد اخوك اللى من لحمكم ودمكم

ماهو مش معقول تبقوا انتوا عايشين فى العز وولاد أخوك بيشتغلوا علشان يعرفوا يأكلوا نفسهم علشان مش عايزين جوز امهم يصرف عليهم.. الولاد فى مصر ومبقاش فى داعى انى اخبيهم تانى هما خلاص كبروا ويقدروا يحددوا هما عاوزين ايه ... انا هديك عنوانهم وانا متأكدة انك لما تروح وتشوفهم عايشين ازاى ضميرك مش هيسمحلك تتخلى عنهم"

...

رفع عبد الرحمن نظره من الخطاب متعجباً وهو يقول:

- فى السيدة زينب !! .. ولاد عمى فى السيدة زينب السنين دى كلها واحنا منعرفش

قال وليد بسرعة:

- يا جماعه مش عاوزين نتسربع لازم نتأكد الأول ان الجواب ده مش لعبة من حد .. ولازم نتأكد هما فعلا هما دول ولاد عمنا ولا نصبه ما يمكن حد بيشتغلنا ..

نظر إليه والده معاتبا:

- تفتكر يابنى بعد الكلام اللى مكتوب ده هنقدر نصبر

وليد:

- يا بابا ماهو اى حد يقدر يكتب اى كلام علشان يصعب علينا ..مش اى حد كده نصدقه

عبد الرحمن وكأنه لم يسمع شيئا توجه بالحديث إلى أبيه قائلاً:

- ها يا بابا تحب نعمل ايه

كان الحاج حسين واضعاً رأسه بين كفيه غارقاً فى ذكرياته عائدا بها للخلف سنوات وسنوات

"ياريتنى سمعت كلام ابويا الله يرحمه .. الشك مالى قلبى يا حسين مش عارف اعمل ايه

حسين:

- أهدى يا علي بس وصلى على النبى كده

علي بصوت اقرب للبكاء:

- عليه الصلاة والسلام .. انا عارف انى استاهل اكتر من كده كمان لانى عصيت ابويا ومات وهو غضبان عليا

حسين :

- متقولش كده يا علي يا اخويا ابوك عمره ما غضب عليك بالعكس ده كان بيدعيلك ليل نهار ووصانى عليك قبل ما يموت وقالى افضل جنبك ومسيبكش لحظة

قال علي فى لوعة:

- الله يرحمك يا ياابويا كنت حاسس باللى هيحصلى ونبهتنى وانا كنت اعمى القلب

ربت حسين على كتفه فى حنان وقال:

- على فكره بقى الوساوس دى وساوس شيطان مراتك ست كويسة وبتحبك

على فى حسرة:

- شوف انت بتقول عليها ايه وهى بتقول عليك ايه ..وانا من غبائى سمعت كلامها وخدت منك ورثى من ابويا كله وعملت المشاريع الفاشلة اللى كانت عايزاها وخسرت كل حاجة ..خلاص خلاص بقيت عاله عليكوا يا حسين انت وابراهيم

حسين :

- متقولش كده يا علي فلوسنا هى فلوسك اهدى بس متعملش فى نفسك كده ده انت صاحب مرض وعيالك محتاجينك يا اخويا"

"""""

أفاق حسين من شروده وعاد من ذكرياته على صوت ولده يوسف وهو يهتف به ويهزه برفق :

- بابا .. بابا أنت كويس

رفع حسين رأسه إليهم مرة أخرى وقال بشرود:

- ايوا يا يوسف يابنى انا كويس متقلقش

يوسف فى قلق:

- اصلك مردتش على عبد الرحمن يعنى .. بيقولك هنعمل ايه .. هنروح؟

***- *



- الله الله .. بتلبسى كده ورايحة على فين .. مش قلتى عندك أجازة النهاردة

كانت مريم تلف حجابها أمام المرآه وهى تجيب أختها إيمان :

- خلصتى صلاة ؟ حرماً ..

ثم تابعت مردفةً:

- أنا خارجه مع سلمى صاحبتى هنتمشى شويه يا إيمان مخنوقة أوى من قاعدة البيت

قالت إيمان وهى تبتسم:

- اه خلصت صلاة.. وقلتلك مية مرة قبل كده اسمها تقبل الله .. حرما دى ملهاش اصل فى السُنة ..

وتابعت حديثها قائلة :

- أخوكى جاى بدرى النهاردة .. أستنى نتغدى مع بعض

ضحكت مريم وقالت بمرح :

- أتغدوا انتوا بقى انتوا مشايخ زى بعض .. انا هتغدى مع سلمى بره

زفرت إيمان بضيق ثم قالت متسائلة :

- رايحين فين ؟ ... انا مبحبش صاحبتك دى ابدا مش بستريحلها خالص

قالت مريم وهى تثبت حجابها:

- وايه الجديد ... على طول بتقولى كده

قالت إيمان بقلق:

- من ساعة ما عرفتى البنت دى وانتِ طريقة لبسك اتغيرت حتى طريقة كلامك مبقتش زى زمان

قالت مريم بغرور مصطنع :

- غلطانة يا إيمان .. مش سلمى هى السبب انتِ ناسيه انا فى كلية سياحه وفنادق يعنى لازم لبسى يبقى شيك زى صحباتى هناك وإلا هيقولوا عليا معقدة.. وبعدين انا مش أى حد انا مريم علي جاسر عارفة عيلة جاسر ولا مبتسمعيش عنهم

رفعت إيمان حاجبيها متعجبة وهى تقول :

- من أمتى النغمة دى.. واحنا من أمتى بنقول احنا من عيلة جاسر؟ .. خدنا منها ايه يعنى غير الغربة فى بلدنا

أخذت مريم حقيبتها واتجهت لباب الشقة وهى تقول :

- بكره هناخد وهناخد كتير وهتقولى مريم قالت

أستوقفتها إيمان بأشارة من يدها قائلة :

- تقصدى ايه يا مريم ؟

تحركت مريم تجاه الباب وهى تقول :

- ولا حاجة يالا سلام

وأرسلت لها قبلة فى الهواء وقالت:

- بوسيلى إيهاب متنسيش

خرجت مريم وتركت إيمان مندهشة من طريقة حديثها عن عائلة أبيها , بعد دقائق طرق الباب فظنت إيمان أن مريم قد عادت مرة أخرى , فتحت الباب وهى تقول :

- نسيتى أيـــ

وتوقفت فجأه عن الكلام وبترت عبارتها متسائلة بتوجس :

- مين حضرتك؟

إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek
#13

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

روايـه جامده اووى بجد ♥
كمـلى

إظهار التوقيع
توقيع : NoUr♥
#14

افتراضي رد: رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد لدعاء عبد الرحمن

معاكي يا قمر
كملي

إظهار التوقيع
توقيع : سماء الأمل


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 7 سلمى سالم8 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 2 سلمى سالم2 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 1 سلمى سالم2 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 6 سلمى سالم4 القرآن الكريم


الساعة الآن 07:45 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل